Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 24

‫محاضرات السنة الثانية ليسانس منهجية العلوم القانونية للمجموعتين‬

‫د‪ /‬هامل سعيدة‬

‫يتعامل الطالب الجامعي‪ ،‬و بالتحديد طالب مادة القانون مع مختلف النصوص القانونية‪ ،‬و هو يواجه في الغالب كثر تها و‬
‫تعقيدها‪ ،‬و نجده أثناء دراسته الجامعية يتعامل مع النظري أكثر من التطبيقي‪ ،‬و هو ما قد يخلق له مشاكل في املستقبل و يكبح‬
‫قدراته عند تعامله مع الواقع بعد نهاية دراسته الجامعية‪ ،‬على اعتبار أن املعلومات النظرية وحدها غير كافية لتوضيح مختلف‬
‫املسائل القانونية التي يتعلمها الطالب‪ ،‬وجب تزويده بأعمال تطبيقية تحوي أمثلة قضائية واقعية مقدمة من خالل أحكام و‬
‫قرارات قضائية من املحاكم و املجالس القضائية‪ ،‬أو من خالل استشارات قانونية‪ ،‬باإلضافة إلى نصوص قانونية و فقهية‪ ،‬و‬
‫كذلك تعليمه كيف يقوم بتحرير مختلف الوثائق تحرير ا إداريا‪ ،‬و أيضا طريقة كتابة مذكرة استخالصية ‪.‬فال يمكن للطالب تناول‬
‫ألاعمال التطبيقية بطريقة تلقائية و عشوائية‪ ،‬و إنما يجب أن يكون ذلك وفق مناهج علمية دقيقة لحل املسائل القانونية بشكل‬
‫دقيق و صحيح‪ ،‬و على هذا ألاساس فإن هاته املحاضرات تتضمن مختلف املناهج املتبعة لذلك‪ ،‬و عليه الدراسة ستكون وفقا‬
‫للمحاور التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬منهجية التعليق على النصوص القانونية‪ ،‬وتطبيقها على النصوص القانونية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى النص الفقهي والنص القضائي‪ ،‬يعتبر التعليق على النصوص القانونية أهمها‪ ،‬فمنهجية التعليق على‬
‫النص تمكن الطالب من تعويد نفسه على مواجهة املسائل القانونية املطروحة عليه مهما كانت صعوبتها‪ ،‬وترمي إلى‬
‫تدريب الطالب على استخدام فكره بشكل منطقي وعلمي لحل املسائل التي تعترضه أثناء دراسته ألاكاديمية أو حياته‬
‫العلمية‪ ،‬وذلك بتحليل النص الذي بين يديه وإعادة تركيبه بما يضمن تقديم العالج املناسب للمسألة القانونية‬
‫املطروحة‪.‬‬

‫يتم التعليق على النصوص القانونية وفق منهجية معينة‪ ،‬تمثل مجموع الخطوات التي يتعين على أي طالب‬
‫إتباعها وفق الخطة الكالسيكية املعروفة في كتابة البحوث القانونية املتمثلة في‪ :‬مقدمة‪ ،‬موضوع‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬مع الحرص‬
‫على تضمين كل من املقدمة واملوضوع والخاتمة ما يجب أن تتضمنه من مراحل وخطوات كما سنرى‬

‫‪/1‬مقدمة ‪ :‬ويتم فيما التعليق على النص من الناحية الشكلية وتتضمن املراحل التالية‪:‬‬

‫أ‪ /‬تحديد موقع النص وظروف صدوره‪ :‬لكل نص تاريخ معين وظروف معينة صدر فيها‪ ،‬ووضع النص في إطاره الزماني من‬
‫شأنه املساعدة على فهمه أكثر‪ ،‬خصوصا النصوص القانونية التي تعتبر أكثر من غيرها وليدة الظروف السياسية‬
‫والاقتصادية والاجتماعية التي أملت صدورها ‪.‬‬

‫فتحديد موقع النص يعني وضعه في إطاره الزماني واملكاني بتحديد تاريخه أو تاريخ املصدر الذي أخذ منه رقم‬
‫القانون أو ألامر‪ ،‬رقم الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،‬الصفحة‪ ،‬الباب‪ ،‬الفصل‪ ،‬العنوان‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ب‪/‬التحليل الشكلي للنص‪ :‬تتضمن هذه املرحلة البحث في الشكل الخارجي أو الظاهري للنص من خالل معرفة الاتي‪:‬‬

‫‪ ‬البناء املطبعي للنص‪ :‬قد يوحي البناء الخارجي للنص بمجموعة من املعلومات املفيدة في التعليق كطول أو قصر النص‪،‬‬
‫تقسيم النص إلى فقرات‪ ،‬عدد هذه الفقرات‪ ،‬املصطلحات القانونية املستعملة في النص الدالة على ‪ :‬التوكيد‪ ،‬الوجوب‪،‬‬
‫الجواز‪ ،‬الاختيار‪ ،‬إلالزام‪ ،‬ألامر‪...‬إلخ ‪.‬‬
‫‪ ‬البناء اللغوي والنحوي للنص ‪ :‬ويتم ذلك بالبحث في معاني املفردات‪ ،‬وكيفية الربط بين ألافكار‪ ،‬وألاسلوب املستعمل‪ ،‬ما‬
‫إذا كان متينا ومحكما أو ركيكا ومهمال‪ ،‬وهل لغة النص سليمة أو غير سليمة ‪.‬‬
‫‪ ‬البناء املنطقي للنص‪ :‬منطق النص يظهر من خالل ألاسلوب املستعمل فيه‪ ،‬ورغم أنه ليس من السهل على املحلل التعرف‬
‫على ألاسلوب املستعمل‪ ،‬إال أنه هناك تعابير وصيغ تقربنا من معرفته‪ ،‬سواء كان أسلوب الاستقراء‪ ،‬الاستنباط‪ ،‬القياس‪،‬‬
‫الاختالف‪ ،‬التعريف‪ ،‬التأكيد‪ ،‬الاستفهام‪ ،‬الاستثناء‪ ،‬أو النفي أو غيرها‪. ...‬‬
‫‪ ‬تحليل مضمون النص‪ :‬يتم تحليل مضمون النص عن طريق‪:‬‬
‫‪ -‬تلخيص النص جملة واحدة أو فقرة بفقرة‪.‬‬
‫‪ -‬استخراج ألافكار الرئيسية للنص وشرحها وتقييمها ونقدها‪.‬‬
‫‪-‬املعنى إلاجمالي للنص‪ :‬حيث يقوم املعلق بتلخيص أفكار النص وحوصلتها في فكرة واحدة عامة وشاملة‪.‬‬
‫‪ -‬طرح الاشكالية ‪ :‬هي السؤال القانوني الذي يطرحه النص بحسب الهدف الذي يرمي إلى تحقيقه‪.‬‬
‫‪ -‬التصريح بالخطة‪ :‬للمعلق في ذلك الخيار بين البحث في النص ذاته عن مبادئ ومؤشرات قوية تتكون منها عناصر الخطة‪،‬‬
‫وهي عملية سهلة نسبيا كونها ترتكز على عنصرين مستمدين من النص يتم تقديريهما فيما بعد ‪.‬‬
‫أما الخيار الثاني فيتم فيه إدماج العناصر املختلفة للنص ضمن عناوين فرعية تتالءم وألافكار الرئيسية املستخرجة من‬
‫املعنى الاجمالي للنص‪.‬‬
‫‪-‬املوضوع ‪ :‬وفيه يقوم الطالب بالتعليق على النص القانوني وفقا للخطة املقترحة‪.‬‬
‫‪-‬الخاتمة‪ :‬ويتم فيها استخالص النتائج املتوصل إليها خاصة تلك التي على صلة باإلجابة على الاشكالية املطروحة ‪.‬‬

‫بعد ملحة عن منهجية التعليق على نص قانوني‪ ،‬أدعوكم للضغط على الرابط التالي في قوقل‪ ،‬والذي هو عبارة عن مقال في مجلة‬
‫محكمة جزائرية‪ ،‬حاولت من خاللها الباحثة‪ :‬فطيمي الزهرة التعليق على نص املادة ‪ 121‬مكرر وفقا للتعديل رقم‪ 15/50 :‬املوافق‬
‫ل‪ 25 :‬يونيو ‪ 2550‬من القانون املدني الجزائري‪ ، https://www.asjp.cerist.dz/en/article/29858 ،‬فقط حتى يمكنكم الاطالع‬
‫على املقال وجب عليكم التسجيل في منصة املجالت العلمية الجزائرية‪،‬‬

‫مثال آخر عن منهجية التعليق على نص مادة أو نص قانوني‬


‫التعليق على نص املادة ‪ 111‬قانون مدني جزائري‬
‫‪1 -‬التحليل الشكلي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬طبيعة النص‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫النص محل التعليق نص تشريعي حيث وردت املادة ‪ 111‬في القانون املدني الجزائري الصادر بموجب الامر ……… املتضمن القانون‬
‫املدني املعدل واملتمم بجملة من القوانين اخرها…………‬
‫ب ‪ -‬املصدر الشكلي للنص‪:‬‬
‫أشار املشرع الى نص املادة ‪ 111‬في القسم …‪ .‬املعنون……‪ ..‬الكتاب الثاني ……‪ ..‬الفصل الثاني……‬
‫جـ ‪ :‬املصدر املادي للنص‪:‬‬
‫وهو ما يقابل نص املادة في التشريعات الدول الاخرى مثال املادة ‪ 111‬ق م ج تقابلها املادة ‪ 101‬قانون م م‬
‫د ‪ -‬ظروف النص‪:‬‬
‫‪119‬ق م ج مادة لها اهمية قانونية وعملية في حماية الاطراف املتعاقدة عند عدم الوفاء احد الاطراف املتعاقدة بالتزامه وهي لم‬
‫تحض ى بأي تعديل‬
‫‪2-‬التحليل املوضوعي‪:‬‬
‫أ‪ -‬شرح املصطلحات الورادة في نص املادة‬
‫ب‪ -‬أسلوب النص ‪ :‬وهي النقد املوجه للنص في حد ذاته و هنا تلعب الرصيد اللغوي و الثقافة القانونية دور في مالحظة اسلوب‬
‫املادة فمثال نجد املادة ‪ 111‬ق م ج‬
‫ان املشرع استعمل اسلوب غير واضح ومن جهة ثانية يبدوا واضحا من سياق املادة انها قاعدة تكميلية من خالل عبارة جاز‬
‫د‪ -‬فقرات النص‪:‬‬
‫هـ ‪ -‬الفكرة العامة ‪ :‬املادة ‪ 111‬تتحدث عن مسألة فسخ العقد الذي يتم بحكم القاض ي (الفسخ القضائي)‬
‫و ‪ -‬الافكار الاساسية ‪ :‬املادة ‪ 111‬تتضمن فكرتين‬
‫ف ‪ - 1‬طبيعة الفسخ القضائي ——– تتفرع الى فكرتين ثانويتين‪:‬‬
‫‪-‬تعريف الفسخ القضائي‬
‫‪-‬شروط الفسخ القضائي‬
‫ف ‪ - 2‬أحكام الفسخ القضائي ———– تتفرع الى فكرتين ثانويتين‪:‬‬
‫‪-‬كيفية استعمال الفسخ‬
‫‪-‬سلطة القاض ي في اصدار الفسخ‬
‫‪3-‬اشكالية النص ‪ :‬هل يملك القاض ي سلطة مطلقة في تقرير الفسخ حسب املادة ‪111‬‬
‫‪4-‬الخطة‪:‬‬
‫وهي عادة والتي تعتبر صحيحة هي الخطة التي تحتوي على مبحثين مطلبين وهي الخطة املثالية‬
‫املقدمة‬
‫املبحث ألاول ‪ :‬طبيعة الفسخ القضائي‬

