Professional Documents
Culture Documents
مكافحة الجرائم الالكترونية بين التشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية
مكافحة الجرائم الالكترونية بين التشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية
مكافحة الجرائم الالكترونية بين التشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية
الطاهرياكر
كلية الحقوق والعلوم السياسية
جامعة الجياللي بونعامة ،خميس مليانة ( الجزائر )
t.yaker@univ-dbkm.dz
امللخص:
يهدف هذا البحث إلى التعرف على أهم األليات الوطنية والدولية ملكافحة الجرائم اإللكترونية،
باعتبارها أنها من املوضوعات الحديثة التي فرضت نفسها بقوة على املستوىن الوطني والدولي على والتي
تطرح على املشرع الجنائي ضرورة مواجهتها باجراءات قانونية حاسمة ورادعة ملكافحتها وعقاب مرتكبيها،
ولعل هذه الدراسة من األهمية بمكان إللقاء الضوء على مفهوم وطبيعة أساليب وإجراءات
مكافحة الجرائم اإللكترونية ،مع ابداء الرأي واملقترحات بشأن املفاصل املهمة في ارساء قواعد موضوعية
وإجرائية تتكامل فيما بينها لتشكل حلقات الحماية للمصالح االجتماعية املتعاظمة في أمن الحاسوب
وتكنولوجيا املعلومات املعاصرة.
الكلمات املفتاحية :مكافحة ،الجرائم االلكترونية ،التشريعات الوطنية ،االتفاقيات الدولية
Abstract:
This research aims to identify the most important national and
international mechanisms for combating cybercrime, as it is one of the
recent issues that have imposed itself strongly at the national and
international levels, and which poses to the criminal legislator the need
to confront them with decisive and deterrent legal measures to combat
them and punish the perpetrators.
Perhaps this study is of great importance to shed light on the concept
and nature of methods and procedures for combating cybercrime, while
expressing opinions and proposals on the important joints in
establishing objective and procedural rules that are integrated with each
1
الطاهر ياكر
other to form circles of protection for the growing social interests in
computer security and contemporary information technology.
key words:
Combating, cybercrime, national legislation, international
agreements.
مقدمة:
ّ
ال شك أن التقدم الحضاري الـذي اجتاح العالم في العصر الحديث أثـر في كافة مناحي
الحياة اإلنسانية من سلوكيات وغيرها وقد طال هذا التأثير نوعية الجرائم املستحدثة
وتقنيات املجرمين وأصبح ملموسا لدى كل املختصين والهتمين بعلم اإلجرام والعلوم األمنية
بصفة عامة1.
وبما أن عالم اليوم يتسم بأشكال جديدة من اإلجرام لم تكن مألوفة من قبل ،أو لم يكن قد
استفحل خطرها بعد ،فهناك اإلجرام املنظم أو اإلجرام العابر للحدود واألوطان أو القارات
أو اإلجرام العاملي ،والجرائم السياسية ،والجرائم اإلرهابية ،والجرائم اإللكترونية ،األمر
الذي يتطلب تعاونا وتضامنا دوليا ملكافحته و الوقاية منه ،ألنه قد يكون خارج عن قدرة
وإمكانيات -قانونية ومادية -ألي دولة منفردة التحكم فيه أو احتوائه والسيطرة عليه ،وعلى
اعتبار أن الجريمة اإللكترونية مشكلة معقدة عابرة للحدود الوطنية ال تستطيع أي دول
معالجتها بمعزل عن باقي الدول األخرى املكونة للمجتمع الدولي ،وإذا أردنا فهم الجريمة
االلكترونية وأسبابها و طرق وأساليب مكافحتها ،علينا أن ننظر إليها ضمن نطاقها العاملي.
األمر الذي دفع باملجتمع الدولي إلى البحث عن آليات جديدة تتالءم وطبيعتها ،وتطوير
الوسائل التقليدية بما يكفل تضامن جهود الدول وأجهزتها القائمة بمهمة مكافحة الجرائم
عموما ،والجريمة ً االلكترونية على وجه الخصوص.
األمر الذي يشكل تحديا أمام الجهات األمنية التي كانت منهمكة في متابعة الجرائم التقليدية
على مدار األعوام املاضية ،بينما ظهرت أمامها الجرائم اإللكترونية وهي متعددة األشكال
وواسعة االنتشار ،اذ لحقت بها مظاهر التطور املختلفة سواء في الفكر(طريقة التخطيط
لها) أو في األداء (أسلوب تنفيذها) أو في األدوات املستخدمة في ارتكابها ،بل وإضافة الى ذلك
فقد جاء عصر العوملة وبما حمله من ثورة في نظم املعلومات واالتصاالت واالنتقاالت
والتطور التكنولوجي ليضيف ابعادا جديدة على مظاهر التطور االجرامي الذي أدى الى ظهور
أنماط مستجدة منها لم تكن مألوفة من قبل ،بل واشد خطورة على املجتمع من الجرائم
2
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
التقليدية ،وهذا راجع لتسلحها بسالح العلم واملعرفة والتقدم التقني؛ االمر الذي أدى الى
حدوث أضرار جسيمة من جراء ارتكابها2.
وتأسيسا على ما سبق ،يهدف هذا البحث إلى التعرف على أهم األليات الوطنية والدولية
ملكافحة الجرائم اإللكترونية ،حيث أنها من املوضوعات الحديثة التي فرضت نفسها بقوة
على املستوى الوطني والدولي على حد سواء ،والتي تطرح على املشرع الجنائي ضرورة
مواجهتها بترسانة قانونية حاسمة ورادعة ملكافحتها وعقاب مرتكبيها3 ،
ولعل هذه الدراسة من األهمية بمكان إللقاء الضوء على مفهوم وطبيعة أساليب وإجراءات
مكافحة الجرائم اإللكترونية ،مع ابداء الرأي واملقترحات بشأن املفاصل املهمة في ارساء
قواعد موضوعية وإجرائية تتكامل فيما بينها لتشكل حلقات الحماية للمصالح االجتماعية
املتعاظمة في أمن الحاسوب وتكنولوجيا املعلومات.
املبحث األول:
مفاهي ـ ــم عــام ــة للجريمة االلكترونية
لقد تعددت ألفاظ ومفردات وصيغ ومصطلحات التعريف بالجريمة االلكترونية " :فقد
أطلق عليها ،جرائم الكمبيوتر واإلنترنت وجرائم التقنية العالية (،)High -Tech Crims
والسيبر كرايم ) ،(Crims Cyberوجرائم الحاسب اآللي ) ،(Computer crimsوالجرائم
الرقمية ) ،( digital crimsوالجرائم الناعمة ) ،)Crims Softوجريمة أصحاب الياقات
البيضاء ) ،(White collarوالجرائم النظيفة )4." (Clean Crims
3
الطاهر ياكر
وقد ذهب خبراء متخصصون من دول اإلتحاد األوروبي أن جريمة الكمبيوتر هي " :كل فعل
عمدي ينشأ عن االستخدام غير املشروع لتقنية املعلوماتية ويهدف إلى االعتداء على األمالك
املادية أو املعنوية" 6.في حين أن منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ) ( OCDEوضعت
تعريف للجريمة االلكترونية في اجتماع باريس 1983والذي يعتبر أقدم التعاريف بأنها " :كل
سلوك غير مشروع أو غير أخالقي أو غير مصرح به يتعلق باملعالجة اآللية للبيانات أو نقلها"7.
ويعرفها مكتب تقييم التقنية في الواليات املتحدة األمريكية بأنها" :الجرائم التي تلعب فيها
البيانات الكومبيوترية والبرامج املعلوماتية دورا رئيسيا" ،كما عرفها ""David Tnompson
ً
متطلبا القترافها أن تتوافر لدى فاعلها معرفة تقنية للحاسب اآللي" . بأنها" :أية جريمة يكون
ويرى " "Massaأن املقصود بها " :االعتداءات غير القانونية التي ترتكب بواسطة املعلوماتية
بغرض تحقيق الربح" ،وفي الغالب ترتكب الجريمة االلكترونية ليس بغرض تحقيق الربح
وإنما بدافع املتعة النفسية أو االنتقام والسخرية من املنافسين أو غير ذلك من الدوافع
األخرى8.
وتعرف الجريمة عموما في نطاق القانون الجنائي أنه" :فعل غير مشروع صادر عن اإلدارة
الجنائية يقرر له القانون عقوبة أو تدابير احترازية تقوم على أساسين :عناصر الجريمة
والسلوك ووصفه ،والنص القانوني على تجريم السلوك وإيقاع العقوبة"9.
و تعرف الجريمة اإللكترونية على أساس االتفاقية العربية وقانون الجرائم االمريكية
واتفاقية بودابست واالتحاد الدولي لالتصاالت بأنها ":كل جناية أو جنحة ترتكب ضد فرد أو
جماعة بدافع جرمي ونية اإلساءة لسمعة الضحية أو جسده أو فكره أو ماله أو حياته،
سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أم طريقة غير مباشرة باستخدام وسائل االتصاالت الحديثة ً
االنترنيت" ،ومع تزايد االنفتاح العاملي في مجتمع متحول من النظام االجتماعي الطبيعي الى
ً ً
النظام االجتماعي املنفتح على العالم واألكثر تطورا وسرعة واندماجا بالعالم الخارجي
واملجتمعات الداخلية املحلية بتقنيات ووسائل التواصل االجتماعي املتاحة واملباحة وبحرية
مطلقة دون قيود او ضوابط أو قوانين واضحة تحدد نطاق العقوبات الجرمية في حالة
انتهاك الخصوصية أو الحقوق والحريات10.
وبالرجوع الى مؤتمر االمم املتحدة العاشر ملنع الجريمة ومعاقبة املجرمين ،يتضح أنه تبنى
تعريف منضبط لجريمة تقنية املعلومات بأنها " :أية جريمة يمكن ارتكابها بواسطة نظام
4
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
حاسبي أو شبكة حاسبية ،والجريمة تلك تشمل من الناحية املبدئية جميع الجرائم التي
يمكن ارتكابها في بيئة إلكترونية".
وأما من منظور التشريع الجزائري ،فقد نصت املادة ( 02أ) من القواعد الخاصة بالجرائم
املتصلة بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال على أنها " :كل جريمة ترتكب أو يسهل ارتكابها عن
طريق منظومة معلوماتية أو نظام لالتصاالت االلكترونية"11.وبالتالي فمفهوم الجريمة
االلكترونية مرتبط أشد االرتباط بالنظم املعلوماتية ،وال يمكن الوصول للجريمة االلكترونية
إال من خالل أنظمة املعلومات وهو املنفذ الوحيد ( النظام املعلوماتي) الذي يوجد في جميع
الحواسيب وهو الذي يتم الربط فيه بشبكة االتصال العاملية .
ويقصد باملعلومات التي تعد أساسا للجريمة املعلوماتية ما نصت عليه املادة 02فقرة ج من
القانون رقم ( )04-09املؤرخ في 2009-08-05املتعلق بالوقاية من الجرائم املتصلة
بتكنولوجيات اإلعالم و االتصال ومكافحتهما على أنه " :أي عملية عرض للوقائع واملعلومات
أو املفاهيم في شكل جاهز للمعالجة داخل منظومة معلوماتية بما في ذلك البرامج التي تجعل
من املنظومة املعلوماتية تؤدي وظيفتها".
ولذلك يمكن القول على أنه ال يوجد مصطلح موحد للداللة على الجريمة املعلوماتية،
فالبعض يطلق عليها تسمية جرائم إساءة استخدام الحاسب االلي ،و البعض االخر يسميها
جرائم االنترنيت أو جرائم التكنولوجيا الحديثة أو جرائم املعالجة االلية للمعطيات ،كما أن
هناك آخرون يطلقون عليها مصطلح جرائم الكمبيوتر او الجرائم االلكترونية او الجرائم
املعلوماتية 12،و عموما جميع هذه املصطلحات ترتبط بالتقنية املعلوماتية عند ارتكابها.
