Professional Documents
Culture Documents
ﻢﻳﺮﻜﻟا نآﺮﻘﻟا ﻲﻓ ةدارِﻹا تﺎﻳآ ﻲﻓ ﺔﻴﻤﺳِﻹا ﺔﻠﻤﺠﻟا ﺔﻟﻻَد The meaning of the nominal sentence In the verses of will in the Holy Quran
ﻢﻳﺮﻜﻟا نآﺮﻘﻟا ﻲﻓ ةدارِﻹا تﺎﻳآ ﻲﻓ ﺔﻴﻤﺳِﻹا ﺔﻠﻤﺠﻟا ﺔﻟﻻَد The meaning of the nominal sentence In the verses of will in the Holy Quran
net/publication/373954118
دَﻻﻟﺔ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻹِﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ آﻳﺎت اﻹِرادة ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢThe meaning of the nominal
sentence In the verses of will in the Holy Quran
CITATIONS READS
0 308
3 authors, including:
SEE PROFILE
All content following this page was uploaded by ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔon 16 September 2023.
( )1يُنظر :في النحو العربي نقد وتوجيه :مهدي المخزومي (ت1406هـ).26 :
( )2سورة البقرة.228/
( )3يُنظر :لسان العرب (بعل) :ابن منظور (ت711هـ) ،448،449/1 :والمصباح المنير (بعل) :الفيومي (ت770هـ).56-55 :
( )4يُنظر :األصول في النحو :أبو بكر السراج النحوي (ت316هـ) ،62/1 :وشرح المفصل البن يعيش النحوي (ت643هـ).87/1 :
( )5مجمع البيان للطبرسي أبو علي الفضل بن الحسن (ت.58/57/2 :)548
( )6معاني النحو فاضل صالح السامرائي (حي يُرزق).154/1 :
( )7يُنظر :التفسير الوسيط :تأليف لجنة من العلماء باألزهر.375 :
( )8سورة الصف.8/
( )9يُنظر :شرح المفصل البن يعيش النحوي ،98/1 :ومعاني النحو.153/1 :
ور َّللاِ بِأ َ ْف َوا ِه ِه ْم َويَأْبَى َّللاُ إِالَُّط ِفؤُواْ نُ َولهذا النص القرآني نظير في المعنى والداللة ال التركيب وذلك في قول ِه تعالى" :ي ُِريدُونَ أَن ي ْ
ورهُ َولَ ْو ك َِرهَ ْالكَافِ ُرونَ "(.)13 أَن يُتِ َّم نُ َ
ً ً
ويتض َح لنا ان هذا التركيب مختلف عن آية البحث لوجود "إال االستثنائية" لما فيها تأكيدا ومبالغة على وجوب إظهار نور هللا
وإسالمه وشرائع ِه ومبادئ ِه وإحكام ِه التي سنها وامر بها ولو ك َِرهَ ذلك وأبى أهل الكفر والطغيان والجور.
الصورة الثالثة(( :المبتدأ معرفة (ضمير منفصل) والخبر اسم موصول))
ورا"(.)14 ار ِخ ْلفَةً ِل َم ْن أ َ َرادَ أَن يَذَّ َّك َر أَ ْو أ َ َرادَ ُ
ش ُك ً ومن ذلك قول ِه تعالىَ " :وه َُو الَّذِي َجعَ َل اللَّ ْي َل َوالنَّ َه َ
أن المبتدأ معرفة وهو ضمير منفصل (هو) ،والخبر معرفة ايضا ً وهو اسم موصول (الذي) وفي مثل هذا ففي هذا السياق القرآني َّ
ً
التركيب يد ُل السياق القرآني على االختصاص والقصر الحقيقي ،أي اختصاص هللا عز وجل بجعل الليل والنهار خلفة لمن أراد ()15
أخبرت ب ِه عن األول ،أي :وأنتم محرومون وحالون( ،)22والحرام ،هو وصف لمن ْ على ان تشركهُ بحرف العطف في المعنى الذي
حرم ،هو المكان المحدد المحيط بمك ٍة من جهاتها على حدود معروفة ،وهو مكان ال يصطاد صيده وال أُحرم بحج أو عمرة ،وال َ
()23
يعُضد شجره وال تحل لقطته وهو الذي حددهُ إبراهيم(ع) .
