Professional Documents
Culture Documents
آثار العقد من حيث الأشخاص
آثار العقد من حيث الأشخاص
آثار العقد من حيث الأشخاص
النصوص القانونية:
• المادة 113ق م " :ال يرتب العقد التزاما ً في ذمة الغير ،ولكن يجوز أن يكسبه حقا ً"
• المادة " : 114إذا تعهد شخص عن الغير فال يتقيد الغير بتعهده ،فإن رفض الغير أن يلتزم ،وجب على المتعهد أن
يعوض من تعاقد معه ويجوز له مع ذلك أن يتخلص من التعويض بأن يقوم هو نفسه بتنفيذ ما التزم به .أما إذا قبل
الغير هذا التعهد ،فإن قبوله ال ينتج أثرا إال من وقت صدوره ،ما لم يتبين أنه قصد صراحة أو ضمنا أن يستند أثر هذا
القبول إلى الوقت الذي صدر فيه التعهد".
• المادة " : 116يجوز للشخص أن يتعاقد باسمه على التزامات يشترطها لمصلحة الغير ،إذا كان لـه في تنفيذ هذه
االلتزامات مصلحة شخصية مادية كانت أو أدبية .ويترتب على هذا االشتراط أن يكسب الغير حقا مباشرا قبل المتعهد
بتنفيذ االشتراط يستطيع أن يطالبه بوفائه ،ما لم يتفق على خالف ذلك ،ويكون لهذا المدين أن يحتج ضد المنتفع بما
يعارض مضمون العقد .ويجوز كذلك للمشترط أن يطالب بتنفيذ ما اشترط لمصلحة المنـتفع ،اال إذا تبين من العقد أن
المنـتفع وحده هو الذي يجوز لـه ذلك".
• المادة " : 117يجوز للمشترط دون دائنيه أو وارثيه أن ينقص المشارطة قبل أن يعلن المنتفع إلى المتعهد أو إلى
المشترط رغبته في االستفادة منها ،ما لم يكن ذلك مخالفا لما يقتضيه العقد .وال يترتب على نقض المشارطة أن تبرأ
ذمة المتعهد قبل المشترط ،إال إذا اتفق صراحة أو ضمنا على خالف ذلك ،وللمشترط ،إحالل منتفع آخر محل المنتفع
األول ،كما له أن يستأثر لنفسه باالنتفاع من عملية االشتراط".
• المادة " : 118يجوز في االشتراط لمصلحة الغير أن يكون المنتفع شخصا مستقبال أو هيئة مستقبلة آما يجوز أن يكون
شخصا أو هيئة لم يعينا وقت العقد متى كان تعيينهما مستطاعا في الوقت الذي يجب أن ينتج العقد فيه أثره طبقا
للمشارطة".
الغير هو كل من سوى الخلف العام والخلف الخاص والدائنين بالنسبة للمتعاقد ،واألصل أال تنصرف آثار العقد للغير(أي أنه
ال يصبح مدينا ً وال دائنا ً بعقد غيره) وهذا هو مبدأ نسبية آثار العقد ،ولكن قانونا ً هناك بعض الحاالت االستثنائية يوجب فيها
منطق العدالة أو مبدأ استقرار المعامالت أن يسري فيها بعض آثار العقدي على غير عاقديه .واألصل أن ال ينتفع من العقد
وال يضار إال عاقداه ،ولكن هذه القاعدة تطورت في القوانين الحديثة التي أصبحت تنص على أن العقد ال يجعل الغير مدينا ً
بمقتضاه إال في حاالت استثنائية ،ولكن العقد قد يوجب للغير حقا ً يجعله دائنا ً.
وهذا ما نصت عليه.
التعهد عن الغير:
التعهد عن الغير هو العقد الذي يلتزم فيه شخص بحمل الغير على قبول التزام معين ،كما في حالة تعهد بعض الشركاء في
مال مشترك على الشيوع ،بحمل الشركاء الغائبين على بيع حصصهم أيضاً .ويسمى الذي يقوم بالتعهد متعهداً ،والمتعاقد معه
يسمى متعهدا ً له ،والغير هو المتعهد عنه ،والمبدأ هنا هو أن المتعهد عنه ( الغير) له مطلق الحرية في قبول التعهد أو رفضه
ويلتزم المتعهد بالعقد ،ويترتب عليه التعويض في حالة رفض الغير التعاقد.
شروط التعهد عن الغير :يتبين من نص المادة 114ق م أن شروط التعهد عن الغير هي اآلتية:
-أن يتعاقد المتعهد عن الغير باسمه الشخصي ال باسم الغير الذي يتعهد عنه.
-أن يقصد المتعهد إلزام نفسه بتعهده عن الغير ،وليس إلزام الغير بقبول العقد ،فهو باطل.
