Professional Documents
Culture Documents
عقد الكفالة
عقد الكفالة
عقد الكفالة
للوفاء بالدين ،وهي تختلف على التأمينات العينية التي تقوم على تخصيص مال معين لضمان
شخصي ،سواء كان هذا الحق الشخصي ناش ئا عن اإلرادة (العق د واإلرادة المنف ردة) أو عن
العم ل غ ير المش روع أو عن اإلث راء بال س بب أو عن الق انون ،وس واء ك ان مح ل الح ق
الشخصي إعطاء شيء أو عمل شيء أو االمتناع عن عمل شيء ،ويبقى التأمين الشخصي أو
العي ني تابع ا للح ق الشخص ي ال ذي يض منه في ك ل ش يء :في ص حته وبطالن ه ،في بقائ ه
وانقضائه.
ويدخل في عداد التأمينات الشخص ية التض امن بين الم دينين ،وع دم تجزئ ة ال دين،
وهي موضوعات تدرس مع أوصاف االلتزام ،كم ا ي دخل ض من التأمين ات الشخص ية إناب ة
القاصرة حيث يبقى فيها المنيب ملتزما مع المناب ،وهي تدرس ضمن وسائل انتقال وانقضاء
وقد كانت التأمينات الشخصية أسبق في الظهور من التأمينات العيني ة ،وذل ك راج ع
إلى أن التأمين العيني يجب أن تسبقه فكرة الملكي ة والحق وق العيني ة إلى الظه ور ،وأن يق وم
تنظيم قانوني لها .وهذا أمر لم يتوافر في المجتمعات البدائية القديمة ألن ه يس تلزم ت وافر ق در
من الرقي والتمدن ،ومن ناحية أخرى كان المدينون عادة هم الفقراء وليس ل ديهم م ا يق دمون
1
كتأمين عيني ،أما التأمين الشخصي فكان من اليسير تقديم ه بض م ذم ة أح د أف راد القبيل ة أو
األسرة إلى ذمة المدين ،وبعد ظهور التأمينات العينية طغت على التأمين ات الشخص ية بك ون
الضمان فيها أقوى ،إذ يك ون ال دائن في م أمن من إعس ار الم دين وض منه .1وتطل ق الكفال ة
أحيانا على التأمينات النقدية وهي في حقيقتها رهن حيازة وليست كفالة.2
وقد تعرض قانون االلتزامات والعقود ألحك ام الكفال ة في القس م العاش ر من الكت اب
2
المبحث األول:
ماهية الكفالة
في ذمة الغير ،وهو مشتق من الضمن ،ألن الذمة من ضمن البدن ،وفي معناه الكفال ة ،يق ال:
كفل فالن فالنا بمعنى ضمه إليه ،ومنه قوله تع الى " :وكفله ا زكري اء" أي ض مها إلى نفس ه
ليعولها ،ويقوم بتربيتها ،والكفالة مصدر كفل (بفتح الفاء وض مها وكس رها) يق ال :كف ل كفال
وكفوال وكفالة ،ويتعدى بالباء ،يقال :كفلت بفالن ،وقد يتع دى بعن إذا بعن إذا تعل ق بال ديون،
فيقال :كفلت عن المديون ،ويتعدى بالالم إذا تعلق بالدائن ،فيقال :كفلت للدائن.
وفي االصطالح ،قال المالكية :الضمان والكفالة والحمالة بمعنى واحد وهو أن يشغل
صاحب الحق ذمة الضامن مع ذمة المضمون ،سواء كان شغل الذمة متوقفا على ش يء أو لم
يكون متوقفا.
3
والضامن غ ارم لم ا ص ح عن ه ص لى هللا علي ه وس لم أن ه ق ال " :ال زعيم غ ارم"،
والزعيم هو الكفيل ،ولكن ليس لصاحب الحق أن يأخ ذ من الض امن إال عن د تع ذر االس تيفاء
من الغريم.
والكفال ة مش روعة في اإلس الم ،وأنه ا من دوب إليه ا ،وق د اس تدل العلم اء على
أما الدليل من القرآن الكريم ،فقول ه تع الى حكاي ة عن يوس ف علي ه الس الم " :ولمن
جاء به حمل بعير وأنابه زعيم " قال ابن عباس رضي هللا عنه :الزعيم الكفيل.
وأما الدليل من السنة ،فأحاديث ،منها :ما رواه الحاكم من أنه صلى هللا عليه وسلم" :
والحكم ة من مش روعية الكفال ة ،حاج ة الن اس إلي ه فإن ه ق د ال يطمئن الب ائع إلى
المش تري فيحت اج إلى من يكلف ه ب الثمن ،أو ال يطمئن المش تري إلى الب ائع ،فيحت اج إلى من
يكفله في المبيع.
األول :ضمان المال ،فإذا ضمن ش خص شخص ا آخ ر في م ال ،فإن ه ذم ة الض امن
تشغل بذلك المال كما شغلت به ذمة األصل بدون أن يتوقف على أمر آخر.
4
الثاني :ضمان الوجه ،وهو التزام اإلتيان بالغريم الذي عليه الدين عند الحاج ة ،وفي
هذا القسم ال يصح الضمان في غير المال ،وال تش غل ذم ة الض امن بالم ال إال إذا لم يحض ر
المديون ،أما إذا أحضره فال يلزم بالدين ،ففي هذا القسم يتوقف شغل الذم ة ب الحق على ع دم
إحضار المضمون.
الثالث :ضمان الطلب ،وهو أن يلتزم الضامن من طلب الغريم والتفتيش على المال،
وال تشغل ذمة الضامن بالمال إال إذا ثبت تفريطه في اإلتي ان بالمض مون أو في الدالل ة علي ه
بأن علم موضعه وتركه .ويشترط للكفال ة ش روط ،بعض ها يتعل ق ب المكفول عن ه ،وبعض ها
يتعلق بالكفيل ،وبعضها يتعلق بالمال المكفول به ،وبعضها يتعل ق بالص يغة ،كم ا س نرى من
يعرف المشرع المغ ربي الكفال ة في الفص ل 1117بقول ه " :الكفال ة عق د بمقتض اه
يلتزم شخص للدائن بأداء التزام المدين ،إذا لم يؤده هذا األخير نفسه".
ويعرفه القانون المدني المصري في المادة 772بقوله " :الكفالة عقد بمقتض اه يكف ل
شخص تنفيذ التزام بأن يتعهد للدائن بأن يفي بهذا االلتزام إذا لم يف به المدين نفسه".
ويؤخذ من هذا التعريف ،أن الكفالة هي عقد بين الكفيل والدائن ،أما المدين األص لي
فليس طرفا في عقد الكفالة بل إن كفالة الم دين تج وز بغ ير علم الم دين ،وتج وز أيض ا رغم
معاوضته .والذي يهم في الكفالة هو التزام هذا المدين ،إذ أن ه ذا االل تزام ه و ال ذي يض منه
5
وهذا االلتزام المكفول أكثر ما يكون مبلغا من النقود ،وقد يك ون إعط اء ش يء غ ير
النقود ،كما قد يكون عمال أو امتناعا عن عمل ،فإذا لم يكن االلتزام المكفول مبلغا من النق ود،
ضمن الكفيل ما عسى أن يحكم على المدين األصلي من تعويض من ج راء إخالل ه ب االلتزام
بإعطاء شيء غير النقود أو من جراء إخالله بااللتزام بعمل أو باالمتن اع عن عم ل .فالكفال ة
إذن تفترض وجود التزام مكفول ،وهذا االلتزام يفترض وج ود م دين أص لي ب ه ودائن .كم ا
تفترض الكفالة وجود عقد بين الكفيل والدائن بااللتزام األصلي المكف ول بموجب ه يفي الكفي ل
بهذا االلتزام إذا لم يف به المدين األص لي .فالكفال ة ت رتب التزام ا شخص يا في ذم ة الكفي ل،
والتزام الكفيل هذا تابع لاللتزام األصلي ،كما سنرى في خصائص الكفالة.
-خصائص الكفالة
عقد الكفالة عقد رضائي ،ينعقد بمج رد التراض ي م ا بين الكفي ل وال دائن ،فال -1
خاصة في انعقاده إلى شكل خاص .ب ل تنعق د الكفال ة بمج رد التراض ي ،وتثبت بالكتاب ة أو
باإلقرار أو باليمين .ولو كانت الكفال ة عق دا ش كليا ال تنعق د إال بالكتاب ة ،لم ا انعق دت إذا لم
توجه الكتابة ،ولما جاز إثباتها باإلقرار أو باليمين ،ألن غير المنعقد ال يجوز إثباته أصال.4
وعقد الكفالة عقد ملزم بجانب واحد ،وهو جانب الكفيل ،فالكفيل وحده هو الذي -2
يلتزم بعقد الكفالة بوفاء الدين للدائن إن لم يف به المدين األصلي ،أما الدائن فال يل تزم ع ادة
6
للجانبين إذا التزم الدائن نحو الكفيل بدفع مقابل في نظير كفالته للدين ،فيصبح كل من الكفيل
والدائن ملتزما نحو اآلخر ،ويكون عقد الكفالة في هذه الحالة ملزما للجانبين.
وإذا كان المدين هو الذي يلتزم بدفع مقابل للكفيل كما يق ع أحيان ا ،وبخاص ة إذا ك ان
أحد المصارف هو الذي يقدم كتاب ضمان للمدين ،فيكون له ويتقاضى أجرا على كفالته ،ف إن
الكفالة تبقى مع ذلك عقدا ملزما بجانب واحد ،ألن المدين ليس بطرف في الكفال ة ،ب ل طرف ا
الكفالة هما الكفيل والدائن ،والكفيل وح ده دون ال دائن ه و المل تزم ،ولكن ذل ك يجع ل الكفي ل
مأجورا والكفالة عقد معاوضة ال عقد تبرع ،ألن الكفيل متى أخذا أجرا ولو بغير موجب عق د
والكفالة في العادة عقد تبرعي بالنسبة إلى الكفيل ،فالكفيل بت برع ع ادة بكفالت ه -3
للدين .أما بالنسبة إلى الدائن المكفول فالكفالة عقد معاوضة ،ألن الدائن حصل على كفال ة في
مقابل إعطاء الدين ،وإذا كان الدائن قد أعطى الدين للمدين ال للكفي ل والم دين ليس طرف ا في
عقد الكفالة ،فإنه ليس من الضروري في عقود المعاوضة أن يكون الع وض ق د أعطى ألح د
المتعاقدين ،بل يكفي إعطاؤه للغير وهو هنا المدين .والعقد الواحد قد يكون معاوض ة بالنس بة
إلى أحد المتعاقدين ،وتبرع ا بالنس بة إلى المتعاق د اآلخ ر ،كم ا أن الت برع ال يش ترط في ه أن
يكون المتبرع قد تبرع للمتعاقد اآلخر وعقد الكفالة هو المثل على ذلك.
هذا ،وقد تكون الكفالة عقد ومعاوض ة بالنس بة إلى الكفي ل نفس ه ،فيأخ ذ ه ذا مق ابال
لكفالته الدين ،وهذا المقابل إما أن يأخذه الدائن المتعاقد معه فيكون العوض م أخوذا من الغ ير
وهو المدين.
7
ولكن الصورة المألوف ة هي أن تك ون عق دا تبرعي ا بالنس بة إلى الكفي ل ،ألن ه ذا ال
يأخذ عادة مقابال لكفالته الدين ال من الدائن وال من المدين ،وعلى ذلك يشترط في الكفيل عادة
أهل التبرع ،كما يجوز الطعن في الكفالة بالدعوى البوليصية دون أن يشترط تواطؤ الكفيل ال
والكفالة عقد تابع ،إذ أن التزام الكفيل يعتبر حتما تابعا اللتزام المدين األصلي، -4
أما إذا التزم المسؤول عن دين الغير التزاما أص ليا ال التزام ا تابع ا ،فإن ه ال يك ون كفيال ب ل
يكون مدينا أصليا التزامه مستقل عن التزام المدين .ويتفرع عن أن التزام الكفي ل ال تزام ت ابع
اللتزام المدين األصلي ،أن االلتزام األول ال يجوز أن يزيد على االلتزام األخر ،أو أن يك ون
أشد عبئا ،أو أن يبقى قائما بعده ،كذلك ال يجوز أن يكون التزام الكفي ل منتج ا إذا ك ان ال تزام
المدين األصلي معلق ا على ش رط أو مقترن ا بأج ل ،وال منتج ا لفوائ د إذا ك ان ال تزام الم دين
األصلي ال ينتج فوائد ما .ويتبع التزام الم دين األص لي في ص حته وفي بطالن ه ،وفي قابلتي ه
للفسخ ،وفي الدفوع التي يدفع بها المدين ،ولكن يجوز للكفيل أن يل تزم أخ ف عبئ ا من ال تزام
المدين األصلي ،فيكفل مثال جزءا من الدين ،وك ذلك ال يكف ل الكفي ل م ا زاد في عبء ال دين
األصلي بعد الكفالة بإرادة المدين األصلي ،أو بسبب خطئه. 5
" من كفل شخصا بأن يداين أحدا من الغير متعهدا بالمس ؤولية عن ه ،ض من بص فته
8
فإن لم يعين الكفيل ح دا لم ا يض منه ،فإن ه ال يس أل إال في ح دود المبل غ ال ذي يب دو
معقوال مع مراعاة الشخص الذي منحت له الكفالة .يس وغ الرج وع عن التكلي ف الس ابق ،م ا
دام الشخص المكلف لم يبدأ بتنفيذه وال يمكن إثبات التكليف إال بالكتابة" .
واعتبار تكليف شخص شخصا آخر بأن يث ق في أح د من الغ ير متعه دا بالمس ؤولية
اعتبر المشرع في الفصل 118من قانون االلتزامات والعق ود موض وع الش رح ،أن
حكم تكليف شخص شخصا آخر بأن يثق في أحد من الغ ير متعه دا بالمس ؤولية عن ه ،بمثاب ة
فهذا النص يفترض أن الكفيل هو الذي طلب إلى الدائن تقديم الدين ،وتعهد للدائن بأن
يكون هو مسؤوال عن هذا الدين ،ويشرط أن يكون المبلغ الذي يض منه مح ددا ،ف إن لم يح دد
المبلغ ،كان مسؤوال في حدود المبل غ ال ذي يب دو معق وال ،ويش مل ه ذا الحكم الكفال ة في دين
حال أو في دين مستقبل .وبناء على ذلك ،ف إن اش ترى زي د مثال بض اعة من عم رو ،وكل ف
سعد عمرا البائع بأن يسلم البضاعة لزيد المشتري متعهدا بأن يدفع هو ثمن البض اعة المبيع ة
إذا لم يدفعه زيد المشتري ،فإن سعدا يعتبر إذا صدر عن ه ه ذا التكلي ف كفيال لزي د ،ويض من
بهذا الدفع تنفيذ التزامات هذا األخير من حيث تأدية الثمن .وهذا الحكم ه و المنص وص علي ه
9
وقد يحصل أن يجري التكليف دون تعيين حد لما يضمنه الكفي ل ،ففي ه ذه الحال ة ال
يسأل الكفيل إال في حدود المبلغ الذي يبدو معقوال مع مراعاة الش خص ال ذي منحت الثق ة ل ه
وتجدر اإلشارة إلى أن من كلف آخر بأن يثق في أحد من الغير ،يس وغ ل ه الرج وع
عن ه ذا التكلي ف طالم ا أن المكل ف يمنح الثق ة لم يب دأ بتنفي ذ التكلي ف الفق رة 3من الفص ل
.1118
ثم يجب االنتباه إلى أن التكليف المذكور ال يمكن إثبات ه إال بالكتاب ة (الفق رة األخ يرة
ويخلص من النص المغربي ،أن الكتابة ضرورية إلثبات التزام الكفيل ،ولكنه ا غ ير
ضرورية النعق اد الكفال ة ،والكتاب ة ض رورية إلثب ات ال تزام الكفي ل ح تى ل و ك ان االل تزام
المكفول يثبت بالبينة ،بأن مثال 250درهما فأقل ،كذلك الكتاب ة الزم ة إلثب ات ال تزام الكفي ل
ولو كان هذا االلتزام 250درهما ،ولكن الكفيل لم يكفل من ه 2000درهم فأق ل .ويق وم مق ام
الكتابة مبدأ الثبوت بالكتابة ،كما يجوز اإلثبات بالبينة إذا وجد مانع يحول دون الحصول على
دليل كتابي ،أو إذا فقد الدائن سنده الكتابي لسبب أجنبي ال يد له فيه .كذلك يجوز إثبات الكفالة
باإلقرار واليمين ،وهذان طريقان لإلثبات ،جائزان حيث يجب اإلثبات بالكتابة.6
والسبب الذي دعا المشرع المغربي إلى التشدد في إثبات رضاء الكفي ل بالكتاب ة ه و
نفس السبب الذي دعا المشرع الفرنسي إلى اشتراط أن يكون رضاء الكفيل صريحا :خطورة
10
الكتابة ،وضرورة التروي قب ل اإلق دام عليه ا .واإلثب ات بالكتاب ة ض روري فيم ا بين الكفي ل
والدائن ،أما فيم ا بين الكفي ل والم دين ،عن دما يري د األول الرج وع على الث اني بع د أن يفي
بااللتزام ،فال تشترط الكتابة ،ويخض ع اإلثب ات هن ا للقواع د العام ة ،فيج وز اإلثب ات بالبين ة
والقرائن ،إذا كان رجوع الكفيل على المدين ب 250درهما فأقل .
