Professional Documents
Culture Documents
10
10
الفصل الثالث
ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ :ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ ﻟﻠﺬﻛﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﻲ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ:
ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ
ﺍﻟﻌﺒﺪﺍﻟﻼﺕ ،ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺠﺎﺝ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ:
1-3تمهٌد
ﺍﻟﺸﻮﺭﺓ ،ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺃﺣﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧ)ﻤﺸﺮﻑ( ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ:
االستراتٌجً
2019 ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ:التوجه
2-3 ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﻋﻤﺎﻥاالستراتٌجً
1-2-3مفهوم التوجه ﻣﻮﻗﻊ:
1 - 140 ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:
2-2-3أهمٌة التوجه االستراتٌجً
1014873 ﺭﻗﻢ :MD
االستراتٌجً
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ 3-2-:أبعاد التوجه
3 ﻧﻮﻉ
Arabic ﺍﻟﻠﻐﺔ:
3-3إدارة األزمات
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ:
األزمة
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ 1-3-3مفهوم ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ:
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ خصابص ﻛﻠﻴﺔ
األزمة 2-3-3 ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ:
ﺍﻻﺭﺩﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ:
3-3-3مراحل األزمة
Dissertations ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ:
إدارة األزمات
ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ،ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ،ﺍﻻﺭﺩﻥ ،ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﻲ 4-3-3مفهوم ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ:
http://search.mandumah.com/Record/1014873 ﺭﺍﺑﻂ:
5-3-3مراحل إدارة األزمات
4-3الذكاء المنظمً
1-4-3مفهوم الذكاء
الفصل الثالث
1-3تمهٌد
2-3التوجه االستراتٌجً
3-3إدارة األزمات
1-3-3مفهوم األزمة
2-3-3خصابص األزمة
3-3-3مراحل األزمة
4-3الذكاء المنظمً
1-4-3مفهوم الذكاء
الفصل الثالث
1-3تمهٌد
تإدي منظمات األعمال بشكل عام ،والبنون بشكل خاص ،دورا ً فً غاٌة األهمٌة ،فهً
تسهم فً االرتماء بالمجتمع وتحمٌك الرفاه االجتماعً لفباته المختلفةو لذا ،تسعى المنظمات بشكل
دابم لتحمٌك التمدم والنجاح فً أنشطتها وعملٌاتها ،وتحسٌن مستوى أدابها ،والمحافظة على بمابها
واستمرارها فً ظل البٌبة التً تتواجد فٌها ،ولغرض إنجاز هذه األهداف ،فإنه بات من المفرض
على إدارة المنظمات امتالن توجهات استراتٌجٌة تتالءم مع وضعها ،وتمكنها من تدعٌم مولفها
وتعزٌز مكانتها ،ودفعها نحو التمدم والتطور واإلبداع ،األمر الذي ٌمكنها من التكٌف والتؤللم مع
التغٌرات والتطورات الحاصلة فً بٌبتها الداخلٌة والخارجٌة ،واكتساب المدرة على استغالل
الفرص المتاحة ومجابهة التحدٌات المحٌطة بها (الهاشمً)14 ،6133 ،و كما بات لزاما ً علٌها
التسلح بكافة الممومات التً تإهلها للتصدي لألزمات المحٌطة بها ومحاولة الحد من انعكاساتها
وتؤثٌراتها السلبٌة ،إلى جانب تعزٌز لدرتها على المنافسة ،وبالتالً ضمان بمابها واستمرارهاو
2-3التوجه االستراتٌجً
ٌعد التوجه االستراتٌجً أحد المصطلحات اإلدارٌة المإثرة فً نجاح المنظمات وتمٌزها،
فهو ٌمثل فلسفة تنظٌمٌة تعكس طموح واتجاهات المنظمة للوصول إلى أداء أعلى وكٌفٌة تؤدٌتها
للوظابف ضمن منظومة من المٌم والمعتمدات ()Tutar, 2015, 710و وٌأنظر له على أنه
موردا ً ٌتضمن لٌما ً تسهم فً تحمٌك المزاٌا التنافسٌة ( ،)Kiiru, 2015, 22ومدخالً تموم
المنظمة من خالله بتنفٌذ الخطط لتحمٌك المستوى الجٌد والمستمر من األداء ممارنةً بالمنافسٌن،
ومنهجا ً تطبمه المنظمات الراغبة فً تحسٌن مستوى أدابها واالرتماء به بشكل مستمر (شنٌتر،
)693 ،6132و
ٌهتم التوجه االستراتٌجً بتحدٌد اإلطار العام لمستمبل المنظمات ،والبحث فً األهداف
األساسٌة التً تسعى إلى تحمٌمها ،من خالل إبرازها للوالع الحمٌمً للبٌبة الداخلٌة للمنظمة،
والكشف عن مواطن الموة والضعف فٌها ،من جهة ،وإدران بٌبتها الخارجٌة ،وتحدٌد المخاطر
والفرص والتهدٌدات المحٌطة بها ،من جهة أخرى ،مما ٌتٌح للمنظمة إمكانٌة رسم تصوراتها
41
المستمبلٌة ،واستكشاف الكٌفٌة والهٌبة التً ستكون علٌها أنشطتها وعملٌاتها المستمبلٌة ،واالستعداد
لها من خالل وضع عدة بدابل استراتٌجٌة تسٌر بالمنظمة تجاه تحمٌك أهدافها ،وتهٌبة المناخ
المالبم لتحمٌمها (الزرٌمات)684 ،6136 ،و
ٌعد مصطلح التوجه االستراتٌجً من المصطلحات اإلدارٌة الحدٌثة ،التً شاع نطاق
استخدامها فً مٌدان اإلدارة االستراتٌجٌة ومجاالت رٌادة األعمال ،والتً تموم بها منظمات
األعمال بهدف الوصول إلى األداء الجٌد واالرتماء به بشكل مستمر ( & Runing, Mugi
)Haryono, 2014, 223و
وتعود أولى بداٌات استخدامه إلى نهاٌة سبعٌنات المرن الماضً ،وتحدٌدا ً فً عام
( ،)3928حٌث لام كال من Miles and Snowبتصنٌف المنظمات وفما ً لتصرفاتها
االستراتٌجٌة إلى أربعة أنواع :منظمات منمبة ،منظمات مدافعة ،منظمات محللة ،ومنظمات
مستجٌبة (جالب)41 ،6131 ،و وفً عام ،3982استخدم الباحث Venkatramanهذا
المصطلح فً ورلة بحثٌة نشرها فً مجلة معهد ماساتشوستس للتكنولوجٌا ،وسعى من خاللها إلى
تطوٌر ممٌاس للتوجه االستراتٌجً ٌتضمن عدة بنود موزعة على ستة أبعاد متمثلة فً :هجومً،
محلل ،مدافع ،مستمبلً ،استبالً ،ومحبذ للمخاطرةو وفً عام 3989لام بنشر بحث آخر فً
مجلة علم اإلدارة ،حمل عنوان" :التوجه االستراتٌجً لمنظمات األعمال :التركٌب واألبعاد
والمٌاس" ،تناول فٌه هذا هذا المصطلح ،وأشار له على أنه أداة لمٌاس وتمٌٌم األبعاد األساسٌة التً
تنطوي علٌها االستراتٌجٌة على صعٌد األعمال ()Isoherranen, 2012, 8و
وفً ذات العام ،نشر كال من ( )Prahalad and Hamel, 1989دراسة أثارا فٌها
موضوع التوجه االستراتٌجً ،وعبرا عنه بؤنه النظرة المستمبلٌة للوضع المنشود للمنظمة ،ولد
ارتؤٌا أن الوصول إلى هذا الوضع ٌفرض على المنظمات االستناد إلى ممٌاس محدد تعتمد علٌه
فً التخطٌط لتطورها وتمدمها ،وتستخدمه فً تحدٌد المجاالت المابلة لإلنجاز وفما ً لمدراتها
وإمكاناتها الحالٌة والمستمبلٌةو كما أشارا إلى أن للتوجه االستراتٌجً ثالث صفات أساسٌة ،وهً:
االحساس باالتجاه ،لما ٌتضمنه من تصورات مستمبلٌة تعكس والع السوق على األمد البعٌد مما
ٌتٌح للمنظمة فرصة المحافظة على مكانتها لفترات زمنٌة طوٌلة ،االحساس باالكتشاف ،لما ٌوفره
من مزاٌا تنافسٌة وإمكانٌات ولدرات متمٌزة وفرٌدة فً الرإى المستمبلٌة ،واإلحساس بالمصٌر،
42
لما ٌنطوي علٌه من روابط تواصل وتفاعل بٌن األفراد العاملٌن فً المنظمة ،وجدٌة نظرتهم نحو
االرتماء بمستوى أداء المنظمة وتحمٌك أهدافها (شهاب)443 ،6118 ،و
ومع انطالق هذا المفهوم فً عالم األعمال ،حتى توالت البحوث والدراسات التً سعت
فً البحث عن مفهومه وأهمٌته وأبعاده ،وتناوله من عدة جوانبو ومن التعرٌفات التً وردت
لتحدٌد مفهوم التوجه االستراتٌجً بؤنه عملٌة ٌتم من خاللها إعداد وبناء استراتٌجٌة المنظمة
()Higgins, 2008, 65و وبؤنه لدرة المنظمة على توجٌه جهودها وإمكاناتها ومواردها حول
اتجاهاتها االستراتٌجٌة وإرساء دعابم استراتٌجٌة مالبمة والمحافظة علٌها ( Franczak,
)Weinzimmer & Michel, 2008, 68و وبؤنه تصورات فكرٌة وأنماط سلوكٌة متكونة فً
ذهن الفرد العامل فً المنظمة تعكس خططها طوٌلة األجل ()Dharmasiri, 2010, 32و
وبؤنه مجموعة من االستراتٌجٌات التً تتبناها المنظمة وتهدف من خاللها إلٌجاد سلوكٌات
وتصرفات تسهم فً تحمٌك التمٌز فً األداء ()Kimuli, 2011, 20و وبؤنه مجموعة من
السمات األساسٌ ة التً تتصف بها استراتٌجٌة المنظمة وتوجه سٌاساتها وأنشطتها وعملٌاتها نحو
مسار محدد ()Isoherranen, 2012, 37و
ومن التعرٌفات األخرى للتوجهات االستراتٌجٌة بؤنها مكون تنظٌمً ٌسهم فً التنبإ
بنجاح المنظمة وتمٌزها ()Kim, Im & Slater, 2013, 136و وبؤنها مجموعة من
االستراتٌجٌات العامة والتً تبتكرها المنظمة من خالل فهم فلسفة ولٌم المنظمة ،وإجراء ممارنات
مرجعٌة من أجل تحمٌك أهدافها ،بحٌث تعكس تلن االستراتٌجٌات التوجهات الجوهرٌة حول
