Professional Documents
Culture Documents
لموضوع الأول
لموضوع الأول
-1تعريف التشريع:
يستعمل مصطلح التشريع في مفهومه الواسع تارة للداللة إما على مصدر القواعد القانونية المكتوبة ،وتارة أخرى للداللة على القواعد
المستمدة من هذا المصدر.
مجموعة القواعد القانونية التي تضعها السلطة التشريعية في الدولة في حدود االختصاص المخول لها دستوريا وباالعتماد على
اإلجراءات القانونية.
-2خصائص التشريع:
-2-1التشريع يتضمن قواعد قانونية :يتضمن التشريع قواعد قانونية تتميز بالخصائص التي ذكرناها في بحث تعريف القانون
وخصائص القاعدة القانونية ،أي قواعد عامة ومجردة ،قواعد سلوك اجتماعي ،وقواعد ملزمة ومقترنة بجزاء.
-2-2التشريع يتضمن قواعد مكتوبة :يتضمن التشريع قواعد قانونية مكتوبة ويعتبر عنصر الكـتابة عنصرا في غاية األهمية كونه
يكفل للقاعدة القانونية:
-2-3التشريع يصدر عن سلطة مختصة :يصدر التشريع في الدولة من سلطة أو سلطات مختصة تختلف باختالف الدول واألنظمة
القانونية ،لكن في العادة فإن هذا االختصاص يمنح للسلطة التشريعية (البرلمان).
-3أنواع التشريع :تصدر القاعدة القانونية من الجهة المختصة بها ،و يتضح بأن القواعد القانونية قد تكون إما من اختصاص السلطة
التشريعية و إما أن تكون من اختصاص السلطة التنفيذية وهو المفهوم الموسع للتشريع .و بالتالي نكون بصدد أنواع التشريع والتي
تندرج كاآلتي :
في شكل منحة من صاحب السلطان و يعرف بطريقة الهبة و هو أن يصدر الدستور في شكل منحة من الحاكم إلى الشعب ،كما ·
هو الحال في دستور إمارة موناكو ،ودستور مصر لسنة .1922
الطريقة الثانية و هي صدوره على شكل عقد و ذلك باالتفاق بين الحاكم والمحكومين بواسطة ممثلي الشعب .كما في دستور ·
الكويت لسنة .1963
كأن تسنه جمعية تأسيسية منتخبة كما هو الحال في دستور سوريا واسبانيا وايطاليا. ·
أما الطريقة األخيرة فهي طريقة االستفتاء الشعبي ،حيث يتم موافقة الشعب على الدستور في استفتاء عام و من أمثلة ذلك دستور ·
فرنسا ،و مصر و الجزائر.
تنقسم الدساتير إلى مكتوبة و غير مكتوبة و عرفية .الدستور المكتوب هو الذي يكون على شكل وثيقة رسمية مكتوبة و أغلب الدساتير
من هذا النوع .أما الدستور غير المكتوب أو العرفي فقواعده غير مكتوبة وإنما تنشأ عن طريق العرف الذي يستقر في أذهان الناس ،و
يكتسب صفة اإللزام مع الوقت كما هو الحال في الدستور اإلنجليزي.
هو مجموعة القواعد القانونية التي تصدر أصال عن البرلمان (المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة) طبقا للمادة 112من الدستور
المعدل مؤخرا (المادة 98من الصيغة السابقة) و التي تنص على :
"يمارس السلطة التشريعية برلمان يتكون من غرفتين و هما المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة و له السيادة في إعداد القانون و
التصويت عليه" .والقانون نص تشريعي يصوت عليه المجلس الشعبي باألغلبية ثم يعرض على مجلس األمة الذي يصوت عليه أيضا
ب 4/3ثالثة أرباع أعضائه على األقل.
يسهر رئيس الجمهورية على تطبيقه بعد المصادقة عليه وصدوره في الجريدة الرسمية .القانون مصدر للنصوص األخرى وأقواها بعد
الدستور.
في بعض الحاالت يمكن لرئيس الجمهورية الحق في أن يشرع بأوامر و ذلك في حالة :
شغور المجلس الشعبي الوطني. .1
بين دورتي البرلمان و ذلك طبقا للمادة 142من الدستور (المادة 124من الصيغة السابقة) و يعرض رئيس الجمهورية .2
النصوص التي اتخذها على كل غرفة من البرلمان في أول دورة له لتوافق عليها.
يمكن كذلك لرئيس الجمهورية أن يشرع بأوامر و ذلك طبقا للمادة 107من الدستور المعدل (المادة 93سابقا) حينما تكون .3
البالد مهددة بخطر داهم يوشك أن يصيب مؤسساتها الدستورية أو استقاللها أو سالمة ترابها.
فإذا صدر التشريع عن البرلمان يسمى قانونا( )LOIو إذا صدر عن رئيس الجمهورية يسمى أمرا ( )ordonnanceو بالتالي فإن
قواعد التشريع العادي تأتي في مرتبة ثانية بعد القواعد الدستورية و ذلك طبقا لمبدأ تدرج القواعد القانونية .و من ثم تلتزم كافة الهيئات
العامة في الدولة باإلضافة إلى األفراد باحترام أحكامها ما لم تلغى أو تعدل.
ال يختلف عن التشريع العادي من الناحية الموضوعية ألن كالهما عبارة عن قواعد قانونية عامة و مجردة وإنما يمكن االختالف من
الناحية الشكلية ،حيث أن التشريع العادي يكون من اختصاص السلطة التشريعية أو البرلمان بغرفتيه أما التشريع الفرعي أو اللوائح
فيكون من اختصاص السلطة التنفيذية باعتبارها سلطة إدارية .و تكون هذه التنظيمات أو اللوائح على نوعين :
التنظيمات التنفيذية :يقصد بها التنظيمات الصادرة تطبيقا وتنفيذا أو تفصيال لتسريع عادي وهذا هو االختصاص األصلي و .1
المبدئي للسلطة التنفيذية و المثمتلة في رئيس الجمهورية و الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب ما جاء في المادة 143من الدستور
المعدل (المادة 125سابقا) " :يندرج تطبيق القوانين في المجال التنظيمي الذي يعود للوزير األول" .و يتم ذلك بواسطة المراسيم
التنفيذية.
التنظيمات أو اللوائح التنظيمية :و هو ما يعرف بالتنظيمات القائمة بذاتها أو اللوائح المستقلة و هي تصدر عن السالطة .2
التنفيذية تنظيما لمسائل جديدة تخرج عن إطار التشريع العادي ،فهي لوائح مستقلة بذاتها ال تستند لتشريع عادي ،وهي تصدر :
عن رئيس الجمهورية في المسائل غير المخصصة للقانون عن طريق مرسوم رئاسي حسب نص المادة 143من الدستور ·
الفقرة " : 1يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون " و موضوعها هو تنظيم المصالح و
المرافق العامة.
الوزير األول عن طريق مرسوم تنفيذي حسب نص المادة 143من الدستور الفقرة . 2 ·
-4-1مزايا التشريع
-يصدر التشريع عن سلطة واحدة أو بعض السلطات الخاصة في الدولة وهذا يضمن التناسق في القوانين واستقرارها وتماشيها مع
المجتمع.
-يتميز التشريع بكونه مكتوبا في وثيقة رسمية ويكون أسلوبه قانونيا وعباراته واضحة ال يشوبها غموضا مما يتيح فهمها وتطبيقها،
وهذا ما يساعد في استقرار المعامالت في المجتمع.
-التشريع يستعمل طريقة التقنين Le Codeأي يأتي التشريع بتنسيق خاص ويحقق االنسجام بين كل النصوص القانونية.
