Professional Documents
Culture Documents
كاظم أهمية الآثار البيولوجية في كشف الجريمة
كاظم أهمية الآثار البيولوجية في كشف الجريمة
كاظم أهمية الآثار البيولوجية في كشف الجريمة
بأشراف
م.د .سمير محمد احمد
1445ه 2024م
الر ِحيم س ِم اللَّـ ِه َّ
الر ْح َم ٰـ ِن َّ ِب ْ
] طه[114:
اإلهداء
إلى من وضع المولى -سبحانه وتعالى -الجنة تحت قدميها ،ووقَّرها في كتابه العزيز...
(أمي الحبيبة).
(أبي ال ُموقَّر).
(أخي ال ُمحترم).
1
ـ مسعود زبدة " :القرائن القضائية " ،المرجع السابق ص . 47
المبحث األول
تعتبر اآلثار البيولوجية مجموعة من المخلفات الحيوية التي مصدرها جسم اإلنسان و إفرازاته ،كآثار
البصمات التي يكون الجاني قد تركها على بعض األشياء إثر لمسها بمسرح الجريمة ،أو آثار شعره
الذي تساقط منه دون أن ينتبه سواء إثر مقاومة الضحية أو تساقط تلقائيا ،أو بقع دموية أو منوية
أو غيرها ،كلها توجب الفحص للتأكد من نسبتها للمتهم .و سنتطرق لهذه اآلثار بشيء من التفصيل
من خالل ثالثة مطالب ،حيث ندرس أوال البصمات بمختلف أنواعها و التركيز في كل نوع على
طريقة فحصها و خاصة حجيتها في اإلثبات ،ثم نتعرض لدراسة إفرازات جسم اإلنسان طرق فحصها
و حجيتها فـي اإلثبات ،و أخيرا ندرس الحمض النووي أو البصمـة الوراثيـة ADNكأحدث تقنيـة
في اإلثبات .
المطلب األول :البصمات .
لقد دلت كل التجارب تقريبا على أن أسلوب البصمات يلعب دورا كبيرا في التحقيق الجنائي ،و على
أنه األسلوب الوحيد الذي ال يخطيء ،لكن هذه الفكرة قد بدأت تحجب ألنها ظهرت عندما تصدرت
بصمات األصابع علم األدلة الجنائية ،فكانت آنذاك اكتشافا جديدا أحدث ثورة في مجال البحث الجنائي ،
لكن األبحاث العلمية أظهرت وجود بصمات أخرى لدى اإلنسان ال تقل أهمية عن بصمات األصابع
مثل بصمة األذن ،بصمة الشفتين ،بصمة المخ و حتى بصمة الصوت ،و مازال العلم يفاجئنا يوما
بعد يوم بالمزيد من اإلكتشافات في هذا المجال .
و م ما سبق يمكننا تقسيم دراسة هذا المطلب إلى ثالثة فروع حيث ندرس بصمات األصابع ثم بصمات
الرأس و أخيرا بصمة الصوت .
الفرع األول :بصمات األصابع .
تتكون البصمة في جسم اإلنسان و هو في رحم أمه من الشهر الرابع و تكتمل خلقا قبل ميالده ،و هذا
في الشهر السادس و تستمر إلى ما بعد الوفاة ،حيث ثبت علميا أ ن الجلد هو آخر ما يصيبه التحلل من
أجزاء الجسم .
البصمة هي عبارة عن خطوط حلمية بارزة تجاورها تجاويف غائرة و يوجد على الخطوط الحلمية
البارزة فتحات المسام العرقية التي تتصل عن طريق قنوات بالغدد العرقية .هذه الخطوط الحلمية البارزة
هي التي يعلق بها الحبر ،بينما تظل التجاويف الغائرة خالية من الحبر لذلك عند أخذ بصمة اإلصبع
على الورق يلتصق الحبر العالق بالخطوط الحلمية بالورق و يبقى موضع التجاويف الغائـرة فارغا ال أثـر
للحبر فيه .1و تغطي هذه البصمات أطراف األصابع و راحة اليد و باطن القدم و أصابعه ،لذلك بصمات
األصابع في وقتنا الحالي تشكل البصمة المتخلفة عن األصابع أو راحة اليد و حتى األقدام كما أنه في
غالب األحيان ما يتعذر معرفة مصدر البصمة من هذه المصادر المختلفـة لذلك سوف نتطرق إلى هذه
األنواع فيما يلي :
أوَل :بصمات أصابع اليد
ثبت يقينا وباألساليب العلمية أن بصمات األصابع تتميز بميزتين هامتين يبنى عليهما استخدامها
في تحقيق شخصية األفراد هاتين الميزتين هما :الثبات وعدم التغير ’ وعدم وجود شخصين لهما بصمتان
متماثلتان في الخطوط و الميزات حتى و لو كانا توأمين من بويضة واحدة .2
لقد اتخذ علماء األبحاث الجنائية تصنيفا لبصمات أصابع اليد و جعلوها أربعة أنواع :
• أشكال ليس بها زوايا مطلقا و تسمى بالمقوسات ،و تشكل من نوعين من البصمات :المقوس
العادي و المقوس الخيمي ﴿.3أنظر الملحق ﴾ 3
• أشكال بها زوايا سميت بالمنحدرات ،و هي إما منحدر من اليمين أو منحدر يسار .
• أشكال بها دوائر سميت النوع الحلزوني أو المستديرات و فيه يدور الخط حول نفسه مكونا دوائر.
• النوع المركب و يحتوي على أكثر من نوع من األنواع السابقة .4
إن تخلف البصمة في مسرح الجريمة أمر وارد لذا كان واجبا على فريق خبراء مسرح الجريمة
البحث عن مختلف البصمات بالمكان .إذا كانت البصمة ظاهرة للعين فيجب على الخبير أال يسرع في
استعمال المساحيق لرفعها .ألن مثل هذه البصمات تكون محتوية على كمية وافرة من المواد الدهنية ،
فمن األفضل تصويرها مباشرة لضمان سالمتها مع تسليط اإلضاءة المالئمة .أما إذا كنا بصدد بصمات
خفية فالبد إلظهارها من استعمال مساحيق معينة ،مثل كلوريد الصوديوم ،المنغنيز ،أو مسحوق
األنثراسين إذا كانت البصمة على سطح ملون ،أو حتى إظهارها بواسطة تفاعالت كيميائية مثل محلول
نترات الفضة و بخار اليود ،و بعد إظهارها تأتي عملية الرفع بواسطة شريط شفاف يثبت إلى جانب
البصمة المظهرة ثم يمدد فوقها بعناية بعدها ينزع لتكون ذرات المسحوق قد التصقت بالسطح اللزج
للشريط ،بعدها يثبت الشريط على بطاقة .5
1ـ ضياء الدين حسن فرحات " :البصمات أهميتها ـ أشكالها ـ إظهارها ـ رفعها ـ المضاهاة الفنية " ،توزيع منشأة المعارف
باإلسكندرية ،جالل حزي و شركاؤه ، 2005ص . 05
2ـ قدري عبد الفتاح الشهاوي " :أدلة مسرح الجريمة" ،المرجع السابق ص . 11
3ـ ضياء الدين حسن فرحات " :البصمات أهميتها ـ أشكالها ـ إظهارها ـ رفعها ـ المضاهاة الفنية " ،المرجع السابق ص . 53
4ـ هشام عبد الحميد فرج " :معاينـة مسرح الجريمـة ألعضاء القضاء و النيابـة و المحاماة و الشرطـة و الطب الشرعـي" ،المرجـع
السابق ص . 149
5ـ ضياء الدين حسن فرحات :نفس المرجع ص 54ـ . 55
ـ عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص 194و ما بعدها .
