الفرسان الموازناتية

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫إشكالية الفرسان الموازناتية في قوانين المالية المغربية‬

‫نموذج قانون مالية سنة ‪2015‬‬

‫ذ‪ :‬خالد مبروكي‬

‫الموضوع الذي أقترح مناقشته ‪ ،‬تثار بشأنه العديد من المالحظات ‪ ،‬لعل أولها متعل ق‬
‫بعنوان الدراسة ‪ ،‬فناذرا ما تتحدث األدبيات القانونية ‪ ،‬و أخص بالذكر الكتابات و الدراس ات‬
‫في حقل المالية العامة باللغة العربية ‪ ،‬عن هذا الموضوع تحت مس مى الفرس ان الموازناتي ة‬
‫‪ 1،les cavaliers budgetaires‬و إن كان النقاش الذي أثير بشأن مشروع ق انون مالي ة‬
‫سنة ‪ ، 2015‬قد أثيرت إبانه هذه المس ألة ‪ ،‬واإلش ارة هن ا تنس حب إلى الج دل ال ذي أحدثت ه‬
‫المادة ‪ 8‬من المشروع ‪,‬والذي يدخل في صلب موضوع أو مسألة الفرسان الموازناتية ‪.‬‬
‫بداي ة وقب ل الخ وض في اس تجالء مع الم ه ذا الموض وع ‪ ،‬س أقوم بع رض للنق اط‬
‫والمح اور ال تي ستش كل ص لب الدراس ة ‪ ،‬المبحث األول سأخصص ه للتقص ي في طبيع ة‬
‫المص طلح ال وارد في العن وان على اعتب ار ن درة اس تعمال ه ذا األخ ير في أدبي ات المالي ة‬
‫العمومي ة ‪ ،‬وفي نفس االن س أتناول الس ند الق انوني والنص وص الم ؤطرة له ذا‬
‫المصطلح ‪،‬المبحث الثاني سأتناول فيه اشكالية الفرسان الموازناتية من خالل قوانين المالية‬
‫‪ ،‬مع التركيز على نموذج مشروع قانون مالية سنة ‪. 2015‬‬

‫‪ 1‬ليست هناك ترجمة لهذا المصطلح متفق عليها ‪ ،‬نظرا لندرة استعمال هذا األخير في الكتابات والدراسات المنشورة باللغة العربية‪ ،‬لذلك‬
‫اعتمدناهذه العبارة‪ ،‬وهي ممعتمدة في إحدى منشورات وزارة المالية ‪ ،‬مؤلف "ميزانية الدولة" الصادر سنة ‪. 2004‬الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الفرسان الموازناتية ‪ ،‬قراءة في المصطلح والسند‬
‫القانوني‬

‫ندرة استعمال مصطلح الفرسان الموازناتية في الدراسات واألبحاث المنجزة باللغة‬


‫العربية ‪ ،‬يستلزم تعريف هذا األخير ‪ ،‬وتحديد أساسه القانوني ‪.‬‬

‫الفقرةاألولى ‪ :‬قراءة في مصطلح الفرسان الموازناتية‬


‫مص طلح الفرس ان ‪ ،les cavaliers‬م ترجم عن الفرنس ية ‪ ،‬ويع ني في أدبي ات علم‬
‫التشريع ‪ ،2la legistique‬مقتضيات مض منة في مش روع أو مق ترح ق انون ‪ ،‬تعت بر تبع ا‬
‫للضوابط الدستورية والقانونية المؤطرة لقواعد التشريع‪ ،‬غير متالئمة مع طبيعته‪. 3‬‬
‫والفرسان الموازناتية تنسحب إلى المقتضيات التي يعتبر إدراجها في ق انون المالي ة ‪،‬‬
‫ممنوعا وغير متالئم مع طبيعة النص بصريح قواع د الق انون التنظيمي للمالي ة ‪ ،‬إذن وج ود‬
‫مقتضيات تتسم بالغرابة ‪ ،‬أو ال تمت بصلة للقانون وطبيعت ه ‪ ،‬يش كل تبع ا ل ذلك تع ديا غ ير‬
‫مقبول دستوريا ‪ ،‬وبالتالي وجب القيام بتصحيح األمر حتى يكون المقتضى متوافقا مع طبيعة‬
‫النص المراد إقحامه فيه ‪ ،‬والذي يستلزم احترام خصوصية كل قانون ‪.‬‬
‫والتعدي ال يقف عند هذا المستوى ‪ ،‬أي الجانب المادي المتعلق بالمض امين ب ل يمكن‬
‫أن ينسحب إلى الجانب الشكلي ‪ ،‬و المقصود بذلك إصدار مقتض يات في غ ير الص يغة ال تي‬
‫استوجب الشارع صدورها فيه ا ‪ ،‬منه ا مثال ص دور تش ريعات في ش كل مراس يم ‪ ،‬في تع د‬
‫على مجال القانون ‪ ،‬والذي حدد الدستور نطاقه أو العكس ‪.4‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫«‪Raphaël DÉCHAUX L’ÉVOLUTION DE LA JURISPRUDENCE CONSTITUTIONNELLE EN MATIÈRE DE‬‬
‫‪CAVALIERS » ENTRE 1996 ET 2006 .conseil constitutionnel France 2007‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ " 71‬يختص القانون باالضافة إلى المواد المسندة إليه صراحة بفصول أخرى من الدستور بالتشريع في الميادين التالية‬
‫‪ -‬الحقوق والحريات األساسية المنصوص عليها فيالتصدير ‪ ،‬وفي فصول أخرى من الدستور‬
‫‪-‬نظام األسرة والحالة المدنية‬
‫‪-‬مباديء وقواعد المنظومة الصحية‬
‫‪-‬نظام الوسائط السمعية البصرية والصحافة بمختلف أشكالها‬
‫‪-‬العفو العام‬
‫‪-‬الجنسية ووضعية األجانب‬
‫‪-‬تحديد الجرائم و العقوبات الجارية عليها‬
‫‪-‬التنظيم القضائي و إحداث أصناف جديدة من المحاكم‬
‫‪-‬المسطرة المدنية والمسطرة الجنائية‬
‫‪-‬نظام السجون‬
‫‪-‬النظام األساسي العام للوظيفة العمومية‬
‫‪-‬الضمانات األساسية الممنوحة للموظفين المدنيين والعسكريين‬
‫‪-‬نظام مصالح و قوات حفظ األمن‬
‫‪-‬نظام الجماعات الترابية ومباديء تحديد دوائرها الترابية‬