وفي الكفيل الدين وحل محل ال دائن في رهن رس مي مثال وك ان هن اك دائن م رتهن ت ال في
" القرار القاضي على األطراف بأداء مب الغ تتج اوز ح دود المبل غ المح دد في عق د
الكفالة يكون خارقا لمقتضيات الفصلين 230و 118من ق ل ع ومعرض ا بالت الي للنقض في
النوع األول
كفالة اتفاقية ،أي تتم بناء على اتفاق س ابق بين الكفي ل والم دين على أن يكف ل األول
النوع الثاني
11
كفالة قانونية :ينص القانون على تقديمها في حاالت معينة ،كضمان لاللتزام ،مثاله ا:
ما نص عليه الفصل 583من قانون االلتزامات والعقود ،ففي هذه الحال ة يطل ق على الكفال ة
اسم الكفالة بمقتضى القانون أو الكفالة القانونية ويعرف الكفيل باسم :الكفيل القانوني.
النوع الثالث
كفالة قضائية :يسمح القانون للقاضي بأن يلزم بها أحد األطراف في الدعوى ض مانا
اللتزام عليه ،كما لو حكمت بتنفي ذ حكم رغم قابليت ه لالس تئناف بش رط أن يق دم المحك وم ل ه
كفالة .ففي هذه الحالة يطلق عليها اسم الكفالة بمقتضى حكم من القضاء أو الكفال ة القض ائية،
النوع الرابع
كفال ة ممنوع ة أو مرفوض ة :وهي عكس الكفال ة القانوني ة ،ألن المش رع نص على
ع دم جوازه ا ،مثاله ا :م ا نص علي ه الفص ل 303من ق انون االلتزام ات والعق ود ،من أن
عرض تقديم كفيل أمام المحكمة ال يكفي لتحرير الشيء المنقول المرهون رهنا حيازي ا ،رغم
هذا النص ال يوجد ما يمنع األطراف منن االتفاق على تحرير الشيء المره ون بتق ديم كفي ل.
وبعبارة أخرى ،إن الممنوع هنا هو أن تقب ل المحكم ة ه ذه الكفال ة من الم دين ب دون رض ى
12
وال تجوز الكفالة من القاصر ولو أذنه أبوه أو وص يه إذا لم تكن ل ه أي ة مص لحة في
-أهلية الكفيل
يخضع عقد الكفالة لش روط ص حة العق د عام ة ،على أن ثم ة ش روطا خاص ة يجب
توافرها ،سواء من حيث أهلية الكفيل ،أم من حيث االلتزام المضمون بالكفالة.
فمن حيث األهلي ة ،أوجب المش رع في الفص ل 1119موض وع الش رح ،أن يك ون
الكفيل متمتعا بأهلية التصرف على سبيل التبرع ،ومنع على القاصر أن يعق د كفال ة ح تى ل و
وعلى ذلك ،ولما كان الكفيل يلتزم عادة متبرعا ،فإنه يجب أن يكون متوفرا فيه أهلية
التبرع .فالكفيل المتبرع كالمقرض المتبرع الذي يتقاض ى فائ دة على الق رض ،كالهم ا يجب
أن تتوافر فيه أهلية التبرع .وعلى ذلك ال يجوز للقاص ر وال للمحج ور علي ه أن يكف ل الغ ير
متبرعا ،وإذا كفل كانت الكفال ة باطل ة ،ب ل يج وز لألب أو الوص ي أو المق دم أن يعق د باس م
القاص ر أو المحج وز علي ه ول و ب إذن المحكم ة ،إال ل واجب إنس اني أو ع ائلي أو ك انت ل ه
مصلحة في موضوع الكفال ة ،فال ب د إذن للكفي ل المت برع أن يك ون بالغ ا س ن الرش د ،غ ير
محجوز عليه.
أما إذا كانت الكفالة بمقابل ،س واء ك ان المقاب ل من الم دين أو ال دائن ،وه ذا ن ادرا،
فيجب في الكفيل أهلية التصرف ال أهلية الت برع ،وذل ك قياس ا على المق ترض بفائ دة ،وعلى
ذلك ال يجوز للقاصر وال للمحجور عليه أن يكفل ،ألنه ال يمل ك أهلي ة التص رف ،وق د يمل ك
13
أهلية اإلرادة ولكن الكفالة من أعمال التصرف ال من أعمال اإلرادة ،وإذا كف ل ك انت الكفال ة
قابلة لإلبطال إلى أن تجاز .ولكن يجوز للوالي أو الوصي أو المقدم أن يعقد كفالة بمقابل باسم
القاصر أو المحجوز عليه ،على أن يكون ذلك بالنسبة إلى الوصي أو المق دم ب إذن المحكم ة،
وغني عن البيان أن اإلنسان إذا بلغ سن الرشد غير محجور عليه ،فإنه يمل ك الكفال ة بمقاب ل،
وبعبارة أخرى ،رأينا أن األصل أن تكون الكفالة تبرعية بال أجر ،ولذا يك ون ال تزام
الكفيل تبرعا ،ويجب أن تتوافر فيه أهلية التصرفات الض ارة ض ررا محض ا ،أي بل وغ س ن
الرشد وإال كان التزامه باطال .أما إذا كانت الكفالة بأجر ،فإنها تصبح من التص رفات ال دائرة
بين النفع والضرر ،فإذا أبرمها المميز كانت قابلة لإلبط ال لمص لحته .أم ا ال دائن فتكفي في ه
أهلية التعاقد ألنه يستفيد من الكفالة التبرعية ،وتلزم فيه أهلية التصرف إذا أعطى الكفيل أجرا
عن كفالته .فإذا قبل الكفالة دائن مميز أو سفيه بدون أجرا ،فهي تصرف نافع ل ه نفع ا محض ا
فتصح.
هذا ،وتجوز الكفالة باسم الشخص المعنوي من المفوض له بذلك ،سواء كانت الكفالة
بمقابل أو بغير مقابل ،ويجوز للشريك كامل األهلية أن يكفل الش ركة ال تي ه و ش ريك فيه ا،
وإذا أعطى الكفيل توكيال لشخص بكفالته ،وجب أن يكون التوكيل خاصا ومحددا أي
مذكورا فيه التوكيل في الكفالة إذا كانت الكفالة تبرعية ،أو وجب أن يكون التوكيل خاص ا إذا
14
أخذ الكفيل مقابال لكفالته .والتوكيل في الكفال ة المدني ة ال تتض من التوكي ل في كفال ة تجاري ة
كالضمان االحتياطي ،كما أن التوكيل في كفالة تجارية ال تتضمن التوكيل في كفالة مدنية.9
ولما كانت الكفالة عقدا بين الكفيل والدائن كم ا ق دمنا ،فإنه ا تقتض ي التراض ي بين
الكفيل والدائن ،فيتفق االثنان على أن الكفيل يكف ل الم دين األص لي .وال يكفي رض اء الكفي ل
وحده ،بل يجب أيضا حتى يتم العقد من رضاء الدائن بالكفالة ولو رضاء ضمنيا ،وذلك ح تى
لو كان الكفيل متبرعا بكفالته كما هو الغالب ،وذلك كعقد الهبة ال بد فيه من رضاء الموه وب
له.
أما رض اء الكفي ل فج وهري ،ألن الكفي ل ه و ال ذي يل تزم بعق د الكفال ة ،وال ب د أن
يرضى الكفيل بالكفال ة ،ويع بر عن ه ذا الرض اء تعب يرا واض حا ،فبمج رد توص ية ش خص
للدائن بأن يثق بمدينه ألن هذا المدين مليء وألنه يبادر إلى تنفيذ التزامه ،حتى لو ك انت ه ذه
التوصية قد أتت بع د س ؤال ال دائن ه ذا الش خص عن حال ة الم دين ،ال يع د رض اء من ه ذا
الشخص بكفالة المدين ،إذ ال بد من أن يرضى هذا الش خص بكفال ة الم دين رض اء واض حا،
ورضاء الكفيل بالكفالة رضاء واضحا ال يجعل فحس ب الكفي ل ملتزم ا بكفالت ه ،ب ل
أيضا يميز الكفيل عن مدين أصلي التزم مع المدين األصلي بالتضامن ،وذلك ح تى ل و ال تزم
15
الكفيل بالتضامن مع المدين األصلي ،فهناك فرق بين الكفي ل المتض امن م ع الم دين والم دين
ال يجوز أن تقوم الكفالة إال إذا وردت على إلتزام صحيح -
ذلك أن الكفالة تتسم بطابع تبعي ،كما سبقت اإلشارة إلى ذلك ،فتتوق ف ص حتها على
صحة االلتزام األصلي الذي خصصت الكفالة لضمانه ،فإذا ك ان االل تزام األص لي ب اطال أو
لذلك ،أوضح الفصل 1120موض وع الش رح ،أن ه ال يمكن للكفال ة أن توج د إال إذا
وتنص المادة 776من القانون المدني المصري على أنه " :ال يكون الكفالة صحيحة
وااللتزام المكفول هو االلتزام األصلي الواقع على عاتق المدين .وهذا االلتزام غالب ا
ما يكون موضوعه أداء مبلغ من النقود ،س واء ك ان ه ذا المبل غ واجب ا كثمن في عق د بي ع أو
أجرة في عقد كراء أو أجرا في عق د مقاول ة أو مبلغ ا مقرض ا إلى الم دين .وق د يك ون ال دين
المكفول تعويضا عن عمل غير مشروع أو ردا إلثراء ال سبب ل ه ،أو دين ا ال زم ب ه الق انون
16
وال يوجد ما يمن ع أن يك ون االل تزام المكف ول التزام ا بعم ل أو بامتن اع ،أو التزام ا
بإعطاء شيء غير النقود ،فقد يتعهد صانع يعمل بعض قطع األث اث ويكفل ه في ذل ك ش خص
آخر ،كان يتقدم أحد زمالئه الصناع متعهدا بص نع ه ذا األث اث إذا لم يقم ب ه المل تزم ،أو ب أن
يدي ثمن هذا اإلثبات كتعويض .وقد يل تزم ص احب مص نع لجيران ه بع دم تش غيل آالت ه بع د
الرابعة مساء حرصا على راحتهم ،ويكفله في ذلك شخص آخ ر متعه دا ب دفع التع ويض عن
اإلخالل بهذا االلتزام .وقد يتعهد تاجرا ببيع سلعة معينة ويكفله تاجرا آخر متعهدا بتق ديم مث ل
وااللتزام األصلي الصحيح هو الذي تجوز كفالته ،ومعنى ه ذا أن ه إذا ك ان االل تزام
األصلي باطال ،فال تجوز كفالته ،غير أن هناك تفصيال يجب بيانه في هذه المس الة .ذل ك أن ه
إذا التزم شخص بأن يؤدي دينا على شخص أخر ولو كان هذا االلتزام باطال ،فإنه يلتزم به ذا
لكي يؤمن الدائن الدائن ضد خطر التمس ك ببطالن ال دين ،ول ذلك ال يعت بر كفيال ،ب ل يعت بر
مدينا أصليا تعهد بأداء دين على غيره إذا تمسك ه ذا الغ ير ببطالن التزام ه .ول ذلك ال يعت بر
وعلى خالف ذلك ،من يتقدم لكفالة التزام على غيره ،فإن التزامه بالكفالة يكون تابعا
اللتزام المدين األصلي ،فإذا كان االلتزام األصلي باطال كان ال تزام الكفي ل ب اطال ،وإذا ك ان
االلتزام األصلي قابال لإلبطال ،كان االلتزام المكفول أيضا قابال لإلبطال .
17
وااللتزام األص لي يك ون ب اطال إذا ك ان التزام ا عق ديا فق د أح د أركان ه( :الرض ى
والمحل والسبب) أو اختل فيه أحد هذه األركان كما لو كان اإليج اب والقب ول لم يق ع التواف ق
بينهما ،أو كان مخالفا للنظام العام واآلداب ،أو كان السبب غير مشروع.
وعندئذ يكون التزام الكفيل باطال كالتزام المدين .وق د يك ون االل تزام األص لي ق ابال
لإلبطال ،كما لو كان المدين قد أبرم العقد تحت تأثير غلط أو إكراه أو ت دليس أو ك ان ن اقص
األهلية .وفي هذه الحالة يكون التزام الكفيل قابال لإلبطال المدين.11
ولكن ليس ضروريا أن يتمسك المدين بإبط ال التزام ه لي تيح للكفي ل أ ،يتمس ك به ذا
اإلبطال ،بل إن من حق الكفيل أن يتمسك بإبطال كفالته ولو لم يتمسك المدين بإبطال التزامه،
بل إنه حتى عندما يجيز المدين العقد القابل لإلبطال فينقلب صحيحا ف إن ه ذا ال يمن ع الكفي ل
من التمسك بإبطال التزامه .والسبب في ه ذا أن الم دين ليس ل ه أن يس يء إلى مرك ز الكفي ل
بفعله ،ومن شأن تصحيح التزام المدين أن يس يء إلى مرك ز الكفي ل ،إذا يص بح التزام ه بات ا
بفعل المدين بعد أن كان قابال لإلبطال ،وهذا ال يجوز للمدين ،وإن فعله يصبح التزامه هو باتا
صحيحا ،ويبقى التزام الكفيل قابال لإلبطال .وتقضي المادة 777من القانون المدني المصري
بأن " :من كفل التزام ناقص األهلي ة وك انت الكفال ة بس بب نقص األهلي ة ك ان ملزم ا بتنفي ذ
وهذا الحكم مقرر أيضا في الفق ه اإلس المي ومعظم التقني ات الحديث ة ،ولكن لم يش ر
إليه تقنين االلتزامات والعق ود ،بي د أن ه يمكن للقض اء األخ ذ به ذا الحكم اجته ادا باعتب ار أن
18
الكفيل الذي ينقص أهلية المدين ،إما أن يقص د ت أمين ال دائن من خط ر تمس ك الم دين بنقص
أهليته فيكون مدينا أص ليا ملتزم ا بتنفي ذ االل تزام األص لي ،ولكن التزام ه معل ق على ش رط
واقف هو عدم قيام المدين األصلي بتنفيذه .وأما أن يقصد أن يبقى كفيال ولكن مع ال نزول عن
الحق في التمسك بإبط ال التزام ه ألن عمل ه بك ون الم دين ن اقص األهلي ة يع ني تنازل ه عن
التمسك بهذا الوجه إذا أجاز المدين تصرفه فانقلب في حقه صحيحا.
وأما أن ال يقصد ه ذا وال ذاك ،فيك ون ل ه الح ق في التمس ك بإبط ال التزام ه بنقص
أهلية مكفوله.12
" تجوز كفالة االلتزام المحتمل (كضمان االلتزام الذي قد ينشأ بسبب االس تحقاق) أو
المستقبل أو غير المحدد ،بشرط أن يكون قابال للتحديد فيما يعد ( كالمبلغ الذي يمكن أن يحكم
به على شخص معين) وفي هذه الحالة يتحدد التزام الكفيل بالتزام المدين األصلي".
تجوز كفالة الدين المستقبل .بمعنى أنه ما دام االلتزام ص حيحا فإن ه يمكن أن يك ون مض مونا
بكفالة ال فرق بين أن يكون التزاما قائما منجزا أم التزاما محتمال ،كضمان االل تزام ال ذي ق د
ينشأ بسبب نزع اليد والملكية ب دعوى االس تحقاق ،أم التزام ا مس تقبال ،أم ح تى التزام ا غ ير
محدد بشرط أن يكون قابال للتحدي د فيم ا بع د .ك المبلغ ال ذي يمكن أن يحكم ب ه على ش خص
- 12أصول القانون المدني ،للدكتور محيي الدين إسماعيل ،ج ،2صفحة.404 :
19
معين ،كالتعويض عن حادث مثال ،وفي حالة هذه الحالة يتح دد ال تزام الكفي ل بم ا يجب على
المديون األصلي.
وبعبارة أخرى ،أن الكفالة تجوز في الدين الذي سينشأ في المستقبل .والدين المستقبل
إما أن يكون وجوده مؤكدا وال ينقصه سوى كر الزمان ،وإما أن يكون وجوده محتمال أي أنه
قد ينشأ وقد ال ينشأ ،وهذا هو االلتزام المحتمل وهو نوع من االلتزام المستقبل .وفي الح التين
تصح الكفالة ،طالما أن االلتزام المس تقبل ال يش وبه البطالن ،أم ا إذا ك ان االل تزام المس تقبل
باطال ،كما لو تعلق بتعامل في تركه إنسان ال يزال حيا ( التركة المستقبلة) فإن كفالت ه تك ون
ومن أمثلة كفالة الديون المستقبلة كفالة صحيحة :عقد فتح االعتم اد ل دى البن ك ،فق د
يشترط البنك على العميل تقديم كفيل يضمن الرصيد المدين الذي ينتهي إليه االعتم اد ،وك ان
كفالة الحساب الجاري لدى البنك وكفالة االلتزام الذي قد ينش أ بس بب اس تحقاق الم بيع في ي د
المشتري.
