محاضرات مقياس نظريات الاعلام للسداسي الرابع الاستاذ برقان 1

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 53

‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬

‫جامعة وهران‪ 1‬أمحد بن بلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫كلية العلوم اإلنسانية والعلوم اإلسالمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫قسم علوم اإلعالم واالتصـ ـ ــال‬

‫سنة اثنية‬

‫أ‪.‬د حممد برقان‬

‫مادة‪ :‬مدخل لعلوم اإلعالم واالتصال‬


‫المحاضرة ‪ :01‬مدخل إلى نظريات اإلعالم ‪.‬‬

‫نقتصر في هذه المحاضرة على شرح أربع نظريات فقط وهي‪ :‬النظرية السلطوية ( التسلطية‬

‫أو السلطة)‬

‫نظرية السلطة أو النظرية االستبدادية‬

‫*‪ -‬هي أقدم النظريات ظهرت في أواخر عصر النهضة بعد اختراع الطباعة مباشرة‪.‬‬

‫*‪ -‬تجسد نظاما إعالميا ساد في بريطانيا خالل القرنين ‪ 16‬و‪.17‬‬

‫*‪ -‬تنبع هذه النظرية من فلسفة الحكم المطلق (الحق اإللهي) للملك أو الحكومة أو‬

‫االثنين معا‪.‬‬

‫*‪ -‬في مجتمع السلطة لم تكن الحقيقة ‪ Truth‬حصيلة اتفاق الجماهير ولكن كان‬

‫يحدد الحقيقة عدد قليل من الحكماء يقومون بتوجيه الشعب‪.‬‬

‫*‪ -‬اإلنسان مخلوق تابع‪ ،‬يمكنه أن يصل إلى أعلى المراتب بتوجيه وعناية الدولة‪.‬‬

‫*‪ -‬الصحف في مجتمع السلطة يملكها األفراد‪ ،‬ولكن الدولة تحكم باستخدام حق منح‬

‫الرخصة لمن تريد وحرمان من تريد‪.‬‬

‫*‪ -‬الصحافة تخدم مصالح السلطات‪.‬‬

‫*‪ -‬هدف اإلعالم فيها دعم الحكومة القائمة‪ ،‬واإللهام في تنفيذ أنشطة الدولة‪.‬‬
‫*‪ -‬يستطيع ممارسة اإلعالم كل من يحصل على رخصة ملكية أو رخصة من قبل‬

‫السلطة‪.‬‬

‫*‪ -‬الرقابة مشددة من خالل التحكم بمنح الرخص لألفراد أو من خالل احتكارات‬

‫معينة أو رقابات مختلفة‪.‬‬

‫*‪ -‬يخطر في هذه النظرية توجيه أي نقد من أي نوع للجهاز السياسي الحاكم أو ألي‬

‫شخص يحتل موقعا في السلطة‪.‬‬

‫*‪ -‬ملكية الصحف يمكن أن تكون عامة أو خاصة‪.‬‬

‫من القيود التي ساهمت في تكبيل حرية الصحافة في ظل هذه النظرية مايلي‪:‬‬

‫نظام الترخيص الرسمي لحق ملكية الصحف ‪ :‬بمعنى ال يحق ألي فرد حق امتالك أو‬

‫إصدار صحيفة إال بعد حصوله على ترخيص من قبل السلطات الحاكمة‪.‬‬

‫الشراء السري للصحف ‪ :‬ومعناه شراء األقالم التي تكتب في الصحف عن طريق الرشوة‬

‫حتى تتمكن السلطات من ضمان مواالة الصحيفة لها ‪ ،‬وهو ما يعرف عن الباحثين بسياسة‬

‫االحتواء‪.‬‬

‫فرض ضرائب على الصحف ‪ :‬أي اثقال كاهل الصحف بضرائب كثيرة ومتنوعة من أجل‬

‫كبح استم اررية الصحف التي تعادي النظام الحاكم وبذلك ضمان الخروج من المنافسة‬

‫مطأطئة الرأس‪.‬‬
‫المحاكمة ‪ :‬بمعنى محاكمة أي صحيفة تنشر مقاال يمس بسيادة النظام كما تزعم هذه‬

‫النظرية ‪ ،‬والمقصود هنا بصراحة ‪ ،‬محاكمة الصحف التي تمس استقرار السلطة الحاكمة‪.‬‬
‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬

‫جامعة وهران‪ 1‬أمحد بن بلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫كلية العلوم اإلنسانية والعلوم اإلسالمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫قسم علوم اإلعالم واالتصـ ـ ــال‬

‫سنة اثنية‬

‫أ‪.‬د حممد برقان‬

‫مادة‪ :‬مدخل لعلوم اإلعالم واالتصال‬

‫عنوان احملور‪ :‬نظرايت االعالم‬


‫المحاضرة ‪ :02‬نـظرية الحـرية‪ ( :‬النظرية الليبرالية )‬

‫بدأت هذه النظرية تكافح للظهور في أواخر القرن ‪ 17‬وأصبحت حقيقة في القرن‪.19‬‬

‫وقد أثرت كتابات الفالسفة أمثال ديكارت وجون لوك وجون ستيوارت ميل على‬

‫التفكير في أوربا وأمريكا‪.‬‬

‫استمدت مفاهيمها من كتابات ميلتون ‪ Milton‬ولوك ‪ Locke‬وميل ‪ Mill‬ومن الفكر‬

‫التنويري األوربي‪ ،‬ومن الحقوق الطبيعية لإلنسان‪.‬‬

‫تنظر إلى اإلنسان نظرة مخالفة لنظرية السلطة فاإلنسان لم يعد مخلوقا تابعا‬

‫‪ Dépendant‬غير قادر على االعتماد على نفسه بل إن اإلنسان له كيان مستقل ومقدرة‬

‫ذهنية تمكنه من التمييز بين الخطأ والصواب‪،‬وهو يهدف إلى معرفة الحقيقة‪.‬‬
‫‪-‬الطريقة الوحيدة لمعرفة الحقيقة تكون بترك اآلراء تصارع وتتنافس بحرية في ميدان‬

‫أو سوق حرة‪.‬‬

‫‪-‬يجب أن يتاح لكل فرد الفرصة ألن يقول ما في ذهنه بحرية على شرط أن يعطي‬

‫لغيره فرصة متكافئة‪.‬‬

‫‪-‬جرى تطبيقها في بريطانيا إثر متغيرات عام ‪ 1688‬حيث تحولت الملكية المطلقة‬

‫إلى ملكية دستورية إثر انهيار النظام اإلقطاعي‪.‬‬

‫‪ -‬أهداف اإلعالم في هذه النظرية األخبار والترفيه والترويج لبيع السلع ولكن أيضا‬

