سيميولوجيا الصورة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 108

‫رقم‪ / :‬ن ع م ب ت ب ع‪2023/‬‬

‫مستخرج من محضرالجلس العلمي رقم ‪08‬‬


‫النعقد بتاريخ ‪ 02‬مارس ‪2023‬‬

‫صادق ملجلس ملعلمي على مطبوعة ملمالي للدكتور جمعي رضا ‪ ،‬ملوسوم ب‪:‬‬

‫سيميولوجيا الصورة موجه لطلبة ملسنة ملثانية ماستر في تخصص ملتصميم ملغرمفيكي‪.‬‬

‫رئيس المجلس العلمي‬


‫المعقدة قد يرهن معيارية العالقة بين األنماط والتواردات‪ ،‬التي تظل في بعض‬

‫‪1‬‬
‫األنساق السيميائية األخرى من الخصوصيات الثابتة‪.‬‬

‫السيميائيات العامة ورهانات األنموذج اللساني ‪ .‬مصدر سابق ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫المحاضرة رقم ‪02 :‬‬

‫السيميولوجيا في العصر الحديث ‪ -‬السيميولوجيا والسيميوطيقا‬ ‫‪-2‬‬

‫السيميولوجيا في العصر الحديث ‪-:2‬‬

‫يقر الكثيرون أن تعريف هذا المصطلح ليس باألمر الهين لسببين ‪:‬‬

‫األول هو تعدددد واهددات ال ظددر‪ ،‬والثدداني ‪:‬هددو الةدا ددة ‪ .‬فهددي يددرون أن ‪( :‬أيددة‬

‫مةاولددة للتعريددف ‪،‬لبددد لهددا أن تصددطده بتعدددد واهددات ال ظ در فددي تةديددد هويددة هددذا‬

‫الةقددل المعرفددي تةديدددا قددا ار ‪.‬خصوصددا ا أدرك ددا الةيددز الزم ددي الددذه يسددت رق وهددو‬

‫حيز قصير "‪ .‬ويقول آخر معب ار عن ات الصعوبات ‪ ":‬ن القددارا العدداده ‪،‬وكددذل‬

‫الباحث في مجال البةوث الاتماعية مددن حقهمددا أن يتسددا ل عددن موعددوا هددذا العلددي‬

‫‪ ،‬ل أنهمددا مددك ل د يجددم أن يعلمددا –علددا األقددل –أن التعريفددات والتةديدددات ‪،‬تختل د‬

‫و لكددن‬ ‫ول سيما ا تعلق األمر بموعوا علمي لي يمر علا ميالده وقت طويل "‬

‫يعرفه ددا بي دارغيرو بأنه ددا ‪ ":‬العل ددي ال ددذه يه ددتي‬ ‫ه ددذا ل ددي يم ددك العلم ددا م ددن المةاول ددة‬

‫بد ارس ددة أنظم ددة العالم ددات ‪ :‬الل ددات ‪ ،‬وأنظم ددة واإلش ددارات والتعليم ددات ‪ "...‬وه ددذا‬

‫التةدي ددد ي دددخل الل ددة تة دت مفه ددوه الس دديميوطيقا ‪ .‬وه ددو الفه ددي الجدي ددد لعل ددي‬

‫لددي العددالي ال ددهير فيردنددا نددد ده سوسددير‬ ‫الددذه يع ددود الف ددل ي د‬ ‫السدديميا‬

‫في كتاب ؛ مةاعدرات فددي عل ددي الل ددة ‪":‬أنهددا العلددي‬ ‫الذه يقول عن السيميا‬

‫‪2‬‬
‫‪Claude et Robert Marty, 99 réponses sur la sémiotique, Montpellier, CRDP Languedoc-Roussillon /‬‬
‫‪CDDP, 1992.‬‬

‫‪2‬‬
‫حي د د د د د د دداة العالم د د د د د د ددات م د د د د د د ددن داخ د د د د د د ددل الةي د د د د د د داة الاتماعي د د د د د د ددة‬ ‫ال د د د د د د ددذه ي د د د د د د دددر‬

‫ونستطيك – ن –أن نتصور علما يدر حياة الرمددوو والدددللت المتداولددة فددي الوسد‬

‫المجتمعددي ‪،‬وهددذا العلددي ي ددنل اددز مددن علددي الد فس العدداه ‪.‬ونطلدق عليد مصددطلح علددي‬

‫الدللددة (السدديميولوايا وهددو علددي يفيدددنا موع دوع الجه دة التددي تقت د ا بهددا الدددللت‬

‫والمعدداني ‪.‬ومددا داه هددذا العلددي لددي يواددد بعددد فددال نسددتطيك أن نت بددأ بمصدديره ‪،‬غيددر أن ددا‬

‫نصرح بأن ل الةق في الواود ‪ .‬وقد تةدد موعوع بصفة قبلية ‪.‬ولدديس علددي اللسددان‬

‫ل اددز مددن هددذا العلددي العدداه وسدديبين ل ددا هددذا العلددي مددا هددو م ددمون اإلشددارات ‪،‬وأه‬

‫قد دوانين ت ددتةني فيه ددا ‪ ".‬ن ده سوس ددير كم ددا ن ددرى ق ددد تص ددور وا ددود ه ددذا العل ددي وب ددين‬

‫عالقددة هددذا‬ ‫اشتقاق وأصل ‪ ،‬كما حدددد موعددوع ‪ ،‬و نددادى بةقد فددي الواددود ووصد‬

‫العلددي ايتددي الددذه لددي ينددن قددد ولددد بعددد‪ ،‬بنددل مددن علددي ال د فس الددذه ه دو األصددل الددذه‬

‫ي تمددي لي د العلددي المب ددر ب د ‪،‬وبددين علددي اللسددان الددذه سددينون اددز م د ‪ .‬كمددا بددين‬

‫‪3‬‬
‫وظيفت وأهميت في بيان مدلولت اإلشارات ومعرفة قواني ها التي تةنمها ‪.‬‬

‫ن قياه غالبية األنساق التعبيرية علا مبدأ التعاقد يع ي‪ ،‬في الواقك‪ ،‬خ اا‬

‫المستعملين لوعك قسره يقيد عفويتهي التواصلية‪ ،‬فإ ا كان سجود الصي ي‪ ،‬مثال‪،‬‬

‫تسك مرات يدل علا تةية اإلمبراطور‪،‬فإن نسق هذه العالمات ل يقل اعتباطية عن‬

‫نسق اللسان‪ ،‬ومن ي فقد ت ب سوسير لا أن الخاصية العتباطية للعالمة‬

‫‪3‬‬
‫= ( ‪Jean-Marie Klinkenberg, Précis de sémiotique générale, Louvain-la-Neuve, De Boeck, 1996‬‬
‫‪Culture et Communication); repris en collection de poche, Paris, Le Seuil, coll. Points, no 411, 2000.‬‬

‫‪3‬‬
‫هي واحدة من الخصائا األولية التي تستطيك أن تخا المؤسسات السيميائية‬

‫بالتميز عن باقي المؤسسات الاتماعية‪ .‬ن اعتباطية العالمة ل تتعلق بالفاعل‬

‫المستعمل ول بةرية اختيارات ‪ ،‬فالعالقة بين الدال و المدلول عرورية‪ ،‬وغير معللة‬

‫في الوقت نفس ‪.‬‬

‫لك من الواام علا السيميائيات‪ ،‬كما يرى سوسير‪ ،‬أن تطالم بةق تل األنساق‬

‫السيميائية التي ت فلت من خاصية العتباط كاألنساق الرمزية مثال – كل ل سعيا‬

‫لستكمال م روا ال مولية‪ .‬ن استك اف دراات العتباط المتفاوتة من نسق‬

‫سيميائي يخر يع ي الخوض في واحدة من اإلشنالت التي تهي السيميائيات اتها؛‬

‫أل وهو استك اف أنواا العالمات وتص يفها‪.‬‬

‫ن التفاوت الةاصل في دراات العتباط بين مجموا األنساق السيميائية ل ي في‬

‫عن العالمة‬ ‫مطلقا حقيقية ال سق السيميائي الم ترك‪ ،‬فالعالمة اللسانية ل تختل‬

‫الملبسية – أو عن أه عالمة أخرى – في فقدها لمع اها ا ار الستعمال‪ ،‬أو حتا‬

‫في تل الت يرات الصوتية التي ت ترك في المبدأ مك تل الت يرات التي تةني نسق‬

‫الموعة ( مبدأ المةاكاة ال فسي ‪ .‬يستطيك الستعمال أن ينفل لألنساق السيميائية‬

‫عامة تفعيل قوة التميز وقوة التواصل في آن واحد‪ ،‬فكثي ار ما تل ي الفطرة النزياحية‬

‫حرص المستعمل علا رسا دعائي التواصل أول‪ .‬ي ددقر دو سوسير بمدى تميز‬

‫ي يم ك رب فكرة معي ة بتتابك صوتي ما« ‪ ،‬وهو مال‬ ‫ا ل سق اللساني؛« فال شي‬

‫‪4‬‬
‫ل يناد نسق الموعة مثال‪،‬‬ ‫نلفي في تل األنساق التي تقوه علا مبدأ التوافق‪،‬‬

‫يةييد بعالمات التي تبدو أكثر اعتباطية عن تفاصيل الجسد اإلنساني‪ .‬وبهذا‬

‫المع ا‪ ،‬فإن يمنن للسانيات أن تكون األنمو ج العاه للسيميائيات‪ ،‬علا الرغي من‬

‫أن اللسان ليس سوى نسق خاص‪.‬‬

‫ليرتب تأسيس الخاصية العتباطية في األنساق السيميائية بقاعدددة التعد دداقد‪،‬فدروالن‬

‫الق اررات األحادية ليجعل م‬ ‫بارت (‪ ، Roland Barthes‬يقرن العتباط بتل‬

‫يرى أن كل العالمات تفقد اعتباطيتها عمن‬ ‫خاصية عرعية ترتهن بالقبلية‪،‬‬

‫وععها البعده‪ .‬بهذا المع ا نستطيك أن نميز بين العتباط والالتعليل‪ ،‬فال يتوق‬

‫شرط األول علا انتفا العالقة التما لية بين الدال والددمدلول بل علا مبدأ "ال رورة"‬

‫كما يةدده إميل بنفنيست‪. Emile Benveniste‬‬

‫ن وه البرلماني‪ ،‬أو ال رطي‪ ،‬أو القاعي ما هي ل ق اررات أحادية تؤسس‬

‫لالعتباط‪ ،‬لك ها سرعان ما ت درج عمن مجال الثقافة لتتةول لا وحدات قا ية‬

‫قسرها بالزمان والمنان‪ .‬وقد يأخذ نسق الموعة وعك قرار – أحاده‬ ‫يرتب‬

‫األلبسة التي يعلن ع ها قبل أوانها‪ ،‬فهي اعتباطية عمن وععها‬ ‫مستقبلي؛ كتل‬

‫سببية ومسجلة‬ ‫القبلي‪ ،‬لك ها سرعان ما تفقد اعتباطيتها ساعة تسويقها فتكون بذل‬

‫عمن نسق الموعة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫يفصل روى هاريس (‪ Roy Harris‬مثل كمثل روالن بارت بين مفهومي الالتعليل‬

‫ن احتكاه بعض العالمات المةاكية لمبدأ التعليل؛ كتل التي ي ترك‬ ‫والعتباط‪،‬‬

‫فيها الدال والمدلول في الجوهر ل يل ي أساسها العتباطي‪ ،‬فعلا الرغي من حالة‬

‫بعض حالت التمثيل األيقوني لا موعوعها بصورة تواردية‪ ،‬ل أنها تظل اعتباطية‬

‫بأيقونيتها فق ؛ بال ظر لا قابلية تعوي ها بعالمات غير أيقونية‪ .‬فالعتباط ا ل‬

‫يتةدد فق بين الدال والمدلول بقدر ما ينمن في كفاية العالمة في استبدال دوالها‪.‬‬

‫ن لالعتباط كامل القدرة علا اقتصاد الموروث األنثروبولواي للدللة عمن المجال‬

‫السيميائي العاه‪ ،‬حيث يتأسس بوصف سيرورة تكاملية تسعا لا تطبيك كل نسق‬

‫غير معلل من اهة‪ ،‬وإدراج ال سق المعلل عمن مجال الثقافة من اهة أخرى‪.‬‬

‫تستطيك صورة التالحي بين الدال والمدلول‪ ،‬عمن مجال اللسان‪ ،‬أن تجلي‬

‫شنل العالمة؛ أه ل المظهر القابل للدراسة العلمية م ها عبر مبدأ الختالف؛‬

‫يستطيك هذا المبدأ أن يةدد اللسان بصفة سلبية ما علا صعيد الدال و ما علا‬

‫صعيد المدلول‪،‬بي ما تعمل تل التقابالت القائمة بين العالمات علا تةديد نسق هذا‬

‫األخير بوصف معطا يجابيا‪ .‬ومن ي فإن ال سق اللساني ل يتةدد ل بوصف‬

‫سلسلة من الختالفات بين الدوال‪ ،‬المرتبطة بسلسلة من الختالفات بين المدلولت؛‬

‫‪4‬‬
‫حيث يؤده هذا الرتباط لا توليد نسق من القيي‪.‬‬

‫السيميائيات العامة ورهانات األنموذج اللساني ‪www.mohamedrabeea.com/books/book1_336.doc‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪6‬‬
‫السيميولوجيا والسيميوطيقا‬

‫يرى ده سوسير أن اللسان نسق من العالمات التي تعبر عن المع ا ‪،‬وهددو مددا يمنددن‬

‫الرمزيددة األخددرى دي يددة كانددت أه قا يددة مادامددت‬ ‫أن يقارن بل ددة ا لصددي والددبني والطقددو‬

‫وس المجتمك ‪.‬‬

‫وقد تزامن هذا التب ير مددك مددا كددان يقولد عددالي آخددر هددو بيدر (‪ 1914-1839‬مددن‬

‫أن ال دداط الب ددره بمجملد ن دداط سدديميائي ‪.‬وبطبيعددة الةددال فددإن ال دداط اللسدداني هددو‬

‫ن اط سيميائي ألن اددز مددن ال دداط الب ددره ‪.‬يقددول بيدر عددن نفسد ‪ ":‬ن ددي وحسددم‬

‫مددا‬ ‫علمددي ال ارئددد أو بداألحرى أول مددن ارتدداد هددذا الموعددوا المتمثددل فددي تفسددير وك د‬

‫سد د د ددميت السد د د دديميوطيقا أه نظريد د د ددة الطبيعد د د ددة الجوهريد د د ددة واألص د د د د اف األساسد د د ددية أله‬

‫سدديميوويس مةتمددل ‪ .‬ن هددذه السدديميوطيقا التددي يطلددق عليهددا فددي موعددك آخددر الم طددق‬

‫تعرض نفسها ك ظرية للدلئل وهذا ما يربطها بمفهوه السيميوويس‬

‫‪5‬‬
‫الذه يعد علا نةو دقيق الخاصية المنونة للدلئل "‬

‫يعرفه د ددا ق د ددائال ‪":‬الس د دديميولوايا ‪:‬د ارس د ددة امي د ددك الس د ددلوكيات واألنظم د ددة‬ ‫أم د ددا مارتي يد د د‬

‫التواصلية "‬

‫‪ 5‬فيردناند دي سوسير ‪ ،‬محاضرات في علم اللسان العام ‪ ،‬ترجمة عبدالقادر قنيني ط ‪1987 ، 1‬م ‪ ،‬أفريقيا‬
‫الشرق ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪7‬‬
‫ونلةظ ه ا بوعوح اختالف العلما في استعمال مصطلةين يطلقان علددا هددذا العلددي‬

‫‪:‬السدديميوطيقا ‪،‬والسدديميولوايا ‪.‬وهددذا الخددتالف البراامدداتي ل ي فددي القددر ال ددديد بددين‬

‫المص ددطلةين ‪،‬ب ددل وترادفهم ددا ‪".‬فالس دديميولوايا ن مرادف ددة للس دديميوطيقا ‪،‬وموع ددوعهما‬

‫د ارسددة أنظمددة العالمددات أيددا كددان مصدددرها ل ويددا أو سد يا أو مؤشددريا " فلددي تعددد مددة‬

‫أو مبددررات تجعددل أحددد المصددطلةين يةظددا بالسدديادة دون ايخددر ‪ .‬بي مددا يددرى‬ ‫أسددبا‬

‫آخ ددرون أند د يمن ددن تخص دديا مص ددطلح الس دديميولوايا بالتص ددور ال ظ ددره ‪،‬ومص ددطلح‬

‫السد د د دديويوطيقا بالجاند د د ددم اإلا ارئد د د ددي التةليلد د د ددي فتكد د د ددون السد د د دديميولوايا نظريد د د ددة عامد د د ددة‬

‫والسيميوطيقا م هج تةليلي نقده تطبيقي ‪.‬ولهددذا يسددتخده المصددطلح الثدداني فددي ع ونددة‬

‫ووموبسان ومي يل وكوكي ‪.‬‬ ‫المؤلفات التطبيقية وممن فعل ل غريما‬

‫فقد دعا دى سوسير لي الهتماه بالعالمة لم طلقات ل وية وإلي ما سماه‬

‫بعلي السيمولوايا أو علي م ظومات العالمات ‪ ،‬من خالل مفهوم لل ة بوصفها‬

‫م ظومة من العالمات تعبر عن فكر ما مك تركيز دائي علا العالقات التي ترب بين‬

‫بي ما‬ ‫الوحدات والع اصر الل وية كما قرر ده سوسير اعتباطية العالمة الل وية‬

‫تقول السيميائية باعتباطية العالمة مما يم ح الدوال مدلولت ل نهائية ‪ .‬وهنذا‬

‫تلتقي السيميائية واللسانيات في القول باعتباطية الدليل اللساني ‪.‬وإن رأى البعض أن‬

‫هذه العالقة ي ب ي وصفها بأنها عرورية وليست اعتباطية ‪ .‬والدال هو تل الصورة‬

‫الصوتية ‪،‬والمدلول هو ما تثيره تل الصورة في هن المتلقي ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫تسعا هذه القيي ال سقية لا عمان صورة التالحي الفعلي بين الدال والمدلول‬

‫أن الختالف ل يتعارض مك العتباط‪ ،‬وإلا تأمين نسقية‬ ‫داخل كل عالمة؛ ل‬

‫العالمات اتها عبر مبدأ التقابل‪ ،‬في حين تكمن أهمية العتباط في عمان نسبية‬

‫هذه القيي‪ ،‬باختالل هذا ال رط يتةول كل نسق سيميائي لا املة من القيي المطلقة‬

‫التي تت من مفروعات خاراية‪.‬‬

‫تتةقق نسبية القيمة في ال سق السيميائي عامة بتةديد أشنال العالمات في‬

‫تراهن اللسانيات ومن ي السيميائيات علا فرعية‬ ‫صورة وحدات ملموسة؛ لذل‬

‫التمفصل لستك اف قيي ال سق السيميائي من اهة‪ ،‬والتةره عن موعوعيتها من‬

‫ل نستطيك مفصلة الدال بمعزل عن المدلول ل في حالت التجريد‪.‬‬ ‫اهة أخرى‪.‬‬

‫وقد استطاا لويـس ج‪.‬برييتو (‪ J. Prieto Louis‬باعتماد آلية التمفصل أن‬

‫ت اير تمفصالت األنساق السيميائية من نسق يخر ( س ن المرور‪ ،‬أرقاه‬ ‫يستك‬

‫غرف الف ادق‪ ،‬الهوات ‪ ،‬أرقاه الةافالت‪ ،‬الخ ‪.‬‬

‫وإ ا كانت مهمة عالي اللسان كما يرى سوسير‪ ،‬تكمن في البةث عن كل ما‬

‫الب ية‬ ‫يجعل من اللسان نسقا خاصا‪ ،‬فإن مهمة السيميائي هي البةث عن تل‬

‫الم تركة التي ت خرط فيها األنساق السيميائية العديدة بما فيها اللسان؛ أه عن ل‬

‫» األنمودج المبس الذه يسمح بتقريم ظواهر مختلفة انطالقا من بعض الجوانم‬

‫الم تركة«‪ ،‬ن األنساق السيميائية عامة بما فيها اللسان‪ ،‬ت ترك في مبدأ القيمة‬

‫‪9‬‬
‫شيئا عن آخر‪ ،‬وما يؤسس‬ ‫ل يمن ا أن نميز عم ها بين ما يخال‬ ‫التقابلية‪،‬‬

‫ات كونها تخ ك إلكراهات الختالف‪.‬‬ ‫لل ي‬

‫عمن مؤلف‬ ‫‪Nicola‬‬ ‫وقد حاول نيكوال تروبتسكواي(‪Troubetzkoy‬‬

‫المبادا الم طقية التي تةني‬ ‫تل‬ ‫(‪ Principes de phonologie 1939‬عب‬

‫تص يف التقابالت التمييزية انطالقا من فونيمات اللسان األلماني‪ ،‬في حين عمل ج‬

‫‪.‬كانتيـــــــــنو (‪ ) J .Contineau‬علا استثمار هذه المبادا عمن طار التقابالت‬

‫الدالة للفونيمات داخل نسق اللسان ‪.‬‬

‫يرى روالن بارت أن تصوركانـتينو‪ ،‬عمن طار الوحدات الدالة‪ ،‬يقتر كثي ار من‬

‫التصور السيميائي‪ ،‬كون يقلا الفارق بين الوحدات الفونولواية والسيميائية‪ ،‬و ل‬

‫بالنتقال لا التقابالت الدللية‪ ،‬ويعطي للقيمة بعدها السيميائي‪ .‬ن األنساق‬

‫السيميائية التي تستطيك أن تةقق مبدأ المبادلة والمقارنة تستطيك أن تةقق بتقابالتها‬

‫المةددة لوحدات العالمات مبدأ القيمة ‪.‬‬

‫يلفي بارت معالي القيمة في س ن المرور‪ ،‬مةددة عمن مجال التقابالت المت اسبة‪،‬‬

‫التقابالت التي تستطيك أن تؤسس للقيي اللونية وال نلية‬ ‫والمتعددة‪ -‬الجوانم؛ تل‬

‫لإلشارة المرورية‪ ،‬فإ ا كان التقابل اللوني بين األحمر واألبيض يم ح قيمة الم ك‬

‫عمن أوا متعددة (تقابل متعدد‪-‬الجوانم ‪ ،‬فإن التقابل ال نلي للصفيةة (مثلث ؛‬

‫مستدير يم ح؛ بالت اسم قيمة األخطار والتعاليي علا التوالي ( التقابل المت اسم ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ونظ ار للطبيعة التواصلية لهذا ال سق السيميائي‪ ،‬فإن قيم التقابلية تتةاشا كل‬

‫ينفي اختراق العارعة‬ ‫صور التعقيد‪ ،‬فهو يقوه علا تقابالت ابتة؛ وسالبة (‬

‫الةم ار في الصفيةة المستديرة لصورة الدرااة‪ ،‬لينتسم التقابل قيمة الم ك ‪،‬‬

‫سعيا‬ ‫التقابالت المتكافئة والقابلة‪ -‬للتةييد (أه المت يرة ‪ ،‬كل ل‬ ‫ويستبعد تل‬

‫لتفاده حالت النسداد التواصلي‪ .‬بي ما تملي الطبيعة اإلبداعية ل سق الموعة‬

‫مثال؛ تةديد قيمها عمن كل التقابالت‪ ،‬ماعدا تل التقابالت الث ائية والثابتة لكونها‬

‫ت زا نةو التجدد والتميز باستمرار‪.‬‬

‫يرتب أنمو ج القيمة بوصف معطا أوليا بمفهوه ال سق‪ .‬فالقيمة تستمد مراعيتها من‬

‫الصورة المجردة لكل ما هو سيميائي‪ ،‬لكن بعض األحداث السيميائية تستمد نسقها‬

‫األحداث السيميائية التي ل تخ ك لمبدأ "الوحدة"‬ ‫من تركيبها الخاص؛ كتل‬

‫(‪ . l’unité‬ي ن كل وحدة ليست بال رورة هي عالمة‪ ..‬لذل تسعا السيميائيات‬

‫‪6‬‬
‫لا مراعاة األوعاا التمظهرية لألنساق الدالة والهتماه بآليات اشت الها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪www.mohamedrabeea.com/books/book1_336.doc‬‬