وضع رسالة المنظمة ،مما ٌساعدها على بناء الرإى المستمبلٌة للمنظمة ( Ginter et al.,
)2013, 174و وبؤنها مجموعة من السلوكٌات االستراتٌجٌة التً تموم بها المنظمة والتً تهدف
من خاللها إلى تعزٌز استراتٌجٌاتها والجهود المبذولة للوصول إلى األداء المتمٌز فً أنشطتها
وعملٌاتها وامتالن المزاٌا التنافسٌة ()Ejdys, 2014, 347و وبؤنها عملٌة تؤملٌة تسهم فً
تحدٌد األسالٌب والطرق التً ستستند علٌها المنظمة لتنفٌذ أهدافها االستراتٌجٌة ،والتً تسعى من
خاللها إلى تعظٌم المدرات واإلمكانات اإلٌجابٌة للوصول إلى مركز استراتٌجً وتنافسً فرٌد
ومتمٌز ٌضمن لها االرتماء بمستوى أدابها والبماء والنمو واالستمرار فً ظل البٌبة التً تنتمً لها
(حسنٌن)34 ،6133 ،و
43
األول :تعدد وتباٌن وجهات النظر التً طرحت من لبل الباحثٌن والمفكرٌن لتحدٌد الممصود بهذا
المصطلح ،إالّ ان هذا ال ٌلغً حمٌمة اتفالها على تركٌز مضمون هذا المصطلح على تنظٌم العاللة
بٌن المنظمة وبٌبتها الداخلٌة والخارجٌة لتحسٌن مستوى األداء وتمٌزه واالرتماء بهو
الثانًٌ :مثل التوجه االستراتٌجً فلسفة تنظٌمٌة تعمل على توجٌه اإلدارة نحو ما تتضمنه بٌبة
المنظمة من فرص من خالل زٌادة االهتمام بالعوامل والمتغٌرات الهامة فً البٌبة والمتعلمة
بمجاالت العملو
ٌعد التوجه االستراتٌجً المحور األساسً فً تحمٌك المنظمات للمٌزة التنافسٌة ،وضمان
تمدمها وتفولها ونجاحها على المدى الطوٌل ( Hussain, Shahid & Azhar, 2013,
،)17حٌث ٌسهم التوجه االستراتٌجً فً تعزٌز لدرة المنظمة على اإلرتماء بمستوى أدابها
والعمل على تحسٌنه وتطوٌره وبالتالً الوصول إلى أهدافها ،وذلن من خالل دوره فً دعم لدرة
اإلدارة على صٌاغة رإٌة استراتٌجٌة وبناء تفكٌر استرتٌجً طوٌل األمد ،وتحدٌد التوجهات
والوضع والمكانة المستمبلٌة للمنظمة ،ودعم مركزها التنافسً ،وتعزٌز لدرتها على التعامل مع
المشاكل والمعٌمات وامتالن المدرة للتصدي لمختلف األزمات ،وتحمٌك الكفاءة فً استغالل
الفرص المتاحة والحد من االنعكاسات السلبٌة المتولدة عن المخاطر التً لد تتعرض لها ،وضمان
االستخدام األمثل للموارد واإلمكانٌات ،مما ٌمكنها من استغالل مواطن الموة فٌها والتغلب على
مجاالت الضعف فٌها ()Mardanlo, 2015, 1و
كما تتمثل أهمٌة التوجهات االستراتٌجٌة فً بناء تصور والعً الحتٌاجات المنظمة
المتزاٌدة والمتغٌرة باستمرار وتحدٌد أولوٌات توفٌر تلن االحتٌاجات وطبٌعة األنشطة والعملٌات
التً تسهم فً توفٌرها ومدى مالءمتها لمدرات المنظمة وإمكانٌة تطبٌمها على أرض الوالع،
والحصول على المعرفة الكافٌة بشؤن احتٌاجات الفبات المستهدفة للمنظمة ولدرات وإمكانات
المنافسٌن واالستفادة من تلن المعلومات فً تولٌد لٌم عالٌة للعمالء وبشكل مستمر ،وتحفٌز
44
العاملٌن على تمبل التغٌٌر وتشجٌعهم على مواجهة مختلف التحدٌات وحشد الطالات والموارد
الالزمة لمجابهتها (السودانً وشونة)334 ،6132 ،و
ولكً تتم االستفادة من التوجهات االستراتٌجٌة التً تتبناها المنظمات ٌتوجب على إدارتها
الوصول إلدران تام ومطلك بضرورة وأهمٌة التوجه االستراتٌجً ودوره فً االرتماء بالمنظمة
والنهوض بها ،والحد من المعٌمات التً تواجه العاملٌن وتؤهٌلهم بالشكل المالبم لتمبل التوجهات
االستراتٌجٌة واإللدام علٌها ،باإلضافة إلى المٌام بدراسة مستفٌضة للبٌبة الداخلٌة للمنظمة وما
تتصف به من خصابص وسمات وما تنطوي علٌه من عناصر ومكونات ،والبحث فً طبٌعة
ومعطٌات بٌبتها الخارجٌة وما تكتنفه من عمبات وتحدٌات ،األمر الذي ٌسهم فً إعداد خطة
استراتٌجٌة داعمة للتحدٌث والتطوٌر وتمبل التغٌٌر (النوري)4 ،6118 ،و
حظً التوجه التحلٌلً بؤعلى المراتب أهمٌة لدى إدارة المنظمات ،وسعت بشكل كبٌر إلى
اتباعه وتطبٌمه داخل أرولة بٌبتها التنظٌمٌة من أجل الوصول ألهدافها وتحمٌك اإلنجاز فً األداء،
فمد أكدت نتابج العدٌد من البحوث العلمٌة والممارسات العملٌة بؤن تطبٌك أسلوب التوجه التحلٌلً
ٌسهم بشكل كبٌر فً تحسٌن وتطوٌر استراتٌجٌات ألسام ووحد المنظمة ،وذلن من خالل دوره
45
فً تحلٌل مكونات البٌبة الداخلٌة والخارجٌة للمنظمات ،واستكشاف مواطن الموة والضعف فً
بٌبتها الداخلٌة ،وتحدٌد الفرص الممكن استغاللها والتهدٌدات التً تعٌك سٌر عملها فً بٌبتها
الخارجٌة (الدلٌمً والحدٌثً)38 ،6138 ،و
ولهذا ،فإنه ٌتوجب على الهٌبات اإلدارٌة فً المنظمة السعً نحو امتالن المعرفة بطبٌعة
األنشطة والوظابف التً ٌمومون بها والحصول على المعلومات الالزمة والضرورٌة والتً
أصبحت من أخطر المشاكل والمعٌمات التً تهدد كٌان المنظمة ،األمر الذي ٌمكن له أن ٌتحمك
من خالل طرح عدة تساإالت واستفسارات استراتٌجٌة تتم اإلجابة عنها باإلستعانة بؤدوات التوجه
التحلٌلً ،كما ٌتوجب علٌهم امتالن المدرة على التحلٌل واالستنباط واالستنتاج بمدرات وإمكانٌات
كافة األطراف المتعاملة مع المنظمة من منافسٌن وموردٌن ومشترٌن حالٌٌن ومستمبلٌٌن وبناء
صورة حول تحركاتهم ،ورصد االتجاهات والطبٌعة المستمبلٌة لألسواق التً تعمل فٌها ،وما
تنطوي علٌه من تهدٌدات وفرص جدٌدة (العجمً)32 ،6133 ،و
وٌعرف التوجه التحلٌلً بؤنه المعلومات التً تدعم لدرة إدارة المنظمات على المٌام
بعملٌة التخطٌط االستراتٌجً وتحدٌد األهداف والبدابل الممكنة ( & Morgan, Douglas
)Charlotte, 2009و وبؤنه مجموعة من الوسابل واألدوات التً تستعٌن بها إدارة المنظمة فً
الكشف عن التغٌرات الحاصلة فً بٌبتها الخارجٌة ومدى تؤثٌرها على بٌبتها الداخلٌة ،وتحدٌد
مدى كفاءتها ولدرتها على استغالل مواردها وإمكاناتها الداخلٌة المادٌة والبشرٌة (الهاشمً،
)32 ،6133و
وٌرى الباحث أن التوجه التحلٌلً ٌمثل مجموعة من الوسابل واألدوات التً تعتمد علٌها
إدارات البنون التجارٌة األردنٌة فً تحدٌد التغٌرات الحاصلة فً بٌبتها الخارجٌة ،وكٌفٌة
السٌطرة على بٌبتها الداخلٌة ،مما ٌسهم فً زٌادة لدرة اإلدارة على تحدٌد أهدافها االستراتٌجٌةو
ولكً تتحمك الغاٌة واالستفادة من التوجه التحلٌلً ،ال بد من اتصاف األدوات والوسابل
والمعلومات التً ٌموم علٌها بالعدٌد من الخصابص والسمات ،والتً تتمثل أبرزها فً الوضوح
والدلة بحٌث ٌمكن فهمها واستٌعابها وتموٌمها بٌسر وسهولة ،ومالءمتها للتولٌت بمعنى الحصول
على المعلومات فً الولت المناسب ()Morgan et al., 2009و
46
وتتجلى أهمٌة التوجه التحلٌلً فً إمداد إدارة المنظمة بالمعلومات التً تسهم فً رسم
تصورات حول الوالع الحالً والمستمبلً للمنظمة ،األمر الذي من شؤنه أن ٌعزز من لدرتها على
تحدٌد أهدافها ،وإعداد الخطط والبدابل استراتٌجٌة المتضمنة لألحداث والتغٌرات البٌبٌة المفاجبة،
وتحدٌد درجة تؤثٌرها على أنشطة وعملٌات المنظمة وأهدافها (الدلٌمً والحدٌثً)39 ،6138 ،و
ٌعد التوجه التعرضً أو ما ٌعرف بالتوجه العدابً من أهم أبعاد التوجهات االستراتٌجٌة
وخاصةً لدى المنظمات التً تواجه منافسة شدٌدة والتً تكون احتمالٌة تعرضها للفشل كبٌرة
ممارنةً بالمنظمات المنافسة لها ،فلكً تتمكن المنظمات من الحفاظ على مكانتها فً السوق وبمابها
واستمرارها ٌفترض علٌها أن تؤخذ وضعٌة الهجوم وأن تتسم بالعدابٌة الشدٌدة فً الهجوم
( ،)Morgan & Strong, 2003, 164مع األخذ بعٌن اإلعتبار ضرورة امتالكها للموارد
واإلمكانات وبالحد المالبم والكافً والذي ٌتٌح لها المدرة على مواجهة منافسٌها ،حٌث أن تدنً
حجم مواردها وإمكانتها وعدم مالءمتها ٌإثر سلبا ً على ممدراتها األساسٌة بتملٌصها واندثارها مما
ٌضعف من مولفها أمام منافسٌها ،وبالتالً دفعها نحو حافة الهاوٌة وتدهورها (الدلٌمً والحدٌثً،
)61 ،6138و
وٌشٌر التوجه التعرضً (التوجه العدابً) إلى اندفاع المنظمة نحو التحدي المباشر
للمنافسٌن للدخول إلى األسواق وتحسٌن مركزها ومولفها التنافسً فٌها بهدف تحمٌك المزاٌا
التنافسٌة ( ،)Hynes, 2009, 648وٌشٌر إلى لابلٌة المنظمة للتكٌف مع البٌبة المحٌطة بها
ولدرتها فً التفوق على المنافسٌن فً مجال تنمٌة مواردها وإمكانتها المتاحة ( Morgan et
)al., 2009, 911و كما ٌشٌر إلى المٌول الكبٌر والمباشر لدى المنظمة لتمبل تحدي منافسٌها
للوصول إلى مركز تنافسً متمٌز ،حٌث ٌظهر هذا التحدي من خالل الممارنة بٌن أداء المنظمة
من حٌث نشرها وتوزٌعها لتحسٌن مكانتها السولٌة مع تلن المنظمات المنافسة لها (الهاشمً،
)11 ،6133و وٌشٌر أٌضا ً إلى توجٌه المنظمات لمواردها وإمكانٌاتها واستراتٌجٌاتها المختلفة
لمواجهة المنافسٌن بهدف تحمٌك النمو للمنظمة من خالل تمدٌم المنتجات والخدمات المبتكرة
وزٌادة حصتها السولٌة وتحسٌن مولفها التنافسً (البغدادي وعباس)348 ،6133 ،و