‫‪3‬‬
‫املطلب الاول ‪ :‬تعريف الفسخ القضائي‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬أحكام الفسخ القضائي‬
‫املطلب الاول ‪ :‬كيفية استعمال الفسخ‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬سلطة القاض ي في اصدار الفسخ‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬شروط الفسخ القضائي‬
‫خاتمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬منهجية التعليق على حكم أو قرار قضائي‪.‬‬
‫من بين الدراسات التطبيقية في القانون‪ ،‬يمثل التعليق على ألاحكام أو القرارات القضائية ّ‬
‫أهمها على إلاطالق‪ .‬ذلك أن‬
‫إتقان التعليق على حكم أو قرار قضائي يفترض إلاملام الجيد باملعارف النظرية و املتعلقة بموضوع التعليق و استيعاب‬
‫معطيات املنهجية القانونية التي تسمح بتقييم الحكم أو القرار‪.‬‬
‫املقصود بالتعليق على حكم أو قرار قضائي‪:‬‬
‫كل حكم أو قرار يصدر من جهة قضائية ّ‬
‫يؤدي إلى‬ ‫كل نزاع يعرض على الجهات القضائية يتعلق بمسألة معينة‪ ،‬إذن ّ‬
‫ّ‬
‫تحليل مسألة قانونية‪.‬‬
‫إذن التعليق على حكم أو قرار قضائي هو‪ :‬مناقشة أو تحليل تطبيقي ملسألة قانونية نظرية" تلقاها الطالب في املحاضرة‪".‬‬
‫و التالي فإن منهجية التعليق على قرار أو حكم قضائي هي دراسة نظرية و تطبيقية في آن واحد ملسألة قانونية معينة‪ ،‬إذ أن‬
‫القرار أو الحكم القضائي هو عبارة عن بناء منطقي‪ ،‬فجوهر عمل القاض ي يتمثل في إجراء قياس منطقي بين مضمون‬
‫القاعدة القانونية التي تحكم النزاع‪ ،‬وبين العناصر الواقعية لهذا النزاع‪ ،‬و هو ما يفض ي إلى نتيجة معينة‪ ،‬هي الحكم الذي‬
‫يتم ّ صياغته في منطوق الحكم‪.‬‬
‫من ّثم فإن املطلوب من الباحث أثناء التعليق على القرار‪ ،‬ليس العمل على إيجاد ّ‬
‫حل للمشكل القانوني باعتبار أن القضاء‬
‫قد بث فيه‪ ،‬و لكنه مناسبة للتأمل و محاولة لفهم إلاتجاه الذي ذهب إليه القضاء‪ ،‬هذا من ناحية أخرى‪ ،‬و من ناحية‬
‫أخرى فاملطلوب هو التعليق على قرار ال دراسة قرار بشكل يتجاهل كليا موضوع الدعوى املعروضة‪ ،‬لذلك ال يجوز الغوص‬
‫في بحث نظري للموضوع الذي تناوله ذلك القرار‪ .‬فليس املطلوب هو بحث قانوني في موضوع معين‪ ،‬و إنما التعليق على‬
‫قرار يتناول مسألة قانونية معينة‪.‬‬
‫ّ‬
‫و لكي يكون التعليق على القرار سليما‪ ،‬يجب أن يكون الباحث "املعلق" ّ‬
‫ملما أساسا بالنصوص القانونية التي تحكم النزاع‪،‬‬ ‫ِ‬
‫تعرض للمسألة‪ ،‬و كذا باالجتهاد الذي تناول هذه املسألة و باملراحل التاريخية التي ّ‬
‫مر‬ ‫و أيضا بالفقه قديمه و حديثه الذي ّ‬
‫ّ‬
‫الحل من الوجهة القانونية‪.‬‬ ‫تطوره ّ‬
‫توصال إلى املوقف ألاخير في املوضوع و من ّثم بيان انعكاسات ذلك‬ ‫بها ّ‬
‫كل كلمة وردت في القرار‬‫أي ش يء‪ ،‬و يجب دراسة ّ‬ ‫إن أول ما يتطلبه التعليق هو قراءة القرار أو الحكم عدة مرات دون تدوين ّ‬
‫ألنه من الصعب التعليق على قرار غير مفهوم‪ ،‬ألن املهمة سوف تكون معالجة العناصر و الجهات املختلفة للقرار موضوع‬
‫ّ‬
‫التعليق في الشكل و ألاساس َو ِوفق منهجية مرسومة مسبقا لحاالت التعليق‪ ،‬فال يترك من القرار ناحية عالجها إال و يقتض ي‬
‫التعرض لها في التعليق بإعطاء حكم تقييمي للقرار ّ‬
‫ككل‪،‬و في كافة النقاط القانونية عالجها‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪4‬‬
‫املرحلة التحضيرية و املرحلة التحريرية‪.‬‬
‫منهجية التعليق على قرار‪:‬‬
‫يتطلب التعليق مرحلتين‪ :‬املرحلة التحضيرية و املرحلة التحريرية‪.‬‬

‫‪1-‬املرحلة التحضيرية‪:‬‬
‫في هذه املرحلة يستخرج الطالب من القرار قائمة‪ ،‬يقصد منها إبراز جوهر عمل القاض ي وصوال إلى الحكم أو القرار الذي‬
‫توصل إليه‪ .‬و تحتوي هذه القائمة بالترتيب على‪:‬‬
‫كل ألاحداث التي ّأدت إلى نشوء النزاع ‪:‬تصرف قانوني "بيع"‪ ،‬أقوال "وعد"‪ ،‬أفعال مادية "ضرب"‪.‬و يشترط‪:‬‬ ‫‪1-‬الوقائع‪ :‬أي ّ‬
‫ّ‬
‫إال الوقائع التي ّ‬
‫تهم في ّ‬ ‫ّ‬
‫حل النزاع ‪ ،‬فمثال إذا باع "أ" ل"ب" سيارة ‪،‬و قام "أ" بضرب "ب" دون إحداث‬ ‫*أال يستخرج الباحث‬
‫ضرر‪ ،‬و نشب نزاع بينهما حول تنفيذ العقد‪ ،‬فالقرار يعالج املسؤولية العقدية نتيجة عدم تنفيذ التزام إذن ال داعي لذكر‬
‫الضرب ألن املسؤولية التقصيرية لم تطرح‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أي واقعة ألنه في ّ‬ ‫ّ‬
‫و إن كان يجب عدم تجاهل –عند القراءة املتأنية‪ّ -‬‬
‫عملية فرز الوقائع‪ ،‬قد يقع املعلق على واقعة قد تكون‬
‫الحل الذي وضعه القاض ي إيجابا أو سلبا‪.‬‬‫ّ‬ ‫جوهرية‪ ،‬و من شأنها أن تؤثر في‬
‫زمنيا حسب وقوعها‪ ،‬و مرتبة في شكل نقاط‪.‬‬ ‫البد من استخراج الوقائع متسلسلة تسلسال ّ‬ ‫* ّ‬

‫*إلابتعاد عن افتراض وقائع لم تذكر في القرار‪.‬‬


‫مر بها النزاع عبر درجات التقاض ي إلى غاية صدور القرار ّ‬
‫محل التعليق‪.‬‬ ‫‪ 2-‬إلاجراءات‪ :‬هي مختلف املراحل القضائية التي ّ‬
‫فإذا كان التعليق يتناول قرارا صادرا عن مجلس قضائي‪ ،‬يجب إلاشارة إلى الحكم الصادر عن املحكمة إلابتدائية‪ ،‬و الذي‬
‫كان موضوعا للطعن باالستئناف أمام املجلس القضائي‪ ،‬و إذا كان القرار موضوع التعليق صادرا عن املحكمة العليا‪،‬‬
‫يصبح جوهريا إبراز مراحل عرض النزاع على املحكمة و املجلس القضائي‪.‬‬
‫محل التعليق هو حكم محكمة‪ ،‬فقد تكون لبعض املراحل إلاجرائية في الدعوى أهميتها في تحديد معنى‬ ‫لكن و بفرض أن ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫باملعلق إلاشارة إلى الخبرة‪ ،‬إذا تمت إحالة الدعوى إلى الخبرة‪.‬‬
‫الخبرة‪ ،‬مثال‪ :‬يجدر ِ‬

‫‪ّ 3-‬‬
‫إلادعاءات‪ :‬و هي مزاعم و طلبات أطراف النزاع التي استندوا عليها للمطالبة بحقوقهم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يجب أن تكون ّ‬
‫إلادعاءات مرتبة‪ ،‬مع شرح ألاسانيد القانونية‪ ،‬أي ذكر النص القانوني الذي اعتمدوا عليه‪ ،‬وال يجوز‬
‫إلاكتفاء بذكر "سوء تطبيق القانون"‪ ،‬أو "مخالفة القانون‪".‬‬
‫فالبناء ّكله يعتمد على ّ‬
‫إلادعاءات‪ ،‬و ذلك بهدف تكييفها و تحديد ألاحكام القانونية التي تطبق عليها‪ ،‬أي أن ألاحكام و‬
‫إلادعاءات يمكن التعرف عليها من خالل عبارات "عن الوجه ّ‬
‫ألاول"‪ ،‬أو‬ ‫القرارات ّ‬
‫البد أن تستند إلى ّادعاءات الخصوم‪.‬و ّ‬

‫استنباطها من عبارات "حيث يؤخذ على القرار"‪" ،‬حيث يعاب على القرار"‪ "،‬حيث ينعى على القرار‪" .‬‬
‫ألن تضارب ّ‬ ‫ّ‬
‫إلادعاءات يثير مشكال‬ ‫‪4-‬املشكل القانوني‪ :‬و هو السؤال الذي يتبادر إلى ذهن القاض ي عند الفصل في النزاع‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قانونيا يقوم القاض ي بحله في أواخر حيثيات القرار‪ ،‬قبل وضعه في منطوق الحكم‪.‬إذن املشكل القانوني ال يظهر في القرار و‬
‫الحل القانوني الذي ّ‬
‫توصل إليه القاض ي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّإنما يستنبط من ّ‬
‫إلادعاءات و من‬

‫‪5‬‬
‫ومن شروط طرح املشكل القانوني‪:‬‬
‫البد أن يطرح في شكل سؤال أو ّ‬
‫عدة أسئلة‪ ،‬أي سؤال رئيس ي و أسئلة فرعية‪.‬‬ ‫‪ّ -‬‬
‫ّ‬
‫عرفيا؟ يطرح السؤال ‪ :‬هل الرسمية ركن في انعقاد البيع‬ ‫‪-‬أن يطرح بأسلوب قانوني‪ ،‬فعوض هل يحق ل "أ" أن يبيع عقاره‬
‫العقاري؟‬
‫تطبيقيا‪ :‬فمثال الطرح النظري هو هل التدليس عيب في العقد‪ ،‬و الطرح التطبيقي هل تعتبر‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬إعادة طرح إلاشكال طرحا‬
‫قابلية العقد لإلبطال؟‬ ‫تدليسية ّ‬
‫تؤدي إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫املعلومات الخاطئة التي أدلى بها "أ" ل "ب" بخصوص جودة املبيع حيلة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حل النزاع ّأما املسائل التي لم‬
‫املعلق أن يبحث عن املشكل القانوني الذي يوصله إلى ّ‬ ‫‪-‬أال ٌيستشكل ماال مشكلة فيه‪ :‬فعلى‬
‫قانوني‪.‬فمثال إذا تبين من وقائع القرار ّأنه ّتم عقد بيع عقار ّ‬
‫عرفيا ‪ّ ،‬ثم وقع نزاع‬ ‫ّ‬ ‫يتنازع عليها ألاطراف‪ ،‬فال تطرح كمشكل‬
‫ّ‬ ‫حول ّ‬
‫صحة العقد‪ ،‬فال داعي للتساؤل‪ :‬هل البيع الذي ّتم بين "أ" و "ب" هو عقد عرفي ألن هذا ثابت من الوقائع و ال إشكال‬
‫فيه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫القانونية املعروضة من خالل الحكم أو‬ ‫‪-‬بقدر ما طرح إلاشكال بطريقة صحيحة بقدر ما ٌيوفق املعلق في تحليل املسألة‬
‫القرار القضائي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتوخى في شأنه ّ‬ ‫ّ‬
‫الدقة على اعتبار أن تحليالته‬ ‫إذن املرحلة التحضيرية هي عبارة عن عمل وصفي من قبل املعلق و عليه أن‬
‫ّ‬
‫الالحقة‪ ،‬سوف تنبني على ما استخلصه في هذه املرحلة‪.‬‬
‫‪2-‬املرحلة التحريرية‪:‬‬
‫ّ‬
‫تقتض ي هذه املرحلة وضع خطة لدراسة املسألة القانونية و إلاجابة على إلاشكال القانوني الذي يطرحه القرار ّثم مناقشتها‬
‫ّ‬
‫‪.‬و يشترط في هذه الخطة‪:‬‬
‫مصممة في شكل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مقدمة‪ ،‬صلب موضوع يحتوي على مباحث و مطالب و خاتمة‪.‬‬ ‫‪-‬أن تكون خطة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالقضية و أطراف النزاع من خالل العناوين‪ .‬فعلى املعلق تجنب الخطة النظرية‪ ،‬كما‬ ‫تطبيقية‪ ،‬أي تتعلق‬ ‫‪-‬أن تكون خطة‬
‫ّ‬
‫ستؤدي حتما إلى تكرار املعلومات‪.‬‬ ‫عليه تجنب الخطة املكونة من مبحث نظري و مبحث تطبيقي ألن هذه الخطة‪،‬‬
‫ّ‬
‫‪-‬أن تكون خطة دقيقة‪ ،‬فمن ألاحسن تجنب العناوين العامة‪.‬‬
‫‪-‬أن تكون خطة متوازنة و متسلسلة تسلسال منطقيا بحيث تكون العناوين من حيث مضمونها متتابعة وفقا لتتابع وقائع‬
‫ّ‬
‫القضية‪ ،‬فتظهر بذلك بداية القضية في بداية الخطة‪ ،‬كما تنتهي القضية بنهاية الخطة‪.‬‬
‫يتم استخراج اشكاليتين قانونيتين‪ ،‬و تعالج كل‬‫‪-‬أن توضع خطة تجيب على املشكل القانوني املطروح‪ ،‬فإذا كان ممكنا ّ‬
‫واحدة منهما في مبحث‪ ،‬و هي الخطة املثالية في معالجة أغلب املسائل القانونية املطروحة من خالل ألاحكام و القرارات‬
‫ّ‬
‫القضائية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫بعدما يضع املعلق الخطة بكل عناوينها‪ ،‬يبدأ من خاللها في مناقشة املسألة القانونية التي يتعلق بها الحكم أو القرار‬
‫القضائي ّ‬
‫محل التعليق ابتداء باملقدمة مرورا بصلب املوضوع‪ ،‬إلى أن يصل إلى الخاتمة‪.‬‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫ّ‬
‫املعلق بعرض موضوع املسألة القانونية ّ‬
‫محل التعليق في جملة وجيزة‪ ،‬بعدها يلخص قضية الحكم أو‬ ‫في املقدمة‪ ،‬يبدأ‬