وتأسيا على ما سبق ،فإنه يتوجب التفريق بين الجرائم املعلوماتية باملعنى الفني عن بقية
الجرائم األخرى التي يستخدم فيها الحاسب االلي عموما و االنترنيت خصوصا كأداة الرتكابها:
فجرائم االنترنيت و شبكات املعلومات يقصد بها أساسا الدخول والبقاء غير املشروع الى
الشبكات الخاصة كالبنوك و املؤسسات و كذا ما يخص االفراد و القيام بالعبث في البيانات
الرقمية التي تحتويها شبكة املعلومات ،مثل تغيير البيانات أو اتالفها أو محوها أو امتالك
أدوات او كلمات املرور السرية لتسهيل ارتكاب الجرائم التي تلحق أضرارا بالبيانات و
املعلومات ذاتها ،و كذلك بالنسبة للبرامج و األجهزة التي تحتويها ،بينما الجرائم التقليدية
األخرى كغسل األموال ،اإلرهاب ،الدعارة و االستخدام غير املشروع للبطاقات االئتمانية،
5
الطاهر ياكر
فيعتبر االنترنيت أداة الرتكابها و ليست ضمن جرائم االنترنيت باملعنى الفني و التقني و إن
أطلق عليها الجرائم الكترونية.
وبذلك فتعاريف الجرائم االلكترونية تعتمد في الغالب على الغرض من استخدام هذا
ً
املصطلح وتشمل عددا محددا من األعمال ضد السرية والنزاهة وتوافر بيانات الكمبيوتر أو
أنظمة ،ويمثل جوهر الجريمة اإللكترونية أبعد من هذا الوصف ومع ذلك ،فاألعمال ذات
الصلة بالحاسوب ألغراض شخصية أو تحقيق مكاسب مالية أو ضرر بما في ذلك أشكال
الجرائم املتصلة بالهوية واألفعال املتعلقة بمحتويات الكمبيوتر جميعها تقع ضمن معنى
أوسع ملصطلح (الجريمة اإللكترونية).
الفرع الثاني :أهم أنواع الجرائم اإللكترونية
للجرائم اإللكترونية أنواع كثيرة ،منها:
ضد الحكومات :تعد الجرائم اإللكترونية ضد الحكومات ومؤسسات 1ـ جرائم إلكترونية ّ
الدول واملنظمات الدولية باعتبار أنها تهاجم املواقع الرسمية للحكومات وأنظمة شبكاتها
البنى التحتية لهذه املواقع أو األنظمة الشبكية بشكل كامل ،ويسمى وتركز على تدمير ُ
ً
األشخاص املرتكبون لهذه الجريمة بالقراصنة ،وغالبا ما تكون أهدافهم سياسية .ومنها أيضا
ّ
العسكرية أفعال تستهدف املواقع العسكرية للدول ،بهدف سرقة معلومات تتعلق باألسرار
للدولة وأمنها ،وهي غالبا معلومات محفوظة الكترونيا ،ويقوم القراصنة بتوزيعها بأساليب
غير مشروعة .وتشمل جرائم اإلرهاب اإللكتروني ) )Cyber terrorismالذي هو عبارة عن
سلسلة اختراقات وقرصنة لألنظمة األمنية الحيوية على مواقع االنترنت تتم بواسطة مجهود
َ ّ
أي جماعات تسعى لالستفادة من ثغرات هذه ملجوعة من اإلرهابيين االلكترونيين أو ٍّ ُمنظم
شفرة واملحجوبة والسرّية .وتارة ما تكون لها عالقة املواقع واألنظمة ،بالوصول للمواقع املُ ّ
باألسرار االقتصادية واملالية للدولة13.
6
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
ُ
تشمل هذه 3ـ جرائم االحتيال واالعتداء على األموال) Fraud and financial crimes) :
الجرائم الكثير من املمارسات ،منها :إدخال بيانات غير صحيحة أو تعليمات من غير املشروع
َ
بغية ّ ّ ُ ّ
السرقة من قبل ات غير مسموح الوصول إليها وعملي ٍ استعمال بيانا ٍت التصريح بها ،أو
ّ ّ ّ
واملؤسسات املالية واالقتصادية .وحذف أو تعديل املعلومات موظفين فاسدين في الشركات
ُ
املحفوظة ،أو إساءة استعمال أدوات األنظمة املتوافرة وحزم البرامج.
يتعرض ٌ
نظام حاسو ّبي أو 4ـ جرائم االبتزاز اإللكتروني ) Cyber extortion crime):هي أن ّ
يشن هذه الهجمات ُوي ّحيث ُّ إلكتروني ما لهجمات حرمان من خدمات ُم ّ ّ ٌ
كررها عينة؛ ٍ موقع
مادي لوقف هذه الهجمات. قراصنة محترفون ،بهدف تحصيل ُمقابل ّ
ٍ
7
الطاهر ياكر
ّ
والحكومية ّ
الشخصية ائم تستهدف املؤسسات لكية :هي جر ٌ 5ـ جرائم إلكترونية ّ
ضد امل ّ
ِ
وتتم هذه الجرائم عن طريق همة أو البرامج الخاصةُّ ، والخاصة ،وتهدف إلتالف الوثائق املُ ّ
ّ
ُّ نقل برامج ّ
ضارة ألجهزة هذه املؤسسات باستخدام الكثير من الطرق كالرسائل اإللكترونية.
ّ
6ـ مجموعة أخرى من الجرائم االلكترونية العديدة ،مثل :جرائم التشهير ،بهدف تشويه
تعلقة ُّ ّ
بتعقب أو مطاردة األفراد عن طريق الوسائل ُسمعة األفراد ـ املطاردة االلكترونية امل
الشخصية أو اإلحراج العام أو ّ ّ ّ
السرقة املالية اإللكترونية لغاية تعريضهم للمضايقات
الضحية الشخصية عبر مواقع وتهديدهم بذلك ،حيث يجمع مرتكبو هذه الجرائم معلومات ّ
ُّ ّ ُ ّ
التصيد السب والشتم والقدح ـ الشبكات االجتماعي وغرف املحادثة وغيرها ـ جرائم
تعلقة بالجنس16.ُ ّ
) )Phishingـ الجرائم اإللكترونية امل
املطلب الثاني :طبيعة املجرم املعلوماتي وخصائص الجرائم اإللكترونية
املجرم املعلوماتي ،يطلق على ذلك الفاعل الرئيس في العملية ُ ُ
الجرمية اإللكترونية ،حيث
يتمتع هذا األخير بذكاء ودراية معلوماتية ناتجة عن تعلم وخبرة ميدانية في عالم اإللكترون.،
إذ أن الجريمة اإللكترونية ال تقع على األرض وال بالوسائل املادية واألدوات املستعملة في
الجريمة التقليدية وال تثبتها مساحات الدماء وال كسر األعضاء ،إنما تقع في فضاء رقمي
بواسطة التقنيات الحديثة املرتبطة بالشبكة العاملية مما يصح أن تسمى بالجريمة العابرة
للحدود ،يتميز الفاعلين فيها بصفات وسمات لم تكن موجودة عند املجرمين التقليديين إن
ُ
صحت العبارة ،لذلك أطلق عليهم بأصحاب املهارة ،املعرفة ،الوسائل السلطة ،الباعث17.
ويتوفر املجرم اإللكتروني على مهارة عالية في مجال املعلومياتية والبرمجة ،حيث يمكنه
اختراق الشبكات بمهارات فائقة في كسر الشفرات وكلمات املرور للحصول على أدق
َ ّ
املعلوماتُ ،ويشغل أجهزة عن ُبعد بكل سرية من خالل ارتباطه بشبكة اإلنترنت مستغال
تجربته وذكاؤه في تطوير األنظمة األمنية املعلوماتية وتعديلها18.
وتأسيسا على ما سبق ،فإن املجرم املعلوماتي يتصف بخصائص معينة تميزه عن املجرم
الذي يرتكب الجرائم التقليدية ،فإذا كانت الجرائم التقليدية ال تتطلب مستوى علمي معرفي
للمجرم في عملية ارتكابها ،فإن األمر يختلف بالنسبة للجرائم اإللكترونية ،فهي جرائم فنية
تقنية في الغالب ،واألشخاص الذين يقومون يكونون من ذوي بارتكابها عادة االختصاص في
مجال تقنية املعلومات االلكترونية أو على األقل شخص لديه حد أدنى من املعرفة و القدرة
على استعمال جهاز الحاسوب ،والتعامل مع شبكة اإلنترنت ،كما أن الباعث إلى ارتكاب
8
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
املجرم لهذا النوع من الجرائم قد تكون مختلفة عن بواعث ارتكاب الجرائم من قبل املجرم
التقليدي 19.وعلى هذا سوف ندرس من خالل هذا املطلب سمات املجرم املعلوماتي في الفرع
األول ونتناول في الفرع الثاني خصائص الجرائم االلكترونية.
الفرع األول :سمات املجرم املعلوماتي
يتميز املجرم االلكتروني بعدد من السمات والخصائص التي تجعله مختلفا عن املجرم
التقليدي والتي منها:
/1مجرم ذكي :يعتبر الذكاء من أهم صفات املجرم املعلوماتي ألنه يتطلب منه اإلملام التام
بتقنية بتكنولوجيا املعلومات والقدرة على تعديل وتغيير برامج الحاسب اآللي ،وتعد املهارة
املتطلبة لتنفيذ النشاط اإلجرامي أبرز خصائص املجرم املعلوماتي ،فتنفيذ بعض الجرائم
ً
اإللكترونية يتطلب قدرا من املهارة يتمتع بها الفاعل والتي قد يكتسبها عن طريق الدراسة
املتخصصة في هذا املجال أو عن طريق الخبرة املكتسبة في مجال تكنولوجيا املعلومات أو
بمجرد التفاعل االجتماعي مع اآلخرين20.
/2مجرم محترف :يتصف مرتكب الجريمة االلكترونية بأنه على درجة عالية من الخبرة
واملهارة في استخدام الحاسب اآللي ،والتكنولوجيا الحديثة.
ً
/3مجرم غيرعنيف :يرتكب املجرم املعلوماتي نوعا من الجرائم ينتمي إلى إجرام الحيلة ،فهو
ال يلجأ إلى استخدام القوة والعنف في ارتكاب جريمته ،ال سيما وأنه ال يتعامل مع اشخاص
حقيقين ،بل يتعامل في مقومات غير مادية متمثلة في البيانات واملعلومات املخزنة في جهاز
الحاسب اآللي ،ولهذا فليس هناك مبرر للجوئه إلى العنف21.
/4مجرم متكيف اجتماعيا :فال يضع املجرم االلكتروني نفسه في حالة عداء مع املجتمع
الذي يحيط به ،بل إن ذكاءه يدفعه للتكيف مع املجتمع ،و كلما ازداد تكيفه مع املجتمع
كلما زادت خطورته اإلجرامية.
/5امليل إلى ارتكاب الجرائم :يتميز مرتكبو الجرائم االلكترونية بفرط في النزعة اإلجرامية
وامليل إلى ارتكاب الجرائم.
/6امليل إلى التقليد :أغلب الجرائم االلكترونية تتم من خالل محاولة الفرد تقليد غيره
باملهارات الفنية التي لديه مما يؤدي الرتكابه للجريمة22.
9
الطاهر ياكر
-3التنفيذ عن بعد :ال تتطلب جرائم الحاسب في أغلبها وجود الفاعل في مكان الجريمة ،بل
يمكن للفاعل تنفيذ جريمته وهو في دولة بعيدة عن الفاعل من خالل جهاز اإلعالم األلي،
10
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
ولكن مع ذلك يمكن ارتكاب مثل هذه الجرائم أيضا من خالل وسائل تقنية أخرى كأجهزة
الهاتف املحمول املتطورة وغيرها من االجهزة و التقنيات التي يمكن أن تظهر إلى الوجود في
أي لحظة ،وهذه الخاصية بدورها تصعب من مهمة اكتشاف هذه الجرائم و التحقيق
بشأنها28.
