Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫إكراهات تدبير الملك العمومي المائي بالمغرب على ضوء القانون ‪36.15‬‬

‫وليد حديديوي‪ ،‬طالب باحث بسلك الدكتوراه‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ـ‬
‫المحمدية ‪ -‬جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء‪.‬‬
‫محمد المودن‪ ،‬أستاذ باحث‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ـ المحمدية‪ .‬جامعة‬
‫الحسن الثاني الدار البيضاء‪.‬‬

‫‪Compulsions of the public hydraulic domain in Morocco in the light‬‬


‫‪of Law 36.15‬‬
‫‪Walid Hadidioui, PhD research student, Faculty of Law, Economic and‬‬
‫‪Social Sciences - Mohamedia - Hassan II University, Casablanca‬‬
‫‪Mohamed Al-Mouden, Research Professor, Faculty of Law, Economic‬‬
‫‪and Social Sciences - Mohamedia. Hassan II University, Casablanca‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫يلعب الملك العمومي المائي دورا كبيرا في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية بالمغرب‪،‬‬
‫وقد نظمه المشرع المغربي بالقانون رقم ‪ 36.15‬المتعلق بالماء‪ ،‬الذي نسخ القانون رقم ‪ ،95.10‬حيث‬
‫أخضع هذا القانون استعمال واستغالل الملك العمومي المائي لترخيص مسبق من طرف وكاالت‬
‫األحواض المائية وفق مسطرة تراعي المقتضيات التقنية والمحددة سلفا في المخطط المديري للتهيئة‬
‫المندمجة للموارد المائية‪ .‬ومن أجل الحفاظ على هذا الملك وحمايته من االستغالل العشوائي والحفاظ‬
‫على الحق في الماء لألجيال القادمة‪ ،‬أسند المشرع مراقبته؛ باإلضافة إلى ضباط الشرطة القضائية‬
‫المنصوص عليهم في قانون المسطرة الجنائية؛ إلى جهاز شرطة المياه‪ .‬وتتمثل اإلشكالية المطروحة في‬
‫هذا المقال في اكراهات تدبير الملك العمومي المائي ومراقبته‪ ،‬ويمكن تفريعها إلى التساؤالت التالية‪:‬‬
‫ماهي أبرز االكراهات القانونية في تدبير الملك العمومي المائي بالمغرب؟ ماهي الصعوبات والتحديات‬
‫الواقعية التي تحد من فعالية تدبير الملك العمومي المائي؟ وكيف يمكن تجاوز هذه االكراهات والتحديات‬
‫للوصول الى حكامة جيدة في تدبير الموارد المائية بصفه عامة؟‬
‫باالعتماد على المنهج التحليلي في دراسة وتحليل هذا الموضوع‪ ،‬خلصنا عموما أنه رغم الجهود‬
‫المبذولة من طرف كل المتدخلين في تدبير الموارد المائية‪ ،‬يبقى الملك العمومي المائي يعاني العديد من‬
‫اإلكراهات والتحديات التي أثرت بشكل كبير على مجموعة من القطاعات لعل أبرزها قطاع الفالحة‪.‬‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪37‬‬


Revue Marocaine des Politiques Publiques ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫هذا ما يجعل المسؤولية على كل المتدخلين تبقى قائمة على الشأن المائي بالمغرب أمام تحد صعب في‬
.‫ضمان االمن المائي مستقبال‬
.‫ الملك العمومي المائي ـ شرطة المياه ـ األحواض المائية‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract:
The public hydraulic domain takes a major role in Morocco's economic and social
development, which was regulated by the Moroccan legislator under the Act “36.15” on
water. The act was copied from law 95.10. The hydraulic basin agencies have previously
authorized. This law subjected the use and exploitation of the public hydraulic domain to
prior authorization by the water basin agencies in accordance with a rule that takes into
account the technical and predetermined requirements of the Integrated Water Resources
Management Director Plan.
To preserve the public hydraulic domain and protect him from indiscriminate
exploitation and preserve the right to water for future generations, the legislature entrusted
his observation; in addition to the judicial police officers provided for in the Code of
Criminal Procedure; to the water police. The problem raised in this article is the compulsion
and control of the public hydraulic domain, which can be subdivided into the following
questions: What are the major law constraints of public hydraulic domain management?
What are the real difficulties and challenges, which can hinder the efficacy of public
hydraulic domain management? And How can these constraints and challenges be overcome
to reach good governance in the management of water resources in general?
Relying on the analytical approach in studying and analyzing this issue, we generally
concluded that despite the efforts exerted by all those involved in the management of water
resources, the water public domain still suffers from many constraints and challenges that
greatly affected a group of sectors, perhaps the most prominent of which is the agricultural
sector. This assures the responsibility of all the parties in charge to save Morocco's water
situation and keep it secured for the future.
Keywords: Public hydraulic domain, Water Police, Watersheds.

