Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 7

‫ردمد‪1212-77122 :‬‬ ‫المجلد ‪ 3‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪7212‬‬ ‫التعليمية‬

‫دور الوسائل الحديثة في العملية التعليمية‬


‫– الصورة التربوية أنموذجا –‬
‫‪4‬‬

‫د‪ /‬حشالفي لخضر‬


‫أستاذ محاضر أ‬
‫جامعة الجلفة ‪ /‬الجزائر‬

‫ملخص المداخلة ‪:‬‬


‫هتدف دراسيت املوسومة بـ (دور الوسائل احلديثة يف العملية التعليمية – الصورة الرتبوية أمنوذجا) إىل وصف الواقع‬
‫التعليمي وحتديد دور الوسائل البيداغوجية وغري البيداغوجية يف التحصيل العلمي وترصد وجهات النظر اليت تقوم على‬
‫فكرة التطوير العلمي ملناهجنا ولطرق التدريس وللوسائل التعليمية احلديثة‪ ،‬بل وللبيئة الصفية املناسبة ككل‪ ،‬وقد جاء‬
‫ذلك نتيجة لزيادة كم املعارف وزيادة عدد الطالب وزيادة نسبة الوعي اجملتمعي بأمهية التعليم باملدارس استخدام‬
‫اإلنرتنت يف التعليم إىل ظهور مصطلح تكنولوجيا التعليم الذي يعتمد على استخدام التقنية احلديثة لتقدمي احملتوى‬
‫وفعالة يف آن واحد‪ ،‬ومن أحدى هذه الوسائل التعليمية اجلديدة يف جمال تكنولوجيا‬ ‫التعليمي للمتعلم بطريقة مناسبة ً‬
‫التعليم " الصورة الرتبوية" يقول أرسطو (إن التفكري مستحيل من دون صور)‬
‫‪Viser mon étiqueté (le rôle du processus éducatif moderne‬‬
‫‪– l'image du modèle éducatif) de décrire la réalité et de définir le rôle de l'enseignant et non‬‬
‫‪enseignant des méthodes dans l'éducation et les opinions qui reposent sur l'idée du développement‬‬
‫‪scientifique de notre programme d'études et d'enseignement méthodes et méthodes d'enseignement‬‬
‫‪modernes et de l'environnement de la classe appropriée dans son ensemble, elle résulte une‬‬
‫‪connaissance accrue et augmentent le nombre d'étudiants et de sensibiliser la communauté à‬‬
‫‪l'importance de l'enseignement scolaire à l'aide de l'Internet dans l'enseignement, l'émergence de la‬‬
‫‪technologie éducative de terme qui repose sur l'utilisation de la technologie moderne pour fournir‬‬
‫‪du contenu Apprentissage de l'apprenant de façon opportune et efficiente et de l'une de ces‬‬
‫‪nouvelles techniques d'enseignement « image éducative » dit Aristote (pensez impossible sans‬‬
‫)‪photo‬‬
‫الوسائل التعليمية ‪:‬‬
‫هي أجهزة وأدوات ومواد يستخدمها املعلم لتحسني عملية التعليم والتعلم ‪.‬‬
‫وقد ت ّدرج املربون يف تسمية الوسائل التعليمية فكان هلا أمساء متعددة منها ‪ :‬وسائل اإليضاح ‪ ،‬الوسائل البصرية ‪،‬‬
‫الوسائل السمعية ‪ ،‬الوسائل املعنية ‪ ،‬الوسائل التعليمية ‪ ،‬وأحدث تسمية هلا تكنولوجيا التعليم اليت تعين علم تطبيق املعرفة‬
‫يف األغراض العلمية بطريقة منظمة‪ .‬وهي مبعناها الشامل تضم مجيع الطرق واألدوات واألجهزة والتنظيمات املستخدمة يف‬
‫نظام تعليمي بغرض حتقيق أهداف تعليمية حمددة‪1.‬‬
‫ميكن للوسائل التعليمية أن تلعب دوراً هاماً يف النظام التعليمي ‪ .‬ورغم أن هذا الدور أكثر وضوحاً يف اجملتمعات اليت‬
‫نشأ فيها هذا العلم ‪ ،‬كما يدل على ذلك النمو املفاهيمي للمجال من جهة ‪ ،‬واملسامهات العديدة لتقنية التعليم يف‬
‫برامج التعليم والتدريب كما تشري إىل ذك أديبات اجملال ‪ ،‬إال أن هذا الدور يف جمتمعاتنا العربية عموماً ال يتعدى‬

