Professional Documents
Culture Documents
قراءة في التطور الديموغرافي لمدينة الجزائر خلال العهد العثماني
قراءة في التطور الديموغرافي لمدينة الجزائر خلال العهد العثماني
قراءة في التطور الديموغرافي لمدينة الجزائر خلال العهد العثماني
ملخص :يشكل التطور الدميغرايف للمدن واحدة من االهتمامات اليت شغلت بال
الدول ،واهتمام الباحثني ،قدميا وحديثا ،ملا له من تأثري مباشر وملموس على واقع تلك
الدول ،اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وحىت عسكريا ،ومدينة اجلزائر مبوقعها االسرتاتيجي
ومكانتها اخلاصة قبل وخالل الفرتة العثمانية وحىت بعدها ،باعتبارها عاصمة البالد ،شهدت
تطورا ومنوا دميغرافيا خالل املرحلة العثمانية ،كان له األثر الواضح يف خمتلف املناحي ،وقد
حتكمت يف هذا التطور جمموعة من العوامل الطبيعية والبشرية والسياسية ،كان هلا انعكاسها
ارتفاعا وتراجعا يف مستوى ذلك النمو والتطور ونسبة الكثافة يف املدينة .وتسعى هذه
الدراسة إىل رصد وتتبع التطور الدميغرايف ملدينة اجلزائر منذ دخول العثمانيني إليها سنة
1519م ،وإىل عشية العدوان الفرنسي عليها العام 1830م.
الكلمات الدالة :مدينة اجلزائر .العهد العثماين .السكان .العمران .الدميغرافيا.
االرتفا ..الرتاجع.
Abstract: The demographic change of cities constitutes one of
the concerns that preoccupied countries, and the interest of researchers,
in the past and in recent times, because of its direct and tangible impact
on the reality of those countries, economically, socially, politically and
even militarily, and the city of Algiers, with its strategic location and
special position During and even after the Ottoman period, as the
capital of the country, it witnessed demographic development and
growth during the Ottoman period, as it had a clear effect in various
aspects, and this was controlled by a group of natural, human and
political factors, and their reflection had an increase and a decline in the
level of that growth and development and the proportion of density in
the city.
This study seeks to monitor and track the demographic
development of the city of Algiers since the Ottomans entered it in 1519
and until the eve of the French aggression against it in 1830.
Key words: the city of Algiers, the Ottoman era, population,
demography, urbanization.
_________________________________________
مقدمة :برزت مدينة اجلزائر يف العهد العثماين( ،)1830-1519متميزة مبوقعها
الالفت لألنظار على ربوة مشرفة على ساحل البحر ،متوفرة على مرسى حييط به جمموعة
من اجلزر ،واليت استمدت منها املدينة تسميتها بـ"اجلزائر" 1،هذا املوقع االسرتاتيجي احلصني
الذي استعصى مرارا تكرارا على الدول األوروبية املعتدية ،مما مسح بإعادة توطيد األمن الذي
ساهم باجيابية يف تنمية األنشطة االقتصادية للمدينة وبالتايل مسح بتغري وضعها الدميوغرايف
حنو االرتفا .والتنو ،.حىت مسيت باملدينة الكومسوبلية أي املتعددة األعراق واألديان واملذاهب.
وانطالقا مما سبق ،جاءت هذه الدراسة كمحاولة لرصد التحول السياسي الذي
عرفته مدينة اجلزائر خالل العهد العثماين بعدما اتذت عاصمة للبالد ،وكيف انعك ذلك
التحول السياسي على الوضع الدميوغرايف ارتفاعا واخنفاضا؟ وعلى خصائص احليز املكاين
وتأثريه على الوجه العمراين للمدينة؟ وكيف نفسر ظاهرة االزدحام داخل أسوار املدينة
والوقوف على العوامل املتسببة يف ذلك؟
-1نبذة تاريخية عن أوضاع المدينة قبل الفترة العثمانية
مل حتض مدينة اجلزائر خالل الفرتة اإلسالمية ،باالهتمام الكايف من القوى السياسية
املتعاقبة على املنطقة 2،على الرغم من موقعها املتميز ،على ضفاف البحر األبيض املتوسط،
فقد ظلت موقعا مهمال وجمهوال ولوقت طويل ،فكان موقع املدينة عبارة عن آثار وأطالل
مهجورة ملا يقارب مائتني ومخسني عاما ،بعدما أصابه التخريب إثر هجومات الوندال ،فكل
ما كان يشاهد يف ذلك املوقع أوائل القرن التاسع امليالدي هو قطعان ماعز قبيلة الثعالبة 3اليت
كانت ترعى هناك ،غري بعيد عن مضارب خيام القبيلة اليت انتشرت بأعايل منطقة بوزريعة.
أما بداية االنبعاث الفعلي للمدينة ،فقد فرضه التناف على السلطة يف بالد املغرب
اإلسالمي ،ويعزى الفضل يف ذلك إىل بلكني بن مناد الصنهاجي 4خالل القرن العاشر
امليالدي ،عندما عمل على تقوية وتوسيع ثالثة مدن ،كانت مدينة اجلزائر على رأسها ،إضافة
إىل مديين مليانة واملدية ،وهي املدن اليت شكلت مثلثا يهدف لضمان مراقبة املواصالت
وطرق التجارة بني الساحل والتل ومنطقة السهوب ،ومن هنا بدأت مدينة اجلزائر حتصل على
أمهيتها األوىل ،وما زاد من تلك األمهية تفاقم اخلالف بني احلكام الفاطميني وخلفاء قرطبة
حول زعامة العامل اإلسالمي يف القسم الغريب .5وظلت مدينة اجلزائر تابعة للزيانيني مرة
وللحفصيني أخرى إىل أن استقلت بأمرها أواخر القرن التاسع وعادت أشبه ما تكون
جبمهورية ارستقراطية يديرها جمل مؤلف من أعيان املدينة حتت محاية الثعالبة ،وكان العامل
6
اجلليل الشيخ عبد الرمحن الثعاليب من أعياهنا
وقد جلب املناخ املعتدل لناحية اجلزائر الواقعة قبالة البحر األبيض املتوسط الوافدين
من جهات خمتلفة ،فلم ينته القرن احلادي عشر ميالدي حىت غدت اجلزائر مدينة كبرية ،كما
شهد بذلك املؤرخون املعاصرون لتلك الفرتة ومنهم البكري واإلدريسي إذ وصفاها بكثافة
السكان وازدهار التجارة ،وهو الوصف الذي ال ينطبق على القرن الثاين عشر ،الذي شهد
عدة حروب أثرت يف هذا التطور الوليد.7
فقد دخلت مدينة اجلزائر حتت سلطة املوحدين مث املرابطني ،وبعدمها لسلطان جباية مث
مملكيت تلمسان وتون وانتزعت بعد ذلك نوعا من االستقالل الذايت حتت إمارة شيخ
الثعالبة 8قبل أن تنتهي إىل أيدي األسبان يف .1510
-2التحول العام للمدينة خالل العهد العثماني
الشك أن األوضا .املرتدية والفوضى السياسية العارمة يف كامل املنطقة ،كانت عامال
مشجعا لألطما .الصليبية املتنامية حول الشمال اإلفريقي ،خصوصا بعد سقوط غرناطة يف
الثاين جانفي من العام 1492م ،فكانت أول نقطة احتلها اإلسبان مدينة مليلية عام
1497م ،بعدها احتلوا املرسى الكبري بعد حصار دام مخسني يوما ،مث انطلقوا إىل وهران
واحتلوها يف العام ،1509وبعدها وجهوا أنظارهم إىل جباية ،اليت احتلوها سنة ،1510
رد األسبان وحشيا حيث ارتكبوا أفظع اجملازر وبقدر استماتة أهلها يف الدفا .عنها ،كان َ
وعاث اجليش االسباين فسادا يف املدينة .9مث حاصرت القوات االسبانية مدينة اجلزائر،
وأرغمت شيخها سامل التومي على قبول شروطها ،وقد انتقل بنفسه ،يصاحبه وفدا من
األشراف إىل اسبانيا آلداء ميني الوالء والطاعة أمام امللك فرديناند ،مث استوىل اإلسبان عل
جزيرة "البنيون" عند مدخل املدينة وبنوا فيها حصنا ،أقامت فيه حامية عسكرية مهمتها
مراقبة مدى احرتام الشروط املفروضة على اجلزائريني ،ومراقبة حتركات املراكب اجلزائرية حىت
أضحت مدينة اجلزائر وسكنها حتت التهديد املستمر.10
يف تلك األثناء ذا .صيت اإلخوة بربروس 11يف احلوض الغريب للمتوسط يف إطار
مساعدة البحارة العثمانيني ملسلمي األندل عقب سقوط غرناطة ،12فاستنجد هبم يف
البداية أهايل جباية إلنقاذهم من يد اإلسبان فاستجابوا هلم ،ورغم احملاولة إال أهنم فشلوا
فانسحبوا مؤقتا ،على أمل معاودة الكرة بعد القيام بالتحضريات واحتياطات الالزمة لألمر،
لكنهم جنحوا بعدها يف االستقرار جبيجل ،اليت كانت يومئذ مدينة صغرية وقاعدة جتارية كان
يستغلها التجار اجلنويني منذ سنة ،1260وبعد معركة عنيفة متكنوا من اقتحام املدينة يف
حدود العام .13 1513
عَب خري الدين بربروس عن أصداء ذلك االنتصار قائال ":عندما كنت مع أخي وقد َ
يف مدينة جيجل ،وصلت وفود عديدة من املدن اجلزائرية ،كان أمهها وفد مدينة اجلزائر اليت
كانت مركز البالد .كان أهايل اجلزائر يشكون من ظلم اإلسبان ،ويرجون تدخلنا إلنقاذهم،
14
فخرج أخي يف مخسمائة حبار متجها إىل مدينة اجلزائر بعد أن خلفين يف جيجل"..
