آثار العقد من حيث الأشخاص

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫أ بن دوحة عيسى‪ ،‬آثار العقد من حيث األشخاص ‪2024/2023‬‬

‫أثر العقد بالنسبة للمتعاقدين وخلفهما‬


‫النصوص القانونية‪:‬‬
‫• المادة ‪ 108‬من ق م‪" :‬ينصرف العقد إلى المتعاقدين والخلف العام‪ ،‬ما لم يتبين من طبيعة التعامل‪ ،‬أو من نص‬
‫القانون‪ ،‬أن هذا األثر ال ينصرف إلى الخلف العام كل ذلك مع مراعاة القواعد المتعلقة بالميراث"‪.‬‬
‫• المادة ‪ 109‬من ق م‪ " :‬إذا أنشأ العقد التزامات‪ ،‬وحقوقا‪ ،‬شخصية تتصل بشيء انتقل بعد ذلك إلى خلف خاص‪ ،‬فإن‬
‫هذه االلتزامات والحقوق تنتقل إلى هذا الخلف في الوقت الذي ينتقل فيه الشيء ‪ ،‬إذا كانت من مستلزماته وكان الخلف‬
‫الخاص يعلم بها وقت انتقال الشيء إليه"‪.‬‬
‫آثار العقد بين المتعاقدين‪:‬‬
‫ً‬
‫المبدأ ‪ :‬هو أن المتعاقد وحده دون سواه يكون ملزما بمضمون العقد‪ ،‬وهذا هو األثر النسبي للعقد وذلك ألنه من مقتضى مبدأ‬
‫سلطان اإلرادة أن يكون بمقدور اإلنسان أن يلزم نفسه بما شاء من عقود‪ ،‬وذلك في نطاق القانون‪ ،‬ولكنه ال يستطيع إلزام‬
‫غيره بما يبرمه من عقود‪.‬‬
‫ً‬
‫ويعد كالمتعاقد خلفه العام‪ ،‬وكذا خلفه الخاص في حاالت معينة‪ ،‬وذلك ألن السلف يعد ممثال للخلف فيما يعقد من عـقود‪ ،‬أما‬
‫الدائن فقد يتأثر من عقود مدينه بصورة غير مباشرة فقد تؤدي هذه العقود إلى زيارة أو نقص ثروة المدين الضامنة لحقوق‬
‫الدائنين‪ ،‬أما الغير فهو كل من سوى المتعاقدين وخلفهما والدائنين‪.‬‬
‫آثار العقد بالنسبة للخلف العام‪:‬‬
‫ال َخلَف العام هو من يَ ْخلُف غيره في كـامل ذمته المالية (كالوارث)‪ ،‬أو يخلفه في جزء شائع منها (أي حصة نسبية منها ½‪،‬‬
‫مثال) كـأحد الورثة‪ ،‬و ينصرف أثر العقد إلى المتعاقدين والخلف العام دون إخالل بالقواعد المتعلقة بالميراث‪ ،‬ما لم يتبين‬ ‫¼ ً‬
‫مـن العقد أو من طبيعة التعامل أو مـن نص القانون أن هذا األثر ال ينصرف إلى الخلف العام‪ ،‬فـإذا كــان العقد صوريًّا فيسري‬
‫أجال للمشتري ثم توفي المشتري انتقل حقه في األجل إلى‬ ‫في حق الخلف العام العقد الحقيقي ال الصوري‪ .‬وإذا منح البائع ً‬
‫ضا‪ .‬ولكـن ال يسري أثر العقد بالنسبة للخلف العام في أحوال معينة‬ ‫ورثته‪ ،‬كمـا يسري التزام البائع بهذا األجل على ورثته أي ً‬
‫وهي‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬إذا اتفق المتعاقدان على عدم انصراف أثر العقد إلى الخلف العام‪ :‬فيجوز لطرفي العقد أن يُنشئا حقوقا والتزامات‪،‬‬
