Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 11

‫الفصل السابع‬

‫دراسة الطباع‬
‫ثمة رجل أمامي ‪ .‬من يكون هذا الرجل ؟ ما هو واقعه البعيد ؟ هل هو حقا كما يبدو لنا ؟ من هم الناس الذين يحيطون به‬
‫؟ كيف يتصرف في بيئة اجتماعية معينة ؟ ما هو مزاجه ؟ هل هو متوازن ‪ .‬منظم ‪,‬مصاب بالكبت ‪ ,‬سلطوي اندفاعي ‪,‬‬
‫عدواني ؟ ما السر الذي يمثله هذا الرجل ؟‬
‫وفاقا للهدف‬
‫ً‬ ‫المقصود ‪ ,‬إذن ‪ ,‬أن يدرس طبعه وتشوهات هذا الطبع ذاته ‪ .‬ولدراسته ‪ ,‬هناك وسيلتان يمكن استخدامهما‬
‫المنشود ‪ .‬الوسيلة األولى ‪ ,‬ضرب من علم نفس األعماق ‪ ,‬كالتحليل النفسي على سبيل المثال ‪.‬وتلك إنما هي طريقة‬
‫مثالية ‪ ,‬لكن تطبيقها يتطلب بعض الوقت ‪.‬‬
‫غير أنه قد يحدث أن يرغب المرء في معرفة الخطوط الكبرى لطبع من الطباع ‪ ,‬كأن يريد أحد رؤساء مشروع من‬
‫المشاريع أن يعرف فيما إذا كان أحد المرشحين سيتكيف مع المهنة التي يطلبها ‪ ,‬أو كأن يبحث أبوان عن الدراسات التي‬
‫تالئم ولدهما على نحو أفضل ‪ .‬وال بد ‪ ,‬في هذه الحالة من ان تكشف سمات الطبع الرئيسية على وجه السرعة ‪ ,‬وأن يتم‬
‫التنبؤ بتطوره في المستقبل ‪.‬‬
‫نحن ‪ ,‬هنا حيال فرعين من علم النفس ‪ ,‬واضحين كل الوضوح ‪:‬‬
‫أ – علم النفس التقني مع طريقة الروائز ‪.‬‬
‫ب – التوجيه المهني المرتكز على علم النفس التقني ‪.‬‬
‫ثمة فرع ثالث يتسع مجال تطبيقه ‪:‬‬
‫ح – علم دراسة الخط الذي يدرس الطبع معتمدا على الكتابة ‪.‬‬
‫ولكن ‪,‬إليكم أمرا رئيسي ا قبل كل شيء ‪,‬مفاده أن ثمة أساسا ينبني عليه الطبع اإلنساني ‪,‬شانه في ذلك شأن أي بيت ‪ .‬وذلك‬
‫إنما هو المزاج ‪ .‬فمزاجنا يشكل قاعدة أعما لنا الجسمية والنفسية ‪ .‬وهذا النوع من المزاج يعد مسبقا إلى هذا العمل المعين‬
‫‪.‬وليس لـ " ذي الجثة الضخمة " مزاج " صاحب الجسم النحيل " ‪ ,‬أو مزاج " الغضوب " ‪ .‬فدراسة األمزجة‬
‫هي ‪,‬إذن ‪,‬دراسة أولية ‪.‬‬

‫‪ – 1‬األمزجة ‪:‬‬
‫أوال – تصنيف هيبوقراط ‪.‬‬
‫وضع هيبوقراط ‪,‬منذ القرن الخامس قبل الميالد ‪ ,‬تصنيف األمزجة التالي الذي كان له تأثير على الطب حتى العصر‬
‫الحديث ‪ .‬لقد أخذ تصنيفه بالحسبان أربعة نماذج إنسانية يمكن أن نلتقي بهما في الشارع يوميا ‪.‬‬
‫أ – الدموي ‪.‬‬
‫الدموي " مرح " ‪ .‬أنيس جدا ‪ ,‬وال يطرح فكره السطحي إلى حد ما مشكالت عويصة ‪ .‬انه ممتلئ الجسم ‪ ,‬قوي البنية ‪,‬‬
‫اكتنازه موضع إعجاب الذين يحيطون به غالبا ‪ .‬انه يسرف في العديد من األشياء ‪ :‬في الطعام والشراب والعمل ‪,‬‬
‫ويحتاج إلى الحركة والفاعلية واالنفعاالت ‪ .‬ويتباهى بسرور أنه لم يكن قط بحاجة إلى استشارة الطبيب ‪ .‬فإن وقع‬
‫مريضا ‪,‬كان قبل كل شيء بحاجة إلى أن يطمئن ‪ ,‬هذا النوع من الرجال طيع للعالج ما دام يتألم ‪ .‬ولكنه يهمل كل عالج‬
‫منذ أن يظهر عليه بادرة تحسن ‪ ....‬لكي يعود من جديد إلى إسرافه ‪ .‬والدموي معرض إلى االنتانات ‪ ,‬إلى الموت‬
‫المفاجئ في حوالي الخمسين من عمره ‪.‬‬
‫حوادث شائعة تنتظر الدمويين ‪ :‬قولنج كبدي ‪ ,‬شقيقة ‪ ,‬احتقان رئوي ‪ ,‬الخ ‪ .‬ومع ذلك ‪,‬فإن لهذه األمراض فائدتها على‬
‫الغالب ‪ ,‬وتحفظ العضوية من حوادث أكثر خطرا ‪ .‬والدموي قليل االستعداد المسبق لألمراض النفسية ‪.‬‬
‫ب – السوداوي ‪.‬‬
‫يسمى السوداوي أيضا " النكد " ‪ .‬هذا النموذج من الرجال ‪ ,‬غير األنيس بصورة بينة ‪ ,‬عصبي وانفعالي ‪ .‬انه كذلك‬
‫نموذج متشائم ‪ ,‬صلف ‪,‬منطو على ذاته ‪ .‬جسمه نحيل جمجمته نامية على حساب جسم هزيل ‪ ,‬يطرح السوداوي مسائل‬
‫بعيدة الغور ‪,‬ويعاني من اضطرابات عصبية كثيرة ‪ .‬انه ذو استعداد مسبق لالجترار النفسي والقلق ‪ ,‬وذو ميول إلى‬
‫الكبت والعقد ‪ .‬نمو عضويته معاق غالبا ‪ ,‬فتبقى ضعيفة ‪ .‬ولكن هذا السوداوي يعمر طويالً ‪ ,‬على الغالب ‪ ,‬إذا يقصر‬
‫حياته على عادات وعلى ضروب من الهوس ‪...‬‬