‫‪6‬‬
‫إلادعاءات منتهيا بطرح املشكل القانوني بصفة‬ ‫كل من الوقائع و إلاجراءات و ّ‬
‫القرار فقرة متماسكة‪ ،‬يسرد فيها بإيجاز ّ‬
‫ّ‬ ‫مختصرة تعتبر كمدخل إلى صلب املوضوع ‪ .‬فاإلنطالق من املحكمة مصدرة القرار مثال له ّ‬
‫أهمية قصوى‪ ،‬حيث يمكن‬
‫الباحث من املقارنة في التحليل بين قضاة ّ‬
‫عدة محاكم ملعرفة إلاتجاه الغالب بالنسبة لإلجتهاد القضائي‪ّ .‬أما إذا كان القرار‬
‫صادرا من املحكمة العليا‪ ،‬فيمكن مقارنته مع غيره من القرارات الصادرة من املحكمة العليا‪ .‬كما أن ذكر تاريخ صدور‬
‫القرار له أهمية ملعرفة ما إذا كان قد وقع هناك ّ‬
‫تحول لإلجتهادات السابقة‪ ،‬أم وقع تفسير جديد لقاعدة قانونية معينة‪ ،‬أم‬
‫ّتم اللجوء إلى قاعدة قانونية أخرى ‪....‬إلخ‬
‫املوضوع‪:‬‬
‫ّ‬ ‫في صلب املوضوع يقوم املعلق في ّ‬
‫كل نقطة من نقاط الخطة "عنوان" بمناقشة جزء من املسألة القانونية املطلوب‬
‫ّ‬
‫الحل القانوني النزاع‪ .‬فالدراسة تكون موضوعية و شخصية‪.‬‬ ‫دراستها‪ ،‬مناقشة نظرية و تطبيقية مع إعطاء رأيه في‬
‫أوال‪ :‬الدراسة املوضوعية‪ :‬نشير في هذه الدراسة إلى‪:‬‬
‫‪-‬موقف هذا الحل بالنسبة للنصوص القانونية‪ ،‬هل استند إلى ّ‬
‫نص قانوني؟ هل هذا النص واضح أم غامض؟ كيف ّتم‬
‫تفسيره؟ ووفق ّ‬
‫أي اتجاه؟‬
‫ّ‬
‫الحل بالنسبة للفقه‪ ،‬ماهي آلاراء الفقهية بالنسبة لهذه املسألة‪ ،‬ما هو الرأي الذي اعتمده القرار –موقف هذا‬ ‫‪-‬موقف‬
‫ّ‬
‫يشكل نقطة ّ‬ ‫الحل بالنسبة لالجتهاد‪ ،‬هل يتوافق مع الاجتهاد السابق ‪،‬أم ّ‬ ‫ّ‬
‫تحول بالنسبة له؟‬ ‫يطوره أم أنه‬
‫محل التعليق‪ّ ،‬ثم الرجوع في ّ‬
‫كل ّ‬ ‫ّ‬
‫املتعلقة باملسألة القانونية ّ‬ ‫ّ‬
‫مرة إلى‬ ‫و بالتالي يجب على املعلق إلاستعانة باملعلومات النظرية‬
‫محل التعليق لتطبيق تلك املعلومات على القضية املطروحة‪.‬‬ ‫حيثيات الحكم أو القرار ّ‬
‫ّ‬
‫للحل الذي جاء به القرار ‪ .‬و هل يرى املعلق بأن هناك حكم أفضل له‬ ‫ثانيا‪ :‬دراسة شخصية‪ :‬من خالل إعطاء حكم تقييمي‬
‫ّ‬
‫الحل املعطى‪ ،‬دون أن تكون له سيئاته‪.‬‬ ‫نفس محاسن‬

‫أن املشكل القانوني الذي يطرحه الحكم أو القرار القضائي ّ‬‫ّ‬


‫محل‬ ‫الخاتمة‪ :‬و في الخاتمة يخرج الباحث بنتيجة مفادها‬
‫ّ‬ ‫حل قانوني ّ‬ ‫ّ‬
‫الحل الذي توصل إليه القضاة ّإما‬
‫ّ‬ ‫معين يذكره املعلق معالجا بذلك‬ ‫يتعلق بمسألة قانونية معينة لها ّ‬ ‫التعليق‬
‫ّ‬
‫باإليجاب أي بموافقته مع عرض البديل‪ ،‬و بهذا يختم املعلق تعليقه على القرار‪.‬‬
‫ْ‬
‫تعليق على قرار قضائي‪.‬‬ ‫نموذج على ال‬
‫التحليل الشكلي (مقدمة)‬
‫أطراف النزاع‪:‬‬
‫تبيان شخصية إلاطراف من رفع الدعوى من استأنف من طعن بالنقض‬
‫(ذكر ألاسماء و الصفات تاجر ‪ ,‬أم ‪ ,‬معلم)‬
‫الوقائع‪:‬‬
‫ذكر كل الوقائع املادية ( و ليست القانونية ) بنوع من التفصيل‪:‬‬
‫ميالد ‪ ,‬وفاة ‪ ,‬حادث ‪ ,‬تهدم بناء‪.‬‬
‫إلاجراءات‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫‪-‬رفع الدعوى أمام املحكمة ‪ .....‬يوم‪........‬‬
‫صدور حكم ‪ ......‬يوم ‪ ........ :‬قض ى ب‪: ...........‬‬
‫‪-‬طعن باالستئناف أمام مجلس قضاء ‪ .....‬يوم‪.......‬‬
‫صدور قرار ‪ ......‬يوم ‪ ........ :‬قض ى ب‪: ...........‬‬
‫‪-‬طعن بالنقض أمام املحكمة العليا يوم‪.......‬‬
‫صدور قرار ‪ ......‬يوم ‪ ........ :‬قض ى ب‪: ...........‬‬
‫الادعاءات‪:‬‬
‫عن الوجه الذي أثاره الطاعن ( تنقل حرفيا من القرار)‬
‫ألاول ‪ :‬املأخوذ من طرف الشكليات الجوهرية لإلجراءات كون‪......‬‬
‫الثاني ‪ :‬مأخوذ من خرق القانون وقصور الاسباب‪...‬‬
‫املشكل القانوني‪:‬‬
‫هل ‪ .........‬؟‬
‫(و هي أهم ما في التحليل كله بعض ألاساتذة في الامتحانات يطالعون فقط إلاشكالية هل أن الطالب يناقش املوضوع باحترافية أم‬
‫أنه خارج املوضوع لذا أرجو من الطلبة معرفة جيدا ما موضوع القرار ماذا يناقش بالضبط ويبلور اشكاليته على هذا ألاساس )‬
‫الحل القانوني‪:‬‬
‫‪-‬حيث ‪ ( ......‬نقل حرفي آلخر حيثية موجودة في القرار )‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫و عليه ‪ ........‬بأداء املصاريف(نقل حرفي ملا هو موجودة في القرار )‬
‫التصريح بخطة البحث‪ :‬و هي إجابة معمقة ملا طرح في إلاشكالية و أحسن خطة هي التي تحوي مبحثين لكل منهما مطلبان‬

‫نص الق ـ ـ ــرار‪:‬‬


‫إن املجلس ألاعلى بناءا على املواد ‪ 201/211/231/231‬من ق م دج و بعد الاطالع على مجموع ألوراق ملف الدعوى على عريضة الطعن‬
‫املودعة يوم ‪ 1191/12/3‬وعلى مذكرة الرد التي أودعها املطعون ضده وبعد الاستماع إلى السيد املقرر في تالوة تقرير املكتوب والى‬
‫السيد املحامي العام في طلباته املكتوبة حيث طعن بالنقض السيد ب ع ضد القرار الصادر في ‪ 1195/11/0‬من مجلس قضاء‬
‫الجزائر استئنافا بتأييد الحكم القاض ي برفض طلبه وباستعادة الحصص وألاسهم وتقسيم إلارباح‬
‫الوجه الاول‪:‬‬
‫املأخوذ من خرق الشكليات الجوهرية لإلجراءات لكون القرار املطعون فيه فصل في القضية بكيفية مدينه بينما هي دعوى تجارية‬
‫لكن مجلس القضاء له السلطة املطلقة وكامل الصالحيات قضائنا للفصل كل في كل القضايا زيادة عن كون السيد ب ع قبل‬
‫املرافعة في املوضوع دون إثارة أي احتياط وعليه هذا الوجه غير مؤسس‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬مأخوذ من خرق القانون وقصور الاسباب العتبار القرار املطعون فيه ان السيد ب ع ال يقدم اية حجة على مزاعمه‬
‫حيث يستخلص من البيانات القرار املطعون فيه ان الطلب املدعي املذكور يرمي الى استعادة حصته في الشركة مع تقسيم ألارباح‬

‫‪8‬‬
‫لكن حصل حل الشركة بمقتض ى الحكم الصادر في ‪ 1111/51/11‬الذي صار نهائيا وعليه فال يمكن الاستجابة الى الطلب املقدم‬
‫عقب عملية التصفية وهي النتيجة املترتبة عادة على حل كل شركة تطبيقا للمواد ‪ 119‬ق ت واملواد التي تليها‬
‫ولهذا الاسباب كان مجلس قضاء الجزائر رافضا عن صواب في طعن السيد ب ع‬
‫لهذه الاسباب الطعن املقدم من املدعي ب ع والحكم على هذا ألاخير بأداء املصاريف‬

‫مقدمة (الجانب الشكلي)‬


‫أطراف النزاع‪:‬‬
‫الطاعن ‪ :‬ب ع‬
‫املطعون ضده ‪ :‬املصفي‬

‫الوقائع‪:‬‬
‫‪-‬حل شركة تجارية بمقتض ى حكم صادر بتاريخ ‪ 11‬جويلية ‪ 1111‬ومطالبة ب ع باستعادة‬
‫الحصص وألاسهم وتقسيم ألارباح‪.‬‬
‫إلاجراءات‪:‬‬
‫‪-‬بتاريخ ‪ 11‬جويلية ‪ 1111‬صدر الحكم يقض ي برفض طلب ب ع باستعادة الحصص‬
‫وألاسهم وتقسيم الارباح‬
‫‪-‬استئناف الحكم وصدور الحكم قرار عن مجلس قضاء الجزائر ‪0‬نوفمبر ‪ 1195‬يقض ي بتأييد الحكم السابق‪.‬‬
‫‪-‬الطعن بالنقض أمام املجلس ألاعلى وصدور قرار يقض ي برفض الطعن املقدم من ب ع والحكم عليه بأداء املصاريف‬
‫الادعاءات‪:‬‬
‫عن الوجه الذي أثاره الطاعن‬
‫ألاول ‪ :‬املأخوذ من طرف الشكليات الجوهرية لإلجراءات كون القرار املطعون فيه فصل في القضية بكيفية مدنية بينما هي دعوى‬
‫تجارية‬
‫الثاني ‪ :‬مأخوذ من خرق القانون وقصور الاسباب‬
‫املشكل القانوني‪:‬‬
‫هل من املمكن يإستعادة الحصص وتقسيم الارباح بعد صدور الحكم النهائي بحل الشركة تجارية ؟‬
‫الحل القانوني‪:‬‬
‫املادة ‪ 119‬ق ت وما يليها‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫رفض الطعن املقدم من املدعي ب ع والحكم على هذا ألاخير بأداء املصاريف‬

‫التصريح بالخطة البحث‬

‫‪9‬‬
‫مقدمة‬
‫مبحث الاول ‪ :‬انقضاء الشركة وما يترتب عنها‬
‫املطلب ألاول ‪ :‬انقضاء الشركة‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬ما يترتب عن انقضاء الشركة التجارية‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬مدى جوازيه املطالبة بإعادة التصفية من طرف ب ع‬
‫املطلب ألاول ‪ :‬عدم جوازيه املطالبة بإعادة التصفية من طرف ب ع‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬أثر التقادم الجنس ي في تصفية املجال‬
‫خاتمة‬
‫التحليل املوضوعي‪:‬‬

