‫المبحث الثاني‪ :‬الحماية الوطنية الناتجة عن براءة االختراع‬

‫لق د ق درت الم دة القانوني ة لل براءة في أغلب النص وص التش ريعية بعش رين س نة‪ ،‬غ ير قابل ة‬
‫للتجدي د‪ ،‬يتم احتس ابها من ي وم تق ديم طلب ال براءة‪ ،‬ولع ل الس بب الرئيس ي من ف رض الحماي ة الوطني ة‬
‫لالختراع ات ه و تفش ي ظ اهرة المنافس ة الغ ير مش روعة وظ اهرة التقلي د ال تي جعلت ال دول تنظ ر في‬
‫ه اتين الظ اهرتين من خالل توف ير أحك ام ردعي ة وعقوب ات بص ورتين س نتطرق لهام ا في المطل بين‬
‫القادمين بغرض الحد من هذا االعتداء‪:‬‬

‫المطلب األول‪:‬الحماية المدنية لبراءة االختراع‬

‫المطلب الثاني‪:‬الحماية الجزائية لبراءة االختراع‬
 ‫المطلب األول‪ :‬الحماية المدنية لبراءة االختراع‬
‫قرر المشرع حماي ة الحقوق المادي ة واألدبية لصاحب براءة االختراع ومنع االعتداء على أيا‬
‫منهم وأق ام مس ؤولية المعت دي على ه ذه الحق وق م دنيا ف ألزم المعت دي بتع ويض ص احب ال براءة عم ا‬
‫أصابه من أضرار بجوار المسؤولية الجنائية التي جّر م فيها بعض األفعال التي تعد إعتداء على حقوق‬
‫المخترع ‪ ،‬وقد نص عليها المشرع الجزائري في األمر رقم ‪ 07-03‬من خالل المواد ‪ 56‬إلى ‪.60‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دعوى المنافسة غير المشروعة‬

‫إن اله دف من تقري ر ووض ع نظ ام ق انوني لحماي ة الحق وق الناش ئة عن ب راءات االخ تراع ه و‬
‫تنظيم ورس م ح دود المنافس ة الغ ير مش روعة لتل ك الحق وق‪ ،1‬وأن التن افس ه و األس اس ال ذي يق وم علي ه‬
‫المجتمع التجاري‪ ،‬فالمنافسة تدفع إلى االبتكار واإلبداع فهي العامل المحفز للتقدم االقتصادي ولحماية‬
‫ح ق مال ك ال براءة يج وز ل ه رف ع دع وى قض ائية أساس ها الق انوني المنافس ة غ ير المش روعة ض د أي‬
‫شخص يعتدي على اختراعه ولدراسة هذا النظام القانوني يستوجب عليها تحديد تعريف دعوى المنافسة‬
‫غير المشروعة وأركانها‪.‬‬

‫‪-1‬تعريف دعوى المنافسة الغير مشروعة‪:‬‬

‫إن المنافسة غير المشروعة كما يدل عليها إسمها بالذات هي تلك التي تقوم على وسائل ملتوية‬
‫وخادعة ودسائسها ينبذها الشرف واالستقامة‪ ،‬ورغم تعدد هذه الوسائل إلى ما ال نهاية فإن الغاية منها‬
‫تبقى دائم ا هي تحوي ل زب ائن الغ ير‪ ،‬واس تقطابهم وه ذا م ا يس هل التع رف عليه ا مهم ا ك ان الش كل أو‬
‫األس لوب ال ذي تتخ ده‪ ،2‬وه ذا يع ني أن المنافس ة غ ير المش روعة هي اس تخدام أس اليب وط رق مخالف ة‬
‫للقانون يقصد من ورائها إلحاق الضرر بمنافس آخر لجذب العمالء وقد اتجه القانون األردني حسب‬
‫المادة ‪ 02‬من قانون المنافسة الغير مشروعة واألسرار التجارية رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 2000‬أنه‪" :‬يعتبر عمال‬
‫من أعمال المنافسة غير المشروعة كل منافسة تتعارض مع الممارسات الشريفة في الشؤون الصناعية‬
‫والتجارية‪ ،‬أما بالنسبة للمشرع الجزائري فلم يعطي تعريفا لها ولكنه أطلق عليها مصطلح الممارسات‬
‫التجارية غير النزيهة واكتفى بالتعريف الوارد في اتفاقية باريس‪.‬‬