‫‪2‬‬
‫وح تى ال نبتع د عن الموض وع‪ ،‬ودون االسترس ال في الح ديث عن أش كال الفرس ان‬
‫سأتناول السند القانوني الذي ينظم و يؤطر قوانين المالية ‪ ،‬ومن خالله يمكن أن نت بين مج ال‬
‫وبنية هذه األخيرة ‪ ،‬و طبيعة المقتضيات التي يمكن نعثها بالفرسان الموازناتية ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬السند القانوني‬


‫على مستوى النص وص الم ؤطرة للمالي ة العام ة ‪ ،‬نج د الدس تور ‪،‬الق انون التنظيمي‬
‫للمالية ‪،‬المراسيم ‪......‬‬
‫على مستوى الق انون التنظيمي للمالي ة ‪ ،‬هن اك تنص يص على طبيع ة وبني ة ق وانين‬
‫المالية ‪ ،‬و الحديث عن القانون هنا بصيغة الجمع لتبيان أن األمر ال ينطب ق فق ط على ق انون‬
‫المالية السنوي بل يتعداه إلى باقي أصناف قانون المالية ‪ ،‬بما فيه ا الق انون الم الي التع ديلي‬
‫وقانون التصفية ‪،5‬‬
‫فمجال قانون المالية السنوي ‪ ،‬ه و تحدي د التك اليف العمومي ة و الم وارد العمومي ة‪،6‬‬
‫وهذا ينسجم مع طبيعة قانون المالي ة ال ذي يطغى علي ه البع د الم الي ‪ ،‬فه ذا األخ ير ه و في‬

‫‪-‬النظام االنتخابي للجماعات الترابية ومباديء تقطيع الدوائر االنتخابية‬


‫‪-‬النظام الضريبي ‪،‬ووعاء الضرائب ‪ ،‬ومقدارها و طرق تحصيلها‬
‫‪-‬النظام القانوني إلصدار العملة ونظام البنك المركزي‬
‫‪-‬نظام الجمارك‬
‫‪-‬نظام االلتزامات المدنية والتجارية ‪ ،‬وقانون الشركات والتعاونيات‬
‫‪-‬الحقوق العينية وأنظمة الملكية العقارية العمومية والخاصة والجماعية‬
‫‪-‬نظام النقل‬
‫‪-‬عالقات الشغل ‪ ،‬والضمان االجتماعي وحوادث الشغل ‪،‬واألمراض المهنية‬
‫‪-‬نظام األبناك وشركات التأمين والتعاضديات‬
‫‪-‬نظام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫‪-‬التعمير وإعداد التراب‬
‫‪-‬القواعد المتعلقة بتدبير البيئة وحماية الموارد الطبيعية والتنمية المستدامة‬
‫‪-‬نظام المياه والغابات والصيد‬
‫‪-‬تحديد التوجهات والتنطيم العام لميادين التعليم والبحث العلمي والتكوين المهني‬
‫‪-‬إحداث المؤسسات العمومية وكل شخص اعتباري من أشخاص القانون العام‬
‫‪-‬تأميم المنشات ونظام الخوصصة‬
‫للبرلمان باإلضافة إلى المواد المشار إليها في الفقرة السابقة‪ ،‬صالحية التصويت على قوانين تضع إطارا لألهداف األساسية لنشاط‬
‫الدولة ‪ ،‬في الميادين االقتصادية واالجتماعية والبيئية والثقافية ‪".‬‬
‫المادة ‪" 72‬يختص المجال التنظيمي بالمواد التي ال يشملها اختصاص القانون "‬

