Professional Documents
Culture Documents
مضمون سلطة العزل كعقوبة تأديبية
مضمون سلطة العزل كعقوبة تأديبية
1
مضمون سلطة العزل كعقوبة تأديبية
سعاد رابح
الملخص :يعتبر الـعـزل ب ـسـبب إه ـمـال المنصب دون مـبـرر إجـ ـراء إداري ي ـ ـت ـ ـخـ ــذ بم ــوجـب قـ ـرار من
الـسلـطـة الـتي لهـا صالحـيـات التـعـيين ،بغض النظر عن الضمانات التأديبية والقانونية األساسية.
مداخلة قدمت في إطار اليوم الدراسي حول العزل من الوظيفة العامة ،المنعقد يوم 27نوفمبر ،2018من تنظيم مخبر المرافق العمومية والتنمية، 1
وبالتعاون مع كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة جياللي ليابس – سيدي بلعباس-
82
المجلد الخامس ،العدد األول2019/ مجلة القانون العام الجزائري والمقارن
مقدمة
أهم السلطات المعترف بها لإلدارة في إطار محافظتها على حسن سير المرفق العام
إن من بين ّّ
ظف المهمل لوظيفته بسبب التخلي عن بانتظـ ـام واضطراد سلطة العزل ،الرتباط تطبيقها على المو ّ
بالمشرع لوضع
ّ أن خطورة استعمال هذه السلطة على المركز القانوني للموظف ،دفعت شك ّ
المنصب .وال ّ
األطر القانونية الضابطة لهذه المسألة .أمر أدى إلى طرح تساؤل حول الطبيعة القانونية لسلطة العزل؟
وإذا كانت هذه الصالحية مرتبطة بسلطة اإلدارة المختصة بالتعيين ،ما هي حدود ممارستها لها؟
هذه األسئلة وغيرها سنحاول اإلجابة عنها باتباع المنهج التحليلي بالنسبة للنصوص القانونية،
االستنتاجي النقدي للعديد من الظواهر والوقائع من خالل محورين :جاء المحور األول تحت عنوان
اإلطار القانوني لسلطة العزل .بينما تمثل المحور الثاني في :حدود ممارسة سلطة العزل.
سأستهل هذه الورقة البحثية على غير العادة انطالقا من النتائج المترتبة على توقيع عقوبة الع ـزل
بنص من المادة 185من القانون
والمتمثلة في الحرمان نهائيا من االلتحاق بالوظيفة العامة مجددا وذلك ّ
ظف الذي كان محل عقوبة التسريحرقم 03/06المتعلق بالوظيفة العامة والتي جاء فيها " ال يمكن المو ّ
العامة".2
ظف من جديد في الوظيفة ّ
أو العزل أن يو ّ
األمر رقم 03/06المؤرخ في 15جويلية 2006يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العامة ،ج.ر.ج.ج.ع 46.لسنة .2006 2
3
المرسوم التنفيذي رقم 321-17المؤرخ بتاريخ 12نوفمبر 2017يحدد كيفيات عزل الموظف بسبب إهم ـ ـ ـال المنص ـ ـب ج.ر.ج.ج.ع 66.لسنة
.2017
83
المجلد الخامس ،العدد األول2019/ مجلة القانون العام الجزائري والمقارن
عرف مجلس الدولة في قرار له صادر بتاريخ 2001/03/12سلطة العزل بتعريفه أوال التخلي
وقد ّ
وعرف ثانيا العزل على ّأنه قطع عالقة العون
عن المنصب بأنه التوقف عن الخدمة دون سبب مقبولّ .
بالمصلحة دون االحترام اإلجباري التأديبي.4
المشرع قد
ّ بالتغيب :بمعنى االنقطاع عن مزاولة الوظيفة وبذلك يكون
ّ التوّقف الفعلي عن الخدمة
يعرضه إلى
ظف وامتناعه عن أداء واجباته والذي ّ حدد بما ال يدع مجاال للتفسير مسألة حضور المو ّ
ّ
نصت على ":يشكـل كل لنص المادة 160من القانون 03/06والتي ّعقوبة أخرى من نوع آخر طبقا ّ
تخل عن الواجبات المهنية أو مساس باالنضباط وكل خطأ أو مخالفة من طرف الموظف أثناء أو ّ
بمناسبة تأدية مهامه خطأ مهنيا ويعرض مرتكبه لعقوبة تأديبية ،دون المساس ،عند االقتضاء ،بالمتابعات
الجزائية".