‫املبحث الاول ‪ :‬انقضاء الشركة وما يترتب عنها‬


‫املطلب ألاول‪ :‬انقضاء الشركة تجارية‬
‫عموما انقضاء الشرك التجارية هو انحالل املرابطة القانونية التي تجمع بين الشركاء ويتمكن رد طرق الانقضاء إلى الطرق العامة‬
‫تنقض ي بموجبها كل الشركات سواء كانت شركات أشخاص أم شركات أموال وطرق خاصة متعلقة بشركات والتي تعود إلى زوال‬
‫الاعتبار الشخص ي‬
‫هذا وال يترتب على انقضاء الشركة زوال شخصيتها املعنوية وإنما تبقى إلى حين قفل التصفية فتسدد أثناءها ديون الشركة‬
‫واملتبقي يوزع على الشركاء‬
‫‪1-‬ألاسباب العامة النقضاء الشركة‪:‬‬
‫نتقض ي بها كل الشركات وتنقسم إلى أسباب إرادية وأخرى غير إرادية‬
‫أ‪ -‬إلارادية‪:‬‬
‫‪1-‬انتهاء مدة الشركة وألاجل املحدد لها ‪ :‬تتحدد مدة الشركة باتفاق الشركاء في العقد املبرم بينهم فإذا انتهى هذا ألاجل تنقض ي‬
‫الشركة بقوة القانون حتى ولو رغب الشركاء في بقائها وإن لم تحقق الغرض الذي أنشئت من أجله م ‪ 131‬من القانون املدني ‪" :‬‬
‫تنتهي الشركة بانقضاء امليعاد الذي عين بها " واملادة ‪ 011‬من القانون التجاري أن مدة الشركة ال يجب أن تتجاوز ‪ 11‬سنة ( هذه‬
‫املدة ال تخص سوى شركة ألاموال ) أما الشركات ألاشخاص فتتراوح مدتها بين ‪ 50‬إلى ‪ 20‬سنة وال يمكن أن تتجاوز ‪ 35‬سنة وذلك‬
‫يعود لطبيعتها ) (الاعتبار الشخص ي )‬
‫إما إذا لم تحدد املدة فالشريك يستطيع أن يستحب في أي وقت فهو يستطيع أن يقيد نفسه ملدة عير محدودة ( يستطيع الشركاء‬
‫التمديد شريطة أن يكون منصوصا عليه إضافة إلى التمديد قبل انقضاء عقد الشركة‬
‫وفي حالة عدم تمديد الشركة وانتهت املدة وواصل الشركاء العمل بنفس الشروط أقر املشرع أنه تمديد ضمني يستمر سنة بسنة‬
‫ويجوز لدائن أحد الشركاء أن يعترض على امتداد أجل ويستطيع القانون إلاقرار بعدم التمديد لصالحه فيطالب بانقضاء وحل‬
‫الشركة قد تستمر الشركة في بعض الحاالت وهي‬
‫‪-‬قد تستمر الشركة بشخصيتها ألاولى أي ال تنتهي أصال وهذا في حالتين إذا لم يكن أجل الشركة مطلق أي أن يتبين من العقد أن‬

‫‪10‬‬
‫املدة حددت على وجه التقريب أو إذا اتفق الشركاء على تمديد أجلها على أن يكون هذا الاتفاق باالجتماع ما لم بنص عقد‬
‫الشركة على غالبية معينة‬
‫‪-‬أن تقوم الشركة بعد انتهاء مدتها كشركة جديدة وذلك إذا تم الاتفاق صراحة على ذلك أو كان ضمنيا‬

‫‪ 2-‬انتهاء غرض الشركة عادة ما تنتهي الشركة بتحقيق الغاية التي أنشئت ألجلها املادة ‪ 011‬مدني حتى ولم ينقض ي امليعاد املحدد‬
‫لها كشركة تعبيد الطرق أو بناء مساكن أو حفر قنوات ‪ ....‬كشركة حفر قناة السويس ويجب تحديد هذا الغرض في العقد‬
‫التأسيس ي ويستطيع الشركاء تمديده سنة بسنة شرط عدم معارضة دائني الشركاء‪.‬‬

‫‪3-‬حل الشركة اتفاقيا املادة ‪ 52/115‬قانون مدني حيث قد يتفق الشركاء على حل الشركة قبل انتهاء مدتها ويشترط لذلك اجماع‬
‫الشركاء أو موافقة ألاغلبية املنصوص عليها في العقد ويشترط فيه ان تكون الشركة موسرة قادرة على الوفاء بالتزاماتها و إال عد‬
‫الحل تهربا من الديون أي تدليس‬

‫‪4-‬اندماج الشركات ‪ :‬قد تنقض ي الشركة باندماجها مع شركة أخرى و يتم ذلك دفق طريقتين‪:‬‬
‫الضم ‪ :‬أداة البتالع انقضاء الشركة املندمجة و تذوب شخصيا في الشركة الدامجة فتنتقل جميع الحقوق و الالتزامات و تصبح ‪52‬‬
‫هي املسؤولة عن ديون الشركة املندمجة‪.‬‬
‫املزج ‪ :‬بين شركتين او أكثر بحيث تنقض ي كلها و تنشأ على أنقاضها شركة جديدة تعتبر مسئولة عن ديون كلتا الشركتين – يكون‬
‫تقرير ذلك من حق كل الشركاء الا اذا نص العقد على الاغلبية – و يشترط ان تكون كل الشركات ليها نفس الغرض او تشابه في‬
‫النشاط‪.‬‬

‫‪ 5-‬تحويل الشركة ‪ :‬اذا نص عليه القانون او العقد التأسيس ي تبقى الشخصية املعنوية و إال تنتهي و قد نص املشرع على حالتين‪:‬‬
‫– ‪ 01‬شركة تضامن و توفي شريك و تدخل الورثة تصبح شركة توصية‪.‬‬
‫‪ 02-‬اذا زاد تضامن عدد الشركة ذات املسؤولية املحدودة عن ‪ 25‬تتحول الى شركة مساهمة‪.‬‬
‫ب – ال إرادية‪:‬‬
‫‪01/‬هالك اموال الشركة ‪ 51/139 :‬ق ‪.‬م ‪ :‬اذا هلك جميع مال الشركة او جزء كبير منه بحيث ال جدوى من استمرارها تنتهي‬
‫الشركة بقوة القانون و قد يكون الهالك مادي او معنوي كنشوب حريق – التأمين – يمكنها الاستمرار او احتكار الدولة لنشاط‬
‫معين‪.‬‬
‫‪-‬اذا كان الهالك جزئي يرجع ألامر ألهمية الجزء املتبقي و يعود التقدير للمحاكم املختصة – شركة ذات املسؤولية املحدودة ‪...3/1‬‬

‫‪02/‬الحل القضائي ‪ :‬م ‪ 111‬ق ‪.‬م على انه‪: - ...‬‬


‫و يتم عندما يتوجه الشريك الى القضاء أسباب جدية و مشروعية لحل الشركة منه فلكل شريك الحق في طلب انقضاء الشركة‬
‫من املحكمة اذا وجد مبررا لذلك و على القضاء التأكد من صحة هذه الاسباب فان كانت كافية تحل بقوة القانون و من هذه‬

‫‪11‬‬
‫الاسباب عدم وفاء الشريك في الشركة بتقديم حصته املالية او العينية اعتنق عليها او عدم احترام شروط العقد او التعسف‬
‫املدراء او تبديد أموال الشركة او نشوب نزاع بين الشركاء يحول لون مواصلة الشركة ز للقاض ي السلطة التقديرية في ذلك‪.‬‬
‫و قد ال يطلب الشريك من القضاء حل الشركة و انما إخراج الشريك و ذلك عند ماال يفي بالتزامه امام الشركة و يمكن ان يكون‬
‫لطلب إلاخراج نتيجة الحل و ذلك اذا‪:‬‬
‫‪-‬اذا كانت الشركة مكونة من شريكين‪.‬‬
‫اذا كان لشخص الشريك اعتبار في الشركة إال اذا تنص العقد التأسيس ي على خالف ذلك – ص ‪19 ، 11‬‬

‫– ‪03‬انسحاب الشريك ‪ :‬اجاز القانون ذلك في حالة واحدة اذا لم يحدد العقد التأسيس ي مدة محددة نستطيع انسحاب و بدون‬
‫تبرير على ان يقوم بإبالغ كل الشركاء و ان يكون انسحابه في الوقت املناسب‪.‬‬
‫‪04/-‬افال س الشركة ‪ :‬يحدث إلافالس عندما تتوقف عن الدفع حيث تصبح عاجز عن الوفاء بالتزاماتها حلها قانونا املادة ‪ 212‬من‬
‫قت‬
‫‪05/-‬اجتماع الحصص ‪ :‬فغي يد شخص واحد ‪ :‬تنتهي اذا زال ركن تعدد الشركاء باستثناء الشركة ذات املسؤولية املحدودة عندما‬
‫تقوم على شخص واحد‬
‫‪06/-‬التأميم ‪ :‬هناك نص يعتبر التأميم احد اسباب الانقضاء إال انه سبب مهم مسلم به‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الاسباب الخاصة‪:‬‬


‫‪1/-‬موت احد الشركاء ‪ :‬تنص املادة ‪ 131 :‬ق م ج ان إبرام العقد فغي شركات ألاشخاص يقدم على الاعتبار الشخص ي أي صفة‬
‫الشريك ومنه اذا زالت هذه الشخصية انحلت الشركة ويجوز للشركاء الاتفاق على استمرارها في حالة وفاة الشريك وذلك مع‬
‫ورثته ولو كانوا قصرا بين الشركاء الباقون توفي هذه الحالة ال يكون للورثة إال نصيبه في عنوان الشركة الذي يقدر بقيمته يوم‬
‫وقوع الوفاة ويدفع نقدا وال يكون لهم نصيب فيها في ما يستنجد بعد ذلك بالحقوق‬

‫‪2/-‬الحجز على احد الشركاء او إعساره او افالسه ‪ :‬ألنها تؤدي الى زوال الثقة في هذا الشريك بسبب الحجر الذي قد يكون قانونا‬
‫ترتب عن عقوبة جنائية او قضائية نتيجة السفه أو الجنون او بإعساره او إفالسه او بما انها ال تتعلق بالنظام العام يجوز للشركاء‬
‫الاتفاق على استمرار الشركة وال يكون لهذا الشريك إال نصيب من مال الشركة بقدر وقت حدوث الحادث‬

‫‪3/-‬انسحاب احد الشركاء من الشركة غير محددة املدة املادة ‪ 115‬من ق م ج‬


‫‪4/-‬انسحاب احد الشركاء من الشركة محددة املدة‬
‫‪5/-‬طلب فصل احد الشركاء من الشركة‬

‫املطلب الثاني‪ :‬ما يترتب عن انقضاء الشركة‬


‫متى انقضت الشركة ألحد الاسباب السالفة الذكر سواء كانت عامة او خاصة تتوقف نشاطها وندخل في مرحلة التصفية قصد‬

‫‪12‬‬
‫تقسيم موجوداتها بين الشركاء وهذا بعد دفع‪.‬‬
‫اوال ‪ :‬التصفية‪:‬‬
‫هي انهاء جميع العمليات الجارية للشركة وتسوية املراكز القانونية باستيفاء حقوقها ودفع ديونها وإذا ما نتج بعد ذلك من فائض‬
‫يوزع بين الشركاء عن طريق القسمة وتتم التصفية بالطريقة املبينة في عقد الشركة فإذا خلى من حكم خاص تتبع الاحكام‬
‫الواردة في ق م ج وإذا كانت النتيجة سلبية فهذا يعني ان الشركة قد اصيبت بخسارة ومنه يتعين على الشركاء الاسهام كل حسب‬
‫مسؤوليته لسداد ديون الشركة ( لم تظهر إال في القانون ‪ )11‬والتصفية واجبة في جميع انواع الشركات في حالة الانقضاء ماعدا‬
‫شركة املحاصة التي ال تتمتع بالشخصية القانونية ومن ثمة ال تتمتع بذمة مالية مستقلة وإذا انقضت هذه الشركة فال توجد‬
‫تصفية بقدر ال يكون هناك تسوية حسابات بين الشركاء لتحديد نصيب كل واحد منهم فغي الربح والخسارة‬

‫ويترتب عن عملية التصفية الاثار هامة‬


‫‪-‬احتفاظ الشركة بشخصيتها املعنوية‬
‫‪-‬تعين مصفي‬
‫‪- 01/-‬احتفاظ الشركة بشخصيتها املعنوية‪:‬‬
‫املادة ‪ 111‬ق م ج واملادة ‪ 111‬الفقرة ‪ 2‬ق م ج ألاصل ان الشركة تنتهي بحلها او انقضائها أي انها تضل محتفظة بها طيلة فترة‬
‫التصفية بالقدر الالزم لهذه التصفية وال تنتهي إال بانتهاء التصفية وتقديم املصفي حساب التصفية ‪ ،‬ومنه ال يجوز للشركاء‬
‫املطالبة بحصصهم قبل التصفية والحكمة من ذلك انه لو زالت شخصيتها ( املؤسسة ) بمجرد انقضائها ألصبحت أموال الشركة‬
‫ملكا مشاعا بيت الشركاء وتعذر استيفاء حقوقها ودفع ديونها وينتج عن احتفاظها بالشخصية املعنوية ما يلي‪:‬‬
‫‪1/‬تبقى الشركة محتفظة بذمتها املستقلة عن ذمة كل شريك و تعتبر أموالها ضمانا عاما لدائني الشركة دون دائني الشركاء‬
‫الشخصيين‪.‬‬
‫‪2/‬تبقى محتفظة بموطنها القانوني في مراكزها الرئيس ي و تعرف الدعاوي على الشركة لهذا املوطن كما تعلن اليها أوراقها الرسمية‬
‫فيه‪.‬‬
‫‪3/‬يجوز شهر إفالس الشركة منذ ان تتوقف عن الدفع في فترة التصفية‬
‫‪4/‬يعتبر املصفي هو املمثل القانوني للشركة و ينوب عنها في التقاض ي و يطالب بحقوقها و يتصرف في أموالها في حدود دون الحاجة‬
‫الى موافقة كل شريك على حدي‪.‬‬
‫‪5/‬تحتفظ باسمها مضافا إليه عبارة – تحت التصفية–‬
‫و تعبر هذه الشخصية غير كاملة فهي محدودة بحدود التصفية و ما تقتضيه من أعمال و منه يحضر عليها القيام بأعمال جديدة‬
‫ما لم تكن هذه الاعمال بإتمام اعمال سابقة‪.‬‬
‫ثانيا املصفي‪:‬‬
‫‪1/‬تعيينه‪:‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 113 :‬ق ‪.‬م املصفي هو الشخص او الاشخاص الذين يعهد إليهم بتصفية الشركة و قد تتم التصفية على يد جميع‬
‫الشركاء و إال يتعين عليهم تعيين مصفى و تعود سلطة تعينه ألغلبية الشركاء و لهم في ذلك كامل الحرية اذ يتم ذلك في عقد‬