‫على أال يمتد أثرها إلى الخلف العام‪ ،‬والمثال على ذلك أن يُبرما عق َد إيجار يتفقان على إنهائه فور موت أحدهما‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ورد في القانون نص خاص بذلك‪ :‬فقد يتقرر من وجهة النظر القانونية إنهاء العالقة العقدية بوفاة أحد الطرفين‪،‬‬
‫مثال إنهاء عقد الوكالة بموت الموكل أو الوكيل‪ ،‬أو انقضاء عقد الشراكة بموت أحد الشركاء‪ ،‬أو كما هو في عقد‬
‫االيجار‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كانت طبيعة العقد تقتضي عدم السريان‪ :‬هنالك بعض العقود يتعذر معها انتقال الحق وااللتزام فيها للخلف العام‬
‫لمانع مادي أو قانوني يتعلق بها‪ ،‬كما لو كان لشخصية المتعاقد اعتبار خاص في العقد‪ ،‬كالرسام‪ ،‬أو كالتعاقد على‬
‫حاجزا يمنع انتقال آثار العقد إلى الخلف العام‪ ،‬ومن أمثلة الموانع‬ ‫ً‬ ‫إجراء عملية جراحية دقيقة هذا مانع مادي يقف‬
‫القانونية إذا حصل شخص على حق انتفاع بمقتضى عقد فإن هذا العقد ينتهي أثره تلقائيًّا بعد موت المنتفع‪.‬‬
‫آثار العقد بالنسبة للخلف الخاص‪:‬‬
‫الخلف الخاص هو كل من تلقى حقًّا معينًا كـان في ذمة سلفه‪ ،‬ثم انتقل منها إليه بعقد من العقود سواء أكـان حقًّا عينيّا ً أو‬
‫ومعنى آخر هو‪ :‬من يخلف سلفه في حق عيني أو ملكية شيء معين‪ ،‬وليس في مجموع المال‪ .‬ومثال ذلك‬ ‫ً‬ ‫شخصيّاً‪ .‬في سيا ٍ‬
‫ق‬
‫صى له بعين معينة‪ ،‬والمحال إليه‪ ،‬والمشتري خلف خاص للبائع‪ ،‬ويشترط لسريان آثار العقد الذي يبرمه‬ ‫الموهوب له‪ ،‬وال ُمو َ‬
‫السلف على الخلف الخاص ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون عقد السلف سابقًا لخلفية الخلف الخاص‪ :‬ينبغي أن تكون الحقوق أو االلتزامات قد نشأت بناء على تصرف‬
‫سابق لتاريخ انتقال الشيء إلى الخلف الخاص‪ ،‬أما إذا نشأت بعد انتقال الشيء للخلف الخاص فال تنصرف إليه‪،‬‬
‫ويصبح وقتها الخلف الخاص من الغير ويشترط أن يكـون عقد السلف ثابت التاريخ‪ ،‬حتـى يمكـن أن يشكل وسيلة‬
‫لالحتجاج للخلف الخاص أو عليه‪ ،‬ويكــون الـعـقـد ثابت التاريخ في الحاالت المنصوص عليها بالمادة ‪ 328‬ق م‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -‬من يوم تسجيله‪،‬‬
‫‪ -‬من يوم ثبوت مضمونه في عقد آخر حرره موظف عام‪،‬‬
‫‪ -‬من يوم التأشير عليه على يد ضابط عام مختص‪،‬‬
‫أ بن دوحة عيسى‪ ،‬آثار العقد من حيث األشخاص ‪2024/2023‬‬