‫لخضر حشالفي‬ ‫‪Page 55‬‬


‫ردمد‪1212-77122 :‬‬ ‫المجلد ‪ 3‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪7212‬‬ ‫التعليمية‬
‫االستخدام التقليدي لبعض الوسائل ‪ -‬إن وجدت ‪ -‬دون التأثري املباشر يف عملية التعلم وافتقاد هذا االستخدام‬
‫لألسلوب النظامي الذي يؤكد علية املفهوم املعاصر لتقنية التعليم‪.2‬‬
‫وميكن أن نلخص الدور الذي تلعبه الوسائل التعليمية يف حتسني عملية التعليم والتعلم مبا يلي ‪ :‬إثراء التعليم –‬
‫اقتصادية التعليم – استثارة اهتمام التلميذ – زيادة خربة التلميذ ‪3 ...‬‬
‫الصورة التربوية‪:‬‬
‫العامل صورة‪ ،‬احلياة بكل ما فيها صورة‪ ،‬كافة العلوم صور مركبة‪ ،‬يتضح هذا جلياً وحنن نتلقي ونبين مدركاتنا على‬
‫إعداد ال حتصى من الصور البصرية والذهنية مكونة بذلك وعاء شامالً لثقافة اإلنسان وحضارته‪ ،‬ويف العقدين األخريين‬
‫أصبحت الصورة البصرية املدركة مبثابة املكون األهم والباعث للفعل ورد الفعل عند اإلنسان لقد عززت التقنيات احلديثة‬
‫وسائل االتصال وأدواته املعاصرة ما أصبح يسمى بثقافة الصورة يف شىت اجملاالت‪4.‬‬
‫ويف التاريخ املعاصر تشكل الصورة الفنية حالة فكرية ثقافية تالمس الواقع الرتبوي االجتماعي واإلنساين يف‬
‫تقنيات جعلت من اجملتمع اإلنساين جمتمعاً أكثر تقارباً رغم اختالف قضاياه وتناقض أهدافه ورغم هذا التقارب الزمين‬
‫واملرئي إال أن ثقافة الصورة قد ختطت االختالفات اللغوية وحواجز اجلغرافيا ووثقت أحداث التاريخ عربت عن قدرات‬
‫اإلنسان وجربوته وآماله وتطلعاته‪ .‬لقد استطاع اإلنسان من خالل التقنيات املعاصرة أن جيعل من الصورة الفنية وسيلة‬
‫تثقيف وتعليم وإعالم وتسويق وأداة خماطبة‪ .‬ورغم اتساع ادوار الصورة وأثارها إال أن تلك األدوار مازالت مادة خصبه‬
‫للبحث والتحليل واالكتشاف مبنظور ال هنائي كمدرك بصري يستثري املدرك الداخلي املفسر لوجودها( الصورة ) لتخرج‬
‫قيم تراكمية تشكل وعى اإلنسان أفراداً ومجاعات وتؤثر يف قراراهتم‪5.‬‬
‫والصورة كمادة حقيقية ختتزن يف داخلها احملسوسات الواقعية وااييالية‪ ،‬املدرك وغري املدرك منها‪ ،‬قد تشكلت من‬
‫خربات اإلنسان على مر العصور يف صيغ ثابتة ومتحولة ويف تشكيالت تلقائية وقصديه تؤثر يف األفكار وتعطى للثقافات‬
‫مساهتا ومتدها بطاقاهتا الكامنة ‪.‬‬
‫إن ثقافة ألصوره الفنية هي جزء هام من الثقافة العامة املكونة لثقافة اجملتمع الذي يؤثر بسماته وخصائصه يف‬
‫نوع وطبيعة الثقافة البصرية وميدها مبقومات منوها وتطورها ‪.‬‬
‫ورغم طغيان ثقافة العوملة فإن لكل جمتمع خصوصيته وفردانيته اليت من خالهلا حيافظ على عاداته وتقاليده‬
‫واجتاهاته الدينية والدنيوية من علوم وتربية وثقافة اخل ‪6.)...‬‬
‫ويأيت هذا البحث إحساساً بأمهية الصورة وارتباطاهتا الثقافية والفنية بتفاعالهتا اإلنسانية املؤثرة وإيضاحاً المتداد تأثرياهتا‬
‫االجتماعية والرتبوية‪.‬‬
‫الصورة وسيلة تعليمية تعلمية‪:‬‬
‫تعد الصور الفوتوغرافية والرسوم التعليمية نوع من وسائل وتكنولوجيا التعليم البصرية املسطحة ذات بعدين (طول‬
‫وعرض) وميكن استخدامها بواسطة آالت معينة أو بدوهنا وهي ُمكون أساسي وضروري يف مجيع الكتب املدرسية وغريها‬
‫من املطبوعات والكتب األخرى ‪ ..‬وإن كانت اايربات اليت تُكتسب من خالهلما أقل واقعية ومتثيالً يف تعبريها عن الواقع‬

