Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 20

‫لموضوع األول‪ :‬مفهوم التشريع‬ ‫‪‬‬

‫الموضوع األول‪ :‬مفهوم التشريع‬

‫‪ -1‬تعريف التشريع‪:‬‬

‫‪ -1-1‬المعنى العام للتشريع‬

‫يستعمل مصطلح التشريع في مفهومه الواسع تارة للداللة إما على مصدر القواعد القانونية المكتوبة‪ ،‬وتارة أخرى للداللة على القواعد‬
‫المستمدة من هذا المصدر‪.‬‬

‫‪ -1-2‬المعنى الخاص للتشريع‬

‫مجموعة القواعد القانونية التي تضعها السلطة التشريعية في الدولة في حدود االختصاص المخول لها دستوريا وباالعتماد على‬
‫اإلجراءات القانونية‪.‬‬

‫‪ -2‬خصائص التشريع‪:‬‬

‫‪ -2-1‬التشريع يتضمن قواعد قانونية‪ :‬يتضمن التشريع قواعد قانونية تتميز بالخصائص التي ذكرناها في بحث تعريف القانون‬
‫وخصائص القاعدة القانونية‪ ،‬أي قواعد عامة ومجردة‪ ،‬قواعد سلوك اجتماعي‪ ،‬وقواعد ملزمة ومقترنة بجزاء‪.‬‬

‫‪ -2-2‬التشريع يتضمن قواعد مكتوبة‪ :‬يتضمن التشريع قواعد قانونية مكتوبة ويعتبر عنصر الكـتابة عنصرا في غاية األهمية كونه‬
‫يكفل للقاعدة القانونية‪:‬‬

‫‪ -‬الوضوح وقطع الشك باعتبارها مكتوبة يسهل العودة إليها‪.‬‬

‫‪ -‬الكتابة تسمح لنا بتحديد سريان القاعدة القانونية من حيث الزمان‪.‬‬

‫‪ -‬الكتابة تضمن االستقرار والعدالة في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -2-3‬التشريع يصدر عن سلطة مختصة‪ :‬يصدر التشريع في الدولة من سلطة أو سلطات مختصة تختلف باختالف الدول واألنظمة‬
‫القانونية‪ ،‬لكن في العادة فإن هذا االختصاص يمنح للسلطة التشريعية (البرلمان)‪.‬‬

‫‪ -3‬أنواع التشريع‪ :‬تصدر القاعدة القانونية من الجهة المختصة بها‪ ،‬و يتضح بأن القواعد القانونية قد تكون إما من اختصاص السلطة‬
‫التشريعية و إما أن تكون من اختصاص السلطة التنفيذية وهو المفهوم الموسع للتشريع‪ .‬و بالتالي نكون بصدد أنواع التشريع والتي‬
‫تندرج كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ -3-1‬التشريع األساسي (الدستور) ‪:‬‬


‫هو عبارة عن قواعد قانونية ذات قيمة دستورية تأتي في قمة الهرم القانوني والتشريعات فهو أسمى تشريع وال يجوز مخالفته‪ ،‬وهي‬
‫التي تحدد شكل الدولة وتبين نظام الحكم فيها‪ ،‬تحدد السلطات العامة في الدواة تنظيمها والعالقة بينها وتضع قواعد الحكم و تقرر‬
‫الحقوق والحريات األساسية لألفراد وواجباتهم العامة‪ .‬يصدر هذا التشريع عن سلطة تأسيسية (المؤسسة) وهي سلطة مغايرة للسلطة‬
‫التشريعية و تسن الدساتير إما ‪:‬‬

‫‪ -‬بطرق غير ديمقراطية ‪:‬‬

‫في شكل منحة من صاحب السلطان و يعرف بطريقة الهبة و هو أن يصدر الدستور في شكل منحة من الحاكم إلى الشعب‪ ،‬كما‬ ‫·‬
‫هو الحال في دستور إمارة موناكو‪ ،‬ودستور مصر لسنة ‪.1922‬‬

‫الطريقة الثانية و هي صدوره على شكل عقد و ذلك باالتفاق بين الحاكم والمحكومين بواسطة ممثلي الشعب‪ .‬كما في دستور‬ ‫·‬
‫الكويت لسنة ‪.1963‬‬

‫‪ -‬بطرق ديمقراطية ‪:‬‬

‫كأن تسنه جمعية تأسيسية منتخبة كما هو الحال في دستور سوريا واسبانيا وايطاليا‪.‬‬ ‫·‬

‫أما الطريقة األخيرة فهي طريقة االستفتاء الشعبي‪ ،‬حيث يتم موافقة الشعب على الدستور في استفتاء عام و من أمثلة ذلك دستور‬ ‫·‬
‫فرنسا‪ ،‬و مصر و الجزائر‪.‬‬

‫تنقسم الدساتير إلى مكتوبة و غير مكتوبة و عرفية‪ .‬الدستور المكتوب هو الذي يكون على شكل وثيقة رسمية مكتوبة و أغلب الدساتير‬
‫من هذا النوع‪ .‬أما الدستور غير المكتوب أو العرفي فقواعده غير مكتوبة وإنما تنشأ عن طريق العرف الذي يستقر في أذهان الناس‪ ،‬و‬
‫يكتسب صفة اإللزام مع الوقت كما هو الحال في الدستور اإلنجليزي‪.‬‬

‫‪ -3-2‬التشريع العادي ‪:‬‬

‫هو مجموعة القواعد القانونية التي تصدر أصال عن البرلمان (المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة) طبقا للمادة ‪ 112‬من الدستور‬
‫المعدل مؤخرا (المادة ‪ 98‬من الصيغة السابقة) و التي تنص على ‪:‬‬

‫"يمارس السلطة التشريعية برلمان يتكون من غرفتين و هما المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة و له السيادة في إعداد القانون و‬
‫التصويت عليه"‪ .‬والقانون نص تشريعي يصوت عليه المجلس الشعبي باألغلبية ثم يعرض على مجلس األمة الذي يصوت عليه أيضا‬
‫ب‪ 4/3‬ثالثة أرباع أعضائه على األقل‪.‬‬

‫يسهر رئيس الجمهورية على تطبيقه بعد المصادقة عليه وصدوره في الجريدة الرسمية‪ .‬القانون مصدر للنصوص األخرى وأقواها بعد‬
‫الدستور‪.‬‬

‫في بعض الحاالت يمكن لرئيس الجمهورية الحق في أن يشرع بأوامر و ذلك في حالة ‪:‬‬
‫شغور المجلس الشعبي الوطني‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫بين دورتي البرلمان و ذلك طبقا للمادة ‪ 142‬من الدستور (المادة ‪ 124‬من الصيغة السابقة) و يعرض رئيس الجمهورية‬ ‫‪.2‬‬
‫النصوص التي اتخذها على كل غرفة من البرلمان في أول دورة له لتوافق عليها‪.‬‬

‫يمكن كذلك لرئيس الجمهورية أن يشرع بأوامر و ذلك طبقا للمادة ‪ 107‬من الدستور المعدل (المادة ‪ 93‬سابقا) حينما تكون‬ ‫‪.3‬‬
‫البالد مهددة بخطر داهم يوشك أن يصيب مؤسساتها الدستورية أو استقاللها أو سالمة ترابها‪.‬‬

‫فإذا صدر التشريع عن البرلمان يسمى قانونا(‪ )LOI‬و إذا صدر عن رئيس الجمهورية يسمى أمرا (‪ )ordonnance‬و بالتالي فإن‬
‫قواعد التشريع العادي تأتي في مرتبة ثانية بعد القواعد الدستورية و ذلك طبقا لمبدأ تدرج القواعد القانونية‪ .‬و من ثم تلتزم كافة الهيئات‬
‫العامة في الدولة باإلضافة إلى األفراد باحترام أحكامها ما لم تلغى أو تعدل‪.‬‬

‫‪-3-3‬التشريع الفرعي ‪:‬‬

‫ال يختلف عن التشريع العادي من الناحية الموضوعية ألن كالهما عبارة عن قواعد قانونية عامة و مجردة وإنما يمكن االختالف من‬
‫الناحية الشكلية‪ ،‬حيث أن التشريع العادي يكون من اختصاص السلطة التشريعية أو البرلمان بغرفتيه أما التشريع الفرعي أو اللوائح‬
‫فيكون من اختصاص السلطة التنفيذية باعتبارها سلطة إدارية‪ .‬و تكون هذه التنظيمات أو اللوائح على نوعين ‪:‬‬

‫التنظيمات التنفيذية ‪ :‬يقصد بها التنظيمات الصادرة تطبيقا وتنفيذا أو تفصيال لتسريع عادي وهذا هو االختصاص األصلي و‬ ‫‪.1‬‬
‫المبدئي للسلطة التنفيذية و المثمتلة في رئيس الجمهورية و الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب ما جاء في المادة ‪ 143‬من الدستور‬
‫المعدل (المادة ‪ 125‬سابقا) ‪ " :‬يندرج تطبيق القوانين في المجال التنظيمي الذي يعود للوزير األول"‪ .‬و يتم ذلك بواسطة المراسيم‬
‫التنفيذية‪.‬‬

‫التنظيمات أو اللوائح التنظيمية ‪ :‬و هو ما يعرف بالتنظيمات القائمة بذاتها أو اللوائح المستقلة و هي تصدر عن السالطة‬ ‫‪.2‬‬
‫التنفيذية تنظيما لمسائل جديدة تخرج عن إطار التشريع العادي ‪ ،‬فهي لوائح مستقلة بذاتها ال تستند لتشريع عادي‪ ،‬وهي تصدر ‪:‬‬

‫عن رئيس الجمهورية في المسائل غير المخصصة للقانون عن طريق مرسوم رئاسي حسب نص المادة ‪ 143‬من الدستور‬ ‫·‬
‫الفقرة ‪ " : 1‬يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون " و موضوعها هو تنظيم المصالح و‬
‫المرافق العامة‪.‬‬