‫‪ -‬من يوم وفاة أحد الذين لهم على العقد خط وامضاء‪.‬‬


‫نص‬
‫‪ -‬أن يكون عقد السلف وثيق الصلة بالشيء‪ ،‬أو بالحق العيني‪ ،‬أو الشخصي الذي انتقل إلى الخلف‪ :‬والمعيار الذي َّ‬
‫عليه القانون هنا هو أن تكون الحقوق وااللتزامات الناشئة عن عقد السلف من مستلزمات الشيء (أو الحق العيني أو‬
‫الشخصي) الذي انتقـل إلى الخلف الخاص‪ .‬وتعـد الحقوق من مستلزمات الشيء‪ ،‬أي أنها كانت حقوقا مكملة له‪ ،‬أو‬
‫التزامات محددة له‪ :‬إذا عقد السل ف تأمينا للعقار من الحريق ثم باعه‪ ،‬يسري العقد في حق الخلف الخاص شرط أن‬
‫يدفع األقساط‪ .‬والمثال على االلتزامات المحددة‪ :‬االلتزام الذي يقيد حرية المالك في استعمال ملـكـه‪ .‬ويستثنى من ذلك‬
‫إذا كـانت شخصية السلف محل اعتبـار‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الخلف الخاص علـى علـم بااللتـزامات أو الحقـوق النـاشئـة عـن عقد سلفـه‪ :‬وال يكــفي إمكـان العلـم‪ ،‬وإنمــا‬
‫العلم الفعلي‪ ،‬ويقوم مقام العلم التسجيل والشهر العقاري‪.‬‬
‫حكم الدائنين (أثر العقد بالنسبة للدائنـين)‪:‬‬
‫أموال المدين ضامنة جميعها للوفــاء بديونه‪ ،‬فـالديون مـن حيث المبـدأ تتعلق بذمة المـدين المجردة‪ ،‬ال بعين أو جزء محدود‬
‫صا‪ ،‬بل يتأثر بعقود المـدين بشـكـل غـير مباشـر‪ ،‬وللمدين حرية إبـرام‬ ‫مـن أمواله‪ ،‬والدائن وإن كـان ال يعد خلفًا عا ًّما أو خا ًّ‬
‫العقود والتصرفات ولو أنقصت من الضمان العام لدائنيه‪ ،‬ولكـن إذا أعسر المـدين يجوز للدائن أن يطلب مـن المحكمـة الحكم‬
‫ضد مدينه وفقا لما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬إذا أبرم المـدين عقـدًا صوريًّا‪ ،‬جـاز للدائـن الحسـن النيـة الطعن فـيه بالصورية (‪ 198‬ق م)‪.‬‬
‫ضارا‪ ،‬ولو غير صـوري بدائنه جاز له أن يطلب عدم نفاذ التصرف في حقه‪ ،‬وهذه هي‬ ‫ًّ‬ ‫‪ -‬إذا أبرم المدين تـصرفـًا‬
‫الدعوى البوليصية (م ‪ 191‬ق م)‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تقاعس المدين عن المطالبة بحقه‪ ،‬سمح القانون للدائن بالمطالبة بهذا الحق باسم مدينه‪ ،‬وهذه هي الدعوى غير‬
‫المباشرة (م ‪ 189‬ق م)‪.‬‬
‫أ بن دوحة عيسى‪ ،‬آثار العقد من حيث األشخاص ‪2024/2023‬‬

‫آثار العقد بالنسبة إلى الغير‬

‫النصوص القانونية‪:‬‬
‫• المادة ‪ 113‬ق م ‪" :‬ال يرتب العقد التزاما ً في ذمة الغير‪ ،‬ولكن يجوز أن يكسبه حقا ً"‬
‫• المادة ‪ " : 114‬إذا تعهد شخص عن الغير فال يتقيد الغير بتعهده‪ ،‬فإن رفض الغير أن يلتزم‪ ،‬وجب على المتعهد أن‬
‫يعوض من تعاقد معه ويجوز له مع ذلك أن يتخلص من التعويض بأن يقوم هو نفسه بتنفيذ ما التزم به‪ .‬أما إذا قبل‬
‫الغير هذا التعهد‪ ،‬فإن قبوله ال ينتج أثرا إال من وقت صدوره‪ ،‬ما لم يتبين أنه قصد صراحة أو ضمنا أن يستند أثر هذا‬
‫القبول إلى الوقت الذي صدر فيه التعهد"‪.‬‬
‫• المادة ‪ " : 116‬يجوز للشخص أن يتعاقد باسمه على التزامات يشترطها لمصلحة الغير‪ ،‬إذا كان لـه في تنفيذ هذه‬
‫االلتزامات مصلحة شخصية مادية كانت أو أدبية‪ .‬ويترتب على هذا االشتراط أن يكسب الغير حقا مباشرا قبل المتعهد‬
‫بتنفيذ االشتراط يستطيع أن يطالبه بوفائه‪ ،‬ما لم يتفق على خالف ذلك‪ ،‬ويكون لهذا المدين أن يحتج ضد المنتفع بما‬
‫يعارض مضمون العقد‪ .‬ويجوز كذلك للمشترط أن يطالب بتنفيذ ما اشترط لمصلحة المنـتفع‪ ،‬اال إذا تبين من العقد أن‬
‫المنـتفع وحده هو الذي يجوز لـه ذلك"‪.‬‬
‫• المادة ‪" : 117‬يجوز للمشترط دون دائنيه أو وارثيه أن ينقص المشارطة قبل أن يعلن المنتفع إلى المتعهد أو إلى‬
‫المشترط رغبته في االستفادة منها‪ ،‬ما لم يكن ذلك مخالفا لما يقتضيه العقد‪ .‬وال يترتب على نقض المشارطة أن تبرأ‬
‫ذمة المتعهد قبل المشترط‪ ،‬إال إذا اتفق صراحة أو ضمنا على خالف ذلك‪ ،‬وللمشترط‪ ،‬إحالل منتفع آخر محل المنتفع‬
‫األول‪ ،‬كما له أن يستأثر لنفسه باالنتفاع من عملية االشتراط"‪.‬‬
‫• المادة ‪" : 118‬يجوز في االشتراط لمصلحة الغير أن يكون المنتفع شخصا مستقبال أو هيئة مستقبلة آما يجوز أن يكون‬
‫شخصا أو هيئة لم يعينا وقت العقد متى كان تعيينهما مستطاعا في الوقت الذي يجب أن ينتج العقد فيه أثره طبقا‬
‫للمشارطة"‪.‬‬