وقد اشترط النص لصحة كفالة الدين المستقبل أن يح دد مق درا ال دين المكف ول .وق د
يعين الكفيل مدة يلتزم بكفالته خاللها ،فإذا لم ينشأ الدين المستقبل خالل هذه المدة سقط التزامه
ولو نشأ بعدها ،وقد ال يعين الكفي ل م دة ،وفي الحال ة قض ى النص ب أن للكفي ل أن يرج ع في
مجاملته لآلخرين في الظروف الحرج ة ال تي يتعرض ون له ا ،فتظه ر الش هامة والنج دة من
20
القريب نحو قريبه وعن الص ديق تج اه ص ديقه ،ومن الم رأة حي ال زوجه ا ،ويب ادر ك ل من
هؤالء إلى عرض كفالته بكل ما يملك وفي أي دين ينشأ مهما كان مقدراه غير مق در لع واقب
مثل هذا العرض الس خي ،وفي النهاي ة يعج ز الم دين عن الوف اء ويض طر الكفي ل إلى األداء
ويندم وآلت حين مناص ،ولذلك قيل قديما :إن الض مانة أو الكفال ة :أوله ا ش هامة ،وأوس طها
وتجوز الكفالة في الدين المستقبل إذا حدد مقدما الدين المكف ول ،كم ا تج وز الكفال ة في ال دين
الشرطي " وتشير إلى جواز كفالة االلتزام الش رطي س واء ك ان معلق ا على ش رط واق ف أو
على شرط فاسخ ،ويكون مصير الكفالة هو نفس مصير االلتزام الموصوف ،أي أنه إذا تحقق
الشرط الواقف وجد االلتزام ووج دت مع ه الكفال ة ،وإذا تخل ف الش رط زال االل تزام وزالت
كفالته ،وفي حالة الش رط الفاس خ إذا تحق ق الش رط زال االل تزام ب أثر رجعي وزالت الكفال ة
االلتزام المكفول يجب أن يكون مما يمكن أن يحل الكفيل مح ل الم دين األص لي في -
أدائه أو وفائه
" ال تجوز كفالة االلتزام الذي ال يستطيع الكفي ل أن يح ل مح ل الم دين األص لي في
س بقت اإلش ارة في الفص لين 1120 :و 1121إلى أن ه يجب أن يك ون االل تزام
المضمون صحيحا ،وما دام االلتزام صحيحا ،فإنه يمكن أن يكون مضمونا بكفالة ال فرق بين
- 13العقود المدنية الصغيرة في القانون المدني والشريعة اإلسالمية والقوانين العربية ،للدكتور محيي الدين إسماعيل علم
الدين ،صفحة.278 :
21
أن يكون التزاما قائما منجزا أو التزام ا محتمال .وأم ا الفص ل 1122موض وع الش رح ،فق د
نص على أنه لكي تكون الكفالة صحيحة ،يجب أن يكون االلتزام المكفول مم ا يمكن أن يح ل
الكفيل محل المدين األصلي في أدائه أو وفائ ه ،أم ا إذا ك ان االل تزام يتعل ق بش خص الم دين
األصلي بحيث ال يستطيع الكفيل أن يحل محله في أدائه أو وفائه كالعقوبة البدنية ف إن الكفال ة
ال تجوز.
حكم عليه بالعقوبة البدنية ،الحبس ،أو الجلد ،أو األشغال الشاقة ،فهذه عقوبة بدني ة ،ال ينف ذها
المحكوم عليه شخصيا ،لكن فيما يتعلق بالغرامات المالية عن الج رائم والمخالف ات ،يمكن أن
يطلب من المحكوم عليه بها كفيل يضمن أداءها ،وعندما يعجز المحك وم علي ه ي ؤدي الكفي ل
الغرامة المالية المفروضة رغم أنها عقوبة ضد غيره وليست موقعه ضده هو والمقص ود من
ذلك هو ضمان حقوق الدولة في النواحي المالية ،على أن يرج ع الكفي ل على المحك وم علي ه
والحاصل أنه يجب في عقد الوكالة توافر الشروط الخاصة بمحل االلتزام ،ف إذا ك ان
الكفيل يضمن عملية تهريب أو سداد فوائد ربوية أو استمرار عالقة غير مشروعة بين رج ل
وامرأة ،فإن الكفالة تكون باطلة لكونه ا تنص ب على مح ل غ ير مش روع .ك ذلك ال يس تطيع
22
"يجب أن يكون التزام الكفيل صريحا والكفالة ال تفترض".
وعند إبرام عقد الكفال ة يجب أن يع بر الكفي ل عن كفالت ه تعب يرا ص ريحا ،وأن تفي د
عبارته ( شفوية أو مكتوبة) أنه قد التزم بضمان الدين بصفة قاطعة ،فإذا كان هن اك ت ردد في
عبارة الكفيل أو غموض ،اعتبر أنه لم يلتزم بالكفالة لكون التزام ه غ ير ص ريح ،والكفال ة ال
تفترض .وهذا الحكم هو المنصوص عليه في الفصل 1123من ق انون االلتزام ات والعق ود،
موضوع الشرح.
وتطبيقا لهذا النص ،إذا أرس ل ش خص إلى ال دائن ،رس الة يطلب فيه ا إلي ه فيه ا أن
يعطي المدين الدين ويفيده بأنه يعلم مالءمة المدين واستقامته ووفاء بديونه في مواعيدها وأنه
موضع الثقة في معامالته .فمثل هذه الرسالة ليست كفالة ،بل يجب أن يعبر الكفي ل عن كون ه
يلتزم شخصيا بكفالة الدين ،ولكن قد يسأل صاحب هذه التوصية مسؤولية تقصيرية إذا خالف
حكم الفصلين 82و 83من تقنين االلتزامات والعق ود ،الس ابق ش رحها في الج زء األول من
ه ذا الكت اب .وق د اس تعاض الق انون الم دني المص ري عن اش تراط أن يك ون ال تزام الكفي ل
ص ريحا باش تراط أال يثبت ال تزام الكفي ل إال بالكتاب ة ،ح تى ول و ك ان ال دين األص لي ق ابال
لإلثبات بالبينة ،فمن شأن الكتابة أن تلفت نظر الكفيل إلى خطورة االلتزام الذي سيتعرض ل ه
صاحبه فيتروى قبل االرتباط به ،لذلك نصت المادة 773مدني مصري على أنه:
"ال تثبت الكفالة إال بالكتاب ة ول و ك ان من الج ائز إثب ات االل تزام األص لي بالبين ة "
ونتيجة اشتراط الكتابة في إثب ات الكفال ة ،ف إن الوع د بالكفال ة في الق انون المص ري ال يثبت
23
وقد يصدر تعبير الكفيل عن إرادته شفاهة أو برسالة موجه ة إلى ال دائن أو بواس طة
رسول أو بواسطة نائب يحمل وكالة خاصة محددة في شأن الكفالة ،أو بواسطة توقي ع الكفي ل
على سند الدين أو على ورقة تجارية يكون الدائن مستفيدا منها ،وفي ه ذه الحال ة األخ يرة إذا
خرجت الورقة من يد الدائن وانطلقت في التداول تحمل الكفيل المخاطر ال تي تنجم عن ذل ك،
إذا يكون للحامل حسن النية أن يطالب بقيمتها غير متقيد بأحكام الكفالة .
المغربي وال مكتوبا في القانون المصري ،ب ل يكفي أن يك ون ض منيا أو ش فهيا ،ف إذا احتف ظ
الدائن برسالة الكفيل التي تعهد فيها وطالبه بناء عليها بوفاء الدين كان ه ذا قب وال من ه لكفال ة
الكفيل ،ولكن إذا رفض الدائن الكفالة أو اعتبر الكفيل شخصا غير مليء ورفض كفالته ،ف إن
ومن أحكام المجلس األعلى سابقا ،ما جاء في قرار له ،كما يلي:
" إذا كان عقد الكراء محدد المدة في سنة واحدة فإن الضامن ال يض من إال أداء ه ذه
السنة.
المحكمة التي اعتبرت أن الكفالة غير محصورة وأنها شاملة للف ترة ال تي تح دد فيه ا
العقد تكون ق د خ رقت مقتض يات الفص ل 1123من ق انون االلتزام ات والعق ود وعرض ت
قرارها للنقض".15
- 15قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 25/4/00تحت عدد 1673في الملف عدد 99 / 1188منشور بكتاب قضاء
محكمة النقض في الكراء المدني من سنة 1957إلى سنة 2011لعبد العزيز توفيق ص 487 :وما يليها.
24
" ال ضرورة لقب ول الكفال ة ص راحة من ال دائن غ ير أنه ا ال يمكن أن يعطي ب رغم
إرادته".
اإلرادة يفيد الرضاء من جانب الكفيل ومن جانب الدائن يكفي النعقادها ،وقد تقدم بيان ذلك .
الكفيل ورضاء الدائن ،فالكفي ل مت برع ،فيجب أن يك ون رض اؤه واض حا كم ا س بق الق ول.
وكثيرا ما يتورط الكفيل في التزامه بالكفالة ،ويخيل إلي ه عن ه اإلق دام عليه ا أن الم دين ال ذي
كفله سيقوم بتنفيذ التزامه .ثم ما يلبث أن يتبين أن المدين غير قادر على الوف اء بالتزام ه ،إم ا
من الوقت الذي أصبح فيه مدينا ،أو بعد ذلك لظروف جدت ،فيرجع الدائن على الكفي ل ليق وم
عن المدين بوفاء االلتزام ،وقد يع رض الكفي ل نفس ه لخس ارة كب يرة ،ب ل ق د يعس ر أو يفلس
كنتيجة مباشرة لكفالته مدينا معسرا .ل ذلك يع بر الن اس عن ه ذه الحقيق ة ال تي تق ع كث يرا في
العمل بقولهم " الضامن غارم" .من أجل ذلك اش ترط المش رع ،كم ا تق دم ،أن يك ون رض اء
الكفيل بالكفالة رضاء صريحا ،فال يصح أن يستخلص رضاؤه ضمنا من الظروف.
وهذا الخالف رضاء الدائن ،فإن الكفال ة تك ون ع ادة لمص لحة .ل ذلك ال يش ترط في
واستخالص رضاء الدائن من الظروف والقرائن ،ولذلك جاز أن يكون قب ول ال دائن بالكفال ة
قبوال منه لكفالة الكفيل ،ألنه يعتبر رضاء ضمنيا من الدائن بالكفالة احتفاظ ه بس ندها ،وتنفي ذ
ه ذا الس ند على الكفي ل .ولكن إذا رفض ال دائن الكفال ة أو اعت بر الكفي ل شخص ا غ ير مليء
25
ورفض كفالته ،فإن الكفالة ال تنعقد وال يكون للدائن ،بعد ذلك أن يتمسك بها (العبارة األخ يرة
– كفالة االلتزام
" يمكن كفالة االلتزام بغير علم المدين األصلي ولو إرادته .غير أن الكفالة التي تق دم
برغم االعتراض الصريح من المدين ،ال يترتب عنها أية عالقة قانونية بين هذا األخ ير وبين
يق رر الفص ل 1126من ق انون االلتزام ات والعق ود ،موض وع الش رح ،أن كفال ة
االلتزام تتم كما تقدم بعقد طرفيه هما الدائن والكفيل ،وتقدم أيضا أن المدين ليس طرفا في هذا
العقد ،وإن كان له دور بال شك في األعداد له .ذل ك أن ال دائن يط الب الم دين بتق ديم ض مان
عيني أو شخصي ،وقد يجد المدين أن األيسر بالنسبة له تقديم الضمان الشخصي ،فيبحث عن
كفيل يتفق معه على أن يضمن الدين لدى الدائن ،وهذا هو الوضع العادي المألوف للكفالة.
وقد تتم الكفالة تطوعا من الكفيل وبدون علم المدين ،ب ل وق د تتم رغم رفض الم دين
واعتباره .وفي هذه الحالة يكون الكفيل ملتزما ما قب ل ال دائن دون أن يس تطيع الرج وع على
المدين بشيء ،إذا هو وفي الدين إال في حدود قواعد إال ثراء بال سب .
وبناء على ما تقدم ،إذا تمت الكفالة بناء على طلب الم دين إلى الكفي ل أو على األق ل
بناء على إذن منه ،فإن الكفيل يكون له أن يرجع بما وف اه على الم دين ب دعوى الوكال ة ،وإذا
تمت الكفالة بعلم المدين ،ولكن دون أن يكون قد ص رح ب ذلك أو أذن في ه ،أو تمت بغ ير علم
26
المدين أصال ،فإن الكفيل يرجع عليه بدعوى الفضالة .أما إذا تمت الكفالة رغم رفض الم دين
إياها واعتراضه عليها ،فليس للكفيل أن يرجع عليه إال طبقا لقواعد اإلثراء بال سبب.
وفي هذا المعنى يقول الدكتور السنهوري " :فق د تعتق د الكفال ة بين الكفي ل وال دائن،
وذلك دون إذن من المدين ،بل قد تعقد الكفالة بين طرفيها ،دون علم .وأخيرا ق د تعق د الكفال ة
بين طرفيها ،وذلك بالرغم من م ع معارض ة الم دين ،والف رق م ا بين ه ذه الص ورة بمج رد
توافق إرادتي الكفيل والدائن كما س بق الق ول .وإنم ا يظه ر الف رق عن د رج وع الكفي ل على
المدين إذا وفى عنه الدين ،كما س نرى ،ف إذا ك انت الكمبيال ة ق د عق دت ب إذن الم دين ،رج ع
الكفيل عليه بدعوى الوكالة ،وإذا عق دت بعلم الم دين أو بغ ير عمل ه ،ولكن دون إذن ه ،رج ع
الكفيل على المدين بدعوى الفضالة ،وإذا عق دت ب الرغم من معاوض ة الم دين ،رج ع الكفي ل
"إذا لم تكن الكفالة قد حددت صراحة معلوم ،أو بجزء معين من االلتزام المض مون،
فإن الكفيل يضمن أيضا التعويضات والمصروفات ال تي يتحم ل به ا الم دين األص لي بس بب
غير أنه إذا ضمن الكفيل صراحة تنفي ذ جمي ع االلتزام ات ال تي يتحم ل به ا الم دين
بمقتضى عقد معين ،فإنه يكون مسؤوال عن كل االلتزامات التي يسأل عنها هذا الم دين نفس ه
27
تعرض المشرع ،لتحديد مدى الكفالة في (الفصول من 1128إلى )1130
" ال يصح أن تتجاوز الكفالة ما هو مستحق على المدين إال فيما يتعلق باألجل "
" يصح أن تكون الكفالة ألج ل ،بمع نى أن ت برم ل وقت معل وم ،أو ابت داء من ت اريخ
محدد ،ويسوغ أن تعقد ضمانا لجزء من الدين دون باقيه ،وبشروط أخف من شروطه".
بحيث يخلص من هذه النصوص أن االلتزام المكفول هو الذي يح دد م دى ال تزام الكفي ل ،فال
يجوز أن يكون التزام الكفيل أشد من االلتزام المكفول ،ف إذا ك ان أش د أو أص بح أش د فإن ه ال
يكون باطال ولكن يجب إنقاصه إلى أن يبل غ ح د االل تزام المكف ول .ويج وز أن يك ون ال تزام
-1ال يصح أن تتجاوز الكفالة ما ه و مس تحق على الم دين ( الفص ل ) 1128فال
يجوز أوال أن يكون التزام الكفيل أشد من االلتزام المكفول ،وعلى ذل ك فال تج وز الكفال ة في
مبلغ أكبر مما هو مستحق على الم دين األص لي ،ف إذا ك ان المس تحق على ه ذا الم دين أل ف
درهم ،لم تجز كفالته في ألف ومائتين مثال ،وال يجوز أن يطالب الكفيل بأكثر من هذا المبل غ.
وإذا كان الدين األصلي ال ينتج فوائد ،لم يجز أن ينتج التزام الكفيل فوائد ما.