وٌرى الباحث أن التوجه التعرضً (العدابً) هو مٌل البنون التجارٌة األردنٌة بشكل
مباشر إلى تحدي منافسٌها للوصول إلى مركز تنافسً متمٌز والدخول إلى أسواق جدٌدة ،وذلن
من خالل ممارنة أدابها بؤداء منافسٌها عن طرٌمة السرعة فً إنجاز المعامالت وتمدٌم الخدماتو
47
وتتصف المنظمات التً تتبنى أسلوب التوجه التعرضً (العدابً) بالمدرة العالٌة على
التحام األسواق واالستحواذ على مكانة متمٌزة فٌها ،األمر الذي ٌتحمك من خالل اتباعها العدٌد
من الممارسات ومنها (:)Hynes, 2009, 650; Basu, 2013, 244
حظً التوجه الرٌادي بؤعلى المراتب أهمٌة لدى العدٌد من الباحثٌن والمفكرٌن فً مجال
الرٌادة واإلدارة االستراتٌجٌة ( ،)Huang, Wang, Chen & Yien, 2011, 3049كونه
ٌشكل محورا ً أساسٌا ً فً صٌاغة االستراتٌجٌة الرٌادٌة من جهة ،ونظرا ً النعكاساته اإلٌجابٌة فً
نمو المنظمات ( ،)Ambad & Wahad, 2013, 96وضمان بمابها واستمرارها ( Ishak
،)et al., 2015, 594لما ٌحممه من فوابد ومزاٌا والمتمثلة فً زٌادة لدرتها على تولٌد
األرباح وتعظٌمها ،وزٌادة درجة الرضا الوظٌفً واإللتزام التنظٌمً من جهة أخرى
()Sciascia, 2009, 32و
وتعود أولى المحاوالت الفكرٌة التً ساهمت فً والدة مفهوم التوجه الرٌادي إلى أوابل
سبعٌنات المرن الماضً ،حٌث صنف ( )Mintzbergفً عام 3921االستراتٌجٌة إلى ثالثة
أنواع ضمت :التخطٌط ،والرٌادي ،والتكٌفًو وفً عام 3981لدم ( )Millerتصورا ً لمفهوم
المنظمة الرٌادٌة ،حٌث عرفها بؤنها تلن المنظمة التً تتولى مسإولٌة التسوٌك للمنتجات
والخدمات وتحفز على اإلبداع واالبتكار وتمدم على األنشطة واألعمال التً تتسم بالمخاطرة
()Todorovic, McNaughton & Guild, 2011, 129و ثم ما لبثت أن ظهرت العدٌد
من البحوث والدراسات التً ساهمت فً إٌجاد مفهوم للتوجه الرٌادي وتطوٌره مع مرور الزمنو
48
حٌث عرف التوجه الرٌادي بؤنه مٌل المنظمة لتبنً السلوكٌات اإلبداعٌة واالستبالٌة
وتحمل المخاطرة المحسوبة من أجل تولٌد الفرص البٌبٌة واستغاللها ( Tang, Kreiser,
)Marino, Dickson & Weaver, 2009, 182و وعرف بؤنه رغبة المنظمة فً تبنً
السلوكٌات اإلبداعٌة واالستبالٌة وتحبٌذ المخاطرة الالزمة لخوض مغامرات جدٌدة ( Kimuli,
)2011, 2و كما عرف بؤنه مجموعة من الوسابل والطرق واإلجراءات وأنماط اتخاذ المرارات
التً تم وم بها المنظمة وتحمل سمة الهجومٌة واالستبالٌة واالستماللٌة واإلبداع وتحمل المخاطرة
()Yu, 2012. 1713و وعرف أٌضا ً بؤنه الفلسفة العملٌاتٌة وأنماط اتخاذ المرارات التً تتبناها
اإلدارات العلٌا فً المنظمات لتحوٌلها إلى منظمة رٌادٌة ( Al-Dhaafri & Yusoff, 2013,
)74و وعرف كذلن بؤنه السلون الذي تنتهجه المنظمات فً تنظٌم أنشطتها الرٌادٌة والتً تنعكس
على استراتٌجٌاتها وعملٌاتها الداخلٌة وذلن من خالل تبنً المخاطرة واإللدام على التغٌٌر
واإلبداع ()Otache & Ahmood, 2015, 408و
وٌرى الباحث أن التوجه الرٌادي ٌمثل صٌاغة االستراتٌجٌات واألنماط التً تتبناها
البنون التجارٌة األردنٌة فً أنشطتها الرٌادٌة من خالل تبنً السلوكٌات اإلبداعٌة والرٌادٌة
والمخاطرة المحسوبة لتولٌد واستثمار الفرص الرٌادٌة وتحمٌك المزاٌا التنافسٌة وتعزٌز لدرتها
على التنافسو
تعود بداٌات ظهور مصطلح التوجه نحو السوق إلى الفترة الزمنٌة الممتدة من منتصف
خمسٌنات المرن الماضً وحتى نهاٌتها ،وتحدٌدا ً خالل الفترة ( ،)3921 - 3934على ٌد
الباحثان ،Drucker & Levittحٌث لدما مصطلح "المفهوم التسوٌمً" فً إشارة إلى أن
مصطلح "التوجه نحو السوق" ٌتناول بعدا ً أعمك من مصطلح "المفهوم التسوٌمً" ،حٌث ٌرتبط
هذا األخٌر بمرحلة التنفٌذ والتطبٌكو ولهذا ،فإن النظر تجاه "المفهوم التسوٌمً" تمثل باعتباره
المدخل األساسً "للتوجه نحو السوق" ()Lewrick, Omar & Williams, 2011, 49و
وبالممابل ،فمد برزت وجهة نظر اعتبرت أن "المفهوم التسوٌمً" هو مصطلح مرادف "للتوجه
نحو السوق" ()Zaman, Javaid, Arshad, & Bibi, 2012, 78و
أما عن انتشار مصطلح "التوجه نحو السوق" فً الفكر اإلداري فهً تعود إلى بداٌة
تسعٌنات المرن الماضً ،وتحدٌدا ً فً عام ،3991على ٌد الباحثان (،)Kohli & Jaworksi
ولد أشارا فً دراستهما إلى أن التوجه نحو السوق ٌتضمن ثالثة جوانب هامة متمثلة فً إٌجاد
49
لسم أو عدة لسم داخل التنظٌم تموم بؤداء أنشطة وعملٌات تستهدف التعرف على االحتٌاجات
والمتطلبات الحالٌة والمستمبلٌة للعمالء وتحدٌد العوامل والمتغٌرات المإثرة فٌها ،وإٌصالها إلى
كافة ألسام ووحد المنظمة ،وتحفٌزها على أداء أنشطتها وعملٌاتها لتلبٌة تلن االحتٌاجات
والمتطلبات (جالب)42 ،6131 ،و
وٌرتكز هذا المصطلح على ثالثة عناصر أساسٌة متمثلة فً العمالء والمنافسٌن والتنسٌك
بٌن المهام ،وتعد هذه العناصر األساس الذي اعتمدته العدٌد من الدراسات لتحدٌد عناصره
السلوكٌة ،والتً اشتملت على التوجه نحو العمٌل ،والتوجه نحو المنافسٌن ،والتنسٌك بٌن
الوظابف والمهام ،فالتوجه نحو السوق ٌنطوي على االحتٌاجات والمتطلبات المعلنة والضمنٌة
للعمالء ولدرات وإمكانات المنافسٌن والتخطٌط (السودانً وشونة ،)333 ،6132 ،حٌث أن
التوجه نحو العمٌل ٌشٌر إلى اكتساب المعلومات وتبادل المعرفة المتعلمة بالعمالء بغٌة إدران
طبٌعة العمالء المستهدفٌن ،وبالتالً توجٌه أداء المنظمة باتجاه تولٌد أعلى لٌمة للعمالءو أما
التوجه نحو المنافسٌن فٌتضمن كافة األنشطة والعملٌات الهادفة إلى الحصول على المعلومات
حول المنافسٌن فً السوق ،باإلضافة إلى التمنٌات التكنولوجٌة التً تسهم فً تلبٌة احتٌاجات
ومتطلبات العمالء الحالٌة والمستمبلٌةو بٌنما ٌشٌر التنسٌك بٌن الوظابف والمهام إلى المواءمة
والتناغم فً استخدام موارد وإمكانات المنظمة لتولٌد لٌمة للعمالء وتعظٌمها (نعمة وجاسم،
)634 ،6132و
ووفما ً للعناصر األساسٌة والسلوكٌة التً ٌتضمنها التوجه نحو السوق ،فإن أهمٌته تتبلور
من خالل تركٌزه على استمصاء كافة الحمابك وجمع المعلومات التفصٌلٌة عن مختلف األطراف
المستفٌدة من المنظمة والمتعاملة معها ،ومشاركتها مع مختلف األفراد العاملٌن فٌها ،وتموم فكرته
األساسٌة على معرفة وتحدٌد احتٌاجات ومتطلبات العمالء المتغٌرة ( Al-Dmour, Basheer
)& Amin 2012, 234و
ولد عرف التوجه نحو السوق بؤنه تلبٌة المنظمة لالحتٌاجات الحالٌة للعمالء ( Chung,
،)2011, 523وبؤنه استراتٌجٌة أعمال تشتمل تمصً الحمابك والمعلومات المتعلمة بالسوق
وإٌصالها لكافة ألسام ووحد المنظمة من أجل تمدٌم المنتجات والخدمات التً تسهم فً تلبٌة
احتٌاجات العمالء ( ،)Lewrick et al., 2011, 46وبؤنه الثمافة التنظٌمٌة التً تنفرد بها
المنظمة وٌوجهها بشكل دابم نحو إعالء لٌمة العمالء وتحمٌك التمٌز فً األداء ( Raoofi,
)2012, 303و وبؤنه فلسفة استبالٌة او استجابٌة لألعمال موجهة نحو مجموعة من األفراد
50
والجهات الحالٌة والمستمبلٌة والمتمثلة بالعمالء من خالل إدران احتٌاجاتهم المتعددة والمتغٌرة
باستمرار ،وبالمنافسٌن من خالل جمع المعلومات المتعلمة بهم لبناء لاعدة من االستراتٌجٌات
االستجابٌة للوضع الراهن ،كما أنها موجهة نحو تحمٌك التناغم بٌن الوظابف واألنشطة من خالل
ضمان االستغالل األمثل للموارد واإلمكانات المتاحة لتولٌد لٌمة ممٌزة للعمالء (جالب،6131 ،
)42و وبؤنه أحد المرتكزات األساسٌة للتسوٌك ،والتً تهدف أنشطتها وسلوكٌاتها إلى تولٌد أعلى
لٌمة للعمالء والوصول إلى األداء المتفوق والبحث عن فرص السوق وحل المشكالت وتحدٌد
المولع مستمبالً ()Lagat et al., 2015, 194و
ومن خالل التعرٌفات السابمة ٌتضح اتفالها على أمرٌن ( Zaman et al., 2012,
:)78
األولٌ :مثل التوجه نحو السوق فلسفة لألعمال ،وأن هذه الفسفة مرتبطة بمفهوم التسوٌكو
الثانًٌ :عكس مجموعة من السلوكٌات والتصرفات التً تتبناها المنظمة والمتعلمة بمفهوم
التسوٌكو
وعلى هذا ،فإن الباحث ٌرى أن التوجه نحو السوق ٌمثل استراتٌجٌة تستهدف السوق
م وجهة نحو العمالء والمنافسٌن الحالٌٌن والمرتمبٌن واستغالل الموارد واإلمكانات المتاحة لتولٌد
لٌمة ممٌزة للعمالء المستهدفٌن والحصول على المزاٌا التنافسٌة المستدامة والتؤثٌر اإلٌجابً فً
أداء خدمات البنون التجارٌةو
ٌعد مفهوم التوجه التفاعلً من المفاهٌم اإلدارٌة الحدٌثة نسبٌاً ،حٌث برزت فكرته ألول
مرة فً منتصف العمد األول من المرن الحالً ،وتحدٌدا ً فً عام ،6112على ٌد الباحثٌن
()Liang & Zhang, 2011, 1127( )Kumar & Ramaniو ولد ارتكزت عملٌة بناء
مفهوم له على فكرة مفادها أن بٌبة السوق تستوجب توجٌه االهتمام بشكل كبٌر على خدمة العمالء