‫‪11‬‬
‫المحاضرة رقم ‪03 :‬‬

‫السيميولوجيا وأصولها الفلسفية‬

‫هدف السيميولوجيا وأصولها الفلسفية ‪:‬‬

‫لي تةويل العلوه اإلنسانية ( خصوصاً الل ة واألد‬ ‫تسعا السيميولوايا‬

‫من مجرد تأمالت وانطباعات لي علوه بالمع ا الدقيق للكلمة ‪.‬‬ ‫والفن‬

‫تص يف‬ ‫التجرد يسهل مع‬ ‫ع د التوصل لي مستوى من‬ ‫ل‬ ‫ويتي لها‬

‫عن األب ية‬ ‫مادة الظاهرة ووصفها ‪ ،‬من خالل أنساق من العالقات تك‬

‫العميقة التي ت طوه عليها ‪ .‬ويمن ها هذا التجرد من استخالص القوانين‬

‫التي تتةني في هذه المادة ‪ .‬وتتركز نظرية ده سوسير علا فةا العالمة‬

‫‪.‬و‪.‬موريس ‪":‬أن السيميائية لي تكن مجال تخصصيا فةسم ‪،‬بل نها احتلت‬ ‫‪،‬ويرى‬

‫موقعا مركزيا في البةث العلمي بوا عاه ‪ ،‬كان عليها مهمة اكت اف‬ ‫فوق ل‬

‫‪7‬‬
‫الل ة الم تركة في ال ظرية العلمية ‪".‬‬

‫استمدت السيميائية المعاصرة بعض مبادئها من األطروحات الوععية في ا وحها‬

‫لل نل وميلها نةو العلمية ألن الوععيين هي من اعتبر الل ة كلها رم از وعرفوا‬

‫هذه الرموو‬ ‫الةيوان علا أن حيوان قادر علا استخداه الرموو ‪.‬والعلي الذه يدر‬

‫‪ 7‬ميكل إفيتش ‪ :‬اتجاهات البحث اللساني ‪ :‬ترجمة سعد عبدالعزيز مصلوح ‪ ،‬وفاء كامل فايد ‪ ،‬المجلس األعلى‬
‫ص ‪.352‬‬ ‫للثقافة ‪ ،‬الهيئة العامة لشؤون المطابع األميرية ‪، 2000‬‬

‫‪12‬‬
‫أو الرموو ‪.‬‬ ‫السيميا‬ ‫دراسة علمية أطلقوا علي مصطلح السيميوطيقا أه ‪:‬علي‬

‫تأ رت السيميائية بالمدرسة التجريبية فأول من استخده مصطلح سيميوطيقا‬ ‫وكذل‬

‫في العصر الةديث هو الفيلسوف اإلنجليزه التجريبي ‪:‬اون لوك وقد اهتي بدراسة‬

‫الطرق والوسائل التي تؤده لا التعرف علا نظاه الفلسفة واألخالق من خالل‬

‫الهتماه بطبيعة دلئل العقل التي يستخدمها لفهي األشيا ونقل المعرفة لآلخرين‬

‫والواودية‬ ‫بالمقت يات الفلسفية‬ ‫عن عالقة هذا العلي‬ ‫كما تةدث ليب تز‬

‫ن فالتأمل في العالمة قديي عرفت معظي‬ ‫‪.‬‬ ‫والبتسمولواية ل ظرية الدلئل‬

‫الة ارات الصي ية واليونانية والرومانية والعربية ‪.‬ويرى البعض ‪ " :‬أن هذا ال ظر‬

‫الت ني وليس بقصد المعرفة ألن م طلق المدرسة اإلغريقية ال نلية‬ ‫قد ن أ بقصد‬

‫من شأنها أن تخون ا ‪،‬وأن المختصين ي اقض بع هي بع ا‬ ‫فكرة مفادها "أن الةوا‬

‫‪8‬‬
‫‪،‬وتبعا لذل يجم عده التصديق بنل ما يزعي ‪،‬والت ني في كل ما يقده ويقال ‪".‬‬

‫ويمنن تلخيا األصول الفلسفية للسييمائية بصفة عامة في ايتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الفكر اليوناني القديي ع د أفالطون وأرسطو والرواقيين‪.‬‬

‫(المتصوفة ‪،‬وال قاد ‪،‬والبالغيين ‪،‬واألدبا‬ ‫‪ -2‬التراث العربي اإلسالمي الوسي‬

‫كالجاحظ ‪.‬‬

‫وغيرهي ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الفكر الفلسفي والم طقي والتداولي (بير وكارنا‬

‫إلى السيمو طبقا ‪،‬‬ ‫‪ 8‬سيزا قاسم ‪ ،‬نعيم حامد أبوزيد ‪ :‬أنظمة العالمات – مقاالت مترجمة ودراسات مدخل‬
‫دار ابياس العصرية – القاهرة ‪ 1986‬ص‪14‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -4‬اللسانيات الب يوية والتداولية التةويلية بنل مدارسها واتجاهاتها‪.‬‬

‫ول سيما فالديمير برو ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ال نالنيين الرو‬

‫‪ -6‬فلسفة األشنال الرمزية (دراسة األنظمة الرمزية التواصلية مثل ‪:‬الدين واألسطورة‬

‫والفن‪...‬‬

‫يفترض روالن بارت عمن مجال التةره عن آلية اشت ال األنساق السيميائية‪،‬‬

‫عرورة خ اا تمظهراتها للتقطيك التركيبي الذه يستطيك أن يمدنا بالوحدات المؤلفة‬

‫بوصف نسقا سيميائيا ل يتمظهر ل في صورة أويا أو‬ ‫لمةور الستبدال‪ ،‬فاللبا‬

‫بدلت تتجاور عم ها املة من القطك الملبسية المختلفة‪ ،‬مثال‪ :‬قميا‬

‫‪+‬معط ‪+‬سروال (عالقة تركيبية ‪ ،‬حيث يرتب كل اختيار من الختيارات بمجموا‬

‫القطك الملبسية التي تت اسم مع في موعك اللبس وفي الوظيفة‪ ،‬مثال‪ :‬قبعة ‪/‬‬

‫تتزامن تةولت التركيم مك‬ ‫طاقية ‪ /‬عمامة‪ ،‬الخ‪( .‬عالقة استبدالية ‪ .‬و بذل‬

‫تةولت المع ا الملبسي‪ .‬وي طبق األمر نفس علا الوابات ال ذائية‪ ،‬باختيارات‬

‫الفرد بين‪ :‬المقبالت‪ /‬األحسية‪ /‬التةلية‪،‬الخ‪( .‬عالقة استبدالية تتةول سلسلة‬

‫لا وابة كاملة مثلما ي طبق الةال علا فن‬ ‫األطب دداق المختارة (عالقة تركيبية‬

‫التأ يث‪ ،‬فالمؤ ث ل يعمل ل علا تركيم املة من الختيارات األ ا ية‪ ،‬مثل‪ :‬سرير‬

‫‪+‬خزانة ‪+‬كرسي (عالقة تركيبية ‪ ،‬حيث يفترض األ اث الواحد‪-‬أو كل اختيار‪ -‬املة‬

‫‪14‬‬
‫التأ يدث (عالقة استبدالية ‪ ،‬وهو حال عديد‬ ‫من الت يرات التي تسمح بتةويل أسلو‬

‫األنساق السيميائية المعمارية وغيرها‪.‬‬

‫ن الطبيعة التواصلية ل البية األنساق الدالة‪ ،‬دفعت لة من السيميائيين لا‬

‫أنساق العالمات الدالة وبين وظيفتها‬ ‫الرب «بين السيميائيات بوصفها علما يدر‬

‫التواصلية مقتدين بما قررت اللسانيات من أن التواصل هو عصم الوظيفة اللسانية‬

‫الخطا »‪ ،‬وقد كان لهذا القتدا أ ر استثمار المفاهيي اللسانية‬ ‫ومن مة فهو أسا‬

‫للتواصل وتعميمها علا مجموا األنساق الدالة‪.‬‬

‫التصور العاه للعالمة اللسانية في الفكر السوسيره بدارة الكاله‪،‬‬ ‫يرتب‬

‫تبدو السيميائيات‬ ‫يمنن لهذه الدارة أن تقودنا لا منونات العالمة وقواني ها‪ ،‬وبذل‬

‫ب نل عاه أحوج لا تطوير هذه الدارة وتةويلها لا أنمو ج عاه أساس التواصل‪.‬‬

‫من تالحي‬ ‫تتةدد العالمة اللسانية داخل دارة الكاله بوصفها كيانا نفسيا مجردا يتأل‬

‫الصورة ايكوستينية (الدال مك التصور (المدلول ؛ تالحي يترام مبدأ التداعي في‬

‫أ ا كل عملية تواصلية‪.‬‬

‫وتأخذ هذه العملية التواصلية صورتها المبسطة‪ ،‬عمن التصور ايلي الذه‬

‫يست د لا المراعية السلوكية ( بلومفيلد ‪ ، Bloumfield‬حيث تتةول العالمة لا‬

‫كيان سلوكي ه واهين يستدعي أحدهما ايخر في أ ا عمليات التواصل‪ .‬ن‬

‫التصور السلوكي ل يعمل سوى علا ت ييم مركزية العالمة بوصفها نتااا تواصليا‪،‬‬

‫‪15‬‬
‫و يل ي‬ ‫ن يةدد التواصل بين الوععين السابق والالحق عن نتاج العالمة ‪،‬‬

‫قيمة العالقة التمثلية ليةولها لا مجرد فراغ‪.‬‬

‫بظهور أعمال كل من شانون )‪ Shannon‬وويفر)‪ weaver‬تةددت‬

‫األدوات التق ية التي تةرك‬ ‫المالمح األنمو اية لالتصال عامة‪ ،‬عبر تةديد تل‬

‫يةتاج كل بث عالمي ‪-‬حسبهما ‪-‬‬ ‫سيرورة المعلومة عمن مجال السيبرنيطيقا‪.‬‬

‫لا واود مصدر للمعلومة (ولتكن اإل اعة المسموعة مثال ‪ ،‬حيث تقت ي عملية‬

‫البث تدخل المرسل (المذيك الذه يسعا لا تس ين الرسالة بةسم طبيعة الق اة‬

‫(منبر الصوت ‪ ،‬فت دو مالئمة لالستقبال (سلسلة من اإلشارات الفيزيائية ت تقل في‬

‫تس ي ها‬ ‫يف‬ ‫شنل مواات ارتدادية ‪ ،‬وبذا تصل لا ال اقل المستقبل ( المذياا‬

‫ليجعلها قابلة للتلقي من قبل المرسل لي (المستمك ‪.‬‬

‫يفترض التواصل اإلنساني في مقابل التصال ايلي حسددم أمبرتو‬

‫إيكو )‪ ، Umberto Eco‬عرورة استخالف اإلنسان لآللة عمن وعع كمرسل‬

‫ومرسل لي ‪ ،‬حيث المجال الرحم لتعددية األس ن بين المتواصلين ‪ ،‬وكثي ار ما ي دو‬

‫الس ن نفس مةال لل قاش بين المرسل والمرسل لي ‪.‬‬

‫تتةول ال بنة التواصلية لا سيرورة دللية‪ ،‬بتةول اإلشارة من سلسلة‬ ‫بذل‬

‫من الوحدات الملموسة لا شنل دال يلزه المرسل لي بتعبئتها بمدلول‪ ،‬و ل انطالقا‬

‫ات‬ ‫من الس ن القاعده الذه يةتكي لي ؛ س ن يت من بدوره أس ن أخرى فرعية‬

‫‪16‬‬
‫الس ن‬ ‫اختيار‬ ‫بتةديد‬ ‫كفيل‬ ‫فالظرف‬ ‫‪.‬‬ ‫ال الم‬ ‫في‬ ‫يةائية‬ ‫وظيفة‬

‫سياقا للتواصل السيميائي‪.9‬‬ ‫الم اسم بوصف‬

‫المحاضرة رقم ‪04 :‬‬

‫‪ 9‬السيميائيات العامة ورهانات األنموذج اللساني‪ :‬النسق‪،‬الداللة والتواصل عبد القادر فهيم الشيباني‬
‫‪www.mohamedrabeea.com/books/book1_336.doc‬‬

‫‪17‬‬
‫مباديء السيميولوجيا ومدارسها ‪ -‬السيميولوجيا واللغة‬

‫مبادئ السيميائية ‪:10‬‬

‫تبةث السيميائية عن المع ا ‪،‬من خالل ب ية الختالف ول ة ال نل والب ا الدالة‬

‫‪.‬وهي لذل ل تهتي بال ا ول بمن قال ‪،‬وإنما تةاول اإلاابة عن تساؤل وحيد هو‬

‫؟ ومن أال ل يفك ال ا ويعاد تركيب من اديد لتةدد‬ ‫كيف قال ال ا ما قال‬

‫وابت الب يوية‬

‫وهذا العمل يقوه علا المبادا التالية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬التةليل المةايث الذه يبةث عما ينون الدللة من شروط داخلية وإبعاد كل ما‬

‫يعد خارايا ‪.‬أه البةث عن العالقات الرابطة بين الع اصر التي ت تج المع ا ‪.‬‬

‫بين‬ ‫‪ -‬التةليل الب يوه إلدراك المع ا ل بد من واود نظاه من العالقات ترب‬

‫لا ما كان داخال في نظاه‬ ‫ع اصر ال ا ‪،‬ولذا فإن الهتماه يجم أن يوا‬

‫الختالف الذه يسما شنل الم مون وهو التةليل الب يوه ‪.‬‬

‫في مقدمة اهتمامات التةليل السيميائي الذه يهتي‬ ‫‪ :‬يعد الخطا‬ ‫ج‪ -‬تةليل الخطا‬

‫بالقدرة الخطابية وهي القدرة علا ب ا نظاه إلنتاج األقوال ‪.‬علا عنس اللسانيات‬

‫الب يوية التي تهتي بالجملة ‪.‬‬

‫‪ -‬مدارس واتجاهات السيميولوجيا ‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫‪Louis Hébert, Dispositifs pour l'analyse des textes et des images. Introduction à la sémiotique‬‬
‫‪appliquée, Limoges, PuLim, 2007.‬‬

‫‪18‬‬
‫بعض العلما يرى أن ه اك اتجاهين رئيسين هما ‪:‬‬

‫ووسيبوك‬ ‫‪ -1‬التجاه األمريني ورائده بير ومع كارنا‬

‫‪ -2‬التجاه الفرنسي ورائده ده سوسير ومن سار علا درب مثل بويس س وبربيطو‬

‫وموبان ورولن بارت‬

‫ويعرف أحيانا‬ ‫وبوش كي واوليا كريستيفا‬ ‫وه اك اتجاهات فرعية يمثلها كريما‬

‫بمدرسة باريس ومن أهي أع ائها اوويف كورتيس ‪.‬‬

‫ويرى آخرون أن التجاه الروسي اتجاه رئيس الث ‪،‬وأن المدرسة الفرنسية‬

‫يجم أن تقسي لا فروا كايتي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬سيميولوايا التواصل واإلبالغ كما ع د اورج مونان‬

‫‪ -‬سيميولوايا الدللة ولها عدة أشنال ‪:‬اتجاه بارت الذه يةاول تطبيق الل ة علا‬

‫األنساق غير الل وية ‪.‬واتجاه باريس ومن رمووه مي يل أريفي وكلود كوكي وكريما‬

‫‪ .‬واتجاه المادية ع د اوليا كريستيفا ‪.‬واتجاه األشنال الرمزية ع د مولي و وغيره ‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫جميل حمداوي ‪ ،‬سيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا الداللة ؛ديوان العرب فبراير ‪2007‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪19‬‬
‫ع د حدود ال قل‬ ‫تت اير نوعية العالقة بين المرسل والمرسل لي ول تق‬

‫المباشر بل تتعداه داخل طار الب ية العامة للتواصل لا نمدا ج متباي ة تختل‬

‫باختالف طبيعة التواص دل وغايات‬

‫ن السيميائيات في مقابل هذا كل ‪ ،‬ل تهتي سوى بآ ار المع ا ال اتجة عن‬

‫انتظاه الرسائل؛ أه ب نل الرسالة‪ ،‬وبآلية اشت الها التي تستطيك أن تمظهر‬

‫الستراتجيات الخطابية والتواصلية‪ .‬لقد « كادت السيميائيات تعرف بأنها علي يختا‬

‫بمدارسة الس ن طو ار وبمدارسة اميك األنساق الدالة طو ار آخر؛ ولهذا انكبت‬

‫السيميائيات الواصفة علا تتبك سمات العامة وعالقت بالسيرورة العامة للتواصل‪،‬‬

‫ودوره الةاسي في عملية التفاوض »‪ .‬ن هذا الهتماه ل يعمل ل علا حصر‬

‫» السيميائي عمن مجال مختزل شيئا ف يئا‪ ،...،‬يتخلا عم عن كل ما هو واقعي‬

‫‪ ،‬لصالح النتظاه الوحيد الذه تخ ك ل المرسالت« ‪ ،‬وإ ا كانت األنساق الدالة‬

‫هي من تةدد صور ال نتظاه ومادت ‪ ،‬فإن األس ن هي من تتولا المصادقة علا‬

‫قابليتها التواصلية‪.‬‬

‫لقد كان لنفتاح العالمة اللسانية علا المراك مك أوغدن ( ‪Ogden‬‬

‫) ‪ ، Richards‬أ ر ظهور الخطاطة التواصلية ع د ياكبسون‪ ،‬فقد‬ ‫وريتشاردز‬

‫الل ة لا تطوير أطروحة بوهلر (‪، Buhler‬‬ ‫قادت فرعية التةره عن وظائ‬

‫مست دا لا الخطاطة القاعدية للتواصل ايلي لدى كل من شانون وويفر‪ .‬تل ي‬

‫‪20‬‬
‫خطاطة ياكبسون مركزية المرسلة داخل الواقعة التواصلية‪ ،‬وتسعا لا تقديي‬

‫ع اصر ال بنة التواصلية ( المرسل‪ ،‬المرسل لي ‪ ،‬المرسلة‪ ،‬السياق‪ ،‬الق اة‪ ،‬الس ن‬

‫الم وطة بها في أ ا عمليات التواصل ( الوظيفة النفعالية‪،‬‬ ‫مقترنة بالوظائ‬

‫الوظيفة اإلفهامية‪ ،‬الوظيفة ال عرية‪ ،‬الوظيفة المراعية‪ ،‬الوظيفة التصالية‪ ،‬ووظيفة‬

‫الل ة الواصفة ‪ .‬لقد حاول أحمد يوسف انطالقا من تفعيل مبدأ الةوار في سيميائيات‬

‫علا م اق ة‬ ‫التواصل‪ ،‬تقديي ق ار ة نقدية لم روا هذه الخطاطة‪ ،‬ومن ي دأ‬

‫سعيا م‬ ‫التواصلية بال ظر لا األركان التواصلية المالومة لها و ل‬ ‫الوظائ‬

‫ألخلقت ال زوا الوح ي للتواصل لا النفصال ‪.‬‬

‫مفهوه الس ن(‪ code‬لدى سوسير بمفهوه الكاله*؛ أه بنل ما هو نجاو‬ ‫يرتب‬

‫أن الكاله تةدده دورة ت ي فردين علا‬ ‫واستعمال‪ ،‬ومن ي بمفهوه التواصل‪ ،‬ل‬

‫الفاعل المتكلي مجموا الوحدات التي‬ ‫األقل‪ .‬فالس ن هو المخزون الذه يتخير م‬

‫الملفوظ أو الرسالة‪ ،‬ولك يت من في الوقت نفس مجموا القواعد التي تسمح‬ ‫تؤل‬

‫ل ا ب ظي الوحدات يما بي ها‪ ،‬وبهذا المع ا فإن ا ن تقل لا مفهوه ال سق‪ .‬ن الس ن «‬

‫هو مجموعة البرامج التي ت طلك بترامة المثيرات الطبيعية التي تستقبلها مدارك‬

‫الةس لت دمج عمن وحدة ع وية مك المنونات المعر ية األخرى‪ ،‬فت تقل من طور‬

‫يقوه بتةويل المثيرات الخالية من المع ا‬ ‫الممارسة لا طور التفكير المجرد‪،‬‬

‫والمراك لا عالمات ات دللة داخل المرسالت؛ و ل بالستعانة بالخبرات الةسية‬

‫‪21‬‬
‫السابقة واستثمار المعرفة بالعالي التي تؤده دو ار حاسما في تةليل الخطابات وتةديد‬

‫العالي الدللي داخلها »‪ .‬ن للس ن واودا بالقوة ولل سق واودا بالفعل‪.‬‬

‫والواقك أن ارتباط كل وسيلة تواصلية بمفهوه الس ن يع ي استقالليتها عن أه تمفصل‬

‫آخر للتجربة نفسها‪ ،‬وأنها ل تمثل سوى نسخ ازئي ل سق آخر ليس شرطا أن ينون‬

‫لسانيا‪ .‬ن آلية التواصل‪ ،‬عمن وععها العاه‪ ،‬ل تتةدد ل بوصفها نظاما تةويليا‬

‫يسمح ب قل تمظهرات األس ن من شنل يخر؛ فالكتابة مثال‪ ،‬هي س ن يتيح‬

‫للمتواصلين فرعية تةويل الرسالة الخطية لا رسالة آكوستينية؛ مثلما يتيح س ن‬

‫يرى جون ديبوا (‬ ‫"المور " تةويل الرسالة الخطية لا رسالة آلية‪ ،‬لخ‪ .‬لذل‬

‫أن مجموا ايليات التي تسمح بعملية ال قل هذه‪ ،‬انطالقا من‬ ‫‪Jean Dubois‬‬

‫آلية التواصل‪.‬‬ ‫فعل التس ين ووصول لا ف التس ين‪ ،‬هي التي تؤل‬

‫وحتا وإن هم روني مورو ( ‪ René Moreau‬مذهم الت ني في قدرة‬

‫عالمات اللسان علا تةقيق المظهر الس ي تةقيقا تماما‪ ،‬فإن مارتينيه يؤكد علا‬

‫رسائل ا‬ ‫لس ية اللسان دور في لبا‬ ‫المستويين الس ي والدللي في انب ا اللسان؛‬

‫التكافؤات القائمة بين الصور‬ ‫الكاله المتمفصل‪ ،‬انطالقا من فهر‬ ‫الذه ية لبا‬

‫الذه ية والصور ايكوستينية‪ .‬في حين تأخذ عملية "اإلشباا الدللي" دو ار تس ي يا‬

‫أساسيا في التواصل‪ ،‬تعمل من خالل علا تةويل األشنال ايكوستينية للرسالة لا‬

‫‪22‬‬
‫اوليان‬ ‫فإن ألجردا‬ ‫نظاه الفكرة‪ .‬لذل‬ ‫ن‬ ‫نظاه اديد من العالقات؛‬

‫غريما )‪ [26]Algirdas Julien Greimas‬ل يستبعد منانية واود س ن دللي‪.‬‬

‫السيميولوجيا واللغة ‪:‬‬

‫ده سوسير م ذ البداية بالسيميائية نةو الل ات الطبيعية فقد رأه أن‬ ‫اتج‬

‫ألن‬ ‫الل ات الطبيعية هي أكثر الم ظومات تطابقاً مك السيميائية ‪ .‬و ل‬

‫العالقة بين المفردات ومدلولتهددا عالقة اعتباطية وين الل ة يمنن أن تختزل‬

‫في عددد مةددود مدن العدالمات المستقلة والمختلفة ‪ .‬وهنذا فالل ة تصلح أن‬

‫تكون نمو ااً لكل األنظمة الدالة غير الل وية ‪ .‬فالل دة هي أهدي م ظومة‬

‫ات فعاليدة في حقدل المعرفة ‪ .‬وهي الم ظومة المثدلي ين‬ ‫تواصلية‬

‫العالمة فيها متميزة بوعوح تاه ‪ ،‬وتت نل بقدر عال من الت ظيي وتةتفظ‬

‫وقد ش لت السيميائية‬ ‫(السياقي والدللي والتداولي‬ ‫بع اصر ب يتها الثال ة‬

‫بارو في‬ ‫خصوصاً في نظرية السرد ‪ .12‬و ل‬ ‫حي اًز مقد اًر في علوه األد‬

‫م هي يوره لوتمان من روسديا واليمرتو من ايطاليا‬ ‫أعمال عدد من األدبدا‬

‫ومن سار سيرهي يدرسدون ال ا‬ ‫ورولن بارت وكريستي ا في فرنسا فهؤل‬

‫األدبي وربما ( الصةفي أو القانوني أو الدي ي والف ي والسي مائي والمسرحي‬

‫وأنساق هذه‬ ‫يةددون عالمات‬ ‫علي غرار البةث الل وه‬ ‫يبةثدون ي‬

‫‪12‬‬
‫‪Denis Bertrand, Précis de sémiotique littéraire, Paris, Nathan, coll. « Fac. Linguistique », 2000‬‬

‫‪23‬‬
‫كما ي ظرون في طرفي العالقة ( الدال‬ ‫العالمات وانتظامها في م ظومة ‪.‬‬

‫انطالقاً من كونهما طرفا العلمية اإلبداعية التعبير والمةتوى ‪.‬‬ ‫والمدلول‬

‫األنمو ج ال ظره‬ ‫ل‬ ‫تراهن السيمائيات العامة علا مفهوه الس ن بوصف‬

‫اإلمنانات التبليغية للرسائل‪،‬‬ ‫لسلسلة من العقود التواصلية التي تسمح باشتمال تل‬