‫المشاركة في اكتشاف الحقيقة ومراقبة أنشطة الحكومة‪.‬‬

‫‪-‬يستطيع امتالك وسائل اإلعالم كل من تسمح له أوضاعه المالية‪.‬‬

‫‪-‬تمارس الرقابة عبر عملية التنظيم الذاتي للحقيقة في السوق الحرة لألفكار‪.‬‬

‫‪-‬يعد اإلعالم أداة لمراقبة جميع أعمال الحكومة وتقويمها ونقدها وسيلة لتلبية حاجات‬

‫أخرى للمجتمع‪.‬‬

‫وفقا لهذه النظرية يجب أال يثق األفراد في الحكومة لكي تحدد لهم ما هو الصواب‬

‫وما هو الخطأ‪.‬‬

‫العوامل التي ساعدت على ظهور النظرية‪:‬‬


‫أ‪ -‬العامل اإليديولوجي‪:‬‬

‫في فرنســا‪:‬‬

‫كانت وضعية الصحافة في فرنسا مثل نظيرتها في إنجلت ار كالرقابة‪ ،‬والرخص‪...،‬لكن‬

‫سنة ‪ 1723‬اشتد األمر نظ ار لضعف السلطة فاتخذت إجراءات أخرى أكث ار تعسفا ووضع‬

‫قانون عام يعرف " بقانون المكتبة والمطبعة‪ "Code de la librairie‬ويحوي على مجموعة‬

‫من العقوبات تطبق على جنايات وهمية منها مثال الحكم باإلعدام على كل من يكتب وينشر‬

‫مقاال من شأنه أن يثير العقول‪.‬‬

‫ثم جاءت ثورة "‪ "1789‬ولم تهتم بحرية الصحافة ولكنها وضعت المبادئ العامة‬

‫لحماية الحريات العمومية‪ ،‬وخاضت الصحافة نضاال طويال من اجل حرية حقيقية حتى‬

‫كللت‪-‬بعد مساعي حثيثة‪-‬في السنوات األخيرة من القرن ‪ 19‬عند قيام " الجمهورية الثالثة"‬

‫فوضع البرلمان سنة ‪1881‬قانون حرية الصحافة ‪La loi sur la liberté de la presse‬‬

‫في الواليـات المتحـدة األمريكيـة‪:‬‬

‫شهدت الصحافة –بعد مجهودات جبارة –عدة انتصارات مثال إدخال بعض البنود‬

‫التي تحدد حرية الصحافة في الدستور مثال‪ :‬البند ‪ 12‬من التصريح بالحقوق فرجينيا " الذي‬

‫وضع سنة ‪ 1776‬وجاء فيه ‪ ":‬إن حرية الصحافة حصن منيع للحرية وال يضطهدها إال‬

‫الحكم المستبد"‪.‬‬
‫‪“The freedom of the press is one of the great bulwarks of liberty‬‬

‫”‪and can never be restrained but by despotic government‬‬

‫كما صرح التعديل األول من الدستور األمريكي ‪ " :1791‬ال يحق للكونغرس سن أي‬

‫قانون من شأنه أن يقيد حرية الكلمة أو الصحافة "‬

‫وتقول المادة ‪ 11‬من التصريح بالحقوق للثورة الفرنسية سنة ‪ ":1789‬إن حرية التعبير‬

‫عن أفكاره وآراءه حق نفيس لإلنسان‪ ،‬كل مواطن يستطيع أن يتكلم ويكتب ويطبع بكل‬

‫حرية ما لم يسمح به القانون"‬

‫ب‪.‬العـامل الفلسفـي‪:‬‬

‫يمكن القول أن نظرية حرية الصحافة تنفست الصعداء بين أحضان الفالسفة حيث‬

‫وجدت ملجأ لها ‪ ،‬حيث توجهت جهودهم إلى المطالبة بحرية الطبع والنشر وأظهروا استياءهم‬

‫من اإلجراءات التي كانت متخذة من قبل الحكام ضد حرية الصحافة‪،‬ففي سنة ‪ 1644‬رفع‬

‫بعض كتاب النشرات عقيرتهم ضد تلك المراقبة‪ ،‬وكان أقوى هذه األصوات صوت الشاعر‬

‫اإلنجليزي " جون ملتون ‪ "Milton‬الذي اصطدم مع السلطات عندما نشر نبذة عن‬

‫الطالق‪ ،‬ثم اصدر كتابه المعروف باسم أريوباجيتيكا‪ "Areopagetica‬الذي يعتبر دفاعا‬

‫كالسيكيا عن حرية الصحافة‪.‬فهذا الكتاب يقدم ثالث حجج رئيسية ضد الترخيص ‪.‬‬
‫*الحجـة االولـى‪ :‬هي أن الترخيص –حسب ميلتون‪ -‬ابن شرير آلباء‬

‫آثمين‪...‬فالترخيص من اختراع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية‪....‬وقد كانت تستخدمه لحضر‬

‫أي شيء غير مستساغ للكنيسة‪.‬‬

‫*الحجـة الثانيـة‪ :‬هي أن الترخيص غير عملي وال ينجح ألنه يفترض وجود رقباء‬

‫معصومين من الخطأ‪ ،‬فليس الترخيص كافيا في مداه بحيث يسيطر على عقول الناس ألنه‬

‫يراقب إال اإلنتاج الحالي للصحافة‪،‬ولكن لكي يكون العمل ناجحا‪،‬يجب أيضا مراقبة كل ما‬

‫طبع في الماضي لذلك‪ ،‬فإن الترخيص ال يستطيع أن يمنع الحقيقة من االنتصار في نهاية‬

‫الشوط‪.‬‬

‫*الحجـة الثالثـة‪:‬إن الترخيص يعوق بحث اإلنسان عن الحقيقة‪ ،‬والترخيص ال يشجع‬

‫على الكتابة والمجادلة‪ ،‬ويجعل من الجهل فضيلة‪.‬‬

‫ويقول ملتون‪" :‬عندما يوظف الناس عقولهم بإمكانهم التمييز بين الصالح والطالح"‪.‬‬

‫"يجب أن يعطى للفرد حرية الوصول إلى آراء اآلخرين‪ ،‬والحقيقة في رأيه كينونة قائمة يمكن‬