()24 ُ َ
ص ْيدَ َوأنت ْم ُح ُر ٌم" ، واتض َح لنا ورود هذا التركيب في آية أُخرى في سورة المائدة في قول ِه تعالى" :يَا أيُّ َها الذِينَ آ َمنُوا ال ت َقتلوا ال َّ
ْ ُ ُ ْ َ ْ َّ َ
فقد كرر هللا -عز وجل -هذا التركيب وذلكَ تأكيدا ً ومبالغةً في ُحرمة هذا العمل.
الصورة الخامسة الجملة االسمية(( :المبتدأ اسم إشارة والخبر مفرد))
ظا ِل ِمينَ "(.)25 ار َوذَلِكَ َجزَ اء ال َّ ِ َّ نال ب
ِ ا ح
َ ص
ْ َ أ وذلك في قول هللا عز وجلِ " :إنِي أ ُ ِريد ُ أَن تَبُو َء ِبإِثْ ِمي َو ِإثْ ِمكَ فَتَ ُكونَ ِم ْن
اإلشارة للبعيد "ذلكَ " ،و "ذلكَ " يشير ب ِه للدالل ِة على أن المشار الي ِه بعيد جاء التركيب القرآني في هذ ِه اآلية الكريمة متصدرا ً باسم ِ
بزيادة حرفين معا ً في آخر اسم اإلشارة وهما (الم) في آخره ،وتسمى (الم البعد) ويليها "كاف الخطاب" الحرفية ،و "الم البعد"
تزداد مع الكاف في آخر أسماء اإلشارة التي تستعمل للمفرد( ،)26وفي "ذلكَ " إشارة واضحة الى ما قبلها في قول هللا عز وجل
إن ال فرق بين "ذاكَ " و"ذلكَ " وانما هما لغتان فـ (ذلك) بالالم لغة الحجاز ظا ِل ِمينَ " ،وقالوا َّ ار َوذَلِكَ َجزَ اء ال َّ ب النَّ ِ "فَت َ ُكونَ ِم ْن أ َ ْ
ص َحا ِ
()27
و (ذاك) بال الم لغة تميم .
واألصل في اسم اإلشارة يشار بها الى األشياء المشاهدة المحسوسة واستعماله في غير ما يدركه الحس مجاز وذلكَ لتنزيله منزله
المحسوس المشاهد( ،)28والجزاء اس ٌم للمصدر ،والجزاء يكون ثوابا ً ويكون عقاباً ،والصحيح أنهما يستعمالن حسب المعنى الذي
يقصدهُ المتكلم(.)29
( )10إعراب القرآن وبيانه :محي الدين الدرويش (ت1982م) :م .83/10
( )11يُنظر :مجمع البيان للطبرسي.249/9 :
( )12يُنظر :الكشاف :الزمخشري (ت.106 ،105/6 :)538
( )13سورة التوبة.32 /
( )14سورة الفرقان ،62/ويُنظر مثل هذا التركيب النحوي في آيات اإلرادة في سورة آل عمران ،6/واالنعام ،97 ،73/والحديد ،3/والفرقان.47/
( )15يُنظر :معاني النحو.158/1 :
( )16يُنظر :دالئل اإلعجاز :الشيخ عبد القاهر الجرجاني (ت471هـ).132 :
( )17يُنظر :لسان العرب (خلف) ،186/4 :ومفردات الراغب األصفهاني (خلف) (ت1108هـ).295 ،294 :
( )18يُنظر :إعراب القرآن وبيانه :م.37/7
اإلرادة في سورة :االسراء ،19/والتوبة.85/
ِ آيات في النحوي التركيب ( )19سورة المائدة ،1/ويُنظر :مثل هذا
( )20يُنظر :معاني النحو.276/2:
( )21يُنظر :مغني اللبيب :ابن هشام األنصاري (ت136هـ).115/2 :
( )22يُنظر :دالئل االعجاز.178 :
( )23يُنظر :تفسير التحرير والتنوير :ابن عاشور (ت1973م).79 ،78/6 :
( )24سورة المائدة.95/
( )25سورة المائدة.29/
( )26يُنظر :النحو الوافي :عباس حسن (ت1398هـ).271/1 :
( )27يُنظر :معاني النحو.84/1 :