‫‪ 5‬المادة ‪" 2‬يراد في مدلول هذا القانون التنظيمي بقانون المالية ‪:‬‬
‫‪-‬قانون المالية للسنة‬
‫‪-‬قوانين المالية المعدلة‬
‫‪-‬قانون التصفية المتعلق بتنفيذ قانون المالية‬
‫قانون تنظيمي للمالية رقم ‪ 13-130‬الصادر ‪/2‬يونيو‪ 2015/‬الجريدة الرسنية رقم ‪/18( 6370‬يونيو‪)2015/‬‬
‫‪ 6‬المادة ‪" 1‬يحدد قانون المالية ‪ ،‬بالنسبة لكل سنة مالية ‪،‬طبيعة ومبلغ وتخصيص مجموع موارد وتكاليف الدولة ‪ ،‬وكذا التوازن الميزانياتي‬
‫والمالي الناتج عنها‪ "....‬القنون التنظيمي للمالية رقم ‪. 13-130‬‬
‫المادة ‪" 3‬يتوقع قانون المالية للسنة ‪ ،‬لكل سنة مالية ‪ ،‬مجموع موارد وتكاليف الدولة ‪ ،‬ويقيمها وينص عليها ويأذن بها …‪ ".‬قانون تنظيمي للمالية‬
‫‪13-130‬‬

‫‪3‬‬
‫النهاية تقدير للموارد و التحمالت ‪ ،‬وحسب الم ادة ‪ 6‬من الق انون التنظيمي للمالي ة "ال يمكن‬
‫أن تتض من ق وانين المالي ة إال أحكام ا تتعل ق ب الموارد والتك اليف ‪ ،‬أو ته دف إلى تحس ين‬
‫الشروط المتعلقة بتحصيل المداخيل‪ ،‬و بمراقبة استعمال األموال العمومية "‪.‬‬
‫المشرع حرص من خالل هذه الم ادة على تس ييج محتوي ات ق انون المالي ة ‪ ،‬بنب ذ م ا‬
‫يسمى بالفرسان الموازناتية ‪،‬تالفيا لحشوه بمقتضيات ليس ت له ا عالق ة مباش رة بموض وعه‬
‫الرئيسي ‪.‬‬
‫هناك إذن إشارة واضحة إلى ضرورة تالؤم المقتض يات المض منة في ق انون الم الي‬
‫لطبيعة هذا األخير ‪ ،‬فهي محددة في ثالث مستويات تلتقي في كون موضوعها الرئيس ي ه و‬
‫الموارد والتحمالت ‪ ،‬هكذا فكل مقتضى يتم إدراجه في قانون المالية يجب أن يكون‪ ،‬إما ‪:‬‬
‫‪ 1‬متصال بالموارد والتحمالت ‪.‬‬
‫‪ 2‬يستهدف تحسين شروط التحصيل ‪.‬‬
‫‪ 3‬يسهم في تعزيز الدور الرقابي على األموال العامة ‪.‬‬
‫وبالتالي يعتبر تعديا ‪ ،‬وحشوا كل تدبير قانوني خارج عن هذه المجاالت الثالث‬
‫لكن مقابل هذا الوضوح ‪ ،‬قد تؤدي تأويالت النص بشكل واسع إلى إدخ ال مقتض يات‬
‫تشريعية في صلب قوانين المالية ‪ ،‬بحجة أنه ا متص لة به ذا األخ ير وإن ك ان ه ذا االتص ال‬
‫بموضوع قانون المالية اتصاال غير مباشر ‪ ،‬وكان من األح رى إدماج ه في مجال ه الق انوني‬
‫الطبيعي ‪.‬‬
‫تسييج قوانين المالية ‪،‬والحيلول ة دون تض مينها مقتض يات مخالف ة لمقاص د الق انون‪،‬‬
‫يضع كل من الحكومة والبرلمان أمام إلزامية احترام هذا المقتضى فاألمر يتعلق بكل مق ترح‬
‫أو مشروع قانون ‪،‬سواء كان أصليا أو تعديليا ‪.‬‬
‫هكذا فالحكومة عند إعدادها لمشاريع قوانين المالية تكون بحكم منط وق الم ادة ‪ 6‬من‬
‫القانون التنظيمي للمالية ملزمة بت وخي الح ذر‪ ،‬و االتص اف بالص دق ‪ ،‬و البرلم ان بغرفتي ه‬
‫ملزم أثناء تقديم تعديالت على المشروع ‪ ،‬بتعليل كل تعديل ‪ ،‬ولعل هذا ما أشارت إليه الفقرة‬
‫‪ 4‬و األخيرة من المادة ‪ 56‬من القانون التنظيمي للمالية بتأكيدها على أنه "ترفض التع ديالت‬
‫المخالفة ألحكام هذا القانون التنظيمي‪ .‬فيما عدا ذلك يجب أن يتم ت برير ك ل م ادة إض افية أو‬
‫كل تعديل" ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫والتبرير‪ 7‬كشرط لقبول تعديالت البرلمانيين ‪،‬يستوجب أوال و قيل كل شيء أن يك ون‬
‫هذا األخير‪-‬التع ديل‪ -‬موض وعه الرئيس ي ه و الم وارد والتحمالت ‪ ،‬أو تس تهدف مقتض ياته‬
‫تحسين الشروط المتعلقة بتحصيل المداخيل‪ ،‬و بمراقبة استعمال األموال العمومية‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬إشكالية الفرسان الموازناتي‪88‬ة الم‪88‬ادة ‪ 8‬من مش‪88‬روع ق‪88‬انون مالي‪88‬ة‬
‫سنة ‪2015‬‬