يمكن تحديد الطبيعة القانونية لسلطة العزل من خالل تمييز سلطة العزل عن غيرها من المفاهيم
المشابهة لها:
لعل الباحث في هذا الموضوع يجد من المصطلحات ما يبعث في نفسه دافع الوقوف على معانيها،
يتم تداول مصطلح إجراء العزل وعقوبة العزل وكثي ار ما نسمع عقوبة العزل وعقوبة
حيث ّأنه كثي ار ما ّ
التسريـح باإلضافة إلى العزل كعقوبة تأديبية والعزل كعقوبة جنائية .هي مفاهيم سنقف على توضيحها
وفقا لآلتي:
4
قرار مجلس الدولة الصادر بتاريخ ،2001-03-12ملف رقم ،881100قضية مديرية التربية لوالية بجاية ضد أيت و.ن.د،غير منشور،
أورده ،غربي أحمد ،ضمانات عزل الموظف العام بسبب اإلهمال ،دراسات وأبحاث المجلة العربية في العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،المجلد ،10
عدد ،3.سبتمبر ،2018ص.417.
84
المجلد الخامس ،العدد األول2019/ مجلة القانون العام الجزائري والمقارن
ليعود مرة أخرى ويستعمل مصطلح إجراء إداري يتوج بقرار في المادة الثالثة من المرسوم الرئاسي
نصت على" العزل بسبب إهمال المنصب دون مبرر مقبول إجراء إداري يتخذ بموجب
321/17والتي ّ
قرار".
أن المشرع في قانون الوظيفة العامة 03/06أدرج العزل ضمن الباب السابع منه تحت ثم نجد ّ
عنوان النظام التأديبي ،بينما استبعده من التصنيف الخاص بالعقوبات التأديبية في المادة ،6163وجمع
بينه وبين عقوبة التسريح في المادة 185من قانون الوظيفة العامة .03/06
وفقا لما تقدم فإن العزل يعد عقوبة وإجراء في ذات الوقت ،غير أنه وبالنظر إلى اآلثار الخطيرة
التي يرتبها من إعدام للعالقة الوظيفية وعدم التوظيف مجددا فإن الرأي الراجح في اعتقادنا ،هو ذلك
القائل بتكييف العزل على ّأنه عقوبة.
وكحل توفيقي وباستقراء النصوص القانونية السالفة الذكر ،بمكن اعتبار العزل من تاريخ مباشرته
إلى ما قبل صدور الق ارر يعتبر بمثابة اإلجراء ،الذي يمكن أن يتوقف إذا ما عاد الموظف إلى ممارسة
مهامه أو قدم العذر المقبول ،ليصبح عقوبة بعد صدور قرار العزل واستيفاء كل اإلجراءات.
كثي ار مايتم تداول مصطلح العزل والتسريح ،على اعتبار أنهما من أخطر العقوبات التأديبية أث ار
أن أهم فرق بينهما هو أنّ التسريح يعد عقوبة من الدرجة الرابعة نتيجة
على حياة الموظف المهنية ،إال ّ
تنص المادة 185من القانون 03/06المتعلق بالوظيفة العامة على ":ال يمكن الموظف الذي كان محل عقوبة التسريح أو العزل أن يوظف من 5
درجات:
-1الدرجة األولى :التنبيه -اإلنذار الكتابي -التوبيخ.
-2الدرجة الثانية :التوقيف عن العمل من يوم ( )1إلى ثالثة ( )3أيام -الشطب من قائمة التأهيل.
-3الدرجة الثالثة :التوقيف عن العمل من أربعـة ( )4إلى ثمانية ( )8أيام -التنزيل من درجة إلى درجتين -النقل اإلجباري.
-4الدرجـة الرابعة :التنزيل إلى الرتبة السفلى مباشرة -التسريح".
85
المجلد الخامس ،العدد األول2019/ مجلة القانون العام الجزائري والمقارن
الخطأ المهني المرتكب طبقا لنص المادة 163التي صنفت العقوبات التأديبية ،حيث اعتبرت التسريح من
عقوبات الدرجة الرابعة.
أما العزل فيكون نتيجة التغيب لمدة خمسة عشر يوما كاملة دون اإلستجابة لألعذار القانونية ،أما
التسريح فيكون نتيجة الخطأ المهني من الدرجة الرابعة.
