‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫تعتبر عملية اتخاذ القرارات اإلدارية األساس الحقيقي الذي تقوم عليه العملية‬
‫اإلدارية‪ ،‬وهي تمثّل قلب اإلدارة‪ .‬تستهدف عملية اتخاذ القرارات اإلدارية اختيار البديل‬
‫المناسب من بين البدائل المتاحة‪ ،‬بحيث يتم تحقيق األهداف التي تسعى إليها المؤسسة‪ ،‬وتمتد‬
‫عملية اتخاذ القرارات اإلدارية لتشمل جميع المستويات اإلدارية‪ :‬العليا والمتوسطة‬
‫واإلشرافية‪ ،‬وتختلف أهمية هذه القرارات عن بعضها وفقًا ألهميتها وعمق تأثيرها على‬
‫المدى الطويل‪.‬‬
‫إن عملية اتخاذ القرارات اإلدارية داخل المؤسسات هي عملية جماعية‪ ،‬ويسبق هذه العملية‬
‫عدد من العمليات لجمع المعلومات وتحليلها‪ ،‬وتحديد األهداف‪ ،‬ووضع األولويات‪ ،‬وانتقاء‬
‫أفضل األساليب والحلول‪ .‬تهدف ممارسات العالقات العامة في هذا الصدد إلى ترشيد عملية‬
‫اتخاذ القرارات اإلدارية نحو االتجاه الذي يخدم مصالح المؤسسة الكليّة ويدعم صورتها عند‬
‫جمهورها‪ ،‬مع عدم التد ّخل بحال في عملية اتخاذ القرار ذاتها؛ ألن ذلك من شأن اإلدارة العليا‬
‫صة باتخاذ القرار‪.‬‬‫أو اإلدارة المخت ّ‬
‫بالنظر إلى أهمية عملية اتخاذ القرارات اإلدارية في المؤسسات االقتصادية‪،‬‬
‫وتأثيرها المباشر على نجاح العمليات التشغيلية وتحقيق األهداف المؤسسية‪ ،‬يطرح السؤال‬
‫حول دور استراتيجيات العالقات العامة في ترشيد هذه العملية وتحسين جودة القرارات‬
‫دورا ً‬
‫فعاال في توجيه وتنظيم عملية‬ ‫المتخذة‪ .‬هل يمكن لممارسات العالقات العامة أن تلعب ً‬
‫اتخاذ القرارات اإلدارية في المؤسسات االقتصادية؟ وكيف يمكن أن تساهم استراتيجيات‬
‫العالقات العامة في تحقيق توازن بين مصالح المؤسسة وتوجهات الرأي العام‪ ،‬وبين‬
‫األولويات الداخلية والتحديات الخارجية؟ وهل يمكن لهذه االستراتيجيات أن تكون ذات تأثير‬
‫ملموس على عملية اتخاذ القرارات اإلدارية في المؤسسات االقتصادية؟‬
‫و من األسباب التي دفعتنا إلى اختيار هذا الموضوع على سبيل الذكر ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬االهتمام الشخصي بالموضوع‬
‫‪ -‬موضوع مثير لالهتمام‬
‫‪ -‬أهمية استراتيجيات العالقات العامة في البيئة االقتصادية‬
‫‪ -‬الفرصة للتعلم والتطوير الشخصي‬
‫وتهدف هذه الدراسة إلى فهم دور ممارسات العالقات العامة في توجيه وتنظيم عملية اتخاذ‬
‫القرارات اإلدارية في المؤسسات االقتصادية‪ ،‬وتحليل كيفية مساهمة استراتيجيات العالقات‬
‫العامة في تحقيق توازن بين مصالح المؤسسة وتوجهات الرأي العام والتحديات الخارجية‪.‬‬
‫كما تسعى الدراسة إلى تقييم تأثير هذه االستراتيجيات على عملية اتخاذ القرارات اإلدارية‬
‫ونجاح المؤسسات االقتصادية بشكل ملموس وف ّعال‪.‬‬
 ‫مقدمة‬

‫وتكمن أهمية هذه الدراسة في فهم الدور المحوري الذي تلعبه ممارسات العالقات العامة في‬
‫عملية اتخاذ القرارات اإلدارية داخل المؤسسات االقتصادية‪ .‬فضالً عن ذلك‪ ،‬تساهم الدراسة‬