في حالة وج ود جثة مجهولة الهوية بمسرح الجريمة ،فتؤخذ بصمات أصابعها و لكن تتوقف سهولة
هذه العملية على حالة الجثة .فإذا لم تصل حالتها إلى درجة التيبس الرمي ،هنا تنظف األصابع بالكحول
أو بمحلول من الماء و الصابون ثم تجفف جيدا ثم تطلى بحبر البصمة و تؤخذ بذلك بصمات الجثة .أما
إذا كانت الجثة في حالة تيبس رمي فيقوم الطبيب الشرعي بتسهيل عملية خبير البصمات بكسر التيبس
الرمي و هذا بفرد األصابع بالتمرين العنيف أو بقطع وتر العضلة أو قطع األصابع نفسها ثم أخذ
البصمات على الطريقة السابقة .أما إذا كنا بصدد جثة انتشلت من الماء أو أصبحت على درجة متقدمة
من التحلل الرمي ،هنا يتم نزع الجلد المغطي للكف و األصابع و يوضع في محلول الفورمالين بتركيز
%20لمدة ساعتين على األقل ،بعدها يقوم الخبير بلبس جلد األصابع على شكل قفازات و تؤخذ
البصمات عاديا بالطريقة السابقة .أما إذا كان التعفن تاما فيتم تصوير البصمات بواسطة األشعة السينية .1
يتم حفظ البصمات المأخوذة في ذاكرة الكمبيوتر الذي يتولى تصنيفها و وضع التقسيمات الفنية لها
و مضاهاتها مع البصمات المخزنة في ذاكرة الكمبيوتر ﴿ نظام AFISلحفظ و استرجاع بصمات
األصابع ﴾ ،و قد تكون المضاهاة مع بصمات المشتبه فيه و هذا بالبحث في المميزات الشخصية لكل
بصمة ،فقد تمكن من معرفة مهنة الشخص من خالل اآلثار و الخدوش التي تتميز بها بصمته ،و قد
استقر رأي علماء البصمات في معظم دول العالم على وجوب توافر 12عالمة مميزة على األقل إلثبات
التطابق بين بصمتين .
إن البصمات و لوقت طويل كانت السالح الذي أشهرته الشرطة الجنائية في وجه المجرمين ،و رغم
ظهور أدلة جديدة في مجال البحث الجنائي تفوقها أهمية كالبصمة الوراثية ،إال أنها لم تتراجع و الزالت
تعتبر من أهم األدلة الجنائية في اإلثبات ،و إن اكتشاف الجديد من األدلة ال يقلل من قيمتها .
ثانيا :بصمة الكف
إن أول استخدام لبصمة الكف كان في 9سبتمبر ، 1931و منذ ذلك الوقت بدأت بصمة الكف تأخذ
وضعها في اإلثبات الجنائي و تصدر أحكام بعد التعرف على الجناة من خالل بصمات أو جزء من
بصمات الكف أو راحات اليد. 2
من الحقائق الثابتة أن بصمة الكف لها جميع الخصائص المميزة الثابتة في بصمات األصابع
فالخطوط الحلمية في بصمة الكف أو راحة اليد تختلف عن تلك الموجودة باألصابع ،لكنها من حيث
مضاهاتها تكون أصعب من مضاهاة بصمات أصابع اليد ،ذلك ألن الخبير في مسرح الجريمة يكون قد
اكتشف جزءا صغيرا من بصمة الكف ،و نادرا ما يمكن وجود آثار لبصمة كف كاملة ،لذلك فإن عملية
ـ عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص . 199 1
ـ بوادي حسنين المحمدي " :الوسائل العلمية الحديثة في اإلثبات الجنائي" ،المرجع السابق ص من 36إلى . 38
و تحفظ في جهاز الكمبيوتر و يتم إرسالها إلى الكمبيوتر المركزي بالعاصمة الذي يتولى إرسالها إلى
مختلف أجهزة األمن عبر كامل التراب الوطني و كل ذلك في دقائق معدودة .
ثالثا :بصمة القدم
إن آثار األقدام هي أكثر اإلنطباعات التي تشاهد في مسرح الجريمة أو بالقرب منه حيث تتكون آثار
األقدام بالموقع عندما تتلوث القدم العارية أو الحذاء ببعض المواد الغريبة أو الدهون أو األتربة أو عندما
تضغط القدم العارية أو الحذاء على مادة قابلة للتشكل مثل الطين ،و منه تتركز دراستنا آلثار األقدام من
الجانب العلمي و بيان طرق اإلستفادة منها في إثبات الفعل اإلجرامي و ذلك من خالل تعريفها ،معرفة
أماكن وجودها ،كيفية رفعها ،و أخيرا فحصها ،مع المالحظة أن بصمات القدم ال تسمح بالتعرف على
هوية صاحبها بالدقة التي تعرفها بصمات أصابع اليد و لكنها فقط يمكنها أن تثبت التشابه المحتمل و ربما
تحديد الجنس .1
/1تعريف طبعات األقدام :للقدم خمسة أصابع و كل أصبع يتركب من ثالث سالميات ما عدا األصبع
األكبر فإنه يتركب من سالميتين ،و تحت كل سالمية أمامية وسادة تلتقي مع األرض عند المشي
و هي من جلد و نسيج خلوي .2ويسمى الجزء المرتفع عن األرض الوق األخمصي و جزء القوس
األخمصي من الجانب الخارجي هو الذي يمس األرض و يترك بها آثار البصمات ﴿ 3أنظر الملحق . ﴾ 3
يتضح من أثر القدم و شكله ما إذا كان الجاني ينتعل حذاءا أم كان حافيا ،ففي الحالة األولى يمكن
الوصول إلى معرفة شكل الحذاء و نوعه و مهنة صاحبه ،حيث أن هناك أحذية تحمل في نعلها رسوما
و أشكاال معينة تميزها عن غيرها ،كما هو الحال في أحذية الجنود و العساكر إذ يوضع في أسفل الحذاء
عدة مسامير لوقايتها ؛ و يثبت بعد المضاهاة التي يقوم بها خبراء الشرطة الجنائية أن األثر يعود لهذا
المتهم أو ذاك بفضل هذه المميزات .في حين أنه في الحالة التي تكون القدم حافية فإن األثر الذي تتركه
هو أثر البصمة أي أثر الحلمات البارزة .4
/2رفع آثار طبعات األقدام :يجب على خبير مسرح الجريمة بعد أن يعرف وقائع الحادثة أن يفكر في
أي الطرق سلكها الجاني في ذهابه و إيابه و أي األماكن وقف بالقرب منها ،فيبحث فيها عن أثر الجاني
حيث أن المجرم الذي يخرج قاصدا ارتكاب جريمة نادرا جدا أن يعمل ما يعمله الشخص الحسن النية
الخالي من سوء القصد ،فهو ال يرتكب جريمته جهارا بل يرتكبها تحت ستار الظالم أو خلسة في النهار
و يخشى من المسير في الطرق العمومية العادية للوصول إلى المكان المقصود و يفضل عند العودة
أن يسلك طريقا مغايرا حتى يكون في مأمن من اكتشاف أمره ،لذلك وجب على هذا الخبير عدم إهمال أي
ـ يحيى بن لعلى " :الخبرة في الطب الشرعي " ،المرجع السابق ص . 138 1
2
ـ عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص . 164
ـ عبد الفتاح مراد :نفس المرجع ص . 164 3
ـ عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي التطبيقي " ،المرجع السابق ص . 284 4
أثر موجود بمسرح الجريمة و لو اعتبره تافها .و أغلب األماكن التي تتواجد بها هذه اآلثار هي السطوح
الصلبة و الجافة ،أرضيات الخشب أو البالط أو الصخر ،أرضيات األتربة أو الرمل أو الطين .