وكانت هذه بداية مرحلة وصفحة جديدة يف تاريخ البالد عامة ،وتاريخ املدينة اليت
حتولت من موقع مهجور إىل عاصمة سياسية وإدارية "دار السلطان" 15بعد انضوائها حتت
لواء اإلمَباطورية العثمانية القوية –حينها ،-وقيام نواة حكم مركزي قوي يهدف إىل القضاء
على الصراعات األهلية اليت كانت سائدة ،وإرساء دعائم وحدة سياسية وإدارية يف إطار
إقليم وطين حمدد و ضمن حدود واضحة املعامل ،16و الصورة التالية توضح الشكل الذي
كانت عليه مدينة اجلزائر خالل القرن السادس ،والشكل الذي أصبحت عليه بعد خالل
القرن الثامن عشر :
18 17
صورة رقم :2تحصينات مدينة الجزائر القرن صورة رقم :1مدينة الجزائر سنة 1563
وأهم ما تَبزه الصورة بوضوح ،هو شكل املدينة اهلندسي الشبيه مبثلث متساوي
األضال .قاعدته خط الشاطئ ،وقمته تتوافق مع موقع القصبة ،وهو الشكل الذي ميز مدينة
ظل نفسه مل تطرأ عليه تغريات كبرية،
اجلزائر ألكثر من ثالث قرون من احلكم العثماين ،فقد َ
حىت منتصف القرن التاسع .واحلقيقة أن هذا املنظر يوحي بارتفا .كبري لعدد السكان داخل
حيز مكاين ضيق ،فما حقيقة ظاهرة االكتظاظ واالزدحام اليت عرفتها املدينة؟ وما العوامل
املتحكمة فيها؟
-3العوامل المؤثرة في التطور الديموغرافي لمدينة الجزائر
-1-3الظروف الطبيعية
يرجع املختصون املظهر العام املميز ملدينة اجلزائر ،واملتمثل يف شكل مثلث متساوي
األضال .قاعدته امليناء وقمته أعلى القصبة ،إىل عوامل طبيعية ،فقد تشكل بفعل سيالن
مياه األمطار اجلارفة اليت تنطلق من قمة الربوة ،منحدرة يف شكل جمريان مائيان إىل حماذاة
البحر ،وقد تسربت املياه من خالهلما عَب الشقوق ،فتحولت إىل جماري باطنية ما لبثت أن
ظهرت عند السفح يف شكل عيون مثل :عني السلطان قرب اجلامع الكبري وعني العطش
وعني السباط.19
ويَبز هذا املنظر بوضوح من جهة البحر ،إذ ترتاءى البيوت املطلية باجلري األبيض
قائمة على "اجلبل" ،وهو أعلى أجزاء التل ملتصقة بعضها ببعض مرتاصة لرتتفع طبقات من
البيوت انطالقا من القسم السفلي ،واحدة فوق األخرى حىت تلتقي عند أعلى القصبة،20
وهو املنظر ا لذي استفز جبماله وروعته األوروبيني القادمني على منت سفنهم من خمتلف دول
ضفاف البحر املتوسط ،حىت شبه البعض منظر املدينة من جهة البحر بشرا .السفينة األبيض
املنبسط على الروايب اخلضراء ،بينما بدا للبعض اآلخر يف شكل قوس ذي وتر ،فالقوس
يتمثل يف اجلدران ،وشاطئ البحر هو الوتر ،21فأمام املشاهد يرتاءى الرصيف البحري
واملرسى حتيط هبما أسوار املدينة ،وتبدو املنازل متصاعدة على سفح اجلبل وهي تشكل
مدرجا ،وتظهر املنازل الناصعة البياض 22وسط أشعة الشم اإلفريقية الدافئة.23
وكانت املدينة حممية باحلصون اليت شر .يف بنائها خري الدين وأكملها خلفاؤه من
بعده ،فجعلتها غاية يف املناعة ،وكانت احلصون تتألف من سور القصبة ومن عدد معني من
احلصون وبطاريات املدافع ،24أما من جهة البحر فكان حيمي املدينة الَبج اجلديد وبرج باب
الوادي وبرج االجنليز وبرج باب عزون ،ومدافع الربوة اليت زيد عددها وضمت إليها مدافع
جديدة بعد غارة أوريلي )(O’Reilyيف ،25)1775وغارة اللورد إكسموث يف القرن
التاسع عشر ،وال تقل عن 180مدفعا من العيار الثقيل 26حىت أن مجيع احملاوالت األوربية
املعتدية الراغبة يف بسط سيطرهتا على مدينة اجلزائر منذ عهد خري الدين ،إىل بداية القرن
التاسع عشر-احلملة الفرنسية -1830باءت كلها بالفشل ،ومهما يكن من أمر ،فإن
مدينة "اجلزائر احملروسة باهلل" قد استحقت امسها عن جدارة كاملة من تلك االستحكامات
27
اليت بناها األتراك ،فقد طوروا دفاعاهتا بعناية كبرية ،وبدرجة عالية من املهارة العسكرية.