‫‪1‬‬
‫دفاع عضوية السوداوي قوي جدا‪ .‬وعلى العكس من ذلك ‪ ,‬فهو سريع التهيج بإفراط ‪ ,‬يعاني من اآلالم العصبية والمغص‬
‫واالنقب اضات واألرق والعصاب ‪ .‬انه يرى جمهورا من األطباء ‪,‬ويلهث وراء العيادات باستمرار ‪ ,‬ويتقدم إلى الطبيب‬
‫مصحوبا بكومة من " األوراق الصغيرة " التي سجل عليها االضطرابات الكثيرة التي يعاني منها ‪.‬‬
‫تلك هي حياته ‪ .‬ولكنه يتحمل " صدمة قاسية " ‪ ,‬على الغالب ‪ ,‬أو حزنا بصورة أفضل مما يتحمل أي إنسان آخر ‪ .‬وهو‬
‫يظهر ‪ ,‬أمام الموت‪ ,‬صفاء يحسده عليه الكثيرون ‪.‬‬
‫ح – الغضبي ‪.‬‬
‫يسمى " الصفراوي " أيضا ‪ .‬انه سريع التهيج ‪ ,‬نزق جدا ‪ ,‬عدواني وجسور ‪ .‬جسمه كبير ونحيل ‪ ,‬سحنته ضارية إلى‬
‫الصفرة ‪ " ,‬يتحمل األلم " ‪ ,‬ويبقى رابط الجأش ‪ ,‬ويتألم دون شكوى ‪.‬‬
‫ان هذا هو النموذج " اإلرادي " ‪ .‬انه ال يذهب إلى الطبيب ‪ ...‬إال إذا أعيته الحيلة ‪ .‬مع ذلك ‪,‬فال جدوى من تشديد‬
‫عزيمته ‪ .‬فالوقائع والمنطق الرياضي قادرة ‪ ,‬وحدها ‪ ,‬على إقناعه ‪ .‬وعنذلك ‪ ,‬يتابع العالج باحترام مطلق ‪.‬‬
‫الغضبي ذو حيوية رائعة جدا‪ ,‬ذو استعداد مسبق لالنتانات الهضمية ‪ .‬انه يعمر ‪ ,‬على العموم أكثر مما يعمرالدموي‬
‫بكثير ‪.‬‬
‫د – اللمفاوي ‪.‬‬
‫ويسمى أيضًا " البلغمي " ‪ .‬انه يبدو مستقرا وهادئا ‪ ,‬ذو جسم تكثر فيه الشحوم ‪ ,‬بل هو بدين ‪,‬فاعليته بطيئة ‪ ,‬وال يصمد‬
‫أمام األلم ‪ .‬فهو يتحسس نفسه لدى أقل ألم يشعر به ‪,‬ويعتقد انه قارب قوسين أو أدنى من القبر ‪ .‬واللمفاوي شديد التأثر‬
‫باإليحاء والنوم المغناطيسي ‪.‬‬
‫اللمفاوي ‪ ,‬على وجه العموم ‪ ,‬ذو استعداد مسبق للموت المبكر ‪ .‬فاآلفات لديه ذات ميل نحو االتساع اتساع هائال ‪.‬‬
‫وانقضاء أجل اللمفاوي بعد عملية جراحية كانت قد تناولت أعضاءه اللمفاوية أمر غير نادر ‪.‬‬
‫وقلما يصادف المرء ‪ ,‬في عداد هذه الفئات اإلنسانية األربع ‪ ,‬نموذجا " صافيا " ‪ .‬فال بد ‪,‬إذن ‪,‬من أن نمزج بينهما بأكبر‬
‫ما يمكن من العناية ‪,‬وأن ننشء مراتب األمزجة ‪.‬‬

‫ثانيا – التصنيف الفرنسي ‪:‬‬


‫اقترحت المدرسة الفرنسية ‪,‬مع سيغو وماك أوليف ‪,‬ضربا آخر من التصنيف ‪ :‬النموذج العضلي ‪ ,‬النموذج التنفسي ‪,‬‬
‫النموذج الهضمي والنموذج الدماغي ‪.‬‬
‫ومن المؤكد أن النظريات المعاصرة التي تتناول األمزجة استمرار واستطالة للنظريات القديمة ‪ .‬ولكنها أكثر صحة ودقة‬
‫للغاية ‪ ,‬وترتكز على مالحظات بينة ‪,‬كما ترتكز ‪ ,‬بالطبع ‪,‬على العديد من ضروب التقدم التقني وعلى معارف تجمعت‬
‫في العلوم ذات الصلة بها ‪.‬‬
‫يكتشف التصنيف الفرنسي عن اتجاه مجرب جداً ‪ ,‬منشأه العيادة ‪ ,‬وعن إرادة في مالزمة التجربة ‪ ,‬ويدلل على اهتمام‬
‫كبير بالفروق الدقيقة ‪.‬‬
‫ذلكم ‪ ,‬إذن ‪,‬هو وصف " النماذج األربعة ‪ ,‬وصف يعتمد على عدد ال يحصى من القياسات‪.‬‬
‫أ – النموذج العضلي ‪.‬‬
‫األعضاء والعضالت نامية إلى حد كبير ‪ .‬القفص الصدري بارز بوضوح ‪ ,‬تصل قبضتا اليد إلى ما تحت مستوى العانة‬
‫إذا كان الفرد واقفا ‪ .‬الذقن ذات انسجام كاف ‪ ,‬والحاجبان منخفضان ومستقيمان ‪ ,‬الوجه مستطيل أو مربع ‪ ,‬الجسم‬
‫أشقر ‪.‬‬
‫ب – النموذج التنفسي ‪.‬‬
‫الجزع صغير ‪,‬على شكل شبه منحرف قاعدته إلى األعلى ‪ .‬الكتفان عريضان ‪.‬القفص الصدري نام جدا ‪,‬عرضا‬
‫وطوال ‪ .‬الوجه على شكل معين ‪ .‬ثمة نمو في التجويفات الجبهية ‪ .‬الأنف طويل وعريض ‪.‬‬
‫ح – النموذج الهضمي ‪.‬‬
‫هذا هو نموذج من اإلنسان " ذي البطن والفك األسفل البارزين كثيرا " ‪ .‬أسفل الوجه أكثر نموا من أعاله ‪ .‬القفص‬
‫الصدري قصير وعريض العنق قصير إلى حد كبير وغليظ ‪ .‬الكتفان ضيقان ‪ .‬الجبهة ضيقة ‪ ,‬والوجنتان ال تكادان‬
‫تظهران ‪.‬البطن نام ‪ .‬مجموع الجسم متسق بصورة منسجمة ‪.‬‬
‫د‪ -‬النموذج الدماغي ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫الوجه مثلث الشكل بصورة بينة ‪ ,‬الجمجمة نامية ‪ .‬النظرة جانبية ‪ .‬الجهة مائلة ‪.‬العينان حادتان وواسعتان ‪ ,‬والفم صغير‬
‫ودقيق ‪ .‬القامة قصيرة نحيفة ‪ .‬بين الجذع واألطراف انسجام تام ‪.‬‬

