مكافحة الجرائم الالكترونية بين التشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 39

‫المجلد ‪ ، 4‬العدد ‪4‬‬

‫مجلة الصدى للدراسات الق انونية والسياسية‬


‫السنة ‪ ، 2022‬ص‪ -1‬ص‪39‬‬

‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬


‫‪Combating cybercrime between national legislation and‬‬
‫‪international agreements‬‬

‫الطاهرياكر‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫جامعة الجياللي بونعامة‪ ،‬خميس مليانة ( الجزائر )‬
‫‪t.yaker@univ-dbkm.dz‬‬

‫تاريخ النشر ‪:‬‬ ‫تاريخ القبول ‪:‬‬ ‫تاريخ االرسال‪:‬‬


‫‪2022 / 12 / 30‬‬ ‫‪2022 / 12 / 21‬‬ ‫‪2022 / 12 / 16‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث إلى التعرف على أهم األليات الوطنية والدولية ملكافحة الجرائم اإللكترونية‪،‬‬
‫باعتبارها أنها من املوضوعات الحديثة التي فرضت نفسها بقوة على املستوىن الوطني والدولي على والتي‬
‫تطرح على املشرع الجنائي ضرورة مواجهتها باجراءات قانونية حاسمة ورادعة ملكافحتها وعقاب مرتكبيها‪،‬‬
‫ولعل هذه الدراسة من األهمية بمكان إللقاء الضوء على مفهوم وطبيعة أساليب وإجراءات‬
‫مكافحة الجرائم اإللكترونية‪ ،‬مع ابداء الرأي واملقترحات بشأن املفاصل املهمة في ارساء قواعد موضوعية‬
‫وإجرائية تتكامل فيما بينها لتشكل حلقات الحماية للمصالح االجتماعية املتعاظمة في أمن الحاسوب‬
‫وتكنولوجيا املعلومات املعاصرة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬مكافحة‪ ،‬الجرائم االلكترونية‪ ،‬التشريعات الوطنية ‪ ،‬االتفاقيات الدولية‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪This research aims to identify the most important national and‬‬
‫‪international mechanisms for combating cybercrime, as it is one of the‬‬
‫‪recent issues that have imposed itself strongly at the national and‬‬
‫‪international levels, and which poses to the criminal legislator the need‬‬
‫‪to confront them with decisive and deterrent legal measures to combat‬‬
‫‪them and punish the perpetrators.‬‬
‫‪Perhaps this study is of great importance to shed light on the concept‬‬
‫‪and nature of methods and procedures for combating cybercrime, while‬‬
‫‪expressing opinions and proposals on the important joints in‬‬
‫‪establishing objective and procedural rules that are integrated with each‬‬

‫‪1‬‬
‫الطاهر ياكر‬
‫‪other to form circles of protection for the growing social interests in‬‬
‫‪computer security and contemporary information technology.‬‬
‫‪key words:‬‬
‫‪Combating, cybercrime, national legislation, international‬‬
‫‪agreements.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ّ‬
‫ال شك أن التقدم الحضاري الـذي اجتاح العالم في العصر الحديث أثـر في كافة مناحي‬
‫الحياة اإلنسانية من سلوكيات وغيرها وقد طال هذا التأثير نوعية الجرائم املستحدثة‬
‫وتقنيات املجرمين وأصبح ملموسا لدى كل املختصين والهتمين بعلم اإلجرام والعلوم األمنية‬
‫بصفة عامة‪1.‬‬

‫وبما أن عالم اليوم يتسم بأشكال جديدة من اإلجرام لم تكن مألوفة من قبل‪ ،‬أو لم يكن قد‬
‫استفحل خطرها بعد‪ ،‬فهناك اإلجرام املنظم أو اإلجرام العابر للحدود واألوطان أو القارات‬
‫أو اإلجرام العاملي‪ ،‬والجرائم السياسية‪ ،‬والجرائم اإلرهابية‪ ،‬والجرائم اإللكترونية‪ ،‬األمر‬
‫الذي يتطلب تعاونا وتضامنا دوليا ملكافحته و الوقاية منه‪ ،‬ألنه قد يكون خارج عن قدرة‬
‫وإمكانيات ‪ -‬قانونية ومادية ‪ -‬ألي دولة منفردة التحكم فيه أو احتوائه والسيطرة عليه‪ ،‬وعلى‬
‫اعتبار أن الجريمة اإللكترونية مشكلة معقدة عابرة للحدود الوطنية ال تستطيع أي دول‬
‫معالجتها بمعزل عن باقي الدول األخرى املكونة للمجتمع الدولي‪ ،‬وإذا أردنا فهم الجريمة‬
‫االلكترونية وأسبابها و طرق وأساليب مكافحتها‪ ،‬علينا أن ننظر إليها ضمن نطاقها العاملي‪.‬‬
‫األمر الذي دفع باملجتمع الدولي إلى البحث عن آليات جديدة تتالءم وطبيعتها‪ ،‬وتطوير‬
‫الوسائل التقليدية بما يكفل تضامن جهود الدول وأجهزتها القائمة بمهمة مكافحة الجرائم‬
‫عموما ‪ ،‬والجريمة ً االلكترونية على وجه الخصوص‪.‬‬
‫األمر الذي يشكل تحديا أمام الجهات األمنية التي كانت منهمكة في متابعة الجرائم التقليدية‬
‫على مدار األعوام املاضية‪ ،‬بينما ظهرت أمامها الجرائم اإللكترونية وهي متعددة األشكال‬
‫وواسعة االنتشار‪ ،‬اذ لحقت بها مظاهر التطور املختلفة سواء في الفكر(طريقة التخطيط‬
‫لها) أو في األداء (أسلوب تنفيذها) أو في األدوات املستخدمة في ارتكابها‪ ،‬بل وإضافة الى ذلك‬
‫فقد جاء عصر العوملة وبما حمله من ثورة في نظم املعلومات واالتصاالت واالنتقاالت‬
‫والتطور التكنولوجي ليضيف ابعادا جديدة على مظاهر التطور االجرامي الذي أدى الى ظهور‬
‫أنماط مستجدة منها لم تكن مألوفة من قبل‪ ،‬بل واشد خطورة على املجتمع من الجرائم‬

‫‪2‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫التقليدية‪ ،‬وهذا راجع لتسلحها بسالح العلم واملعرفة والتقدم التقني؛ االمر الذي أدى الى‬
‫حدوث أضرار جسيمة من جراء ارتكابها‪2.‬‬

‫وتأسيسا على ما سبق‪ ،‬يهدف هذا البحث إلى التعرف على أهم األليات الوطنية والدولية‬
‫ملكافحة الجرائم اإللكترونية‪ ،‬حيث أنها من املوضوعات الحديثة التي فرضت نفسها بقوة‬
‫على املستوى الوطني والدولي على حد سواء‪ ،‬والتي تطرح على املشرع الجنائي ضرورة‬
‫مواجهتها بترسانة قانونية حاسمة ورادعة ملكافحتها وعقاب مرتكبيها‪3 ،‬‬

‫ولعل هذه الدراسة من األهمية بمكان إللقاء الضوء على مفهوم وطبيعة أساليب وإجراءات‬
‫مكافحة الجرائم اإللكترونية‪ ،‬مع ابداء الرأي واملقترحات بشأن املفاصل املهمة في ارساء‬
‫قواعد موضوعية وإجرائية تتكامل فيما بينها لتشكل حلقات الحماية للمصالح االجتماعية‬
‫املتعاظمة في أمن الحاسوب وتكنولوجيا املعلومات‪.‬‬
‫املبحث األول‪:‬‬
‫مفاهي ـ ــم عــام ــة للجريمة االلكترونية‬
‫لقد تعددت ألفاظ ومفردات وصيغ ومصطلحات التعريف بالجريمة االلكترونية‪ " :‬فقد‬
‫أطلق عليها‪ ،‬جرائم الكمبيوتر واإلنترنت وجرائم التقنية العالية (‪،)High -Tech Crims‬‬
‫والسيبر كرايم )‪ ،(Crims Cyber‬وجرائم الحاسب اآللي )‪ ،(Computer crims‬والجرائم‬
‫الرقمية )‪ ،( digital crims‬والجرائم الناعمة )‪ ،)Crims Soft‬وجريمة أصحاب الياقات‬
‫البيضاء )‪ ،(White collar‬والجرائم النظيفة )‪4." (Clean Crims‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم الجريمة االلكترونية و أنواعها‬


‫على الرغم من محورية مصطلح الجريمة اإللكترونية ‪ cyber crime‬في العديد من الدراسات‬
‫األكاديمية التي تتناول التهديدات اإللكترونية في العصر الحديث‪ ،‬إال أنه ال يوجد اتفاق على‬
‫تعريف محدد ملاهية الجريمة اإللكترونية وعناصرها وأشكالها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الجريمة االلكترونية‬
‫يمكن تعريف الجريمة اإللكترونية على أنها‪" :‬تلك الجريمة التي يتم فيها استخدام اآلليات‬
‫واألسلحة اإللكترونية السابق ذكرها للقيام بهجوم إلكتروني بهدف تحقيق مكاسب مالية‬
‫باألساس"‪5.‬‬

‫‪3‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫وقد ذهب خبراء متخصصون من دول اإلتحاد األوروبي أن جريمة الكمبيوتر هي‪ " :‬كل فعل‬
‫عمدي ينشأ عن االستخدام غير املشروع لتقنية املعلوماتية ويهدف إلى االعتداء على األمالك‬
‫املادية أو املعنوية"‪ 6.‬في حين أن منظمة التعاون االقتصادي والتنمية )‪ ( OCDE‬وضعت‬
‫تعريف للجريمة االلكترونية في اجتماع باريس ‪ 1983‬والذي يعتبر أقدم التعاريف بأنها‪ " :‬كل‬
‫سلوك غير مشروع أو غير أخالقي أو غير مصرح به يتعلق باملعالجة اآللية للبيانات أو نقلها"‪7.‬‬

‫ويعرفها مكتب تقييم التقنية في الواليات املتحدة األمريكية بأنها‪" :‬الجرائم التي تلعب فيها‬
‫البيانات الكومبيوترية والبرامج املعلوماتية دورا رئيسيا"‪ ،‬كما عرفها "‪"David Tnompson‬‬
‫ً‬
‫متطلبا القترافها أن تتوافر لدى فاعلها معرفة تقنية للحاسب اآللي" ‪.‬‬ ‫بأنها‪" :‬أية جريمة يكون‬
‫ويرى "‪ "Massa‬أن املقصود بها‪ " :‬االعتداءات غير القانونية التي ترتكب بواسطة املعلوماتية‬
‫بغرض تحقيق الربح"‪ ،‬وفي الغالب ترتكب الجريمة االلكترونية ليس بغرض تحقيق الربح‬
‫وإنما بدافع املتعة النفسية أو االنتقام والسخرية من املنافسين أو غير ذلك من الدوافع‬
‫األخرى‪8.‬‬

‫وتعرف الجريمة عموما في نطاق القانون الجنائي أنه‪" :‬فعل غير مشروع صادر عن اإلدارة‬
‫الجنائية يقرر له القانون عقوبة أو تدابير احترازية تقوم على أساسين‪ :‬عناصر الجريمة‬
‫والسلوك ووصفه‪ ،‬والنص القانوني على تجريم السلوك وإيقاع العقوبة"‪9.‬‬

‫و تعرف الجريمة اإللكترونية على أساس االتفاقية العربية وقانون الجرائم االمريكية‬
‫واتفاقية بودابست واالتحاد الدولي لالتصاالت بأنها‪ ":‬كل جناية أو جنحة ترتكب ضد فرد أو‬
‫جماعة بدافع جرمي ونية اإلساءة لسمعة الضحية أو جسده أو فكره أو ماله أو حياته‪،‬‬
‫سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أم طريقة غير مباشرة باستخدام وسائل االتصاالت الحديثة‬ ‫ً‬
‫االنترنيت"‪ ،‬ومع تزايد االنفتاح العاملي في مجتمع متحول من النظام االجتماعي الطبيعي الى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫النظام االجتماعي املنفتح على العالم واألكثر تطورا وسرعة واندماجا بالعالم الخارجي‬
‫واملجتمعات الداخلية املحلية بتقنيات ووسائل التواصل االجتماعي املتاحة واملباحة وبحرية‬
‫مطلقة دون قيود او ضوابط أو قوانين واضحة تحدد نطاق العقوبات الجرمية في حالة‬
‫انتهاك الخصوصية أو الحقوق والحريات‪10.‬‬

‫وبالرجوع الى مؤتمر االمم املتحدة العاشر ملنع الجريمة ومعاقبة املجرمين‪ ،‬يتضح أنه تبنى‬
‫تعريف منضبط لجريمة تقنية املعلومات بأنها‪ " :‬أية جريمة يمكن ارتكابها بواسطة نظام‬

‫‪4‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫حاسبي أو شبكة حاسبية‪ ،‬والجريمة تلك تشمل من الناحية املبدئية جميع الجرائم التي‬
‫يمكن ارتكابها في بيئة إلكترونية‪".‬‬
‫وأما من منظور التشريع الجزائري‪ ،‬فقد نصت املادة (‪ 02‬أ) من القواعد الخاصة بالجرائم‬
‫املتصلة بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال على أنها‪ " :‬كل جريمة ترتكب أو يسهل ارتكابها عن‬
‫طريق منظومة معلوماتية أو نظام لالتصاالت االلكترونية"‪11.‬وبالتالي فمفهوم الجريمة‬
‫االلكترونية مرتبط أشد االرتباط بالنظم املعلوماتية‪ ،‬وال يمكن الوصول للجريمة االلكترونية‬
‫إال من خالل أنظمة املعلومات وهو املنفذ الوحيد ( النظام املعلوماتي) الذي يوجد في جميع‬
‫الحواسيب وهو الذي يتم الربط فيه بشبكة االتصال العاملية ‪.‬‬
‫ويقصد باملعلومات التي تعد أساسا للجريمة املعلوماتية ما نصت عليه املادة ‪ 02‬فقرة ج من‬
‫القانون رقم (‪ )04-09‬املؤرخ في ‪ 2009-08-05‬املتعلق بالوقاية من الجرائم املتصلة‬
‫بتكنولوجيات اإلعالم و االتصال ومكافحتهما على أنه‪ " :‬أي عملية عرض للوقائع واملعلومات‬
‫أو املفاهيم في شكل جاهز للمعالجة داخل منظومة معلوماتية بما في ذلك البرامج التي تجعل‬
‫من املنظومة املعلوماتية تؤدي وظيفتها"‪.‬‬
‫ولذلك يمكن القول على أنه ال يوجد مصطلح موحد للداللة على الجريمة املعلوماتية‪،‬‬
‫فالبعض يطلق عليها تسمية جرائم إساءة استخدام الحاسب االلي‪ ،‬و البعض االخر يسميها‬
‫جرائم االنترنيت أو جرائم التكنولوجيا الحديثة أو جرائم املعالجة االلية للمعطيات‪ ،‬كما أن‬
‫هناك آخرون يطلقون عليها مصطلح جرائم الكمبيوتر او الجرائم االلكترونية او الجرائم‬
‫املعلوماتية‪ 12،‬و عموما جميع هذه املصطلحات ترتبط بالتقنية املعلوماتية عند ارتكابها‪.‬‬
‫وتأسيا على ما سبق‪ ،‬فإنه يتوجب التفريق بين الجرائم املعلوماتية باملعنى الفني عن بقية‬
‫الجرائم األخرى التي يستخدم فيها الحاسب االلي عموما و االنترنيت خصوصا كأداة الرتكابها‪:‬‬
‫فجرائم االنترنيت و شبكات املعلومات يقصد بها أساسا الدخول والبقاء غير املشروع الى‬
‫الشبكات الخاصة كالبنوك و املؤسسات و كذا ما يخص االفراد و القيام بالعبث في البيانات‬
‫الرقمية التي تحتويها شبكة املعلومات‪ ،‬مثل تغيير البيانات أو اتالفها أو محوها أو امتالك‬
‫أدوات او كلمات املرور السرية لتسهيل ارتكاب الجرائم التي تلحق أضرارا بالبيانات و‬
‫املعلومات ذاتها‪ ،‬و كذلك بالنسبة للبرامج و األجهزة التي تحتويها‪ ،‬بينما الجرائم التقليدية‬
‫األخرى كغسل األموال ‪،‬اإلرهاب‪ ،‬الدعارة و االستخدام غير املشروع للبطاقات االئتمانية‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫فيعتبر االنترنيت أداة الرتكابها و ليست ضمن جرائم االنترنيت باملعنى الفني و التقني و إن‬
‫أطلق عليها الجرائم الكترونية‪.‬‬
‫وبذلك فتعاريف الجرائم االلكترونية تعتمد في الغالب على الغرض من استخدام هذا‬
‫ً‬
‫املصطلح وتشمل عددا محددا من األعمال ضد السرية والنزاهة وتوافر بيانات الكمبيوتر أو‬
‫أنظمة‪ ،‬ويمثل جوهر الجريمة اإللكترونية أبعد من هذا الوصف ومع ذلك‪ ،‬فاألعمال ذات‬
‫الصلة بالحاسوب ألغراض شخصية أو تحقيق مكاسب مالية أو ضرر بما في ذلك أشكال‬
‫الجرائم املتصلة بالهوية واألفعال املتعلقة بمحتويات الكمبيوتر جميعها تقع ضمن معنى‬
‫أوسع ملصطلح (الجريمة اإللكترونية)‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهم أنواع الجرائم اإللكترونية‬
‫للجرائم اإللكترونية أنواع كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ضد الحكومات‪ :‬تعد الجرائم اإللكترونية ضد الحكومات ومؤسسات‬ ‫‪ 1‬ـ جرائم إلكترونية ّ‬
‫الدول واملنظمات الدولية باعتبار أنها تهاجم املواقع الرسمية للحكومات وأنظمة شبكاتها‬
‫البنى التحتية لهذه املواقع أو األنظمة الشبكية بشكل كامل‪ ،‬ويسمى‬ ‫وتركز على تدمير ُ‬
‫ً‬
‫األشخاص املرتكبون لهذه الجريمة بالقراصنة‪ ،‬وغالبا ما تكون أهدافهم سياسية‪ .‬ومنها أيضا‬
‫ّ‬
‫العسكرية‬ ‫أفعال تستهدف املواقع العسكرية للدول‪ ،‬بهدف سرقة معلومات تتعلق باألسرار‬
‫للدولة وأمنها‪ ،‬وهي غالبا معلومات محفوظة الكترونيا‪ ،‬ويقوم القراصنة بتوزيعها بأساليب‬
‫غير مشروعة‪ .‬وتشمل جرائم اإلرهاب اإللكتروني )‪ )Cyber terrorism‬الذي هو عبارة عن‬
‫سلسلة اختراقات وقرصنة لألنظمة األمنية الحيوية على مواقع االنترنت تتم بواسطة مجهود‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫أي جماعات تسعى لالستفادة من ثغرات هذه‬ ‫ملجوعة من اإلرهابيين االلكترونيين أو ّ‬‫ٍ‬ ‫ُمنظم‬
‫شفرة واملحجوبة والسرّية‪ .‬وتارة ما تكون لها عالقة‬ ‫املواقع واألنظمة‪ ،‬بالوصول للمواقع املُ ّ‬
‫باألسرار االقتصادية واملالية للدولة‪13.‬‬