‫الغير هو كل من سوى الخلف العام والخلف الخاص والدائنين بالنسبة للمتعاقد‪ ،‬واألصل أال تنصرف آثار العقد للغير(أي أنه‬
‫ال يصبح مدينا ً وال دائنا ً بعقد غيره) وهذا هو مبدأ نسبية آثار العقد‪ ،‬ولكن قانونا ً هناك بعض الحاالت االستثنائية يوجب فيها‬
‫منطق العدالة أو مبدأ استقرار المعامالت أن يسري فيها بعض آثار العقدي على غير عاقديه‪ .‬واألصل أن ال ينتفع من العقد‬
‫وال يضار إال عاقداه‪ ،‬ولكن هذه القاعدة تطورت في القوانين الحديثة التي أصبحت تنص على أن العقد ال يجعل الغير مدينا ً‬
‫بمقتضاه إال في حاالت استثنائية‪ ،‬ولكن العقد قد يوجب للغير حقا ً يجعله دائنا ً‪.‬‬
‫وهذا ما نصت عليه‪.‬‬
‫التعهد عن الغير‪:‬‬
‫التعهد عن الغير هو العقد الذي يلتزم فيه شخص بحمل الغير على قبول التزام معين‪ ،‬كما في حالة تعهد بعض الشركاء في‬
‫مال مشترك على الشيوع‪ ،‬بحمل الشركاء الغائبين على بيع حصصهم أيضاً‪ .‬ويسمى الذي يقوم بالتعهد متعهداً‪ ،‬والمتعاقد معه‬
‫يسمى متعهدا ً له‪ ،‬والغير هو المتعهد عنه‪ ،‬والمبدأ هنا هو أن المتعهد عنه ( الغير) له مطلق الحرية في قبول التعهد أو رفضه‬
‫ويلتزم المتعهد بالعقد‪ ،‬ويترتب عليه التعويض في حالة رفض الغير التعاقد‪.‬‬
‫شروط التعهد عن الغير‪ :‬يتبين من نص المادة ‪ 114‬ق م أن شروط التعهد عن الغير هي اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتعاقد المتعهد عن الغير باسمه الشخصي ال باسم الغير الذي يتعهد عنه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقصد المتعهد إلزام نفسه بتعهده عن الغير‪ ،‬وليس إلزام الغير بقبول العقد‪ ،‬فهو باطل‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون موضوع التعهد هو حمل الغير على قبول التزام معين كالقيام بعمل أو االمتناع عن عمل‪.‬‬
‫طبيعة التعهد عن الغير وآثاره‪:‬‬
‫طبيعة التعهد عن الغير‪ :‬عقد التعهد عن الغير يعد إيجابا ً موجها ً إلى المتعهد عنه ( الغير ) من قبل المتعهد له‪ .‬فإن قبل الغير‬
‫هذا اإليجاب انعقد عقد جديد بينهما يختلف عن العقد السابق في النواحي اآلتي‪ :‬فطرفا العقد السابق هما المتعهد والمتعهد لـه‪.‬‬
‫بينما طرفا العقد الجديد هما المتعهد له والمتعهد عنه‪ .‬والعقد السابق كان يلزم المتعهد بأن يحمل الغير على قبول التزام معين‪.‬‬
‫بينما العقد الجديد يشغل ذمة المتعهد عنه بذلك االلتزام‪ .‬ويتم العقد الجديد عند صدور القبول من الغير‪ ،‬إال إذا تبين‪ ،‬صراحة‬
‫أو ضمناً‪ ،‬أن الغير أراد أن يكون لقبوله أثرا ً رجعيا‪ً .‬‬
‫آثار التعهد عن الغير‪ :‬نميز بين حالتين قبول الغير للتعهد ورفضه له‪.‬‬
‫أ بن دوحة عيسى‪ ،‬آثار العقد من حيث األشخاص ‪2024/2023‬‬