‫‪-1‬زواتين خالد‪ ،‬أطروحة دكتورة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.170‬‬

‫‪- 2‬حمدي غالب الجغبير‪ ،‬العالمات التجارية " الجرائم الواقعة عليها وضمانات حمايتها"‪ ،‬منشورات الحلبي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،2012 ،‬ص‬
‫‪.38‬‬
 ‫‪-2‬أركان المنافسة الغير مشروعة‪:‬‬
‫أس س المش رع الجزائ ري على غ رار ب اقي تش ريعات ال دول األخ رى دع وى المنافس ة غ ير‬
‫المش روعة على القواع د العام ة المطبق ة في المس ؤولية التقص يرية‪ ،‬وه ذا راج ع إلى ع دم وج ود قواع د‬
‫خاص ة‪ ،‬ورف ع دع وى المنافس ة غ ير المش روعة ال يمكن إجرائ ه إال بت وافر أركانه ا‪ :‬الخط أ‪ ،‬الض رر‪،‬‬
‫العالقة السببية‪.‬‬
‫أ‪-‬الخطأ‪:‬‬
‫إن الخطأ عموما هو ترك ما كان يجب فعله‪ ،‬أو فعل ما كان يجب اإلمساك عنه وذلك من غير‬
‫قص د وال إح داث ض رر ومن خالل التعري ف فالخط أ يعت بر ركن أساس ي في دع وى المنافس ة غ ير‬
‫المش روعة‪ ،3‬والخط أ في دع وى المنافس ة غ ير المش روعة يق وم على العم ل المن افي للمنافس ة الح رة‬
‫الشريفة واألمانة والنزاهة ولقيام عنصر الخطأ ال بد من توفر شروط وجود حالة المنافسة فعال‪ ،‬ويقوم‬
‫الخط أ بارتك اب الفع ل غ ير المش روع وبوس ائل منافس ة لص احب ال براءة االخ تراع وق د تك ون منافس ة‬
‫بص نع نفس االخ تراع أو بيع ه أو اس تعماله دون إذن ص احبه‪ ،‬مم ا ي ؤدي إلى تض ليل المس تهلك ح ول‬
‫المنتج‪.4‬‬
‫ب‪-‬الضرر‪:‬‬
‫ال يكفي لقيام دعوى المنافسة غير المشروعة توفر ركن الخطأ فقط‪ ،‬وإ نما يستلزم أن يحصل‬
‫ضرر يصيب المدعي وأن يترتب على ذلك الخطأ‪ ،‬والضرر يمكن أن يكون شيئا ماديا ملموسا‪ ،‬وقد‬
‫يكون معنويا غير ملموس‪ ،‬وقد يكون فوريا أي أنه يحدث في وقت قي ام ال دعوى‪ ،‬وق د يك ون مس تقبال‪،5‬‬
‫والضرر الذي نحن بصدده في هذه الدعوى هو الضرر المعنوي أي المساس بالعمالء وبحسب المش رع‬
‫الجزائري بإمكان المدعى عليه رفع دعوى إلبطال هذه البراءة‪ ،6‬كما ال يشترط أن يك ون الض رر أكي دا‬
‫بل يكفي أن يكون احتمالي وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري وباقي التشريعات األخرى‪.‬‬
‫د‪-‬العالقة السببية‪:‬‬
‫لق د تق رر قانون ا أن ك ل عم ل يق وم ب ه ش خص م ا ويس بب ض رر لغ يره ال ب د أن يل تزم ص احبه‬
‫بالتعويض‪.‬‬