( )28المصدر نفسه.82/1 :
( )29يُنظر :لسان العرب (جزي) ،278/2 :ومفردات الراغب االصفهاني (جزأ).211 :
الصورة السادسة :تكون فيها الجملة األسمية(( :المبتدأ اسم معرفة والخبر مصدر مؤول))
ش ْيئًا أ َ ْن َيقُو َل لَهُ ُك ْن فَ َي ُكونُ "(.)30 كقوله تعالى " ِإ َّن َما أ َ ْم ُرهُ ِإذَا أَ َرادَ َ
أن ففي هذه اآلية الكريمة جاء المبتدأ اسم معرفة متكون من (أمر) ومضافا الي ِه الضمير (الهاء) والخبر مصدر مسؤول متكون من ْ ً
المصدرية والفعل المضارع المنصوب (يقُولَ) فالمصدر هو الحدث المجرد من الفعل .والمصدر المسؤول أصله ُ جملة لها معنى
أنطالق) ،والغرض من اإلخبار بـ(المصدر ٌ حاصل من اإلسناد ،وال يخبر بالمصدر عن اسم الذات فال يصح أن تقول (زيد
المسؤول) هو المبالغة وذلك بجعل العين هو الحدث نفسه(.)31
فاَّللُ تعالى إذا أراد شيئا ً تعلقت قدرته بإجاد ِة األمر التكويني المعبر بـ ( ُكن) وهو أخصر كلمة تعبر عن األمر بالكون أي ،االتصاف َّ
()32
بالوجود ،وقوله عز وجل" :إنما أمره" بمعنى الشأن ألنه المناسب ألفكارهم قدرته على أحياء الرميم .
الصورة السابعة(( :المبتدأ معرفة والخبر متعدد))
()33
ار" . ْ
احدُ القَ َّه ُ ْ س ْب َحانَهُ ه َُو َّ
َّللاُ ال َو ِ ُ
صطفَى ِم َّما يَ ْخل ُق َما يَشَاء ُ َ َّ َ
َّللاُ أ ْن يَت َّ ِخذَ َولدًا ال ْ َ جاءت هذ ِه الصورة في قول ِه تعالى" :لَ ْو أَ َرادَ َّ ْ وقد
(القهار) متعدد من غير عطف ،لعدم وجود تغاير في المعنى ،فقد يجيء للمبتدأ خبران ُ و ُ) د (الواح الكريمة، اآلية في الخبر ورد فقد
وصاعدا .كما قد يكون لهُ أوصاف متعددة ،فالخبر وان كان متعددا من جهة اللفظ فهو غير متعدد من جهة المعنى ،تقول( :هذا قائ ٌم ً ً
قاعد ٌ)( ،)34والسياق الداللي في اآلية الكريمة يدل على التعظيم وانفراد هللا -عز وجل -بالوحدانية والتنزيه من اتخاذ األوالد على من
ي ال يموت(.)35 أن هللا أتخذَ ولداً ،فهو الواحد ال شريك لهُ القهار لخلق ِه بالموت وهو ح ٌ ز َعم َّ
الصورة الثامنة :يكون فيها ((المبتدأ معرفة والخبر جملة فعلية))
َ
ت َوآت ْينَا ض ُه ْم دَ َر َجا ٍ َ َّ َ
ض ِمن ُهم َّمن كل َم َّللاُ َو َرف َع بَ ْع َ ْ َ
ض ُه ْم َعلى بَ ْع ٍ س ُل فَض َّْلنَا بَ ْع َ فالحظ ورود هذ ِه الصورة في قول ِه تعالى" :تِ ْلكَ ُّ
الر ُ
ت َوأَيَّدْنَاهُ بِ ُروحِ ْالقُد ُِس َولَ ْو شَاء َّللاُ َما ا ْقتَتَ َل الذِينَ ِمن بَ ْع ِدهِم ِمن بَ ْع ِد َما َجاءتْ ُه ُم البَيِنَاتُ َولَ ِك ِن ْ
اختَلَفُواْ فَ ِم ْن ُهم َّم ْن ْ َّ سى ابْنَ َم ْريَ َم ْالبَيِنَا ِ ِعي َ
آ َمنَ َو ِم ْن ُهم َّمن َكفَ َر َولَ ْو شَاء َّللاُ َما ا ْقتَتَلُواْ َولَ ِك َّن َّللاَ َي ْف َع ُل َما ي ُِريد ُ" .