‫لذل فهي تسعا لا تأسيس ل األنمو ج الس ي (س ن األس ن لت طية العمليات‬

‫والعالقات نفسها عمن كل عملية تواصلية‪ .‬ن أولا الخطوات لتأسيس هذا‬

‫األنمو ج‪ ،‬تبدو مقترنة بالتةره عن أص اف األس ن و تةديد مجالتها‪ ،‬وهي خطوة‬

‫نراها من صميي اهتمامات السيميائيات العامة‪.‬‬

‫ل‬ ‫ترتب ال ددتباي ات ال وعية لألس ن تباعا بتباي ات في عملية التس ين وفك ‪،‬‬

‫يجد أحمد يوسف لهاتين العمليتين تأ ي ار في ب ا المع ا وت ييده‪ ،‬فقد « يتداخل‬

‫مفهوه التس ين بالفهي وبخاصة ا تعلق األمر بال سق اللساني الذه أعفا علي دو‬

‫سوسير بعدا سيميائيا‪ ،‬ولي يعرف بأن س ن‪ .‬ن المستقبل يتلقا المرسلة عبر متتالية‬

‫من اإلشارات يةاول أن ي في عليها مع ا يقصده المتكلي أو يقتر من قصده؛‬

‫ألن ل تواصل خارج العملية القصدية وهذا ما ل يقوه ب ل اإلنسان‪ ،‬ول تستطيك‬

‫ايلة في الراهن علا األقل م افسة الب ر في ل لكون حيوانا ناطقا ورام از »‪ .‬لذل‬

‫يقترح برييتو آلية الفعل السيمي سعيا لتبسي صور التواصل اللساني وتعميمها علا‬

‫األنساق السيميائية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫يتمةور اهتماه نظرية اإلعاله حول الجوهر الكمي للمعلومة‪ ،‬وتراهن علا الس ن‬

‫األمر ع د ل‬ ‫بدل الرسالة في تقييي مةتوى المرسلدة وصورتها اإلنجاوية‪ .‬ول يق‬

‫للس ن أهمية بال ة في حصا مجموا المرسالت الممن ة وتقدير‬ ‫فةسم‪،‬‬

‫الحتمالت المتوالية لكل عالمة داخل المرسلة التواصلية ‪ .‬لذل تتوا السيبرنيطيقا‬

‫وخي الكي‪ .‬في حين تعمل السيميائيات علا تجاوو‬ ‫لا نظاه الرقم ة لستيعدا‬

‫لمستعمل الس ن‪ ،‬لا دراك معطيات المرسلة عبر الجرد الكيفي‬ ‫الوعك الةدسي‬

‫للدوال التي تهينل المدلولت‪ ،‬و ل لعتقادها باستةالة واود أه نقل للمدلول في‬

‫وساطة الدال ‪ .‬وعبر هذا التجريد الكلي للمدلول‪ ،‬يستطيك التةليل السيميائي‬ ‫غيا‬

‫للتواصل حسم جاك‪ .‬دوران ‪ (J. Durand ) .‬أن يقودنا لا دراك الخصائا‬

‫ال نلية للمرسلة عمن طار مبدأ المالئمة ‪ ،‬ما يجعل أهمية تةديد المدلولت تكمن‬

‫في عب الوحدات الدالة‪.‬‬

‫تمثل اإلشارة (‪ signal‬بال سبة لدبرييتو أداة أولية ل قل المرسالت والتواصل‬

‫بها؛ بوصفها وسيلة فعالة في قامة العالقات الاتماعية (اإلبالغ‪ ،‬الستفهاه‪،‬‬

‫األمر ‪ ،‬حيث يأخذ فعل نتااها من طرف المرسل وعك رسال لد"فعل سيمي"‪.‬‬

‫فسائق السيارة ع دما ي هر األعوا الخلفية لسيارت مثالً‪ ،‬يأخذ وعك مرسل لفعل‬

‫‪25‬‬
‫سيمي‪ ،‬يسعا عبره لا بالغ كل سائق يلي باستعداده لت يير واهة المسير‪ ،‬وكذل‬

‫‪13‬‬
‫هو الةال في األمر‪ ،‬أوالم ك (األمر السلبي أوالستفهاه‪.‬‬

‫النسق‪،‬الداللة والتواصل عبد القادر فهيم الشيباني ‪www.mohamedrabeea.com/books/book1_336.doc‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪26‬‬
‫المحاضرة رقم ‪05 :‬‬

‫مصطلحات السيميولوجيا‬

‫مصطلحات السيميولوجيا ‪:14‬‬

‫المصطلحات‪:‬‬

‫تسود في هذا المجال العلمي الكثير من المصطلةات كالةني السيميائي وال ة ة‬

‫السيميائية وال مو السيميائي وغيرها ‪.‬ولك ا ه ا نةصر حديث ا علا أهمها ‪:‬‬

‫أ‪ -‬العالمة ‪:‬‬

‫العالمة هي الصطالح المركزه في السيميائية ‪ .‬وتع ا السيميائية بالعالمة‬

‫‪ ،‬و يع ي بماهية‬ ‫علا مستويين ‪ .‬المستوى األول واوده ( أنطولواي‬

‫العالمة أه بواودها وطبيعتها وعالقتها بالمواودات األخرى التي ت بهها‬

‫ع ها ‪ .‬أما المستوه الثاني فهو مستوه تداولي ( براغماتي‬ ‫والتي تختل‬

‫‪ ،‬يع ا بفاعلية العالمة وبتوظيفها في الةياة العملية ‪ .‬ومن م طلق هذا‬

‫التقسيي نجد أن السيميائية اتجهت اتجاهين ل ي اقض أحدهما ايخر ‪،‬‬

‫مقوماتها ‪ ،‬وقد مهد لهذا‬ ‫التجاه األول يةاول تةديد ماهية العالمة ودر‬

‫الم ة ا ت ارلز بير ‪ ،‬أما التجاه الثاني فيركز علي توظيف العالمة في‬

‫‪14‬‬
‫‪Encyclopédie Universalis . Philosophie .‬‬

‫‪27‬‬
‫عملية التواصل ونقل المعلومات ‪ ،‬وقد اعتمد هذا التجاه علي مقولت‬

‫فردي اند ده سويسر ‪.‬‬

‫فالمستوى األول ‪:‬‬

‫السيميائية وفقاً ألبعاد ال ة ‪:‬‬ ‫يدر‬

‫الخصائا الداخلية في م ظومة‬ ‫أ‪ -‬البعد ال ظما السياقي ‪ :‬وهو يدر‬

‫العالمات دون أن ي ظر في تفسيرها أه ي ظر في ب ية العالمات داخل‬

‫الم ظومة ‪.‬‬

‫(القصيدة مثالً ‪.‬‬

‫‪ -‬البعد الدللي ‪ :‬يهتي بالعالقة بين العالمة وبين مدلولتها فهو يدر‬

‫مةتوى العالمات والعالقة القائمة بين العالمة وتفسيرها وتأويلها من دون‬

‫ال ظر لي من يتداولها ‪.‬‬

‫الصلة بين العالمة ومن يتداولها وتةدد قيمة‬ ‫التداولي ‪ :‬يدر‬ ‫ج‪ -‬البعد‬

‫‪15‬‬
‫هذه العالمة من خالل مصلةة من يتداولونها ‪.‬‬

‫ونلةظ ه ا أن البعد الدللي والسياقي لهما صلة بمسائل مةددة من‬

‫عالقة بدراسة المسائل السيميائية التي‬ ‫السيميائية ‪ ،‬أما البعد التداولي فل‬

‫‪ 15‬ينظر ‪ :‬بشير كاوربريت ‪ ،‬مناهج النقد األدبي المعاصر‬

‫‪28‬‬
‫وعلي‬ ‫تةتااها علوه معي ة مثل سينلولوايا الل ة (علي ال فس الل وه‬

‫ال فس الاتماعي ‪ .‬وفي المستوه الثاني ‪:‬نجد أن ده سوسير يعرف‬

‫والدال تصور سمعي‬ ‫العالمة بأنها " اتةاد ل ي فصي بين دال ومدلول‬

‫يت نل من سلسلة صوتية يتلقاها المستمك وتستدعي لا ه تصو ار ه يا مفهوميا‬

‫ائية المب ي ل يمنن فصل طرفيها‬ ‫أه هي وحدة‬ ‫‪16‬‬


‫هو المدلول ‪".‬‬

‫أحدهما عن الخر ‪ .‬فالعالمة ع ده نتاج لعملية نفسية ‪.‬‬

‫األنمو ج ال ظره‬ ‫ل‬ ‫تراهن السيمائيات العامة علا مفهوه الس ن بوصف‬

‫اإلمنانات التبليغية للرسائل‪،‬‬ ‫لسلسلة من العقود التواصلية التي تسمح باشتمال تل‬

‫لذل فهي تسعا لا تأسيس ل األنمو ج الس ي (س ن األس ن لت طية العمليات‬

‫والعالقات نفسها عمن كل عملية تواصلية‪ .‬ن أولا الخطوات لتأسيس هذا‬

‫األنمو ج‪ ،‬تبدو مقترنة بالتةره عن أص اف األس ن و تةديد مجالتها‪ ،‬وهي خطوة‬

‫نراها من صميي اهتمامات السيميائيات العامة‪.‬‬

‫ل‬ ‫ترتب ال ددتباي ات ال وعية لألس ن تباعا بتباي ات في عملية التس ين وفك ‪،‬‬

‫يجد أحمد يوسف لهاتين العمليتين تأ ي ار في ب ا المع ا وت ييده‪ ،‬فقد « يتداخل‬

‫مفهوه التس ين بالفهي وبخاصة ا تعلق األمر بال سق اللساني الذه أعفا علي دو‬

‫سوسير بعدا سيميائيا‪ ،‬ولي يعرف بأن س ن‪ .‬ن المستقبل يتلقا المرسلة عبر متتالية‬

‫عبدهللا الغذامي – تشريح النص ‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنشر بيروت لبنان ط‪ 1987 1‬ص‪12‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪29‬‬
‫من اإلشارات يةاول أن ي في عليها مع ا يقصده المتكلي أو يقتر من قصده؛‬

‫ألن ل تواصل خارج العملية القصدية وهذا ما ل يقوه ب ل اإلنسان‪ ،‬ول تستطيك‬

‫ايلة في الراهن علا األقل م افسة الب ر في ل لكون حيوانا ناطقا ورام از »‪.‬‬

‫لذل يقترح برييتو آلية الفعل السيمي سعيا لتبسي صور التواصل اللساني وتعميمها‬

‫علا األنساق السيميائية‪.‬‬

‫يتمةور اهتماه نظرية اإلعاله حول الجوهر الكمي للمعلومة‪ ،‬وتراهن علا الس ن‬

‫األمر ع د ل‬ ‫بدل الرسالة في تقييي مةتوى المرسلدة وصورتها اإلنجاوية‪ .‬ول يق‬

‫للس ن أهمية بال ة في حصا مجموا المرسالت الممن ة وتقدير‬ ‫فةسم‪،‬‬

‫الحتمالت المتوالية لكل عالمة داخل المرسلة التواصلية‪ .‬لذل تتوا السيبرنيطيقا‬

‫وخي الكي‪ .‬في حين تعمل السيميائيات علا تجاوو‬ ‫لا نظاه الرقم ة لستيعدا‬

‫لمستعمل الس ن‪ ،‬لا دراك معطيات المرسلة عبر الجرد الكيفي‬ ‫الوعك الةدسي‬

‫للدوال التي تهينل المدلولت‪ ،‬و ل لعتقادها باستةالة واود أه نقل للمدلول في‬

‫وساطة الدال ‪ .‬وعبر هذا التجريد الكلي للمدلول‪ ،‬يستطيك التةليل السيميائي‬ ‫غيا‬

‫للتواصل حسم جاك‪ .‬دوران( ‪ (J. Durand‬أن يقودنا لا دراك الخصائا‬

‫ال نلية للمرسلة عمن طار مبدأ المالئمة ‪ ،‬ما يجعل أهمية تةديد المدلولت تكمن‬

‫في عب الوحدات الدالة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫تمثل اإلشارة (‪ signal‬بال سبة لدبرييتو أداة أولية ل قل المرسالت والتواصل‬

‫بها؛ بوصفها وسيلة فعالة في قامة العالقات الاتماعية (اإلبالغ‪ ،‬الستفهاه‪،‬‬

‫األمر ‪ ،‬حيث يأخذ فعل نتااها من طرف المرسل وعك رسال لد"فعل سيمي"‪.‬‬

‫فسائق السيارة ع دما ي هر األعوا الخلفية لسيارت مثالً‪ ،‬يأخذ وعك مرسل لفعل‬

‫سيمي‪ ،‬يسعا عبره لا بالغ كل سائق يلي باستعداده لت يير واهة المسير‪ ،‬وكذل‬

‫هو الةال في األمر‪ ،‬أوالم ك (األمر السلبي أوالستفهاه‪.‬‬

‫ن اختالف طبيعة اإلشارة عن القري ة ل ي في اشتراكهما في تزويد‬

‫المتواصلين بمجالت التواي المزدوج يجابا أو سلبا‪ ،‬فالقري ة حتا وإن بدت في‬

‫اوهرها استدللية فهي تواه ا لا قسي من المعاني الممن ة‪ ،‬وتقصي‬ ‫قسما آخر‪.‬‬

‫فاأل ر الةيواني‪ ،‬مثال‪ ،‬يةيل المقتفي علا املة من المعاني الممن ة‪ ،‬ويقصي عبر‬

‫‪.‬خصائص التمييزية معان أخرى‪ ،‬وكذل هو الةال بال سبة للقرائن الجوية وغيرها‬

‫لقد لحظ برييتوفي هذا الصدد‪ ،‬أن القاسي الم ترك بين المرسل والمرسل لي ‪ ،‬داخل‬

‫طار الفعل السيمي‪ ،‬ينمن في بروو "سيي"(‪ séme‬م ترك ي أ عن التالحي الث ائي‬

‫ل بوصفها تمظه ار لمدلول "سيي"‬ ‫بين الدال والمدل ول‪ ،‬فالمرسل ل ي ظر لمرسلت‬

‫معين‪ ،‬يختار لها من اإلشارات ما يستطيك أن يوفر لها شق الدال؛ بي ما ل يرى‬

‫‪31‬‬
‫المرسل لي في اإلشارة ل دال لد"السيي" نفس ‪ ،‬ومن ي فإن يتخير من الرسائل ما‬

‫يوفر لهذا السيي صعيد المدلول ويتوافق في الوقت نفس مك اإلشارة‪.‬‬

‫يعد "السيي" الةلقة الم تركة بين المتواصلين؛ حلقة تبرو في صورة‬

‫عالمة(دال ومدلول ناتجة عن فعل التواصل‪ ،‬حيث يؤسس كل فعل سيمي ل سق‬

‫من السيمات التي تستطيك أن تةدد كل سيي اديد ما علا صعيد الدال داخل الةقل‬

‫السيماتي ) ‪، champ sématique‬وإما علا صعيد المدلول داخل الةقل ال ووه‬

‫( ‪ . champ noétique‬فإ ا ما أبدل ا خاصية من خصائا شارة ما بطريقة‬

‫نةصل بها علا شارة من الس ن نفس ‪ ،‬فإن اإلشارة الجديدة تكتسم مدلول م اي ار‬

‫ا‬ ‫ا كانت الخاصية المستخلفة خاصية مالئمة‪ ،‬في حين تةتفظ بالمدلول نفس‬

‫الواحد ل‬ ‫كانت الخاصية المستخلفة خاصية غير مالئمة‪ .‬ن تباين شارات الس ن‬

‫ي في ع ها الخ وا لب ية أنموداية م تركة تةددها الصي ة التمفصلية العامة للس ن‪.‬‬

‫لقد أ ارت فرعية التمفصل نزعة و وقية عمن مجال التطبيق السيميائي‪،‬‬

‫فدكلود ليفي شتراوس(‪ Claude Levi-Straus‬مثال‪ ،‬يرهن خصيصة التواصل‬

‫الل وه بخاصية التمفصل المزدوج؛ التي تعد في نظره من المقومات الثابتة والقارة‬

‫في ال سق اللساني ومجموا األنساق الدالة‪ .‬بيد أن إيكو يقر بواود أس ن تواصلية‬

‫تت اير عم ها أنماط التمفصل لا دراة تصبح فيها مستويات التمفصل ات طبيعة‬

‫القيي الرقمية و ال عارية بين‬ ‫بدالية‪ ،‬وهو حال س ن لعبة الورق حيث ترتد عم‬

‫‪32‬‬
‫القيمة الدالة والقيمة الختال ية بةسم نظاه اللعم‪ ،‬وبهذا الرتداد تت اير صفة‬

‫‪17‬‬
‫التمفصل عمن كل وعك (أولي‪ /‬انوه ‪.‬‬

‫مصطلحات اليسميولوجيا (تابع)‬

‫يرى الكثير ممن طوروا أفكار ده سويسر أن الدال حقيقة مادية مةسوسة ل‬

‫‪ .‬وهذا‬ ‫تقتصر بال رورة علي األصوات ‪ .‬ويمنن للمر أن يختبرها بالةوا‬

‫مةسوسة هي‬ ‫هن الملتقي حقيقة أخره‬ ‫الماده يستدعي لي‬ ‫المةسو‬

‫المدلول ‪ .‬فالعالمة دالها ومدلولها حقيقة مادية مةسوسة تثير في العقل‬

‫ه ية ل ي مواود في‬ ‫ه ية ‪ ،‬ولكن هذه الصورة هي صورة‬ ‫صورة‬

‫الواقك ‪ ،‬لكن في رأيهي ‪ ،‬أن السيميائية لتهتي بق ية الةقيقة والبطالن ‪،‬‬

‫أه بمسألة مطابقة العالمة للواقك ‪ .‬نما تكمن القيمة السيميائية في العالقة‬

‫الذه ت ير لي‬ ‫دون تجاووهما لي ال ي‬ ‫القائمة بين الدال والمدلول فق‬

‫العالمة فهذه العالقة الثال ية تخرج من السيميائية الي الدللة ‪ .‬وللعالقة‬

‫ع د السوسيريين خاصتان ‪ :‬األولي هي اعتباطية العالمة أه أن العالقة‬

‫بين الدال والمدلول ل تقوه علي علة من العلل الم طقية أو الطبيعية ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪www.mohamedrabeea.com/books/book1_336.doc‬‬

‫‪33‬‬
‫والثانية ‪ :‬قيمة العالمة ‪ .‬وت أ هذه القيمة عن سببين ‪ :‬األول وظيفة‬

‫والختالف بي ها وبين العالمات األخرى (‬ ‫العالمة والثانا ‪ :‬أشنال الت اب‬

‫فالعالقة بين الدال والمدلول ع دهي ‪ ،‬هي‬ ‫وهي قيمة مرتبطة بماهيتها‬

‫عالقة اصطالحية وهي حاصل اتفاق بين المستعملين ‪ .‬ويمنن لهذا‬

‫مفهوماً نسبياً خاصة ع دما‬ ‫التفاق " أن ينون عم ياً أو ظاهريا وإن بقا‬

‫يمن‬ ‫ال م ي‪ .‬وهذا التواعك دراات‬ ‫يتعلق األمر بالتواعك (التفاق‬

‫أن ينون قوياً واماعياً ومرغماً ومطلقاً كما في شارات المرور والترقيي‬

‫العامة ‪".‬‬ ‫الكيميائي والجبره ‪ ،‬ويمنن أن ينون قوياً كما في قواعد ايدا‬

‫يفترض عب ايليات المتةنمة في بلورة القصد التواصلي تةديد الةالت العامة‬

‫ل جاح "الفعل السيمي" وف ل ‪ ،‬فالمرسل يختار من اإلشارات ما يراه كفؤا لةمل‬

‫المرسلة التي يب ي نقلها لا المرسل لي ؛ وموافقا لتقديرات الظروف‪ ،‬في حين ت فتح‬

‫منانيات اإلشارة لدى المرسل لي علا حمل مرسالت متباي ة يختار م ها ما يراه‬

‫موافقا لها بةسم تقديرات للظروف‪.‬‬

‫فإ ا ما أخطأت تقديرات المرسل للظرف‪ ،‬بصورة ل تتطابق فيها تل الظروف‬

‫التي افترعها مك الظروف الواقعية للفعل السيمي‪ ،‬فإن المرسلة تجد ل فسها موععين‬

‫قصديين متباي ين عمن مجال هذه األخيرة‪ .‬ويةصل أن تتباين واهات ال ظر‬

‫أو سو الفهي‪ ،‬فقد يرتب التواي‬ ‫بخصوص اإلشارة نفسها‪ ،‬عمن حالت اللتبا‬

‫‪34‬‬
‫في‬ ‫الدال الذه تمارس اإلشارة لدى المرسل بمجال مةدد من المرسالت‪ ،‬و ل‬

‫الوقت الذه تتةدد ي نفس اإلشارة بال سبة للمرسل لي عمن مجال آخر من‬

‫المرسالت أو المقاصد‪ ،‬بالصورة التي ل تتطابق فيها المرسلة التي يريد المرسل‬

‫بالغها مك المرسلة التي يم ةها المرسل لي لإلشارة‪ .‬ويةدث أن تصير اإلشارة‬

‫مةال للقصد عمن الوعك الذه يختار ي المرسل من اإلشارات ما يتوافق مك‬

‫مرسلتين أو أكثر‪ ،‬معتمدا علا ظروف التواصل في ااوة مرسلة أكثر من غيرها‪ ،‬ما‬

‫يجعل المستقبل أماه احتمالين مقصديين ‪.‬‬

‫يتباين وعك العالمة التواصلية عن العالمة العفوية لرتباط القصد التواصلي‬

‫بدراة وعي المرسل بالعالمات التي يبثها‪ ،‬فإ ا كانت األولا تةمل طابعا قصديا‬

‫بوصفها مس ة عمن قواعد تعاقدية يتوافق عم ها كل دال مك مدلول‪ ،‬فإن الثانية‬

‫تخرج عن كل قصد تواصلي كونها ل تخ ك أله تس ين ول تفهي ل حدسا‪ .‬بيد أن‬

‫إلرادة المرسل أهمية قصوى في تةويل العالمة العفوية لا عالمة تواصلية‪ ،‬ومن ي‬

‫تةويل كل ما هو عفوه لا تواصل قصده‪ ،‬فإرادة الممثل‪ ،‬مثال‪ ،‬في تقليد م ية‬

‫رال غ ي‪ ،‬تةول صفة الم ي بوصفها عالمة تعبيرية لا عالمة مصط عة موكلة‬

‫بتمرير معلومة خاصة؛ أه لا عالمة قصدية تواصلية مس ة ول تقترن مسألة‬

‫لا الموقفالقصده‬ ‫اإلرادة بالمرسل وحده أو بالمرسل لي فةسم‪ ،‬ولك ها تتعدى ل‬

‫الذه ي سب المرسل لي للمرسلة‪ .‬فقد يةدث أن ترسل العالمة وتدرك بصورة رادية‬

‫‪35‬‬
‫لدى كل من المرسل والمرسل لي ‪ ،‬في حين يعزى القصد من قبل المرسل لي بصفة‬

‫ل رادية‪ .‬فمثال‪ ،‬يستط يك رال ما أن يتظاهر المرض بصفة رادية أماه شخا آخر‬

‫فيتلقا هذا األخير العالمة بصفة رادية‪ ،‬لكن وعك التموي يجعل يعزه لهذه‬

‫ا ما أخذ هذا التظاهر وعك تمثيلية‬ ‫العالمة قصدا ل‪ -‬راديا‪ ،‬ويةدث العنس‬

‫مسرحية مثال‪ ،‬فالجمهور يعزه قصده لا هذه العالمة بصفة رادية‪ ،‬وهو يعي تماه‬

‫الوعي أن األمر ل يعدو أن ينون أدا لدور معين‪ .‬ن قصد المرسل هو قصد أولي‬

‫مرتقم من المرسل لي وينون تارة راديا وأخرى ل راديا‪ ،‬فالمموه مثال‪ ،‬ل يريد من‬

‫المرسل لي قصدا راديا للعالمة مةل التواصل حتا ي جح التموي ‪ ،‬فإ ا ما أبان ل‬

‫عن ف ل فعل التموي في حد ات ‪.‬‬ ‫المرسل لي عن قصد راده‪ ،‬فهو يبين بذل‬

‫وخالفا لذل ‪ ،‬فإن األعراض الال رادية للمرض‪ ،‬تجعل المريض يرتقم قصددا راديا‬

‫من الطبيدم‪ ،‬علا الرغي من رسال لها بصفدة ل رادية‪ .‬بيد أن ه اك حالت تستوه‬

‫فيها رادة المرسل بال رادت في التواصل في هار القصد بهذا الصراا الداخلي وت قطك‬

‫ومجا بات التكه ات‪.‬‬ ‫أحبال التواصل لةدة الوساو‬

‫لقد قاد دراج التصال الةيواني في قائمة البةث السيميائي‪ ،‬لا استك اه‬

‫حقيقة القصد واستبانة ارتباط بةالت الوعي‪ ،‬ومن ي رده لا م بت ظهوره األول‬

‫الطبيعة‪ .‬وفي هذا المقاه تعد أعمال كارل فن فريش‪Karl Von (.‬‬ ‫في رحا‬

‫سباقة للخوض في مثل هذا اإلشنال‪ .‬فقد لحظ‪ ،‬أن لل ةل كامل القدرة‬ ‫‪Frish‬‬

‫‪36‬‬
‫علا نقل رسائل مختلفة (واود الرحيق؛ وععيت ؛ المسافة الفاصلة و ل عبر نتاج‬

‫عالمات اتصالية (رقصة الثمانية ‪ 8‬التي تأخذ أوعاعا متباي ة؛ الرقصة الدورانية‬

‫األفقية تتخذ وعك اكرة شب تعاقدية؛ وت ع ا أماه س ن حقيقي تتةقق عم‬

‫الخاصية اإلبالغية في التواصل‪.‬‬

‫بيد أن بنفنيست قد لحظ أن المرسالت في ل ة ال ةل تظل مست ية عن‬

‫عاازة عن تبليغ المرسلة التي تتلقاها مالي تتةسس‬ ‫اإلاابة‪ ،‬فال ةلة المبل ة تق‬

‫مصدر الج ي ب فسها‪ ،‬لكونها ل تقوى علا نتاج أية مرسلة انطالقا من مرسلة‬

‫ت يم ل ة ال ةل مبدأ استكمال دورة التواصل (مبدأ الةوار ‪ ،‬بي ما‬ ‫أخرى‪ ،‬وبذل‬

‫يقترن شنل المرسلة في ل ة ال ةل بثبات مةتواها الدللي (مصدر الج ي ‪ ،‬ول تةيد‬

‫تل الت يرات التي تعتريها عن الدللة علا الفارق المناني‪.‬‬

‫تستمد األس ن اإلبالغية في التصال الةيواني دقتها من قوة الةس وال ريزة‪ ،‬فال‬

‫ل ال اط الذه‬ ‫مثل هذا التصال بال اط الةسي المتميز؛ ن‬ ‫غرو أن يوص‬

‫يقك خارج مجال المع ا والدللة‪ ،‬وقد ل تكفي الةياة الجماعية لل ةل أو لدى باقي‬

‫ل ة تواصلية تتأسس علا الةياة التفاعلية (=‬ ‫الةيوانات في خلق واكتسا‬

‫الاتماعية الم تركة كما هو حال اللسان‪ .‬عمن هذا اإلطار يتةدد الفارق‬

‫‪18‬‬
‫الجوهره بين التواصل والتصال‪.‬‬

‫‪ 18‬السيميائيات العامة ورهانات األنموذج اللساني‪ :‬النسق‪،‬الداللة والتواصل عبد القادر فهيم الشيباني‬
‫‪www.mohamedrabeea.com/books/book1_336.doc‬‬