وإذا كان الدين األصلي ينتج فوائد مسموحا بها قانونا بسعر معين ،لم يج ز أن تك ون
الفوائد على التزام الكفيل بسعر أعلى .وإذا كان الدين األص لي ينتج فوائ د بس يطة لم يج ز أن
ينتج التزام الكفيل فوائد مركبة ،وعلى ذلك أيضا ال يج وز أن يل تزم الكفي ل ألج ل أق رب من
28
أجل االلتزام المكفول ،وال توفيه التزام الكفيل في مكان أبع د أو أش د مش قة من المك ان ال ذي
يوفي االلتزام المكفول .وإذا كان االلتزام المكفول معلقا على ش رط ،لم يج ز أن يك ون ال تزام
الكفيل منجزا غير معلق على هذا الشرط ،وإذا كان الدين األصلي مؤجال على األصيل تأجيل
على الكفيل ،وإذا كان الدين األصلي دين ا طبيعي ا لم يج ز أن يك ون ال تزام الكفي ل م دنيا ،ب ل
يصح أن تك ون الكفال ة ألج ل ،أي أن ت برم ل وقت معل وم تنقض ي بانتهائ ه أو -2
ابتداء من تاريخ محدد ،بحيث ال تبدأ إال منه ،وكذلك يجوز أن تعقد الكفالة ض متانا لج زء من
الدين دون باقية ،وبشرط أخف من شروطه (الفصل .)1129بمعنى أنه إذا كان التزام الكفيل
مماثال لإللتزام المكفول ولكن الدائن بعد ذلك خفف من االل تزام المكف ول ك أن أط ال أجل ه أو
قربه بشرط أو نزل عن جزء منه ،ف إن ال تزام الكفي ل يخ ف بالق در ال ذي خف ف ب ه االل تزام
المكفول.
وبعبارة أخرى ،إذا كان التزام الكفيل ال يجوز أن يك ون أش د من االل تزام المكف ول،
فإنه على النقيض من ذلك يجوز أن يكون أهون وبشرط أخف من ش روطه فيج وز أن تك ون
الكفالة ألجل غير أجل االلتزام المكفول ،فتجري الكفالة لوقت معلوم جديد ،تقتض ي بانتهائ ه،
أو بت داء من ت اريخ مح دد غ ير ت اريخ أج ل االل تزام المكف ول ،بحيث ال تبت دئ إال من ه ذا
التاريخ ،كذلك يجوز أن يكفل الكفيل المدين األصلي ويضمن هذا الجزء فقط ،دون باقيه ،كما
- 17الوسيط للسنهوري ،ج ،10صفحة.74 :
29
يجوز أن يكفل المدين األصلي في ال دين ،دون فوائ ده وملحقات ه ،أو إلى ح د أقص ى أق ل من
المبلغ المستحق على المدين ،أو ألجل أطول من أجل المدين األصلي ،وإذا تكفل بالدين الحال
كفالة مؤجلة وأضاف الكفيل األج ل إلى نفس ه ،أو اش ترط ال دائن وقت الكفال ة األج ل للكفي ل
خاصة ،كان التزام الكفيل مؤجال دون االلتزام المكفول ،كما سبق القول.
ويجوز أن يعلق الكفيل التزامه على شرط ،ويجوز أن يشترط الكفيل أن يكون الوفاء
بالتزامه في موطنه ،في حين أن الوفاء بااللتزام المكفول يكون في مكان أبع د أو أش د مش قه.
كما يجوز أن يشترط الكفيل أال يكف ل الم دين األص لي إذا ش هر إفالس ه ذا األخ ير ،ويج وز
كذلك أن يعل ق الكفي ل كفالت ه على منح ال دائن للم دين أجال للوف اء ،أو على وج ود ض مانات
أخرى للدين غير الكفالة ،أو على استعمال المدين للدين استعماال معينا أو لغرض معين ،ف إذا
هذا وإذا كان التزام الكفي ل أش د من االل تزام المكف ول ،ف الجزاء على ذل ك ليس ه و
بطالن التزام الكفيل ،بل إنقاصه إلى أن يبل غ ح د االل تزام المكف ول ،أي إذا تج اوزت الكفال ة
شروط االلتزام األصلي ،لم تبطل ،ولكن يجب إنقاصها إل حدود االلتزام األصلي .
-3إذا لم تكن الكفالة حددت صراحة بمبلغ معلوم أو بجزء معين من االل تزام المض مون،
فإنها تشمل عالوة على االلتزام األصلي التعويضات والمصروفات التي ت ترتب على الم دين
األصلي بسبب عدم تنفيذ االلتزام .ولكنه ا ال تش مل االلتزام ات الجدي دة ال تي يعق دها الم دين
30
غير أنه إذا ضمن الكفيل صراحة تنفي ذ جمي ع االلتزام ات ال تي يتحم ل به ا الم دين
بمقتضى عقد معين ،فإنه يكون مسؤوال عن كل االلتزامات التي يسأل عنها هذا الم دين نفس ه
وبعبارة أوضح ،يستفاد من النص المذكور ،أنه إذا لم تكن الكفالة محددة بمبلغ معين،
سواء كان هذا المبلغ هو مبلغ االل تزام المكف ول ،أو ج زء مح دد من ه ،ف إن الكفي ل يل تزم ب ه
المدين (مع مراعاة أن يكون مقدراه معقوال بالنظر إلى من منحت له الكفالة كما يقول الفص ل
1118من ق .ز .ع ) والمدين يلتزم بالدين وملحقاته وكذا الكفي ل ،فيل تزم الكفي ل ب التعويض
عن عدم تنفيذ المدين اللتزامه وعامة بكل ما تشمله المس ؤولية العقدي ة للم دين .فكفي ل يل تزم
بأداء األجرة والتعويض عن الت أخير والتع ويض عن حري ق في العين ،ولكن ال يض من م دة
التجديد الضمني لإليجار إال إذا اشترط عليه ذلك ،ويضمن مص اريف العق د وأج ر السمس ار
ورسوم التسجيل ،أما مصاريف المطالبة فيض من منه ا مص اريف المطالب ة األولى الموجه ة
إلى المدين ،ويضمن المصاريف الالحقة التي ينفقها الدائن على اإلجراءات بغ ير إس راف إذا
كان الدائن أخطر الكفيل بإتمام المطالبة األولى ،إذ يجب على الكفيل عندئذ أن يبادر إلى سداد
ال دين طالم ا أن الم دين لم يق وم ب ه ،وم ا دام الكفي ل لم يفع ل ذل ك ،فعلي ه أن يتحم ل نفق ات
اإلجراءات التي يقوم بها الدائن .أما إذا كان ال دائن يتخ ذ اإلج راءات التالي ة للمطالب ة األولى
دون إخطار الكفيل بامتناع ال دين ،ف إن الكفي ل ال يل تزم به ذه المص اريف وتبقى على عائق ه
31
وال يجوز للمدين أن يجعل مركز الكفيل أسوأ مما كان علي ه عن د الكفال ة ،ف إذا ن زل
المدين عن التمسك ببعض الدفوع ،كان للكفيل أن يتمسك بها رغم ذلك ،وإذا نزل الم دين عن
أجل الدين ،بقي للكفيل التمسك باألجل األصلي ،ومن ناحية أخرى يس تفيد الكفي ل من المزاي ا
التي يمنحها الدائن للم دين ،ف إذا منح ال دائن الم دين أجال جدي دا أو تن ازل عن الفوائ د أو عن
جزء من الدين كان للكفيل أن يس تفيد من ذل ك كل ه ومن أحك ام المجلس األعلى ،م ا ج اء في
"للدائن الحق في حجز أموال الكفيل ما دام هذا األخير لم يثبت أنه منح دائنه ض مانة
خاص ة ب ه تغطي مبل غ ال دين ،ول و ك انت هن اك ض مانة رهين ة خصص ها الم دين األص لي
للدائن".19
" من أسس الكفالة أن تعقد بغير أجر ،وكل ش رط يقض ي بإعط اء الكفي ل أج را عن
ويستثنى من هذه القاعدة الكفال ة ال تي تعق د بين التج ار ألغ راض التج ارة إذا س مح
الكفالة في العادة عقد تبرعي بالنسبة إلى الكفيل ،فالكفيل عادة م ا يق دم كفالت ه تبرع ا
يتبرع به للمدين ،أما الدائن فال تعتبر الكفالة بالنسبة له تبرعية بل معاوض ة ،ألن ه ق دم ال دين
مقابل حصوله على الكفالة ،بمعنى أن عقد الكفالة هو ع ادة عق د ت برع بالنس بة إلى الكفي ل لم
- 19قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 9/11/05في المكلف عدد 341/05منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد
64و 65ص 307 :وما يليها.
32
يتبرع للطرف اآلخر أي للدائن ،بل تبرع للغير وهو المدين .وهو عق د معاوض ة بالنس بة إلى
الدائن ،وبالدائن لم يعط الدين للطرف اآلخر وهو الكفيل ،بل أعطاه للغير وهو الدين.
وإذا كان تبرع الكفيل بالكفالة هو الوض ع الغ الب الم ألوف ،فإن ه ق د يتف ق على منح
الكفيل أجرا عن كفالته وقد يتفق على أن يأخذ هذا األجر من المدين أو من الدائن .
وقد نص الفصل 1131من قانون االلتزامات والعق ود ،موض وع البحث ،في فقرت ه
األولى ،على بطالن مثل هذا االتفاق ،فال يجوز للكفيل تحت طائلة البطالن أن يتقاضى أج را
عن كفالته.
على أن المشرع ،استثنى في الفقرة الثانية من النص المذكور ،موضوع الش رح ،من
هذه القاعدة ،الكفالة التي تعقد بين التج ار ألغ راض التج ارة إذا س مح الع رف بإعط اء أج ر
عنها ،والسبب في ذلك هو أن العمل التجاري يجب أن يكون قائما على فكرة المضاربة.
" إذا قبل ال دائن بمقتض ى العق د كفيال معين ا ،ثم أعس ر ه ذا الكفي ل وجب أن يعطي
كفيال أخر ،أو ضمانة معادلة ،وإال ساغ للدائن أن يطلب وفاء دين ه ف وارا ،أو أن يطلب فس خ
فإذا نقصت مالءة الكفيل فقط وجب تقديم كفالة إضافية أو ضمانة تكميلية وال تس ري
هذه األحكام:
أوال – إذا كانت الكفالة قد عقدت بغير علم المدين أو برغم اعتراضه.
33
ثانيا – إذا كانت الكفالة قد قدمت تنفيذا التفاق اشتراط فيه الدائن تق ديم ش خص معين
للكفالة".
تعرض المشرع في الفصل 1132من قانون االلتزامات والعقود موض وع الش رح،
للحكم الذي يترتب على إعسار الكفيل في الفص ل الم ذكور على أن ال دائن إذا قب ل بمقتض ى
العقد كفيال معينا ثم أعسر هذا الكفيل ،فإن من حق ه أن يطلب من الم دين تق ديم كفي ل آخ ر أو
تأمين معادل كرهن مثال ،وإال جاز له يطلب وفاء دين ه ف ورا ،أو أن يطلب فس خ العق د ال ذي
أبرمه تحت شرط تقديم الكفيل ،وإذا نقصت مالءة الكفيل فقط ،ولم يعس ر ،ف إن الم دين تق ديم
وذلك ،بمعنى أن ه إذا اتف ق ال دائن والم دين على ض رورة تق ديم كفال ة لل دين ،وقب ل
الدائن الكفيل الذي قدمه الم دين ثم أعس ر ه ذا الكفي ل ،ك ان ذل ك إخالل من الم دين بالتزام ه
بتقديم التأمين الشخصي ،وبذلك على المدين أن يقدم كفيال آخر غير معسر أو ض مانته تع ادل
ذلك ،هذه الضمانة قد تكون إيجاب مدين متضامن أخ ر يل تزم مع ه ،أو تق ديم عي ني أو كفال ة
عينية.
فإذا لم يقم المدين من ذلك ،كان للدائن أن يعتبر أن المدين لم يق دم الت أمين الشخص ي
المشترط ،وينتج عن ذلك أن الدائن إما أن يعتبر أجل الدين قد سقط فيطلب من الم دين الوف اء
به في الحال أو أن يطلب فسخ العقد الذي اشترط فيه تقديم كفيل مع التعويض .
أما إذا كان الكفيل لم يعسر تماما وإنما نقصت مالءته ويساره فقط ،فإن المدين يل تزم
34
على أن المشرع أوضح في النص المذكور أن هناك حالتين ال يلزم فيهما تقديم كفي ل
أخر أو ضمان تكميلي ،أي ال تسري األحكام المذكورة أعاله ،في هاتين الحالتين ،وهما:
حالة ما إذا كانت الكفالة قد عق دت أص ال ب دون علم الم دين أو رغم معارض ة -1
المدين ،فالمدين هنا لم يكن ملزما أصال بتقديم الكفيل ،أو ال تزام بتق ديم كفي ل ولكن ه لم يخ تر
الكفيل الذي تقدم وكفل الدين ،إذا لم يعلم بكفالته أو علم وعارض فيها .وفي الحالتين ال يك ون
مسؤوال عن إعسار هذا الكفيل الذي ارتضاه الدائن ولم يرتض ه ه و فيجب أن يتحم ل ال دائن
تبعة موافقة على هذا الكفيل ،وال يكون المدين مسؤوال .
حالة ما إذا كان الدائن قد اشترط أن يكون كفيل المدين شخصا عين ه ه و ،ف إذا -2
أعسر هذا الكفيل أو نقصت مالءمته كان على الدائن أن يتحمل نتيجة سوء اختياره وال يك ون
له أن يطالب المدين بتقديم كفيل أخر أو ضمان أخر ولو ضمان تكميلي .
بمعنى أنه إذا كانت الكفالة قد قدمت تنفيذا التف اق اش تراط في ه ال دائن تق ديم ش خص
معين كفيل ،فالدائن في هذه الحالة هو الذي اختار الكفيل ،فعليه أن يتحمل وزر سوء اختياره.
األولى :إذا وقعت الكفالة بغير علم المدين أو رغما عليه .
الثانية :وقعت الكفالة بمقتضى اتفاق اشترط فيه الدائن شخصا معينا للكفالة ".
35
المبحث الثاني:
آثار الكفالة
يقتضي البحث في آثار الكفالة أن تعرض لهذه اآلثار في عالقة الكفيل بالدائن ،ثم في
عالقة الكفي ل م ع الم دين األص لي ،ثم في عالق ة الكفالء فيم ا بينهم إذا تع ددوا ،وذل ك تحت
العناوين التالية:
المطلب األول :العالق22 2ة بين الكفي22 2ل م22 2ع ال22 2دائن
والمدين
أ – العالقة بين الكفيل والدائن
الكفيل العادي هو الكفيل الذي ال يلتزم بالتضامن مع المدين ،واألص ل في الكفال ة أن
تكون عادية ألن التضامن ال يفترض ،ولكن إذا اشترط صراحة أن يكون الكفيل متضامنا م ع
الم دين ،ف إن الكفال ة تص بح تض امنية ،وق د نص على الفص ل 1133موض وع الش رح،
36
فصرحت الفق رة األولى من ه أن الكفال ة ال تقتض ي التض امن م ا لم يش ترط ص راحة ،أي أن
الكفيل ال يلتزم في مواجهة الدائن التزاما تضامنيا مع الم دين األص لي ،م ا لم ينص ص راحة
على كون التزامه تضامنيا ،فإذا تم االتفاق على أن تكون الكفالة بالتضامن ،ففي ه ذه الحال ة،
وكذلك في الحالة التي تعتبر فيها الكفالة عمال تجاريا ،بالنسبة للكفي ل ،فتحكم أث ار الكفال ة في
الحالتين معا القواعد المتعلقة بالتضامن بين المدينين ،أي تخضع آثار الكفالة في الح التين إلى
األحكام المتعلقة بالتضامن بين الم دينين ،وللقواع د العام ة في ه ذا المج ال ،وه ذا الحكم ه و
المنصوص عليه في الفقرة الثانية من الفصل ،1133موض وع الش رح ،بقوله ا " :وفي ه ذه
الحالة التي تعتبر الكفالة فيها عمال تجاريا بالنس بة إلى الكفي ل ،تخض ع آث ار الكفال ة للقواع د
إذن هناك أصل هام بحكم عالقة الكفيل بالدائن ،وهو أن الكفيل ال يكون متضامنا مع
المدين ،إال إذا نص االتفاق على ذلك ،فالتضامن ال يفترض ،حتى في كفالة الديون التجاري ة،
إذا ال يقوم التضامن إال باشتراطه صراحة – وال يكفي اشتراطه ضمنا – أو بوجود كفال ة في
وزرقة تجارية فيقوم التضامن بين الملتزمين فيها ومنهم الكفالء والضامنون االحتياطيون.
وقد أخضع المشرع في الفقرة الثانية من الفصل 1133موضوع الشرح ،كم ا ن رى
أثار الكفالة لقواعد التضامن بين المدينين ،لذلك يجب أن ننظر في هذه القواعد وإلى أي م دى
تنطبق على الكفالة ،وبالرجوع إلى هذه القواعد ،نجد أن التضامن يقع بين المدينين ،كما تق دم
في الجزء األول من ه ذا الكت اب ،عن د ش رح الفص ل 164من ق انون االلتزام ات والعق ود،
كثيرا في الحياة العملية ،وهو وإن كان يعتبر من الناحية النظرية وضعا اس تثنائيا ،إذ األص ل
37
إذا تعدد المدينون ،أال يكونوا متض امنين ،إال أن االس تثناء من الناحي ة العملي ة ق د طغى على
األصل ،وقد نجد دائما له م دينون متع ددون في ال تزام واح د ،وال يش ترط تض امنهم ،ب ل إن
كثيرا ما تتولى نصوص القانون نفسه مهمة إنشاء هذا التضامن .
