قراءة في التطور الديموغرافي لمدينة الجزائر خلال العهد العثماني

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 26

‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫قراءة في التطور الديموغرافي لمدينة الجزائر خالل العهد العثماني‬


‫‪A reading of demogrqphic development of Algiers‬‬
‫‪During the Ottoman era‬‬
‫‪‬‬
‫أستاذ حما ضر ‪-‬أ ‪D .Nedjoua Toubal -‬‬ ‫دة ‪ /‬جنوى طوبال‬
‫جامعة الشهيد محة األخضر –الوادي ‪University of the martyre Hama‬‬
‫‪Lakhdar –El WAD‬‬
‫تاريخ االستالم‪ 2021/01/ 31 :‬تاريخ القبول‪ 2021/02/ 27:‬تاريخ النشر‪2021/05/05 :‬‬

‫ملخص‪ :‬يشكل التطور الدميغرايف للمدن واحدة من االهتمامات اليت شغلت بال‬
‫الدول‪ ،‬واهتمام الباحثني‪ ،‬قدميا وحديثا‪ ،‬ملا له من تأثري مباشر وملموس على واقع تلك‬
‫الدول‪ ،‬اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وحىت عسكريا‪ ،‬ومدينة اجلزائر مبوقعها االسرتاتيجي‬
‫ومكانتها اخلاصة قبل وخالل الفرتة العثمانية وحىت بعدها‪ ،‬باعتبارها عاصمة البالد‪ ،‬شهدت‬
‫تطورا ومنوا دميغرافيا خالل املرحلة العثمانية‪ ،‬كان له األثر الواضح يف خمتلف املناحي‪ ،‬وقد‬
‫حتكمت يف هذا التطور جمموعة من العوامل الطبيعية والبشرية والسياسية‪ ،‬كان هلا انعكاسها‬
‫ارتفاعا وتراجعا يف مستوى ذلك النمو والتطور ونسبة الكثافة يف املدينة‪ .‬وتسعى هذه‬
‫الدراسة إىل رصد وتتبع التطور الدميغرايف ملدينة اجلزائر منذ دخول العثمانيني إليها سنة‬
‫‪1519‬م‪ ،‬وإىل عشية العدوان الفرنسي عليها العام ‪1830‬م‪.‬‬
‫الكلمات الدالة‪ :‬مدينة اجلزائر‪ .‬العهد العثماين‪ .‬السكان‪ .‬العمران‪ .‬الدميغرافيا‪.‬‬
‫االرتفا‪ ..‬الرتاجع‪.‬‬
‫‪Abstract: The demographic change of cities constitutes one of‬‬
‫‪the concerns that preoccupied countries, and the interest of researchers,‬‬
‫‪in the past and in recent times, because of its direct and tangible impact‬‬
‫‪on the reality of those countries, economically, socially, politically and‬‬
‫‪even militarily, and the city of Algiers, with its strategic location and‬‬

‫‪ ‬دة‪ /‬نجوى طوبال‪nedjouatoubal604@gmail.com :‬‬

‫‪10‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫‪special position During and even after the Ottoman period, as the‬‬
‫‪capital of the country, it witnessed demographic development and‬‬
‫‪growth during the Ottoman period, as it had a clear effect in various‬‬
‫‪aspects, and this was controlled by a group of natural, human and‬‬
‫‪political factors, and their reflection had an increase and a decline in the‬‬
‫‪level of that growth and development and the proportion of density in‬‬
‫‪the city.‬‬
‫‪This study seeks to monitor and track the demographic‬‬
‫‪development of the city of Algiers since the Ottomans entered it in 1519‬‬
‫‪and until the eve of the French aggression against it in 1830.‬‬
‫‪Key words: the city of Algiers, the Ottoman era, population,‬‬
‫‪demography, urbanization.‬‬
‫_________________________________________‬
‫مقدمة‪ :‬برزت مدينة اجلزائر يف العهد العثماين(‪ ،)1830-1519‬متميزة مبوقعها‬
‫الالفت لألنظار على ربوة مشرفة على ساحل البحر ‪ ،‬متوفرة على مرسى حييط به جمموعة‬
‫من اجلزر‪ ،‬واليت استمدت منها املدينة تسميتها بـ"اجلزائر"‪ 1،‬هذا املوقع االسرتاتيجي احلصني‬
‫الذي استعصى مرارا تكرارا على الدول األوروبية املعتدية‪ ،‬مما مسح بإعادة توطيد األمن الذي‬
‫ساهم باجيابية يف تنمية األنشطة االقتصادية للمدينة وبالتايل مسح بتغري وضعها الدميوغرايف‬
‫حنو االرتفا‪ .‬والتنو‪ ،.‬حىت مسيت باملدينة الكومسوبلية أي املتعددة األعراق واألديان واملذاهب‪.‬‬
‫وانطالقا مما سبق‪ ،‬جاءت هذه الدراسة كمحاولة لرصد التحول السياسي الذي‬
‫عرفته مدينة اجلزائر خالل العهد العثماين بعدما اتذت عاصمة للبالد‪ ،‬وكيف انعك ذلك‬
‫التحول السياسي على الوضع الدميوغرايف ارتفاعا واخنفاضا؟ وعلى خصائص احليز املكاين‬
‫وتأثريه على الوجه العمراين للمدينة؟ وكيف نفسر ظاهرة االزدحام داخل أسوار املدينة‬
‫والوقوف على العوامل املتسببة يف ذلك؟‬
‫‪-1‬نبذة تاريخية عن أوضاع المدينة قبل الفترة العثمانية‬

‫‪11‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫مل حتض مدينة اجلزائر خالل الفرتة اإلسالمية‪ ،‬باالهتمام الكايف من القوى السياسية‬
‫املتعاقبة على املنطقة‪ 2،‬على الرغم من موقعها املتميز‪ ،‬على ضفاف البحر األبيض املتوسط‪،‬‬
‫فقد ظلت موقعا مهمال وجمهوال ولوقت طويل ‪ ،‬فكان موقع املدينة عبارة عن آثار وأطالل‬
‫مهجورة ملا يقارب مائتني ومخسني عاما‪ ،‬بعدما أصابه التخريب إثر هجومات الوندال‪ ،‬فكل‬
‫ما كان يشاهد يف ذلك املوقع أوائل القرن التاسع امليالدي هو قطعان ماعز قبيلة الثعالبة‪ 3‬اليت‬
‫كانت ترعى هناك‪ ،‬غري بعيد عن مضارب خيام القبيلة اليت انتشرت بأعايل منطقة بوزريعة‪.‬‬
‫أما بداية االنبعاث الفعلي للمدينة‪ ،‬فقد فرضه التناف على السلطة يف بالد املغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ويعزى الفضل يف ذلك إىل بلكني بن مناد الصنهاجي‪ 4‬خالل القرن العاشر‬
‫امليالدي‪ ،‬عندما عمل على تقوية وتوسيع ثالثة مدن‪ ،‬كانت مدينة اجلزائر على رأسها‪ ،‬إضافة‬
‫إىل مديين مليانة واملدية‪ ،‬وهي املدن اليت شكلت مثلثا يهدف لضمان مراقبة املواصالت‬
‫وطرق التجارة بني الساحل والتل ومنطقة السهوب‪ ،‬ومن هنا بدأت مدينة اجلزائر حتصل على‬
‫أمهيتها األوىل‪ ،‬وما زاد من تلك األمهية تفاقم اخلالف بني احلكام الفاطميني وخلفاء قرطبة‬
‫حول زعامة العامل اإلسالمي يف القسم الغريب‪ .5‬وظلت مدينة اجلزائر تابعة للزيانيني مرة‬
‫وللحفصيني أخرى إىل أن استقلت بأمرها أواخر القرن التاسع وعادت أشبه ما تكون‬
‫جبمهورية ارستقراطية يديرها جمل مؤلف من أعيان املدينة حتت محاية الثعالبة‪ ،‬وكان العامل‬
‫‪6‬‬
‫اجلليل الشيخ عبد الرمحن الثعاليب من أعياهنا‬
‫وقد جلب املناخ املعتدل لناحية اجلزائر الواقعة قبالة البحر األبيض املتوسط الوافدين‬
‫من جهات خمتلفة‪ ،‬فلم ينته القرن احلادي عشر ميالدي حىت غدت اجلزائر مدينة كبرية‪ ،‬كما‬
‫شهد بذلك املؤرخون املعاصرون لتلك الفرتة ومنهم البكري واإلدريسي إذ وصفاها بكثافة‬
‫السكان وازدهار التجارة‪ ،‬وهو الوصف الذي ال ينطبق على القرن الثاين عشر‪ ،‬الذي شهد‬
‫عدة حروب أثرت يف هذا التطور الوليد‪.7‬‬

‫‪12‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫فقد دخلت مدينة اجلزائر حتت سلطة املوحدين مث املرابطني‪ ،‬وبعدمها لسلطان جباية مث‬
‫مملكيت تلمسان وتون وانتزعت بعد ذلك نوعا من االستقالل الذايت حتت إمارة شيخ‬
‫الثعالبة‪ 8‬قبل أن تنتهي إىل أيدي األسبان يف ‪.1510‬‬
‫‪-2‬التحول العام للمدينة خالل العهد العثماني‬
‫الشك أن األوضا‪ .‬املرتدية والفوضى السياسية العارمة يف كامل املنطقة‪ ،‬كانت عامال‬
‫مشجعا لألطما‪ .‬الصليبية املتنامية حول الشمال اإلفريقي‪ ،‬خصوصا بعد سقوط غرناطة يف‬
‫الثاين جانفي من العام ‪1492‬م‪ ،‬فكانت أول نقطة احتلها اإلسبان مدينة مليلية عام‬
‫‪ 1497‬م‪ ،‬بعدها احتلوا املرسى الكبري بعد حصار دام مخسني يوما‪ ،‬مث انطلقوا إىل وهران‬
‫واحتلوها يف العام ‪ ،1509‬وبعدها وجهوا أنظارهم إىل جباية‪ ،‬اليت احتلوها سنة ‪،1510‬‬
‫رد األسبان وحشيا حيث ارتكبوا أفظع اجملازر‬ ‫وبقدر استماتة أهلها يف الدفا‪ .‬عنها‪ ،‬كان َ‬
‫وعاث اجليش االسباين فسادا يف املدينة‪ .9‬مث حاصرت القوات االسبانية مدينة اجلزائر‪،‬‬
‫وأرغمت شيخها سامل التومي على قبول شروطها‪ ،‬وقد انتقل بنفسه‪ ،‬يصاحبه وفدا من‬
‫األشراف إىل اسبانيا آلداء ميني الوالء والطاعة أمام امللك فرديناند‪ ،‬مث استوىل اإلسبان عل‬
‫جزيرة "البنيون" عند مدخل املدينة وبنوا فيها حصنا‪ ،‬أقامت فيه حامية عسكرية مهمتها‬
‫مراقبة مدى احرتام الشروط املفروضة على اجلزائريني‪ ،‬ومراقبة حتركات املراكب اجلزائرية حىت‬
‫أضحت مدينة اجلزائر وسكنها حتت التهديد املستمر‪.10‬‬
‫يف تلك األثناء ذا‪ .‬صيت اإلخوة بربروس‪ 11‬يف احلوض الغريب للمتوسط يف إطار‬
‫مساعدة البحارة العثمانيني ملسلمي األندل عقب سقوط غرناطة‪ ،12‬فاستنجد هبم يف‬
‫البداية أهايل جباية إلنقاذهم من يد اإلسبان فاستجابوا هلم‪ ،‬ورغم احملاولة إال أهنم فشلوا‬
‫فانسحبوا مؤقتا‪ ،‬على أمل معاودة الكرة بعد القيام بالتحضريات واحتياطات الالزمة لألمر‪،‬‬
‫لكنهم جنحوا بعدها يف االستقرار جبيجل‪ ،‬اليت كانت يومئذ مدينة صغرية وقاعدة جتارية كان‬
‫يستغلها التجار اجلنويني منذ سنة ‪ ،1260‬وبعد معركة عنيفة متكنوا من اقتحام املدينة يف‬
‫حدود العام ‪.13 1513‬‬