‫إثباتها عن طريق المواجهة الحرة المفتوحة"‪.‬‬

‫"إن كل إنسان عاقل قادر على اختيار الطريقة التي يريدها وليس من حق أية سلطة الحد‬

‫من حركته وحرية تعبيره"‬

‫" الحكومة ال يحق لها أن تتدخل لصالح هذا أو ذاك"‪.‬‬


‫جان جاك روسو‪ :‬كتب ملخصا قانونيا (‪ )Bréviaire juridique‬ضمنه آراءه والتي‬

‫شرحها في الكتاب المشهور " العقد االجتماعي" حيث نادى بمبادئ يراها ضرورية في أي‬

‫مجتمع منها ‪ :‬المساواة بين الناس ‪ ،‬والحرية في المجتمع‪ ،‬وقد كانت هذه المبادئ وثيقة‬

‫أساسية لنشاط الثوار الفرنسيين قبل‪.1789‬‬

‫جـون لوك(‪ :)1704-1632‬أنزل الدولة من السماء إلى األرض‪ ،‬حيث يعتقد أن‬

‫كل األفراد متساوون في الحقوق أمام هللا والعدالة‪،‬والمهم هو العقل الذي يسعى من خالله‬

‫الفرد إلى تحقيق العدالة االجتماعية‪.‬‬

‫ويقول "أن اإلنسان قد خلق وهو يتمتع بحقوق طبيعية من بين هذه الحقوق حرية‬

‫التعبير"‪.‬‬

‫تومـاس جفرسـون‪:)1826-1743Thomas Jefferson( :‬‬

‫ترتكز أفكاره على ثالث نقاط‪:‬‬

‫‪ -1‬بحكم الطبيعة العقالنية لإلنسان فهو خير ما لم تفسده المؤسسات السيئة‪.‬‬

‫‪ -2‬األفراد قد يخطئون إال أن الجماعة قد توصل إلى اتخاذ الق اررات الصائبة‪.‬‬

‫‪ -3‬ال يحق للحكومة أن تقيد حريات الناس الذين يتمتعون بحقوق طبيعية‪.‬‬

‫"الصحافة في رأيه هي الحارس اليقظ على مراقبة تصرفات الحكومة إلى جانب‬

‫اإلعالم فهي تقوم ( يعني الحكومة)بالشرعية والتربية"‬


‫" لما كان أساسا الحكومات هو رأي الناس فيجب أن يكون الهدف األول لها هو‬

‫المحافظة على هذا الحق‪ ،‬ولو خيرت بين صحافة بال دولة وبين دولة بال صحافة الخترت‬

‫األولى"‪.‬‬

‫وهذا تأكيدا منه على أهمية حرية الصحافة‪ ،‬وهذه األقوال تستعمل غالبا لتوكيد‬

‫وإيضاح أهمية الشيء فمثال المدرسة الماركانتيلية ( التجارية)في االقتصاد السياسي ترى‪-‬‬

‫على لسان آدم سميث‪ "-‬إن الذهب شيء سحري‪ ،‬من حازه فقد حاز على كل عزيز بما في‬

‫ذلك دخول الجنة" تأكيدا منهم على أهمية الذهب‪.‬‬

‫*ديكـارت‪ :‬يقول‪ ":‬أنا أفكر إذن أنا موجود"‬

‫جـ‪ -‬العـامل االقتصادي‪:‬‬

‫إن العامل االقتصادي لعب دو ار كبي ار في تحقيق نظرية حرية اإلعالم‪ ،‬والنهضة‬

‫االقتصادية التي عرفتها إنجلت ار في القرنين ‪18‬و‪ 19‬خير مثال على فائدة الحرية في‬

‫المجتمع فمثال آراء " آدم سميث" في حرية العمل"دعه يعمل دعه يمر" ‪Laisser faire‬‬

‫‪laisser passer‬كشرط أساسي لالزدهار في المجتمع‪ ،‬ومع الزمن صارت الصحافة ينظر‬

‫إليها كنشاط صناعي وتجاري وبخاصة مع التطور التقني‪.‬‬

‫*كيف تنظر النظرية الليبرالية إلى اإلنسان‪ ،‬المجتمع‪ ،‬الدولة والحقيقة؟‬

‫‪.1‬اإلنسـان‪:‬اإلنسان هو الوحدة األساسية للحضارة ومحركها األول"‬


‫اإلنسان انطالقا من هذه الفكرة غاية في حد ذاته‪ ،‬وهدف المجتمع هو إسعاده ورغم‬

‫أن اإلنسان قد يخطئ إال أن قدرته على التفكير واستعمال العقل تؤدي إلى تحقيق مصالحه‬

‫ودفع عجلة التطور‪.‬‬

‫‪.2‬المجتمـع ‪ :‬انطالقا من الفكرة األولى فالمجتمع ما هو إال وسيلة إلسعاد الفرد‬

‫وخدمة مصالحه‪.‬‬

‫‪.3‬الدولــة‪ :‬تتقبلها هذه ا لنظرية على مضض شريطة أال تتدخل في عرقلة الفرد أو‬

‫الحد من نشاطه‪ ،‬والدولة في هذه الحالة هي حارسة ‪ L état gendarme‬يعني حراسة‬

‫األمن الداخلي والخارجي وتطوير قطاع االقتصادي محصور عليها‪.‬‬

‫‪.4‬الحقيقــة‪ :‬تفسر الديانات القدرة العقلية على أنها إرث من هللا‪ ،‬بينما ترى هذه‬

‫النظرية أن اإلرث أقل أهمية أمام الجهد الذي يبذله اإلنسان لحل مشاكله التي تواجهه‪.‬‬

‫الحقيقــة – بالنسبة لها‪ -‬ليست حك ار على فئة معينة وإنما قابلة للكشف واإلثبات‬

‫بفضل الجهد الذي يبذله اإلنسان باستخدام عقله‪.‬‬

‫مبادئ النظريـة الليبرالية‪:‬‬

‫‪ dépendant‬غير قادر على االعتماد على‬ ‫*‪ -‬لم يعد اإلنسان مخلوقا تابعا‬

‫نفسه‪،‬يقاد ويوجه‪ ،‬بل إن اإلنسان له كيان مستقل ومقدرة ذهنية تمكنه من التمييز بين الخطأ‬

‫والصواب وبين الطيب والرديء وقادر على معرفة الحقيقة‪.‬‬


‫*‪ -‬الصحافة تقوم بخدمة الفرد‪ ،‬وتؤدي إلى التغيير‬

‫*‪ -‬الصحافة تقوم – كذلك‪ -‬بنقد الحكومة والرقابة على السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫*‪ -‬الطريقة الوحيدة لمعرفة الحقيقة تكون بترك اآلراء واألفكار تتصارع وتتنافس‬

‫بحرية في ميدان أو سوق حرة‪ ،‬مع إتاحة لكل فرد الفرصة ليقول ما في ذهنه بحرية مع‬

‫توفيره لغيره فرصة متكافئة وذلك يتيح لألفراد فرصة لمقارنة اآلراء المختلفة واختيار الرأي‬