‫‪- 3‬عباس حلمي المنزالوي‪ ،‬الملكية الصناعية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1989 ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪-4‬فاضلي إدريس‪ ،‬مدخل للملكية الفكرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.246‬‬
‫‪-5‬صالح زين الدين الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪-6‬المادة ‪ 60‬أمر ‪ 07-03‬متعلق ببراءة االختراع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫وعليه ال يمكن أن تكون هناك عالقة سببية بين الخطأ والضرر‪ ،‬إال إذا كان هناك ضرر حقيقي‬
‫واقع على صاحب البراءة‪.7‬‬
‫فال يكون للضرر أثر من الناحية القانونية ما لم يكن هذا الخط أ بال ذات ه و الس بب في حدوث ه‪،8‬‬
‫أي أن الضرر كان نتيجة حتمية ومباشرة للخطأ وأنه نتج عن أعمال المنافسة غير المشروعة لصاحب‬
‫براءة االختراع‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬آثار دعوى المنافسة غير المشروعة‬

‫إذا توافرت أركانالمسؤولية التقصيرية وتوافرت أركانها السابقة الذكر كما تم تأكد القضاء من‬
‫وجودها فهنا تنتج آثار مترتبة عن تلك الدعوى تهدف إلى جبر الضرر الذي أصاب صاحب البراءة‬
‫ج راء االعت داء على أح د حقوق ه‪ ،‬ودع وى المنافس ة غ ير مش روعة هي دع وى تعويض ية ت رمي إلى‬
‫الضرر الناجم عن الفعل الضار وتتمثل هذه اآلثار في‪:‬‬
‫‪-1‬التعويض‬
‫‪-2‬وقف أعماالالعتداء في المنافسة غير المشروعة‪.‬‬

‫‪-1‬التعويض‪:‬‬
‫تعتبر مسألة تقدير قيمة الضرر الناتج عن أفعال المنافسة غير المشروعة أمر صعب للغاية‪،‬‬
‫ألن أساس التعويض يقوم على االعتداء بالنسبة للحق في المنافسة‪ ،‬وإ ذا كانت قيمة الضرر مادي ة يكون‬
‫التعويض ماديا وفي هذه الحالة يسهل تقدير قيمة التعويض‪ ،‬أما إذا كان الضرر معنويا ففي هذه الحالة‬
‫تكون هناك بعض الصعوبات في تقدير قيمة التعويض‪ ،‬وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري في المادة‬
‫‪ 48‬من األم ر ‪ 07-03‬المتعل ق ب براءة االخ تراع على أن التع ويض على الض رر يعت بر ح ق بالنس بة‬
‫للمتضرر وله الحق في المطالبة به‪.‬‬
‫وللتعويض صورتان كما يلي‪:‬‬

‫أ‪-‬التعويض عن الضرر المادي‪:‬‬

‫إن التع ويض عن الض رر الم ادي الالح ق بص احب ال براءة نتيج ة المنافس ة غ ير المش روعة‬
‫والمتمثل في المساس بالحق المالي المتمتع به من طرف المضرور‪ ،‬يجب أن يراعى فيه ما لحقه من‬

‫‪-7‬خالد زواتين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.187‬‬

‫‪- 8‬موسى مرمون‪ ،‬ملكية براءة االختراع في القانون الجزائري‪ ،‬رسالة الدكتوراه في ع‪.‬ق‪.‬خ‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.2013 ،‬‬
‫خسارة وما فاته من كسب ومن هذا المنطلق تعني أن الخسارة الالحقة بالمضرور نتيجة أفع ال المنافس ة‬
‫غير المشروعة والكسب الفائت عنصران يستوجب على القاضي مراعاتهما عند تقدير قيمة التعويض‪،‬‬
‫باعتباره أن هذين العنصرين هما معيار تقدير التعويض في الدعوى المدنية وهذا حسب القانون المدني‬
‫الجزائري‪.9‬‬
‫ويقصد بالتعويض محو الضرر إن أمكن أو تخفيف أثره وهذا الضرر يتمثل في الخسارة التي‬
‫تمس أرباح صاحب براءة االختراع‪ ،‬وما يستوجب اإلشارة إليه أن المنازعات المتعلقة بالمنافسة غير‬
‫المشروعة في مجال براءات االختراع أظهر مشاكل عملية ولهذا فإن الخبرة تعتمد على درجة بالغة‬
‫في هذا النوع من الدعاوي‪ ،10‬ألنها تعتبر أهم ركيزة لتبيان التعويض‪ ،‬ولهذا الغرض تلج أ المحكم ة إلى‬
‫مختلف أنواع الخبرة التي تمكنها من تقدير التعويض المقدم إلى المتضرر‪.‬‬