()36
حيث ورد المبتدأ اسم إشارة للبعيد (تلك) متصل ب ِه كاف الخطاب والقصد منهُ الخطاب والتبعيد على حسب قصد القاصد ،وقد يُؤتى ُ
جاءت الكاف مطابقة للجمع الن السياق ْ س ُل" فقد ُ ُ الر "تلك تعالى: ه
ِ كقول واحد، قدر على الجميع يعم االمر كان إذا ً ا مطابق بالكاف
يقتضي التوسع واإلطالة في الكالم( ،)37وجيء الخبر في اآلية جملة فعلية متكونة من فعل وفاعل ومفعول ب ِه ،وهي "فضلنا
أن تكون هذ ِه خبرا ً عن هذا المبتدأ ،الن الجملة ك ُل كالم بعضهم" والضمير (نا) يعود على المبتدأ (تلك) ولوال هذا الضمير لم يصحْ ْ
ذكر يربطها بالمبتدأ حتى تصير خبرا وتصير الجملة من تمام المبتدأ تكون الجملة أجنبية، ً مستقل قائم بنفس ِه ،فإذا لم يكن في الجملة ٌ
فلو قلنا "تلك الرسل فُضل بعضها على بعض" فال يوجد عائد على المبتدأ(.)38
الرسل على بعض ألمور ،لئال يغلط غالط فيسوي بينهم في الفضل ،كما استووا في وقد ذكر هللا -عز وجل -تفضيل بعض ُ
الرسالة(.)39
أن الضمير (نا) في (فضلنا) قد أفاد الحصر وإِختصاص الرسل (عليهم السالم) بالتفضيل دون غيرهم. وتبينَ َّ
الصورة التاسعة(( :المبتدأ نكرة والخبر جملة فعلية))
ت صا ِل ُح َي ْرفَعُهُ َوالَّذِينَ َي ْم ُك ُرونَ الس َِّيئَا ِ َّ ال لُ م عال ْ
ِبُ َ َ َو يطَّ ال م
ُِ ل َ
ك ْ
ال ُ د لِلَف ْال ِع َّزة ُ َ ِ ً ِ ِ َ ْ َ
ع ص ي ه ي
ْ َ ل إ ا عيمج وذلكَ في قول ِه تعالىَ " :من َكانَ ي ُِريد ُ ْال ِع َّزة َ َ ِ َّ ِ
ُور"(.)40 شدِيدٌ َو َم ْك ُر أ ُ ْولَئِكَ ه َُو َيب ُ لَ ُه ْم َعذَابٌ َ
"يبور" ،ومن مسوغات ُ (مكر) والجملة فعلية (متكونة من الفعل والفاعل الضمير المستتر) ُ فقد وردَ المبتدأ في اآلية الكريمة نكرة
(مكر) عامل جرا باسم اإلشارة المعرفة الذي بعده ً ُ ً()41
أن تكون عاملة أما رفعا ،او نصبا ،او جرا ،واالسم النكرة ً ً االبتداء بالنكرةْ ،
وهو (أولئك) العائد على "الذين يمكرون السيئات"( ،)42ولقد أشرنا سابقا ً أ َ َّن الجملة الواقعة خبرا ً البد َ لها من وجود رابط يعود على
اإلشارة الى المبتدأ السابق(.)43 المبتدأ ،والروابط أنواع كثيرة ،منها الضمير ،ومنها ِ
اإلشارة (أولئك) ،والضمير المستتر في (يبور) العائد على ِ اسم وهما رابطين، أشتملت آية البحث" :ومكر اولئكَ هو يبور" على ْ وقد
(مكر) ،ووضع اسم اإلشارة موضع االسم الظاهر لإليذان بتميزهم بالشر والفساد عن سائر المفسدين ،أي هم ال غيرهم ،وقد أختلف ُ
في وقوع ضمير الفصل قبل الخبر ،فمنعهُ قوم وجوزهُ آخرون ( ،)44وضمير الفصل يقع بين المبتدأ والخبر ،والغرض منهُ هو
( )30يس ،82/ورود هذا المعنى في آيات اإلرادة في سورة النحل.40 /
( )31يُنظر :معاني النحو.176/1 :
( )32يُنظر :تفسير التحرير والتنوير.79/23 :
33
اإلرادة في :البقرة ،228/واالنفال ،71 ،67/ويونس.107/
( ) سورة الزمر ،4/ويُنظر مثل هذا التركيب النحوي في آيات ِ
( )34يُنظر :شرح المفصل البن يعيش النحوي.99/1 :