‫األصوب الذي يسود في النهاية‪.‬‬

‫*‪ -‬يجب أال يثق األفراد في الحكومة لكي تحدد لهم ما هو الصواب وما هو الخطأ‬

‫فالبحث عن الحقيقة هو من الحقوق األساسية لإلنسان وتقوم الصحافة بمساعدة الشعب‬

‫بالبحث عن الحقيقة‪.‬‬

‫*‪ -‬الصحافة ال تخضع لإلشراف أو السيطرة الحكومية حتى تستطيع تقديم األدلة‬

‫والحجج‪.‬‬

‫*‪ -‬الصحف يملكها األفراد وتتنافس في السوق الحرة‪.‬‬

‫*‪ -‬من الناحية النظرية يستطيع أي شخص يملك رأس مال معقول أن يصدر جريدة‬

‫أو مجلة وال يكون رأس المال الالزم إلصدار الجريدة كبير جدا‪.‬‬

‫*‪ -‬الربح تحدده قدرة الوسيلة اإلعالمية (كسلعة) على إرضاء القارئ (المشتري)‬

‫وحسب كتاب ‪ pouvoir et idéologie de l’ information‬يقول مؤلفه لخضر إيدروج"‪.‬‬


‫إن هذه النظرية تقوم على دعامتين‪ :‬أ‪ -‬الفردانية(ظهرت بعد ظهور الرأسمالية‬

‫كنظام سياسي)‪.‬‬

‫ب‪ -‬المنافسة (ظهرت بعد ظهور الرأسمالية‬

‫كنظام سياسي ونسق اقتصادي)‪.‬‬

‫*‪ -‬تطالب هذه النظرية بإلغاء نظام الرخصة وتعتمد على مفاهيم أساسية‪:‬‬

‫الحرية (‪ )Liberté‬الحقيقة(‪ )Vérité‬التمهين(‪.)Apprentissage‬‬

‫كما حدد الكاتب الفرنسي "‪ "Olivier Burgelin‬للنظرية اللبرالية ثالث دعائم‪:‬‬

‫‪ .1‬يفت ــرض أن الس ــوق ف ــي البل ــدان ال أرس ــمالية ه ــي النظ ــام األساس ــي لإلنت ــاج وتوزي ــع‬

‫الرسائل اإلعالمية ( الملكية الخاصة والتنافس الحر)‪.‬‬

‫‪ .2‬يعتقد أن حياة اإلنسان تقوم على دعامة عقالنية‪ ،‬ألن اإلنسان عقالني بالطبع‬

‫يقول في هذا اإلطار ‪ "A,Malraux‬أيها اإلنسان كن بعقلك إلها"‬

‫‪ .3‬ال يتهم في ميدان الثقافة إال ببعدها المتعلق باألحداث ومحض الحقيقة‪.‬‬

‫وكذلك الركائز األساسية لهذه النظرية ‪:‬‬

‫اإلعالم الموضوعي مع السماح بالوصول إلى مصادر الخبر‬ ‫*الحق في اإلعالم‬


‫حرية الصحافة تؤدي في بعض األحيان إلى بعض التجاوزات‬ ‫*الحق في الرد‬

‫مثل السب‪ ،‬القذف‪...،‬إلخ‪...‬ومن حق الفرد الرد عليها مع إجبار الوسيلة على الرد‪.‬‬

‫نقـد نـظرية الحـرية‪:‬‬

‫*جنوح الصحافة إلى اإلثارة والجنـس‪.‬‬

‫*بروز االحتكار وهذا يؤدي إلى موت الصحافة الصغيرة‪.‬‬

‫*الصحافة تخدم رجال األعمال وبذلك فرض سيطرتهم على الجرائد‪.‬‬

‫*سطحية األخبار وإهمال األخبار الهامة‪.‬‬

‫*اإلخالل باألخالق العـامـة‪.‬‬

‫*انتهاك الحيـاة الخاصة للفرد‪.‬‬

‫*ويقول في هذا اإلطار أحد الباحثين‪ ":‬إن الصحيفة بدون مثل أخالقية عليا ال تتجرد‬

‫فقط من إمكانياتها الرائعة في الخدمة العامة‪،‬ولكنها قد تصبح خط ار فعليا على المجتمع"‪.‬‬


‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬

‫جامعة وهران‪ 1‬أمحد بن بلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫كلية العلوم اإلنسانية والعلوم اإلسالمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫قسم علوم اإلعالم واالتصـ ـ ــال‬

‫سنة اثنية‬

‫أ‪.‬د حممد برقان‬

‫مادة‪ :‬مدخل لعلوم اإلعالم واالتصال‬

‫عنوان احملور‪ :‬نظرايت االعالم‬

‫‪1‬‬
‫المحاضرة ‪ : 03‬نـظرية المسؤولية االجتماعيـة‬

‫يقول الباحث أبو راشد فرج في كتابه " المسؤولية" معرفا هذه األخيرة ‪ ":‬المسؤولية‬

‫هي الواجب الملقى على عاتق المرء والناتج عن أمور أو أعمال أتاها"‬

‫‪2‬‬
‫تعد هذه النظرية مفهوما أنجلوساكسونيا مثل النظرية الليبرالية‪ ،‬ويرجع األصل في‬

‫صياغتها إلى إنشاء لجنة حرية الصحافة "‪"Commission on freedom of the press‬‬

‫برئاسة"‪ prof : Hutchins‬في الواليات المتحدة سنة ‪ 1947‬وهذا بعد أن ارتفعت األصوات‬

‫المنتقدة للممارسات العملية للصحافة ذات الطابع الخطير على مصالح المجتمع وهذا بعد‬

‫تنامي السوق الرأسمالية وتكنولوجية االتصال‪.‬‬

‫مبادئهـا (أساسياتهـا)‪:‬‬

‫*‪ -‬ترتكز هذه النظرية على فكرة مؤداها " أن الحرية بعامــة ويريــة وســائا االت ــال‬

‫بخاصة‪ ،‬ال يمكن مارستها بمعزل عن التزامات ييات المجتمع"‪.‬‬

‫ويقول روبرت ف‪.‬كنيدي" في رأيي أن ال حف مساوية للمحاكم‪-‬وأييانا تسبق‬

‫المحاكم في نظامنا‪ -‬لحماية يقوق الشعب األساسية"‪.‬‬

‫*‪ -‬تعطي النظرية تصو ار جديدا لطبيعة اإلنسان‪ ،‬المجتمع‪ ،‬الدولة والحقيقة‪ ،‬يختلف‬