والواقع من األمر أن التضامن بين المدينين يعتبر أقوى ضرب من ض روب الكفال ة
الشخصية .فالدائن إذا أخذ كفيال بحق ه ،وك ان الكفي ل غ ير متض امن م ع الم دين .ك انت هي
المرتب ة ال دنيا في الكفال ة الشخص ية ،ألن ال دائن ال يس تطيع الرج وع على الكفي ل إذا طلب
الكفيل التجريد (أي حجز وبيع أموال المدين األصلي) .إال بعد الرجوع على المدين األصلي،
فإذا اشترط الدائن تضامن من الكفيل مع المدين األصلي ،وص ل إلى مرتب ة أعلى من الكفال ة
الشخصية ،ألنه يستطيع أن يرجع ابتداء على الكفيل ،ولكن ال يزال التزام الكفيل تابعا اللتزام
المدين األصلي ،وهذا يجر إلى نتائج تنزل بالكفيل في درجة المديونية عن األصيل ،فإذا جعل
الدائن االثنين مدينين أصليين ،واشتراط تضامنهما وصل بذلك إلى المرتبة العلي ا من الكفال ة
الشخص ية إذ يس تطيع أن يرج ع ابت داء على أيهم ا ش اء م ع تعادلهم ا في مرتب ة المديوني ة،
فيصبح للدائن مدينان بدال من مدين واحد ،وكل منهما ملتزم نحوه بالدين جميعه.
هذا ،وفي عالقة الكفيل بالدائن توجد حقوق لكل منهما تجاه اآلخر ،فال دائن ل ه الح ق
في اقتضاء الدين من الكفيل إذا لم يقم المدين بأدائه ،ول ه الح ق في أن يس لك الس بل القانوني ة
التي توصله إلى ذلك ولو مات الكفيل ،وله الحق في اقتضاء الدين مع ملحقاته ،وله الح ق في
38
أما الكفيل فله الحق في أن يدفع مطالبة الدائن بتجري د الم دين من أموال ه ،وحق ه في
التمسك بالدفع بالتقسيم ،وبال دفوع األخ رى تج اه ال دائن ،وحق ه في الحل ول ،وغ ير ذل ك من
الحقوق سوف يرد ذكرها أثن اء معالج ة ه ذه الحق وق لك ل من ال دائن والكفي ل ،في الفص ول
التالية.
هذا ،وجاء في اجتهاد قضائي لمحكمة االستئناف بمراكش ،يناسب المقام ،ما يلي:
" حيث ت بين للمحكم ة من خالل إطالعه ا على وث ائق المل ف ،أن األم ر ال يتعل ق
بكفالة عادية منحها ش خص لض مان أداء دين تنف ذ على أم وال مح ددة مس بقا وتطب ق عليه ا
مقتضيات الفصل 1133من قانون االلتزامات والعقود وما بع ده ،وإنم ا يتعل ق األم ر ب رهن
عقاري رسمي منحه المستأنف عليه للمستأنف لضمان ال تزام في ذم ة غ يره ،وه و م ا يع بر
عنه بالكفالة العينية ،وهذا الرهن االتف اقي مس تقل عن االل تزام ويمكن تنفي ذه بمج رد الم دين
لاللتزاماته عند حلول أجله ا ودونم ا حاج ة إلى البحث ح ول إعس ار الم دين األص لي".20فال
يحق للدائن الرجوع على الكفيل ،إال إذا كان المدين في حال ة مط ل في تنفي ذ التزام ه" .غ ير
أنه:
أوال :إذا مات الكفيل قبل حلول األجل ،حق لل دائن الرج وع ف ورا على تركت ه ،دون
ضرورة النتظ ار حلول ه ،وإذا دف ع الورث ة ال دين في ه ذه الحال ة ك ان لهم أن يرجع وا على
- 20محكمة االستئناف بمراكش القرار رقم 411بتاريخ 12/2/90الصادر في الملف المدني عدد ،1/89 / 448مجلة
المحامي عدد ،1991 ،20 – 19 :ص .248
39
ثانيا :إشعار إفالس الكفيل يترتب عليه حلول أجل الدين بالنسبة إليه حتى قبل حل ول
أجل االلتزام األصلي ،وللدائن في هذه الحالة أن يتقدم بدينه في تفليسه الكفيل.
ثالثا :وف اة الم دين ت ؤدي إلى حل ول أج ل ال دين بالنس بة إلى تركت ه ولكن ال يس وغ
من حق الدائن أو يقتضي دينه ،إن لم يكن من المدين ،فمن الكفيل ،ثم إن الدين يشمل
ملحقاته كما سبق ،ومن ح ق ال دائن أن يح رص على لق اء ف رص اس تيفاء دين ه ب أن يتف ادى
إعسار الكفيل بوسائل كافية .وفيما يلي نبين حقوق الدائن قبل الكفيل ،أم ا حقوق ه قب ل الم دين
فهي تخضع للعالقة األصلية التي بينهما ،عقدا كانت أو مصدرا آخر من مصادر االلتزام.
أعذار إلى المدين األصلي وما طل المدين في تنفيذ التزامه .وهذا ما نص عليه الفصل 1134
من قانون االلتزامات والعقود ،موضوع الشرح .وعليه ،للدائن أن يطالب الكفيل بأداء ال دين،
ولكن حق الدائن في مطالبة الكفيل العادي بتقيد بأن يكون ق د س بق أن ط الب الم دين فلم ي ؤد
الدين ،وبأن يكون قد أجرى التنفيذ على أموال الم دين .فلم يج د عن ده أم واال ،أو ك انت لدي ه
أموال غير قابلة للحجز عليها أو مستغرقة برهون مقدمة في المرتبة ،أو كانت أم وال ض ئيلة
القيمة بالنسبة إلى الدين ،أو كان المدين قاصرا استعص م بقص ره ،فعج ز ال دائن عن اقتض اء
الدين منه ،وكان الكفيل قد كفل المدين ليؤمن الدائن من قصر المدين بالذات.
40
وفي هذه الحاالت المتقدمة يكون للدائن أن يرجع على الكفيل يطالبه بأداء الدين ،فإذا
لم تكن هناك دفوع يدلي بها الكفيل تتعلق بالدين األصلي أو بالدين أو بعقد الكفالة ،فإن ه يتعين
على الكفيل أداء الدين ،وإال استمر الدائن في التنفيذ على أمواله.
ويجب أن يكون لدى الدائن سند تنفيذي يمكنه بمقتضاه أن يجري التنفي ذ على أم وال
غير أن المشرع المغربي ،استثنى من القاعدة األص لية ،المش ار إليه ا أعاله ،وال تي
تق رر أن ال دائن ال يس تطيع الرج وع على الكفي ل إال بع د أن يك ون وج ه إع ذار إلى الم دين
األصلي وما ط ل الم دين في تنفي ذ التزام ه ،اس تثنى من ه ذه القاع دة المنص وص عليه ا في
إذا مات الكفيل قبل حلول األجل ،حق للدائن الرجوع فورا على ورثته دون م ا أ-
ضرورة النتظار حلول األجل ،وإذا دفع الورث ة ال دين في ه ذه الحال ة ،ك ان لهم أن يرجع وا
على المدين عند حلول أجل االلتزام األصلي ،بمع نى أن ه إذا م ات الكفي ل قب ل أن يح ل أج ل
الدين ،سقط ه ذا األج ل ويك ون لل دائن أن يرج ع في الح ال على الترك ة ليقض ي دين ه ،ف إذا
استوفاه لم يكن للورثة أن يرجعوا على المدين األصلي إال عند حلول األجل ،ألنه ال يوجد من
بحلول أجل االلتزام بم وت المل تزم ،ق د ألغى بم وجب ظه ير 19يولي وز ،1922وك ان من
المفروض أن يؤدي إلغ اء الحكم الع ام ال وارد في ه ذا الفص ل إلى إلغ اء الحكم ال وارد علي ه
41
النص في الفقرة األولى من الفصل 1135موض وع الش رح ،ولكن المش رع غف ل عن ذل ك،
فيبقى إذن أن موت الكفيل قبل حلول األجل يجعل التزامه حاال في مواجهة الدائن.
إذا اشهر إفالس الكفيل ،ترتب على ذلك حلول أجل الدين بالنسبة إليه ،حتى ل و ب-
لم يحل أجل االلتزام األصلي ،بمعنى أنه إذا أش هر إفالس الكفي ل ،ف إن األج ل يس قط أيض ا،
وللدائن في ه ذه الحال ة أن يتق دم في تفليس ته بال دين ،رغم أن ال دين م ا زال م ؤجال بالنس بة
للمدين األصلي ،فإذا تأخر في اتخ اذ ه ذه اإلج راءات ،ك ان للكفي ل الع ادي أن يطلب غ براء
وبناء على ما ذكر أعاله ،ولكي ينجح الدفع بتجريد المدين ،يجب أن تتوافر الشروط التالية :
أن تكون هناك أموال للمدين يقوم الكفيل بإرشاد إليها -2
ويجب أن تكون هذه األموال موج ودة داخ ل المملك ة ،فال يكل ف ال دائن بتتب ع أم وال -3
المدين في الخارج.
-5ويجب أن تكون األموال التي يرشد إليها الكفيل الدائن إليها غير مثقلة برهون رسمية
-6وأخيرا يجب أن تكون األموال التي يرشد إليها الكفيل كافية للوفاء بحق الدائن كامال.،
كذلك ال ينجح الدفع بالتجريد حسب الفص ل 1137إذا ك انت مطالب ة ال دائن للم دين
األصلي قد أصبحت عسيرة نتيجة لنقل المدين محل إقامت ه أو موطن ه أو مرك ز ص ناعته من
المحل الذي يجب فيه الوفاء ،أو من المكان الذي نشأت في ه االل تزام ،ف إن ذل ك يكل ف ال دائن
42
نفقات زائدة للرجوع على المدين ومشقات وصعوبات في التنفيذ واالنتقال .وكذلك الشأن فيم ا
إذا كان المدين األصلي معسرا إعسارا بينا أو أشهرا إفالسه ،فيكون لل دائن في ه ذه الح االت
أن يرجع على أموال الكفيل دون التقيد بتجريد المدين أوال.
وإذا استوفى الدفع بالتجريد شروطه ولم يوجد ما يحول دون التمسك به ،ف إن ال دائن
يجب عليه أن يتوقف عن مطالبة الكفيل أو عن التنفيذ على أمواله .وإذا كان النزاع معروض ا
على المحكمة فإنها تأمر بوق ف اإلج راءات التنفيذي ة ض د الكفي ل ب ل إنه ا ت أمر بوق ف ه ذه
فإذا انتهت إلى أحقية الكفيل في التمسك به ،أوقفت اإلج راءات نهائي ا ،إلى أن يتم م ا
بدأه فال يبدأه من أوله ويبقى للدائن عند وقف اإلجراءات التنفيذية أن يقوم باتخ اذ اإلج راءات
التحفظية عن أموال الكفيل فيقطع سريان التقادم ليمنع اكتساب ألموال الكفيل أو يس جل رهن ا
ونجاح الكفيل في الدفع بتجريد المدين من أمواله ،يلزم ال دائن ب أن يب ادر إلى التنفي ذ
على أموال المدين بدون إبطال .فإذا تراخى الدائن في ذلك حتى تمكن المدين من تهريب تل ك
األموال أو التصرف فيها فإن الدائن يتحم ل تبع ه ذل ك ،وت برأ ذم ة الكفي ل بق در م ا أض اعه
الدائن .فإذا كانت قيمة األموال التي تصرف فيها الم دين ت وازي قيم ة ال دين أو تزي د ،رج ع
الكفي ل على ال دائن إلب راء ذمت ه من ال دين كل ه .وفي ه ذا المع نى تق ول الم ادة 790م دني
مصري " :في كل األحوال التي يدل فيها الكفيل على أموال المدين يكون الدائن مسؤوال قب ل
43
الكفي ل عن إعس ار الم دين ال ذي ي ترتب على ع دم اتخ اذه اإلج راءات الالزم ة في ال وقت
المناسب".
وإذا كان هناك رهن حيازي على م ال من أم وال ال دين العقاري ة أو المنقول ة تق رر
للدائن ضمانا لهذا الدين أو ضمانا له ولديون أخرى ،فإن ه يجب على ال دائن أن يق وم بالتنفي ذ
على ه ذا الم ال قب ل الرج وع على الكفي ل ،21وال دائن يق وم به ذا التنفي ذ ،س واء ك ان الم ال
المرهون موج ودا في حيازت ه أو في ع دل وس واء ك ان ال رهن س ابقا على الكفال ة أو الحق ا
عليه ا .ولكن إذا ك ان الم ال المره ون ال يكفي للوف اء بال ديون المض مونة ،فال يل زم ال دائن
بالرجوع على المال المرهون أوال ،بل يكون ل ه أن يقتض ي ال دين من الكفي ل ويح ل الكفي ل
وإذا ك ان لل دائن ح ق في الحبس على الم ال الممل وك للم دين ،وجب ك ذلك يتخ ذ
هذا ،ويالحظ أن الفص ل ،1136لم يش ر إلى حال ة م ا إذا ك ان لل دائن رهن رس مي
على عقار مملوك للمدين .هل يتعين التنفيذ عليه قبل الرجوع على الكفيل ؟
يرى الدكتور محيي الدين إسماعيل علم الدين ،22أنه يتعين ذلك على ال دائن ،ألن ه إن
لم يفعل ،فإن الكفيل سوف يتمسك بالدفع بالتجريد ،فأحرى بالدائن .إذن علي ه أن يب دأ بالتنفي ذ
44
على العقار المرهون رهنا رس ميا ،إذا وج دت ره ون أس بق مرتب ة من ه تس تغرق قيم ة ه ذا
كذلك لم يشر الفصل ،1136إلى حالة الكفيل العي ني :فه ل يك ون الكفي ل الع ادي أن
يطلب إلى الدائن التنفيذ أوال على المال موضوع الكفالة العينية ؟
شخص غير المدين أي شخص غير ملزم شخصيا بالدين ،وإنما يقدم مال ه ض مانا ل ه ،وعلى
هذا ال يستطيع الكفي ل الع ادي أن يط الب بتجري د الكفي ل العي ني من الم ال موض وع الكفال ة
العينية .23ولذلك ال يلزم الدائن بأن يتخذ إجراءات التنفيذ على ه ذا الم ال ،وإنم ا يك ون ل ه أن
يرج ع إن ش اء على الكفي ل الشخص ي أوال .24وإن ك ان من الواض ح أن اقتض اء ال دين من
التأمين العيني (الكفالة العينية في هذه الحالة) أيسر اقتضائه من التأمين الشخصي.
وفإذا طلب الكفيل تجريد المدين األص لي ،ت وقفت المطالب ة بحق ه ح تى تجري د ه ذه
األموال بدون إخالل بحق الدائن في اتخاذ ما عساه أن يؤذن له من اإلجراءات التحفظية ض د
الكفيل.
وإذا وفي الكفيل جزاءا من الدين أو تصالح مع الدائن على ترك ج زء من ه ،ك ان ل ه
أن يرجع على المدين في حدود هذا الجزء الذي وفاه وال يرجع بالباقي .وإذا رجع الدائن على
- 23وليس للكفيل العيني أن يطلب تجريد الكفيل الشخصي وال أن يطلب تجريد المدين ،السنهوري ،ج ،10ص ،131
هامش رقم.2 :
- 24طبقا للمادة 791مدني مصري ،فإن الكفالة العينية باعتبارها تأمينا عينيا ،يجب البدء على األموال التي تقع عليها قبل
الرجوع على الكفيل الشخصي ،وقد تقرر هذا بنص خاص في القانون المصري ،ال يوجد له نظير في القانون المغربي.
45
وإذا كان لل دائن ح ق ال رهن الحي ازي أو ح ق الحبس على منق ول ممل وك للم دين،
وجب عليه أن يستوفي دينه منه ،ما لم يكن مخصصا لضمان ديون أخرى على الم دين حال ة
على أن المشرع من ع على الكفي ل المطالب ة بتجري د الم دين األص لي من أموال ه في
أ – إذا كان قد تنازل صراحة عن التمسك بالدفع بالتجريد وعلى األخص إذا ك ان ق د
إذا أض حت مالحق ة الم دين األص لي ،أو اإلج راءات التنفيذي ة في حق ه أك ثر ت-
صعوبة نتيجة تغيير سكناه أو موطنه أو منشأته الصناعية منذ نشوء االلتزام .
ج -إذا كان المدين األصلي في حالة إعسار بين وواضح أو إفالس اشهر .