-2-3الخصائص العمرانية
كانت املدينة يف أذهان سكاهنا ،مقسمة إىل جزأين :الجزء العلوي املعروف
بـ"الجبل" ،و القسم السفلي املعروف بـ "الوطى" ،ففي القسم العلوي تقيم أغلب العائالت
احلضرية حيث البيوت أكثر تقاربا ،وحركة املرور تكون عَب أزقة متداخلة ،بعضها نافذة (هلا
خمارج ) ،وبعضها اآلخر أزقة غري نافذة ، 28وبأعلى قمة اجلبل تقع القلعة احلصينة ،اليت
أصبحت منذ سنة 1817مقرا للدايات ،من جهة إلشرافها من الناحية الشرقية على املباين
اليت تنزل متدرجة حنو البحر ،وكذا على أسوار املدينة وامليناء .ومن جهة ثانية ملا تتمتع به من
حتصينات كبرية ،ومن جهة ثالثة إلطاللتها من الناحية اجلنوبية والغربية للمدينة ،على الريف
وحصين اإلمَباطور والنجمة .29
وملا كانت البيوت منطقة اجلبل ،ملتصقة بعضها ببعض ،برزت طبقاهتا العليا واحدة
فوق األخرى مرتاصة كاملدرج ،األمر الذي أثار استهجان األوربيني ،حىت نعتوها باملدينة
الفوضوية ،التسامها بـ"الطابع الرتاكمي" و"النمط االنطوائي" ،الذي تسبب –من وجهة
نظرهم -يف انعدام الفضاءات الرتفيهية كاحلدائق والساحات .30مع العلم أن هذه اخلاصية
مل تكن حكرا على مدينة اجلزائر ،بل أن معظم املدن اإلسالمية قد اشتهرت بتطورها العفوي
والرتاكمي ،مما أدى باألوروبيني إىل احلكم عليها بالفوضوية ،كما غلب على أنسجتها
احلضرية طابع العضوية ،فبخالف بعض املنشتت العامة اليت أجنزهتا السلطة دفعة واحدة مثل
املساجد والبوابات ،فإن معظم البناء كان يتم بالتدريج وحسب واقع واحتياج السكان
31
للفضاء والتوسع.
لذلك مل يكن بناء املنازل يف مدينة اجلزائر ،خيضع ألي تطيط أو برجمة أو تسطري
ومد األهنج
مسبق ،بل أن العشوائية واحلاجات الفردية كانت هلا اليد العليا يف بناء املنازل َ
دون مراعاة للمستقبل وما يفرضه النمو العمراين ،وعندما زاد عدد السكان ظهرت مشكلة
السكن ،فارتفعت بنايات املنازل حىت يف بطون الشعاب ،وكذلك األمر بالنسبة لألهنج
واألزقة اليت أخذت تلتوي بالتواء الشعاب ،وهذا ما يفسر لنا كثرة الدروب واألهنج امللتوية،
حىت مسي أحد األحياء بـ"حومة سبع لويات" كناية عن شكلها الكثري االلتواء.32
وعلى الرغم مما قيل ويقال عن البناء العشوائي للمنازل ،إال أن احلقيقة الثابتة اليت يقر
هبا حىت خصوم اجلزائر ،هي أن تلك املنازل من الظاهر كان يصعب متييزها إن كانت للعامة
أو اخلاصة ،نظرا لشكلها املوحد ،فالتمييز الوحيد بينها مل يكن من املمكن رصده إال بعد
الدخول إىل املنازل.
أما انتقاد األوربيني العتماد منوذج البناء االنطوائي يف املدينة ،فإن ذلك راجع دون
شك العتبارات اجتماعية ودينية ،منها حفظ اخلصوصية العائلية عامة والنسوية بصفة
خاصة ،ناهيك عن خصائصه املميزة يف توفري اإلضاءة والتهوية ،حيث كان ال يسمح بتجاوز
عدد معني من الطوابق (اثنان أو ثالثة على األكثر) حىت تصل الشم جلميع املنازل ،ومن
أسباب اعتماده أيضا ،عامل العرف احمللي الذي ينشأ بني سكان املدينة ،فكثريا ما جيمع
السكان على وجوب امتنا .الرجال عن استعمال األسطح ،وعدم جتاوز املباين ارتفاعا معينا،
حيث تصبح بدورها معايري وقيم حضرية حيرتمها اجلميع .إىل جانب عامل الرد .الشرعي من
ذم التعايل يف البناء ،مما كان له
ذلك تواتر النصوص واألحاديث النبوية الشريفة الواردة يف َ
17 مجلة مدارات تاريخية
قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني املجلد -03العدد -01مارس 2021
األثر االجتماعي املباشر يف حفظ التجان واللجوء أحيانا إىل البناء األفقي املكثف .إضافة
إىل أن اعتماد طابع البناء االنطوائي يتماشى مع الصفات األخالقية لسكان مدينة اجلزائر،
واليت أشار إليها بعض األوربيني وحىت األمريكيني الذين زاروا اجلزائر ومكثوا فيها برهة من
الزمن ،حبيث يذكرون أن هؤالء السكان كان لديهم إميان قوي باإلسالم ،الذي يستمدون من
33
قوانينه وتعاليمه مجيع تصرفاهتم وحتركاهتم
وبالرغم من مجيع االنتقادات ،فقد كانت مدينة اجلزائر شوكة يف حلق الدول األوربية،
فهي كما وصفها القنصل وليام شلر ،مركز للثروة والسلطة ،إذ وجدت هبا دور الصناعة ،اليت
احتوت على كل أنوا .الذخائر العسكرية والبحرية وآالت احلرب الضرورية للهجوم والدفا.
34
معا.
3-3العوامل البشرية
-1-3-3صعوبة تقدير عدد السكان
إن دراسة النمو احلضري ألي مدينة ،يقتضي من الناحية املنهجية الرجو .إىل دفاتر
اإلحصاء للتعرف على النسب السكانية وحجم النمو ،ومن مثة مقارنتها مبساحة املدينة ،من
أجل التوصل إىل الزيادة السكانية يف املساحة وهو ما يعرف بالكثافة السكانية ،واملعلوم أن
اإلدارة العثمانية مل تعن بإحصاء سكان مجيع املدن العربية ،عدى تلك اليت تدفع ضرائب
حسب عدد السكان مثل حلب ودمشق وطرابل الغرب وبغداد ،إذ بقيت املدن األخرى
خارج جمال اإلحصاء ،الذي كان يتم هبدف التعرف الدقيق على طاقات الواليات السكانية
واالقتصادية هبدف حتصيل الضرائب املفروضة عليها.35
مما َفوت علينا فرصة التعرف الدقيق على مواصفات البناء االجتماعي يف مدينة
اجلزائر ،واحلجم احلقيقي لكل مجاعة بالنسبة لباقي اجلماعات ،مث تطورها وأدوارها ،يف ظروف
ومراحل االخنفاض واالرتفا ،.ومهما يكن مقدار حتفظنا على تلك التقديرات العددية لسكان