-سهولة إصدار التشريع وتعديله أو إلغائه ليتالءم مع التطورات والتغيرات التي يعرفها المجتمع عكس العرف مثال (بطيئ جدا في
الوضع والتعديل).
-4-2عيوب التشريع
-أشرنا أن التشريع يصدر عن سلطة مختصة ،وإذا كانت هذه السلطة مستبدة وفاسدة أصبح التشريع وسيلة لخدمة أغراض شخصية.
-وكذلك سهولة تعديل التشريع قد يفقده هيبته ويذهب بثقة األشخاص المخاطبين به.
تعتبر السلطة التشريعية من أهم السلطات العامة في الدولة ،ألنها بمثابة المعبر عن إرادة الشعب والمسؤولة عن تحديد ورسم الخيارات
السياسية للبالد في شكل سياسات عامة ،ولقد مرت السلطة التشريعية في الجزائر -في ظل التعديالت الدستورية المتعاقبة -بعدة
تحوالت بنيوية ووظيفية بدءا من دستوري 1963و 1976المكرسين لألحادية أين كان انتماء البرلمان لحزب واحد ( ،)FLNوكانت
السلطة التشريعية في الجزائر تتشكل من غرفة واحدة ،سميت في دستور 1963بـ " المجلس الوطني" ،وسميت بـ" المجلس الشعبي
الوطني" في دستور .1976وعقب األحداث التي شهدتها البالد في أكتوبر 1988وتبني خيار التعددية السياسية من خالل دستور
1989المكرس للتعددية الحزبية ليصبح البرلمان الجزائري مشكال من عدة تيارات سياسية متنافسة ،لكن تم توقيف المسار االنتخابي
والغاء العمل بدستور 1989في ظل األزمة متعددة الجوانب التي مرت بها البالد في تلك الفترة الحرجة .وبحلول عام 1996شهدت
عودة الحياة الدستورية بتبني دستور 1996الذي حمل عدة تغييرات على مستوى السلطة التشريعية ،حيث كرس التعديل الدستوري
1996ثنائية السلطة التشريعية في الجزائر ألول مرة ،بوجود غرفتين تشكالن البرلمان ،الغرفة األولى تسمى المجلس الشعبي الوطني
والغرفة الثانية تسمى مجلس األمة .وأعاد التعديل الدستوري 2016تنظيم السلطة التشريعية في الفصل الثاني من الباب الثاني وذلك
في المواد من 112إلى ،155أي في 43مادة بزيادة 04مواد عما كان عليه في التعديل الدستوري 39(1996مادة) .وأخيرا التعديل
الدستوري الحالي 2020الذي أحدث بعض التعديالت التي مست االختصاصات التشريعية والرقابية للسلطة التشريعية سواء بطريقة
مباشرة أو غير مباشرة .ويمكن تحليل هذا التطور من خالل دراسة اإلطار العضوي واإلطار الوظيفي للبرلمان بغرفتيه.
أبقي التعديل الدستوري ،2016في نص المادة 112منه ،على ثنائية السلطة التشريعية من خالل نظام الغرفتين" يمارس السلطة
التشريعية برلمان يتكون من غرفتين ،وهما المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة."...
يتم انتخاب كل أعضاء المجلس الشعبي الوطني عن طريق االقتراع العام المباشر والسري لمدة خمس سنوات طبقا لنص المادة 119
من التعديل الدستوري .2016ويتكون المجلس حاليا من 462مقعدا ،منها 8مخصصة للجالية الجزائرية بالخارج ،موزعة على 48
دائرة انتخابية بالداخل و 4مناطق بالخارج .وتختلف شروط الترشح لعضوية المجلس الشعبي الوطني إلى شروط تتعلق بالترشح
وشروط تتعلق باإلجراءات.
على عكس شروط الترشح لالنتخابات الرئاسية ،فإن التعديل الدستوري ،2016ومن قبله الدساتير وتعديالتها السابقة ،لم تنص على
شروط تتعلق بالترشح لعضوية المجلس الشعبي الوطني ،بل ترك التنظيم للقانون العضوي المنظم لالنتخابات (المادة 120من التعديل
الدستوري .)2016وفعال تم النص على الشروط في القانون العضوي 10-16المتعلق باالنتخابات بدءا من المادة 92منه .وهذه
الشروط المتعلقة بالمترشح هي:
-أال يكون محكوما عليه بحكم نهائي الرتكاب جناية أو جنحة سالبة للحرية ولم يرد اعتباره.
-2 -1 -1إجراءات الترشح
من المعروف أن انتخابات المجلس الشعبي الوطني هي انتخابات ليست فردية ،بل تكون على أساس االقتراع النسبي على القائمة
(المادة 84من القانون العضوي ،)10-16حيث أن كل حزب سياسي أو كل مجموعة من المترشحين األحرار يقدمون قائمة تتكون من
عدد من المترشحين بقدر عدد المقاعد المطلوب شغلها في كل دائرة انتخابية ،إضافة إلى ثالثة مترشحين إضافيين ،مع مراعاة القانون
العضوي 03-12المؤرخ في 12يناير 2012والمتعلق بكيفيات توسيع خطوط تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة .تودع قائمة
المترشحين لدى الوالية من المترشح الذي يتصدر القائمة أو من المترشح الذي يليه مباشرة في الترتيب (المادة 93من القانون
العضوي ) 10-16مع تسليم وصل يبين تاريخ وساعة اإليداع .أما في الخارج فتوضع القوائم لدى الممثليات الدبلوماسية أو القنصلية
المعنية.
ولم يترك المشرع حرية الترشح مفتوحة لكل ومن هب ودب ،ولو توافرت فيه شروط المادة 92سالفة الذكر ،بل أضاف
شــــــروطا شكلية أخرى في المادة 94من القانــــــــــــــــون العضوي ،10-16وهي أن تزكى صراحة كل قائمة مترشحين من حزب
سياسي أو القائمة الحرة بإحدى الصيغ المفصلة في هذه المادة ،سواء من األحزاب التي حصلت على أكثر من % 04من األصوات
المعبر عنها في الدائرة االنتخابية في االنتخابات التشريعية السابقة ،أو من األحزاب التي تتوافر على 10منتخبين في الدائرة االنتخابية.
أما إذا كان الحزب الذي يدعم القائمة يشارك ألول مرة او لم تتوافر فيه الشروط السابقة ،أو قائمة حرة ،فإنه يجب تدعيمها بـ 250
توقيعا من ناخبي الدائرة االنتخابية على كل مقعد مطلوب شغله .أما في الخارج فخفض عدد التوقيعات إلى 200توقيع إضافة إلى
شروط أخرى (الفقرتين 5و 6من المادة 94من القانون العضوي .)10-16
بعد اجراء االنتخابات في يومها المحدد ،يتم توزيع المقاعد المتنافس عليها وفق شروط حددتها المواد من 86إلى 90من القانون
العضوي نفسه ،حيث يتم في بداية الفرز استبعاد القوائم التي تحصلت على % 5على األقل من األصوات المعبر عنها ،ثم يحسب
المعامل االنتخابي ،وهو ناتج قسمة عدد األصوات المعبر عنها منقوصا منها عدد األصوات التي تحصلت عليها القوائم األقل من 5
، %على عدد المقاعد المراد شغلها في الدائــــــــــــــرة االنتخابية( المادة 87من القانون العضوي ،)10-16ثم يتم توزيع األصوات
المعبر عنها وفق هذا المعامل االنتخابي ،مع تطبيق قاعدة الباقي األقوى( المادة 86من القانون العضوي نفسه) في نهاية التوزيع .وفي
حالة تساوي األصوات المتبقية بعد التقسيم ،وبقاء مقعد غير مشغول ،يتم منحه للمترشح األصغر سنا (الفقرة األخيرة من المادة ،)88
ثم توزع المقاعد حسب الترتيب الوارد في كل قائمة حزبية أو حرة ،مع مراعاة أحكام القانون العضوي 03-12سالفة الذكر.