‫تضمين قوانين المالية أحكام ال تدخل في مجال ه ذا األخ ير ‪ ،‬تش هد علي ه العدي د من‬
‫الحاالت ‪ ،‬منها ما يمكن اعتباره خرقا واض حا ‪ ،‬و حش وا مفض وحا ال لبس في ه ‪ ،‬ومنه ا م ا‬
‫يك ون خرق ا ش كليا ‪ ،‬يض رب في العم ق الفلس فة الثاوي ة وراء إق رار الم ادة ‪ 6‬من الق انون‬
‫التنظيمي للمالية‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬نماذج من الفرسان الموازناتية‬
‫قوانين المالية تزخر بهذه النوعية من المقتض يات‪ ،‬وإن ك ان من الممكن عن د تفحص‬
‫مضامينها اعتبارها متناغمة مع منطوق المادة ‪ 6‬السابق ذكرها لكن يبقى إقحامها في ق وانين‬
‫المالية يخرق في العمق قصد المشرع ‪ ،‬كمثال على ذلك المدونة العام ة للض رائب ‪ ،‬ال تي و‬
‫إن كان موضوعها الرئيسي ملتصق بطبيعة قانون المالي ة ‪ ،‬بحيث تتالءم مقتض ياتها م ع م ا‬
‫نص عليه المشرع في القانون التنظيمي للمالية ‪- ،‬فهي – المدونة العام ة للض رائب – تح دد‬
‫طبيعة الموارد ‪ ،‬و طرق التحصيل ‪،‬والقضايا المتعلقة بالجانب الرقابي ‪ ،‬وتبعا لذلك ال يمكن‬
‫الحديث عن الفرسان أو خرق لمقتضيات المادة ‪ 3‬من القانون التنظيمي للمالية وبالتالي يعتبر‬
‫إدراجها في القانون المالي السنوي متناغما مع فلسفة المشرع المالي‪.‬‬
‫لكن من الناحية الشكلية هناك خرق ‪ ،‬أو على األقل سوء تعاطي و تأوي ل خ اطئ لم ا‬
‫اس تهدفه المش رع ‪ ،‬فه ذا األخ ير إض افة إلى تس ييجه لق انون المالي ة من حيث المحت وى ‪،‬‬
‫فالتنصيص كان كذلك بهدف إلى الوقوف في وجه اس تغالل ق انون المالي ة لتمري ر نص وص‬
‫‪ 7‬المشرع المالي استبدل مصطلح التعليل ‪،‬المعتمد في االفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 40‬قانون تنظيمي للمالية رقم ‪7-98‬بمصطلح التبرير في القانون‬
‫التنظيمي للمالية رقم ‪ ، 13-130‬و هذا التغيير في نظرنا غير موفق ‪ ،‬وكان من المستحسن االحتفاظ بالصيغة القديمة لقوة و دقة داللتها القانونية‬
‫‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫قانوني ة بش كل متس رع ‪ ،‬و إن ك انت في تواف ق م ع الق انون التنظيمي للمالي ة من حيث‬
‫الموضوع ‪ .‬و كان من األجدر التصديق عليها وفق المسطرة العادية المطبقة على الق وانين‬
‫العادية ‪ ،‬فمسألة من قبيل الجبايات تستوجب أخد ال وقت الك افي ال ذي يس مح ب التوافق ح ول‬
‫مقتضياتها ‪ ،‬خصوصا إذا أخ دنا بعين االعتب ار ك ون الم ادة الجبائي ة تتم يز بطابعه ا التق ني‬
‫المعق د الش يء ال ذي يس تلزم تمكينه ا من فض اء زم ني تش ريعي مالئم ‪ ،‬لس بر أغواره ا ‪،‬‬
‫وتحريرها من القيود الزمنية التي يفرضها الزمن التشريعي المالي ‪ ، 8‬هذا دون الح ديث عن‬
‫مايتطلبه قانون المالية السنوي نفسه من جهد تشريعي ‪،‬تنضاف إليه قائمة م واد بحجم مدون ة‬
‫للضرائب ‪،‬‬
‫نص تشريعي في حجم المدونة العامة للضرائب‪ ،‬ليس بالمسألة الثانوية ح ثى يتم البث‬
‫فيه ا داخ ل اإلط ار الزم ني المخص ص لق انون المالي ة ‪ ،‬ال ذي يتطلب مجه ودا كب يرا لف ك‬
‫طالسمه ‪ ،‬حيث بلغ عدد مواد قانون مالية سنة ‪ 2006‬ما ممجموعه ‪ 67‬مادة ‪،‬والمادة ‪ 6‬من‬
‫نفس الق انون وال تي تتض من كت اب الوع اء والتحص يل ‪،‬يص ل ع دد مواده ا إلى ‪213‬‬
‫مادة ‪،‬وبعملية بسيطة يكون العدد اإلجمالي لمواد قانون المالية المتعلق بسنة ‪ 2006‬هو ‪280‬‬
‫مادة ‪ ، 9‬و هذا في نظري استغالل مأسوف عليه لقانون المالي ة ‪ ،‬ووراءه ني ة طابعه ا ن وع‬
‫من التسرع في التعاطي مع مسائل استراتيجية ‪ ،‬وبالتالي وجب احترام الفلسفة الكامن ة وراء‬
‫المادة ‪ 3‬من القانون التنظيمي ‪،‬فهذه األخيرة إن وضعت حدودا وحص رت مقتض يات ق انون‬
‫المالية ‪ ،‬فهي استهدفت باألساس عدم حشوه بمقتضيات ال يكفي الزمن التشريعي المالي للبت‬
‫فيها ‪،‬سواء كانت غريبة عن قانون المالية ‪ ،‬أو متصلة به ‪.‬‬
‫واألمثلة عدي دة في ه ذا الش أن ‪ ،‬ف إذا رجعن ا إلى ال وراء ‪ ،‬و بالض بط أثن اء مناقش ة‬
‫مشروع قانون مالية س نة ‪، 1988‬فق د ح اولت الحكوم ة إقح ام تع ديالت مهم ة على ق وانين‬
‫االستثمار ‪ ،‬و ك انت في نظره ا الوس يلة المثالي ة هي إدراجه ا في ق انون المالي ة ‪ ،‬لكن ه ذه‬
‫المح اوالت ووجهت ب الرفض ‪ ،‬وتم التخلي عنه ا ‪ ،‬و ق د تطلب األم ر ت دخل المل ك وقيام ه‬