د -إذا ك انت األم وال ال تي يمكن تجري د الم دين منه ا متنازع ا عليه ا أو مثقل ة
برهون عقارية تستغرق جزءا كبيرا من قيمتها ،أو كان من الواضح أنها ليس ت كافي ة للوف اء
ولئن ك ان الفص ل 1136من ق .ل .ع ينص في فقرت ه األولى على أن للكفي ل الح ق في أن
يطلب من الدائن أن يقوم أوال بتجريد المدين من أمواله المنقولة والعقاري ة ،بش رط أن تك ون
قابلة للتنفيذ عليها ...فإن الفقرة األولى من الفصل 1137من ق .ل .ع ص ريحة من أن ه ليس
للكفيل طلب تجريد المدين األصلي من أمواله إذا كان قد تن ازل ص راحة عن التمس ك بال دفع
بالتجريد وعلى الخصوص إذا كان قد التزم متضامنا مع المدين األصلي .والمحكم ة مص درة
46
القرار المطعون فيه التي تبين لها من خالل عقدي الكفالة المدرجين ب الملف أن الط الب كف ل
المدينة األصلية بصفة متضامنة مع التنازل الصريح عن الدفع بالتجريد وبالتجزئة ،ف أوردت
ضمن تعليماتها " أنه بخصوص الدفع المتعلق بخرق الفصل 1136من ق .ل ع فإنه م ردود
ذلك أن الطاعن يعت بر كفيال للمدين ة األص لية ،وأن الكفال ة المقدم ة له ذه األخ يرة هي كفال ة
تضامنية تنازل بمقتضاها بصفة صريحة عن حقه في التجريد والتجزئة ،لذلك ليس ل ه الح ق
" إذا كفل عدة أشخاص بعقد واح د نفس الم دين لم يل تزم ك ل منهم إال بق در حص ته
منه .وال يقوم التضامن بين الكفالء إال إذا اشترط ،أو إذا كانت الكفالة قد أبرمت من كل كفي ل
على انفراد من أجل الدين كله ،أو إذا كانت الكفالة تعتبر عمال تجاريا بالنسبة إلى الكفالء".
يق رر الفص ل 1138موض وع الش رح ،أن ه إذا تع دد الكفالء وجب لتحدي د عالقتهم
إذا كان الكفالء قد كفلوا بعقد واحد نفس الدين ولم يشترطوا التضامن فيما بينهم أ-
أما إذا اشترطوا التضامن فيما بينهم أو إذا كانت الكفالة ق د أب رمت من ك ل من ب-
الكفالء على انف راد من أج ل ك ل ال دين ،أو إذا ك انت تعت بر عمال تجاري ا بالنس بة للكفالء،
اعتبروا متضامنين في مواجهة الدائن ،وكان للدائن بالتالي مطالبة كل منهم بالدين بمجموعه.
- 25قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 28/5/08تحت عدد 762في الملف التجاري عدد 334/05منشور بمجلة
قضاء المجلس األعلى عدد 71ص 211 :وما يليها.
47
وبعبارة أخرى أوضح ،يمكن أن تتخذ الكفالة العادية أو البسيطة صورا مختلفة:
قد يكون الكفيل شخصا واحدا فيوجد عقد كفالة واحد بين ه وبين ال دائن يتعل ق بال دين
المضمون .وقد يكون هناك عدة كفالء تعاقد كل منهم مع الدائن على كفالة الدين بعق د مس تقل
وتعهد منهم بأداء كل الدين .فتقترض في ه ذه الحال ة أن ه ؤالء الكفالء يعتم د ك ل منهم على
اآلخرين في كفالته ولم يعود على إمكان تقسيم الدين بينه وبينهم ،ولذلك يعتبر ك ل منهم كفيال
مستقال للدين كله ،وليس له أن يطلب تقسيم الدين بين ه وبين الكفالء اآلخ رين كفيال ي ؤدي إال
ما يخصه ،ولكن إذا كان قد احتفظ في العقد لنفسه بحق التقسيم كان ل ه أن يتمس ك ب ه ،ويبقى
من لم يشترط التقسيم من الكفالء اآلخرين ملزم ا بال دين كل ه ،ويك ون ك ل من الكفالء بعق ود
مستقلة أو بعقود متوالية مسؤوال عن الدين كله ،ولكن مسؤولية هؤالء الكفالء ليست تضامنية
بل هي تضامنية.26
قد يكون هناك كفالء متعددون ولكن كفلوا الدين بعقد واحد ،وفي ههذه الحال ة يعت بر
هؤالء الكفالء أنهم قد اعتمدوا على بعض هم البعض ،وعلى انقس ام ال دين فيم ا بينهم ،ول ذلك
- 26هناك فوارق على جانب كبير من األهمية بين االلتزام التضامني ،يمكن إجمالها فيما يلي:
أوال – إن التضامن بين المدينين يقوم على أساس تعدد الروابط ( فهناك رابطة مستقلة بين كل مدين متضامن وبين
الدائن) ووحدة المحل وحدة المصدر الذي أنشأ االلتزام ( كان يكون التزام المدينين المتضامنين ناشئا من عقد واحد ).
أما االلتزام التضامني فيقوم على أساس تعدد الروابط ووحدة المحل ،أما المصدر فهو متعدد وليس واحد ،وهذا هو الفارق
األول بينه وبين التضامن.
ثانيا :إن المدينين المتضامين تربط بينهم مصلحة مشتركة ،أما المدينون المتضامنون فال تربط بنهم مصلحة مشتركة .
ثالثا يترتب على كون المدينين المتضامنين ذوي مصلحة مشتركة أن ينوب بعضهم عن بعض ال فيما ينفع وال فيما يضر
(أنظر السنهوري ،الوسيط ،ج ،3فقرة ،176ص .285
48
أن يكون هناك عدة كفالء عاديين :فإذا كان الكفالء متض امنين لم ينقس م ال دين -1
بينهم .وإذا كان ثمة كفيل واحد عادي ،فال ينقسم الدين بينه وبين المدين ب ل يل زم بال دين كل ه
أن تكون كفالتهم لنفس الدين :فالكفيل يختلف التزامه عن التزام المصدق (كفيل -2
الكفيل) ،ألن الكفيل يضمن التزام المدين ،أما المصدق فيضمن التزام الكفيل ،ولذلك ال ينقس م
أن تكون كفالتهم لنفس المدينين :فإذا ك ان ال دين األص لي ق د ال تزم ب ه م دينان -3
متضامنان وكفل كال من المدينين كفيل مستقل ،لم ينقسم الدين بين الكفيلين ،ألنهما وإن كفال
وم تى ت وافرت ه ذه الش روط ،ك ان لك ل كفي ل أن ي دفع مطالب ة ال دائن بال دين كل ه
بواسطة الدفع بالتقسيم ،وبذلك ال ي دفع الكفي ل إال الحص ة ال تي تخص ه من ال دين ،ف إذا ك ان
الكفالء ثالثة ،أدى كل كفيل ثلث الدين فقط ،ما لم تكن هناك نسبة أخ رى متفق ا عليه ا لتقس يم
وال تنطبق هذه األحكام على الكفالة التجارية ألن التضامن في المسائل التجاري ة ه و
- 27ويقوم التقسيم إذا كان هناك إلى جانب الكفيل الشخصي عيني ،فيقسم الدين بينهما على أساس أن األول التزم بكل
الدين والثاني ،التزم بما يوازي قيمة التأمين العيني الذي قدمه لضمان هذا الدين.
49
" للكفي ل أن يتمس ك في مواجه ة ال دائن ،بك ل دف وع الم دين األص لي س واء ك انت
شخصية ل ه أو متعلق ة بال دين المض مون ،ومن بينه ا ال دفوع ال تي تؤس س على نقص أهلي ة
المدين األصل ،وأن يتمسك بهذه الدفوع ولو برغم اعتراض المدين أو تنازله عنه ا ،كم ا أن ه
يمكنه أن يحتج بالدفوع التي هي خاصة بشخص المدين األصلي كاإلبراء من ال دين الحاص ل
له شخصيا".
يحق للكفيل أن يتمسك في مواجهة الدائن بك ل دف وع الم دين األص لي ،س واء ك انت
شخصية له أم متعلقة بالدين المضمون ،ومن بينها تلك التي تؤسس على نقص أهليته ،وله أن
يتمسك بهذه الدفوع حتى رغم اعتراض المدين ،أو حتى رغم تنازله عنها ،ب ل ل ه أن يتمس ك
بالدفوع التي تتسم بطابع شخصي بحت بالنسبة للمدين ،كالدفع المستمد من اإلب راء من ال دين
الحاص ل للم دين شخص يا ،وه ذا الحكم ه و المنص وص علي ه في الفص ل 1140من ق انون
وبناء على ما جاء في هذا النص ،فإن الدين ضمنه الكفي ل ليس دين ا شخص يا علي ه،
بل على غيره ،والتزامه بالضمان في عقد الكفالة هو التزام تابع لاللتزام األصلي .
ونتيجة لهذه التبعي ة يبقى االل تزام الت ابع مرتبط ا ب االلتزام األص لي في ك ل مص ير
يلقاه ،ويكون للكفيل أن يتمسك في مواجهة الدائن بدفوع االلتزام األصلي باإلضافة إلى دف وع
عقد الوكالة.
ومن شأن وج ود االل تزام األص لي وكفالت ه أن توج د عالق ات ثالث بين األط راف:
عالقة بين الدائن والكفيل ،وعالقة بين الدائن والمدين ،وعالقة بين الكفيل والمدين.
50
والدفوع التي يمكن للكفيل أو يوجهها إلى الدائن هي دفوع عالقته به ،ودف وع عالق ة
المدين بالدائن سواء ك انت متعلق ة بش خص الم دين أو ب االلتزام في ذات ه .أم ا عالق ة الكفي ل
بالمدين وما قد يكون فيها من دفوع لألول ضد الثاني ،فال يجوز طبق ا لل راجح فقه ا أن يحتج
بها الكفيل على الدائن ،ألن الدائن ليس طرفا في ه ذه العالق ة ،ومع نى ه ذا أن ال تزام الكفي ل
نحو الدائن يتجرد من دفوع هذه العالقة (عالقة الكفيل بالمدين) ،فهو نوع من االلتزام المجرد
ولكنه تجريد جزئي ،يمنع االحتجاج ببعض الدفوع ،ويدع االحتجاج بباقيها حائزا للكفيل.
وتطبيقا لما تقدم إذا كان للمدين أن يطلب إبط ال التزام ه بس بب إك راه وق ع علي ه أو
تدليس أو غلط شاب إرادته ،كان للكفيل كذلك أن يتمسك بنفس هذه الدفوع .وهوال يتمسك به ا
باسم المدين ،بل باسمه الشخصي ،وبناء على ذلك إذا تنازل المدين عن التمسك به ذه ال دفوع
فأصبح االلتزام صحيحا بالنسبة إلي ه ،ك ان للكفي ل م ع ذل ك أن يتمس ك به ذه ال دفوع ويطلب
إبطال التزامه رغم أن عيب اإلرادة لم يتعلق شخصيا ،وأن االل تزام األص لي ص ار ص حيحا
وإذا كان االلتزام األصلي باطال لعدم توافق اإلرادتين أو لع دم مش روعية الس بب أو
غير ذلك من أوجه البطالن المطلق ،كان للكفي ل أن يتمس ك ببطالن التزام ه أيض ا بن اء على
هذه األوجه .وله أن يتمسك بهذه األوجه عن طريق دعوى مبت دأة ،أو عن طري ق الت دخل في
51
ولكن إذا كان المدين ناقص األهلية ،وكان الكفيل قد كفله بسبب نقص األهلية ،أو هو
عالم بحالة نقص األهلية ،فإنه يبقى كفيال يؤمن لل دائن إفالت الم دين من الوف اء بس بب نقص
وإذا كان التزام المدين قد انقضى ،كان للكفيل أن يتمسك بانقضاء التزامه كذلك فمثال
إذا وفي المدين الدين وف اء عادي ا أو وف اء بمقاب ل ،أو بطري ق المقاص ة بين دين على ال دائن
للمدين وبين الدين المضمون ،فإن التزام الكفيل ينقضي ك ذلك .ب ل إن ه إذا تن ازل الم دين عن
التمسك بالمقاصة ،فإن الكفيل يكون له أن يتمسك بها رغم ذلك .وإذا انقضى االلتزام األصلي
بالتقادم وكان التزام الكفيل مؤجال لم يحل أجله ،ف إن الكفي ل يح ق ل ه التمس ك بتق ادم التزام ه
بالتبعية لاللتزام األصلي .وإذا انقضى التزام المدين باتحاد الذمة في شخصه ،ك ان للكفي ل أن
يتمسك بانقضاء الكفالة .وإذا أبرأ ال دائن الم دين من ال دين أو من ج زء من ه ،ك ان للكفي ل أن
للصلح إبرام من بعض الدين .وإذا استحال تنفيذ التزام المدين بسبب ال يدله في ه ،ك ان للكفي ل
أن يطلب براءة ذمته من االلتزام ،ولكن إذا كانت االستحالة راجعة لخطأ المدين ،فإن االلتزام
األصلي يستحيل إلى تعويض نقدي يكفله الكفيل .وإذا انقضى االلتزام األصلي بالتجديد ،ك ان
للكفيل أن يتمسك بانقضاء كفالت ه ،وإذا انقض ى االل تزام األص لي باإلناب ة الكامل ة حيث ي برأ
المدين األصلي ،فإن للكفيل أن يتمسك بذلك أيضا ،أم ا إذا ك انت اإلناب ة قاص رة ف إن الم دين
52
وإلى جانب هذه الدفوع يكون للكفيل أيضا أن يتمسك تجاه الدائن بدفوع عقد الكفال ة،
فإذا كانت الكفالة باطلة أو قابلة لإلبطال أو انقضت بطريق من طرف انقضاء االل تزام ،ك ان
للكفيل أن يوجه الدفوع المتعلقة بهذه األوج ه إلى ال دائن وهي دف وع تتص ل ب ه وبالتزام ه ال
بالمدين.
وال دفوع المتقدم ة جميعه ا جب على الكفي ل أن يتمس ك به ا إذا أراد ال براءة من
التزامه ،أما إذا شاء أن يتنازل عنها فإنه يحق له ذلك ألنها دفوع غ ير متعلق ة بالنظ ام الع ام،
" ليس للكفيل الذي أدى الدين حق الرجوع على المدين األصلي إال إذا أمكنه أن يقدم
توصيال من الدائن .أو أية حجة أخرى تثبت انقضاء الدين .
االلتزام األصلي".
يحق للكفيل إذا اقضي االلتزام األصلي قضاء صحيحا ،أن يرجع على المدين بكل ما
دفع ه عن ه ح تى ل و ك انت الكفال ة ق د أعطيت بغ ير علم الم دين .ويش مل ح ق الرج وع:
المصروفات والخسائر التي كانت نتيجة طبيعي ة وض رورية للكفال ة .وك ل فع ل لكفي ل غ ير
الوفاء بالمعنى الصحيح يترتب عليه انقضاء االلتزام األصلي ،وإبراء ذمة المدين يق ع بمثاب ة
الوفاء ،ويمنح الكفيل ح ق الرج وع بأص ل ال دين وس ائر المص روفات المتعلق ة ب ه .على أن
الكفيل الذي أدى الدين قبل حلول األجل ال يستطيع الرج وع على الم دين إال بع د حل ول أج ل
53
االلتزام األصلي .وفي كل حالة ليس للكفيل الذي أدى الدين حق الرجوع على المدين األصلي
إال إذا أمكنه أن يقدم توصيال من الدائن أو أية حجة أخرى تثبت انقضاء الدين.
" إذا تعدد الكفالء المتضامنون ودفع أحدهم الدين كله عند حل ول األج ل ك ان ل ه أن
يرجع أيضا على الكفالء اآلخرين ،كل بقدر حصته وبقدر نصيبه في حصة المعسر منهم".
في إطار أحكام العالقة بين الكفالء ،ينص الفصل 1145موضوع الش رح ،على أن ه
إذا تعدد الكفالء وكانوا متضامنين واضطر أحدهم لدفع الدين كله عند حلول األجل فإن ل ه أن
يرجع على المدين بكل ما دفع كم ا بين اه أعاله ،وفض ال عن ذل ك ف إن ل ه في ه ذه الحال ة أن
يرجع أيضا على الكفالء اآلخرين كل بقدر حصته وبقدر نصيبه في حصة المعسر منهم وفق ا
أما إذا تعدد الكفالء وكانوا غير متض امنين ،فال يثبت ألح د منهم ح ق الرج وع على
غيره من الكفالء ،ألن كال منهم في هذه الحالة ال يلتزم إال بق در حص ته من ال دين ،ف إن دف ع
فإذا كان الكفالء متض امنين ،وه و موض وع الفص ل ،1145وق ام أح دهم بالوف اء،
برئت ذم ة الم دين وذمم الكفالء اآلخ رين ،وينش أ ل ه ح ق في الرج وع على ه ؤالء الكفالء،
وينطبق عليهم هنا حكم المدينين المتضامنين ،وهو انقسام الدين فيم ا بينهم ،ف يرجع على ك ل
54
من الكفالء اآلخرين بحصته من الدين ،فإن ك ان الكفالء أص ال أربع ة انقس م ال دين بينهم إلى
أربعة أقسام ،يتحمل هو أحدهما ويرع على اآلخرين بالثالثة أرباع الباقية ،فيط الب كال منهم
بربع الدين .فإذا وجد أحدهم معس را ،وزعت حص ته على الب اقين ،فينقس م ال دين على ثالث ة
ويلتزم كل كفيل بثلته .ولكل كفي ل بع د ذل ك أن يرج ع على الم دين بم ا أداء للكفي ل الم وفى،
وغني عن البيان أن الكفي ل الم وفى ل ه من ذ الوف اء أن يرج ع على الم دين األص لي ب دال من
الرجوع على الكفالء أو مع الرجوع علي ه ،ول ه أيض ا يرج ع علي ه بم ا لم يحص ل علي ه من
الكفالء.