/4إخفاء الجريمة :إن الجرائم التي تقع عن طريق شبكة االنترنت مخفية ،إال أن أثارها تبقى
وتالحظ 29.حيث تغلب الطبيعة اإللكترونية على الدليل املتوفر ،ولعل صعوبة كشف الدليل
تزداد بصورة خاصة متى ارتكبت هذه الجريمة في مجال العمل من قبل العاملين ضد
املؤسسات التابعين لها ،فبحكم الثقة في هؤالء يسهل عليهم اقتراف جرائمهم دون أن يتركوا
آثار تدل عليهم 30،وبالتالي فهي تحتاج إلى الخبرة الفنية العالية ،و التي يصعب معها على
املحقق العادي التعامل معها ،وتظهر هذه املشكلة بصفة خاصة بالنسبة لجرائم اإلنترنت
مثل الجرائم التي ترتكز على البريد اإللكتروني بارتكابها ،فيكون من الصعب على جهات
التحري تحديد مصدر املرسل 31،بالتالي فإن هذه الجريمة تستلزم طرقا خاصة مستحدثة
لإلثبات قوامها التعليم والتدريب املتخصص املستمر لعلوم الحاسب اآللي والعلوم األمنية
املتخصصة ،لذا فإنها تقتض ي وجود رجل شرطة إلكترونية.
/5الجاذبية :نظرا ملا تمثله سوق الحاسب واالنترنت من ثروة كبيرة للمجرمين أو لإلجرام
املنظم ،فقد غدت أكثر جذبا الستثمار األموال وغسيلها وتوظيف الكثير منها في تطوير
تقنيات وأساليب تمكن الدخول إلى الشبكات وسرقة املعلومات وبيعها"32.
/6عابرة للدول :يمكن القول أن من أهم الخصائص التي تميز الجريمة املعلوماتية هي
تخطيها للحدود الجغرافية ،فمن بين خصوصية هذا النوع من الجرائم هو إمكانية ارتكابها
عن بعد ،و من ثم اكتسابها طبيعة دولية ،أو كما يطلق عليها البعض الجرائم ذات طبيعة
متعدية الحدود ،فبعد ظهور شبكات املعلومات لم تعد الحدود مرئية أو ملموسة تقف أمام
نقل املعلومات عبر الدول املختلفة .ويعد ذلك من بين األسباب التي تستدعي ضرورة تفعيل
التعاون الدولي بشأن مكافحة الجريمة املعلوماتية33.
/7جرائم ناعمة :الجريمة املعلوماتية تستهدف املعنويات ال املاديات فهي تمتاز بأنها جرائم
ناعمة ال تتطلب جهدا عضليا أو عنفا ،فنقل بيانات من حاسب إلى آخر أو السطو
اإللكتروني على أرصدة بنك ما ال يتطلب أي عنف أو تبادل إلطالق نار مع رجال األمن ،بل إلى
جهد ذهني وعضلي مع إدراك لتقنيات الحاسوب .وتتطلب الجريمة التقليدية استخدام
11
الطاهر ياكر
األدوات والعنف أحيانا كما في جرائم اإلرهاب واملخدرات والسرقة و السطو ،إال أن الجرائم
املتصلة بالحاسب تمتاز بأنها ناعمة ال يستعمل فيها العنف"34.
/8الجريمة املعلوماتية جريمة يصعب إثباتها :األصل في الجريمة إقامة الدليل وإسناده إلى
املتهم ،غير أنه وبفضل التطورات العلمية الحاصلة وظهور ما يسمى بالدليل الرقمي ،يجعل
إثبات هذا النوع من الجرائم أكثر صعوبة في اإلثبات ألن الجاني مرتكب هذه الجريمة ال يترك
وراءه أي أثر مادي خارجي ملموس يمكن فحصه ،وهذا يعسر إجراءات اكتشاف الجريمة
ومعرفة مرتكبها ،إضافة إلى أنها جرائم مخفية وفي كثير من األحيان ال يتم اكتشافها إال
صدفة – جريمة ال تتقيد بمكان و زمان معين – .وعليه تتميز جرائم االنترنت عن الجرائم
التقليدية للجريمة ،بغياب الدليل الفيزيقي ،وسهولة محو اآلثار وهذا راجع إلى افتقاد وجود
اآلثار التقليدية للجريمة ،وعدم كفاية القوانين القائمة35.
12
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
انبثق عن هذا املؤتمر مجموعة من القواعد التوجيهية والتي توجت باملصادقة على هذه
املبادئ في هافانا بكوبا عام 1990م36.
و في إطار الجهد املبذول فان هناك العديد من الهيئات الدولية لعبت دورا ملحوظا في هذا
املجال ،مثل منظمة األمم املتحدة التي بذلت جهودا ال يستهان بها ،مؤكدة على وجوب تعزيز
الحد من انتشار الجريمة ّ العمل املشترك بين أعضاء املنظمة من أجل التعاون على
املعلوماتية ،و هذا من خالل مؤتمراتها ملنع الجريمة و معاملة املجرمين بدءا باملؤتمر السابع
عام 1985إلى غاية املؤتمر الثاي عشر عام .2010إضافة إلى املؤتمر الخامس عشر
للجمعية الدولية لقانون العقوبات ،وذلك تحت إشراف األمم املتحدة املنعقد عام ،1994
تضمنت شقين عدة توصيات وقرارات ذات صلة بالجرائم املعلوماتية ،وقد ّ الذي نتج عنه ّ
اثنين واحد موضوعي يتناول األفعال التي تقع تحت طائلة اإلجرام املعلوماتي ،وثاني إجرائي
يتضمن اإلجراءات الواجب إتباعها لتطبيق القواعد املوضوعية.
كما كان للمنظمة العاملية للملكية الفكرية دور بارز في هذا املجال ،وذلك من خالل خلقها
لنصوص قانونية خاصة بحماية برامج الحاسب اآللي و هذا من خالل املادة 04و 05من
اتفاقية تريبس .هذا إلى جانب الجهد الكبير املبذول من قبل االتحاد الدولي لالتصاالت ،وهذا
في إطار برنامج األمن املعلوماتي العاملي املعلن عنه من قبل األمين العام لإلتحاد سنة ،2007
عدة أهداف أبرزها استحداث تشريع نموذجي ملكافحة الجريمة و الذي يرمي إلى تحقيق ّ
املعلوماتية يمكن تطبيقه عامليا ،ويكون قابال لالستخدام مع التدابير التشريعية القائمة على
الصعيدين الوطني واإلقليمي .أما املنظمات اإلقليمية فقد كان لإلتحاد األوروبي دور فعال في
هذا املجال حيث أثمرت جهوده عن ميالد أولى املعاهدات الدولية الخاصة بمكافحة الجرائم
املعلوماتية بالعاصمة املجرية بودابست عام .2001
وقد سعت هذه االتفاقية إلى بناء سياسة جنائية مشتركة من أجل مكافحة الجرائم
املعلوماتية في جميع أنحاء العالم من خالل تنسيق وانسجام التشريعات الوطنية ببعضها
الصدد .إضافة إلىالبعض ،وتعزيز قدرات القضاء ،وكذا تحسين التعاون الدولي في هذا ّ
ّ
الوطنية .كما أنشأ اإلتحاد األوروبي تحديد عقوبات الجرائم املعلوماتية في إطار القوانين
أجهزة تساعد على مكافحة هذا النوع من الجرائم ،من بينها جهاز اليوروبول واملركز األوروبي
ملكافحة الجريمة املعلوماتية والذي أفتتح في جانفي .2013أما الجهود العربية فقد أسفرت
هي أيضا عن ميالد اتفاقية عربية ملكافحة جرائم تقنية املعلومات ،وهذا كنتيجة لالجتماع
13
الطاهر ياكر
املشترك ملجلس ي وزراء الداخلية والعدل العرب املنعقد بمقر األمانة العامة لجامعة الدول
العربية بالقاهرة و ذلك في ديسمبر ،2010بهدف تعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال
مكافحة جرائم تقنية املعلومات
وتلعب منظمة األمم املتحدة الدور الرئيس ي في مكافحة اإلجرام املنظم في جميع مظاهره،
وبالنظر إلى طبيعة الجرائم االلكترونية ومرونتها واكتسابها بعدا دوليا متناميا ،فإن التعاون
الدولي ملكافحة هذه الجرائم أمر ال مناص منه ،وشرط هذا التعاون وجود تشريع داخلي
متكامل وقضاء وطني فعال واتفاقيات دولية تتوافر على آليات تنفيذية قادرة على مساعدة
الدول على التصدي للجرائم املنظمة وتفكيك الجماعات اإلجرامية ومعاقبة ومالحقة
العاملين فيها والقضاء على البنيات السوسيواقتصادية املولدة للجريمة بصفة عامة.
ً
وإذا كان االلتزام األخالقي بالتعاون مرهونا دائما بتوافر الرغبة في تحقيقه ،فضال عن اتسامه
بالطابع االختياري ،بحيث يمكن التخلي عن القيام به في أي وقت دون أن يترتب على ذلك أية
مسؤولية في مواجهة الطرف املتخلي ،بينما على العكس من ذلك نجد أن األمر يختلف إذا
كان مبعث االلتزام بالتعاون قانونيا متولد عن وثيقة مكتوبة (اتفاقيات دولية) ،تولد التزاما
على عاتق الدول ،ويترتب بالتالي مسؤولياتها في حالة عدم وفائها بهذا االلتزام37.
ونظرا لتعدد الجرائم االلكترونية وتطورها تزایدت صورها ،مما أدى إلى ضرورة التعاون
الدولي ملواجهتها ،ومن ثم تكثیف الجهود الدولیة وعقد االتفاقیات واملؤتمرات الدولیة لوضع
استراتیجیات خاصة بمرحلتي الوقایة واملكافحة لهذه الجرائم ،وهذا ما سنتناوله في هذا
املبحث ،مبرزین على ذلك اآللیات الدولیة والوطنیة ،ملكافحة الجریمة االلكترونية بحیث أننا
قسمنا هذا املبحث إلى مطلبين:
املطلب األول :اآللیات األمنية والقضائية ملكافحة الجریمة االلكترونية.
املطلب الثاني :إبرام االتفاقيات الدولية واإلقليمية ملكافحة الجرائم االلكترونية
املطلب األول :اآللیات األمنية والقضائية ملكافحة الجریمة االلكترونية.
التعاون الدولي في مجال مكافحة الجريمة املعلوماتية قد يأخذ مظهران ،األول يتعلق بالسعي
إلى اتخاذ اإلجراءات واآلليات ذات الطبيعة التقنية الفنية التي تكفل منع ارتكاب الجريمة في
مرحلة التنفيذ ،والثاني يتعلق بضرورة التعاون في إنفاذ القانون ملالحقة ومتابعة ومعاقبة
املجرمين بعد ارتكاب الجريمة ،والتي تعتبر إختصاصات قضائية متعددة ذات نظم قانونية
مختلفة ،ويتمثل في التعاون القضائي38.
14
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
لذلك أصبحت الحاجة ماسة إلى وجود كيان دولي يأخذ على عاتقه القيام بهذه املهمة
وتتعاون من خالله أجهزة الشرطة في الدول املختلفة ،خاصة فيما يتعلق بتبادل املعلومات
املتعلقة بالجريمة واملجرمين بأقص ى سرعة ممكنة باإلضافة إلى تعقب املجرمين الفارين من
وجه العادلة.
ً
أوال :جهود املنظمة الدولية للشرطة الجنائية ،اإلنتربول
تهدف املنظمة إلى تأكيد وتشجيع التعاون بين أجهزة الشرطة في الدول األطراف وعلى نحو
فعال في مكافحة الجريمة .من تجميع البيانات واملعلومات املتعلقة باملجرم والجريمة ،وذلك ّ
عن طريق املكاتب املركزية الوطنية للشرطة الدولية املوجودة في أقاليم الدول املنضمة إليها
وتتبادلها فيما بينها 40،باإلضافة إلى التعاون في ضبط املجرمين بمساعدة أجهزة الشرطة في
الدول األطراف ،ومدها باملعلومات املتوفرة لديها على إقليمها وخاصة بالنسبة للجرائم
املتشعبة في عدة دول ومنها جرائم اإلنترنت ،ومن األمثلة على دور اإلنتربول في ما يتعلق
15
الطاهر ياكر
بالجرائم املتعلقة باإلنترنت ما حصل في الجمهورية اللبنانية عندما تم توقيف أحد الطلبة
الجامعين من قبل القضاء اللبناني بتهمة إرسال صور إباحية لقاصرة دون العشرة أعوام من
موقعه على شبكة اإلنترنت .وذلك أثر تلقي النيابة اللبنانية برقية من اإلنتربول في أملانيا بهذا
الخصوص41.