‫الوزير األول عن طريق مرسوم تنفيذي حسب نص المادة ‪ 143‬من الدستور الفقرة ‪. 2‬‬ ‫·‬

‫‪ -4‬تقييم التشريع‪ :‬ينطوي التشريع على مزايا وسلبيات‬

‫‪ -4-1‬مزايا التشريع‬
‫‪ -‬يصدر التشريع عن سلطة واحدة أو بعض السلطات الخاصة في الدولة وهذا يضمن التناسق في القوانين واستقرارها وتماشيها مع‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬يتميز التشريع بكونه مكتوبا في وثيقة رسمية ويكون أسلوبه قانونيا وعباراته واضحة ال يشوبها غموضا مما يتيح فهمها وتطبيقها‪،‬‬
‫وهذا ما يساعد في استقرار المعامالت في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬التشريع يستعمل طريقة التقنين ‪ Le Code‬أي يأتي التشريع بتنسيق خاص ويحقق االنسجام بين كل النصوص القانونية‪.‬‬

‫‪ -‬وحدة القانون مما يساعد في تكريس وحدة الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬سهولة إصدار التشريع وتعديله أو إلغائه ليتالءم مع التطورات والتغيرات التي يعرفها المجتمع عكس العرف مثال (بطيئ جدا في‬
‫الوضع والتعديل)‪.‬‬

‫‪ -4-2‬عيوب التشريع‬

‫‪ -‬أشرنا أن التشريع يصدر عن سلطة مختصة‪ ،‬وإذا كانت هذه السلطة مستبدة وفاسدة أصبح التشريع وسيلة لخدمة أغراض شخصية‪.‬‬

‫‪ -‬إجراءات تعديل وإلغاء التشريع قد تجعل منه جامدا‪.‬‬

‫‪ -‬وكذلك سهولة تعديل التشريع قد يفقده هيبته ويذهب بثقة األشخاص المخاطبين به‪.‬‬

‫الموضوع الثاني‪ :‬السلطة التشريعية في الجزائر‬ ‫‪‬‬

‫تعتبر السلطة التشريعية من أهم السلطات العامة في الدولة‪ ،‬ألنها بمثابة المعبر عن إرادة الشعب والمسؤولة عن تحديد ورسم الخيارات‬
‫السياسية للبالد في شكل سياسات عامة‪ ،‬ولقد مرت السلطة التشريعية في الجزائر ‪ -‬في ظل التعديالت الدستورية المتعاقبة‪ -‬بعدة‬
‫تحوالت بنيوية ووظيفية بدءا من دستوري ‪ 1963‬و‪ 1976‬المكرسين لألحادية أين كان انتماء البرلمان لحزب واحد (‪ ،)FLN‬وكانت‬
‫السلطة التشريعية في الجزائر تتشكل من غرفة واحدة‪ ،‬سميت في دستور ‪ 1963‬بـ " المجلس الوطني"‪ ،‬وسميت بـ" المجلس الشعبي‬
‫الوطني" في دستور ‪ .1976‬وعقب األحداث التي شهدتها البالد في أكتوبر ‪ 1988‬وتبني خيار التعددية السياسية من خالل دستور‬
‫‪ 1989‬المكرس للتعددية الحزبية ليصبح البرلمان الجزائري مشكال من عدة تيارات سياسية متنافسة‪ ،‬لكن تم توقيف المسار االنتخابي‬
‫والغاء العمل بدستور ‪ 1989‬في ظل األزمة متعددة الجوانب التي مرت بها البالد في تلك الفترة الحرجة‪ .‬وبحلول عام ‪ 1996‬شهدت‬
‫عودة الحياة الدستورية بتبني دستور ‪ 1996‬الذي حمل عدة تغييرات على مستوى السلطة التشريعية‪ ،‬حيث كرس التعديل الدستوري‬
‫‪ 1996‬ثنائية السلطة التشريعية في الجزائر ألول مرة‪ ،‬بوجود غرفتين تشكالن البرلمان‪ ،‬الغرفة األولى تسمى المجلس الشعبي الوطني‬
‫والغرفة الثانية تسمى مجلس األمة‪ .‬وأعاد التعديل الدستوري ‪ 2016‬تنظيم السلطة التشريعية في الفصل الثاني من الباب الثاني وذلك‬
‫في المواد من ‪ 112‬إلى ‪ ،155‬أي في ‪ 43‬مادة بزيادة ‪ 04‬مواد عما كان عليه في التعديل الدستوري ‪ 39(1996‬مادة)‪ .‬وأخيرا التعديل‬
‫الدستوري الحالي ‪ 2020‬الذي أحدث بعض التعديالت التي مست االختصاصات التشريعية والرقابية للسلطة التشريعية سواء بطريقة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة‪ .‬ويمكن تحليل هذا التطور من خالل دراسة اإلطار العضوي واإلطار الوظيفي للبرلمان بغرفتيه‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلطار العضوي للسلطة التشريعية في الجزائر‬

‫أبقي التعديل الدستوري ‪ ،2016‬في نص المادة ‪ 112‬منه‪ ،‬على ثنائية السلطة التشريعية من خالل نظام الغرفتين" يمارس السلطة‬
‫التشريعية برلمان يتكون من غرفتين‪ ،‬وهما المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة‪."...‬‬

‫‪ -1-1‬المجلس الشعبي الوطني‬

‫يتم انتخاب كل أعضاء المجلس الشعبي الوطني عن طريق االقتراع العام المباشر والسري لمدة خمس سنوات طبقا لنص المادة ‪119‬‬
‫من التعديل الدستوري ‪ .2016‬ويتكون المجلس حاليا من ‪ 462‬مقعدا‪ ،‬منها ‪ 8‬مخصصة للجالية الجزائرية بالخارج‪ ،‬موزعة على ‪48‬‬
‫دائرة انتخابية بالداخل و‪ 4‬مناطق بالخارج‪ .‬وتختلف شروط الترشح لعضوية المجلس الشعبي الوطني إلى شروط تتعلق بالترشح‬
‫وشروط تتعلق باإلجراءات‪.‬‬

‫‪ -1-1-1‬شروط تتعلق بالمترشح‬

‫على عكس شروط الترشح لالنتخابات الرئاسية‪ ،‬فإن التعديل الدستوري ‪ ،2016‬ومن قبله الدساتير وتعديالتها السابقة‪ ،‬لم تنص على‬
‫شروط تتعلق بالترشح لعضوية المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬بل ترك التنظيم للقانون العضوي المنظم لالنتخابات (المادة ‪ 120‬من التعديل‬
‫الدستوري ‪ .)2016‬وفعال تم النص على الشروط في القانون العضوي ‪ 10-16‬المتعلق باالنتخابات بدءا من المادة ‪ 92‬منه‪ .‬وهذه‬
‫الشروط المتعلقة بالمترشح هي‪:‬‬

‫‪-‬أن يكون ناخبا‪.‬‬

‫‪-‬أن يكون بالغا ‪ 25‬سنة كاملة يوم االقتراع‪.‬‬

‫‪-‬أن يكون له الجنسية الجزائرية‪.‬‬

‫‪-‬آداء الخدمة الوطنية أو اإلعفاء منها‪.‬‬

‫‪-‬أال يكون محكوما عليه بحكم نهائي الرتكاب جناية أو جنحة سالبة للحرية ولم يرد اعتباره‪.‬‬

‫‪ -2 -1 -1‬إجراءات الترشح‬

‫من المعروف أن انتخابات المجلس الشعبي الوطني هي انتخابات ليست فردية‪ ،‬بل تكون على أساس االقتراع النسبي على القائمة‬
‫(المادة ‪ 84‬من القانون العضوي ‪ ،)10-16‬حيث أن كل حزب سياسي أو كل مجموعة من المترشحين األحرار يقدمون قائمة تتكون من‬
‫عدد من المترشحين بقدر عدد المقاعد المطلوب شغلها في كل دائرة انتخابية‪ ،‬إضافة إلى ثالثة مترشحين إضافيين‪ ،‬مع مراعاة القانون‬
‫العضوي ‪ 03-12‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ 2012‬والمتعلق بكيفيات توسيع خطوط تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة‪ .‬تودع قائمة‬
‫المترشحين لدى الوالية من المترشح الذي يتصدر القائمة أو من المترشح الذي يليه مباشرة في الترتيب (المادة ‪ 93‬من القانون‬
‫العضوي ‪ ) 10-16‬مع تسليم وصل يبين تاريخ وساعة اإليداع‪ .‬أما في الخارج فتوضع القوائم لدى الممثليات الدبلوماسية أو القنصلية‬
‫المعنية‪.‬‬

‫ولم يترك المشرع حرية الترشح مفتوحة لكل ومن هب ودب‪ ،‬ولو توافرت فيه شروط المادة ‪ 92‬سالفة الذكر‪ ،‬بل أضاف‬
‫شــــــروطا شكلية أخرى في المادة ‪ 94‬من القانــــــــــــــــون العضوي ‪ ،10-16‬وهي أن تزكى صراحة كل قائمة مترشحين من حزب‬
‫سياسي أو القائمة الحرة بإحدى الصيغ المفصلة في هذه المادة‪ ،‬سواء من األحزاب التي حصلت على أكثر من ‪ % 04‬من األصوات‬
‫المعبر عنها في الدائرة االنتخابية في االنتخابات التشريعية السابقة‪ ،‬أو من األحزاب التي تتوافر على ‪ 10‬منتخبين في الدائرة االنتخابية‪.‬‬
‫أما إذا كان الحزب الذي يدعم القائمة يشارك ألول مرة او لم تتوافر فيه الشروط السابقة‪ ،‬أو قائمة حرة‪ ،‬فإنه يجب تدعيمها بـ ‪250‬‬
‫توقيعا من ناخبي الدائرة االنتخابية على كل مقعد مطلوب شغله‪ .‬أما في الخارج فخفض عدد التوقيعات إلى ‪ 200‬توقيع إضافة إلى‬
‫شروط أخرى (الفقرتين ‪ 5‬و‪ 6‬من المادة ‪ 94‬من القانون العضوي ‪.)10-16‬‬