‫فقد استخدمت املجموعات اإلرهابية في العالم املعاصر تقنيات املعلومات واإلتصاالت‬


‫لتسهيل االعمال االجرامية (اإلرهاب االلكتروني) كبث االخبار املغلوطة و توظيف بعض‬
‫صغار السن و تحويل بعض األموال في سبيل تحقيق أهدافهم باللجوء الى وسائل تكنولوجية‬
‫حديثة و ذلك بهدف تدمير البنية املعلوماتية للمؤسسات العسكرية‪ .‬والتي من أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬تهديد االمن القومي و العسكري عن طريق أساليب التجسس للحصول على املعلومات‬
‫الهامة ذات الطبيعة السرية واملتعلقة بأمن الدول واملؤسسات‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫‪-‬اعتماد جرائم التجسس و القرصنة املعلوماتية في مجال اختراق املؤسسات و االسرار‬


‫العسكرية و السياسية على أساليب فنية تعتمد على تقنيات و برامج حديثة معدة لعمليات‬
‫التجسس كما في حاالت التنصت و التدخل و االختراق‪.‬‬
‫‪-‬املساس باالقتصاد و االمن الوطني و تهديده‪.‬‬
‫ويمثل هذا النوع من الجريمة إلى جانب اإلرهاب الذي تسهم في تمويله أكثر التهديدات غير‬
‫ً‬
‫العسكرية لألمن واالستقرار االقتصادي خطورة في العالم‪.‬‬
‫يتم الوصول فيها إلى ّ‬
‫الهوية اإللكترونية‬ ‫الجرائم التي ّ‬ ‫‪ 2‬جرائم إلكترونية ضد األفراد ‪ :‬وهي َ‬
‫السر التي تخصهم‪ ،‬وقد‬ ‫لألفراد بطرق غير مشروعة‪ ،‬كحسابات البريد اإللكتروني وكلمات ّ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تصل إلى ّ‬
‫حد انتحال شخصياتهم وأخذ امللفات والصور املهمة من أجهزتهم بهدف تهديدهم‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ليمتثلوا ألوامرهم‪ُ ،‬وت ّ‬
‫بها َ‬
‫سمى أيضا بجرائم اإلنترنت الشخصية‪ 14 .‬التي يقوم املجرم من‬
‫خاللها بنشر معلومات قد تكون سرية أو مضللة أو مغلوطة عن ضحيته‪ ،‬والذي قد يكون‬
‫ً‬
‫فردا أو مؤسسة تجارية ‪ ،‬وتتعدد الوسائل املستخدمة في هذا النوع من الجرائم‪ ،‬لكن في‬
‫مقدمة هذه الوسائل إنشاء موقع على الشبكة يحوي املعلومات املطلوب نشرها أو إرسال‬
‫هذه املعلومات عبر القوائم البريدية إلى أعداد كبيرة من املستخدمين‪ ،‬و ُيضم لهذه الجرائم‬
‫كذلك تشويه السمعة‪،‬الشائعات و األخبار الكاذبة ملحاربة الرموز السياسية و الفكرية و‬
‫حتى الدينية من أجل تشكيك الناس في مصداقية هؤالء األفراد‪ ،‬و قد يكون الهدف من ذلك‬
‫هو االبتزاز‪15.‬‬

‫ُ‬
‫تشمل هذه‬ ‫‪ 3‬ـ جرائم االحتيال واالعتداء على األموال‪) Fraud and financial crimes) :‬‬
‫الجرائم الكثير من املمارسات‪ ،‬منها‪ :‬إدخال بيانات غير صحيحة أو تعليمات من غير املشروع‬
‫َ‬
‫بغية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫السرقة من قبل‬ ‫ات غير مسموح الوصول إليها‬ ‫وعملي ٍ‬ ‫استعمال بيانا ٍت‬ ‫التصريح بها‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات املالية واالقتصادية‪ .‬وحذف أو تعديل املعلومات‬ ‫موظفين فاسدين في الشركات‬
‫ُ‬
‫املحفوظة‪ ،‬أو إساءة استعمال أدوات األنظمة املتوافرة وحزم البرامج‪.‬‬
‫يتعرض ٌ‬
‫نظام حاسو ّبي أو‬ ‫‪ 4‬ـ جرائم االبتزاز اإللكتروني‪ ) Cyber extortion crime):‬هي أن ّ‬
‫يشن هذه الهجمات ُوي ّ‬‫حيث ّ‬‫ُ‬ ‫إلكتروني ما لهجمات حرمان من خدمات ُم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫كررها‬ ‫عينة؛‬ ‫ٍ‬ ‫موقع‬
‫مادي لوقف هذه الهجمات‪.‬‬ ‫قراصنة محترفون‪ ،‬بهدف تحصيل ُمقابل ّ‬
‫ٍ‬

‫‪7‬‬
‫الطاهر ياكر‬
‫ّ‬
‫والحكومية‬ ‫ّ‬
‫الشخصية‬ ‫ائم تستهدف املؤسسات‬ ‫لكية‪ :‬هي جر ٌ‬ ‫‪ 5‬ـ جرائم إلكترونية ّ‬
‫ضد امل ّ‬
‫ِ‬
‫وتتم هذه الجرائم عن طريق‬ ‫همة أو البرامج الخاصة‪ُّ ،‬‬ ‫والخاصة‪ ،‬وتهدف إلتالف الوثائق املُ ّ‬
‫ّ‬
‫ُّ‬ ‫نقل برامج ّ‬
‫ضارة ألجهزة هذه املؤسسات باستخدام الكثير من الطرق كالرسائل اإللكترونية‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ 6‬ـ مجموعة أخرى من الجرائم االلكترونية العديدة‪ ،‬مثل‪ :‬جرائم التشهير‪ ،‬بهدف تشويه‬
‫تعلقة ّ‬‫ُ ّ‬
‫بتعقب أو مطاردة األفراد عن طريق الوسائل‬ ‫ُسمعة األفراد ـ املطاردة االلكترونية امل‬
‫الشخصية أو اإلحراج العام أو ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السرقة املالية‬ ‫اإللكترونية لغاية تعريضهم للمضايقات‬
‫الضحية الشخصية عبر مواقع‬ ‫وتهديدهم بذلك‪ ،‬حيث يجمع مرتكبو هذه الجرائم معلومات ّ‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫التصيد‬ ‫السب والشتم والقدح ـ‬ ‫الشبكات االجتماعي وغرف املحادثة وغيرها ـ جرائم‬
‫تعلقة بالجنس‪16.‬‬‫ُ ّ‬
‫)‪ )Phishing‬ـ الجرائم اإللكترونية امل‬
‫املطلب الثاني‪ :‬طبيعة املجرم املعلوماتي وخصائص الجرائم اإللكترونية‬
‫املجرم املعلوماتي‪ ،‬يطلق على ذلك الفاعل الرئيس في العملية ُ‬ ‫ُ‬
‫الجرمية اإللكترونية‪ ،‬حيث‬
‫يتمتع هذا األخير بذكاء ودراية معلوماتية ناتجة عن تعلم وخبرة ميدانية في عالم اإللكترون‪.،‬‬
‫إذ أن الجريمة اإللكترونية ال تقع على األرض وال بالوسائل املادية واألدوات املستعملة في‬
‫الجريمة التقليدية وال تثبتها مساحات الدماء وال كسر األعضاء‪ ،‬إنما تقع في فضاء رقمي‬
‫بواسطة التقنيات الحديثة املرتبطة بالشبكة العاملية مما يصح أن تسمى بالجريمة العابرة‬
‫للحدود‪ ،‬يتميز الفاعلين فيها بصفات وسمات لم تكن موجودة عند املجرمين التقليديين إن‬
‫ُ‬
‫صحت العبارة‪ ،‬لذلك أطلق عليهم بأصحاب املهارة‪ ،‬املعرفة‪ ،‬الوسائل السلطة‪ ،‬الباعث‪17.‬‬

‫ويتوفر املجرم اإللكتروني على مهارة عالية في مجال املعلومياتية والبرمجة‪ ،‬حيث يمكنه‬
‫اختراق الشبكات بمهارات فائقة في كسر الشفرات وكلمات املرور للحصول على أدق‬
‫َ ّ‬
‫املعلومات‪ُ ،‬ويشغل أجهزة عن ُبعد بكل سرية من خالل ارتباطه بشبكة اإلنترنت مستغال‬
‫تجربته وذكاؤه في تطوير األنظمة األمنية املعلوماتية وتعديلها‪18.‬‬

‫وتأسيسا على ما سبق‪ ،‬فإن املجرم املعلوماتي يتصف بخصائص معينة تميزه عن املجرم‬
‫الذي يرتكب الجرائم التقليدية‪ ،‬فإذا كانت الجرائم التقليدية ال تتطلب مستوى علمي معرفي‬
‫للمجرم في عملية ارتكابها‪ ،‬فإن األمر يختلف بالنسبة للجرائم اإللكترونية‪ ،‬فهي جرائم فنية‬
‫تقنية في الغالب‪ ،‬واألشخاص الذين يقومون يكونون من ذوي بارتكابها عادة االختصاص في‬
‫مجال تقنية املعلومات االلكترونية أو على األقل شخص لديه حد أدنى من املعرفة و القدرة‬
‫على استعمال جهاز الحاسوب‪ ،‬والتعامل مع شبكة اإلنترنت‪ ،‬كما أن الباعث إلى ارتكاب‬

‫‪8‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫املجرم لهذا النوع من الجرائم قد تكون مختلفة عن بواعث ارتكاب الجرائم من قبل املجرم‬
‫التقليدي‪ 19.‬وعلى هذا سوف ندرس من خالل هذا املطلب سمات املجرم املعلوماتي في الفرع‬
‫األول ونتناول في الفرع الثاني خصائص الجرائم االلكترونية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬سمات املجرم املعلوماتي‬
‫يتميز املجرم االلكتروني بعدد من السمات والخصائص التي تجعله مختلفا عن املجرم‬
‫التقليدي والتي منها‪:‬‬
‫‪ /1‬مجرم ذكي‪ :‬يعتبر الذكاء من أهم صفات املجرم املعلوماتي ألنه يتطلب منه اإلملام التام‬
‫بتقنية بتكنولوجيا املعلومات والقدرة على تعديل وتغيير برامج الحاسب اآللي‪ ،‬وتعد املهارة‬
‫املتطلبة لتنفيذ النشاط اإلجرامي أبرز خصائص املجرم املعلوماتي‪ ،‬فتنفيذ بعض الجرائم‬
‫ً‬
‫اإللكترونية يتطلب قدرا من املهارة يتمتع بها الفاعل والتي قد يكتسبها عن طريق الدراسة‬
‫املتخصصة في هذا املجال أو عن طريق الخبرة املكتسبة في مجال تكنولوجيا املعلومات أو‬
‫بمجرد التفاعل االجتماعي مع اآلخرين‪20.‬‬

‫‪ /2‬مجرم محترف‪ :‬يتصف مرتكب الجريمة االلكترونية بأنه على درجة عالية من الخبرة‬
‫واملهارة في استخدام الحاسب اآللي‪ ،‬والتكنولوجيا الحديثة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ /3‬مجرم غيرعنيف‪ :‬يرتكب املجرم املعلوماتي نوعا من الجرائم ينتمي إلى إجرام الحيلة‪ ،‬فهو‬
‫ال يلجأ إلى استخدام القوة والعنف في ارتكاب جريمته‪ ،‬ال سيما وأنه ال يتعامل مع اشخاص‬
‫حقيقين‪ ،‬بل يتعامل في مقومات غير مادية متمثلة في البيانات واملعلومات املخزنة في جهاز‬
‫الحاسب اآللي‪ ،‬ولهذا فليس هناك مبرر للجوئه إلى العنف‪21.‬‬

‫‪ /4‬مجرم متكيف اجتماعيا‪ :‬فال يضع املجرم االلكتروني نفسه في حالة عداء مع املجتمع‬
‫الذي يحيط به‪ ،‬بل إن ذكاءه يدفعه للتكيف مع املجتمع‪ ،‬و كلما ازداد تكيفه مع املجتمع‬
‫كلما زادت خطورته اإلجرامية‪.‬‬
‫‪ /5‬امليل إلى ارتكاب الجرائم‪ :‬يتميز مرتكبو الجرائم االلكترونية بفرط في النزعة اإلجرامية‬
‫وامليل إلى ارتكاب الجرائم‪.‬‬
‫‪ /6‬امليل إلى التقليد‪ :‬أغلب الجرائم االلكترونية تتم من خالل محاولة الفرد تقليد غيره‬
‫باملهارات الفنية التي لديه مما يؤدي الرتكابه للجريمة‪22.‬‬

‫‪9‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫املطلب الثالث‪ :‬خصائص وسمات الجريمة اإللكترونية في العصرالرقمي‬


‫في ظل االنتشار السريع للتقنيات التكنولوجية ووسائل التواصل الحديثة التي تعددت‬
‫أشكالها وأنماطها‪ ،‬والتي أحدثت طفرة نوعية في عملية التواصل واالتصال بين مختلف‬
‫الشرائح في الداخل والخارج‪ ،‬تكثر الحسابات الوهمية التي يقوم أصحابها بممارسات تقنية‬
‫ومعلوماتية بقصد ارتكاب أنواع مختلفة للجرائم اإللكترونية‪ ،‬حيث بدأت هذه الطائفة من‬
‫الجرائم املستحدثة في االنتشار‪ 23،‬وبصفة خاصة في الواليات املتحدة االمريكية و دول أوروبا‬
‫الغربية‪ ،‬والعديد من الدول العربية التي من بينها الجزائر‪ ،‬والتي انطلقت منها هذه املتغيرات‬
‫ووقعت فيها العديد من هذه الجرائم بصورها غير النمطية‪ ،‬حيث كثفت األجهزة األمنية‬
‫والشرطية من جهودها بهدف التعرف على هذه الجرائم ووضع خطط الوقاية واملكافحة لها‬
‫وتعديل هياكلها التنظيمية إلنشاء وحدات أمنية قادرة على التعامل مع كل نمط من‬
‫أنماطها‪ ،‬إضافة الى اعداد الدراسات والبحوث األمنية حول أساليب ارتكابها و خصائص‬
‫مرتكبيها وصفاتهم ودوافعهم الى ارتكابها وأوجه الخالف بينها وبين الجرائم التقليدية‪24.‬‬

‫‪ /1‬الجريمة االلكترونية جريمة مستحدثة‪ :‬إن التقدم العلمي والتكنولوجي في ظل العوملة‬