العزل كعقوبة إدارية تتخذها السلطة التي لها صالحية التعيين ،أما العزل كعقوبة جنائية تتخذها
الهيئة القضائية كعقوبة تكميلية طبقا للمادة الرابعة والمادة التاسعة من قانون العقوبات وغيرها من المواد
األخرى.
بالرجوع لنص المادة 184من القانون 03/06والمادة الثالثة من المرسوم التنفيذي 321/17
نستنج أن المشرع نص على عقوبة العزل ،ولكن وبالنظر لخطورة هذه العقوبة ،فإن السؤال الذي يفرض
أن ممارسة هذه العقوبة يتم دون أي ضمانات تأديبية؟
نفسه ،هل ّ
إن اإلجابة تكون بالنفي ذلك أن عقوبة العزل هي من بين أخطر العقوبات بالنظر لنتائجها الماسة
أن المشرع نص على حد أدنى من الضمانات يتعين احترامها من بالمركز القانوني للموظف ،لذلك نجد ّ
قبل اإلدارة ،وإال كان قرار العزل محال للطعن ،هو ما سيتم تناوله تباعا:
فرض المشرع الجزائري بعض الضوابط الموضوعية واإلجرائية الضرورية ،قبل توقيع عقوبة العزل،
هذه الضوابط يمكن إجمالها في اآلتي:
86
المجلد الخامس ،العدد األول2019/ مجلة القانون العام الجزائري والمقارن
حصر المشرع عقوبة العزل وربطه بوجوب التغيب عن المنصب ،وقد جاء ذلك على سبيل الحصر
ال المثال .7إذ اعتبر أنّ تغيب الموظف الذي هو في حال الخدمة لمدة خمسة عشر يوما متتالية ،ولم
يأخذ بأي سبب آخر ،وهذا في حد ذاته ضمانة للموظف ،حيث ال يمكن لإلدارة أن تحتج بأي سبب آخر
تقيم عليه ق ار ار العزل.8
يشترط التخاذ عقوبة العزل االستمرار والتتالي في الغياب دون انقطاع ،فإذا ما حدث انقطاع في
الغياب بأن عاد الموظف والتحق بمنصبه قبل اكتمال اإلجراءات سقط سبب توقيع العزل من قبل اإلدارة.
يشترط الغياب الجسماني للموظف مدة خمسة عشر يوما ،أما إذا حضر ورفض أداء المهام ،9فذلك
إشكال آخر ينطوي تحت المادة 160من قانون الوظيفة العامة .1003/06
ال يمكن تطبيق عقوبة العزل إذا كان الغياب لعذر مقبول ،والعذر المقبول في مفهوم القانون كل
مانع وحالة قوة قاهرة خارجين عن إرادة الموظف ،شرط أن يتم إثباتهما بطريقة قانونية طبقا للمادة الثانية
فقرة 2من المرسوم .11 321/17مع مالحظة أن هذه األعذار الواردة في المادة جاءت على سبيل
المثال ال الحصر ،ولعل أهمها :الكوارث الطبيعية كالزالزل ،الفيضانات...
تنص المادة 184من القانون 03/06المتعلق بالوظيفة العامة على ":إذا تغيب الموظف لمدة خمسة عشر ( )15يوما متتالية على األقل ،دون 7
مبرر مقبول ،تتخذ السلطة التي لها صالحيات التعيين إجراء العزل بسبب إهمال المنصب ،بعد اإلعذار ،وفق كيفيات تحدد عن طريق التنظيم".
8
غربي أحمد ،ضمانات عزل الموظف العام بسبب اإلهمال ،دراسات و أبحـ ـ ـاث المجلة العربية في العلـ ـ ـوم اإلنس ـ ـانية واالجتماعية ،المجلد ،10
عدد ،3.سبتمبر ،2018ص.418.
بدري مباركة ،التنظيم القانوني لالستقالة ،مجلة الدراسات الحقوقية ،تصدر عن مخبر حماية حقوق اإلنسان بين النصوص الدولية والوطنية، 9
87
المجلد الخامس ،العدد األول2019/ مجلة القانون العام الجزائري والمقارن
العجز البدني الناتج عن مرض أو حادث ،والمثبت بشهادة مؤشر عليها من قبل مصالح الضمان
االجتماعي.
المتابعات الجزائية التي تحول دون استمرار الموظف في منصبه بشكل عادي ،حيث يتم عادة تقديم
الوثائق التي تثبت المتابعة القضائية.وقد اعتبر مجلس الدولة في إحدى ق ارراته حالة االنتداب ألداء
الخدمة الوطنية من بين األعذار القانونية المقبولة.