‫‪13‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫عَب خري الدين بربروس عن أصداء ذلك االنتصار قائال‪ ":‬عندما كنت مع أخي‬ ‫وقد َ‬
‫يف مدينة جيجل‪ ،‬وصلت وفود عديدة من املدن اجلزائرية‪ ،‬كان أمهها وفد مدينة اجلزائر اليت‬
‫كانت مركز البالد‪ .‬كان أهايل اجلزائر يشكون من ظلم اإلسبان‪ ،‬ويرجون تدخلنا إلنقاذهم‪،‬‬
‫‪14‬‬
‫فخرج أخي يف مخسمائة حبار متجها إىل مدينة اجلزائر بعد أن خلفين يف جيجل‪"..‬‬
‫وكانت هذه بداية مرحلة وصفحة جديدة يف تاريخ البالد عامة‪ ،‬وتاريخ املدينة اليت‬
‫حتولت من موقع مهجور إىل عاصمة سياسية وإدارية "دار السلطان"‪ 15‬بعد انضوائها حتت‬
‫لواء اإلمَباطورية العثمانية القوية –حينها‪ ،-‬وقيام نواة حكم مركزي قوي يهدف إىل القضاء‬
‫على الصراعات األهلية اليت كانت سائدة‪ ،‬وإرساء دعائم وحدة سياسية وإدارية يف إطار‬
‫إقليم وطين حمدد و ضمن حدود واضحة املعامل‪ ،16‬و الصورة التالية توضح الشكل الذي‬
‫كانت عليه مدينة اجلزائر خالل القرن السادس‪ ،‬والشكل الذي أصبحت عليه بعد خالل‬
‫القرن الثامن عشر ‪:‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬
‫صورة رقم‪ :2‬تحصينات مدينة الجزائر القرن‬ ‫صورة رقم ‪ :1‬مدينة الجزائر سنة ‪1563‬‬

‫‪14‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫وأهم ما تَبزه الصورة بوضوح‪ ،‬هو شكل املدينة اهلندسي الشبيه مبثلث متساوي‬
‫األضال‪ .‬قاعدته خط الشاطئ‪ ،‬وقمته تتوافق مع موقع القصبة‪ ،‬وهو الشكل الذي ميز مدينة‬
‫ظل نفسه مل تطرأ عليه تغريات كبرية‪،‬‬
‫اجلزائر ألكثر من ثالث قرون من احلكم العثماين‪ ،‬فقد َ‬
‫حىت منتصف القرن التاسع‪ .‬واحلقيقة أن هذا املنظر يوحي بارتفا‪ .‬كبري لعدد السكان داخل‬
‫حيز مكاين ضيق‪ ،‬فما حقيقة ظاهرة االكتظاظ واالزدحام اليت عرفتها املدينة؟ وما العوامل‬
‫املتحكمة فيها؟‬
‫‪-3‬العوامل المؤثرة في التطور الديموغرافي لمدينة الجزائر‬
‫‪-1-3‬الظروف الطبيعية‬
‫يرجع املختصون املظهر العام املميز ملدينة اجلزائر‪ ،‬واملتمثل يف شكل مثلث متساوي‬
‫األضال‪ .‬قاعدته امليناء وقمته أعلى القصبة‪ ،‬إىل عوامل طبيعية‪ ،‬فقد تشكل بفعل سيالن‬
‫مياه األمطار اجلارفة اليت تنطلق من قمة الربوة‪ ،‬منحدرة يف شكل جمريان مائيان إىل حماذاة‬
‫البحر‪ ،‬وقد تسربت املياه من خالهلما عَب الشقوق‪ ،‬فتحولت إىل جماري باطنية ما لبثت أن‬
‫ظهرت عند السفح يف شكل عيون مثل‪ :‬عني السلطان قرب اجلامع الكبري وعني العطش‬
‫وعني السباط‪.19‬‬
‫ويَبز هذا املنظر بوضوح من جهة البحر‪ ،‬إذ ترتاءى البيوت املطلية باجلري األبيض‬
‫قائمة على "اجلبل"‪ ،‬وهو أعلى أجزاء التل ملتصقة بعضها ببعض مرتاصة لرتتفع طبقات من‬
‫البيوت انطالقا من القسم السفلي‪ ،‬واحدة فوق األخرى حىت تلتقي عند أعلى القصبة‪،20‬‬
‫وهو املنظر ا لذي استفز جبماله وروعته األوروبيني القادمني على منت سفنهم من خمتلف دول‬
‫ضفاف البحر املتوسط‪ ،‬حىت شبه البعض منظر املدينة من جهة البحر بشرا‪ .‬السفينة األبيض‬
‫املنبسط على الروايب اخلضراء‪ ،‬بينما بدا للبعض اآلخر يف شكل قوس ذي وتر‪ ،‬فالقوس‬
‫يتمثل يف اجلدران‪ ،‬وشاطئ البحر هو الوتر‪ ،21‬فأمام املشاهد يرتاءى الرصيف البحري‬
‫واملرسى حتيط هبما أسوار املدينة‪ ،‬وتبدو املنازل متصاعدة على سفح اجلبل وهي تشكل‬
‫مدرجا‪ ،‬وتظهر املنازل الناصعة البياض‪ 22‬وسط أشعة الشم اإلفريقية الدافئة‪.23‬‬

‫‪15‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫وكانت املدينة حممية باحلصون اليت شر‪ .‬يف بنائها خري الدين وأكملها خلفاؤه من‬
‫بعده‪ ،‬فجعلتها غاية يف املناعة‪ ،‬وكانت احلصون تتألف من سور القصبة ومن عدد معني من‬
‫احلصون وبطاريات املدافع‪ ،24‬أما من جهة البحر فكان حيمي املدينة الَبج اجلديد وبرج باب‬
‫الوادي وبرج االجنليز وبرج باب عزون‪ ،‬ومدافع الربوة اليت زيد عددها وضمت إليها مدافع‬
‫جديدة بعد غارة أوريلي )‪(O’Reily‬يف ‪ ،25)1775‬وغارة اللورد إكسموث يف القرن‬
‫التاسع عشر‪ ،‬وال تقل عن ‪ 180‬مدفعا من العيار الثقيل‪ 26‬حىت أن مجيع احملاوالت األوربية‬
‫املعتدية الراغبة يف بسط سيطرهتا على مدينة اجلزائر منذ عهد خري الدين‪ ،‬إىل بداية القرن‬
‫التاسع عشر‪-‬احلملة الفرنسية ‪ -1830‬باءت كلها بالفشل‪ ،‬ومهما يكن من أمر‪ ،‬فإن‬
‫مدينة "اجلزائر احملروسة باهلل" قد استحقت امسها عن جدارة كاملة من تلك االستحكامات‬
‫‪27‬‬
‫اليت بناها األتراك‪ ،‬فقد طوروا دفاعاهتا بعناية كبرية‪ ،‬وبدرجة عالية من املهارة العسكرية‪.‬‬
‫‪-2-3‬الخصائص العمرانية‬
‫كانت املدينة يف أذهان سكاهنا‪ ،‬مقسمة إىل جزأين‪ :‬الجزء العلوي املعروف‬
‫بـ"الجبل"‪ ،‬و القسم السفلي املعروف بـ "الوطى"‪ ،‬ففي القسم العلوي تقيم أغلب العائالت‬
‫احلضرية حيث البيوت أكثر تقاربا‪ ،‬وحركة املرور تكون عَب أزقة متداخلة‪ ،‬بعضها نافذة (هلا‬
‫خمارج )‪ ،‬وبعضها اآلخر أزقة غري نافذة‪ ، 28‬وبأعلى قمة اجلبل تقع القلعة احلصينة‪ ،‬اليت‬
‫أصبحت منذ سنة ‪ 1817‬مقرا للدايات‪ ،‬من جهة إلشرافها من الناحية الشرقية على املباين‬
‫اليت تنزل متدرجة حنو البحر‪ ،‬وكذا على أسوار املدينة وامليناء‪ .‬ومن جهة ثانية ملا تتمتع به من‬
‫حتصينات كبرية‪ ،‬ومن جهة ثالثة إلطاللتها من الناحية اجلنوبية والغربية للمدينة‪ ،‬على الريف‬
‫وحصين اإلمَباطور والنجمة ‪.29‬‬
‫وملا كانت البيوت منطقة اجلبل‪ ،‬ملتصقة بعضها ببعض‪ ،‬برزت طبقاهتا العليا واحدة‬
‫فوق األخرى مرتاصة كاملدرج‪ ،‬األمر الذي أثار استهجان األوربيني‪ ،‬حىت نعتوها باملدينة‬
‫الفوضوية‪ ،‬التسامها بـ"الطابع الرتاكمي" و"النمط االنطوائي"‪ ،‬الذي تسبب –من وجهة‬
‫نظرهم‪ -‬يف انعدام الفضاءات الرتفيهية كاحلدائق والساحات‪ .30‬مع العلم أن هذه اخلاصية‬