‫‪13‬‬
‫الشركة او في اتفاق الحق‬
‫كيفية تعيينه‪:‬‬
‫بحيث قد تعهد للقائمين باإلدارة بعضهم او كل الشركاء او الغير اذا سكت العقد عن ذلك او لم ينظمه الشركاء في اتفاق الحق‬
‫وجب على املحكمة تعيينه بناء على طلب احد الشركاء و تختص بذلك املحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها موطن الشركة‬
‫مادامت لهم مصلحة مشروعة و الى حين تعيين مصفى املتصرفون في مواجهة الغير هم املصفون و استنادا الى املواد ‪، 193 ، 192:‬‬
‫‪ 191‬قانون تجاري‪.‬‬
‫فان الاصل في تعيين املصفي يعود الى الشركاء و يختلف تعيينه في الشركات حسب نوع كل منها و تعود سلطة تعيينه للمحكمة و‬
‫يحق لكل من يهمه ألامر ان يرفع معارضة في اجل ‪ 10 :‬يوم من تاريخ نشر تعيين املصفي و تقض ي املادة ‪ 111 :‬بان ينشر امر التعيين‬
‫في اجل شهر في النشرة الرسمية في الاعالنات القانونية فضال عن الجريدة املختصة باإلعالنات القانونية للوالية التي يوجد بها مقر‬
‫الشركة و يتضمن هذا ألامر‪:‬‬
‫‪-‬عنوان الشركة و رأسمالها‪.‬‬
‫‪-‬نوعها متبوع بإشارة تحت التصفية‪.‬‬
‫‪-‬مبلغ رأسمال‬
‫‪-‬عنوان مركز الشركة‬
‫‪-‬رقم قيد الشركة في السجل التجاري‬
‫‪-‬سبب التصفية‬
‫‪-‬اسم املصفي و لقبه و موطنه‬
‫‪-‬حدود صالحياتهم عند الاقتضاء – املصفين–‬
‫إضافة الى‪:‬‬
‫تعيين املكان الذي توجه إليه املراسالت و املكان الخاص بالعقود و الوثائق املتعلقة بالتصفية‬
‫‪-‬املحكمة التي يتم في كتابتها إليداع العقود و ألاوراق املتصلة بالتصفية و تبلغ هذه البيانات بواسطة رسالة عادية الى علم‬
‫املساهمين بطلب من املصفي‬
‫‪2/‬عزله‪:‬‬
‫املاد ‪ 191 :‬القانون التجاري ‪ :‬يجوز اللجوء الى القضاء من اجل ذلك اذا وجد اسباب او مبرارات قانونية لذلك كقيامه بتصرفات‬
‫تتنافي مع التزاماته اتجاه الشركة ‪.‬و يجوز لألشخاص عزله و له ان يعزل نفسه في وقت الئق و يعلن ذلك للشركاء حتى يستخلفوه‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬مدى جوازيه املطالبة بإعادة التصفية من طرف ب ع‬
‫املطلب الاول ‪ :‬عدم جوازيه املطالبة بإعادة التصفية من طرف ب ع (سلطات املصفي)‬
‫تتحدد في العقد التأسيس ي للشركة او في القرار الصادر لتعيين املصفي من املحكمة املادة ‪ 199 :‬من القانون التجاري فال يعتبر‬
‫املصفي و كيال عن الشركاء و على الشركة بل نائبا قانونيا عن الشركة التي تكون تحت التصفية و من سلطاته‪:‬‬
‫‪1/‬استفاء حقوق الشركة قبل الغير او الشركاء أي مطالبة الغير بالوفاء و الشركاء في تقديم الحصص او الباقية منها‪.‬‬
‫‪2/‬سداد ديون الشركة ‪ :‬املادة ‪ 2/199 :‬من القانون التجاري ‪ :‬لم تبين كيفية التسديد و هذا يدفعنا الى القواعد العامة القاضية‬

‫‪14‬‬
‫بضرورة دفع الديون املضمونة قبل غيرها‪.‬‬
‫‪3/‬متابعة الدعاوي الجارية او القيام بدعاوي جديدة لصالح التصفية وذلك بان يأذن الشركاء او عن طريق قرار قضائي اذا كان‬
‫تعيينه قد تم بواسطة املحكمة املادة ‪ 199 :‬الفقرة ‪ 53‬من القانون املدني‬
‫‪4/‬كأصل ال يجوز للمصفي أعمال جديدة لحساب الشركة الن هذا يتنافى مع غرض التصفية و يجوز له مباشرة أعمال الزمة‬
‫إلتمام ألاعمال السابقة املادة ‪ 111 :‬من القانون املدني‪.‬‬
‫‪5/‬يجب على املصفى استدعاء جمعية الشركاء في اجل ‪ 1‬أشهر على ألاكثر من تاريخ تعيينه و يقدم لها تقريرا مفصال على أصول و‬
‫خصوم الشركة و عن متابعة عمليات التصفية و عن ألاجل الالزم إلتمامها‪.‬‬
‫‪6/‬يضع املصفي في ظرف – ‪ 53‬أشهر – من قفل كل سنة مالية – الجرد و حساب الاستثمار العام و حساب الخسائر و الارباح‬
‫فضال عم وضع التقرير املكتوب يتضمن حساب عمليات التصفية خالل السنة املالي املنصرمة‪.‬‬
‫ثار جدال فقهي حول سلطات املصفي في رهن العقارات بغير إذن خاص من الشركاء او من الجمعية العامة و لشركة ألاموال‪.‬‬
‫استقر الرأي الراجح علة جواز ذلك طاملا كان مالزما إلغراض تصفية فإذا كان من حق املصفي بيع منقوالت و عقارات الشركة‬
‫لسداد ديونها – املادة ‪ 2/111 :‬ق ‪.‬م‪.‬‬
‫قسمة أموال الشركة‬
‫بانتهاء عملية التصفية تنقض ي الشخصية املعنوية للشركة وتتحول ومجوداتها الى للنقود وبعد سداد ديونها يتكفل املصفي بمهمة‬
‫القسمة على الشركاء ( املادة ‪ 111‬ق ت ) وإال يمكن ان يفعلها الشركاء بأنفسهم فإذا تعذر ذلك لخالف بينهم جاز ملن يهمه الامر‬
‫شريكا او دائني الشركاء طلب من القضاء الحكم بتوزيعها ى بعد انذار املصفي اما طريقة القسمة بين الشركاء فهي تخضع لقواعد‬
‫العقد التأسيس ي للشركة فإذا لم يوجد نص فيه تطبق قواعد قسمة املال املشاع املحددة في القانون املدني املادة ‪ 113‬ق م ج‬
‫وتتم القسمة كاألتي‪:‬‬
‫‪1/-‬استرداد الشريك ‪ :‬مبلغا نقديا يعادل قيمة حصته في راس املال حسب ما هو في العقد التأسيس ي او ما يعادلها وقت تسليمها‬
‫اذا لم تبين فيه ( عينية)‬
‫اما الذي اقتصرت حصته على تقديم عمل او ش يء ملجرد الانتفاع به فهو غير معني ألن حصته ال تدخل في رأس املال ويمكن ملن‬
‫قدر ملجرد الانتفاع به استرداده قبل القسمة‪.‬‬
‫‪2/-‬اذا بقي الفائض من املال وجبة قسمته بين الشركاء بحسب العقد التأسيس ي وإال بحسب مساهماتهم في رأس مال الشركة‪.‬‬
‫‪3/-‬اذا لم يكفي الصافي من موجودات رأس مال الشركة للوفاء بحصص الشركاء فالخسارة تقسم حسب ما نص عليه العقد‬
‫التأسيس ي او بحسب نسب توزيع الخسارة ( املادة ‪ 2،3/111‬ق م ج)‬
‫الاثرالثالث‪:‬‬
‫تقادم الدعوي الناشئة عن الشركة ‪ :‬ال تنتهي مسؤولية الشركاء بانتهاء التصفية و زوال الشخصية املعنوية للشركة بل تبقى‬
‫قائمة لوجود حقوق لم يتقاضاها دائنيها فلهم الرجوع الى الشركاء او ورثتهم و التقادم املسقط و‪ 10 :‬سنة في الحياة التجارية التي‬
‫تتطلب السرعة و الائتمان يصبح ‪ 50 :‬سنوات من نشر انحالل الشركة ما عدا شركة املحاصة الن ليس لها شخصية معنوية التي‬
‫تتقادم ‪ 10 :‬سنة وهذا التقادم يتمسك به كل الشركاء متضامنين او موص ى لهم املادة ‪ 111 :‬ق‪ .‬ت‪.‬‬
‫حكم الشريك املصفي‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫املادة ‪ 111 :‬ق‪.‬ت ‪ :‬ال تسقط عليه دعاوي إال بمرور التقادم الطويل سواء كان شريكا او مصفي و هذا اتجاه فرنس ي تقليدي منتقد‬
‫فال أساس له من التفرقة كما ان الشريك املصفي أجنبي عن الشركة حرم من حقه كشريك و عدلت محكمة النقض الفرنسية‬
‫برفع دعاوي ضده و هما يستفيد من حقه في التقادم املسقط و اذا رفعت على أساس انه مصفي يصبح التقادم طويل املدى و‬
‫هذا الاتجاه ألاخير الذي اخذ به املشرع الجزائري و يسري التقادم ألخمس ي من يوم انحالل الشركة في السل التجاري و يخضع‬
‫لالنقطاع‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬أثر التقادم الخمس ي في تصفية املجال‬
‫من خالل الحساب املدة في القرار ال نجد هناك أي اثر للتقادم الخمس ي ذلك ان املدة ال تتعدى ‪ 50 :‬سنوات لقد حكم كل من‬
‫قضاة املوضوع و قضاة القانون برفض طلب السيد ‪ :‬ب ‪.‬ع و املتمثل في استعادة الحصص و الاسهم و تقسيم الارباح ذلك انه من‬
‫غير املمكن بل من املستحيل حيث انه بانتهاء عملية التصفية تنتهي الشخصية املعنوية للشركة و تبدأ عملية القسمة لتحويل‬
‫املوجودات الى مبالغ و هذا من صالحيات املصفي و القسمة تتم لقواعد نص عليها في العقد او القواعد املتعلقة لقسمة املشاع و‬
‫بالتالي فان لكل شريك استرداد مبلغا من النقود معادل لحصتهما هي موجودة في العقد و اذا لم تبين هذه القيمة في العقد ثم بعد‬
‫ذلك يقسم الارباح اذا كان موجودا و بعد هذه العمليات ال يمكن ألي شريك ال يطالب باسترداد الحصص و الاسهم اعادة تقسيم‬
‫الارباح‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫يتوقف انقضاء الشركة التجارية علة توفر اسباب – عامة ارادية و غير ارادية و اسباب خاصة و بذلك تدخل الشركة في مرحلة‬
‫التصفية دون ان تفقد شخصيتها املعنوية في قضية الحال يتبين ان انقضاء الشركة تم بحالة من الحاالت العامة هي الانقضاء‬
‫القضائي كما يجوز ان تتولى املصفى بموجب الاتفاق بين الشركاء او بحكم القانون تسير الشركة أثناء مرحلة الشركة باستيفاء‬
‫ديونها من الغير او لتسديد ما عليها من ديون و عند انتهاء فترة التصفية ال يجوز للشركاء املطالبة من جديد لحصصهم بالشركة‬
‫كما في قضية الحال و بذلك نكوكن قد اتممنا و احطنا بكل ما يتعلق بانقضاء الشركة التجارية إسقاطا على مورد في القانون‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬منهجية حل استشارة قانونية‪.‬‬
‫الاستشارة هي طريقة بيداغوجية تستعمل في حصص الاعمال املوجهة لتدريب الطالب على استعمال فكره ومعارفه‬
‫استعماال منطقيا وعلميا‪.‬‬
‫فهي وسيلة تربوية تسمح للطالب بحل املسائل القانونية التي تعرض عليه والتي تواجه املجتمع يوميا افراده وهيئاته‪.‬‬
‫ان الاستشارة قد تكون شفهية ويجب في مقدمها ان يكون فطنا وذكيا‪ ،‬وقد تكون مكتوبة بحيث تشبه الخبرة في املنهج املتبع في‬
‫اعدادها‪ .‬ان هدا املنهج يخضع لرغبة صاحبه اد ال شكليات تحكمها ‪ ،‬والقاعدة ان يلتزم املنهج العلمي بحيث يخضع تحريرها الى‬
‫قواعد علمية معينة تسهل للمخاطب بها فردا او ادارة الخروج بفكرة واضحة‪.‬‬
‫‪2-‬مراحلها‪:‬‬
‫تتطلب منهجية الاستشارة كالتعليق على القرارات القضائية فهم النص فهما جيدا من خالل القراءة املركزة ملحتواه للتمكن من‬
‫تشخيصه وحصر املسائل القانونية حصرا كامال‪ ،‬ويمكن تقسيم مراحلها الى مرحلتين اساسيتين‪:‬‬
‫‪1-‬املعطيات‪:‬‬
‫وتدرج تحتها الوقائع والاجراءات ومنهما معا نستخلص املسائل القانونية‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫أ‪ /‬الوقائع‪:‬هي مجموعة من الاحداث القانونية واملادية التي ادى تتابعها الى تكوين موضوع النزاع او عناصر املسالة مثال‪:‬فصل‬
‫موظف‪،‬شق طريق ‪.....‬الخ‬
‫وتقدم في جمل كاملة وبطريقة مجردة بمعنى دون اعطاء حكم مسبق عليها بل ننقلها كما جاءت في الاستشارة دون إضافة ويجب‬
‫انتقاؤها بحيث ال نذكر الوقائع الثانوية الي لم تؤثر في تحريك النزاع‪.‬‬
‫ب ‪ /‬الاجراءات‪:‬هي املراحل الادارية (تظلم ان وجد)والقضائية( رفع دعوى‪ ،‬طعن)التي مر بها النزاع‪ .‬ترتب حسب حدوثها زمنيا‬
‫وبدقه‪ ،‬وبما ان الاستشارة عادة ما تطلب بداية‪ ،‬اي قبل اللجوء الى القضاء‪،‬فان معطياتها تقتصر عى الوقائع فقط‪ ،‬فان اتخذت‬
‫اجراءات وطلبت ففي متل هده الحالة يجب ذكرها مع احترام قواعد ترتيبها‪.‬‬
‫ج‪ /‬طرح املسائل القانونية‪ :‬تقدم التساؤالت في منهجية الاستشارة من خالل مصطلح "طرح املسائل القانونية"‬
‫ونستخرج هده املسائل القانونية من عناصر الاستشارة( وقائعها وإجراءاتها ان وجدت) ويجب حصرها كاملة‪ ،‬بمعنى ضرورة الاملام‬
‫بها دون البحث في املسائل املفصول فيها‪.‬مثال ان كان النزاع بين بلدية وموظف فال داعي للبحث في طبيعة النزاع‪........‬‬
‫يمكن ترقيم املسائل القانونية او الاستغناء عن الترقيم واستعمال مطات فقط‪.‬‬
‫تقدم هده املسائل في شكل تساؤالت‪،‬مثال‪:‬‬
‫)‪ 1‬ماطبيعة النزاع القائم بين‪..‬وبين‪........‬‬
‫)‪ 2‬هل التظلم وجوبي في النزاع القائم بين‪ .‬وبين‪...‬؟‬
‫)‪ 3‬ماهي الدعوى املالئمة؟‬
‫)‪ 4‬ماهي الجهة القضائية املختصة؟‬
‫‪2-‬الاجابة‪:‬‬
‫ان الاجابة عن املسائل القانونية تعالج بواسطة فقرات‪ ،‬بحيث تخصص لكل مسالة قانونية فقرة خاصة بها مثال‪:‬‬
‫*الفقرة الاولى ‪:‬فيما يخص طبيعة النزاع‪:‬‬
‫‪-‬الوقائع‪:‬‬
‫يجب فرز الوقائع ودكر الخاص منها بهده املسالة والفقرة‪ ،‬وان كان للوقائع جميعها عالقة بهده املسالة ذكرت كاملة‪ ،‬مع احترام‬
‫قواعد ترتيبها‪.‬‬
‫‪-‬السؤال القانوني‪:‬هو قراءة ملا جاء في املسالة القانونية وتجسيد لها‪ ،‬قد يقتصر على تساؤل واحد وقد تكون هناك اسئلة قانونية‬
‫فرعية بحسب متطلبات املسالة ككل‪.‬‬
‫‪-‬الحل القانوني‪ :‬يقصد بالحل القانوني القاعدة القانونية او حكم القانون او السند القانوني الذي تعتمد عليه للوصول الى‬
‫الاجابة فان وجدنا نصا قانونيا يحكم املسالة القانونية املطروحة فال داعي للتعرض الى موقف القضاء والفقيه‪ ،‬دلك ان الهدف‬
‫من الاستشارة هو البحث عن الحل القانوني الصحيح واملنطقي ال الدخول في الجدال‪ .‬وباملقابل ان لم نجد نصا يحكم املسالة‬
‫فيمكننا الاستعانة باملوقف القضائي ( باعتبار القانون الاداري في املنازعات الادارية قضائية في نشأتها) وفي الاستشارة البيداغوجية‬
‫يمكن الاستعانة بآراء الفقه ان لم تكن هناك قاعدة قانونية وال اجتهاد قضائي يحكم املسالة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‬
‫‪:‬فيما يخص التظلم الاداري‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫‪-‬الوقائع‪:...................‬‬
‫‪-‬السؤال القانوني‪:...........‬‬
‫‪-‬الحل القانوني‪:.............‬‬
‫‪-‬الاجابة‪:...................‬‬
‫*الفقرةالثالثة‪:‬فيما يخص الدعوى املالئمة‪:‬‬
‫‪-‬الوقائع‪:...................‬‬
‫‪-‬السؤال القانوني‪:...........‬‬
‫‪-‬الحل القانوني‪:.............‬‬
‫‪-‬الاجابة‪:...................‬‬
‫*الفقرة الرابعة ‪:‬فيما يخص الجهة القضائية املختصة‪:‬‬
‫‪-‬الوقائع‪....................‬‬
‫السؤال القانوني الفرعي الاول‪:‬ما هي الجهة القضائية املختصة نوعيا؟‬
‫‪-‬الحل القانوني‪..............‬‬
‫الاجابة‪.....................‬‬
‫السؤال القانوني الفرعي الثاني‪ :‬ما هي الجهة القضائية املختصة إقليميا؟‬
‫الحل القانوني‪................‬‬
‫الاجابة‪.......................‬‬
‫‪-‬حوصلة‪ :‬هي تجميع لإلجابات الفرعية الخاصة بالفقرات املعالجة سابقا انطالقا من الاولى الى الاخيرة مثال‪ :‬ان النزاع اداري وعلى‬
‫السيد احمد ان يرفع دعوى الغاء على والي البليدة امام الغرفة الادارية ملجلس قضاء الجزائر املختصة نوعيا ومحليا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬صياغة مذكرة استخالصية‪.‬‬