أما في مجال الجرائم املعلوماتية ،فقد أنشأت املنظمة الدولية للشرطة الجنائية " اإلنتربول"
خالل عام 2004وحدة خاصة ملكافحة جرائم التكنولوجيا ،كما قامت املنظمة بالتعاون مع
مجموعة الدول الثمانية الكبرى ( )G8بوضع استراتيجيات ملواجهة هذا النوع من الجرائم،
من خالل إنشاء مركز اتصاالت أمني عبر الشبكة ،يعمل على مدار 24ساعة و 7أيام في
األسبوع على مستوى مصالح الشرطة في الدول األطراف ،واستخدام وسائل حديثة في تلك
املكافحة ،كاستخدام قاعدة البيانات املركزية للصور اإلباحية املحولة من قبل الدول
االطراف من خالل استخدام برنامج للتحليل واملقارنة لتلك الصور ،وتزويد شرطة الدول
األطراف بكتيبات إرشادية حول الجرائم املعلوماتية وكيفية التدريب على مكافحتها
والتحقيق فيها.
ومن بين اإلنجازات التي حققتها اإلنتربول في ظل مواجهة الجرائم املعلوماتية ،تلك العملية
التي قامت بها املباحث الفيدرالية األمريكية باالشتراك مع اإلنتربول واملتعلقة بمالحقة
الشخص الذي قام بنشر دودة الحب عبر االنترنت في الفلبين ،وكذا العملية التي قامت بها
شرطة اإلنتربول ،باالشتراك مع املباحث الفيدرالية ،وكذا الشرطة اإلنجليزية عام 1998
والتي أحرزت فيها إنجازات كبيرة ،من خالل تفكيك منشور عليه أكثر من 75000صورة
سلبية لدعارة األطفال ،والقبض على 107أشخاص في 12دولة ،وكذا عملية القبض على
شاب أملاني ،بتهمة توزيع أحد الفيروسات ،وذلك بالتنسيق بين اإلنتربول واملباحث الفيدرالية
األمريكية والشرطة األملانية ،وتفكيك موقع منشور للصور اإلباحية في ،2005/05/02
بالتنسيق مع األوروبول42.
وعلى غرار هذه املنظمة ،أنشأ املجلس األوربي عام 1991م في لكسمبورج ،شرطة أوربية
لتكون همزة وصل بين أجهزة الشرطة الوطنية في الدول األطراف ،ملالحقة الجناة في الجرائم
العابرة للحدود ومنها بطبيعة الحال الجرائم املتعلقة باألنترنت.
أما على املستوى العربي ،فقد أنشأ املكتب العربي للشرطة الجنائية من قبل مجلس وزراء
الداخلية والعدل العرب في سنة ،2010بهدف تأمين وتنمية التعاون بين أجهزة الشرطة في
16
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
الدول األعضاء في مجال مكافحة الجريمة ومالحقة املجرمين في حدود القوانين واألنظمة
املعمول بها في كل دولة ،باإلضافة إلى تقديم املعونة في مجال دعم وتطوير أجهزة الشرطة في
الدول األعضاء43.
ً
ثانيا :شرطة الويب الدولية
أنشئت هذه املنظمة األمنية في الواليات املتحدة األمريكية عام 1986لتلقي شكاوى
مستخدمي الشبكة ومالحقة الجناة والقراصنة إلكترونيا والبحث عن األدلة ضدهم و
تقديمهم للمحاكمة.
ويضم فريق العمل بهذه املنظمة متخصصين من هيئات إنفاذ القانون واملؤسسات
الحكومية وضباط الشرطة ومتطوعين فنيين من 61دولة حول العالم .ونظرا التساع نشاط
هذه املنظمة وما تقوم به من إجراءات بالتعاون مع وكاالت إنفاذ القانون في الدول األعضاء
فإن ذلك يسهل األمر لفريق العمل بتتبع األنشطة اإلجرامية التي ترتكب من خال شبكة
اإلنترنت على مستوى العالم .وفي إطار مسألة الضوابط القانونية التي تحكم حركة مرور
املعلومات عبر شبكة اإلنترنت ،فهناك من يرى أنه من الضروري وضع ضوابط وقواعد
بحيث ال تؤدي إلى املساس بالحريات العامة في تبادل املعلومات وحقوق اإلنسان من ناحية،
وإال تستخدم الشبكة ألغراض إجرامية أو نشر مواد إباحية تس يء إلى املجتمع من ناحية
أخرى44.
وترتبط املساعدة القضائية ،بما تقدمه دولة ما من اجراءات من شأنه تسهيل مهمة
املحاكمة في دولة أخرى بصدد جريمة من الجرائم ،وتعتبر االتفاقيات الدولية منبع
17
الطاهر ياكر
االلتزامات بين الدول ،على أن يظل ما ليس ملزما ممكنا ،وفقا ملا ينص عليه القانون الداخلي
في كل من الدولتين ،وقد أدرجه املشرع الجزائري ،ونص عليه في القانون رقم ،09.04في املادة
ً
،16معتبرا أنه في إطار تحريات والتحقيقات القضائية الجارية ملعاينة الجرائم املعلوماتية
يمكن للسلطات املختصة تبادل املساعدة القضائية الدولية لجمع األدلة الخاصة بالجريمة،
في الشكل الكتروني 46،أما عن صور املساعدة القضائية الدولية فتتمثل فيما يلي:
/1تبادل املعلومات :ويشمل تقديم املعلومات والوثائق التي تطلبها سلطة قضائية أو أمنية
أجنبية ،متى كانت بصدد جريمة ما 47.وفي إطار الجرائم اإللكترونية أقرت االتفاقية األوربية
حول الجريمة االفتراضية ،تبادل املعلومات في املادة 23منها ،بنصها صراحة على وجوب
توافر التعاون الدولي بين الدول األطراف وتعميقه ،وتقليل العوائق ،بما يوفر أكبر قدر من
السهولة والسرعة لتبادل املعلومات واألدلة بين األطراف.
كما نصت املادة األولى من اتفاقية الرياض العربية للتعاون القضائي على هذا التبادل
بنصها " :تتبادل وزارات العدل لدى األطراف املتعاقدة بصفة منتظمة نصوص التشريعات
النافذة واملطبوعات والنشرات والبحوث القانونية والقضائية واملجالت التي تنشر فيها
األحكام القضائية ،كما تتبادل ملعلومات املتعلقة بالتنظيم القضائي48.".....
كما حث مؤتمر األمم املتحدة الثامن ملنع الجريمة ومعاملة املجرمين ،املنعقد في هافانا عام
1990م في قراره املتعلق بالجرائم ذات الصلة بالحاسوب ،الدول األعضاء بكشف جهودها
ملكافحة الجرائم املعلوماتية ،باتخاذ عدد من االجراءات ،منها مضاعفة األنشطة التي تبذلها
الدول على الصعيد الدولي من أجل مكافحة جرائم املعلوماتية ،بما في ذلك دخول الدول
أطرافا في املعاهدات املتعلقة بتسليم املجرمين وتبادل املساعدة في املسائل املرتبطة بجرائم
املعلوماتية ،وتطابق تشريعات الدول األعضاء مع األشكال الجديدة لإلجرام.
ً
وقد نص عليها املشرع الجزائري ،في املادة 17من القانون رقم ،09-04مؤكدا على أن الدولة
الجزائرية تستجيب لطلبات املساعدة القضائية الدولية إلزامية لتبادل املعلومات وذلك في
إطار االتفاقيات الدولية ذات الصلة ومبدأ املعاملة باملثل49.
/2نقل اإلجراءات :أقرت هذه الصورة من صور املساعدة القضائية العديد من االتفاقيات
الدولية ،كمعاهدة األمم املتحدة النموذجية بشأن نقل اإلجراءات في املسائل الجنائية،
واتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الجريمة املنظمة غير الوطنية 2000و ،في املادة 21منها،
ومعاهدة منظمة املؤتمر اإلسالمي ملكافحة اإلرهاب الدولي 1999و في املادة 9منها ،وكذا
18
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
املادة 16من النموذج االسترشادي التفاقية التعاون القانوني والقضائي الصادر عن مجلس
التعاون الخليجي 2003م.
/3االنابة القضائية الدولية :تعبر اإلنابة القضائية عن قيام دولة ما بمباشرة إجراء قضائي
يتعلق بدعوى قيد النظر داخل الحدود اإلقليمية لدولة أخرى نيابة عنها ،وبناء على طلب
تلك الدولة املناب عنها ،ووفقا ملا تقرره بنود االتفاقية الدولية بين الدولتين في هذا الشأن،
وتهدف اإلنابة القضائية إلى تذليل العقبات التي تعترض سير اإلجراءات الجنائية في ظل ما
تشهده الظواهر اإلجرامية من تطور50.
وتماشيا مع سرعة الجريمة اإللكترونية ،وتجنبا لطول إجراءات طلب اإلنابة القضائية
الدولية ،فقد أبرمت العديد من االتفاقيات الجديدة التي ساهمت في اختصار االجراءات عن
طريق اال تصال املباشر بين السلطات املعنية بالتحقيق ،كاالتفاقية األمريكية الكندية ،التي
تنص على إمكانية تبادل املعلومات شفويا في حالة االستعجال51.
ّ
وال يخفى أنه ملواجهة اإلجرام بصورة عامة على املستوى الدولـي بفعاليــة
ـناء على طلب دولة أخـرى تقديم كّـل املعلومـات ّ
وكل وجدية يستوجب على الدولة ب ًّ
أشــكال املساعدة إلعداد ووضع التشريعات الداخلية في املجال الجزائي ،وبالخصوص في
مسائل الجرائم ذات الطابع العابر لألوطان كاإلجرام املعلوماتي و انتهاك البيئة وأعمــال
تبني الدول للتشريعـات الداخليـة املنسجمة الغش الدولية والجريمة املنظمة ،لغاية ّ
19
الطاهر ياكر
واملتناسقة مع بعضها ،حتى تصبح قضية التعاون الدولي ممكنة وقابلة للتنفيذ ،وتت ّـم
دون عراقيل (محمود شريف بسيوني -الجريمة املنظمة عبر الوطنية :ماهيتها ووسائل
مكافحتها دوليا و عربيا .ص ).64
ّ
وعامة يستند غالبية فقهاء القانون الدولي على جواز تطبيق القوانين الجنائية
ويبررون ذلك بضرورة التعاون ّ
الدولي في مكافحة الجريمة. األجنبية داخل أقاليم دول أخرىّ ،
ّ
كما ترى الجمعية الدولية للقانون الجنائي أنه من املستحسن إعطاء فرصـة للقاضــي
(الوطني) لتطبيق القانون الجنائي األجنبي ،من أجل تفعيل التعاون بين الدول ،رغم مايثير
هذا األمر من حساسية تتعلق بمبدأ سيادة الدول.
في مجال التعاون القضائي الدولي ،تنتهج اتفاقيات األمم املتحدة ملكافحة الجرائم
نص واحد تستعمل أربعة من ستة بمختلف أنواعها املنهج املتكامل للتعاون بين الدول ،ففـي ّ
أساليب لهذا التعاون :االعتراف بحجية األحكام األجنبية التي تقرر عقوبات ( مثل االعتراف
بأوامر املصادرة ) ـ وتجميد والتحفظ على األصول ،وتسليم املجرمين ،واملساعدة القانونية
املتبادلة .وتدعو هذه االتفاقيات صراحة الدول األطراف ّ
لسن تشريعات تنفيذية تتماش ــى
ّ ُ
ونظمها القانونية املحلية ،وفي هذا مراعاة وصونا ملسألة سيادة هذه الدول .وتحث أيضا
تكرس مصادرة عوائد الجرائــم واتخاذ إجراءات ضبط الدول األطراف إلصدار تشريعات ّ
الصادرة عنومتابعة والتحفظ على هذه العوائد ،وإلزام الدول لالستجابة لطلبات املصادرة ّ
دول أخرى .و من بين آليات التعاون القانوني والقضائي التي تضمنتها االتفاقية ،مسائـل
املساعدة القانونية املتبادلة.