‫بعد اجراء االنتخابات في يومها المحدد‪ ،‬يتم توزيع المقاعد المتنافس عليها وفق شروط حددتها المواد من ‪ 86‬إلى ‪ 90‬من القانون‬
‫العضوي نفسه‪ ،‬حيث يتم في بداية الفرز استبعاد القوائم التي تحصلت على ‪ % 5‬على األقل من األصوات المعبر عنها‪ ،‬ثم يحسب‬
‫المعامل االنتخابي‪ ،‬وهو ناتج قسمة عدد األصوات المعبر عنها منقوصا منها عدد األصوات التي تحصلت عليها القوائم األقل من ‪5‬‬
‫‪ ، %‬على عدد المقاعد المراد شغلها في الدائــــــــــــــرة االنتخابية( المادة ‪ 87‬من القانون العضوي ‪ ،)10-16‬ثم يتم توزيع األصوات‬
‫المعبر عنها وفق هذا المعامل االنتخابي‪ ،‬مع تطبيق قاعدة الباقي األقوى( المادة ‪ 86‬من القانون العضوي نفسه) في نهاية التوزيع‪ .‬وفي‬
‫حالة تساوي األصوات المتبقية بعد التقسيم‪ ،‬وبقاء مقعد غير مشغول‪ ،‬يتم منحه للمترشح األصغر سنا (الفقرة األخيرة من المادة ‪،)88‬‬
‫ثم توزع المقاعد حسب الترتيب الوارد في كل قائمة حزبية أو حرة‪ ،‬مع مراعاة أحكام القانون العضوي ‪ 03-12‬سالفة الذكر‪.‬‬

‫‪ -2-1‬مجلس األمة‬

‫لم يأت التعديل الدستوري ‪ 2016‬بجديد بخصوص تشكيلة مجلس األمة مثل ما كان عليه الحال في تعديل ‪ 1996‬الذي أنشأ هذه‬
‫الغرفة ألول مرة كما سبق تفصيله‪ .‬وينتخب ثلثي أعضاء مجلس األمة عن طريق االقتراع غير المباشر والسري من بين ومن طرف‬
‫أعضاء المجالس الشعبية البلدية والوالئية‪ ،‬بمقعدين عن كل والية‪ ،‬ليصبح عدد المنتخبين بهذه الطريقة ‪ 96‬عضوا‪ ،‬بينما يعين الثالث‬
‫الباقي (‪ 48‬عضوا) من طرف رئيس الجمهورية من بين الشخصيات والكفاءات الوطنية (الفقرة الثانية من المادة ‪ 118‬من التعديل‬
‫الدستوري ‪ ،)2016‬وذلك لمدة ‪ 06‬سنوات‪ .‬وتجدد تشكيلة المجلس بالنصف كل ثالث سنوات (المادة ‪ 119‬من تعديل ‪.)2016‬‬

‫ونصت المادة ‪ 111‬من القانون العضوي ‪ 10-16‬على شروط الترشح لعضوية مجلس األمة بالنسبة للثلثين المنتخبين‪ .‬وهذه الشروط‬
‫هي‪:‬‬

‫‪-‬بلوغ ‪ 35‬سنة كاملة يوم االقتراع‪.‬‬


‫‪-‬أال يكون محكوما عليه بحكم نهائي ولم يرد اعتباره‪.‬‬

‫أما الثلث المعين فلم يشترط فيه شروطا معينة‪ ،‬ال في الدستور وال في القانون العضوي المتعلق باالنتخابات‪ ،‬إال كونهم من بين‬
‫الشخصيات والكفاءات الوطنية‪ ،‬وهي معايير يبقى تقييمها لصاحب حق التعيين فقط‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلطار الوظيفي (االختصاصات) للسلطة التشريعية في الجزائر‬

‫يمكن تقسيم اختصاصات البرلمان إلى ثالث أنواع‪ ،‬االختصاص التشريعي واالختصاص الرقابي ثم اختصاصات أخرى في المجال‬
‫المالي والدبلوماسي ووسائل ممارسة ما يسمى بالمعارضة البرلمانية‪.‬‬

‫‪ -1-2‬االختصاص التشريعي‬

‫يعتبر التشريع وسن القوانين الوظيفة األصلية لغرفتي البرلمان‪ ،‬فهما صاحبا الحق في اقتراح القوانين ومناقشتها والتصويت عليها‬
‫وفقا لإلجراءات التي حددها الدستور‪ .‬ويحق للمجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة المبادرة سن القوانين طبقا لنص المادة ‪136‬‬
‫من التعديل الدستوري ‪ .2016‬لكن جزء من هذه المادة يعتبر مستحدث في هذا التعديل‪ ،‬إذ أنه في التعديل الدستوري ‪ ،1996‬وفي المادة‬
‫‪ 119‬منه‪ ،‬لم يكن هذا الحق ممنوح لمجلس األمة‪ ،‬أي كان هذا األخير ال يمكنه المبادرة باقتراح مشاريع القوانين‪.‬‬

‫تكون المبادرة باقتراح مشاريع القوانين إذا قدمها ‪ 20‬نائبا من المجلس الشعبي الوطني أو ‪ 20‬عضوا من أعضاء مجلس األمة (الفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ 136‬من تعديل ‪ .)2016‬لكن الفقرة الثالثة من المادة نفسها اشترطت أن يكون اقتراح هذه القوانين في المجاالت‬
‫المحددة دستوريا لكل غرفة‪ ،‬وهذا ما تكفلت به المادة ‪ 140‬التي حددت المجاالت التي يمكن للمجلس الشعبي الوطني اقتراح القوانين‪،‬‬
‫وهي ‪ 29‬مجاال‪ .‬أما القوانين العضوية التي يحق للغرفة األولى اقتراح التشريع فيها فهي الواردة حصرا في المادة ‪ 141‬من تعديل‬
‫‪.2016‬‬

‫أما مجلس األمة فله حق المبادرة باقتراح مشاريع القوانين في مجاالت محددة بموجب المادة ‪ 137‬من التعديل نفسه‪ ،‬وهي المشاريع‬
‫المتعلقة بالتنظيم المحلي وتهيئة اإلقليم والتقسيم اإلقليمي‪.‬‬

‫وتعرض مشاريع القوانين على مجلس الوزراء‪ ،‬بعد أخذ رأي مجلس الدولة‪ ،‬ثم يودعها الوزير األول‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬على مكتب‬
‫المجلس الشعبي الوطني أو مكتب مجلس األمة‪ .‬وتتم المناقشة تواليا بدءا بالمجلس الشعبي الوطني ثم مجلس األمة حسب الحالة (المادة‬
‫‪ 138‬من تعديل ‪ .)2016‬ويصادق البرلمان بغرفتيه على القانون بأغلبية أعضائه الحاضرين وباألغلبية المطلقة على القوانين العضوية‬
‫(الفقرة الرابعة من المادة ‪.)138‬‬

‫‪ -2-2‬االختصاص الرقابي‬

‫يمارس البرلمان بغرفتيه اختصاصا رقابيا منحه إياه التعديل الدستوري ‪ 2016‬تجاه الحكومة‪ ،‬وذلك بعدة وسائل وآليات‪ .‬وتتنوع هذه‬
‫اآليات إلى آليات ال ترتب المسؤولية السياسية على الحكومة‪ ،‬وهي االستجواب واألسئلة ولجان التحقيق‪ ،‬وآليات ترتب المسؤولية‬
‫السياسية للحكومة وهي الموافقة على مخطط عمل الحكومة وبيان الساسة العامة‪ .‬ويمكن تفصيل ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-2-2‬آليات الرقابة التي ال ترتب المسؤولية السياسية للحكومة‬

‫تهدف هذه اآلليات الى ممارسة رقابة على عمل الحكومة دون أن ترتب مسؤولية سياسية عليها‪ ،‬أي ال تهدف إلى إجبار الحكومة‬
‫على االستقالة أو اإلقالة‪ .‬كما أن هذا النوع من اآلليات مشترك بين الغرفتين‪ ،‬على خالف النوع الثاني من اآلليات‪ ،‬التي سيتم التفصيل‬
‫فيها الحقا‪ ،‬والتي هي مقتصرة على الغرفة األولى دون الغرفة الثانية‪.‬‬

‫‪-‬االستجواب‬

‫هو إجراء رقابي يقوم به عدد من أعضاء المجلس الشعبي أو من مجلس األمة يطلبون فيه توضيحات من الحكومة حول إحدى‬
‫قضايا الساعة‪ .‬ونصت المادة ‪ 151‬من التعديل الدستوري ‪ 2016‬على هذه اآللية " يمكن أعضاء البرلمان استجواب الحكومة في‬
‫إحدى قضايا الساعة ‪ ."...‬ولم تحدد هذه المادة الحد المعين من األعضاء الذين يمكنهم توجيه االستجواب‪ ،‬لكن المادة ‪ 66‬من القانون‬
‫العضوي ‪ 12-16‬اشترطت أال يقل عدد الموقعين على عريضة االستجواب ‪ 30‬نائبا أو ‪ 30‬عضوا‪ ،‬وأن يقوم رئيس الغرفة المعنية‬
‫بتبليغ الوزير األول بنص االستجواب خالل ‪ 48‬ساعة الموالية لقبوله‪ .‬كما اشترطت المادة ‪ 151‬من التعديل الدستوري نفسه أن يكون‬
‫الجواب من الحكومة في أجل أقصاه ‪ 30‬يوما‪ .‬بينما نص االستجواب يبقى مفتوحا‪ ،‬فهو أي موضوع يراه أعضاء الغرفتين مستوجبا‬
‫لالستجواب‪.‬‬