‫لخضر حشالفي‬ ‫‪Page 56‬‬


‫ردمد‪1212-77122 :‬‬ ‫المجلد ‪ 3‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪7212‬‬ ‫التعليمية‬
‫احملسوس ألهنما خيلوان من الصوت واحلركة ‪ ،‬إال أن لكل منهما دوراً مهماً ومزايا وفوائد عديدة تساعد على حتقيق‬
‫أهداف تربوية وتعليمية منشودة ‪.‬‬
‫ويتناول قاموس وبسرت الصورة مبعىن أهنا إنابة أو متثيل ‪ represention‬للواقع مثل متثيل لشخص أو منظر‬
‫طبيعي أو مبىن مرسوم على مسطح بالقلم الرصاص أو األلوان‪ ،‬أو احلفر‪ ،‬أو التصوير الفوتوغرايف فالصورة يف حد ذاهتا‬
‫ليست الشيء ذاته‪ ،‬بل هي متثيل هلذا الشيء والصورة اليت يقدمها املعلم كوسيلة تعليمية هي متثيل جزئي للواقع وليست‬
‫الواقع ذاته فعرضها دون مناقشة أو تزويد املتعلمني مبواقف تربوية وتعليمية ‪ -‬لتطبيق مما تشتمل عليه من مفاهيم معرفية‬
‫وقيمية وعلمية‪ -‬متنوعة يعد مضيعة للوقت فال بد من حتويل النمط اإلدراكي العام للصورة إىل أمناط إدراكية حتليلية‬
‫تساعد املتعلم على حتقيق فهم أوضح وأمشل حملتوى الصورة؛ لالهتمام بتعويد املتعلمني على قراءة الصورة والتفاعل مع‬
‫حمتوياهتا ومكوناهتا‪.‬‬
‫‪-7‬خصائص الصورة التعليمية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون الصورة واضحة املعامل ‪ ،‬جيدة اإلخراج ‪ ،‬حتوي عناصر املوضوع بشكل كامل بعيدة عن التعقيد ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون الصورة حمدودة املعلومات بعيدة عن االكتظاظ ‪.‬‬
‫‪ -3‬مرتبطة باملوقف التعليمي وبيئة املتعلم وجمتمعه مع ضرورة مراعاة طبيعة احملتوى التعليمي زمانياً ومكانياً ‪.‬‬
‫‪ -4‬حتوي العناصر اجلمالية دون مساس باحملتوى املعريف التعليمي والقيمي هلا ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن تكون مساحتها مناسبة يف أثناء العرض سواء أكانت مادة مطبوعة أم على لوحة معلومات أم على جهاز‬
‫عرض يُستخدم مبا يتناسب واملوقف التعليمي أو الفئة املستهدفة من هذا االستخدام وجيب أن تثري لدى‬
‫املتعلمني روح االهتمام واملناقشات واألسئلة املتنوعة وتثرى املوقف الرتبوي التعليمي؛ لذا فإن الصورة التعليمية‬
‫اجليدة هي اليت ترتبط مبحتوى الدرس ومضمونه وأهدافه‪ ،‬وتزيد من خربات املتعلم وأفكاره ولغته البصرية‬
‫اللغ ُُوية والعقلية والعمرية وتكون واضحة يف حمتوياهتا ومكوناهتا‬
‫وتساعده على التعبري احلر مبا يتناسب وقدراته َ‬
‫وألواهنا ‪،‬وتتمتع وحبداثة حمتواها خاصة يف املقررات العلمية واجلغرافية وحنومها وكل ذلك يسهم يف زيادة فاعلية‬
‫عملييت التعليم والتعلم انطالقاً مما تتميز به الصورة التعليمية من سهولة يف االستخدام سواء أكان بآلة أم بدوهنا‬
‫‪ ،‬وقلة يف النفقات عند االستخدام واإلعداد وسهولة احلصول عليها شراءً أو حتضرياً وكذلك توافرها الدائم نسبياً‬
‫بأشكال وأنواع عديدة ‪.‬‬
‫ثقافة الصورة وصورة الثقافة‪:‬‬
‫من خالل ما تقدم يالحظ أن هناك ضرورة و حاجة ماسة للتثقيف و التعليم على املستويني االجتماعي‬
‫والرتبوي‪ ،‬كما أن ثقافة الصورة تنبع من الذات اإلنسانية املتأثرة و املنفعلة مبا حييط هبا اجتماعيا و تربوياً‪ .‬و الصورة يف‬
‫ذاهتا من أهم أدوات التثقيف بل هي أداة الثقافة املعاصرة‪ .‬و من الناحية اإلدراكية يالحظ بأن الصورة الفنية كمدرك تأيت‬
‫على صفتني‪ ،‬صورة بصرية مدركة و صورة ذهنية باطنه تسهم يف تكوين االنطباعات و طرح التساؤالت و فتح آفاق‬
‫واسعة أمام ملكات اإلبداع‪ ،‬و تأثرياهتا املباشرة على عقول و قلوب املتلقني على اختالف اجتاهاهتم و مستوياهتم‬