املدينة ،الواردة يف املصادر األجنبية ،إال أهنا تبقى املصدر الوحيد املتوفر لدينا ،على افرتاض
أهنا التقديرات القريبة من الواقع حينها ،مع االنتباه إىل ضرورة األخذ هبامش احتياطي ميثل
الفارق احملتمل بني التقدير والرقم الواقعي صعودا أو نزوال ،وهبدف تسهيل مالحظة و مناقشة
عدد السكان نورد اجلدول التايل:
تقدير سكان مدينة الجزائر حسب المصادر األجنبية.36 جدول رقم:1
عدد المنازل التقدير المصدر السنة
4000كانون / ليون االفريقي 1516
منزل 12.200 / ديغو دي هايدو -
1581-1578
حوالي أكثر من األب دان 1634
15.000منزل 100.00
/ 100.000 دوأرندا -1640
1642
15.000منزل أكثر من الفارس أرفيو -1674
100.000 1675
/ 100.000 لوج يدي تاسي 1725
حوالي 5آالف حوالي شاو 1738
نزل 117.000
5آالف منزل حوالي فونتير دي بارادي 1789
50.000
/ حوالي شالر 1815
50.000
/ 30.000 روزي —
1830
إن املتفحص لألرقام الواردة يف اجلدول ،يقف مذهوال أمام ارتفا .عدد السكان
املدينة ،الذي ناهز املائة واخلمسني ألف يف بدايات القرن الثامن عشر ،بينما كانوا حسب
تقديرات ليون اإلفريقي 4000كانون ،بداية القرن السادس عشر ،!! ...أما االنطبا .الثاين
الذي يتولد لدى الباحث هو الشعور بالصدمة جراء االخنفاض الكبري لعدد السكان عشية
االحتالل حىت وصل تقديرهم إىل 30ألف ساكن ،فالفرق واضح للعيان ،فكيف نفسر
تقهقر املدينة اليت كانت تأوي أكَب جتمع من السكان على الساحل األفريقي بدايات القرن
السابع عشر ،ليرتاجع سكاهنا إىل 30ألف فقط بدايات القرن التاسع عشر؟ !! ،فما هي
أسباب االرتفا .واالخنفاض يف املرحلتني؟
-4دراسة الوضع الديمغرافي
-1-4مرحلة النمو المرتفع
يبدو أن الفئة اليت سكنت املدينة يف هذه املرحلة وترعرعت فيها ،كانت تتشكل
أساسا من أحفاد قبيلة الثعالبة بفرعيها العريب واألمازيغي ،37وقد تزايد عدد السكان بعدما
شهدت املدينة املزيد من الوافدين إليها ،خاصة من األندلسيني واألتراك -جنود االنكشارية-
والعناصر الَبانية 38الوافدة من الداخل ومن بلدان اجلوار العربية وحىت من الدول األوربية،
وهذه األمهية اليت اكتسبتها املدينة ترجع لكوهنا مركز اإلدارة احلاكمة ،اليت جلبت إليه أطياف
من السكان متنوعة ومتعددة ،وأصبحت تبعا لذلك سوقا استهالكية متميزة عن باقي املوانئ
واحلواضر اجلزائرية األخرى ،وهو ما زاد يف استقطاب التجار األجانب سواء من املسلمني أو
اليهود أو املسيحيني ،39ويف ما يلي وقفة عند هذه الفئات الثالث:
-1-1-4توافد العناصر األندلسية
تعود بدايات صلة األندلسيني باملدينة ،إىل القرن التاسع هجري املوافق للقرن اخلام
عشر ميالدي ،أما موجات اهلجرة الكبرية إليها ،فكان بعد سقوط آخر معاقل األندل يف
العام 1492بيد االسبان ،فقد تدفقت أمواج املهاجرين على شواطئ املغرب اإلسالمي
ينشدون احلماية واألمن ،ويبحثون يف نف الوقت عن طريق العودة والثأر ،وكانت طبقات
املهاجرين تتلف ثروة وثقافة ،ففيهم أبناء الشعب والبسطاء وأحفاد امللوك والوجهاء وفيهم
40
أصحاب الصنائع وأصحاب العلم
وتواصل توافد األندلسيني إىل مدينة اجلزائر يف شكل دفعات كانت بارزة بني سنيت
1570و ، 1609زاد يف وتريهتا صدور قرار طردهم النهائي من األندل يف الثاين والعشرين
سبتمَب من العام ،1609واستوطن بعضهم فحوص متيجة ،يف احلني استقر البعض اآلخر
خاصة بشرشال ودل و وهران ،إضافة إىل العديد من مدن و مراسي اجلزائر وتون
واملغرب ،ولإلشارة فإن أهل األندل قد جلبوا معهم مهارهتم املتنوعة يف احلرف
والصناعات ،إضافة إىل نشاطاهتم ودرايتهم بالكثري من شؤون احلياة .ورغم النكبة فقد حافظ
الكثري منهم يف مواطنهم اجلديدة على حياة الرتف والرفاهية ،وهم الذين اشتهروا ملا كانوا
ببالدهم يف املأكل بطبيخهم اجليد ،إىل جانب ملبسهم األنيق واملمتاز.41
وقد ذكر أندريه رميون يف دراسته للمدن العربية يف العهد العثماين ،ارتفا .عدد سكان
مدينيت اجلزائر وتون خالل القرن السابع عشر على اثر صدور قرار الطرد النهائي
لألندلسيني من اسبانيا ،اليت غادرها مثانون ألف أندلسي ،الذين استقر جزء منهم مدينة
اجلزائر ،وشكل األندلسيون جاليات نشطة يف والييت اجلزائر وتون ،42وأدوا دورا مميزا يف
االستثمار ال زراعي يف املناطق اليت استوطنوها ،كما نشطوا أيضا يف املدن وجتلى ذلك يف إبراز
قدراهتم وفاعليتهم يف إنعاش بعض األنشطة ،خاصة تلك املتعلقة بصناعة احلرير والبالطات
اخلزفية وأعمال البناء.43
ساهم التواجد الكبري لألندلسيني مبدينة اجلزائر يف اكتظاظ هذه األخرية ،مما اضطر
بعضا من سكاهنا إىل النزوح خارج أسوارها واالستقرار يف املرتفعات املشرفة على املدينة من
ناحية باب الوادي ،وزادت حاجة احلضر إىل املساكن وبذلك أصبح التوسع العمراين ضرورة
ملحة ،واختار األندلسيون املواقع املرتفعة من جهة القصبة ،واليت يظهر منها البحر بشكل
جيد ،وبذلك اشتد ازدحام املباين فوق األرداف و متون الروايب ،ورفعت املنازل فوق السفوح
ويف مواضع احلدائق ،ومما ال شك فيه أن املنازل اليت شيدت من على الروايب بقيت حتتل
املكانة اهلامة والقيمة الكبرية لدى السكان نظرا ملا تتميز به من موقع جذاب جيمع بني
إطاللة الشم وزرقة البحر ،اليت ميكن مشاهدهتا من الشبابيك ومنظر يطل على البحر،
وهو قبل ذلك وبعده منظر ميكن صاحبه من رؤية القادمني من بعيد.