Numéro: 27-26 :‫العدد‬ 38


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعد الموارد المائية بالمغرب أهم دعائم التنمية االقتصادية االجتماعية‪ ،‬ويعتبر الماء موردا‬
‫طبيعيا أساسيا للحياة ومادة ضرورية يرتكز عليها اإلنسان‪ ،‬كما أنها عبارة عن مورد نادر يتميز توفره‬
‫بعدم االنتظام في الزمان والمكان‪.‬‬
‫تم تنظيم استعمال الملك العمومي المائي بقواعد قانونية ذات مصادر مختلفة‪ ،‬غير ان أول نص‬
‫قانوني يخص الماء في المغرب يعود تاريخه إلى سنة ‪1914‬م‪ ،‬ويتعلق األمر بالظهير الشريف الصادر‬
‫في ‪ 7‬شعبان ‪( 1332‬فاتح يوليوز ‪1914‬م) حول األمالك العامة والمتمم بظهيرين شريفين صدرا سنة‬
‫‪ 1919‬و‪ 1925‬والذي يدمجان جميع المياه مهما كان شكلها في األمالك العامة المائية ومن ثم ال يمكن‬
‫للموارد المائية أن تكون موضوع تملك خاص باستثناء المياه التي اكتسبت عليها حقوق قانونية‪).‬‬
‫العياطي‪.)2017 ،‬‬
‫بعد استقالل المغرب‪ ،‬أضحت النصوص القانونية المتوارثة أقل فاعلية وال تستجيب إلشكاالت‬
‫التدبير المائي التي تفاقمت مع تزايد الطلب على الماء‪ .‬فالتنمية االقتصادية واالجتماعية بجميع مكوناتها‬
‫فرضت قانونا حديثا يتكيف مع مستجدات ومتطلبات العصر‪ ،‬ولذلك لجأ المشرع المغربي إلى إصدار‬
‫قانون جديد للمياه في محاولة لبلورة مقاربة فعالة لتدبير الموارد المائية وهو قانون ‪ 95.10‬الصادر‬
‫‪.‬‬
‫بتاريخ ‪ 20‬دجنبر ‪ )1995‬العياطي‪)2017 ،‬‬
‫وشكل قانون الماء ‪ 10.95‬طفرة نوعية في تعزيز الترسانة القانونية الكفيلة بحماية الثروة‬
‫المائية‪ ،‬وللعلم فقط‪ ،‬فالموارد المائية المتجددة ببلدنا تقدر بحوالي اثنين وعشرين مليار متر مكعب‪75 ،‬‬
‫في المئة م نها سطحية‪ ،‬وهو ما يستلزم تعبئة شاملة لتفعيل القانون المذكور ايمانا بأهميته ودوره في بسط‬
‫حماية ونفوذ الدولة على الرصيد المائي الوطني‪.‬‬
‫وألجل ذلك فقد أحدث المشرع شرطة للماء‪ ،‬يتمثل دورها في حماية الثروة المائية وإجراء‬
‫األبحاث قصد رصد ما قد تتعرض له من تلويث أو استنزاف غير قانوني‪ ،‬وهو ما يستلزم الوقوف عند‬
‫ما قرره المشرع بخصوص معاينة المخالفات المتعلقة بقانون الماء كما حددها قانون ‪ 10.95‬لتحديد مدى‬
‫فاعليتها في تحقيق نية المشرع (حوباني‪.)2011 ،‬‬
‫بعد ذلك اعتمد المغرب القانون الجديد رقم ‪ 36.15‬للماء في غشت ‪ ،2016‬هذا القانون الذي‬
‫أضاف مجموعة من التعديالت المهمة على القانون القديم ‪ ،10.95‬مع نظرة إلى ضمان الحق في المياه‬
‫وأخذ بعين االعتبار المتغيرات في استعمال الماء والمناخ‪ .‬وهكذا‪ ،‬أدخل هذا القانون الجديد إصالحات‬
‫تهدف في المقام األول إلى دعم وتعزيز اإلدارة والتخطيط الالمركزي والمتكامل والمشترك لموارد‬
‫المياه‪ ،‬وتعزيز هيئات ومنظمات التشاور والتنسيق من خالل إنشاء مجالس األحواض والمؤسسات‬
‫القانونية لتنويع اإلمداد من خالل استخدام مصادر غير تقليدية لموارد المياه بما في ذلك مياه البحر‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪39‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫المحالة‪ ،‬وتنفيذ نظم المعلومات ذات الصلة بالمياه‪ ،‬وتعزيز اإلطار المؤسسي واآلليات لحماية الموارد‬
‫المائية والحفاظ عليها‪ ،‬وتعزيز األدوات المالية لتطوير قطاع المياه على أساس مبدأ يجبر المستخدم‪/‬‬
‫الملوث على الدفع(ايت حمو ‪.)2019 ،‬‬
‫ولعل أهم المستجدات التي جاء بها القانون الجديد بالتفصيل‪ ،‬هي كالتالي (الموقع الرسمي للوزارة‬
‫على األنترنيت)‪:‬‬
‫ـ إحداث مجالس استشارية على صعيد األحواض المائية مكلفة بدراسة وبإبداء الرأي حول‬
‫المخطط التوجيهي للتدبير المندمج لموارد المياه وكل القضايا المتعلقة بتدبير موارد المياه على صعيد‬
‫الحوض؛‬
‫ـ وضع إطار قانوني لتحلية مياه البحر يتضمن مقتضيات تحدد األشخاص المكلفين بإنجاز مشاريع‬
‫تحلية مياه البحر وضبط نظام االمتياز الذي تخضع له هذه المشاريع؛‬
‫ـ إلزام المالك أو المكلفين بتدبير المنشئات المائية بضمان صبيب أدنى بسافلة هذه المنشآت‬
‫لضمان توالد وتنقل األحياء المائية؛‬
‫ـ إجبارية توفر التجمعات الحضرية على مخططات مديرية للتطهير السائل تأخذ بعين االعتبار‬
‫مياه األمطار وضرورة استعمال المياه المستعملة‪ ،‬وكذا تجهيزها بشبكات للتطهير السائل ومحطات‬
‫لمعالجة المياه المستعملة؛ ـ كما ينص القانون على إخضاع الصب في هذه الشبكات للترخيص وألداء‬
‫إتاوة؛‬
‫ـ تنظيم مهنة حفر األثقاب عبر إخضاع مزاولة هذه المهنة لنظام الترخيص؛‬
‫ـ وضع إطار للتدبير التشاركي لموارد المياه من خالل سن قواعد تحدد مسطرة إعداد هذه العقود‬
‫التدبير التشاركي وحقوق والتزامات اإلدارة‪ ،‬والمؤسسات العمومية‪ ،‬ومستعملي الماء المنخرطين في‬
‫هذه العقود‪ ،‬باإلضافة إلى مهام تتبع ومراقبة استعمال المياه موضوع العقد التي يمكن للوكالة أن تكلف‬
‫بها مستعملي هذه المياه؛‬
‫ـ وضع إطار قانوني متكامل للوقاية والحماية من الفيضانات يشمل الجوانب المتعلقة بتحديد‬
‫المناطق المهددة بالفيضانات‪ ،‬وبنظم الرصد والمراقبة واإلنذار‪ ،‬وبإحداث لجن على المستوى الوطني‬
‫والجهوي مكلفة بتدبير أحداث الفيضانات وتنسيق أعمال التدخل واإلنقاذ؛‬
‫ـ وضع أنظمة معلوماتية تتعلق بالماء على صعيد الحوض المائي وعلى الصعيد الوطني تمكن من‬
‫التتبع المنتظم للماء ولألوساط المائية والنظم البيئية وعملها‪ ،‬وكذا المخاطر المرتبطة بالماء؛‬
‫ـ تبسيط مساطر الترخيص باستعمال الملك العام المائي السيما عبر دمج مسطرتي الترخيص‬
‫بحفر اآلبار وجلب الماء في مسطرة واحدة ودمج مسطرتي تحديد حافات مجاري المياه والضفاف الحرة‬
‫لهذه المجاري في مسطرة واحدة مما سيقلص من آجال ومصاريف البث في الملفات؛‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪40‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫ـ وضع تعريفات لمجموعة من المصطلحات وحذف أخرى غير دقيقة كـ "الصب المباشر وغير‬
‫المباشر"الشيء الذي سيسهل إصدار النصوص التطبيقية وتفعيل مبدأ "الملوث المؤدي"‪.‬‬
‫لكن أهم ما يمكن استخالصه في هذا الجانب أن القانونين ‪ 10.95‬و‪ 36.15‬ما هما إال امتدادا‬
‫وتطويرا لظهير ‪ 1925‬الذي كرسته الحماية الفرنسية والذي وضع أسس النظام القانوني المائي في‬
‫المغرب (محمد علوي طاهيري‪ ،2020،‬ص‪.)04 :‬‬
‫وما يجعلنا نبحث في هذا الموضوع هو أنه رغم هذا التقدم المهم في التشريع المائي بالمغرب‪،‬‬
‫الزال الملك العمومي المائي يعاني من العديد من اإلكراهات التي تجعلنا يوما بعد يوم أمام استنزاف‬
‫عشوائي كبير لهذه المادة الحيوية‪ ،‬والتي لها دور مهم في الحياة االقتصادية واالجتماعية من جميع‬
‫النواحي‪ ،‬نجد هناك إكراهات قانونية وإكراهات واقعية تجعل تدبير هذا الملك يكتسي صعوبة كبرى‪.‬‬
‫بالرجوع الى الترسانة القانونية المتعلقة بالماء فإنه يتبين لنا أنه من بين أهم القوانين في المغرب‪،‬‬
‫وفي هذا المقال سنتطرق الى موضوع مهم هو‪" :‬إكراهات تدبير الملك العمومي المائي بالمغرب على‬
‫ضوء القانون ‪ ،" 36.15‬ويعتبر تدبير الموارد المائية عملية معقدة‪ ،‬لهذا كان من الضروري التوفر على‬
‫أدوات قانونية ناجعة قصد ضمان التوزيع العادل للموارد المائية ومراقبة استعمالها وكذا ضمان حمايتها‬
‫والحفاظ عليها‪.‬‬
‫ويكتسي تدبير الملك العام ومن بينه الملك العمومي المائي في بالدنا أهمية بالغة باعتباره آلية‬
‫فعالة لتحقيق التنمية‪ ،‬وموردا مهما يمكن أن تعتمد عليه الدولة والجماعات الترابية لتمويل مشاريعها‬
‫التنموية وتحقيق أهداف الصالح العام‪ ،‬كما أن قطاع الماء له تأثير كبير جدا في رسم معالم السياسات‬
‫العمومية األخرى وضمان حكامتها‪ ،‬كما أكد على ذلك الخطاب الملكي األخير‪ .‬خالل خطاب افتتاح‬
‫الدورة األولى من السنة التشريعية الثانية شهر اكتوبر ‪2022‬‬
‫وعليه‪ ،‬نتساءل عن التحديات واالكراهات المباشرة التي تبقى عائقا مباشرا في حسن تدبير الملك‬
‫العمومي المائي بالمغرب؟‬
‫ولإلجابة عن هذه اإلشكالية سنعتمد على المنهج التحليلي‪ ،‬وذلك من أجل تحليل مجموعة من‬
‫النصوص الدستورية والتنظيمية والمراسيم التطبيقية المتعلقة بقانون الماء والقوانين المكملة له‪،‬‬
‫خصوصا أن بعض المواد تحتاج إلى تحليل عميق لفهمها بشكل جيد‪ ،‬باإلضافة إلى تحليل بعض التقارير‬
‫الرسمية الوطنية التي تطرقت لموضوع الماء بصفة عامة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬معيقات تدبير الملك العمومي المائي وتأثيرها على نجاعة األداء‬
‫عند الحديث عن معيقات تدبير الملك المائي‪ ،‬نجد هناك نوعين مهمين‪ ،‬األول هو العديد من‬
‫االكراهات المرتبطة بالمجال القانوني وما يعرفه من نقص (الفرع األول)‪ ،‬والنوع الثاني هي االكراهات‬
‫الواقعية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪41‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫االكراهات القانونية‬ ‫‪.1‬‬

‫تتمثل هذه اإلكراهات القانونية في تأخر إصدار النصوص التنظيمية وعدم تحديد الملك العمومي‬
‫المائي وكثرة المتدخلين في المراقبة‪.‬‬

‫تأخر إصدار النصوص التطبيقية‬ ‫‪.1.1‬‬

‫يعج القانون رقم ‪ 36.15‬المتعلق بالماء بكثرة اإلحاالت على النصوص التنظيمية‪ ،‬واكبها تأخر‬
‫تشريعي في إ صدارها مما نتج عنه فراغ تنظيمي خاصة النصوص التنظيمية األساسية كمسطرة‬
‫تراخيص استعمال الملك العمومي المائي‪ ،‬ومسطرة تحديد الملك العمومي المائي مما عرقل مهام شرطة‬
‫المياه من الناحية الميدانية‪ ،‬بحيث يصعب عليهم التمييز مثال بين اآلبار المنجزة حديثا خاصة في حالة‬
‫ع دم التلبس واآلبار القديمة التي تخضع للتسوية بسبب عدم صدور مرسوم التسوية‪ ،‬ونفس الشيء‬
‫بالنسبة لمخالفات جلب المياه السطحية بدون ترخيص بسبب عدم صدور المرسوم الذي يحدد عتبة‬
‫الكميات المسموح بجلبها بدون ترخيص ويهدف المشرع من هذا اإلعفاء إلى التشجيع على استعمال‬
‫ال مياه السطحية وعدم اللجوء إلى استغالل المياه الجوفية‪ ،‬باإلضافة إلى عدم صدور القرار المشترك بين‬
‫وزارة الداخلية ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء الذي يبين كيفية انضمام الشاحنات في‬
‫الجمعيات للخضوع لقانون المقالع رقم ‪ ، 27.13‬مما يجعل هذه الشاحنات تستغل رمال األودية بشبه‬
‫عشوائي‪ ،‬بحيث يصعب مراقبتها من طرف شرطة المياه‪.‬‬