أما إذا كان الكفالء غير متضامنين ،فإما أن يكونوا قد تعاقدوا مع الدائن على الكفال ة
بعقد واحد ،وهنا يكون األصل هو انقسام الدين بينهم فيلتزم كل منهم بحص ته من ال دين ،ف إن
كانوا خمسة مثال ،ك ان على ك ل كفي ل أداء خمس ال دين إلى ال دائن ،إال إذا اتف ق على نس بة
أخرى أو على قدر محدد يكلفه كل منهم وعند وفاء أحدهم بحص ته ال يك ون ل ه رج وع على
الكفالء اآلخرين ،وإنما على المدين ،وإذا وفي صحة غيره فال يرجع عليه إال بدعوى اإلثراء
بال سبب ،وإذا أعسر كفيل تحمل الدائن حصته وال توزع على اآلخرين ،أم ا إذا ك ان الكفالء
قد التزموا بعقود متوالية ،فإن كال منهم يكفل كل الدين ( إال إذا احتف ظ لنفس ه بح ق التقس يم)،
ويترتب على التزام كل منهم بالدين كله أو يعتبر الكفالء ملتزمين بالتضامن ويكون لكل منهم
أن يرجع على اآلخرين بالدعوى الشخصية (دعوى الوكالة أو الفضالة أو اإلث راء بال س بب)
ألن الوفاء الحاصل منه أبرأ ذمتهم ،وللوفي منهم ك ذلك أن يرج ع على الم دين األص لي ب دال
55
والحاصل أن الكفيل يرجع على الكفالء اآلخرين المتضمنين بمقدار ما وفاه ،وبشرط
أن يكون وفاؤه مبرئا لذممهم ،وأن يحصل بعد حلول األجل ،أما الوفاء قب ل حل ول األج ل فال
يخوله ح ق الرج وع عليهم إال إذا ح ل األج ل ،وإذا س تجد بين الوف اء وحل ول األج ل ال تزام
الكفالء اآلخرين لم يكن للكفيل الموفي وفاء مبتسرا الحق في الرجوع عليهم.
" ليس للكفيل أي رجوع على المدين األصلي إذا دفع الدين ،أو ترك القضاء بحكم به
عليه نهائيا ،ثم اثبت المدين أنه دفع الدين بالفعل ،أو أن لديه من الوسائل ما يستطيع ب ه إثبات ه
بطالنه أو انقضائه ،غير أن هذا الحكم ال يسري إذا كان قد تعذر على الكفيل إخط ار الم دين،
كما لو كان هذا األخ ير غائب ا مثال" .يتح دث الفص ل 1148موض وع الش رح ،على ح االت
ثالث ال يمكن فيه ا رج وع الكفي ل على الم دين ،والفص ل 1149موض وع الش رح ك ذلك،
الحالة األولى :إذا كان الدين الذي أداه يتعلق به شخصيا ،وإنما جع ل على اس م آخ ر
في الظ اهر بمع نى أن ه إذا ك ان ال دين يتعل ق بالكفي ل شخص يا ،ولكن ه جعل ه اس م غ يره في
الظاهر ،واتخذ من المدين اسما مستعارا يستخفي خلف ه لتحقي ق م ا يري د ،فال وج ه لرجوع ه
الحالPPPة الثانيPPPة :إذا ك انت الكفال ة ق د أعطيت رغم نهي الم دين عنه ا ،أي رغم
معارضته في إتمامها ،وفي هذه الحالة ال يمكن اعتبار الكفي ل وكيال عن الم دين وال فض وليا
56
يعمل لحسابه ،ولكن قد يمكن للكفيل أن يرجع على المدين إذا أثرى هذا األخ ير ف يرجع علي ه
الحالة الثالثة :إذا كانت الكفالة قد أعطيت على سبيل التبرع :والكفالة ،األص ل فيه ا
أنها تبرعية أي تعطي بال أجر ،ولكن ليس المقصود بالتبرع هنا هو عدم تعاطي األجر فق ط،
بل المقصود هو تبرع الكفيل بالدين للمدين اي أنه يؤدي الدين عنه وال يرجع به عليه.
على المدين ،فتعتبر الحالة الرابعة ،من حاالت عدم إمكان رجوع الكفيل على المدين ،وهي :
الحالة الرابعة :إذا لم يقم الكفيل بإخطار المدين قبل الوفاء بمطالب ة ال دائن ،ب ل وفي
الدائن ،أو اتخذ موقفا سلبيا حتى صدر ضده حكم نهائي بالدين ،أو كانت ل دى الم دين أس باب
لبطالن الدين أو انقضائه أو فسخه ،فعندئذ ال يكون للكفيل رجوع على الدين بما وفاه.
بمعنى أن الكفيل إذا لم يقم بإخطار المدين قبل الوفاء بمطالب ة ال دائن ،يك ون ق د فق د
حقه في الرجوع على المدين ،إذا اثبت ه ذا األخ ير أن ه دف ع ال دين وأداه فعال لل دائن ،أو أن ه
كانت لديه دفوع تثبت بطالن الدين أو انقضاءه أو فسخه ،ولكن يحتفظ الكفي ل بح ق الرج وع
على المدين ،رغم عدم اإلخطار وثب وت مث ل ه ذه األوج ه :إذا اثبت الكفي ل أن ه تع ذر علي ه
إخطار المدين كما لو كان هذا األخير غائبا أو ما إلى ذلك :فدفوع المدين قبل ال دائن ال تعم ل
في مواجهة الكفيل في مثل هذه الحالة ،جاء في الفصل 1149في الفقرة األخ يرة " :غ ير أن
هذا الحكم ال يسري إذا كان قد تعذر على الكفيل إخطار المدين ،كما لو كان هذا غائبا مثال".
ونطالقا مما سبق ليس للكفيل أن يرجع على المدين في الصور اآلتية:
57
األولى :إذا ما أداه هو دينه حقيقة وإنما جعل باسم غيره في الظاهر.
الثالثPPة :إذا ت بين من ص ريح العب ارة أو من ق رائن الح ال أن الكفال ة ك انت بقص د
التبرع".
هذا ورجوع للكفيل على المدين إذا أدى الدين أو صدر علي ه حكم نه ائي ب األداء ولم
يعلم المدين قبل األداء ،وص دور الحكم إذا أثبت الم دين أن ه خلص فيم ا علي ه أو أن بي ده م ا
يكفي إلثب ات ال دين أو انقض ائه .وه ذا الحكم ال يج ري إذا تع ذر على الكفي ل إعالم الم دين
لمغيبه مثال.
وهذا ومن أحكام المجلس األعلى ،ما ورد في قرار له ،كما يأتي:
" لما كان اإلشهاد الصادر عن البنك الشعبي تضمن إقرار هذا األخير بسداده له مبلغ
القرض نيابة عن المدين األصلي من طرف صندوق الضمان المركزي فإن هذا األخير بحكم
ه ذا الحل ول يجع ل مح ل ال دائن وال مج ال للتمس ك بمقتض يات الفص ل 1149من ق انون
االلتزامات والعقود ألن المشرع عندما صرح بأن الكفيل ليس له حق الرجوع على المدين إذا
كان دفع المدين أو ترك القضاء يحكم عليه نهائيا قد علق ذلك على شرط أن يثبت الم دين أن ه
فعال قد أدى الدين أو لديه وس ائل فثب ات انقض اء ال دين أو بطالن ه وه و أم ر لم يثبت لقض اة
الموضوع".28
58
انقضاء الكفالة بطريق تبعي وانقضاؤها بطريق أصلي
" كل السباب التي يترتب عليه ا بطالن االل تزام األص لي أو انقض ائه ي ترتب عليه ا
انتهاء الكفالة".
" التزام الناش يء عن الكفال ة ينقض ي بنفس األس باب ال تي تنقض ي به ا االلتزام ات
تنقضي الكفالة بإحدى صورتين :إما بصورة تبعية تبعا النقضاء االلتزام األصلي.
أي تنقضي الكفالة بطريق تبعي إذا انقضى الدين المكفول ،ولما ك انت الكفال ة تابع ة
لهذا ال دين ف إن انقض اء يس تتبع انقض اءها .وإم ا بص ورة أص لية وباالس تقالل عن االل تزام
األصلي المضمون الذي يبقى قائما .أي تنقضي الكفالة بطري ق أص لي إذا انقض ت هي ذاته ا
هكذا نجد الكفالة تابعة للدين األصلي كظله ،تبقى ببقائه وت زول بزوال ه ،وال تنفص م
تتسم الكفال ة بط ابع تبعي بالنس بة لالل تزام ال ذي تض منه في ه تتبع ه ص حة وبطالن ا
ووجودا وعدما .فإذا كان االلتزام األصلي ب اطال ك انت الكفال ة باطل ة ،وإذا انقض ى االل تزام
- 29وقد نصت المادة ،1087من قانون الموجبات والعقود اللبناني على أن " جميع أسباب البطالن أو السقوط المختصة
بالموجب األصلي تسقط الكفالة " ،ونصت المادة 1088من نفس القانون على أن " موجب الكفالة يقسط باألسباب نفسها
التي تسقط سائر الموجبات ،وإن لم تكن لتلك األسباب عالقة بالموجب األصلي".
59
لذلك ،نص المشرع في الفصل 1150موضوع الشرح ،على أن ك ل األس باب ال تي
يترتب عليها بطالن االلتزام األصلي أو انقضاؤه ،يترتب عليها انتهاء الكفالة.
وأسباب انقضاء الدين المكفول هي نفس أس باب انقض اء أي دين ،ف إذا انقض ى ه ذا
الدين بس بب من أس باب االنقض اء فق د انقض ت الكفال ة كم ا ق دمنا ،ألن الت ابع ال يبقى بغ ير
األصيل .وانقضاء الدين المكفول يكون بالوفاء ،والوفاء بمقابل ،والتجديد ،والمقاصة ،واتح اد
الذمة ،واإلبراء ،واستحالة التنفي ذ ،والتق ادم ،وق د يفس خ ال دين المكف ول أو بتمس ك بإبطال ه،
قد تنقضي الكفالة بصورة أص لية وباالس تقالل عن ال دين األص لي المض مون ال ذي
يبقى قائما ،وانقضاء الكفالة يتم بنفس أسباب انقض اء االل تزام عموم ا .وق د ح رص المش رع
على تأكيد هذا المبدأ في الفصل 1151موضوع الشرح ،حيث ق ال " :االل تزام الناش يء عن
الكفالة ينقضي بنفس األسباب التي تنقضي بها االلتزامات األخرى ولو اس تقالال عن االل تزام
األصلي " .أي ينقضي التزام الكفيل استقرر عن االلتزام األصلي إذا سرى التقادم بالنس بة ل ه
واكتمل قبل االلتزام األصلي ،وسنرى أن قطع التقادم بالنس بة للم دين األص لي يقطع ه ك ذلك
بالنسبة للكفيل.
وقد تنقضي الكفالة بغ براء ال دائن للكفي ل أو باتح اد الذم ة في ش خص الكفي ل ،كم ا
سيأتي ،ومع ذلك يبقى االلتزام األصلي قائما في ذمة المدين ،وق د يك ون ال تزام الكفي ل معلق ا
على شرط واقف هو أن يقوم المدين باستخدام الدين في نشاط نعين ،فإذا تخلف هذا الشرط لم
60
ينشأ التزام الكفيل ،أو يكون التزامه معلقا على شرط فاسخ هو عدم قي ام الم دين بنش اط معين
فإذا تحقق الشرط الفاسخ وقام المدين بهذا النش اط انفس خ ال تزام الكفي ل وب رئت ذمت ه ،ولكن
الدين األصلي ال يزول بل يبقى على عاتق الم دين .ومن أحك ام المجلس األعلى ،م ا ج اء في
" إذا كان المدين األصلي يستفيد من مسطرة التسوية ،ف إن كفيل ه ال يمكن ه االس تفادة
من المسطرة المذكورة ،مما ال مجال معه للتمسك بقاعدة " إن انقضاء االلتزام األصلي يؤدي
" حسب مفهوم المادة 690من مدونة التجارة ف إن الج زاء ال ذي رتب ه المش رع عن
عدم التصريح بالدين عدم رفع دعوى السقوط أو رفعها وص دور أم ر بع دم قبوله ا ،ينس حب
الدين في أساسه وال يتعلق بشخص المدين ،ويؤدي إلى انقضاء الدين وصيرورته منتهيا ،وما
دام دين المدينة األصلية انقضي لعدم قب ول دع وى رف ع الس قوط ،فإن ه ي ترتب عن ه انقض اء
التزام الكفيل لتبعيته لاللتزام األصلي حسب نص الفصل 1150من ق .ل .ع". 31
"إن انقضاء الدين في مواجهة المدينة األصلية ،دفع ال يرتك ز على أي أس اس ،ألن ه
بانقضاء الدين في مواجهة المدين األصلي ينقضي أيضا في مواجهة الكفيل ،وتبع ا ل ذلك ف إن
- 30قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 18/12/02تحت عدد 1545في الملف التجاري عدد 02/ 640منشور
بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد 62ص 140 :وما يليها.
- 31قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 9/2/05تحت عدد 121في الملف التجاري عدد 766/04منشور بمجلة قضاء
المجلس األعلى عدد 64و 65ص 218 :وما يليها.
61
المدين المهمل الذي فقد حق مقاضاة األصيل بفقد حق الرجوع على الكفيل ألنه الكفالة ال تزام
" وفاء الدين الحاصل من الكفيل يبرئ ذمته وذمة المدين األصلي ،يس ير نفس الحكم
بالنسبة إلى اإلنابة المقدمة من الكفيل والمقبول ة من ال دائن ومن الغ ير المن اب ،وبالنس بة إلى
إيداع الشيء المستحق إذا أجرى على وجه صحيح ،وإلى الوفاء بمقابل ،وإلى التجديد المتف ق
إن الوفاء بال دين ،والوف اء بمقاب ل ،واإلناب ة المقبول ة من ال دائن ومن الغ ير المن اب
وإيداع الشيء المستحق إذا أجرى على نحو صحيح ،والتجديد ،كل ذلك سواء ق ام ب ه الم دين
أم الكفيل ،يؤول إلى براءة ذم ة الم دين األص لي ،وذم ة الكفي ل في مواجه ة ال دائن ،ويك ون
بالتالي سببا النقض اء االل تزام وبص ورة تبعي ة النقض اء الكفال ة (الفص ل )1152موض وع
الشرح.
وعلى ذلك ،فإن أهم طرق انقضاء الدين األصلي هو الوفاء ،فإذا وقع الوفاء صحيحا
مستوفيا لشروطه القانوني ة ب رئت ذم ة الم دين ،وبالتبعي ة :الكفي ل .أم ا إذا ك ان الوف اء غ ير
صحيح ن فال تبرأ ذمة أي منهما ،كما كان الدائن قد أفلس ،بدال من الوفاء إلى وكي ل ال دائنين
(السنديك) قام المدين بالوفاء إلى الدائن نفس ه ،فمث ل ه ذا الوف اء غ ير م برئ للذم ة ،وك ذلك
اإلنابة المقبولة من الدائن ومن غير المناب ،تبريء ذمة الكفيل وذمة المدين األصلي.
- 32قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 30/9/09تحت عدد 1261في الملف عدد 123/09منشور بسلسلة االجتهاد
القضائي عدد ،1ص 295وما يليها.