-2-1-4توافد العنصر التركي
متثلت هذه العناصر يف البداية ،من فرق اجليش االنكشاري اليت وفدت إىل اجلزائر
بداية من العام ،1520ففي هذه السنة أرسل السلطان سليم األول ( )1520-1515مع
الوفد اجلزائري الذي محل له رسالة اجلزائريني املعَبة عن رغبتهم يف االلتحاق بالباب العايل ،و
بلغ عداد عناصر هذه الفرقة الستة آلالف جندي منهم ألفني من اجليش االنكشاري املدرب
و املتمرس على فنون القتال ،والبقية كانوا من املتطوعني ،الذين أضيفوا إىل فرق اجلند اليت
كان يقودها خري الدين بربروس يف مدينة اجلزائر ،واليت كانت تضم كذلك خسة آالف
جندي جزائري من املتطوعني.44
وما ميز العنصر الرتكي العثماين الوافد إىل اجلزائر ،أنه عبارة عن مزيج من أصول
وأجناس متنوعة وخمتلفة ،فكان منهم األتراك إىل جانب األرناؤوط والبشناق واألكراد
واليونانيني والبلغار والتشيك واألرمن وحىت التتار ،وهؤالء مجيعا شكلوا جمموعة واحدة ،بعدا
انصهروا يف ال لغة الرتكية واملذهب احلنفي ،وأثناء وجودها باجلزائر مل تكن منغلقة أو منعزلة
عن بقية السكان اجلزائريني ،وارتبط هؤالء بؤوالئك عن طريق عالقات املصاهرة).45
جتدر اإلشارة إىل أن جميء اجلنود إىل اجلزائر قد استمر حىت أوائل القرن التاسع عشر،
وكان مقدمهم أساسا من منطقة األناضول ،ومن الطبقات الدنيا يف جمتمعاهتم ،وكانت
سلطات مدينة اجلزائر ترسل موفدين عنها لتجنيد متطوعني يف جيشها ،أو كانت تستخدم
وكالء هلا هلذا الغرض ،يكونون من سكان اإلقليم املقصود ،كان تعاملها خباصة مع إقليم
أزمري ،وسوف يسهم هذا التدفق املستمر واملنتظم للمتطوعني القادمني من مركز اإلمَباطورية
بشكل قوي يف احلفاظ على طابع إيالة اجلزائر " الرتكي" ،وسوف جيَبون حكام اجلزائر على
اإلبقاء على روابط سياسية بينهم وبني الباب العايل ،والذي كانت موافقته ضرورية يف عملية
التجنيد.46
3-1-4ـ -الوافدون و األسرى
عرفت مدينة اجلزائر خالل هذه الفرتة اليت خنصها بالدراسة ظاهرة وفود سكان املناطق
الداخلية إليها من سكان اجلبال واألرياف ،على غرار املدن العربية الكَبى األخرى من مثل
بغداد وتون وصفاق وغريها ،وقد متيزت تركيبة الوافدين بتنو .كبري ،فهناك الوافدون من
املدن القريبة واجملاورة كالبليدة و القليعه وشرشال ومليانة واملدية ،وكذا نزوح بعض منهم من
مناطق زمورة وسباو وفليسة وجباية و وهران ومستغامن مازونة ومعسكر وغريها.47
فموقع اجلزائر على حوض البحر األبيض املتوسط ،جعلها نقطة استقطاب لعدد كبري
من الوافدين من الداخل ومن بعض الدول العربية وحىت األوروبية ،مبا يف ذلك اليهود ،إضافة
لعدد من األسرى من املسيحيني ،الذين تنوعت أصوهلم من خمتلف الدول أوروبية ،بل
يالحظ وجود عدد من األسرى تعود أصوهلم إىل دول القارة األمريكية .48
وتشري املصادر التارخيية إىل أن استمرار توافد العناصر الَبانية على مدينة اجلزائر،
وارتفا .عدد األسرى ،قد ساهم يف تزايد عدد سكان مدينة اجلزائر خالل القرنني السادس
عشر والسابع عشر امليالديني ،على أن هذا االرتفا .املالحظ له كذلك أساب أخرى أمهها
ازدهار أعمال اجلهاد البحري ،الذي انعك إجيابا على األوضا .االقتصادية واالجتماعية،
حد من انتشار األمراض واألوبئة.ناهيك عن حتسن األحوال الصحية نسبيا ،مما َ
-2-4مرحلة االنخفاض والتراجع السكاني
مل يستمر تعداد السكان يف مدينة اجلزائر يف التزايد الطردي ،بل عرف نوعا من
الرتاجع خاصة مع هناية القرن الثامن عشر ،فبداية من الربع األخري من هذا القرن وحىت
عشية االحتالل الفرنسي للجزائر ( ،)1830تراجع عدد سكان املدينة إىل حدود الثالثني
ألف نسمة ،ولعل مرد ذلك يكمن و بالدرجة األوىل إىل انتشار األمراض املعدية واألوبئة بني
عموم الناس ،وعلى رأسها مرض الطاعون ،الذي شهدته اجلزائر عموما ومدينة اجلزائر خالل
القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر عدة مرات ،أبرزها سنوات،1718 ،1717 :
،1822 ،1816 ،1799 ،1778 ،1733 ،1730 ،1723و هي فرتة طويلة
تكشف عن فداحة اخلسائر البشرية اليت حصدهتا األوبئة ،اليت مل سلم منها حىت الداي علي
. 49
خوجة الذي تويف بعد إصابته بالطاعون
وقد كان انتشار الطاعون مبنطقة الساحل اليت تشمل مدينة اجلزائر و ضواحيها ،بنسبة
، %53.8يف احلني كان نصيب املنطقة الشرقية ( قسنطينة) ،%26أما املنطقة الغربية
(وهران) ،فقد بلغت النسبة حدود .%14.9وباملقارنة مع تون واملغرب خالل املرحلة
املمتدة ما بني سنيت 1500و ،1822وعلى مدار 323سنة ،ومبجمو .السنوات اليت
استفحل فيها مرض الطاعون ،فقد أمل باألوىل 53سنة من و الثانية 55سنة ،أما اجلزائر
فقد عانت من الطاعون مدة 157سنة ،50وبقدر الفارق الكبري يف السنوات بني اجلزائر
وجارتيها يف املعاناة من مرض الطاعون ،بقدر الفرق يف اخلسائر البشرية ،اليت كانت كبرية يف
اجلزائر واملؤثرة بعمق على تراجع منوها الدميغرايف.
ويرجح أن يكون مصدر مرض الطاعون واستفحاله يف اجلزائر على األغلب ،إىل
البيئات غري الصحية اليت وفد منها الباعة ،خاصة من آسيا الوسطى و العراق وشبه اجلزيرة
العربية و وادي النيل...كما سامهت األسفار يف تفشي الظاهرة ،خاصة رحالت احلج ،حيث
كان احلجاج اجلزائريون خيتلطون يف البقا .املقدسة وطريق العودة باحلجاج املصريني
والشاميني ،الذين كانت تنتشر يف بلداهنم األوبئة ،ومن مثة يصابون بالعدوى وبعودهتم إىل
اجلزائر ينشرون هم ببدورهم العدوى بني اجلزائريني ،وإضافة إىل هذه العوامل ،جند هناك
أسباب أخرى النتشار الوباء ،ومنها ما ترتتب عن اجلهاد البحري والنشاط التجاري وتنقل
الفرق العسكرية بني منطقة وأخرى.51
وألن مدينة اجلزائر كانت مركزا للطبقة احلاكمة وحاشيتها ،ومركزا اقتصاديا وصناعيا
وجتاريا ،حبيث غدت حمل استقطاب للتجارة اخلارجية مع اجلوار ومع دول حوض البحر
املتوسط ،فقد لعبت دور الوسيط من خالل التأثري والتأثر يف اإلصابة بالعدوى ونقلها إىل
جهات أخرى وحىت مطلع القرن التاسع عشر ميالدي .ومل تقف السلطة يف اجلزائر مستسلمة
أمام انتشار األوبئة ،بل حاولت التصدي هلا وفقا لشراسة وقوة تلك األوبئة وسرعة تفشيها،
كما عملت على نشر ثقافة الوقاية منها ،وما تشكله من خطورة ،وحىت تصويب اعتقادات
52
الناس حول املوت واحلياة ،والضرورة اليت يقول هبا الدين يف الوقاية و املعاجلة من األمراض.