‫ثالثا – التصنيف اإليطالي ‪:‬‬


‫إليكم تصنيفا آخر كبير األهمية ‪ ,‬تصنيف فيوال ‪ Viola‬والمدرسة اإليطالية ‪ .‬انه يرتكز على طرائق إحصائية وعلى‬
‫عدد كبير من القياسات ‪ .‬يعتمد التكوين اإلنساني ‪ ,‬في رأي فيوال ‪,‬على جملتين ‪:‬‬
‫أ – جملة الحياة الاعاشية ( مجموعة األحشاء ) التي يمثلها الجذع ‪.‬‬
‫ب – جملة الحياة الخاصة بالعالقة باآلخرين ( الجملة العصبية والعضالت اإلرادية ) التي تمثلها األطراف ‪.‬‬
‫فإذا كانت الجملتان أ و ب ناميتين على السواء ‪,‬كان اإلنسان طبيعيا بصورة منسجمة ‪ .‬وإذا كانت الغلبة للجملة الثانية كنا‬
‫طوال ‪.‬‬
‫ً‬ ‫أمام النموذج السلهب النامي‬
‫‪ – 1‬النموذج الدحداح ‪:‬‬
‫أ – الخصائص الجسمية ‪:‬‬
‫ينمو الجسم على األصح نموا أفقيا ‪ .‬وينمو الجذع نموا هائال قياسا على نمو األطراف ‪ .‬البطن واسع ‪ ,‬والكتلة الحشوية‬
‫عريضة ‪.‬‬
‫الوزن ‪ ,‬على وجه العموم ‪,‬كبير إلى حد ما ‪ ,‬والشحم تحت الجلد غزير ‪ .‬القوة والقدرة على التحمل عظيمتان على الغالب‬
‫‪ .‬أما الوظائف الهضمية ‪ ,‬فقوية ‪.‬‬
‫ب – الميول المرضية ‪:‬‬
‫الدحداح ذو استعداد مسبق لألمراض الناشئة عن تباطؤ التغذية ‪ ,‬لداء المفاصل ‪ ,‬الرتفاع الضغط في الشرايين واالحتقان‬
‫‪.‬‬
‫ح – الميول النفسانية ‪:‬‬
‫الدحداح نشيط ‪ ,‬فرح ومليء بالحيوية ‪ .‬وتبدي حياته النفسية ‪ ,‬غالبا ‪ ,‬ميال نحو التقلب االنفعالي الذي ينقل المرء بغتة من‬
‫الفرح الذي يفوق الحد إلى الالمباالة االكتئابية ‪.‬‬
‫ومن المحتمل أن يغرق الدحداح ‪,‬إذا ما أصيب باغتراب عقلي ‪ ,‬في الهوس االكتئابي الذي يعد المغاالة في التقلب‬
‫االنفعالي الدوري ‪.‬‬
‫‪ – 2‬النموذج السلهب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الخصائص الجسمية ‪:‬‬
‫الطول بارز ‪ ,‬والصدر ممدود ‪,‬واألعضاء صغيرة ‪ ,‬األطراف طويلة قياسا على نمو الجذع ‪,‬والقامة منتصبة على الغالب‬
‫‪ ,‬انحناء األضالع واضح كل الوضوح ‪ ,‬العنق نحيل وطويل إلى حد ما ‪ .‬ثمة سوء تغذية ‪ .‬العضالت ضامرة‬
‫ومبسوطة ‪ .‬يتصف بسرعة كبيرة في الجري ‪ .‬ولكن دون احتمال كبير ‪.‬‬
‫ب – الميول المرضية ‪:‬‬
‫دفاع رديء ضد أسباب األمراض ‪ ,‬استعداد لمرض السل ‪,‬ضروب كثيرة من العجز الوظيفي ‪ .‬يتصف بالتعب السريع‬
‫وبهبوط ضغط في الشرايين ‪ ,‬بنضات سريعة جدا ‪ ,‬أطرافه باردة ‪ ,‬ومردوده الجنسي ضعيف ‪.‬‬
‫ح – الخصائص النفسانية ‪:‬‬
‫نقص في " اإلرادة " وسرعة في االكتئاب ‪ .‬ذكاء حاد ‪ ,‬ولكن يتصف بسرعة تعب في دماغه وأعصابه ‪ ,‬يميل إلى‬
‫االنطواء على الذات ‪ ,‬والوحدة ‪,‬وأحالم اليقظة ‪.‬الجانب الفكري غالب غالبا‪ .‬وفي حال اإلصابة باغتراب عقلي ‪ ,‬فإن‬
‫النموذج السلهب يسقط مريضا بـ الفصام ‪.‬‬

‫رابعا – تصنيف كريتشمر ‪. Kretschmer‬‬


‫تصنيف كريتشمر ذو مكانة كبيرة ‪ .‬لقد وصف كريتشمر ثالث فئات كبيرة متميزة ‪:‬‬
‫أ – النموذج الرياضي ‪:‬‬
‫هؤالء الرجال ضخام أو أصحاب قامة جيدة متوسطة ‪.‬الصدر عضل جدا وعريض ‪ .‬الوجه ذو شكل بيضوي ممتد ‪.‬‬
‫العنق متين وطويل ‪ .‬العضالت ناميات يغطيها قليل من الشحم ‪ .‬الهيكل العظمي متين ‪ ,‬متراص ‪ .‬األجراء السفلى من‬
‫الجسم أميل إلى الرشاقة ‪ .‬الساقان نحيلتان ‪ .‬انه النموذج " المتين " المعني ‪ .‬النموذج عينه ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ب – النموذج الواهن ‪:‬‬
‫هذا النموذج من الرجال يمتد طوال ويتقلص عرضا ‪ .‬انه يبقى نحيل الجسم مهما كانت التغذية مفرطة ‪ .‬األطراف نحيلة ‪,‬‬
‫اليدان نحيل تان واألصابع مستدقة الرأس ‪ .‬البطن ضامر أو رخو ‪ .‬العظام ضعيفة أو نحيلة ‪ .‬الوجه مثلث الشكل ‪ ,‬شاحب‬
‫ونحيل ‪ .‬للمنظر الجانبي شكل الزواية ‪ ,‬واألنف طويل وذلق ‪ .‬الشعر كثيف ينتشر على الجبهة والنقرة ‪ .‬جلد الوجه رقيق‬
‫ومشدود ‪.‬‬
‫ولكن النموذج الواهن ال يتصف دائما بأنه ضعيف ‪ .‬ثمة من هؤالء الرجال من هم أولو عضالت متينة وحيوية قوية‬
‫وصالبة في كل محنة ‪.‬مردودهم الرياضي مدهش ‪ .‬وعندئذ ‪ ,‬ذلك هو النموذج النخيل الذي يقترب من النموذج الرياضي‬
‫‪.‬‬
‫ج – النموذج البدين ‪:‬‬
‫المقابل الفرنسي للنموذج البدين هو ‪, Pycique‬كلمة مشتقة من اليونانية ‪ ,‬معناها ضخم ‪ .‬ويتميز هذا النموذج بأن نموه‬
‫عرضا أكبر من نموه طوال ‪ .‬ربع القامة ‪.‬الجمجمة والصدر والبطن ناميات عرضا ‪.‬‬
‫المظهر ثقيل ‪ ,‬والوجه ممتلئ ‪.‬ولكن الهيكل العظمي عطوب ‪ .‬الوجه والعنق والجذع يعلوها طبقة سميكة من الشحم ‪.‬‬
‫يظهر شكل الجسم العام وكأنه برميل جذاب وبدين ‪.‬و هذا النموذج ميال إلى أن يعرض للناظر ودوداً ‪ ,‬مرحاً ‪,‬لطيف‬
‫المعشر ‪.‬‬
‫ما هي الخصائص النفسية للنموذجين الرئيسيين الواهن والبدين ؟‬
‫الواهن ‪:‬‬ ‫البدين ‪:‬‬
‫‪ -‬متجه نحو عالمه الداخلي‬ ‫‪ -‬متجه نحو العالم الخارجي‬
‫‪ -‬كتوم وأنيس في حدود ضيقة ‪.‬‬ ‫‪ -‬منفتح وأنيس جدا ‪.‬‬
‫‪ -‬يكبح عواطفه ‪.‬‬ ‫‪ -‬طبيعي وعفوي ‪.‬‬
‫‪ - -‬يطرح على نفسه تساؤالت ‪.‬‬ ‫‪ -‬سعيد بحياته ‪.‬‬
‫‪ -‬مثالي‬ ‫‪ -‬واقعي ‪.‬‬
‫‪ -‬ساخر ‪ ,‬مهانف ‪.‬‬ ‫‪ -‬فكه ‪.‬‬
‫‪ -‬ميل نحو البرودة ‪.‬‬ ‫‪ -‬حرارة ودية ‪ ,‬سليم الطوية ‪.‬‬
‫‪ -‬ميل نحو الضغينة واالنتقام ‪.‬‬ ‫‪ -‬ينفجر غضبا دون ضغينة ‪.‬‬
‫‪ -‬حبه للمسرات الخارجية في الحياة‬ ‫‪ -‬يحب الطعام والشراب والنساء والجميالت‪.‬‬
‫ضعيف ‪ ,‬يخشى النساء غالبا ‪.‬‬
‫‪ -‬متشائم ‪.‬‬ ‫‪ -‬متفائل عجيب ‪.‬‬
‫‪ -‬يركز بإسراف ‪ ,‬تعب بسرعة ‪,‬ولكنه جريء ‪.‬‬ ‫‪ -‬ال ينجز بسرعة عمال كبيرا ‪.‬‬
‫‪ -‬فاعليته مجردة ‪.‬‬ ‫‪ -‬فاعليته مشخصة ‪.‬‬
‫‪ -‬صلف في أغلب األحيان ‪.‬‬ ‫‪ -‬متواضع غالبا ‪.‬‬
‫‪ -‬ميال إلى الكبت والعقد ‪.‬‬ ‫‪ -‬ميال قليال إلى الكبت ‪.‬‬