يختلف أثر القدم العارية عن أثر القدم المنتعلة ،فأثر األولى هي اآلثار الخفية و التي تكون في شكل
بصمات ،و يتم رفعها بنفس طرق رفع بصمات األصابع و هذا بعد تصويرها .في حين أن أثر الثانية
و التي هي آثار ظاهرة و هي بدورها قد تكون غائرة أو سطحية بحسب طبيعة السطح الذي انطبعت
عليه ،فيتم رفعها بتقنيات مختلفة ،حيث تبدأ أول مرحلة هي تصوير األثر مع وضع مسطرة طوليا
بجانبه ثم أخذ صورة عامة و أخرى مقربة ،ألن الصورة قد تظهر تفاصيل قد ال تراها العين و ال يظهرها
القالب ،بل إن بعض التفاصيل قد يتلفها صب مادة القالب عليها و خاصة إذا كان األثرعلى تراب أو رمل
جاف .1
يتعين نظرا ألهمية هذه اآلثار استخدام المواد التي تصلح في عملية الرفع ،و يجب أن تكون المادة
التي يتم عمل قالب منها لها خاصية التجمد ،و يعتبر الجبس الباريسي من أكثر المواد استعماال و أفضلها
من طرف خبراء مسرح الجريمة للشرطة العلمية و هذا لنقائه و متانته و مالءمته ،لذا كان من الضروري
أن يكون الجبس محفوظا في وعاء مغلق حتى ال يتأثر بالعوامل الجوية .2و تتمثل الطريقة التي يتبعها
عمليا خبراء الشرطة الجنائية في رفع آثار األقدام بواسطة هذا الجبس في النقاط التالية :
• إذا كان فوق األثر ماء أو دماء فالبد من تجفيفه أوال بعناية و هذا بواسطة ماصة .
• يحاط األثر بإطار من الصفيح أو أربع قطع خشبية أو معدنية على بعد حوالي 2سنتيمتر من
جوانب األثر األربعة ،و تكون أطوالها أطول قليال من األثر بحيث تشكل القالب .
• يتم إعداد محلول الجبس الباريسي الذي نستعمله بوضع قدر من الماء يضاف إليه الجبس تدريجيا
و يقلب جيدا مدة دقيقتين على األقل .
• يسكب المحلول على األثر بحذر و األفضل استعمال ملعقة ،فإذا ما غطي األثر بالمحلول يقوى
القالب بشرائح من الخشب و يستأنف سكب المحلول ثانية .
• يجف القالب بعد خمس دقائق ليأخذ شكل األثر مباشرة لكن ال يتم رفعه إال بعد مرور نصف ساعة
لضمان سالمته ،بعد رفعه يجب التخلص من األتربة العالقة به بواسطة فرشاة ناعمة ،و في
األخير تكتب عليه كافة المعلومات الالزمة من تاريخ رفع األثر ،مكان وجوده ،و اسم رافعه .3
/3مقارنة آثار األقدام :تتم المقارنة بين القالب و بين أثر حذاء أو قدم المشتبه فيه من حيث :
ـ خربوش فوزية " :األدلة العلمية و دورها في إثبات الجريمة " ،المرجع السابق ص 88ـ . 89 1
ـ عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي " ،المرجع السابق ص 166ـ . 167
ـ عبد الفتاح مراد :نفس المرجع ص . 167 2
ـ هشام عبد الحميد فرج " :معاينـة مسرح الجريمـة ألعضاء القضاء و النيابـة و المحاماة و الشرطـة و الطب الشرعـي" ،المرجـع 3
1ـ عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي التطبيقي " ،المرجع السابق ص 286ـ . 287
2ـ إذا كان الشخص في حالة مشي تظهر مقدمة القدم أو الحذاء أكثر ظهورا أو عمقا بخالف حالة الجري السريع فيكون العقب هو
األكثر عمقا ألن األصابع في حالة الجري تمس األرض مسا خفيفا ،أما إذا كان الشخص واقفا فيظهر طول القدم أصغر من طولها في
حالة المشي و عرضها أكبر منه في حالة المشي .راجع :
ـ بوادي حسنين المحمدي " :الوسائل العلمية الحديثة في اإلثبات الجنائي" ،المرجع السابق ص 114ـ . 115
3ـ عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص . 217
ـ هشام عبد الحميد فرج :المرجـع السابق ص 132ـ . 133
و متقطعا و أحيانا أخـرى منعدما تماما ،غيـر أنـه يكون مستمرا على مستوى شعـر العانة و الشارب .1
و تختلف هذه المناطق من حيث شكلها و سمكها و لونها من شخص إلى آخر ،حيث أثبتت الدراسات
العلميـة في هذا المجال أن لكـل شعرة 14عنصرا نادرا ،و اثنيـن من بيـن بليـون شخص يتقاسمان تسعـة
عناصر منها .2
بعد وصول عينات الشعر إلى مخابر الشرطة الجنائية و بالضبط إلى فرع البيولوجيا ،تبدأ عملية
الفحص أوال من المظهـر الخارجي للشعرة و هذا بالعين المجردة و قبل تنظيفه ،إذ يسمح هذا الفحص
بتسجيل مواصفات الشعر الظاهرية كاللون ،الطول ،السمك و تصنيفه ضمن صنف من أنواع الشعر
المختلفة ﴿ ناعم ،متموج ،صوفي ،متهدل ،مجعد ﴾ .3و يتم التفريق بين الشعر و األلياف النسيجية
األخرى بالرائحة المميزة الحتراق الشعر و التواء الطرف المتحرق للشعرة ،و قبل وصول مرحلة
الفحص المجهري للشعرة تمر بمعالجة و تحاليل هامة و هذا من أجل إزالة العوالق المرتبطة بالشعر
و ذلك باستخدام مذيب ثنائي كلور الميثان" ،" Dechloro Méthaneو الذي ال يؤثر في محتويات
الشعرة الداخلية ،و يفضل استخدام هذا المذيب ثالث مرات للتخلص من الملوثات و العوالق تماما
من السطح الخارجي للشعرة . 4
بعد هذه المرحلة تأتي مرحلة الفحص المجهري للشعرة بواسطة الميكروسكوب ،حيث يتمكن الخبير
الفني من خالل هذا الفحص من استنطاق الشعرة لمعرفة ساللة مصدر الشعرة هل إنسان أم حيوان
من خالل الفروق الواضحة بين الطبقات الثالثة لكال الفصيلتين ،كما يمكنه معرفة جنس و عمر
صاحبها و كذا تحديد العضو الذي تساقطت منه الشعرة ،و يتم التفريق بين أنواع األشعار بمعرفة
صفات كل نوع ،فشعر الرأس يظهر بمقطع بيضوي أو مستدير يتراوح من 2إلى 20سنتيمتر و هي
أطول من ذلك لدى المرأة ،و يكون مثلث المقطع بالنسبة لشعر الذقن و الشارب و الذي يبلغ سمكه أكثر
من 100ميكرون ،أما شعر الحاجبين فهو قصير و قوسي الشكل و له نهاية مدببة .كما يتم التفرقة بين
شعر الذكر و شعر األنثى من خالل األصباغ ،طول الشعرة و فحص الكروموزومات الجنسية الموجودة
في خاليا الشعر ،و يمكن تحديد الجهة التي تساقط منها الشعر هل الشارب ،شعر الرأس ،شعر العانة ،
شعر اإلبط ،...كما يمكن معرفة عمر الشعر ضمن حدود .و يمكن التمييز كذلك بين شعر الطفل و شعر
البالغ ،إذ أن شعر الطفل جذوره تذوب مباشرة في محلول البوتاس الكاوي " " Potasse caustique
1
ـ يحيى بن لعلى " :الخبرة في الطب الشرعي " ،المرجع السابق ص . 151
2
ـ " األدلة الجنائية " :مجلة الدركي العدد العاشر ،الجزائر ديسمبر 2006ص 23ـ ، 24وردت بدون ذكر المؤلف .
ـ " ، "www. ar- wikipédia . orgأدلة جنائية ويكيبديا الموسوعة الحرة .