وهذه اإلجراءات املتخذة ،تفند ما يدعيه البعض ،من أن السلطات الصحية مل تعاجل
من املصابني باألمراض الوبائية غري املرضى باملوانئ البحرية ،وعملت على محاية األصحاء،
وغضت الطرف عن املصابني يف احلدود الَبية ودواخل البالد.53
كما مل يكن داء الطاعون هو الوحيد الذي أصاب مدينة اجلزائر ،اليت ابتليت سنة
، 1816كغريها من مناطق التل ،باجتياح اجلراد هلا ،وهو الذي أتلف حماصيل اإلنتاج
الفالحي ،وعرفت البالد ومنها اجلزائر العاصمة سنة ،1819جماعة اشتدت وطأهتا على
عموم السكان خاصة ،وهم الذين تأثروا كثريا باجلفاف الذي أمل مبدينتهم وبباقي البالد،
سنيت 1826و . 1827لقد أفرزت هذه األوضا .على سكان املدينة ،حالة اقتصادية
واجتماعية عصيبة ،متثلت يف ندرة املواد الغذائية واالرتفا .الفاحش لألسعار ،مما أثار سخطا
اجتماعيا عاما ،واهتمت الداي حكومة مصطفى باشا بالعجز والقصور يف تفيف من معاناة
الناس ،وبتواطئها مع التجار اليهود اللفورنيني من جهة أخرى.54
-5الكثافة السكانية
مل تتجاوز الرقعة اجلغرافية اليت شيدت عليها مدينة اجلزائر يف العهد العثماين،
اخلمسني هكتارا ،كانت هي النواة األوىل اليت متوقع فيها السكان ،وشهدت توسعا خالل
القرنني السابع عشر والثامن عشر امليالديني ،55وصل إىل حدود املائة هكتار ،وكان عدد
السكان يف تلك احلقبة مرتفعا ،مما أفرز أزمة حقيقية يف السكن وحالة اكتظاظ شديدة وسط
الساكنة ،وزاد من استفحال تلك األزمة ،التزايد الكبري يف عدد الوافدين إليها خاصة من
األندلسيني ،ومتركز مجيع ثكنات اجليش االنكشاري بداخل املدينة ،وللعلم أن كل ثكنة
تستوعب عددا كبريا من اجلنود.56
يضاف إىل ما سبق ،ارتفا .عدد الوافدين من العناصر الَبانية ،فمدينة اجلزائر كانت
هي العاصمة ،وفيها تركز املؤسسات اإلدارية والسياسية وحىت الدينية من احتضاهنا ألضرحة
األولياء والصاحلني ،اليت اتذت مزارات للعديد من طبقات الشعب ،كما أهنا كانت مقرا
يعقد فيه اجملل العلمي ،إضافة إىل كوهنا مركزا اقتصاديا يستقطب رؤوس أموال وبضائع
مصدرها اجلهاد البحري والسلع القادمة من خمتلف نواحي اجلزائر ( البياليك ).57
وما جعل مدينة اجلزائر قبلة للسكن وبالتايل ذات كثافة سكانية كبرية ،حالة األمن
اليت كانت تعرفها وتتمتع هبا ،واإلمكانيات الكبرية اليت تتيحها األنشطة االقتصادية اليت
جذبت إليها سكان الريف يف إطار هجرة داخلية قوية ،وهم الذين يبحثون عن حرف ،غالبا
ما تكون متواضعة .وبالعودة إىل خملفات الكثافة السكانية ،نالحظ أن أزمة السكن قد
كانت يف ارتفا ،.وأن املنطقة من الناحية اجلغرافية تعقدت بشكل كبري ،إذ مل يعد من السهل
إيواء عدد كبري من السكان يف منطقة حمصورة طبيعيا ،ومحايتهم من العدو الذي يرتبص هبم،
لذلك كانت املساكن تتزاحم وأخذت ترتفع فوق بعضها البعض ،مثل حبات عنقود العنب،
وبسبب عامل توفري احلماية جلميع السكان ،ضغطت املدينة داخل األسوار ،وهبدف توفري
املساكن أدت لظهور أحياء جديدة شديدة التسلق والرتكيب فوق القصبة العلي58ا.
وانعكست أزمة السكن اخلانقة سلبا ،على بناء مرافق أخرى ،ومنها بناء مرافق
عمومية جديدة ،وكانت أغلب املساجد يف العهد العثماين تقوم على أنقاض منازل وحىت
مساجد قدمية ،مما يوحي باحنسار األراضي و املواقع الشاغرة ،ومن ذلك أن مسجد علي
بتشني الذي شيد حوايل ،1623-1622مل تتجاوز مساحته اخلمسمائة مرت مربع ،وقد
قام على أنقاض أحد القصور ،واألمر نفسه يقال عن مسجد باب اجلزيرة املعروف مبسجد
شعبان خوجة ،الذي بين يف العام ،1693وفوق أرض كانت يف األصل منازال مت هتدميه،
كما أن البناء الكامل ملسجد كتشاوة ( ،)1795-1794جاء على أنقاض مسجد قدمي،
كان حيمل نف التسمية ،وقد أشرف على إجنازه بصفة شخصية الداي حسن باشا
(.59)1798/1791
ورغم ضيق املساحة مقارنة بعدد السكان ،فإن النمو احلضري قد حتقق داخل املدينة،
أو على أطرافها وغالبا ما كانت يتم ذلك النمو داخل املدينة ،عن طريق التكثيف وملء
الفراغات ،اليت كانت قائمة يف النسيج احلضري ،كما كان يتحقق أيضا خارج املدينة عن
طريق امتدادها على هيئة ضواحي يف األغلب ،وقد الحظ أندرية رميوند عند دراسته للمدن
العربية يف العهد العثماين ،إىل أن مدينة اجلزائر كانت األكثر تواضعا من حيث املساحة،
مقارنة باملدن العربية ،فنواهتا األوىل اليت قامت عليها مل تتعد اخلمسني هكتارا .يف احلني أن
عدد سكاهنا سنة ،1830قدر بثالثني ألف نسمة.60
كما اعتَب مؤشر الكثافة السكانية مبدينة اجلزائر املقدر ب 246نسمة يف اهلكتار،
جد مرتفع ،وهو أكَب كثافة من سكان القاهرة ،ومع ذلك ميكن اعتباره مقبوال بالنظر إىل
ارتفا .عدد السكان واحنصار مدينة اجلزائر داخل السور ،وكذا لكثافة املنشتت ولطابعها
املعماري الذي كان رأسيا ،باإلضافة إىل وجود السجون والثكنات ،حيث يتمركز عدد كبري
من جنود االنكشارية ،يقدرون باآلالف ،إضافة إىل عدد من األسرى املسيحيني ،61ونظرا
هلذه الكثافة فقد حتولت احلمامات يف املدينة عن وضيفتها األساسية ،لتصبح مراقد ليلية
ومأوى للوافدين من العناصر الَبانية والفئات الفقرية ،فضال عن عدد كبري من إيوائها لعدد
كبري من األسرى والعبيد.62
.4خاتمة :بعد استعراض التطور الدميغرايف ملدينة اجلزائر خالل العهد العثماين،
والعوامل املتحكمة فيه من حيث االرتفا .أو االخنفاض ،وتبيان مرحلة النمو وأسباهبا
ونتائجها ومرحلة الرتاجع الدميغرايف وأسباهبا وما ترتب عنها ،ميكن استنباط التايل:
-أن املوقع االسرتاتيجي للمدينة كان املتحكم األساس يف العملية الدميغرافية ،صعودا
ونزوال.
-شكلت اهلجرات املختلفة إىل مدينة اجلزائر يف املرحلة حمل الدراسة ،دفعا مهما يف
تزايد وتطور الساكنة فيها.
-كما كان لتحسن الوضع االقتصادي للدولة واجملتمع وتراجع وترية
احلروب مع اخلارج ،خاصة األسبان ،دورمها يف منو وتطور املدينة على خمتلف األصعدة
وامليادين ،ومنها الصعيد الدميغرايف.
-شهدت اجلزائر مع هناية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر ظهور موجة
من حركات التمرد واالحتكاك مع اخلارج وتراجع املستوى املعيشي ،الذي أدى إىل العكوف
عن الزواج أو تأخره ،كلها عوامل كانت متحكمة يف الرتاجع الدميغرايف يف هذه املرحلة من
تاريخ مدينة اجلزائر.