‫‪-‬األسئلة‬

‫السؤال هو تقصي عضو من البرلمان عن مسألة معينة في قطاع معين من خالل التوجه إلى المسؤول على اإلجابة على هذا السؤال‪،‬‬
‫سواء كان الوزير المعني بالقطاع أو الوزير األول‪ .‬واألسئلة‪ ،‬حسب التعديل الدستوري ‪ ،2016‬نوعان‪ ،‬أسئلة شفهية وأسئلة كتابية من‬
‫خالل المادة ‪ "152‬يمكن أعضاء البرلمان أن يوجهوا أي سؤال شفوي أو كتابي إلى أي عضو في الحكومة‪."...‬‬

‫أما األسئلة الشفهية فهي التي توجه في شكل نص سؤال إلى عضو الحكومة بإيداعها لدى مكتب الغرفة األولى أو الثانية‪ ،‬والذي‬
‫يتولى بدوره إرساله إلى الحكومة ليحدد له جلسة فيما بعد للرد عليه‪ ،‬وذلك في أجل ال يتعدى ‪ 30‬يوما من توجيهه (الفقرة الثالثة من‬
‫المادة ‪ 152‬من القانون العضوي نفسه)‪ .‬وتخصص الغرفتان جلسة أسبوعية بالتداول للرد على األسئلة الشفوية لنواب المجلس الشعبي‬
‫الوطني وأعضاء مجلس األمة (الفقرة الرابعة من المادة ‪ 152‬من القانون العضوي نفسه)‪ .‬أما األسئلة الكتابية فهي التي توجه في شكل‬
‫مكتوب وتحتاج ردا مكتوبا من عضو الحكومة خالل مدة ‪ 30‬يوما من طرحه وبنفس الطريقة التي وجه بها (الفقرة الثانية من المادة‬
‫‪ 152‬من القانون العضوي نفسه)‪ .‬وإذا لم يقتنع صاحب السؤال الشفهي أو المكتوب‪ ،‬ورأت الغرفة ضرورة فتح نقاش‪ ،‬يتم ذلك وفق‬
‫النظام الداخلي للغرفة المعنية (الفقرة الخامسة من المادة ‪ 152‬من القانون العضوي نفسه)‪.‬‬

‫‪ -‬التحقيق البرلماني‬

‫يعرف التحقيق البرلماني بأنه الرقابة التي تمارس على نشاط الحكومة من طرف أعضاء المجلس الشعبي الوطني أو مجلس األمة‪.‬‬
‫ونصت المادة ‪ 180‬من التعديل الدستوري ‪ 2016‬على هذه اآللية‪ ،‬لكن تحت الباب الثالث المتعلق بالرقابة ومراقبة االنتخابات‬
‫والمؤسسات االستشارية" يمكن كل غرفة من البرلمان‪ ،‬في إطار اختصاصاتها‪ ،‬أن تنشأ في أي وقت لجان تحقيق في قضايا ذات‬
‫مصلحة عامة"‪.‬‬

‫كما اشترطت الفقرة الثانية من المادة نفسها(‪ )180‬أال تنشأ لجان تحقيق في قضايا ووقائع تكون محال إلجراء قضائي‪ .‬ويتم إنشاء‬
‫لجان التحقيق بناء على اقتراح الئحة تودع مكتب الغرفة التي تود إنشاءها‪ ،‬موقعة من ‪ 20‬نائبا أو ‪ 20‬عضوا على األقل‪ ،‬مع تحديد‬
‫موضوع التحقيق‪ .‬وتبلغ الغرفة األخرى بتشكيل اللجنة أو اللجان‪ .‬كما تبلغ الحكومة بذلك‪ ،‬ألن الوزير األول هو الذي يضبط إجراءات‬
‫إجراء التحقيق بدءا باالتصال بالوزير المعني قطاعه بالتحقيق ليقوم بدوره بما يلزم لتسهيل عملية التحقيق‪ .‬ويجب أن تنهي لجنة‬
‫التحقيق عملها في ظرف ستة (‪ )06‬أشهر من تشكيلها ليسلم تقريرها لرئيس الغرفة التي شكلت اللجنة‪ ،‬وترسل نسخة إلى رئيس‬
‫الجمهورية والوزير األول‪ ،‬وتوزع نسخة على النواب أو األعضاء حسب الحالة‪ ،‬وينشر جزء منه أو كله بالتشاور مع رؤساء‬
‫المجموعات البرلمانية والحكومة (المـــــــــــــــــــادة ‪ 87‬من القانون العضوي ‪.)12-16‬‬

‫‪ -2-2-2‬آليات الرقابة التي ترتب المسؤولية السياسية للحكومة‬

‫قبل التفصيل في هذه اآلليات التي ترتب المسؤولية السياسية للحكومة‪ ،‬يجدر التنويه أن هذه اآلليات أعطيت للمجلس الشعبي الوطني‬
‫دون مجلس األمة‪ .‬وتتمثل هذه اآلليات فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الموافقة على مخطط عمل الحكومة‬

‫بعد تعيين رئيس الجمهورية للوزير األول وأعضاء حكومته‪ ،‬تعد هذه الحكومة مخطط عملها وتعرضه على مجلس الوزراء للموافقة‬
‫عليه (المادة ‪ 93‬من التعديل الدستوري ‪ ،)2016‬ثم يقدم الوزير األول هذا المخطط إلى المجلس الشعبي الوطني للموافقة عليه‪ .‬ولم‬
‫توضح هذه المادة المدة الممنوحة للوزير األول لعرض مخططه أمام المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬لكن المادة ‪ 47‬من القانون العضوي‬
‫‪ 12-16‬سالفة الذكر ألزمت الوزير األول تقديمه خالل ‪ 45‬يوما من تعيينه للمجلس الشعبي الوطني‪ .‬ويجري المجلس الشعبي الوطني‬
‫مناقشة عامة لدراسة هذا المخطط‪ .‬وبعد الموافقة عليه‪ ،‬يتم عرضه على مجلس االمة للموافقة عليه أيضا (الفقرة الثالثة من المادة ‪94‬‬
‫من تعديل ‪ .) 2016‬لكن إذا ما تم رفض المخطط من طرف المجلس الشعبي الوطني يقدم الوزير األول استقالة الحكومة إلى رئيس‬
‫الجمهورية (المادة ‪ 95‬من التعديل نفسه) ليقوم هذا األخير بتعيين وزير أول يحضر مخطط عمل الحكومة من جديد وعرضه وفق ما‬
‫سبق تفصيله‪ .‬فإذا لم يحصل هذا المخطط على موافقة المجلس الشعبي الوطني مرة ثانية ينحل هذا المجلس وجوبا (المادة ‪ 96‬من‬
‫التعديل نفسه)‪ .‬وإذا تمت الموافقة عليه من الغرفتين يلتزم الوزير األول بتنفيذه وتنسيقه (المادة ‪ 97‬من التعديل نفسه)‪.‬‬

‫‪ -‬بيان السياسة العامة‬

‫كان تقديم بيان حول السياسة العامة للحكومة أمام المجلس الشعبي الوطني اختياريا في التعديل الدستوري ‪ ،1996‬لكن المادة ‪98‬‬
‫من التعديل الدستوري ‪ 2016‬جاءت بصـــــــيغة األمـــــــر" يجب على الحكومة أن تقدم سنويا إلى المجلس الشعبي الوطني بيانا‬
‫عن السياسة العامة"‪ .‬ويقدم بيان السياسة العامة نظرة عامة للبرلمان حول درجة تطبيق مخطط العمل المصادق عليه وفق المادة ‪94‬‬
‫أعاله والصعوبات التي قد تكون اعترضته وما تم إنجازه وما لم يتم‪ .‬ويعقب بيان الساسة العامة مناقشة مخطط عمل الحكومة‪ .‬ويمكن‬
‫أن تختتم هذه المناقشة إما بالئحة أو ملتمس رقابة‪.‬‬
‫أ‪-‬الالئحة‬

‫تقدم الالئحة من طرف ‪ 20‬نائبا على األقل لدى مكتب المجلس الشعبي الوطني خالل ‪ 72‬ساعة الموالية النتهاء تدخالت النواب في‬
‫المناقشة‪ .‬والالئحة قد تعبر عن رضا النواب على سير مخطط عمل الحكومة أو عدم رضاهم على ذلك‪ .‬وهنا تعد الالئحة إنذارا‬
‫للحكومة حول عدم التزامها بما قدمته عند عرض المخطط‪.‬‬

‫ب‪-‬ملتمس الرقابة‬

‫يمكن لنواب المجلس الشعبي الوطني أثناء مناقشتهم بيان السياسة العامة للحكومة تقديم ملتمس رقابة (الفقرة الثانية من المادة ‪ 98‬من‬
‫تعديل ‪ ،)2016‬ثم تم تفصيل اجراءاته في المواد ‪ 153‬و‪ 154‬و‪ 155‬من نفس التعديل‪ .‬كما نظمت المواد من ‪ 59‬إلى ‪ 62‬من القانون‬
‫العضوي ‪ 12-16‬هذه اآللية التي يترتب عن استعمالها تقديم استقالة الحكومة من الوزير األول‪ ،‬لكن بتوافر شروطها الواردة في المادة‬
‫‪ ،154‬وهي‪:‬‬

‫‪-‬ال يتم تقديم ملتمس الرقابة إال بعد مناقشة بيان السياسة العامة‪.‬‬

‫‪-‬ال يقبل ملتمس الرقابة إال إذا وقعه سبع(‪ )1/7‬عدد النواب على األقل‪ ،‬أي ‪ 66‬نائبا من أصل ‪ 462‬نائبا من الغرفة األولى‪.‬‬

‫‪-‬تتم الموافقة على استعمال هذه اآللية والتصويت عليها بعد مرور ثالثة (‪ )03‬أيام من تاريخ ايداعه‪.‬‬

‫وإذا صادق المجلس الشعبي الوطني على ملتمس الرقابة تقدم الحكومة استقالتها إلى رئيس الجمهورية (المادة ‪ 155‬من التعديل‬
‫الدستوري نفسه)‪.‬‬