‫‪16‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫مل تكن حكرا على مدينة اجلزائر‪ ،‬بل أن معظم املدن اإلسالمية قد اشتهرت بتطورها العفوي‬
‫والرتاكمي‪ ،‬مما أدى باألوروبيني إىل احلكم عليها بالفوضوية‪ ،‬كما غلب على أنسجتها‬
‫احلضرية طابع العضوية‪ ،‬فبخالف بعض املنشتت العامة اليت أجنزهتا السلطة دفعة واحدة مثل‬
‫املساجد والبوابات‪ ،‬فإن معظم البناء كان يتم بالتدريج وحسب واقع واحتياج السكان‬
‫‪31‬‬
‫للفضاء والتوسع‪.‬‬
‫لذلك مل يكن بناء املنازل يف مدينة اجلزائر‪ ،‬خيضع ألي تطيط أو برجمة أو تسطري‬
‫ومد األهنج‬
‫مسبق‪ ،‬بل أن العشوائية واحلاجات الفردية كانت هلا اليد العليا يف بناء املنازل َ‬
‫دون مراعاة للمستقبل وما يفرضه النمو العمراين‪ ،‬وعندما زاد عدد السكان ظهرت مشكلة‬
‫السكن‪ ،‬فارتفعت بنايات املنازل حىت يف بطون الشعاب‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة لألهنج‬
‫واألزقة اليت أخذت تلتوي بالتواء الشعاب‪ ،‬وهذا ما يفسر لنا كثرة الدروب واألهنج امللتوية‪،‬‬
‫حىت مسي أحد األحياء بـ"حومة سبع لويات" كناية عن شكلها الكثري االلتواء‪.32‬‬
‫وعلى الرغم مما قيل ويقال عن البناء العشوائي للمنازل‪ ،‬إال أن احلقيقة الثابتة اليت يقر‬
‫هبا حىت خصوم اجلزائر‪ ،‬هي أن تلك املنازل من الظاهر كان يصعب متييزها إن كانت للعامة‬
‫أو اخلاصة‪ ،‬نظرا لشكلها املوحد‪ ،‬فالتمييز الوحيد بينها مل يكن من املمكن رصده إال بعد‬
‫الدخول إىل املنازل‪.‬‬
‫أما انتقاد األوربيني العتماد منوذج البناء االنطوائي يف املدينة‪ ،‬فإن ذلك راجع دون‬
‫شك العتبارات اجتماعية ودينية‪ ،‬منها حفظ اخلصوصية العائلية عامة والنسوية بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬ناهيك عن خصائصه املميزة يف توفري اإلضاءة والتهوية‪ ،‬حيث كان ال يسمح بتجاوز‬
‫عدد معني من الطوابق (اثنان أو ثالثة على األكثر) حىت تصل الشم جلميع املنازل‪ ،‬ومن‬
‫أسباب اعتماده أيضا‪ ،‬عامل العرف احمللي الذي ينشأ بني سكان املدينة‪ ،‬فكثريا ما جيمع‬
‫السكان على وجوب امتنا‪ .‬الرجال عن استعمال األسطح‪ ،‬وعدم جتاوز املباين ارتفاعا معينا‪،‬‬
‫حيث تصبح بدورها معايري وقيم حضرية حيرتمها اجلميع‪ .‬إىل جانب عامل الرد‪ .‬الشرعي من‬
‫ذم التعايل يف البناء‪ ،‬مما كان له‬
‫ذلك تواتر النصوص واألحاديث النبوية الشريفة الواردة يف َ‬
‫‪17‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬
‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫األثر االجتماعي املباشر يف حفظ التجان واللجوء أحيانا إىل البناء األفقي املكثف‪ .‬إضافة‬
‫إىل أن اعتماد طابع البناء االنطوائي يتماشى مع الصفات األخالقية لسكان مدينة اجلزائر‪،‬‬
‫واليت أشار إليها بعض األوربيني وحىت األمريكيني الذين زاروا اجلزائر ومكثوا فيها برهة من‬
‫الزمن‪ ،‬حبيث يذكرون أن هؤالء السكان كان لديهم إميان قوي باإلسالم‪ ،‬الذي يستمدون من‬
‫‪33‬‬
‫قوانينه وتعاليمه مجيع تصرفاهتم وحتركاهتم‬
‫وبالرغم من مجيع االنتقادات‪ ،‬فقد كانت مدينة اجلزائر شوكة يف حلق الدول األوربية‪،‬‬
‫فهي كما وصفها القنصل وليام شلر‪ ،‬مركز للثروة والسلطة‪ ،‬إذ وجدت هبا دور الصناعة‪ ،‬اليت‬
‫احتوت على كل أنوا‪ .‬الذخائر العسكرية والبحرية وآالت احلرب الضرورية للهجوم والدفا‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫معا‪.‬‬
‫‪ 3-3‬العوامل البشرية‬
‫‪-1-3-3‬صعوبة تقدير عدد السكان‬
‫إن دراسة النمو احلضري ألي مدينة‪ ،‬يقتضي من الناحية املنهجية الرجو‪ .‬إىل دفاتر‬
‫اإلحصاء للتعرف على النسب السكانية وحجم النمو‪ ،‬ومن مثة مقارنتها مبساحة املدينة‪ ،‬من‬
‫أجل التوصل إىل الزيادة السكانية يف املساحة وهو ما يعرف بالكثافة السكانية‪ ،‬واملعلوم أن‬
‫اإلدارة العثمانية مل تعن بإحصاء سكان مجيع املدن العربية‪ ،‬عدى تلك اليت تدفع ضرائب‬
‫حسب عدد السكان مثل حلب ودمشق وطرابل الغرب وبغداد‪ ،‬إذ بقيت املدن األخرى‬
‫خارج جمال اإلحصاء‪ ،‬الذي كان يتم هبدف التعرف الدقيق على طاقات الواليات السكانية‬
‫واالقتصادية هبدف حتصيل الضرائب املفروضة عليها‪.35‬‬
‫مما َفوت علينا فرصة التعرف الدقيق على مواصفات البناء االجتماعي يف مدينة‬
‫اجلزائر‪ ،‬واحلجم احلقيقي لكل مجاعة بالنسبة لباقي اجلماعات‪ ،‬مث تطورها وأدوارها‪ ،‬يف ظروف‬
‫ومراحل االخنفاض واالرتفا‪ ،.‬ومهما يكن مقدار حتفظنا على تلك التقديرات العددية لسكان‬
‫املدينة‪ ،‬الواردة يف املصادر األجنبية‪ ،‬إال أهنا تبقى املصدر الوحيد املتوفر لدينا‪ ،‬على افرتاض‬
‫أهنا التقديرات القريبة من الواقع حينها‪ ،‬مع االنتباه إىل ضرورة األخذ هبامش احتياطي ميثل‬

‫‪18‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫الفارق احملتمل بني التقدير والرقم الواقعي صعودا أو نزوال‪ ،‬وهبدف تسهيل مالحظة و مناقشة‬
‫عدد السكان نورد اجلدول التايل‪:‬‬
‫تقدير سكان مدينة الجزائر حسب المصادر األجنبية‪.36‬‬ ‫جدول رقم‪:1‬‬
‫عدد المنازل‬ ‫التقدير‬ ‫المصدر‬ ‫السنة‬
‫‪ 4000‬كانون‬ ‫‪/‬‬ ‫ليون االفريقي‬ ‫‪1516‬‬
‫منزل ‪12.200‬‬ ‫‪/‬‬ ‫ديغو دي هايدو‬ ‫‪-‬‬
‫‪1581-1578‬‬
‫حوالي‬ ‫أكثر من‬ ‫األب دان‬ ‫‪1634‬‬
‫‪ 15.000‬منزل‬ ‫‪100.00‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪100.000‬‬ ‫دوأرندا‬ ‫‪-1640‬‬
‫‪1642‬‬
‫‪ 15.000‬منزل‬ ‫أكثر من‬ ‫الفارس أرفيو‬ ‫‪-1674‬‬
‫‪100.000‬‬ ‫‪1675‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪100.000‬‬ ‫لوج يدي تاسي‬ ‫‪1725‬‬
‫حوالي ‪ 5‬آالف‬ ‫حوالي‬ ‫شاو‬ ‫‪1738‬‬
‫نزل‬ ‫‪117.000‬‬
‫‪5‬آالف منزل‬ ‫حوالي‬ ‫فونتير دي بارادي‬ ‫‪1789‬‬
‫‪50.000‬‬
‫‪/‬‬ ‫حوالي‬ ‫شالر‬ ‫‪1815‬‬
‫‪50.000‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪30.000‬‬ ‫روزي‬ ‫—‬
‫‪1830‬‬
‫إن املتفحص لألرقام الواردة يف اجلدول‪ ،‬يقف مذهوال أمام ارتفا‪ .‬عدد السكان‬
‫املدينة‪ ،‬الذي ناهز املائة واخلمسني ألف يف بدايات القرن الثامن عشر‪ ،‬بينما كانوا حسب‬
‫تقديرات ليون اإلفريقي ‪ 4000‬كانون‪ ،‬بداية القرن السادس عشر‪ ،!! ...‬أما االنطبا‪ .‬الثاين‬
‫الذي يتولد لدى الباحث هو الشعور بالصدمة جراء االخنفاض الكبري لعدد السكان عشية‬
‫االحتالل حىت وصل تقديرهم إىل ‪ 30‬ألف ساكن‪ ،‬فالفرق واضح للعيان‪ ،‬فكيف نفسر‬

‫‪19‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫تقهقر املدينة اليت كانت تأوي أكَب جتمع من السكان على الساحل األفريقي بدايات القرن‬
‫السابع عشر‪ ،‬ليرتاجع سكاهنا إىل ‪ 30‬ألف فقط بدايات القرن التاسع عشر؟ !!‪ ،‬فما هي‬
‫أسباب االرتفا‪ .‬واالخنفاض يف املرحلتني؟‬
‫‪ -4‬دراسة الوضع الديمغرافي‬
‫‪-1-4‬مرحلة النمو المرتفع‬
‫يبدو أن الفئة اليت سكنت املدينة يف هذه املرحلة وترعرعت فيها‪ ،‬كانت تتشكل‬
‫أساسا من أحفاد قبيلة الثعالبة بفرعيها العريب واألمازيغي‪ ،37‬وقد تزايد عدد السكان بعدما‬
‫شهدت املدينة املزيد من الوافدين إليها‪ ،‬خاصة من األندلسيني واألتراك‪ -‬جنود االنكشارية‪-‬‬
‫والعناصر الَبانية‪ 38‬الوافدة من الداخل ومن بلدان اجلوار العربية وحىت من الدول األوربية‪،‬‬
‫وهذه األمهية اليت اكتسبتها املدينة ترجع لكوهنا مركز اإلدارة احلاكمة‪ ،‬اليت جلبت إليه أطياف‬
‫من السكان متنوعة ومتعددة‪ ،‬وأصبحت تبعا لذلك سوقا استهالكية متميزة عن باقي املوانئ‬
‫واحلواضر اجلزائرية األخرى‪ ،‬وهو ما زاد يف استقطاب التجار األجانب سواء من املسلمني أو‬
‫اليهود أو املسيحيني‪ ،39‬ويف ما يلي وقفة عند هذه الفئات الثالث‪:‬‬
‫‪ -1-1-4‬توافد العناصر األندلسية‬
‫تعود بدايات صلة األندلسيني باملدينة‪ ،‬إىل القرن التاسع هجري املوافق للقرن اخلام‬
‫عشر ميالدي‪ ،‬أما موجات اهلجرة الكبرية إليها‪ ،‬فكان بعد سقوط آخر معاقل األندل يف‬
‫العام ‪ 1492‬بيد االسبان‪ ،‬فقد تدفقت أمواج املهاجرين على شواطئ املغرب اإلسالمي‬
‫ينشدون احلماية واألمن‪ ،‬ويبحثون يف نف الوقت عن طريق العودة والثأر‪ ،‬وكانت طبقات‬
‫املهاجرين تتلف ثروة وثقافة‪ ،‬ففيهم أبناء الشعب والبسطاء وأحفاد امللوك والوجهاء وفيهم‬
‫‪40‬‬
‫أصحاب الصنائع وأصحاب العلم‬
‫وتواصل توافد األندلسيني إىل مدينة اجلزائر يف شكل دفعات كانت بارزة بني سنيت‬
‫‪ 1570‬و‪ ، 1609‬زاد يف وتريهتا صدور قرار طردهم النهائي من األندل يف الثاين والعشرين‬
‫سبتمَب من العام‪ ،1609‬واستوطن بعضهم فحوص متيجة‪ ،‬يف احلني استقر البعض اآلخر‬