‫تأخر كبير في تحديد الملك العمومي المائي‬ ‫‪.1.2‬‬

‫بالرغم من نص القانون رقم ‪ 10.95‬على تحديد الملك العمومي المائي في المادة ‪ 5‬منه‪ ،‬وصدور‬
‫المرسوم التنظيمي ‪ 2.97.489‬المتعلق بمسطرة تحديد الملك العام المائي‪ ،‬ودوريات وزارية لتبسيط هذه‬
‫المسطرة‪ ،‬فإن السلطات المختصة لم تتمكن من تحديد هذا الملك في أحواض كير زيز غريس بالرغم من‬
‫إنجاز وكالة الحوض المائي لكير زيز غريس للدراسات التقنية والطبوغرافية لبعص األودية ومقاطعه‪،‬‬
‫ونفس األمر ينطبق على الوكاالت األخرى بحيث أمالك عامة مائية قليلة هي التي تم تحديدها وتحفيظها‪.‬‬
‫ويرجع السبب في هذا التأخر باألساس إلى كثرة المتدخلين في هذه المسطرة وتجزيئ مسطرة‬
‫التحديد‪ ،‬وتحديد الحافات بتواتر الفياضانات بالنسبة لكل مجرى ماء (كما ورد في المادة الثانية من‬
‫القانون ‪ ،)95.10‬الشيء الذي يؤدي الى توسيع مساحات الملك العمومي المائي مما يثير تعرضات‬
‫المجاورين لألودية المراد تحديدها باإلضافة إلى كلفة هذا التحديد‪ ،‬الذي يتطلب موارد مالية لنزع ملكية‬
‫الخواص الداخلة في مساحة التحديد المشار إليها‪.‬‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪42‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫ولتجاوز هذه المسطرة المعقدة والكلفة االجتماعية والمالية لتحديد الملك العمومي المائي تراجع‬
‫المشرع المائي في القانون الجديد رقم ‪ 36.15‬للماء على تحديد الحافات بحدة تواتر الفيضانات وذلك‬
‫بنصه في المادة الخامسة من القانون رقم ‪ 36.15‬المتعلق بالماء‪ ،‬على تحديدها بالمستوى الذي تبلغه‬
‫المياه الفيضانات قبل الطفوح‪.‬‬
‫فعدم تحديد الملك العمومي المائي يعرقل مهام شرطة المياه‪ ،‬بحيث يصعب عليها إثبات مخالفات‬
‫البناء أو الغرس في ارتفاقات األودية وروافدها‪ ،‬وحتى عند تحرير المحضر وتحريك النيابة العامة‬
‫المتابعة قد تطلب المحكمة المختصة من الوكالة مرسوم التحديد الذي يثبت الملك العمومي المائي‪.‬‬
‫يرجع إنهاء إنجاز عدد قليل من مشاريع تحديد حافات األمالك العمومية المائية وضفافها الحرة‬
‫التي تقوم بها المديرية العامة للمياه ووكاالت األحواض المائية إلى التعقيدات التي تكتسي مسطرة البحث‬
‫العمومي واآلجال الطويلة التي تقتضيها مسطرة التشاور واستطالع رأي األطراف المتدخلة المعنية‬
‫والمنصوص عليهما في قانون الماء والمرسوم التطبيقي الذي يحدد مسطرة تحديد األمالك العمومية‬
‫المائية (‪( )...‬تقرير حول أنشطة المجلس األعلى للحسابات برسم سنتي ‪ 2019‬و‪،2022 ،2020‬‬
‫ص‪)1361:‬‬
‫هذا‪ ،‬وتجدر اإلشارة أنه رغم هذه الصعوبات فإن وكاالت األحواض المائية تعمل جاهدة بمعية‬
‫المديرية العامة للمياه على إعطاء هذا الموضوع أهمية قصوى من خالل إعداد برامج تمتد على مدى‬
‫ثالث سنوات لتحديد الملك العمومي المائي‪ ،‬وخاصة المناطق األكثر تعرضا لضغط االستغالل ومخاطر‬
‫االحتالل العشوائي (تقرير حول أنشطة المجلس األعلى للحسابات برسم سنتي ‪ 2019‬و‪،2022 ،2020‬‬
‫ص‪)1361:‬‬

‫كثرة المتدخلين في مراقبة الملك العمومي المائي‬ ‫‪.1.3‬‬

‫لقد أسند القانون رقم ‪15‬ــ‪ 36‬للماء ومرسومه التطبيقي رقم ‪ 2.18.453‬المتعلق بتحديد شروط‬
‫وكيفيات تعيين أعوان شرطة المياه ومزاولتهم لمهامهم مراقبة الملك العمومي المائي إلى أجهزة متعددة‪،‬‬
‫فباإلضافة إلى الشرطة القضائية باعتبارها صاحبة االختصاص العام نص المرسوم السالف الذكر على‬
‫السلطة الحكومية المكلفة بالماء‪ ،‬والسلطة الحكومية بالفالحة‪ ،‬والسلطة الحكومية المكلفة بالصحة‪،‬‬
‫ووكاالت األحواض المائية‪ ،‬والمكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي‪.‬‬
‫فتعدد ال متدخلين أعاله دون تحديد النص القانوني لكيفية التنسيق بينهما وحدود اختصاص كل جهة‬
‫يحد من مراقبة الملك العمومي المائي‪ ،‬حيث كل طرف يتكئ على الطرف االخر‪ ،‬باإلضافة إلى تداخل‬
‫عمل شرطة المياه مع الشرطة البيئية المحددة في المرسوم رقم ‪ ،2.14.782‬خاصة فيما يتعلق بمراقبة‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪43‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫تلوث المياه‪ ،‬وكذلك مع شرطة المقالع‪ ،‬بالنسبة للمقالع المستغلة في األودية وروافدها كما نص على ذلك‬
‫المرسوم رقم ‪.2.18.912‬‬
‫كما نضيف بعضا من هذه االكراهات‪ ،‬وهي كالتالي (سهام تابت‪:)2021 ،‬‬
‫ـ أن النصوص التجريمية لم تنص على العقوبات اإلضافية كالمصادرة الجزئية لألشياء المملوكة‬
‫للمحكوم عليه‪ ،‬كذلك حل الشخص المعنوي‪ ،‬ونشر الحكم باإلدانة التي تضمنها القانون الجنائي؛‬
‫ـ في إطار التنصيص على العقوبات نجد أن المشرع اعتمد تقنية اإلحالة على نصوص أخرى‬
‫األمر الذي جعل قانون الماء يعتريه بعض الغموض والصعوبات التي ستواجه رجال القانون الذين‬
‫يردون تطبيقه؛‬
‫ـ من ضمن اإلشكاالت نجد ان لدينا منظومة قانونية مهمة‪ ،‬ولكن اإلشكال كيف يمكن تنزيلها‪.‬‬
‫فالمعروف أن فعالية كل قانون رهين بتطبيقه األمر الذي ال نجده إذ أن القضايا المعروضة على القضاء‬
‫هي قليلة جدا ال تخرج عن جريمة تحويل المياه وسرقتها‪.‬‬
‫هذا بخصوص االكراهات القانونية والتي تعرقل التدبير الجيد للملك العمومي المائي‪ ،‬فماذا عن‬
‫االكراهات الواقعية؟‬

‫‪ .1‬اإلكراهات الواقعية‬

‫إن الملك العمومي المائي ال يعاني فقط من تأخير صدور المراسيم التطبيقية وتأخر في تحديد‬
‫الملك العمومي و كثرة المتدخلين‪ ،‬بل يعاني من إكراهات على أرض الواقع منها قلة الموارد البشرية‬
‫واللوجيستيكية والمالية (الفقرة األولى)‪ ،‬وضعف نسبة توثيق العقار (الفقرة الثانية)‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫صعوبة إنجاز مهام شرطة المياه (الفقرة الثالثة)‪.‬‬

‫قلة الموارد البشرية واللوجستية والمالية‬ ‫‪.1.4‬‬

‫تعتبر إدارة الموارد البشرية من أكثر وظائف المؤسسة امتداد وتأثيرا على الوظائف األخرى‬
‫بالمؤسسة‪ ،‬فالعنصر البشري هو وسيلة وأسلوب تفعيل عناصر اإلنتاج األخرى باإلضافة إلى كونه‬
‫عنصر اإلنتاج األكثر أهمية‪.‬‬
‫وتعاني مجموعة من اإلدارات المغربية من مشكل كبير أال وهو قلة الموارد البشرية‬
‫واللوجستيكية‪ ،‬ونفس الشيء ينطبق على وكالة الحوض المائي لكيرـ زيزـ غريس التي ال تتوفر على‬
‫الموارد البشرية الكافية للقيام بمهامها المتعددة عامة والموارد البشرية المكلفة بشرطة المياه خاصة‬
‫بحيث أن اإلدارة تستعين بشرطة المياه للقيام باألعمال اإلدارية خاصة حضور في االجتماعات الخارجية‬
‫حيث غير متفرغين بشكل كامل للقيام بمهمة مراقبة الملك العمومي المائي‪.‬‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪44‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫باإلضافة إلى قلة الموارد اللوجستيكية عند الوكالة والتي تزيد في تعقيد وصعوبة مسايرة كل‬
‫القضايا والمشاكل المطروحة‪ ،‬ألن المهام الداخلية والخارجية لوكالة الحوض المائي كثيرة جدا تتطلب‬
‫توفر مجموعة من المعدات األساسية والضرورية‪ ،‬خصوصا في ظل قلة الموارد البشرية الكافية‪.‬‬
‫أما بخصوص الموارد المالية هناك مجهودات جبارة في حماية الموارد المائية ويتبن لنا ذلك من‬
‫خالل ما يلي (وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء ـ قطاع الماء‪ ، ،‬مشروع قانون مالية ‪،2019‬‬
‫ص‪:)66:‬‬
‫ـ في سياق ندرة الموارد المائية وتزايد الطلب عليها من طرف مختلف القطاعات‪ ،‬فإن التخطيط‬
‫وتدبير الموارد المائية يوضح أمرا ال غنى عنه إلمدادات مستدامة من الماء‪ .‬الحفظ وحماية الموارد‬
‫المائية هو واحدة من ركائز االستراتيجية الجديدة لكتابة الدولة لتطوير قطاع الماء‪ .‬ويستند هذا اإلجراء‬
‫على معرفة عميقة لجودة الموارد المائية ومصادر التلوث وتبني برنامج الوقاية ومكافحة ضد التلوث‪.‬‬
‫وقد خصـص لهذا الشروع ‪ 5 250000‬درهم‪.‬‬
‫ـ أما بخصوص تقييم ومعرفة الموارد المائية السطحية والجوفية على مستوى الكم والنوع لكل‬
‫حوض مائي قصد التدبير المتكامل وفعال لهذه الموارد وتطوير هذا القطاع‪ .‬فقد خصص لهذا المشروع‬
‫حولي ‪ 28.000.072‬درهم‪.‬‬
‫فالحكامة الجيدة للموارد المائية تبدأ على مستوى الحوض المائي‪ .‬هذا يعني أن دعم وكاالت‬
‫األحواض المائية تقنيا وماليا وتطوير المهارات أمر مهم لتحقيق أهداف البرنامج‪ .‬لذلك تم تخصيص‬
‫مبلغ ‪ 173 784 000‬درهم كإعانة لميزانية التسيير (وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء ـ قطاع‬
‫الماء‪ ،‬مشروع قانون مالية ‪ ،2019‬ص‪.)66:‬‬