‫خامسا – تصنيف يونغ ‪: Jung‬‬


‫يتفحص يونغ نموذجين إنسانيين أساسيين ‪:‬‬
‫أ ) االنطوائي الذي يعيش منطويا على ذاته ‪ ,‬وينبذ سلطان العالم الخارجي ‪,‬مثله مثل الوهن ‪.‬‬
‫ب ) االنبساطي الذي يتجه نحو العالم الخارجي الذي هو بحاجة إليه ‪,‬شأنه شأن البدين ‪.‬‬
‫هذان االتجاهان موجودان معا لدى كل فرد ‪ .‬ولكن قد يحدث أن تكون الغلبة ألحدهما بسبب من استعداد مسبق أو بسبب‬
‫الظروف الخ ‪ .‬وانطالقا من هذين النموذجين الكبيرين ‪ ,‬يصل يونغ إلى أربعة ضروب من االنطوائي وأربعة ضروب‬
‫من االنبساطي ‪.‬‬
‫االبنساطي المفكر‬ ‫االنطوائي المفكر‬

‫انه يتجه نحو العالم الخارجي ‪ ,‬ويتصف بأنه‬ ‫انه ينظر إلى نفسه ‪ ,‬ويتأثر باألفكار المجردة‬
‫تأثيرا كبيرا ‪ .‬انه يتابع أفكاره بصورة داخلية ‪ ,‬مع واقعي ‪ .‬وهو ‪,‬مع ذلك ‪ ,‬قادر على أن يتأمل‬

‫‪4‬‬
‫األمور المجردة ‪ .‬يفضل االنبساطي المفكر ‪,‬‬ ‫انه قادر على االتجاه نحو المشخص ‪.‬‬
‫بصورة بينة ‪ ,‬الوقائع على أنه نمط المهندس‬ ‫وتضم هذه الفئة أيضا بعض المتزمتين‬
‫وربما أصبح " خطرا "‬ ‫الذين يتبعون فكرة من األفكار ‪ ,‬ويشعرون بالمتعة والطبيب الجراح ‪.‬‬
‫إذا كان الموضوع متعلقا بأمور تستدعي‬ ‫في بعض النظريات ‪ .‬دون أن يحسبوا حسابا‬
‫المرونة ‪,‬كالقانون واألخالق مثال ‪.‬‬ ‫للعواقب المخيفة ‪,‬أحيانا ‪ ,‬التي يمكن أن تؤدي‬
‫فهو في هذه الحال صلب ‪ .‬وتضم هذه الفئة قضاة‬ ‫إليها هذه األفكار ‪.‬‬
‫وأخالقيين قساة تعوزهم العاطفة والفهم اإلنساني ‪.‬‬ ‫في عداد هذه الفئة اإلنسانية نيتشه ‪.‬‬

‫االنبساطي العاطفي ‪:‬‬ ‫الانطوائي العاطفي ‪:‬‬

‫أنيس جدا ‪ ,‬متجه نحو العالم الخارجي ‪ ,‬ولكن‬ ‫ينطوي فهمه على صعوبة كبيرة ‪ .‬ويجد المرء‬
‫العاطفة تبقى هي الغالبة ‪ .‬ان االنبساطي العاطفي‬ ‫نفسه أمام شخص غامض منطو على ذاته ‪,‬‬
‫لنموذج الشخص الذي " يشعر بأنه على أحسن ما‬ ‫صامت منيع ‪ .‬كل شيء لديه ينمو في األعماق ‪.‬‬
‫انه يلبس قناع الالمباالة ‪ .‬أعماله ناشئة ‪ ,‬على يرام " ألن الطقس جميل ‪,‬ولكنه يكتئب إذا‬
‫الغالب ‪ ,‬من انفعاالت يخفيها بعناية ‪ .‬ويبدو ‪,‬على أمطرت‬
‫العموم ‪,‬هادئا ‪ .‬قليل الحذر ‪ ,‬يثير الود ‪,‬وال يظهر السماء ‪ ,‬في يحن أن كل شيء منوط ‪,‬لدى‬
‫من انفعاالته انفعال ‪ ,‬ولكن داخله يموج باألهواء ‪ .‬االنطوائي ‪ ,‬بـ " مناخه " الداخلي ‪ ,‬بصرف النظر‬
‫عن الظروف الخارجية ‪ ,‬وبما أن االنبساطي يقبل‬
‫التأثر بسرعة ‪,‬فإنه ميال إلى أن يزن األمور‬
‫بميزان عواطفه ‪.‬وقد يلخص اتجاهه بما يلي ‪" :‬‬
‫أجد هذا مالئما جدا ‪ .‬إذن ‪ ,‬أن هذا المالئم " ‪.‬‬

‫االنبساطي الحسي ‪:‬‬ ‫االنطوائي الحسي ‪:‬‬

‫ال تتالءم استجاباته مع الظروف ‪ ,‬ولكنه ينقاد إلى يتصف االنبساطي الحسي بواقعية وموضوعية‬
‫" أنا " ه على سبيل الحصر ‪ .‬انه لنموذج إنساني مطلقتين ‪ ,‬انه ال يرى غيرالمحسوس ‪:‬‬
‫الوقائع ‪,‬الخمر اللذيذ ‪,‬النساء الجميالت ‪ ....‬وال "‬ ‫ذاتي بصورة رهيبة ‪ ,‬يفسر كل شيء من خالل‬
‫يعذب "نفسه أبدا ‪ .‬انه يكدس التجارب‬ ‫موشورات هذه الذاتية ‪ .‬ومن التمعذر أن يتوقع‬
‫المحسوسة وال يكف عن البحث عن‬ ‫المرء تأثير انطباع من االنطباعات عليه ‪ :‬فال‬
‫احساسات جديدة ‪ .‬ينتقل االنبساطي الحسي من‬ ‫يبدو أن‬
‫رد فعله ذو صلة بالعالم الخارجي ‪ .‬في عداد الذين تجربة إلى تجربة أخرى سهولة فائقة إال على‬
‫تجربة جزئية ومحدودة ‪ .‬من هذه الفئة غالبية‬ ‫يؤلفون هذه الفئة كثير من الفنانين ‪.‬‬
‫العامة ‪.‬‬