‫على حد كبير عن تصور النظرية اللبرالية التقليدية‪.‬‬

‫*‪-‬اإلنسـان‪ :‬فهي إذ تعترف بعقالنية اإلنسان إال أنها تعتقد أنه كثي ار ما ال يستعمل‬

‫عقالنيته بسبب عدم اكتراثه ونفوره‪ ،‬ما يجعله طريدة سهلة للديماغوجيين وأصحاب اإلشهار‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المجتم ــع‪ :‬بتأكيددد النظريددة علددى مسددؤولية وسددائل االتصددال‪،‬فهي تعطددي أولويددة أكثددر‬

‫للمجتمع على حساب الفرد‪.‬وبالتالي أصبحت المصلحة العامة تحتل المرتبددة األولددى‪ ،‬وابتعدددت‬

‫بذلك على النزعة الفردية للنظرية اللبرالية‪.‬‬

‫*الدولـ ــة‪ :‬ل ددع يع ددد ينظ ددر للح وم ددة كع دددو يج ددب محارب ددة تدخالت دده‪ ،‬ب ددل ت ددر أن هن ددا‬

‫مجدداالت عديدددة بنم ددان الح ومددة التدددخل للمحافظددة علددى الحريددة والمدواطنين‪ ،‬وهددذا مددن خددالل‬

‫وضع تشريعات وسن قوانين تخص هذا الجانب‪.‬‬

‫*الحقيقــة‪ :‬تشد ك هددذه النظريددة فددي مسددألة قهددور الحقيقددة مددن خددالل عمليتددي التندداف‬

‫في السوق الحرة لألفكار والتصحيح الذاتي‪.‬‬

‫حي ددث ت ددر ان دده ف ددي ق ددل النزع ددة االحتكاري ددة االتج دداه نح ددو التركي ددز ‪Concentration‬‬

‫والتعقيددد فددي صددناعة االتصددال‪ ،‬أصددبح مددن غيددر المم ددن إق دران حريددة التعبيددر والنشددر بحريددة‬

‫الملكي ددة لوس ددائل االتص ددال‪ ،‬بع ددد أن ترك ددزت ملكي ددة ه ددذه األخيد درة ف ددي أي ددد قل ددة م ددن أص ددحاب‬

‫الرساميل(رؤوس األموال) مما يهدد الجمهور في المعرفة‪.‬‬

‫عـواما ظـهور النـظرية‪:‬‬

‫‪.1‬التدطورات التدكنولوجيدة‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫التقدددم التكنولددوجي فددي ش د ل االبتكددارات الجديدددة فددي مجددال الطباعددة‪ ،‬السددحب واخت د ار‬

‫الهاتف زاد من حجع وسرعة وفاعلية وسائل االتصال القديمة وأد إلى قهور وسددائل اتصددال‬

‫جديدة كالسينما والراديو والتلفزيون‪.‬‬

‫ص دداحب عملي ددة التص ددنيع بنم ددو ف ددي حج ددع اإلش ددهار ال ددذ أص ددبح ال دددعع األساس ددي ف ددي‬

‫تمويل الجرائد والمجالت واإلذاعة‪.....‬‬

‫تميددزت هددذه المرحلددة كمددا يشددير كددل مددن ‪ Murdoch et Golding‬بحدددوت تحدوالت‬

‫في البنيات االقتصادية للبلدان الرأسمالية‪ ،‬حيث أصبحت تدريجيا‪ ،‬ملكية وسددائل اإلنتدداث أكثددر‬

‫تركي از في عدد قليل من الشركات‪،‬ولع يسددتثن قطددا االتصددال مددن هددذا التطددور حيددث أصددبحت‬

‫وسددائل االتصددال تملكهددا قلددة مددن أصددحاب الرسدداميل‪.‬وهذا مددا أد إلددى عدددد قليددل مددن الج ارئددد‬

‫إل ددى اإلنف دداق عل ددى هيي ددات التحري ددر وتحس ددين ق ددروف الم ددوزعين وب ددذلك تحقي د مبيع ددات أكث ددر‬

‫والوصددول إلددى جمهددور عدريل‪ ،‬وفددي الجهددة المقابلددة ارتفعددت نفقددات الصددحف الصد يرة وعدددم‬

‫الحاد واالنسحاب بذلك من السوق‪.‬‬ ‫قدرتها على التناف‬

‫كمد د د د ددا مسد د د د ددت قد د د د دداهرة التركيد د د د ددز ل ذاعد د د د ددة‪ ،‬التلفزيد د د د ددون والسد د د د ددينما وأدخد د د د ددل عنصد د د د ددر‬

‫الضخامة‪Bigness‬على وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫‪.2‬العدامل اإليديدولوجي والدمدج بين الواقدع وال أر ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫بعددد سدديطرة قلددة مددن أصددحاب النفددوذ المددالي علددى ملكيددة وسددائل اإلعددالم‪ ،‬وقصددد تمريددر‬

‫آرائهد ددع وأهد دددافهع كاند ددت الوقد ددائع واألحد دددات ال تمد ددر إلد ددى الجمهد ددور مد ددن دون توجيد دده‪.‬من لد دددن‬

‫أصددحاب الرس دداميل كم ددا أن نش ددوء األح دزاب والص دراعات السياس ددية والح ددروب أد إل ددى قه ددور‬

‫ص د د ددحف حزبي د د ددة وص د د ددحف تض د د ددفي عل د د ددى الوق د د ددائع آراء وتوجيه د د ددات حس د د ددب م د د ددا تقتض د د دديه‬

‫المصلحة‪،‬وبذلك اختلطت الوقائع باآلراء وأصبح الجمهور ال يثد فددي المعلومددات المقدمددة مددن‬

‫وسائل اإلعالم لعلمه مسبقا أنها موجهة حسب اآلراء والفلسفات‪.‬‬

‫ه ددذا لجددأت الصددحافة إلددى إتبددا أسددلوب جديددد يتمثددل فددي فصددل الواقعددة (الحدددت كمددا‬

‫وقع) عن ال أر (المعتقدات الشخصية)‪.‬‬

‫ويق ددول ف ددي ه ددذا اإلط ددار الكات ددب والص ددحفي الكبي ددر " محمـــد يســـنين يكـــا" ( كات ددب‬

‫ومؤلف لكتب كثيرة منها ‪ :‬خريف ال ضب‪ ،‬بين السياسة والصحافة‪)....،‬‬

‫" قد أستطيع أن أعيش إذا قلت لي كا ما يجري بدون آراء‪ ،‬لكن كيــأ أســتطيع أن‬

‫أعيش باآلراء من دون معرفة ما يجري"‪.‬‬

‫ويق ددول ك ددذلك" سكـــوت" ( م ددن كب ددار الص ددحفيين ف ددي إنجلت د ار )"إذا كـــان الواقـــع مقـــد‬