‫ضعف نسبة توثيق العقار في بعض األحواض‬ ‫‪.1.5‬‬

‫يغلب على طبيعة العقارات المتواجدة بمجموعة من االحواض المائية طابع الجموع كما هو الحال‬
‫بوكالة الحوض المائي لكير زيز غريس ‪ ،‬بحيث يصعب على المستغلين أو الراغبين في استغاللها‬
‫الحصول على الشواهد اإلدارية أو شواهد االستغالل‪ ،‬إما بسبب العراقيل اإلدارية أو بسبب النزعات بين‬
‫أفراد القبيلة الواحدة أو ا لقبائل في ما بينهم حول هذا العقار مما يدفعهم إلى الحفر بدون ترخيص‬
‫واستغالل المياه بشكل عشوائي‪ ،‬لكون القانون رقم ‪15‬ــ‪ 36‬للماء والمرسوم التطبيقي رقم ‪2.7.96‬‬
‫المتعلق بمسطرة حفر وإنجاز األثقاب ينص على وثيقة تثبت حق التصرف في العقار للحصول على‬
‫ترخيص الحفر وجلب المياه‪ ،‬ونفس األمر ينطبق على العقارات الخاصة التي تتداول عن طريق اإلرث‬
‫أو عن طريق البيع العرفي‪ ،‬فالمسطرة المعقدة للحصول على الشهادة اإلدارية لتوثيق هذه العقارات‬
‫تحول دون إبرام عقود الملكية الخاصة بها‪ ،‬مما يحرمهم من الحصول على تراخيص استغالل الملك‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪45‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫العمومي المائي‪ ،‬ولجوئهم إلى االستغالل الغير قانوني‪ ،‬فهذه الوضعية العقارية تساهم في ارتفاع عدد‬
‫المخالفات‪.‬‬

‫صعوبات إنجاز مهام شرطة المياه‬ ‫‪.1.6‬‬

‫يعاني أعوان شرطة المياه على العديد من اإلكراهات والصعوبات التي تأثر بشكل سلبي على‬
‫مهامهم بصفة عامة‪ ،‬منها ما هو قانوني وما هو واقعي؛ أي أفرزته الممارسة اليومية للمهام التي يتم‬
‫القيام بها‪ ،‬ولعل أبرز هذه الصعوبات هي كالتالي‪:‬‬
‫ـ تعدد النصوص القانونية المنظمة لمراقبة الملك العام المائي؛‬
‫ـ تعدد المتدخلين وغياب التنسيق؛‬
‫ـ ضعف الموارد البشرية واآلليات الالزمة لمعاينة المخالفات؛‬
‫ـ ضعف تواصل الوكالة مع السلطة القضائية للتوعية لخطورة المخالفات الماسة بقانون الماء؛‬
‫ـ ضعف في تتبع مآل محاضر شرطة المياه أمام المحاكم؛‬
‫ـ ضعف اإلطار القانوني المنظم لشرطة المياه مقارنة مع أعوان المياه والغابات مثال؛‬
‫ـ عدم تبليغ الوكالة بالدعاوى ومآل المحاضر من طرف النيابة العامة؛‬
‫ـ صدور أحكام مخففة وبالبراءة في بعض الحاالت رغم ثبوت المخالفة؛‬
‫ـ صعوبة تنفيذ قرارات إغالق المنشآت المائية غير القانونية؛‬
‫ـ عدم تطبيق مقتضيات المادة ‪ 131‬من قانون الماء من طرف باقي المتدخلين‪.‬‬
‫أما بالنسبة لإلكراهات القضائية فتهم تعتر تطبيق المساطر الزجرية والمتابعات القضائية‪ ،‬إذ على‬
‫صعيد وكالة الحوض المائي ألبي رقراق والشاوية تم تسجيل الكثير من الحاالت في هذا الصدد تتعلق‬
‫بحفر اآلبار أو جلب الماء بدون رخصة وما يترتب عن ذلك من صعوبة ضبط التلبس وصعوبة‬
‫الحصول على المعلومات الالزمة لتحرير محضر المخالفة وعدم وضوح مسطرة مصادرة المعدات‪ ،‬مع‬
‫صعوبة ضبط التلبس فيما يخص الترامي على الملك العام المائي وكذا محدودية صالحية شرطة المياه‬
‫في مراقبة حمولة الشاحنات في الطرق العمومية للتأكد من مصدر مواد البناء وضبط المخالفات‪ ،‬يضاف‬
‫إل ى ذلك حاالت جمود محاضر المخالفات (حفر وبناء بدون رخصة‪ ،‬حاالت تلوث ناتجة عن حوادث‪)...‬‬
‫في المسالك القضائية‪ ،‬كما أن طول المساطر يحد من الدور الردعي للقانون مع استمرار واستفحال‬
‫المخالفات من ناحية الكم والخطورة‪ ،‬وكل ذلك يساهم في تعثر تطبيق استراتيجية الوكالة المذكورة في‬
‫مجال التدبير والمحافظة على الملك العام المائي (كومغار‪.)2015 ،‬‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪46‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫عموما هذه أبرز وأهم التحديات واالكراهات التي يعاني منها تدبير الملك العمومي المائي‪ ،‬من‬
‫اكراهات قانونية وواقعية‪ ،‬وعليه سنحاول في المطلب أسفله التطرق الى بعض الحلول والمقترحات من‬
‫أجل تجاوز ما تم ذكره في هذا المطلب بصفة عامة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تدبير الملك العمومي المائي والرهانات المستقبلية‬
‫سنحاول في هذا المطلب الثاني الحديث على تدبير الملك العمومي المائي والرهانات المستقبلية‪،‬‬
‫حيث سنحاول في البداية (الفرع األول) التطرق الى تفعيل النهج التشاركي ومبادئ الحكامة الجيدة لتدبير‬
‫الملك العمومي المائي‪ ،‬بعدها سنتطرق الى مقترحات عامة للتدبير الجيد للملك العمومي المائي (الفرع‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫تفعيل النهج التشاركي ومبادئ الحكامة الجيدة لتدبير الملك العمومي المائي‬ ‫‪.1‬‬

‫ترتكز الحكامة المائية على المبادئ التالية‪:‬‬


‫ـ المساءلة‪ :‬يجب على المؤسسات المكلفة بتدبير الماء أن تعلل قراراتها وتتحمل المسؤولية عن‬
‫تصرفاتها‪ ،‬ويعد هذا المبدأ مبدأ دستوري كرسه الفصل األول من دستور ‪ 2011‬يجب احترامه والعمل‬
‫على تنزيله‪.‬‬
‫ـ الشفافية‪ :‬أي أن قرارات المرافق المكلفة بتدبير الماء يجب أن تكون صريحة وواضحة‪ ،‬وبلغة‬
‫يفهمها الجميع (المودن‪.)2021 ،‬‬
‫ـ المساواة‪ :‬وذلك من خالل تقديم الخدمات المائية للمواطنين والمواطنات على أساس التساوي‬
‫ودون أي تمييز‪.‬‬
‫ـ النزاهة‪ :‬عبر تبني منظومة من القواعد والقيم المؤطرة لمسؤولية الحفاظ على الموارد المائية‪،‬‬
‫واستخدامها بكفاءة (كفي مريم وساري سهام‪.)2015 ،‬‬
‫ـ التشاركية‪ :‬وذلك من خالل إشراك اإلدارات والجماعات الترابية والفاعلين المعنيين بالشأن‬
‫المائي في اتخاذ القرارات المائية‪.‬‬
‫ـ الحياد‪ :‬يقصد به حياد القانون أي تطبيق القواعد القانونية المرتبطة بالموارد المائية بموضوعية‬
‫ودون انحياز ألي جهة‪ .‬فالقاعدة القانونية عامة ومجردة من الذاتية‪.1‬‬
‫إن تحسين التدبير المندمج والحكامة في مجال الماء من خالل رهين بما يلي‪:‬‬
‫ـ تكريس مبادئ الحق في الماء‪ ،‬والتدبير المستدام والتضامن المجالي في مجال الماء؛‬
‫ـ إحداث مجالس األحواض المائية وتقوية اختصاصات وتركيبة المؤسسات القائمة؛‬

‫‪1‬ـ يعتبر الحياد مبدأ من مبادئ الحكامة الجيدة الذي كرسه الفصل السادس من الدستور المغربي الجديد الصادر سنة ‪ 2011‬حيث نص "القانون هو‬
‫أسمى تعبير عن إرادة األمة‪ .‬والجميع‪ ،‬أشخاص ذاتيين أو اعتباريين‪ ،‬بما فيهم السلطات العمومية متساوون أمامه‪ ،‬وملزمون باالمتثال له"‪.‬‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪47‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫ـ تبسيط مساطر الترخيص وتقوية آليات حماية المياه؛‬