‫‪ 8‬المدة الزمنية المخصصة لمناقشة مشروع قانون المالية حصرها المشرع في ‪ 70‬يوما ‪ .‬المادة ‪ 33‬من القانون التنظيمي للمالية رقم ‪" 7-98‬‬
‫يودع مشروع قانون المالية للسنة بمكتب أحد مجلسي البرلمان قبل نهاية السنة المالية الجارية بسبعين يوما على أقل تقدير "و هذه المدة وزعها‬
‫المشرع بين المجلسين بالتساوي أي ‪ 30‬يوم لكل مجلس (المادة ‪ 34‬من القانون التنظيمي للمالية ‪" )1998‬يبت المجلس المعروض عليه‬
‫األمرأوال في مشروع قانون المالية داخل أجل الثالتين يوما الموالية إليداعه …‪..‬يبت المجلس المعروض عليه األمر ثانيا في المشروع داخل أجل‬
‫الثالتين يوما الموالية لعرض األمر عليه …‪. ".‬‬
‫القانون التنطيمي للمالية المعدل رقم ‪ 13-130‬حافظ على نفس المدة الزمنية للتصديق على مشروع قانون المالية ‪ ،‬بتصريحه في المادة ‪ 48‬على‬
‫أنه "يودع مشروع قانون المالية باألسبقية بمكتب مجلس النواب في ‪ 20‬أكتوبر من السنة المالية الجارية على أبعد تقدير …‪ ".‬وباحتساب المدة‬
‫الفاصلة بين تاريخ اإليداع ‪ /20‬اكتوبر ‪،‬واألجل األقصى للمصادقة على المشروع ‪ /31‬دجنبر ‪ ، ،‬تكون المدة الزمنية هي ‪ 70‬يوما ‪ .‬والتغيير‬
‫الحاصل هو في الحيز الزمني الذي خصصه المشرع المالي لكل مجلس ( مجلس النواب ومجلس المستشارين) حسب المادة ‪" 49‬يبت مجلس‬
‫النواب في مشروع قانون المالية للسنة داخل أجل (‪)30‬يوما الموالية لتاريخ إيداعه …‪.‬يبت مجلس المستشارين داخل أجل اثنين وعشرين (‬
‫‪) 22‬الموالية لعرضه عليه …‪.‬يقوم مجلس النواب بدراسة التعديالت المصوت عليها من طرف مجلس المستشارين ويعود له أمر البت النهائي‬
‫في مشروع قانون الماليةفي أجل ال يتعدى ستة (‪ )6‬أيام ‪".‬إذن المدة الزمنية التي أصبح يتوفر عليها البرلمان للمصادقة على مشروع قانون المالية‬
‫هي ‪ 58‬يوما ‪) 30( ،‬يوما لمجلس النواب ‪ )22(+‬يوما لمجلس المستشارين‪)6(+‬أيام لمجلس النواب للمصادقة النهائية = ‪ 58‬يوما‬
‫‪ 9‬قانون مالية سنة ‪ 2006‬الصادر بتاريخ‪/29‬دجنبر‪ 2005/‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5382‬بلغ مجموع صفحات قانون المالية هذا ‪162‬‬
‫صفحة منعا ‪124‬صفحة تتناول قواعد الوعاء والتحصيل ‪ .‬نفس األمر ينطبق على قانون مالية سنة ‪ 2007‬رقم ‪ 06-43‬الصادر بتاريخ‬
‫‪/31‬دجنبر‪ ، 2006/‬الجؤيدة الرسمية عدد‪. 5487‬‬