‫جـ‪-‬التصويت بالثقة‬

‫نصت المادة ‪ 98‬من تعديل ‪ 2016‬على هذه اآللية " للوزير األول أن يطلب من المجلس الشعبي الوطني تصويتا بالثقة‪ .‬وفي حالة‬
‫عدم الموافقة على الئحة الثقة يقدم الوزير األول استقالة الحكومة"‪ .‬فهذه اآللية تعتبر كبديل لملتمس الرقابة يلجأ إليها الوزير األول‬
‫لكسب دعم النواب واتقاء ملتمس الرقابة‪ .‬فإذا تلقى هذا الدعم أكمل مخطط الحكومة‪ ،‬وإذا حجبت عنه الثقة قدم استقالته إلى رئيس‬
‫الجمهورية الذي له قبولها‪ ،‬كما له رفضها ولجوئه الى استعمال أحكام المادة ‪ 147‬من تعديل ‪ ،2016‬وهو حل المجلس الشعبي الوطني‬
‫واجراء انتخابات تشريعية مسبقة‪.‬‬

‫‪ -3-2‬اختصاصات أخرى للبرلمان‬

‫يقصد باختصاصات أخرى للبرلمان هي تلك االختصاصات الممنوحة له دون االختصاص التشريعي واالختصاص الرقابي على‬
‫الحكومة‪ .‬وهذه االختصاصات األخرى ممنوحة أيضا للسلطة التشريعية بموجب مواد دستورية‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -1-3-2‬االختصاص الدبلوماسي‬
‫يظهر االختصاص الدبلوماسي للبرلمان في مصادقته على اتفاقيات الهدنة ومعاهدات السلم قبل المصادقة عليها من رئيس الجمهورية‬
‫وبعد أن يوقع عليها‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادتان ‪ 111‬و‪ 149‬من التعديل الدستوري ‪ ،2016‬إذ جاء في المادة ‪ " 111‬يوقع رئيس‬
‫الجمهورية اتفاقيات الهدنة ومعاهدات السلم‪ .‬ويتلقى رأي المجلس الدستوري في االتفاقيات المتعلقة بهما‪ .‬ويعرضها فورا على كل‬
‫غرفة من البرلمان لتوافق عليه صراحة"‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 149‬من تعديل ‪ 2016‬فنصت على أنه" يصادق رئيس الجمهورية على اتفاقيات الهدنة‪ ،‬ومعاهدات السلم والتحالف‬
‫واالتحاد‪ ،‬والمعاهدات المتعلقة بحدود الدولة‪ ،‬والمعاهدات المتعلقة بقانون األشخاص‪ ،‬والمعاهدات التي تترتب عليها نفقات غير‬
‫واردة في ميزانية الدولة واالتفاقيات الثنائية أو المتعددة األطراف المتعلقة بمناطق التبادل الحر والشراكة‪ ،‬وبالتكامل االقتصادي‪،‬‬
‫بعد أن توافق عليها كل غرفة من البرلمان صراحة"‪.‬‬

‫‪ -2-3-2‬االختصاص المالي‬

‫يصادق البرلمان على قانون المالية كل سنة بغرفتيه في مدة أقصاها ‪ 75‬يوما من تاريخ إيداعه لديه‪ ،‬وفقا للفقرة السابعة من المادة‬
‫‪ 138‬من تعديل ‪ .2016‬وفي حالة عدم المصادقة عليه يتم إصداره بموجب أمر‪ .‬ونظم القانون العضوي ‪ 12-16‬إجراءات هذه‬
‫المصادقة على قانون المالية في المادتين ‪ 44‬و‪ 45‬منه‪.‬‬

‫‪ -3-3-2‬اختصاصات استشارية‬

‫إلى جانب االختصاص الدبلوماسي واالختصاص المالي‪ ،‬هناك اختصاصات أخرى لغرفتي البرلمان يؤدي فيها دورا استشاريا‬
‫لهيئات أخرى في مجاالت هامة في الدولة‪ ،‬أو يؤدي فيها دور المبادر لمعرفة موقف هيئات أخرى في مسائل هامة كإخطار المجلس‬
‫الدستوري‪ .‬ومن بين هذه االختصاصات نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬ينعقد البرلمان بغرفتيه مجتمعة لثبوت المانع لرئيس الجمهورية أو الشغور باالستقالة الوجوبية عند استمرار المانع (المادة ‪ 102‬من‬
‫تعديل ‪.)2016‬‬

‫‪ -‬يستشار البرلمان (ممثال في رئيسه) في إعالن الحاالت االستثنائية (المواد من ‪ 105‬إلى ‪ 109‬من التعديل نفسه)‪.‬‬

‫‪-‬ال يتم تمديد حالتي الحصار والطوارئ إال بعد موافقة البرلمان المنعقد بغرفتيه مجتمعة (المادة ‪)105‬‬

‫‪ -‬انتخاب كل غرفة لعضوين من أعضائها لعضوية المجلس الدستوري (المادة ‪.)183‬‬

‫‪-‬إخطار المجلس الدستوري من رئيس كل غرفة أو ‪ 50‬نائبا أو ‪ 30‬عضوا (المادة ‪.)187‬‬

‫‪-‬التصويت على اقتراح تعديل الدستور قبل عرضه على االستفتاء (المادة ‪.)208‬‬

‫‪-‬التصويت بثالث أرباع(‪ ) 3/4‬من أعضاء الغرفتين مجتمعتين على اقتراح تعديل الدستور بعد موافقة المجلس الدستوري (المادة‬
‫‪.)210‬‬
‫‪-‬اقتراح تعديل الدستور بثالث أرباع(‪ )3/4‬األعضاء للغرفتين مجتمعتين (المادة ‪.)211‬‬

‫‪ -3‬السلطة التشريعية في الجزائر على ضوء التعديل الدستوري األخير (‪:)2020‬‬

‫بالرغم من أن التعديل الدستوري األخير ‪ 2020‬تضمن عدة تعديالت إال أنه أغفل‪/‬تغافل عن الكثير من النقاط والتفصيالت والتي أبقت‬
‫البرلمان في مركز ضعف خصوصا في مواجهة السلطة التنفيذية (رئيس الجمهورية والحكومة)‪ ،‬وذلك من خالل اإلبقاء على إعطاء‬
‫مجلس األمة الفرصة في التشريع من خالل تقديم اقتراح قوانين‪ ،‬غير أنه من جانب آخر احتفظ بمشاركة رئيس الجمهورية في تركيبة‬
‫مجلس األمة (الغرفة السفلى) عن طريق تعيين الثلث الرئاسي الذي يجعل هذه المؤسسة مقيدة في ممارسة مهامها‪.‬‬

‫عالوة على ذلك نص التعديل الدستوري األخير على دور المعارضة البرلمانية في مشاركتها في العمل البرلماني‪ ،‬غير أنه ومن خالل‬
‫التدقيق في المواد الدستورية التي تقر ذلك نجد أنه من الصعوبة تطبيقها على أرض الواقع لعدة أسباب لعل أهمها أن تعيين الوزير‬
‫األول متعلق بنتائج االنتخابات التشريعية‪ ،‬فإذا أسفرت هذه النتائج على أغلبية برلمانية يعين في منصب وزير أول من هذه األغلبية‪،‬‬
‫هذا األمر من شأنه إعاقة دور األقلية ‪ -‬التي يمكن أن تشكل معارضة برلمانية‪ -‬في مواجهة الحكومة‪.‬‬

‫كما يمكن رصد المالحظات التالية بخصوص التعديل الدستوري األخير‪:‬‬

‫‪ -‬تعزيز دور الحكومة على نواب المجلس الشعبي الوطني وأعضاء مجلس األمة على مستوى تحضير العمل التشريعي‪ ،‬عالوة على‬
‫التحكم الحكومي في جدول أعمال البرلمان‪.‬‬

‫‪ -‬تبني المؤسس الدستوري من خالل التعديل األخير للمحكمة الدستورية بدال للمجلس الدستوري‪ ،‬والغرض من ذلك إسناد مهمة حماية‬
‫القوانين ومدى مطابقة القوانين للدستور إلى هيئة قضائية ذات اختصاص‪ ،‬غير أن بنية هذه الهيئة وتركيبتها تتضمن حق رئيس‬
‫الجمهورية في تعيين بعض أعضائها ال سيما تعيين رئيس المحكمة الدستورية‪ ،‬وهذا من شأنه التأثير في استقاللية هذه الهيئة لتكون في‬
‫يد رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪ -‬يالحظ من خالل التعديل األخير عدم التجانس بين غرفتي البرلمان في استعمال آليات الرقابة‪ ،‬وهي أخطر الوسائل باعتبار أنها‬
‫تترتب عنها المسؤولية السياسية‪.‬‬

‫الموضوع الثالث‪ :‬التشريع العادي والتشريع العضوي‬ ‫‪‬‬

‫الموضوع الثالث‪ :‬التشريع العادي والتشريع العضوي‬


‫تعد عملیة سن التشریع من المهام والوظائف األساسیة التي تضطلع بها مؤسسات الدولة الدستوریة لتنظیم الحیاة العامة للمجتمع في‬
‫كافة المجاالت السیاسیة واالقتصادیة واالجتماعیة كما أن هذه العملیة تعتبر المحور األساسي والمجال الحیوي لتحریك وتفعیل العالقات‬
‫الدستوریة الوظیفیة بین سلطات ومؤسسات الدولة المختلفة بصورة متناسقة ومتفاعلة ومتكاملة في األداء‪.‬‬

‫سيحاول هذا الجزء توضیح مراحل تحضیر وإعداد مشاریع ومقترحات النصوص التشریعیة (القوانین العادیة و العضویة)‪ ،‬وسيتم‬
‫التطرق إلى األمور التي تحكم عملیة سن التشریع في النظام الجزائري من مراحل وإجراءات وشروط ومیكانیزمات قانونیة وتنظیمیة‬
‫تكون في مجموعها النظام القانوني لهذه العملیة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم التشريع العادي والتشريع العضوي‬

‫یعد القانون من أهم فروع العلوم االجتماعیة وهو مجموعة القواعد العامة التي توجه سلوك األفراد في المجتمع‪ ،‬والقاعدة القانونیة هي‬
‫تلك الوحدة أو الخلیة التي یتكون منها القانون وقد تكون هذه القواعد‪:‬‬