‫‪ -‬قبول التعهد‪ :‬يعد المتعهد عن الغير ملتزما ً بتحقيق نتيجة‪ .‬فمتى قبل الغير التعهد تحققت الغاية التي التزم المتعهد‬
‫بتحقيقها‪ ،‬وبالتالي عد موفيا ً اللتزامه‪ .‬فبعد ذلك إذا نكل الغير عن تنفيذ االلتزام‪ ،‬ال يكون المتعهد مسؤوالً‪.‬‬
‫‪ -‬رفض التعهد‪ :‬يعد المتعهد مقصراً‪ ،‬ويمكن له أن يتخلص من التزامه العقدي بإثبات السبب األجنبي‪ ،‬وإال فإنه يلزم‬
‫بالتعويض ويجوز للمتعهد‪ ،‬لكي يتخلص من التعويض أن يقوم هو بتنفيذ االلتزام الذي تعهد بحمل الغير على قبوله‬
‫بشرط أال يكون ذلك مضرا ً بالدائن‪.‬‬
‫االشتراط لمصلحة الغير‪:‬‬
‫هو عقد ينشأ بموجبه لشخص أجنبي عن العقد‪ ،‬ويسمى المنتفع‪ ،‬حق مباشر تجاه أحد المتعاقدين‪ ،‬ويسمى المتعهد‪ ،‬اشترطه‬
‫عليه المتعاقد اآلخر‪ ،‬ويسمى المشترط‪ .‬وصور االشتراط عديدة منها‪ :‬عقد التأمين الذي يبرمه رب العمل لمصلحة العمال عن‬
‫األضرار التي تلحق بهم بسبب حوادث العمل‪.‬‬
‫شروط االشتراط لمصلحة الغير‪ :‬يتبين من نص المادة ‪ 116‬ق م أن شروط االشتراط لمصلحة الغير هي اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتعاقد المشترط باسمه ال باسم المنتفع‪.‬‬
‫‪ -‬أن تنــصرف إرادة المتعاقد إلى إنشاء حق مباشر للمنتفع‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون للمشترط مصلحة شخصية ( مادية أو أدبية)‪.‬‬
‫وال يشترط أن يكون المنتفع شخصا ً معينا ً أو موجودا ً حين عقد االشتراط‪ ،‬وهذا ما يستفاد من المادة ‪ 118‬ق م‪.‬‬
‫آثــــــار االشتراط لمصلحة الغير‪ :‬نميز بين العالقات اآلتية ‪:‬‬
‫عالقة المشترط بالمتعهد‪ :‬يحكمها العقد المبرم بينهما ويمكن للمشترط أن يطالب المتعهد بتنفيذ التزامه‪.‬‬
‫عالقة المشترط بالمنتفع‪ :‬وقد تكون من قبيل التبرع‪ ،‬أو من قبيل المعاوضة فإن قصد المشترط التبرع‪ ،‬عد ذلك هبة غير‬
‫مباشرة منه إلى المنتفع‪ ،‬وال تخضع هذه الهبة غير المباشرة إلى القواعد الشكلية للهبة‪ ،‬وإنما فقط للقواعد الموضوعية‪ .‬وإن‬
‫كان االشتراط لمصلحة الغير مبنيا ً على أساس المعاوضة‪ ،‬كأن يشترط أن تكون المصلحة التي ستشترط للغير هي الوفاء بدين‬
‫له على المشترط‪ ،‬ال بد هنا من بيان نقطتين‪:‬‬
‫‪ -‬حق المشترط في نقض المشارطة‪ :‬يستفاد من نص المادة ‪ 117‬ق م أنه يجوز للمشترط نقض المشارطة وذلك قبل‬
‫تصريح المنتفع برغبته في االستفادة منها‪ .‬ويترتب على ذلك حرمان المنتفع مما سبق اشتراطه لمصلحته‪ .‬ويسقط حقه‬