‫تجاوز قدرات الدولة الرقابية وإمكانيتها بل وأضعف قدرتها على تطبيق قوانينها بالشكل الذي‬
‫أصبح يهدد أمنها وسالمتها‪ 25،‬لهذا تعد الجريمة االلكترونية جريمة مستحدثة تفرز إشكاالت‬
‫عديدة وتحديات كبرى على الدول من اجل التصدي لها‪.‬‬
‫بعيدا عن الرقابة األمنية‪ :‬حيث تتسم بأنها خفية ومستترة في‬ ‫‪ 2‬ـ ـ سهولة ارتكاب الجريمة ً‬
‫أغلبها ألن الضحية ال يالحظها رغم أنها قد تقع أثناء وجوده على شبكة اإلتصاالت ‪،‬ألن‬
‫الجاني يتمتع بقدرات فنية تمكنه من ارتكاب جريمته بدقة‪ ،‬مثال عند إرسال الفيروسات‬
‫املدمرة وسرقة األموال والبيانات الخاصة أو إتالفها‪ ،‬والتجسس وسرعة سرقة املكاملات‬
‫وغيرها من الجرائم‪ 26،‬وقد تتم في ثانية أو جزء من الثانية في بعض الجرائم‪ ،‬فكثير من‬
‫الجرائم املعلوماتية ال يتم كشفها أو اإلحساس بها إال بعد مدة طويلة ‪،‬مثل برامج اإلتالف‬
‫والتجسس أو سرقة البيانات الخاصة وسرقة االموال وغيرها ‪ ،‬ومما يزيد من سرعة تنفيذ‬
‫الجريمة التقدم التقني الذي أنتج الكثير من الوسائل و البرامج التي تساعد على سرعة تنفيذ‬
‫الجريمة املعلوماتية‪27.‬‬

‫‪ -3‬التنفيذ عن بعد‪ :‬ال تتطلب جرائم الحاسب في أغلبها وجود الفاعل في مكان الجريمة‪ ،‬بل‬
‫يمكن للفاعل تنفيذ جريمته وهو في دولة بعيدة عن الفاعل من خالل جهاز اإلعالم األلي‪،‬‬

‫‪10‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫ولكن مع ذلك يمكن ارتكاب مثل هذه الجرائم أيضا من خالل وسائل تقنية أخرى كأجهزة‬
‫الهاتف املحمول املتطورة وغيرها من االجهزة و التقنيات التي يمكن أن تظهر إلى الوجود في‬
‫أي لحظة‪ ،‬وهذه الخاصية بدورها تصعب من مهمة اكتشاف هذه الجرائم و التحقيق‬
‫بشأنها‪28.‬‬

‫‪ /4‬إخفاء الجريمة‪ :‬إن الجرائم التي تقع عن طريق شبكة االنترنت مخفية‪ ،‬إال أن أثارها تبقى‬
‫وتالحظ‪ 29.‬حيث تغلب الطبيعة اإللكترونية على الدليل املتوفر‪ ،‬ولعل صعوبة كشف الدليل‬
‫تزداد بصورة خاصة متى ارتكبت هذه الجريمة في مجال العمل من قبل العاملين ضد‬
‫املؤسسات التابعين لها‪ ،‬فبحكم الثقة في هؤالء يسهل عليهم اقتراف جرائمهم دون أن يتركوا‬
‫آثار تدل عليهم‪ 30،‬وبالتالي فهي تحتاج إلى الخبرة الفنية العالية‪ ،‬و التي يصعب معها على‬
‫املحقق العادي التعامل معها‪ ،‬وتظهر هذه املشكلة بصفة خاصة بالنسبة لجرائم اإلنترنت‬
‫مثل الجرائم التي ترتكز على البريد اإللكتروني بارتكابها‪ ،‬فيكون من الصعب على جهات‬
‫التحري تحديد مصدر املرسل‪ 31،‬بالتالي فإن هذه الجريمة تستلزم طرقا خاصة مستحدثة‬
‫لإلثبات قوامها التعليم والتدريب املتخصص املستمر لعلوم الحاسب اآللي والعلوم األمنية‬
‫املتخصصة‪ ،‬لذا فإنها تقتض ي وجود رجل شرطة إلكترونية‪.‬‬
‫‪ /5‬الجاذبية‪ :‬نظرا ملا تمثله سوق الحاسب واالنترنت من ثروة كبيرة للمجرمين أو لإلجرام‬
‫املنظم‪ ،‬فقد غدت أكثر جذبا الستثمار األموال وغسيلها وتوظيف الكثير منها في تطوير‬
‫تقنيات وأساليب تمكن الدخول إلى الشبكات وسرقة املعلومات وبيعها"‪32.‬‬

‫‪ /6‬عابرة للدول‪ :‬يمكن القول أن من أهم الخصائص التي تميز الجريمة املعلوماتية هي‬
‫تخطيها للحدود الجغرافية‪ ،‬فمن بين خصوصية هذا النوع من الجرائم هو إمكانية ارتكابها‬
‫عن بعد‪ ،‬و من ثم اكتسابها طبيعة دولية ‪ ،‬أو كما يطلق عليها البعض الجرائم ذات طبيعة‬
‫متعدية الحدود‪ ،‬فبعد ظهور شبكات املعلومات لم تعد الحدود مرئية أو ملموسة تقف أمام‬
‫نقل املعلومات عبر الدول املختلفة‪ .‬ويعد ذلك من بين األسباب التي تستدعي ضرورة تفعيل‬
‫التعاون الدولي بشأن مكافحة الجريمة املعلوماتية‪33.‬‬

‫‪ /7‬جرائم ناعمة‪ :‬الجريمة املعلوماتية تستهدف املعنويات ال املاديات فهي تمتاز بأنها جرائم‬
‫ناعمة ال تتطلب جهدا عضليا أو عنفا‪ ،‬فنقل بيانات من حاسب إلى آخر أو السطو‬
‫اإللكتروني على أرصدة بنك ما ال يتطلب أي عنف أو تبادل إلطالق نار مع رجال األمن‪ ،‬بل إلى‬
‫جهد ذهني وعضلي مع إدراك لتقنيات الحاسوب‪ .‬وتتطلب الجريمة التقليدية استخدام‬
‫‪11‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫األدوات والعنف أحيانا كما في جرائم اإلرهاب واملخدرات والسرقة و السطو‪ ،‬إال أن الجرائم‬
‫املتصلة بالحاسب تمتاز بأنها ناعمة ال يستعمل فيها العنف"‪34.‬‬

‫‪ /8‬الجريمة املعلوماتية جريمة يصعب إثباتها‪ :‬األصل في الجريمة إقامة الدليل وإسناده إلى‬
‫املتهم‪ ،‬غير أنه وبفضل التطورات العلمية الحاصلة وظهور ما يسمى بالدليل الرقمي‪ ،‬يجعل‬
‫إثبات هذا النوع من الجرائم أكثر صعوبة في اإلثبات ألن الجاني مرتكب هذه الجريمة ال يترك‬
‫وراءه أي أثر مادي خارجي ملموس يمكن فحصه‪ ،‬وهذا يعسر إجراءات اكتشاف الجريمة‬
‫ومعرفة مرتكبها‪ ،‬إضافة إلى أنها جرائم مخفية وفي كثير من األحيان ال يتم اكتشافها إال‬
‫صدفة – جريمة ال تتقيد بمكان و زمان معين –‪ .‬وعليه تتميز جرائم االنترنت عن الجرائم‬
‫التقليدية للجريمة‪ ،‬بغياب الدليل الفيزيقي‪ ،‬وسهولة محو اآلثار وهذا راجع إلى افتقاد وجود‬
‫اآلثار التقليدية للجريمة‪ ،‬وعدم كفاية القوانين القائمة‪35.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬أشكال التعاون الدولي ملكافحة الجرائم اإللكترونية‬


‫يعتمد التعاون الدولي على قوانين الجرائم اإللكترونية الوطنية املنسقة‪ ،‬التي تجرم الجريمة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬والقوانين اإلجرائية الوطنية للجرائم اإللكترونية التي تحدد قواعد اإلثبات‬
‫واإلجراءات الجنائية (تمت مناقشتها في الوحدة التعليمية الثالثة للجرائم اإللكترونية حول‬
‫أيضا تسهيل التعاون الدولي من خالل تنسيق‬ ‫األطر القانونية وحقوق اإلنسان)‪ .‬كما يمكن ً‬
‫الصكوك الثنائية واإلقليمية واملتعددة األطراف بشأن الجريمة اإللكترونية‪ ،‬حيثما دعت‬
‫أيضا إلى االنضمام إلى صكوك الجريمة اإللكترونية اإلقليمية‬ ‫الحاجة‪ .‬وهناك حاجة ً‬
‫واملتعددة األطراف أو التصديق عليها لجعل هذه الصكوك ملزمة ً‬
‫قانونا‪.‬‬
‫ولقد عملت األمم املتحدة منذ نشأتها على رسم سياسة ناجعة في مجال منع الجريمة‬
‫وتحقيق العدالة الجنائية‪ ،‬عبر إقرار العديد من التوصيات وإنشاء اللجنة املتخصصة ومن‬
‫بينها اللجنة االستشارية لخبراء منع الجريمة ومعاملة املجرمين الذي عهد إليها مهمة مكافحة‬
‫الجريمة وتقديم املشورة لألمين العام‪ ،‬وإيجاد البرامج ووضع الخطط ورسم سياسات لتدابير‬
‫دولية في مجال منع الجريمة‪ ،‬ومعاملة املجرمين وتعقد مؤتمرات دورية كل خمس سنوات‬
‫وذلك تعزيز وتبادل املعارف والخبرات بين األخصائيين من مختلف الدول من أجل تدعيم‬
‫التعاون الدولي واإلقليمي في مجال مكافحة الجريمة‪ ،‬ويعتبر مؤتمر األمم املتحدة السابع ملنع‬
‫الجريمة ومعاملة املجرمين الذي تم انعقاده مدين ميالنو بإيطاليا في سنة ‪ 1985‬م والذي‬

‫‪12‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫انبثق عن هذا املؤتمر مجموعة من القواعد التوجيهية والتي توجت باملصادقة على هذه‬
‫املبادئ في هافانا بكوبا عام ‪ 1990‬م‪36.‬‬

‫و في إطار الجهد املبذول فان هناك العديد من الهيئات الدولية لعبت دورا ملحوظا في هذا‬
‫املجال ‪ ،‬مثل منظمة األمم املتحدة التي بذلت جهودا ال يستهان بها‪ ،‬مؤكدة على وجوب تعزيز‬
‫الحد من انتشار الجريمة‬ ‫ّ‬ ‫العمل املشترك بين أعضاء املنظمة من أجل التعاون على‬
‫املعلوماتية‪ ،‬و هذا من خالل مؤتمراتها ملنع الجريمة و معاملة املجرمين بدءا باملؤتمر السابع‬
‫عام ‪ 1985‬إلى غاية املؤتمر الثاي عشر عام ‪ .2010‬إضافة إلى املؤتمر الخامس عشر‬
‫للجمعية الدولية لقانون العقوبات‪ ،‬وذلك تحت إشراف األمم املتحدة املنعقد عام ‪،1994‬‬
‫تضمنت شقين‬ ‫عدة توصيات وقرارات ذات صلة بالجرائم املعلوماتية‪ ،‬وقد ّ‬ ‫الذي نتج عنه ّ‬
‫اثنين واحد موضوعي يتناول األفعال التي تقع تحت طائلة اإلجرام املعلوماتي‪ ،‬وثاني إجرائي‬
‫يتضمن اإلجراءات الواجب إتباعها لتطبيق القواعد املوضوعية‪.‬‬
‫كما كان للمنظمة العاملية للملكية الفكرية دور بارز في هذا املجال‪ ،‬وذلك من خالل خلقها‬
‫لنصوص قانونية خاصة بحماية برامج الحاسب اآللي و هذا من خالل املادة ‪ 04‬و ‪ 05‬من‬
‫اتفاقية تريبس‪ .‬هذا إلى جانب الجهد الكبير املبذول من قبل االتحاد الدولي لالتصاالت‪ ،‬وهذا‬
‫في إطار برنامج األمن املعلوماتي العاملي املعلن عنه من قبل األمين العام لإلتحاد سنة ‪،2007‬‬
‫عدة أهداف أبرزها استحداث تشريع نموذجي ملكافحة الجريمة‬ ‫و الذي يرمي إلى تحقيق ّ‬
‫املعلوماتية يمكن تطبيقه عامليا‪ ،‬ويكون قابال لالستخدام مع التدابير التشريعية القائمة على‬
‫الصعيدين الوطني واإلقليمي‪ .‬أما املنظمات اإلقليمية فقد كان لإلتحاد األوروبي دور فعال في‬
‫هذا املجال حيث أثمرت جهوده عن ميالد أولى املعاهدات الدولية الخاصة بمكافحة الجرائم‬
‫املعلوماتية بالعاصمة املجرية بودابست عام ‪.2001‬‬
‫وقد سعت هذه االتفاقية إلى بناء سياسة جنائية مشتركة من أجل مكافحة الجرائم‬
‫املعلوماتية في جميع أنحاء العالم من خالل تنسيق وانسجام التشريعات الوطنية ببعضها‬
‫الصدد‪ .‬إضافة إلى‬‫البعض‪ ،‬وتعزيز قدرات القضاء‪ ،‬وكذا تحسين التعاون الدولي في هذا ّ‬
‫ّ‬
‫الوطنية ‪ .‬كما أنشأ اإلتحاد األوروبي‬ ‫تحديد عقوبات الجرائم املعلوماتية في إطار القوانين‬
‫أجهزة تساعد على مكافحة هذا النوع من الجرائم‪ ،‬من بينها جهاز اليوروبول واملركز األوروبي‬
‫ملكافحة الجريمة املعلوماتية والذي أفتتح في جانفي ‪ .2013‬أما الجهود العربية فقد أسفرت‬
‫هي أيضا عن ميالد اتفاقية عربية ملكافحة جرائم تقنية املعلومات‪ ،‬وهذا كنتيجة لالجتماع‬
‫‪13‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫املشترك ملجلس ي وزراء الداخلية والعدل العرب املنعقد بمقر األمانة العامة لجامعة الدول‬
‫العربية بالقاهرة و ذلك في ديسمبر ‪ ،2010‬بهدف تعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال‬
‫مكافحة جرائم تقنية املعلومات‬
‫وتلعب منظمة األمم املتحدة الدور الرئيس ي في مكافحة اإلجرام املنظم في جميع مظاهره‪،‬‬
‫وبالنظر إلى طبيعة الجرائم االلكترونية ومرونتها واكتسابها بعدا دوليا متناميا‪ ،‬فإن التعاون‬
‫الدولي ملكافحة هذه الجرائم أمر ال مناص منه‪ ،‬وشرط هذا التعاون وجود تشريع داخلي‬
‫متكامل وقضاء وطني فعال واتفاقيات دولية تتوافر على آليات تنفيذية قادرة على مساعدة‬
‫الدول على التصدي للجرائم املنظمة وتفكيك الجماعات اإلجرامية ومعاقبة ومالحقة‬
‫العاملين فيها والقضاء على البنيات السوسيواقتصادية املولدة للجريمة بصفة عامة‪.‬‬
‫ً‬
‫وإذا كان االلتزام األخالقي بالتعاون مرهونا دائما بتوافر الرغبة في تحقيقه‪ ،‬فضال عن اتسامه‬
‫بالطابع االختياري‪ ،‬بحيث يمكن التخلي عن القيام به في أي وقت دون أن يترتب على ذلك أية‬
‫مسؤولية في مواجهة الطرف املتخلي‪ ،‬بينما على العكس من ذلك نجد أن األمر يختلف إذا‬
‫كان مبعث االلتزام بالتعاون قانونيا متولد عن وثيقة مكتوبة (اتفاقيات دولية)‪ ،‬تولد التزاما‬
‫على عاتق الدول‪ ،‬ويترتب بالتالي مسؤولياتها في حالة عدم وفائها بهذا االلتزام‪37.‬‬

‫ونظرا لتعدد الجرائم االلكترونية وتطورها تزایدت صورها‪ ،‬مما أدى إلى ضرورة التعاون‬
‫الدولي ملواجهتها‪ ،‬ومن ثم تكثیف الجهود الدولیة وعقد االتفاقیات واملؤتمرات الدولیة لوضع‬
‫استراتیجیات خاصة بمرحلتي الوقایة واملكافحة لهذه الجرائم‪ ،‬وهذا ما سنتناوله في هذا‬
‫املبحث‪ ،‬مبرزین على ذلك اآللیات الدولیة والوطنیة‪ ،‬ملكافحة الجریمة االلكترونية بحیث أننا‬
‫قسمنا هذا املبحث إلى مطلبين‪:‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬اآللیات األمنية والقضائية ملكافحة الجریمة االلكترونية‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬إبرام االتفاقيات الدولية واإلقليمية ملكافحة الجرائم االلكترونية‬
‫املطلب األول ‪ :‬اآللیات األمنية والقضائية ملكافحة الجریمة االلكترونية‪.‬‬
‫التعاون الدولي في مجال مكافحة الجريمة املعلوماتية قد يأخذ مظهران‪ ،‬األول يتعلق بالسعي‬
‫إلى اتخاذ اإلجراءات واآلليات ذات الطبيعة التقنية الفنية التي تكفل منع ارتكاب الجريمة في‬
‫مرحلة التنفيذ‪ ،‬والثاني يتعلق بضرورة التعاون في إنفاذ القانون ملالحقة ومتابعة ومعاقبة‬
‫املجرمين بعد ارتكاب الجريمة‪ ،‬والتي تعتبر إختصاصات قضائية متعددة ذات نظم قانونية‬
‫مختلفة‪ ،‬ويتمثل في التعاون القضائي‪38.‬‬