‫لخضر حشالفي‬ ‫‪Page 57‬‬


‫ردمد‪1212-77122 :‬‬ ‫المجلد ‪ 3‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪7212‬‬ ‫التعليمية‬
‫التعليمية و الثقافية ‪.‬و يالحظ أيضا أن الصورة الفنية املقروءة ( نقداً و تذوقاً ) تتسع دائرة تأثريها ارتباطا مبا ميكن أن‬
‫يطبعه عليها الناقد‪ ،‬املتذوق من حتليالت و إيضاحات و ربطها يف سياقاهتا اإلدراكية و هبذا تتحقق الثقافة املعرفية املبنية‬
‫على املناهج العلمية املتناسبة مع الثقافة الفنية املعاصرة ضمن عاملية املفاهيم ويف ذات الوقت احملافظة على الشخصية‬
‫الفنية للمجتمع ‪.‬‬
‫يشهد عامل اليوم تفجراً معرفياً هائالً يقوم معظمه على توصيل املعلومات بوسائل االتصال البصري كلغة مرئية ‪،‬‬
‫واليت متثل شكالً من أشكال اللغة املنظمة وليس جمرد نوع من التعبري اجلمايل ‪.‬‬
‫لذا نستطيع القول أن عصرنا هو عصر الصورة يف أكثر من معىن ‪ ،‬عصر ميجد الصورة مقابل احملتوى ‪ ،‬والشكل‬
‫بدل املضمون ‪ ،‬واملظهر عوض املخرب ‪ ،‬واملبين حمل املعىن ‪ ،‬والظاهر مكان الباطن ‪ ،‬والسطح بدل العمق ‪ ،‬إىل حد أننا‬
‫نستطيع أن نقول أن عصرنا حبق هو عصر البنية ‪8‬‬
‫فهذا العصر تتخلله الصورة يف كل مكان ‪ ،‬بل وهتيمن عليه ‪ ،‬الصور متأل الصحف واجملالت والكتب واملالبس‬
‫ولوحات اإلعالنات وشاشات التلفزيون والكمبيوتر واالنرتنت واجلواالت ‪ ...‬اخل ‪ .‬حنن يف حالة طغيان للصورة على ثقافة‬
‫اإلنسان ‪ ،‬هناك حضور جارف للصور يف حياة اإلنسان ‪ ،‬فهي حاضره يف شىت جماالت حياته ‪ ،‬تلعب دوراً أساسياً يف‬
‫تشكيل وعيه ‪ ،‬فريتبط تفكريه هبا مبا يسمى التفكري البصري ‪ ،‬حماوالً فهم العامل من خالل لغة الشكل والصورة ‪،‬‬
‫والتفكري بالصورة يرتبط بااييال‪ ،‬وااييال يرتبط باإلبداع واإلبداع يرتبط بالقدرة على إنتاج دالالت ‪ ،‬والدالالت تعين‬
‫اايروج من الواقع الضيق احملدود إىل اآلفاق الرحبة األكثر حرية واألكثر إنسانية ‪.‬‬
‫إن التفكري بالصور يتجاوز حدود الواقع اللحظي املباشر إىل استدعاء املاضي ومعايشته كما لو كان حيدث مرة‬
‫أخرى ‪ ،‬كما ميكن من التفكري يف املستقبل ويتصوره ‪ ،‬هكذا يتحرك املرء من خالل الصور عرب إطار زماين ممتد ومنفتح ‪،‬‬
‫إن الصور ترتبط بالذاكرة وااييال واإلبداع واالستمتاع ‪9‬‬
‫وعلى الرغم من طغيان الصورة ‪ ،‬إال أن هناك عالقة تكاملية تربط ما بني الصورة والكلمة ‪ ،‬فالصورة جاءت كي‬
‫تثري الكلمة ال لكي حتل حملها ‪ ،‬والكلمات تعود اآلن مصاحبة للصور ‪ ،‬وقد تصل إىل حد التوازن معها ‪.11‬‬
‫ويف إطار اجتياح الصورة وهيمنتها على كل اجملاالت ‪ ،‬فإهنا حتتل جزءاً أساسياً يف جمال الرتبية والتعليم ‪ ،‬فهي‬
‫ذات فوائد كبرية يف عمليات تنشيط اإلنتباه واإلدراك والتذكر والتخيل واإلبداع والرمزية ‪ ،‬إذا ما قدمت بالطريقة املناسبة ‪،‬‬
‫ويشري أدب الصورة إىل أن ‪ %91‬من املدخالت احلسية‬ ‫ذلك أن الصورة بألف كلمة على حد تعبري املثل الصيين‬
‫لألفراد هي مدخالت بصرية وإن فهم طبيعة هذه املدخالت يبدأ بالعملية اإلدراكية اليت تكون دائماً يف حالة نشاط‬
‫وحبث عن املعىن ‪ ،‬حيث تتكون ال صور يف جوهرها من اايربة البصرية اليت جترى معاجلتها يف ضوء التنسيق مع الصور‬
‫املوجودة يف رؤوسنا ‪11.‬‬