‫‪20‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫خاصة بشرشال ودل و وهران‪ ،‬إضافة إىل العديد من مدن و مراسي اجلزائر وتون‬
‫واملغرب‪ ،‬ولإلشارة فإن أهل األندل قد جلبوا معهم مهارهتم املتنوعة يف احلرف‬
‫والصناعات‪ ،‬إضافة إىل نشاطاهتم ودرايتهم بالكثري من شؤون احلياة‪ .‬ورغم النكبة فقد حافظ‬
‫الكثري منهم يف مواطنهم اجلديدة على حياة الرتف والرفاهية‪ ،‬وهم الذين اشتهروا ملا كانوا‬
‫ببالدهم يف املأكل بطبيخهم اجليد‪ ،‬إىل جانب ملبسهم األنيق واملمتاز‪.41‬‬
‫وقد ذكر أندريه رميون يف دراسته للمدن العربية يف العهد العثماين‪ ،‬ارتفا‪ .‬عدد سكان‬
‫مدينيت اجلزائر وتون خالل القرن السابع عشر على اثر صدور قرار الطرد النهائي‬
‫لألندلسيني من اسبانيا‪ ،‬اليت غادرها مثانون ألف أندلسي‪ ،‬الذين استقر جزء منهم مدينة‬
‫اجلزائر‪ ،‬وشكل األندلسيون جاليات نشطة يف والييت اجلزائر وتون ‪ ،42‬وأدوا دورا مميزا يف‬
‫االستثمار ال زراعي يف املناطق اليت استوطنوها‪ ،‬كما نشطوا أيضا يف املدن وجتلى ذلك يف إبراز‬
‫قدراهتم وفاعليتهم يف إنعاش بعض األنشطة‪ ،‬خاصة تلك املتعلقة بصناعة احلرير والبالطات‬
‫اخلزفية وأعمال البناء‪.43‬‬
‫ساهم التواجد الكبري لألندلسيني مبدينة اجلزائر يف اكتظاظ هذه األخرية‪ ،‬مما اضطر‬
‫بعضا من سكاهنا إىل النزوح خارج أسوارها واالستقرار يف املرتفعات املشرفة على املدينة من‬
‫ناحية باب الوادي‪ ،‬وزادت حاجة احلضر إىل املساكن وبذلك أصبح التوسع العمراين ضرورة‬
‫ملحة‪ ،‬واختار األندلسيون املواقع املرتفعة من جهة القصبة‪ ،‬واليت يظهر منها البحر بشكل‬
‫جيد‪ ،‬وبذلك اشتد ازدحام املباين فوق األرداف و متون الروايب‪ ،‬ورفعت املنازل فوق السفوح‬
‫ويف مواضع احلدائق‪ ،‬ومما ال شك فيه أن املنازل اليت شيدت من على الروايب بقيت حتتل‬
‫املكانة اهلامة والقيمة الكبرية لدى السكان نظرا ملا تتميز به من موقع جذاب جيمع بني‬
‫إطاللة الشم وزرقة البحر‪ ،‬اليت ميكن مشاهدهتا من الشبابيك ومنظر يطل على البحر‪،‬‬
‫وهو قبل ذلك وبعده منظر ميكن صاحبه من رؤية القادمني من بعيد‪.‬‬
‫‪ -2-1-4‬توافد العنصر التركي‬

‫‪21‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫متثلت هذه العناصر يف البداية‪ ،‬من فرق اجليش االنكشاري اليت وفدت إىل اجلزائر‬
‫بداية من العام ‪ ،1520‬ففي هذه السنة أرسل السلطان سليم األول (‪ )1520-1515‬مع‬
‫الوفد اجلزائري الذي محل له رسالة اجلزائريني املعَبة عن رغبتهم يف االلتحاق بالباب العايل‪ ،‬و‬
‫بلغ عداد عناصر هذه الفرقة الستة آلالف جندي منهم ألفني من اجليش االنكشاري املدرب‬
‫و املتمرس على فنون القتال‪ ،‬والبقية كانوا من املتطوعني‪ ،‬الذين أضيفوا إىل فرق اجلند اليت‬
‫كان يقودها خري الدين بربروس يف مدينة اجلزائر‪ ،‬واليت كانت تضم كذلك خسة آالف‬
‫جندي جزائري من املتطوعني‪.44‬‬
‫وما ميز العنصر الرتكي العثماين الوافد إىل اجلزائر‪ ،‬أنه عبارة عن مزيج من أصول‬
‫وأجناس متنوعة وخمتلفة‪ ،‬فكان منهم األتراك إىل جانب األرناؤوط والبشناق واألكراد‬
‫واليونانيني والبلغار والتشيك واألرمن وحىت التتار‪ ،‬وهؤالء مجيعا شكلوا جمموعة واحدة‪ ،‬بعدا‬
‫انصهروا يف ال لغة الرتكية واملذهب احلنفي‪ ،‬وأثناء وجودها باجلزائر مل تكن منغلقة أو منعزلة‬
‫عن بقية السكان اجلزائريني‪ ،‬وارتبط هؤالء بؤوالئك عن طريق عالقات املصاهرة)‪.45‬‬
‫جتدر اإلشارة إىل أن جميء اجلنود إىل اجلزائر قد استمر حىت أوائل القرن التاسع عشر‪،‬‬
‫وكان مقدمهم أساسا من منطقة األناضول‪ ،‬ومن الطبقات الدنيا يف جمتمعاهتم‪ ،‬وكانت‬
‫سلطات مدينة اجلزائر ترسل موفدين عنها لتجنيد متطوعني يف جيشها‪ ،‬أو كانت تستخدم‬
‫وكالء هلا هلذا الغرض‪ ،‬يكونون من سكان اإلقليم املقصود‪ ،‬كان تعاملها خباصة مع إقليم‬
‫أزمري‪ ،‬وسوف يسهم هذا التدفق املستمر واملنتظم للمتطوعني القادمني من مركز اإلمَباطورية‬
‫بشكل قوي يف احلفاظ على طابع إيالة اجلزائر " الرتكي"‪ ،‬وسوف جيَبون حكام اجلزائر على‬
‫اإلبقاء على روابط سياسية بينهم وبني الباب العايل‪ ،‬والذي كانت موافقته ضرورية يف عملية‬
‫التجنيد‪.46‬‬
‫‪ 3-1-4‬ـ‪ -‬الوافدون و األسرى‬
‫عرفت مدينة اجلزائر خالل هذه الفرتة اليت خنصها بالدراسة ظاهرة وفود سكان املناطق‬
‫الداخلية إليها من سكان اجلبال واألرياف‪ ،‬على غرار املدن العربية الكَبى األخرى من مثل‬

‫‪22‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫بغداد وتون وصفاق وغريها‪ ،‬وقد متيزت تركيبة الوافدين بتنو‪ .‬كبري‪ ،‬فهناك الوافدون من‬
‫املدن القريبة واجملاورة كالبليدة و القليعه وشرشال ومليانة واملدية‪ ،‬وكذا نزوح بعض منهم من‬
‫مناطق زمورة وسباو وفليسة وجباية و وهران ومستغامن مازونة ومعسكر وغريها‪.47‬‬
‫فموقع اجلزائر على حوض البحر األبيض املتوسط‪ ،‬جعلها نقطة استقطاب لعدد كبري‬
‫من الوافدين من الداخل ومن بعض الدول العربية وحىت األوروبية‪ ،‬مبا يف ذلك اليهود‪ ،‬إضافة‬
‫لعدد من األسرى من املسيحيني‪ ،‬الذين تنوعت أصوهلم من خمتلف الدول أوروبية‪ ،‬بل‬
‫يالحظ وجود عدد من األسرى تعود أصوهلم إىل دول القارة األمريكية ‪.48‬‬
‫وتشري املصادر التارخيية إىل أن استمرار توافد العناصر الَبانية على مدينة اجلزائر‪،‬‬
‫وارتفا‪ .‬عدد األسرى‪ ،‬قد ساهم يف تزايد عدد سكان مدينة اجلزائر خالل القرنني السادس‬
‫عشر والسابع عشر امليالديني‪ ،‬على أن هذا االرتفا‪ .‬املالحظ له كذلك أساب أخرى أمهها‬
‫ازدهار أعمال اجلهاد البحري‪ ،‬الذي انعك إجيابا على األوضا‪ .‬االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫حد من انتشار األمراض واألوبئة‪.‬‬‫ناهيك عن حتسن األحوال الصحية نسبيا‪ ،‬مما َ‬
‫‪ -2-4‬مرحلة االنخفاض والتراجع السكاني‬
‫مل يستمر تعداد السكان يف مدينة اجلزائر يف التزايد الطردي‪ ،‬بل عرف نوعا من‬
‫الرتاجع خاصة مع هناية القرن الثامن عشر‪ ،‬فبداية من الربع األخري من هذا القرن وحىت‬
‫عشية االحتالل الفرنسي للجزائر (‪ ،)1830‬تراجع عدد سكان املدينة إىل حدود الثالثني‬
‫ألف نسمة‪ ،‬ولعل مرد ذلك يكمن و بالدرجة األوىل إىل انتشار األمراض املعدية واألوبئة بني‬
‫عموم الناس‪ ،‬وعلى رأسها مرض الطاعون‪ ،‬الذي شهدته اجلزائر عموما ومدينة اجلزائر خالل‬
‫القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر عدة مرات‪ ،‬أبرزها سنوات‪،1718 ،1717 :‬‬
‫‪ ،1822 ،1816 ،1799 ،1778 ،1733 ،1730 ،1723‬و هي فرتة طويلة‬
‫تكشف عن فداحة اخلسائر البشرية اليت حصدهتا األوبئة‪ ،‬اليت مل سلم منها حىت الداي علي‬
‫‪. 49‬‬
‫خوجة الذي تويف بعد إصابته بالطاعون‬