‫‪14‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫الفرع األول‪ :‬اآللیات األمنية ملكافحة الجریمة االلكترونية‬


‫تساعد الدول بعضها البعض على تخطيط وتنفيذ برامج البحث والتدريــب األمني التي‬
‫تستهدف تقاسم الخبرة‪ ،‬وتسـتعين في ذلك باملؤتمرات والحلقات الدراسية االقليمية‬
‫والدولية لتعزيز التعاون وتشجيع النقاش حول املشاكل التي تمثل شاغال أمنيا مشتركا‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫(إن برامج التدريب التي ورد ذكرها‪ ،‬لم تذكر على سبيل الحصر والتحديد ـ أي أنها‬
‫ليست برامج نمطية ـ بل نموذجا عاما ‪ ..‬و على كل دولة استنباط البرامج التي تناسب‬
‫بيئتها وظروفها‪ ،‬و كذلك بحسب نوع النشاط اإلجرامي املتواجد بها) ‪.‬‬
‫حتى يسهل لكل دولة االستمرار والعيش مع غيرها من الدول فإنها تحتاج إلى ٍ‬
‫قدر من األمن‬
‫والنظام‪ .‬وتشكل الجريمة إحدى القضايا الرئيسية في الكثير من دول العالم‪ ،‬وتشغل بال‬
‫الحكومات واملختصين واألفراد على حد سواء‪ .‬ولقد أثبت الواقع العملي أن الدولة – أي دولة‬
‫– ال تستطيع بجهودها املنفردة القضاء على الجريمة مع هذا التطور امللموس واملذهل في‬
‫كافة ميادين الحياة‪ .‬فنتيجة للتطور امللموس واملذهل في االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‬
‫وظهور اإلنترنت واالنتشار الواسع والسريع لها أدى إلى ظهور أشكال وأنماط جديدة من‬
‫نوع من الجرائم املعلوماتية ‪ ،‬التي باتت‬ ‫الجرائم منها الجرائم املتعلقة بشبكة اإلنترنت وهي ٌ‬
‫تشكل خطرا ال على سرية النظم الحاسوبية أو سالمتها أو توافرها فحسب ‪ ،‬بل تعدت إلى‬
‫أمن البنى األساسية الحرجة‪39.‬‬

‫لذلك أصبحت الحاجة ماسة إلى وجود كيان دولي يأخذ على عاتقه القيام بهذه املهمة‬
‫وتتعاون من خالله أجهزة الشرطة في الدول املختلفة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بتبادل املعلومات‬
‫املتعلقة بالجريمة واملجرمين بأقص ى سرعة ممكنة باإلضافة إلى تعقب املجرمين الفارين من‬
‫وجه العادلة‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال ‪ :‬جهود املنظمة الدولية للشرطة الجنائية‪ ،‬اإلنتربول‬
‫تهدف املنظمة إلى تأكيد وتشجيع التعاون بين أجهزة الشرطة في الدول األطراف وعلى نحو‬
‫فعال في مكافحة الجريمة‪ .‬من تجميع البيانات واملعلومات املتعلقة باملجرم والجريمة‪ ،‬وذلك‬ ‫ّ‬
‫عن طريق املكاتب املركزية الوطنية للشرطة الدولية املوجودة في أقاليم الدول املنضمة إليها‬
‫وتتبادلها فيما بينها‪ 40،‬باإلضافة إلى التعاون في ضبط املجرمين بمساعدة أجهزة الشرطة في‬
‫الدول األطراف‪ ،‬ومدها باملعلومات املتوفرة لديها على إقليمها وخاصة بالنسبة للجرائم‬
‫املتشعبة في عدة دول ومنها جرائم اإلنترنت‪ ،‬ومن األمثلة على دور اإلنتربول في ما يتعلق‬
‫‪15‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫بالجرائم املتعلقة باإلنترنت ما حصل في الجمهورية اللبنانية عندما تم توقيف أحد الطلبة‬
‫الجامعين من قبل القضاء اللبناني بتهمة إرسال صور إباحية لقاصرة دون العشرة أعوام من‬
‫موقعه على شبكة اإلنترنت‪ .‬وذلك أثر تلقي النيابة اللبنانية برقية من اإلنتربول في أملانيا بهذا‬
‫الخصوص‪41.‬‬

‫أما في مجال الجرائم املعلوماتية‪ ،‬فقد أنشأت املنظمة الدولية للشرطة الجنائية " اإلنتربول"‬
‫خالل عام ‪ 2004‬وحدة خاصة ملكافحة جرائم التكنولوجيا‪ ،‬كما قامت املنظمة بالتعاون مع‬
‫مجموعة الدول الثمانية الكبرى (‪ )G8‬بوضع استراتيجيات ملواجهة هذا النوع من الجرائم‪،‬‬
‫من خالل إنشاء مركز اتصاالت أمني عبر الشبكة‪ ،‬يعمل على مدار ‪ 24‬ساعة و‪ 7‬أيام في‬
‫األسبوع على مستوى مصالح الشرطة في الدول األطراف‪ ،‬واستخدام وسائل حديثة في تلك‬
‫املكافحة‪ ،‬كاستخدام قاعدة البيانات املركزية للصور اإلباحية املحولة من قبل الدول‬
‫االطراف من خالل استخدام برنامج للتحليل واملقارنة لتلك الصور‪ ،‬وتزويد شرطة الدول‬
‫األطراف بكتيبات إرشادية حول الجرائم املعلوماتية وكيفية التدريب على مكافحتها‬
‫والتحقيق فيها‪.‬‬
‫ومن بين اإلنجازات التي حققتها اإلنتربول في ظل مواجهة الجرائم املعلوماتية‪ ،‬تلك العملية‬
‫التي قامت بها املباحث الفيدرالية األمريكية باالشتراك مع اإلنتربول واملتعلقة بمالحقة‬
‫الشخص الذي قام بنشر دودة الحب عبر االنترنت في الفلبين‪ ،‬وكذا العملية التي قامت بها‬
‫شرطة اإلنتربول‪ ،‬باالشتراك مع املباحث الفيدرالية‪ ،‬وكذا الشرطة اإلنجليزية عام ‪1998‬‬
‫والتي أحرزت فيها إنجازات كبيرة‪ ،‬من خالل تفكيك منشور عليه أكثر من ‪ 75000‬صورة‬
‫سلبية لدعارة األطفال‪ ،‬والقبض على ‪ 107‬أشخاص في ‪ 12‬دولة‪ ،‬وكذا عملية القبض على‬
‫شاب أملاني‪ ،‬بتهمة توزيع أحد الفيروسات‪ ،‬وذلك بالتنسيق بين اإلنتربول واملباحث الفيدرالية‬
‫األمريكية والشرطة األملانية‪ ،‬وتفكيك موقع منشور للصور اإلباحية في ‪،2005/05/02‬‬
‫بالتنسيق مع األوروبول‪42.‬‬

‫وعلى غرار هذه املنظمة‪ ،‬أنشأ املجلس األوربي عام ‪1991‬م في لكسمبورج‪ ،‬شرطة أوربية‬
‫لتكون همزة وصل بين أجهزة الشرطة الوطنية في الدول األطراف‪ ،‬ملالحقة الجناة في الجرائم‬
‫العابرة للحدود ومنها بطبيعة الحال الجرائم املتعلقة باألنترنت‪.‬‬
‫أما على املستوى العربي‪ ،‬فقد أنشأ املكتب العربي للشرطة الجنائية من قبل مجلس وزراء‬
‫الداخلية والعدل العرب في سنة ‪ ،2010‬بهدف تأمين وتنمية التعاون بين أجهزة الشرطة في‬

‫‪16‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫الدول األعضاء في مجال مكافحة الجريمة ومالحقة املجرمين في حدود القوانين واألنظمة‬
‫املعمول بها في كل دولة‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم املعونة في مجال دعم وتطوير أجهزة الشرطة في‬
‫الدول األعضاء‪43.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬شرطة الويب الدولية‬
‫أنشئت هذه املنظمة األمنية في الواليات املتحدة األمريكية عام ‪ 1986‬لتلقي شكاوى‬
‫مستخدمي الشبكة ومالحقة الجناة والقراصنة إلكترونيا والبحث عن األدلة ضدهم و‬
‫تقديمهم للمحاكمة‪.‬‬
‫ويضم فريق العمل بهذه املنظمة متخصصين من هيئات إنفاذ القانون واملؤسسات‬
‫الحكومية وضباط الشرطة ومتطوعين فنيين من ‪ 61‬دولة حول العالم ‪.‬ونظرا التساع نشاط‬
‫هذه املنظمة وما تقوم به من إجراءات بالتعاون مع وكاالت إنفاذ القانون في الدول األعضاء‬
‫فإن ذلك يسهل األمر لفريق العمل بتتبع األنشطة اإلجرامية التي ترتكب من خال شبكة‬
‫اإلنترنت على مستوى العالم ‪.‬وفي إطار مسألة الضوابط القانونية التي تحكم حركة مرور‬
‫املعلومات عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬فهناك من يرى أنه من الضروري وضع ضوابط وقواعد‬
‫بحيث ال تؤدي إلى املساس بالحريات العامة في تبادل املعلومات وحقوق اإلنسان من ناحية‪،‬‬
‫وإال تستخدم الشبكة ألغراض إجرامية أو نشر مواد إباحية تس يء إلى املجتمع من ناحية‬
‫أخرى‪44.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعاون القضائي على املستوى الدولي‬


‫يهدف التعاون القضائي بين الدول إلى التنسیق بين السلطات القضائیة‪ ،‬فیما یتعلق‬
‫باإلجراءات الجنائیة من حیث إجراءات التحقیق واملحاكمة إلى حين صدور الحكم على‬
‫املحكوم علیه‪ ،‬وضمان عدم إفالته من العقاب ‪.‬‬
‫وقد تعرضت اتفاقیة األمم املتحدة ملكافحة الجریمة إلى ضرورة تفعیل املساعدة القضائیة‬
‫املتبادلة بين الدول في مرحلة التحقیق أو املحاكمة‪ ،‬واملتعلقة بالجرائم املنصوص عليها في‬
‫هذه االتفاقیة‪ ،‬حیث نصت املادة ‪ 18‬منه على أن تقدم الدول األطراف لبعضها البعض أكبر‬
‫قدر ممكن من املساعدة القانونیة املتبادلة في التحقیقات واملالحقات واإلجراءات القضائیة‬
‫فیما یتصل بالجرائم املشمولة بهذه االتفاقیة‪45.‬‬

‫وترتبط املساعدة القضائية‪ ،‬بما تقدمه دولة ما من اجراءات من شأنه تسهيل مهمة‬
‫املحاكمة في دولة أخرى بصدد جريمة من الجرائم‪ ،‬وتعتبر االتفاقيات الدولية منبع‬
‫‪17‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫االلتزامات بين الدول‪ ،‬على أن يظل ما ليس ملزما ممكنا‪ ،‬وفقا ملا ينص عليه القانون الداخلي‬
‫في كل من الدولتين‪ ،‬وقد أدرجه املشرع الجزائري‪ ،‬ونص عليه في القانون رقم ‪ ،09.04‬في املادة‬
‫ً‬
‫‪ ،16‬معتبرا أنه في إطار تحريات والتحقيقات القضائية الجارية ملعاينة الجرائم املعلوماتية‬
‫يمكن للسلطات املختصة تبادل املساعدة القضائية الدولية لجمع األدلة الخاصة بالجريمة‪،‬‬
‫في الشكل الكتروني‪ 46،‬أما عن صور املساعدة القضائية الدولية فتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ /1‬تبادل املعلومات‪ :‬ويشمل تقديم املعلومات والوثائق التي تطلبها سلطة قضائية أو أمنية‬
‫أجنبية‪ ،‬متى كانت بصدد جريمة ما‪ 47.‬وفي إطار الجرائم اإللكترونية أقرت االتفاقية األوربية‬
‫حول الجريمة االفتراضية‪ ،‬تبادل املعلومات في املادة ‪ 23‬منها‪ ،‬بنصها صراحة على وجوب‬
‫توافر التعاون الدولي بين الدول األطراف وتعميقه‪ ،‬وتقليل العوائق‪ ،‬بما يوفر أكبر قدر من‬
‫السهولة والسرعة لتبادل املعلومات واألدلة بين األطراف‪.‬‬
‫كما نصت املادة األولى من اتفاقية الرياض العربية للتعاون القضائي على هذا التبادل‬
‫بنصها‪ " :‬تتبادل وزارات العدل لدى األطراف املتعاقدة بصفة منتظمة نصوص التشريعات‬
‫النافذة واملطبوعات والنشرات والبحوث القانونية والقضائية واملجالت التي تنشر فيها‬
‫األحكام القضائية‪ ،‬كما تتبادل ملعلومات املتعلقة بالتنظيم القضائي‪48.".....‬‬

‫كما حث مؤتمر األمم املتحدة الثامن ملنع الجريمة ومعاملة املجرمين‪ ،‬املنعقد في هافانا عام‬
‫‪1990‬م في قراره املتعلق بالجرائم ذات الصلة بالحاسوب‪ ،‬الدول األعضاء بكشف جهودها‬
‫ملكافحة الجرائم املعلوماتية‪ ،‬باتخاذ عدد من االجراءات‪ ،‬منها مضاعفة األنشطة التي تبذلها‬
‫الدول على الصعيد الدولي من أجل مكافحة جرائم املعلوماتية‪ ،‬بما في ذلك دخول الدول‬
‫أطرافا في املعاهدات املتعلقة بتسليم املجرمين وتبادل املساعدة في املسائل املرتبطة بجرائم‬
‫املعلوماتية‪ ،‬وتطابق تشريعات الدول األعضاء مع األشكال الجديدة لإلجرام‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد نص عليها املشرع الجزائري‪ ،‬في املادة ‪ 17‬من القانون رقم ‪ ،09-04‬مؤكدا على أن الدولة‬
‫الجزائرية تستجيب لطلبات املساعدة القضائية الدولية إلزامية لتبادل املعلومات وذلك في‬
‫إطار االتفاقيات الدولية ذات الصلة ومبدأ املعاملة باملثل‪49.‬‬

‫‪ /2‬نقل اإلجراءات‪ :‬أقرت هذه الصورة من صور املساعدة القضائية العديد من االتفاقيات‬
‫الدولية‪ ،‬كمعاهدة األمم املتحدة النموذجية بشأن نقل اإلجراءات في املسائل الجنائية‪،‬‬
‫واتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الجريمة املنظمة غير الوطنية ‪2000‬و‪ ،‬في املادة ‪ 21‬منها‪،‬‬
‫ومعاهدة منظمة املؤتمر اإلسالمي ملكافحة اإلرهاب الدولي ‪1999‬و في املادة ‪ 9‬منها‪ ،‬وكذا‬

‫‪18‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫املادة ‪ 16‬من النموذج االسترشادي التفاقية التعاون القانوني والقضائي الصادر عن مجلس‬
‫التعاون الخليجي ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ /3‬االنابة القضائية الدولية‪ :‬تعبر اإلنابة القضائية عن قيام دولة ما بمباشرة إجراء قضائي‬
‫يتعلق بدعوى قيد النظر داخل الحدود اإلقليمية لدولة أخرى نيابة عنها‪ ،‬وبناء على طلب‬
‫تلك الدولة املناب عنها‪ ،‬ووفقا ملا تقرره بنود االتفاقية الدولية بين الدولتين في هذا الشأن‪،‬‬
‫وتهدف اإلنابة القضائية إلى تذليل العقبات التي تعترض سير اإلجراءات الجنائية في ظل ما‬
‫تشهده الظواهر اإلجرامية من تطور‪50.‬‬

‫وتماشيا مع سرعة الجريمة اإللكترونية‪ ،‬وتجنبا لطول إجراءات طلب اإلنابة القضائية‬
‫الدولية‪ ،‬فقد أبرمت العديد من االتفاقيات الجديدة التي ساهمت في اختصار االجراءات عن‬
‫طريق اال تصال املباشر بين السلطات املعنية بالتحقيق‪ ،‬كاالتفاقية األمريكية الكندية‪ ،‬التي‬
‫تنص على إمكانية تبادل املعلومات شفويا في حالة االستعجال‪51.‬‬

‫‪ /4‬التعاون الدولي من خالل تسليم املجرمين في الجرائم املعلوماتية‪ :‬یعرف تسلیم‬