‫إن تحرير املذكرة الاستخالصية ال يختلف عن الاختبار الذي يتعلق بتحرير مقالة و تعتبر أبسط منها‪ ،‬ذلك أن الخطة ال تعتمد‬
‫أساسا على ألافكار الشخصية للطالب و إنما على تبسيط ما احتوته الوثائق املختلفة‪ ،‬و تهدف الخطة عموما في املذكرة‬
‫الاستخالصية إلى ضمان تقديم كامل و واضح و موضوعي ملحتوى امللف ‪.‬يحدد عدد صفحات املذكرة الاستخالصية بـ ‪ 3‬إلى ‪1‬على‬
‫ألاكثر‪ ،‬ومن الضروري عند تحرير املذكرة الاستخالصية‪ ،‬أن يتمكن القارئ بسهولة من الرجوع للوثيقة التي اعتمد عليها‪ ،‬و هو ما‬
‫يسمح له أيضا من التحقق من استعمال الوثائق و املعلومات املطلوبة فيها ‪.‬‬

‫تتضمن إلاجابة في تحرير مذكرة استخالصية غالبا‪ ،‬مقدمة قصيرة و مباشرة و عرضا مؤطرا و مبررا‪ ،‬و يجب على الطالب‬
‫عند تحريره للمذكرة عدم الاعتماد على النقل الحرفي لجمل الوثائق و فقراتها‪ ،‬و إنما التعبير على ألافكار الرئيسية التي تحتويها ‪.‬‬
‫إن كانت املذكرة الاستخالصية و املقالة تتشابهان كثيرا في القواعد الشكلية‪ ،‬فإنهما يختلفان في املوضوع‪ ،‬بحيث أن املقالة تعتمد‬

‫‪18‬‬
‫أساسا على قدرة الطالب في الاستدالل و توظيف معلوماته‪ ،‬بينما يركز الطالب قدرته في املذكرة الاستخالصية على تقديم صورة‬
‫موضوعية ملحتوى امللف دون الادالء برأيه الشخص ي أو إضافة معلومات من عنده و لو بصفة ضمنية‪.‬‬

‫لصياغة أو تحرير مذكرة استخالصية يجب املرور بمرحلتين أساسيتين هما كالتالي ‪:‬‬
‫أوال املرحلة التحضيرية‪ :‬تتطلب هذه املرحلة من الطالب معالجة املسألة القانونية التي تتضمنها الوثائق املرفقة بطريقة‬
‫منهجية دقيقة و ذلك بإتباع ما يلي‪:‬‬
‫‪/ 1 -‬تصنيف الوثائق‪ :‬حيث نبدأ بالسهلة التي تعطي فكرة دقيقة‪.‬‬
‫‪/ 2 -‬التمعن في الوثائق‪ :‬طبيعة الوثائق‪ ،‬تاريخ الوثائق‪. ...‬‬
‫‪ /3 -‬قراءة الو ثائق املقدمة‪ :‬بحيث يجب على الطالب القيام بالقراءة السريعة و املنهجية في نفس الوقت‪ ،‬و ذلك نظرا لكثرة الوثائق‬
‫املرفقة التي يتألف منها امللف‪ ،‬و يركز الطالب خالل مرحلة القراءة على فهم كل وثيقة‪ ،‬و يحاول الاحتفاظ في ذهنه باملعلومات التي يرى‬
‫أنها أكثر مالئمة للمسألة املعروضة‪ ،‬و بالتوازي مع ذلك يقوم بتسجيل ألافكار العامة التي تحتويها الوثائق في املسودة‪ ،‬قصد تسهيل إعداد‬
‫املذكرة‪ ،‬و في وجود آراء متناقضة‪ ،‬يجب تسجيل املالحظات حول وجود اختالف آلاراء من أجل مناقشتها فيما بعد‪.‬‬
‫‪/4 -‬فرز املعلومات‪ :‬يجب على الطالب استبعاد املعلومات التي ال تهم في تحرير املذكرة الاستخالصية‪ ،‬حيث يقوم الطالب بتحليل‬
‫املعلومات املتحصل عليها من الوثائق‪ ،‬و يقارنها ببعضها حتى يصل إلى ألافكار الرئيسية لتلك الوثائق‪ ،‬لكي يتمكن من وضع خطة مالئمة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬املرحلة التحريرية‪.‬‬
‫في هذه املرحلة يقوم الطالب باستخالص ألافكار من الوثائق املقدمة له و تحرير مذكرة وفق املنهج التالي‪:‬‬
‫‪/1‬املقدمة ‪ :‬يجب أن تكون املقدمة مختصرة و قصيرة‪ ،‬تتضمن التعريف باملوضوع الذي استخلصه الطالب من الوثائق املقدمة و تنتهي‬
‫بطرح إلاشكالية و بالتقسيم الذي اعتمده الطالب لإلجابة على هذه إلاشكالية‪.‬‬
‫‪. 2 -‬املتن ‪:‬يقوم الطالب هنا بدراسة املسألة القانونية املعروضة عليه وفقا لخطة متسلسلة تجمع العناصر املشتركة التي تتضمنها الوثائق‬
‫امللحقة‪ ،‬و يمنع على الطالب تخصيص مطلب لكل وثيقة ألن هذا يتعارض تماما مع املبدأ الذي تقوم عليه املذكرة الاستخالصية‪،‬‬
‫و يجب على الطالب عدم الاعتماد على النقل الحرفي للجمل و فقراتها و إنما على ألافكار الرئيسية التي تحتويها‪ ،‬و يمكن للطالب‬
‫كذلك إلاشارة إلى الوثيقة املرجعية أثناء التحليل‪ ،‬كذكر رقم املادة القانونية و رقم القانون و تاريخ صدوره‪ ،‬و أيضا رقم و تاريخ‬
‫الحكم أو القرار القضائي‪ ،‬أو إلاشارة إلى رأي فقيه معين من خالل ذكر عنوان املرجع املنسوب إليه أو املقال املنشور‪.‬‬
‫‪3 -‬خاتمة ‪:‬إن خاتمة املذكرة الاستخالصية ليست مثل خاتمة البحث العلمي ألن في هذا ألاخير نحلل و نناقش‪ ،‬و نعطي في الختام النتائج و‬
‫الاقتراحات‪ ،‬أما املذكرة الاستخالصية فهي مجرد استخالص ألافكار و املعلومات الواردة في الوثائق املقدمة للطالب‪ ،‬وعليه فإن‬
‫خاتمة املذكرة الاستخالصية هي مجرد خالصة ملا بحوزة الطالب من معلومات و معطيات تحصل عليها من خالل الوثائق التي هو‬
‫بصدد دراستها‪.‬‬
‫خامسا‪ /‬التحرير إلاداري‪:‬‬