-2-1مجلس األمة
لم يأت التعديل الدستوري 2016بجديد بخصوص تشكيلة مجلس األمة مثل ما كان عليه الحال في تعديل 1996الذي أنشأ هذه
الغرفة ألول مرة كما سبق تفصيله .وينتخب ثلثي أعضاء مجلس األمة عن طريق االقتراع غير المباشر والسري من بين ومن طرف
أعضاء المجالس الشعبية البلدية والوالئية ،بمقعدين عن كل والية ،ليصبح عدد المنتخبين بهذه الطريقة 96عضوا ،بينما يعين الثالث
الباقي ( 48عضوا) من طرف رئيس الجمهورية من بين الشخصيات والكفاءات الوطنية (الفقرة الثانية من المادة 118من التعديل
الدستوري ،)2016وذلك لمدة 06سنوات .وتجدد تشكيلة المجلس بالنصف كل ثالث سنوات (المادة 119من تعديل .)2016
ونصت المادة 111من القانون العضوي 10-16على شروط الترشح لعضوية مجلس األمة بالنسبة للثلثين المنتخبين .وهذه الشروط
هي:
أما الثلث المعين فلم يشترط فيه شروطا معينة ،ال في الدستور وال في القانون العضوي المتعلق باالنتخابات ،إال كونهم من بين
الشخصيات والكفاءات الوطنية ،وهي معايير يبقى تقييمها لصاحب حق التعيين فقط.
يمكن تقسيم اختصاصات البرلمان إلى ثالث أنواع ،االختصاص التشريعي واالختصاص الرقابي ثم اختصاصات أخرى في المجال
المالي والدبلوماسي ووسائل ممارسة ما يسمى بالمعارضة البرلمانية.
-1-2االختصاص التشريعي
يعتبر التشريع وسن القوانين الوظيفة األصلية لغرفتي البرلمان ،فهما صاحبا الحق في اقتراح القوانين ومناقشتها والتصويت عليها
وفقا لإلجراءات التي حددها الدستور .ويحق للمجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة المبادرة سن القوانين طبقا لنص المادة 136
من التعديل الدستوري .2016لكن جزء من هذه المادة يعتبر مستحدث في هذا التعديل ،إذ أنه في التعديل الدستوري ،1996وفي المادة
119منه ،لم يكن هذا الحق ممنوح لمجلس األمة ،أي كان هذا األخير ال يمكنه المبادرة باقتراح مشاريع القوانين.
تكون المبادرة باقتراح مشاريع القوانين إذا قدمها 20نائبا من المجلس الشعبي الوطني أو 20عضوا من أعضاء مجلس األمة (الفقرة
الثانية من المادة 136من تعديل .)2016لكن الفقرة الثالثة من المادة نفسها اشترطت أن يكون اقتراح هذه القوانين في المجاالت
المحددة دستوريا لكل غرفة ،وهذا ما تكفلت به المادة 140التي حددت المجاالت التي يمكن للمجلس الشعبي الوطني اقتراح القوانين،
وهي 29مجاال .أما القوانين العضوية التي يحق للغرفة األولى اقتراح التشريع فيها فهي الواردة حصرا في المادة 141من تعديل
.2016
أما مجلس األمة فله حق المبادرة باقتراح مشاريع القوانين في مجاالت محددة بموجب المادة 137من التعديل نفسه ،وهي المشاريع
المتعلقة بالتنظيم المحلي وتهيئة اإلقليم والتقسيم اإلقليمي.
وتعرض مشاريع القوانين على مجلس الوزراء ،بعد أخذ رأي مجلس الدولة ،ثم يودعها الوزير األول ،حسب الحالة ،على مكتب
المجلس الشعبي الوطني أو مكتب مجلس األمة .وتتم المناقشة تواليا بدءا بالمجلس الشعبي الوطني ثم مجلس األمة حسب الحالة (المادة
138من تعديل .)2016ويصادق البرلمان بغرفتيه على القانون بأغلبية أعضائه الحاضرين وباألغلبية المطلقة على القوانين العضوية
(الفقرة الرابعة من المادة .)138
-2-2االختصاص الرقابي
يمارس البرلمان بغرفتيه اختصاصا رقابيا منحه إياه التعديل الدستوري 2016تجاه الحكومة ،وذلك بعدة وسائل وآليات .وتتنوع هذه
اآليات إلى آليات ال ترتب المسؤولية السياسية على الحكومة ،وهي االستجواب واألسئلة ولجان التحقيق ،وآليات ترتب المسؤولية
السياسية للحكومة وهي الموافقة على مخطط عمل الحكومة وبيان الساسة العامة .ويمكن تفصيل ذلك فيما يلي:
-1-2-2آليات الرقابة التي ال ترتب المسؤولية السياسية للحكومة
تهدف هذه اآلليات الى ممارسة رقابة على عمل الحكومة دون أن ترتب مسؤولية سياسية عليها ،أي ال تهدف إلى إجبار الحكومة
على االستقالة أو اإلقالة .كما أن هذا النوع من اآلليات مشترك بين الغرفتين ،على خالف النوع الثاني من اآلليات ،التي سيتم التفصيل
فيها الحقا ،والتي هي مقتصرة على الغرفة األولى دون الغرفة الثانية.
-االستجواب
هو إجراء رقابي يقوم به عدد من أعضاء المجلس الشعبي أو من مجلس األمة يطلبون فيه توضيحات من الحكومة حول إحدى
قضايا الساعة .ونصت المادة 151من التعديل الدستوري 2016على هذه اآللية " يمكن أعضاء البرلمان استجواب الحكومة في
إحدى قضايا الساعة ."...ولم تحدد هذه المادة الحد المعين من األعضاء الذين يمكنهم توجيه االستجواب ،لكن المادة 66من القانون
العضوي 12-16اشترطت أال يقل عدد الموقعين على عريضة االستجواب 30نائبا أو 30عضوا ،وأن يقوم رئيس الغرفة المعنية
بتبليغ الوزير األول بنص االستجواب خالل 48ساعة الموالية لقبوله .كما اشترطت المادة 151من التعديل الدستوري نفسه أن يكون
الجواب من الحكومة في أجل أقصاه 30يوما .بينما نص االستجواب يبقى مفتوحا ،فهو أي موضوع يراه أعضاء الغرفتين مستوجبا
لالستجواب.
-األسئلة
السؤال هو تقصي عضو من البرلمان عن مسألة معينة في قطاع معين من خالل التوجه إلى المسؤول على اإلجابة على هذا السؤال،
سواء كان الوزير المعني بالقطاع أو الوزير األول .واألسئلة ،حسب التعديل الدستوري ،2016نوعان ،أسئلة شفهية وأسئلة كتابية من
خالل المادة "152يمكن أعضاء البرلمان أن يوجهوا أي سؤال شفوي أو كتابي إلى أي عضو في الحكومة."...