20
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
هذا باإلضافة إلى الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية ،من خالل اعتمادها عبر أمانة
مجلس الوزراء العدل العرب ملا سمي بقانون اإلمارات العربي االسترشادي ملكافحة جرائم
تقنية املعلومات وما في حكمها ،لذلك سنتناول في الفرعين التاليين معاهدة بودابست
والقانون العربي النموذجي.
الفرع األول :االتفاقيات الدولية في مجال مكافحة الجرائم االلكترونية
تعد االتفاقيات الدولية واملعاهدات من أهم صور التعاون الدولي بصفة عامة ،وفي مجال
مكافحة الجرائم الناتجة عن الهجوم السيبراني بصفة خاصة ،ومن بين املعاهدات
واالتفاقيات التي تعمل على التعاون الدولي في مجال مكافحة الجرائم اإللكترونية معاهدة
بودابست ملكافحة جرائم اإلنترنت ،وتوصيات املجلس األوروبي بشأن مشاكل اإلجراءات
الجنائية املتعلقة بتكنولوجيا املعلومات 54،ونبينهما فيما يلي:
ً
اتفاقية بودابست :لقد أولى القانون الدولي والفقه الجنائي الدولي ،التعاون القانوني اهتماما
ً
بالغا لتحقيق القدرة على التصدي لإلجرام عبر الوطني ،وسد أوجه القصور القانوني التي
ساعدت املنظمات اإلجرامية على اختراق النظم القانونية ،وتعد املساعدة القانونية
ً
املتبادلة في املسائل الجنائية من اآلليات الفعالة ملواجهة الجريمة املنظمة خصوصا،
واإلجرام بوجه عام ،ملا للتعاون -في مجال اإلجراءات الجنائية -من دور في التوفيق بين حق
الدولة في ممارسة اختصاصها الجنائي داخل حدودها اإلقليمية وحقها في توقيع العقاب55.
تم إبرام أول املعاهدات املتعلقة بمكافحة الجريمة االلكترونية أو جرائم االنترنيت ،وكان هذا
عام ،2001بعاصمة املجرية بودابست ،فقد تم صياغة املعاهدة من طرف عدد كبير من
الخبراء املختصين في القانون في مجلس أوروبا ،وبمساعدة دول أخرى السيما الواليات
املتحدة األمريكية ،وبعد مشاورات عديدة بين الحكومات وأجهزة الشرطة وقطع الكمبيوتر
على مستوى العالم ،هذا ما أدى في النهاية إلى توقيع عليها من قبل 30دولة بتاريخ 23نوفمبر
،2001في العاصمة املجرية بودابست.
لقد وقعت على هذه االتفاقيات العديد من الدول الغير األعضاء في مجلس أوروبا مثل كندا
واليابان وجنوب إفريقيا كما صادقت عليها الواليات املتحدة األمريكية ،فهي في األصل
أوروبية املنشأ ،إال أنها دولية الطابع ألنها مفتوحة لالنضمام لدول األخرى ،غير دول
ً
املجموعة األوروبية طبقا لنص املادة .48
21
الطاهر ياكر
تتكون هاته االتفاقية من 48مادة ،وأكدت االتفاقية على حاجة إلى اتخاذ تدابير تشريعية
ملكافحة جرائم الكمبيوتر ،ومخاطرها على الدول ،كما تضمنت عدة توصيات للدول
األعضاء ملكافحة جرائم الكمبيوتر ومخاطرها على الدول كما تضمنت عدة توصيات للدول
ً
األعضاء ملكافحة الجريمة املعلوماتية واعتبرت مرجعا ال يستهان به في ميدان محاربة اإلجرام
سواء بالنسبة لبعض االتفاقيات الالحقة ذات الصلة أو بالنسبة للتشريعات ً سيبيراني،
الداخلية56.
وقد تضمن الفصل األول ،املضمون ب :تعريف للمصطلحات األساسية في نص املادة ،01
أما الفصل الثاني :فقط جاء تحت عنوان الخطوات الواجب اتخاذها على الصعيد الوطني
وهو ينقسم إلى قسمين:
-القسم األول :يضم املواد من 02إلى ،13التي تعالج النصوص املوضوعية لجرائم
الحاسوب.
-القسم الثاني :يضم املواد من 14إلى ،21وتتعلق بالقواعد اإلجرائية
-القسم الثالث :يضم املادة ،22و يتعلق باالختصاص.
أما الفصل الثالث :و جاء تحت عنوان التعاون الدولي من املادة 23إلى املادة .35
أما الفصل الرابع :فتضمن األحكام الختامية من املادة 36حتى املادة .48
وقد صنفت اتفاقية بودابست الجرائم املعلوماتية في خمسة عناوين في القسم األول من
االتفاقية:
العنوان األول :ويضم جوهر الجرائم الحاسب أو الجرائم املعلوماتية ،وهي تلك الجرائم التي
تعرف بالجرائم ضد السرية أو سرية البيانات وسالمتها وسالمة النظم وإتاحة البيانات
والنظم.
العنوان الثاني :و يضم االنتهاكات املمارسة بواسطة الحاسب اآللي ،التي تمس بعض املصالح
القانونية التي تحميها قوانين العقوبات ،وتضم أيضا جرائم الغش املعلوماتي والتزوير
املعلوماتي.
العنوان الرابع :ويشمل الجرائم املتعلقة باالعتداء على امللكية الفكرية والحقوق املرتبطة بها
في نص املادة 10من االتفاقية.
العنوان الخامس :يشمل على أحكام إضافية بخصوص الشروع واالشتراك وأيضا الجزاءات
ً
وتدابير طبقا للمعاير الدولية الحديثة بالنسبة ملسؤولية األشخاص املعنوية.
22
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
لقد حدد واضعو اتفاقية بودابست اإلطار القانوني العام للجرائم معلوماتية ،واملتمثل في
الدخول الغير مشروع أو االعتراض الغير مشروع أو االعتداء على سالمة البيانات أو النظام
املعلوماتي وكذلك إساءة استخدام أجهزة الحسابات أو التزوير املعلوماتي أو الغش
املعلوماتي ،وقد أوجبت اتفاقية بودابست ،بعض الشروط حتى تأخذ األفعال السابقة
وصف الجريمة.
تتمثل هذه الشروط في أن ترتكب الجرائم املذكورة في االتفاقية دون وجه حق ،وأن ترتكب
الجرائم املذكورة بطريقة عمديه من أجل إقرار املسؤولية الجنائية.
وألزمت اتفاقية بودابست الدول األطراف عند سن التشريعات الداخلية املتعلقة بالجرائم
االلكترونية أن تراعي اتفاقية دولية لحقوق اإلنسان .مثل :االتفاقية األوروبية لحماية حقوق
اإلنسان والحريات األساسية لعام ،1950العهد الدولي للحقوق املدنية والسياسية لعام
57،1966ويجب على الدول األطراف االعتماد على املعايير لتقرير االختصاص القضائي حول
الجرائم املقررة في هذه االتفاقية املتمثلة في مبدأ اإلقليمية ومبدأ النسبية االختصاص
املكاني ومبدأ الجنسية.
الفرع الثاني :التعاون العربي ملكافحة الجرائم االلكترونية
إن املجتمعات العربية على غرار بقية املجتمعات الدولية ليست في منأى عن تهديدات
الجريمة االلكترونية ،تكون هذه األخيرة جريمة متعدية الحدود ،ولقد صدر القانون العربي
النموذجي االسترشادي بخصوص مكافحة الجرائم االلكترونية ،أو باألحرى جرائم الكمبيوتر
انترنيت كثمرة عمل مشترك بين مجلس وزراء الداخلية العرب ومجلس وزراء العدل العرب،
ً
في نطاق األمانة العامة لجامعة الدول العربية بعد أن قدم كال املجلسين مشروعا بخصوص
مكافحة الجريمة املعلوماتية58.
ولقد حرصت جامعة الدول العربية ،منذ إنشائها على تعزيز روابط التعاون القانوني
والقضائي واألمني بين أعضائها ،في مجال مكافحة الجريمة وتحقيق العدالة الجنائية ،من
خالل تنسيق سياساتها الجنائية وإرساء آليات قانونية لتنظيم هذا التعاون ،كما شاركت
بفاعلية جدية في جهود املنتظم الدولي ملكافحة الجريمة املنظمة عبر الوطنية ،حيث كان لها
إسهام ملحوظ في جميع مراحل صياغة اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الجريمة املنظمة عبر
الوطنية والبروتوكوالت امللحقة بها ،وذلك من خالل االقتراحات التي قدمتها في اجتماعات
الخبراء الحكوميين59.
23
الطاهر ياكر
لقد اعتمدت جامعة الدول العربية ما سمي بقانون اإلمارات االسترشادي ملكافحة جرائم
تقنية املعلومات وما فيه حكمها ،نسبة إلى مقدم هذا املقترح وهو دولة اإلمارات املتحدة ،وتم
اعتماد هذا القانون النموذجي من قبل مجلس الوزراء العدل العرب في دورته التاسعة عشر
بالقرار رقم 495الدورة ،19بتاريخ 8أكتوبر ،2003ومجلس وزراء الداخلية العرب في دورته
الحادية والعشرين.
إن قانون دولة اإلمارات العربية املتحدة يمنع نسخ برامج الكمبيوتر بدون إذن وكل من
يقبض عليه متلبسا بقرصنة البرامج سيخضع هو وشركته للمحاكمة ،بموجب القانون
املدني أو الجنائي وتشمل العقوبات حسب قانون الغرامة املالية باإلضافة إلى مصادرة
املنتجات والحبس ملدة تصل 3سنوات.
ونصت املادة السابقة من القانون العربي النموذجي املوحد ،في شأن مكافحة الجرائم إساءة
استخدام تقنية املعلومات على معاقبة كل من زور املستندات املعالجة آليا أو البيانات
املخزنة في ذاكرة الحاسب اآللي أو على شريط أو أسطوانة ممغنطة أو غيرها من الوسائل.
املطلب األول :إجراءات متابعة الجريمة اإللكترونية وخصائص الدليل الرقمي
لقد جرم املشرع الجزائري األفعال املاسة بأنظمة الحاسب اآللي وذلك نتيجة تأثر
الدولة الجزائرية كغيرها من الدول واملجتمعات بالثورة املعلوماتية وما صاحبها من ظهور
ألشكال جديدة من اإلجرام التي لم تشهدها البشرية من قبل ،وهذا ما دفع باملشرع الجزائري
إلى تعديل قانون العقوبات بموجب القانون رقم 15-04املؤرخ في 10نوفمبر 2004م ،املتمم
لألمر رقم 156-66املتضمن قانون العقوبات ،حيث أفرد لها القسم السابع مكرر بعنوان :
املساس بأنظمة املعالجة اآللية للمعطيات ،والذي تضمن بدوره 08مواد من املادة 394
مكرر وحتى املادة( 394مكرر مكرر60.)07
وقد عرف املشرع الجزائري الجريمة املعلوماتية من خالل نص املادة الثانية( )2من
من القانون رقم 04-09املتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيا
اإلعالم واالتصال ومكافحتها 61،وقد اصطلح املشرع الجزائري على تسمية الجرائم
املعلوماتية بمصطلح الجرائم املتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال ،حيث عرفها بموجب
أحكام هذه املادة (املادة 02من القانون رقم )04-09كما يلي ":جرائم املساس بأنظمة
املعالجة اآللية للمعطيات املحددة في قانون العقوبات وأي جريمة ترتكب أو يسهل ارتكابها
عن طريق منظومة معلوماتية أو نظام لالتصاالت اإللكترونية" ،مطلقا عليها تسمية
24
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
ومن أجل وجود حلول آنية مع التطور السريع للجريمة اإللكترونية سن املشرع عدة
قوانين ،قانون رقم 63،115/04 :قانون رقم 64،114/04 :وقد تطرق هذا القانون في مادتيه
الثانية( )2والرابعة( )4إلى التكوين واكتساب املعارف في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال
وإدماجه في املحيط التربوي ومجتمع املعرفة.