‫ـ التشجيع على تثمين واستغالل موارد المياه غير االعتيادية؛‬
‫ـ تقوية آليات الوقاية من الظواهر القصوى وتحسين تدبيرها‪.‬‬
‫هذا بخصوص مبادئ الحكامة المائية بشكل عام‪ ،‬سنحاول تقسيم هذا الفرع الى فقرتين أساسيتين‪،‬‬
‫األولى حول تقرير النموذج التنموي ودوره في الحكامة المائية‪ ،‬والثانية على دور المقاربة التشاركية في‬
‫التدبير الجيد للموارد المائية‪.‬‬
‫‪ .1.1‬تقرير النموذج التنموي ودوره في الحكامة المائية‬
‫ومن أجل تعزيز بروز مجاالت ترابية مزدهـرة وقادرة على الصمود ومستدامة‪ ،‬توصي اللجنة‬
‫بتبني خمس اختيارات استراتيجية (التقرير العام للنموذج التنموي‪ ،‬أبريل ‪ ،2021‬ص ‪ ،)117:‬ويعتبر‬
‫حكامة تدبير الموارد المائية من هذه االستراتيجيات المهمة‪.‬‬
‫يعاني المغرب نقصا حادا فـي الموارد المائية‪ ،‬ما فتئ يتزايد‪ .‬وتشكل ندرة المياه تهديدا مباشرا‬
‫للتوازنات االقتصادية والبيئيـة واالجتماعية لبالدنا‪ ،‬خاصة فـي المناطـق الجافـة وشـبه الجافة وكذا فـي‬
‫المناطق التي يعتمد دخل سـاكنتها بشكل كبير على الموارد المائية‪ .‬ومن هـذا المنطلق‪ ،‬يعتبر مشـكل‬
‫المياه مـن بيـن المسائل المسـتعجلة التــي يتعين معالجتها‪ ،‬وذلك مـن خال اعتماد مقاربة تراعي ندرة‬
‫الماء بشكل ممنهـج وتجعـل مسـألة الحفـاظ عليه‪ ،‬على المدى الطويل لفائدة األجيال الحالية والقادمة‪ ،‬من‬
‫بين األولويات‪ .‬وتطرح اللجنة بهـذا الخصوص أربعة مقترحات(التقرير العام للنموذج التنموي‪ ،‬أبريل‬
‫‪ ،2021‬ص ‪:)127:‬‬
‫ـ في مرحلة أولى بإصالح القطاع وتعزيز الشفافية بشأن تكلفة الموارد المائية في كل مرحلة‬
‫مـن مراحل تعبئتها‪ ،‬وذلك بدءا مـن تجميعها إلى غاية توزيعها‪ ،‬وذلك من خالل‪ )1 :‬ـ فك االرتباط‬
‫المالي بين الطاقة والماء‪ ،‬في إطار إصالح عميق للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب‪،‬‬
‫يتمثل فـي جعل الفرعين "الماء" و"الكهرباء" مسـتقلين ماليا مـن خالل إلغاء المعادلة الضمنية للتعريفة‬
‫على الماء والطاقة وجعل نموذجهما المالي أكثر شفافية‪ )2 .‬ـ إدماج تكاليف البنيات التحتية لتعبئة الماء‬
‫ضمن تكلفـة هـذا المورد‪ ،‬كشـرط أساسي لوضع حد للوضعية الحالية المتسمة بمجانية خدمات السدود‬
‫والسقي التي تؤدي إلـى تقدير منخفض لتكلفة المورد المائي‪ ،‬فضال عن اختـالالت فـي اختيار‬
‫االستثمارات األفضل‪ .‬وتتمثل هذه التوصية فـي جعل الخدمات المقدمة من طرف البنيات التحتية)‬
‫تخزين المياه‪ ،‬خفض صبيب الوديان خال الفيضانات‪ ،‬الطاقة الكهرمائية) مؤدى عنها تدريجيا‪ ،‬مما‬
‫سيمكن الجهات المكلفة بتدبير هذا المرفق من تحصيل مداخيل تساعدها علـى ضمان الصيانة والقيام‬
‫باالستثمارات الالزمة‪.‬‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪48‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫ـ في مرحلة ثانيـة‪ ،‬توصي اللجنة بوضع تعريفة تعكس القيمة الحقيقية للمورد المائي بغية‬
‫ترشيد استعماله وحسن تدبير ندرته‪ .‬فمراجعة هذه التعريفة ضرورية من أجل الحصول على الموارد‬
‫الدائمة التـي سـتمكن مـن االستثمار فـي تعبئة موارد جديدة وفـي الحفاظ علـى الموارد المتوفرة‪ ،‬فضال‬
‫عن محاربة ضياع المياه (تسربات‪ ،‬تبخر) وترشيد اسـتعمالها‪ .‬وسـيتم ذلك على الخصوص من خـالل‪:‬‬
‫‪ ) 1‬ـ الرفع التدريجي لتعريفة المياه بالنسـبة لكافة المسـتهلكين‪ ،‬أسـرا وفالحيـن‪ ،‬مـن أجل ضمـان أداء‬
‫المقابل المالي لخدمات تعبئة هـذه المياه‪ .‬وسـتتحمل الدولة مباشرة دعم أشطر االستهالك "االجتماعية"‬
‫بالنسبة لألسر ذات الدخل المحدود؛ ‪ )2‬ـ بالنسبة للفالحة‪ ،‬سيكون من المناسب وضع آليات للتشجيع على‬
‫اقتصاد الماء اعتمادا على حصص للسـقي تتناسب مع مساحات االستغالليات الفالحية‪.‬‬
‫ـ في مرحلة ثالثة‪ ،‬سـيتعلق األمر بإنشاء وكالة وطنية لتدبير الماء‪ .‬حيث ستعوض هذه الوكالة‬
‫اللجنة الوزارية للماء وستعمل على التقائية السياسات العمومية والقطاعية مع تنزيلها جهويا حسب كل‬
‫حوض مائي‪ .‬كما يمكن تكليف هذه الوكالة بمعالجة مسألة المياه باتباع مقاربة متكاملة‪ ،‬من البداية إلى‬
‫النهاية‪ .‬وستتولى تحديد سبل توزيع موارد المياه‪ ،‬طبقـا لتوجيهات المجلس األعلى للماء والمناخ‪،‬‬
‫وستقوم باإلعداد والمصادقة علـى تعريفة خدمات مختلف البنيات التحتية الموجهة إلى تعبئة وإنتاج ونقـل‬
‫المياه‪ ،‬وستشجع الوكالة‪ ،‬كذلك‪ ،‬على االعتماد واالستعمال الفعلي لمعايير ومقاييس تعبئة وتجميع وجلب‬
‫المياه الخام أو المعالجة بما يتالءم مع الحفـاظ على هذا المورد على األمد البعيـد‪ ،‬خاصة بالنسـبة‬
‫للقطاعات األكثر استهالكا للماء كالفالحة والسـياحة فـي بعض المناطـق‪.‬‬
‫وأخيـرا‪ ،‬فإنه ال يمكن تلبية االحتياجات من الماء مستقبال دون تعبئة الموارد غيـر التقليدية‬
‫ودون الحفاظ على الموارد الجوفية‪ .‬وسيكون مــن الضروري‪ ،‬أوال‪ ،‬ترشـيد استعمال المياه الجوفية من‬
‫خالل اعتماد أنماط االستغالل التي تأخذ بعين االعتبار قدرة تجديد الفرشات المائية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫سيكون من المناسب اللجوء إلى تحلية مياه البحر من أجـل توفير مصدر مكمل ومضمون للتـزود بالمـاء‬
‫فـي المدن السـاحلية وتوفيـر موارد مائية إضافية للمساحات المسـقية والتقليـل الملموس من هـدر المياه‪.‬‬
‫ويمكـن للتحكم فـي تكلفة الطاقة والعمل بتعريفة مناسبة تثمن بكيفية أفضل قيمة مورد الماء أن يجعل هذا‬
‫القطاع جاذبا لالستثمارات الخاصة وللشراكات بيـن القطاعين العام والخاص‪ .‬كما يتعين أن تتم معالجة‬
‫وإعادة استعمال المياه العادمة ومياه األمطار بصفة منتظمة من أجل تلبية حاجيات المناطق المسقية‬
‫وتخفيف الضغط عن السدود‪ .‬ويتطلب ذلك وضع إطار تنظيمي يسمح باإلدماج الفعلي للمياه المعالجة في‬
‫تخطيط استغالل المياه وتحديد المسؤوليات المتعلقة بالمعالجة وتحديد تكاليف تتبع جودة المياه التي تمت‬
‫معالجتها‪ ،‬إلى جانب مواصفات إعادة االستعمال اآلمن والصحي للمياه المعالجة طبقا للمعايير التي‬
‫وضعتها منظمة الصحة العالمية‪.‬‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪49‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫دور المقاربة التشاركية في التدبير الجيد للموارد المائية‬ ‫‪.1.2‬‬

‫عند دراستنا للوثيقة الدستورية يتبين لنا أن المشرع حاول أن يجعل الفرد يتبوأ مكانة متميزة‪،‬‬
‫وذلك يتبين لنا من خالل االعتراف له بحقوق دستورية يمكن أن يمارسها دون أية وساطة أو توجيه من‬
‫أحد‪ ،‬خصوصا بعد أن ازداد وعي المواطن بالتعاطي مع الشؤون اإلدارية والسياسية المحلية والوطنية‬
‫(الفياللي‪.)2018 ،‬‬
‫وتعتبر الد يمقراطية التشاركية من المفاهيم الدينامية المتكررة‪ ،‬وليس من المفاهيم الجامدة‪ ،‬ويستدل‬
‫على ذلك بتعدد تعاريفها وتنوعها حسب المراحل التاريخية التي مر بها‪ ،‬بل وداخل المرحلة التاريخية‬
‫الواحدة نفسها (شطو‪ ،)2016 ،‬وهذا االشتراك هو ما يعبر عنه بالديموقراطية التشاركية التي تسمح‬
‫لمختلف الفاعلين كل حسب مجال تخصصه واشتغاله بالمساهمة الفعالة من أجل إعداد وبلورة السياسات‬
‫العمومية (الفياللي‪.)2018 ،‬‬
‫إن مفهوم الديمقراطية التشاركية يرتبط ارتباطا قويا وثيقا بمؤسسات المجتمع المدني ومختلف‬
‫الفعاليات المدنية‪ ،‬التي تتولى بدورها عملية التعبير الفعلي عن المصالح وبلورتها وتقديمها إلى مختلف‬
‫المؤسسات الحكومية التي تتولى بدورها عملية تحويلها وإنتاجها بصيغة قرارات وسياسات عامة‬
‫(الفياللي‪ ، )2018 ،‬ومن بين المستجدات التي ميزت دستور ‪ 2011‬هو اعتماد للديمقراطية التشاركية‬
‫كأحد المرتكزات األساسية ال تي يقوم عليها النظام الدستوري للمملكة‪ ،‬وقد تجسد ذلك من خالل تعظيم‬
‫مكانة المواطن وابرازها في الهندسة الدستورية (رضا مقدر‪ ، )2018 ،‬وتعد المقاربة التشاركية في‬
‫تدبير الملك العمومي المائي مهم جدا نظرا ألهمية هذه المادة الحيوية‪ ،‬وأن اتخاذ القرار في تدبير‬
‫الموارد المائية ال يجب أن يقتصر على مؤسسة أو إدارة أو جهاز واحد‪ ،‬بل يجب إشراك الجميع في ذلك‬
‫من أجل الخروج بأنجع الحلول في التدبير الجيد لهذه المادة التي بدأت تعرف ندرة مع تكاثر الطلب عليها‬
‫بصفة عامة‪ ،‬لذا لم تعد التشاركية ومقاربة النوع خيارا بل منهاجا يأخذ به في سياسة الموارد المائية‬
‫بالمغرب‪ .‬ويشكل ذلك ضرورة في سياق يتسم بتغير المناخ الذي له تأثيرات على موارد المياه وعلى‬
‫الساكنة األكثر حرمانا (وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء ـ قطاع الماء‪ ،‬مشروع قانون مالية‬
‫‪ ،2019‬ص‪.)12 :‬‬
‫ويحدث بمنطقة نفوذ كل وكالة حوض مائي مجلس تحت اسم "مجلس الحوض المائي" يعهد إليه‬
‫بدراسة وإبداء رأيه في القضايا المتعلقة بتدبير وتخطيط الماء السيما المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة‬
‫لموارد المياه والمخططات المحلية لتدبير المياه‪ ،‬حيث نجد الجمعيات العاملة في مجال الماء والمناخ‬
‫والبيئة التابعة لمنطق ة نفوذ وكالة الحوض المائي المنتخبين من قبل نظرائهم يكون ربع هؤالء على األقل‬
‫من النساء ممثلة في هذه المجالس‪ ،‬كما نجد التعاونيات أو جمعيات مستعملي الملك العمومي المائي‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪50‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫التابعة لمنطقة نفوذ وكالة الحوض المائي المنتخبين من قبل نظرائهم ممثلة‪ ،‬وهذا يؤكد أن هناك مقاربة‬
‫تشاركية‪ ،‬إال أنه يجب اإلسراع الى احداث هذا المجلس من طرف الوكاالت التي لم تحدثه بعد‪ ،‬وذلك‬
‫للتفعيل الحقيقة للمقاربة التشاركية في تدبير الملك العمومي المائي‪.‬‬