‫‪23‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫وقد كان انتشار الطاعون مبنطقة الساحل اليت تشمل مدينة اجلزائر و ضواحيها‪ ،‬بنسبة‬
‫‪ ، %53.8‬يف احلني كان نصيب املنطقة الشرقية ( قسنطينة) ‪ ،%26‬أما املنطقة الغربية‬
‫(وهران)‪ ،‬فقد بلغت النسبة حدود ‪ .%14.9‬وباملقارنة مع تون واملغرب خالل املرحلة‬
‫املمتدة ما بني سنيت ‪ 1500‬و ‪ ،1822‬وعلى مدار ‪ 323‬سنة‪ ،‬ومبجمو‪ .‬السنوات اليت‬
‫استفحل فيها مرض الطاعون‪ ،‬فقد أمل باألوىل ‪ 53‬سنة من و الثانية ‪ 55‬سنة‪ ،‬أما اجلزائر‬
‫فقد عانت من الطاعون مدة ‪ 157‬سنة ‪ ،50‬وبقدر الفارق الكبري يف السنوات بني اجلزائر‬
‫وجارتيها يف املعاناة من مرض الطاعون‪ ،‬بقدر الفرق يف اخلسائر البشرية‪ ،‬اليت كانت كبرية يف‬
‫اجلزائر واملؤثرة بعمق على تراجع منوها الدميغرايف‪.‬‬
‫ويرجح أن يكون مصدر مرض الطاعون واستفحاله يف اجلزائر على األغلب‪ ،‬إىل‬
‫البيئات غري الصحية اليت وفد منها الباعة‪ ،‬خاصة من آسيا الوسطى و العراق وشبه اجلزيرة‬
‫العربية و وادي النيل‪...‬كما سامهت األسفار يف تفشي الظاهرة‪ ،‬خاصة رحالت احلج‪ ،‬حيث‬
‫كان احلجاج اجلزائريون خيتلطون يف البقا‪ .‬املقدسة وطريق العودة باحلجاج املصريني‬
‫والشاميني‪ ،‬الذين كانت تنتشر يف بلداهنم األوبئة‪ ،‬ومن مثة يصابون بالعدوى وبعودهتم إىل‬
‫اجلزائر ينشرون هم ببدورهم العدوى بني اجلزائريني‪ ،‬وإضافة إىل هذه العوامل‪ ،‬جند هناك‬
‫أسباب أخرى النتشار الوباء‪ ،‬ومنها ما ترتتب عن اجلهاد البحري والنشاط التجاري وتنقل‬
‫الفرق العسكرية بني منطقة وأخرى‪.51‬‬
‫وألن مدينة اجلزائر كانت مركزا للطبقة احلاكمة وحاشيتها‪ ،‬ومركزا اقتصاديا وصناعيا‬
‫وجتاريا‪ ،‬حبيث غدت حمل استقطاب للتجارة اخلارجية مع اجلوار ومع دول حوض البحر‬
‫املتوسط‪ ،‬فقد لعبت دور الوسيط من خالل التأثري والتأثر يف اإلصابة بالعدوى ونقلها إىل‬
‫جهات أخرى وحىت مطلع القرن التاسع عشر ميالدي‪ .‬ومل تقف السلطة يف اجلزائر مستسلمة‬
‫أمام انتشار األوبئة‪ ،‬بل حاولت التصدي هلا وفقا لشراسة وقوة تلك األوبئة وسرعة تفشيها‪،‬‬
‫كما عملت على نشر ثقافة الوقاية منها‪ ،‬وما تشكله من خطورة‪ ،‬وحىت تصويب اعتقادات‬
‫‪52‬‬
‫الناس حول املوت واحلياة‪ ،‬والضرورة اليت يقول هبا الدين يف الوقاية و املعاجلة من األمراض‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫وهذه اإلجراءات املتخذة‪ ،‬تفند ما يدعيه البعض‪ ،‬من أن السلطات الصحية مل تعاجل‬
‫من املصابني باألمراض الوبائية غري املرضى باملوانئ البحرية‪ ،‬وعملت على محاية األصحاء‪،‬‬
‫وغضت الطرف عن املصابني يف احلدود الَبية ودواخل البالد‪.53‬‬
‫كما مل يكن داء الطاعون هو الوحيد الذي أصاب مدينة اجلزائر‪ ،‬اليت ابتليت سنة‬
‫‪ ، 1816‬كغريها من مناطق التل‪ ،‬باجتياح اجلراد هلا‪ ،‬وهو الذي أتلف حماصيل اإلنتاج‬
‫الفالحي‪ ،‬وعرفت البالد ومنها اجلزائر العاصمة سنة ‪ ،1819‬جماعة اشتدت وطأهتا على‬
‫عموم السكان خاصة‪ ،‬وهم الذين تأثروا كثريا باجلفاف الذي أمل مبدينتهم وبباقي البالد‪،‬‬
‫سنيت ‪ 1826‬و ‪ . 1827‬لقد أفرزت هذه األوضا‪ .‬على سكان املدينة‪ ،‬حالة اقتصادية‬
‫واجتماعية عصيبة‪ ،‬متثلت يف ندرة املواد الغذائية واالرتفا‪ .‬الفاحش لألسعار‪ ،‬مما أثار سخطا‬
‫اجتماعيا عاما‪ ،‬واهتمت الداي حكومة مصطفى باشا بالعجز والقصور يف تفيف من معاناة‬
‫الناس‪ ،‬وبتواطئها مع التجار اليهود اللفورنيني من جهة أخرى‪.54‬‬
‫‪ -5‬الكثافة السكانية‬
‫مل تتجاوز الرقعة اجلغرافية اليت شيدت عليها مدينة اجلزائر يف العهد العثماين‪،‬‬
‫اخلمسني هكتارا‪ ،‬كانت هي النواة األوىل اليت متوقع فيها السكان‪ ،‬وشهدت توسعا خالل‬
‫القرنني السابع عشر والثامن عشر امليالديني‪ ،55‬وصل إىل حدود املائة هكتار‪ ،‬وكان عدد‬
‫السكان يف تلك احلقبة مرتفعا‪ ،‬مما أفرز أزمة حقيقية يف السكن وحالة اكتظاظ شديدة وسط‬
‫الساكنة‪ ،‬وزاد من استفحال تلك األزمة‪ ،‬التزايد الكبري يف عدد الوافدين إليها خاصة من‬
‫األندلسيني‪ ،‬ومتركز مجيع ثكنات اجليش االنكشاري بداخل املدينة‪ ،‬وللعلم أن كل ثكنة‬
‫تستوعب عددا كبريا من اجلنود‪.56‬‬
‫يضاف إىل ما سبق‪ ،‬ارتفا‪ .‬عدد الوافدين من العناصر الَبانية‪ ،‬فمدينة اجلزائر كانت‬
‫هي العاصمة‪ ،‬وفيها تركز املؤسسات اإلدارية والسياسية وحىت الدينية من احتضاهنا ألضرحة‬
‫األولياء والصاحلني‪ ،‬اليت اتذت مزارات للعديد من طبقات الشعب‪ ،‬كما أهنا كانت مقرا‬

‫‪25‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫يعقد فيه اجملل العلمي‪ ،‬إضافة إىل كوهنا مركزا اقتصاديا يستقطب رؤوس أموال وبضائع‬
‫مصدرها اجلهاد البحري والسلع القادمة من خمتلف نواحي اجلزائر ( البياليك )‪.57‬‬
‫وما جعل مدينة اجلزائر قبلة للسكن وبالتايل ذات كثافة سكانية كبرية‪ ،‬حالة األمن‬
‫اليت كانت تعرفها وتتمتع هبا‪ ،‬واإلمكانيات الكبرية اليت تتيحها األنشطة االقتصادية اليت‬
‫جذبت إليها سكان الريف يف إطار هجرة داخلية قوية‪ ،‬وهم الذين يبحثون عن حرف‪ ،‬غالبا‬
‫ما تكون متواضعة‪ .‬وبالعودة إىل خملفات الكثافة السكانية‪ ،‬نالحظ أن أزمة السكن قد‬
‫كانت يف ارتفا‪ ،.‬وأن املنطقة من الناحية اجلغرافية تعقدت بشكل كبري‪ ،‬إذ مل يعد من السهل‬
‫إيواء عدد كبري من السكان يف منطقة حمصورة طبيعيا‪ ،‬ومحايتهم من العدو الذي يرتبص هبم‪،‬‬
‫لذلك كانت املساكن تتزاحم وأخذت ترتفع فوق بعضها البعض‪ ،‬مثل حبات عنقود العنب‪،‬‬
‫وبسبب عامل توفري احلماية جلميع السكان‪ ،‬ضغطت املدينة داخل األسوار‪ ،‬وهبدف توفري‬
‫املساكن أدت لظهور أحياء جديدة شديدة التسلق والرتكيب فوق القصبة العلي‪58‬ا‪.‬‬
‫وانعكست أزمة السكن اخلانقة سلبا‪ ،‬على بناء مرافق أخرى‪ ،‬ومنها بناء مرافق‬
‫عمومية جديدة‪ ،‬وكانت أغلب املساجد يف العهد العثماين تقوم على أنقاض منازل وحىت‬
‫مساجد قدمية‪ ،‬مما يوحي باحنسار األراضي و املواقع الشاغرة‪ ،‬ومن ذلك أن مسجد علي‬
‫بتشني الذي شيد حوايل ‪ ،1623-1622‬مل تتجاوز مساحته اخلمسمائة مرت مربع‪ ،‬وقد‬
‫قام على أنقاض أحد القصور‪ ،‬واألمر نفسه يقال عن مسجد باب اجلزيرة املعروف مبسجد‬
‫شعبان خوجة‪ ،‬الذي بين يف العام ‪ ،1693‬وفوق أرض كانت يف األصل منازال مت هتدميه‪،‬‬
‫كما أن البناء الكامل ملسجد كتشاوة (‪ ،)1795-1794‬جاء على أنقاض مسجد قدمي‪،‬‬
‫كان حيمل نف التسمية‪ ،‬وقد أشرف على إجنازه بصفة شخصية الداي حسن باشا‬
‫(‪.59)1798/1791‬‬
‫ورغم ضيق املساحة مقارنة بعدد السكان‪ ،‬فإن النمو احلضري قد حتقق داخل املدينة‪،‬‬
‫أو على أطرافها وغالبا ما كانت يتم ذلك النمو داخل املدينة‪ ،‬عن طريق التكثيف وملء‬
‫الفراغات‪ ،‬اليت كانت قائمة يف النسيج احلضري‪ ،‬كما كان يتحقق أيضا خارج املدينة عن‬