ولم یستحدث املشرع الجزائري محاكم جزائیة متخصصة في الجرائم االقتصادیة،
بل استحدث جهات قضائیة متخصصة في مجموعة من الجرائم على سبیل الحصر ،تمثل
أهم صور الجریمة املنظمة وهي جرائم املخدرات ،الجریمة املنظمة عبر الحدود الوطنیة،
الجرائم املاسة بأنظمة املعالجات اآللیة للمعطیات ،جرائم تبییض األموال ،اإلرهاب ،جرائم
الصرف ،وجرائم الفساد ،إذا كان املشرع استعمل تسمیة املحاكم ذات االختصاص
اإلقلیمي املوسع فقد اصطلح عليها" األقطاب الجزائیة"65.
وقد قام املشرع الجزائري ،وعلى غرار الكثير من التشريعات األجنبية ،اخذ على
عاتقه وضع اآلليات القانونية الالزمة ملواكبة جهاز العدالة الجزائرية للتطورات التي عرفتها
الظواهر اإلجرامية في ،ومن أهمها الجرائم اإلرهابية وجرائم الصرف و جرائم املخدرات على
الخصوص التي أصبح مداها يهدد كيان املجتمع و يمس بركائز النظام العام ،باإلضافة إلى
تصاعد وتيرة اإلجرام املعلوماتي و جرائم الفساد وتبييض األموال.
وقد تضمن العدد األخير من الجريدة الرسمية صدور األمر رقم ( )11-21املؤرخ في
16محرم عام 1443املوافق 25غشت سنة ،2021يتمم األمر رقم ( )155-66املؤرخ في 18
صفر عام 1386املوافق 8يونيو سنة 1966واملتضمن قانون اإلجراءات الجزائية .وجاء
فيه يصدر األمر اآلتي نصه:
املادة األولى :يهدف هذا األمر إلى تـتـمـيـم أحـكـام األمـر رقـم ( )155-66املؤرخ في 18
صفر عام 1386املوافق 8يونيو سنة 1966واملتضمن قانون اإلجراءات الجزائية.
املادة الثانية :يتمم الكتاب األول من األمر رقم ( )155-66املؤرخ في 18صفر عام
1386املوافق 8يونيو سنة 1966واملذكور أعاله ،بـبـاب سـادس عنـوانـه “القطب الجـزائـي
الـوطـنـي ملكافحة الجرائم املتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال” يتضمن املواد 211مكرر
25
الطاهر ياكر
22و 211مكرر 23و 211مكرر 24و 211مكرر 25و 211مكرر 26و 211مكرر 27و 211
مكرر 28و 211مكرر ،29ويحرر كما يأتي:
الباب السادس :القطب الجزائي الوطني ملكافحة الجرائم املتصلة بتكنولوجيات
اإلعالم واالتصال
“املادة 211مكرر : 22ينشأ على مستوى محكمة مقر مجلس قضاء الجزائر ،قطب
جزائي وطني متخصص في الـمـتـابـعـة والـتـحـقـيـق في الجرائـم الـمـتصـلـة بـتـكـنـولـوجـيـات اإلعالم
واالتصال والجرائم املرتبطة بها .كما يختص بالحكم في الجرائم املنصوص عليها في هذا
الـبـاب إذا كانت تشكل جنحا.
ويقصد بمفهـوم هـذا الـقـانـون ،بـالـجـرائـم الـمـتـصـلـة بـتـكـنـولـوجـيـات اإلعالم واالتصال،
أي جـريـمـة تـرتكب أو يسهل ارتـكـابـهـا اسـتـعـمـال مـنـظـومة معلوماتية أو نظام لالتصاالت
اإللكترونية أو أي وسيلة أخرى أو آلية ذات صلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال”.
“املادة 211مكرر : 23يمارس وكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي الوطني ملكافحة
الجرائم املتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال ،وكذا قاض ي التحقيق ورئيس ذات القطب
صالحياتهم في كامل اإلقليم الوطني”.
“املادة 211مكرر : 24مع مراعاة أحكام الفقرة 2من املادة 211مكرر 22أعاله،
يختص وكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي الوطني ملكافحة الجرائم املتصلة
بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال و قـاضـي الـتـحـقـيـق ورئيس ذات القطب حصريا باملتابعة
والتحقيق والحكم في الجرائم املتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال املذكورة أدناه وكذا
الجرائم املرتبطة بها:
–الجرائم التي تمس بأمن الدولة أو بالدفاع الوطني.
–جرائم نشر وترويج أخبار كاذبة بين الجمهور من شأنها املساس بـاألمـن أو السكيـنـة
الـعـامـة أو اسـتـقـرار املجتمع،
جرائم نشر وترويج أنباء مغرضة تمس بـالنـظـام واألمن العموميين ذات الطابع املنظم
أو العابر للحدود الوطنية.
جرائم املساس بـأنـظـمـة الـمـعـالـجـة اآللية للمعطيات املتعلقة باإلدارات واملؤسسات
العمومية
–جرائم االتجار باألشخاص أو باألعضاء البشرية أو تهريب املهاجرين،
26
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
–جرائم التمييز وخطاب الكراهية66.
إن الجرائم التي تقع على العمليات اإللكترونية باستخدام الوسائل اإللكترونية
تحتاج إلى تأهيل فني وعلمي خاص يجب توافره في جميع األشخاص الذين تتصل أيديهم
بهذه الجرائم بدء من مرحلة التحري وجمع االستدالالت ومرورا بمرحلة التحقيق االبتدائي
وانتهاء بمرحلة املحاكمة ،فإذا كان هذا النوع من الجرائم يتميز بطبيعة فنية معقدة وقد ال
يخلف وراءه آثار تكشف عنه ،فإنه يحتاج لكشفه والوصول إلى مرتكبيه إلى خبرة معينة في
كل من رجال الشرطة ،وقضاة التحقيق والنيابة ،وقضاء الحكم ،وكذا هيئة الدفاع ،ولذلك
فإنه يجب تدريب هيئات الضبط القضائي وأعضاء التحقيق االبتدائي ،والقضاة واملحامون
الذين تتصل أيديهم بالجرائم التي ترتكب بالوسائل اإللكترونية أو تلك التي تقع على هذه
الوسائل ،بحيث تتوافر لديهم اإلمكانية الفنية التي تمكنهم من القيام بأعمال وظائفهم في
مثل هذا النوع من الجرائم67.
وقد سعت سلطات إنفاذ القانون في عديد الدول إلى إيجاد آليات ووسائل للتعامل مع
األدلة الجنائية الرقمية التي تنتج من الجرائم اإللكترونية بما يخدم منظومة العدالة
الجنائية ،ومن بين تلك الجهات؛ فقد تم إنشاء مختبر األدلة الرقمية بهيئة تقنية املعلومات
للتعامل األدلة الرقمية املرتبطة بأجهزة الحاسب اآللي والهواتف الذكية بهدف تحليلها
واستخالص أدلتها .وعلى ضوء التعاون والتنسيق وتبادل املعلومات عن األشخاص املطلوبين
ً
دوليا ومالحقتهم ،فإن الشرطة الجزائرية أرست عالقات اتصال مع املنظمات اإلقليمية
والدولية املتخصصة في مكافحة اإلجرام الدولي كاملنظمة الدولية للشرطة الجنائية
(اإلنتربول).
وعليه يتميز الدليل الرقمي بمجموعة من الخصائص وهي:
1ـ ـ الدليل الرقمي دليل علمي :الدليل االلكتروني هو الواقعة التي تنبئ عن وقوع
جريمة أو فعل مشروع ،وهذه الواقعة مبناها علمي ،من حيث أن مبنى العالم االفتراض ي
علمي ،وهذه الخاصية مفادها أن الدليل االلكتروني ال يمكن الحصول عليه وال االطالع على
فحواه إال باستخدام األساليب العلمية68.
2ـ ـ الدليل الرقمي دليل تقني :جاءت التقنية بناء على ميزته العلمية ،باعتبار أن العلم
يبنى على أساس التقنية ،وال يمكن أن تتواجد هذه التقنية بدون أسس علمية ،ومفاد هذه
الخاصية أن يتم التعامل مع الدليل االلكتروني من قبل تقنيين مختصين في العالم
27
الطاهر ياكر
االفتراض ي وفي الدليل الرقمي ،ألن الدليل االلكتروني ليس كالدليل العادي ،فما تتجه إليه
التقنية هو نبضات الكترونية تشكل قيمتها في إمكانية تعاملها مع القطع الصلبة التي تشكل
الحاسوب في أي شكل يكون عليه ،ومثل هذا األمر يجعلنا نقرر أنه ال وجود للدليل الرقمي
خارج بيئته التقنية وأن الدليل الرقمي يكون مستوحا أو مستنبطا من البيئة الرقمية أو
التقنية69.
3ـ ـ الدليل الرقمي يصعب التخلص منه :تعد هذه الخاصية من أهم خصائص
الدليل الرقمي ويتمتع بها عن باقي األدلة التقليدية ،بحيث يمكن التخلص بكل سهولة من
األوراق ،واألشرطة املسجلة إذا كانت تحمل اعترافا بارتكاب جريمة ،وذلك بتمزيقها وإتالفها
بأية طريقة ،وهذا فيما يخص األدلة التقليدية ،أما بالنسبة لألدلة االلكترونية فإن الحال
غير ذلك حيث يمكن استرجاعها بعد محوها وإصالحها بعد إتالفها ،وإظهارها بعد إخفائها
مما يؤدي إلى صعوبة التخلص منها ،وذلك لتوفر البرامج الحاسوبية التي تعمل على استعادة
البيانات التي تم حذفها70.
4ـ ـ الدليل الرقمي قابل للنسخ :نظرا للطبيعة التقنية للدليل الرقمي فإنه اكتسب
مميزات عن الدليل املادي من حيث قابليته للنسخ ،بحيث يمكن استخراج نسخ من األدلة
الجنائية الرقمية مطابقة لألصل ولها نفس القيمة العلمية ،وهذه الخاصية ال تتوافر في
أنواع األدلة األخرى مما يشكل ضمانة شديدة الفعالية للحفاظ على الدليل ضد الفقد
والتلف والتغيير71.
5ـ ـ الدليل الرقمي غير مرئي :يتكون الدليل الرقمي من بيانات ومعلومات ذات هيئة
الكترونية غير ملموسة ،بل إدراكها يتم باستخدام أجهزة ومعدات الحاسب اآللي Hardware
ونظم البرمجيات الحاسوب 72. Softawre
الخاتمة:
يعتبر مفهوم التعاون الدولي القائم في املجال القانوني والقضائي وقواعده اإلجرائية،
كاملساعدة القضائية والقانونية والتعاون األمني خطوات هامة في مكافحة هذه النوع من
فعالية هذا العمل .ونرىالجرائم املستحدثة ،ولكن تبقى العراقيل التقليدية عائقا أمام ّ
ّ ّ
التطور العلمي والتكنولوجي ،إال أن استفادة هكذا ،أنه بقدر ما استفادت البشرية من
األمنية مشكالت ّ
جمة ّ ّ
التقدم ،لهذا ظهرت لألجهزة األشرار واملجرمين كبيرة أيضا من هذا
28
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
مرده التطور السريع والتقدم الهائل في مختلف املجاالت العلمية ملواجهة هذا الوضعً ،
والتكنولوجية.
يعتبر املجتمع الجزائري كغيره من املجتمعات من املتضررين من شيوع الجرائم االلكترونية
بصورة سريعة وعلى مستوى واسع ،فال بد من ساسية جنائية لتصدي لهذه الجرائم من
خالل وسائل الدفاع االجتماعي املتعددة والتي من ضمنها الحماية القانونية الجزائية والتي
تعتبر أهم وسائل قانونية في الحفاظ على كينونته وحماية مصالحه األساسية .ولكن مع
حداثة هذه الجرائم وحداثة التشريعات الناظمة للحماية الجزائية في كافة الحقول
واملجاالت في الجرمية ،ال زال هنالك قصور في رسم حدود هذه الحماية من الناحية
الجزائية ،والذي يتطلب معه الى التنبه واإلسراع إلى توفير األطر القانونية السليمة
واملرجعيات اإلجرائية الواضحة ملكافحة هذا النوع الخطير من الجرائم.