3
ـ عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص . 217
4
ـ عمر الشيخ األصم " :تحليل بعض المخدرات القاعدية في الشعر "ـ دراسة تطبيقية مقارنة ـ أكادمية نايف العربية للعلوم األمنية ،
الرياض 1999ص 62ـ . 63
في حين أن شعر البالغ يقاوم فترة من الزمن . 1و في األخير فإن لفحص الشعرة أهمية بالغة يتم من خالله
الكشف عن بعض مواصفات صاحبها من حيث سنه ،جنسه ،إثبات الصلة بين شخصين و هذا في حالة
العثور على الشعرة عالقة بالضحية يكون أمسك بها في يده أو عثر عليها تحت أظافره لتوضح مقاومة
الضحية للجاني .
و كذلك في الجرائم الجنسية فقد يعثر على شعـر الجاني عند األعضاء التناسليـة أو بالمالبس الداخليـة
للطرفين .2كما يكشف تعرض الضحية للتسمم بالزرنيخ " "Arsenicبعد فحص أشعاره ألن هذه المادة
تترسب باألنسجة القرنية بالشعر و األظافر ،و يفيد في كشف المخدرات القاعدية و لو مرت على الوفاة
فترة طويلة ،و هذا باستخدام الصودا الكاوية فهي األنسب ألنها تعمل على تحرير المادة المخدرة .كما
يمكن استخدام جهاز كروماتوغرافيا السائل ذي الكفاءة العالية HPLCفي تحديد نسبة النيكوتين في
الشعـر ،غير أن كثيرا مـن الخبراء في هـذا المجال يفضل استعمـال جهاز كروماتـوغرافيـا الغاز مطياف
الكتلة ﴿ ﴾GC/MSو ذلك لحساسية المواد المخدرة لهذا الجهاز و فعاليته . 3
و رغم أن الشعرة يمكنها أن تقدم دليال حيويا ينير التحقيق ،إال أنها ال تملك الداللة القاطعة في اإلثبات
كالتي تملكها بصمات األصابع ،بل تبقى مجرد قرينة بسيطة ال تقبل بمفردها كدليل إدانة ،إال إذا تساندت
مع باقي األدلة لتكون اإلقناع لدى القاضي الجزائي ،ومن أجل ذلك يتدخل العلم الحديث مرة أخرى عن
تحليل النشاط النيتروني فيعالج الشعرة بالمواد المشعة في مفاعل نووي ،ثم يتم حساب نسبة التلف الناتجة
إلكترونيا مما يزيد من احتمال تحديد هوية الشعر .4و مع اكتشاف تقنية البصمة الوراثية أصبح وجود
شعرة بمسرح الجريمة يقود إلى الكشف عن هوية صاحبها مباشرة عن طريق هذه التقنية .
1ـ " أساليب الجريمة و مؤسسات التحقيق الجنائية العالمية " ،المرجع السابق ص 298و ما بعدها .
2ـ " أساليب الجريمة و مؤسسات التحقيق الجنائية العالمية " ،المرجع السابق ص 218ـ . 219
3ـ يحيى بن لعلى " :الخبرة في الطب الشرعي " ،المرجع السابق ص . 153
ـ عمر الشيخ األصم " :تحليل بعض المخدرات القاعدية في الشعر " ،المرجع السابق ص 63و ما بعدها .
ـ هشام عبد الحميد فرج " :معاينـة مسرح الجريمـة ألعضاء القضاء و النيابـة و المحاماة و الشرطـة و الطب الشرعـي" ،المرجـع
السابق ص . 135
ـ " أساليب الجريمة و مؤسسات التحقيق الجنائية العالمية " ،المرجع أعاله ص . 305
4ـ " األدلة الجنائية " :المرجع السابق ص . 24
ـ " ،"www. ar- wikipédia . orgالمرجع السابق .
و عضو سابق في كلية هارفورد الطبية ،و أبهر هذا الخبير المجتمع األمريكي عندما تمكن من تحويل
الكلمات و الصور ذات العالقة بجريمة معينة إلى ومضات على شاشة الكمبيوتر مستخدما في ذلك تقنية
حديثة جدا ليثبت عالقة المجرم بتلك الكلمات أو الصور. 1
يتفق العلماء على أن هناك موجة في المخ مرتبطة في الذاكرة تسمى ، P300و عندما يتعلم الشخص
شيئا هاما و يريد أن يتذكره و يستعيده للحاجة إليه فإن موجة المخ P300ستقوم بهذا اإلسترجاع فهـو من
واجبها ،دون أن يشعر اإلنسان بذلك .و مثال ذلك أثناء التحقيق تم اإلشتباه في شخص بارتكابه جريمة
قتل با ستخدام سكين ذو مقبض لونه أخضر ،فإن التحقيق مع هذا الشخص باستخدام بصمة المخ يبدأ
بجلوسه أمام شاشة كمبيوتر بينما يجلس المحقق أمام جهاز آخر يسجل نتائج التحقيق في صورة خطوط
متعرجة ،بعدها يعرض على المشتبه فيه على شاشة الكمبيوتر صورا لعدد من السكاكين ليست من بينها
السكين المستعملة في الجريمة ،هنا يكون تأثير الموجة P300ظاهرا على الشاشة أمام المحقق عبارة
عن خط بياني قد يرتفع و قد ال يرتفع و لكنه في النهاية يستقر عند حد معين .إال أنه بمجرد أن يعرض
المحقق على المشتبه فيه صورة السكين التي ضبطت في الحادث ذات المقبض األخضر ،فإن الخط
البياني يرتفع إلى أعلى قمة بفعل تأثير الموجة P300مما يدل على أن ذاكرته استرجعت صورة سالح
الجريمة و أن له عالقة بها فعال ، 2و يفسر العلماء ذلك بأن مخ اإلنسان يصدر شحنة كهربائية إيجابية
عند لحظة التعرف على شيء مألوف لديه .
و قد قامت إحدى الشركات األمريكية بتطوير نظام بصمة المخ و استعمل في عدة محاكمات أهمها
قضية تيري هارينجتون Terry Harringtonالمتهم بجريمة قتل و المحكوم عليه بالسجن المؤبد
سنة 1977حيث نقضت محكمة أيوا العليا الحكم سنة 2003بعد أن أمضى 24سنة في السجن و طلبت
إجراء محاكمة جديدة ،حيث قام الدكتور لورانس فارويل بإخضاع هارينجتون إلى اختبار بصمة المخ ،
و قد أظهر اإلختبار عدم تواجده في مكان الجريمة وقت ارتكابها أدى ذلك إلى حصوله على البراءة .
و هكذا قضت المحكمة العليا بوالية أيوا بعد هذه الحادثة و قضايا أخرى قبول بصمة المخ كدليل
علمي بعد أن لبى هذا اإلبتكار المتطلبات القانونية لإلعتراف به ،و قد كان من نتائج هذا اإلكتشاف
أن وكالة المخابرات المركزية األمريكية CIAدعمت التجارب التي قام بها الدكتور لورانس فارويل
و قد منحته مبلغ مليون دوالر لمساعدته في تطوير اختراعه الستخدام هذه البصمة في مجال اإلرهاب ،
حيث يمكن بسهولة أن يظهر اإلختبار ما إذا كان الشخص قد تدرب على اإلرهاب من عدمه ،و توجد
حاليا قائمة إنتظار طويلة بحوالي 400طلب إلجراء اختبار بصمة المخ من مسجونين أمريكيين .