اشترط المشرع قبل اتخاذ قرار العزل ضرورة ،إعذار الموظف وذلك وفقا لآلتي:
بعد غياب الموظف ليومين متتاليين طبقا للمادة الخامسة من المرسوم التنفيذي ،321/17مع العلم
أن مدة خمسة عشر يوم يتم البدء في احتسابها من أول يوم غياب وليس من آخر يوم عمل فيه.
وفي هذه الحالة إذا استمر الغياب لمدة يومين متتاليين ،تعذر اإلدارة الموظف ،وإذا لم يستجب في
أجل خمسة أيام ،تقدم إعذار ثاني.12
وبذلك يمكن لإلدارة التأكد من نية الموظف في التخلي عن منصبه ،وحتى يكون اإلعذار قانونيا
طبقا للمادة السادسة من المرسوم التنفيذي 321/17يجب أن يتم في شكل رسالة مكتوبة إلى الموظف
المتغيب من طرف السلطة السلمية التي لها صالحية التعيين ،مما يفيد استبعاد اإلعذار الشفهي.
كما يتعين أن يشير اإلعذار إلى النتائج التي سيتعرض لها الموظف في حالة عدم التحاقه
بالمنصب ،أو عدم تقديمه للمبرر المقبول.
كما يشترط في اإلعذار حتى يكون قانونيا أن يكون التبليغ صحيحا ،بأن يتم تبليغ المعني شخصيا
عن طريق البريد برسالة موصى عليها مع إشعار باالستالم في عنوان المعني المسجل في ملفه اإلداري
.13
قـ ــانـ ــون ــا ويرتبطان على وجه الخصوص بما يأتي :الكوارث الطبيعية العجز البدني الناتج عن مرض أو حادث خطير -الم ـت ــابـ ـع ــات الج ـ ـ ازئـ ـي ــة
الـ ـتـي ال تـ ـس ــمح ل ـ ـلـ ـمـ ـع ــني بااللتحاق بمنصب عمله ".
12
تنص المادة الخامسة من المرسوم التنفيذي " :321/17عـنـدمـا تـعــاين اإلدارة غـيـاب الموظف خالل يـ ــومي ()2عـ ــمل م ـ ـتـ ـت ــال ـ ـي ــة تـ ــوجه له
إعـ ــذا ار إلى آخ ــر عنـوان مسـجل في ملفـه اإلداري لاللتحـاق نـصب عمله فو ار .إذا لم يـل ـتـحـق المـوظف بم ـنـصـب عـمــله بـعــد انـق ـضـاء خـمـسة ()5
أيـام عـمل ابـتـداء من تـاريخ اإلعـذار األول أو لم يقدم مبر ار لغيابه توجه له اإلدارة إعذا ار ثانيا".
88
المجلد الخامس ،العدد األول2019/ مجلة القانون العام الجزائري والمقارن
كما يعتبر اإلعذار قانونيا إذا رفض المعني اإلشعار باالستالم ،أو امتنع عن سحب الرسالة
الموصى عليها ،أو غياب الموظف وعدم تواجده في العنوان المصرح به طبقا للمادة السابعة من ذات
المرسوم التنفيذي.14
وبعد استيفاء هذه اإلجراءات يمكن لإلدارة إصدار قرار العزل وفقا لما تملكه من سلطة قانونية ،إال
أن السؤال المطروح هنا :هل يشترط رأي اللجنة المتساوية األعضاء قبل اتخاذ قرار العزل ؟
بالرجوع إلى قانون الوظيفة العامة 03/06وكذا المرسوم التنفيذي ،321/17ال يوجد ما يفيد
وجوب رأي اللجنة المتساوية األعضاء قبل اتخاذ قرار العزل ،مما يؤكد السلطة االنف اردية لإلدارة في اتخاذ
قرار العزل.