‫لخضر حشالفي‬ ‫‪Page 58‬‬


‫ردمد‪1212-77122 :‬‬ ‫المجلد ‪ 3‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪7212‬‬ ‫التعليمية‬
‫مزايا استخدام الصورة التعليمية التعلمية ‪-:‬‬
‫حيقق استخدام الصور يف العملية الرتبوية التعليمية التعلمية فوائد ومزايا عديدة منها ‪-:‬‬
‫‪ .1‬تقدم احلقائق العلمية يف صورة م علومات بصرية ‪ ،‬وتوضح املفاهيم اجملردة بوسائل حمسوسة وجتسد املعاين‬
‫واايربات اللفظية وتسهل على املتعلم إدارهتا وزيادة اإلدراك لديه وتصحيح بعض املفاهيم غري الصحيحة ‪.‬‬
‫‪ .2‬تثري اهتمام املتعلمني وجتذب انتباههم وتثري لديهم التفكري االستنتاجي ‪.‬‬
‫‪ .3‬تقدم للمتعلم فرصة املقا رنة بني احلجوم واألبعاد واألشكال واإلفادة من ثابت احلركة كما أهنا توحي للمتعلم‬
‫حبركة املوضوع الذي تعاجله على الرغم من ثباهتا ‪.‬‬
‫‪ .4‬توافر حوافز للدراسات والقراءات والبحوث اإلضافية ملا جتهزه من براهني ودالئل مرئية حمسوسة ‪.‬‬
‫‪ .5‬تساعد على تقريب املسافات الزمانية واملكانية وتوفر من وقت املعلم وجهده ‪.‬‬
‫‪ .6‬تساعد املتعلم على حسن عرض أفكاره وتنظيمها وعلى التعبري احلر وتريب عنده الذوق الفين واألديب الالزمني‬
‫ملواقف احلياة املتنوعة كما تسهم يف حتسني القراءة اللفظية أيضاً ‪.‬‬
‫‪ .7‬تؤدي إىل التشويق وشد انتباه املتعلم وتزيد من مشاركة طلبة الفصل املتفوقني وكذلك بطيء التعلم ومشاركة أكرب‬
‫عدد منهم إذا اهتمت مبراعاة الفروق الفردية ‪.‬‬
‫‪ .8‬متعددة األمناط ومتعددة أساليب العرض وهي العامل املشرتك يف معظم العروض التعليمية والربامج اليت تستخدم‬
‫يف عالج بطيء التعلم أو التأخر الدراسي أو القرائي ومعاجلة صعوبات التعلم يف مباحث دراسية متنوعة يف‬
‫تنمية مهارات لغوية معينة وزيادة حتصيل املتعلمني ‪ ،‬كما تستخدم يف اختبارات الذكاء واالختبارات النفسية‬
‫واالسقاطية وغريها ‪ ..‬كما ميكن اإلفادة منها يف تدريس مجيع املقررات (املباحث) الدراسية يف مجيع املستويات‬
‫التعليمية ويف الرتبية النظامية والالنظامية والالمقصودة ‪ ...‬وكل ذلك مرهون بقواعد وأسس االستخدام الفعال‬
‫والفاعل للصورة التعليمية ومعرفة عالقتها بالوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم‬
‫قراءة الصور والرسوم التوضيحية التعليمية‪:‬‬
‫إن اكتساب املتعلم ملهارة قراءة الصور له فوائد عديدة ‪ ،‬فهي تُكتسبه لغة جديدة هي اللغة البصرية اليت تساعده‬
‫على زيادة قدرته على االتصال وفهم جمريات األمور من حوله خاصة يف عصرنا احلايل الذي أصبحت فيه األشكال‬
‫املتطورة مبختلف أنواعها وسائل أساسية لالتصال ‪ ،‬وذلك بفضل استخدام آالت التصوير املتطورة اليت ساعدت على‬
‫نشر البصريات كلغة عاملية ‪ 12.‬كما أهنا تكسب املتعلم البالغة البصرية اليت تتطلب إتاحة الفرص للمتعلم لرؤية الصور‬
‫ومناقشتها والتفاعل معها لكي يصل إىل املعلومات واحلقائق املوجودة يف الصورة بنفسه ‪ 13‬فالصورة تعمل على استثارة‬
‫العمليات والقدرات العقلية ‪ ،‬فالعقل بالفطرة إذا مل جيد صورة أمامه مييل (بنسبة متفاوتة حسب القدرات االبتكارية) إىل‬
‫عمل صور ذهنية عن طريق ما ميكن أن يسمى بعيون العقل‪ Minds eyes‬وهناك عالقة بني عمليات الذاكرة وبني‬
‫استخدام الصور والرسوم التوضيحية وخاصة يف عملييت االستدعاء والتعرف نتائج دراسات عدة أكدت على أمهية تقدمي‬
‫مواد تعليمية تقتصر على الرسوم التوضيحية فقط لتعويد املتعلم على استخدام وقراءة تلك الرسوم ‪ ،‬ذلك أن املتعلم عادة‬