‫‪6‬‬
‫ب دوره التحكمي ال ذي تق رر على إث ره االتف اق على مناقش ة ه ذه التع ديالت خ ارج ق انون‬
‫المالية ‪ ،‬وذلك بعقد دورة استثنائية في شهر يناير ‪. 1988‬‬
‫إذا ك ان م أل ه ذه التع ديالت‪ ،‬إرجاعه ا ع بر تص حيح مس طرة الت داول بش أنها ‪ ،‬و‬
‫إخراجها من قانون المالية ‪ ،‬نظرا لما تش كله من تع د ص ريح على مج ال ق انون المالي ة ‪ ،‬و‬
‫بالتالي تشكل نوعا من الفرس ان الموازناتي ة‪ ،‬موقف ا س ليما من الناحي ة القانوني ة فلألس ف تم‬
‫التعاطي مع المدونة العامة للضرائب بشكل يثير الخجل على المستوى القانوني‪.‬‬

‫الفقرة الثانية =المادة ‪8‬من قانون مالية سنة ‪ 2015‬خرق سافر لمقتضيات المادة ‪3‬‬
‫‪10‬‬
‫من القانون التنظيمي‬
‫المادة ‪ 8‬من مشروع القانون الم الي لس نة ‪11 2015‬تش كل تجس يدا واض حا لنوعي ة‬
‫المقتضيات التي يمكن نعثها بالفرسان الموازناتية ‪ ،‬وتشكل بحق انتكاسة في مس ار التح ديث‬
‫على المستوى القانوني والقض ائي ال ذي عرفت ه المملك ة‪ ،‬وبالخص وص م ع إنش اء المح اكم‬
‫اإلدارية ‪ ،‬وضرب في العم ق ألحك ام الدس تور ‪ ،‬فهي تس عى إلى تحص ين أعم ال اإلدارة ‪،‬‬
‫وجعل األحكام الصادرة عن القضاء غير قابلة للنفاذ ‪ ،‬ذلك أن األحكام الصادرة عن المح اكم‬
‫وفي مواجه ة اإلدارة إذا لم ت ؤدي في النهاي ة إلى اقتض اء الحق وق ‪ ،‬فستش كل تش جيعا‬
‫ألشخاص القانون العام‪ -‬بما فيهم الدولة‪ -‬على التنصل من المسؤولية ‪ ،‬ما دامت تعرف مسبقا‬
‫أن مأل األحكام الصادرة عن القضاء لن تنفذ في حقها ‪ ،‬ومن شأن ذلك أن ي ؤدي إلى تم ادي‬
‫هذه األخيرة في استصدار قرارات ‪ ،‬والقيام بأعمال متسمة بع دم المش روعية ‪،‬م ا دامت تعلم‬
‫علم اليقين ‪ ،‬أن القاضي اإلداري لن تمكن أحكامه من عرقلة تنفي ذ مقرراته ا ‪ ،‬وه ذا ي ذكرنا‬
‫في الحقيقة بالمادة ‪ 8‬من ظهير التنظيم القضائي الص ادر بت اريخ ‪/12‬غش ت‪، 1913/‬وال تي‬
‫كانت تمنع أية مطالبة ترمي إلى إلغاء قرارات اإلدارة ‪.12‬‬
‫المبدأ العام أن أعمال اإلدارة و القرارات التي تصدرها يمكن أن تكون موضوع طعن‬
‫إداري ‪ ،‬فالقاض ي يت ولى حس ب الم ادة ‪ 117‬من الدس تور "حماي ة حق وق األش خاص‬
‫والجماعات و حرياتهم ‪ ،‬و أمنهم القض ائي و تط بيق الق انون " ‪ ،‬و ال مج ال لتحص ين ه ذه‬
‫القرارات و األعمال ضد الطعن بمختل ف أش كاله ‪ ،‬كم ا أن "األحك ام النهائي ة الص ادرة عن‬
‫القضاء ملزمة للجميع " المادة ‪ 126‬من الدستور‪ ،‬وه ذه اإللزامي ة غ ير مقي دة ب أي ش رط ‪،‬‬

‫‪ 10‬قانون مالية سنة ‪ 2015‬تمت صياغته وفق مقتضيات القانون التنظيمي للمالية رقم ‪ ، 07-98‬تاريخ ‪ ، 1998‬و بالتالي يخضع لمقتضيات‬
‫المادة ‪ 3‬من نفس القانون ‪ ،‬والتي عوضتها المادة ‪ 6‬من القانون التنظيمي ‪ 13-130‬الصادر سنة ‪2015‬‬