‫االنبساطي الحدسي ‪:‬‬ ‫االنطوائي الحدسي ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫يمكن أن يقال عنه بأنه " يتنبأ بحدسه " ‪ .‬في عداد‬
‫الذين يؤلفون هذه الفئة كثير من النساء ‪ .‬يبذل هذا‬ ‫مع االنطوائي الحدسي ‪ ,‬نحن في قلب حلم‬
‫النموذج اإلنساني قصارى جهده و بصورة ال‬ ‫اليقظة ‪ .‬انه النبي ‪ ,‬الصوفي ‪ ,‬شاعر الخلود ‪...‬‬
‫شعورية ‪ ,‬ليحقق النجاح ‪ .‬أمام امرأة من هذا‬ ‫"‬ ‫خياله غير محدود ‪ .‬وكما يقول يونغ ‪:‬‬
‫النوع ‪ ,‬ما على الرجل أال أن يتوارى ‪ .‬فهي من‬ ‫انه إنما هو على الغالب عبقرية مجهولة ‪,‬‬
‫النظرة األولى ‪ ,‬تبدي رأيها فيه ‪ ,‬وتشرحه ‪,‬‬ ‫إنسان عظيم انعطف انعطافا سيئا ‪,‬ضرب من‬
‫وتزنه ‪ ,‬وتقيمه ‪ " .‬يشم " هذا النموذج اإلنساني‬ ‫األحمق الذكي ‪ ,‬شخصيته رواية نفسانية ‪" ...‬‬
‫البيئة االجتماعية التي تالئمه ‪ ,‬والثياب التي عليه‬ ‫معرفته قائمة على الحدس بصورة صرفة ‪ .‬فكيف‬
‫أن يرتديها ‪,‬وكيف يبدي رأيه باألمور ‪,‬الخ ‪.‬‬ ‫يمكنه ‪,‬في هذه الحال ‪ ,‬أن يقنع اآلخرين بروعة‬
‫واإلنسان من هذا‬ ‫أفكاره ؟‬
‫النوع ناجح في األعمال ‪ ,‬والتجارة ‪,‬والمضاربة ‪,‬‬
‫والسياسية ‪ ,‬الخ ‪.‬‬

‫سادساً – تصنيف شيلدون ‪: SheIdon‬‬


‫نشر شيلدون ‪,‬عام ‪ , 1942‬سلسلة من البحوث تبين الصالت بين المزاج والطبع ‪ .‬لقد شرع في عمل كبير ‪ ,‬إذا صمم‬
‫على أن يصور أربعة آالف طالب في أوضاع مختلفة ‪ :‬من الظهر ‪,‬والوجه ‪ ,‬والجانب ‪.‬وقد تم التقاط الصور بطريقة‬
‫موحدة ‪ .‬على هذا النحو ‪ ,‬أمكن لضرب من الشبكة أن تسهل القياسات والموازنات ‪ .‬وزعت األجسام على خمس‬
‫مناطق ‪ :‬أ ) الرأس والوجه والعنق ‪ .‬ب ) الجذع وتجويف الصدر ‪.‬‬
‫ح ) الجذع والبطن ‪ .‬د ) الكتفين والذراعين واليدين ‪ .‬ه ) الطرفين السفليين ‪.‬‬
‫أدت هذه اآلالف من االختبارات والتصنيفات إلى ضرب من التقسيم إلى ثالث فئات إنسانية كبيرة ‪:‬‬
‫أ – المزاج الحشوي الذي تتمركز فيه الشخصية على األحشاء ‪.‬‬
‫فهضم الطعام والرفاه هما هدفا الحياة الرئيسان ‪ .‬تكون الغلبة في هذه الفئة للبهجة والشراهة ‪ ,‬الرغبة في المحبة ‪,‬وحب‬
‫القريب ‪.‬‬
‫ب – المزاج العضلي الذي يظهر ضربا من الغلبة للفاعلية العضلية ‪.‬‬
‫فالعمل القوي هو هدف الوجود ‪.‬‬
‫ح – المزاج الدماغي الذي يتجلى بفاعلية نفسية في حالة تأهب باستمرار وبفكر عميق معذب ‪.‬‬

‫اليكم جدوًال ‪ ,‬حسب رأي شيلدون ‪ ,‬يبين خصائص هذه األمزجة الكبيرة الثالث ‪.‬‬
‫المزاج الدماغي‬ ‫المزاج العضلي‬ ‫المزاج الحشوي‬

‫تحفظ كبير في الوضع‬ ‫ثقة في الوضع والحركة ‪.‬‬ ‫راحة في الوضع والحركة ‪.‬‬
‫والحركة ‪.‬‬
‫بحث عن المغامرات المادية‬ ‫حب الرفاهية ‪.‬‬
‫ردود جسمية مغالية ‪.‬‬
‫استجابات نشيطة‬ ‫بطء في االستجابات ‪.‬‬
‫استجابات سريعة إلى حد كبير ‪.‬‬
‫حب الممارسة ‪.‬‬ ‫حب الطعام ‪.‬‬
‫بحث عن الوحدة ‪.‬‬
‫حاجة إلى السيطرة والسلطة ‪.‬‬ ‫بحث عن الوجبات الشهية التي‬
‫فعالية ذهنية كبير جدا في حالة‬ ‫ميل الى المخاطرة واللعب ‪.‬‬ ‫يشارك فيها اآلخرون‬
‫تأهب دائم ‪.‬‬
‫عواطف خفية ومكبوتة ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫شجاعة مادية وميل إلى العراك‬ ‫لذة في هضم الطعام ‪.‬‬
‫عواطف خفية ومكبوتة ‪.‬‬
‫بحث عن التنافس العدواني ‪.‬‬ ‫بحث عن المجتمع ‪.‬‬
‫حقد على المجتمع ‪.‬‬
‫صالبة من وجهه النظر‬ ‫رقة متناهية ‪.‬‬
‫خجل ‪.‬‬ ‫النفسية ‪.‬‬
‫حاجة إلى المحبة واالستحسان ‪.‬‬
‫كره العادات وأنصاف بالطبع‬ ‫خوف من األماكن المغلقة‬
‫البعيد كثيرا عن الروتينية ‪.‬‬ ‫( رهاب االحتجاز ) ‪.‬‬ ‫حب القريب ‪.‬‬
‫مزاج ثابت ‪.‬‬
‫خوف من األماكن المفتوحة‬ ‫أساليب مباشرة تنقصها اللباقة ‪.‬‬
‫روح متسامحة ‪.‬‬
‫( رهاب الخالء ) ‪.‬‬ ‫حديث صاخب ‪.‬‬
‫بحث عن المتعة ‪.‬‬
‫اتجاه يتعذر توقعه ‪.‬‬ ‫رباطة جأش أمام األلم‬ ‫نوم عميق ‪.‬‬
‫صوت خفيض ‪ ,‬كره الضجيج‬
‫اهتياج ‪...‬‬ ‫نقص في االعتدال ‪ ,‬إفراط ‪.‬‬
‫حساسية كبيرة في األلم ‪.‬‬ ‫يحدث تناول الكحول ضربا من‬
‫اضطرابات في النوم وتعب‬ ‫مظهر مفرط في النضج ‪.‬‬ ‫االنبساط واألنس ‪.‬‬
‫مزمن ‪.‬‬ ‫عدوانيا للذات ‪.‬‬
‫بحث عن المجتمع حال وجود ما‬
‫أساليبه واتجاهاته هي أساليب‬ ‫يكدره ‪.‬‬
‫الشباب واتجاهاتهم‬ ‫حاجة لالنتقال إلى العمل حال‬
‫وجود ما يكدره ‪.‬‬ ‫يحب األوالد والعائلة ‪.‬‬
‫اكتئاب ‪ ,‬ينشأ عن تناول الكحول‬
‫‪ ,‬نفور من المخدرات ‪.‬‬ ‫يحب نشاطات الشباب ‪.‬‬
‫بحث عن الوحدة حال وجود‬
‫ما يكدره ‪.‬‬
‫األفضلية في المعاشرة لمن هم‬
‫في سن النضج ‪.‬‬