والتفاعل معهم بهدف المحافظة على بماء المنظمة وضمان استمرارٌتها وتحمٌمها للتمدم والتطور
والتفوق والنجاح ()Nasir, 2013, 45و إذ أن التفاعل مع العمالء واالهتمام بهم من شؤنه أن
ٌنعكس إٌجابا ً على أداء المنظمة ،وذلن من خالل فهم احتٌاجاتهم وتلبٌة رغباتهم وتحمٌك
تطلعاتهم ،كما أن إدران تلن االحتٌاجات والرغبات واإلطالع علٌها بشكل مستمر ٌحفز المنظمة
51
على تمدٌم المنتجات والخدمات المبتكرة والتً تتالءم مع تولعاتهم ورغباتهم (السودانً وشونة،
)333 ،6132و
ولد عرف التوجه التفاعلً بؤنه لدرة المنظمة على التفاعل مع العمالء من خالل بناء
عاللات معهم عن طرٌك جمع المعلومات التً تبرز احتٌاجاتهم الحالٌة والمستمبلٌة واالستفادة من
تلن المعلومات فً أنشطتها وعملٌاتها ()Liang & Zhang, 2011, 1127و وعرف بؤنه
لدرة المنظمة على التعامل مع ردود أفعال العمالء عن طرٌك جمع وتدوٌن المعلومات المتعلمة
بهم وتبنً أسالٌب تستهدف بناء عاللات طوٌلة األجل معهم والحفاظ علٌها (الكبٌسً ودحام،
)648 ،6138و كما عرف بؤنه مجموعة من األنشطة والعملٌات المتواصلة والمستمرة للحصول
على المعلومات وبناء المعرفة المتعلمة بالعمالء وتداولها بٌن ألسام ووحد المنظمة ( Liu & Fu,
)2011و
وٌرى الباحث أن التوجه التفاعلً ٌمثل استراتٌجٌة تستهدف توجٌه البنون التجارٌة
األردنٌة تجاه عمالبها عن طرٌك بناء عاللات معهم من خالل فهم احتٌاجاتهم وتطلعاتهمو
52
3-3إدارة األزمات
تشهد بٌبة األعمال فً الولت الحالً العدٌد من األحداث والتغٌرات التً تتسم بتسارع
وتٌرتها وتنوع مصادرها والتفاوت فً حدتها وتؤثٌرها ،ذلن األمر الذي جعل من هذه البٌبة بٌبة
وعرض منظماتها للعدٌد من المخاطر واألزمات التً تهدد وجودها واستمرارها
ّ غٌر مستمرة،
ونموهاو وتعد األزمات من أكبر التحدٌات التً تواجهها المنظمات ،ذلن ألنها ال تخضع لنمط
معٌن فً تولٌت حدوثها ،فهً إما أن تحدث فجؤة أو بعد سلسلة من األحداث والعملٌات الطوٌلة،
ولهذ فمد بات لزاما ً على المظمات أن تسعى جاهدة ً لتحمٌك المرونة فً االستجابة لها والتكٌف
معها ،وذلن من خالل اتباع أسلوب إداري علمً وممنهج فً إدارتها لضبط تؤثٌراتها السلبٌة
والسٌطرة علٌها لدر اإلمكان (هارون)6132 ،و
والبنون التجارٌة األردنٌة كغٌرها من المنظمات التً تعمل فً بٌبة متغٌرة شدٌدة التنافس
مما ٌزٌد من حالة عدم التؤكد من الظروف المحٌطة بها ،األمر الذي ٌإدي إلى زٌادة احتمالٌة
مواجهة هذه البنون لألزمات التً تهدد لدرتها على البماء والنمو واالستمرارو ولد واجهت البنون
التجارٌة األردنٌة بعض األزمات والصعوبات نتٌجةً لتؤثرها بتداعٌات األزمة المالٌة المعاصرة
ولم تمتلن أغلبها المدرة والكفاءة على إدارة مواردها (،)Zeitun & Benjelloun, 2013
ووصلت أرباح بعضها إلى مستوٌات متدنٌة نتٌجةً لخسارة استثماراتها فً البنون الخارجٌة ،كما
انخفضت لٌمة أسهمها ومحافظها المالٌة فً سوق عمان المالً والمتمثلة فً لٌمة أسهم المنظمات
المدرجة فً البورصة والتً تسهم فٌها تلن البنون ،إلى جانب تراجع لٌمة استثماراتها فً
األوراق المالٌة الممتلكة بغرض المتاجرة ،وتؤثر المحافظ اإلبتمانٌة للبنون الممنوحة بضمان
األسهم مما نجم عنه سوء الضمانات ،هذا باإلضافة إلى انخفاض ضمانات الرهانات العمارٌة
نتٌجة تراجع أسعارها وبالتالً انعدام لدرة العمالء الممترضٌن على سداد ما علٌهم من دٌون (نور
والبستنجً)6131 ،و
ولمواجهة تلن األزمات ال بد من إٌجاد نظام إلدارة األزمات ،وتتطلب اإلدارة الناجحة
لألزمة توفٌر المعلومات الكافٌة فً الولت المالبم وبالشكل الذي ٌساعد على تحمٌك الكفاءة
والفاعلٌة فً عملٌة اتخاذ المراراتو
وٌعتبر تتبع اإلشارات والمإشرات المنذرة باحتمالٌة ولوع األزمات المرحلة األولى فً
إدارة األزمات كما أنها تمثل أهم مرحلة ،حٌث أن اكتشاف وتحلٌل هذه اإلشارات ٌتٌح المجال
أمام المنظمات للتحضٌر واالستعداد لمواجهة األزمات المحتملة من خالل رسم السٌنارٌوهات
53
المتولعة ووضع الخطط وتبنً اإلجراءات المالبمة والضرورٌة لصدها ومواجهتها والحد من
تباعاتها وتؤثٌراتها ،وتعكس إمكانٌة المنظمات على ترجمة الخطط الموضوعة إلدارة األزمة
وتطبٌك اإلجراءات المناسبة مدى لدرتها ونجاحها وتفولها فً إدارة األزمات ،وال ٌمف هذا
التفوق والنجاح على إمكانٌة المنظمات إلدارة األزمات لبل وأثناء حدوث األزمات وحسب ،وإنما
أٌضا ً على مدى كفاءة وفاعلٌة السٌاسات التً تتبناها فً استعادة توازنها والعودة إلى سابك عهدها
فً ممارسة أنشطتها وأعمالها االعتٌادٌةو ولدرة المنظمات على تخطً األزمات المحٌطة بها
والتً تواجهها ال ٌعنً أن هذه األزمات لد انمضت تماما ً وال ٌمكن حدوثها مرة أخرى ،فهً لابلة
للحدوث مجددا ً سواء بشكل تدرٌجً أو مفاجا ولد تكون بذات الحدة أو ألل أو أكثر ،وهنا فإن
على المنظمات التً ترغب بالتخلص من هذه األزمات وعدم الولوع فً مطب حدوثها مجددا ً
إعادة دراسة المبررات التً أدت إلى حدوث األزمة واالستفادة من السٌاسات واألسالٌب التً
انتهجتها لبل وخالل وبعد األزمة ،وبناء النتابج وتكوٌن الخبرات لتحسٌن لدراتها فً تجنب
ومواجهة األزمات المشابهة مستمبالًو
1-3-3مفهوم األزمة
ٌعد مفهوم إدارة األزمة من المفاهٌم المركبة ،حٌث أنه ٌتكون من مصطلحٌن :إدارة،
وأزمةو وللحدٌث عن مفهوم إدارة األزمة وجب فً بادئ األمر التطرق لهذٌن المصطلحٌنو
فالمصطلح األول (إدارة) ٌشٌر إلى النشاط الذي ٌموم على التخطٌط والتنظٌم والتوجٌه
والرلابة فً تحسٌن استخدام وتنفٌذ األعمال وبالتالً تحمٌك األهداف (فرحً)6132 ،و
أما المصطلح الثانً (األزمة) ،فهو ٌعد من المواضٌع التً تطرلت لها كافة البحوث
والدراسات المعنٌة بمختلف التخصصات وفً فترات زمنٌة مختلفة ،وهذا عابد لشٌوع هذا
المصطلح وتداخله فً كافة مجاالت ونواحً الحٌاة ،حٌث ظهرت األزمة النفسٌة ،واألزمة
االجتماعٌة ،واألزمة السٌاسٌة ،واألزمة األمنٌة ،واألزمة االلتصادٌة وغٌرها الكثٌر ،ولهذا فمد
تباٌنت التعارٌف التً طرحت لتحدٌد مفهوم هذا المصطلح والكشف عن ماهٌته تبعا ً تآراء
وتصورات واضعٌها وبما ٌتالبم مع تخصصاتهم ومجاالتهمو
وعلى الرغم من هذا التباٌن إالّ أنها جمٌعا ً تتفك فً كون أن األزمة هً حالة من التوتر
واإلربان واالضطراب وعدم المدرة على التنبإ الدلٌك باألحداث والتغٌرات المستمبلٌة (حمدي،
)62 ،6138و
54
وعلى صعٌد بٌبة األعمال فمد برزت العدٌد من المفاهٌم والتعارٌف الموضحة لهذا
المصطلح ،حٌث عرفت بؤنها مولف مفاجا ال ٌمكن التكهن به ٌضع المنظمة فً مولف خطٌر،
وٌإدي إلى حدوث نتابج سلبٌة وغٌر مرغوبة ()Coombs, 2011و وعرفت بؤنها حالة من
عدم االستمرار تصٌب كٌان المنظمة تتتابع وتتوالى فٌها األحداث والتغٌرات وتتداخل فٌها
األسب اب بالنتابج مما ٌنجم عنها فمدان المٌادات اإلدارٌة للسٌطرة علٌها وعدم المدرة على إدران
التوجهات المستمبلٌة للمنظمة (لكرٌنً)6134 ،و كما عرفت بؤنها حالة غٌر متولعة تتسم بعدم
التؤكد تإدي إلى حدوث إربان فً أداء المنظمة ألنشطتها وأعمالها المعتادة وتهدد لدرتها على
البماء واالستمرار (زوٌلف)6133 ،و وعرفت كذلن بؤنها حالة من الغموض تولد اختالالً فً
البٌبة التنظٌمٌة وتهدد كٌانها وتإثر على أنظمتها ()Verma & Sehgal, 2016و وعرفت
أٌضا ً بؤنها مولف استثنابً غٌر متولع تمثل خطرا ً على المنظمة ومواردها وتفمدها المدرة على
إدارة النتابج إلى الوجهة المطلوبة والمرغوبة (شاهد وزرلون)6132 ،و كما عرفت أٌضا ً بؤنها
حالة طاربة تصٌب إحدى البٌبتٌن الداخلٌة أو الخارجٌة للمنظمة أو كلٌهما معاً ،مما ٌفمدها
التوازن والمدرة على الضبط والسٌطرة ،كما ٌولد نتابج سلبٌة تإثر على وجودها وبمابها
واستمرارها (العرلان)63 ،6138 ،و
2-3-3خصائص األزمة
تعد األزمات أحد السمات الممٌزة للمنظمات فً العصر الحالً ،فمع ازدٌاد وتعدد وتنوع
األحداث والتغٌرات التً تمر بها بٌٌبة األعمال تتولد العدٌد من الموالف والظواهر والعوامل التً
تإثر على المنظمة وتهدد وجودها وكٌانها ،وتجعلها معرضةً للعدٌد من األزماتو
ومن خالل تحلٌل التعارٌف السابمة لألزمة ٌتضح اتسام األزمة بالعدٌد من الخصابص
وهً كما ٌؤتً (العمري:)64 ،6133 ،
55
-3عدم وجود تولٌت محدد لولوعها ،فهً تحدث بشكل مفاجا ،بمعنى ال ٌمكن فرض
احتمال بتولٌت حدوثها أو التنبإ بها مسبماً ،فكل ما ٌتولد للمنظمات هو مجموعة من
االفتراضات والتكهنات بشؤن احتمالٌة ولوعها وحسب
-6محدودٌة المعلومات ،حٌث أن التنبإ بالتراب حدوث أزمة ما ٌتولد بفعل مجموعة من
اإلشارات والتحذٌرات التً تلتمطها المنظمة ،وهذه الدالبل واإلشارات ال تمدم معلومات
كافٌة عن األزمة من حٌث لوتها ومداها وحجم تؤثٌرهاو