-أن العوامل الطبيعية كان هلا انعكاسها السليب على هذا التطور ،ومنها الزالزل
وخاصة األوبئة واألمراض اليت شهدهتا املدينة يف هذه احلقبة وخباصة يف املرحلة األخرية من
الوجود العثماين.
.5الهوامش
-1عبد الرمحن ،اجلياليل .تاريخ المدن الثالث الجزائر ،المدية ،مليانة ،ط ،2منشورات دار األمة ،اجلزائر
،2007ص .11-10
-2مل حتظ املدينة مبا يكفي من اهتمام الدول املتعاقبة على احتالل املنطقة من وندال وبيزنطيني ورومان وقد عرفت
()ISLA مدينة اجلزائر يف القدمي ب إيكوسيوم (ICOSIUMوهي كلمة مركبة من شقني )(Iو هو اختزال السم
أي اجلزيرة ،أما الشق الثاين ( )KOSIMفيعين النوارس وهكذا تركب االسم ( )ICOSIUMأي "جزيرة النوارس"
أنظر-:عبد اهلل ،محادي ".جزائر القرن السادس عشر من خالل وثائق بعض األسرى األسبان" ،جملة املصادر ،
عدد ، 6منشورات املركز الوطين للدراسات والبحث يف احلركة الوطنية و ثورة أول نوفمَب ،1954اجلزائر،
،2002ص .256-255
-3أنظر :حسن بن حممد الوزان ،وصف إفريقيا ،ج1ترمجة حممد حجي وحممد األخضر ،ط ، 2منشورات
اجلمعية املغربية للتأليف والرتمجةودار الغرب االسالمي ،بريوت ،1983 ،ص.56
-4أثناء الفتوح اإلسالمية دمرت مدينة اجلزائر ،وهجرها أهلها إىل أن جدد بناءها بلكني بن زيري بن مناد
الصنهاجي بأمر من والده و كان ذلك حوايل سنة 339هـ950/م .أنظر:
-TALEB, S. « Djazair Banumazghana, de la fondation par Bologhine au XVIème
siècle », Acte du colloque international-Alger lumière sur la ville, V1, Pub. L’EPAU,
Alger, 2002, p 42.
-5جون ،ب ،وولف .الجزائر و أوربا ،ترمجة أبو القاسم سعد اهلل ،ط ،2دار الغرب اإلسالمي ،بريوت2005 ،
ص.15
-6اجلياليل .مرجع سابق ،ص .215
-7حليمي ،عبد القادر" .أثر التضاريس في تخطيط مدينة الجزائر" ،جملة األصالة ،عدد ،6جانفي .1972
-8نفسه ،ص ،100-99وأنظر أيضا:
-FEDERICO, CRESTI. « Notes sur le développement urbain d’Alger des origines
a la période turque », In : contributions a L’Histoire d’Alger, Ed. Centro Analsi
Sociale Progtetti, Rome, 1993, pp 12-20.
-9عائشة ،غطاس"،ظهور الدولة الجزائرية الحديثة" ،في الدولة اجلزائرية احلديثة ومؤسساهتا ،منشورات املركز
الوطين للدراسات و البحث يف احلركة الوطنية و ثورة أول نوفمَب ،1954اجلزائر ،2007 ،ص ص .17-11
-10حممد العريب ،الزبريي .مدخل إلى تاريخ المغرب العربي الحديث ،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،اجلزائر،
،1985ص .33-32
-11خري ،الدين بربروس .م ـ ـ ـ ـ ــذكـ ـ ــرات ،ترمجة حممد دراج ،دار األصالة ،اجلزائر ،2010 ،ص .22-21
-12راجع استغاثة أهل األندل بالسلطان العثماين -:مجال ،قنان .نصوص و وثائق في تاريخ الجزائر الحديث
،1830-1500طبعة خاصة ،منشورات وزارة اجملاهدين ،اجلزائر ،2009 ،ص.48-47
13
-غطاس" .ظهور الدولة ،"...مرجع سابق ،ص .21-20
-14خري ،الدين بربروس .مصدر سابق ،ص 113و .74
-15ويشمل إقليم دار السلطان يف األصل مدينة اجلزائر ،املتيجة ،والساحل من تن غربا إىل دل شرقا وتشكل
جزء اإليالة اخلاضع إىل سلطة الداي مباشرة ،وهذا اإلقليم هو املقاطعة املركزية واليت خضعت لتنظيم حمكم.
-16قنان .مرجع سابق ،ص .15
17
–Cresti. Op.cit, p 63.
18
-Ibid.
19
-حليمي .مرجع سابق ،ص .73
20
-اجلياليل .املرجع السابق ،ص.19
21
– Diego de HAEDO. « Topographie et histoire général d’Alger », trad de
l’espagnol par Dr Monnereau et A Berbrugger, Revue.Africaine, T 15, 1871, p 43-44.
22
-كان املواطنون يستعملون اجلري لتبيض املنازل ،مرة يف السنة على األقل ،آملني بذلك السيطرة على الطاعون.
-23وولف .املرجع السابق ،ص .150
24
-M. BLHAMISSI. Alger –L’Europe et la guerre secrète (1518-1830), Ed. Dahleb,
Alger, 1996, p p10-12.
-25فريد بنور .المخططات الفرنسية تجاه الجزائر ،1830-1782منشورات كوشكار ،اجلزائر ،2008 ،ص
.50 ، 23
26
-اجلياليل .املرجع السابق ،ص .117-116
-27على أن هذه املدينة كانت تعرف عند األتراك باسم "جزائر الغرب" ،متييزا هلا عن جزر اليونان ،و جزائر
األرخبيل.
28
–PIERRE. BOYER. La vie quotidienne à Alger à la veille de l’intervention
Française, ED. HACHETTE, Paris, 1963, p 50.
-29شر .يف بناء القلعة من طرف عروج سنة ،1513حيث جهزها ببعض املدافع ،مث أمت بناءها خيضر باشا
سنة ،1590وحتوي على عدة أقسام أو مراكز منها قصر الداي وقصر البايات وأجنحة خاصة ومنتزهات ،ومسجد
الداي ومصنع للبارود ،كما يوجد هبا قصر األغا الواقع يف اجلهة الشمالية حلدائق الداي ،وغرب املسجد ،ويعتَب
قصر اآلغا من أفخم البنايات بعد قصر الداي ،أنظر- :سعيد ،مهيبل .مواد و تقنيات البناء في قصر الداي
بقلعة الجزائر في العهد العثماني –دراسة معمارية أثرية ،-مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف اآلثار اإلسالمية،
معهد اآلثار ،جامعة اجلزائر ،2009-2008 ،ص ص .24-20
-30جيم ويلسون ،ستيفنس .األسرى األمريكان في الجزائر ،1797-1785ترمجة علي تابليت ،دار ثالة
للنشر ،اجلزائر ،2007 ،ص .211
-31مصطفى ،بن محوش .المدينة و السلطة في اإلسالم ،نموذج الجزائر في العهد العثماني ،دار البشائر
للطباعة والنشر ،دمشق ،1999 ،ص .46
-32جنوى طوبال .طائفة اليهود بمجتمع مدينة الجزائر( )1830-1700من خالل سجالت المحاكم
الشرعية ،دار الشروق للطباعة والنشر ،اجلزائر ،2008 ،ص .130-129
33
-Boyer, Op.cit, P 69.
-34وليام شالر ،مذكرات وليام شلر قنصل أمريكا في الجزائر ( ،)1824/1816ترمجة و تقدمي إمساعيل
العريب ،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،1982 ،ص.72 ،
35
خليل ساحلي أوغلي " .نسبة عدد سكان المدن إلى مجموع السكان في بعض الواليات العربية في
الحكم العثماني" ،يف :من تاريخ األقطار العربية يف العهد العثماين-حبوث و وثائق وقوانني ،منشورات مركز األحباث
للرتيخ والفنون والثقافة االسالمية (إرسيكا) ،إسطنبول ،2000 ،ص .62
36
–Cresti. Op.cit, p 85.