‫املجرمين بأنه اإلجراء الذي تسلم بموجبه دولة استنادا إلى معاهدة أو تأسیسا على املعاملة‬
‫باملثل عادة إلى دولة أخرى شخصا تطلبه الدولة األخيرة التهامه أو ألنه محكوم علیه لعقوبة‬
‫جنائیة وتشترط معظم الدول للتعلیم التجریم املزدوج للسلوك الذي یطالب بالتسلیم ألجله‬
‫وأن یكون معاقبا علیه بموجب قوانين الدولة طالبة التسلیم والدولة املطلوب إليها‪.‬‬
‫وقد كانت مسألة تسليم املجرمين في مجال مكافحة الجرائم اإللكترونية موضوع العديد من‬
‫االتفاقيات واملعاهدات الدولية‪ ،‬أهمها معاهدة بودابست ملكافحة جرائم األنترنت‪ ،‬من خالل‬
‫املواد ‪ 12‬و‪ 23‬و‪ 24‬و‪ 25‬منها‪ ،‬وتوصيات املجلس املجلس األوربي بشأن مشاكل اإلجراءات‬
‫الجنائية املتعلقة بتكنولوجية املعلومات من خالل التوصية رقم (‪ )13/95‬بتاريخ ‪ 11‬سبتمبر‬
‫‪52 .1995‬‬

‫ّ‬
‫وال يخفى أنه ملواجهة اإلجرام بصورة عامة على املستوى الدولـي بفعاليــة‬
‫ـناء على طلب دولة أخـرى تقديم كّـل املعلومـات ّ‬
‫وكل‬ ‫وجدية يستوجب على الدولة ب ً‬‫ّ‬
‫أشــكال املساعدة إلعداد ووضع التشريعات الداخلية في املجال الجزائي‪ ،‬وبالخصوص في‬
‫مسائل الجرائم ذات الطابع العابر لألوطان كاإلجرام املعلوماتي و انتهاك البيئة وأعمــال‬
‫تبني الدول للتشريعـات الداخليـة املنسجمة‬ ‫الغش الدولية والجريمة املنظمة‪ ،‬لغاية ّ‬

‫‪19‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫واملتناسقة مع بعضها‪ ،‬حتى تصبح قضية التعاون الدولي ممكنة وقابلة للتنفيذ‪ ،‬وتت ّـم‬
‫دون عراقيل (محمود شريف بسيوني ‪ -‬الجريمة املنظمة عبر الوطنية ‪ :‬ماهيتها ووسائل‬
‫مكافحتها دوليا و عربيا‪ .‬ص ‪).64‬‬

‫ّ‬
‫وعامة يستند غالبية فقهاء القانون الدولي على جواز تطبيق القوانين الجنائية‬
‫ويبررون ذلك بضرورة التعاون ّ‬
‫الدولي في مكافحة الجريمة‪.‬‬ ‫األجنبية داخل أقاليم دول أخرى‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫كما ترى الجمعية الدولية للقانون الجنائي أنه من املستحسن إعطاء فرصـة للقاضــي‬
‫(الوطني) لتطبيق القانون الجنائي األجنبي‪ ،‬من أجل تفعيل التعاون بين الدول‪ ،‬رغم مايثير‬
‫هذا األمر من حساسية تتعلق بمبدأ سيادة الدول‪.‬‬

‫في مجال التعاون القضائي الدولي‪ ،‬تنتهج اتفاقيات األمم املتحدة ملكافحة الجرائم‬
‫نص واحد تستعمل أربعة من ستة‬ ‫بمختلف أنواعها املنهج املتكامل للتعاون بين الدول‪ ،‬ففـي ّ‬
‫أساليب لهذا التعاون ‪ :‬االعتراف بحجية األحكام األجنبية التي تقرر عقوبات ( مثل االعتراف‬
‫بأوامر املصادرة ) ـ وتجميد والتحفظ على األصول‪ ،‬وتسليم املجرمين‪ ،‬واملساعدة القانونية‬
‫املتبادلة‪ .‬وتدعو هذه االتفاقيات صراحة الدول األطراف ّ‬
‫لسن تشريعات تنفيذية تتماش ــى‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ونظمها القانونية املحلية‪ ،‬وفي هذا مراعاة وصونا ملسألة سيادة هذه الدول‪ .‬وتحث أيضا‬
‫تكرس مصادرة عوائد الجرائــم واتخاذ إجراءات ضبط‬ ‫الدول األطراف إلصدار تشريعات ّ‬
‫الصادرة عن‬‫ومتابعة والتحفظ على هذه العوائد‪ ،‬وإلزام الدول لالستجابة لطلبات املصادرة ّ‬
‫دول أخرى‪ .‬و من بين آليات التعاون القانوني والقضائي التي تضمنتها االتفاقية‪ ،‬مسائـل‬
‫املساعدة القانونية املتبادلة‪.‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬إبرام االتفاقيات الدولية واإلقليمية ملكافحة الجرائم االلكترونية‬


‫تظهر أهمية الجهود اإلقليمية والدولية في مواجهة الجريمة االلكترونية من خالل العمل على‬
‫مكافحة هاته الجريمة‪ ،‬والتي رسخت في مساعي عقد وإبرام االتفاقيات الدولية الثنائية‬
‫واملتعددة األطراف‪ ،‬والذي برز بدوره كعنصر فعال في مكافحة الظاهرة‪ ،‬خصوصا املحافظة‬
‫على الثقة املتبادلة بين الدول في تقديم املساعدة الفنية والتقنية واألمنية والقضائية‪ ،‬األمر‬
‫الذي جعلها تضع توصيات وتبرم اتفاقيات تدرج في التشريعات داخلية‪ ،‬وتعالج كل ما هو‬
‫مستحدث في مجال التقدم العلمي‪53.‬‬

‫‪20‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫هذا باإلضافة إلى الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية‪ ،‬من خالل اعتمادها عبر أمانة‬
‫مجلس الوزراء العدل العرب ملا سمي بقانون اإلمارات العربي االسترشادي ملكافحة جرائم‬
‫تقنية املعلومات وما في حكمها‪ ،‬لذلك سنتناول في الفرعين التاليين معاهدة بودابست‬
‫والقانون العربي النموذجي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االتفاقيات الدولية في مجال مكافحة الجرائم االلكترونية‬
‫تعد االتفاقيات الدولية واملعاهدات من أهم صور التعاون الدولي بصفة عامة‪ ،‬وفي مجال‬
‫مكافحة الجرائم الناتجة عن الهجوم السيبراني بصفة خاصة‪ ،‬ومن بين املعاهدات‬
‫واالتفاقيات التي تعمل على التعاون الدولي في مجال مكافحة الجرائم اإللكترونية معاهدة‬
‫بودابست ملكافحة جرائم اإلنترنت‪ ،‬وتوصيات املجلس األوروبي بشأن مشاكل اإلجراءات‬
‫الجنائية املتعلقة بتكنولوجيا املعلومات‪ 54،‬ونبينهما فيما يلي‪:‬‬
‫ً‬
‫اتفاقية بودابست‪ :‬لقد أولى القانون الدولي والفقه الجنائي الدولي‪ ،‬التعاون القانوني اهتماما‬
‫ً‬
‫بالغا لتحقيق القدرة على التصدي لإلجرام عبر الوطني‪ ،‬وسد أوجه القصور القانوني التي‬
‫ساعدت املنظمات اإلجرامية على اختراق النظم القانونية‪ ،‬وتعد املساعدة القانونية‬
‫ً‬
‫املتبادلة في املسائل الجنائية من اآلليات الفعالة ملواجهة الجريمة املنظمة خصوصا‪،‬‬
‫واإلجرام بوجه عام‪ ،‬ملا للتعاون ‪ -‬في مجال اإلجراءات الجنائية ‪ -‬من دور في التوفيق بين حق‬
‫الدولة في ممارسة اختصاصها الجنائي داخل حدودها اإلقليمية وحقها في توقيع العقاب‪55.‬‬

‫تم إبرام أول املعاهدات املتعلقة بمكافحة الجريمة االلكترونية أو جرائم االنترنيت‪ ،‬وكان هذا‬
‫عام ‪ ،2001‬بعاصمة املجرية بودابست‪ ،‬فقد تم صياغة املعاهدة من طرف عدد كبير من‬
‫الخبراء املختصين في القانون في مجلس أوروبا‪ ،‬وبمساعدة دول أخرى السيما الواليات‬
‫املتحدة األمريكية‪ ،‬وبعد مشاورات عديدة بين الحكومات وأجهزة الشرطة وقطع الكمبيوتر‬
‫على مستوى العالم‪ ،‬هذا ما أدى في النهاية إلى توقيع عليها من قبل ‪ 30‬دولة بتاريخ ‪ 23‬نوفمبر‬
‫‪ ،2001‬في العاصمة املجرية بودابست‪.‬‬
‫لقد وقعت على هذه االتفاقيات العديد من الدول الغير األعضاء في مجلس أوروبا مثل كندا‬
‫واليابان وجنوب إفريقيا كما صادقت عليها الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬فهي في األصل‬
‫أوروبية املنشأ‪ ،‬إال أنها دولية الطابع ألنها مفتوحة لالنضمام لدول األخرى‪ ،‬غير دول‬
‫ً‬
‫املجموعة األوروبية طبقا لنص املادة ‪.48‬‬

‫‪21‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫تتكون هاته االتفاقية من ‪ 48‬مادة‪ ،‬وأكدت االتفاقية على حاجة إلى اتخاذ تدابير تشريعية‬
‫ملكافحة جرائم الكمبيوتر‪ ،‬ومخاطرها على الدول‪ ،‬كما تضمنت عدة توصيات للدول‬
‫األعضاء ملكافحة جرائم الكمبيوتر ومخاطرها على الدول كما تضمنت عدة توصيات للدول‬
‫ً‬
‫األعضاء ملكافحة الجريمة املعلوماتية واعتبرت مرجعا ال يستهان به في ميدان محاربة اإلجرام‬
‫سواء بالنسبة لبعض االتفاقيات الالحقة ذات الصلة أو بالنسبة للتشريعات‬ ‫ً‬ ‫سيبيراني‪،‬‬
‫الداخلية‪56.‬‬

‫وقد تضمن الفصل األول‪ ،‬املضمون ب‪ :‬تعريف للمصطلحات األساسية في نص املادة ‪،01‬‬
‫أما الفصل الثاني‪ :‬فقط جاء تحت عنوان الخطوات الواجب اتخاذها على الصعيد الوطني‬
‫وهو ينقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -‬القسم األول‪ :‬يضم املواد من ‪ 02‬إلى ‪ ،13‬التي تعالج النصوص املوضوعية لجرائم‬
‫الحاسوب‪.‬‬
‫‪ -‬القسم الثاني‪ :‬يضم املواد من ‪ 14‬إلى ‪ ،21‬وتتعلق بالقواعد اإلجرائية‬
‫‪ -‬القسم الثالث‪ :‬يضم املادة ‪ ،22‬و يتعلق باالختصاص‪.‬‬
‫أما الفصل الثالث‪ :‬و جاء تحت عنوان التعاون الدولي من املادة ‪ 23‬إلى املادة ‪.35‬‬
‫أما الفصل الرابع‪ :‬فتضمن األحكام الختامية من املادة ‪ 36‬حتى املادة ‪.48‬‬
‫وقد صنفت اتفاقية بودابست الجرائم املعلوماتية في خمسة عناوين في القسم األول من‬
‫االتفاقية‪:‬‬
‫العنوان األول‪ :‬ويضم جوهر الجرائم الحاسب أو الجرائم املعلوماتية‪ ،‬وهي تلك الجرائم التي‬
‫تعرف بالجرائم ضد السرية أو سرية البيانات وسالمتها وسالمة النظم وإتاحة البيانات‬
‫والنظم‪.‬‬
‫العنوان الثاني‪ :‬و يضم االنتهاكات املمارسة بواسطة الحاسب اآللي‪ ،‬التي تمس بعض املصالح‬
‫القانونية التي تحميها قوانين العقوبات‪ ،‬وتضم أيضا جرائم الغش املعلوماتي والتزوير‬
‫املعلوماتي‪.‬‬
‫العنوان الرابع‪ :‬ويشمل الجرائم املتعلقة باالعتداء على امللكية الفكرية والحقوق املرتبطة بها‬
‫في نص املادة ‪ 10‬من االتفاقية‪.‬‬
‫العنوان الخامس‪ :‬يشمل على أحكام إضافية بخصوص الشروع واالشتراك وأيضا الجزاءات‬
‫ً‬
‫وتدابير طبقا للمعاير الدولية الحديثة بالنسبة ملسؤولية األشخاص املعنوية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫لقد حدد واضعو اتفاقية بودابست اإلطار القانوني العام للجرائم معلوماتية‪ ،‬واملتمثل في‬
‫الدخول الغير مشروع أو االعتراض الغير مشروع أو االعتداء على سالمة البيانات أو النظام‬
‫املعلوماتي وكذلك إساءة استخدام أجهزة الحسابات أو التزوير املعلوماتي أو الغش‬
‫املعلوماتي‪ ،‬وقد أوجبت اتفاقية بودابست‪ ،‬بعض الشروط حتى تأخذ األفعال السابقة‬
‫وصف الجريمة‪.‬‬
‫تتمثل هذه الشروط في أن ترتكب الجرائم املذكورة في االتفاقية دون وجه حق‪ ،‬وأن ترتكب‬
‫الجرائم املذكورة بطريقة عمديه من أجل إقرار املسؤولية الجنائية‪.‬‬
‫وألزمت اتفاقية بودابست الدول األطراف عند سن التشريعات الداخلية املتعلقة بالجرائم‬
‫االلكترونية أن تراعي اتفاقية دولية لحقوق اإلنسان‪ .‬مثل‪ :‬االتفاقية األوروبية لحماية حقوق‬
‫اإلنسان والحريات األساسية لعام ‪ ،1950‬العهد الدولي للحقوق املدنية والسياسية لعام‬
‫‪ 57،1966‬ويجب على الدول األطراف االعتماد على املعايير لتقرير االختصاص القضائي حول‬
‫الجرائم املقررة في هذه االتفاقية املتمثلة في مبدأ اإلقليمية ومبدأ النسبية االختصاص‬
‫املكاني ومبدأ الجنسية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التعاون العربي ملكافحة الجرائم االلكترونية‬
‫إن املجتمعات العربية على غرار بقية املجتمعات الدولية ليست في منأى عن تهديدات‬
‫الجريمة االلكترونية‪ ،‬تكون هذه األخيرة جريمة متعدية الحدود‪ ،‬ولقد صدر القانون العربي‬
‫النموذجي االسترشادي بخصوص مكافحة الجرائم االلكترونية‪ ،‬أو باألحرى جرائم الكمبيوتر‬
‫انترنيت كثمرة عمل مشترك بين مجلس وزراء الداخلية العرب ومجلس وزراء العدل العرب‪،‬‬
‫ً‬
‫في نطاق األمانة العامة لجامعة الدول العربية بعد أن قدم كال املجلسين مشروعا بخصوص‬
‫مكافحة الجريمة املعلوماتية‪58.‬‬

‫ولقد حرصت جامعة الدول العربية‪ ،‬منذ إنشائها على تعزيز روابط التعاون القانوني‬
‫والقضائي واألمني بين أعضائها‪ ،‬في مجال مكافحة الجريمة وتحقيق العدالة الجنائية‪ ،‬من‬
‫خالل تنسيق سياساتها الجنائية وإرساء آليات قانونية لتنظيم هذا التعاون‪ ،‬كما شاركت‬
‫بفاعلية جدية في جهود املنتظم الدولي ملكافحة الجريمة املنظمة عبر الوطنية‪ ،‬حيث كان لها‬
‫إسهام ملحوظ في جميع مراحل صياغة اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الجريمة املنظمة عبر‬
‫الوطنية والبروتوكوالت امللحقة بها‪ ،‬وذلك من خالل االقتراحات التي قدمتها في اجتماعات‬
‫الخبراء الحكوميين‪59.‬‬

‫‪23‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫لقد اعتمدت جامعة الدول العربية ما سمي بقانون اإلمارات االسترشادي ملكافحة جرائم‬
‫تقنية املعلومات وما فيه حكمها‪ ،‬نسبة إلى مقدم هذا املقترح وهو دولة اإلمارات املتحدة‪ ،‬وتم‬
‫اعتماد هذا القانون النموذجي من قبل مجلس الوزراء العدل العرب في دورته التاسعة عشر‬
‫بالقرار رقم ‪ 495‬الدورة ‪ ،19‬بتاريخ ‪ 8‬أكتوبر ‪ ،2003‬ومجلس وزراء الداخلية العرب في دورته‬
‫الحادية والعشرين‪.‬‬
‫إن قانون دولة اإلمارات العربية املتحدة يمنع نسخ برامج الكمبيوتر بدون إذن وكل من‬
‫يقبض عليه متلبسا بقرصنة البرامج سيخضع هو وشركته للمحاكمة‪ ،‬بموجب القانون‬
‫املدني أو الجنائي وتشمل العقوبات حسب قانون الغرامة املالية باإلضافة إلى مصادرة‬
‫املنتجات والحبس ملدة تصل ‪ 3‬سنوات‪.‬‬
‫ونصت املادة السابقة من القانون العربي النموذجي املوحد‪ ،‬في شأن مكافحة الجرائم إساءة‬
‫استخدام تقنية املعلومات على معاقبة كل من زور املستندات املعالجة آليا أو البيانات‬
‫املخزنة في ذاكرة الحاسب اآللي أو على شريط أو أسطوانة ممغنطة أو غيرها من الوسائل‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬إجراءات متابعة الجريمة اإللكترونية وخصائص الدليل الرقمي‬
‫لقد جرم املشرع الجزائري األفعال املاسة بأنظمة الحاسب اآللي وذلك نتيجة تأثر‬
‫الدولة الجزائرية كغيرها من الدول واملجتمعات بالثورة املعلوماتية وما صاحبها من ظهور‬
‫ألشكال جديدة من اإلجرام التي لم تشهدها البشرية من قبل‪ ،‬وهذا ما دفع باملشرع الجزائري‬
‫إلى تعديل قانون العقوبات بموجب القانون رقم ‪ 15-04‬املؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ 2004‬م‪ ،‬املتمم‬
‫لألمر رقم ‪ 156-66‬املتضمن قانون العقوبات‪ ،‬حيث أفرد لها القسم السابع مكرر بعنوان ‪:‬‬
‫املساس بأنظمة املعالجة اآللية للمعطيات‪ ،‬والذي تضمن بدوره ‪ 08‬مواد من املادة ‪394‬‬
‫مكرر وحتى املادة( ‪ 394‬مكرر مكرر‪60.)07‬‬