‫‪ -‬صادرة عن الدولة في صورة تشریعات ‪.‬‬

‫‪ -‬صادرة عن الدین ‪.‬‬

‫‪ -‬صادرة عن العادات والتقالید كالعر ف‬

‫وهذا ما یعرف بالمصادر الرسمیة والتي یقصد بها تلك الوسائل التي بواسطتها تتحول العوامل المحیطة بالمجتمع إلى قواعد قانونیة‬
‫تكسبها صفة اإللزام‪ ،‬ومن بین هذه المصادر نجد أهم مصدر رسمي للقانون والذي یعتبر كمصدر أصلي له أال وهو التشریع‪ .‬حيث‬
‫یرى جانب من الفقه أن التشریع یعتبر المصدر األصلي للقانون في المجتمعات السیاسیة المتحضرة في جزء كبیر من دول العالم‪ ،‬كما‬
‫أن تقدم المجتمعات واتساع نطاق نشاط األفراد وتوسع العالقات االجتماعیة وتشابكها دفع إلى ضرورة وجود قواعد قانونیة تهدف إلى‬
‫تنظیم سلوك وعالقات األشخاص في المجتمع وكان ذلك دور التشریع‪ ،‬ومما زاد في أهمیة التشریع أن السلطة أصبحت الیوم بید الدولة‬
‫ویلزمها لتسییر شؤون األفراد استخدام أداة ووسیلة مرنة ومستساغة تتمثل في التشریع الذي هو من اختصاص السلطة التشریعیة‪.‬‬

‫يقصد بالتشريع العادي والعضوي مجموعة القواعد القانونية المكتوبة التي تضعها السلطة التشريعية في الدولة في حدود اختصاصها‬
‫الدستوري‪ ،‬وقد بين الدستور الجزائري في المادة‪ 123‬من دستور ‪96‬والمادة ‪140‬من تعديل ‪ 29( 2016‬حالة ) المجاالت التي يشرع‬
‫فيها البرلمان بتشريع عادي‪ ،‬وحدد في المادة ‪ 123‬من دستور ‪96‬والمادة ‪141‬من تعديل ‪ 2016‬المجاالت التي يشرع فيها بتشريع‬
‫عضوي‪.‬‬

‫فالتشريع (القانون) العادي هو مجموعة القواعد القانونیة التي تسنها السلطة التشریعیة‪ ،‬ویطلق علیه الفقهاء اصطالح التشریع الرئیسي‪،‬‬
‫وهو التشریع الذي تضعه أو یصدر عن السلطة التشریعیة المحددة وفقا لنصوص الدستور‪ ،‬أما في العمل فیطلق على التشریع العادي‬
‫اصطالح القانون ‪.LA Loi‬‬
‫أما التشريع العضوي فقد أدرجت دول عدیدة هذا النوع من القوانین في دساتیرها‪ ،‬وإن اختلفت تسمیتها(القوانین األساسیة‪ ،‬القوانین‬
‫التنظیمیة‪ ،‬القوانین العضویة)‪ ،‬ولكن تبقى مضامینها وخصائصها مشتركة ‪.‬‬

‫ومن بین هذه الدساتیر نص الدستور الفرنسي المؤرخ في ‪ 04‬أكتوبر ‪ 1958‬في المادة ‪ 46‬القوانین العضویة هي ‪":‬تلك القوانین التي‬
‫منحا الدستور طبیعة القوانین العضویة ویصوت علیه وتعدل طبقا للشروط التالیة ‪." ...‬‬

‫أما الدستور اإلیطالي الصادر في ‪ 27‬دیسمبر ‪ 1947‬فقد عرفها "‪....‬فإن القوانین العضویة هي تلك المتضمنة مواضیع دستوریة تم‬
‫إنشائها بموجب إجراءات متمیزة عن تلك المتبعة في التشریعات العادیة"‪ .‬ویعتبر القانون العضوي صنف قانوني جدید في الجزائر‪،‬‬
‫ظهر من خالل التعدیل الدستوري لسنة ‪ .1996‬حيث اعتمد المؤسس الدستوري فكرة القانون العضوي ألول مرة من خالل إحدى عشر‬
‫مادة‪.‬‬

‫ويعود سبب نشأة القانون العضوي في الجزائر إلى اعتبار أن المؤسس الدستوري أدرك الدور الفعال الذي یؤدیه القانون العضوي‬
‫السیما في تنظیم السلطات داخل الدولة‪ ،‬فحسب األستاذ "عمار عوابدي" فإن تبني المؤسس الدستوري الجزائري لفكرة القانون‬
‫العضوي في النظام الدستوري هو اعتقاد منه بصحة وسالمة أسس وأهداف ومجاالت ووظائف وقیم هذه الفكرة الدستوریة العبقریة‬
‫واألصلیة‪ ،‬ولتوظیفها في تدعیم وترشید الحركة الدستوریة الجدیدة إلعادة تأسیس وتنظیم سلطة الدولة المنهارة بعدما هزتها األحداث‬
‫والتطورات الوطنیة والدولیة الطارئة وغیر المتوقعة‪ ،‬واستخدامها بعد تكیفها مع عوامل ومعطیات البیئة الوطنیة الجزائریة السیاسیة‬
‫واالقتصادیة واالجتماعیة واألمنیة في ضبط عملیة تقویم النظام الوطني الدستوري والسیاسي واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬على أسس‬
‫وضوابط دولة القانون والمؤسسات القویة والفعالة‪ ،‬في توفیر وتجسید عوامل التوازنات الدستوریة والسیاسیة‪ ،‬لتحقیق وترسیخ السالم‬
‫واآلمن االجتماعیین في نهایة اآلمر بصورة مؤكدة ومنتظمة في ظل هیبة الدولة الوطنیة العصریة‪.‬‬

‫وهناك من یرى أن القانون العضوي حلقة من أهم الحلقات المفقودة قصد تحقیق االستقرار والبت في الصعوبات‪ ،‬كما أن تطبیق المواد‬
‫الدستوریة الهامة یقتضي وجود قانون عضوي ولیس عادي یعمل على توسیع مصادر الشرعیة في دولة القانون‪ ،‬بحیث كلما تعددت‬
‫المصادر القانونیة في دولة معینة كلما أصبح تحقیق أهدافها السامیة الرامیة لحمایة المصلحة العامة والعلیا للمجتمع أمرا معقوال‪.‬‬

‫فالتشريع العضوي هو عبارة عن إجراء تشريعي يتخذ لتكملة قواعد الدستور وإدخالها حيز التطبيق ‪ .‬ويثبت للبرلمان الجزائري حق‬
‫سن التشريع العضوي في مجاالت حددها الدستور في المادة ‪ 141‬كالتالي ‪ :‬تنظيم السلطات العمومية وعملها‪ ،‬نظام االنتخابات‪ -‬القانون‬
‫المتعلق باألحزاب السياسية‪ -‬القانون المتعلق باإلعالم‪ -‬القانون األساسي للقضاء والتنظيم القضائي – القانون المتعلق بقوانين المالية‪،‬‬
‫القانون المتعلق باألمن الوطني‪.‬‬

‫وتختلف بعض إجراءات القوانين العضوية عن القوانين العادية‪ ،‬حيث تتم المصادقة على القانون العضوي‪ ،‬باألغلبیة المطلقة لنواب‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬وبأغلبیة ثالثة أرباع(¾) ألعضاء مجلس األمة‪ .‬كما أن القانون العضوي يخضع لمراقبة مطابقة النص‬
‫للدستور (دستورية القوانين) من طرف المجلس الدستوري قبل صدوره (رقابة دستورية سابقة)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات ومراحل سن التشريع (العادي والعضوي)‬


‫القوانين العادية تظهر فيها صالحيات السلطة التنفيذية بقوة في إعدادها وفي نفس الوقت يتجلى تعاون حقيقي بين الحكومة والبرلمان‪.‬‬
‫تتخذ اإلجراءات التشريعية ثالثة مراحل أساسية‪:‬‬

‫‪ -‬المبادرة بالقانون‪.‬‬

‫‪ -‬مناقشة القانون‬

‫‪ -‬التصويت على القانون‪.‬‬

‫‪ -1‬المبادرة بالتشريع‪:‬‬

‫إن سن القوانين عملية طويلة ومعقدة سواء من حيث االجراءات او القنوات التي تمر بها‪ ،‬فهي تبدأ من المبادرة التي قد تكون من‬
‫السلطة التشريعية او السلطة التنفذية ثم تعرض للدراسة والمناقشة فالتصويت عليها‪.‬‬

‫تعريف المبادرة ‪ :‬يعرفها دوفرجيه ‪ :Duverger‬هي حق ايداع نص يتعلق بقانون او ميزانية او الئحة‪ ،‬من أجل مناقشته والتصويت‬
‫عليه من طرف البرلمان‪ .‬اال ان هذا التعريف يغفل طبيعة النص لدى تقديمه‪ ،‬ذلك أنه قبل الموافقة عليه يبقى مجرد إقتراح او مشروع‬
‫ال غير‪ ،‬فالمبادرة هي حق دستوري مخول للسلطتين التنفذية والتشريعية او للسلطة التشريعية فقط بموجبه يودع مشروع او اقتراح‬
‫قانون او ميزانية او الئحة أمام البرلمان بغرض المناقشة والتصويت مع احتمال ادخال تعديالت عليه‪.‬‬

‫وتختلف تسمية النص المقدم من طرف السلطتين‪ ،‬فما يقدم من طرف السلطة التنفذية يسمى مشروع قانون ‪ ،Projet de loi‬وما يقدم‬
‫من طرف السلطة التشريعية يسمى اقتراح قانون ‪. ..Proposition de loi‬‬