‫فالرأي ير"‪.‬‬

‫نهائيا الفرق بين المحق والصحفي وبين المراسل وكاتب االفتتاحية‪.‬‬ ‫*وتأس‬

‫كمد ددا سد دداعد الصد ددحافة علد ددى أن تصد ددبح مهند ددة التحد دداق رجد ددال – فد ددي منتصد ددف القد ددرن‬

‫مدددارس الصددحافة مددع‬ ‫الماضي‪-‬ذو مبادئ وتعلدديع عددالي بمهنددة الصددحافة إلددى جانددب تأسددي‬

‫‪6‬‬
‫تقنيددات الصددحافة و نمددا‬ ‫مستهل هددذا القددرن الماضددي ب د ‪ USA‬والتددي لددع تكددن تهددتع فقددب بتدددري‬

‫أقهرت اهتماما بمسؤولية وسائل اإلعالم اتجاه المجتمع‪.‬‬

‫‪.3‬انتقاد الصحدافة‪:‬‬

‫بع ددد التط ددور الهائ ددل للص ددحافة ونظ د ار لت ازي ددد الش ددعور بال دددور الخطي ددر ال ددذ تل ب دده ف ددي‬

‫تش يل ال أر العام‪ ،‬فقد كانت عرضة النتقادات كثيرة‪.‬و ن كان أول كتاب ينتقد الصددحافة كددان‬

‫قد قهر في ‪،1858‬لكن هذه االنتقادات ازدادت حدة خالل القرن ‪ 20‬تتمثل في ‪:‬‬

‫أ‪.‬خضو الصحافة إلى أصحاب اإلشهدار من خالل تدخلهع في سياسدة التحرير‪.‬‬

‫ب‪.‬نددزو الصددحافة إلددى اسددتعمال سددلطتها القويددة لخدمددة مصددالحها ونشددر المددالكين لهددا‬

‫آلرائهع الذاتية في مجال السياسة واالقتصاد على حساب اآلراء المعارضة‪.‬‬

‫جـ‪.‬وقوف الصحافة ضد الت يير االجتماعي من خالل محافظتها على الوضع الراهن‪.‬‬

‫د‪.‬أعطددت الصددحافة أهميددة لمددا هددو مثيددر وسددطحي أكثددر مددن اهتمامهددا بت طيددة األحدددات‬

‫اليومية‪ ،‬والترفيه المقدم من طرفها يفتقد إلى النوعية الجيدة‪.‬‬

‫هــــ‪.‬تهدي ددد الص ددحافة لألخ ددالق العام ددة م ددن خ ددالل م ددا تبث دده م ددن ص ددور لمحتوي ددات تن ددافى‬

‫والعن ددف كعنص ددر‬ ‫وأخ ددالق المجتم ددع واعتم دداد م ددثال التلفزي ددون والس ددينما عل ددى وحش ددي الج ددن‬

‫تشوي ‪.‬‬

‫و‪.‬غدزو الصحافة للحياة الشخصية للمواطنين ونشرها للفضائح‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫لق ددد ج ددادل ال ددبعل ب ددأن الص ددحافة تعم ددل بشد د ل غي ددر مس ددؤول حينم ددا تس ددتهدف خدم ددة‬

‫مصددالحها فقددب فددي تحقي د ال دربح ‪ :‬فالناشددرون واإلذاعيددون يم ددن أن يحقق دوا أرباحددا طائلددة لددو‬

‫أنهد ددع صد ددب وا أخبد ددارهع بطد ددابع اإلثد ددارة‪.‬ففي عد ددام ‪ 1979‬سد ددحبت الح ومد ددة األمري يد ددة دعواهد ددا‬

‫القضائية ضد مجلة ‪ Progressive‬التي تصدر في وسكنسون لتكفل لها حقهددا الشددرعي فددي‬

‫نشر مقال تشرح فيه الصحيفة كيفية صنع قنبلددة ذريددة‪.‬وفي قددل نظريددة المسددؤولية االجتماعيددة‬

‫ال ينب ي السماح بنشر مقال كهذا‪.‬‬

‫م ادر صياغـة هذه النـظرية‪:‬‬

‫بعد ددد قهد ددور قد دداهرتي التركيد ددز واالحتكد ددار لوسد ددائل اإلعد ددالم‪ ،‬بد دددأ العد دداملون فد ددي قطد ددا‬

‫اإلع ددالم يبحث ددون ف ددي مس ددؤولية الص ددحافة اتج دداه المجتمع‪،‬مم ددا دف ددع إل ددى إنش دداء ف ددي ك ددل م ددن‬

‫بريطانيددا والواليددات المتحدددة‪.‬إ ‪ ،‬لجددان صددحافة‪ ،‬وصددياغة مبددادئ أخال يددة ومواثي د مددن شددأنها‬

‫توجه الصحافة نحو خدمة المصلحة العامة‪.‬‬

‫ف ددي ه ددذا الس ددياق تم ددت المص ددادقة عل ددى أول ددى المب ددادئ األخال ي ددة للص ددحافة م ددن ط ددرف‬

‫الجم ية األمري ية لمحرر الصحف عام ‪ 1923‬داعية الصحف إلى التحلي بروح المسددؤولية‬

‫اتجاه المصلحة العامة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫كما دعا ميثاق الراديو ‪ 1937‬وميثاق التلفزيون ‪ 1953‬الصادران بد ‪ USA‬المؤسسددتين‬

‫إلى العمل من أجل تلبية احتياجات المجتمع وكذلك مراعاة المعايير المقبولة للذوق السليع فددي‬

‫البرامج‪ ،‬كما انتقد الميثاقان النزعة المفرطة إلى الترفيه على حساب الجانب التربو ‪.‬‬

‫أمددا فددي أوربددا –وحسددب " حمددد حسددن" مددن خددالل كتابدده" مقدمــة فــي دراســة وســائا‬

‫االت ال وأساليبه‪-‬فنن نظرية المسؤولية االجتماعية تتواجد بدرجة تفوق تواجدها فددي الواليددات‬

‫المتحدة األمري ية ففي بعل الدول األوربيددة وبخاصددة ال ربيددة منهددا يعمددل الصددحفيون بموجددب‬

‫تددرخيص يم ددن سددحبه مددن خددالل بعددل القواعددد والق دوانين الصددحفية‪.‬ففي إنجلتد ار يعطددي قددانون‬

‫يع ددرف باس ددع " قـــانون األســرار الرســـمية" الح وم ددة س ددلطة ض ددد أ وس دديلة إعالمي ددة يم ددن أن‬