‫وقد عرف املشرع الجزائري الجريمة املعلوماتية من خالل نص املادة الثانية(‪ )2‬من‬
‫من القانون رقم ‪ 04-09‬املتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيا‬
‫اإلعالم واالتصال ومكافحتها‪ 61،‬وقد اصطلح املشرع الجزائري على تسمية الجرائم‬
‫املعلوماتية بمصطلح الجرائم املتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬حيث عرفها بموجب‬
‫أحكام هذه املادة (املادة ‪ 02‬من القانون رقم‪ )04-09‬كما يلي‪ ":‬جرائم املساس بأنظمة‬
‫املعالجة اآللية للمعطيات املحددة في قانون العقوبات وأي جريمة ترتكب أو يسهل ارتكابها‬
‫عن طريق منظومة معلوماتية أو نظام لالتصاالت اإللكترونية"‪ ،‬مطلقا عليها تسمية‬

‫‪24‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫"املنظومة املعلوماتية"‪ ،‬وهي أي نظام منفصل أو مجموعة من األنظمة املتصلة مع بعضها‬


‫البعض أو مترابطة يقوم واحد منها أو أكثر معالجة اآللية للمعطيات تنفيذا لبرنامج معين‪62.‬‬

‫ومن أجل وجود حلول آنية مع التطور السريع للجريمة اإللكترونية سن املشرع عدة‬
‫قوانين‪ ،‬قانون رقم‪ 63،115/04 :‬قانون رقم‪ 64،114/04 :‬وقد تطرق هذا القانون في مادتيه‬
‫الثانية(‪ )2‬والرابعة(‪ )4‬إلى التكوين واكتساب املعارف في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬
‫وإدماجه في املحيط التربوي ومجتمع املعرفة‪.‬‬
‫ولم یستحدث املشرع الجزائري محاكم جزائیة متخصصة في الجرائم االقتصادیة‪،‬‬
‫بل استحدث جهات قضائیة متخصصة في مجموعة من الجرائم على سبیل الحصر‪ ،‬تمثل‬
‫أهم صور الجریمة املنظمة وهي جرائم املخدرات‪ ،‬الجریمة املنظمة عبر الحدود الوطنیة‪،‬‬
‫الجرائم املاسة بأنظمة املعالجات اآللیة للمعطیات‪ ،‬جرائم تبییض األموال‪ ،‬اإلرهاب‪ ،‬جرائم‬
‫الصرف‪ ،‬وجرائم الفساد‪ ،‬إذا كان املشرع استعمل تسمیة املحاكم ذات االختصاص‬
‫اإلقلیمي املوسع فقد اصطلح عليها" األقطاب الجزائیة"‪65.‬‬

‫وقد قام املشرع الجزائري‪ ،‬وعلى غرار الكثير من التشريعات األجنبية‪ ،‬اخذ على‬
‫عاتقه وضع اآلليات القانونية الالزمة ملواكبة جهاز العدالة الجزائرية للتطورات التي عرفتها‬
‫الظواهر اإلجرامية في‪ ،‬ومن أهمها الجرائم اإلرهابية وجرائم الصرف و جرائم املخدرات على‬
‫الخصوص التي أصبح مداها يهدد كيان املجتمع و يمس بركائز النظام العام‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تصاعد وتيرة اإلجرام املعلوماتي و جرائم الفساد وتبييض األموال‪.‬‬
‫وقد تضمن العدد األخير من الجريدة الرسمية صدور األمر رقم (‪ )11-21‬املؤرخ في‬
‫‪ 16‬محرم عام ‪ 1443‬املوافق ‪ 25‬غشت سنة ‪ ،2021‬يتمم األمر رقم (‪ )155-66‬املؤرخ في ‪18‬‬
‫صفر عام ‪ 1386‬املوافق ‪ 8‬يونيو سنة ‪ 1966‬واملتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ .‬وجاء‬
‫فيه يصدر األمر اآلتي نصه‪:‬‬
‫املادة األولى‪ :‬يهدف هذا األمر إلى تـتـمـيـم أحـكـام األمـر رقـم (‪ )155-66‬املؤرخ في ‪18‬‬
‫صفر عام ‪ 1386‬املوافق ‪ 8‬يونيو سنة ‪ 1966‬واملتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫املادة الثانية‪ :‬يتمم الكتاب األول من األمر رقم (‪ )155-66‬املؤرخ في ‪ 18‬صفر عام‬
‫‪ 1386‬املوافق ‪ 8‬يونيو سنة ‪ 1966‬واملذكور أعاله‪ ،‬بـبـاب سـادس عنـوانـه “القطب الجـزائـي‬
‫الـوطـنـي ملكافحة الجرائم املتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال” يتضمن املواد ‪ 211‬مكرر‬

‫‪25‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫‪ 22‬و ‪ 211‬مكرر ‪ 23‬و‪ 211‬مكرر ‪ 24‬و ‪ 211‬مكرر ‪ 25‬و ‪ 211‬مكرر ‪ 26‬و ‪ 211‬مكرر ‪ 27‬و ‪211‬‬
‫مكرر ‪ 28‬و ‪ 211‬مكرر ‪ ،29‬ويحرر كما يأتي‪:‬‬
‫الباب السادس‪ :‬القطب الجزائي الوطني ملكافحة الجرائم املتصلة بتكنولوجيات‬
‫اإلعالم واالتصال‬
‫“املادة ‪ 211‬مكرر ‪ : 22‬ينشأ على مستوى محكمة مقر مجلس قضاء الجزائر‪ ،‬قطب‬
‫جزائي وطني متخصص في الـمـتـابـعـة والـتـحـقـيـق في الجرائـم الـمـتصـلـة بـتـكـنـولـوجـيـات اإلعالم‬
‫واالتصال والجرائم املرتبطة بها‪ .‬كما يختص بالحكم في الجرائم املنصوص عليها في هذا‬
‫الـبـاب إذا كانت تشكل جنحا‪.‬‬
‫ويقصد بمفهـوم هـذا الـقـانـون‪ ،‬بـالـجـرائـم الـمـتـصـلـة بـتـكـنـولـوجـيـات اإلعالم واالتصال‪،‬‬
‫أي جـريـمـة تـرتكب أو يسهل ارتـكـابـهـا اسـتـعـمـال مـنـظـومة معلوماتية أو نظام لالتصاالت‬
‫اإللكترونية أو أي وسيلة أخرى أو آلية ذات صلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪”.‬‬
‫“املادة ‪ 211‬مكرر ‪ : 23‬يمارس وكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي الوطني ملكافحة‬
‫الجرائم املتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬وكذا قاض ي التحقيق ورئيس ذات القطب‬
‫صالحياتهم في كامل اإلقليم الوطني‪”.‬‬
‫“املادة ‪ 211‬مكرر ‪ : 24‬مع مراعاة أحكام الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 211‬مكرر ‪ 22‬أعاله‪،‬‬
‫يختص وكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي الوطني ملكافحة الجرائم املتصلة‬
‫بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال و قـاضـي الـتـحـقـيـق ورئيس ذات القطب حصريا باملتابعة‬
‫والتحقيق والحكم في الجرائم املتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال املذكورة أدناه وكذا‬
‫الجرائم املرتبطة بها‪:‬‬
‫–الجرائم التي تمس بأمن الدولة أو بالدفاع الوطني‪.‬‬
‫–جرائم نشر وترويج أخبار كاذبة بين الجمهور من شأنها املساس بـاألمـن أو السكيـنـة‬
‫الـعـامـة أو اسـتـقـرار املجتمع‪،‬‬
‫جرائم نشر وترويج أنباء مغرضة تمس بـالنـظـام واألمن العموميين ذات الطابع املنظم‬
‫أو العابر للحدود الوطنية‪.‬‬
‫جرائم املساس بـأنـظـمـة الـمـعـالـجـة اآللية للمعطيات املتعلقة باإلدارات واملؤسسات‬
‫العمومية‬
‫–جرائم االتجار باألشخاص أو باألعضاء البشرية أو تهريب املهاجرين‪،‬‬

‫‪26‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬
‫–جرائم التمييز وخطاب الكراهية‪66.‬‬

‫إن الجرائم التي تقع على العمليات اإللكترونية باستخدام الوسائل اإللكترونية‬
‫تحتاج إلى تأهيل فني وعلمي خاص يجب توافره في جميع األشخاص الذين تتصل أيديهم‬
‫بهذه الجرائم بدء من مرحلة التحري وجمع االستدالالت ومرورا بمرحلة التحقيق االبتدائي‬
‫وانتهاء بمرحلة املحاكمة‪ ،‬فإذا كان هذا النوع من الجرائم يتميز بطبيعة فنية معقدة وقد ال‬
‫يخلف وراءه آثار تكشف عنه‪ ،‬فإنه يحتاج لكشفه والوصول إلى مرتكبيه إلى خبرة معينة في‬
‫كل من رجال الشرطة‪ ،‬وقضاة التحقيق والنيابة‪ ،‬وقضاء الحكم‪ ،‬وكذا هيئة الدفاع‪ ،‬ولذلك‬
‫فإنه يجب تدريب هيئات الضبط القضائي وأعضاء التحقيق االبتدائي‪ ،‬والقضاة واملحامون‬
‫الذين تتصل أيديهم بالجرائم التي ترتكب بالوسائل اإللكترونية أو تلك التي تقع على هذه‬
‫الوسائل‪ ،‬بحيث تتوافر لديهم اإلمكانية الفنية التي تمكنهم من القيام بأعمال وظائفهم في‬
‫مثل هذا النوع من الجرائم‪67.‬‬

‫وقد سعت سلطات إنفاذ القانون في عديد الدول إلى إيجاد آليات ووسائل للتعامل مع‬
‫األدلة الجنائية الرقمية التي تنتج من الجرائم اإللكترونية بما يخدم منظومة العدالة‬
‫الجنائية‪ ،‬ومن بين تلك الجهات؛ فقد تم إنشاء مختبر األدلة الرقمية بهيئة تقنية املعلومات‬
‫للتعامل األدلة الرقمية املرتبطة بأجهزة الحاسب اآللي والهواتف الذكية بهدف تحليلها‬
‫واستخالص أدلتها‪ .‬وعلى ضوء التعاون والتنسيق وتبادل املعلومات عن األشخاص املطلوبين‬
‫ً‬
‫دوليا ومالحقتهم‪ ،‬فإن الشرطة الجزائرية أرست عالقات اتصال مع املنظمات اإلقليمية‬
‫والدولية املتخصصة في مكافحة اإلجرام الدولي كاملنظمة الدولية للشرطة الجنائية‬
‫(اإلنتربول)‪.‬‬
‫وعليه يتميز الدليل الرقمي بمجموعة من الخصائص وهي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ الدليل الرقمي دليل علمي‪ :‬الدليل االلكتروني هو الواقعة التي تنبئ عن وقوع‬
‫جريمة أو فعل مشروع‪ ،‬وهذه الواقعة مبناها علمي‪ ،‬من حيث أن مبنى العالم االفتراض ي‬
‫علمي‪ ،‬وهذه الخاصية مفادها أن الدليل االلكتروني ال يمكن الحصول عليه وال االطالع على‬
‫فحواه إال باستخدام األساليب العلمية‪68.‬‬

‫‪ 2‬ـ ـ الدليل الرقمي دليل تقني‪ :‬جاءت التقنية بناء على ميزته العلمية‪ ،‬باعتبار أن العلم‬
‫يبنى على أساس التقنية‪ ،‬وال يمكن أن تتواجد هذه التقنية بدون أسس علمية‪ ،‬ومفاد هذه‬
‫الخاصية أن يتم التعامل مع الدليل االلكتروني من قبل تقنيين مختصين في العالم‬
‫‪27‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫االفتراض ي وفي الدليل الرقمي‪ ،‬ألن الدليل االلكتروني ليس كالدليل العادي‪ ،‬فما تتجه إليه‬
‫التقنية هو نبضات الكترونية تشكل قيمتها في إمكانية تعاملها مع القطع الصلبة التي تشكل‬
‫الحاسوب في أي شكل يكون عليه‪ ،‬ومثل هذا األمر يجعلنا نقرر أنه ال وجود للدليل الرقمي‬
‫خارج بيئته التقنية وأن الدليل الرقمي يكون مستوحا أو مستنبطا من البيئة الرقمية أو‬
‫التقنية‪69.‬‬

‫‪ 3‬ـ ـ الدليل الرقمي يصعب التخلص منه‪ :‬تعد هذه الخاصية من أهم خصائص‬
‫الدليل الرقمي ويتمتع بها عن باقي األدلة التقليدية‪ ،‬بحيث يمكن التخلص بكل سهولة من‬
‫األوراق‪ ،‬واألشرطة املسجلة إذا كانت تحمل اعترافا بارتكاب جريمة‪ ،‬وذلك بتمزيقها وإتالفها‬
‫بأية طريقة‪ ،‬وهذا فيما يخص األدلة التقليدية‪ ،‬أما بالنسبة لألدلة االلكترونية فإن الحال‬
‫غير ذلك حيث يمكن استرجاعها بعد محوها وإصالحها بعد إتالفها‪ ،‬وإظهارها بعد إخفائها‬
‫مما يؤدي إلى صعوبة التخلص منها‪ ،‬وذلك لتوفر البرامج الحاسوبية التي تعمل على استعادة‬
‫البيانات التي تم حذفها‪70.‬‬

‫‪ 4‬ـ ـ الدليل الرقمي قابل للنسخ‪ :‬نظرا للطبيعة التقنية للدليل الرقمي فإنه اكتسب‬
‫مميزات عن الدليل املادي من حيث قابليته للنسخ‪ ،‬بحيث يمكن استخراج نسخ من األدلة‬
‫الجنائية الرقمية مطابقة لألصل ولها نفس القيمة العلمية‪ ،‬وهذه الخاصية ال تتوافر في‬
‫أنواع األدلة األخرى مما يشكل ضمانة شديدة الفعالية للحفاظ على الدليل ضد الفقد‬
‫والتلف والتغيير‪71.‬‬

‫‪ 5‬ـ ـ الدليل الرقمي غير مرئي‪ :‬يتكون الدليل الرقمي من بيانات ومعلومات ذات هيئة‬
‫الكترونية غير ملموسة‪ ،‬بل إدراكها يتم باستخدام أجهزة ومعدات الحاسب اآللي ‪Hardware‬‬
‫ونظم البرمجيات الحاسوب ‪72. Softawre‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫يعتبر مفهوم التعاون الدولي القائم في املجال القانوني والقضائي وقواعده اإلجرائية‪،‬‬
‫كاملساعدة القضائية والقانونية والتعاون األمني خطوات هامة في مكافحة هذه النوع من‬
‫فعالية هذا العمل‪ .‬ونرى‬‫الجرائم املستحدثة‪ ،‬ولكن تبقى العراقيل التقليدية عائقا أمام ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التطور العلمي والتكنولوجي‪ ،‬إال أن استفادة‬ ‫هكذا‪ ،‬أنه بقدر ما استفادت البشرية من‬
‫األمنية مشكالت ّ‬
‫جمة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التقدم‪ ،‬لهذا ظهرت لألجهزة‬ ‫األشرار واملجرمين كبيرة أيضا من هذا‬