-أن يكون موضوع التعهد هو حمل الغير على قبول التزام معين كالقيام بعمل أو االمتناع عن عمل.
طبيعة التعهد عن الغير وآثاره:
طبيعة التعهد عن الغير :عقد التعهد عن الغير يعد إيجابا ً موجها ً إلى المتعهد عنه ( الغير ) من قبل المتعهد له .فإن قبل الغير
هذا اإليجاب انعقد عقد جديد بينهما يختلف عن العقد السابق في النواحي اآلتي :فطرفا العقد السابق هما المتعهد والمتعهد لـه.
بينما طرفا العقد الجديد هما المتعهد له والمتعهد عنه .والعقد السابق كان يلزم المتعهد بأن يحمل الغير على قبول التزام معين.
بينما العقد الجديد يشغل ذمة المتعهد عنه بذلك االلتزام .ويتم العقد الجديد عند صدور القبول من الغير ،إال إذا تبين ،صراحة
أو ضمناً ،أن الغير أراد أن يكون لقبوله أثرا ً رجعياً .
آثار التعهد عن الغير :نميز بين حالتين قبول الغير للتعهد ورفضه له.
أ بن دوحة عيسى ،آثار العقد من حيث األشخاص 2024/2023
-قبول التعهد :يعد المتعهد عن الغير ملتزما ً بتحقيق نتيجة .فمتى قبل الغير التعهد تحققت الغاية التي التزم المتعهد
بتحقيقها ،وبالتالي عد موفيا ً اللتزامه .فبعد ذلك إذا نكل الغير عن تنفيذ االلتزام ،ال يكون المتعهد مسؤوالً.
-رفض التعهد :يعد المتعهد مقصراً ،ويمكن له أن يتخلص من التزامه العقدي بإثبات السبب األجنبي ،وإال فإنه يلزم
بالتعويض ويجوز للمتعهد ،لكي يتخلص من التعويض أن يقوم هو بتنفيذ االلتزام الذي تعهد بحمل الغير على قبوله
بشرط أال يكون ذلك مضرا ً بالدائن.
االشتراط لمصلحة الغير:
هو عقد ينشأ بموجبه لشخص أجنبي عن العقد ،ويسمى المنتفع ،حق مباشر تجاه أحد المتعاقدين ،ويسمى المتعهد ،اشترطه
عليه المتعاقد اآلخر ،ويسمى المشترط .وصور االشتراط عديدة منها :عقد التأمين الذي يبرمه رب العمل لمصلحة العمال عن
األضرار التي تلحق بهم بسبب حوادث العمل.
شروط االشتراط لمصلحة الغير :يتبين من نص المادة 116ق م أن شروط االشتراط لمصلحة الغير هي اآلتية:
-أن يتعاقد المشترط باسمه ال باسم المنتفع.
-أن تنــصرف إرادة المتعاقد إلى إنشاء حق مباشر للمنتفع.
-أن يكون للمشترط مصلحة شخصية ( مادية أو أدبية).
وال يشترط أن يكون المنتفع شخصا ً معينا ً أو موجودا ً حين عقد االشتراط ،وهذا ما يستفاد من المادة 118ق م.
آثــــــار االشتراط لمصلحة الغير :نميز بين العالقات اآلتية :
عالقة المشترط بالمتعهد :يحكمها العقد المبرم بينهما ويمكن للمشترط أن يطالب المتعهد بتنفيذ التزامه.
عالقة المشترط بالمنتفع :وقد تكون من قبيل التبرع ،أو من قبيل المعاوضة فإن قصد المشترط التبرع ،عد ذلك هبة غير
مباشرة منه إلى المنتفع ،وال تخضع هذه الهبة غير المباشرة إلى القواعد الشكلية للهبة ،وإنما فقط للقواعد الموضوعية .وإن
كان االشتراط لمصلحة الغير مبنيا ً على أساس المعاوضة ،كأن يشترط أن تكون المصلحة التي ستشترط للغير هي الوفاء بدين
له على المشترط ،ال بد هنا من بيان نقطتين:
-حق المشترط في نقض المشارطة :يستفاد من نص المادة 117ق م أنه يجوز للمشترط نقض المشارطة وذلك قبل
تصريح المنتفع برغبته في االستفادة منها .ويترتب على ذلك حرمان المنتفع مما سبق اشتراطه لمصلحته .ويسقط حقه
في ذلك إذا صرح المنتفع برغبته قبل وقوع النقض .وهذا الحق مقصور على المشترط فقط دون دائنيه وورثته.
وللمشترط بعد النقض أن يعين منتفعا ً آخر ،وحق المنتفع الجديد يعد مستمدا ً من العقد .وللمشترط أن يستأثر لنفسه
باالنتفاع.
-حق المنتفع وأثر تصريحه برغبته أو رفضه :ينشأ حق المنتفع بمجرد العقد ،وال يتوقف على إقراره لهذه المشارطة.