‫في تحليل كيفية تأثير استراتيجيات العالقات العامة على توجيه وتشكيل هذه القرارات وكذلك‬
‫في فهم العالقة بين مصالح المؤسسة وتوجهات الرأي العام والتحديات الخارجية‪ .‬باإلضافة‬
‫إلى ذلك‪ ،‬تسلط الدراسة الضوء على كيفية قدرة هذه االستراتيجيات على تحقيق التوازن بين‬
‫هذه المصالح المختلفة وتعزيز نجاح المؤسسات االقتصادية من خالل اتخاذ قرارات مستنيرة‬
‫وفعّالة‪.‬‬
‫إطارا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تركيزا وتنظي ًما للدراسة‪ ،‬ويوفر‬ ‫اعتماد منهج محدد في كتابة تقرير التربص يعطي‬
‫للتحليل والتفسير‪ .‬فالمنهج يشير إلى الطريقة التي يتم بها جمع البيانات وتحليلها وتفسير‬
‫النتائج‪ .‬واختيار منهج مناسب يعزز دقة وصحة النتائج ويسهل فهمها‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫يمكن استخدام المنهج الوصفي لوصف وتحليل ممارسات العالقات العامة داخل الشركة‪ ،‬أو‬
‫يمكن استخدام المنهج التحليلي لتحليل العوامل التي تؤثر على عملية اتخاذ القرارات اإلدارية‬
‫ودور العالقات العامة فيها‪ .‬استخدام منهج معين يجعل التقرير أكثر تنظي ًما وأهمية ويساعد‬
‫على تحقيق أهداف الدراسة بشكل أفضل‪.‬‬
‫أما عن أداة البحث التي اعتمدت خالل زيارتي لشركة سونلغاز لكتابة تقرير التربص‪،‬‬
‫استخدمت مجموعة من األدوات لجمع المعلومات بشكل شامل‪ ،‬بما في ذلك مقابالت مع‬
‫الموظفين‪ ،‬ومراجعة الوثائق الداخلية‪ ،‬والمشاركة في االجتماعات‪ ،‬ومالحظة العمليات‬
‫اليومية‪ ،‬واستخدام الوثائق الرسمية والمواد التدريبية‪..‬‬
‫وتم تقسيم أسئلة المقابلة إلى ثالثة محاور رئيسية‪ .‬يركز المحور األول على دور ممارسات‬
‫العالقات العامة في توجيه وتنظيم عملية اتخاذ القرارات اإلدارية في المؤسسات االقتصادية‪،‬‬
‫حيث يتم استهداف األسئلة نحو فهم كيفية تأثير استراتيجيات العالقات العامة على عملية‬
‫اتخاذ القرارات وتوجيهها نحو تحقيق األهداف المؤسسية‪ .‬المحور الثاني يتناول المساهمة في‬
‫تحقيق توازن بين مصالح المؤسسة وتوجهات الرأي العام والتحديات الخارجية‪ ،‬حيث يتم‬
‫التركيز على كيفية استخدام ممارسات العالقات العامة لتحقيق هذا التوازن بشكل فعال‪ .‬أما‬
‫المحور الثالث‪ ،‬فيركز على تأثير استراتيجيات العالقات العامة على عملية اتخاذ القرارات‬
‫اإلدارية في المؤسسات االقتصادية‪ ،‬حيث يتم استكشاف كيفية تأثير هذه االستراتيجيات على‬
‫صنع القرارات وتوجيهها نحو تحقيق األهداف المنشودة‪.‬‬
‫ث ّم‪ ،‬يجدر بالذكر أن تم تنفيذ التربص الميداني لدينا في الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز ‪-‬‬
‫إنتاج الكهرباء‪ ،‬الموجودة في طريق السوقر بوالية تيارت‪ .‬يمكن التواصل مع الشركة عبر‬
‫الهاتف على الرقم‪ ،046258087 :‬أو عبر الفاكس على الرقم‪ .046258101 :‬واستمرت‬
‫فترة التربص من ‪ 25‬فبراير إلى ‪ 7‬مارس ‪.2024‬‬