أما األسئلة الشفهية فهي التي توجه في شكل نص سؤال إلى عضو الحكومة بإيداعها لدى مكتب الغرفة األولى أو الثانية ،والذي
يتولى بدوره إرساله إلى الحكومة ليحدد له جلسة فيما بعد للرد عليه ،وذلك في أجل ال يتعدى 30يوما من توجيهه (الفقرة الثالثة من
المادة 152من القانون العضوي نفسه) .وتخصص الغرفتان جلسة أسبوعية بالتداول للرد على األسئلة الشفوية لنواب المجلس الشعبي
الوطني وأعضاء مجلس األمة (الفقرة الرابعة من المادة 152من القانون العضوي نفسه) .أما األسئلة الكتابية فهي التي توجه في شكل
مكتوب وتحتاج ردا مكتوبا من عضو الحكومة خالل مدة 30يوما من طرحه وبنفس الطريقة التي وجه بها (الفقرة الثانية من المادة
152من القانون العضوي نفسه) .وإذا لم يقتنع صاحب السؤال الشفهي أو المكتوب ،ورأت الغرفة ضرورة فتح نقاش ،يتم ذلك وفق
النظام الداخلي للغرفة المعنية (الفقرة الخامسة من المادة 152من القانون العضوي نفسه).
-التحقيق البرلماني
يعرف التحقيق البرلماني بأنه الرقابة التي تمارس على نشاط الحكومة من طرف أعضاء المجلس الشعبي الوطني أو مجلس األمة.
ونصت المادة 180من التعديل الدستوري 2016على هذه اآللية ،لكن تحت الباب الثالث المتعلق بالرقابة ومراقبة االنتخابات
والمؤسسات االستشارية" يمكن كل غرفة من البرلمان ،في إطار اختصاصاتها ،أن تنشأ في أي وقت لجان تحقيق في قضايا ذات
مصلحة عامة".
كما اشترطت الفقرة الثانية من المادة نفسها( )180أال تنشأ لجان تحقيق في قضايا ووقائع تكون محال إلجراء قضائي .ويتم إنشاء
لجان التحقيق بناء على اقتراح الئحة تودع مكتب الغرفة التي تود إنشاءها ،موقعة من 20نائبا أو 20عضوا على األقل ،مع تحديد
موضوع التحقيق .وتبلغ الغرفة األخرى بتشكيل اللجنة أو اللجان .كما تبلغ الحكومة بذلك ،ألن الوزير األول هو الذي يضبط إجراءات
إجراء التحقيق بدءا باالتصال بالوزير المعني قطاعه بالتحقيق ليقوم بدوره بما يلزم لتسهيل عملية التحقيق .ويجب أن تنهي لجنة
التحقيق عملها في ظرف ستة ( )06أشهر من تشكيلها ليسلم تقريرها لرئيس الغرفة التي شكلت اللجنة ،وترسل نسخة إلى رئيس
الجمهورية والوزير األول ،وتوزع نسخة على النواب أو األعضاء حسب الحالة ،وينشر جزء منه أو كله بالتشاور مع رؤساء
المجموعات البرلمانية والحكومة (المـــــــــــــــــــادة 87من القانون العضوي .)12-16
قبل التفصيل في هذه اآلليات التي ترتب المسؤولية السياسية للحكومة ،يجدر التنويه أن هذه اآلليات أعطيت للمجلس الشعبي الوطني
دون مجلس األمة .وتتمثل هذه اآلليات فيما يلي:
بعد تعيين رئيس الجمهورية للوزير األول وأعضاء حكومته ،تعد هذه الحكومة مخطط عملها وتعرضه على مجلس الوزراء للموافقة
عليه (المادة 93من التعديل الدستوري ،)2016ثم يقدم الوزير األول هذا المخطط إلى المجلس الشعبي الوطني للموافقة عليه .ولم
توضح هذه المادة المدة الممنوحة للوزير األول لعرض مخططه أمام المجلس الشعبي الوطني ،لكن المادة 47من القانون العضوي
12-16سالفة الذكر ألزمت الوزير األول تقديمه خالل 45يوما من تعيينه للمجلس الشعبي الوطني .ويجري المجلس الشعبي الوطني
مناقشة عامة لدراسة هذا المخطط .وبعد الموافقة عليه ،يتم عرضه على مجلس االمة للموافقة عليه أيضا (الفقرة الثالثة من المادة 94
من تعديل .) 2016لكن إذا ما تم رفض المخطط من طرف المجلس الشعبي الوطني يقدم الوزير األول استقالة الحكومة إلى رئيس
الجمهورية (المادة 95من التعديل نفسه) ليقوم هذا األخير بتعيين وزير أول يحضر مخطط عمل الحكومة من جديد وعرضه وفق ما
سبق تفصيله .فإذا لم يحصل هذا المخطط على موافقة المجلس الشعبي الوطني مرة ثانية ينحل هذا المجلس وجوبا (المادة 96من
التعديل نفسه) .وإذا تمت الموافقة عليه من الغرفتين يلتزم الوزير األول بتنفيذه وتنسيقه (المادة 97من التعديل نفسه).
كان تقديم بيان حول السياسة العامة للحكومة أمام المجلس الشعبي الوطني اختياريا في التعديل الدستوري ،1996لكن المادة 98
من التعديل الدستوري 2016جاءت بصـــــــيغة األمـــــــر" يجب على الحكومة أن تقدم سنويا إلى المجلس الشعبي الوطني بيانا
عن السياسة العامة" .ويقدم بيان السياسة العامة نظرة عامة للبرلمان حول درجة تطبيق مخطط العمل المصادق عليه وفق المادة 94
أعاله والصعوبات التي قد تكون اعترضته وما تم إنجازه وما لم يتم .ويعقب بيان الساسة العامة مناقشة مخطط عمل الحكومة .ويمكن
أن تختتم هذه المناقشة إما بالئحة أو ملتمس رقابة.
أ-الالئحة
تقدم الالئحة من طرف 20نائبا على األقل لدى مكتب المجلس الشعبي الوطني خالل 72ساعة الموالية النتهاء تدخالت النواب في
المناقشة .والالئحة قد تعبر عن رضا النواب على سير مخطط عمل الحكومة أو عدم رضاهم على ذلك .وهنا تعد الالئحة إنذارا
للحكومة حول عدم التزامها بما قدمته عند عرض المخطط.
ب-ملتمس الرقابة
يمكن لنواب المجلس الشعبي الوطني أثناء مناقشتهم بيان السياسة العامة للحكومة تقديم ملتمس رقابة (الفقرة الثانية من المادة 98من
تعديل ،)2016ثم تم تفصيل اجراءاته في المواد 153و 154و 155من نفس التعديل .كما نظمت المواد من 59إلى 62من القانون
العضوي 12-16هذه اآللية التي يترتب عن استعمالها تقديم استقالة الحكومة من الوزير األول ،لكن بتوافر شروطها الواردة في المادة
،154وهي:
-ال يتم تقديم ملتمس الرقابة إال بعد مناقشة بيان السياسة العامة.
-ال يقبل ملتمس الرقابة إال إذا وقعه سبع( )1/7عدد النواب على األقل ،أي 66نائبا من أصل 462نائبا من الغرفة األولى.
-تتم الموافقة على استعمال هذه اآللية والتصويت عليها بعد مرور ثالثة ( )03أيام من تاريخ ايداعه.
وإذا صادق المجلس الشعبي الوطني على ملتمس الرقابة تقدم الحكومة استقالتها إلى رئيس الجمهورية (المادة 155من التعديل
الدستوري نفسه).
جـ-التصويت بالثقة
نصت المادة 98من تعديل 2016على هذه اآللية " للوزير األول أن يطلب من المجلس الشعبي الوطني تصويتا بالثقة .وفي حالة
عدم الموافقة على الئحة الثقة يقدم الوزير األول استقالة الحكومة" .فهذه اآللية تعتبر كبديل لملتمس الرقابة يلجأ إليها الوزير األول
لكسب دعم النواب واتقاء ملتمس الرقابة .فإذا تلقى هذا الدعم أكمل مخطط الحكومة ،وإذا حجبت عنه الثقة قدم استقالته إلى رئيس
الجمهورية الذي له قبولها ،كما له رفضها ولجوئه الى استعمال أحكام المادة 147من تعديل ،2016وهو حل المجلس الشعبي الوطني
واجراء انتخابات تشريعية مسبقة.