‫ب‪-‬التعويض عن الضرر المعنوي‪:‬‬

‫يتمح ور الض رر المعن وي ح ول فك رة األذى ال ذي يص يب الش خص في س معته أو ش رفه أو‬
‫عاطفت ه أو ش عوره دون أن يس بب خس ارة مالي ة أو اقتص ادية‪ ،11‬والن ب راءة االخ تراع تص در باس م‬
‫ص احبها كون ه ص احب ح ق معن وي‪ ،‬والق انون يع ترف به ذه الحق وق وينس بها لص احب ال براءة دون‬
‫غيره‪.12‬‬
‫إذن القانون يحمي المخترع من كل إعتداء يقع على حق من حقوقه مهما كانت طبيعة االعتداء‪،‬‬
‫وفي حالة وقوع ضرر معنوي لصاحب براءة االختراع يصيبه في كيانه االجتماعي والنفسي‪ ،‬يتوجب‬
‫على القاض ي اإلق رار بتق ديم تع ويض للط رف المتض رر ويق در بمق دار م الي‪ ،‬باإلض افة إلى التع ويض‬
‫األدبي وهذا بنشر الحكم القضائي على ذمة المحكوم عليه في الجرائد اليومية‪.‬‬

‫‪-2‬وقف األعمال المتعلقة بالمنافسة غير المشروعة‪:‬‬

‫باإلض افة إلى حق ص احب ال براءة في المطالب ة ب التعويض الم ادي والمعنوي يح ق ل ه المطالب ة‬
‫بالكف و توقيف األعمال التي تمارس بهدف المنافسة غير المشروعة‪ ،‬ووضع حد لها وهذا عن طريق‬
‫إجراءات تتمثل أبرزها مصادرة الوسائل المستخدمة والحجز عليها وهذا النوع من اإلجراءات تسمى‬

‫‪-9‬المادة ‪ 128‬قانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪- 10‬بن رايد سليمة‪ ،‬تسوية المنازعات الناشئة عن براءات االختراع أطروحة ش‪ .‬دكت‪.‬ق‪،‬ج‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1،2016‬ص ‪.157‬‬
‫‪-11‬المادة ‪ 182‬من قانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪-12‬المادة ‪ 10‬أمر ‪ ،07-03‬مرجع سابق‪.‬‬
‫باإلجراءات الوقائية من أجل الحد من الضرر‪ ،13‬ولهذا المش رع الجزائ ري أج از للقاض ي أن يتخ ذ ع دة‬
‫إجراءات بهدف وقف الضرر الحاصل أو المتوقع حدوثه‪.‬‬

‫أ‪-‬مصادرة الوسائل المستخدمة للمنافسة غير المشروعة‪:‬‬

‫تعرف المصادرة بأنها نزع ملكية مال من مالكه‪ ،‬بغرض إنزال ثمن التعويضات أو الغرامات‬
‫وهي عقوبة عينية‪ ،14‬فباإلضافة إلى اإلق رار ب دفع التع ويض للط رف المتض رر يتعين على المحكم ة أن‬
‫تأمر بمصادرة البضائع واألدوات المستخدمة في ارتكاب التعدي على براءة االختراع‪ ،‬وتسلم البضائع‬
‫واألدوات التي تمت مصادرتها إلى إدارة أمالك الدولة وتعود عائدات بيع السلع إلى الخزينة العمومية‪.‬‬

‫ب‪-‬الحجز‪:‬‬
‫إن مفه وم الحج ز في ه ذه الحال ة يختل ف عن المفه وم الع ام للحج ز ففي ه ذه الحال ة ال نقص د‬
‫الحجز على األموال بهدف التنفيذ عليها الحقا‪ ،‬بل الغاية من الحجز هو ضبط المواد والمنتجات التي‬
‫تأكد وقوع فعل المنافسة غير المشروعة‪ ،15‬والحجز يكون على األجهزة ال تي تس تعمل بغ رض المنافس ة‬
‫غ ير المش روعة‪ ،‬كم ا يمكن أن يك ون على البض ائع ال تي تك ون موض وع المنافس ة الغ ير مش روعة‪،‬‬
‫ويستوجب على القاضي أن يأمر بتحرير محضر جرد وفق اإلجراءات التي حددها القانون‪.16‬‬
‫وينقسم هذا الحجز إلى قسمين‪ :‬حجز التقليد والحجز التحفظي‪.‬‬