‫يختلف ألاسلوب إلاداري عما هو متعارف عليه في ألاسلوب ألادبي‪ ،‬فاألسلوب إلاداري هو أسلوب يتحدد وفق فلسفة معينة مرتبطة‬
‫بالوظيف العمومي‪ ،‬و هو ما يجعله يشكل مجاال مستقال‪ ،‬و ينفرد بخصائص مميزة‪ ،‬و كذا بصيغ و قواعد خاصة ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أوال‪ :‬مميزات التحرير إلاداري يتميز ألاسلوب إلاداري عن غيره من ألاساليب املستعملة بين ألاشخاص الطبيعيين و ألاشخاص‬
‫الاعتبارية الخاصة‪ ،‬و من هذه ألاخيرة إلى إلادارات العامة‪ ،‬حيث أن التحرير إلاداري أو الكتابة إلادارية تتميز بجملة من‬
‫املميزات الشكلية و املوضوعية‪ ،‬سيتم توضيحها فيما يلي‪:‬‬
‫‪: 1 -‬املميزات الشكلية ‪:‬تتمثل املميزات الشكلية للتحرير إلاداري في ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اسم الدولة ‪:‬من أهم الخصائص التي تتميز بها املراسالت إلادارية عن غيرها من املراسالت املتبادلة بين ألاشخاص الطبيعيين و‬
‫املعنويين الخواص هي اسم الدولة الذي يلزم كتابته على املراسالت إلادارية‪ ،‬ليضفي عليها طابع الرسمية من جهة‪،‬و معرفة‬
‫النظام السياس ي املعتمد و مكان تواجد الدولة على الخريطة العاملية من جهة ثانية‪ ،‬مثل‪" :‬الجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية ‪".‬‬
‫ب‪ -‬اسم إلادارة املرسلة ‪:‬إن إلادارة املرسلة هي جهاز إداري يقوم بإرسال مراسلة إدارية لشخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬هذا الاسم يكتب‬
‫على املراسلة بالهامش ألايمن للورقة و في قمتها‪ ،‬و لهذا الاسم أهمية بالغة تكمن في أن يتعرف املرسل إليه على اسم إلادارة‬
‫املرسلة و على موطنها و طبيعة اختصاصها‪ ،‬و على إلادارة الوصية‪.‬‬
‫ج‪ -‬الرقم ‪ :‬يقصد بترقيم املراسالت و الوثائق إلادارية‪ ،‬و إعطاء رقم لكل مراسلة‪ ،‬أو وثيقة إدارية سواء كانت صادرة أو واردة من‬
‫السجل املخصص لها‪ ،‬الذي يتم وضعه مباشرة أسفل اسم إلادارة أو املصلحة أو املكتب التابعين لها‪ ،‬مع إضافة الحرف أو‬
‫ألاحرف ألابجدية لإلدارة املرسلة الستخالص‪،‬أن املراسلة قد صدرت من مكتب أو مصلحة معينة تابعة لإلدارة املرسلة‪.‬‬
‫و عليه‪ ،‬ال يمكن إرسال أو تلقي مراسلة أو وثيقة إدارية من غير تسجيلها أي إعطائها رقما تسلسليا من سجل الصادرات أو‬
‫الواردات‪.‬‬
‫فالعملية تقتض ي الحرص و املحافظة الشديدين على املراسالت‪ ،‬و جميع الوثائق إلادارية من الضياع‪ ،‬و ما تجدر إلاشارة‬
‫إليه أن السجالت السالفة الذكر تستعمل ملدة سنة كاملة مع أعدادها التسلسلية ابتداء من ‪ 1‬جانفي إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر‪،‬‬
‫و من رقم واحد إلى ما ال نهاية عند نهاية السنة‪.‬‬
‫د‪ -‬صفة املرسل و صفة املرسل إليه ‪:‬تعبر هذه الصيغة عن اسم املسؤول إلاداري صاحب الاختصاص ألاصلي املخول له‬
‫بقانون‪ ،‬أو بناء عليه لتمثيل الشخص املعنوي في موطن معين‪ ،‬و بالتالي فإن كتابة صفة الاسم الوظيفي للمسؤول – رئيس‪-‬‬
‫على الرسالة بمفرده ال يعني من ذلك شيئا‪ ،‬و بإضافة اسم الشخص املعنوي ‪ -‬املجلس الشعبي البلدي – املسير من قبل‬
‫املسؤول إلاداري‪ ،‬يعني بذلك أن الرئيس اسم وظيفي‪ ،‬و املجلس الشعبي البلدي اسم لشخص معنوي ‪ -‬البلدية ‪ - .‬ومنه فإن‬
‫الاسم الوظيفي ‪ -‬الرئيس ‪ -‬املسير إلدارة البلدية و في موطن معين‪ ،‬إجباري الكتابة على املراسالت بالقرب من هامشها‬
‫ألايسر‪ ،‬و أسفله يكتب حرف " إلى" مشار إلى املرسل إليه‪ ،‬ثم يكتب الاسم املميز للذكور و إلاناث‪ ،‬فالسيد بالنسبة للذكور‬
‫صغارا و كبار‬
‫واملرأة املتزوجة سيدة‪ ،‬و العاز بة آنسة‪ ،‬و يليه مباشرة الاسم الشخص ي للمرسل إليه‪ ،‬إن كان شخصا طبيعيا أو اسما‬
‫وظيفيا للمسؤول املسير لشؤون إدارة الشخص املعنوي و مقره الاجتماعي‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬املوضوع ‪:‬يتمثل موضوع املراسلة إلادارية في هدفها املقصود‪ ،‬إذ تحرر الرسالة إلادارية‪ ،‬بدقة و موضوعية تامتين و‬
‫يستخرج موضوعها في كلمة واحدة أو في جملة مفيدة‪ ،‬و تكمن أهمية ذكر موضوع الرسالة إلادارية في إنجاز العمل بسرعة‬

‫‪20‬‬
‫عند القيام بعملية فرز املراسالت على اختالف أنواعها و مواضيعها‪ ،‬و يأتي موضوع الرسالة إلادارية بعد املرسل إليه‪ ،‬و‬
‫لكن في أقص ى اليمين‪.‬‬
‫و‪ -‬املرجع و إلاشارة إلى النصوص املطبقة ‪ :‬يشار إلى املرجع و النصوص املطبقة مباشرة أسفل املوضوع عند الاقتضاء‪،‬‬
‫أي عندما تتطلب املراسلة وضع مرجع‪ ،‬فاملرجع هو السند الذي تستند إليه إلادارة عند إلاجابة على مراسلة ما قبوال أو‬
‫رفضا بحسب املقتضيات‪ ،‬وبالتالي فاملرجع هو تاريخ إصدار الرسالة‪ ،‬و رقمها الترتيبي املعطى لها من سجل الصادرات لدى‬
‫إلادارة ألاصلية‪ ،‬مثال‪ :‬عند إلاجابة على رسالة إدارية وردت إلى إلادارة من إدارة أخرى يكتب أمام املرجع‪ :‬رسالتكم رقم ‪......‬‬
‫املؤرخة في ‪ ،.......‬ثم يكتب في الفقرة ألاولى من الرسالة‪ :‬ردا على رسالتكم املشار إليها في املرجع املتعلقة بـ‪ ،....... :‬أو ردا على‬
‫رسالتكم املشار إليها في املرجع‪ ،‬التي تطلبون فيها ‪ .......‬يشرفني ‪.........‬إلخ ‪.‬‬
‫فيما يتعلق بالرد على الرسالة الشخصية الواردة إلى إلادارة من شخص طبيعي‪ ،‬يكتب أمام املرجع‪ :‬رسالتكم املؤرخة في‬
‫‪ ،.....‬ثم يكتب أيضا في الفقرة ألاولى من الرسالة‪ :‬ردا على رسالتكم املشار إليها في املرجع و املتعلقة بـ‪ ...... :‬يشرفني أن‬
‫‪.......‬إلخ‪.‬‬
‫إن وجه الاختالف من حيث إلاشارة إلى املرجع في الرسالتين إلادارية و الشخصية أن هذه ألاخيرة موجهة من إلادارة إلى‬
‫شخص طبيعي‪ ،‬و يشار في توحيد الزمن في الرسالة املوجهة إلى إلادارة إلى الرقم املعطى للرسالة الواردة من سجل‬
‫صادرات إلادارة املرسلة‪ ،‬في حين ال يشار إلى الرقم في الرسالة املوجهة إلى ألاشخاص الطبيعيين‪ ،‬كونها لم تحمل رقما من‬
‫سجالت أصحابها عند تصديرها ‪.‬‬
‫أما بخصوص رسالة التذكير التي تذكر فيها إلادارة املرسل عن رسالة سابقة أرسلت إليه بخصوص موضوع‬
‫معين‪ ،‬كطلب الالتحاق بالعمل مثال أو إتمام بناء مشروع سكني في موعده املحدد‪ .....‬إلخ‪ ،‬و املرسل إليه لم يجب على‬
‫الرسالة ألاولى‪ ،‬فيكتب أمام املرجع ‪:‬رسالتي رقم ‪ .....‬املؤرخة في ‪ ،.......‬ثم يكتب في الفقرة ألاولى من الرسالة‪ :‬تبعا لرسالتي‬
‫املشار إليها في املرجع املتعلقة بـ‪ .....:‬يشرفني أن ‪ ........‬إلخ )‪.‬أما من حيث إلاشارة إلى النصوص التشريعية و التنظيمية‬
‫املطبقة فهي واجبة إن تعلق موضوع الرسالة بذلك‪ ،‬و من دونها ال يمكن إضفاء الصبغة القانونية عليها‪ ،‬و التي تستوجب‬
‫إلاصدار و التنفيذ في آن واحد‪ ،‬مثال على ذلك‪ :‬عند إلاجابة على رسالة شخص ما يطلب فيها توظيفه في وظيفة معينة أو‬
‫طلب منحه ترخيص أو طلب شراء قطعة أرض أو مسكن‪ ،‬و طلبه هذا غير مستوف للشروط املنصوص عليها في القانون‪،‬‬
‫ال نكتفي بالقول في الرد أن طلبه لم يحظ بالقبول‪.‬‬
‫و عليه فمن واجب إلادارة أن توضح ذلك في مراسلتها إلى املرسل إليه و تبين له السبب الذي حال دون قبول‬
‫طلبه‪ ،‬سواء بمقتض ى قانون أو مرسوم أو قرار رقم ‪ ....‬الصادر بتاريخ ‪ ،....‬و ذلك عمال بخاصية الوضوح التي تتميز بها‬
‫املراسالت إلادارية ‪.‬‬
‫ن‪ -‬املرفقات ‪ :‬هي أشياء مادية ترفق مع الرسالة‪ ،‬يأتي ترتيبها إما بأسفل املرجع أو بأسفل املوضوع مباشرة إن لم‬
‫يكن في املراسلة مرجع‪ ،‬فاملرفقات توضع في حالة إرسال وثيقة واحدة أو عدة وثائق‪ ،‬فيذكر عددها باألرقام أمامها‪ ،‬ثم‬
‫يوضح في محتوى الرسالة املقصود منها ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ي‪ -‬ترتيب الفقرات ‪:‬ترتب الفقرات في الرسالة إلادارية ترتيبا أفقيا حسب أولويتها‪ ،‬فقد تتشكل الرسالة من‬
‫مقدمة و موضوع و خاتمة أو قد تقتصر على املوضوع و الخاتمة‪ ،‬أي الدخول مباشرة في املوضوع و ختمه بطلب‪ ،‬أو تنفيذ‬
‫أمر معين أو الامتناع من تنفيذه‪ ،‬أو تقديم اقتراح‪ ،‬و التماس املوافقة عليه ‪.‬‬
‫إن املقصود بترتيب الفقرات بحسب ألاولوية‪ ،‬أن تأتي الفقرة املوالية موضحة للفقرة السابقة‪ ،‬كبسط املوضوع‬
‫في الفقرة ألاولى‪ ،‬و شرحه و تحليله بقدر واف في الفقرة الثانية و النتيجة املتوخاة منه في فقرة أخيرة ثالثة ‪.‬‬
‫ال يعني مما سبق أن الرسالة تتشكل من ثالث فقرات ال غير‪ ،‬أي طرح املوضوع ثم تحليله و أخيرا النتيجة‪ ،‬فقد‬
‫تتشكل الرسالة من عدة فقرات بحسب املوضوع املطروح لتنتهي بعد إزالة الغموض الذي يرد في فقرة فتوضحه فقرة‬
‫ثانية أو ثالثة أو رابعة ‪.....‬إلخ إلى غاية الوصول إلى املعنى املقصود من الرسالة ‪.‬‬
‫أخيرا تختم الرسالة بصيغة املجاملة املتمثلة في عبارات التقدير و الاحترام الواجبة من املوظف املرؤوس إلى‬
‫الرئيس إلاداري‪ ،‬و من إلادارة العامة إلى إلادارة الخاصة أو شخص طبيعي‪.‬‬
‫م‪ -‬التوقيع و التاريخ و الختم الرسمي ‪:‬إن التوقيع هو إجراء عملي قانوني يجريه صاحب الاختصاص ألاصلي على‬
‫املراسالت و الوثائق إلادارية موضحا فيه الاسمين الوظيفي و الشخص ي له‪ ،‬و في حالة ما إذا فوض توقيعه إلى مرؤوسه‪،‬‬
‫فيكتب الاسم الوظيفي لصاحب الاختصاص ألاصلي في الاعلى و بأسفله الاسم الوظيفي للمفوض إليه‪ ،‬ثم الاسم الشخص ي‬
‫لهذا ألاخير‪ ،‬و يأتي التوقيع في أسفل الصفحة‪ ،‬في الجهة اليسرى منها و بعد النص مباشرة ‪.‬‬
‫بالنسبة لتاريخ الرسالة إلادارية‪ ،‬يكتب في يسار الصفحة و في الجهة العليا منها‪ ،‬و تذكر فيه العناصر التالية‬
‫دائما‪ :‬املكان و اليوم و الشهر و السنة‪ ،‬مثال‪ :‬بجاية في ‪ 23‬أكتوبر ‪.2511‬و بعد إنجاز الرسالة أو الوثيقة إلادارية‪ ،‬يتم وضع‬
‫الختم " الطابع الرسمي لإلدارة " بجانب التوقيع‬
‫‪. 2 -‬املميزات املوضوعية ‪:‬إضافة إلى املميزات الشكلية‪ ،‬فإن التحرير إلاداري يمتاز بجملة من املميزات املوضوعية‬
‫التي هي كاألتي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التجرد‪ :‬حيث أنه ليس هناك مكان لكل ألالفاظ‪ ،‬و كل العبارات الغير املوضوعية أو العامية أو املثيرة لالنفعال‬
‫في ألاسلوب إلاداري‪ ،‬بل و حتى النسق الصوتي‪ ،‬يجب أن يتسم بالجدية و الرسمية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬املجاملة‪ :‬يجب أن يتحلى محرر الوثيقة إلادارية بحسن الالتفات و اللباقة‪ ،‬فبالرغم من كون إلادارة ملزمة في‬
‫الكثير من ألاحيان باإلجابة سلبا على عدد من الطلبات‪ ،‬إال أنها تسعى دائما إلى إضفاء صفة التحفظ أو الاحتراس على‬
‫ردود من هذا القبيل‪ ،‬حتى يبقى ألامل لدى أصحاب هذه الطلبات قائما ‪.‬‬
‫ج‪-‬املسؤولية‪:‬إن كل الوثائق إلادارية ممضية من طرف ممثلي السلطة العامة‪ ،‬و بالتالي تكتس ي طابع الرسمية‪،‬‬
‫لذلك فإن التحرير إلاداري بعيد كل البعد عن كل ما هو مجهول أو غامض أو مبهم‪ ،‬و يتعين على موقع الوثيقة إلادارية أن‬
‫يكون معلوما حتى يتحمل مسؤولية ما يكتب ‪.‬‬
‫د‪ -‬املنطق‪ :‬يجب عرض الوقائع و الحيثيات بصفة عقالنية و منطقية‪ ،‬حسب أهميتها التصاعدية‪.‬‬
‫هـ‪ -‬املوضوعية‪ :‬من الخصائص الهامة و املهمة جدا في املراسالت إلادارية‪ ،‬خاصية املوضوعية التي تلزم املحرر‬
‫عند الشروع في الكتابة أن يكتب باسم إلادارة التي ينتمي إليها و يخضع لقواعد الانضباط بها‪ ،‬و بعبارة أدق فاملحرر‬
‫إلاداري يكتب باسم إلادارة ال باسمه الخاص‪ ،‬فينحاز و يتحرر من الذاتية‪ ،‬فيكتب كتابة خالية من كل انفعال أو عاطفة‬