‫‪37‬‬
‫المحاضرة رقم ‪06 :‬‬

‫العالمة و أنواعها ‪ -‬العالمات وتصنيفها‬

‫العالمات يما بي ها وفقاً ل وعين من العالقات ‪:‬‬ ‫وتتآل‬

‫من‬ ‫قدرة العالمات علي التآل‬ ‫أ‪ -‬العالقات ال ظمية السياقية ‪ .‬وت بك‬

‫بع ها بالبعض ايخر في‬ ‫ه بعد واحد يجعل العالمات ترتب‬ ‫مةور‬

‫متتالية من العالمات ت تمي لي السياق نفس ‪.‬‬

‫‪ -‬العالقات الستبدالية ‪ :‬وهي ت بك من قدرة العالمات علي ت نيل اداول‬

‫وحدات كل ادول يما بي ها ويمنن للواحدة أن تةل مةل األخرى‬ ‫ترتب‬

‫ا تبدل السياق ‪.‬‬ ‫؛‬

‫وإ ا بةث ا عن أره عالي آخر غير ده سوسير حول العالمة فإن باختين العالي‬

‫الروسي يرى أن العالمة ات بعد ماده واقعي _خالفا _لده سوسير الذه رآها‬

‫بل قال أن العالمة ل يمنن‬ ‫بذل‬ ‫مجردة من أه واقك حسي أو ماده ‪.‬ولي ينت‬

‫فصلها عن اليدولوايا ‪،‬ول عزلها عن التواصل الاتماعي ه األشنال المةسوسة‬

‫‪19‬‬
‫كما ل يمنن عزل التواصل وأشنال عن أسس المادية‬

‫‪ 19‬ميشال أريفيه وجون كلود جيرو ‪ ،‬السيميائية أصولها وقواعداها ترجمة رشيد بن مالك ‪ ،‬مراجعة وتقديم ‪،‬‬
‫عزالدين المناصرة ص‪27‬‬

‫‪38‬‬
‫أنواع العالمات ‪:20‬‬

‫الذه‬ ‫ومن هؤل بير‬ ‫يطلق الكثير علا السيميولوايا مصطلح علي العالمات‬

‫يميز بين أنواا العالمات يقول نها ال ة أنواا هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬اإليقونة ‪L’icone:‬‬

‫مثل الصور والرسوه البيانية ‪،‬والخرائ ‪،‬وال ما ج والمجسمات ‪ .‬وهي التي بي ها‬

‫مةاكاة ‪،‬أه هي تةاكي ما ت ير لي ‪.‬وقد تكون هذه‬ ‫وبين ما تدل علي‬

‫أو م خف ة كما في اللوحات‬ ‫المةاكاة عالية كما في الصور التلفزيونية ‪.‬‬

‫واألحاله وبعض مفردات الل ة التي تةاكي معانيها كأ سما‬ ‫السريالية‬

‫األصوات ‪.‬‬

‫‪ -2‬المؤشر‪L’indice :‬‬

‫وهي التي بي ها وبين مدلولها تالوه م هود مثل ‪:‬دللة الدخان علا ال ار ‪،‬ودللة آ ار‬

‫الةيوانات عليها ‪،‬وكذل آ ار المجرمين ‪.‬‬

‫‪ -2‬الرمز ‪Le symbole‬‬

‫ب ا علا اصطالح معين وليس بي ها‬ ‫وهو ما اتفق علي مجموعة من ال ا‬

‫وبين ما تدل علي أه مةاكاة مثل ‪ :‬شارات المرور والعالمات الموسيقية وكذل‬

‫الكلمات المفردة في أه ل ة ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪CHATEAU Dominique, Sémiotique et esthétique de l'image. Théorie de l'iconicité, L'Harmattan,‬‬
‫‪2007.‬‬

‫‪39‬‬
‫لقد ارى العتقاد بين « أنصار سيميائيات التواصل بأنهي يستطيعون أن‬

‫ي عوا أسسا صلبة ستجد فيها سيميائيات الدللة لب ا متصورات مفاهيمها وأدواتها‬

‫ا ما حددنا‬ ‫اللسانيات » ‪ .‬ن‬ ‫العلمية أكثر مما ستجده في األنمو ج الذه قدمت‬

‫مجال السيميائيات التواصلية عمن األحداث المدركة والمرتبطة بةالت الوعي‪ ،‬فإن‬

‫كثي ار من األحداث المدركة غير المرتبطة بةالت الوعي ستتموقك علا تخوه مجال‬

‫التواصل بوصفها تمظهرات دالة وبسيطة داخل ف ا ات الدللة‪ ،‬حتا وإن كان‬

‫م روا الدللة ل يستقيي ل في عو سيميائيات تواصلية أكثر تطورا‪.‬‬

‫يقترن بروو الوا األمثل لصورة الدللة باللسان‪ ،‬فهو يمثل بامتياو أسما‬

‫حالت ال اط الدال‪ ،‬علا أن تظل منانية التأسيس أله أنمو ج دال اديد مرهونة‬

‫بمدى تقاطع مك اللسان عمن مظهر أو أكثر‪ .‬تتمتك العالمة بوصفها ع ص ار‬

‫دنيويا داخل اللسان بمظهر دللي مستقل‪ ،‬تستطيك من خالل أن تؤسس للمظهر‬

‫السيميائي للسان ؛ أه ل سقيت الدالة‪.‬‬

‫الوحدات السيميائية في اللسان الوعي بمظهره "ال نل"‬ ‫يفترض وص‬

‫و"المع ا" للعالمة اللسانية وإدراك طبيعتها الث ائية‪ .‬حيث يأخذ الدال وعك ب ية‬

‫فونيماتية شنلية تعبي الفونيمات عبرها الوظيفة الختال ية داخل كل ب ية‪ ،‬ول يتةدد‬

‫المدلول ل داخل الستعمال‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫يسهي الستعمال في نظر بنفنست بإبراو المظهر السيميائي للسان‪ ،‬فمن خالل‬

‫ت صهر العالمة داخل شبنة من العالقات والتقابالت ؛ شبنة تستمد مراعيتها أساسا‬

‫من الطبيعة الختال ية لكل عالمة‪ .‬تمثل القيمة التصورية للعالمة اللسانية وتقابالتها‬

‫تستدعي سميائيات اللسان‬ ‫الث ائية داخل ال سق‪ ،‬الخاصية السيميائية للسان‪ ،‬لذل‬

‫العالقات القائمة بين العالمة وموعوعها أو بين اللسان والعالي بوا‬ ‫همال تل‬

‫عاه‪.‬‬

‫ن أهمية الفصل بين "ال نل" و"المع ا"‪ ،‬لدى بنفنست ‪ ،‬ت بك من أهمية‬

‫الفصل بين مجالين م تباي ين داخل نسق اللسان نفس ‪ ،‬فاللسان مجال للمع ا بدلليات‬

‫التي تتخذ الكلمة وحدة لها والجملة أساسا لها‪ ،‬ن الجملة تمثل في الةقيقة ل‬

‫ال اط الذه يرتب من خالل المتواصلين بعالي األشيا خارج مجال اللسان‪ ،‬حيث‬

‫يأخذ المع ا صورة فكرة مدركة عبر الفهي وعبر اإلحالة لا وعك الخطا‬

‫السيميائي للسان؛ عالمات‬ ‫والمخاطم‪ ،‬بي ما تأخذ الكلمات وعك عالمات للفهر‬

‫تواد لذاتها‪ ،‬وتؤسس للواقك الجوهره للسان؛ أه لمظهره ال نلي بوصفها تصورية‪،‬‬

‫عامة وغير مرتبطة بالظرف‪.‬‬

‫ن اهتماه السيميائيات العامة عمن مجال ال نل الدال الم تج والمتبادل بين‬

‫أطراف الفاعلين المتواصلين‪ ،‬بإنتاج الدللة انطالقا من ب ية المرسلة؛ أه بآ ار‬

‫‪41‬‬
‫المع ا ال اتجة عن الستعمال التواصلي للعالمات‪ ،‬هو الذه يفصل مجال الدللة‬

‫عن التواصل‪.‬فالدللة تكتسم طارها الموعوعي من شنل المرسلة أه من تل‬

‫العالقات التي ت ظي العالمات داخل نسق دال أو داخل سيرورة للدللت المفتوحة‪.‬‬

‫ويتوام في هذا المقاه دراك الفرق بين "مةتوى الدللة" و" ا ار الدللة"؛ فمةتوى‬

‫الدللة يخا مجال الدلليات كون يهتي بصياغة المةتوى عمن مفردات دالة علا‬

‫الخصائا الدللية ( سيي‪ ،‬سميي‪ ،‬كالسيي ‪،‬الخ‪ ، .‬بي ما تختا ا ار الدللة بتل‬

‫ايليات‬

‫التي تتةني في تةديد دللة معي ة لدال ما‪ .‬ومن ه ا ينمن الفرق بين الدللة الجاهزة‬

‫التي تتخذ العالمة مدخال دراكيا لها‪ ،‬وبين الدللة بوصفها آلية تعتمل عمن‬

‫ت اريس العالمة‪.‬‬

‫وقد واد روالن بارت في األسطورة‪ ،‬عمن أولا مةاولت ‪ ،‬مجال رحبا‬

‫في خطوة نةو سيميائيات عامة ت تمل تل‬ ‫للتقصي عن عوالي الدللة‪ ،‬و ل‬

‫المسائل اليومية البسيطة ( السي ما‪،‬‬ ‫األنساق التي تمثل أساطير هذا الزمن‪ ،‬كتل‬

‫عن‬ ‫الصةافة‪ ،‬الصورة‪ ،‬الذوق‪ ،‬األد ‪ ،‬السيارات‪ ،‬المصارعة‪ ،‬الخ‪ .‬؛ التي تك‬

‫تبدو للوهلة األولا أكثر تةر ار وعقالنية في ظاهرها بيد‬ ‫نسق ااتماعي وكوني‪،‬‬

‫بتمثالت‬ ‫م روطة‬ ‫أسطورية‬ ‫واستعمالت‬ ‫لختيارات‬ ‫تخ ك‬ ‫أنها‬

‫‪42‬‬
‫ل واعية ‪ ،‬نها تل التمظهرات التي ل ندركها لذاتها‪ ،‬بل فق للصور أو العالمات‬

‫التي تثيرها‪.‬‬

‫يرى روالن بارت أن األسطورة هي ل الكاله المعرف بمقصده ل بةروف ‪،‬‬

‫ومن ي فهي تثير للوهلة األولا‪ ،‬النتباه لا الطريقة التي تعتمل بها بوصفها‬

‫و"ال نل"(‬ ‫عالمة؛ أه لا صورة الت ايف الةاصل بين "التصور" (‪concept‬‬

‫األسطوريين‪ .‬وعلا نقيض األنساق السيميائية األخرى التي تخفي فيها‬ ‫‪forme‬‬

‫األشنال التصورات‪ ،‬فإن األسطورة ل تخفي أه شي ‪ ،‬بل نها تطمح لا الت نيل‬

‫والت وي ‪ ،‬فالدال األسطوره يدلي بمع اه عن طريق مادة ال نل بنل أبعادها اإلدراكية‬

‫(الخطية؛ الصوتية؛ البصرية‪ ،‬الخ‪ ، .‬بي ما تبرو كلية التصور في شنل ترابطي عبر‬

‫‪21‬‬
‫لا أه شي واعح المعالي‪.‬‬ ‫ح ور اكرتي سديي ل يقود تكثيف المعرفة عم‬

‫العالمات وتصنيفها‬

‫للعالمات تص يفات عدة من ووايا مختلفة ومما شهر من هذه التص يفات ما يلي ‪:‬‬

‫واتصالية امالية ‪.‬األولا مثالها‬ ‫رادية وغير رادية ‪،‬واإلرادية قسمان ‪:‬اتصالية‬

‫‪:‬اإلشارات المرورية والعسنرية ‪،‬وأبواق السيارات ‪،‬واإلرشادات والتوايهات وال هادات‬

‫‪.‬والثانية مثل ‪:‬الصور الف ية ‪،‬والتما يل ‪ ،‬والمقطوعات الف ية ‪.‬‬

‫‪ 21‬السيميائيات العامة ورهانات األنموذج اللساني ‪.‬مصدر سابق‬

‫‪43‬‬
‫فم ها ‪:‬الصوتية كالسعال ‪،‬والةركية كجريان الده في العروق‬ ‫أما غير اإلرادية‬

‫‪،‬وال نلية كةمرة الخدود وت ير لون ال عر ‪.‬‬

‫ومن ووايا التص يف ه ا أي ا ‪ :‬تقسيي العالمات لا ‪ :‬أ ‪ -‬طبيعية أه ت تجها‬

‫الطبيعة كأصوات الرعد والةفيف والخرير وغيرها ‪،‬وكذل حركات األشجار واألمواج‬

‫‪،‬وت نيالت ال جوه وأشنال القمر ‪،‬وروائح الزهور وال بات والة رات‬ ‫ومر السةا‬

‫ما يتصل بةاسة اللمس مثل‬ ‫‪،‬وطعوه المواودات الطبيعية كالفواك وغيرها ‪.‬وكذل‬

‫‪22‬‬
‫‪:‬ح اررة األاساه ومالستها وخ ونتها ‪.‬‬

‫‪ -‬ص اعية وهي التي يص عها اإلنسان سوا كانت ات طبيعة صوتية مثل‬

‫والصفارات ‪ ،‬أو حركية مثل ‪:‬حركة عقار الساعة ‪،‬أو شنلية كاألعوا‬ ‫‪:‬األا ار‬

‫الملونة ‪،‬أوشمية كالعطور ‪،‬أو وقية كالم روبات واألطعمة ‪،‬أو لمسية كة اررة األاهزة‬

‫‪،‬فالعالمة البسيطة‬ ‫أو برودتها وه اك تص يف آخر ب ي علا البساطة والتركيم‬

‫أهي العالمات‬ ‫‪.‬ومن‬ ‫والرفض‬ ‫مثل شارات المرور وإشارات التةية واإليجا‬

‫المركبة الل ة اإلنسانية ألن فيها أكثر من مستوى واحد ‪،‬بد بالصوت فالكلمة‬

‫فالتركيم ال ةوه ‪.‬‬

‫تتةدد دللة األسطورة عمن طار هذا الت ايف الت ويهي بين "التصور"‬

‫و"المع ا"‪ ،‬فإ ا كان المدلول في ال سق اللساني ل يستطيك ت وي أه شي و ل‬

‫مقاومة الدال المفرغ والعتباطي في الوقت نفس ‪ ،‬فإن الدال األسطوره‬ ‫نظ ار ل ع‬

‫‪22‬‬
‫‪DAGOGNET François, Philosophie de l'image, Vrin, 1984.‬‬

‫‪44‬‬
‫يتجلا عمن مظهرين‪ :‬مظهر معبأ هو المع ا‪ ،‬ومظهر مفرغ هو ال نل‪ ،‬علا أن‬

‫يعمل التصور علا ت وي الوا المعبأ (أه المع ا عبر تةويل من سياق لا‬

‫سياق آخر‪ ،‬من دون فسخ أو بطال لواوده‪ ،‬وبين شنل فارغ حاعر ومع ا غائم‬

‫معبأ يتةدد الدال األسطوره ‪ .‬خالفا للعالمة اللسانية‪ ،‬فإن العالمة األسطورية‬

‫تةقق بعدها الدللي عمن العالقة التما لية المعللة للمع ا وال نل‪ ،‬فال نل يجد‬

‫تعليل في فراغ ؛ فال أسطورة من دون شنل معلل‪ ،‬ويجد المع ا تعليل في تعبئت ‪،‬‬

‫لذل تراهن األسطورة ب نل عاه علا تل الصور العامة التي تفتقر لل ةن الدللي‪،‬‬

‫لتقةمها في غياهم الموروث األنثروبولواي‪.‬‬

‫يسعا‬ ‫تأخذ المصارعة الةرة بال سبة لدبارت‪ ،‬وعك عالمة أسطورية‪،‬‬

‫عم ها "التصور" لا ت وي مع ا المصارعة الةرة عبر نقل من سياق األصلي (‬

‫المصارعة اإلغريقية لا سياق الفراة والعرض‪ ،‬حيث يأخذ السياق األول وعك‬

‫مع ا غائم لك في الوقت نفس معبأ بالظروف الم هدية التي تفترعها المصارعة‬

‫الةرة (العراك‪ ،‬الصراخ‪ ،‬القوة‪ ،‬صخم الجمهور‪ ،‬الخ ‪ ،‬بي ما يتةدد شنل الدال‬

‫يةاول المتصارعون نقل صورة ألي‬ ‫األسطوره عمن الفراغ والة ور‪،‬‬

‫األلي المصط ك الذه يبدون ‪ ،‬وهو ما يعطي لدال‬ ‫المتصارعين اإلغريق عبر ل‬

‫ح وره‪ ،‬وبين هذا و اك تبرو العالقة التما لية المعللة‬ ‫األسطورة شنال مفرغا لك‬

‫ويةصل الت وي والت نيل لدللة الصراا المفتوح بين الخير وال ر‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ن ف ح البعد الدللي في كل نسق سيميائددي يقت ي لدى بارت البةث عن‬

‫تف اصيل ال سدق ات عبر األدوات التةليلية للسانيات‪ .‬فهو يقدول‪» :‬بال سبة لي ]فإن‬

‫ال ا األدبي أو أه نسق من‬ ‫اللسانيات[ قد م ةت ي األدوات الفعالة في تفكي‬

‫العالمات «‪ ،‬و ل انطالقا من أن مجموا األشيا المعقدة ل تستطيك أن تدل خارج‬

‫طار الل ة؛ نها بذور الصوت المت ا رة في ايا كل نسق سيميائي‪.‬‬

‫يعتمد دراك ال سقية السيميائية للموعة الملبسية حسم بارت الوعي‬

‫ومظهرها‬ ‫اللساني للبا‬ ‫(الوص‬ ‫بخصوصية تمظهراتها‪ ،‬فبين مظهرها المنتو‬

‫المصور تتولا "المةولت" وصل هذه‬ ‫الواقعي أو األيقوني (اللبا‬ ‫التق ي (اللبا‬

‫المظاهر الم تباي ة وتقديي صورة كلية لهذا ال سق عبر التةول من مظهر يخر‪،‬‬

‫الواقعي لا‬ ‫تأخذ هذه المةولت تارة شنل تصميي أنمو اي يسمح بتةويل اللبا‬

‫الواقعي لا لبا‬ ‫مرسوه‪ ،‬وأخرى شنل برنامج تعليمي يسمح ب قل اللبا‬ ‫لبا‬

‫منتو ‪ ،‬أو شنل "عائدات" تةيل متعلي الخياطة مثال لا النتقال من اللبا‬

‫المصور‪ .‬وخ ية الوقوا في مزالق يديولواية (أو البوراواوية‬ ‫لا اللبا‬ ‫المنتو‬

‫بوصف أكثرها حيادا وأقلها‬ ‫الص يرة ‪ ،‬فقد عمد بارت لا اختيار مظهرها المنتو‬

‫الملبسي‪.23‬‬ ‫شهارا‪ ،‬ن المظهر الذه ل يستطيك أن يجاوو حدود تفاصيل الوص‬

‫‪23‬‬
‫‪www.mohamedrabeea.com/books/book1_336.doc‬‬

‫‪46‬‬
‫المحاضرة رقم ‪07 :‬‬

‫العالمة عند بيرس‬

‫العالمة عند بيرس ‪:‬‬

‫وهي ال ية منونة من ‪:‬‬

‫‪ -1‬الصورة ويقابلها الدال ع د ده سوسير‪.‬‬

‫‪ -2‬مفسرة ويقابلها المدلول ع د ده سوسير‪.‬‬

‫‪ -3‬الموعوا وليس ل مقابل ع د ده سوسير ‪.‬‬

‫وهي ال ة أنواا هي ‪:‬العالمة ال وعية التي ل يمن ها أن تتصرف حتا تتجسد‬

‫‪،‬والعالمة العر ية وهي المتواعك عليها ‪،‬والعالمة المتفردة وهي ال ي المواود فعال‬

‫أو الواقعة الفعلية‬

‫‪ -‬المحايثة ‪:‬‬

‫شاا هذا المصطلح في بداية ستي ات القرن الماعي ‪.‬ويع ي التةليل المةايث ع د‬

‫ال ا ل ي ظر لي ل في ات مفصول عن أه شي يواد خارا‬ ‫الب يويين "أن‬

‫سياقات المةيطة ‪.‬ويرى آخرون أن "المةايثة هي رصد‬ ‫"فهي عزل ال ا عن‬

‫‪24‬‬
‫لع اصر ل تفروها السيرورة الطبيعية لسلوك نساني مدرج داخل المدى الزم ي ‪".‬‬

‫‪ 24‬التداولية ومنزلتها في النقد الحديث والمعاصر ‪،‬األستاذ رخور محمد ‪،‬مجلة عالمات ‪،‬موقع سعيد بنكراد‬
‫اإللكتروني العدد ‪1999-12‬‬

‫‪47‬‬
‫فالتةليل السرده ي ار ي لا مفاهيي ل تدرك ل في طار عالقتها ب ‪.‬م ها الدللة‬

‫األصولية ومستويات التةليل وال ا ومستويات ‪.‬و قد استفادت السيميائيات السردية‬

‫من تةليل المستويات وأنماط ت نلها ‪.‬فتبلورت الفكرة التي تقول بعده اكتراث الدللة‬

‫للمادة الةاملة لها ‪ ،‬وأن ل دور لهذه المادة في ظهورها وانت ارها واستهالكها ‪.‬وه اك‬