‫‪26‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫طريق امتدادها على هيئة ضواحي يف األغلب‪ ،‬وقد الحظ أندرية رميوند عند دراسته للمدن‬
‫العربية يف العهد العثماين‪ ،‬إىل أن مدينة اجلزائر كانت األكثر تواضعا من حيث املساحة‪،‬‬
‫مقارنة باملدن العربية‪ ،‬فنواهتا األوىل اليت قامت عليها مل تتعد اخلمسني هكتارا‪ .‬يف احلني أن‬
‫عدد سكاهنا سنة ‪ ،1830‬قدر بثالثني ألف نسمة‪.60‬‬
‫كما اعتَب مؤشر الكثافة السكانية مبدينة اجلزائر املقدر ب‪ 246‬نسمة يف اهلكتار‪،‬‬
‫جد مرتفع‪ ،‬وهو أكَب كثافة من سكان القاهرة‪ ،‬ومع ذلك ميكن اعتباره مقبوال بالنظر إىل‬
‫ارتفا‪ .‬عدد السكان واحنصار مدينة اجلزائر داخل السور‪ ،‬وكذا لكثافة املنشتت ولطابعها‬
‫املعماري الذي كان رأسيا‪ ،‬باإلضافة إىل وجود السجون والثكنات‪ ،‬حيث يتمركز عدد كبري‬
‫من جنود االنكشارية‪ ،‬يقدرون باآلالف‪ ،‬إضافة إىل عدد من األسرى املسيحيني‪ ،61‬ونظرا‬
‫هلذه الكثافة فقد حتولت احلمامات يف املدينة عن وضيفتها األساسية‪ ،‬لتصبح مراقد ليلية‬
‫ومأوى للوافدين من العناصر الَبانية والفئات الفقرية‪ ،‬فضال عن عدد كبري من إيوائها لعدد‬
‫كبري من األسرى والعبيد‪.62‬‬
‫‪ .4‬خاتمة‪ :‬بعد استعراض التطور الدميغرايف ملدينة اجلزائر خالل العهد العثماين‪،‬‬
‫والعوامل املتحكمة فيه من حيث االرتفا‪ .‬أو االخنفاض‪ ،‬وتبيان مرحلة النمو وأسباهبا‬
‫ونتائجها ومرحلة الرتاجع الدميغرايف وأسباهبا وما ترتب عنها‪ ،‬ميكن استنباط التايل‪:‬‬
‫‪ -‬أن املوقع االسرتاتيجي للمدينة كان املتحكم األساس يف العملية الدميغرافية‪ ،‬صعودا‬
‫ونزوال‪.‬‬
‫‪ -‬شكلت اهلجرات املختلفة إىل مدينة اجلزائر يف املرحلة حمل الدراسة‪ ،‬دفعا مهما يف‬
‫تزايد وتطور الساكنة فيها‪.‬‬
‫‪ -‬كما كان لتحسن الوضع االقتصادي للدولة واجملتمع وتراجع وترية‬
‫احلروب مع اخلارج‪ ،‬خاصة األسبان‪ ،‬دورمها يف منو وتطور املدينة على خمتلف األصعدة‬
‫وامليادين‪ ،‬ومنها الصعيد الدميغرايف‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫‪ -‬شهدت اجلزائر مع هناية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر ظهور موجة‬
‫من حركات التمرد واالحتكاك مع اخلارج وتراجع املستوى املعيشي‪ ،‬الذي أدى إىل العكوف‬
‫عن الزواج أو تأخره‪ ،‬كلها عوامل كانت متحكمة يف الرتاجع الدميغرايف يف هذه املرحلة من‬
‫تاريخ مدينة اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬أن العوامل الطبيعية كان هلا انعكاسها السليب على هذا التطور‪ ،‬ومنها الزالزل‬
‫وخاصة األوبئة واألمراض اليت شهدهتا املدينة يف هذه احلقبة وخباصة يف املرحلة األخرية من‬
‫الوجود العثماين‪.‬‬

‫‪.5‬الهوامش‬

‫‪-1‬عبد الرمحن‪ ،‬اجلياليل‪ .‬تاريخ المدن الثالث الجزائر ‪ ،‬المدية ‪ ،‬مليانة‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات دار األمة‪ ،‬اجلزائر‬
‫‪ ،2007‬ص ‪.11-10‬‬
‫‪ -2‬مل حتظ املدينة مبا يكفي من اهتمام الدول املتعاقبة على احتالل املنطقة من وندال وبيزنطيني ورومان وقد عرفت‬
‫(‪)ISLA‬‬ ‫مدينة اجلزائر يف القدمي ب إيكوسيوم‪ (ICOSIUM‬وهي كلمة مركبة من شقني )‪(I‬و هو اختزال السم‬
‫أي اجلزيرة‪ ،‬أما الشق الثاين (‪ )KOSIM‬فيعين النوارس وهكذا تركب االسم (‪ )ICOSIUM‬أي "جزيرة النوارس"‬
‫أنظر‪-:‬عبد اهلل‪ ،‬محادي ‪".‬جزائر القرن السادس عشر من خالل وثائق بعض األسرى األسبان"‪ ،‬جملة املصادر ‪،‬‬
‫عدد ‪ ، 6‬منشورات املركز الوطين للدراسات والبحث يف احلركة الوطنية و ثورة أول نوفمَب ‪ ،1954‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص ‪.256-255‬‬
‫‪ -3‬أنظر ‪ :‬حسن بن حممد الوزان‪ ،‬وصف إفريقيا‪ ،‬ج‪1‬ترمجة حممد حجي وحممد األخضر‪ ،‬ط‪ ، 2‬منشورات‬
‫اجلمعية املغربية للتأليف والرتمجةودار الغرب االسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،1983 ،‬ص‪.56‬‬
‫‪-4‬أثناء الفتوح اإلسالمية دمرت مدينة اجلزائر‪ ،‬وهجرها أهلها إىل أن جدد بناءها بلكني بن زيري بن مناد‬
‫الصنهاجي بأمر من والده و كان ذلك حوايل سنة ‪339‬هـ‪950/‬م‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪-TALEB, S. « Djazair Banumazghana, de la fondation par Bologhine au XVIème‬‬
‫‪siècle », Acte du colloque international-Alger lumière sur la ville, V1, Pub. L’EPAU,‬‬
‫‪Alger, 2002, p 42.‬‬
‫‪-5‬جون‪ ،‬ب‪ ،‬وولف‪ .‬الجزائر و أوربا‪ ،‬ترمجة أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪2005 ،‬‬
‫ص‪.15‬‬
‫‪ -6‬اجلياليل‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬

‫‪28‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫‪ -7‬حليمي‪ ،‬عبد القادر‪" .‬أثر التضاريس في تخطيط مدينة الجزائر"‪ ،‬جملة األصالة‪ ،‬عدد ‪ ،6‬جانفي ‪.1972‬‬
‫‪ -8‬نفسه‪ ،‬ص ‪ ،100-99‬وأنظر أيضا‪:‬‬
‫‪-FEDERICO, CRESTI. « Notes sur le développement urbain d’Alger des origines‬‬
‫‪a la période turque », In : contributions a L’Histoire d’Alger, Ed. Centro Analsi‬‬
‫‪Sociale Progtetti, Rome, 1993, pp 12-20.‬‬
‫‪ -9‬عائشة‪ ،‬غطاس‪"،‬ظهور الدولة الجزائرية الحديثة"‪ ،‬في الدولة اجلزائرية احلديثة ومؤسساهتا‪ ،‬منشورات املركز‬
‫الوطين للدراسات و البحث يف احلركة الوطنية و ثورة أول نوفمَب ‪ ،1954‬اجلزائر‪ ،2007 ،‬ص ص ‪.17-11‬‬
‫‪ -10‬حممد العريب‪ ،‬الزبريي‪ .‬مدخل إلى تاريخ المغرب العربي الحديث‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ ،1985‬ص ‪.33-32‬‬
‫‪ -11‬خري‪ ،‬الدين بربروس‪ .‬م ـ ـ ـ ـ ــذكـ ـ ــرات‪ ،‬ترمجة حممد دراج‪ ،‬دار األصالة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.22-21‬‬
‫‪-12‬راجع استغاثة أهل األندل بالسلطان العثماين‪ -:‬مجال‪ ،‬قنان‪ .‬نصوص و وثائق في تاريخ الجزائر الحديث‬
‫‪ ،1830-1500‬طبعة خاصة‪ ،‬منشورات وزارة اجملاهدين‪ ،‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.48-47‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬غطاس‪" .‬ظهور الدولة‪ ،"...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21-20‬‬
‫‪-14‬خري‪ ،‬الدين بربروس‪ .‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪113‬و ‪.74‬‬
‫‪ -15‬ويشمل إقليم دار السلطان يف األصل مدينة اجلزائر‪ ،‬املتيجة‪ ،‬والساحل من تن غربا إىل دل شرقا وتشكل‬
‫جزء اإليالة اخلاضع إىل سلطة الداي مباشرة ‪ ،‬وهذا اإلقليم هو املقاطعة املركزية واليت خضعت لتنظيم حمكم‪.‬‬
‫‪ -16‬قنان‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪17‬‬
‫‪–Cresti. Op.cit, p 63.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪-Ibid.‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬حليمي‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪20‬‬
‫‪-‬اجلياليل‪ .‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪21‬‬
‫‪– Diego de HAEDO. « Topographie et histoire général d’Alger », trad de‬‬
‫‪l’espagnol par Dr Monnereau et A Berbrugger, Revue.Africaine, T 15, 1871, p 43-44.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬كان املواطنون يستعملون اجلري لتبيض املنازل‪ ،‬مرة يف السنة على األقل‪ ،‬آملني بذلك السيطرة على الطاعون‪.‬‬
‫‪-23‬وولف‪ .‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪24‬‬
‫‪-M. BLHAMISSI. Alger –L’Europe et la guerre secrète (1518-1830), Ed. Dahleb,‬‬
‫‪Alger, 1996, p p10-12.‬‬
‫‪-25‬فريد بنور‪ .‬المخططات الفرنسية تجاه الجزائر ‪ ،1830-1782‬منشورات كوشكار‪ ،‬اجلزائر‪ ،2008 ،‬ص‬
‫‪.50 ، 23‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -‬اجلياليل‪ .‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.117-116‬‬