‫ويختص الوزير االول بالمبادرة بمشروع القانون ونواب المجلس الشعبي الوطني باقتراح القوانين‪ ،‬فيما يقتصر دور مجلس االمة في‬
‫المناقشة والمصادقة على النص الموافق عليه من طرف المجلس الشعبي الوطني سواء كان مشروع او اقتراح‪ ،‬وعليه فاختصاص‬
‫التشريع من حيث االقتراح والتعديل للمجلس الشعبي الوطني‪ ،‬اما مجلس االمة فدوره يتوقف على المصادقة بعد المناقشة او االعتراض‬
‫على بعض االحكام دون التدخل لتعديلها‪ ،‬و في هذه الحالة تتدخل جهة ثالثة وهي اللجنة متساوية االعضاء لبحث االحكام محل الخالف‬
‫بدعوة من الوزير االول واقتراح نص يتعلق باالحكام محل الخالف‪ ،‬وعندها تعرضه الحكومة على الغرفتين للمصادقة عليه دون‬
‫تعديله اال بموافقتها‪ ،‬وان استمر الخالف بين الغرفتين على مستوى اللجنة او لدى عرض النص‪ ،‬فان مآله السحب‪.‬‬

‫اال ان التعديل الدستوري االخير ‪ 01-16‬فقد اعطى المشرع الدستوري لمجلس االمة الحق باقتراح القوانين في مجاالت محددة بنص‬
‫المادة ‪ 137‬حيث تودع مشاريع القوانين المتعلقة بالتنظيم المحلي وتهيئة االقليم والتقسيم االقليمي فقط‪ ،‬اما باق المشاريع فتودع‬
‫بمكتب المجلس الشعبي الوطني‪ .‬واعطى كذلك لها حق المناقش‬

‫أ‪ -‬مبادرة الوزير األول (مشاريع القوانين)‪:‬‬


‫يقدم رئيس الحكومة مشروع القانون باسم الحكومة‪ ،‬وهناك إجراء خاص يتعين استيفاؤه إذ يتعين أن يدرس مجلس الدولة كل‬
‫مشاريع القوانين قبل عرضها على مجلس الوزراء ويكون رأيه استشاريا‪ ،‬وعموما ال يعلن للعموم‪ ،‬والمفروض أن تنصب دراسة‬
‫مجلس الدولة على شرعية ونظامية أحكام المشروع محل الدراسة‪.‬‬

‫ويهتم مجلس الدولة على وجه الخصوص في دراسته بالتأكد من أن أحكام المشروع تندرج ضمن المجال المخصص للقانون‪،‬‬
‫ويمكن أن يلفت نظر الحكومة إلى أن بعض أحكام القانون مثال تندرج ضمن المجال التنظيمي‪ ،‬ويمكن أن تتوسع الدراسة أحيانا إلى‬
‫المالءمة‪ .‬وليس هناك في الدستور ما يمنع مجلس الدولة من تجاوز الرأي التقني والدفاع عن انسجام النظام القانوني‪ ،‬مثال وجوب‬
‫تصور لحسن سير اإلدارة أو ألخالقيات الديمقراطية‪ ،‬ولكنه ليس من حقه الحكم على األسباب السياسية الراهنة‪ ،‬أي هل أصابت‬
‫الحكومة أو أخطأت في التشريع على هذا النحو؟‬

‫يخضع مشروع القانون لمداولة مجلس الوزراء بعد مناقشته في مجلس الحكومة في حالة وجود مثل هذه المؤسسة‪ ،‬وبعدها يودعه‬
‫( الوزير األول) مكتب المجلس الشعبي الوطني‪.‬مقابل اشعار باالستالم وترسل نسخة الى مكتب مجلس االمة لالطالع ال غير ‪ ،‬ثم‬
‫يعرض على اللجنة المختصة حيث تسند لها مهمة دراسته على اثر استدعائها من قبل رئيسها أثناء الدورة او من رئيس المجلس فيما‬
‫بين دورتين حسب جدول االعمال او بطلب من الحكومة مرفقا بالمستندات والوثائق المتعلقة به‪.‬‬

‫ب‪ -‬مبادرة النواب (اقتراح القوانين)‪:‬‬

‫كان نواب المجلس الشعبي الوطني دون أعضاء مجلس األمة هم من يحق لهم اقتراح القوانين ويجب أن يكون كل اقتراح‬
‫قانون موقعا عليه من عشرين نائبا في دستور ‪ 96‬لكن بعد تعديل ‪ 2016‬اعطى المشرع العضاء مجلس االمة الحق في اقتراح القوانين‬
‫بنص المادة ‪ 136‬من تعديل ‪ " 2016‬لكل من الوزير االول و النواب واعضاء مجلس االمة حق المبادرة بالقوانين ‪ "..‬في المجالت‬
‫المحددة بنص المادة ‪137‬فقط‪.‬‬

‫وفي الواقع العملي فإن المبادرة باقتراح القوانين من قبل البرلمانيين تلعب دورا ضعيفا في إنتاج القوانين والسبب في ذلك يعود‬
‫إلى أسباب تقنية تعيق النواب عن أداء هذا الدور بالقدر الكاف من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى يعود إلى الدور األساسي الذي تلعبه عادة‬
‫الحكومة في إعداد القوانين التي تندرج في إطار تجسيد برنامج تكون أغلبية المجلس التشريعي قد اندمجت فيه بمجرد مصادقتها على‬
‫برنامج عمل الحكومة‪.‬‬

‫أما االقتراحات الواردة من المعارضة فال تحظى بالموافقة عادة بحكم نظام األغلبية‪ ،‬وعموما فـإن الجميع معارضة وأغلبية‬
‫حاكمة تعلم أنه يمكنها أن تلعب دورا بديال عن اقتراحات القوانين‪ ،‬عن طريق تقديم التعديالت على المشروع المقدم من الحكومة‪.‬‬
‫وهكذا تطورت الممارسة الخاصة بالتعديالت على حساب اقتراحات القوانين على الرغم من أن هذا اإلجراء األخير يوفر السرعة‬
‫المطلوبة أحيانا‪ ،‬فالمبادرة باقتراح القانون ال تتطلب مصادقة مجلس الوزراء وال رأي مجلس الدولة كما هو الحال في مشاريع القوانين‬
‫المقدمة من الحكومة‪ ،‬ولذلك كثيرا ما تلجأ الحكومات في فرنسا مثال إلى أصدقائها السياسيين في البرلمان لتمرير قوانين عن طريق‬
‫مبادرات برلمانية يتم تحرير مشروعها من قبل الحكومة‪ ،‬بدل اللجوء إلى مشروع قانون من قبلها‪.‬‬

‫تتحدد المبادرة البرلمانية بقيدين‪:‬‬


‫أ ‪ -‬ال يمكن أن تنصب إال على موضوع من الموضوعات المحفوظة للبرلمان بموجب الدستور‪ ،‬وإذا لم يحترم هذا الشرط فإن الحكومة‬
‫تستطيع أن تدفع بعدم القبول سواء بالنسبة للمبادرة أو بالنسبة للتعديل‪.‬‬

‫ب‪ -‬ال تقبل مبـادرة النواب بالقوانين في مواد النـــفقات العمومية إذ تنص المادة ( ‪121‬من دستور ‪ 96‬او المادة ‪139‬من تعديل‬
‫‪ ) 2016‬فلم تتغير الصياغة ومضمون المادة في الدستورين حيث نصت على «ال يقبل اقتراح أي قانون مضمونه أو نتيجته تخفيض‬
‫الموارد العمومية أو زيادة النفقات العمومية‪ ،‬إال إذا كان مرفوقا بتدابير تستهدف الزيادة في إيرادات الدولة أو توفير مبالغ مالية في‬
‫فصل آخر من النفقات العمومية تساوي على األقل المبالغ المقترح إنفاقها» والهدف من هذا القيد الموجود في الكثير من الدول‬
‫الديمقراطية هو الحفاظ على الميزانية باعتبارها الترجمة الرقمية لعمل الحكومة وتجنب إعادة النظر فيها عن طريق مبادرات فوضوية‬
‫أو ديماغوجية أو سياسيوية‪ .‬فبعض النفقات تكون أحيانا ألهداف شعبوية برلمانية‪.‬‬

‫إن اإلخالل بأحكام المادتين ( ‪ 121‬او ‪ 139‬السابقتين) من الدستور يؤدي إلى عدم قبول االقتراح ويقوم مكتب المجلس التشريعي‬
‫برقابة المسألة وتقرير عدم القابلية‪ ،‬وإذا مر االقتراح على هذا الحاجز فإن الحكومة تستطيع الدفع بعدم القابلية قبل المناقشة العامة‪،‬‬
‫واللجنة التي تم إخطارها تقرر‪ ،‬وبالنسبة للتعديالت المقدمة في الجلسة فإن الفصل فيها يكون من قبل رئيس الجلسة‪ .‬إن الدفع إذن بعدم‬
‫القابلية يمكن إثارته في جميع مراحل اإلجراءات‪.‬‬

‫التصويت والمصادقة‪:‬‬

‫يعتبر التصويت اجراءا جوهريا للتعبير عن الموافقة من عدمها‪ ،‬وهو مرتبط بالمناقشة‪ ،‬واذا كانت مناقشات م ش و ومجلس االمة‬
‫تصح مهما يكن عدد النواب واالعضاء الحاضرين(م ‪54‬من نظام مجلس االمة و م ‪ 58‬من نظام م ش و) ‪ ،‬فان التصويت ال يصح ال‬
‫يصح اال بحضور اغلبية النواب‪ ،‬وفي حالة عدم توفر النصاب تعقد جلسة ثانية بعد ستة ساعات على االقل واثنا عشر ساعة على‬
‫االكثر‪ ،‬وحينها يكون التصويت صحيحا مهما كان عدد النواب الحاضرين (م ‪58‬من نظام م ش و) ‪ .‬ويصوت مجلس االمة على‬
‫القوانين التي صوت عليها م ش و باغلبية اعضائه الحاضرين بالنسبة لمشاريع القوانين العادية او باالغلبية المطلقة بالنسبة لمشاريع‬
‫القوانين العضوية(م ‪138‬من تعديل ‪.)2016‬‬