‫مقترحات عامة للتدبير الجيد للملك العمومي المائي‬ ‫‪.2‬‬

‫ومن أجل تعزيز المكتسبات التي تم تحقيقها بفضل هذا القانون وتطوير الحكامة في قطاع الماء‪،‬‬
‫السيما‪ ،‬من خالل تبسيط المساطر‪ ،‬وتقوية اإلطار القانوني المتعلق بتثمين مياه األمطار والمياه‬
‫المستعملة‪ ،‬ووضع إطار قانوني لتحلية مياه البحر‪ ،‬وتقوية اإلطار المؤسساتي وآليات حماية موارد المياه‬
‫والمحافظة عليها فضال عن تحسين شروط الحماية من الظواهر القصوى المرتبطة بالتغيرات المناخية‪،‬‬
‫سنتطرق في هذا الفرع الى مجموعة الحلول والمقترحات لتجاوز كل المعيقات السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ .2.1‬الزيادة في الموارد البشرية‪:‬‬
‫من الممكن اعتبار الموارد البشرية بمثابة قلب المؤسسات واإلدارات العمومية والشركات بصفة‬
‫عامة‪ ،‬حيث يكون االهتمام بالموظفين وتلبية احتياجاتهم األساسية من مهمة الموارد البشرية‪ ،‬حيث‬
‫يعملون على التأكد من سير العمل بكل سهولة وسالسة‪ ،‬ويبقى الجميع على اطالع كامل بمتطلبات‬
‫وسياسات المؤسسة أو اإلدارة‪.‬‬
‫إن الموارد البشرية هي شريك قوي واستراتيجي لقيادة الشركة أو المؤسسة‪ ،‬عندما يوجد استحواذ‬
‫واندماج كبير‪ ،‬وهذا يساعد في تحديد ومعرفة الموظفين الذين يحتاجون الى إعادة تنظيم وهيكلة‪ ،‬أو التي‬
‫تحتاج إلى قيادة جديدة أو دمجها مع فرق أخرى‪ ،‬ومعرفة قدرات الموظفين ليصير تخطيط أنشطتهم‬
‫وأماكن عملهم المناسبة أسهل وأفضل‪.‬‬
‫وبالتالي فالموارد البشرية مهمة وأساسية وتلعب دور مهم في نجاح اإلدارة أو المؤسسة العمومية‪،‬‬
‫خصوصا في المجاالت المهمة واألساسية كالماء‪ ،‬فتدبير المياه يتطلب موارد بشرية مهمة وذات كفاءة‬
‫عالية‪ ،‬بحكم هذا المجال له أهمية في الحياة بصفة عامة‪.‬‬

‫الرفع من وتيرة التكوين‬ ‫‪.2.2‬‬

‫تعد عملية التكوين من العمليات األساسية في تنمية الموارد البشرية فهي من أهم األسباب التي‬
‫تعمل على تحسين أداء العامل أو الموظف‪ ،‬وبالتالي يؤدي هذا إلى االرتقاء بالمؤسسات وتحسين جودة‬
‫العمل واإلنتاج‪.‬‬
‫وللتكوين دور كبير جدا ً وخصائص وميزات عديدة يمكننا اإلشارة إليها من خالل ما يأتي‪:‬‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪51‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫التكوين من أهم العوامل التي تؤدي إلى االرتفاع بمستوى االدارة أو المؤسسة فهو‬ ‫‪‬‬

‫يساعد المؤسسة على استثمار الموارد البشرية بها‪ ،‬وإمداد الموظف بالمعلومات والمعرفة التي تؤهله‬
‫إلنجاز العمل بمهارة وبالكيفية المطلوبة‪.‬‬

‫وكما نعلم أنه كلما زادت كفاءة الموظفين وتحسن األداء أدى هذا إلى زيادة جودة اإلنتاج مما يؤثر‬
‫إيجابا ً على مردودية اإلدارة‪ ،‬وهناك العديد من األسباب التي تجعل من التكوين أثناء الخدمة ضرورة‬
‫ملحة ومن بين هذه األسباب‪:‬‬
‫• تحقيق االستقرار الوظيفي في الشركة مما يعمل على استقرارها المالي وإكسابها حسن السمعة‪،‬‬
‫فالموظف المتكون يكون لديه من المهارات والمعرفة ما يؤهله لإلنجاز العمل على أكمل وجه وبالكيفية‬
‫المطلوبة‪ ،‬مما يؤدي إلى رضاء اإلدارة ومن ثم يكن أهالً للمكافآت والحوافز وهذا يزيد من ارتباط‬
‫الموظف بالشركة وإتقانه العمل؛‬
‫• التكوين يقلل الحاجة إلى مشرفين فالموظف المتكون يؤدي واجبه بإتقان وبكفاءة من غير حاجة‬
‫إلى مزيد من التوجيه؛‬
‫• التكوين يحسن من خدمات المؤسسة مما يعمل على تحسين العالقة بين المؤسسة وعمالئها؛‬
‫• يساعد التكوين على إمداد الموظف بالمهارات والمعلومات الجديدة حيث أنه يجعل الموظف‬
‫على علم بكل المستجدات والتطورات في مجاله‪ ،‬مما يجعله أكثر إلماما ً بمتطلبات وظيفته وأكثر خبرة‪.‬‬
‫هذه فقط أهم اإليجابيات التي ينتجها التكوين المستمر‪ ،‬وبالتالي فالمحافظة على الملك العمومي‬
‫المائي يستوجب تكثيف التكوين للموظفين المكلفين بحماية الملك العام المائي؛ خصوصا شرطة المياه‪،‬‬
‫التي ناط لها المشرع مجموعة من المهام‪ ،‬من معاينة المخالفات طبقا لقانون الماء‪ ،‬ولهذه الغاية يتعين‬
‫عليهم ولوج المنشآت المائية بما فيها اآلبار واألثقاب والتجهيزات المتعلقة باستعمال واستغالل الملك‬
‫العمومي المائي‪ ،‬وتوقيف األشغال وحجز اآلليات واألدوات واألشياء التي كان استعمالها أساس المخالفة‬
‫وإيداعها بالمحجز‪ ،‬ومطالبة مالك أو مستغل منشأة جلب الماء أو المياه المستعملة بتشغيل هذه المنشآت‬
‫قصد التحقق من خصائصها‪.‬‬
‫ولقد حدد المرسوم رقم ‪ 2.18.453‬صادر في ‪ 4‬محرم ‪ 14(1440‬سبتمبر ‪ )2018‬بتحديد شروط‬
‫وكيفيات تعيين أعوان شرطة المياه ومزاولتهم لمهامهم‪ ،‬وذلك بغاية مراقبة الملك العمومي المائي‬
‫وتحصينه وتثمينه‪ ،‬وكذا إرساء تدبير مندمج للموارد المائية وتوطيد ضمانات استدامتها‪ ،‬بالتالي فمن‬
‫الضروري تكوين هؤالء األعوان بشكل مستمر من أجل المواكبة القانونية والمسطرية وتتبع االحكام‬
‫القضائية الصادرة في الموضوع‪.‬‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪52‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫واستفاد ‪ 41‬من أعوان شرطة المياه التابعين لوكاالت االحواض المائية من التكوين سنة ‪،2019‬‬
‫منهم ‪ 11‬من النساء و‪ 30‬رجل‪ ،‬وسنة ‪ 2020‬نجد ‪ 39‬هم من استفادوا من التكوين بين الرجال والنساء‪،‬‬
‫وتبقى دائما حصة الرجل أكبر‪.‬‬
‫أما االعوان التابعين للمصالح اإلقليمية للماء نجد ‪ 35‬هم من استفادوا من التكوين برسم سنة‬
‫‪ 2020‬منهم ‪ 33‬رجل ‪ 2‬من النساء‪ ،‬واستفاد األعوان التابعين للمديرية العامة للمياه أيضا من التكوين‪،‬‬
‫حيث بلغ عددهم ‪ 09‬سنة ‪.2020‬‬

‫اإلعالم والتحسيس‬ ‫‪.2.3‬‬

‫يتعين في هذا اإلطار القيام بحمالت التوعية والتحسيس عن طريق وسائل اإلعالم الرسمية وغير‬
‫الرسمية في أواسط المواطنين من أجل توعيتهم بأهمية الماء ‪ ،‬وبهدف تغيير العقلية البدائية التي كان‬
‫فيها الماء كما مهمال‪ ،‬يستعمل بإسراف وبغير وعي وحتى ال يتحول قانونه الذي يجهله معظم المستعملين‬
‫إلى مجرد واجهة براقة مجردة من كل مصداقية‪ ،‬البد من تضافر جهود كافة المسؤولين ‪ ،‬وكل فعاليات‬
‫المجتمع المدني والسياسي من أجل القيام بحمالت توعية في صفوف المواطنين في البوادي والمدن من‬
‫أجل التحسيس بأهمية الماء ودوره في المجتمع ‪ ،‬وما يترتب عن قلته أو فقدانه ‪ -‬ال قدر هللا ‪ -‬من كوارث‬
‫‪ ،‬ومن ثم الحض على المحافظة عليه‪ ،‬واالقتصاد في استعماله‪ ،‬وتجنب أسباب تلويثه‪ ،‬والعمل بكل‬
‫وسائل اإلقناع الممكنة على تهيئ العقليات للخضوع للقانون والتعامل معه بإيجابية ‪ ،‬وتقبل ما جاء به من‬
‫المبادئ التي أهمها جعل المياه بكافة أصنافها ملكية عامة للدولة‪ ،‬بحكم أنها تشكل جزءا ال يتجزأ من‬
‫الثروة النفيسة التي ال تتحقق أية تنمية بدون الحفاظ عليها ‪ ،‬وعقلنة تدبيرها‪ ،‬واالقتصاد في استعمالها و‬
‫هذه مسؤولية يتساوى في االضطالع بها الجميع ‪ ،‬وهي تتوقف على تربية في السلوك يكون هدفها‬
‫األساسي إعداد مواطنين مسؤولين وواعيين بواجباتهم حيال البيئة التي تحيط بهم "‪ ،‬تلك البينة التي كانت‬
‫المياه وما تزال عصبها النابض بالحياة ‪ ،‬وأهم العناصر التي تتحكم في سالمتها ونقاوتها والحفاظ على‬
‫تجددها باستمرار(كعاب‪.)2011 ،‬‬