‫‪ " 11‬يتعين على الدائنين الحاملين لسندات أو أحكام تنفيذية ضد الدولة ‪ ،‬أال يطالبو باألداء إال أمام المصالح االمرة بالصرف لإلدارة المعنية ‪ ،‬في‬
‫حالةما إذا صدر قرار قضائي يدين الدولةبأداء مبلغ معين ‪ ،‬يتعيناألمر بصرفه داخل أجل شهرين من تاريخ تبليغ القرارالقضائي السالف ذكره‬
‫الذي اكتسب قوة الشيء المقضي به ‪ ،‬وال يمكن بأي حال من األحوال أ‪ ،‬تخضع أموال وممتلكات الدولة للحجز لهذه الغاية ‪.‬‬
‫‪12‬المادة ‪ 8‬من ظهير التنظيم القضائي الصادر بتاريخ ‪/12‬غشت‪. 1913/‬‬

‫‪7‬‬
‫وينسحب مجالها ليضم كل األعمال ‪ ،‬سواء قام بها أش خاص ع امون أو خاص ون –بم ا فيهم‬
‫الدولة ‪. -‬‬
‫المادة ‪ 8‬من مشروع القانون المالي لسنة ‪ ، 2015‬تأتي متناقضة مع الدستور ‪ ،‬الذي من ع أي‬
‫شكل من أشكال تحصين الق رارات و األعم ال اإلداري ة ‪ ،‬و ارتقى به ذه القاع دة إلى مرتب ة‬
‫المبدأ الدستوري ‪،‬كذلك تأتي في شكل غير متساوق م ع االتج اه الع ام لالجته ادات القض ائية‬
‫في الميدان اإلداري المغربي‪ ،13‬و توصيات ميثاق إصالح منظومة العدالة‪. 14‬‬
‫المادة ‪ 8‬ت دخل في إط ار الفرس ان الموازناتي ة ‪ ،‬ذل ك أنه ا ق د عملت على اس تحداث‬
‫ت دبير ق انوني‪ ،‬ال ي دخل في إط ار مقاص د ق انون المالي ة ‪ ،‬فالمس ائل المس طرية المتعلق ة‬
‫بإجراءات التنفيذ ‪ ،‬ومن ضمنها الحجز على الممتلكات مجالها الطبيعي ه و ق انون المس طرة‬
‫المدنية وليس قانون المالية ‪ ،‬وبالتالي فإجراء تغيير يمس المنظومة المس طرية ال تي تخض ع‬
‫لها األحكام الصادرة ضد الدولة و إقحامها في صلب قانون المالية ‪،‬يعتبر من اورة قانوني ة ال‬
‫يمكن قبولها وتعتبر مخالفة ألحكام الم ادة ‪ 3‬من الق انون التنظيمي للمالي ة ‪ ،‬و ك ذا الدس تور‪،‬‬
‫ولعل أمر اختيار توقيت طرحها للمصادقة عليها ‪ ،‬و طبيعة النص الذي فيه ‪ ،‬ي بين أن هن اك‬
‫استغالال وسوء نية في التعاطي مع فلسفة المشرع من وراء تحدي د مج ال ق انون المالي ة ‪ ،‬و‬
‫محاولة لتمرير هذا المقتضى الذي يعت بر غ ير دس توري في ظ رف زم ني و إط ار ق انوني‬
‫محدود و غير مالئم‪.‬‬
‫مسألة تحصين أعمال و قرارات االدارة ‪،‬مرفوضة دستوريا ‪ ،‬و تؤك دها االجته ادات‬
‫القضائية ‪ ،‬و إقحامها في قانون المالية مرفوض شكليا ‪ ،‬و تعديا صارخا على القانون المنظم‬
‫للمالية العمومية ‪ ،‬لهذا سارعت الحكومة أثن اء الق راءة األولى لمش روع الق انون الم الي إلى‬
‫حذف هذا المقتضى نهائيا ‪ ،‬على اعتبار أن خرقها للدستور يعتبر فاضحا ‪ ،‬و ذهبت الحكومة‬
‫في تعليله ا له ذا الح ذف إل الت ذكير بمض امين الق رار الص ادر عن المجلس الدس توري‬
‫المغربي ‪ ،‬و الذي اعتبر أحكام المادة ‪ 8‬من قانون مالية سنة ‪ 2009‬في بن دها الث اني مخالف ة‬
‫للمادة ‪ 3‬من القانون التنظيمي للمالية ‪ ،‬بعل ة ارتباطه ا بمنظوم ة قانوني ة جدي دة لم تبث فيه ا‬
‫المؤسسة التشريعية ‪ ،‬و أنها تتضمن مقتض يات تش رع لوس ائل جدي دة ت رمي إلى التثبت من‬
‫مخالفات السير و الجوالن ‪ ،‬كما أنها تتنافى مع روح العدالة و المبادئ العامة للقانون‪. 15‬‬
‫وحسب المجلس الدستوري "‪...‬وحيث إنه بالرجوع إلى الم ادة ‪ 8‬من ق انون المالي ة ‪،‬‬
‫يتبين أن الفقرة األولى من البند ‪ 2‬من هذه المادة ‪ ،‬التي تتعلق بتحصيل الغرام ات التص الحية‬
‫والجزافية ‪ ،‬تهدف إلى إحداث مسطرة خاصة لتحصيل الغرامات بشأن المخالف ات في مج ال‬
‫‪ 13‬حكم بتاريخ ‪/20‬مايو‪ 2014/‬رقم ‪6681‬المحكمة االدارية الرباط "‪..‬الحجز علىالحساب الخصوصي لوزارة التجهيز والنقل في حدود مبلغ‬
‫ليه تعطيل وظيفة النفع العام ‪ ،‬الملقاة على عاتق المرفق ‪ ،‬واالعتمادات‬
‫‪ 486.160.73‬درهم وتحويل هذا المبلغإلى صندوق المحكمة لتسليمه إلى المدعي‪...‬تعليل المحكمة‬
‫المرصودة بالحساب مخصصة ألداء ديون الوزارة وبالتالي يمكن الحجز عليها ‪.‬‬