‫‪22‬‬
‫شخصية‪ ،‬إذ يضع عبارات و صيغ مهذبة تعطي لإلدارة هيبتها و احترامها باستعمال الصيغة التشريفية ‪ -‬يشرفني ‪ -‬في كلتا‬
‫الحالتين قبوال و رفضا‪ ،‬حيث بموجبها يعبر عن شرف و سيادة إلادارة ال عن سرورها و أسفها‪ ،‬أي يسرني‪ ،‬يؤسفني‪ ،‬و على‬
‫هذا ألاساس‪ ،‬فاملحرر إلاداري ال يكتب باسمه الخاص‪،‬إنما يكتب باسم إلادارة‪ ،‬و هي بالطبع شخص معنوي ال تتأسف و‬
‫ال تتألم و ال تحز ن و التفرح ‪.‬‬
‫و‪ -‬البساطة‪ :‬يقال أن ألاسلوب البسيط هو ألاسلوب ألاحسن و ألاصعب‪ ،‬لذلك وجب على محرر الوثيقة إلادارية‬
‫أن يمتنع عن اللجوء إلى ألاسلوب البيروقراطي املعقد‪ ،‬فالهدف ليس إثارة إعجاب القارئ‪ ،‬بل تبليغه الفكرة في أسلوب‬
‫يتسم بالبساطة‪ ،‬يكون في متناول العامة من القراء‪.‬‬
‫ي‪ -‬الحذر‪ :‬يمتاز التحرير إلاداري بالحذر الذي يعد ميزة لصيقة و هيبة إلادارة بسمو الدولة‪ ،‬فمبدأ املسؤولية‬
‫يتنافى تماما مع الخطأ‪.‬‬
‫‪.‬م‪ -‬إلايجاز و الوضوح و الدقة‪ :‬تمتاز املراسالت إلادارية بخاصية إلايجاز و إلاطالة فيما يقتضيه املعنى املقصود و‬
‫الفائدة املرجوة‪ ،‬و عليه فإن املحرر إلاداري ينتقي ألفاظا مهذبة في جمل قصيرة و مفيدة‪ ،‬و ال يعني هذا أن إلايجاز ينصب‬
‫على النص فيجعله وجيزا فاقدا للمعنى و الهدف‪ ،‬فاملقصود من إلايجاز إنشاء نص واضح من كلمات و جمل قصيرة غير‬
‫مكررة‪.‬‬
‫لكي يتحقق هدف املراسلة إلادارية الذي أنشئت من أجله‪ ،‬يتوجب صياغة نصها من كلمات مفهومة و واضحة‬
‫تقرأ و تفهم من قبل ألاشخاص املوجهة إليهم دون عناء و ال تستدعي لفت انتباه إلادارة املنشئة لها لتوضيحها‪ ،‬فاملحرر‬
‫إلاداري مطالب بالكتابة و الرد على رسائل ألاشخاص مختلفي املستويات العلمية‪ ،‬الش يء الذي يوجب عليه التعبير‬
‫بألفاظ بسيطة ال يشوبها غموض‪ ،‬واضحة املعنى و املقصود ‪.‬‬
‫يتميز كذلك التحرير إلاداري بالدقة التي تعني أخذ الحيطة و الحذر في صياغة نص الرسالة من كلمات و أحرف‪ ،‬و‬
‫محل وجود هذه ألاخيرة بأول و وسط و آخر الكلمة من جهة‪ ،‬و ربط الجمل بالفقرات من جهة ثانية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نماذج عن وثائق إدارية‬
‫‪/1‬املذكرة‪: Note -‬هي وثيقة إدارية داخلية مؤقتة تتضمن مقررات من الرئيس إلاداري إلى مرؤوسيه قصد العمل‬
‫على تطبيق العليمات و التوجيهات الصادرة بشأن توحيد طرق العمل و تحسينها و تصدر أيضا من املرؤوس إلاداري إلى‬
‫رئيسه إلفادته بمعلومات عاجلة أو آجلة‪ ،‬و للمذكرة أشكال عديدة تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬مذكرة توجيهية‪ :‬تصدر عن الرئيس إلاداري إلى مرؤوسيه قصد توحيد و تحسين طرق العمل باإلدارة‪,‬‬
‫‪ -‬مذكرة إعالمية‪ :‬تصدر من الرئيس إلاداري لألفراد في شكل إعالن للزوار بخصوص تحديد الزيارات‪ ،‬و تصدر من‬
‫املرؤوس إلاداري إلى رئيسه قصد إعالمه بواقعة معينة‪.‬‬
‫‪ -‬مذكرة مصلحية‪ :‬تصدر في شكل إعالن من الرئيس إلاداري إلى مرؤوسيه‪ ،‬تعني جميع املصالح و املوظفين‬
‫التابعين لها‪ ،‬كتحديد مواقيت العمل مثال‪.‬‬
‫‪/2 -‬املنشور ‪:la circulaire :‬‬

‫‪23‬‬
‫هو وثيقة إدارية داخلية تصدر من سلطة إدارية عليا و توجه إلى سلطات إدارية دنيا في شكل مذكرة أو رسالة‬
‫ترسل إلى العديد من املرسل إليهم‪ ،‬و هي امليزة التي تميز املنشور عن باقي الوثائق إلادارية‪ ،‬فاملنشور يتصف بالديمومة أي‬
‫أنه غير مؤقت كاملذكرة املصلحية ‪.‬‬
‫يصدر املنشور قصد تنظيم حالة معينة أو توضيح غموض وارد في نص من النصوص القانونية‪ ،‬غير أنه ال‬
‫ينش ىء قاعدة قانونية أو يعدلها أو يلغيها‪.‬‬
‫‪- 3 -‬التقرير‪le rapport :‬‬
‫هو وثيقة إدارية داخلية مؤقتة تحرر و توقع و ترفع دائما من املرؤوس إلى الرئيس إلاداري‪ ،‬قصد إفادة هذا ألاخير‬
‫بواقعة معينة متبو عة باقتراح أو عدة اقتراحات‪ ،‬تستهدف الحصول على موافقة الرئيس إلاداري التخاذ تدابير عاجلة أو‬
‫آجلة ‪.‬‬
‫أما بخصوص منهجية إعداد التقرير‪ ،‬فإنه يتطلب من املقرر آلاتي ‪:‬‬
‫املقدمة‪ :‬طرح ألاسباب التي دفعت املقرر إلى إعداد التقرير ‪.‬‬
‫املوضوع‪ :‬يتناول الدخول مباشرة في املوضوع و ذلك باستعراض القضية املطروحة‪.‬‬
‫الاقتراحات‪ :‬التي تكون متوافقة مع موضوع التقرير حتى تنال موافقة الرئيس‪.‬‬
‫‪ 1 -‬املحضر )‪ :procès verbal ( pv‬هو وثيقة إدارية داخلية لها قوة إلاثبات‪ ،‬تدون فيها وقائع قد سمعها أو‬
‫شاهدها عون مختص من شخص أو عدة أشخاص أدلو بها إراديا بعين املكان أو عند استدعائهم إلى مقرات العمل أو‬
‫التنقل إلى مكان تواجدهم و تدوين تصريحاتهم في مطبوع رسمي يوقع عليه املعنيون‪.‬‬
‫‪/ 5 -‬البرقية و التلكس ‪ :‬البرقية رسالة ترسل بواسطة البرق من مكتب بريد إلى آخر‪ ،‬و تتميز بميزة واحدة أساسية‬
‫و هي إيجاز نصها إلى حد كبير‪ ،‬و تحرر البرقية لتوصيل أخبار هامة بشكل عاجل‪ ،‬سواء كانت حسنة أو سيئة ‪.‬يعتبر‬
‫التلكس مثل البرقية تماما‪ ،‬و يتطلب إرسال التلكس وجود جهازين‪ ،‬ألاول لإلرسال و الثاني لالستقبال‪ ،‬بحيث إذا رقن‬
‫النص في جهاز إلارسال تلقاه جهاز الاستقبال و نسخه‪ ،‬و تتوافر أجهزة التلكس لدى الشركات الكبرى النها وسيلة هامة‬
‫الستقطاب ألاخبار بأقص ى سرعة مما يسمح باتخاذ القرارات الالزمة في أقصر مدة‪.‬‬
‫– ‪. 6‬املداولة‪ :‬هي وثيقة إدارية داخلية‪ ،‬تصدر من مجلس و تتضمن مواضيع مختلفة‪ ،‬اقتصادية و اجتماعية أو‬
‫ثقافية‪ ،‬يعرض موضوعها في شكل تقرير معلل ‪ -‬بيان أسباب – على املجلس في اجتماعاته العادية أو الاستثنائية و‬
‫بحضور أغلبية أعضائه‪ ،‬فيناقشه‪ ،‬إما أن يرفضه أو يعدله أو يصادق عليه‪ ،‬و عند املصادقة من املجلس باألغلبية‪ ،‬تحرر‬
‫مداولة في شكل محضر جلسة‪ ،‬يبين فيها عدد الحاضرين و الغائبين في املجلس‪ ،‬و املصوتين بنعم أو ال و املمتنعين‪ ،‬ثم‬
‫توقع‪.‬‬

‫‪24‬‬

You might also like