‫مقترحات لتحسين عمل جهاز شرطة المياه‬ ‫‪.2.4‬‬

‫‪ -‬التنسيق الجيد مع جهاز النيابة العامة لضمان نجاعة عملية المراقبة‬


‫‪ -‬تنظيم دورات تكوينية لشرطة المياه؛‬
‫‪ -‬تفعيل التنسيق والمراقبة القبلية بمشاركة كافة المتدخلين؛‬
‫‪ -‬الدعم المادي واللوجيستيكي لشرطة الماء؛‬
‫‪ -‬تفعيل دور المجتمع المدني في التحسيس والتوعية المرتبطين بحماية الملك العمومي‬
‫المائي؛‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪53‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫‪ -‬تفعيل النيابة العامة وضباط الشرطة القضائية دور الشرطة القضائية في مجال معاينة‬
‫المخالفات المتعلقة باستغالل الملك العام المائي تنفيذا لمنطوق المادة ‪ 131‬من القانون رقم ‪15/36‬‬
‫المتعلق بالماء والقانون رقم ‪ 01/22‬المتعلق بالمسطرة الجنائية؛‬
‫‪ -‬تكليف النيابة العامة ضباط الشرطة القضائية بالحضور إلى جانب أعوان شرطة الماء‬
‫والشرطة البيئية عند قيامهم بمعاينة المخالفات المرتكبة خاصة تلك التي تتطلب حجز الوسائل‬
‫واآلالت المستخدمة في المخالفة وفق مقتضيات المسطرة الجنائية؛‬
‫‪ -‬دعوة النيابة العامة إلى اإلسراع في إحالة المحاضر المتعلقة بمخالفات قانون ‪15/36‬‬
‫المتعلق بالماء على المحكمة المختصة‪ ،‬مع السهر على تهيئ الملفات وتجهيزها لضمان البث فيها‬
‫من طرف القضاء والتركيز على الحاالت التي تشكل فيها المخالفة خطرا على الموارد المائية؛‬
‫‪ -‬دعوة النيابة العامة إلى تقديم ملتمسات كتابية للمحاكم للحكم بعقوبات رادعة تتناسب‬
‫وخطورة المخالفة المرتكبة؛‬
‫‪ -‬دعوة النيابة العامة إلى استئناف األحكام التي تقضي بعقوبات غير متناسبة مع المخالفة‬
‫المرتكبة أو التي ال تراعي حالة العود إلى ارتكاب المخالفة؛‬
‫‪ -‬دعوة النيابة العامة إلى إشعار الوالة‪ ،‬العمال‪ ،‬ووكاالت األحواض المائية‪ ،‬مصالح‬
‫المياه‪ ،‬المكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي‪ ،‬المديريات الجهوية للفالحة والمرصد الجهوي للبيئة‬
‫باألحكام والقرارات القضائية الصادرة في حق المخالفين؛‬
‫‪ -‬مساهمة النيابة العامة في تكوين أعوان شرطة المياه والشرطة البيئية في مجال معاينة‬
‫المخالفات وتحرير المحاضر لتكون مطابقة لمقتضيات قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫‪ -‬تعبئة الموارد واإلمكانيات الضرورية لضمان مراقبة فعالة للملك العام المائي‪.‬‬
‫‪ -‬دعوة السادة الوالة والعمال إلى اإلشراف على التنسيق بين مختلف المتدخلين على‬
‫المستويين الجهوي واإلقليمي لضمان نجاعة عمليات مراقبة الملك العام المائي؛‬
‫‪ -‬دعوة السادة الوالة والعمال إلى تذكير السادة رجال السلطة المحلية بالمسؤوليات الملقاة‬
‫على عاتقهم والسيما‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ المادة ‪ 131‬من القانون رقم ‪ 15/36‬المتعلق بالماء والتي تنص على ما يلي " يعهد‬
‫بمعاينة المخالفات لمقتضيات هذا القانون ونصوصه التطبيقية وتحرير المحاضر في شأنها‪ ،‬عالوة‬
‫على ضباط الشرطة القضائية المشار إليهم في القانون المتعلق بالمسطرة الجنائية‪ ،‬إلى أعوان‬
‫شرطة المياه المعينين لهذا الغرض من طرف اإلدارة ووكاالت األحواض المائية والمؤسسات‬
‫العمومية األخرى المعنية‪ ،‬والمحلفين طبقا للتشريع المتعلق بأداء القسم من طرف األعوان‬
‫المكلفين بتحرير المحاضر"؛‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪54‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫‪ -‬التدخل الفوري في حالة معاينة مخالفة لمقتضيات قانون الماء رقم ‪ 15/36‬وتحرير‬
‫محاضر المخالفة في حق المخالفين وإحالتها على المحكمة المختصة؛‬
‫‪ -‬دعوة رجال السلطة المحلية بإخبار وكالة الحوض المائي بجميع المخالفات التي تم‬
‫تحرير محاضر بشأنها؛‬
‫‪ -‬دعوة السادة الوالة والعمال إلى تعزيز التنسيق بين السلطات المحلية‪ ،‬النيابة العامة‪،‬‬
‫القضاة‪ ،‬ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬وكاالت األحواض المائية‪ ،‬مصالح المياه‪ ،‬المكاتب الجهوية‬
‫لالستثمار الفالحي‪ ،‬المديريات الجهوية للفالحة والمراصد الجهوية للبيئة في إطار اجتماعات‬
‫دورية لتسهيل تبادل المعلومات بين الجهات المعنية بما فيها اإلخبار بمحاضر المخالفات المحررة‬
‫ومآل المتابعات القضائية في هذا الشأن؛‬
‫‪ -‬دعوة السادة الوالة والعمال إلى إحداث لجنة إقليمية لإلشراف على تنفيذ عمليات إغالق‬
‫المنشآت المائية الصادر في حقها قرارات إغالق إما بقرار السيد مدير وكالة الحوض المائي أو‬
‫بمقتضى حكم قضائي قابل للتنفيذ؛‬
‫‪ -‬دعوة السادة رؤساء المجالس الجماعية إلى توفير الوسائل الضرورية لتنفيذ قرارات‬
‫إغالق المنشآت المائية موضوع المخالفات‪.‬‬
‫‪ -‬دعوة النيابة العامة وضباط الشرطة القضائية إلى مآزرة اللجنة المكلفة بإغالق المنشآت‬
‫المائية التي صدرت فيها قرارات إغالق إما بقرار السيد مدير وكالة الحوض المائي أو بمقتضى‬
‫حكم قضائي قابل للتنفيذ من خالل وإعطاء أوامر للجهات المعنية (الجماعات السلطة المحلية‬
‫والدرك الملكي) بتوفير الوسائل اللوجستيكية لتنفيذ هذه القرارات؛‬
‫‪ -‬دعوة ضباط الشرطة القضائية إلى تقديم الدعم بالقوة العمومية ألعوان شرطة المياه‬
‫وأعوان الشرطة البيئية في الحاالت التي تتطلب تدخل القوة العمومية تحت إشراف النيابة العامة؛‬
‫‪ -‬دعوة السادة مدراء المكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي‪ ،‬مدراء المديريات الجهوية‬
‫للفالحة‪ ،‬مدراء المديريات اإلقليمية للفالحة‪ ،‬المراكز الفالحية إلى تفعيل بنود التراخيص المتعلقة‬
‫بجلب الماء ألغراض السقي‪ ،‬خاصة البند المتعلق بتثبيت العدادات بالضيعات الفالحية‪ ،‬وتنظيم‬
‫دوريات خاصة للتأكد من احترام أصحاب الضيعات للصبيب المرخص به وتحرير محاضر‬
‫المخالفات في هذا الشأن عند ثبوتها؛‬
‫‪ -‬دعوة المكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي‪ ،‬المديريات الجهوية للفالحة‪ ،‬المديريات‬
‫اإلقليمية للفالحة‪ ،‬المراكز الفالحية إلى المشاركة الفعلية في تنفيذ قرارات إغالق المنشآت المائية‬
‫التي كانت موضوع مخالفة‪.‬‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪55‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫يمكن التأكيد على أن قطاع الماء يعد من أصعب القطاعات في المغرب‪ ،‬نظرا للخصوصية التي‬
‫يتميز بها واألهمية القصوى الذي يلعبها في الحياة االجتماعية واالقتصادية بصفة عامة‪.‬‬
‫أما الجانب الثاني من الحماية يتعلق بالجانب المؤسساتي لتدبير الملك العام المائي والذي أوكله‬
‫المشرع لجملة من األجهزة والمؤسسات المركزية والمحلية‪ ،‬وذلك تماشيا مع التوجه الالمركزي للدولة‬
‫والتدبير الالمتمركز لألمالك العمومية‪ .‬غير أن ما يثير االنتباه بهذا الخصوص هو كثرة األجهزة‬
‫المتدخلة في تدبير هذه األمالك بدأ من األجهزة المركزية كالوزارة المكلفة بقطاع الماء وباقي الوزارات‬
‫ذات االختصاص ثم الجماعات الترابية‪ ،‬وانتهاء بالمؤسسات العمومية كوكاالت األحواض المائية‬
‫والمكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي‪.‬‬
‫غير أن ما يشوب هذه البنيات هو ضعف التنسيق فيما بينه‪ ،‬وتداخل اختصاصات بعضها ف‬
‫البعض اآلخر‪ .‬الشيء الذي يؤثر سلبا على الفلسفة العامة لقانون الماء الذي حاول توحيد الرؤية والجهود‬
‫من أجل عقلنة تدبير الملك العمومي المائي‪ ،‬من خالل التحديات التي يعرفها تدبير هذا الملك‪ ،‬والرهانات‬
‫المستقبلية كحلول وتوصيات مهمة للمساهمة في جودة وحكامة تدبير الموارد المائية‪.‬‬
‫كما أن االحصائيات المتعلقة بمهام أعوان شرطة المياه تبقى مهمة وال بأس بها مقارنة مع باقي‬
‫ضباط الشرطة القضائية في عدد المحاضر‪ ،‬فوكالة الحوض المائي لكير زيز غريس مثال‪ ،‬نجد االعوان‬
‫التابعين لها قاموا بتحرير محاضر المخالفات المتعلقة بالملك العمومي المائي أكثر من ضباط الشرطة‬
‫القضائية واألعوان التابعين لباقي اإلدارات والمؤسسات العمومية األخرى داخل نفوذها الترابي‪.1‬‬