‫من خالل القول بمعرفة مةايثة يمتلكها هللا‬ ‫من يعطي المةايثة م مونا لهيا ‪.‬‬

‫واللفظ الداخلي واللفظ‬ ‫لفظ القلم‬ ‫ويسربها لا اإلنسان عبر ألفاظ ال ة ‪:‬هي‬

‫الخاراي ‪" .‬فالمعرفة من م ظور لهوتي سابقة في الواود علا السلوك اإلنساني‬

‫ومصدرها مةفل متعال ‪،‬ول يقوه اإلنسان ل بتصريفها في وقائك بعي ها " و هنذا‬

‫ترتب المةايثة ب اطين ‪:‬األول يةيل علا كل ما هو مواود و ابت ‪،‬والثاني يتعلق بما‬

‫يصدر عن كائن ما تعبي ار عن طبيعت األصلية ‪.‬‬

‫تفترض الطبيعة المركبة للعالمة الملبسية لدى بارت]‪ ،[54‬واود تركيم يسمح‬

‫بمالئمة وحداتها داخل التباي ات المقطعية بين الدال والمدلول؛ تركيم تملي تل‬

‫التةولت التي تقيمها الكتلة المستعملة (=الكتلة المتكلمة كال ركة الم تجة وارائد‬

‫الموعة وغيرها‪،‬و ل علا خالف بعض األحداث السيميائية التي تستمد تركيبها من‬

‫مجموا القيي التي يةددها نسقها القار‪ .‬ن هذه الخاصية تجعل من العالمة الملبسية‬

‫‪48‬‬
‫عالمة اعتباطية ك يرها من العالمات الم تجة داخل الثقافة‪ ،‬ول ي في العتباط‪،‬‬

‫اك‪ ،‬ع ها بعض أوا التعليل التجانسي أو الجوهره أحيانا أخرى‪.‬‬

‫يقت ي البةث عن ايلية الدللية للبا ‪ ،‬معالجة كل ملفوظ تقرره اريدة‬

‫بوصف دال‪ ،‬حتا وإن تجلا عمن وحدة‬ ‫الموعة داخل الس ن الملبسي المنتو‬

‫التراكيم‬ ‫دللية وحيدة‪ ،‬وعلا السيميائي عمن هذا اإلطار البةث في مجموا تل‬

‫المت وعة للملفوظات واستك اف شنل ابت يسمح ل بالتةول لا آلية نتاج المع ا‬

‫الملبسي ‪.‬‬

‫من وحدتين دالتين ابتتين‬ ‫أن العالمة‪ -‬الملفوظ تتأل‬ ‫يالحظ بارت‬

‫(السترة‪ /‬الجيم تتةددان في الواقك بوصفهما اوهرين ماديين‪ ،‬ووحدتين دالتين‬

‫(مفتوح‪/‬م لق مت يرتين تةددان التةول الدللي للعالمة‪ -‬الملفوظ بوصفهما اوهرين‬

‫غير ما ديين‪ ،‬حيث تأخذ السترة وعك "موعوا مقصود"‪ ،‬والجيم وعك "دعامة"‪،‬‬

‫يستطيك هذا األخير تةديد‬ ‫بي ما تأخذ صورة الن الق والنفتاح وعك "مةددول"‪.‬‬

‫تتخذ‬ ‫دللية‬ ‫سيرورة‬ ‫عمن‬ ‫للملبس‬ ‫الدللية‬ ‫الطاقة‬

‫الت اير ( مفتوح‪ /‬م لق م طلقا للدللة‪ ،‬علا أن يدعي (الجيم نقلها لا الوحدة‬

‫الدللية للسترة‪ .‬ن هذا الع صر الفاعل في السيرورة الدللية للعالمة الملبسية يؤل‬

‫بال سبة لد‪ :‬بارت وحدة ملبسية دنيا تسما بد‪":‬اللبسي" (‪. vestème‬‬

‫‪49‬‬
‫حملت الة ارة اليابانية مالمح ال ظرة الجديدة عن عالي العالمات؛ نظرة دعمت‬

‫رؤى بارت السياسية للعالمة(* ‪ ،‬وأبانت ل عن مظهر الفراغ الدللي في تل األنساق‬

‫السيميائية التي ل تةلي ا سوى علا عالمات فارغة ت يم ع صر المدلدول األخيدر؛ »‬

‫يب ي‬ ‫لا[ ل ال رخ الذه ل ي فتح ل علا مالمح عالمة أخرى» ‪.‬‬ ‫نها ]أقر‬

‫علا السيميائي أن يتموقك عمن هذا الفراغ علا مستوى شنلي يةلل عبره تفاصيل‬

‫ال سق من دون أن يقول بدللة هذا أو اك‪ ،‬وانطالقا من ل يمن ا أن ندرك الدللة‬

‫بإدراك ا للعبة التي يمارسها ال سق السيميائي؛ والكيفية التي تتمفصل بها ع اصره‬

‫‪25‬‬
‫المختلفة]‪ ،[59‬داخل حدود المةا ية‪.‬‬

‫السيميائيات العامة ورهانات األنموذج اللساني‪ :‬النسق‪،‬الداللة والتواصل عبد القادر فهيم الشيباني مصدر سابق ‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪50‬‬
‫المحاضرة رقم ‪08 :‬‬

‫السيميولوجيا والمعنى والداللة والتأويل‬

‫‪ -‬المعنى ‪:‬‬

‫قد يستعصا المع ا علا تةديد مع ا ل ‪.‬وقد ل يفرق الكثيرون بين المع ا والدللة‬

‫‪.‬ولكن يجد بعض العلما فرقا كبي ار بين ال ين ‪.‬مثال عبد القاهر الجرااني يفرق بين‬

‫المع ا ومع ا المع ا ‪.‬فالمع ا ع ده هو الذه تقودك ل األلفاظ وحدها وتصل لي‬

‫ل‬ ‫ب ير واسطة ‪.‬أما مع ا المع ا فهو أن تعقل من اللفظ مع ا ‪ ،‬ي يف ي ب‬

‫المع ا لا مع ا آخر ‪.‬‬

‫المع ا ع د البعض مع يان ‪:‬المع ا الصطالحي الذه يت نل من ع اصر ل وية لي‬

‫يط أر عليها‬

‫من ع اصر شنلية تةمل دللت متعارف‬ ‫ت يير دللي ‪،‬والمع ا اإليةائي ويتأل‬

‫عليها في مجموعة لسانية معي ة ‪.‬‬

‫ويرى المعاصرون أن األصل واحد وهو المع ا الذه تدرك في اإلحاطة األولا‬

‫‪.26‬أما مع ا المع ا فهو الدللة التي ت ير لا السياقات الممن ة التي ت تمل عليها‬

‫‪26‬‬
‫‪Louis Hébert, Dispositifs pour l'analyse des textes et des images. Introduction à la sémiotique‬‬
‫‪appliquée, Limoges, PuLim, 2007.‬‬

‫‪51‬‬
‫العالمة ‪.‬ول يفرقون في ل بين الل ة ووسائل التصال األخرى من شارة أو طقو‬

‫أو غيرها ‪.‬‬

‫الداللة ‪:‬‬

‫ال اط السيميائي في مجمل ‪.‬وهي ال اتج‬ ‫مفهوه الدللة مفهوه مركزه ي تظي حول‬

‫الصافي للمادة وهي واهها المتةقق أو هي سيرورة انتاج المع ا ‪.‬ويرى آخرون أن‬

‫السيميائية ل تبةث عن دللت ااهزة أو سابقة علا الممارسة ‪ ،‬بل هي "بةث في‬

‫شروط اإلنتاج والتداول والستهالك ‪ .‬ألن ما "يستهوه ال اط السيميائي ليس المع ا‬

‫المجرد والمعطا ألن مرحلة سابقة علا اإلنتاج بل هو المع ا من حيث هو تةققات‬

‫لا دللة‬ ‫وقد نظر العلما العر‬ ‫‪27‬‬


‫مت وعة ميزتها التم ك والستعصا علا ال ب "‬

‫قبل أن تظهر‬ ‫اللفظ في سياقين مختلفين ‪:‬السياق الل وه ‪،‬والسياق التداولي ‪ .‬و ل‬

‫مقولت السيميائيين والتداوليين المعاصرين بقرون عديدة ‪،‬يقول عبد القاهر الجرااني‬

‫لتجد اللفظة الواحدة قد اكتسبت فيها فوائد حتا تراها منررة في موعك ‪،‬ولها‬ ‫‪":‬وإن‬

‫في كل موعك من تل المواعك شأن مفرد ‪،‬وشرف م فرد ‪...،‬ومن خصائصها التي‬

‫الكثير من المعاني باليسير من اللفظ حتا‬ ‫تذكر وهي ع وان م اقبها ‪،‬أنها تعطي‬

‫تخرج من الصدفة الدرر ‪،‬وتج ي من ال صن الواحد أنواعا من الثمر ‪".‬‬

‫عبدالقاهر الجرجاني ‪ ،‬أسرار البالغة ‪ ،‬المنار ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪137 ،‬هـ ص ‪.33‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪52‬‬
‫فاللفظة كما نرى ل تستقر علا دللة واحدة ‪،‬بل تت ير دللتها بت ير موقعها من نسق‬

‫فرق األصوليون بين الدللة الةقيقية والدللة المجاوية لل ة ‪.‬يقول‬ ‫الجملة ‪.‬وكذل‬

‫اإلماه ال وكاني ‪:‬و"الةاصل أن األلفاظ قوالم المعاني المستفادة م ها ‪،‬فتارة تستفاد‬

‫م ها من اهة ال طق تصريةا ‪،‬وتارة من اهت تلويةا ‪.‬فاألول الم طوق ‪،‬والثاني‬

‫والم طوق يتعلق بالةقيقة والمع ا الواعح الذه ل يةتاج لا تدبر‬ ‫‪28‬‬
‫المفهوه "‬

‫لصراحت ونفي أله تأويل ‪،‬والمفهوه يفتح المجال أماه ال اط التأويلي ‪ .‬وقد كانت‬

‫الدللة هي المصطلح كثير الستعمال في الدراسات األلس ية وال قدية ‪.‬ألن األعمال‬

‫الل وية األولا المبنرة تعد من مباحث علي الدللة ‪.‬مثل تل الدراسات المتعلقة بمعاني‬

‫غريم القرآن ومجاوه ‪،‬ومباحث الم ترك اللفظي والترادف واألشباه وال ظائر ‪.‬‬

‫التأويل ‪:‬‬

‫أخذ المع ا علا غير مع ا الكلمات بتجاوو الظاهر لا الخفي ففي‬ ‫يع ي التاويل‬

‫الصطالح ‪":‬هوصرف اللفظ عن المع ا الرااح لا المع ا المراوح لدليل يقترن ب‬

‫‪ ".‬وتداخل حدوده في كثير من األحيان مك مصطلةين آخرين هما ‪:‬ال رح والتفسير‬

‫‪.‬غير أن يمن ا أن نزعي أن معظي العلما قد استقروا علا أن التفسير خاص بدراسة‬

‫األلفاظ والجمل دراسة معجمية ونةوية ‪،‬واعلوا ال رح اامعا بين الدراسة الدللية‬

‫والتفسير وسرد األخبار ‪.‬غير أن علما األصول اعلوا للتأويل شروطا م ها ‪:‬‬

‫ينظر ‪ :‬محمد مفتاح ‪ ،‬التلقي والتأويل ص ‪.141‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪53‬‬
‫‪،‬وقيل‬ ‫موافقت لل ة واست اده علا الدليل القوه ‪،‬وكون اليا ا اعتمد ي علا القيا‬

‫أصال "‬ ‫بل ل تأويل بالقيا‬

‫ع د حدود التعيين أه تةديد‬ ‫ول ارتباط و يق بمفهوه الدللة ألن الكلمة ل تق‬

‫لا سياقات عم ية ليست‬ ‫ال ي الذه نةتت من أال الكلمة ‪.‬بل تتخطا ل‬

‫أصلية تتعلق بالوعك الثقافي‬

‫وه اك اماا علا تعدد الدللت لكل من الكلمة ووسائل التصال غير اللسانية‪.‬‬

‫ن أه شنل تعبيره ل لةظتان ‪ :‬األولا هي لةظة التعيين المراعي المةايد‬

‫‪.‬والثانية هي لةظة نتاج الدللت المرتبطة بخصوصية الفعل عمن وعك قافي‬

‫خاص ‪.‬فاألول مع ا مباشر وهو قاسي م ترك بين الدللت التي تتب اها مجموعة أ‬

‫التأويل ارتباطا و يقا‬ ‫ما الثاني فهو قيي م افة هي نتاج للوعك الخاص ‪.‬يرتب‬

‫أن الكلمة ل تق‬ ‫بتصورنا عن الدللة وشروطها واألشنال التي تتةقق فيها ‪ .‬ل‬

‫ع د حدود التعيين المةايد بل ت تمل علا سياقات أخرى قابلة للتةيين متا ما‬

‫يرى البعض في نا ما ‪،‬ما ل يراه كثيرون ‪،‬ويدركون‬ ‫لمةها الفؤاد الذكي ‪.‬ولذل‬

‫معاني ل يدركها ايخرون ‪.‬ففي الكلمة باإلعافة لا ما ي ير لا المع ا األصل‬

‫الذه نةتت من أال ‪،‬ما ي ير أي ا لا السياقات ال م ية غير األصلية ‪.29‬‬

‫‪29‬‬
‫‪Thomas Sebeok (en), Marcel Danesi (éd.), Encyclopedic Dictionary of Semiotics, Mouton, De‬‬
‫‪Gruyter 1994,‬‬

‫‪54‬‬
‫يقوه اقتراض المفاهيي اللسانية في التةليل السيميائي للصورة علا تمييز‬

‫المفاهيي العامة (التركيم‪ ،‬الستبدال‪ ،‬ال نل‪ ،‬الجوهر‪ ،‬المةتوى‪ ،‬الوحدة الدالة‪،‬‬

‫الوحدة الختال ية‪ ،‬الخ‪ ، .‬عن تل المفاهيي اللسانية الخاصة أو الخالصة ( الفونيي‪،‬‬

‫الكلمة‪ ،‬السابق‪ ،‬الالحق‪ ،‬التقطيك المزدوج‪ ،‬لخ‪ . .‬ومفهوه من مثل "الخصائا‬

‫الفونيمية المميزة" (الجهر؛ الهمس‪ ،‬الخ‪ ، .‬قد ل يجد ل مبر ار في التةليل السيميائي‬

‫الةال ا ما أب ا لا‬ ‫للصورة فق ألن الصورة ليست بظاهرة فونيمية‪ ،‬وقد يختل‬

‫ل نجد في تعريفهما اللساني ما يميز نسق اللسان‬ ‫مفهومي "التركيم" و"الستبدال"‬

‫بمدى‬ ‫عن باقي األنساق الدللية األخرى ‪ .‬ومنمن الختالف في الةالتين‪ ،‬مرتب‬

‫ا ما‬ ‫لا اللسانيات لتةقيق المنتسبات اإلارائية نفسها‬ ‫قابلية المفهوه الم س و‬

‫أن المفاهيي العامة تأخذ م ةا القانون العاه‬ ‫سةم علا موعوعات أخرى‪ .‬ل‬

‫بوصفها مفاهيي مجردة عن الموعوعات التي أنيطت بها‪.‬‬

‫األوعاا السيميائية للصورة باختالف مجالتها‪ ،‬حيث يسمح ل ا‬ ‫تختل‬

‫المفهوه اللساني لد"مادة التعبير" بتةديد الفروق ال وعية لكل مجال من هذه المجالت‪.‬‬

‫ع ها في التصوير الفوتوغرافي سوى في تق ية‬ ‫فالصورة في الفن الت نيلي ل تختل‬

‫اللتقاط التي تكون يدوية في األول وآلية في الثاني‪ ،‬بي ما ت ترك كل م هما في‬

‫علا خالف مادة تعبير الرسي الةنائي( ‪la bande‬‬ ‫الوعك السنوني‪ ،‬و ل‬

‫‪ ، dessinée‬في حين تتميز مادة تعبير الصورة في الس يما عن هذا كل ‪ ،‬كونها‬

‫‪55‬‬
‫من خالل‬ ‫تتب ا تقديي الرصد ايلي للصورة عمن وعك متعدد ومتةرك؛ ترتب‬

‫الع اصر الصوتية المختلفة( الةركة‪ ،‬الكاله‪،‬ال جيج‪ ،‬الموسيقا وغيرها مددك‬

‫تمثل هذه الوحدات التي أشرنا ليها وحدات تق ية‪ -‬حسية‬ ‫الت ويهات الكتابية ‪.‬‬

‫تسهي عبر ماديتها في استجال آليات الدللة المجردة‪.‬‬

‫لقد ارتب م روا الستقصا عن دللة الصورة حصريا بخاصيتها "التما لية"؛‬

‫خاصية يراهن عليها ميتز بوصفها نقطة انطالق لغير‪ ،‬حتا وإن كانت تؤل‬

‫أن شرط التما ل هو نسبي كماً؛‬ ‫قاعدة دللية م تركة بين غالبية الصور‪ ،‬ل‬

‫لت اير دراات لأليقونية‪ ،‬وكيفاً؛ لرتباط بالثقافة‪ ،‬ي ن كثي ار من الرسائل البصرية‬

‫الم طقي‬ ‫كاأليقون‬ ‫التصويره‬ ‫للمبدأ‬ ‫تةتكي‬ ‫ل‬

‫ع د شارلز سندرس بورس (‪ ، Ch.S.Peirce‬وعادة ما تتالشا خاصية التما ل‬

‫في بعض الرسائل البصرية المختلطة‪ .‬ن نقطة النطالق الةقيقية قد تكمن في‬

‫آليات عالقاتها‬ ‫فةا معطيات القدرة األيقونية للصور التجريدية عبر عب‬

‫‪30‬‬
‫الم طقية وال سقية‪.‬‬

‫يتةدد الشت ال السيميائي علا الصورة فعليا خارج مجال التما ل‪ ،‬ومن‬

‫الخطأ أن نعتقد بةصرية مجال الةديث عن الصورة عمن حدود التما ل‪.‬‬

‫‪ 30‬السيميائيات العامة ورهانات األنموذج اللساني‪ :‬النسق‪،‬الداللة والتواصل عبد القادر فهيم الشيباني‬
‫‪www.mohamedrabeea.com/books/book1_336.doc‬‬

‫‪56‬‬
‫حسم ج‪.‬ج‪ .‬بتود (‪ )J.J. Botaud‬ع د حدود‬ ‫فدللة الصورة ل تق د‬

‫الستعمال الس ي‪ ،‬بل نها كثي ار ما تتةول لا ن اط دراكي‪،‬ومعرفي ‪،‬ورمزه ‪،‬‬

‫تتجلا من خالل التلفظات األيقونية للصورة‪ .‬ي ن عالقات الصورة قد تكون شنلية‬

‫عبر النطباعات اإلدراكية التي تتركها‪ ،‬ودللية عبر حالتها الواقعية‪ ،‬وسردية أو‬

‫بالغية ت مي ية أو تداولية بوصفها خطابا وسمة‪ .‬وفي كل األحوال هي دالة حتا‬

‫وإن كانت غام ة‪ ،‬مجردة أو غير واعةة‪.‬‬

‫ن العتقاد بواود نسق شمولي يتولا احتوا مجموا الدللت التي ت ؤها‬

‫الصورة‪ ،‬يعد من م الطات البةث السيميائي‪ ،‬وحره بالمعرفة السيميائية في هذا‬

‫الصدد‪ ،‬أن تع ا باست باط تل الوحدات التصويرية الب وية؛ أه ل المجال ال ندلي‬

‫لتعبير الصورة ومةتواها‪ ،‬الذه تأخدذ ي مجموا الصدور‪ -‬الدنيدا وععا تعالقيا‬

‫خالا ‪ ،‬فالصورة ل تتأسس عن تعاقد مطلق علا غرار اللسان‪ ،‬بل تتعدد عم ها‬

‫التعاقدات لدراة يستةيل فيها كما يرى إيكو ‪ ،‬التثبت من واود س ن أيقوني عاه‪،‬‬

‫فلكل صورة س ها وتعاقداتها‪.‬‬

‫تستمد التقديرات الدللية للصورة مراعيتها من منانية تقطيك ف ائها البصره‬

‫تقطيعا كليا عمن كيانات قابلة للتسمية (الصور الدنيا ؛ كيانات تظل بدورها حسم‬

‫لويــس ماران (‪ )Louis Marin‬قابلة للتمفصل عمن وحدات ت تظي داخل تركيبات‬

‫داخل مجال الصور‪ -‬الدنيا‪،‬‬ ‫خاصة وتخ ك لدللت خاصة؛ ل تلبث أن تذو‬

‫‪57‬‬
‫تبدو نسقية الصورة مفتوحة ول يمنن لها بأه حال من األحوال أن تجانم‬ ‫لذل‬

‫القتصاد اللساني‪.‬‬

‫فالصورة في م ظور ميتز ل تخ ك للتمفصل المزدوج كون تمفصالتها ل تقك‬

‫علا الدال دون المدلول لتقاربهما‪ ،‬فإ ا ما أخذنا صورة لثال ة قط وفصل ا أحدها‬

‫فإن ا س جد أنفس ا أماه تقطيك للدال والمدلول معا‪ .‬فةيث تواد الوحدة المتعالية‬

‫والمباشرة تواد الرسالة المجملة التي ل تقبل وحداتها التمفصل األول ‪ ،‬بيد أن ما‬

‫يجيز التمفصل المزدوج في اللسان‪ ،‬شساعة المسافة بين الدال والمدلول؛ التي تعد‬

‫طرفا مؤسسا لجوهر الختالف الفونيمي المفرغ من الدللة‪ .‬ن عده خ وا الصورة‬

‫للتقطيك المزدوج يراه لويـــــس بورشر( ‪ Louis Porcher‬مبر ار لحتوائها علا‬

‫نسق دللي شمولي ومباشر‪ .‬كل ل يجعل ا ل نست ر انكفا جون‪-‬ماري فلوش‬

‫) ‪ Jean-marie Floch‬علا دراسة مستوى التعبير‪ ،‬في مقاربت إلحدى‬

‫ل ألن يرى أن ل منان‬ ‫لوحات ويسلي كاندينسكي (‪wassily Kandinsky‬‬

‫للمةتوى الخاص في أية ل ة خاصة وادت‪ .‬ن اختبار حدود وقدرات السيميائيات‬

‫في تعاملها مك مستوى تعبير األنساق الدالة التي تقوه علا دوال ائية البعد هو‬

‫الذه قاده في األخير لا تق ية رتقية لب ا دللة الصورة‪.‬‬

‫قد ل ت ةصر ال ما ج الدللية التي تفروها الصورة عمن المجال اللساني‪-‬‬

‫البصره فةسم‪ ،‬بل نها تأخذ في بعض األحيان وععا ل هو باللساني ول هو‬

‫‪58‬‬
‫بالبصره الخالا‪ ،‬ومن ي فإن الهتماه بموعوا الصورة ل ينمن فق في نتاج‬

‫عبر بلورة ل ة واصفة لمجمل‬ ‫الصور‪ ،‬بقدر ما ينمن في نتاج الكلمات و ل‬

‫يمنن يليات هذه الل ة أن تعقلن بعد الدللة في الصورة‪،‬‬ ‫تمظهرات الصورة ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وتستوعح أوعاعها الواصفة بتأسيس نمطية لعالقة التراتم‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪www.mohamedrabeea.com/books/book1_336.doc‬‬

‫‪59‬‬
‫المحاضرة رقم ‪09 :‬‬

‫الصورة والعالمة‬

‫الصورة‬

‫م تق من كلمة لتي ية ‪ imago‬تع ي مةاكاة ومعظي الستخدامات القديمة والةديثة‬

‫لهذا المصطلح تدور حول المع ا نفس ‪ ،‬ومن ي تواد معاني مترادفة ومتقاربة لهذا‬

‫المصطلح في مجال الستخداه السينولواي مثل ‪ :‬الت اب ‪ ،‬ال سخ ‪ ،‬عادة اإلنتاج ‪،‬‬

‫الصورة األخرى ‪ ،‬اما في الل ة العربية فكلمة صورة تع ي هيئة الفعل ‪ ،‬وكما اا في‬

‫لسان العر تصورت ال ي توهمت صورت فتصور لي ‪ ،‬والتصاوير ‪ :‬التما يل ‪،‬‬

‫ولعل هذا المع ا ادى الا ت امي ال ظرة الودرائية للصورة في الثقافة العربية والتي تي‬

‫ربطها بعبادة األو ان‪.‬‬

‫مك الخطوات األولا للتفكير ‪ ،‬ومك طالئك م تجات التفاعل اإلنساني ‪ ،‬كان للصورة‬

‫اإلنسان مك الطبيعة ‪ ،‬ومك تطور قدرات‬ ‫ح و اًر ‪ ،‬اساسياً ومعب اًر رائعاً لتجسيد تال‬