لم تنص المادة 184من قانون الوظيفة العامة على ضرورة التسبيب غير أن المرسوم التنفيذي رقم
321/17نص في المادتين الثالثة والحادية عشر على ضرورة تعليل قرار العزل ،كما نصت المادة
الخامسة عشر منه على أنه يعتبر قرار العزل باطل وعديم األثر إذا تم بشكل مخالف ألحكام المرسوم
وبذلك فإن كل قرار جاء خاليا من التسبيب يعتبر باطل وعديم األثر لوجود عيب في ركن الشكل
واإلجراءات ،ويعتبر التسبيب ركن جوهري ألن المشرع اشترطه لمصلحة الموظف.15
وال ينتهي األمر بمجرد صدور قرار العزل بل أن من بين الضمانات كذلك ،التزام آخر يقع على
عاتق اإلدارة ،يتمثل في تبليغ قرار العزل إلى الموظف المعني في أجل ال يتجاوز ثمانية أيام من تاريخ
صدور قرار العزل ،على أن يتم تبليغه في آخر عنوان محفوظ له في ملفه اإلداري.16
13
تنص المادة الخامسة من المرسوم التنفيذي " :321/17يبـّلغ اإلعـذار إلى الموظف المـعـني شخـصـيا عن ط ـريق الـبـريـد بـرســالـة ضـمن ظـرف
مــوصى عـلـيه مع إشعار باالستالم أو بأي وسـيلة قانونية منصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما.
يــجب أن تـ ـش ـيــر ال ــرســالــة المـ ـت ـضـ ّـمـ ـنــة اإلعــذار إلى ال ـعـ ـواقـب ال ـتـي ي ـتـ ـع ــرض لـ ـه ــا المــوظـف الم ـع ــني مـن عــزل وشـطب من تـعـداد المسـتـخـدم دون
أي ضـمـانـة تأديـبـية إذا لم يلتحق بمنصب عمله".
14
تنص المادة السابعة من المرسوم التنفيذي " :321/17يعتبر اإلعذار قانونيا -:إذا رفض المـ ــوظـف الم ـ ـعـ ــني بم ـ ـحـض إرادته ت ـ ـس ـ ـلّم اإلشعار
المتضمنة اإلعذار -عـ ـنـ ــدم ــا يـ ـت ـ ـع ــذر ت ـ ـبـ ـلـ ــيغ اإلع ــذار ب ـ ـسـ ـبـب غـ ـي ــاب
ّ باستالم اإلعذار -إذا امـ ـتـ ــنع عن سـ ـحـب ال ــرس ــال ــة الم ــوصـى عـ ـلـ ـي ــه ــا
ـدونــة من م ـصـالح ال ـب ـريــد فـوق الظـرف البـريدي أو اإلشـعار بـاالستالم الـلذين أعـيدا إلى اإلدارة الموظف المعني عن مسكنه .ت ـع ـت ـبـر المـالحـظــة المـ ّ
في الحاالت المذكورة أعاله بمثابة تبليغ".
15
تنص المادة الحاديةعشر من المرسوم التنفيذي " :321/17إذا لم يلـتـحق الموظف بمـنـصبه فـي نهـاية ال ـيـوم الخــامس ع ـشـر ( )15من الـغ ـيــاب
المـت ـتــالي بــالـرغم من اإلعذارين ،تقوم السـلطة التي لها صالحـيات التعيين ب ـعـزله فــو ار بـق ـرار م ـعـلل ي ـسـري اب ـتــداء من تـاريخ أول يوم من غيابه".
16
تنص المادة الثانية عشر من المرسوم التنفيذي " :321/17يـ ـبـ ـلّغ ق ـ ـرار الـ ـع ــزل إلى المـ ـعـ ــني في أجل ال يتـعدى ثمـانية ( )8أيام ابتـداء من
تاريخ تـوقيعه وفق ن ــفس الـ ـكـ ـيـ ـفـ ـي ــات المـ ـنـ ـصــوص عـ ـلـ ـيـ ـه ــا فـي المــادة 5أعاله ويحفظ في ملفه اإلداري".
89
المجلد الخامس ،العدد األول2019/ مجلة القانون العام الجزائري والمقارن
كما نص المشرع حتى يكون التبليغ صحيحا أن يتضمن وجوبا إعالم المعني بإمكانية تقديم تظلم
والئي للجهة التي أصدرت قرار العزل خالل أجل ال يتجاوز شهرين من تبليغ القرار وإال اعتبر التبليغ غير
قانوني.17
المشرع الموظف المعني بقرار العزل وسيلتين في مواجهة اإلدارة وفقا لما يلي:
ّ خول
م ّكن المشرع من خالل أحكام المرسوم التنفيذي 321/17الموظف من حق التظلم خالل مدة ال
تتجاوز شهرين من تاريخ تبليغ القرار ،ويقدم التظلم إلى الجهة التي أصدرت القرار دون غيرها.