-1سرعة األحداث ،فمنذ أن تنشؤ األزمة حتى تتصاعد وتتسارع وتٌرتها وتتوالى مظاهرها
بالتكشف والظهور بشكل سرٌع ،مما ٌصعّب من عملٌة اتخاذ المراراتو
-4عدم المدرة على الضبط ،بمعنى عدم لدرة صاحب المرار على السٌطرة علٌها وضبطها
لولوعها خارج نطاق تولعاته وافتراضاتهو
-3غٌاب الحل السرٌع والجذري ،فاألزمة تولد حالة من اإلربان واالضطراب والتً
تتضعف معها لدرة صاحب المرار على اتخاذ المرارات السرٌعة والفورٌةو
3-3-3مراحل األزمة
تعد األزمة ظاهرة كغٌرها من الظواهر التً تمر بمراحل وخطوات معٌنة ،وتمتلن دورة
حٌاة كؤي كابن ،وتمر خالل دورة حٌاتها بسلسلة من المراحل التً تكشف النماب عن بداٌة
تكوٌنها وحتى والدتها وظهورها وكٌفٌة التعامل معها ومن ثم اندثارها والمضاء علٌهاو وٌعد أمر
تحدٌد هذه الدورة أمرا ً فً غاٌة األهمٌة ،فمن خالها تتضح مالمح نشؤتها والعوامل المسببة لها،
مما ٌسهل من عملٌة ضبطها والسٌطرة علٌها والتحكم فٌها والتعامل معها بكفاءة وفاعلٌة ،والحد
من تبعاتها وتؤثٌراتها السلبٌةو
وتمر دورة حٌاة األزمة بخمس مراحل وفما ً لألساس الزمنً ،والتً تتمثل فً:
ففً هذه المرحلة تظهر األزمة على شكل مجموعة من التكهنات والتولعات واألحاسٌس
المبهمة المنذرة بالتراب حدوث خطر ما غٌر محدد المعالم وال ٌوجد له تفاصٌل واضحة ،حٌث
ال تمتلن المنظمة أٌة معلومات كافٌة عنهاو وٌتركز دور المنظمة فً هذه المرحلة فً تحدٌد
ودراسة ما لدٌها من معلومات واتخاذ اإلجراءات المبدبٌة فً التعامل معها وتحدٌد مواطن الخل
والمصور فً األنشطة والعملٌات لتفادي حدوثها (ٌحٌى)6132 ،و
56
إن عدم اإلكتراث بالعوامل المحتملة لولوع األزمةٌ ،ساعد فً زٌادة حجمها وتوسعها
وتنوعها ،هذا إلى جانب ظهور العدٌد من العوامل والمتغٌرات المتعلمة بالبٌبة الداخلٌة أو
الخارجٌة للمنظمة والتً تساعد فً عملٌة اتساعها ونموها ،ونمو األزمة وزٌادتها ٌرتبط طردٌا ً
مع حجم مخاطرها ،حٌث أنه كلما زاد نموها ازدادت خطورتها واتسع نطاق انتشارهاو وٌتركز
دور إدارة المنظمات فً المرحلة فً إعداد إدارة محترفة للتعامل معها وبدعم من الكوادر البشرٌة
العاملة ()Coombs, 2012و
إن عدم الخبرة فً التعامل مع األزمات وعدم اتباع مبدأ الشفافٌة فً إدارتها ٌساعد فً
وصول األزمة إلى ذروتها ،حٌث ٌزداد حجمها بشكل كبٌر ،وتتمادم مع الزمن ،باإلضافة إلى
وجود البٌبة التنظٌمٌة المالبمة لحدوثها ،األمر الذي ٌجعل من مواجهتها أمرا ً حتمٌا ً ال مفر منه
()Goel, 2009و
وٌرى الباحث أن دور إدارة المنظمات فً هذه المرحلة ٌتركز فً محاولة الحد من اتساع
نطاق انتشارها ووصولها إلى الموالع التنظٌمٌة األخرى أو تملٌص حدة تؤثٌرها لدر اإلمكان،
ولهذا فإن على إدارة المنظمات بشكل عام والبنون التجارٌة بشكل خاص اتباع العدٌد من الخطط
والمرارات االستراتٌجٌة الموجهة نحو حصرها فً تنظٌم محدد والحد من انتشارها ،إلى جانب
تحفٌز كوادرها البشرٌة على التصدي لهذه األزمات ومواجهتها ببذل أعلى لدر من الجهودو
وفً هذه المرحلة تكون األزمة لد بدأت باالنحسار التدرٌجً ،إالّ أن تؤثٌراتها ما زالت
مستمرة ،حٌث تكون المنظمة فً حالة من عدم االستمرار والتوازن الدابم ،وبالتالً فإن المنظمة
ما زالت معرضة للعدٌد من المخاطر ()Coombs, 2012و
ٌرى الباحث أن هذه المرحلة من شؤنها أن تمضً نهابٌا ً على وجود واستمرارٌة المنظمة
فً حال لم تتمكن من التصدي لضربات األزمة وانعكاساتها السلبٌة ،ولهذا فإن المنظمات الناجحة
هً التً تمتلن المدرة على مجابهة تلن الضربات والحد من توجٌه المزٌد من الضربات األخرى
57
لها ،وٌتركز دور إدارة المنظمات فً هذه المرحلة فً أن تبمى فً حالة استنفار دابم وتعببة كافة
مواردها وإمكاناتها ،وتعزٌز جهودها بشكل أكبرو
وفً هذه المرحلة تكون األزمة لد وصلت إلى نهاٌة المطاف ،فهً إما تنحصر وتتراجع
وتتالشى مظاهرها ،أو أن تنهً وجود المنظمة كلٌاً ،وهذا ٌعتمد على مدى لدرة المنظمة فً صد
األزمةو وٌتوجب على المنظمات التً تمكنت من مجابهة األزمة التسارع نحو إعادة بناء ما تهدم
بفعل األزمة ،والتعلم من الموالف واألحداث التً مرت بها واستخالص الدروس والعبر منها لمنع
تعرضها ألزمات أخرى أو الحد من تؤثٌرها ()Yilmaz & Celik, 2016و
وٌستخلص الباحث مما سبك ،أن إدارة األزمات تتسم بمجموعة من الخصابص ،وهً:
وبنا ًء على هذا ،فإن الباحث ٌرى أن إدارة األزمات هً تطبٌك البنون التجارٌة األردنٌة
لنهج علمً واضح ومدروس فً مواجهة الموالف واألحداث االستثنابٌة والطاربة التً تعود
بمخاطر على المنظمات وتإثر سلبا ً على أداء عملٌاتها وتهدد وجودها بهدف تملٌص حجم تلن
المخاطر واالنعكاسات السلبٌة ،وتتضمن مجموعة من السٌاسات واإلجراءات الهادفة للتنبإ
باألحداث والمخاطر المحتملة وإعداد الخطط لمواجهتها والتغلب على آثارها والحد من تداعٌاتها
السلبٌة ،واالستفادة من نتابجها اإلٌجابٌةو
من خالل تتبع مسار البحوث والدراسات التً تناولت مراحل إدارة األزمات ٌالحظ
وجود تباٌن فً آراء الباحثٌن والمفكرٌن فً تحدٌد تلن المراحل ،واختالف مسمٌاتها ،إالّ أن هذا
التباٌن واالختالف ال ٌلغً حمٌمة وجود تشابه بٌن تلن المراحل من حٌث المضمونو
وتتجسد مراحل إدارة األزمات بسلسلة من الفترات ،حٌث أن تجاوز كل فترة ٌنمل
المنظمة إلى الفترة التً تلٌها ،وهذا االنتمال ٌتحدد وفما ً لمدرة ونجاح المنظمة فً إدارة هذه
المراحل وتخطً عمبات كل فترة ()Liu, Shankar, Venkatesh & Yun, 2017و
ولد أجمعت العدٌد من البحوث والدراسات الحدٌثة على أن النموذج الذي وضعه الباحثان
Pearson & Mitroffفً أوابل تسعٌنات المرن الماضً وتحدٌدا ً فً عام 3991لتحدٌد
مراحل إدارة األزمات ٌعد من أكثر النماذج وضوحا ً وثباتاً ،ومنها دراسة (عبد الرزاق)6133 ،
ودراسة (زوٌلف )6133 ،ودراسة ( )Sahin, Ulubeyli & Kazaz, 2015ودراسة
سم الباحثان مراحل إدارة األزمات إلى
()Emeagwali & Aljuhmani, 2017و حٌث ل ّ
خمسة مراحل ،شملت :مرحلة اكتشاف إشارات اإلنذار ،ومرحلة االستعداد والولاٌة ،ومرحلة
احتواء األضرار ،ومرحلة استعادة النشاط ،ومرحلة التعلمو
ولد سبمت هذه الدراسة العدٌد من الدراسات التً سعت نحو بناء عدة نماذج لتحدٌد
مراحل إدارة األزمات ،ومنها دراسة ( )Fink, 1986والتً أشارت إلى وجود أربع مراحل
إلدارة األزمات تمثلت فً مرحلة اإلنذار ،ومرحلة التؤزم ،والمرحلة المزمنة ،ومرحلة الحلو كما
59
تلتها عدة دراسات ومنها دراسة ( )Faulkner, 2001والتً بٌنت أن إدارة األزمات تموم على
ست مراحل وهً :مرحلة اإلنذار ،ومرحلة التؤزم ،ومرحلة الطوارئ ،ومرحلة التوسط ،ومرحلة
األمد الطوٌل ،ومرحلة الحلو أما دراسة ( )Coombs, 2011فمد عمدت إلى تصنٌف مراحل
إدارة األزمات من منظور تولٌت حدوثها ،حٌث صنفها إلى ثالث مراحل شملت :مرحلة ما لبل
األزمة ،ومرحلة أثناء األزمة ،ومرحلة ما بعد األزمةو
حٌث ٌتمثل هدف المنظمة فً المرحلة األولى (مرحلة ما لبل األزمة) فً االستعداد
والتحضٌر لمواجهة األزمة ،فً حٌن ٌتمثل هدف المنظمة فً المرحلة الثانٌة (مرحلة أثناء
األزمة) فً االستجابة والتعامل مع األزمة واحتوابها ومحاولة تملٌل أضرارها لدر اإلمكان ،بٌنما
ٌتمثل هدف المنظمة فً المرحلة الثالثة واألخٌرة من مراحل إدارة األزمات باألهداف طوٌلة
األمد النتعاش المنظمة واستعادة لدرتها على مزاولة أنشطتها وعملٌاتها كما كانت علٌه لبل
حدوث األزمة ()Coombs, 2012و
ولغرض تحمٌك أهداف الدراسة فمد اعتمد الباحث فً إدارة األزمات ذات التصنٌف الذي
لدمته دراسة Pearson & Mitroffعام ،3991ولد أوردها الباحث بشكل هرمً ،حٌث تمثل
لمة الهرم المرحلة األولى ،بٌنما تمثل لاعدة الهرم المرحلة الخامسة واألخٌرة ،وذلن كما هو مبٌن
فً الشكل اتآتً:
وهذه المرحلة تكون لبل البداٌة الفعلٌة لألزمة ،حٌث تظهر للمنظمات بعض اإلشارات
والمإشرات التحذٌرٌة ال أمنببة بحدوث أزمة ما (أبو فارة ،)14 ،6119 ،والتً ٌكون مصدرها
إما من داخل المنظمة أو من خارجها ()Coombs, 2012و
وعرفت هذه المرحلة بؤنها مرحلة التنبإ باألزمات وفٌها تستشعر المٌادات اإلدارٌة العلٌا
فً المنظمات باحتمالٌة ولوع أزمة ما ( ،)Saka, 2014ووصفها (شاهد وزرلون)6132 ،
بؤنها المرحلة ال أمنذرة بالتراب خطر كبٌر ال ٌوجد له تفاصٌل واضحة ومعالم محددة ،حٌث تبنً
المنظمات التكهنات بإحتمالٌة ولوع أزمة ما من خالل ظهور بعض الدالبل والمإشرات
التحذٌرٌةو
إن رصد المنظمات لهذه اإلشارات والتحذٌرات ودراستها وأخذها على محمل الجد من
شؤنه إما أن ٌمنحها فرصة للتخلص من األزمة من خالل الهروب منها (،)Coombs, 2012