‫واالصل في التصويت ان يكون شخصيا وفي حالة غياب نائب او عضو ان يوكل احد زمالءه للتصويت نيابة عنه في حدود توكيل‬
‫واحد‪.‬وقد يكون التصويت سريا ان تعلق بحالة االشخاص كاختيار الرئيس ونوابه ورؤساء اللجان وعلنيا ان تعلق بمناقشة النصوص‬
‫القانونية‪.‬‬

‫وفي حالة المصادقة على النص يتابع سيره باجراء اخر وهو مراقبة مطابقة القانون العضوي للدستور من طرف المجلس الدستوري ‪.‬‬

‫وفي حالة عدم الموافقة ‪ :‬لم تشر النصوص الى حاالت عدم الموافقة اال في حاالت معينة وهي‪:‬‬

‫‪ -‬سحب النص في حالة استمرار الخالف حول االقتراح المقدم من طرف اللجنة المتساوية االعضاء(‪138‬من تعديل ‪.)2016‬‬

‫‪-‬اصدار مشروع قانون المالية بموجب امر من رئيس الجمهورية بالرغم من عدم مصادقة البرلمان (‪138‬من تعديل ‪ .)2016‬ويكون‬
‫االمر له قوة قانون المالية‪.‬‬
‫بعد المصادقة على النص من طرف م ش و يرسله رئيسه في غضون ‪ 10‬ايام الى رئيس مجلس االمة ويخطر الوزير االول بذلك ‪ ،‬ثم‬
‫يرسل رئيس مجلس االمة الى رئيس الجمهورية في اجل اقصاه ‪ 10‬ايام ويشعر ريس م ش و والوزير االول بهذا االرسال‪.‬‬

‫وينشر في غضون ‪ 30‬يوما على االكثر الموالية لتاريخ الجلسة في الجريدة الرسمية لمداوالت الغرفتين(في حالة عدم اخطار المجلس‬
‫الدستور من احدى السلطات الواردة في م ‪ 187‬فانه يوقف هذا االجل الى غاية الفصل فيه من طرف المجلس الدستوري) ‪ ،‬مع مالحظة‬
‫انه يمكن للنواب واعضاء المجلس والحكومة حق االطالع على نصوص تدخالتهم قبل نشرها في الجريدة الرسمية للمداوالت وحق‬
‫تصحيحها شريطة اال يغير التصحيح المعنى والمحتوى‪.‬‬

‫رقابة المجلس الدستوري للنصوص القانونية‪:‬‬

‫يتكون من ‪ 12‬عض‪ ،‬يفصل المجلس في دستورية المعاهدات والقوانين والتنظيمات براي‪ ،‬كما يبدي م الدستوري رايه وجوبا في‬
‫القوانين العضوية بعد ان يصادق عليها البرلمان واخطاره من طرف رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫واذا راى المجلس الدستوري ان نصا تشريعيا او تنظيميا غير دستوري يفقد هذا النص اثره ابتداءا من يوم قراره‪ ،‬فذا صرح ان القانون‬
‫المعروض عليه يتضمن حكما غير مطابق للدستور وال يتم فصله عن باق احكام هذا القانون فال يتم اصداره ‪ ،‬واذا صرح ان هناك‬
‫حكما في القانون المعروض عليه غير دستوري وفي نفس الوقت الحظ عدم فصله عن باقي احكام القانون يمكن لرئيس الجمهورية ان‬
‫يصدر هذا القانون باستثناء الحكم المخالف للدستور او ان يطلب من البرلمان قراءة ثانية وفي هذه الحالة يعرض الحكم المعدل على‬
‫المجلس الدستوري لمراقبة مطابقته‪.‬‬

‫فإذا رأى المجلس الدستوري ان معاهدة او اتفاقية غير دستورية فال يتم التصديق عليها‪ ،‬إن اآلراء والقرارات المتخذة من المجلس‬
‫الدستوري ملزمة لكافة السلطات العمومية والقضائية واإلدارية وهي غير قابلة ألي طعن‪.‬‬

‫االصدار والنشر‪:‬‬

‫نجد اساس االصدار في نص المادة ‪ 144‬من تعديل ‪ 2016‬حيث يصدر رئيس الجمهورية القانون في اجل ‪ 30‬يوما وفي حالة اخطار‬
‫م الدستوري يوقف االجل الى غاية الفصل فيه ‪.‬‬

‫كما يمكن لرئيس الجمهورية اجراء ان يطلب اجراء مداولة ثانية في قانون تم التصويت عليه في غضون الثالثين يوما الموالية لتاريخ‬
‫اقراره‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يتم اقراره اال باغلبية ‪ 2/3‬ثلثي اعضاء م ش و واعضاء م االمة (م‪145‬من تعديل ‪.)2016‬‬

‫واالصدار هو عمل قانوني دستوري يقوم به رئيس الجمهورية الضفاء صفة القانون على النص وتثبيته‪ ،‬وهو من اعمال السيادة التي‬
‫ال تقبل الطعن امام القضاء‪.‬‬

‫واالصدار ال ينشئ قاعدة وانما يكشف عن نص موجود ‪ ،‬مع االشارة ان الوزير المكلف بالعالقات مع البرلمان هو الذي يتابع عملية‬
‫اصدار النصوص ونشرها بالتنسيق مع الهيئات المعنية خاصة االمانة العامة للحكومة المعنية االولى به‪.‬‬
‫ويختلف االصدار عن التصديق في كون االصدار واجب دستوري يمارس متى تاكد الرئيس ان القانون كان مطابقا للدستور بمعنى انه‬
‫اختصاص مقيد في حين ان التصديق مقيد‪.‬‬

‫ولم يرتب القانون أي جزاء عن عدم اصدار القانون في مدته المحددة أي تجاوز ‪ 30‬يوم ماعدا التذمر من النواب او االحزاب وتعطيل‬
‫االجراء‪.‬‬

‫النشر‪:‬‬

‫ان عملية النشر هي اخر مرحلة من مراحل اعداد النصوص القانونية عموما وقد نصت المادة الرابعة من القانون المدني على انه"‬
‫تطبق القوانين في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ابتداءا من يوم نشرها في الجريدة الرسمية تكون نافذة المفعول بالجزائر‬
‫العاصمة بعد مضي يوم كامل من تاريخ نشرها وفي النواحي االخرى في نطاق كل دائرة بعد مضي يوم كامل من تاريخ وصول‬
‫الجريدة الرسمية الى مقر الدائرة ويشهد على ذلك تاريخ وختم الدائرة الموضوع على الجريدة"‪.‬‬

‫وتكمن اهمية النشر في تمكين االعوان والموظفين من تطبيقها وااللتزام بها والمواطنين من االطالع عليها والعمل بها‪ ،‬تجسيدا لما‬
‫جاء في المادة ‪ 74‬من التعديل الدستوري االخير التي نصت على انه‪ ":‬ال يعذر بجهل القانون‪ ،‬يجب على كل شخص ان يحترم الدستور‬
‫وقوانين الجمهورية"‪ .‬وبما ان النشر مهمة االمين العم للحكومة فعليه واجب حفظها في ارشيفه‪.‬‬

‫التشريع العادي والتشريع العضويملف‬ ‫‪‬‬

‫الموضوع الرابع‪ :‬التدخل الحكومي في العمل التشريعي‬ ‫‪‬‬

‫شهدت كل من السلطة التشريعية والتنفيذية في الجزائر تغييرات أدت إلى تطور وظيفة السلطة التنفيذية‪ ،‬فلم تعد تقتصر مهمتها على تنفيذ‬
‫القوانين بل تخطت ذلك‪ ،‬فأصبحت تنظم المسائل التي ال ينظمها التشريع‪ ،‬وانعكس هذا على السلطة التشريعية‪ ،‬ونتيجة عجزها عن اإلمساك بزمام‬
‫اختصاصها التشريعي تمكنت السلطة التنفيذية من الهيمنة على اختصاصها‬
‫ويعود سبب عجز البرلمان عن مهمته التشريعية إلى بطء هذا الجهاز في إيجاد حل ول سريعة‪ ،‬وتعقد إجراءات العملية التشريعية‪ ،‬وقدرة السلطة‬
‫التنفيذية على حل األزمات التي تمر بها الدولة واعتبارها األكفأ على العمل التشريعي‪ ،‬وبذلك فقد البرلمان المكانة األولى التي كان يحتلها في‬
‫النظام السياسي‪ ،‬واستولت السلطة التنفيذية على مجاالت كانت حكرا على السلطة التشريعية‪ ،‬وتجسد ذلك في تضمين الدستور الجزائري أحكاما‬
‫محددة لمجاالت البرلمان على سبيل الحصر‪ ،‬بينما ظلت بقية المجاالت مفتوحة في يد السلطة التنفيذية ال سيما اختصاصات رأس الهرم فيها‬
‫والمتمثل في رئيس الجمهورية‬

‫التدخل الحكومي في العمل التشريعيملف‬ ‫‪‬‬

‫الموضوع الخامس‪ :‬الدور التشريعي لرئيس الجمهورية‬ ‫‪‬‬

‫إن اختصاص التشريع من المهام األصيلة للبرلمان في كل األنظمة السياسية منها الجزائر‪ ،‬وهذا تطبيقا لمبدأ الفصل بين السلطات الذي يقضي‬
‫باستقاللية كل سلطة في أداء مهامها‪ ،‬مع وجود توازن بينهما من خالل مظاهر التعاون والرعاية بين السلطتين‪.‬‬
‫ولكن بالنظر ألهمية الوظيفة التشريعية وضرورتها لديمومة الحياة داخل الدولة‪ ،‬أصبحت السلطة التنفيذية تساهم في اإلنتاج القانوني عن طريق‬
‫جملة من اآلليات‪ ،‬األمر الذي أدى إلى تقليص عمل البرلمان في المجال التشريعي‪ ،‬مقابل تفوق السلطة التنفيذية وتعزيز المركز التشريعي لرئيس‬
‫الجمهورية‪.‬‬

You might also like