1
ـ بوادي حسنين المحمدي " :الوسائل العلمية الحديثة في اإلثبات الجنائي" ،المرجع السابق ص . 63
2
ـ بوادي حسنين المحمدي " :الوسائل العلمية الحديثة في اإلثبات الجنائي" ،المرجع السابق ص . 63
و يبقى هذا اإلكتشاف العظيم في مجال األدلة الجنائية حكرا على الواليات المتحدة األمريكية
و لم ينتشر بعد في دول أخرى ،و إلى حين ذلك يقول الدكتور لورانس فارويل " أن استخدام
بصمة المـخ سوف تـوفـر الماليين مـن الدوالرات ،كما ستوفـر الوقت و سوف تحمي الكثيـر من األحيـاء
و سيتم اإلفراج عن األبرياء من السجن و وضع القانون موضع التنفيذ لمتابعة المجرمين الحقيقيين". 1
ثالثا :بصمة األذن .
إن لكل شخصا أذنان تتسم بخصائص مميزة ال تتكرر مع غيرها ،حيث أنه من الثابت علميا أن بصمة
األذن اليمنى تختلف في شكلها العام و في حجمها عن األذن اليسرى لنفس الشخص و بالتالي تختلف
من شخص إلى آخر ،لذلك تمثل بصمة األذن أسلوبا فريدا في مجال تحقيق الشخصية للفرد باعتبارها
وسيلة إثبات تعتمد على أسس علمية تتصل بعلم تشريح األعضاء و قد ثبتت حجيتها علميا بعد بصمات
األصابع و األقدام .2
يتصور استخدام األذن في تنفيذ الجريمة عن طريق استراق السمع فقط ،و من ثم فإن تواجد بصمة
األذن بمسرح الجريمة يكون عادة على األبواب الخارجية أو النوافذ ذات السطح الالمع و األملس ،كون
أن بعض المجرمين و خاصة في جرائم السرقة يعتادون على مثل هذا التصرف كنوع من اإلستكشاف
للتأكد من عدم وجود أصحاب المنزل .كما يمكن وجود بصمة األذن على الخزائن ذات األرقام السريـة
التي تعـد من األساليب لدى بعـض المجرمين في فتح الخزنـة .
تتم المضاهاة بتصوير أذن المشتبه فيه و بيان الخطوط المطلوبة و تتم مقارنتها مع النموذج المرفوع
من مسرح الجريمة على أساس شكل األذن ﴿ شكل الصوان و الحلمة و الثنيات و الحواف ﴾ ،و قد حققت
بذلك نتائجها في مجال اإلثبات الجنائي .3
و تجدر اإلشارة إلى أن البوليس البريطاني بدأ في إنشاء أول بنك معلومات خاص ببصمات األذن
و هو األول من نوعه في العالم و هذا بمركز التحقيقات الجنائية بدورام البريطانية ،حيث دخلت به حوالي
1200صورة لبصمات أذن .4و رغم ما ذكر فإن استعمال بصمة األذن في مجال اإلثبات الجنائي
ظل مقصورا على الدول المتطورة ،في حين اكتفت الدول العربية و من بينها الجزائر ببصمات األصابع
لتحقيق الشخصية ،و حتى تصل إلى درجة تعميمها و إقحامها في مجال البحث الجنائي ،تبقى من أهم
األدلة المشابهة لنظام بصمات األصابع و التي يمكن أن تحظى مستقبال باهتمام أكبر .
رابعا :بصمة العين .
1
ـ بوادي حسنين المحمدي :نفس المرجع ص 65ـ . 66
2
ـ عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص 207ـ . 208
ـ اللو رابح " :أدلة اإلثبات الجزائية " ،المرجع السابق ص . 106
3
ـ عبد الفتاح مراد :نفس المرجع ص 208ـ . 209
ـ خربوش فوزية " :األدلة العلمية و دورها في إثبات الجريمة " ،المرجع السابق ص 94ـ . 95
4
ـ بوادي حسنين المحمدي " :الوسائل العلمية الحديثة في اإلثبات الجنائي" ،المرجع السابق ص 52ـ . 53
لقد اكتشف العلماء مؤخرا أن للعين خاصية بيولوجية متميزة و منفردة ،و هذا من خالل وجود
األوعية الدموية على شبكـة العين ،حيث أن هـذه األوعية غير قابلة للتغييـر أو التزوير أو حتى التجميل ،
و هذه السمة البيولوجية هي التي تسمى ببصمة العين نسبة إلى ثبات البصمة .
تتكون العين أساسا من ثالث طبقات أهمها الشبكية التي تأخذ شكل القرص ،توجد في منتصف فتحة
يدخل منها الضوء تسمى القزحية التي تعتبر المكون الرئيسي لبصمة العين ؛ و صورة القزحية بمكوناتها
تختلف من شخص آلخر و ال يمكن تكرارها ،و بالتالي تصبح صالحة ألن تكون بصمة مميزة للشخص ،
فضال على أنه يستحيل العبث بها أو تغييرها ألنها مغطاة كما أن هناك مسافة تفصلها عن القرنية التي تعد
الطبقة الثالثة للعين ،و أي محاولة لتغيير هذا النظام تؤدي فورا إلى تدمير أجزاء كبيرة من العين أو فقدان
البصر تماما .1
يتم تسجيل بصمة عين الشخص بواسطة جهاز يعمل على تسليط األشعة على األوعية الدموية
في العين ،حيث يجلس الشخص أمام الجهاز و عيناه مفتوحتان فيلتقط الجهاز البصمة ،ثم يقارنها ببصمات
العين األخرى المسجلة على الكمبيوتر الملحق بالجهاز ،و خالل ثانية يحدد الكمبيوتر هوية الشخص .
يرى العلماء حاليا أن البصمة الجديدة للعين سوف تأخذ مكانها و دورها كمحدد لهوية األشخاص
و كدليل جنائي حاسم ضد المشتبه فيهم أو المتهمين ،و لكن في انتظار ذلك تبقى هذه التقنية نسبية
في إثبات الجريمة ،و ال يمكن األخذ بها منفردة كدليل رغم فعاليتها و دقتها إذ أنها أحيانا تكون دليل نفي
أكثر من كونها دليل إثبات كما أنها قد تتعرض إلى تغيير من طرف المتهم الذي يحاول تضليل العدالة
و هذا بلبسه العدسات الالصقة إلخفاء بصمات عيونه ؛ كل هذه األسباب أدت و الزالت تؤدي إلى عدم
إمكانية اعتبار بصمة العين دليال ماديا قاطعا يبنى عليه الحكم الجزائي في األخير باإلدانة أو بالبراءة .
ـ خربوش فوزية " :األدلة العلمية و دورها في إثبات الجريمة " ،المرجع السابق ص 96ـ . 97 1
العاصمة ،و لم يكن من آثار هذا الخطاب سوى آثار شفتين على المظروف من الخارج ،و تم إرسال
هذا األخير إلى مصلحة الطب الشرعي لألسنان بكلية الطب بطوكيو حيث أجري تحقيق مع عدد
من المشتبه فيهم ،و بمضاهاة البصمة المجهولة على المظروف ببصمات شفتي المشتبه فيهم انطبقت
تماما على أحدهم و من ثم قدم للمحاكمة و تمت إدانته .و تعد هذه القضية نادرة استخدمت فيها بصمة
الشفتين كوسيلة لتحديد شخصية الفاعل .1
و بالنسبـة للعالم العربي ،فكانت مصـر من الدول العربيـة األولى التي استخدمت بصمـة الشفـاه كدليـل
إثبات و ذلك سنة ، 1979في جنح المطرية حيث ترك الجاني بصمة شفاهه و ال تزال هذه البصمة
محفوظة بأرشيف إدارة البصمات بمصلحة األدلة الجنائية بالقاهرة . 2
و تظل األبحاث العلمية مستمرة من طرف الخبراء و المختصين في اكتشاف هذه البصمة و مالها
من أهمية لكونها تعد من أحدث الطرق التي أدت إلى معرفة مرتكبي الجرائم .و رغم أهمية هذه البصمة ،
إال أنه لم يعتمد عليها بعد كدليل في إثبات الجريمة ،و لم تستعمل في مجال قضاء أغلب الدول حتى اآلن .