ً ً ً
و اذا كان االهتمام على املستوى الدولي أخذ منحى ايجابيا كما وكيفا إال ان االهتمام على
املستوى العربي ما زال ليس بمستوى الطموح ،إال في بعض الدول العربية في اقتحام هذا
املجال بعملية ايجابية اكثر تسهم في حل املشكالت القانونية املترتبة على استخدام
الكمبيوتر واالنترنت في ارتكاب الجرائم ،من حيث مواكبة ومواءمة النصوص القانونية
واالتفاقيات الدولية ،وكذلك من حيث استخدام التقنيات التكولوجيا الحديثة في الوقاية
من الجرائم االلكترونية.
بــالنظر إلى الطبيعة الخاصة للجرائم االلكترونية التــي تنـشأ وتقــع فــي بیئــة شــبكة اإلنترنــت
فــإن التعـاون األمنــي الــدولي فــي سـبیل مكافحــة هــذه األنمــاط اإلجرامية یجب أن یعتمـد علـى
آلیـات متطـورة تواكـب تطـور هـذه الجرائم وطبيعتها الخاصة ،ویجب أن یتم هذا التعاون
الدولي على أسس معینة تكفل في نهایة األمر مكافحة هذه الجرائم بصورة بناءة .حيث
تةوصلنا إلى جملة النتائج اآلتية:
ـ على ما اوضحنا فيما تقدم وبسبب هذه االهمية املتزايدة لهذه الجريمة الحديثة في الوقت
الحاضر فهي تحتاج بال شك إلى دراسات وأبخاث معمقة لغرض توضيحها واإلطالع على ما
يجري بخصوصها في ارجاء العالم معززة ببحوث ودراسات مقارنة للتشريعات العقابية
املحلية والعربية واألجنبية.
29
الطاهر ياكر
ـ تتميز الجرائم اإللكترونية بخصائص تميزها عن باقي الجرائم األخرى ،كا ترتب عليه عديد
الصعوبات في اإلثبات ،حيث أنها ال تترك أثر لها لقياـم الجناة بمحو ما يدل وعليها بعد
ارتكابها .
ـ تتميز جريمة االلكترونية بالطابع العاملى ،فهى ال تعترف بحواجز الزمان وال املكان وال حتى
بالحدود االقليمية للدول.
ـ للتعاون الدولي وسائل متعددة منها تبادل املعلومات وتبادل الخبرات واملساعدة التقنية
وغيرها من األشكال.
ـ سـعى املجتمـع الدولـي إلـى إبـرام اتفاقيـات دوليـة ملكافحـة الهجمات والجرائم اإللكترونية
وذلـك مـن خـال إبـرام معاهـدة بودابسـت ملكافحـة جرائـم اإلنترنت التـي تعـد أولـى املعاهـدات
التـي تعلقـت بمكافحـة تلـك الجرائـم.
وتتمثل أهم املقترحات ذات الصلة بموضوع الدراسة في ما يلي:
ـ موائمة التشريعات الجنائية املقارنة واملعايير الدولية املعتمدة في مجال التجريم والحماية
والتعاون الدولي واحترام حقوق اإلنسان.
ـ اعتماد السياسة الوقائية الفعالة الرامية لدراسة أبعاد الظاهرة اإلجرامية اإللكترونية
املعاصرة.
ـ تأهيل املختصين بالتحري والتحقيق فى الجرائم اإللكترونية و كيفية إثبات تلك الجرائم
وضبط األدلة املتحصلة منها وكذلك ضبط الجناة.
ـ العمــل علــى إب ـرام اتفاقيــات دوليــة يتــم فيهــا توحيــد وجهــات النظــر بيــن الــدول فــي مسـألة
تنـازع االختصاص القضائـي فيمـا يتعلـق بجرائـم اإلنترنت وتحديـث القوانيـن الجنائيــة
املوضوعيــة واإلجرائية بمــا يتناســب مــع خصوصيــات الجرائــم اإللكترونية.
وبناء على ما سبق يمكن اقتراح ما يلي: ً
ـ ـ رفع مستوى الوعي املجتمعي العام اتجاه مخاطر الجرائم االلكترونية على األفراد
واملجتمعات.
ـ ـ استحداث أجهزة متخصصة ملكافحة الجرائم املرتكبة والتي تتولى البحث والتحري عن
جرائم العالم االفتراض ي.
ـ ـ ضرورة تأهيل وتكوين هيئات الدفاع وقضاة متخصصين في هذا النوع من الجرائم لهم
دراية كافية بمجال املعلوماتية وإقامة محاكم متخصصة.
30
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
تفعيل كل ما يسهم في مكافحة الجرائم اإللكترونية ،من خالل إقرار تشريعات وسياسات
ناظمة لألمن املعلوماتي.
العمل على استحداث قاعدة بيانات على املستوى الوطني تعنى بالجرائم االلكترونية ،وعلى
وجه األخص الجرائم التجسس واإلرهاب والقرصنة اإللكترونية ومختلف الجرائم املاسة
باألمن الوطني.
ـ ـ تفعيل آليات التعاون الدولي من خالل إبرام اتفاقيات دولية بخصوص املساعدات بين
الدول ملكافحة الجرائم اإللكترونية و تعزيز آليات التعاون القضائي واألمني و إجراءات
تسليم املجرمين.
قائمة املصادرواملراجع:
/1القرآن الكريم.
أ /الكتب:
1ـ أيمن عبد الحفيظ ،االتجاهات الفنية واألمنية ملواجهة الجرائم املعلوماتية ،دن.2005 ،
2ـ إيمان فاضل السمرائي ،هيثم محمد الزغبي ،نظم املعلومات اإلدارية ،الطبعة األولى ،دار
صفاء للنشر والتوزيع .عمان .2005
3ـ عوض محمد يحيى يعيش ،دور التشريع في مكافحة الجريمة من منظور أمني (دراسة
مقارنة) ،الناشر الكتب الجامعي الحديث ،مصر ،دون طبعة .2006
4ـ عبد املنعم سليمان ،الجوانب اإلشكالية في النظام القانوني لتسليم املجرمين دراسة
مقارنة ،دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية .2007
5ـ عفيفي كامل عفيفي ،جرائم الكمبيوتر وحقوق املؤلف واملصنفات الفنية دور الشرطة
والقانون ،دراسة مقارنة ،،ط .1منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت.2003 ،
6ـ عبد الفتاح بيومي حجازي ،مكافحة جرائم الكومبيوتر واالنترنيت في القانون العربي
النموذجي،دار الكتب القديمة،مصر.2007 ،
7ـ علي حسن الطوالبة ،أبحاث في جرائم تقنية املعلومات(التعاون القضائي الدولي ملكافحة
الجريمة املعلوماتية) ،دار الكتب والدراسات العربية ،دون سنة.
8ـ عادل عبد العال ابراهيم خراش ي ،اشكاليات التعاون الدولي في مكافحة الجرائم
املعلوماتية وسبل التغلب عليها ،دار الجامعة الجديدة ،جامعة األزهر ،مصر.
31
الطاهر ياكر
9ـ علي بن عبد هللا عسيري ،اآلثار األمنية الستخدام الشباب لإلنترنت ،جامعة نايف العربية
للعلوم األمنية ،الرياض ،الطبعة األولى.2004 ،
10ـ طارق إبراهيم الدسوقي عطية ،األمن املعلوماتي النظام القانوني للحماية املعلوماتية،
دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2009 ،
11ـ سليمان أحمد فضل ،املواجهة التشريعية واألمنية للجرائم الناشئة عن استخدام
شبكة املعلومات الدولية ،دار النهضة العربية ،القاهرة. 2007
12ـ محمد األمين ومحسن عبد الحميد أحمد ،معايير األمم املتحدة في مجال العدالة
الجنائية ومنع الجريمة ،الطبعة األولى ،أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية الرياض،
.1998
13ـ محمد األمين ومحسن عبد الحميد أحمد ،معايير األمم املتحدة في مجال العدالة
الجنائية ومنع الجريمة أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية الرياض ،الطبعة األولى .1998
14ـ نبيلة هروال ،الجوانب االجرامية لجرائم االنترنت في مرحلة جمع االستدالالت ،دار
الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2006 ،
ب /املجالت والدوريات:
1ـ أحمد بن عبد الرحمن البعادي ،دعاوى الجرائم االلكترونية وأدلة إثباتها في التشريعات
العربية بين الواقع واملأمول ،املؤتمر الثالت لرؤساء املحاكم العليا بالدول العربية25/22 ،
سبتمبر ،2012إدارة الدراسات والبحوث ،الخرطوم.
2ـ ذياب البداينة ،الجريمة املنظمة وأساليب مواجهتها في الوطن العربي ،الندوة العلمية
السابعة و األربعون ،مصر.1998/05/20-18 ،
3ـ سليم طارق عبد الوهاب ،الجرائم املرتكبة بواسطة االنترنت وسبل مكافحتها ،بحث
مقدم إلى االجتماع الخامس للجنة املتخصصة بالجرائم املستجدة ،مجلس وزراء الداخلية
العرب ،تونس 9-7 ،يوليو .1997
4ـ عباس أبو شامة ،التعريف بالظواهر اإلجرامية املستحدثة ،حجمها ،أبعادها ،ونشاطها
في الدول العربية ،أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ،ندوة علمية عقدت في تونس-28 ،
.1999/ 06/ 30
5ـ رستم هشام ،الجرائم املعلوماتية ،أصول التحقيق الجنائي الفني ،مجلة األمن والقانون،
مجلة دورية محكمة تصدرها أكاديمية شرطة دبي ،دبي العدد.1999 ، 2
32
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
6ـ محمد محي الدين عوض ،الجريمة املنظمة" ،مقال باملجلة العربية للدراسات األمنية
والتدريب ،املركز العربي للدراسات األمنية و التدريب ،املجلد ،10العدد ،19الرياض .1995
7ـ شيخه حسين الزهراني ،التعاون الدولي في مواجهة الهجوم السيبراني ،مجلة جامعة
الشارقة للعلوم القانونية ،جامعة الشارقة ،اإلمارات العربية املتحدة ،املجلد ، 17العدد. 1
ج /النصوص التشريعية:
1ـ قانون رقم 04-09مؤرخ في 14شعبان عام 1430املوافق لـ 05غشت ،2009يتضمن
القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال ومكافحتها،
ج .ر عدد 47مؤرخة في 16غشت .2009
2ـ القانون رقم 15/04املؤرخ في 10نوفمبر 2004املعدل و املتمم لقانون العقوبات ،ج.ر
.عدد .71
3ـ القانون رقم 23/06املؤرخ في 20ديسمبر املعدل و املتمم لقانون العقوبات ،ج.ر .عدد
.84
4ـ القانون رقم 02/16املؤرخ في 19ماي 2016املعدل و املتمم لقانون العقوبات ،ج.ر
.عدد .37
د /األطروحات والرسائل الجامعية:
1ـ بدري فيصل ،مكافحة الجريمة املعلوماتية في القانون الدولي و الداخلي أطروحة لنيل
شهادة الدكتوراه علوم تخصص ،قانون عام ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،يوسف بن
خدة ،السنة الجامعية .2018 -2017
2ـ لخضـر دهيمي ،النظام القانـوني لعـمل الشـرطة في الجزائر ،أطروحة مقدمة لنيل
الدكتوراه في الحقوق ،التخصص ،القانون الجنائي الدولي ،جامعة البليدة ،02السنة
الجامعية .2015 /2014
3ـ سعيداني نعيم ،آليات البحث و التحري عن الجريمة املعلوماتية في القانون الجزائري،
مذكرة لنيل شهاد املاجستير في العلوم القانونية ،تخصص علوم جنائية ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،السنة الجامعية.2013-2012 :
4ـ محمد احمد سليمان عيس ى ،التعاون الدولي ملواجهة الجرائم اإللكترونية ،املجلة
األكاديمية للبحث القانوني ،املجلد ،14العدد ،2016/02جامعة املجمعة ،اململكة العربية
السعودية.