يقصد باختصاصات أخرى للبرلمان هي تلك االختصاصات الممنوحة له دون االختصاص التشريعي واالختصاص الرقابي على
الحكومة .وهذه االختصاصات األخرى ممنوحة أيضا للسلطة التشريعية بموجب مواد دستورية ،ومنها:
-1-3-2االختصاص الدبلوماسي
يظهر االختصاص الدبلوماسي للبرلمان في مصادقته على اتفاقيات الهدنة ومعاهدات السلم قبل المصادقة عليها من رئيس الجمهورية
وبعد أن يوقع عليها ،وهذا ما نصت عليه المادتان 111و 149من التعديل الدستوري ،2016إذ جاء في المادة " 111يوقع رئيس
الجمهورية اتفاقيات الهدنة ومعاهدات السلم .ويتلقى رأي المجلس الدستوري في االتفاقيات المتعلقة بهما .ويعرضها فورا على كل
غرفة من البرلمان لتوافق عليه صراحة".
أما المادة 149من تعديل 2016فنصت على أنه" يصادق رئيس الجمهورية على اتفاقيات الهدنة ،ومعاهدات السلم والتحالف
واالتحاد ،والمعاهدات المتعلقة بحدود الدولة ،والمعاهدات المتعلقة بقانون األشخاص ،والمعاهدات التي تترتب عليها نفقات غير
واردة في ميزانية الدولة واالتفاقيات الثنائية أو المتعددة األطراف المتعلقة بمناطق التبادل الحر والشراكة ،وبالتكامل االقتصادي،
بعد أن توافق عليها كل غرفة من البرلمان صراحة".
-2-3-2االختصاص المالي
يصادق البرلمان على قانون المالية كل سنة بغرفتيه في مدة أقصاها 75يوما من تاريخ إيداعه لديه ،وفقا للفقرة السابعة من المادة
138من تعديل .2016وفي حالة عدم المصادقة عليه يتم إصداره بموجب أمر .ونظم القانون العضوي 12-16إجراءات هذه
المصادقة على قانون المالية في المادتين 44و 45منه.
-3-3-2اختصاصات استشارية
إلى جانب االختصاص الدبلوماسي واالختصاص المالي ،هناك اختصاصات أخرى لغرفتي البرلمان يؤدي فيها دورا استشاريا
لهيئات أخرى في مجاالت هامة في الدولة ،أو يؤدي فيها دور المبادر لمعرفة موقف هيئات أخرى في مسائل هامة كإخطار المجلس
الدستوري .ومن بين هذه االختصاصات نذكر:
-ينعقد البرلمان بغرفتيه مجتمعة لثبوت المانع لرئيس الجمهورية أو الشغور باالستقالة الوجوبية عند استمرار المانع (المادة 102من
تعديل .)2016
-يستشار البرلمان (ممثال في رئيسه) في إعالن الحاالت االستثنائية (المواد من 105إلى 109من التعديل نفسه).
-ال يتم تمديد حالتي الحصار والطوارئ إال بعد موافقة البرلمان المنعقد بغرفتيه مجتمعة (المادة )105
-التصويت على اقتراح تعديل الدستور قبل عرضه على االستفتاء (المادة .)208
-التصويت بثالث أرباع( ) 3/4من أعضاء الغرفتين مجتمعتين على اقتراح تعديل الدستور بعد موافقة المجلس الدستوري (المادة
.)210
-اقتراح تعديل الدستور بثالث أرباع( )3/4األعضاء للغرفتين مجتمعتين (المادة .)211
بالرغم من أن التعديل الدستوري األخير 2020تضمن عدة تعديالت إال أنه أغفل/تغافل عن الكثير من النقاط والتفصيالت والتي أبقت
البرلمان في مركز ضعف خصوصا في مواجهة السلطة التنفيذية (رئيس الجمهورية والحكومة) ،وذلك من خالل اإلبقاء على إعطاء
مجلس األمة الفرصة في التشريع من خالل تقديم اقتراح قوانين ،غير أنه من جانب آخر احتفظ بمشاركة رئيس الجمهورية في تركيبة
مجلس األمة (الغرفة السفلى) عن طريق تعيين الثلث الرئاسي الذي يجعل هذه المؤسسة مقيدة في ممارسة مهامها.
عالوة على ذلك نص التعديل الدستوري األخير على دور المعارضة البرلمانية في مشاركتها في العمل البرلماني ،غير أنه ومن خالل
التدقيق في المواد الدستورية التي تقر ذلك نجد أنه من الصعوبة تطبيقها على أرض الواقع لعدة أسباب لعل أهمها أن تعيين الوزير
األول متعلق بنتائج االنتخابات التشريعية ،فإذا أسفرت هذه النتائج على أغلبية برلمانية يعين في منصب وزير أول من هذه األغلبية،
هذا األمر من شأنه إعاقة دور األقلية -التي يمكن أن تشكل معارضة برلمانية -في مواجهة الحكومة.
-تعزيز دور الحكومة على نواب المجلس الشعبي الوطني وأعضاء مجلس األمة على مستوى تحضير العمل التشريعي ،عالوة على
التحكم الحكومي في جدول أعمال البرلمان.
-تبني المؤسس الدستوري من خالل التعديل األخير للمحكمة الدستورية بدال للمجلس الدستوري ،والغرض من ذلك إسناد مهمة حماية
القوانين ومدى مطابقة القوانين للدستور إلى هيئة قضائية ذات اختصاص ،غير أن بنية هذه الهيئة وتركيبتها تتضمن حق رئيس
الجمهورية في تعيين بعض أعضائها ال سيما تعيين رئيس المحكمة الدستورية ،وهذا من شأنه التأثير في استقاللية هذه الهيئة لتكون في
يد رئيس الجمهورية.
-يالحظ من خالل التعديل األخير عدم التجانس بين غرفتي البرلمان في استعمال آليات الرقابة ،وهي أخطر الوسائل باعتبار أنها
تترتب عنها المسؤولية السياسية.
سيحاول هذا الجزء توضیح مراحل تحضیر وإعداد مشاریع ومقترحات النصوص التشریعیة (القوانین العادیة و العضویة) ،وسيتم
التطرق إلى األمور التي تحكم عملیة سن التشریع في النظام الجزائري من مراحل وإجراءات وشروط ومیكانیزمات قانونیة وتنظیمیة
تكون في مجموعها النظام القانوني لهذه العملیة.
یعد القانون من أهم فروع العلوم االجتماعیة وهو مجموعة القواعد العامة التي توجه سلوك األفراد في المجتمع ،والقاعدة القانونیة هي
تلك الوحدة أو الخلیة التي یتكون منها القانون وقد تكون هذه القواعد:
وهذا ما یعرف بالمصادر الرسمیة والتي یقصد بها تلك الوسائل التي بواسطتها تتحول العوامل المحیطة بالمجتمع إلى قواعد قانونیة
تكسبها صفة اإللزام ،ومن بین هذه المصادر نجد أهم مصدر رسمي للقانون والذي یعتبر كمصدر أصلي له أال وهو التشریع .حيث
یرى جانب من الفقه أن التشریع یعتبر المصدر األصلي للقانون في المجتمعات السیاسیة المتحضرة في جزء كبیر من دول العالم ،كما
أن تقدم المجتمعات واتساع نطاق نشاط األفراد وتوسع العالقات االجتماعیة وتشابكها دفع إلى ضرورة وجود قواعد قانونیة تهدف إلى
تنظیم سلوك وعالقات األشخاص في المجتمع وكان ذلك دور التشریع ،ومما زاد في أهمیة التشریع أن السلطة أصبحت الیوم بید الدولة
ویلزمها لتسییر شؤون األفراد استخدام أداة ووسیلة مرنة ومستساغة تتمثل في التشریع الذي هو من اختصاص السلطة التشریعیة.