1ـ عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص 204ـ . 205
ـ بوادي حسنين المحمدي " :الوسائل العلمية الحديثة في اإلثبات الجنائي" ،المرجع السابق ص . 54
2ـ بوادي حسنين المحمدي " :الوسائل العلمية الحديثة في اإلثبات الجنائي" ،المرجع السابق ص 54ـ . 55
3ـ عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص . 209
ـ بوادي حسنين المحمدي :نفس المرجع ص . 131
كالمأكوالت الصلبة فيتم رفعها بعمل قالب ،ثم يصور هذا القالب و يقارن مع صورة أسنان المشتبه فيه ؛
و تكون المقارنة من حيث دوران الفك شكله و قياسه ،و كذا حجم األسنان مقاساتها و ترتيبها و الفجوات
1
التي بينها ﴿ الفلجات ﴾...
كما أن لألسنان أهمية كبرى في التعرف على ضحايا الكوارث الكبرى كاإلنهيارات و الزالزل
و الحرائق ،ألن األسنان هي أكثر أعضاء الجسم صالبة و تحمال للحرارة و عصيانا للتدمير ؛ و يتم
فحصها من قبل طبيب أسنان بواسطة عدة أنواع من األشعة كاألشعة فوق البنفسجية التي تسمح
بإظهار الكثير من البيانات ،كإظهار الضرس الناقص في الطقم ،و هل كان ذلك النقص نتيجة سقوط
طبيعي للضرس أو عن طريق الخلع ؛ كما تظهر األسنان اإلصطناعية معتمة بعد تسليط هذه األشعة
و من ثم تظهر الترميمات التي خضعت إليها األسنان كذلك .وقد يصل هذا الفحص إلى درجة تحديد
عمر الشخص من خالل تغيير األسنان اللبنية و كذا نمو األسنان األخرى ،كما يمكن معرفة عاداته
كالتدخين مثال و المشروبات الكحولية التي قد تترك أثرا واضحا على األسنان ؛ كما تسمح بتحديد حرفة
الشخص حيث نجد أن األشخاص الذين يمارسون حرفة صناعة األحذية و الخياطين تتساقط و تتكسر
بعض أسنانهم الستعمالهم لها في شد الخيوط و قطع الجلود ،فكل هذا يؤدي إلى تحديد هوية الشخص
و التعرف عليه . 2
الفرع الثالث :بصمة الصوت .
الصوت هـو ظاهرة فيـزيائية تصدر عن اإلنسان في مناسبات شتى عـن طريق جهاز النطـق ،و يعـد
بذلك من أهم الوظائف لدى اإلنسان ؛ و ذهبت بعض النظريات في علم الصوتيات إلى القول
أن للصوت البشري بصمات تميز كل إنسان عن اآلخر تماما كما هو الحال بالنسبة لبصمات
األصابع ؛إذ عكف بعض العلماء على وضع مواصفات معينة لوصف أي صوت منها ،و من هذه
المواصفات ما يتعلق بوصف إتجاه تدفق الهواء في الرئتين أثناء النطق ،فلو أخذنا من الحرفين "س .ز"
تجربة فإننا نجد أن الهواء يخرج من الرئتين حيث ال تهتز األوتار الصوتية في الحنجرة عند النطق بحرف
"س" لكنها تهتز عند النطق بحرف "ز" .لذلك درس العلماء جميع خصائص الصوت من حيث نبراته ،
نغماته تحليله إلكترونيا و من ثم تحويله إلى خطوط لتتم مقارنته مع أصوات المشتبه فيهم ؛ و أصبحت
بذلك البصمة الصوتية من األدلة العلمية الحديثة المثبتة الجريمة ، 3ذلك لما للصوت من عالقة وثيقـة
بالجريمـة إذ يمكـن استخدامـه من قبل المجـرمين كوسيلـة الزمـة فـي مراحل اإلعـداد و التحضيـر
1
ـ بوادي حسنين المحمدي " :الوسائل العلمية الحديثة في اإلثبات الجنائي" ،المرجع السابق ص . 74
شعاعي ﴿ 1أنظر الملحق . ﴾ 3و في حالة السقوط المائل أو تحرك الجسم الذي ينزف فإن القطرات
الدموية تأخذ أشكاال مختلفة مثل عالمة التعجب أو ثمرة اإلجاص و يدل الطرف المدبب للقطرة على اتجاه
تحرك الضحية أو الشخص الذي ينزف ﴿ أنظر الملحق . ﴾ 3
يبدأ خبراء الشرطة الجنائية و هم خبراء متخصصون في العلوم الطبي الشرعية بفحص عينات الدم
المرفوعة من مسرح الجريمة ،كما قد ترد إليهم العينات من مختلف المصالح األمنية من شرطة و درك
أو من المحاكم عن طريق وكيل الجمهورية أو قاضي التحقيق .تبدأ العملية بإجراء بعض اإلختبارات
و التفاعالت ،و أول ما يقومون به هو تحديد ما إذا كانت البقعة المرفوعة من مسرح الجريمة هو فعال دم
أم سائل أحمر ،و لمعرفة ذلك البد من اإلعتماد على مبدأ التفاعل الكيميائي و الذي يهدف إلى استعادة
المادة المرجعة للونها األصلي بعد أكسدتها ،و تسمح سلبية النتائج من استبعاد احتمال أن تكون البقعة
دموية .2و تكمل اإلختبارات للكشف و كمرحلة ثانية من الفحص عن معرفة هل البقعة الدموية تعود
إلنسان أم لحيوان ،و يكفي لذلك إجراء اختبار الترسيب و هو اختبار يجعل دم الحيوان يتحول بعد إضافة
مواد كيميائية خاصة إلى مادة بيضاء جيرية عكس دم اإلنسان .3
و أخيرا يتم تحديد الزمرة أو الفصيلة الدموية لصاحب البقعة و بالتالي محاولة معرفته من خالل هذا
الفحص ،فإذا نتج عن اإلختبار أن فصيلة بقعة الدم مغايرة لفصيلة دم المشتبه فيه ،كان ذلك دليال على أنه
ليس صاحب البقعة ،أما إذا تطابقتا فهذا معناه أنه من المحتمل أن يكون هو صاحبها .4
و في األخير يظهر جليا أن نتائج تحاليل بقع الدم تعتبر دليل نفي قاطع ﴿ حجة سلبية ﴾ يؤخذ بها أمام
المحكمة و لكنه ال يفيد في الحصول على دليل إثبات بشكل مؤكد ،و لكن تطور العلم أدى على ظهور
البصمة الوراثية ـ التي سندرسها بعد حين ـ أمكنت من تحديد هوية الجاني بشكل قاطع من خالل بقعة دم
واحدة و لو مر عليها زمن طويل .
ثانيا :البقع المنوية
المني هو الماء الدافق الهالمي ذو الرائحة القلوية المميزة الذي يخرج من قضيب الرجل البالغ عند
بلوغ الشهوة الجنسية ذروتها ،و يتكون من سائل منوي الذي تفرزه غدة البروستاتا و جزء خلوي المتمثـل
في الحيوانات المنوية .5
ـ يحيى بن لعلى " :الخبرة في الطب الشرعي " ،المرجع السابق ص . 146 1
ـ أدولف رييولت ـ ترجمة إدريس ملين " :الخبرة في ميدان الطب الشرعي" ،المرجع السابق ص . 67 2
ـ هشام عبد الحميد فرج " :معاينـة مسرح الجريمـة ألعضاء القضاء و النيابـة و المحاماة و الشرطـة و الطب الشرعـي" ،المرجـع
السابق ص . 125
ـ يحيى بن لعلى " :الخبرة في الطب الشرعي " ،المرجع السابق ص . 148 3
1ـ عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص . 268
ـ هشام عبد الحميد فرج :نفس المرجـع السابق ص 128ـ . 129
2ـ هشام عبد الحميد فرج " :معاينـة مسرح الجريمـة ألعضاء القضاء و النيابـة و المحاماة و الشرطـة و الطب الشرعـي" ،المرجع
السابق ص . 129
3
ـ راجع ص 48من هذه المذكرة .