( )35يُنظر :مجمع البيان للطبرسي.205/8 :
36
اإلرادة في سورة القصص ،83/والبقرة.253 ،233 ،228/ ( ) البقرة ،253/ويُنظر ورود هذا التركيب النحوي في آيات ِ
( )37يُنظر :معاني النحو.94/1 :
( )38يُنظر :شرح المفصل :أبو البقاء بن يعيش الموصلي الزمخشري (ت538هـ).230/1 :
( )39يُنظر :مجمع البيان في تفسير القرآن.88/2 :
( )40سورة فاطر ،10/ويُنظر مثل هذا التركيب النحوي في آيات اإلرادة في سورة :الروم ،39-38/والطور.42/
( )41يُنظر :مغني اللبيب :ابن هشام األنصاري (ت761هـ).129/2 :
( )42يُنظر :تفسير النسقي :اإلمام عبدهللا بن أحمد بن محمود أبو البركات (ت710هـ).1418/3 :
( )43يُنظر :النحو الوافي.386-385/1 :
( )44يُنظر :إعراب القرآن وبيانه :م.131/8
بأن ما بعدهُ خبر ال تابع ،ففائدة ُ ضمير الفصل للداللة على أن الوارد بعدهُ خبر ،وللتوكيد واالختصاص والقصر ،وإيجاب أ َّن اإلعالم َّ ِ
فائدة المسند ثابتة للمسند اليه دون غيره(.)45
اإلرادة القصر واالختصاص بأن مكر الذين يعملون السيئات هو يبور ،ولو قال عز وجل "ومكر وقد أفاد الضمير (هو) في آية ِ
فمكر أولئكَ آلذين مكروا تلك المكرات هو خاصة يبور أي ُ أولئك يبور" لكان إخبارا ً فقط دون إفادة معنى القصر واالختصاص،
ُور(.)47
عبر بالبوار عن الهالك ،والجمع بُور ،يقال :قو ٌم ب ٌ يكسد ُ ويفسد ُ( ،)46والبوار :فرط الكساد ،و ُ
الصورة العاشرة(( :المبتدأ معرفة والخبر شبه جملة (جار ومجرور)))
سادًا َو ْال َعا ِق َبةُ ِل ْل ُمتَّقِينَ "(.)48
ض َو َال ف ََ ر
ْ ِ َ ْ
األ ي ف ا وُ ل ع د ومن صور هذا النمط قوله تعالىِ " :ت ْلكَ الد ُ
َّار ْاآل ِخ َرة ُ نَجْ َعلُ َها ِللَّذِينَ َال ي ُِري ُونَ ُ ًّ ِ
المقصود بالخبر شبه الجملة هو الظرف والجار والمجرور ،ويقدر النحاة لهما محذوفا ً يتعلقان ب ِه هو عند أكثرهم فعل "أستقر" أو
"كان" وعند قس ٌم آخر اسم (كائن) او (مستقر) ،والراجح كما رجح (ابن هشام)( )49التقدير بحسب المعنى ،وأيدهُ في ذلكَ الدكتور
فاضل السامرائي( ،)50بقول ِه" :إذا أُريد الحدوث قَدر فعل بحسب الزمن ،وإذا أريد الثبوت قَدر اسم ،وعلة التقدير ،إنكَ اذا قلت :زيدٌ
جالس في الدار .وال يجوز أن ٌ في الدار ،قصدتَ الوجود المطلق في ِه ،وإذا أردتَ أمرا ً بعين ِه فال بد من ذكر المتعلق ،فنقول :زيد ٌ
تحذفهُ إال بقرينة"(.)51
وقد وردَ المبتدأ في اآلية الكريمة اسم معرفة معرف بـ ال (العاقبةُ) والخبر شبه جملة جار ومجرور "للمتقين" والمعرفة تكون لما
مستقر للمتقين. ٌ هو محدد ومعلوم بخالف النكرة( ،)52والتقدير :والعاقبة
جاءت تعقيبا ً على ْ ولقد أشار هللا -عز وجل– الى الدار اآلخرة باسم اإلشارة (تلكَ ) تعظيما ً لها وتفخيما ً لشأنها ،واآلية الكريمة
) 53 (
أكدت اآلية الكريمة على ْ فخسف هللا ب ِه وبدار ِه األرض ،وقد َ قصة قارون الذي ملكَ كنوز األرض وأستطال بها على الناس،
ظاهرتين من السلوك السلبي وهما (العلو) و (الفساد).