أو أن ٌعزز من لدرتها على مواجهتها من خالل التخطٌط لها (شاهد وزرلون،)6132 ،
وبالممابل فإن إهمالها وعدم االكتراث لها ٌضع المنظمة فً خطر كبٌر وٌزٌد من احتمالٌة
تعرضها لألزمة (المالكً)6131 ،و فهذه اإلشارات والتحذٌرات تحمل بٌن طٌاتها العدٌد من
المعلومات الهامة والمفٌدة بشؤن هذه األزمة ،وفهم واستٌعاب المٌادات اإلدارٌة فً المنظمات لهذه
اإلشارات ٌساعدها على اتخاذ االحتٌاطات االحترازٌة لتفادٌها أو تملٌص حجم أضرارها إلى أدنى
حد ممكن ()Sahin et al., 2015و
ولكً تتمكن المنظمات من الحصول على هذه اإلشارات والتحذٌرات ٌتوجب علٌها
استخدام شبكات تتبع وأنظمة إنذار مبكر واسعة النطاق للتنبإ بإشارات اإلنذار ( Baubion,
)2012و
وٌرى الباحث أن مرحلة اكتشاف إشارات اإلنذار بؤنها المرحلة التً تركز فٌها إدارات
البنون التجارٌة األردنٌة على اتباع أسلوب ممنهج فً كشف وتحلٌل اإلشارات والتحذٌرات
المنببة باحتمالٌة تعرضها ألزمة ما عن طرٌك إجراء مسح شامل ومتكامل للبٌبتها الداخلٌة
والخارجٌة ،وبالتالً دفعها التخاذ اإلجراءات الكفٌلة بحماٌتها من األضرار والتؤثٌرات السلبٌة
61
المحتملة ،وتتمثل أبرز هذه اإلشارات فً البنون التجارٌة األردنٌة بانخفاض عدد العمالء ،وتدنً
مستوى األرباح المحممةو
بنا ًء على اإلشارات والتحذٌرات التً تلمتها المنظمة بشؤن احتمالٌة تعرضها ألزمة ما،
تموم المنظمة برسم السٌنارٌوهات المحتملة الالزمة ووضع التدابٌر المناسبة للحٌلولة دون
التعرض لها ،والتحضٌر واالستعداد لمواجهتها فً حال كان أمر ولوعها ال مفر منه (الناجً،
)62 ،6136و وبالتالً فإن الهدف األساسً من االستعداد والولاٌة ٌتمثل فً تحدٌد مواطن الموة
والضعف فً أنظمتها والتً تنعكس على خططها ولراراتها االستراتٌجٌة بشؤن كٌفٌة مواجهتها
لألزمة وإدارتها (المالكً)6131 ،و
وعرفت هذه المرحلة بؤنها توفٌر المنظمة لكافة االستعدادات واألسالٌب وإعداد الخطط
التحضٌرٌة لحماٌتها من األزمات ،وٌعد التدرٌب على األزمات ،وتشكٌل فرق إدارة األزمات،
وتوفٌر أنظمة معلومات واتصاالت فعالة ،وإعداد خطط استمرارٌة العمل من العناصر األساسٌة
لالستعداد لألزمات والولاٌة منها ()Wang et al., 2009و كما عرفت بؤنها بذل الجهود
وتوفٌر اإلمكانٌات الالزمة من لبل المنظمات لمنع ولوع األزمات ،وتبنً اإلجراءات الولابٌة
واتخاذ المرارات الخاصة للتملٌل من حجم تبعاتها وتؤثٌراتها السلبٌة (شاهد وزرلون)6132 ،و
وفً هذه المرحلة ٌتوجب على المٌادات اإلدارٌة فً المنظمات السعً نحو تملٌل حجم
المخاطر المحتملة والتخفٌف من حدة أضرارها واالستعاضة عن المرارات التً تتسم بدرجات
مخاطرة عالٌة بتلن التً تحمك األرباح المتولعة ،وإذا كان ال بد من التعرض لألزمة فإن
التحضٌر واالستعداد لها من شؤنه أن ٌدعم لدرة المنظمة فً إحكام السٌطرة علٌها وضبطها،
وتتمثل أبرز االستعدادات التً تموم بها المنظمات فً وضع منهج واضح ومدروس إلدارة
األزمات ،وتشكٌل فرق إدارة األزمات ،وتحدٌد األنواع المحتملة لألزمات ،واتخاذ اإلجراءات
المالبمة لمواجهتها وكٌفٌة ضبطها والسٌطرة علٌها ،وإعداد خطط األزمات واختبارها ( Sahin
)et al., 2015و
نحو محاولة تجنب األزمة ،وذلن من خالل إعداد الخطط الالزمة لتملٌل أضرار األزمة وتبعاتها
السلبٌة المحتملة ،واالهتمام بتنمٌة وتطوٌر إمكانتها المادٌة والبشرٌة ،وتوفٌر الحماٌة ألنظمتها
ومكوناتهاو
وهذه المرحلة تكون أثناء األزمة ،وفٌها ٌكون تركٌز إدارات المنظمات منصبا ً على
تملٌص حجم األضرار والحد من انتشارها على نطاق واسع ( ،)Wang et al., 2009حٌث
تموم المنظمة بتنفٌذ الخطط المعدة لمواجهة األزمة ،وكٌفٌة التعامل معها ،وتطبك كافة الوسابل
واألسالٌب لتملٌص حجم األضرار الناجمة عنها ،والحد من انتشارها للكٌانات األخرى التً لم
تتؤثر بعد باألزمة (المالكً)6131 ،و
وعرفت هذه المرحلة بؤنها بؤنها اإلعداد والتحضٌر لتملٌل المخاطر واألضرار والتهدٌدات
التً تصٌب المنظمات جراء تعرضها لألزمات ()Saka, 2014و كما عرفت بؤنها مجموعة من
األنشطة والعملٌات التً تموم بها إدارة المنظمات المتصاص التبعات السلبٌة لألزمات التً
تتعرض لها المنظمات ،وإخمادها والحد من اتساع بإرة انتشارها فً المنظمة من خالل التحري
عن مبررات حدوث األزمات وإدران السبل الكفٌلة لمواجهتها (شاهد وزرلون)6132 ،و
لكً تتمكن المنظمات من احتواء األضرار والحد منها ٌتوجب علٌها فً بادئ األمر جمع
معلومات كافٌة ودلٌمة وفً ولت لٌاسً عن األزمة التً تمر بها المنظمة ،إذ أن الحصول على
مثل هذه المعلومات ٌساعدها على إجراء عملٌة تمٌٌم شاملة ومتكاملة للوضع الراهن ،هذا إلى
جانب تحدٌد جهة األزمة (محلٌة ،إللٌمٌة ،وعالمٌة) ،ومسارها داخل المنظمة ،والمطاعات
المتضررة ،باإلضافة إلى حتمٌة اتباع سٌاسات إدارة األزمة على كافة المستوٌات التنظٌمٌة،
وحشد مختلف المدرات واإلمكانات ،واستنهاض الهمم لكبح جماح األزمة وما تخلفه من أضرار
()Baubion, 2012و وتطبٌك المنظمات لهذه األمور جمٌعها ٌساعدها فً إحكام وضبط
السٌطرة على األزمة وتعببة مواردها للمٌام باالصالحات (المالكً)6131 ،و
وٌرى الباحث أن احتواء األضرار ٌمثل تركز واهتمام البنون التجارٌة األردنٌة بالسٌطرة
على االضرار الناتجة عن األزمة من خالل ترجمة الخطط الموضوعة لمواجهة األزمة واتخاذ
التدابٌر الالزمة واإلستخدام االمثل للموارد لتملٌص حجم األضرار لدر االمكان ،والحد من
امتدادها داخل المستوٌات التنظٌمٌة األخرى فً المنظمةو
63
تعد مرحلة الخروج من بوتمة األزمة والتعافً من االضطرابات التً سببتها من أهم
المراحل التً تثبت مدى لدرة المنظمة على مواجهة األزمات ونجاحها وتفولها فً تحمٌك هدفها
فً البماء واالستمرار ،فالمنظمات التً تسعى جاهدة لتحمٌك هذا الهدف ،ال ٌتوجب علٌها
االستستالم لألزمة وإنما العمل على مواصلة أعمالها والتخطٌط لكٌفة معالجة األضرار التً
لحمت بها جراء األزمة بصورة متزامنة ()Saka, 2014و
وعرفت مرحلة استعادة النشاط بؤنها العمل على تمدٌم بعض الحلول الوالعٌة واتخاذ
االجراءات والعملٌات الالزمة الستعادة التوازن ()Wang et al., 2009, 25و وعرفت بؤنها
وضع السٌاسات واالستراتٌجٌات الموجهة نحو إعادة مسار العمل فً المنظمة لصورته السابمة أو
بشكل أفضل مما كان علٌه لبل األزمة وجعلها موضع التنفٌذ ( Emeagwali & Aljuhmani,
) 2017و كما عرفت بؤنها مرحلة إعادة البناء واستبناف مزاولة األنشطة والعملٌات التً كانت
تموم بها المنظمة فً السابك لبل ولوع األزمة وتجاوز انعكاساتها وتؤثٌراتها السلبٌة (شاهد
وزرلون)6132 ،و
إن مرحلة إعادة التوازن للمنظمة واستعادة لدرتها على مزاولة أنشاطتها وعملٌاتها
بالشكل المعتاد لد ٌكون بعد انتهاء األزمة مباشرة ً أو بعد أمضً فترة من الولت حتى تتمكن
المنظمة من استجماع لواها وتمتلن المدرة على بذل الجهود النتعاشها وإعادة ممارسة ما كانت
تموم به فً السابك ()Mair, Ritchie & Walters, 2016و وبغض النظر عن الفترة التً
تمضٌها المنظمة فً استعادة نشاطها فإن السرعة فً إعادة تنظٌم وترتٌب أمورها تعد عنصرا ً
حاسما ً وأمرا ً فً غاٌة األهمٌة ،ولكً تتمكن من ذلن ٌتوجب علٌها تبنً آلٌات التعافً لصٌرة
ومتوسطة األمد والتً تساعدها على استعاضة خسابرها بتولٌد أرباح جدٌدة ،األمر الذي ٌتم من
خالل اتخاذ العدٌد من اإلجراءات التنظٌمٌة المالبمة وتبنً مجموعة من البرامج الجاهزة والتً
أثبتت نجاحها من خالل اختبارها مسبماً ،وتمدٌم الحلول المناسبة (المالكً)6131 ،و
-3توجٌه مواردها المادٌة والبشرٌة وعملٌاتها وأنشطتها للعمل لدر اإلمكان وفما ً
لالستراتٌجٌات المحددة سابماًو
-6تمنٌن المصارٌف والنفماتو
64
وٌرى الباحث أن استعادة النشاط تمثل سعً إدارة البنون التجارٌة األردنٌة نحو التغلب
على األزمة من خالل تمدٌم الحلول والممترحات والمعالجات التً تمكنها من استعادة توازنها
وممارسة أنشطتها وأعمالها االعتٌادٌة بالصورة التً كانت علٌها لبل ولوع األزمةو
على الرغم من فاعلٌة األسالٌب واإلجراءات التً تتبناها المنظمة فً تخطً األزمات لبل
وأثناء وبعد حدوثها إالّ أنها ال تعد كفٌلة بمنحها المدرة على تجاوز األزمات الالحمة وخاصةً
المشابهة لها ،ولذلن كانت االستفادة من هذه التجربة والتعلم منها أمرا ً فً غاٌة األهمٌة ،فالتعلم
وإعادة التمٌٌم لألحداث والعمبات التً مرت بها المنظمة والسٌاسة التً اتبعتها فً إدارتها من
شؤنه أن ٌنور بصٌرتها تجاه تطوٌر األنشطة والعملٌات المعنٌة بالتعامل مع األزمات الداخلٌة أو
الخارجٌة التً ٌمكن لها أن تمع على األمد البعٌد وٌوفر لها الدعم الكافً لمواجهتها والتصدي لها
ومجابهة تبعاتها المختلفةو