ـ هشام عبد الحميد فرج :المرجـع أعاله ص 130ـ . 131 4
يقصد باآلثار غير الحيوية تلك اإلفرازات الجسمية التي ال تحتوي على مكونات حية ،و التي عند
إيجادها بمسرح الجريمة قد توصلنا إلى التعرف على شخصية المتهم عند استعمال تقنية الحمض النووي .
و عليه نخص الدراسة بإيجاز لهذه البقع مع التركيز على حجيتها في اإلثبات :
.1العرق :هو أحد إفرازات الجسم التي يتخلص بواسطتها من بعض المواد غير المرغوب فيها .
و يمكن تواجده في مسرح الجريمة على شكل بصمات األصابع التي تحوي بعض اإلفرازات
العرقية أو على شكل مناديل اليد ،أو بعض الثياب الداخلية .كما أن لكل إنسان رائحة عرق
تميزه عن غيره من باقي البشر 1و أمكن اإلستفادة من ذلك في تتبع المجرم بواسطة الكالب
البوليسية .و ظهرت تقنيات جديدة لإلستفادة من آثار العرق أو رائحته في مجال البحث الجنائي
و لكنها تبقى من وسائل اإلستدالالت و توجيه البحث ال أكثر .2
.2البول :يتم رفع البول من مسرح الجريمة بمسحة شاش و ترسل إلى المخابر ،بعدها يتم تجفيفها
في الهواء و توضع في أنبوبة أو وعاء معقم .وتتم عملية الفحص لمعرفة هل هذا البول يخص
إنسانا أو حيوانا .
.3البراز :قد يتغوط الجاني بمحل الجريمة لما يعتريه من خوف وقت ارتكابها ،كما قد يفعل ذلك
سخرية و استهزاءا بالمحل ،لذلك يجب رفع بقع البراز من مسرح الجريمة و العمل على
فحصها مجهريا أو كيميائيا للتمكن من التعرف على المتهم و تعزيز األدلة ضده .3
.4القيء :إن تواجد القيء بمسرح الجريمة له أهمية كبيرة في محاولة تكييف الجريمة المرتكبة مثل
جريمة التسميم قد يؤدي مفعول السم إلى تقيؤ الضحية قبل الوفاة ،لذلك يتم رفع القيء من مسرح
الجريمة ليتم فحصه و معرفة هل يعود للجاني أو إلى المجني عليه .4
المطلب الثالث :بصمة الحمض النووي
من اآليات العظيمة في مجال خلق اإلنسان و أسرار تكوينه ،أسرار الخلية التي كشف عنها
العلم مؤخرا آية الحمض النووي ADNالمسؤول عن حمل و انتقال الملومات الوراثية المبرمجة عليه
بصورة شفرية عبر األجيال ،و الذي يعتبر حامضا خلويا فريدا في كل شخص و بصمة ال تتكرر
من شخص إلى آخر ،و ال يمكن أن تتطابق حتى في شخصين ،إال في حالة التوائم المتطابقة التي أصلها
1ـ ذلك ما أكده القرآن الكريم على لسان يعقوب عليه السالم حين وجد رائحة يوسف عليه السالم على قميصه بعد عهد طويل ،و هذا
في سورة يوسف ":اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا و أتوني بأهلكم أجمعين * و لما فصلت العير قال أبوهم إني
ألجد ريح يوسف لوال أن تفندون " اآليتان 93ـ . 94
2ـ هشام عبد الحميد فرج " :معاينـة مسرح الجريمـة ألعضاء القضاء و النيابـة و المحاماة و الشرطـة و الطب الشرعـي"،المرجع
السابق ص . 131
3ـ عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص 270ـ . 271
4ـ عبد الفتاح مراد :نفس المرجع ص . 271
بويضة واحدة و حيوان منوي واحد فالبصمة الجينية لكليهما هي ذاتها .فسبحان هللا الباريء المصور
القائل في كتابه الكريم ":و في أنفسكم أفال تبصرون" .
الفرع األول :تعريف بصمة الحمض النووي
عندما أوجد العالم اإلنجليزي أليك جيفريز هذه البصمة الوراثية في عام 1984فإنه قد أحدث ثورة
هائلة في عالم األدلة الجنائية أسفرت في العقدين األخيرين عن حل آالف المعضالت المتعلقة بجرائم
مختلفة و أدت إلى إدانة أو تبرئة آالف المتهمين .
وكلمة ADNهي اختصار لعبارة Deoxyribo Nucleic Acidو هي الحامض النووي الذي يشكل
المادة األساسية للكروموزوم حيث تحتوي كل خلية بشرية على 23زوج من هذه الكروموزومات و بعد
تخصيب البويضة نتيجة التزاوج تصبح هذه األخيرة مكونة من 46كروموزوم و على ذلك فإن ADN
في الخلية يشمل جميع الكروموزومات بداخل نواتها حيث تشكل نظام الجينات الذي يحدد نظام
و خصائص كل فرد و التي هي السمات الجينية التي يتميز بها عن غيره ، 1و توجد هذه البصمة الجينية
في جميع خاليا الجسم كاللعاب و السائل المنوي و هي نفسها ال تتغير .
يتكون هذا النظام من تراكيب أربعة يطلق عليها اسم النيوكليوتيدات Nucleotidesالتي تمثل
الحروف األربعة التالية A-G-C-T :و يوجد حوالي 33منها في الجينات البشرية .تتشابك هذه
الحروف و تترابط بنظام ثابت في كل إنسان كالبصمة التي ال تتغير منذ ظهورها و يكون هذا الترابط
عددا هائال من التبادل و التوافق حيث يرتبط Aفي خيط مع Tفي الخيط الثاني ،و يرتبط Cفي خيط مع
Gفي الخيط الثاني و هكذا .2
الفرع الثاني :البحث عن عينات و استخالص بصمة الحمض النووي
يبدأ البحث عن البصمة الوراثية من خالل اآلثار التي يتركها الجاني في مسرح الجريمة و تتمثل هذه
اآلثار في الشعر ،اللعاب ،الدم ،السائل المنوي ،األظافر و غيرها ﴿ أنظر الملحق .﴾ 3و تكثر الخيارات
أمام الباحث الجنائي عند استخدام مخيلته لجمع األدلة الخاصة بالـ ، ADNعلما أن عددا كبيرا من
القضايا قد تم حلها عبر تحليل اللعاب الموجود في أعقاب السجائر و الطوابع البريدية ،كما أن شعرة رأس
واحدة تم إيجادها في حلق إحدى الضحايا شكلت دليال كافيا إلدانة المتهم .3
1ـ عـثمانـي عبد الكريـم ،بن لطرش طارق و لمحـان فيصل " :منهجيـة أخـذ عينـات من مسرح الجريمـة للبحث عـن البصمـة
الوراثية " ،المرجع السابق ص . 78
2ـ Charles Diaz :" La police technique et scientifique"-op.cit. page 74-75 .
3ـ حلفاية الزبيرـ بوزيان فارس -بن عطيـة رشيد -بوجهين عبد المالك -بدور رضا ـ فريمش الشريف ـ بودينـة منيـر " :البصمة
الوراثية و مدى حجيتها في اإلثبات ـ دراسة مقارنة " ،مذكرة التخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء الدفعة الثالثة 2002ـ 2005
ص 24ما بعدها .
المناخية الصعبة وعوامل التعفن و التحلل إال أنها تقاوم ذلك و يمكن الحصول عليها حتى من رفات
العظام ،و عليه أمكن للمحكمة مجابهة المتهم بهذه البصمة التي ال تخطيء أبدا .