الصورة الحادية عشرة(( :المبتدأ معرفة (اسم موصول) ،والخبر جملة اسمية مقترنة بالفاء))
ار ُكلَّ َما أ َ َراد ُوا أَن يَ ْخ ُر ُجوا ِم ْن َها أ ُ ِعيدُوا فِي َها َوقِي َل لَ ُه ْم ذُوقُوا سقُوا فَ َمأ ْ َواهُ ُم النَّ ُ
وجاءت هذ ِه الصورة في قول ِه تعالىَ " :وأ َ َّما الَّذِينَ فَ َ ْ
ار الَّذِي ُكنتُم ِب ِه تُك َِذبُونَ "(.)54 َّ
اب ِنال َعذَ َ
واإلبهام ،والخبر جملة إسمية مقترنة بالفاء إن المتأمل في هذا التركيب يجد ُ المبتدأ اسم موصول (الذينَ ) جيء ب ِه للداللة على العموم ِ
وجب َ الخبر تقدم ولو المعنى، في االتصال (فمأواهم النار) ومتكونة من مبتدأ وخبر ،ولوال الفاء الرابطة لكانَ الكالم مفككا ً خا ٍل من
النار الذين فسقوا" ،وقد يتضمن المبتدأ معنى الشرط ،فيصح دخول الفاء في الخبر ،وقد تدخل الفاء على ُ حذف الفاء نحو" :مأواهم
خبر المبتدأ الواقع بعد (أما) وجوباً ،نحو :أما زيدٌ فقائ ٌم ،وال تحذف إال بالضرورة ،او إلضمار القول ،كقول ِه تعالى" :فَأ َ َّما الَّذِينَ
َّت ُو ُجو ُه ُه ْم أ َ ْكفَ ْرتُم"( ،)55وإنما وصل المبتدأ (الذين) في خبر ِه بالفاء (فمأواهم النار) ،لكون الموصول ككلمة الشرط ،والخبر اس َْود ْ
كالجزاء الذي يدخلهُ الفاء ،وقد جاء الفعل الماضي بعد االسم الموصول ماضيا ً وهو بمعنى المستقبل لتضمنه معنى الشرط ،وبين
()56
هللا -عز وجل -مصير الذين كفروا وفسقوا ،أي خرجوا من طاعة هللا وتمردوا عليه ،فمنزلهم النار وكلما أرادوا الخروج منها ُردوا
فردوا إلى مواضعهم(.)57 اليها راغمين مكرهين ،وقيل دفعهم اللهب إلى أعالها ُ
خاتمة البحث
اإلرادة من حيث صورها وأنماطها المختلفة ،وأتض َح َّ
أن لكل صورة مستوى داللي ِ آيات في وصورها االسمية الجملة لقد بينا داللة
متطور .وتلكَ الصور هي:
-المبتدأ اس ٌم ظاهر والخبر مفرد.
-المبتدأ مفرد والخبر ُمعرف ِ
باإلضافة.
-المبتدأ ضمير منفصل والخبر اسم موصول.
-المبتدأ ضمير منفصل والخبر نكرة.
-المبتدأ اسم إشارة والخبر مفرد.
-المبتدأ معرفة والخبر مصدر مؤول.