-37أرزقي شويتام ،المجتمع الجزائري و فعاليته في العهد العثماني 1246-926ه – ،1830- 1519
دار الكتاب العريب ،اجلزائر ،2009 ،ص.9
-38الَباين ،مجعه الَبانية تطلق مدلول الكلمة يف التعبري الشعيب يعين كل غريب عن العائلة أو عن احلي أو املدينة.
وكلمة الَباين تعين كذلك األجانب والغرباء ،أنظر - :عزي بوخافة ،من قاموس العادات و التقاليد الجزائرية ،ج
، 2دار إسحاق الدين للكتاب ،اجلزائر ،2009 ،ص.132 ،
-39أبو القاسم سعد اهلل ،تاريخ الجزائر الثقافي ،ج ،1دار الغرب اإلسالمي ،بريوت ،لبنان ،1998 ،ص،
.46،47
40
- Farid Khiari. « Une Caummunité Résurgente. Les Andalous a Alger de 1570 à
1670 », Revue d histoire Maghrébine N 69-70. 1995. p.p. 119-126.
41
عمروا حيني فيها عرفا هبم ،أحدمها أطلق
-من املؤشرات على كثافة احلضور األندلسي يف مدينة تون ،أهنم َ
عليه " زقاق األندل " وهو بداخل املدينة العتيقة ،والثاين يسمى ب" حومة ألندل " ويقع بريفها بباب السويقة،
ودعموا دميغرافيا عددا هاما من القرى املتوادة حول مدينة تون مبحيط يشمل حوايل 60كلم ،وعليه قدر عدد
املهاجرين األندلسيني بتون وحدها ما بني 40إىل 50ألف مهاجر .أنظر - :عبد احلميد هنية .تونس العثمانية،
بناء الدولة والمجال من القرن السادس عشر على منتصف القرن التاسع عشر ،منشورات تَب الزمان ،تون ،
،2012ص.127 ،
-42أندرية رميون ،المدن العربية الكبرى في العصر العثماني ،ترمجة لطيف فرج ،منشورات دار الفكر
للدراسات والنشر والتوزيع ،القاهرة ،1991 ،ص.42 ،
-43بن محوش ،املدينة ،مرجع سابق ،ص ص.215-191 ،
-44زكية زهرة" .الجيش االنكشاري" يف :الدولة الجزائرية الحديثة و مؤسساتها ،مرجع سابق ،ص.69 ،
-45أمني حمرز .الجزائر في عهد األغوات ( ،)1671-1659مذكرة لنيل املاجستري يف التاريخ احلديث،
جامعة اجلزائر ،2009/2008 ،ص.85 ،
-46أندرية رميون" .الواليات العربية (،القرن السادس عشر-القرن الثامن عشر)" ،يف :تاريخ الدولة العثمانية،
ج ،2ترمجة بشري السباعي ،دار الفكر للنشر و الدراسات و التوزيع ،القاهرة ،1993،ص.539 ،
-47عائشة غطاس،الحرفيون بمدينة الجزائر،1830-1700 ،مقاربة اجتماعية اقتصادية ،منشورات الشركة
الوطنية للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،2007 ،ص.28 ،
-48شويتام ،مرجع سابق ،ص.16 ،
49
- Boubaker Sadok. « La peste dans les pays des Maghreb Attitude face au fléau
et impacte sur les activités commerciales XVIème- XVIIIIème siècle» Revue
d histoire maghrébine N 69 -70 . 1995 ,p 312
-عائشة غطاس " ،أوضاع الجزائر المعاشية و الصحية أواخر العهد العثماني :المجاعات و األوبئة ،1787،
"1830اجمللة التارخيية العربية للدراسات العثمانية،عدد ،1998 ،17-16ص.362 ،361 ،
50
-Sadok. Op.cit, P 312.
-51فلة قشاعي موساوي" ،وباء الطاعون في مدينة الجزائر العثمانية :دوراته و سلم حدته و طرق انتشاره"،
جملة دراسات إنسانية ،عدد ،2001 ،01ص.145 -143 ،
52
-Sadok. Op.cit, p324.
-53فرنسوا أرنويل " .علم األوبئة في البحر األبيض المتوسط في القرن 17م 20-م" ،جملة التاريخ للدراسات
العربية 1998 18-17 . ،ص.449،
–54غطاس " .أوضا .اجلزائر املعايشية و الصحية ،"...مرجع سابق ،ص.364 ،
55
- Mohamed Amine «La situation d Alger verre 1830 », Revue d histoire
maghrébine; N 77-78.1995, p. 20
56
-Devoolx. «ELdjazair» Histoire d une cité d, Icosuime d Alger, présenté par
Badredine Belkadi et Mustapha Ben Hamouche. Ed, ENAG ; Alger, 2003 ; pp ;
261-273.
57
- Khiari. « Une Caummunité… ». Op.cit p. 12.
-58حليمي ،مرجع سابق ،ص.78 ،
59
-Tel, shuval. «Le dynamisme du waqf d, Alger au XVIII eme siècle », In : Les
fondations pieuse (wakf) en Méditerranée, enjeux du société, enjeux de pouvoir: d
Augaf public fondation, Kuwait, 2005 p ,67.
-60يف حني وخالل الفرتة نفسها ،جند مدينة القاهرة قد تربعت على مساحة 730هكتار ،وعدد سكاهنا بلغ
املائتني و ثالث و ستون ألف نسمة ،أما مدينة حلب بسوريا فقد قامت على مساحة قدرها 397هكتار ،و عدد
ساكنيها بلغ التسعون ألف نسمة ،أما مساحة تون املدينة فقد كانت 620هكتار و قدر عدد سكاهنا حبوايل
الثمانون ألف نسمة يف العام .1860راجع -:رميون ،املدن العربية ،...مرجع سابق ،ص.47 ،
61
-نفسه ،ص.51
62
- Farid Khiari, vivre et mourir en Alger, L’ Algérie ottomane aux XVI –XVI
siècle : un destin confisait, Ed. Harmattan, paris 2002, p. 12.
- Khiari (Farid). vivre et mourir en Alger, L’ Algérie ottomane aux XVI –XVI
siècle : un destin confisait, Ed. Harmattan, paris 2002.
- Sadok (Boubaker). « La peste dans les pays des Maghreb Attitude face au fléau
et impacte sur les activités commerciales XVIème- XVIIIIème siècle» Revue
d'histoire maghrébine N 69 -70 , Tunis, 1995 .
- Shuval (Tel). «Le dynamisme du waqf d, Alger au XVIII eme siècle », In : Les
fondations pieuse (wakf) en Méditerranée, enjeux du société, enjeux de pouvoir: d
Augaf public fondation, Kuwait,2005.
-TALEB,(S). « Djazair Banumazghana, de la fondation par Bologhine au XVIème
siècle », Acte du colloque international-Alger lumière sur la ville, V1, Pub. L’EPAU,
Alger, 2002 .
: الرسائل الجامعية-4
، مذكرة لنيل املاجستري يف التاريخ احلديث،)1671-1659 ( الجزائر في عهد األغوات،) حمرز (أمني-
.2009/2008 ،جامعة اجلزائر
مواد و تقنيات البناء في قصر الداي بقلعة الجزائر في العهد العثماني –دراسة معمارية،) مهيبل (سعيد-
.2009-2008 ، جامعة اجلزائر، معهد اآلثار، مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف اآلثار اإلسالمية،-أثرية