‫‪29‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫‪-27‬على أن هذه املدينة كانت تعرف عند األتراك باسم "جزائر الغرب"‪ ،‬متييزا هلا عن جزر اليونان‪ ،‬و جزائر‬
‫األرخبيل‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫‪–PIERRE. BOYER. La vie quotidienne à Alger à la veille de l’intervention‬‬
‫‪Française, ED. HACHETTE, Paris, 1963, p 50.‬‬
‫‪ -29‬شر‪ .‬يف بناء القلعة من طرف عروج سنة ‪ ،1513‬حيث جهزها ببعض املدافع‪ ،‬مث أمت بناءها خيضر باشا‬
‫سنة ‪ ،1590‬وحتوي على عدة أقسام أو مراكز منها قصر الداي وقصر البايات وأجنحة خاصة ومنتزهات‪ ،‬ومسجد‬
‫الداي ومصنع للبارود‪ ،‬كما يوجد هبا قصر األغا الواقع يف اجلهة الشمالية حلدائق الداي‪ ،‬وغرب املسجد‪ ،‬ويعتَب‬
‫قصر اآلغا من أفخم البنايات بعد قصر الداي‪ ،‬أنظر‪- :‬سعيد‪ ،‬مهيبل‪ .‬مواد و تقنيات البناء في قصر الداي‬
‫بقلعة الجزائر في العهد العثماني –دراسة معمارية أثرية‪ ،-‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف اآلثار اإلسالمية‪،‬‬
‫معهد اآلثار‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2009-2008 ،‬ص ص ‪.24-20‬‬
‫‪-30‬جيم ويلسون‪ ،‬ستيفنس‪ .‬األسرى األمريكان في الجزائر ‪ ،1797-1785‬ترمجة علي تابليت‪ ،‬دار ثالة‬
‫للنشر‪ ،‬اجلزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪-31‬مصطفى‪ ،‬بن محوش‪ .‬المدينة و السلطة في اإلسالم‪ ،‬نموذج الجزائر في العهد العثماني‪ ،‬دار البشائر‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬دمشق‪ ،1999 ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪-32‬جنوى طوبال‪ .‬طائفة اليهود بمجتمع مدينة الجزائر(‪ )1830-1700‬من خالل سجالت المحاكم‬
‫الشرعية‪ ،‬دار الشروق للطباعة والنشر‪ ،‬اجلزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.130-129‬‬
‫‪33‬‬
‫‪-Boyer, Op.cit, P 69.‬‬
‫‪ -34‬وليام شالر‪ ،‬مذكرات وليام شلر قنصل أمريكا في الجزائر (‪ ،)1824/1816‬ترمجة و تقدمي إمساعيل‬
‫العريب‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،1982 ،‬ص‪.72 ،‬‬
‫‪35‬‬
‫خليل ساحلي أوغلي‪ " .‬نسبة عدد سكان المدن إلى مجموع السكان في بعض الواليات العربية في‬
‫الحكم العثماني"‪ ،‬يف‪ :‬من تاريخ األقطار العربية يف العهد العثماين‪-‬حبوث و وثائق وقوانني‪ ،‬منشورات مركز األحباث‬
‫للرتيخ والفنون والثقافة االسالمية (إرسيكا)‪ ،‬إسطنبول‪ ،2000 ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪36‬‬
‫‪–Cresti. Op.cit, p 85.‬‬
‫‪ -37‬أرزقي شويتام ‪ ،‬المجتمع الجزائري و فعاليته في العهد العثماني ‪1246-926‬ه – ‪،1830- 1519‬‬
‫دار الكتاب العريب‪ ،‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ -38‬الَباين‪ ،‬مجعه الَبانية تطلق مدلول الكلمة يف التعبري الشعيب يعين كل غريب عن العائلة أو عن احلي أو املدينة‪.‬‬
‫وكلمة الَباين تعين كذلك األجانب والغرباء‪ ،‬أنظر‪ - :‬عزي بوخافة‪ ،‬من قاموس العادات و التقاليد الجزائرية‪ ،‬ج‬
‫‪ ، 2‬دار إسحاق الدين للكتاب‪ ،‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.132 ،‬‬

‫‪30‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫‪ -39‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬تاريخ الجزائر الثقافي ‪،‬ج ‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،1998 ،‬ص‪،‬‬
‫‪.46،47‬‬
‫‪40‬‬
‫‪- Farid Khiari. « Une Caummunité Résurgente. Les Andalous a Alger de 1570 à‬‬
‫‪1670 », Revue d histoire Maghrébine N 69-70. 1995. p.p. 119-126.‬‬
‫‪41‬‬
‫عمروا حيني فيها عرفا هبم‪ ،‬أحدمها أطلق‬
‫‪-‬من املؤشرات على كثافة احلضور األندلسي يف مدينة تون ‪ ،‬أهنم َ‬
‫عليه " زقاق األندل " وهو بداخل املدينة العتيقة‪ ،‬والثاين يسمى ب" حومة ألندل " ويقع بريفها بباب السويقة‪،‬‬
‫ودعموا دميغرافيا عددا هاما من القرى املتوادة حول مدينة تون مبحيط يشمل حوايل ‪ 60‬كلم‪ ،‬وعليه قدر عدد‬
‫املهاجرين األندلسيني بتون وحدها ما بني ‪ 40‬إىل ‪ 50‬ألف مهاجر‪ .‬أنظر‪ - :‬عبد احلميد هنية‪ .‬تونس العثمانية‪،‬‬
‫بناء الدولة والمجال من القرن السادس عشر على منتصف القرن التاسع عشر‪ ،‬منشورات تَب الزمان‪ ،‬تون ‪،‬‬
‫‪ ،2012‬ص‪.127 ،‬‬
‫‪ -42‬أندرية رميون ‪ ،‬المدن العربية الكبرى في العصر العثماني‪ ،‬ترمجة لطيف فرج‪ ،‬منشورات دار الفكر‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،1991 ،‬ص‪.42 ،‬‬
‫‪-43‬بن محوش‪ ،‬املدينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.215-191 ،‬‬
‫‪ -44‬زكية زهرة‪" .‬الجيش االنكشاري" يف ‪ :‬الدولة الجزائرية الحديثة و مؤسساتها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.69 ،‬‬
‫‪-45‬أمني حمرز‪ .‬الجزائر في عهد األغوات ( ‪ ،)1671-1659‬مذكرة لنيل املاجستري يف التاريخ احلديث‪،‬‬
‫جامعة اجلزائر‪ ،2009/2008 ،‬ص‪.85 ،‬‬
‫‪ -46‬أندرية رميون‪" .‬الواليات العربية‪ (،‬القرن السادس عشر‪-‬القرن الثامن عشر)"‪ ،‬يف‪ :‬تاريخ الدولة العثمانية‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ترمجة بشري السباعي‪ ،‬دار الفكر للنشر و الدراسات و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،1993،‬ص‪.539 ،‬‬
‫‪ -47‬عائشة غطاس‪،‬الحرفيون بمدينة الجزائر‪،1830-1700 ،‬مقاربة اجتماعية اقتصادية‪ ،‬منشورات الشركة‬
‫الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.28 ،‬‬
‫‪ -48‬شويتام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16 ،‬‬
‫‪49‬‬
‫‪- Boubaker Sadok. « La peste dans les pays des Maghreb Attitude face au fléau‬‬
‫‪et impacte sur les activités commerciales XVIème- XVIIIIème siècle» Revue‬‬
‫‪d histoire maghrébine N 69 -70 . 1995 ,p 312‬‬
‫‪ -‬عائشة غطاس‪ " ،‬أوضاع الجزائر المعاشية و الصحية أواخر العهد العثماني‪ :‬المجاعات و األوبئة ‪،1787،‬‬
‫‪ "1830‬اجمللة التارخيية العربية للدراسات العثمانية‪،‬عدد ‪ ،1998 ،17-16‬ص‪.362 ،361 ،‬‬
‫‪50‬‬
‫‪-Sadok. Op.cit, P 312.‬‬
‫‪ -51‬فلة قشاعي موساوي‪" ،‬وباء الطاعون في مدينة الجزائر العثمانية‪ :‬دوراته و سلم حدته و طرق انتشاره"‪،‬‬
‫جملة دراسات إنسانية‪ ،‬عدد ‪ ،2001 ،01‬ص‪.145 -143 ،‬‬
‫‪52‬‬
‫‪-Sadok. Op.cit, p324.‬‬

‫‪31‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫‪ -53‬فرنسوا أرنويل‪ " .‬علم األوبئة في البحر األبيض المتوسط في القرن ‪17‬م ‪20-‬م"‪ ،‬جملة التاريخ للدراسات‬
‫العربية‪ 1998 18-17 . ،‬ص‪.449،‬‬
‫‪ –54‬غطاس‪ " .‬أوضا‪ .‬اجلزائر املعايشية و الصحية‪ ،"...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.364 ،‬‬
‫‪55‬‬
‫‪- Mohamed Amine «La situation d Alger verre 1830 », Revue d histoire‬‬
‫‪maghrébine; N 77-78.1995, p. 20‬‬
‫‪56‬‬
‫‪-Devoolx. «ELdjazair» Histoire d une cité d, Icosuime d Alger, présenté par‬‬
‫‪Badredine Belkadi et Mustapha Ben Hamouche. Ed, ENAG ; Alger, 2003 ; pp‬‬ ‫;‬
‫‪261-273.‬‬
‫‪57‬‬
‫‪- Khiari. « Une Caummunité… ». Op.cit p. 12.‬‬
‫‪ -58‬حليمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.78 ،‬‬
‫‪59‬‬
‫‪-Tel, shuval. «Le dynamisme du waqf d, Alger au XVIII eme siècle », In : Les‬‬
‫‪fondations pieuse (wakf) en Méditerranée, enjeux du société, enjeux de pouvoir: d‬‬
‫‪Augaf public fondation, Kuwait, 2005 p ,67.‬‬
‫‪ -60‬يف حني وخالل الفرتة نفسها‪ ،‬جند مدينة القاهرة قد تربعت على مساحة ‪ 730‬هكتار‪ ،‬وعدد سكاهنا بلغ‬
‫املائتني و ثالث و ستون ألف نسمة‪ ،‬أما مدينة حلب بسوريا فقد قامت على مساحة قدرها ‪ 397‬هكتار‪ ،‬و عدد‬
‫ساكنيها بلغ التسعون ألف نسمة‪ ،‬أما مساحة تون املدينة فقد كانت ‪ 620‬هكتار و قدر عدد سكاهنا حبوايل‬
‫الثمانون ألف نسمة يف العام ‪ .1860‬راجع‪ -:‬رميون‪ ،‬املدن العربية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47 ،‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪62‬‬
‫‪- Farid Khiari, vivre et mourir en Alger, L’ Algérie ottomane aux XVI –XVI‬‬
‫‪siècle : un destin confisait, Ed. Harmattan, paris 2002, p. 12.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫‪-1‬المصادر العربية‬
‫‪ -‬بربروس (خري‪ ،‬الدين)‪ ،‬م ـ ـ ـ ـ ــذكـ ـ ــرات‪ ،‬ترمجة حممد دراج‪ ،‬دار األصالة‪ ،‬اجلزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -‬شالر (وليام)‪ ،‬مذكرات وليام شالر قنصل أمريكا في الجزائر (‪ ،)1824/1816‬ترمجة و تقدمي إمساعيل‬
‫العريب‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.1982 ،‬‬
‫‪ -‬الوزان (حسن بن حممد)‪ ،‬وصف إفريقيا‪ ،‬ج‪ ،1‬ترمجة حممد حجي وحممد األخضر‪ ،‬ط‪ ، 2‬منشورات اجلمعية‬
‫املغربية للتأليف والرتمجة ودار الغرب الإسالمي‪ ،‬بريوت‪.1983 ،‬‬
‫‪-2‬المراجع العربية و األجنبية‬
‫‪-‬بن محوش (مصطفى)‪ ،‬المدينة و السلطة في اإلسالم‪ ،‬نموذج الجزائر في العهد العثماني‪ ،‬دار البشائر للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬دمشق‪.1999 ،‬‬