‫وي عر ايخر بواوده‬


‫الترميزية كان قد استعان بالصورة ليس فق كي يخلد ح ارت ُ‬

‫‪ ،‬بل كان نوعاُ من اإلسقاط في أحاسيس نةو الجهل بالطبيعة وحب لمواوداتها التي‬

‫قربها ل فس ب نل يقتر الا الصورة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫وهنذا بدأت الصورة ملةفاً ألفكاره المترامية وتم يات علا نها معادل ما نةو ما يريد‬

‫استدعائي ‪ ،‬من منان أو أدوات او شخوص ‪،‬وكان ت نيل الة ارات قد أعطا‬

‫للصورة ابعاداً مختلفة من الهتمامات ‪ ،‬تبعاً للمنون الينولواي الذه أحاط بهذه‬

‫الة ارة او تل ‪،‬‬

‫مك الطبيعة الصخرية أو الرملية أو الطي ية وهنذا كانت‬ ‫فكانت الصورة آنذاك ت‬

‫ح ارات واقفة شاخصة ‪ ،‬وأخرى راقدة م مرة ال واهد‪.‬‬

‫وع د ظهور الطباعة اخذ الفكر اإلنساني ي ةو م ةا آخر باتجاه الل ة السطرية‬

‫في عمليات الت اقل المعرفي‬ ‫المنتوبة ‪ ،‬بعد أن كانت ال فاهية هي المقود األسا‬

‫والةسي ‪ ،‬هذه عملت انقالباً في طرق التخزين والتمثيل وإعادة الترميز باعتبارها‬

‫مهارة اديدة دخلت ميدان ال اط اإلنساني‪.‬‬

‫وقد ت بأ العالي الك ده ماكلوهان براوا الصورة وهيم تها ومن ي انةسارها علا وفق‬

‫ب ية الوسائل ال اقلة ‪ ،‬وبذل أطلق مقولت الم هورة ( الوسيلة هي الرسالة م ي ار‬

‫الا ان نوا الوسائل والتك لوايا التي تةنمها تصبح بديالً عن ماهية ما ت قل ‪ ،‬وقد‬

‫‪61‬‬
‫أشار الا ان الكتابة السطرية ماهي ال امتداد للعين والوسائل المسموعة امتداد‬

‫لإل ن والصورة امتداد للعين‪.‬‬

‫لهذه المتدادات بةسم الوعي الجمعي وبةسم‬ ‫وكان قد أشار الا دائرية الوظائ‬

‫دراات التكيف اإلنساني لتل الةوا ‪.‬‬

‫الصورة كان لبد ل ا من القول (( ان التفكير دون‬ ‫واليوه وفي ظل هيم ة خطا‬

‫بةسم ما كر أرسطو ‪ ،‬فالصورة ليست بيت ال ؤه في هذا العالي‬ ‫صورة مستةيل‬

‫بقدر أحدا ‪ ،‬فلها كل الةق ان تهمين ماداه م مونها يتسك ويتسك لي مل كل‬

‫عن التدفق والة ور والتوالد ب نل ربما سيثير السخرية من‬ ‫شي ‪.‬انها ل تك‬

‫الكلمات‪.‬‬

‫فقد لعبت الميديا خاصة التلفاو والسي ما والنترنت وف ون اإلعالن واألعاله دو اًر‬

‫اساسياً في ت نيل وتعليم الوعي اإلنساني ب نل ايجابي ‪ ،‬ومثل ب نل سلبي‬

‫الصورة ااره علا قده وساق في التربية والتعليي وفي ال وارا والمسرح‬ ‫‪.‬فخطا‬

‫والت نيل وبطاقات الهوية والةاسو وفي مالعم كرة القده وفي ص اعة ال جوه‬

‫‪62‬‬
‫‪...‬نجوه الرياعة والسياسة‪....‬‬

‫التفكير بالصورة‪:‬‬

‫يرتب التفكير البصره بالصورة ‪ ،‬والتفكير البصره كما يراه ارنهايي (( مةاولة لفهي‬

‫العالي من خالل ال نل والصورة ‪ ،‬والتفكير بالصورة يرتب بالخيال ‪ ،‬والخيال يرتب‬

‫باإلبداا واإلبداا يرتب بالمستقبل ‪ ،‬والمستقبل أمر عروره ل مو األمي وال عو‬

‫والجماعات واألفراد ‪ ،‬والصورة عرورة للمساعدة في الخروج من الواقك الدراكي‬

‫ال يق المةدود ‪ ،‬لك المهي الا آفاق المستقبل األكثر حرية واألكثر نسانية‪.‬‬

‫وعلا الرغي من األهمية الكبيرة التي ت طلك بها عملية التفكير بالصور ‪ ،‬والتي‬

‫تساعد في تجاوو الواقك المدرك اللةظي ‪ ،‬عبر طار وماني م فتح وممتد ‪ ،‬متةر اًر‬

‫من قيود الزمان والمنان ‪ ،‬والبيئية واألشخاص‪.‬‬

‫وه اك فرق اوهره بين صور اليوه وصور الماعي ‪ ،‬ل أن صور اليوه تسبق‬

‫الواقك الذه يفترض أنها تمثل بي ما صور الماعي تجي تالية للواقك ومتوقفة علي‬

‫‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫العالمة ‪:‬‬

‫علي العالمات‪ Semiotics :‬م تق من الكلمة اليونانية < ‪sema‬‬

‫‪ semeion‬وتع ي "عالمة" وهو علي يع ا بدراسة وتص يف اميك أنواا العالمات‬

‫واإلشارات بما فيها العالمات الل وية‪ .‬يقول الفيلسوف األمريني ‪ : Pierce‬ليس‬

‫أه شي في هذا الكون – كالرياعيات واألخالق والعادات‬ ‫باستطاعت ا أن ندر‬

‫والفل والجا بية والكيميا والكاله ل علا أنها أنظمة سيميولواية ( شارية ‪.‬‬

‫‪ Pierce‬ال ة أنواا من العالمات‪ ،‬هي العالمة األيقونية‪،‬‬ ‫ميز بير‬


‫وقد ّ‬

‫والعالمة اإلشارية‪ ،‬والرمز‪ .‬و يما يلي س وعح هذه األنواا الثال ة‪:‬‬

‫العالمة األيقونية ‪ : Iconic Sign‬العالمة التي تبين مدلولها عن طريق‬

‫المةاكاة‪ ،‬مثل صور األشيا ‪ ،‬والرسوه البيانية‪ ،‬والخرائ ‪ ،‬وال ما ج‪ ،‬والمجسمات‪.‬‬

‫العالمة اإلشارية ‪ : Indexical Sign‬العالمة التي ت ير لا مدلول لعالقة‬

‫تالومية‪ ،‬مثل الدخان في دللت علا واود ال ار‪ ،‬وآ ار األرانم في دللت علا‬

‫واود هذه الةيوانات‪ ،‬وآ ار المجره في دللتها علا تورط في اريمت ‪ ،‬الةبو التي‬

‫بالةصبة أو الجدره‪.‬‬ ‫تظهر علا الجسي ع د المصا‬

‫الرمز‪ : Symol :‬العالمة التي تفيد مدلولها ب ا علا اصطالح بين اماعة‬

‫من ال ا ‪ ،‬مثل‪ :‬شارات المرور ال وئية‪ ،‬وعالمة صح √ وعالمة خطأ ‪X‬‬

‫‪64‬‬
‫وعالمات الموسيقا ♫ ومفردات الل ة مثل‪ :‬شجرة‪ ،‬حصان‪ ،‬كتا ‪ ،‬صدق‪ ،‬قتل‪.‬‬

‫وأصوات األبواق واألا ار ‪.‬‬

‫أصناف العالمات‬

‫العالمات كثيرة ومتعددة األشنال واأللوان واألغراض والصفات‪ ،‬ويمنن‬

‫تص يفها حسم م ظورات متعددة‪ ،‬وأشهر هذه التص يفات ما يلي‪:‬‬

‫إرادية‪/‬الإرادية‬

‫العالمات الرادية‪ :‬هي التي تصدر عن اإلنسان قصدا وع وة‪ .‬وهي نوعان‪:‬‬

‫(أ اتصالية بةتة‪ ،‬وهي التي يراد م ها نقل المعلومات فق ‪ ،‬مثل‪ :‬شارات‬

‫الةريق والكوارث‪ ،‬وأبواق السيارات‪،‬‬ ‫المرور‪ ،‬وإشارات الرتم العسنرية‪ ،‬وأا ار‬

‫والة اررة والسرعة‪ ،‬وفي‬ ‫وصفارات العسس وحناه الرياعة‪ ،‬وإشارات مقاييس ال‬

‫مجال الل ة تتمثل في ل ة العلوه واإلرشادات والتوايهات واألخبار وال هادات‪.‬‬

‫اتصالية امالية‪ :‬تستخده ل قل األفكار في أشنال امالية‪ ،‬كالصور‬ ‫(‬

‫الف ية‪ ،‬والتما يل‪ ،‬والتمثيل الصامت‪ ،‬والمقطوعات الموسيقية‪ .‬وفي مجال الل ة يدخل‬

‫فيها ال عر والقصة والمسرحية وغيرها من الف ون الل وية الجمالية‪.‬‬

‫العالمات الالإرادية‪ :‬وهي التي تصدر عن اإلنسان ب ير قصده‪ ،‬ول يتةني‬

‫فيها‪ .‬وهي أنواا م ها‪:‬‬

‫‪65‬‬
‫صوتية‪:‬كالسعال والبنا وال خير‪ ،‬والعطا ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫(أ‬

‫حركية‪:‬كجريان الده في العروق وحركة المعدة والقلم‪ ،‬وحركة كريات الده‬ ‫(‬

‫وغيرها‪.‬‬

‫(ج شنلية‪:‬كةمرة الخجل‪ ،‬وتجهي الوا ‪ ،‬وأسارير الب ر علىالوا ‪ ،‬وت ير‬

‫لون ال عر لتقده السن‪.‬‬

‫طبيعية‪/‬صناعية‬

‫العالمات الطبيعية‪ :‬هي اإلشارات التي ت تجها الطبيعية‪ ،‬وهي أنواا‪:‬‬

‫(أ صوتية‪ :‬هزيز الريح وهزيي الرعد وحفيف ال جر وخرير الما ووقزقة‬

‫العصافير ونقيق ال فادا ودوه ال ةل‪.‬‬

‫حركية‪ :‬كةركة األشجار الدالة عل اتجاه الرياح‪ ،‬وحركة الموج الدالة‬ ‫(‬

‫الدالة علا اتجاه األمطار‪ ،‬وحركة الظل وال مس‬ ‫علا حالة البةر‪ ،‬وحركة السةا‬

‫الدالة علا الوقت‪.‬‬

‫(ج شنلية‪:‬كت نيالت ال جوه الدالة علا األنوا والوقت‪ ،‬وأشنال القمر الدالة‬

‫علا التقويي الزم ي‪ ،‬وخ رة األشجار الدالة علا الفصول‪ ،‬وألوان الفاكهة الخ ار‬

‫ج‪.‬‬ ‫الدالة علا ال‬

‫‪66‬‬
‫(د شمية‪ :‬كرائةة الزهور وال بات وروائح الةيوانات والة رات وروائح‬

‫المخلفات والجيف وغيرها‪.‬‬

‫وقية‪ :‬كطعوه المواودات الطبيعية‪ ،‬كطعي الفواك مثل التفاح والبطيخ؛‬ ‫(هد‬

‫وكطعي الةم يات‪ ،‬مثل الليمون والبرتقال؛ وكطعي الملح الطبيعي والعسل غيره‪.‬‬

‫(و حسية (لمسية كمعرفة الفواك ‪ ،‬واذوا ال جر‪ ،‬والصخور‪ ،‬والبذور وغير‬

‫ل من األشيا الطبيعية عن طريق لمسها في الظاله أو في حالة عده القدرة علا‬

‫الرؤية‪.‬‬

‫العالمات الصناعية‪ :‬هي التي من ص ك اإلنسان‪.‬‬

‫الساعات‪ ،‬صفارات العسس‬ ‫الةريق‪ ،‬أا ار‬ ‫(أ صوتية‪ :‬مثل أصوات أا ار‬

‫والمرور‪ ،‬أبواق السيارات والقطارات‪.‬‬

‫الساعة‪ ،‬وحركات مؤشرات المقايبس‬ ‫حركية‪ :‬مثل حركة عقار‬ ‫(‬

‫سرعة الرياح‪.‬‬ ‫واألووان‪ ،‬وحركة مقيا‬

‫(ج شنلية‪:‬كاأللوان ال وئية التي تصدرها األاهزة والتي تدل علا عملها أو‬

‫حالتها‪ ،‬وسرعاتها‪.‬‬

‫(د شمية‪ :‬كروائح العطور‪ ،‬والمبيدات والسموه‪ ،‬واألدخ ة الص اعية وال اوات‪.‬‬

‫(هد وقية‪ :‬كطعوه الطعاه المطهي والةلوى البوظة‪ ،‬المرطبات ال اوية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫(و لمسية‪ :‬كمعرفة األشيا المص وعة كاألدوات من أقاله ومقصات ومفاتيح‬

‫وقوارير وغيرها عن طريق اللمس‪.‬‬

‫أيقونية‪ /‬اصطالحية‪:‬‬

‫العالمات األيقونية‪ :‬هي اإلشارات التي تةاكي ما ت ير لي ‪ ،‬وأنواعها هي‪:‬‬

‫(أ عالية األيقونية‪:‬كالصور التليفزيونية الةية‪ ،‬والصور الفوتوغ ار ية‪ ،‬وبعض‬

‫اللوحات الف ية‪ ،‬وال ما ج ومجسمات المباني والم اريك‪.‬‬

‫م خف ة األيقونية‪ :‬هي التي تكون المةاكاة فيها ععيفة كبعض‬ ‫(‬

‫الرقصات ال عبية واللوحات الف ية كالسريالية والتكعيبية واألحاله‪ ،‬وبعض ال عائر‬

‫الد ي ية كرمي الجمرات‪ ،‬والسعي‪ ،‬وبعض مفردات الل ة التي تةاكي معانيها‪ ،‬مثل‬

‫أسما الةيوانات الم تقة من أصواتها‪ :‬هدهد‪ ،‬بوه‪ ،‬غاق‪ ،‬وبعض األفعال‪ ،‬نةو‪:‬‬

‫حن‪ ،‬رّن‪.‬‬
‫طن‪ّ ،‬‬
‫شهق‪ ،‬صرخ‪ ،‬لهث‪ ،‬خب ‪ ،‬عر ‪ ،‬ح ّ ‪ّ ،‬‬

‫العالمات االصطالحية‪ :‬هي اإلشارات التي ليس بي ها وبين ما ي ير لي‬

‫مةاكا ة‪ ،‬كإشارات المرور ال وئية‪ ،‬وإشارة مم وا الوقوف‪ ،‬وعالمة صح √ وخطأ ×‪،‬‬

‫‪ ،‬ت‪ ...‬لخ‪ ،‬وشارات الرتم العسنرية‪ .‬ويواد عدد كبير من‬ ‫وحروف الهجا ‪ :‬أ‪،‬‬

‫‪ ،‬مثل‪ :‬فر ‪ ،‬حصان‪ ،‬علم‪ ،‬ابل‪ ،‬شمس‪ ،‬قمر‪،‬‬ ‫العالمات الل وية من هذا الص‬

‫كتم‪ِ ،‬‬
‫عمل‪ ،‬سار‪ ،‬وَق ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫بسيطة‪ /‬مركبة‬

‫العالمات البسيطة‪ :‬مثل شارات المرور‪ ،‬واإليما ت الدالة علا التةية أو‬

‫أو الرفض أو الوداا‪.‬‬ ‫اإليجا‬

‫العالمات المركبة‪ :‬وخير ما يمثلها الل ة اإلنسانية المركبة من خالل ال ة‬

‫‪ ،‬ت‪ ،‬ر‪ ،‬ط‪ ،‬ا ‪ ....‬لخ‪ ،‬والمستوى الكلمي‪ :‬بعث‪،‬‬ ‫مستويات‪ :‬المستوى الصوتي‪:‬‬

‫رسالة‪ ،‬مةمد‪ ،‬أه‪ ،‬هد‪ ،‬والمستوى ال ةوه‪ :‬بعث مةمد رسالة لا أم ‪.‬‬

‫م تق من كلمة لتي ية تع ي مةاكاة ومعظي الستخدامات القديمة والةديثة لهذا‬

‫المصطلح تدور حول المع ا نفس ‪ ،‬ومن ي تواد معاني مترادفة ومتقاربة لهذا‬

‫المصطلح في مجال الستخداه السينولواي مثل ‪ :‬الت اب ‪ ،‬ال سخ ‪ ،‬عادة اإلنتاج ‪،‬‬

‫الصورة األخرى ‪ ،‬اما في الل ة العربية فكلمة صورة تع ي هيئة الفعل ‪ ،‬وكما اا في‬

‫لسان العر تصورت ال ي توهمت صورت فتصور لي ‪ ،‬والتصاوير ‪ :‬التما يل ‪،‬‬

‫ولعل هذا المع ا ادى الا ت امي ال ظرة الودرائية للصورة في الثقافة العربية والتي تي‬

‫ربطها بعبادة األو ان‪.‬‬

‫مك الخطوات األولا للتفكير ‪ ،‬ومك طالئك م تجات التفاعل اإلنساني ‪ ،‬كان للصورة‬

‫اإلنسان مك الطبيعة ‪ ،‬ومك تطور قدرات‬ ‫ح و اًر ‪ ،‬اساسياً ومعب اًر رائعاً لتجسيد تال‬

‫وي عر ايخر بواوده‬


‫الترميزية كان قد استعان بالصورة ليس فق كي يخلد ح ارت ُ‬

‫‪69‬‬
‫‪ ،‬بل كان نوعاُ من اإلسقاط في أحاسيس نةو الجهل بالطبيعة وحب لمواوداتها التي‬

‫قربها ل فس ب نل يقتر الا الصورة‪.‬‬

‫وهنذا بدأت الصورة ملةفاً ألفكاره المترامية وتم يات علا نها معادل ما نةو ما يريد‬

‫استدعائي ‪ ،‬من منان أو أدوات او شخوص ‪،‬وكان ت نيل الة ارات قد أعطا‬

‫للصورة ابعاداً مختلفة من الهتمامات ‪ ،‬تبعاً للمنون الينولواي الذه أحاط بهذه‬

‫الة ارة او تل ‪،‬‬

‫مك الطبيعة الصخرية أو الرملية أو الطي ية وهنذا كانت‬ ‫فكانت الصورة آنذاك ت‬

‫ح ارات واقفة شاخصة ‪ ،‬وأخرى راقدة م مرة ال واهد‪.‬‬

‫وع د ظهور الطباعة اخذ الفكر اإلنساني ي ةو م ةا آخر باتجاه الل ة السطرية‬

‫في عمليات الت اقل المعرفي‬ ‫المنتوبة ‪ ،‬بعد أن كانت ال فاهية هي المقود األسا‬

‫والةسي ‪ ،‬هذه عملت انقالباً في طرق التخزين والتمثيل وإعادة الترميز باعتبارها‬

‫مهارة اديدة دخلت ميدان ال اط اإلنساني‪.‬‬

‫وقد ت بأ العالي الك ده ماكلوهان براوا الصورة وهيم تها ومن ي انةسارها علا وفق‬

‫‪70‬‬
‫ب ية الوسائل ال اقلة ‪ ،‬وبذل أطلق مقولت الم هورة ( الوسيلة هي الرسالة م ي ار‬

‫الا ان نوا الوسائل والتك لوايا التي تةنمها تصبح بديالً عن ماهية ما ت قل ‪ ،‬وقد‬

‫أشار الا ان الكتابة السطرية ماهي ال امتداد للعين والوسائل المسموعة امتداد‬

‫لإل ن والصورة امتداد للعين‪.‬‬

‫لهذه المتدادات بةسم الوعي الجمعي وبةسم‬ ‫وكان قد أشار الا دائرية الوظائ‬

‫دراات التكيف اإلنساني لتل الةوا ‪.‬‬

‫الصورة كان لبد ل ا من القول (( ان التفكير دون‬ ‫واليوه وفي ظل هيم ة خطا‬

‫بةسم ما كر أرسطو ‪ ،‬فالصورة ليست بيت ال ؤه في هذا العالي‬ ‫صورة مستةيل‬

‫بقدر أحدا ‪ ،‬فلها كل الةق ان تهمين ماداه م مونها يتسك ويتسك لي مل كل‬

‫عن التدفق والة ور والتوالد ب نل ربما سيثير السخرية من‬ ‫شي ‪.‬انها ل تك‬

‫الكلمات‪.‬‬

‫فقد لعبت الميديا خاصة التلفاو والسي ما والنترنت وف ون اإلعالن واألعاله دو اًر‬

‫اساسياً في ت نيل وتعليم الوعي اإلنساني ب نل ايجابي ‪ ،‬ومثل ب نل سلبي‬

‫الصورة ااره علا قده وساق في التربية والتعليي وفي ال وارا والمسرح‬ ‫‪.‬فخطا‬

‫‪71‬‬
‫والت نيل وبطاقات الهوية والةاسو وفي مالعم كرة القده وفي ص اعة ال جوه‬

‫‪...‬نجوه الرياعة والسياسة‪....‬‬

‫‪72‬‬
‫المحاضرة رقم ‪:10‬‬

‫التفكير بالصورة‬

‫التفكير بالصورة‪:‬‬

‫يرتب التفكير البصره بالصورة ‪ ،‬والتفكير البصره كما يراه ارنهايي (( مةاولة لفهي‬

‫العالي من خالل ال نل والصورة ‪ ،‬والتفكير بالصورة يرتب بالخيال ‪ ،‬والخيال يرتب‬

‫باإلبداا واإلبداا يرتب بالمستقبل ‪ ،‬والمستقبل أمر عروره ل مو األمي وال عو‬

‫والجماعات واألفراد ‪ ،‬والصورة عرورة للمساعدة في الخروج من الواقك الدراكي‬

‫ال يق المةدود ‪ ،‬لك المهي الا آفاق المستقبل األكثر حرية واألكثر نسانية‪.‬‬

‫وعلا الرغي من األهمية الكبيرة التي ت طلك بها عملية التفكير بالصور ‪ ،‬والتي‬

‫تساعد في تجاوو الواقك المدرك اللةظي ‪ ،‬عبر طار وماني م فتح وممتد ‪ ،‬متةر اًر‬

‫من قيود الزمان والمنان ‪ ،‬والبيئية واألشخاص‪.‬‬

‫الصورة والكلمة تبادل ادوار‬

‫علا‬ ‫لقد حذر الكثير من المفكرين المجتمك اإلنساني من طغيان التلفاو علا حسا‬

‫‪73‬‬
‫الكلمات في أروقة التفاعل الاتماعي ‪ ،‬وان دور الكلمات سينون مقتص اًر‬ ‫حسا‬

‫علا المخاطبات المنتبية وعلا طباعة الكتم التي سيصبح ق ار ها مةدوده العدد ‪،‬‬

‫بافتراض ان الرؤية البصرية تتطلم معر ية في حدود أدنا من التلقي المطبوا ‪ ،‬وان‬

‫الق ار ة ستترااك لمصلةة الم اهدة‪.‬‬

‫لكن الواقك في عمليات التلقي للمطبوا ي ير الا عنس ل ‪ ،‬فالوالت الق ار ة ‪ -‬مك‬

‫تدني نسبتها – تةتل أهمية كبيرة في العلميات التصالية في الدول المتقدمة ولوالت‬

‫وال عر والتاريخ والرواية‬ ‫دور ال ر المرموقة تقذف بماليين ال سخ من قبيل األد‬

‫وهنذا‪...‬‬

‫ل ان عملية التلقي يرتب بها عادات وسلوكيات تبدو باهت وغير واعةة‬

‫‪...‬فللورق رائةة وللورق ملمس وللمقرو حركة وخيال ل يقل امتاعاً عما نرى من‬

‫امال ولون وحركة‪.‬‬

‫ففي ميادين الدعاية والةر ال فسية ‪...‬تتقده الصور علا الكلمات ‪..‬فالصورة الن‬

‫كلمة كما شاا في المثل الصي ي ‪ ...‬نما غدت مك التك لوايا بماليين‬ ‫لي تعد بأل‬

‫الكلمات‪..‬‬

‫‪74‬‬
‫فصور هجوه الطائرات علا مركز التجارة العالمي في ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،‬وسقوط تمثال‬