‫لخضر حشالفي‬ ‫‪Page 59‬‬


‫ردمد‪1212-77122 :‬‬ ‫المجلد ‪ 3‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪7212‬‬ ‫التعليمية‬
‫يفضل االعتماد على النص املرفق بالرسم مما يؤدي إىل نوع من األمية البصرية ‪ ،‬وبالتايل عدم االستفادة من الرسوم‬
‫البصرية يف الت عليم ‪ ،‬ودراسات أخرى أكدت على ضرورة تضمني الرموز البصرية (الثقافة البصرية) يف املناهج مبراحلها‬
‫املتنوعة وأن استخدام الصور والرسوم التوضيحية مبصاحبة عبارات أو أسئلة موجهة يعطي نتائج تعلم أفضل ‪14‬وإن‬
‫مهارة قراءة الصور والرسوم جيب أال تقتصر على طالب مرحلة دون أخرى ‪ ،‬بل جيب أن تتوافر لدى الطالب يف مجيع‬
‫املراحل الدراسية ابتداءً من املدرسة ]والروضة[ إىل اجلامعة ويف التعلم عن بعد والرتبية النظامية وغري النظامية والالنظامية ‪،‬‬
‫وإن مهارات قراءة الصور والرسوم التوضيحية أصبحت من األهداف املهمة اليت جيب أن تتوافر لدى املتعلمني ‪ ،‬وأن‬
‫املتعلمني يف املستويات املبكرة من التعليم االبتدائي جيب أن يكونوا قادرين على النظر إىل الصور والرسوم التوضيحية‬
‫وقراءة ما وراءها ابتداءً من الصف الثالث االبتدائي ‪ .‬كما تعد الرسوم والصور وسيطاً مهماً يف جمال التعليم والتثقيف –‬
‫أيضاً‪ -‬يف مرحلة الروضة ‪ ،‬وإن إمهال التنشيط العقلي املرتبط بالصور يؤدي إىل مشكالت لغوية نسبتها ترتاوح بني‬
‫(‪ )%61-%41‬يف سن ما قبل املدرسة وأن مستويات وعمليات قراءة الصور يتطلب االنتباه السليم والقيام بعمليات‬
‫عقلية تتصف بالعمق ‪15 .‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫ميكن للوسائل التعليمية أن تلعب دوراً هاماً يف النظام التعليمي ‪ ،‬ورغم أن هذا الدور أكثر وضوحاً يف اجملتمعات‬
‫اليت نشأ فيها هذا العلم ‪ ،‬كما يدل على ذلك النمو املفاهيمي للمجال من جهة ‪ ،‬واملسامهات العديدة لتقنية التعليم يف‬
‫برامج التعليم والتدريب كما تشري إىل ذك أديبات اجملال ‪ ،‬إال أن هذا الدور يف جمتمعاتنا العربية عموماً ال يتعدى‬
‫االستخدام التقليدي لبعض الوسائل ‪ -‬إن وجدت ‪ -‬دون التأثري املباشر يف عملية التعلم وافتقاد هذا االستخدام‬
‫لألسلوب النظامي الذي يؤكد علية املفهوم املعاصر لتقنية التعليم‪.‬‬
‫بناء على ذلك ميكن أن نلخص اهتمامات الفكر التعليمي احلديث يف دور السبورة التفاعلية كي يؤدي تطبيقها إىل‬
‫مستوى أفضل للعملية التعليمية هي كالتايل‪:‬‬
‫‪.1‬ضرورة استفادة املعلمني من التكنولوجيا وتوظيفها يف العملية التعليمية‪.‬‬
‫‪.2‬أن تقوم وزارة الرتبية والتعليم بدورات تدريبية ملعلمي اللغة العربية تتعلق بكيفية توظيف الربجميات التعليمية يف‬
‫العملية التعليمية‪.‬‬
‫‪.3‬أن حترص املنطقة التعليمية على توفري برجميات تعليمية جاهزة ختص اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪.‬‬
‫‪.4‬عقد دورات تدريبية للمعلمني تساعدهم على تصميم عناصر الوسائط املتعددة وإنتاجها‪ ،‬من صور متحركة‪،‬‬
‫ونصوص مكتوبة‪ ،‬ورسومات‪ ،‬مع توفري األجهزة املساعدة على إدخال لقطات الفيديو‪ ،‬والصور الثابتة‪ ،‬والرسومات‬
‫التعليمية‪ ،‬وغريها من أدوات تسهم يف دروس منوذجية يف كل موقف تعليمي‪.‬‬