‫‪-1‬حجز التقليد‪:‬‬
‫يعتبر حجز التقليد إجراء تحفظي‪ ،‬يتخذه المستفيد من حق الملكية قبل رفع دعوى التقليد‪ ،‬وذلك‬
‫من أج ل إقام ة ال دليل على االعت داء ال ذي ينص ب على حق ه‪ ،‬غ ير أن ه ينبغي ال ذكر‪":‬أن ه ليس إج راء‬
‫إجباريا أو تمهيديا له ذه ال دعوى‪ ،‬وإ نم ا فعاليت ه جعلت ه كث ير االس تعمال‪ ،17‬بحيث أن ه يمنح للض حية ح ق‬
‫الدفاع والحصول على األدلة‪ ،‬وقد يؤدي أحيانا إلى إظهار عدة فاعلين‪.‬‬
‫‪-13‬المادة ‪ 58‬أمر ‪ 03-03‬متعلق بالبراءة‪ ،‬مرجع السابق‪.‬‬
‫‪-14‬بن زايد سليمة‪ ،‬تسوية المنازعات الناشئة عن براءات االختراع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪-15‬المادة ‪ 650‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،08-09‬الصادر عن الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬سنة ‪ ،2008‬ص ‪.170‬‬
‫‪-16‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 472-05‬مؤرخ في ‪ 13/12/2005‬المتعلق بجرد المواد المحجوزة‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 81‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ ،14/12/2005‬ص ‪.12‬‬
‫‪-17‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬
 ‫‪-2‬الحجز التحفظي‪:‬‬
‫يقص د ب ه اإلج راء ال ذي يتخ ذه ال دائن لمن ع مدين ه من التص رف في بعض أموال ه المنقول ة أو‬
‫العقارية خشية تهريبها أو ضياعها‪.18‬‬
‫وعلي ه فإن حج ز التحفظي غرض ه هو التحفظ على أموال المدين وتقييد سلطته عليه ا‪ ،‬ومنع ه‬
‫من التصرف تصرفا يضر بالحاجز‪ ،‬والحجز التحفظي هو صورة من صور الحماية القضائية الوقتية‬
‫للحق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحماية الجزائية لبراءة االختراع‬

‫إن االعتداء على صاحب براءة االختراع في احتكار استغالل اختراعه ينتج جنحة التقليد‪ ،‬حيث‬
‫تع د ه ذه ال دعوى أس اس حماي ة االخ تراع‪ ،‬وتتمث ل في الفع ل ال ذي يق وم ب ه الغ ير باالعت داء على ح ق‬
‫االستئثار الذي يخوله القانون لصاحب البراءة‪ ،‬وذلك بصناعة المنتجات أو استعمال الوسائل المشمولة‬
‫بالحماية‪.19‬‬
‫وق د عم ل المش رع الجزائ ري على تحدي د األفع ال ال تي تش كل اعت داء على حق وق مال ك ال براءة‬
‫والتي تنشأ عنها جرائم ودعاوى جنائية‪ ،‬وتختلف صور التقليد العديدة ولهذا الغرض أقر المشرع حق‬
‫مالك البراءة في رفع دعوى تقليد كما عمل على حمايته عن طريق تخصيص عقوبات متنوعة لهدف‬
‫الحماية‪ ،20‬والحد من جرائم التقليد وهذا ما سنتطرق ل ه في‪ :‬الف رع األول دع وى التقلي د‪ ،‬والف رع الث اني‬
‫العقوبات المقررة لحماية صاحب براءة االختراع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دعوى التقليد‬

‫تتمثل الحماية الالزمة لصاحب براءة االختراع ضد االعتداء على الحق االستئثاري في احتكار‬
‫استغالل اختراعه عن طريق ال دعوى ال تي تس مى "ب دعوى التقلي د"‪ ،21‬ولدراس ة دع وى التقلي د يس توجب‬
‫علينا التطرق إلى‪:‬‬