الخاتمة
تعد اآلثار البيولوجية من األشياء الضرورية التي توجد في مسرح الجريمة ،وباإلمكان عمل مسح شامل
لها دون تجاهلها ،أو بمعنى آخر يتم الحصول عليها انطالقا من جسم اإلنسان وما يمكن أن يخلفه ويتركه
(إما جثة القتيل ،أو جسم المشتبه به أو الضحية) :بصمات األصابع ،الدم واللطخات الدموية ،اللعاب على
أعقاب السجائر ،ألياف الشعر ،كما تؤخذ أشياء أخرى من الجثة ،والمسحة الفمية ،األظافر ،ومالبس
القتيل ،كما توجد أشياء تؤخذ من المتهم كبصمات األصابع ،أو عينة من السائل المنوي ،كل هذه األشياء
يتم فحصها علميا وبطرق محددة الستخراج إما بصمات الجلد أو البصمة الوراثية لكشف وتحديد الجثث
أو األجسام المتواجدة في مسرح الجريمة أو عالقتها به ،لتحديدها ونسبتها إما إلى الضحية أو إلى المتهم،
أو لتوجيه التهم إلى المشتبه في ارتكابهم للجريمة.
المصادر
مسعود زبدة " :القرائن القضائية " ،المرجع السابق ص 47
ضياء الدين حسن فرحات " :البصمات أهميتها ـ أشكالها ـ إظهارها ـ رفعها ـ المضاهاة الفنية " ،توزيع
منشأة المعارف باإلسكندرية ،جالل حزي و شركاؤه ، 2005ص . 05
قدري عبد الفتاح الشهاوي " :أدلة مسرح الجريمة" ،المرجع السابق ص . 11
ضياء الدين حسن فرحات " :البصمات أهميتها ـ أشكالها ـ إظهارها ـ رفعها ـ المضاهاة الفنية " ،
المرجع السابق ص . 53
هشام عبد الحميد فرج " :معاينـة مسرح الجريمـة ألعضاء القضاء و النيابـة و المحاماة و الشرطـة و
الطب الشرعـي" ،المرجـع
السابق ص . 149
عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص 194و ما بعدها .
عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص . 199
هشام عبد الحميد فرج :المرجع السابق ص . 54
بوادي حسنين المحمدي " :الوسائل العلمية الحديثة في اإلثبات الجنائي" ،المرجع السابق ص . 36
ضياء الدين حسن فرحات :المرجع السابق ص 22ـ . 23
ضياء الدين حسن فرحات " :البصمات أهميتها ـ أشكالها ـ إظهارها ـ رفعها ـ المضاهاة الفنية " المرجع
السابق ص . 23
بوادي حسنين المحمدي " :الوسائل العلمية الحديثة في اإلثبات الجنائي" ،المرجع السابق ص من 36
إلى . 38
يحيى بن لعلى " :الخبرة في الطب الشرعي " ،المرجع السابق ص . 138
عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص . 164
عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي التطبيقي " ،المرجع السابق ص . 284
خربوش فوزية " :األدلة العلمية و دورها في إثبات الجريمة " ،المرجع السابق ص 88ـ . 89
عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي " ،المرجع السابق ص 166ـ . 167
هشام عبد الحميد فرج " :معاينـة مسرح الجريمـة ألعضاء القضاء و النيابـة و المحاماة و الشرطـة و
الطب الشرعـي" ،المرجـع السابق ص 124ـ . 125
عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي التطبيقي " ،المرجع السابق ص 286ـ . 287
إذا كان الشخص في حالة مشي تظهر مقدمة القدم أو الحذاء أكثر ظهورا أو عمقا بخالف حالة الجري
السريع فيكون العقب هو األكثر عمقا ألن األصابع في حالة الجري تمس األرض مسا خفيفا ،أما إذا كان
الشخص واقفا فيظهر طول القدم أصغر من طولها في حالة المشي و عرضها أكبر منه في حالة المشي
.راجع :
بوادي حسنين المحمدي " :الوسائل العلمية الحديثة في اإلثبات الجنائي" ،المرجع السابق ص 114ـ
. 115
عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص . 217
هشام عبد الحميد فرج :المرجـع السابق ص 132ـ . 133
يحيى بن لعلى " :الخبرة في الطب الشرعي " ،المرجع السابق ص . 151
" األدلة الجنائية " :مجلة الدركي العدد العاشر ،الجزائر ديسمبر 2006ص 23ـ ، 24وردت بدون
ذكر المؤلف .
" ، "www. ar- wikipédia . orgأدلة جنائية ويكيبديا الموسوعة الحرة .
عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص . 217
عمر الشيخ األصم " :تحليل بعض المخدرات القاعدية في الشعر "ـ دراسة تطبيقية مقارنة ـ أكادمية نايف
العربية للعلوم األمنية ،الرياض 1999ص 62ـ . 63
" أساليب الجريمة و مؤسسات التحقيق الجنائية العالمية " ،المرجع السابق ص 298و ما بعدها .
" أساليب الجريمة و مؤسسات التحقيق الجنائية العالمية " ،المرجع السابق ص 218ـ . 219
يحيى بن لعلى " :الخبرة في الطب الشرعي " ،المرجع السابق ص . 153
عمر الشيخ األصم " :تحليل بعض المخدرات القاعدية في الشعر " ،المرجع السابق ص 63و ما بعدها .
هشام عبد الحميد فرج " :معاينـة مسرح الجريمـة ألعضاء القضاء و النيابـة و المحاماة و الشرطـة و
الطب الشرعـي" ،المرجـع السابق ص . 135
" أساليب الجريمة و مؤسسات التحقيق الجنائية العالمية " ،المرجع أعاله ص . 305
بوادي حسنين المحمدي " :الوسائل العلمية الحديثة في اإلثبات الجنائي" ،المرجع السابق ص . 63
عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص 207ـ . 208
اللو رابح " :أدلة اإلثبات الجزائية " ،المرجع السابق ص . 106
خربوش فوزية " :األدلة العلمية و دورها في إثبات الجريمة " ،المرجع السابق ص 94ـ . 95
بوادي حسنين المحمدي " :الوسائل العلمية الحديثة في اإلثبات الجنائي" ،المرجع السابق ص 52ـ 53
خربوش فوزية " :األدلة العلمية و دورها في إثبات الجريمة " ،المرجع السابق ص 96ـ . 97
خربوش فوزية " :األدلة العلمية و دورها في إثبات الجريمة " ،المرجع السابق ص 99و ما بعدها .
Charles Diaz :" La police technique et scientifique" op.cit. page 84 .
قدري عبد الفتاح الشهاوي " :مناط التحريات و اإلستدَلَلت و اإلستخبارات" ،منشأة المعارف اإلسكندرية
مصر 1998ص .79
يحيى بن لعلى " :الخبرة في الطب الشرعي " ،المرجع السابق ص . 146
أدولف رييولت ـ ترجمة إدريس ملين " :الخبرة في ميدان الطب الشرعي" ،المرجع السابق ص . 67
هشام عبد الحميد فرج " :معاينـة مسرح الجريمـة ألعضاء القضاء و النيابـة و المحاماة و الشرطـة و
الطب الشرعـي" ،المرجـع
السابق ص . 125
يحيى بن لعلى " :الخبرة في الطب الشرعي " ،المرجع السابق ص . 148
أدولف رييولت ـ ترجمة إدريس ملين :المرجع أعاله ص . 68
عبد الفتاح مراد " :التحقيق الجنائي الفني و البحث الجنائي" ،المرجع السابق ص . 268
هشام عبد الحميد فرج " :معاينـة مسرح الجريمـة ألعضاء القضاء و النيابـة و المحاماة و الشرطـة و
الطب الشرعـي" ،المرجع السابق ص . 129
راجع ص 48من هذه المذكرة .
هشام عبد الحميد فرج :المرجـع أعاله ص 130ـ . 131