ولكن تصريحه له تأثير على كل حال .فإذا عبر عن رغبته باالستفادة من االشتراط ،فيمتنع المشترط من نقضها .وال
فرق أن يكون ذلك صراحة أو ضمنا ً وإذا أهمل استعمال حقه خالل مدة التقادم ،سقط حقه .وإذا كان تصريح المنتفع
سلبياً ،بأن رفض المشارطة ،يعود الحق المشروط له إلى المشترط أو إلى ورثته من وقت انعقاد العقد.
عالقة المنتفع بالمتعهد :ينشأ للمنتفع حق مباشر قبل المتعهد مصدره عقد االشتراط .ويصبح المنتفع بموجب عقد االشتراط
دائنا ً للمتعهد ،ويستطيع أن يطالبه بتنفيذ العقد .ولكن ال يجوز له طلب فسخ العقد ألنه لم يكن طرفا ً فيه باألصل .ويـستطيع
المتعهد أن يتمسك قبل المنتفع بجميع الدفوع الناشئة عن عقد المشارطة ،كبطالن العقد ،أو عدم تنفيذ المشترط اللتزاماته .وينشأ
العقد له حقا ً مباشرا ً ال يمر بذمة المشترط .وينشأ هذا الحق من وقت العقد وينتقل إلى ورثته .ويترتب على كون حق المنتفع
حقا ً مباشرا ً غير منتقل إليه من ذمة المشترط ما يأتي:
-ال يحق لدائني المشترط استيفاء ديونهم من حق المنتفع.
-لو مات المشترط لم يدخل حق المنتفع في تركته.
-يصبح المنتفع بمجرد االشتراط دائنا ً للمتعهد ،فيمكنه أن يشترك مع دائني المتعهد في استيفاء ديونهم من أمواله.
وحق المنتفع مصدره عقد المشارطة ،ويترتب على ذلك النتائج اآلتية :
-يتكيف حق المنتفع وفقا ً التفاق المشترط والمتعهد .فهذا االتفاق هو الذي يحدد نطاق هذا الحق وطريقة استعماله.
-ينشأ حق المنتفع من وقت العقد ال من وقت تصريحه بقبول االشتراط لمصلحته .وبالتالي ينتقل هذا الحق بعد وفاته
إلى ورثته.
-يحق للمتعهد أن يدفع مطالبة المنتفع له بكل الدفوع التي ترد على عقد االشتراط ،وفقا ً لما نصت عليه المادة 116ق
م كالبطالن أو القابلية لإلبطال .ولكن ال يحق له أن يتمسك بالدفوع الخاصة بالمشترط تجاه المنتفع ،كالمقاصة.
أ بن دوحة عيسى ،آثار العقد من حيث األشخاص 2024/2023
هنالك التقاء بين وجهتي النظر في الفقه اإلسالمي والقانون المدني على تقييد تصرفات ال ُم َو ِّرث المضافة إلى ما بعد الموت،
بغية حماية الورثة ،لئال يضر بهم ُم َو ِّ ّرثهم في حال تعمد اإلضرار بهم ،بحرمان جزء منهم أو كلهم من الميراث ،أو إنقاص
نصيبهم بصورة كبيرة.
فالتصرفات الضارة بالورثة والمضافة إلى ما بعد الموت ال تسري في حقهم إال في حدود الشرع والقانون ،ومن ثم فإن ال ُم َو ِّ ّرث
ال يجوز له أن يتصرف في ماله بطريق الوصية إال في حدود الثلث ،كما أن المريض مرض الموت تُقيَّد تصرفاته شر ً
عا
ونظا ًما وقانونًا وفق حدود خاصة ال يجوز تجاوزها ،فإذا تجاوزها تظل حبيسة ال تنفذ ،إلى أن يجيزها الورثة.
حاالت استثنائية يسري فيها آثار العقد على الغير :نص القانون على بعض الحاالت االستثنائية التي يسري فيها آثار العقد
على الغير ،وأهم هذه الحاالت هي اآلتية:
-يحق لكل من الموكل والوكيل الثانوي ( وكيل الوكيل) الرجوع على اآلخر بدعوى مباشرة وفقا ً لما جاء في المادة580
ق م ،.على الرغم من أن الموكل يعد من الغير بالنسبة لعقد الوكالة الثاني بين وكيله والوكيل الثانوي ،وكذا بالنسبة
لألخير.
-أعطى القانون الحق للمقاولين الثانويين وعمالهم بإقامة الدعوى على رب العمل بما ال يتجاوز القدر الذي يكون مدينا ً
به للمقاول األصلي ،وهذا ما نصت عليه المادة 565ق م.
وفي هذه الحاالت االستثنائية يسري أثر العقد بالنسبة للغير بحكم القانون رعاية للعدالة واستقرار التعامل.