‫‪ – 2‬المزاج والمهنة‬
‫في كل يوم ينقضي‪ ,‬يباشر آالف الرجال والنساء مهنة من المهن ‪.‬‬
‫ويتم ذلك على سبيل المصادفة غالبا‪ :‬بحسب إعالن في صحيفة ‪ ,‬بحسب العالقات ‪ ,‬بحسب البحث الذي قام به طالب‬
‫غالبا حسب " مواهب " الطفل و حسب‬
‫ً‬ ‫العمل ‪ ,‬الخ ‪ .‬أما فيما يتعلق بالدراسات ‪ ,‬فإنها تتم " على سبيل المصادفة "‬
‫رغبات األبوين ‪ ,‬حسب نصائح صديق " خبير " ‪ ,‬الخ ‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى ‪ ,‬فإن بعض األشخاص األذكياء ‪ ,‬الموهوب ين‪ ,‬العاملين ‪ ,‬يلبثون مرؤوسين طوال حياتهم ‪ ...‬ويرجع‬
‫السبب في ذلك إلى أنهم يجهلون استعداداتهم ‪,‬إلى أنهم خجولون مكبوتون ومتمردون ومحشوون بالعقد ‪ ,‬الخ ‪ .‬ثمة‬

‫‪7‬‬
‫أشخاص آخرون أيضا متشنجون في عملهم ‪ ,‬ال يصلون أبدا إلى أن يتكيفوا معه ‪ .‬ولكن أال ينبغي أن نحاول الحد من‬
‫المصادفة وأن نضع كل إنسان موضعا يتناسب مع استعداداته وكفاياته ‪ ,‬بحيث نحصل ال على السالم الداخلي للعمال‬
‫فحسب ‪ ,‬وإنما نحصل كذلك على أفضل مردود لمن يستخدمهم ‪,‬ويبدو أن هذا أمر مسلم به ‪.‬‬
‫بين الفاعلية والمزاج صالت وثيقة ‪ ,‬إذن ‪ ,‬فال بد أن يكون اختيار المهنة منوط ‪ ,‬بنسبة كبيرة ‪ ,‬بالمزاج والطبع ‪ .‬ثمة‬
‫كثير من الناس أشقياء في عملهم أو في دراساتهم ‪ .‬ولكن هل هذه الفاعلية تناسب ما هم عليه ؟ أن تكيف اإلنسان احدى‬
‫كبريات مشكالت الحياة ‪ ,‬فكم عدد األشخاص الذين يختارون عملهم عن دراية ؟‬
‫يتردد األهل جميعهم في توجيه أبنائهم نحو المهنة ‪ .,‬ذلك ألمر طبيعي ‪ .‬هل ينبغي توجية الطفل نحو مهنة يدوية ‪,‬نحو‬
‫حرفة ‪ ,‬نحو الطب ‪,‬أم نحو المهن الجامعية ؟ هل ينبغي أن نستسلم إلى رغبات الطفل أم ينبغي أن نرفضها ؟‬
‫ثمة سؤال يطرح نفسه إذن ‪ :‬هل هناك امكان لتشخيص استعدادات كل فرد وقياسها وتقييمها ؟‬
‫حالة السيد جان ‪.‬‬
‫السيد جان سكرتير إدارة ‪ ,‬مكلف بمسؤوليات ضخمة ‪ .‬رئيسه المباشر إنسان قاس ‪ .‬فظ ‪,‬ال يوفر نقداً وال لوماً ‪ .‬يذهب‬
‫السيد جان إلى عمله كل يوم والحصر رفيقه ‪ ,‬إلى عمل فاز به بفضل دراساته وعالقاته ‪ .‬لقد أصبح مصاباً باالنفعالية‬
‫خائفا ‪ ,‬يطيل من ساعات عمله تدريجيا حتى " يعترف مديره بقدراته وشجاعته " ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وشاحبا ‪,‬‬
‫ً‬ ‫المفرطة ‪ ,‬نحيالً‬
‫طبع السيد جان – بعد محادثة نفسانية وفحص نفسي تقني ‪ ,‬بأن ما يلي ‪ :‬أشرف على تربية جان أب سلطوي ‪ " ,‬وتحطم‬
‫" حقا بالتربية األبوية ‪ .‬لقد أصيب بالخجل والخوف من اللوم والشعور بالإثم ‪ .‬وبعبارة أخرى ‪ ,‬انه يعاني من عقدة‬
‫أوديب ‪ .‬إنه " ناعم " ‪ .‬ذو ميول أنثوية قوية ‪ ,‬ويبحث ال شعوريا ‪ ,‬عن اإلذعان إلى اآلخرين ‪,‬عن كسب رضائهم ‪,‬عن‬
‫تقديم الخدمات لهم ‪ ,‬كيما يتجنب اللوم الذي ال يتحمله ‪.‬‬
‫ا نه لطيف إلى حد المغاالة ‪ ,‬خدوم ‪ ,‬خشية اللوم دائما ‪ .‬ويتهمه الناس ‪ .‬بناء على واقعه ‪ ,‬بأنه " مساح جوخ " ‪ .‬انه‬
‫يخشى الرجولة والعنف ‪ :‬أوال ‪,‬لأ نهما تعيدان إلى خاطره ذكرى التربية األبوية ‪ ,‬وثانيا ‪ ,‬لأن رجولته المقاتلة قد أصابها‬
‫التلف ‪.‬ومن الناحية الجنسية ‪,‬جان عاجز جزئيا ‪ .‬فهو يبحث عن صحبة النساء ما دام غير ملزم بأن يدلل على رجولة‬
‫الذكر ‪.‬‬
‫جان في مهنته الحالية – مدير جان يذكره ‪ ,‬بصورة دائمة ‪ ,‬بأبيه ‪ :‬بالسلطوية والقسوة واللوم ‪ .‬فيشعر بأنه مسحوق‬
‫ومهان ‪ .‬انه في قرارة نفسه ‪ ,‬يحس باستمرار بعداوة عنيفة إزاء رئيسه ‪ ,‬كما أحس بالعداوة إزاء أبيه ‪.‬ولكنه يكبت هذه‬
‫العداوة ‪ .‬انه يشعر دائما بأنه " على خطأ " وأنه مذنب ‪ ...‬ألن أباه كان قد عوده على ذلك طوال خمسة عشر عاما ‪ .‬لقد‬
‫أصبحت جملة جان العصبية مرهقة على أثر هذه اآلالف من العداوات المكبوتة ‪ .‬فهو يشعر بالدونية والعجز أكثر‬
‫فأكثر ‪ ,‬وال يكف شعوره بالدونية عن التعاظم ‪ .‬لقد وصل إلى حد الكالم عن الدخول إلى الدير ‪ ,‬األمر الذي يكون بالنسبة‬
‫قطعا ‪ .‬ذلك هو اإلخفاق ‪ ,‬والقرف ‪ ,‬واحتقار الذات ‪ ,‬والوهن العصبي العاجل ‪...‬‬ ‫ً‬ ‫إليه هربا من وضع ال يستطيع احتماله‬
‫ًا‬
‫ما هي النتيجة لو فحص جان فحصا نفسانيا ؟ ‪ -‬لو فحص جان فحصا نفساني لكشف الفحص عن ضروب كبته وعن‬
‫عقده ‪ .‬فإما أن يوجه نحو عمل من نوع آخر ‪ ,‬وإما أن يختار المهنة ذاتها‪ ,‬ولكن ‪,‬عارفا نفسه ‪ .‬لو فحص جان فحصا‬
‫نفسانيا الدرك بوضوح آلياته الداخلية ‪ ,‬والستطاع أن يبطلها ‪ ,‬بدال من أن يعاني باستمرار ‪ ,‬شحنات انفعالية وإحساسا‬
‫شديدا باإلخفاق ‪.‬‬
‫ما يمكن أن يكون‬ ‫ماال ينبغي أن يكون‬

‫يمكن لسيد جان أن يكون و على سبيل المثال ‪:‬‬ ‫ينبغي أال يكون السيد جان على سبيل المثال ‪:‬‬
‫أستاذ فلسفة أو رياضيات ‪ ,‬حالقا للسيدات ‪ ,‬عامل‬ ‫جراحا و ضابطاً ‪ ,‬رئيس مشروع ‪ ,‬استاذ‬
‫ماكياج ‪ ,‬فنانا ‪ ,‬كاتبا ’ عامال في الفن‬ ‫رياضة ‪ ,‬مدلكا ‪ ,‬عالم نفس ‪ ,‬بحارا محاميا ‪,‬‬
‫التزيين ‪,‬موظفا من غير مسؤولية ‪,‬‬ ‫موظفا مسؤوال ‪.‬‬