‫لخضر حشالفي‬ ‫‪Page 60‬‬


‫ردمد‪1212-77122 :‬‬ ‫المجلد ‪ 3‬العدد ‪ 2‬جويلية ‪7212‬‬ ‫التعليمية‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪1‬الكيالين ‪ ،‬سامي (‪ )1991‬اجتاهات طلبة املهن التعليمية بكليات اجملتمع بالضفة الغربية حنو العلوم كمحتوى علمي ‪ ،‬وموضوع دراسي ‪ ،‬وحنو أشطة تعليم‬
‫وتعلم العلوم ‪ ،‬وحنو أساليب التقومي املستخدمة يف العلوم ‪ .‬رسالة ماجستري ‪ ،‬كلية الرتبية ‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية ‪ ،‬نابلس ‪ .‬ص ‪24‬‬
‫‪ 2‬أيوب ‪ ،‬حسني(‪ .)1988‬العالقة بني بعض املتغريات العقلية والشخصية وبني القدرات اإلبداعية عند الطلبة يف الصف الثالث اإلعدادي ‪ .‬رسالة ماجستري‬
‫‪ ،‬عمان ‪ ،‬اجلامعة األردنية ‪.‬ص‪98‬‬
‫‪ 3‬العمري عطية (‪ . )2115‬حتليل سيميائي مقرتح لنص سباق العقبان والنسور ‪ .‬مركز القطان للبحث والتطوير الرتبوي ‪ .‬العدد (‪ . )17‬رام اهلل –‬
‫فلسطني ‪.‬ص ‪45‬‬
‫‪ 4‬اهلباهبة ‪ ،‬عبد اهلل (‪ . )1991‬بناء إختبار للقدرة اإلبداعية يف الرياضيات للصفوف العليا يف املرحلة األساسية ‪ .‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬كلية الدراسات العليا ‪،‬‬
‫اجلامعة األردنية ‪.‬ص ‪98‬‬
‫‪ 5‬الزيات ‪ ،‬فتحي (‪ . )1995‬األسس املعرفية للتكوين العقلي وجتهيز املعلومات ‪.‬ط‪،1‬سلسلة علم النفس املعريف ‪ ،‬كلية الرتبية ‪ ،‬جامعة املنصورة ‪ .‬ص ‪64‬‬
‫‪ 6‬املليجي ‪ ،‬حلمي (‪ . )1972‬سيكولوجية االبتكار ‪ .‬ط‪ ، 2‬القاهرة ‪ :‬دار املعارف ‪ .‬ص ‪123‬‬