‫‪28‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫مرده التطور السريع والتقدم الهائل في مختلف املجاالت العلمية‬ ‫ملواجهة هذا الوضع‪ً ،‬‬
‫والتكنولوجية‪.‬‬
‫يعتبر املجتمع الجزائري كغيره من املجتمعات من املتضررين من شيوع الجرائم االلكترونية‬
‫بصورة سريعة وعلى مستوى واسع ‪ ،‬فال بد من ساسية جنائية لتصدي لهذه الجرائم من‬
‫خالل وسائل الدفاع االجتماعي املتعددة والتي من ضمنها الحماية القانونية الجزائية والتي‬
‫تعتبر أهم وسائل قانونية في الحفاظ على كينونته وحماية مصالحه األساسية ‪ .‬ولكن مع‬
‫حداثة هذه الجرائم وحداثة التشريعات الناظمة للحماية الجزائية في كافة الحقول‬
‫واملجاالت في الجرمية ‪ ،‬ال زال هنالك قصور في رسم حدود هذه الحماية من الناحية‬
‫الجزائية‪ ،‬والذي يتطلب معه الى التنبه واإلسراع إلى توفير األطر القانونية السليمة‬
‫واملرجعيات اإلجرائية الواضحة ملكافحة هذا النوع الخطير من الجرائم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫و اذا كان االهتمام على املستوى الدولي أخذ منحى ايجابيا كما وكيفا إال ان االهتمام على‬
‫املستوى العربي ما زال ليس بمستوى الطموح‪ ،‬إال في بعض الدول العربية في اقتحام هذا‬
‫املجال بعملية ايجابية اكثر تسهم في حل املشكالت القانونية املترتبة على استخدام‬
‫الكمبيوتر واالنترنت في ارتكاب الجرائم‪ ،‬من حيث مواكبة ومواءمة النصوص القانونية‬
‫واالتفاقيات الدولية‪ ،‬وكذلك من حيث استخدام التقنيات التكولوجيا الحديثة في الوقاية‬
‫من الجرائم االلكترونية‪.‬‬
‫بــالنظر إلى الطبيعة الخاصة للجرائم االلكترونية التــي تنـشأ وتقــع فــي بیئــة شــبكة اإلنترنــت‬
‫فــإن التعـاون األمنــي الــدولي فــي سـبیل مكافحــة هــذه األنمــاط اإلجرامية یجب أن یعتمـد علـى‬
‫آلیـات متطـورة تواكـب تطـور هـذه الجرائم وطبيعتها الخاصة‪ ،‬ویجب أن یتم هذا التعاون‬
‫الدولي على أسس معینة تكفل في نهایة األمر مكافحة هذه الجرائم بصورة بناءة‪ .‬حيث‬
‫تةوصلنا إلى جملة النتائج اآلتية‪:‬‬
‫ـ على ما اوضحنا فيما تقدم وبسبب هذه االهمية املتزايدة لهذه الجريمة الحديثة في الوقت‬
‫الحاضر فهي تحتاج بال شك إلى دراسات وأبخاث معمقة لغرض توضيحها واإلطالع على ما‬
‫يجري بخصوصها في ارجاء العالم معززة ببحوث ودراسات مقارنة للتشريعات العقابية‬
‫املحلية والعربية واألجنبية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫ـ تتميز الجرائم اإللكترونية بخصائص تميزها عن باقي الجرائم األخرى‪ ،‬كا ترتب عليه عديد‬
‫الصعوبات في اإلثبات‪ ،‬حيث أنها ال تترك أثر لها لقياـم الجناة بمحو ما يدل وعليها بعد‬
‫ارتكابها ‪.‬‬
‫ـ تتميز جريمة االلكترونية بالطابع العاملى‪ ،‬فهى ال تعترف بحواجز الزمان وال املكان وال حتى‬
‫بالحدود االقليمية للدول‪.‬‬
‫ـ للتعاون الدولي وسائل متعددة منها تبادل املعلومات وتبادل الخبرات واملساعدة التقنية‬
‫وغيرها من األشكال‪.‬‬
‫ـ سـعى املجتمـع الدولـي إلـى إبـرام اتفاقيـات دوليـة ملكافحـة الهجمات والجرائم اإللكترونية‬
‫وذلـك مـن خـال إبـرام معاهـدة بودابسـت ملكافحـة جرائـم اإلنترنت التـي تعـد أولـى املعاهـدات‬
‫التـي تعلقـت بمكافحـة تلـك الجرائـم‪.‬‬
‫وتتمثل أهم املقترحات ذات الصلة بموضوع الدراسة في ما يلي‪:‬‬
‫ـ موائمة التشريعات الجنائية املقارنة واملعايير الدولية املعتمدة في مجال التجريم والحماية‬
‫والتعاون الدولي واحترام حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫ـ اعتماد السياسة الوقائية الفعالة الرامية لدراسة أبعاد الظاهرة اإلجرامية اإللكترونية‬
‫املعاصرة‪.‬‬
‫ـ تأهيل املختصين بالتحري والتحقيق فى الجرائم اإللكترونية و كيفية إثبات تلك الجرائم‬
‫وضبط األدلة املتحصلة منها وكذلك ضبط الجناة‪.‬‬
‫ـ العمــل علــى إب ـرام اتفاقيــات دوليــة يتــم فيهــا توحيــد وجهــات النظــر بيــن الــدول فــي مسـألة‬
‫تنـازع االختصاص القضائـي فيمـا يتعلـق بجرائـم اإلنترنت وتحديـث القوانيـن الجنائيــة‬
‫املوضوعيــة واإلجرائية بمــا يتناســب مــع خصوصيــات الجرائــم اإللكترونية‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق يمكن اقتراح ما يلي‪:‬‬ ‫ً‬
‫ـ ـ رفع مستوى الوعي املجتمعي العام اتجاه مخاطر الجرائم االلكترونية على األفراد‬
‫واملجتمعات‪.‬‬
‫ـ ـ استحداث أجهزة متخصصة ملكافحة الجرائم املرتكبة والتي تتولى البحث والتحري عن‬
‫جرائم العالم االفتراض ي‪.‬‬
‫ـ ـ ضرورة تأهيل وتكوين هيئات الدفاع وقضاة متخصصين في هذا النوع من الجرائم لهم‬
‫دراية كافية بمجال املعلوماتية وإقامة محاكم متخصصة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫تفعيل كل ما يسهم في مكافحة الجرائم اإللكترونية‪ ،‬من خالل إقرار تشريعات وسياسات‬
‫ناظمة لألمن املعلوماتي‪.‬‬
‫العمل على استحداث قاعدة بيانات على املستوى الوطني تعنى بالجرائم االلكترونية‪ ،‬وعلى‬
‫وجه األخص الجرائم التجسس واإلرهاب والقرصنة اإللكترونية ومختلف الجرائم املاسة‬
‫باألمن الوطني‪.‬‬
‫ـ ـ تفعيل آليات التعاون الدولي من خالل إبرام اتفاقيات دولية بخصوص املساعدات بين‬
‫الدول ملكافحة الجرائم اإللكترونية و تعزيز آليات التعاون القضائي واألمني و إجراءات‬
‫تسليم املجرمين‪.‬‬
‫قائمة املصادرواملراجع‪:‬‬
‫‪ /1‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫أ‪ /‬الكتب‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أيمن عبد الحفيظ‪ ،‬االتجاهات الفنية واألمنية ملواجهة الجرائم املعلوماتية‪ ،‬دن‪.2005 ،‬‬
‫‪ 2‬ـ إيمان فاضل السمرائي‪ ،‬هيثم محمد الزغبي‪ ،‬نظم املعلومات اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫صفاء للنشر والتوزيع‪ .‬عمان ‪.2005‬‬
‫‪ 3‬ـ عوض محمد يحيى يعيش‪ ،‬دور التشريع في مكافحة الجريمة من منظور أمني (دراسة‬
‫مقارنة)‪ ،‬الناشر الكتب الجامعي الحديث‪ ،‬مصر‪ ،‬دون طبعة ‪.2006‬‬
‫‪ 4‬ـ عبد املنعم سليمان ‪ ،‬الجوانب اإلشكالية في النظام القانوني لتسليم املجرمين دراسة‬
‫مقارنة ‪،‬دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية ‪.2007‬‬
‫‪ 5‬ـ عفيفي كامل عفيفي‪ ،‬جرائم الكمبيوتر وحقوق املؤلف واملصنفات الفنية دور الشرطة‬
‫والقانون‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،،‬ط‪ .1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2003 ،‬‬
‫‪ 6‬ـ عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬مكافحة جرائم الكومبيوتر واالنترنيت في القانون العربي‬
‫النموذجي‪،‬دار الكتب القديمة‪،‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪ 7‬ـ علي حسن الطوالبة‪ ،‬أبحاث في جرائم تقنية املعلومات(التعاون القضائي الدولي ملكافحة‬
‫الجريمة املعلوماتية)‪ ،‬دار الكتب والدراسات العربية‪ ،‬دون سنة‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ عادل عبد العال ابراهيم خراش ي‪ ،‬اشكاليات التعاون الدولي في مكافحة الجرائم‬
‫املعلوماتية وسبل التغلب عليها‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫‪ 9‬ـ علي بن عبد هللا عسيري‪ ،‬اآلثار األمنية الستخدام الشباب لإلنترنت‪ ،‬جامعة نايف العربية‬
‫للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األولى‪.2004 ،‬‬
‫‪ 10‬ـ طارق إبراهيم الدسوقي عطية‪ ،‬األمن املعلوماتي النظام القانوني للحماية املعلوماتية‪،‬‬
‫دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2009 ،‬‬
‫‪ 11‬ـ سليمان أحمد فضل‪ ،‬املواجهة التشريعية واألمنية للجرائم الناشئة عن استخدام‬
‫شبكة املعلومات الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪. 2007‬‬
‫‪ 12‬ـ محمد األمين ومحسن عبد الحميد أحمد‪ ،‬معايير األمم املتحدة في مجال العدالة‬
‫الجنائية ومنع الجريمة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية الرياض‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ 13‬ـ محمد األمين ومحسن عبد الحميد أحمد‪ ،‬معايير األمم املتحدة في مجال العدالة‬
‫الجنائية ومنع الجريمة أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية الرياض‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1998‬‬
‫‪ 14‬ـ نبيلة هروال‪ ،‬الجوانب االجرامية لجرائم االنترنت في مرحلة جمع االستدالالت‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2006 ،‬‬
‫ب‪ /‬املجالت والدوريات‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أحمد بن عبد الرحمن البعادي‪ ،‬دعاوى الجرائم االلكترونية وأدلة إثباتها في التشريعات‬
‫العربية بين الواقع واملأمول‪ ،‬املؤتمر الثالت لرؤساء املحاكم العليا بالدول العربية‪25/22 ،‬‬
‫سبتمبر ‪ ،2012‬إدارة الدراسات والبحوث‪ ،‬الخرطوم‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ذياب البداينة‪ ،‬الجريمة املنظمة وأساليب مواجهتها في الوطن العربي‪ ،‬الندوة العلمية‬
‫السابعة و األربعون‪ ،‬مصر‪.1998/05/20-18 ،‬‬
‫‪ 3‬ـ سليم طارق عبد الوهاب‪ ،‬الجرائم املرتكبة بواسطة االنترنت وسبل مكافحتها ‪ ،‬بحث‬
‫مقدم إلى االجتماع الخامس للجنة املتخصصة بالجرائم املستجدة ‪ ،‬مجلس وزراء الداخلية‬
‫العرب‪ ،‬تونس‪ 9-7 ،‬يوليو ‪.1997‬‬
‫‪ 4‬ـ عباس أبو شامة‪ ،‬التعريف بالظواهر اإلجرامية املستحدثة‪ ،‬حجمها ‪ ،‬أبعادها‪ ،‬ونشاطها‬
‫في الدول العربية‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬ندوة علمية عقدت في تونس‪-28 ،‬‬
‫‪.1999/ 06/ 30‬‬
‫‪ 5‬ـ رستم هشام ‪،‬الجرائم املعلوماتية ‪ ،‬أصول التحقيق الجنائي الفني‪ ،‬مجلة األمن والقانون‪،‬‬
‫مجلة دورية محكمة تصدرها أكاديمية شرطة دبي‪ ،‬دبي العدد‪.1999 ، 2‬‬

‫‪32‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫‪ 6‬ـ محمد محي الدين عوض‪ ،‬الجريمة املنظمة"‪ ،‬مقال باملجلة العربية للدراسات األمنية‬
‫والتدريب‪ ،‬املركز العربي للدراسات األمنية و التدريب‪ ،‬املجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،19‬الرياض ‪.1995‬‬
‫‪ 7‬ـ شيخه حسين الزهراني‪ ،‬التعاون الدولي في مواجهة الهجوم السيبراني‪ ،‬مجلة جامعة‬
‫الشارقة للعلوم القانونية‪ ،‬جامعة الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬املجلد ‪ ، 17‬العدد‪. 1‬‬
‫ج‪ /‬النصوص التشريعية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ قانون رقم ‪ 04-09‬مؤرخ في ‪ 14‬شعبان عام ‪ 1430‬املوافق لـ ‪ 05‬غشت ‪ ،2009‬يتضمن‬
‫القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال ومكافحتها‪،‬‬
‫ج‪ .‬ر عدد ‪ 47‬مؤرخة في ‪ 16‬غشت ‪.2009‬‬
‫‪ 2‬ـ القانون رقم ‪ 15/04‬املؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ 2004‬املعدل و املتمم لقانون العقوبات ‪،‬ج‪.‬ر‬
‫‪.‬عدد ‪.71‬‬
‫‪ 3‬ـ القانون رقم ‪ 23/06‬املؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر املعدل و املتمم لقانون العقوبات ‪،‬ج‪.‬ر ‪.‬عدد‬
‫‪.84‬‬
‫‪ 4‬ـ القانون رقم ‪ 02/16‬املؤرخ في ‪ 19‬ماي ‪ 2016‬املعدل و املتمم لقانون العقوبات ‪،‬ج‪.‬ر‬
‫‪.‬عدد ‪.37‬‬
‫د‪ /‬األطروحات والرسائل الجامعية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ بدري فيصل‪ ،‬مكافحة الجريمة املعلوماتية في القانون الدولي و الداخلي أطروحة لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه علوم تخصص‪ ،‬قانون عام ‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬يوسف بن‬
‫خدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2018 -2017‬‬
‫‪ 2‬ـ لخضـر دهيمي ‪ ،‬النظام القانـوني لعـمل الشـرطة في الجزائر ‪،‬أطروحة مقدمة لنيل‬
‫الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬التخصص‪ ،‬القانون الجنائي الدولي‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،02‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2015 /2014‬‬
‫‪ 3‬ـ سعيداني نعيم‪ ،‬آليات البحث و التحري عن الجريمة املعلوماتية في القانون الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهاد املاجستير في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص علوم جنائية‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬السنة الجامعية‪.2013-2012 :‬‬
‫‪ 4‬ـ محمد احمد سليمان عيس ى‪ ،‬التعاون الدولي ملواجهة الجرائم اإللكترونية‪ ،‬املجلة‬
‫األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬املجلد ‪ ،14‬العدد ‪ ،2016/02‬جامعة املجمعة‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫ه‪ /‬االتفاقيات الدولية‪:‬‬


‫اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الجريمة املنظمة عبر الوطنية اعتمدت وعرضت للتوقيع‬
‫والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة ‪ 25‬الدورة الخامسة‬
‫والخمسون املؤرخ في ‪ 15‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر‪.2000‬‬
‫تدابير مكافحة الجرائم املتصلة بالحواسيب – مؤتمر األمم املتحدة الحادي عشر ملنع‬
‫الجريمة والعدالة الجنائية‪ -‬املنعقد في بانكوك في الفترة ‪2005/4/25-18‬م – وثيقة‬
‫رقم‪A/CONF.203/14 .‬‬
‫االتفاقية الدولية حول اإلجرام املعلوماتي التي أبرمت بتاريخ ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،2001‬من طرف‬
‫املجلس األوروبي و تم وضعها و التوقيع عليها بتاريخ ‪ 23‬نوفمبر ‪.2001‬‬
‫االتفاقية العربية ملكافحة الجريمة املنظمة عبر الحدود الوطنيةـ بتاريخ ‪2010/12/21‬‬
‫و‪ /‬املراجع باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪ Cohen Frederick, Protection and security on the information super‬ـــ‪1‬‬
‫‪high way,Wiley&sons,Inc,1995 .‬‬
‫‪ Sieber, Ulrich (1998). Legal Aspects Of Computer-related Crime in‬ـــ‪2‬‬
‫‪the Information Society. [Online].‬‬ ‫‪Available: http://europa.eu.int‬‬
‫‪/ISPO/legal /en/ comcrime /sieber.doc [04-11-2002].‬‬
‫‪ Malcom Anderson : " Policing the world : Interpol the Politics of‬ـــ‪3‬‬
‫‪International Police Co- Operation '' , Clarendon press.Oxford,1989.‬‬
‫‪ Vladimir Golubev, Criminal in Computer Related Crimes,‬ـــ‪4‬‬
‫‪Computer Crime Research center, http://www.polcyb.org,12/10/2009‬‬

‫‪ 1‬مجمع البحوث والدراسات‪ ،‬أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة‪ ،‬الجريمة اللكرتونية في املجتمع‬
‫الخليجي وكيفية مواجهتها‪ ،‬مجلس التعاون لدول الخليج العربي‪ ،‬عام ‪ ،2016‬ص ‪19‬‬
‫‪ 2‬ذياب البداينة‪ ،‬الجرائم املستحدثة و البحث العلمي في املجتمع العربي"‪ ،‬بحث مقدم الى اكاديمية نايف‬
‫العربية للعلوم األمنية في اطار‪ :‬الندوة العلمية حول‪ :‬دور البحث العلمي في معالجة مشكالت الجريمة و‬
‫االنحراف في الدول العربية‪ ،‬الرياض ‪ 25-23‬نوفمبر ‪ ،1998‬ص ‪.36‬‬
‫‪ 3‬محمد علي العريان‪ ،‬الجرائم املعلوماتية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ .‬القاهرة ‪ ،2004‬ص ‪.54‬‬