62
ويعتبر كالوفاء عرض ال دين على ال دائن وإيداع ه في ص ندوق ،ف إذا رفض ال دائن
اإليداع عند إعالمه به ،كان للمدين أن يسحب الدين أو الشيء الذي أودع ه ،وفي ه ذه الحال ة
يعود الدين من جديد مع االمتيازات والرهون الرسمية ال تي ك انت ملحق ة ب ه ،وال ت برأ ذم ة
وتبقى هنا مشكلة يجب وضع حل لها قبل مغادرة هذه النقطة وهي :أن الفصل ( 285
التزامات وعقود) يسلب المدين الحق في سحب الشيء المودع في ح التين هم ا :إذا استص در
حكما حائزا لقوة األمر المقض ي ب ه يق رر ص حة الع رض واإلي داع .أو حال ة م ا إذا ص رح
بتنازله عن حقه في سحب الشيء الذي أودعه ،والسؤال هو :هل في هاتين الحالتين تبرأ ذم ة
الرأي عند الدكتور محيي الدين إسماعيل علم ال دين :33أن ه في حال ة استص دار حكم
حائز لقوة األمر المقضي به بصحة العرض واإليداع تبرأ ذمة المدين ومعه الكفيل ،أما حال ة
الم دين عن حق ه في س حب الش يء الم ودع ،م ع بق اء ال دائن مص را على رفض الع رض
واإليداع ،فال تبرأ ذمة المدين وال ذمة الكفيل ،ألنه ال يوجد ما يؤك د ك ون الع رض واإلي داع
صحيحين ،وال ب د من استص دار حكم نه ائي يق رر ص حتها ،فق د يس فر ع رض األم ر على
والذي يبين لن ا م ا إذا ك ان اإلب داع ق د أج رى على الوج ه الص حيح أم ال ،ه و حكم
63
ويمكن أن ينقضي الدين األصلي بالوفاء بمقابل ،فإذا وفي المدين بشيء غ ير المتف ق
عليه ،وقبل الدائن ه ذا الوف اء ك ان وف اء بمقاب ل وب رئت ذم ة الكفي ل كم ا ت برأ ذم ة الم دين
األصلي .ويمكن تحليل هذا الوفاء بمقابل إلى تجديد ووفاء ينقل الملكية ،أم ا إن ه تجدي د فه ذا
راجع إلى أن المدين استبدل بالدين األصلي دينا جدي دا فانقض ى ال دين الس ابق ومع ه الكفال ة
التابعة له ،ونشأ الدين الجديد ،وانقضى أيضا بنقل ملكية محل ه إلى ال دائن ،وب ذلك ت برأ ذم ة
الكفيل ،وإذا استحق الشيء الموفى به ،رجع الدائن على المدين بضمان االس تحقاق ،باعتب ار
العملية بيعا يرتب هذا الضمان وال يرجع على الكفيل ،ألن الكفالة انقضت مع ال دين األص لي
القديم الذي ال يمكن أن يعود إلى الظه ور ،وم ع ذل ك فمن الج ائز أن يش ترط ال دائن أن تبقى
الكفالة مع الدين الجديد ،فال تبرأ ذمة الكفيل ،كما سنرى في الفصل 1156األتي شرحه.
أما إذا كان الشيء استحق في حالة وفاء للدين ،فإن الكفيل ال ت برأ ذمت ه أم ام ال دائن
إذا رجع على الدائن باالستحقاق ،ويستوي في كل ما تقدم الكفيل المتضامن والعادي.
وقد ينقضي الدين األصلي بالتجديد ،فتنقضي الكفالة كذلك ،سواء كان التجديد بتغي ير
الدين أو المدين أو الدائن ،إال إذا قبل الكفالء أن يكفلوا الدين الجدي د ،ولكن إذا اش ترط ال دائن
لتجديد االلتزام أن يبقى الكفالء ضامنين له ،ولم يقبل الكفالء ذلك ،فإن الدين القديم يبقى قائم ا
وحتى يكون هناك تجديد ،فتنقضي الكفالة ،وتبرأ ذمة الكفيل وذم ة الم دين األص لي،
ال بد أن تكون نية التجديد واضحة ،ألن التجديد ال يفترض ،بل يجب أن يتفق عليه ص راحة،
أو أن يستخلص بوضوح من الظروف ،وال تنتقل الكفالة إلى االلتزام ،إال بنص في القانون أو
64
باالتفاق ،وحتى تقوم نية التجديد واضحة ،يجب أن يغ اير االل تزام الجدي د االل تزام الق ديم في
" اتحاد الذمة الحاصل بين الدائن وبين المدين األصلي يبرئ ذم ة الكفي ل ،وإذا ك ان
للدائن ورثة آخرون مع المدين برئت ذمة الكفيل في حدود حصة المدين.
اتحاد الذمة الحاصل بين الدائن وبين الكفيل ال يبرئ ذمة المدين األصلي .
اتحاد الذمة الحاصل بين المدين األصلي وبين الكفيل ،عن دما ي رث أح دهما اآلخ ر،
ينهي الكفالة ،وال يبقى إال االلتزام األصلي ،غير أن الدائن يحتفظ بدعواه ض د كفي ل الكفي ل،
كما يحتفظ بالضمانات التي حصل عليها لضمان الوفاء بالتزام الكفيل".
ينص الفصل 1156من قانون االلتزامات والعقود ،موضوع الش رح ،على األحك ام
اآلتية:
إن اتحاد الذمة الحاصل بين الدائن وبين الم دين األص لي ،ي بري ذم ة الكفي ل، -1
على أنه إذا ترك الدائن ورثة آخرين من غير المدين برئت ذمة الكفيل في حدود حص ة ه ذا
- 34ولكن يجوز للكفيل أن يتمسك بالمقاصة في دين له على الدائن ،إذ هو يفي بالدين المكفول عن طريق المقاصة،
ولكن المقاصة هنا اختيارية ال قانونية ،فال ينقضي الدينان إال من وقت التمسك بالمقاصة ،وال يجوز للدائن أن يرجع على
المدين بعد ذلك فقد استوفى حقه من الكفيل ،وإذا رجع جاز للمدين أن يدفع رجوعه بالمقاصة التي تمسك بها الكفيل،
وإنما يرجع الكفيل على المدين ،بعد أن وفى دينه عن طريق المقاصة (الوسيط للسنهوري ج ،10ص 223موضوعا
وهامشا).
65
واتحاد الذم ة الحاص ل بين ال دائن وبين الكفي ل يك ون س ببا النقض اء الكفال ة، -2
واتحاد الذمة الحاصل بين الم دين األص لي وبين الكفي ل عن دما ي رث أح دهما -3
اآلخر ينهي أيضا الكفالة ،ولكن ه يبقى على االل تزام األص لي ،كم ا أن ال دائن يبقى محتفظ ا
بدعواه ضد كفيل الكفيل ،وكذلك بالتأمينات التي حصل عليها لضمان الوفاء بالتزام الكفيل.
وهكذا ،إذا انقضى الدين المكفول باتحاد الذمة ،بأن ورث المدين الدائن ،فورث حق ه
وأصبح هو الدائن لنفسه فانقضى الدين باتحاد الذمة ،انقضت الكفالة التي كانت تض من ال دين
تبعا لذلك ،وبرئت ذمة الكفي ل ،ولكن إذا زال اتح اد الذم ة ب أثر رجعي ،اعت بر كأن ه لم يكن،
وعادت الكفالة إلى الوجود ،ألنها لم تكن قد انقضت باتحاد الذمة الذي زاد بأثر رجعي.
وإذا مات الدائن وورثه الكفيل ،فاتحاد الذمة م ا بين ال دائن والكفي ل إذا ك ان يقض ي
التزام الكفيل ،فليس ينقضي على النحو الذي ينقضي به ،ل و أن الكفي ل وفي ال دين حق ه .ف إن
الكفيل إذا وفى الدين للدائن ،انقضى الدين وبرئت ذمة المدين فانقض ت الكفال ة بص فة تبعي ة،
ورج ع الكفي ل على الم دين بال دعوى الشخص ية أو ب دعوى الحل ول ،أم ا إذا ورث الكفي ل،
فاتحدت الذمة وانقضت الكفالة بصفة أصلية ،لم ينقض الدين األص لي ،وط الب الكفي ل ال ذي
أصبح دائنا للمدين بهذا الدين ذاته .وإذا مات المدين وورثه الكفيل ،فاتحدت الذمة (في القانون
الفرنسي) وانقضت الكفالة ،فإن انقضاء ال تزام الكفي ل على ه ذا النح و ال يك ون إال من حيث
المطالب ة ف إذا أدى الكفي ل ال دين لل دائن ،أداه باعتب اره م دينا اص ليا بع د أن ورث الم دين ال
باعتب اره كفيال .أم ا إذا أداه باعتب اره كفيال ،بع د أن أص بح م دينا أص ليا ب الميراث ،فإن ه ال
66
يستطيع باعتباره كفيال الرجوع على نفسه باعتباره مدينا ،ولكن التزامه ككفيل يبقى م ع ذل ك
معتدا به في غير هذه المطالبة ،ويترتب على ذلك أنه إذا كان له ذا الكفي ل كفي ل ،ف إن ال تزام
كفيل الكفيل يبقى قائما مستندا إلى التزام الكفيل بالرغم من انقضاء هذا االلتزام األخير باتح اد
الذمة .فيجوز للدائن في هذه الحال ة .إذا لم يس تطيع اس تيفاء حق ه من الكفي ل ال ذي أص بح في
الوقت ذاته مدينا أصليا ،أن يرجع على كفيل الكفيل .35ولهذا األخير ،إذا وفى الدين ،أن يرجع
على الكفيل بما وفاه للدائن بالرغم من اتحاد ذمة الكفيل والمدين األصلي
وإذا كان مع المدين ورثة آخ رون ب رئت ذم ة الكفي ل في ح دود حص ة الم دين فيم ا
ورث ه عن ال دائن من ال دين .أم ا اتح اد الذم ة بين ال دائن والكفي ل ،فال ي بريء ذم ة الم دين
األصلي .أما إذا كان اتحاد الذمة قد وقع بين المدين األص لي وبين الكفي ل ،س واء في ش خص
الكفيل أو في شخص المدين ،فإن بين المدين األصلي وبين الكفيل ،س واء في ش خص الكفي ل
أو في شخص المدين ،فإن ذلك ينهي الكفال ة ويبقى االل تزام األص لي قائم ا مس تحقا إم ا على
الكفيل إن تحدت الذمة في شخص ه أو على الم دين إن تح دت في شخص ه .ويبقى لل دائن إلى
جانب ذلك حق الرجوع على الكفيل وحق اإلفادة من الض مانات ال تي حص ل عليه ا لض مان
- 35وتنص المادة 1093من قانون الموجبات والعقود اللبناني على " :إن اجتماع صفتي الدائن والمديون األصلي في
شخص واحد يبريء ذمة الكفيل ،وإذا حصل هذا االجتماع في شخص المدين األصلي بسبب وفاة ،وكان المديون األصلي
وارثا له مع آخرين ،برئت ذمة الكفيل بقدر حصة المديون ،أما اجتماع صفتي الدائن والكفيل في شخص واحد فال يبريء
ذمة المديون األصلي ،وعندما يصبح أحدهما وارثا لألخر ،فهو يسقط الكفالة ،وال يبقى إال المدين األصلي ،وإنما يبقى للدائن
حقه في مراعاة من كفل الكفيل ،ويحتفظ بالتأمينات التي اتخذها لكفالة موجب الكفيل".
67
" قطع التقادم بالنس بة إلى الم دين األص لي يمت د إلى الكفي ل ،وإذا تم التق ادم لص الح
يستفاد من الفصل 1158من قانون االلتزامات والعقود ،إذا تم التقادم لصالح الم دين
أفاد الكفيل وانتهت الكفالة تبعا النقضاء االلتزام األصلي بالتق ادم ،وبالمقاب ل إذا قط ع التق ادم
بالنسبة غلى المدين األصلي امت د أث ر ه ذا القط ع إلى الكفي ل ،بمع نى أن ه إذا انقض ى ال دين
المكفول بالتقادم ،انقضت بانقضائه الكفالة ،وذلك حتى لو ك ان ال تزام الكفي ل الت ابع لم ينقض
هو نفسه بالتقادم .والغالب أن يسري التقادم بالنسبة إلى الدين األصلي في الوقت الذي يس ري
فيه بالنسبة إلى التزام الكفيل ،فينقضي الدينان بالتقادم في وقت واحد .وعندئذ تبرأ ذمة الكفي ل
إما ألن المدين األصلي قد ب رئت ذمت ه والكفي ل ت ابع للم دين األص لي ،أو ألن ال تزام الكفي ل
ولكن يحدث أن الدين األصلي ينقضي بالتقادم دون أن ينقض ي ال تزام الكفي ل ،ويق ع
ذلك إذا التزام الكفيل قد نشأ بعد الدين األصلي بأن يضمن الكفي ل ال دين بع د نش وئه ،أو ح دد
االلتزام الكفيل أجل ابعد من األجل الذي حدد االلتزام المدين .فعند ذلك يتق ادم ال دين األص لي
قبل أن يتق ادم ال تزام الكفي ل ،ويتق ادم ال دين األص لي ت برا ذم ة الكفي ل تبع ا النقض اء ال دين
األصلي ،وذلك دون أن يتقادم ال تزام الكفي ل ،وح تى إذا ب دأ س ريان تق ادم ال تزام الكفي ل في
الوقت الذي بدأ فيه س ريان تق ادم ال دين األص لي ،فق د يقط ع التق ادم بالنس بة إلى الكفي ل ،فال
ينقطع بالنسبة إلى المدين األصلي ،فبتقادم الدين األصلي في هذه الحالة قب ل أن يتق ادم ال تزام
الكفيل ،فتبرا ذمة الكفيل تبعا لبراءة ذمة المدين األصلي دون أن يتقادم التزام الكفيل.
68
والحاصل أن قطع التقادم بالنسبة إلى المدين األصلي يقطع التقادم بالنسبة إلى الكفي ل
بمعنى أن انقطاع التقادم على المدين األص لي يج ري مفعول ه على الكفي ل ،والتق ادم ال ذي تم
لمصلحة المدين األصلي يستفيد من ه الكفي ل ،أي أن انقض اء ال دين األص لي بالتق ادم ينقض ي
كذلك االلتزام التابع وهو الكفالة ،أي أن انقضاء الدين األصلي بالتقادم ينقضي ك ذلك االل تزام
التابع وهو الكفالة ،وقد جاء ه ذا الحكم في الفص ل 376من ق .ز .ع ال ذي يق ر أن " التق ادم
يسقط الدعاوي المتعلقة بااللتزامات التبعية في نفس الوقت الذي يس قط في ه ال دعوى المتعلق ة
بااللتزام األصلي ،ولو كان الزمن المحدد لتقادم االلتزامات التبعية لم ينقض بعد" .وإذا انقطع
" ال تنقضي الكفالة بموت الكفيل ،وينتقل التزام الكفيل إلى ورثته".
تقدم لنا أن االلتزام األصلي إذا انقضى باإلبراء ،برئت ذم ة الكفي ل م ع الم دين،وإذا
أنصبت اإلبراء على جزء من الدين برئت ذمة الكفيل في حدود هذا الجزء.
وأيضا إذا استحال تنفيذ االلتزام األصلي لسبب أجنبي ال بد للم دين في ه ،ب رئت ذم ة
الكفيل من الكفالة مع براءة ذمة المدين ،أما إذا كانت االستحالة بخطأ المدين ،فإن ذمة الم دين
ال تبرأ ،بل يصبح ملتزما بالتعويض عن خطأ ويظل الكفيل ملتزما بضمان هذا التعويض.
وإذا نقضى االلتزام األصلي بالفسخ ،فإن كان سبب الفسخ خطأ المدين ،لم تبرأ ذمت ه
وال ذمة كفيله ،أما إذا ك ان س بب الفس خ راجع ا إلى خط أ ال دائن ،ف إن ذم ة الكفي ل ت برأ من
الكفالة.
69
أما موت الكفيل فال تنقضي به الكفالة ،بل يبقى التزام الكفيل في تركت ه ينتق ل ال تزام
الكفيل إلى ورثته بمعنى أن الكفالة ال تنقضي بموت الكفيل بل بنقل التزام الكفيل إلى ورثته.
باعتبار أن عقد الكفالة إحدى التأمينات الشخصية التي تقوم على ضم ذم ة إلى ذم ة ض مانا
للوفاء بالدين وهي تختلف على التأمينات العينية التي تقوم على تخصيص مال معين لضمان
شخصي ،سواء كان هذا الحق الشخصي ناشئا عن اإلرادة (العقد واإلرادة المنفردة) ،أو عن
عمل غير مشروع أو عن قانون ،وسواء كان محل الح ق الشخص ي أو العي ني تابع ا للح ق
لكن موضوعنا يحتم علينا التركيز على التأمين ات الشخص ية وخصوص ا عق د الكفال ة ال ذي
يعتبر من الضمانات الشخصية التي تقتضي أن يضمن الكفيل بصورة شخص ية قي ام الم دين
70
جمال زكي :التأمينات الشخصية والعينية ،فقرة .12
71
التسولي البهجة :ج .1
قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 25/4/00تحت ع دد 1673في المل ف ع دد
قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 9/11/05في المكلف عدد 341/05منش ور
محكمة االستئناف بمراكش القرار رقم 411بتاريخ 12/2/90الصادر في الملف المدني عدد
التجاري عدد 02/ 640منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد . 62
قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 9/2/05تحت عدد 121في الملف التج اري
72
قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 30/9/09تحت ع دد 1261في المل ف ع دد
1 مقدمة
73
71 خاتمة
74 الفهرس
74
75