يقصد بالتشريع العادي والعضوي مجموعة القواعد القانونية المكتوبة التي تضعها السلطة التشريعية في الدولة في حدود اختصاصها
الدستوري ،وقد بين الدستور الجزائري في المادة 123من دستور 96والمادة 140من تعديل 29( 2016حالة ) المجاالت التي يشرع
فيها البرلمان بتشريع عادي ،وحدد في المادة 123من دستور 96والمادة 141من تعديل 2016المجاالت التي يشرع فيها بتشريع
عضوي.
فالتشريع (القانون) العادي هو مجموعة القواعد القانونیة التي تسنها السلطة التشریعیة ،ویطلق علیه الفقهاء اصطالح التشریع الرئیسي،
وهو التشریع الذي تضعه أو یصدر عن السلطة التشریعیة المحددة وفقا لنصوص الدستور ،أما في العمل فیطلق على التشریع العادي
اصطالح القانون .LA Loi
أما التشريع العضوي فقد أدرجت دول عدیدة هذا النوع من القوانین في دساتیرها ،وإن اختلفت تسمیتها(القوانین األساسیة ،القوانین
التنظیمیة ،القوانین العضویة) ،ولكن تبقى مضامینها وخصائصها مشتركة .
ومن بین هذه الدساتیر نص الدستور الفرنسي المؤرخ في 04أكتوبر 1958في المادة 46القوانین العضویة هي ":تلك القوانین التي
منحا الدستور طبیعة القوانین العضویة ویصوت علیه وتعدل طبقا للشروط التالیة ." ...
أما الدستور اإلیطالي الصادر في 27دیسمبر 1947فقد عرفها "....فإن القوانین العضویة هي تلك المتضمنة مواضیع دستوریة تم
إنشائها بموجب إجراءات متمیزة عن تلك المتبعة في التشریعات العادیة" .ویعتبر القانون العضوي صنف قانوني جدید في الجزائر،
ظهر من خالل التعدیل الدستوري لسنة .1996حيث اعتمد المؤسس الدستوري فكرة القانون العضوي ألول مرة من خالل إحدى عشر
مادة.
ويعود سبب نشأة القانون العضوي في الجزائر إلى اعتبار أن المؤسس الدستوري أدرك الدور الفعال الذي یؤدیه القانون العضوي
السیما في تنظیم السلطات داخل الدولة ،فحسب األستاذ "عمار عوابدي" فإن تبني المؤسس الدستوري الجزائري لفكرة القانون
العضوي في النظام الدستوري هو اعتقاد منه بصحة وسالمة أسس وأهداف ومجاالت ووظائف وقیم هذه الفكرة الدستوریة العبقریة
واألصلیة ،ولتوظیفها في تدعیم وترشید الحركة الدستوریة الجدیدة إلعادة تأسیس وتنظیم سلطة الدولة المنهارة بعدما هزتها األحداث
والتطورات الوطنیة والدولیة الطارئة وغیر المتوقعة ،واستخدامها بعد تكیفها مع عوامل ومعطیات البیئة الوطنیة الجزائریة السیاسیة
واالقتصادیة واالجتماعیة واألمنیة في ضبط عملیة تقویم النظام الوطني الدستوري والسیاسي واالقتصادي واالجتماعي ،على أسس
وضوابط دولة القانون والمؤسسات القویة والفعالة ،في توفیر وتجسید عوامل التوازنات الدستوریة والسیاسیة ،لتحقیق وترسیخ السالم
واآلمن االجتماعیین في نهایة اآلمر بصورة مؤكدة ومنتظمة في ظل هیبة الدولة الوطنیة العصریة.
وهناك من یرى أن القانون العضوي حلقة من أهم الحلقات المفقودة قصد تحقیق االستقرار والبت في الصعوبات ،كما أن تطبیق المواد
الدستوریة الهامة یقتضي وجود قانون عضوي ولیس عادي یعمل على توسیع مصادر الشرعیة في دولة القانون ،بحیث كلما تعددت
المصادر القانونیة في دولة معینة كلما أصبح تحقیق أهدافها السامیة الرامیة لحمایة المصلحة العامة والعلیا للمجتمع أمرا معقوال.
فالتشريع العضوي هو عبارة عن إجراء تشريعي يتخذ لتكملة قواعد الدستور وإدخالها حيز التطبيق .ويثبت للبرلمان الجزائري حق
سن التشريع العضوي في مجاالت حددها الدستور في المادة 141كالتالي :تنظيم السلطات العمومية وعملها ،نظام االنتخابات -القانون
المتعلق باألحزاب السياسية -القانون المتعلق باإلعالم -القانون األساسي للقضاء والتنظيم القضائي – القانون المتعلق بقوانين المالية،
القانون المتعلق باألمن الوطني.
وتختلف بعض إجراءات القوانين العضوية عن القوانين العادية ،حيث تتم المصادقة على القانون العضوي ،باألغلبیة المطلقة لنواب
المجلس الشعبي الوطني ،وبأغلبیة ثالثة أرباع(¾) ألعضاء مجلس األمة .كما أن القانون العضوي يخضع لمراقبة مطابقة النص
للدستور (دستورية القوانين) من طرف المجلس الدستوري قبل صدوره (رقابة دستورية سابقة).
-المبادرة بالقانون.
-مناقشة القانون
-1المبادرة بالتشريع:
إن سن القوانين عملية طويلة ومعقدة سواء من حيث االجراءات او القنوات التي تمر بها ،فهي تبدأ من المبادرة التي قد تكون من
السلطة التشريعية او السلطة التنفذية ثم تعرض للدراسة والمناقشة فالتصويت عليها.
تعريف المبادرة :يعرفها دوفرجيه :Duvergerهي حق ايداع نص يتعلق بقانون او ميزانية او الئحة ،من أجل مناقشته والتصويت
عليه من طرف البرلمان .اال ان هذا التعريف يغفل طبيعة النص لدى تقديمه ،ذلك أنه قبل الموافقة عليه يبقى مجرد إقتراح او مشروع
ال غير ،فالمبادرة هي حق دستوري مخول للسلطتين التنفذية والتشريعية او للسلطة التشريعية فقط بموجبه يودع مشروع او اقتراح
قانون او ميزانية او الئحة أمام البرلمان بغرض المناقشة والتصويت مع احتمال ادخال تعديالت عليه.
وتختلف تسمية النص المقدم من طرف السلطتين ،فما يقدم من طرف السلطة التنفذية يسمى مشروع قانون ،Projet de loiوما يقدم
من طرف السلطة التشريعية يسمى اقتراح قانون . ..Proposition de loi
ويختص الوزير االول بالمبادرة بمشروع القانون ونواب المجلس الشعبي الوطني باقتراح القوانين ،فيما يقتصر دور مجلس االمة في
المناقشة والمصادقة على النص الموافق عليه من طرف المجلس الشعبي الوطني سواء كان مشروع او اقتراح ،وعليه فاختصاص
التشريع من حيث االقتراح والتعديل للمجلس الشعبي الوطني ،اما مجلس االمة فدوره يتوقف على المصادقة بعد المناقشة او االعتراض
على بعض االحكام دون التدخل لتعديلها ،و في هذه الحالة تتدخل جهة ثالثة وهي اللجنة متساوية االعضاء لبحث االحكام محل الخالف
بدعوة من الوزير االول واقتراح نص يتعلق باالحكام محل الخالف ،وعندها تعرضه الحكومة على الغرفتين للمصادقة عليه دون
تعديله اال بموافقتها ،وان استمر الخالف بين الغرفتين على مستوى اللجنة او لدى عرض النص ،فان مآله السحب.