‫في ذلك إذا صرح المنتفع برغبته قبل وقوع النقض‪ .‬وهذا الحق مقصور على المشترط فقط دون دائنيه وورثته‪.‬‬
‫وللمشترط بعد النقض أن يعين منتفعا ً آخر‪ ،‬وحق المنتفع الجديد يعد مستمدا ً من العقد‪ .‬وللمشترط أن يستأثر لنفسه‬
‫باالنتفاع‪.‬‬
‫‪ -‬حق المنتفع وأثر تصريحه برغبته أو رفضه‪ :‬ينشأ حق المنتفع بمجرد العقد‪ ،‬وال يتوقف على إقراره لهذه المشارطة‪.‬‬
‫ولكن تصريحه له تأثير على كل حال‪ .‬فإذا عبر عن رغبته باالستفادة من االشتراط‪ ،‬فيمتنع المشترط من نقضها‪ .‬وال‬
‫فرق أن يكون ذلك صراحة أو ضمنا ً وإذا أهمل استعمال حقه خالل مدة التقادم‪ ،‬سقط حقه‪ .‬وإذا كان تصريح المنتفع‬
‫سلبياً‪ ،‬بأن رفض المشارطة‪ ،‬يعود الحق المشروط له إلى المشترط أو إلى ورثته من وقت انعقاد العقد‪.‬‬
‫عالقة المنتفع بالمتعهد‪ :‬ينشأ للمنتفع حق مباشر قبل المتعهد مصدره عقد االشتراط‪ .‬ويصبح المنتفع بموجب عقد االشتراط‬
‫دائنا ً للمتعهد‪ ،‬ويستطيع أن يطالبه بتنفيذ العقد‪ .‬ولكن ال يجوز له طلب فسخ العقد ألنه لم يكن طرفا ً فيه باألصل‪ .‬ويـستطيع‬
‫المتعهد أن يتمسك قبل المنتفع بجميع الدفوع الناشئة عن عقد المشارطة‪ ،‬كبطالن العقد‪ ،‬أو عدم تنفيذ المشترط اللتزاماته‪ .‬وينشأ‬
‫العقد له حقا ً مباشرا ً ال يمر بذمة المشترط‪ .‬وينشأ هذا الحق من وقت العقد وينتقل إلى ورثته‪ .‬ويترتب على كون حق المنتفع‬
‫حقا ً مباشرا ً غير منتقل إليه من ذمة المشترط ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬ال يحق لدائني المشترط استيفاء ديونهم من حق المنتفع‪.‬‬
‫‪ -‬لو مات المشترط لم يدخل حق المنتفع في تركته‪.‬‬
‫‪ -‬يصبح المنتفع بمجرد االشتراط دائنا ً للمتعهد‪ ،‬فيمكنه أن يشترك مع دائني المتعهد في استيفاء ديونهم من أمواله‪.‬‬
‫وحق المنتفع مصدره عقد المشارطة‪ ،‬ويترتب على ذلك النتائج اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬يتكيف حق المنتفع وفقا ً التفاق المشترط والمتعهد‪ .‬فهذا االتفاق هو الذي يحدد نطاق هذا الحق وطريقة استعماله‪.‬‬
‫‪ -‬ينشأ حق المنتفع من وقت العقد ال من وقت تصريحه بقبول االشتراط لمصلحته‪ .‬وبالتالي ينتقل هذا الحق بعد وفاته‬
‫إلى ورثته‪.‬‬
‫‪ -‬يحق للمتعهد أن يدفع مطالبة المنتفع له بكل الدفوع التي ترد على عقد االشتراط‪ ،‬وفقا ً لما نصت عليه المادة ‪ 116‬ق‬
‫م كالبطالن أو القابلية لإلبطال‪ .‬ولكن ال يحق له أن يتمسك بالدفوع الخاصة بالمشترط تجاه المنتفع‪ ،‬كالمقاصة‪.‬‬
‫أ بن دوحة عيسى‪ ،‬آثار العقد من حيث األشخاص ‪2024/2023‬‬