‫‪-18‬مادة ‪ 646‬قانون ‪ ،08-09‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.126‬‬

‫‪- 19‬علي حساني‪ ،‬براءة االختراع كتسابها وحمايتها بين القانون الجزائري والقانون المقارن‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪180‬‬
‫‪-20‬علي حساني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪185.‬‬
‫‪- 21‬علي حساني‪ ،‬براءة االختراع اكتسابها وحمايتها القانونية بين القانون الجزائري والقانون المقارن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬
 ‫‪-1‬أطراف دعوى التقليد‪:‬‬
‫تق ام دع وى التقلي د من قب ل ص احب ال براءة أو من قب ل ك ل من يس تفيد من الح ق الحص ري‬
‫باستغالل البراءة أو من صاحب رخص ة إجباري ة‪ 22‬وه ذا م ا نص علي ه المش رع الجزائ ري أن يتم رف ع‬
‫دعوى التقليد من طرف مالك البراءة أو خلفه‪ ،‬وإ ذا اشترك شخصان أو عدة أشخاص في إنجاز اختراع‬
‫يخول هذا الحق لكل واحد منهم‪ ،23‬وه ذا يع ني أن الح ق في رف ع دع وى التقلي د يمنح قانون ا لك ل ممتل ك‬
‫شرعي للبراءة وبمجرد انتقال ملكية البراءة ينتقل الحق في رفع دعوى التقليد إلى الطرف المتنازل إلي ه‬
‫أو الطرف المرخص له‪.‬‬

‫‪-2‬طرق إثبات التقليد (إجراءات التحفظية)‪:‬‬

‫بمجرد اعتبار أن صاحب البراءة هو الطرف المدعى في دعوى التقليد‪ ،‬يستوجب عليه إثبات‬
‫عملية التقليد‪ ،24‬ليتمكنصاحب البراءة من جم ع ك ل ال دالئل عن طري ق القي ام ب اإلجراءات التحفظي ة قب ل‬
‫رفع دعوى التقليد تهدف إلى حفظ حقوقه‪ ،25‬ومن ثم يتحصل على األدل ة الالزم ة إلثب ات االعت داء على‬
‫حقه في احتكار استغالل االختراع‪ ،‬وهذا عن طريق إعداد وصف تفصيلي لألشياء المعتبرة مقلدة مع‬
‫حجزها سواء كانت بضائع مقلدة أو منتجات من خالل عدها أو إحصائها من ناحية الشكل وغير ذلك‪،‬‬
‫إضافة إلى القيام بإعداد وصف تفصيلي لآلالت واألدوات التي استخدمت في تقليد براءة االختراع‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات القانونية المقررة لحماية صاحب براءة االختراع‬

‫لق د توس ع االهتم ام لمس ألة حماي ة حق وق مال ك ال براءة على الص عيد الع المي‪ ،‬وق د اتفقت جمي ع‬
‫التش ريعات على من ع ك ل ص ور التع دي عن تل ك الحق وق‪ ،‬وله ذا أق ر المش رع الجزائ ري على غ رار‬
‫مختل ف التش ريعات عقوب ات ته دف إلى حماي ة ص احب ال براءة وإ يق اف التع دي عن حقوق ه تتمث ل في‬
‫عقوبات أصلية وأخرى تبعية وهذا ما سنتطرق إليه فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬عقوبات أصلية‪:‬‬