‫حالة ثانية‬

‫‪8‬‬
‫الطبع ‪:‬‬
‫ثمة امرأة " مسترجلة " ‪ .‬هي بحاجة إلى أن تؤكد رجولتها العدوانية ‪,‬وبحاجة إلى أن تسيطر ‪ ,‬فترفض الرجال الذي‬
‫يبحثون عن استضعافها ‪ .‬انها ترفض دورها األنثوي ‪.‬‬
‫ما يمكن أن تكون ‪.‬‬ ‫ماال ينبغي أن تكون ‪.‬‬
‫سكرتيرة إدارة ‪ ,‬رئيسة ضاربات على اآللة‬
‫الكاتبة ‪ ,‬طبيبة أسنان ‪,‬مساعدة اجتماعية و‬ ‫موظفة ‪ ,‬ضاربة على اآللة الكاتبة خياطة‬
‫ممرضة ‪,‬اسكافي ‪ ,‬رئيسة فرع ‪ ,‬الخ ‪ .‬ذلك‬ ‫وعارضة أزياء ‪,‬الخ‬
‫سيكون على حساب اآلخرين غالبا ‪ .‬ولن تجنبها‬
‫ضروب " التعويض " هذه طلقا أن تكون شقية من‬
‫الناحية الداخلية من غير عالج نفسي‬

‫‪.‬‬

‫حالة ثالثة‬
‫الطبع ‪:‬‬
‫غضبي درسناه في " األمزجة " ‪ .‬انه أنيس ‪,‬ولكنه عدواني ‪ .‬ويحتاج إلى قوة مسيطرة ‪ .‬الغلبة لديه للحساسية العضلية ‪.‬‬
‫لنفرض ‪ ,‬في الوقت نفسه ‪ ,‬انه يعاني من الكبت الذي تتيح له مهنته أن يعبر عنه ‪.‬‬
‫ما يمكن أن تكون ‪.‬‬ ‫ماال ينبغي أن تكون ‪.‬‬
‫مصارع ‪ ,‬حطاب ‪,‬مسافر ‪ ,‬مروض حيوانات ‪,‬‬
‫طبيب أسنان ‪ ,‬جراح ‪ ,‬سائق سيارة ‪ ,‬مدلك ‪,‬‬ ‫حالق للسيدات ‪,‬تاجر أثريات ‪ ,‬معلم ‪ ,‬ناقد فني ‪,‬‬
‫أستاذ رياضة ‪ ,‬قالع حجارة ‪ ,‬نحات ‪ ,‬عامل‬ ‫قس ‪ ,‬فندقي ‪ ,‬طبيب ‪ ,‬سياسي ‪ ,‬الخ ‪.‬‬
‫هّدم ‪,‬مهندس ‪ ,‬الخ ‪.‬‬

‫حالة رابعة ‪:‬‬


‫الطبع ‪:‬‬
‫شخص يتصف بأنه ذو مزاج دماغي انه سوادي ‪,‬عصبي ‪,‬منطو على ذاته ‪,‬ميال بعض الشيء إلى أن يعجب بنفسه وباحث عن‬
‫الوحدة ‪ ,‬عن أن يعجب به اآلخرون ‪ .‬فكره في حالة تأهب مستمر ‪ .‬يجتر نفسيا ‪ ,‬ويتعب بسرعة ‪.‬‬
‫ما يمكن أن تكون ‪.‬‬ ‫ماال ينبغي أن تكون ‪.‬‬
‫بحار ‪ ,‬طيار ‪ ,‬مغن ‪,‬عامل مصنع ‪ ,‬طبيب بيطري معلم ‪ ,‬أستاذ فلسفة ‪,‬محاسب ‪ ,‬رسام نقاش ‪,‬كاتب ‪,‬‬
‫‪ ,‬طبيب أسنان ‪ ,‬جراح ‪ ,‬رجل أعمال ‪ ,‬سياسي ‪ ,‬باحث في المختبر ‪,‬حارس ليلي ‪ ,‬حارس منارة ‪,‬‬
‫تاجر أثريات ‪ ,‬عامل يحافظ على األشياء ‪.‬‬ ‫مدلك ‪.‬‬

‫حالة خامسة‬
‫الطبع ‪:‬‬
‫مصاب بالذهان الهدائي ‪ .‬يعطي نفسه كثير من األهمية ‪ ,‬ويحب أن يبدع ‪ .‬لديه تضخم في األنا النفسي غالبا ‪ .‬يسيطر‬
‫عليه ما نسميه " رغبة العظمة " ‪.‬‬

‫ما يمكن أن تكون ‪.‬‬ ‫ماال ينبغي أن تكون ‪.‬‬


‫المهن الحرة أو " الرفيعة " ‪ .‬منظم بناء ‪ ,‬عالم‬

‫‪9‬‬
‫آثار ‪,‬عالم فلك ‪ ,‬صيدلي ‪ ,‬عالم كيمياء ‪ ,‬قاض ‪,‬‬ ‫المهن التي تتطلب الطاعة والخضوع أو التي‬
‫مخبر ‪ ,‬محام ‪ ,‬ضابط في مكافحة الجاسوسية ‪,‬‬ ‫تضعه في حالة من الدونية ‪.‬‬
‫الخ ‪.‬‬

‫‪ – 3‬علم النفس التقني والتوجيه المهني‬


‫آ – ما هو الفحص التقني ؟‬
‫انه فحص طبع شخص من األشخاص واستجاباته االجتماعية ‪.‬‬
‫والمقصود تحديد استعدادته النفسية واليدوية والجسمية ‪.‬‬
‫وال بد من أن يمارس الفحص التام ‪:‬‬
‫‪ – 1‬طبيب يحدد االستعدادات الجسمية ‪.‬‬
‫‪ – 2‬عالم نفس تقني يبين االستعدادات والطباع ‪.‬‬
‫فال مناص إذن من أن نعرف من هو اإلنسان ‪ ,‬أن نعرف توازنه وانفعاليته وحالته العصبية ومزاجه األساسي وعقده ‪,‬‬
‫الخ ‪ .‬وبحسب هذا ‪ " ,‬نصطفي " ‪ ,‬أي أما نوجه الفرد نحو هذا الفرع من الفاعلية اإلنسانية أو ذاك ‪ ,‬وإما أن نقرر فيما‬
‫إذا كانت المهنة التي اختارها تناسب شخصيته ‪.‬‬

‫ب – الروائز ‪.‬‬
‫يدل هذا الحد على االختبارات النفسية التقنية ‪.‬وإليكم التعريف ‪.‬‬
‫" انه اختبار محدد ينطوي على عمل ينبغي القيام به ‪ ,‬عمل واحد بالنسبة إلى جميع األفراد الذين يجرى عليهم االختبار ‪,‬‬
‫وذو تقنية دقيقة في تقيم النجاح أو اإلخفاق ‪ ,‬أو في ترقيم النجاح ترقيما عدديا " ‪ .‬ويمكن تصنيف الروائز بطرق عديدة ‪,‬‬
‫إليكم منها ‪:‬‬
‫‪ – 1‬الروائز التي يجيب فيها الفرد على األسئلة المطروحة كتابة ‪.‬‬
‫‪ – 2‬الروائز التي على الفرد أن يقوم بعمل من أعمال الممارسة باليد ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الروائز التي تدرس أعماق الفرد وسرعة الذكاء وسعته ‪.‬‬
‫‪ – 4‬الروائز التي تبين الشخصية ‪ ,‬االهتمامات العميقة ‪ ,‬الطبع ‪ .‬والعقدة ‪ ,‬الخ ‪.‬‬