اال ان التعديل الدستوري االخير 01-16فقد اعطى المشرع الدستوري لمجلس االمة الحق باقتراح القوانين في مجاالت محددة بنص
المادة 137حيث تودع مشاريع القوانين المتعلقة بالتنظيم المحلي وتهيئة االقليم والتقسيم االقليمي فقط ،اما باق المشاريع فتودع
بمكتب المجلس الشعبي الوطني .واعطى كذلك لها حق المناقش
ويهتم مجلس الدولة على وجه الخصوص في دراسته بالتأكد من أن أحكام المشروع تندرج ضمن المجال المخصص للقانون،
ويمكن أن يلفت نظر الحكومة إلى أن بعض أحكام القانون مثال تندرج ضمن المجال التنظيمي ،ويمكن أن تتوسع الدراسة أحيانا إلى
المالءمة .وليس هناك في الدستور ما يمنع مجلس الدولة من تجاوز الرأي التقني والدفاع عن انسجام النظام القانوني ،مثال وجوب
تصور لحسن سير اإلدارة أو ألخالقيات الديمقراطية ،ولكنه ليس من حقه الحكم على األسباب السياسية الراهنة ،أي هل أصابت
الحكومة أو أخطأت في التشريع على هذا النحو؟
يخضع مشروع القانون لمداولة مجلس الوزراء بعد مناقشته في مجلس الحكومة في حالة وجود مثل هذه المؤسسة ،وبعدها يودعه
( الوزير األول) مكتب المجلس الشعبي الوطني.مقابل اشعار باالستالم وترسل نسخة الى مكتب مجلس االمة لالطالع ال غير ،ثم
يعرض على اللجنة المختصة حيث تسند لها مهمة دراسته على اثر استدعائها من قبل رئيسها أثناء الدورة او من رئيس المجلس فيما
بين دورتين حسب جدول االعمال او بطلب من الحكومة مرفقا بالمستندات والوثائق المتعلقة به.
كان نواب المجلس الشعبي الوطني دون أعضاء مجلس األمة هم من يحق لهم اقتراح القوانين ويجب أن يكون كل اقتراح
قانون موقعا عليه من عشرين نائبا في دستور 96لكن بعد تعديل 2016اعطى المشرع العضاء مجلس االمة الحق في اقتراح القوانين
بنص المادة 136من تعديل " 2016لكل من الوزير االول و النواب واعضاء مجلس االمة حق المبادرة بالقوانين "..في المجالت
المحددة بنص المادة 137فقط.
وفي الواقع العملي فإن المبادرة باقتراح القوانين من قبل البرلمانيين تلعب دورا ضعيفا في إنتاج القوانين والسبب في ذلك يعود
إلى أسباب تقنية تعيق النواب عن أداء هذا الدور بالقدر الكاف من جهة ،ومن جهة أخرى يعود إلى الدور األساسي الذي تلعبه عادة
الحكومة في إعداد القوانين التي تندرج في إطار تجسيد برنامج تكون أغلبية المجلس التشريعي قد اندمجت فيه بمجرد مصادقتها على
برنامج عمل الحكومة.
أما االقتراحات الواردة من المعارضة فال تحظى بالموافقة عادة بحكم نظام األغلبية ،وعموما فـإن الجميع معارضة وأغلبية
حاكمة تعلم أنه يمكنها أن تلعب دورا بديال عن اقتراحات القوانين ،عن طريق تقديم التعديالت على المشروع المقدم من الحكومة.
وهكذا تطورت الممارسة الخاصة بالتعديالت على حساب اقتراحات القوانين على الرغم من أن هذا اإلجراء األخير يوفر السرعة
المطلوبة أحيانا ،فالمبادرة باقتراح القانون ال تتطلب مصادقة مجلس الوزراء وال رأي مجلس الدولة كما هو الحال في مشاريع القوانين
المقدمة من الحكومة ،ولذلك كثيرا ما تلجأ الحكومات في فرنسا مثال إلى أصدقائها السياسيين في البرلمان لتمرير قوانين عن طريق
مبادرات برلمانية يتم تحرير مشروعها من قبل الحكومة ،بدل اللجوء إلى مشروع قانون من قبلها.
ب -ال تقبل مبـادرة النواب بالقوانين في مواد النـــفقات العمومية إذ تنص المادة ( 121من دستور 96او المادة 139من تعديل
) 2016فلم تتغير الصياغة ومضمون المادة في الدستورين حيث نصت على «ال يقبل اقتراح أي قانون مضمونه أو نتيجته تخفيض
الموارد العمومية أو زيادة النفقات العمومية ،إال إذا كان مرفوقا بتدابير تستهدف الزيادة في إيرادات الدولة أو توفير مبالغ مالية في
فصل آخر من النفقات العمومية تساوي على األقل المبالغ المقترح إنفاقها» والهدف من هذا القيد الموجود في الكثير من الدول
الديمقراطية هو الحفاظ على الميزانية باعتبارها الترجمة الرقمية لعمل الحكومة وتجنب إعادة النظر فيها عن طريق مبادرات فوضوية
أو ديماغوجية أو سياسيوية .فبعض النفقات تكون أحيانا ألهداف شعبوية برلمانية.
إن اإلخالل بأحكام المادتين ( 121او 139السابقتين) من الدستور يؤدي إلى عدم قبول االقتراح ويقوم مكتب المجلس التشريعي
برقابة المسألة وتقرير عدم القابلية ،وإذا مر االقتراح على هذا الحاجز فإن الحكومة تستطيع الدفع بعدم القابلية قبل المناقشة العامة،
واللجنة التي تم إخطارها تقرر ،وبالنسبة للتعديالت المقدمة في الجلسة فإن الفصل فيها يكون من قبل رئيس الجلسة .إن الدفع إذن بعدم
القابلية يمكن إثارته في جميع مراحل اإلجراءات.
التصويت والمصادقة:
يعتبر التصويت اجراءا جوهريا للتعبير عن الموافقة من عدمها ،وهو مرتبط بالمناقشة ،واذا كانت مناقشات م ش و ومجلس االمة
تصح مهما يكن عدد النواب واالعضاء الحاضرين(م 54من نظام مجلس االمة و م 58من نظام م ش و) ،فان التصويت ال يصح ال
يصح اال بحضور اغلبية النواب ،وفي حالة عدم توفر النصاب تعقد جلسة ثانية بعد ستة ساعات على االقل واثنا عشر ساعة على
االكثر ،وحينها يكون التصويت صحيحا مهما كان عدد النواب الحاضرين (م 58من نظام م ش و) .ويصوت مجلس االمة على
القوانين التي صوت عليها م ش و باغلبية اعضائه الحاضرين بالنسبة لمشاريع القوانين العادية او باالغلبية المطلقة بالنسبة لمشاريع
القوانين العضوية(م 138من تعديل .)2016
واالصل في التصويت ان يكون شخصيا وفي حالة غياب نائب او عضو ان يوكل احد زمالءه للتصويت نيابة عنه في حدود توكيل
واحد.وقد يكون التصويت سريا ان تعلق بحالة االشخاص كاختيار الرئيس ونوابه ورؤساء اللجان وعلنيا ان تعلق بمناقشة النصوص
القانونية.
وفي حالة المصادقة على النص يتابع سيره باجراء اخر وهو مراقبة مطابقة القانون العضوي للدستور من طرف المجلس الدستوري .