‫‪ 14‬توصيات ميثاقإصالح منظومة العدالة بالخصوص عدد ‪118‬و‪، 121‬إلزام أشخاص القانون العام على احترام سلطة األحكام القضائية ‪،‬‬
‫وضمان تنفيذعا في مواجهتها وتسريع إجراءاتها‪.‬‬
‫‪ 15‬قرار المجلس الدستوري رقم ‪ 08/728‬الصادر بتاريخ ‪/29‬دجنبر ‪. 2008‬‬

‫‪8‬‬
‫السير و الجوالن ‪ ،‬و أن الفقرة الخامسة من نفس البند تنص على أنه " يراد في مدلول أحكام‬
‫هذا البند ‪ -‬بجهاز يعمل بطريقة ألية ‪ -‬الرادار الثابت وكاميرا المراقبة و أي جهاز إلكتروني‬
‫أخ ر يمكن من تق ديم دلي ل م ادي عن ارتك اب المخالف ة " و حيث إن ه إذا ك انت الغرام ات‬
‫التصالحية والجزافية ‪ ،‬التي تهدف أساسا إلى زجر المخالفات ‪ ،‬تعد من ضمن م وارد الدول ة‬
‫طبقا للمادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي للمالية ‪ ،‬ف إن المقتض يات المتعلق ة به ذا البن د ‪ 2‬س الف‬
‫الذكر ‪ ،‬إذا كانت ترمي إلى إحداث مس طرة خاص ة لتحص يل ه ذه الغرام ات ‪ ،‬فإنه ا تنش ئ‬
‫أيضا وسيلة إثبات جديدة للمخالف ات المرتكب ة في مج ال مراقب ة الس ير و الج والن بواس طة‬
‫جهاز يعمل بطريقة ألية ‪ ،‬يقدم أدلة مادية ‪ ،‬يوثق بالمحضر المرتكز عليها ‪،‬حسب مقتض يات‬
‫الفق رة الرابع ة من البن د ‪ 2‬الم ذكور ‪ .‬و حيث إن ه ذه المقتض يات ال يمكن إدراجه ا ‪ ،‬بحكم‬
‫طبيعته ا‪ ،‬ض من األحك ام ال تي ته دف إلى تحس ين الش روط المتعلق ة بتحص يل الم داخيل‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 3‬من القانون التنظيمي للمالي ة ‪ ،‬مم ا جعله ا خارج ة عن نط اق‬
‫اختصاص ‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫تحص ين ق انون المالي ة ض د الفرس ان الموازناتي ة ‪ ،‬ال يكفي في ه الت أطير الق انوني ‪،‬‬
‫فالتش ريع الم الي ح دد مج ال ق انون المالي ة ‪ ،‬ومن ع إدراج أي مقتض ى ق انوني ال يس تجيب‬
‫لموض وعه‪ ،‬كم ا أن التع ديالت ال تي يمكن التق دم به ا س واء ك ان مص درها البرلم ان أو‬
‫الحكومة ‪ ،‬يجب أن تكون م بررة ‪ ،‬ومعلل ة ‪،‬وك ل ه ذه الت دابير القانوني ة تس تهدف في اخ ر‬
‫المطاف ‪،‬حماية قانون المالية من كل استغالل يبتغي تمرير قوانين ‪ ،‬قد تشكل عبئ ا على ه ذا‬
‫القانون ‪ ،‬ومساسا بطبيعته التي تختلف عن باقي أص ناف الق وانين األخ رى ‪ ،‬كم ا ق د يش كل‬
‫قبول إدراجها مناقض ا للض مانات ال تي يتمت ع به ا الم واطن ‪،‬كم ا تش هد علي ه الم ادة ‪ 8‬من‬
‫مشروع قانون مالية سنة ‪ ، 2015‬لهذا وجب تعزيز الج انب الق انوني ‪ ،‬باجته ادات القاض ي‬
‫الدستوري الذي من اختصاصه التصدي لهذه النوعية من الخروق ات ‪ ،‬وه ذا لن يتم إال ع ير‬
‫يقظة نواب األمة ‪ ،‬عبر إحالة المقتضيات التي يمكن أن تخرق المادة ‪ 6‬من القانون التنظيمي‬
‫المالية على المجلس المذكور للبت فيها ‪.‬‬

‫‪9‬‬

You might also like