وعرفت مرحلة التعلم بؤنها مرحلة االستفادة من الموالف واألحداث السابمة واالستعانة
بالكفاءات والخبرات التً تولدت لتبنً السلوكٌات اإلٌجابٌة وتحسٌن األعمال التً تحدث تغٌٌرا ً
فً توجه وعمل المنظمة ()Saka, 2014و وعرفت بؤنها تموٌم الخطط واألسالٌب التً
استخدمتها المنظمة لبل وخالل وبعد األزمة ،وبناء النتابج وتكوٌن الخبرات لتحسٌن لدراتها فً
تجنب ومواجهة األزمات المشابهة مستمبالً والحد لدر اإلمكان من التعرض ألزمات جدٌدة
مستمبالً (الدوري والحٌت)19 ،6132 ،و كما عرفت بؤنها استخالص النتابج والعبر من األزمة
التً واجهتها من خالل دراستها وتحلٌلها وتبنً االصالحات واإلجراءات الكفٌلة بتنشٌط أنظمتها
وعملٌاتها ()Nyenswah, Engineer & Peters, 2016و
إن أحد أهم األمور التً تشغل فكر إدارة المنظمات التً نجحت فً الخالص من األزمة
هو كٌفٌة العمل على إزالة أضرارها والتخلص من آثارها السلبٌة والحد دون ولوعها فرٌسةً
ألزمات جدٌدة فً المستمبالً ،ولهذا كان اتباع نسك جدٌد فً العمل ٌتضمن مجموعة من األنشطة
والعملٌات تتمثل فً إعادة تؤهٌل بٌبة العمل لتصبح أكثر مالءمة ،وتنظٌم دورات وورش تدرٌبٌة
65
ممنهجة لكافة الموارد البشرٌة ،وتعزٌز وتمدٌر جهود الكوادر البشرٌة التً استطاعت ممارسة
أدابها بفاعلٌة خالل األزمة ،وإعادة تمٌٌم كفاءة ومهارة األفراد الذٌن أخفموا فً أداء عملهم،
وتحوٌل فرق إدارة األزمات إلى فرق تطوٌر الحلول ،وإعداد الخطط والتمارٌر االستراتٌجٌة
لبرامج اإلنتاجٌة والكفاءة على األمد البعٌد ،من أهم المحاور واألنشطة التً ٌتوجب على
المنظمات المٌام بها بعد انمضاء األزمة ()Sahin et al., 2015و
وٌرى الباحث أن التعلم هً المرحلة التً تموم بها إدارات البنون التجارٌة األردنٌة
بتدوٌن كافة البٌانات والمعلومات التً حصلت علٌها أثناء األزمة ،وتموٌم الخطط واألسالٌب
المستخدمة لمواجهتها ،وإعادة دراسة أسبابها والظروف التً أدت إلى حدوثها ،وتحدٌد مواطن
لوتها ونماط ضعفها ،بهدف استخالص الدروس والعبر وتكوٌن الخبرات لمواجهة األزمات
المستمبلٌةو
تتطلب إدارة األزمات توفٌر العدٌد من العوامل واألسالٌب واإلجراءات اإلدارٌة التً
تسهم فً توفٌر البٌبة المالبمة للتعامل مع األزمة فً كافة مراحل دورة حٌاتها ،مما ٌنعكس إٌجابا ً
فً تحمٌك الكفاءة والفاعلٌة فً أدابهاو وتتمثل أبرز هذه العوامل واألسالٌب فٌما ٌؤتً:
.1أنظمة المعلومات واالتصاالت :فوجود مثل هذه األنظمة والتً تتسم بؤعلى لدر من
الكفاءة والفاعلٌة من شؤنه أن ٌمد المٌادات اإلدارٌة فً المنظمة بالمعلومات الكافٌة
والصحٌحة والدلٌمة عن مجمل األمور التً ٌحتمل أن تولد األزمات ،كما أن توفٌر
المعلومات التً تتصف بؤعلى درجات الدلة والشمولٌة والسرعة ٌساعد فً إجراء تحلٌل
لوضع المنظمة وتحدٌد مواطن لوتها ونماط ضعفها ،وبالتالً اتخاذ اإلجراءات المالبمة
لالستعداد لمواجهة األزمات المحتملة والحماٌة منها ( Pecujlija, Jaksic,
،)Drobnjak, Cosic, Kesetovic, & Seslija, 2017كما ٌتمثل دور هذه
األنظمة فً إدارة األزمات من خالل تحمٌك المرونة فً تبادل وتنالل المعلومات بٌن
ألسام ووحد المنظمة من جهة ،وبٌن المنظمات األخرى المعنٌة باألزمة من جهة أخرى،
مما ٌساعد المنظمة على تحدٌد أفضل اتآلٌات لمواجهة األزمات ،وبالتالً تعزٌز لدرتها
على مواجهتها ()Monden, 2014و
66
.2وضوح المهام والمسؤولٌاتٌ :إدي وضوح المهام والمسإولٌات دورا ً فعاالً فً دعم
لدرة وإمكانٌة صانع المرار على اتخاذ المرارات المناسبة والمالبمة ،فاألزمة تولد حالة
من اإلربان واالضطراب لدى متخذ المرار ،وبالتالً تضعف من لدرته على صنع واتخاذ
المرارات المناسبة ،ووضوح المهام والمسإولٌات ٌساعد وٌسهل من عملٌة اتخاذه
للخطوات والمرارات اإلٌجابٌة فً معالجة األزمات المحتملة وتفادي أخطارها (الجمل،
)6118و
.3الدعم والتشجٌع المادي والمعنوي :أثبتت العدٌد من الدراسات أن الدعم والتشجٌع
المادي والمعنوي للفرد العامل ٌنعكس إٌجابا ً على أدابه ووالبه وانتمابه للمنظمة ،حٌث أن
تمدٌم الدعم والتشجٌع تولد الدافعٌة لدى العاملٌن لتمدٌم أفضل أداء وخاصة فً جو
مشحون بالمخاطر واألزمات التً تهدد كٌان ووجود المنظمة ( Pecujlija et al.,
)2017و
.4التكامل بٌن األنشطة واألعمالٌ :إدي التنسٌك بٌن األلسام والوحد الداخلٌة للمنظمة
وتح مٌك الترابط بٌن الوظابف واألنشطة التً تموم فٌها إلى تظافر كافة الجهود فً
الخروج من بوتمة األزمة والتعافً من تبعاتها ،وذلن من خالل تسهٌل عملٌة انسٌاب
الموارد واإلمكانات للكٌان التنظٌمً المتضرر من األزمة ،وبالتالً معالجتها بؤلل
التكالٌف وفً ولت لٌاسً ()Liu et al., 2017و
.5تعبئة الموارد واإلمكانات :تعد الموارد البشرٌة عنصرا ً هاما ً وأساسٌا ً فً دعم لدرة
المنظمات على تخطً األزمات ومجابهتها ومعالجة أضرارها ،وذلن من خالل ما تمتلكه
من معرفة ومهارات وخبرات ولدرات وكفاءات ،هذا إلى جانب ماتمتلكه من ممومات
وإمكانات مادٌة ،وتتمثل لدرة المنظمة فً االحتفاظ بمخزون من الموارد من خالل
اكتشاف الموارد المتاحة لها وعناصر لوتها التً تحمك لها المٌزة واألفضلٌة والفاعلٌة فً
إدارة األزمات ()Pecujlija et al., 2017و
67
4-3الذكاء المنظمً
ٌعد موضوع الذكاء المنظمً من المواضٌع اإلدارٌة الحدٌثة العهد والتً تولدت مع
مرور الزمن ،وفرضت نفسها وبموة فً بٌبة األعمال نتٌجة الحاجة المتزاٌدة لها ،فالمنظمات
تكتسب فً كل لحظة العدٌد من الخبرات والتجارب ،وٌضاف إلى كوادرها البشرٌة كل ما هو
جدٌد من خالل تفاعلها وتعاملها مع البٌبة الداخلٌة والخارجٌة ،األمر الذي ٌساهم فً تراكم كم
هابل من المعرفة والمعلومات والتجارب والخبرات وبصورة غٌر منتظمةو
ونتٌجةً لما تشهده بٌبة األعمال فً الولت الحالً من أحداث وتغٌرات غٌر متنبؤة وغٌر
متولعة ،فمد بات لزاما ً علٌها أن تكون لادرة على التصرف بذكاء ،إذ أن هذا التصرف من شانه
أن ٌعزز من لدرتها ولابلٌتها للتطور ،وٌمنحها الموة لمواجهة األحداث والتغٌرات البٌبٌة السرٌعة،
والمدرة على الرد واالستجابة لألحداث والمتغٌرات المفاجبة وغٌر المتولعةو
1-4-3مفهوم الذكاء
ٌعد الذكاء من العناصر التً أثٌر حولها الجدل والنماش على مر العصور ،وٌعتبر علم
الفلسفة من أولى العلوم التً تناولت هذا المصطلحو وتعود جذور هذا المصطلح إلى اللغة
الالتٌنٌة ،والذي ظهر للمرة األولى على ٌد الفٌلسوف الرومانً (شٌشرون) ،ثم ما لبث أن شاع
انتشار هذا المصطلح فً العدٌد من اللغات العالمٌة ،وبات محط اهتمام العدٌد من الفالسفة فٌما
بعد ،مثل أفالطون والذي عبر عنه بؤنه محصلة المظهر اإلدراكً للنشاط العملً (عبد هللا،
،)12 ،6112ولد تولد هذا التعبٌر من منطلك المعنى اللغوي الذي حمله هذا المصطلح وهو
(الذهن والفهم ،والحكمة) ،كما استند الفالسفة فً التعامل مع الذكاء من منظور منهج المتؤمل
العملً (الشٌخ)32 ،6118 ،و
وعلى الرغم من اهتمام علماء النفس بمصطلح الذكاء ،واتباعهم لمنهج الفالسفة فً
التعامل معه ،إالّ أنه ٌعد من المصطلحات غٌر المعرفة لدٌهم بشكل دلٌك ،وال ٌمكن االستدالل
علٌه من خالل صفات معٌنة فً الفرد ،فالذكاء ٌظهر من خالل سلوكٌات الفرد واألسالٌب التً
ٌتبعها لحل المشاكل والمابلٌة للتعلم والفهم والتعامل مع الموالف واألحداث الجدٌدةو
والذكاء عند العرب ٌرتبط بمدرة الفرد على الوصول إلى جوهر األمر من خالل مجموعة
من المدرات العملٌة المتعلمة بالمعرفة واإلدران ،والعلم والوصول إلى األمور الضمنٌة ،وصواب
الرأي وسداده (صالح ،العزاوي وإبرهٌم)311 ،6131 ،و
68
الشكل ( :)6-1مفهوم الذكاء عند العرب (المصدر :صالح ،العزاوي وإبراهٌم ())6131
ولد عرف الذكاء بؤنه المدرة على تشكٌل وإدارة المعرفة والمهارات عند حدوث موالف
جدٌدة (فرعون ،العنزي والخالدي ،)362 ،6133 ،وعرف بؤنه المدرة على المعرفة والفهم
والتعامل مع األحداث والمعطٌات الجدٌدة (داودي وموسى ،)314 ،6136 ،وعرف ذلن بؤنه
محصلة احتكان الفرد وتفاعله مع بٌبته ()Sangwan & Duhan, 2010, 217و
وٌرى الباحث أن الذكاء هو لدرة الفرد على استخدام لدراته وإمكاناته ومهاراته العملٌة
والعلمٌة والمعرفٌة فً التحلٌل والتخطٌط وحل المشاكل والتعامل مع األمور واألحداث التً
ٌستعصً على اتآخرٌن التعامل معهاو
ٌشٌر مصطلح الذكاء المنظمً إلى لدرة المنظمة على استخدام ملكاتها وإمكاناتها العملٌة
والذهنٌة ،واستكشاف المعلومات والحصول علٌها والمحافظة علٌها وتحدٌثها وتطوٌرها بشكل
مستمر وتهٌبتها لحل المشاكل والمعضالت وصناعة المرارات التً تتوافك مع الظروف البٌبٌة
المحٌطة بها (صالح وآخرون)311 ،6131 ،و وٌشٌر إلى لدرة المنظمة على التعامل مع
