Professional Documents
Culture Documents
الرغبة والحاجة2
الرغبة والحاجة2
.إن أول موضوع يتعامل معه الطفل هو ثدي أمه ،فيحقق من خالله حاجاته و رغباته معا -
أما الحاجة فتتعلق بما هو بيولوجي عضوي ،في حين ترتبط الرغبة بما هو نفسي ال شعوري .هكذا
.فالرغبة هي حركة يقوم بها الطفل من أجل التخلص من دوافع غريزية ،نفسية ال شعورية
ميزت صاحبة النص بين طريقتين في اإلرضاع؛ األولى تكون أقل ضبط للوقت بينما الثانية تلتزم -
بأوقات محددة .و ترى صاحبة النص أن كال من الطريقتين ال تحقق للطفل جميع رغباته و دوافعه
الالشعورية .و السبب هو أن اإلرضاع حينما يكون مضبوطا من حيث الوقت يلبي للطفل حاجته و لكن
ال يلبي له رغبته ألن األم تكون عاجزة عن إزالة جميع الدوافع التدميرية لطفلها وقلقه االضطهادي،
أما حينما يكون اإللتزام بالوقت غير مضبوط فإنه ال يلبي للطفل أيضا رغبته و ال تتمكن األم من إزالة
كل آالمه و معاناته .و يبدو أن الحل يكمن في الوسط بحيث يجب و ضع مسافة زمنية معقولة بين
الرغبة و تحقيقها ،لكي نتيح للطفل إزالة الدوافع الالشعورية من خالل البكاء كلغة أساسية يعبر من
.خاللها الطفل عن رغباته
حينما ال تكون هناك مسافة بين الرغبة و تحقيقها ،فإن العالقة بين الطفل و ثدي أمه تكون عالقة -
تشييئية ،حيث يلبي الطفل في هذه الحالة حاجته البيولوجية دون أن يتمكن من تحقيق رغباته و
التخلص من دوافعه الالشعورية .إن عدم وجود المسافة بين الرغبة و تحقيقها معناه عدم السماح
.للطفل بالبكاء ،و في هذا قمع لوسيلته الوحيدة في التعبير عن ذاته و عن رغباته و هي لغة البكاء
إن إحباط رغبة الطفل بشكل معقول و غير مبالغ فيه ينعكس إيجابيا على شخصية الطفل ،فيعمل على -
إغنائها و تثبيت عنصر األنا لديه .كما يمكنه من التكيف مع الواقع و مواجهة قلقه من أجل البحث عن
.حلول ألزمته الداخلية من خالل األنشطة اإلبداعية التي يقوم بها
:مفاهيم النص 3-
الحاجة = ضرورة منبعها األصلي هو الطبيعة ( مثل األكل و النوم ) ،لكن هذه الحاجة الطبيعية تتطور
.بفعل تطور الثقافات
الرغبة = هي تحويل الحاجة إلى ميل يتصل بموضوع يفتقده اإلنسان و يريد الحصول عليه ،كما يمكن
.اعتبارها ميال نحو التخلص من شيء أو موضوع ما
.اإلحباط = هو عملية تتضمن إدراك الفرد لعائق يعوق إشباع حاجة أو رغبة يسعى إلى تحقيقها
الشخصية = هي خاصية كائن يكون شخصا أخالقيا أو قانونيا مسؤوال ،كما تمثل مجموعة من
.الخصائص األخالقية السامية التي تميز الفرد عن غيره و تشكل الجانب األصيل من أناه
األنا = هي ذات فردية .و في التحليل النفسي األنا هو الذي يحدد التوازن بين الميوالت الغريزية "
.الهو " و الوعي اإلجتماعي الموجود فينا ( األنا األعلى )
.اإلعالء = حيلة دفاعية تتضمن استبدال هد ف أو حافز غريزي بهدف أسمى أخالقيا أو ثقافيا
:اعتمد صاحب النص على أساليب حجاجية قائمة على العرض و التفسير ،و يمكن تقديمها كما يلي
و يتضح ذلك من خالل المؤشر اللغوي " عند تحليلنا ،"...و هنا تسعى صاحبة النص الى التأكيد على
أن الرغبة هي تجاوزللحاجة بحيث أنها نتاج لدوافع نفسية الشعورية .فتحليل شخصية الراشد تبين أن
له رغبة في األم من أجل التخلص من معاناة و أزمات تتعلق بأبعاد عقلية و نفسية ،و ال تقف عند
.مستوى الحاجات المادية اليومية البسيطة
تدعونا صاحبة النص إلى أن نالحظ طريقتين من طرق اإلرضاع ،من أجل النظر في أثر كل واحدة
منهما على شخصية الطفل؛
الطريقة : 1هي التي تكون أقل ضبط لزمن اإلرضاع ،مما يترتب عنها عدم تحقيق الطفل لجميع -
.رغباته
الطريقة : 2هي تلك التي يتم فيها اإللتزام بشكل صارم بأوقات اإلرضاع ،هذه الطريقة أيضا ال تمكن -
.األم من تحقيق رغبات الطفل ،و ال تزيل عنه قلقله و معاناته النفسية
هكذا يبدو أن كال من الطريقتين ال تمكنان الطفل من تحقيق رغباته .فأين يكمن الحل ؟ الجواب يأتي >
فيما تبقى من النص؛
ويتجلى في المؤشر اللغوي التالي " :لقد سمعت ،"...و مضمون ذلك أن شهادة هؤالء الراشدين
أثبتت أن عالقتهم بثدي األم كانت عالقة تشييئية ،ألن اإلرضاع كان فوريا و لم تكن هناك مسافة بين
الرغبة و تحقيقها ،مادام أنه لم يسمح لهم بالتعبير بواسطة البكاء عن آالمهم و رغباتهم و معاناتهم.
.وقد كان لذلك انعكاس سلبي على شخصياتهم
المؤشرات اللغوية الدالة عليه هي " :إذا كان ...فإن ،"...و مفاده أن اإلحباط غيرالمبالغ فيه لرغبة
:الطفل ،عن طريق وضع مسافة معقولة بين الرغبة و تحقيقها ،يمكن الطفل من
.اإلعالء من شأن الرغبة ،و جعلها تتحق في موضوعات مفيدة تعود عليه بالنفع *
.تثبيت عنصر األنا لدى الطفل؛ أي تمكينه من اكتساب شخصية مستقلة و متوازنة فكريا و نفسيا *
لكن وبالرغم من غياب هذه الحاجة البيولوجية نرتدي المالبس؛ و هذا يعني أن هذه األخيرة لم تعد
مجرد حاجة ،بل أصبحت موضوعا للرغبة .و السبب الرئيسي الذي يقف وراء هذا التحول من الحاجة
إلى الرغبة ،هي ثقافة المجتمع التي هي المسؤولة بالدرجة األولى على خلق مجموعة من الرغبات
.لدى األفراد
:الرغبة األخالقية *
:الرغبة الوجدانية *
.حيث تستخدم المالبس إلثارة الجنس اآلخر ،و كسب وده و الدخول في عالقة عاطفية معه
:الرغبة اإلجتماعية *
.حيث تصبح المالبس و سيلة إلبراز مكانة الفرد اإلجتماعية و موقعه في السلم اإلجتماعي
:الرغبة الجمالية *
حيث تصبح المالبس موضوعا إلشباع رغبات الفرد الجمالية ،و إظهار ذوقه الجمالي ،و رغبته في
.الحصول على إعجاب اآلخرين