33
الطاهر ياكر
1مجمع البحوث والدراسات ،أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة ،الجريمة اللكرتونية في املجتمع
الخليجي وكيفية مواجهتها ،مجلس التعاون لدول الخليج العربي ،عام ،2016ص 19
2ذياب البداينة ،الجرائم املستحدثة و البحث العلمي في املجتمع العربي" ،بحث مقدم الى اكاديمية نايف
العربية للعلوم األمنية في اطار :الندوة العلمية حول :دور البحث العلمي في معالجة مشكالت الجريمة و
االنحراف في الدول العربية ،الرياض 25-23نوفمبر ،1998ص .36
3محمد علي العريان ،الجرائم املعلوماتية ،دار الجامعة الجديدة للنشر .القاهرة ،2004ص .54
34
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
4أحمد بن عبد الرحمن البعادي ،دعاوى الجرائم االلكترونية وأدلة إثباتها في التشريعات العربية بين الواقع
واملأمول ،املؤتمر الثالت لرؤساء املحاكم العليا بالدول العربية 25/22 ،سبتمبر ،2012إدارة الدراسات
والبحوث ،الخرطوم ،ص .04
5
Abdullah M. Alnajim. (2009) .Fighting Internet Fraud: Anti-phishing Effectiveness
for Phishing Websites Detection, Durham Thesis. Durham University. pp:10,11
6عفيفي كامل عفيفي ،جرائم الكمبيوتر وحقوق املؤلف واملصنفات الفنية دور الشرطة والقانون ،دراسة
مقارنة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،2003 ،ط ،1ص .32
7
Sieber, Ulrich (1998). Legal Aspects Of Computer-related Crime in the Information
Society. [Online]. Available: ttp://europa.eu.int/ISPO/legal/en/comcrime/sieber.doc
[04-11-2002] .
8إيمان فاضل السمرائي ،هيثم محمد الزغبي ،نظم املعلومات اإلدارية ،الطبعة األولى ،دار صفاء للنشر
والتوزيع .عمان .2005ص .259
9محمود احمد محمد القرعان،الجرائم اإللكترونية ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر
والتوزيع،األردن ،2017،ص.47
10محمد محي الدين عوض ،الجريمة املنظمة" ،مقال باملجلة العربية للدراسات األمنية و التدريب ،املركز
العربي للدراسات األمنية و التدريب ،املجلد ،10العدد ،19الرياض .1995ص .56
11قانون رقم 04-09مؤرخ في 14شعبان عام 1430املوافق لـ 05غشت ،2009يتضمن القواعد الخاصة
للوقاية من الجرائم املتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال ومكافحتها ،ج .ر عدد 47مؤرخة في 16غشت
.2009
12هشام فريد رستم ،قانون العقوبات و مخاطر تقنية املعلومات (،د،ط)،مكتبة اآلالت الكتابية ،مصر
،1995ص .31
13محمود احمد عبابنة :جرائم الحاسوب و أبعادها الدولية،ط،1دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عمان
،2009،ص .47
14عارف الجبور ،األمن العام والجرائم االلكترونية واألمن الوطني األردني ،إدارة البحث الجنائيـ وحدة
مكافحة الجرائم االلكترونية بتاريخ ،2020/08/22على املوقع،
https://www.talabanews.net/en/node/173147
15محمد بن عبد هللا بن علي املنشاوي ،جرائم األنترنيت في املجتمع السعودي ،ماجستير في العلوم
الشرطية ،أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض ،2003 ،ص .55
16مصطفى سمارة ،الجريمة االلكترونية ،مجلة املعلوماتية ،العدد -29شهر تموز ،2008ص .74
" .17دون باركر" واضع أول قانون لجرائم الحاسوب لوالية فلوريدا األمريكية عام .1987
.18عبد الفتاح بيومي حجازي ،مكافحة جرائم الكومبيوتر واالنترنيت في القانون العربي النموذجي،دار
الكتب القديمة،مصر ،2007 ،ص .83
35
الطاهر ياكر
.19طارق إبراهيم الدسوقي عطية ،األمن أملعلوماتي النظام القانوني للحماية املعلوماتية ،دار الجامعة
الجديدة ،اإلسكندرية ، 2009 ،ص.322،322
20
.Vladimir Golubev, Criminal in Computer Related Crimes, Computer Crime
Research center, http://www.polcyb.org,12/10/2009
.21إسراء جبريل رشاد مرعي ،الجرائم اإللكترونية“ األهداف ،األسباب ،طرق الجريمة ومعالجتها“ ،املركز
الديمقراطي 09أوت 2016املوقع التاليhttps-//democraticac.de/?p=35426:
.22أيمن عبد الحفيظ ،االتجاهات الفنية واألمنية ملواجهة الجرائم املعلوماتية ،دن ،2005 ،ص .36
.23نهال عبد القادر املومني ،الجرائم املعلوماتية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية ،األردن،
،2010ص.58
.24عبد الكريم درويش ،الجريمة املنظمة عبر الحدود والقارات ،دراسة امنية بمجلة االمن و القانون ،كلية
شرطة دبي ،السنة الثالثة،ع ،2دبي ،1995ص .97
.25نبيلة هروال ،الجوانب االجرامية لجرائم االنترنت في مرحلة جمع االستدالالت ،دار الفكر الجامعي،
اإلسكندرية ،2006 ،ص.35
.26صغير يوسف ،الجريمة املرتكبة عبر اإلنترنت ،رسالة املاجستير ،جامعة مولود معمري ،جامعة تيزي
وزو ،2013ص .15/14
.27الكعبي محمد عبيد ،الجرائم الناشئة عن االستخدام غير املشروع لشبكة االنترنت ،دار النهضة
العربية ،القاهرة .2005ص .41
.28خليفة محمد ،الحماية الجنائية ملعطيات الحاسب االلي في القانون الجزائري املقارن ،دار الجامعة
الجديدة ،اإلسكندرية . 2007ص .56
29
.Cohen Frederick: Protection and security on the information super high way,
Wiley &sons ,Inc,1995,p36.
.30موس ى مسعود أرحومة ،اإلشكاليات اإلجرائية التي تثيرها الجريمة املعلوماتية عبر الوطنية ،ورقة مقدمة
إلى املؤتمر املغاربي األول حول املعلوماتية والقانون الذي تنظمه أكاديمية الدراسات العليا ،طرابلس،
،2009/10/28،29ص .03
.31عبد امللك عماد مجدي ،جرائم الكمبيوتر واالنترنت ،دار املطبوعات الجامعية ،االسكندرية .2011
ص.85
.32عباس أبو شامة ،التعريف بالظواهر اإلجرامية املستحدثة ،حجمها ،أبعادها ،ونشاطها في الدول
العربية ،أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ،ندوة علمية عقدت في تونس ،1999/ 06/ 30-28 ،ص .110
.33ذياب البداينة ،الجريمة املنظمة وأساليب مواجهتها في الوطن العربي ،الندوة العلمية السابعة
واألربعون ،مصر ،1998/05/20-18 ،ص .6
36
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
.34سليم طارق عبد الوهاب ،الجرائم املرتكبة بواسطة االنترنت وسبل مكافحتها ،بحث مقدم إلى االجتماع
الخامس للجنة املتخصصة بالجرائم املستجدة ،مجلس وزراء الداخلية العرب ،تونس 9-7 ،يوليو ،1997
ص.10
.35رستم هشام ،الجرائم املعلوماتية ،أصول التحقيق الجنائي الفني ،مجلة األمن و القانون ،مجلة دورية
محكمة تصدرها أكاديمية شرطة دبي ،العدد ،1999 ، 02ص . 40
.36محمد األمين ومحسن عبد الحميد أحمد معايير األمم املتحدة في مجال العدالة الجنائية ومنع الجريمة
أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية الرياض ،الطبعة األولى ،1998ص .19
.37لخضـر دهيمي ،النظام القانـوني لعـمل الشـرطة في الجزائر ،أطروحة مقدمة لنيل الدكتوراه في الحقوق،
التخصص ،القانون الجنائي الدولي ،جامعة البليدة ،02السنة الجامعية ،2015 /2014ص .244
.38سعيداني نعيم ،آليات البحث والتحري عن الجريمة املعلوماتية في القانون الجزائري ،مذكرة لنيل شهاد
املاجستير في العلوم القانونية ،تخصص علوم جنائية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة الحاج
لخضر ،باتنة ،السنة الجامعية ،2013-2012 :ص .88
.39تدابير مكافحة الجرائم املتصلة بالحواسيب – مؤتمر األمم املتحدة الحادي عشر ملنع الجريمة والعدالة
الجنائية -املنعقد في بانكوك في الفترة 2005/4/25-18م – وثيقة رقمA/CONF.203/14.
40
.Malcom Anderson : " Policing the world : Interpol the Politics of International
Police Co- Operation '' , Clarendon press.Oxford,1989,p 168
.41محمد األمين ومحسن عبد الحميد أحمد ،معايير األمم املتحدة في مجال العدالة الجنائية ومنع
الجريمة ،الطبعة األولى ،أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية الرياض ،1998 ،ص .19
.42عادل عبد العال ابراهيم خراش ي ،اشكاليات التعاون الدولي في مكافحة الجرائم املعلوماتية وسبل
التغلب عليها ،دار الجامعة الجديدة ،جامعة األزهر ،مصر ،ص .194
.43محمد احمد سليمان عيس ى ،التعاون الدولي ملواجهة الجرائم اإللكترونية ،املجلة األكاديمية للبحث
القانوني ،املجلد ،14العدد ،2016/02جامعة املجمعة ،اململكة العربية السعودية ،ص .54
.44سليمان أحمد فضل ،املواجهة التشريعية واألمنية للجرائم الناشئة عن استخدام شبكة املعلومات
الدولية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ، 2007ص .414
.45عبد املنعم سليمان ،الجوانب اإلشكالية في النظام القانوني لتسليم املجرمين دراسة مقارنة ،دار
الجامعة الجديدة اإلسكندرية ،2007ص .95
.46القانون رقم 04-09املتعلق بجرائم تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ومكافحتها.
.47علي حسن الطوالبة ،أبحاث في جرائم تقنية املعلومات (التعاون القضائي الدولي ملكافحة الجريمة
املعلوماتية) ،دار الكتب والدراسات العربية ،دون سنة ،ص .5
.48عادل عبد العال ابراهيم خراش ي ،املرجع السابق ،ص.205
.49علي حسن الطوالبة ،املرجع السابق ،ص.06
37
الطاهر ياكر
38
مكافحة الجرائم االلكترونية بين التشريعات الوطنية واالتفاقيات الدولية
.67أسامة محمد محي الدين عوض ،جرائم الكمبيوتر والجرائم األخرى في مجال تكنولوجيا املعلومات،
أعمال املؤتمر السادس للجمعية املصرية للقانون الجنائي ،ص .369
.68فتحي محمد أنور عزت ،األدلة االلكترونية في املسائل الجنائية واملعامالت املدنية والتجارية ،الطبعة
األولى ،دار الفكر والقانون ،مصر ،2010ص .648
.69ابراهيم خالد ممدوح ،فن التحقيق الجنائي في الجرائم االلكترونية ،دار الفكر الجامعي ،الطبعة األولى،
2009ص .181
.70عمر محمد أبوبكر بن يونس ،الجرائم الناشئة عن استخدام االنترنت ،الطبعة األولى ،دار النهضة
العربية ،القاهرة ،2004 ،ص .982
.71عمر محمد بن يونس ،مذكرات في اإلثبات الجنائي عبر االنترنت ندوة الدليل الرقمي ،بمقر جامعة الدول
العربية في الفترة من 2005/03/8 – 5ص .17
.72عائشة بن قارة مصطفى ،حجية الدليل االلكتروني في مجال اإلثبات الجنائي ،دار الجامعة الجديدة،
االسكندرية ،ص .61
39