‫تع ددرم أم ددن الدول ددة للخط ددر‪ ،‬ول ددو أن قض ددية مجل ددة ‪ Progressive‬أثي ددرت ف ددي بريطاني ددا ل ددتع‬

‫منعها‪.‬‬

‫صددحافة‬ ‫كمددا أنشدديت علددى غ درار الواليددات المتحدددة األمري يددة فددي أوربددا ال ربيددة مجددال‬

‫تحمي الجمهور من إنزالقات الصحافة وض وط الح ومة تتلخص أهدافها فيما يلي‪:‬‬

‫*إبعاد الض وط الح ومية عن الصحافة‪.‬‬

‫*الوقددوف كحدداجز يحمددي الجمهددور مددن تجدداوزات الصددحافة وهددذه األخيدرة مددن تجدداوزات‬

‫الح ومة‪.‬‬

‫ممارسد ددات الصد ددحافة لكسد ددب التأييد ددد‬ ‫*نشد ددر مد ددداوالتها لتند ددوير الد د أر العد ددام بخصد ددو‬

‫الشعبي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫إن المحدداوالت السددابقة لددع تنددتظع فددي شد ل نظريددة جديدددة متكاملددة إال عددام ‪ 1947‬فبعددد‬

‫صدددور لجنددة حريددة الصددحافة والتددي كمددا قلنددا‪-‬آنفددا كددان ي أرسددها ‪ Robert.M.Hutchins‬وقددد‬

‫أص دددرت اللجن ددة تقريد د ار ف ددي مجل دددين أش ددرف علي دده"‪ "W,E,Hocking‬أس ددتاذ الفلس ددفة بجامع ددة‬

‫هارفددارد‪ ،‬انتهددت فيدده إلددى أن حريددة الصددحافة ينب ددي الحفددا عليهددا ولكددن إذا مددا قبلددت وسددائل‬

‫اإلع د ددالم الجماهيري د ددة القي د ددام بمس د دديوليتها تج د دداه المجتم د ددع والحظ د ددت ه د ددذه اللجن د ددة أن المب د ددادئ‬

‫األخال يددة المصدداغة مددن قب ددل تفتقددد إلددى الص ددفة" اإللزاميــة" لتنفيددذها مم ددا أد بهددا إلددى تق ددديع‬

‫تصور جديد لمهام وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫والنقد‪،‬وأن‬ ‫‪.1‬ياملة أفــكار عامة‪ :‬ينب ي أن تعمل الصحافة كمنبر لتبادل التعلي‬

‫لوجهات نظر مخالفة ألفكارها حتى و ن كانت م ايرة آلراء المسيرين‪.‬‬ ‫تع‬

‫‪.2‬الحقيقة والمعنى في األخبار‪ :‬ينب ي على الصحافة أن تعطي تقري ار صادقا‬

‫وشامال وذكيا عن األحدات اليومية في إطار يعطي لها معنى مع الدقة وعدم الكذب وأن‬

‫تقيع الفرق بين ال أر والواقعة‪،‬وال تكتفي برواية الوقائع و نما تعطي الحقيقة حول هذه الوقائع‪.‬‬

‫‪.3‬صورة ممثلة عن المجتمع‪ :‬وهذا ب ل النظر عن لونهع وعرقهع ومرتبتهع‬

‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪.4‬تـوضيح أهداف المجتـمع‪ :‬بتوضيح يع المجتمع والتمسك بالمثل العليا للمجتمع‬

‫الليبرالي الرأسمالي‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪.5‬إعطاء معلومات كاملة عن األيداث اليومية‬

‫رغع تقبل‬ ‫لكن رغع ذلك فقد سجلت هذه اللجنة فرقا شاسعا بين النظرية والتطبي‬

‫الصحافة لهذه الوقائف وعلى هذا أشارت إلى مجاالت أخر تساهع في تقليص هذه الفجوة‪:‬‬

‫‪.1‬علددى الصددحافة أن تقددوم بدددور " الخدمددة العموميددة" وأن تتحلددى بددالروح المهنيددة مثلمددا‬

‫هو معمول به في الطب والمحاماة‪.‬‬

‫الجمهور‬ ‫‪.2‬على الجمهور أن ي ون أكثر إدراكا لقوة الصحافة الهائلة‪ ،‬ألن إد ار‬

‫لفشل الصحافة يجعله يعمل على تحسين أدائها‪.‬‬

‫‪.3‬بنم ان الح ومة تشجيع مشاريع جديدة في صناعة االتصال مع اتخاذ إجراءات‬

‫قانونية ضد اإلساءة إلى مبدأ حرية التعبير والصحافة‪.‬‬

‫فد ددي قد ددل هد ددذه تظد ددل وسد ددائل اإلعد ددالم مملوكد ددة ملكيد ددة خاصد ددة ولكنهد ددا تخضد ددع لعقوبد ددة‬

‫المجتمع‪ ،‬فنذا لع تخدم مصددالح المجتمددع أو هددددت أمندده فنندده يم ددن للح ومددة أن تتددولى األمددر‬

‫لتأكيد الصالح العام‪.‬‬

‫نقـد نظريـة المسؤوليـة االجتماعيـة‪:‬‬

‫تعتبر نظرية المسؤولية االجتماعية‪-‬حسب البعل‪-‬من اشهر نظريات الصحافة‬

‫السائدة في العالع وأكثرها انتشارا‪ ،‬ومع ذلك تبقى مجرد نظرية وال نجد تطبيقا فعليا لكثير من‬

‫‪11‬‬
‫مبادئها على أرم الواقع‪.‬ألنها في أغلب األحيان ال تكتسي الصفة اإللزامية حتى تطب‬

‫حرفيا‪.‬‬

‫وحسب البعل اآلخر فنن هذه النظرية ال تختلف عن النظريات الثالت األخر إلى‬

‫الحد الذ يم ن معه القول بأنها نظرية ال تضيف جديدا وال تقف وحدها كنظرية متميزة‪.‬ذلك‬

‫من النظريات الثالت األخر مسؤولة اجتماعيا إذا ما حققت‬ ‫أن الصحافة في قل أ‬

‫نظام إعالمي فلسفة‬ ‫أ‬ ‫مجتمع‪ ،‬وحينما ال يع‬ ‫متطلبات القيع والمعايير السائدة في أ‬