ويتعين على الموظف المتظلم ضد قرار العزل تقديم المبرر وكل ما يملك من أدلة ،وهنا تدرس
ّ
مسه قرار العزل ،وفي هذه الحالة تكون اإلدارة ملزمة باستشارة اللجنة
قدمه الموظف الذي ّ
اإلدارة ما ّ
المتساوية األعضاء ،غير أن مضمون رأي اللجنة المتساوية األعضاء غير ملزم لإلدارة.
وكنتيجة على تقديم التظلم خالل األجل القانوني ،وبعد فحصه من قبل اإلدارة وبعد استشارة اللجنة
المتساوية األعضاء إما :قبول التبرير من قبل اإلدارة ،وفي هذه الحالة يتعين عليها إلغاء قرار العزل
وإعادة إدماج الموظف المعني في منصبه.18
وإما عدم قبول التظلم وما تضمنه من تبريرات .وهنا يمكن للموظف المعني استعمال الوسيلة الثانية
والمتمثلة في الطعن القضائي.
يمكن للموظف الذي صدر ضده قرار العزل أن يطعن فيه قضائيا ،من خالل رفع دعوى أمام
الجهة القضائية المختصة ،حسب الحالة ،والتي قد تكون المحكمة اإلدارية أو مجلس الدولة ،على أن يتم
رفعها خالل أربعة أشهر من تاريخ تبليغه ،مع ضرورة تقديم القرار المطعون فيه.
17
تنص المادة الثانية عشر من المرسوم التنفيذي " : 321/17يـن ـبــغي أن ي ـتـضــمن ت ـب ـلـيغ ق ـرار ال ـعـزل وجــوب ــا مالح ـظــة ت ـع ــلم المــوظف الم ـع ــني
بــأن ق ـرار ال ـعــزل يمــكن أن ي ـكــون مــحل ت ـظ ــلم لــدى ال ـس ـل ـطــة اإلداريــة ال ـتي أصـ ــدرته ،وذلك في أجـل شـ ـهـ ـرين ( (2ابـ ـت ــداء من ت ــاريخ تبليغه".
18
تنص المادة الرابعة عشر من المرسوم التنفيذي ":321/17إذا قـدم المــوظف المـعــزول مـبـر ار م ـقـبـوال خالل األجل المحـدد في المـادة 13أعاله
تـقـوم اإلدارة بـإلـغـاء ق ـ ـرار الـ ـعـ ــزل ب ـ ـع ــد د ارسـ ــة المـ ـبـ ــرر وال ـ ـت ــأكـ ــد من ص ـ ـح ــة الم ـع ـلــومــات وصـالح ـيــة الــوثــائـق الم ـقــدمــة وب ـعــد أخــذ رأي الـلـجنـة
اإلداريـة المـتسـاويـة األعضـاء المختصة إزاء الـسلك أو الرتبة اللذين ينتمي إليهما .وفي ه ــذه الح ــال ــة يـ ـع ــاد إدم ــاج المــوظـف ب ــدون أثــر مالي
رجعي".
90
المجلد الخامس ،العدد األول2019/ مجلة القانون العام الجزائري والمقارن
ويمكن أن يؤسس الطعن على أساس عيب عدم االختصاص ،أو على أساس عدم التسبيب ،أو أنه
جاء بالمخالفة إلجراء اإلعذار مما يجعله مشوبا بعيب الشكل أو عيب مخالفة القانون أو انحراف في
السلطة.
الخاتمة
من خالل ما تقدم فقد أحسن المشرع عمال بأن ضمن حدا أدنى من الضمانات نظ ار لخطورة عقوبة
العزل وأثارها الوخيمة على حياة الموظف المهنية الظرفية والمستقبلية .ومع ذلك يعتبر المشرع أكثر قساوة
نص المادة 185من قانون الوظيفة العامة 03/06عندما منع الموظف الذي ّ
تعرض لعقوبة العزل في ّ
من االلتحاق بالوظيفة العامة مجددا ،فحتى يتم ضمان حقوق الموظف ،لو أن المشرع يخّفف من ّ
شدة
هذه العقوبة بأن يحدد مدة الحرمان من االنتساب للوظيفة العامة لمدة زمنية محددة .كما نقترح ضرورة
األخذ برأي اللجنة المتساوية األعضاء في كل المراحل وقبل اتخاذ قرار العزل.
91