‫‪ 7‬اجلزار ‪ ،‬حممد (‪ . )1998‬العنوان ومسيوطيقا االتصال األدىن ‪ .‬القاهرة ‪ :‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪.‬ص ‪98‬‬
‫‪ 8‬الرغيين ‪ ،‬حممد (‪ . )1987‬حماضرات يف السيميولوجيا ‪ .‬الدار البيضاء ‪ :‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ .‬ص ‪128‬‬
‫‪ 9‬اليوسف ‪ ،‬أكرم (‪ . )1994‬الفضاء املسرحي ‪ :‬دراسة سيميائية ‪ .‬الدار البيضاء ‪ :‬دار مشرق – مغرب للخدمات الثقافية والطباعة والنشر ‪.‬ص ‪76‬‬
‫‪ 11‬اجلرب ‪ ،‬خالد (‪ . )2116‬سلطة النص البصري (الصورة) ونسبية التلقي ‪ :‬حنو نظرية للمعىن احلر ‪ .‬ص ‪.87‬‬
‫‪11‬برنامج التعليم املفتوح ‪ /‬القدس (‪ . )1992‬علم النفس الرتبوي ‪ .‬جامعة القدس املفتوحة ‪ ،‬كتاب رقم ‪ . 5411‬ص ‪165‬‬
‫‪ 12‬حنورة ‪ ،‬مصري (‪ )1995‬األساس النفسي الفعال ‪ :‬منوذج مقرتح لدراسة الظاهرة اإلبداعية ‪ .‬دراسات وحبوث يف علم النفس ‪ ،‬كلية الرتبية ‪ ،‬جامعة املنيا‬
‫‪ .‬ص ‪217‬‬
‫‪13‬محادنة ‪ ،‬عبد الرؤوف (‪ . )1992‬النماذج الذهنية لإلبداع العلمي عند مشريف ومعلمي العلوم ومديري مدارس التعليم العام مبحافظة اربد ‪ .‬رسالة دكتوراه‬
‫‪ ،‬كلية الدراسات العليا ‪ ،‬اجلامعة األردنية ‪ ،‬األردن ‪.‬ص ‪123‬‬
‫‪14‬زيتون ‪ ،‬عايش (‪ .)1987‬تنمية اإلبداع والتفكري اإلبداعي يف تدريس العلوم ‪.‬ط‪ ،1‬عمان ‪ :‬مجعية عمال املطابع التعاونية ‪.‬ص ‪79‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 15‬مشسان ‪ ،‬سعيد (‪ . )2115‬ثقافة النقد وتشكيل فضاء النص البصري (الصورة)‬
‫‪http://www.almotamar.net/news/25123.htm‬‬

‫لخضر حشالفي‬ ‫‪Page 61‬‬

You might also like