‫صداه في قلم ب داد ‪ ،‬وصورة است هاد الطفل الفلسطي ي مةمد الدرة بين راعي‬

‫اماهيره‬ ‫والده ‪ ،‬وسقوط رئيس الووار اإليطالي ا ر نوبة مفاائة أ ا خطا‬

‫‪....‬وصور لوحات كالمونالي از لداف ي ‪ ،‬والصرخة ( لمونش والتي ل يمنن بأية‬

‫حال أن ت نل اقتراباً في حدود المقارنة في التأ ير ‪ ،‬فال يمنن أن تؤ ر ل عن‬

‫طريق الصورة‪ ...‬وه ا تصبح الكلمات مجرد أقاويل‪.‬‬

‫وقد ت بأ بعض خب ار التصال بان هذا العقد سي هد اندمااات م قطك ال ظير بين‬

‫اهاو الكومبيوتر والتلفاو تةت تسمية ) ‪ ( Teleputer‬وبهذا سيصبح المستخدمين‬

‫أكثر ن اطا وفاعلية مك هذا الوسي الجديد‪.‬‬

‫هنذا يت ير العالي حر يا أماه أعيي ا نتيجة التطورات الك لواية المذهلة في( عصر‬

‫المعلومات وتمتد هذه التك لوايا من تل األدوات التي تقده ل ا واقعاُ افتراعياً اديداً‬

‫‪.‬‬

‫وعلا مستوى الصورة العلمية أصبح ه اك الطم المرئي ) ‪( Tele Medicinc‬‬

‫والذه يمار بواسطة أاهزة كثيرة تعتمد الروية والم اهدة والتصوير من بي ها أشعة‬

‫‪75‬‬
‫اكس ‪ ،‬والتصوير باألشعة فوق الةم ار وتةت الةم ار والم اظير ‪ ،‬والتي تتي ويرى‬

‫الطم ‪ ،‬والتي تجعل من الممنن تةليل عي ات‬ ‫صورها المرعا واألطبا وطال‬

‫أنسجة المرعا وتةليل صور المخ ‪ ،‬وتسجيل عربات القلم ‪...‬هذه تجرى علا‬

‫بعد آلف األميال عن طريق شاشات عالية التةديد‪ ، .‬وه اك مةاولت اارية إلا ار‬

‫اراحات عبر األقمار الص اعية لمسافات ممتدة‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫المحاضرة رقم‪11 :‬‬

‫أنواع الصور في األدبيات المختلفة‪:‬‬

‫‪-‬أنواع الصور في األدبيات المختلفة‬

‫الصورة البصرية‬

‫‪-‬الصورة الةسية‬

‫‪-‬الصورة الذه ية ( التي في الدماغ)‬

‫‪-‬الصورة التي ت ير الا التجاه العاه نةو ق ية او ظاهرة ‪...‬اه التقويي او الةني‬

‫‪-‬التخييل‬

‫‪-‬صور الخيال‬

‫‪-‬الصور الالحقة‬

‫‪-‬الصور الرتسامية‬

‫‪-‬صور الذاكرة‬

‫‪-‬الصور الرقمية‬

‫‪-‬الصورة الفوتو غ ار ية‬

‫‪-‬الصور المتةركة‬

‫‪-‬صور التلفاو‬

‫‪77‬‬
‫‪-‬صور الواقك الفتراعي‬

‫‪-‬الصورة الت نيلية‬

‫ه اك فرقاً اوهرياً بين صور اليوه وصور الماعي ‪ ،‬ل ان صور اليوه تسبق‬

‫الواقك الذه يفترض انها تمثل بي ما صور الماعي تجي تالية للواقك ومتوقفة علي‬

‫الصورة والفضائيات‪:‬‬

‫الكثير مما يقده عبر التلفاو يعتمد اإلبهار البصره علا الرغي من فجااة الكلمات‬

‫وسطةيتها في أحيان كثيرة ‪ ،‬فالمهي باأللوان واإلعا ة والتصوير واإلغوا‬

‫بالتلميةات او التصريةات الج سية في الةركة والكلمة ‪ ،‬وإبراو بعض منونات‬

‫الجسد األنثوه علا نةو خاص ‪ ،‬لي تعد هذه ألغاني ترتب بم طقة الكلمة والعقل‬

‫والم اعر ‪ ،‬بل بم اطق اإلغوا وال بق والتةريض الج سي‪.‬‬

‫وت ير اإلحصا ات علا ان عدد من شاهد اإلعالنات التجارية الخاصة بدورة‬

‫الولمبية في ا ا ‪ 2004‬الا ما يقر ‪ 4‬مليار شخا كما قالت وسائل‬ ‫األلعا‬

‫اإلعالن ‪ ،‬لقد ادى ابتكار الصور التك ولواية الا تةول بارو من عصر اإلنتاج الا‬

‫‪78‬‬
‫عصرنا هذا‬ ‫عصر ال سخ ‪...‬فالصورة األهي ي المع ا ‪.‬ولذل نستطيك ان نص‬

‫علا ان ليس فق عصر الصورة ‪ ،‬نما عصر الصورة التي ت تج صو اًر‪.‬‬

‫ف ائيات التر ي ‪:‬‬

‫لقد اصبح التر ي يدخل حتا في مجال األخبار في كثير من أحوالها وطرائق تقديمها‬

‫‪...‬فلي تعد الخبار تقتصر علا السياسة خبار القتصاد واألويا والرياعة‬

‫العاديين ‪ ،‬وهذه األخبار ل يةركها هدف او حدث‬ ‫والختراعات والف ون وال ا‬

‫‪..‬دون صورة ‪...‬فالصورة هي الموعوا‪.‬‬

‫قنوات تسويق الصورة‬

‫‪1-‬عالي ال هرة والم هورين‬

‫في عالي عروض الميديا حيث ينون الم اهير اهي عروض قافة الميديا ‪ ،‬نجوه‬

‫الةياة اليومية ال هارية والليلية ‪ ،‬لقد اصبح نجوه أمثال مادونا وتوه كروو وماينل‬

‫اوردن وا فر لوبيز بمثابة الم تج الول للصورة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫كما وتعمل الميديا علا اختالق الف ائح بالصورة ليتي ت طيتها بالصورة اي اً كما‬

‫حدث مك لعم كرة السلة اواي سيمسبون الذه اتهي بقتل ووات مك صديقها ‪،‬‬

‫وف يةة الريس المريني بيل كل تون المعروفة مك مونينا لوي سني في م تص‬

‫وأواخر التسعي يات‪.‬‬

‫الرياعية‪:‬‬ ‫‪2-‬األلعا‬

‫العالي وبطولت القارات ‪ ،‬وما يصاحبها من‬ ‫الولمبية ومباريات كا‬ ‫األلعا‬

‫عالنات بالصورة والتي في األغلم تجسد قيي ( الم افسة ‪ ،‬الفوو ‪ ،‬الصراا ‪ ،‬ال قود‬

‫‪ ،‬اإلنجاو بل وحتا ساحات المالعم نفسها عبارة عن صورة كبيرة من عدة صور‬

‫ولفتات وإعالنات عمالقة ‪ ،‬وقد تكون م ت رة في المطاعي والساحات الكبرى وبذل‬

‫يتي الرتباط بين الت ويق والتسويق والصورة‪.‬‬

‫‪3-‬السينما‪:‬‬

‫كما في عالي هوليود في أمرينا وبوليود في اله د حيث األعوا واألويا وال هرة‬

‫واإلبداا ‪...‬وهذا بمجمل أدوات إلنتاج وص اعة الصور‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪4-‬التلفاو‪:‬‬

‫‪5-‬المسرح‪:‬‬

‫‪6-‬عروض الويا‬

‫‪7-‬الف ون الت نيلية‬

‫‪8-‬العمارة‬

‫‪9-‬الموسيقا العامة‬

‫‪10-‬الطعاه‬

‫الفيديو والكومبيوتر‬ ‫‪11-‬عروض العا‬

‫‪81‬‬
‫المحاضرة رقم‪12 :‬‬

‫سيميولوجيا الصورة‬

‫ن سيميولوايا الصورة هي ن اط تدريبي ي جك علا مالحظة الصفات المرئية‬

‫والمعاني الكام ة ‪ ،‬والتي تعتمد ب نل كبير علا البيانات الثقا ية ال خمة ‪ ،‬وما‬

‫ت ظيم‬ ‫‪ Umberto Eco Encyclopedia‬والذه يسعا لا وص‬ ‫يسمي‬

‫وت ظيم ‪ .‬األدا الدللي [ ‪ .] 4‬ت ك علي األحيا علا عاتقها مهمة ال رح ‪ ،‬وحتا‬

‫بف ل عمليات التةقق المتقاطعة‬ ‫عن مع ا الصور التي تدرسها ‪ ،‬و ل‬ ‫الك‬

‫‪ ،‬فإن السيميائية‬ ‫التي تقوه بها في اميك مجالت المعرفة‪ .‬علا العنس من ل‬

‫المرئية هي ن اط بةثي يةتوه علا نظرية شاملة مةددة بدقة وإا ار ات صريةة‬

‫‪ ،‬ينون ًا‬
‫قادر‬ ‫ومقيدة ‪ ،‬لوعك حسابات دقيقة لل اية ورسمية للمع ا‪ .‬وبقيام بذل‬

‫ال صية التي ت ير لا القوانين الةقيقية لل ة ‪،‬‬ ‫علا تسلي ال و علا الوظائ‬

‫الوصول ليها بوسائلهما‬ ‫ول "الةس السليي" البسي‬ ‫والتي ل يستطيك الةد‬

‫الخاصة‪ .‬هذه الكت افات هي سبم واود العمل التجريده للسيميائية ‪ ،‬ومن أال‬

‫مجال ل رح أو تفسير اوهر المةتوى الذه يمنن‬


‫ً‬ ‫تةقيق ل بالتةديد ل تم ح نفسها‬

‫أن ُي سم لا صورة ما‪ .‬الهدف الوحيد من السيميائية هو ال نل (المةتوى أو‬

‫‪82‬‬
‫موعوعي يمنن بات وبالتالي‬ ‫هو القادر علا وص‬ ‫التعبير ألن ال نل فق‬

‫أو القت اا العميق‪.‬‬ ‫يمنن حساب ‪ ،‬دون اللجو لا الةد‬

‫بعد أن قل ا ب ك كلمات عن سيميولوايا الصورة ‪ ،‬مثل التي تي ممارستها ب جاح‬

‫علا األساليم الخاصة بالسيميائية المرئية في‬ ‫حتا اين ‪ ،‬س ركز ب نل منث‬

‫مةاولة إلظهار وعود المستقبل التي تةملها‪.‬‬

‫قراءات الصورة السيميائية‬

‫تي استلهاه سيميولوايا الصورة من المقالت المبتكرة لد‪ R.‬يمنن مالحظتها في الةياة‬

‫الاتماعية‪ .‬من بين هذه األعمال التي سلكت المسارات التي فتةها ر‪.‬بارت ‪،‬‬

‫يمن ا الست هاد بأعمال ‪ J. -F Lyotard‬و ‪ M. Pastoureau‬و ‪S. Sontag‬‬

‫و ‪ J. Starobinski‬وغيرهي الكثير‪ .‬توفر مالحظاتهي "تفسيرات" ت ذه ما يمنن‬

‫وصف بخصائا صورة معي ة ‪ ،‬والخصائا المطلوبة في عالقة معي ة تةافظ‬

‫عليها هذه الصورة مك الواقك الذه "تمثل "‪ .‬وهنذا يتي تةديد مع ا الصورة ‪ ،‬ب نل‬

‫أساسي ‪ ،‬من خالل قيمتها المراعية‪ .‬ب نل عاه بالمقارنة مك مجموعة من الصور‬

‫موعوا الدراسة بهاعالقة ت اب معي ة تمنن المةلل من شرح‬ ‫(التي يمنن رب‬

‫بعض الرسائل السرية للصورة "من حيث الجوهر‪".‬‬

‫تعتبر أعمال أحد مؤسسي مجموعة ]‪،P. Fresnault-Deruelle ، EIDOS [6‬‬

‫نمو ًاا ل وا الق ار ات التي يمنن أن تقدمها السيميائية للصور السياسية أو اإلعالنية‬

‫‪83‬‬
‫‪ ،‬ولكن أي ً ا علا الرسوه الهزلية‪ .‬ل ظر ‪ ،‬علا سبيل المثال ‪ ،‬في ال ا المع ون‬

‫"رئيس التوظيف (ااك لنج ‪ ،‬عمدة بلوا " [‪ . ]7‬ن ملصق انتخابي يعرض ‪ ،‬في‬

‫مستطيل أفقي ‪ ،‬صورة ااك لنج (في المقدمة ‪ ،‬في الزاوية اليسرى من الصورة‬

‫أماه م ظر م مس لةافة لوار والجسر القديي والجسر التاريخي م طقة بلوا‪.‬‬ ‫يق‬

‫نقش أبيض يعبر ورقة السما ‪ :‬دافك اديد لبلوا‪ .‬ااك لنج ‪ .‬يعتمد التةليل علا‬

‫عدد قليل من الجوانم المرئية التي يمنن دراكها علا الفور [‪(]8‬التأطير ‪ ،‬وتةديد‬

‫انتخابيا بواسطة حملة‬


‫ً‬ ‫المواقك الخاصة بالموعوا الب ره والمدي ة المستهدفة‬

‫الملصقات هذه ‪ ،‬وخصوصيات التصميي ‪ ،‬والع اصر التصويرية التي يمنن التعرف‬

‫هذه المالحظات‬ ‫عليها مثل أا از الجسي ‪ ،‬والبتسامة ‪ ،‬وما لا ل ‪ .‬ترتب‬

‫بالبيانات الموسوعية التي تعتبر راسخة (نوا الصورة علا خلفية الم اظر الطبيعية ‪،‬‬

‫‪ ،‬وكذل مك اعتبارات ال ظاه العاه المستوحا‬ ‫ونوا الصورة الذاتية ‪ ،‬وما لا ل‬

‫شرحا غ ًيا‬
‫الكل ً‬ ‫من المعرفة المتعلقة بةالة عالن مرئي هو حملة انتخابية‪ .‬يؤل‬

‫ومعقوًل لهذا ال ا المرئي ويزيد ب نل كبير ما يمنن أن يراه المستهل غير المطلك‬

‫شخصيا في أه وقت ؛ تهدف لا أن تكون‬


‫ً‬ ‫للصور‪ .‬ل تأخذ هذه الدراسة م ةا‬

‫موعوعية وتركز قبل كل شي علا اإلشارة لا كل شي ‪،‬‬

‫تفسير معقوًل ومو وًقا للرسالة التي ي قلها هذا ال ا‬


‫ًا‬ ‫وهنذا ‪ ،‬فإن علي األحيا يب ي‬

‫المرئي‪ .‬من ال احية الم هجية ‪ ،‬يتمتك المةلل ب فس الةرية التي يتمتك بها أه مةلل‬

‫‪84‬‬
‫أدبي‪ .‬ل ُيفرض أه ا ار ‪ ،‬ول تواد قيود ‪ ،‬تفرعها نظرية حقيقية ‪ ،‬تؤده لا‬

‫طالق أه شي ‪ ،‬ل تواد في الواقك‬ ‫الةد من المعرفة المطلقة لمترامها ؛ يمن‬

‫أه قواعد لتقييد براعة المقارنات والمرااك‪.‬‬

‫قراءات الصورة للسيميائية البصرية‬

‫تماما عن السيميائية ‪ ،‬التي تةسم ول تفسر‪ .‬وي طبق هذا ب نل خاص‬


‫نها مختلفة ً‬

‫علا التيار األوروبي ال اشئ عن الفكر شب الل وه لسوسور والذه ُيعرف اليوه باسي‬

‫تماما مثل السيميائية الةالية‬


‫ً‬ ‫[‪ . ]10‬هذه الممارسة ‪،‬‬ ‫" السيميائية المعيارية"‬

‫الم تقة م ها ‪ ،‬مواودة علا األقل بقدر ما تم ك نفسها من ال طق بها كما تعالجها‪.‬‬

‫لقد أابرت نفسها علا التخلي عن التفسير والتفسير من أال قصر طموحاتها علا‬

‫معالجة األنماط العالئقية المواودة في ال ا المدرو ‪ .‬يقده المجلد المفرد الذه‬

‫صارخا علا هذا ال هج‪]11[ .‬تكفي‬


‫ً‬ ‫ال‬
‫كرس ‪ AJ Greimas‬لد ‪ Maupassant‬مث ً‬

‫لتوعيح المساحات الذه ية التي تة دها‬ ‫ب ك دقائق من ق ار ة هذا الكتا‬

‫من ال ا ‪ ،‬مهما كان‪ .‬ل يتعلق األمر بأه حال من األحوال‬ ‫السيميائية لالقت ار‬

‫"مستوى التعبير"‬ ‫بالتأكيد علا مساهمات ال ا ‪ ،‬ك سخ لتجار الةياة‪ .‬يتي تفكي‬

‫لل ا ب نل م هجي وصولً لا الةد األدنا من منونات ويتي وعك هذه التعبيرات‬

‫المختلفة في عالقة مك "مستوى المةتوى" ‪ ،‬والذه يتي التعامل مع أي ً ا وفًقا‬

‫للخصائا ال نلية لهذه الستثمارات الدللية‪ .‬ن مستوى التجريد الذه تي تةقيق‬

‫‪85‬‬
‫بهذه الطريقة يمنن مقارنت بمستوى تةليالت اللعبة العالئقية التي تقوه عليها القواعد‬

‫الالتي ية ‪ ،‬بواسطة ‪ ، L. Hjelmslev‬في كتاب ‪ Prolegomena‬ل ظرية الل ة‬

‫(الفصل ‪).9‬‬

‫ع دما يتي تطبيق علا الكائ ات المرئية التي تةددها أي ً ا علا أنها "نصوص"‬

‫[‪ ، ]12‬بمجرد استيفا ال روط المطلوبة إلخ اعها للتةليل ‪ ،‬تست تج السيميائية بعد‬

‫ال نل غير الماده للظهور ‪ ،‬وتمت ك عن التعليقات المتعلقة علا وا‬ ‫ل‬

‫الخصوص بد " م مون المةتوى " [‪ . ]13‬دعونا نةاول أن ن رح ب نل ملمو‬

‫ما هو المقصود ه ا بعبارة "م مون المةتوى"‪ .‬في حالة الصورة ‪ ،‬تتمثل حقيقة‬

‫ع د الجانم الجوهره من "رسالتها" قبل كل شي في الم ي ً‬


‫قدما في‬ ‫التوق‬

‫أسلو السيميولوايا الذه يالحظ كيف تلعم الكائ ات المرسومة مك بع ها البعض‬

‫‪ ،‬وكيف تلعم يما يتعلق ببع ها البعض ‪ .‬لقوانين العالي الةقيقي‪ :‬في مدة‬

‫في المرآة ‪ ،‬مقارنة بما يتي‬ ‫الطع من )‪ Magritte (1938‬ي عنس هذا النعنا‬

‫‪ ،‬بال سبة لعنس‬ ‫مالحظت في العالي الةقيقي‪ .‬يمنن مالحظة نفس النعنا‬

‫ال معدان ‪ ،‬في منان م اب من اميك ال واحي (الزاوية اليسرى السفلية لمرآة عادية‬

‫موعوعة علا موقد عاده في ال سخ المةظور (‪ 1937‬لوحة من نفس‬

‫‪Magritte .‬ومك ل ‪ ،‬فإن اللوحتين ت تمي لا نفس المجمك الذه شهدت عالقات‬

‫مك ‪ Magritte‬مثل هذا التطور‪ .‬ولذل فمن المةتمل أن يتي تداول رسالة مهمة بين‬

‫‪86‬‬
‫غالبا ما تكون موحية‬
‫هذين التفصيليين [‪ ، ]14‬لخ‪ .‬تؤده الفرعيات الجوهرية ‪ً ،‬‬

‫ادا ‪ ،‬لا سي اريوهات يمنن أن تؤده لا عواقم طويلة‪.‬است تااات حول الةساسية‬
‫ً‬

‫الخاصة للرسالة المرئية المدروسة واألسلو التصويره ال خصي لل اية الذه ت فذه‪.‬‬

‫يؤده التةليل السيميائي ‪ ،‬الذه يتي أخذه لا نهايت ‪ ،‬علا عنس علي الل ة المرئي‪.‬‬

‫ن يعزل ‪ ،‬ليس عن طريق الستدلل ‪ ،‬ولكن عن طريق الست تاج ‪ ،‬السمات التي‬

‫تخا بالتأكيد األعمال المدروسة ولك ها في نفس الوقت ت اف لا عدد‬

‫الخصائا العامة للرسائل المرئية وبالتالي يمنن أن تكون متاحة للتجار التعبيرية‬

‫األخرى ‪ ،‬قاه بها مبدعون آخرون‪ .‬نود أن نكون قادرين علا أن نعرض ه ا ‪ ،‬طوال‬

‫قويا للمعالجة السيميائية للصورة ‪ ،‬ألن بهذه الطريقة فق يمن ا أن‬


‫مثال ً‬
‫الوقت ‪ً ،‬‬

‫الدللت التي لي تعد ق ار ة بسيطة‪ .‬ولكن‬ ‫نأمل في ال عور بالقوة التوعيةية لةسا‬

‫تةليل بالمع ا الشتقاقي والعلمي للمصطلح [‪ . ]15‬نود أن نعود ‪ ،‬ول سيما لىبول‬

‫كلي [‪ ]16‬من تأليف ف‪.‬تورلمان ‪ ،‬أو عن مقال بقلي ج‪ .‬ه‪.‬فلوش ‪ ،‬والذه تداول‬

‫الكثير ‪" ،‬سره" ‪ ،‬قبل ن ره ألول مرة ‪ ،‬بع وان "كاندي سني ؛ كاندي سني‪ .‬سيميائية‬

‫بالستيني غير تصويره " [‪ . ]17‬ل يمن ا أن نوصي ب دة بق ار ة شاملة‬ ‫خطا‬

‫ومتعمقة لهذين ال صين‪.‬‬

‫أ بتت مثل هذه التةليالت [‪ ]18‬أن ما لي يتي القياه ب من قبل كان ممنًا ‪ ،‬أه‬

‫المعاني المرئية ‪ ،‬والذه يتي اراؤه بالكامل وفًقا للمبادا العالئقية ل ظريات‬ ‫وص‬

‫‪87‬‬
‫سوسور وهيلمسليف‪ :‬لقد أظهروا كيف يمنن أن ينون شنل مع ا ال ا المرئي‪.‬‬

‫موصوفة في حد اتها ‪ ،‬في لعبتها العالئقية الجوهرية وبالتالي ب نل مستقل عن‬

‫عالقتها ا لمراعية بما يبدو أنها الصورة أو األيقونة‪ .‬تأخذ ق ايا المةاكاة أو التمثيل‬

‫مقعدا خلفًيا ‪ ،‬لصالح مراقبة كيفية تعديل المنونات المختلفة (علا مستوى التعبير‬
‫ً‬

‫وعلا مستوى المةتوى ‪ .‬ليني كيف يلخا ‪ J-M Floch‬مراحل ممارست ‪:‬‬

‫ل يستطيك السيميائي أن ينتفي بالت ظير حول الصورة ب نل عاه أو عن‬ ‫"‬

‫العالمة المرئية ؛ يجم علي أن يةدد بصبر وم هجية تك اررات األشنال المختلفة‬

‫التي تظهر في لوحة الفترة التي يفترض أنها تمتل وحدة سيميائية معي ة (مةسوسة‬

‫ال روا في تةليل هذه األشنال المختلفة من أال‬ ‫ومعقولة ‪ .‬يجم علي بعد ل‬

‫تةديد الوحدا ت الثابتة للمع ا التي هي مجرد تكوي ات مت يرة‪ .‬بمجرد ا ار هذه‬

‫التةليالت ‪ ،‬يبقا قبل كل شي ب ا تفاعل العالقات الذه يمنن أن يجعل بدائلها ‪،‬‬

‫أو ارتباطاتها أو استبعادها المتبادل مفهومة ” [‪] .19‬‬

‫للةظة عن هذا التكوين الرابك ‪ ،‬بقلي كاندي سني‪ .‬يطبق العمل الذه قاه‬ ‫دعونا نتوق‬

‫ب ‪ ، J.-M. Floch‬علا الرسالة ‪ ،‬الطريقة الموصوفة في هذا الملخا الذاتي‬

‫والتعليق ال فهي لل اية الذه قدم بعد ب ك س وات‪:‬‬

‫هذه لوحة اعتبرناها" مجردة "‪ ،‬ع دما أخذناها كموعوا تةليل (‪ . ...‬ومك ل‬ ‫"‬

‫‪ ،‬علا مر الس ين ‪ ،‬ا ااو التعبير ‪ ،‬ظهرت هذه اللوحة ل ا ك تيجة لعملية ‪DIY‬‬

‫‪88‬‬
‫(بالمع ا ‪ Lévi-Straussian‬للمصطلح تجسيد "التصويرية العميقة" (لي ينن‬

‫نوعا‬
‫مواودا في ل الوقت وفق نظاه شب رمزه‪ .‬ليس تجر ًيدا ‪ ،‬ن ‪ ،‬بل ً‬
‫ً‬ ‫التعبير‬