‫‪34‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫‪ 4‬أحمد بن عبد الرحمن البعادي‪ ،‬دعاوى الجرائم االلكترونية وأدلة إثباتها في التشريعات العربية بين الواقع‬
‫واملأمول‪ ،‬املؤتمر الثالت لرؤساء املحاكم العليا بالدول العربية‪ 25/22 ،‬سبتمبر ‪ ،2012‬إدارة الدراسات‬
‫والبحوث‪ ،‬الخرطوم‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Abdullah M. Alnajim. (2009) .Fighting Internet Fraud: Anti-phishing Effectiveness‬‬
‫‪for Phishing Websites Detection, Durham Thesis. Durham University. pp:10,11‬‬
‫‪ 6‬عفيفي كامل عفيفي‪ ،‬جرائم الكمبيوتر وحقوق املؤلف واملصنفات الفنية دور الشرطة والقانون‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2003 ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.32‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Sieber, Ulrich (1998). Legal Aspects Of Computer-related Crime in the Information‬‬
‫‪Society. [Online]. Available: ttp://europa.eu.int/ISPO/legal/en/comcrime/sieber.doc‬‬
‫‪[04-11-2002] .‬‬
‫‪ 8‬إيمان فاضل السمرائي‪ ،‬هيثم محمد الزغبي‪ ،‬نظم املعلومات اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار صفاء للنشر‬
‫والتوزيع‪ .‬عمان ‪ .2005‬ص ‪.259‬‬
‫‪ 9‬محمود احمد محمد القرعان‪،‬الجرائم اإللكترونية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر‬
‫والتوزيع‪،‬األردن‪ ،2017،‬ص‪.47‬‬
‫‪ 10‬محمد محي الدين عوض‪ ،‬الجريمة املنظمة"‪ ،‬مقال باملجلة العربية للدراسات األمنية و التدريب‪ ،‬املركز‬
‫العربي للدراسات األمنية و التدريب‪ ،‬املجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،19‬الرياض ‪ .1995‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 11‬قانون رقم ‪ 04-09‬مؤرخ في ‪ 14‬شعبان عام ‪ 1430‬املوافق لـ ‪ 05‬غشت ‪ ،2009‬يتضمن القواعد الخاصة‬
‫للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال ومكافحتها‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 47‬مؤرخة في ‪ 16‬غشت‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ 12‬هشام فريد رستم‪ ،‬قانون العقوبات و مخاطر تقنية املعلومات ‪(،‬د‪،‬ط)‪،‬مكتبة اآلالت الكتابية‪ ،‬مصر‬
‫‪ ،1995‬ص ‪.31‬‬
‫‪ 13‬محمود احمد عبابنة ‪ :‬جرائم الحاسوب و أبعادها الدولية‪،‬ط‪،1‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‬
‫‪،2009،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ 14‬عارف الجبور‪ ،‬األمن العام والجرائم االلكترونية واألمن الوطني األردني‪ ،‬إدارة البحث الجنائيـ وحدة‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بتاريخ ‪ ،2020/08/22‬على املوقع‪،‬‬
‫‪https://www.talabanews.net/en/node/173147‬‬
‫‪ 15‬محمد بن عبد هللا بن علي املنشاوي‪ ،‬جرائم األنترنيت في املجتمع السعودي‪ ،‬ماجستير في العلوم‬
‫الشرطية‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2003 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ 16‬مصطفى سمارة ‪ ،‬الجريمة االلكترونية ‪ ،‬مجلة املعلوماتية‪ ،‬العدد ‪ -29‬شهر تموز ‪ ،2008‬ص ‪.74‬‬
‫‪" .17‬دون باركر" واضع أول قانون لجرائم الحاسوب لوالية فلوريدا األمريكية عام ‪.1987‬‬
‫‪ .18‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬مكافحة جرائم الكومبيوتر واالنترنيت في القانون العربي النموذجي‪،‬دار‬
‫الكتب القديمة‪،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪35‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫‪ .19‬طارق إبراهيم الدسوقي عطية‪ ،‬األمن أملعلوماتي النظام القانوني للحماية املعلوماتية‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 2009 ،‬ص‪.322،322‬‬
‫‪20‬‬
‫‪.Vladimir Golubev, Criminal in Computer Related Crimes, Computer Crime‬‬
‫‪Research center, http://www.polcyb.org,12/10/2009‬‬
‫‪ .21‬إسراء جبريل رشاد مرعي‪ ،‬الجرائم اإللكترونية“ األهداف‪ ،‬األسباب‪ ،‬طرق الجريمة ومعالجتها“‪ ،‬املركز‬
‫الديمقراطي ‪ 09‬أوت ‪ 2016‬املوقع التالي‪https-//democraticac.de/?p=35426:‬‬
‫‪ .22‬أيمن عبد الحفيظ‪ ،‬االتجاهات الفنية واألمنية ملواجهة الجرائم املعلوماتية‪ ،‬دن‪ ،2005 ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ .23‬نهال عبد القادر املومني‪ ،‬الجرائم املعلوماتية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.58‬‬
‫‪ .24‬عبد الكريم درويش‪ ،‬الجريمة املنظمة عبر الحدود والقارات‪ ،‬دراسة امنية بمجلة االمن و القانون‪ ،‬كلية‬
‫شرطة دبي‪ ،‬السنة الثالثة‪،‬ع‪ ،2‬دبي ‪ ،1995‬ص ‪.97‬‬
‫‪ .25‬نبيلة هروال‪ ،‬الجوانب االجرامية لجرائم االنترنت في مرحلة جمع االستدالالت‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ .26‬صغير يوسف‪ ،‬الجريمة املرتكبة عبر اإلنترنت‪ ،‬رسالة املاجستير‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬جامعة تيزي‬
‫وزو ‪ ،2013‬ص ‪.15/14‬‬
‫‪ .27‬الكعبي محمد عبيد‪ ،‬الجرائم الناشئة عن االستخدام غير املشروع لشبكة االنترنت ‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة ‪ .2005‬ص ‪.41‬‬
‫‪ .28‬خليفة محمد‪ ،‬الحماية الجنائية ملعطيات الحاسب االلي في القانون الجزائري املقارن‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية ‪ . 2007‬ص ‪.56‬‬
‫‪29‬‬
‫‪.Cohen Frederick: Protection and security on the information super high way,‬‬
‫‪Wiley &sons ,Inc,1995,p36.‬‬
‫‪ .30‬موس ى مسعود أرحومة‪ ،‬اإلشكاليات اإلجرائية التي تثيرها الجريمة املعلوماتية عبر الوطنية‪ ،‬ورقة مقدمة‬
‫إلى املؤتمر املغاربي األول حول املعلوماتية والقانون الذي تنظمه أكاديمية الدراسات العليا‪ ،‬طرابلس‪،‬‬
‫‪ ،2009/10/28،29‬ص ‪.03‬‬
‫‪ .31‬عبد امللك عماد مجدي‪ ،‬جرائم الكمبيوتر واالنترنت‪ ،‬دار املطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية ‪.2011‬‬
‫ص‪.85‬‬
‫‪ .32‬عباس أبو شامة‪ ،‬التعريف بالظواهر اإلجرامية املستحدثة‪ ،‬حجمها‪ ،‬أبعادها‪ ،‬ونشاطها في الدول‬
‫العربية‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬ندوة علمية عقدت في تونس‪ ،1999/ 06/ 30-28 ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ .33‬ذياب البداينة‪ ،‬الجريمة املنظمة وأساليب مواجهتها في الوطن العربي‪ ،‬الندوة العلمية السابعة‬
‫واألربعون‪ ،‬مصر‪ ،1998/05/20-18 ،‬ص ‪.6‬‬

‫‪36‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫‪ .34‬سليم طارق عبد الوهاب‪ ،‬الجرائم املرتكبة بواسطة االنترنت وسبل مكافحتها‪ ،‬بحث مقدم إلى االجتماع‬
‫الخامس للجنة املتخصصة بالجرائم املستجدة‪ ،‬مجلس وزراء الداخلية العرب‪ ،‬تونس‪ 9-7 ،‬يوليو ‪،1997‬‬
‫ص‪.10‬‬
‫‪ .35‬رستم هشام‪ ،‬الجرائم املعلوماتية‪ ،‬أصول التحقيق الجنائي الفني‪ ،‬مجلة األمن و القانون‪ ،‬مجلة دورية‬
‫محكمة تصدرها أكاديمية شرطة دبي‪ ،‬العدد ‪ ،1999 ، 02‬ص ‪. 40‬‬
‫‪ .36‬محمد األمين ومحسن عبد الحميد أحمد معايير األمم املتحدة في مجال العدالة الجنائية ومنع الجريمة‬
‫أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية الرياض‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1998‬ص ‪.19‬‬
‫‪ .37‬لخضـر دهيمي ‪ ،‬النظام القانـوني لعـمل الشـرطة في الجزائر ‪،‬أطروحة مقدمة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪،‬‬
‫التخصص‪ ،‬القانون الجنائي الدولي‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،02‬السنة الجامعية ‪ ،2015 /2014‬ص ‪.244‬‬
‫‪ .38‬سعيداني نعيم‪ ،‬آليات البحث والتحري عن الجريمة املعلوماتية في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهاد‬
‫املاجستير في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص علوم جنائية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة الحاج‬
‫لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2013-2012 :‬ص ‪.88‬‬
‫‪ .39‬تدابير مكافحة الجرائم املتصلة بالحواسيب – مؤتمر األمم املتحدة الحادي عشر ملنع الجريمة والعدالة‬
‫الجنائية‪ -‬املنعقد في بانكوك في الفترة ‪2005/4/25-18‬م – وثيقة رقم‪A/CONF.203/14.‬‬
‫‪40‬‬
‫‪.Malcom Anderson : " Policing the world : Interpol the Politics of International‬‬
‫‪Police Co- Operation '' , Clarendon press.Oxford,1989,p 168‬‬
‫‪ .41‬محمد األمين ومحسن عبد الحميد أحمد‪ ،‬معايير األمم املتحدة في مجال العدالة الجنائية ومنع‬
‫الجريمة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية الرياض‪ ،1998 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ .42‬عادل عبد العال ابراهيم خراش ي‪ ،‬اشكاليات التعاون الدولي في مكافحة الجرائم املعلوماتية وسبل‬
‫التغلب عليها‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪ .43‬محمد احمد سليمان عيس ى‪ ،‬التعاون الدولي ملواجهة الجرائم اإللكترونية‪ ،‬املجلة األكاديمية للبحث‬
‫القانوني‪ ،‬املجلد ‪ ،14‬العدد ‪ ،2016/02‬جامعة املجمعة‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ .44‬سليمان أحمد فضل‪ ،‬املواجهة التشريعية واألمنية للجرائم الناشئة عن استخدام شبكة املعلومات‬
‫الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ، 2007‬ص ‪.414‬‬
‫‪ .45‬عبد املنعم سليمان ‪ ،‬الجوانب اإلشكالية في النظام القانوني لتسليم املجرمين دراسة مقارنة ‪،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة اإلسكندرية ‪ ،2007‬ص ‪.95‬‬
‫‪ .46‬القانون رقم ‪ 04-09‬املتعلق بجرائم تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ومكافحتها‪.‬‬
‫‪ .47‬علي حسن الطوالبة‪ ،‬أبحاث في جرائم تقنية املعلومات (التعاون القضائي الدولي ملكافحة الجريمة‬
‫املعلوماتية)‪ ،‬دار الكتب والدراسات العربية‪ ،‬دون سنة‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ .48‬عادل عبد العال ابراهيم خراش ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.205‬‬
‫‪ .49‬علي حسن الطوالبة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.06‬‬

‫‪37‬‬
‫الطاهر ياكر‬

‫‪ .50‬عادل عبد العال ابراهيم خراش ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 209‬و‪.210‬‬


‫‪ .51‬محمد احمد سليمان عيس ى املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ .52‬عادل عبد العال ابراهيم خراش ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 216‬و‪.217‬‬
‫‪ .53‬بدري فيصل‪ ،‬مكافحة الجريمة املعلوماتية في القانون الدولي و الداخلي أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫علوم تخصص‪ ،‬قانون عام ‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬يوسف بن خدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2017‬‬
‫‪ ،2018‬ص ‪.08‬‬
‫‪ .54‬شيخه حسين الزهراني‪ ،‬التعاون الدولي في مواجهة الهجوم السيبراني‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة للعلوم‬
‫القانونية‪ ،‬جامعة الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬املجلد ‪ ، 17‬العدد‪ ، 1‬ص ‪.751‬‬
‫‪ .55‬لخضـر دهيمي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫‪ .56‬االتفاقية الدولية حول اإلجرام املعلوماتي التي أبرمت بتاريخ ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،2001‬من طرف املجلس‬
‫األوروبي و تم وضعها و التوقيع عليها بتاريخ ‪ 23‬نوفمبر ‪.2001‬‬
‫‪ .57‬العهد الدولي للحقوق املدنية و السياسية‪ ،‬لعام ‪ .1966‬اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق واالنضمام‬
‫بموجب قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة ‪ 2200‬ألف (د‪ )21-‬املؤرخ في ‪ 16‬كانون‪ /‬ديسمبر‪ 1966‬تاريخ بدء‬
‫النفاذ‪ 23 :‬آذار‪/‬مارس ‪ ،1976‬وفقا ألحكام املادة ‪.49‬‬
‫‪ .58‬بدري فيصل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33/32‬‬
‫‪ .59‬لخضـر دهيمي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.251‬‬
‫‪ .60‬عائشة بن قارة مصطفى‪ ،‬حجية الدليل اإللكتروني في مجال اإلثبات الجنائي في القانون الجزائري‬
‫واملقارن دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬كلية الحقوق جامعة اإلسكندرية ‪ ، 2006 ،‬ص‪. 27‬‬
‫‪ .61‬القانون رقم ‪ 04-09‬املؤرخ في ‪ ،2009/08/05‬املتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة‬
‫بتكنولوجيات اإلعالم و االتصال ومكافحتها‪،‬ج ر ج ج د ش ‪ ،‬العدد رقم‪.47‬‬
‫‪ .62‬نشناش منية‪ ،‬مداخلة حول الركن املفترض في الجريمة املعلوماتية ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪2016/2015،‬م‪،‬‬
‫ص‪.2‬‬
‫‪ .63‬القانون‪ 15/05 ،‬مؤرخ في ‪ 27‬رمضان عام ‪ ،1425‬املوافق ‪ 10‬نوفمبر سنة ‪ ،2004‬املعدل واملتمم لألمر‬
‫‪. 156/66‬‬
‫‪ .64‬القانون‪ 14/04 ،‬مؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ ،2004‬املعدل واملتمم لألمر ‪ 155/66‬ق إ ج‪( ،‬ج ر ‪،‬عدد ‪،) 71‬‬
‫‪/10‬نوفمبر ‪.2004‬‬
‫‪ .65‬املواد ‪ 329،40،37‬من األمر ‪ 156-66‬املتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪. 66‬األمر رقم ‪ 11-21‬املؤرخ في ‪ 16‬محرم عام ‪ 1443‬املوافق ‪ 25‬غشت سنة ‪ ،2021‬يتمم األمر رقم ‪155-66‬‬
‫املؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ 1386‬املوافق ‪ 8‬يونيو سنة ‪ 1966‬واملتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد (‪.)65‬‬

‫‪38‬‬
‫مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية‬

‫‪ .67‬أسامة محمد محي الدين عوض‪ ،‬جرائم الكمبيوتر والجرائم األخرى في مجال تكنولوجيا املعلومات‪،‬‬
‫أعمال املؤتمر السادس للجمعية املصرية للقانون الجنائي‪ ،‬ص ‪.369‬‬
‫‪ .68‬فتحي محمد أنور عزت‪ ،‬األدلة االلكترونية في املسائل الجنائية واملعامالت املدنية والتجارية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار الفكر والقانون‪ ،‬مصر ‪ ،2010‬ص ‪.648‬‬
‫‪ .69‬ابراهيم خالد ممدوح‪ ،‬فن التحقيق الجنائي في الجرائم االلكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ 2009‬ص ‪.181‬‬
‫‪ .70‬عمر محمد أبوبكر بن يونس‪ ،‬الجرائم الناشئة عن استخدام االنترنت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ص ‪.982‬‬
‫‪ .71‬عمر محمد بن يونس‪ ،‬مذكرات في اإلثبات الجنائي عبر االنترنت ندوة الدليل الرقمي‪ ،‬بمقر جامعة الدول‬
‫العربية في الفترة من ‪ 2005/03/8 – 5‬ص ‪.17‬‬
‫‪ .72‬عائشة بن قارة مصطفى‪ ،‬حجية الدليل االلكتروني في مجال اإلثبات الجنائي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪39‬‬

You might also like