‫حاالت يصير فيها الخلف العام من الغير‪:‬‬


‫النصوص القانونية‪:‬‬
‫• المادة ‪ : 776‬كل تصرف قانوني يصدر عن شخص في حال مرض الموت بقصد التبرع يعتبر تبرعا مضافا إلى ما‬
‫بعد الموت‪ ،‬وتسري عليه أحكام الوصية أيا كانت التسمية التي تعطى إلى هذا التصرف‪ .‬وعلى ورثة المتصرف ان‬
‫يثبتوا ان التصرف القانوني قد صدر عن مورثهم وهو في مرض الموت ولهم إثبات ذلك بجميع الطرق‪ ،‬وال يحتج‬
‫على الورثة بتاريخ العقد إذا لم يكن هذا التاريخ ثابتا‪ .‬إذا اثبت الورثة ان التصرف صدر عن مورثهم في مرض‬
‫الموت اعتبر التصرف صادرا على سبيل التبرع مالم يثبت من صدر له التصرف خالف ذلك‪ ،‬كل هذا ما لم توجد‬
‫أحكام خاصة تخالفه‪.‬‬
‫• المادة ‪ : 777‬يعتبر التصرف وصية وتجري عليه أحكامها إذا تصرف شخص ألحد ورثته واستثنى لنفسه بطريقة ما‬
‫حيازة الشيء المتصرف فيه واالنتفاع به مدة حياته ما لم يكن هناك دليل يخالف ذلك‪.‬‬

‫هنالك التقاء بين وجهتي النظر في الفقه اإلسالمي والقانون المدني على تقييد تصرفات ال ُم َو ِّرث المضافة إلى ما بعد الموت‪،‬‬
‫بغية حماية الورثة‪ ،‬لئال يضر بهم ُم َو ِّ ّرثهم في حال تعمد اإلضرار بهم‪ ،‬بحرمان جزء منهم أو كلهم من الميراث‪ ،‬أو إنقاص‬
‫نصيبهم بصورة كبيرة‪.‬‬
‫فالتصرفات الضارة بالورثة والمضافة إلى ما بعد الموت ال تسري في حقهم إال في حدود الشرع والقانون‪ ،‬ومن ثم فإن ال ُم َو ِّ ّرث‬
‫ال يجوز له أن يتصرف في ماله بطريق الوصية إال في حدود الثلث‪ ،‬كما أن المريض مرض الموت تُقيَّد تصرفاته شر ً‬
‫عا‬
‫ونظا ًما وقانونًا وفق حدود خاصة ال يجوز تجاوزها‪ ،‬فإذا تجاوزها تظل حبيسة ال تنفذ‪ ،‬إلى أن يجيزها الورثة‪.‬‬

‫حاالت استثنائية يسري فيها آثار العقد على الغير‪ :‬نص القانون على بعض الحاالت االستثنائية التي يسري فيها آثار العقد‬
‫على الغير‪ ،‬وأهم هذه الحاالت هي اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬يحق لكل من الموكل والوكيل الثانوي ( وكيل الوكيل) الرجوع على اآلخر بدعوى مباشرة وفقا ً لما جاء في المادة‪580‬‬
‫ق م ‪ ،.‬على الرغم من أن الموكل يعد من الغير بالنسبة لعقد الوكالة الثاني بين وكيله والوكيل الثانوي‪ ،‬وكذا بالنسبة‬
‫لألخير‪.‬‬
‫‪ -‬أعطى القانون الحق للمقاولين الثانويين وعمالهم بإقامة الدعوى على رب العمل بما ال يتجاوز القدر الذي يكون مدينا ً‬
‫به للمقاول األصلي‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة‪ 565‬ق م‪.‬‬
‫وفي هذه الحاالت االستثنائية يسري أثر العقد بالنسبة للغير بحكم القانون رعاية للعدالة واستقرار التعامل‪.‬‬

You might also like