‫ج – تطبيق الروائز ‪.‬‬


‫في علم النفس التطبيقي إنما وجدت الروائز أوسع مجال عملها في الميادين البيداغوجيه والصناعية والحنائية ‪ ,‬الخ ) ‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ,‬فإن علينا أّال نرى في الرائز جوهر علم النفس ‪ ,‬بل المقصود ‪ ,‬على سبيل الحصر ‪,‬تقنية مساعدة ‪ .‬فالرائز‬
‫أداة تجربة يمكن أن يتدرج من الغباء التام إلى فهم الفرد فهما عميقا جدا ‪.‬‬
‫معلومات الجم هور عن الرائز مشوهة على وجه العموم ‪ .‬فهو يعتقد بأن الرائز يطابق تلك " االلهيات االجتماعية " التي‬
‫تنشرها بعض الصحف األسبوعية من نوع ‪ " :‬إليكم رائز نفسيا ‪ ,‬أجيبوا على هذه األسئلة ‪ .‬فمن حصل على أكثر من‬
‫‪ 10‬عالمات ‪,‬كان طبعه كذا ‪ ,‬وإذا كانت عالقاتك أقل من عشر كان طبعك كذا ‪ .‬أما إذا لم تحصل إال على ثالث ‪ ,‬فقد آن‬
‫اآلوان لمراجعة الطبيب ‪,‬الخ ‪ ,‬الخ " ‪.‬‬
‫ليست ألعاب األطفال هذه جد مضحكة فحسب ‪,‬وإ نما تعرض فكره علم النفس التقني إلى التشويه في ذهن الناس ‪.‬‬
‫أضف إلى هذا أن من الضروري أّال ننظر إلى أب رائز من الروائز ‪ ,‬مهما كانت قيمته ‪ ,‬بوصفه ذا نتيجة مطلقة ‪ ,‬بل‬
‫بوصفه بيانا ‪ .‬فدارسة شخصية إنسانية غير ذات حدود ‪,‬وال يستطيع أي رائز في العالم أن يوضحها في كليتها ‪,‬ولهذا كان‬
‫على كل عالم نفسي تقني أن يكون متمرسا بضروب علم نفس األعماق والعالقات اإلنسانية ‪.‬‬
‫انني أذكر ‪ ,‬في هذا المجال ‪,‬مالحظة زوندي ‪ Szondi‬الرائعة ‪:‬‬
‫" عالم نفس من غير رائز أفضل من رائز من غير عالم نفس ‪" ...‬‬
‫لننته إذن متمنين طلعة الكثال األعلى التالي ‪ :‬علماء نفس ممتازون مجهزون بروائز ممتازة ‪.‬‬

‫د – التوجيه المهني ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫تتعاظم أهمية التوجيه المهني شيئا فشيئا ‪,‬وذلك خير ‪.‬اسمه يدل على تعريفه ‪ :‬إن هدفه توجيه الطفل أو المراهق نحو‬
‫المهن التي تناسب استعداداته وميوله العميقة وطموحاته على أفضل وجه ‪ .‬ويعتمد التوجيه المهني التقليدي ‪ ,‬على وجه‬
‫الخصوص ‪ ,‬على روائز نفسية تقنية ذات النتائج الرائعة التي يمكن أن تعطيها ‪ .‬وعلى هذا النحو ‪,‬يمكن تحديد درجة‬
‫النمو العقلي لدى الطفل واستعداداته النفسانية وتطور طبعه في المستقبل ‪.‬‬
‫في جميع المدن ‪ ,‬هناك دوائر رسمية تتم فيها االختبارات مجانا ‪ .‬وقد يسهم اآلباء الميسورون في النفقات بتبرع إرادي ‪.‬‬
‫تبلغ بعض المكاتب نتائج مالحظاتها كتابة إلى اآلباء ‪ ,‬أو تدعوهم إلى حضور االختبارات ‪ .‬ومراكز التوجيه المهني‬
‫حكام غير متحيزين ‪ .‬فهم يقومون بعملية تأليف بين المهن ‪,‬من جهة ‪,‬وبين المرشحين من جهة أخرى ‪ .‬وال يمكن اإللحاح‬
‫كافيا من أجل أن يتوجه اآلباء إلى هذه المكاتب المتخصصة ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحاحا‬

‫هـ – علم دراسة الخط ‪.‬‬


‫يدرس هذا العلم طبع اإلنسان باالعتماد على خطه ‪ .‬ولقد تطور تطورا كبيرا خالل هذه السنوات األخيرة ‪ .‬وهو يطبق‬
‫بكثرة في علم النفس التقني والصناعة والتجارة ‪ .‬فمن المؤكد أن الفرد يخلف مسحة شخصيته على كل ما يقوم به ‪.‬‬
‫والخط مظهر هام من مظاهر الفاعلية الدماغية ‪ .‬انه " إمارة " تحمل " عالمة المصنع " ‪ :‬عالمة الناسخ ‪ ,‬بالصفة نفسها‬
‫التي لمشيته وإيماءاته وحركاته وكلماته ‪ ,‬الخ ‪ ,‬ولقد أقيم الدليل بوضوح على أن دراسة الخط دراسة عملية متقنة تنير‬
‫العديد من سمات الطبع ‪ .‬وعلى هذا النحو ‪ ,‬يصبح علم دراسة الخط فرعا ثمينا من فروع علم النفس التطبيقي ‪ .‬فهو‬
‫يجنب ‪ ,‬على الغالب ‪,‬خيبات أمل وأخطاء في الحكم ‪.‬‬
‫إليكم ما هو جدير بأن يحدده حاليا ضرب من علم دراسة الخط الرصين ‪:‬‬
‫المجال العقلين ‪ :‬تنظيم الذهن – النظام – الثقافة – سرعة التفكير – الحس النقدي والحكم – االصالة – مرونة الفكر –‬
‫امكانات االنتباه والتركيز – الخيال – المستوى العقلي العام – االضطرابات العقلية ‪.‬‬
‫المجال االجتماعي ‪ :‬االتصال باآلخرين – الموقف حيال المسؤوليات ‪ -‬الوجدان المهني – الكفاية في العمل – المبادءة‬
‫– قابلية التأثر – إمكانات التكيف – االستقالل والتبعية ‪.‬‬
‫مجال الطبع ‪ :‬االنبساط أو االنطواء – الوجدانية – الحساسية – االنفعالية – اإلرادة – الشجاعة – الحيوية – نوع‬
‫المزاج – الدينامية ‪.‬‬
‫يجد القراء الذين يهتمون بعلم دراسة الخط ‪ ,‬بسهولة ‪ ,‬مؤلفات عملية ‪ .‬يضاف إلى ذلك أن هناك مدارس ممتازة تعلم هذا‬
‫العلم ‪ .‬وإذا كان هذا الفرع يثير االهتمام ‪ ,‬فإن له حدوده ‪,‬شأنه شأن أي علم إنساني ‪ .‬ومع ذلك ‪ ,‬فإن باالمكان أن نؤكد‬
‫بأن كل ما يسقطه شخص من األشخاص في خطه يبين سمات الطبع التي تخصه ‪ .‬فمن الناحية النظرية يمكن إذن معرفة‬
‫هذه السمات ‪ .‬أما من الناحية العملية ‪ ,‬فكل شيء منوط بحدود علم دراسة الخط ذاته ‪ ,‬مع أن النمو السريع لهذا العلم‬
‫الفتي ال يترك أي مجال للشك ‪.‬‬

‫‪11‬‬

You might also like