‫شبها‪ .‬كيف يمنن التعرف علا هذا ال وا الخاص من‬


‫معيًا من التجريد مةدد ً‬

‫التجريد واقتراح ؟ التعرف علا التك اررات ولي يتي ا ار معادلت الخطوط وال نل‬

‫والمساحات الملونة في يوه واحد‪ :‬لي نستفد من أه تةليل لهذا "التكوين" الذه كان‬

‫يجم أن ينون‪ .‬كان التةيز لتجاوو‬ ‫سي نل بالفعل في نا بالستيني‪ .‬ومك ل‬

‫(‪ ...‬هو ت مين "التكوين الرابك" في اميك نتااات دبليو كاندي سني ‪ ،‬أقل من تل‬

‫التي كانت في "نفس الفترة" من تل التي قدمت نظاه البالستي الذه ي تمي لي هذا‬

‫أحيانا األسطح الملونة‬


‫مفصلة بواسطة شبنة من الخطوط السودا و ً‬
‫العمل‪ :‬مساحة ّ‬

‫المستقلة‪ .‬ل عالقة لد "الق ار ة الجي ية التقليدية"‪ :‬تعتبر اميك األعمال المختارة علا‬

‫أنها ت تمي لا هذا ال ظاه البالستيني خارج التسلسل الزم ي وخارج التكوين‪...( .‬‬

‫ا ركزنا علا اكت اف الع اصر التصويرية ‪،‬‬

‫ل يمنن فهي أو تبرير التةليل الدللي لصي ة "الم ةدر ال ائ " (في الزاوية‬

‫األشنال علا أنها متباي ة‬ ‫اليسرى السفلية من اللوحة ‪ -‬التي تي التعرف عليها خل‬

‫وليست "قابلة للتوفيق" مسبًقا مثل مداخن المصانك أو التةوطات أو مواوين الت ين ‪-‬‬

‫(‪ . ...‬مرة أخرى ‪ ،‬تي تةليل مةتوى وحدات "التكوين الرابك" وفًقا لسياقاتها‬

‫الطوبولواية ؛ ليس علا التعرف علا ال خصيات أو "العالمات األيقونية" التي كان‬

‫‪89‬‬
‫من الممنن أن ُيةني عليها علا الفور بالتجول في اميك التجاهات‪ .‬ن التكوين‬

‫الت نيلي األولي لوحدات اللوحة هو الذه أسس التةليل الدللي وحدده وأدى لا‬

‫روائي موعوعي ‪ ،‬غير قابل لالختزال لبعض "المةتوى الزائد"‬ ‫طالق خطا‬

‫للوحدات التصويرية التي تي اردها في أعمال أخرى» ‪.‬‬

‫هذا العمل الصبور للمقارنات ‪ ،‬الذه تي اراؤه وفًقا للطريقة التي أدت لا ف رموو‬

‫السرده الموعوعي" ‪ ،‬الموعوعات (وهذا‬ ‫حجر رشيد ‪ ،‬يبرو ‪ ،‬عن طريق "الخطا‬

‫‪ ،‬حتا في قوالبها ال مطية ‪ ، ،‬لذل ‪ ،‬من صراا الف ا كما تي اختبارهي في الالوعي‬

‫الروسي الجماعي في بداية القرن الع ري قرن (مةاربة قوى ال ر ‪ ،‬المدي ة الم تصرة‬

‫‪ ،‬قيامة الموتا ‪ ،‬ال عيي األبده للقديسين ‪ ،‬التوسك الالمت اهي للكي ونة ‪ .‬لما ا‬

‫الموعوعي"؟ ألن هذا "الترقيك" يقتصر علا مستوى أقل‬ ‫نتةدث ه ا عن "الخطا‬

‫مجاوية وبالتالي أعمق من التعبير حيث ‪ ،‬علا وا التةديد ‪ ،‬فإن الم ةدر الخ ن‬

‫علا اليسار يظهر في وقت واحد المصانك ‪ ،‬أو التةوطات التي اردتها ال تا ‪ ،‬أو‬

‫عددا من المعادية األخرى ‪ .‬األشنال وفًقا لما‬


‫أن ه اك ً‬ ‫الت ين (ول ش‬ ‫حراش‬

‫أشار لي ‪ J-M‬أعاله ب نل بالستيني م اب لثال ة أماكن آم ة ‪ ،‬انخفض في‬

‫اللوحات التصويرية من نفس الفترة مثل ‪، Citadelle‬سفي ة نوح والجلة الجلجلة‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫وبهذه الطريقة ‪ ،‬يصل التةليل لا مفردات من ال ما ج ‪ ،‬قابلة للتةلل في حد اتها‬

‫لا سمات بصرية ‪ ،‬مك نتائج مما لة لتل التي حصل عليها ف ‪ .‬تقده هذه الخطوة‬

‫األخيرة منانية بات واود مثل هذه السمة البصرية الص يرة أو تل ‪( ،‬نفسها خالية‬

‫من المع ا ولك ها تساهي بقوة في ب ا المع ا في الصيغ ال ام ة في البداية‪.‬‬

‫مثالن‪:‬‬

‫حقيقة أن الخطوط تتقاطك في الجز األيسر من الجدول علا عنس الهياكل‬

‫ال جرية في الجز األيمن حيث ل يتقاطك أحد الخطوط مك ايخر ؛‬

‫وبالمثل ‪ ،‬فإن معالجة اللون تتعارض مك يسار اللوحة بم اطقها الملونة ب نل‬

‫ولكن السطح المقيد ويمين هذا "‪ "diptych‬حيث ت نل م اطق األلوان ال قية‬ ‫منث‬

‫تكوي ات ات امتداد لنهائي‪.‬‬

‫‪ ،‬الذه تي‬ ‫علا اليسار ‪ ،‬فإن اللوحة تتميز حصرًيا برمز الزاوه و ّ‬
‫المقيد والمت اب‬

‫الةصول علي من خالل انتظاه دقيق لل اية للتخطي والخ والخ واللون وعالقات‬

‫األلوان بي هما‪ .‬؛ لقد اعل العمل المقارن من الممنن ‪ ،‬كما قيل ‪ ،‬رب هذه الق اررات‬

‫الصفات المرئية‬ ‫البالستينية بدللت المقاومة ومةاربة قوى ال ر‪ .‬يمنن رب‬

‫المت اق ة علا اليمين ب فس حركة التقار ‪ /‬الست تااات مك موعوعات "ال عيي‬

‫ادا من‬
‫األبده ‪ ،‬التوسك الالمت اهي للواود"‪ .‬دع ا ن يف أن الرسومات القريبة ً‬

‫‪91‬‬
‫لةظة النتها من اللوحة توعح كيف أن الخطوط القليلة التي يمنن أن تبقا علا‬

‫اليمين ‪ ،‬في الرسومات التمهيدية ‪ ،‬ي تهي بها األمر لا أن يتي قمعها بالكامل‬

‫‪،‬‬ ‫ومةوها ب نل ملمو‬

‫ولك ن ‪ ،‬في نفس الوقت ‪ ،‬كما رأي ا ‪ ،‬يولي المةلل ع اية كبيرة إلظهار أن‬

‫منانية واود رمز‬ ‫التخصيصات ال خمة األولا [‪ ]20‬التي تجعل من الممنن رب‬

‫دللة وافتراعية للمدلولت ‪ ،‬يتي وععها علا الفور في حواف بالم اسبة ‪ ،‬فإن الدال‬

‫يراوغ رمزه‪ .‬ن عا ة السمات التصويرية ( اراك شنلي "الم ةدر ال ائ " وقلعة‬

‫بالستيني غير رمزه يةفر‬ ‫سفي ة نوح ‪ /‬صليم الجلجثة يؤده لا اختراا خطا‬

‫في ف ا الحتمالت من خالل براو قماش‪.‬‬

‫في نهاية التةليل ‪ ،‬تظهر بعض الرسوه البيانية الرواب المختلفة التي تي اراؤها‪.‬‬

‫أظهر التةليل أين تكمن قوة المع ا في اللوحة‪ .‬أه تعليق تفسيره آخر ‪ -‬اوهره‬

‫ألن فلسفي أو نفسي أو أيديولواي أو غ ائي ‪ -‬مةظور‪ .‬يأتي هذا األسلو‬

‫المتطرف من قرار تعليق كل ال موض ‪ ،‬كل "ال وعا " المرتبطة بالجوهر (من‬

‫للتركيز علا المخططات التي ل يمنن دح ها لل نل‬ ‫المةتوى والتعبير و ل‬

‫منثفا لدراسة حقيقية ‪،‬‬


‫تطوير ً‬
‫ًا‬ ‫(للتعبير والمةتوى ‪ .‬مثل هذا اإلنجاو ‪ ،‬الذه تطلم‬

‫تبين في ال هاية أن مثمر لل اية ‪ ،‬ألن يعرض ‪ ،‬في نفس الوقت ‪ ،‬ما هو واعةعلا‬

‫از كبير من أعمال كاندي سني والف انين الذين عمل معهي‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫وبهذه الطريقة ‪ ،‬أظهرت العديد من التةليالت للفترة ‪ 1985-1970‬طريقة العمل‬

‫العلمي الذه أدرك ‪ AJ Greimas‬ال مو ج في أعمال القواعد المقارنة وفي األعمال‬

‫التي كرسها ‪ G.‬مجتمعات‪ .‬يهدف تةليل رائك لعاه ‪ 1975‬لا ن ر هره الطبقات‬

‫العقالنية التي تب ي العلوه اإلنسانية من خاللها علميتها ب نل أصيل‪ .‬في الواقك ‪،‬‬

‫فإن "الةوادث في العلوه اإلنسانية" [‪ ]21‬تفك بصبر العالقات ال رورية والمفارقة‬

‫الكت اف لل ظاه الفرده‬ ‫البةث وال ظاه الاتماعي وخطا‬ ‫المواودة بين خطا‬

‫‪" ،(Les Eurékas‬الةلول " الذه "يسمح ل فس أن يسترشد بهدف يتجاووه‪".‬‬

‫كما وصل لي ا ‪ ،‬فإن عمل ‪ J-M Floch‬علا ‪ Kandinsky‬يقده نفس ل ا في‬

‫البةثي وليس في ال نل الع وائي والستفهاه‬ ‫ال نل الموحد والدقيق لهذا الخطا‬

‫الكت اف‪ .‬كان هذا اإلكمال ممن ًا فق ألن يتوافق مك لةظة اميلة من‬ ‫لخطا‬

‫الفرده للبةث فةسم ‪ ،‬بل يعنس أي ً ا ُبعده‬ ‫تثبيت ال ظرية‪ .‬فهو ل يعنس المقيا‬

‫الجماعي‪.‬‬

‫لتوعيح اإلنجاوات الةالية للسيميائية البصرية ‪ ،‬ك ا نود أن نذكر بإيجاو التةده‬

‫الذه أدى لا ن ر مقاربات سيميائية لا رو كو والتي هي أكثر بجانم العمل‬

‫التة يره لالكت اف‪ .‬قامت عدة مجموعات من الباحثين ‪ ،‬كل مجموعة ‪ ،‬بوعك‬

‫تفاصيل علا مسافة من بع ها البعض ودون نقل نتائجها قبل ال ر [‪، ]22‬‬

‫تةلي ًال ل فس اللوحة بواسطة رو كو ‪ ،‬بدون ع وان ‪ .1955-1951 ،‬فكر في لوحة‬

‫‪93‬‬
‫بةجي ‪ 236.9‬سي × ‪ 120.7‬سي م طاة بم اطق لونية ‪ ،‬مستطيلة تقر ًيبا ومرتبة‬

‫تماما للوحة‪ .‬وبهذه الطريقة ‪ ،‬يجم مراعاة نوعين من‬


‫أفقيا ت ل السطح اله دسي ً‬
‫ً‬

‫للمساحات الملونة والةد المستقيي الذه يعطي حافة للسطح‬ ‫الةدود‪ :‬الةد المهد‬

‫أحيانا فرض ال طاقات اللونية ‪ ،‬وبالتالي الدخول في عالقة ال نل‬


‫ً‬ ‫المطلي (‪ . ...‬يتي‬

‫الفي ومي ولواي" لهذه اللوحة التي رسمها اي‬ ‫بالخلفية (‪ . ...‬هذه هي بداية "الوص‬

‫تةليل من ع ر صفةات يهدف لا تةديد الطبيعة‬ ‫ف بوردون‪ .‬يتبك هذا الوص‬

‫مخلصا ب دة‬
‫ً‬ ‫السيميائية لهذه اللوحة‪ .‬يلتزه كل من المؤلفين بالطريقة بي ما يظل‬

‫ألبةا ه ي الخاصة‪ .‬ال تائج متقاربة ب نل مدهش ‪ ،‬لكن هذا التسليي يفتقر لا ما‬

‫اماعي طويل‬ ‫العمل في" ‪ Kandinsky:‬علا مر الس ين" ‪ ،‬انعنا‬ ‫استفاد م‬

‫ومتواعك لموا مة ال تائج الخاصة بنل تةليل ودعي "نتيجة ال تائج" بواسطة مقترحات‬

‫أخير لسيميائية الةساسين والمتةمسين‪ .‬الت طبق نفس‬


‫ًا‬ ‫موحدة‬
‫ّ‬ ‫اديدة ولكن‬

‫علا‬ ‫المالحظات علا ورش العمل الخاصة ب ا حول السيميائية البصرية وكذل‬

‫ا نجح تطوير ال ظرية العامة في‬ ‫المجلد‪ :‬الصورة بين المع ا والدللة [‪. ]23‬‬

‫الوصول مرة أخرى لا مستوى من الستقرار يمنن مقارنت بالمستوى الذه شهدت‬

‫بين عامي ‪ 1970‬و ‪ ، 1985‬فسيتي استيفا شروط استكمال التجار المختلفة التي‬

‫حاليا مرة أخرى‪ .‬يمنن أن يؤده هذا لا صياغة مفاهيي ت يلية بقوة‬
‫يتي اراؤها ً‬

‫مما لة لكل هذه المخططات السردية وغيرها من الدللت التي اددت م اهج‬

‫‪94‬‬
‫مرة أخرى توعيح ما أطلق علي ‪AJ‬‬ ‫المع ا‪ .‬سينون من الممنن بعد ل‬

‫بةث" ‪ ،‬أيال تائج التي ت رك المجتمك العلمي بأكمل ويمنن‬ ‫" ‪Greimas‬خطا‬

‫تدريسها اين‪.‬‬

‫واودها ؛ فق‬ ‫سوف نفهي أين تةدد السيميائية (وخاصة السيميائية البصرية أسبا‬

‫لا أراعيها القاحلة‬ ‫الذوق القوه للعمل العلمي ولألعماق المجردة يمنن أن يجتذ‬

‫‪Toa‬الةقيقي للصةاره األسترالية العظيمة ‪،‬‬ ‫حيث يةمل الم ارة البسيطة ‪،‬‬

‫المؤشرات التالية‪:‬‬

‫أول سمة عالمية لل ة هي العيش من خالل الختالفات والختالفات وحدها ‪،‬‬ ‫"‬

‫دون أه تخفيف مثل الذه قد يأتي من دخال مصطلح يجابي في أه وقت‪ .‬ومك‬

‫ل ‪ ،‬فإن ال خصية الثانية هي أن لعم هذه الختالفات ‪ ،‬في كل لةظة ‪ ،‬مقيد‬

‫ب نل مفرط مقارنة بما يمنن أن ينون ؛ ال ين أو أربعين ع ً‬


‫صرا‪ .‬نع ي بهذا‬

‫حصرًيا‪ :‬مجموا الفروق التي يمنن الةصول عليها عن طريق ‪ 30‬أو ‪ 40‬ع ً‬
‫صرا‪.‬‬

‫أن هذه الع اصر ل يمنن أن تكون صالةة في حد اتها هي البديهية‪ .‬ال ون أو‬

‫أربعون ع ًا‬
‫صر تجعلها اميك ال فقات ‪ ،‬باستث ا الستث ا ات الرئيسية‪ .‬ومك ل ‪ ،‬ل‬

‫كيانا يهي الل ة‪ .‬ولذل ‪ ،‬فإن ا (… ‪] »24[ .‬‬


‫شي يتجاوو ‪ 30‬أو ‪ً 40‬‬

‫ف‪ .‬ده سوسور ‪ ،‬دورة في الل ويات العامة ‪ ،‬طبعة نقدية بقلي آر نجلر ‪،‬‬ ‫(‬

‫يسبادن ‪ ،‬هاراسويتز ‪).3 ، 3342 ، 4 ، 1974-1968( ،‬‬

‫‪95‬‬
‫ا كانت السيمولوايا قد استعارت بعض‬ ‫ن ير لا حرف كتابات سوسور ألن‬

‫القتراعات المتواععة ‪ ،‬ومةدودة لل اية ‪ ،‬من علي الل ة ‪ ،‬بال سبة للسيميائية ‪ ،‬فإن‬

‫نطاق العمل ال ظره لسيد ا يف أبعد ما ينون عن است فاد أو حتا مقيد‪ .‬سينون‬

‫علا ادول أعمال البةث لفترة طويلة قادمة [‪ . ]25‬لكن من الصةيح أي ً ا أن‬

‫عمل يتي ت فيذه وفًقا لمبادئ ‪ ،‬يستدعي حجزه في مجال البةث ‪،‬‬ ‫صعوبة وتق‬

‫دون حرمان المر من ق ار ات راسخة تسمح بمواكبة الكت افات المتعلقة بالعمق‪.‬‬

‫تراكيم الل ات المختلفة‬

‫‪96‬‬
‫مراجع ‪:‬‬

‫‪ -‬الق واي ‪ ،‬صديق ‪ ،‬أبجد العلوه ج ‪ ،‬الطبعة األولا‬

‫‪-‬التهانوه ‪ ،‬ك اف اصطالحات الف ون ‪.999 /1‬‬

‫‪-‬فيردناند ده سوسير ‪ ،‬مةاعرات في علي اللسان العاه ‪ ،‬ترامة عبدالقادر ق ي ي ط‬

‫‪1987 ، 1‬ه ‪ ،‬أفريقيا ال رق ‪ ،‬الدار البي ا ‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪ -‬مينل فيتش ‪ :‬اتجاهات البةث اللساني ‪ :‬ترامة سعد عبدالعزيز مصلوح ‪ ،‬وفا‬

‫كامل فايد ‪ ،‬المجلس األعلا للثقافة ‪ ،‬الهيئة العامة ل ؤون المطابك األميرية ‪2000‬‬

‫‪-‬سي از قاسي ‪ ،‬نعيي حامد أبوويد ‪ :‬أنظمة العالمات – مقالت مترامة ودراسات‬

‫العصرية – القاهرة ‪1986‬‬ ‫لا السيمو طبقا ‪ ،‬دار ابيا‬ ‫مدخل‬

‫فبراير‬ ‫‪-‬اميل حمداوه ‪ ،‬سيميولوايا التواصل وسيميولوايا الدللة ؛ديوان العر‬

‫‪2007‬‬

‫‪-‬عبدهللا ال ذامي – ت ريح ال ا ‪ ،‬دار الطليعة للطباعة وال ر بيروت لب ان ط‪1‬‬

‫‪1987‬‬

‫‪-‬مي ال أريفي واون كلود ايرو ‪ ،‬السيميائية أصولها وقواعداها ترامة رشيد بن‬

‫مال ‪ ،‬مرااعة وتقديي ‪ ،‬عزالدين الم اصرة‬

‫‪،‬مجلة‬ ‫‪-‬التداولية وم زلتها في ال قد الةديث والمعاصر ‪،‬األستا رخور مةمد‬

‫عالمات ‪،‬موقك سعيد ب كراد اإللكتروني العدد ‪1999-12‬‬

‫‪97‬‬
. ‫ الطبعة الثانية‬، ‫ الم ار‬، ‫ أسرار البالغة‬، ‫عبدالقاهر الجرااني‬-

‫الدللة والتواصل عبد القادر‬،‫ ال سق‬:‫ السيميائيات العامة ورهانات األنمو ج اللساني‬-

‫فهيي ال يباني‬

• D. Bensimhon, Lire et comprendre les images à l’école, Paris, Retz, 2001 et du


même auteur « Pour éduquer le regard à l’école élémentaire », Cahiers Pédagogiques,
n° 450, février 2007, pp. 17-18.
• [2]
Il s’agit, par exemple, des notions de format, cadrage, champ, contre-champ, hors-
champ, profondeur du champ et perspective, angles de vue, lignes de force, polysémie
de l’image, etc.
• [3]
R. Barthes, « Le message photographique », Communications, 1, pp. 127-138.
• • [4]
C’est également un des pôles de la recherche menée, actuellement, par François
Rastier. Nous pensons notamment à trois de ses ouvrages publiés aux Presses
universitaires de France : Sémantique interprétative, Arts et sciences du texte, ainsi
que Une introduction aux sciences de la culture.
• [5]
Ce que les premiers numéros de la revue Communications désignait comme les
travaux du Centre d’études des communications de masse.
• [6]
Groupe EIDOS (Étude de l’image dans une orientation sémiologique), université
François-Rabelais à Tours.
• [7]
In P. Fresnault-Déruelle, L’Éloquence des images, Paris, PUF, 1993, chap. 3.
• [8]
Mais on sait combien ces données « immédiatement perceptibles » sont en réalité
largement relatives à une culture donnée et à l’éducation du regard qu’elle a mise en
place dans les esprits qu’elle a formatés.
• [9]
Ici encore, on peut songer aux mises en garde d’Umberto Eco, dans Les Limites de
l’interprétation, Paris, Grasset, 1992 et dans Interprétation et surinterprétation, Paris,
PUF, 1996.
• [10]
On désigne ainsi la 1re sémiotique, très inspirée par les raisonnements scientifiques de
F. de Saussure. (Cf. sur ce point, A. J. Greimas et J. Courtès, Sémiotique I ; A.
Hénault, Histoire de la sémiotique, PUF, coll. « Que-sais-je ? », 1997). La sémiotique
« actuelle » se distingue par sa prise en compte des acquis de la phénoménologie,

98
notamment pour tout ce qui concerne le rôle de la perception dans l’élaboration des
significations.
• [11]
A. J. Greimas, Maupassant. La Sémiotique du texte : exercices pratiques, Paris, Seuil,
1976.
• [12]
On trouvera une définition exhaustive de ce terme de texte selon le métalangage
sémiotique, dans Sémiotique I. Une définition abrégée des quatre termes-clefs du
métalangage nécessaire pour le déchiffrement des grandes analyses de sémiotique
visuelle se trouve dans A. Hénault et A. Beyaert (dir.), Ateliers de sémiotique visuelle,
Paris, PUF, 2004, pp. 234-239.
• [13]
L. Hjelmslev, Prolégomènes à une théorie du langage, Paris, Minuit, 2000, chap. 13.

www.mohamedrabeea.com/books/book1_336.doc
Christian METZ : Essais sémiotiques, éd KLINCKSIE CK, Paris, 1977.
- Ferdinand de Saussure : Cours de linguistique générale, éd Payot,
Paris, 1972.
- Georges Mounin : Introduction à la sémiologie, éd de Minuit, Paris,
1970.
- Hachette : Dictionnaire HACHETTE encyclopédique, Hachette livre,
Paris, 2002.
- Jean Dubois et Autres : Dictionnaire de linguistique, Librairie
LAROUSSE, Paris, 1973.
7- Julia Cristeva : Le langage cet inconnu, coll. Points, Paris, 1981.
- OXFORD UNIVERSITY: OXFORD Learner's Pocket Dictionary,
O.U.P, 2nd ed, 1991.
- Tzvetan Todorov et Oswald Ducrot : Dictionnaire encyclopédique des

sciences du langage, éd du Seuil, Paris, 1972.

- Umberto Eco: Sémiotique et philosophie du langage, Traduit par

Myriem Bouzaher, Press Universitaires de France, Paris, éd 1/1988.

99
-Denis Bertrand, Précis de sémiotique littéraire, Paris, Nathan, coll.

« Fac. Linguistique », 2000

-Claude et Robert Marty, 99 réponses sur la sémiotique, Montpellier,

CRDP Languedoc-Roussillon / CDDP, 1992.

-Louis Hébert, Dispositifs pour l'analyse des textes et des images.

Introduction à la sémiotique appliquée, Limoges, PuLim, 2007.

- Thomas Sebeok (en), Marcel Danesi (éd.), Encyclopedic Dictionary of

Semiotics, Mouton, De Gruyter 1994,

-Jean-Marie Klinkenberg, Précis de sémiotique générale, Louvain-la-

Neuve, De Boeck, 1996 ( = Culture et Communication); repris en

collection de poche, Paris, Le Seuil, coll. Points, no 411, 2000.

100

You might also like