‫‪ 1‬ـ هذه االحصائيات توصلت بها من طرف مديرية البحث والتخطيط المائي التابعة لوزارة التجهيز والماء‪ ،‬بعد تقديم طلب رسمي بهذا‬
‫الخصوص‪.‬‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪56‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫المراجع‪:‬‬

‫‪ ‬الكتب‪:‬‬

‫ـ إدريس الضحاك (‪ .)2020‬الماء والقانون‪ :‬الموارد ـ النظام القنوني ـ النزاعات"‪ ،‬طبعة ثانية‬
‫مفصلة ومنقحة‪ ،‬الرباط‪ ،‬مطبعة األمنية‪.‬‬
‫ـ عبد العالي الفياللي (‪ .)2018/2019‬محاضرات في مادة السياسات العمومية لطلبة السداسي‬
‫الخامس ـ قانون عام‪ .‬الكلية المتعددة التخصصات الراشيدية‪ ،‬جامعة المولى إسماعيل‪ ،‬المغرب‪.‬‬
‫ـ عبد العالي الفياللي (‪ .)2018/2019‬المختصر الوجيز في المدخل لعلم السياسة لطلبة السداسي‬
‫الخامس ـ قانون عام‪ .‬الكلية المتعددة التخصصات الراشيدية‪ ،‬جامعة المولى إسماعيل‪ ،‬المغرب‪.‬‬
‫ـ محمد رضا مقدر (‪ .)2018‬الحق في تقديم العرائض بين التجربة المغربية والتجارب الدولية‪،‬‬
‫المغرب‪ .‬مطبعة شمس برينت الطبعة األولى‪.‬‬
‫األطروحات والرسائل الجامعية‪:‬‬
‫ـ جواد الخرازي (‪ .)2020/2021‬سياسة تدبير الملك العمومي المائي بالمغرب‪ ،‬بين مطلب‬
‫الحكامة ومسعى االستدامة‪ .‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية ـ فاس‪ .‬المغرب‪.‬‬
‫ـ أحمد إد الفقيه‪ .)1999( ،‬نظام المياه والحقوق المرتبطة بها في القانون المغربي‪ .‬أطروحة لنيل‬
‫دكتوراه الدو لة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة الحسن الثاني عين الشق‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية ـ الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪.‬‬
‫ـ هشام شطو (‪ .)2016/2017‬الديمقراطية التشاركية بالمغرب اإلطار الدستوري وآليات التفعيل‪.‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم الماستر القانون العام‪ ،‬جامعة الحسن األول كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية سطات‪ .‬المغرب‪.‬‬
‫ـ بركة عبد الرحمان (‪ .)2016/2017‬المجتمع المدني وصناعة القرار العمومي المحلي‪ .‬رسالة‬
‫لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة الحسن األول كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫سطات‪ .‬المغرب‪.‬‬
‫ـ مليكة كعاب (‪ .)2011/2012‬السياسة العمومية المائية بالمغرب‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالجتماعية مراكش‪ .‬المغرب‪.‬‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪57‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫‪ ‬المجالت والمقاالت‪:‬‬

‫ـ محمد المودن (‪ .)2021‬ضمان االمن المائي بالمغرب‪ .‬في المجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫والتنمية‪( ،‬عدد ‪ ،158‬ماي ـ يونيو ‪ .)2021‬الرباط‪.‬‬
‫ـ سهام تابت (‪ .)2021‬الحماية الجنائية للماء في التشريع المغربي‪ .‬في حوكمة إدارة المياه بين‬
‫الواقع واستراتيجيات التنمية‪ ،‬منشورات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسة‬
‫االقتصادية ألمانيا‪/‬برلين‪.‬‬
‫ـ محمد علوي طاهيري (‪ .)2020‬التشريع المائي في فترة الحماية الفرنسية‪ .‬في المجلة المغربية‬
‫لتاريخ القانون‪ ،‬القانون الوسيط (ملف العدد ‪ .)1‬إصدار الرابطة المغربية لتاريخ القانون‪.‬‬
‫ـ إبراهيم كومغار(‪ .)2015‬دور وكاالت األحواض المائية في حماية المياه بالمغرب‪ .‬في مجلة‬
‫المنبر القانوني‪( .‬العدد ‪7‬ـ‪.)8‬‬

‫‪ -‬كفي مريم وساري سهام (‪ .)2015‬آليات حوكمة المياه كمدخل لتحقيق األمن المائي في ظل‬
‫التنمية المستدامة‪ ،‬حالة الدول العربية‪ .‬في مجلة أبحاث ودراسات التنمية‪ ،‬العدد الثالث ديسمبر‪.‬‬

‫ـ رشيد حوباني (‪ .)2011‬معاينة المخالفات المتعلقة بقانون الماء في ضوء المواد من ‪ 104‬إلى‬
‫‪ 109‬من القانون رقم ‪ 95.10‬المتعلق بالماء‪ .‬في قانون الماء ودور القضاء وشرطة المياه في تفعيله‪.‬‬

‫‪ ‬النصوص التشريعية والتنظيمية‪:‬‬

‫ـ الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.91‬صادر بتاريخ ‪ 27‬شعبان ‪ 29( 1432‬يوليوز ‪ )2011‬بتنفيذ نص‬
‫الدستور‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬مكرر بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪ 30( 1432‬يوليوز ‪.)2011‬‬
‫ـ الظهير الشريف رقم ‪ 1.16.113‬صادر في ‪ 06‬ذي القعدة ‪ 10( 1437‬أغسطس ‪ )2016‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ 36.15‬المتعلق بالماء‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 24 ،6494‬ذو القعدة ‪ 25( 1437‬أغسطس‬
‫‪.)2016‬‬
‫ـ الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.66‬الصادر في ‪ 21‬شعبان ‪ 09( 1436‬يونيو ‪ )2015‬بتنفيذ القانون‬
‫رقم ‪13‬ـ‪ 27‬المتعلق بالمقالع المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6374‬بتاريخ ‪ 15‬رمضان ‪02( 1436‬‬
‫يونيو ‪.)2015‬‬
‫ـ الظهير الشريف رقم ‪ 1.95.154‬صادر في ‪ 18‬من ربيع األول ‪ 16( 1416‬أغسطس ‪)1995‬‬
‫بتنفيذ القانون ‪ 10.95‬المتعلق بالماء‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 24 ،4325‬ربيع األخر ‪ 20( 1416‬ديسمبر‬
‫‪ ،)1995‬ص ‪.2520‬‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪58‬‬


‫‪Revue Marocaine des Politiques Publiques‬‬ ‫المجلة المغربية للسياسات العمومية‬

‫‪ ‬المراسيم التطبيقية‪:‬‬

‫ـ مرسوم رقم ‪ 2.20.650‬بتاريخ ‪ 25‬فبراير ‪ ،2021‬يتعلق بتحديد الضفاف الحرة للملك العمومي‬
‫المائي الصادر في الجريدة الرسمية عدد ‪ 6869‬بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪.2021‬‬
‫ـ مرسوم رقم ‪ 2.18.912‬الصادر في ‪ 10‬محرم ‪ 10( 1441‬سبتمبر ‪ )2019‬بتحديد شروط‬
‫وكيفيات امتالك أعوان شرطة المقالع ومعاينة المخالفات‪.‬‬
‫ـ مرسوم رقم ‪ 2.14.782‬صادر في ‪ 30‬من رجب ‪ 19( 1436‬ماي ‪ )2015‬يتعلق بتنظيم‬
‫وبكيفيات سير الشرطة البيئية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6366‬بتاريخ ‪ 16‬شعبان ‪ 4( 1436‬يونيو ‪.)2015‬‬
‫ـ مرسوم رقم ‪ 2.7.96‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬محرم ‪ 16( 1430‬يناير ‪ ،)2009‬المحدد لمسطرة‬
‫الحصول على التراخيص واالمتيازات المتعلقة بالملك العمومي المائي‪.‬‬
‫ـ المرسوم رقم ‪ 2.97.489‬الصادر في ‪ 06‬شوال ‪ 04( 1418‬فبراير ‪ )1998‬المتعلق بتحديد الملك‬
‫العام المائي وتقويم مجاري المياه واستخراج مواد البناء‪.‬‬
‫التقارير والدالئل والدراسات‪:‬‬
‫ـ تقرير حول أنشطة المجلس األعلى للحسابات برسم سنتي ‪ 2019‬و‪ ،2020‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 7073‬مكررـ ‪ 11‬شعبان ‪ 14( 1443‬مارس ‪.)2022‬‬
‫ـ وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء ـ قطاع الماء‪ ،‬مشروع نجاعة األداء‪ ،‬مشروع قانون‬
‫مالية ‪.2019‬‬

‫‪ ‬المواقع االلكترونية (الويبوجرافيا)‪:‬‬

‫الماء)‬ ‫(قطاع‬ ‫والماء‬ ‫التجهيز‬ ‫لوزارة‬ ‫الرسمي‬ ‫الموقع‬ ‫ـ‬


‫‪./http://www.equipement.gov.ma‬‬
‫ـ الموقع الرسمي للمجلس األعلى للحسابات‪./http://www.courdescomptes.ma :‬‬
‫ـ المصطفى العياطي‪" ،‬من النص ‪ 10-95‬إلى النص ‪ ،"36-15‬منشور بموقع أسفي اليوم بتاريخ‬
‫‪ 19‬دجنبر ‪/https://www.safitoday.com ،2017‬ـ‪ ،‬تاريخ الزيارة ‪ 23‬أبريل ‪.2022‬‬
‫ـ ايت حم و أيوب‪ ،‬باحث في ماستر العلوم اإلدارية والمالية‪ ،‬مقال حول‪ :‬وكاالت االحواض المائية‬
‫على ضوء قانون الماء رقم ‪15‬ـ‪ ،36‬منشور بموقع ‪ maroclaw.com‬بتاريخ ‪ 04‬فبراير ‪ ،2019‬تاريخ‬
‫الزيارة ‪ 11‬أبريل ‪.2022‬‬

‫العدد‪Numéro: 27-26 :‬‬ ‫‪59‬‬

You might also like