‫‪32‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫‪-‬بنور(فريد)‪ ،‬المخططات الفرنسية تجاه الجزائر ‪ ،1830-1782‬منشورات كوشكار‪ ،‬اجلزائر‪.2008 ،‬‬


‫‪-‬اجلياليل (عبد الرمحن)‪ ،‬تاريخ المدن الثالث الجزائر ‪ ،‬المدية ‪ ،‬مليانة‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات دار األمة‪ ،‬اجلزائر‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -‬رميون (أندرية)‪ ،‬المدن العربية الكبرى في العصر العثماني‪ ،‬ترمجة لطيف فرج‪ ،‬منشورات دار الفكر للدراسات‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.1991 ،‬‬
‫‪ -‬الزبريي (حممد العريب)‪ ،‬مدخل إلى تاريخ المغرب العربي الحديث‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪.1985‬‬
‫‪-‬ستيفن (جيم ويلسون)‪ ،‬األسرى األمريكان في الجزائر ‪ ،1797-1785‬ترمجة علي تابليت‪ ،‬دار ثالة‬
‫للنشر‪ ،‬اجلزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬سعد اهلل (أبو القاسم)‪ ،‬تاريخ الجزائر الثقافي ‪،‬ج ‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.1998 ،‬‬
‫‪ -‬شويتام (أرزقي)‪ ،‬المجتمع الجزائري و فعاليته في العهد العثماني ‪1246- 926‬ه – ‪،1830-1519‬‬
‫دار الكتاب العريب‪ ،‬اجلزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬طوبال (جنوى)‪ ،‬طائفة اليهود بمجتمع مدينة الجزائر(‪ )1830-1700‬من خالل سجالت المحاكم‬
‫الشرعية‪ ،‬دار الشروق للطباعة والنشر‪ ،‬اجلزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬عزي بوخافة‪ ،‬من قاموس العادات و التقاليد الجزائرية‪ ،‬ج ‪ ، 2‬دار إسحاق الدين للكتاب‪ ،‬اجلزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬غطاس (عائشة)‪ ،‬الحرف والحرفيون بمدينة الجزائر‪،1830-1700 ،‬مقاربة اجتماعية اقتصادية‪،‬‬
‫منشورات الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬قنان (مجال)‪ ،‬نصوص و وثائق في تاريخ الجزائر الحديث ‪ ،1830-1500‬طبعة خاصة‪ ،‬منشورات وزارة‬
‫اجملاهدين‪ ،‬اجلزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬هنية (عبد احلميد )‪ ،‬تونس العثمانية‪ ،‬بناء الدولة والمجال من القرن السادس عشر على منتصف القرن‬
‫التاسع عشر‪ ،‬منشورات تَب الزمان‪ ،‬تون ‪.2012 ،‬‬
‫‪-‬وولف (جون‪ ،‬ب)‪ ،‬الجزائر و أوربا‪ ،‬ترمجة أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪.2005 ،‬‬
‫‪-BELHAMISSI (M.). Alger –L’Europe et la guerre secrète (1518-1830), Ed.‬‬
‫‪Dahleb, Alger, 1996.‬‬

‫‪–BOYER (PIERRE). La vie quotidienne à Alger à la veille de l’intervention‬‬


‫‪Française, ED. HACHETTE, Paris, 1963.‬‬

‫‪-Devoolx. «ELdjazair» Histoire d une cité d, Icosuime d Alger, présenté par‬‬


‫‪Badredine Belkadi et Mustapha Ben Hamouche. Ed,‬‬ ‫‪ENAG ; Alger, 2003.‬‬

‫‪33‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ ‫املجلد ‪ -03‬العدد ‪ -01‬مارس ‪2021‬‬

‫‪- Khiari (Farid). vivre et mourir en Alger, L’ Algérie ottomane aux XVI –XVI‬‬
‫‪siècle : un destin confisait, Ed. Harmattan, paris 2002.‬‬

‫‪-3‬الدراسات العربية واألجنبية‬


‫‪ -‬أرنويل (فرنسوا)‪ " ،‬علم األوبئة في البحر األبيض المتوسط في القرن ‪17‬م ‪20-‬م"‪ ،‬جملة التاريخ للدراسات‬
‫العربية‪.1998 ،18-17 . ،‬‬
‫‪-‬أوغلي(خليل ساحلي)‪ " ،‬نسبة عدد سكان المدن إلى مجموع السكان في بعض الواليات العربية في الحكم‬
‫العثماني"‪ ،‬يف‪ :‬من تاريخ األقطار العربية يف العهد العثماين‪-‬حبوث و وثائق وقوانني‪ ،‬منشورات مركز األحباث للرتيخ‬
‫والفنون والثقافة االسالمية (إرسيكا)‪ ،‬إسطنبول‪.2000 ،‬‬
‫‪-‬حليمي (عبد القادر)‪" ،‬أثر التضاريس في تخطيط مدينة الجزائر"‪ ،‬جملة األصالة‪ ،‬عدد ‪ ،6‬جانفي ‪.1972‬‬
‫‪ -‬محادي(عبد اهلل )‪"،‬جزائر القرن السادس عشر من خالل وثائق بعض األسرى األسبان"‪ ،‬جملة املصادر ‪ ،‬عدد‬
‫‪ ، 6‬منشورات املركز الوطين للدراسات والبحث يف احلركة الوطنية و ثورة أول نوفمَب ‪ ،1954‬اجلزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪ -‬رميون (أندرية)‪" ،‬الواليات العربية‪ (،‬القرن السادس عشر‪-‬القرن الثامن عشر)"‪ ،‬يف‪ :‬تاريخ الدولة العثمانية‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ترمجة بشري السباعي‪ ،‬دار الفكر للنشر و الدراسات و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪.1993،‬‬
‫‪ -‬زهرة (زكية)‪" ،‬الجيش االنكشاري"‪ ،‬في الدولة اجلزائرية احلديثة ومؤسساهتا‪ ،‬منشورات املركز الوطين للدراسات و‬
‫البحث يف احلركة الوطنية و ثورة أول نوفمَب ‪ ،1954‬اجلزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬غطاس (عائشة)‪ ""،‬أوضاع الجزائر المعاشية و الصحية أواخر العهد العثماني‪ :‬المجاعات و األوبئة‬
‫‪ "1830 ،1787،‬اجمللة التارخيية العربية للدراسات العثمانية‪،‬عدد ‪.1998 ،17-16‬‬
‫‪ -‬غطاس (عائشة)‪"،‬ظهور الدولة الجزائرية الحديثة"‪ ،‬في الدولة اجلزائرية احلديثة ومؤسساهتا‪ ،‬منشورات املركز‬
‫الوطين للدراسات والبحث يف احلركة الوطنية و ثورة أول نوفمَب ‪ ،1954‬اجلزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬قشاعي‪ -‬موساوي (فلة)‪" ،‬وباء الطاعون في مدينة الجزائر العثمانية‪ :‬دوراته و سلم حدته و طرق انتشاره"‪،‬‬
‫جملة دراسات إنسانية‪ ،‬عدد ‪.2001 ،01‬‬
‫‪- Amine (Mohamed). «La situation d'Alger verre 1830 », Revue d'histoire‬‬
‫‪maghrébine; N 77-78, Tunis, 1995.‬‬
‫‪- CRESTI (FEDERICO). « Notes sur le développement urbain d’Alger des origines‬‬
‫‪a la période turque », In : contributions a L’Histoire d’Alger, Ed. Centro Analsi‬‬
‫‪Sociale Progtetti, Rome, 1993.‬‬
‫‪–HAEDO (Diego de). « Topographie et histoire général d’Alger », trad de‬‬
‫‪l’espagnol par Monnereau et A Berbrugger, revue.Africaine, T 15, Alger, 1871.‬‬
‫‪- Khiari (Farid). « Une Caummunité Résurgente. Les Andalous à Alger de 1570 à‬‬
‫‪1670 », Revue d'histoire Maghrébine N 69-70, Tunis, 1995.‬‬

‫‪34‬‬ ‫مجلة مدارات تاريخية‬


‫قراءة في التطور الديموغرافي ملدية اجزاارر للا الهدد الهممني‬ 2021 ‫ مارس‬-01 ‫ العدد‬-03 ‫املجلد‬

- Sadok (Boubaker). « La peste dans les pays des Maghreb Attitude face au fléau
et impacte sur les activités commerciales XVIème- XVIIIIème siècle» Revue
d'histoire maghrébine N 69 -70 , Tunis, 1995 .
- Shuval (Tel). «Le dynamisme du waqf d, Alger au XVIII eme siècle », In : Les
fondations pieuse (wakf) en Méditerranée, enjeux du société, enjeux de pouvoir: d
Augaf public fondation, Kuwait,2005.
-TALEB,(S). « Djazair Banumazghana, de la fondation par Bologhine au XVIème
siècle », Acte du colloque international-Alger lumière sur la ville, V1, Pub. L’EPAU,
Alger, 2002 .
:‫ الرسائل الجامعية‬-4
،‫ مذكرة لنيل املاجستري يف التاريخ احلديث‬،)1671-1659 ( ‫ الجزائر في عهد األغوات‬،)‫ حمرز (أمني‬-
.2009/2008 ،‫جامعة اجلزائر‬
‫ مواد و تقنيات البناء في قصر الداي بقلعة الجزائر في العهد العثماني –دراسة معمارية‬،)‫ مهيبل (سعيد‬-
.2009-2008 ،‫ جامعة اجلزائر‬،‫ معهد اآلثار‬،‫ مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف اآلثار اإلسالمية‬،-‫أثرية‬

35 ‫مجلة مدارات تاريخية‬

You might also like