‫‪-22‬الماد ‪ 58‬من األمر ‪ 07-03‬السالف الذكر‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪-23‬المادة ‪ 10‬أمر ‪ ،07-03‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪.Y.Marcellin, la preuve de la contrefaçon en matière de brevets d’invention-RD propr-intell, 1996 n°68, p 15 -24‬‬
‫‪-25‬زواتين خالد‪ ،‬أطروحة الدكتوره‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫إن ك ل ش خص يق ع من طرف ه تع د على ص احب ب راءة االختراع س واء ك ان ذل ك التع دي تقلي دا‬
‫لالختراع الذي يعتبر موضوع البراءة أو بيع منتجات مقلدة أو عرضها للبيع أو استيرادها أو إخفائها‬
‫بغ رض ال بيع‪ ،‬أو عن طري ق االدع اء زورا بالحص ول عليه ا يص بح عرض ة للعقوب ات المق ررة وف ق‬
‫التشريع المطبق في كل دولة‪.26‬‬
‫وهو الح ال في الجزائر إذ اتجه المش رع الجزائري إلى إق رار عقوب ة جنح ة التقليد هي الحبس‬
‫لمدة تتراوح بين ‪ 6‬أشهر تصل إلى سنتين مع غرامة من مليونين وخمسمائة دينار إلى ( ‪)2500.000‬‬
‫دج إلى عش ر ماليين دين ار جزائ ري (‪ 10.000.000‬دج) أو بإح دى العقوب تين فق ط كم ا تتم المعاقب ة‬
‫بنفس العقوبة التي يعاقب بها المقلد لكل من يتعمد إخفاء عدة أشياء مقلدة أو بيعها أو عرضها للبيع أو‬
‫يدخلها إلى التراب الجزائري‪.‬‬
‫والمالح ظ من خالل العقوب ات أن المش رع الجزائ ري أولىاهتم ام كب ير بالنس بة لموض وع حماي ة‬
‫ب راءة االخ تراع وحق وق ص احبها له ذا عم ل على تش ديد الغرام ة ال تي تص ل إلى عش رة ماليين دين ار‬
‫‪ 10.000.000‬دج كأقص ى ح د وه و م ا يتناس ب م ع الظ روف الراهن ة إذ أن خس ارة المعت دي علي ه‬
‫تواكب الغرامة المفروضة على المعتدي في بعض األحيان‪.‬‬

‫‪-2‬العقوبات التبعية‪:‬‬
‫وفي نفس السياق أجاز المشرع الجزائري للطرف المتضرر جزاء التعدي على حقه في براءة‬
‫االخ تراع‪ ،‬إتخ اذ إج راءات قانوني ة عن طري ق استص دار رئيس المحكم ة ألم ر أو ت دابير ي ؤدي إلى‬
‫محاكمة مرتكب الجرائم المتعلقة بالتعدي على حق ملكية البراءة‪ ،‬كما تتمتع المحكمة أيضا بالنظر في‬
‫دعوى التقليد بسلطة واسعة‪ ،‬حيث يجوز لها اتخاذ بعض التدابير لمنع مواصلة تقليد االختراع موضوع‬
‫النزاع‪ ،‬إذ أن للقاضي سلطة في اللجوء إلى فرض عقوبات تبعية للعقوبات األصلية لضمان تنفيذ الحكم‬
‫القضائي‪ ،‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪-‬المصادرة‪:‬‬
‫يجوز للقاضي أن يحكم بمصادرة األشياء المقلدة‪ ،‬وعند االقتضاء األدوات المستخدمة خصيصا‬
‫لتقلي د ب راءة االخ تراع‪ ،‬ألن ه ذا ق د ي ؤدي إلى إع ادة اس تعمالها مس تقبال لنفس الغ رض‪ ،‬ولم يتم النص‬
‫عليها صراحة من طرف المشرع الجزائري بل نص عليها ضمنيا‪.27‬‬
‫‪- 26‬علي حساني‪ ،‬براءة االختراع اكتسابها وحمايتها بين القانون الجزائري والقانون المقارن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪-27‬المادة ‪ 58‬من األمر ‪ 07-03‬المتعلق بالبراءة االختراع‪.‬‬
 ‫ب‪-‬اإلتالف‪:‬‬
‫ت أمر المحكم ة ب إتالف المنتج ات المقل دة وإ تالف األدوات واآلالت المس تعلمة خصيص ا بغ رض‬
‫التقلي د‪ ،‬وه ذا أم ر ج وازي له ذا ال ينبغي إتالف المنتج ات إال في الحال ة الض رورية مثال ال تي تخص‬
‫و التي تتوفر فيها المواصفات الصحية المطلوب‪ ،‬وعدم الصالحية واالستفادة منها‬ ‫األدوية‪ ،‬الغداء‬
‫و يكون هذا االتالف بحضور و مراقبة الجهة القضائية التي فص لت في‬ ‫والتقليد يشمل نسبة عالية‪.28‬‬
‫دعوى التقليد‬

‫‪-28‬علي حساني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.207‬‬