وفي حالة عدم الموافقة :لم تشر النصوص الى حاالت عدم الموافقة اال في حاالت معينة وهي:
-سحب النص في حالة استمرار الخالف حول االقتراح المقدم من طرف اللجنة المتساوية االعضاء(138من تعديل .)2016
-اصدار مشروع قانون المالية بموجب امر من رئيس الجمهورية بالرغم من عدم مصادقة البرلمان (138من تعديل .)2016ويكون
االمر له قوة قانون المالية.
بعد المصادقة على النص من طرف م ش و يرسله رئيسه في غضون 10ايام الى رئيس مجلس االمة ويخطر الوزير االول بذلك ،ثم
يرسل رئيس مجلس االمة الى رئيس الجمهورية في اجل اقصاه 10ايام ويشعر ريس م ش و والوزير االول بهذا االرسال.
وينشر في غضون 30يوما على االكثر الموالية لتاريخ الجلسة في الجريدة الرسمية لمداوالت الغرفتين(في حالة عدم اخطار المجلس
الدستور من احدى السلطات الواردة في م 187فانه يوقف هذا االجل الى غاية الفصل فيه من طرف المجلس الدستوري) ،مع مالحظة
انه يمكن للنواب واعضاء المجلس والحكومة حق االطالع على نصوص تدخالتهم قبل نشرها في الجريدة الرسمية للمداوالت وحق
تصحيحها شريطة اال يغير التصحيح المعنى والمحتوى.
يتكون من 12عض ،يفصل المجلس في دستورية المعاهدات والقوانين والتنظيمات براي ،كما يبدي م الدستوري رايه وجوبا في
القوانين العضوية بعد ان يصادق عليها البرلمان واخطاره من طرف رئيس الجمهورية.
واذا راى المجلس الدستوري ان نصا تشريعيا او تنظيميا غير دستوري يفقد هذا النص اثره ابتداءا من يوم قراره ،فذا صرح ان القانون
المعروض عليه يتضمن حكما غير مطابق للدستور وال يتم فصله عن باق احكام هذا القانون فال يتم اصداره ،واذا صرح ان هناك
حكما في القانون المعروض عليه غير دستوري وفي نفس الوقت الحظ عدم فصله عن باقي احكام القانون يمكن لرئيس الجمهورية ان
يصدر هذا القانون باستثناء الحكم المخالف للدستور او ان يطلب من البرلمان قراءة ثانية وفي هذه الحالة يعرض الحكم المعدل على
المجلس الدستوري لمراقبة مطابقته.
فإذا رأى المجلس الدستوري ان معاهدة او اتفاقية غير دستورية فال يتم التصديق عليها ،إن اآلراء والقرارات المتخذة من المجلس
الدستوري ملزمة لكافة السلطات العمومية والقضائية واإلدارية وهي غير قابلة ألي طعن.
االصدار والنشر:
نجد اساس االصدار في نص المادة 144من تعديل 2016حيث يصدر رئيس الجمهورية القانون في اجل 30يوما وفي حالة اخطار
م الدستوري يوقف االجل الى غاية الفصل فيه .
كما يمكن لرئيس الجمهورية اجراء ان يطلب اجراء مداولة ثانية في قانون تم التصويت عليه في غضون الثالثين يوما الموالية لتاريخ
اقراره ،وفي هذه الحالة ال يتم اقراره اال باغلبية 2/3ثلثي اعضاء م ش و واعضاء م االمة (م145من تعديل .)2016
واالصدار هو عمل قانوني دستوري يقوم به رئيس الجمهورية الضفاء صفة القانون على النص وتثبيته ،وهو من اعمال السيادة التي
ال تقبل الطعن امام القضاء.
واالصدار ال ينشئ قاعدة وانما يكشف عن نص موجود ،مع االشارة ان الوزير المكلف بالعالقات مع البرلمان هو الذي يتابع عملية
اصدار النصوص ونشرها بالتنسيق مع الهيئات المعنية خاصة االمانة العامة للحكومة المعنية االولى به.
ويختلف االصدار عن التصديق في كون االصدار واجب دستوري يمارس متى تاكد الرئيس ان القانون كان مطابقا للدستور بمعنى انه
اختصاص مقيد في حين ان التصديق مقيد.
ولم يرتب القانون أي جزاء عن عدم اصدار القانون في مدته المحددة أي تجاوز 30يوم ماعدا التذمر من النواب او االحزاب وتعطيل
االجراء.
النشر:
ان عملية النشر هي اخر مرحلة من مراحل اعداد النصوص القانونية عموما وقد نصت المادة الرابعة من القانون المدني على انه"
تطبق القوانين في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ابتداءا من يوم نشرها في الجريدة الرسمية تكون نافذة المفعول بالجزائر
العاصمة بعد مضي يوم كامل من تاريخ نشرها وفي النواحي االخرى في نطاق كل دائرة بعد مضي يوم كامل من تاريخ وصول
الجريدة الرسمية الى مقر الدائرة ويشهد على ذلك تاريخ وختم الدائرة الموضوع على الجريدة".
وتكمن اهمية النشر في تمكين االعوان والموظفين من تطبيقها وااللتزام بها والمواطنين من االطالع عليها والعمل بها ،تجسيدا لما
جاء في المادة 74من التعديل الدستوري االخير التي نصت على انه ":ال يعذر بجهل القانون ،يجب على كل شخص ان يحترم الدستور
وقوانين الجمهورية" .وبما ان النشر مهمة االمين العم للحكومة فعليه واجب حفظها في ارشيفه.
شهدت كل من السلطة التشريعية والتنفيذية في الجزائر تغييرات أدت إلى تطور وظيفة السلطة التنفيذية ،فلم تعد تقتصر مهمتها على تنفيذ
القوانين بل تخطت ذلك ،فأصبحت تنظم المسائل التي ال ينظمها التشريع ،وانعكس هذا على السلطة التشريعية ،ونتيجة عجزها عن اإلمساك بزمام
اختصاصها التشريعي تمكنت السلطة التنفيذية من الهيمنة على اختصاصها
ويعود سبب عجز البرلمان عن مهمته التشريعية إلى بطء هذا الجهاز في إيجاد حل ول سريعة ،وتعقد إجراءات العملية التشريعية ،وقدرة السلطة
التنفيذية على حل األزمات التي تمر بها الدولة واعتبارها األكفأ على العمل التشريعي ،وبذلك فقد البرلمان المكانة األولى التي كان يحتلها في
النظام السياسي ،واستولت السلطة التنفيذية على مجاالت كانت حكرا على السلطة التشريعية ،وتجسد ذلك في تضمين الدستور الجزائري أحكاما
محددة لمجاالت البرلمان على سبيل الحصر ،بينما ظلت بقية المجاالت مفتوحة في يد السلطة التنفيذية ال سيما اختصاصات رأس الهرم فيها
والمتمثل في رئيس الجمهورية
إن اختصاص التشريع من المهام األصيلة للبرلمان في كل األنظمة السياسية منها الجزائر ،وهذا تطبيقا لمبدأ الفصل بين السلطات الذي يقضي
باستقاللية كل سلطة في أداء مهامها ،مع وجود توازن بينهما من خالل مظاهر التعاون والرعاية بين السلطتين.
ولكن بالنظر ألهمية الوظيفة التشريعية وضرورتها لديمومة الحياة داخل الدولة ،أصبحت السلطة التنفيذية تساهم في اإلنتاج القانوني عن طريق
جملة من اآلليات ،األمر الذي أدى إلى تقليص عمل البرلمان في المجال التشريعي ،مقابل تفوق السلطة التنفيذية وتعزيز المركز التشريعي لرئيس
الجمهورية.