التغٌرات البٌبٌة المحٌطة بها والتً تجري حولها بشكل سرٌع وغٌر منتظم وغٌر متولع من خالل
االستجابة السرٌعة والمبتكرة واالستفادة من هذه التغٌرات لصالح المنظمة والتعامل معها على
أنها فرص ٌمكن أن تحمك من خاللها المنظمة النمو والتمدم والنجاح ( Lu & Ramamurthy,
) 2011و كما ٌشٌر إلى لدرة المنظمة على التكٌف والتؤللم مع ما ٌحٌط بها من أحداث ومتغٌرات
ومواءمتها لتتمكن من تحمٌك أهدافها ،ذلن األمر الذي ٌجعل من األهمٌة على المنظمة جمع
البٌانات والمعلومات المتعلمة ببٌبتها وما ٌندرج ضمنها من عناصر وممومات ،وإٌمانها بضرورة
69
التغٌ ٌر الذي ٌضمن لها البماء واالستمرار ،وإجراء مراجعة دورٌة ومستمرة ألنشطتها وعملٌاتها
(العبادي)6136 ،و وٌشٌر كذلن إلى إدارة المنظمة بالذكاء من خالل جمع البٌانات والمعلومات
وتحلٌلها واستنباط المعرفة الجدٌدة والتعلم التخاذ لرارات تمتاز بالكفاءة والفاعلٌة ( & Azma
)Mostafapour, 2012, 102و
وٌتضح من التعرٌفات السابمة استناد مفهوم الذكاء المنظمً على مفهومٌن وهما المدرة
التنظٌمٌة على التكٌف ،والمرونة التنظٌمٌة ،واللذان ٌندرجان ضمن خصابص وسمات األداء التً
تتمٌز بها المنظمات الذكٌةو فالمدرة التنظٌمٌة على التكٌف تركز على الشكل والهٌكل ودرجة
الطابع الرسمً للمنظمة ،وكٌفٌة تؤثٌر كل منهم فً المدرة على التؤللم السرٌع مع بٌبة العمل ،أما
المرونة التنظٌمٌة فهً تعكس لدرة المنظمة على إعادة تشكٌل هٌاكلها وعملٌاتها الداخلٌة بشكل
استبالً لمجابهة األحداث التغٌرات البٌبٌة ()Trinh, Molla & Peszynski, 2012و
وٌرى الباحث أن الذكاء المنظمً استخدام المنظمة إلمكانٌاتها ولدراتها العملٌة والذهنٌة
المتوافرة لدٌها وتوظٌفها فً إدارة المنظمة بذكاء والتعامل مع األحداث والمتغٌرات المحٌطة
واستغاللها لتحمٌك االستبالٌة فً بناء مزاٌا تنافسٌة ،من خالل جمع وتحلٌل البٌانات والمعلومات
وتمٌٌمها والمدرة على استكشاف معارف جدٌدة واتخاذ أفضل المراراتو
تتصف عملٌات الذكاء بؤنها عملٌة معمدة تتضمن تحلٌالً وتمٌٌما ً للمعلومات ودعم اتخاذ
المرارات ،والتنسٌك بٌن المرارات المختلفة التً تنعكس على أداء المنظمة مستمبالً لتنمٌتها
وتطوٌرها وضمان بمابها واستمرارها ()Azma & Mostafapour, 2012, 102و وتظهر
أولى مالمح الذكاء المنظمً فً لدرة المنظمة على استثمار خبراتها وتجاربها واستغالل أفرادها،
ورصد وتخزٌن محصلة هذه الخبرات والتجارب فً ذاكرة المنظمة لالستفادة منها فً حل
المشاكل التً تواجهها ،وهو ما ٌعرف بـ "التعلم التنظٌم" (دروزة ،المعشر والمواسمً،6134 ،
)242و
وٌصنف الذكاء المنظمً إلى ثالث مستوٌات ،والتً تمثل مجتمعةً المحصلة النهابٌة لكافة
أنشطة وعملٌات المنظمة وأهدافها ،بدءا ً من األنشطة والعملٌات التً تموم بها بشكل ٌومً وانتها ًء
بتحمٌك أهدافها االستراتٌجٌة ،كما تمثل المدرات الربٌسة للمنظمة لكً تتمكن من الوصول إلى
الذكاء المنظمً ()Sambamurthy, Bharadwaj & Grove, 2003و
70
-3ذكاء العمٌل :وٌتمثل فً لدرة المنظمة على معرفة وتحدٌد احتٌاجات ورغبات
العمالء ،وجمع المعلومات عنها بصورة دورٌة ومنتظمة وبشكل مستمرو
-6ذكاء المنظمة :وٌتمثل فً لدرة المنظمة على تحمٌك ألصى درجات االستفادة من
عاللاتها مع األطراف الخارجٌة المرتبطة معها ،واستغالل كفاءتهم وخبراتهمو
وفما ً للدراسات التً أجراها Karl Albrechtفً عام ( ،)6116فمد حدد أبعاد الذكاء
المنظمً بسبعة أبعاد ،موضحة فً الشكل اتآتً:
ٌعكس مفهوم الرإٌة االستراتجٌة لدرة المنظمة على اكتشاف المستمبل ،فهً تمثل
الطرٌك الذي تتبعه المنظمة للنجاح فً تحمٌك أهدافها ،وتتمٌز فً كونها تعد أحد صور المٌادة،
ومن المهام الحساسة التً تمع مسإولٌة تنفٌذها على عاتك المٌادات اإلدارٌة العلٌا فً المنظمة،
وتمثل نمطا ً من لٌم المنظمة التً تتسم بؤبعاد متمٌزة ترتبط بمستمبلها ،ذلن األمر الذي جعلها
عنصرا ً ممٌزا ً فً الفكر االستراتٌجً ()Marjani & Soheilipour, 2012, 153و
وٌعتبر بٌان الرإٌة االستراتجٌة من أهم العناصر المكونة للرإٌة االستراتجٌة ،وٌمثل
أولى خطوات التخطٌط االستراتٌجً والتً تسبك عملٌة صٌاغة خطة الرسالة التً تإدٌها
المنظمة ،وتعكس الغرض االستراتجً للمنظمة من خالل التركٌز على الطالات والموارد الكامنة
فً المنظمة بهدف تحمٌك المستمبل المطلوب ()Pearce & Robinson, 2003, 34و
ولكً تتحمك الغاٌة من الرإٌة االستراتجٌة وبٌانها ال بد من االعتماد على كوادر بشرٌة
ٌتمتعون ببصٌرة ثالبة نحو المستمبل ،وٌمتلكون خبرات عالٌة ،باإلضافة إلى االستناد فً تحدٌد
األهداف االستراتجٌة من خالل تحدٌد التغٌر المطلوب لتسٌر المنظمة باتجاه رإٌتها (Albrecht,
)2002و
ٌعكس مفهوم المصٌر المشترن العمل اإلندماجً ،والذي ٌشٌر إلى ارتباط كافة األطراف
التً تربطها مصالح مع المنظمة معها ،وال ٌمتصر هذا االرتباط على األفراد المعنٌٌن بشكل
مباشر بالمنظمة ،وإنما ٌمتد إلى األطراف غٌر المرتبطة بالمنظمة بشكل مباشر (عابالت
األعضاء) ،وٌتولد اإلحساس بالمصٌر بالمشترن من إدران األفراد لوجود المنظمة ومهمتها
وأهدافها ،واحساسهم بالهدف المشترن واستٌعاب أسس وممومات نجاح المنظمة ،فٌشعرون
بؤهمٌة اتحادهم والتعاون فً العمل ()Albrecht, 2002و
72
تعكس عملٌة نشر المعرفة التشارن فً المعرفة وتبادلها بٌن األفراد عبر مجموعة من
العملٌات لتكون لاعدة أساسٌة فً تولٌد معرفة جدٌدة ناتجة عن عملٌة التبادل والتشارن فً
المعرفة )(Ismail, 2009و وترتبط عملٌة نشر المعرفة وااللتزام بها بثمافة المنظمة ومناخها،
وتعتبر من التحدٌات الربٌسة للمنظمات وخاصة فً الولت الحالً ()Jashapara, 2004و
وعند نشر المعرفة ال بد من األخذ بعٌن االعتبار أن تتسم المعرفة المتبادلة بالوضوح
والمابلٌة للفهم ،وأن ما ٌجب مشاركته هو المعرفة نفسها ولٌس نتابجها بهدف االستفادة منها فً
تحمٌك أهداف ومصالح المنظمة ،وٌكون ذلن بٌن أفراد المنظمة بعضهم ببعض أو بٌن المنظمة
واألفراد أو بٌن عدة منظمات (طٌطً)6131 ،و
73
من المتعارف علٌه أن العالم الٌوم ملٌا باألزمات نتٌجةً للتعمٌدات والتغٌرات التً تحدث
فً مختلف المجاالت وعلى كافة األصعدة ،وتعد هذه األزمات على اختالف طبٌعتها وحجمها
وحدتها ودرجة تؤثٌرها من أبرز التحدٌات التً تواجهها المنظمات ،فهً تمثل تهدٌدا ً
الستمرارٌتها وبمابها ولدرتها على مواصلة أنشطتها وعملٌاتها ،ذلن األمر الذي جعل من
موضوع التعامل مع األزمات وإدارتها أمرا ً حٌوٌا ً وحتمٌاً ،حٌث بات لزاما ً على المنظمات إٌالء
هذا الموضوع أعلى مراتب االهتمام ،وبذل ألصى درجات جهدها فً التعامل معها والتغلب علٌها
وإدارتها للحد من أضرارها وانعكاساتها السلبٌة والحفاظ على مكانتها الحالٌةو وتعكس الكٌفٌة
واألسلوب الذي تنتهجه المنظمة فً التعامل مع األزمة مدى كفاءة وفاعلٌة اإلدارة ولدرتها فً
التعامل مع األزمات ،حٌث أن هذا التعامل ٌنطوي على العدٌد من األنشطة التً تتبع المنهج
العلمً (السالم ،)6119 ،وذلن من خالل التخطٌط لألحداث المتولعة وحشد كافة اإلمكانٌات
للتعامل معها وتملٌص حجم مخاطرها (الحدراوي والخفاجً)398 ،6119 ،و
وتعد التوجهات االستراتٌجٌة أحد المحاور األساسٌة التً ٌموم علٌها نجاح المنظمة ،فهو
ٌعبر عن مستوى وعً إدارة المنظمات للبٌبة المحٌطة بالمنظمات وسلوكٌاتهم تجاه األحداث
والتطورات والمتغٌرات البٌبٌة (راضً ولاسم ،)336 ،6138 ،وٌصف األسلوب الذي تنتهجه
المنظمة بتخصٌص وتنسٌك مواردها للوصول إلى أهدافها المحددة ( Cadogan, 2012,
،)340وتؤتً أهمٌة التوجهات االستراتٌجٌة فً تمدٌم الدعم للمنظمة فً تركٌز أولوٌاتها نحو
التفاعل واالستجابة مع التغٌرات المحٌطة ببٌبتها ،وتوجٌه مسار عملها ،وٌساعدها فً اتخاذ
لرارات استراتٌجٌة مستمبلٌة تبرز أفضل البدابل والخٌارات المتاحة لدٌها ،من خالل عرضها
لتصور مستمبلً عن المنظمة (الشوبكً وآخرون ،)6132 ،ذلن األمر الذي من شؤنه أن ٌساعد
المنظمات على مواجهة األزمات المحتملة وإدارتها بنجاحو
كما أن نجاح المنظمة فً إدارتها لألزمة ٌتطلب منها التصرف بذكاء واستخدام ملكاتها
ومموماتها العملٌة والذهنٌة واستخالص المعلومات والحصول علٌها وتحدٌثها وتطوٌرها بشكل
مستمر وذلن إلٌجاد الحلول للمشاكل والمعضالت التً تواجهها واتخاذ المرارات التً تتالءم مع
الظروف المحٌطة (صالح وآخرون)311 ،6131 ،و ووفما ً إلطار إدارة األزمات فإن الذكاء
المنظمً ٌمثل طالة المنظمة بحشد كافة لواها وتركٌزها لتحمٌك أهدافها وخططها وأداء رسالتها،
بما ٌعكس تصرفاتها وتوجهاتها التً تتسم بالذكاء إلدارة األزمات (الخفاجً)24 ،6131 ،و