‫بالده السياسية فننه حينيذ يم ن أن يتهع بعدم المسؤولية‪.‬‬

‫وب بارة أخر فنن نظرية المسؤولية االجتماعية ال تبدو وكأنها تتواجد منعزلة عن‬

‫النظريات األخر أو إضافة جديد لها فهي جزء من كل نظرية من النظريات السابقة‪.‬‬

‫ففي الواليات المتحدة يتعين على النظام اإلعالمي أن ي ون مسؤوال من الناحية‬

‫تفترم وجود مجال للمعارضة واآلراء‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ولكن النظرية السياسية السائدة هنا‬

‫و نما على مستو المؤسسات الصحفية‪.‬ومن هنا‬ ‫فقب على مستو األشخا‬ ‫المخالفة لي‬

‫فنن النظام اإلعالمي لن ي ون متجانسا في رؤيته للمسؤولية االجتماعية التي هي مجال‬

‫للجدل بين التيارات السياسية المتعارضة‪.‬‬

‫*وتبقى كذلك‪-‬هذه النظرية‪-‬محدودة الفائدة رغع أهميتها ما دامت لع توجه اهتماما‬

‫كافيا لمسألة الملكية ورقابتهع في وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وحبذا لو يطب هذا الشعدار‪:‬‬

‫*صحافة بايتياجات الجمهــور خبيرة‬

‫*وبمختلف فئـات المجتمع ب يـرة‬

‫*وعلى ثقا المسؤولية والضمير صبورة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬

‫جامعة وهران‪ 1‬أمحد بن بلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫كلية العلوم اإلنسانية والعلوم اإلسالمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫قسم علوم اإلعالم واالتصـ ـ ــال‬

‫سنة اثنية‬

‫أ‪.‬د حممد برقان‬

‫مادة‪ :‬مدخل لعلوم اإلعالم واالتصال‬

‫عنوان احملور‪ :‬نظرايت االعالم‬


‫المحاضرة ‪ :04‬النـظرية الشيوعيــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫تعد هذه النظرية امتدادا لنظرية السلطة‪ ،‬وهي تدين بوجودها للتطبيق العملي آلراء‬

‫ماركس‪ ،‬لينين وستالين في مجال االتصال الجماهيري‪.‬‬

‫المـبدأ األسـاسي‪:‬‬

‫ضرورة تغيير االحتياجات الفردية حتى يمكن للفرد أن يشارك ويؤازر المجتمع ككل‪،‬‬

‫وهدف االتصال الجماهيري هو تأييد الحزب الشيوعي في جهوده لدفع الناس للعمل من أجل‬

‫خير المجموع بدال من المصالح الذاتية‪.‬‬

‫نظرتهـا إلى اإلنسان‪ ،‬المجتمع‪ ،‬الدولـة والحقيقـة‪:‬‬

‫*اإلنســان‪ :‬مصالحه تذوب في مصالح الدولة والمجتمع‪ ،‬وال بد أن يوجه اهتماماته‬

‫إلى المشاركة الجماعية في تأييد برامج الحكومة القائمة‪.‬‬

‫*المجتـمع‪ :‬له دور فعال في دفع عجلة التطور‪ ،‬وله مرتبة أحسن من الفرد يعني‬

‫على هذا األخير أن يؤازر المجتمع ككل‪.‬‬

‫كما تطرح هذه النظرية فكرة الجماعية‪ :‬وهي ذات أساس إيديولوجي يرى أن وسائل‬

‫اإلعالم‪ ،‬ذات ملكية جماعية‪ ،‬فالشعب هو المالك الحقيقي لوسائل اإلعالم‪ ،‬حيث يرى أن‬

‫وسائل اإلعالم والشعب يعمالن من أجل هدف مشترك هو بناء الشيوعية‪.‬‬


‫الدولــة‪ :‬هي غاية في حد ذاتها في ظل المرحلة االنتقالية ( يعني من االشتراكية إلى‬

‫الشيوعية)‪ ،‬وهي التي تملك وسائل اإلعالم ويوجهها الحزب ويسيرها حسب األفكار والمبادئ‬

‫السامية للدولة‪.‬‬

‫الحقيقــة‪ :‬الحقيقة هي ما تراه الدولة صالحا للنشر‪ ،‬وما تسمح به فقط والحقيقة هي‬

‫ما يساهم في تحقيق السير الحسن لمؤسسات الحزب الحاكم‪.‬‬

‫ويرى عميد كلية الشيوعية" كارل ماركس" (نظريا) أن وظيفة الصحافة األساسية في‬

‫كل مجتمع شيوعي هي خلود وتوسع النظام االشتراكي‪ ،‬ومن ثم فإن هدف وسائل االتصال‬

‫هو نشر السياسات االجتماعية‪،‬وليس المساعدة في الوصول للحقيقة‪.‬‬

‫وظيـفة وسـائل اإلعالم‪ :‬هي زيادة وحدة الفكر بين أعضاء المجتمع وتعليم المبادئ‬

‫الماركسية وتفسير األحداث على ضوء تلك المبادئ‪،‬كما أن عليها جذب التأييد الشعبي‬

‫لبرامج الدولة المختلفة مثل زيادة اإلنتاج‪.‬‬

‫ملكيـة وسائل اإلعـالم‪ :‬الدولة هي التي تملك وسائل اإلعالم‪ ،‬وتقع هذه األخيرة تحت‬

‫وصاية الحزب الشيوعي الذي يسيطر عليها عن طريق التوجهات والفحص الدوري‬

‫لمضمونها وبالنقد والرقابة أحيانا‪.‬‬

‫وتفترض هذه النظرية أن الذي يملك وسائل اإلنتاج المادي هو بالضرورة الذي يسيطر‬

‫أو يملك وسائل اإلنتاج الفكري‪.‬‬


‫يسعى النظام الشيوعي إلى نشر وسائل اإلعالم على نطاق أوسع بهدف إحداث تغيير‬

‫على المستوى الداخلي‪،‬ونشر إيديولوجيته على المستوى الخارجي‪.‬‬

‫يقول لينين (فالديمير)" األفكار أشد خط ار من البنادق"‪.‬‬

‫حـرية الصحـافة والتعبيـر‪:‬‬

‫توجد – حسب النظرية الشيوعية ‪-‬حرية تعبير فقط ألولئك الذين يؤيدون النظام القائم‬

‫يعني الذين يستظلون تحت مظلة الحزب الشيوعي‪ ،‬وليس ألولئك الذين يريدون مناقشة‬

‫المبادئ األساسية‪.‬‬

‫*وسائل اإلعالم يسمح لها بانتقاد الجزيئات من القضايا واألمور الفرعية أو انحراف‬

‫األفراد‪ ،‬لكنها ال تستطيع أن تهاجم مبادئ المجتمع األساسية‪ ،‬كما عليها أن تلعب دو ار‬

‫إيجابيا في تطور المجتمع الشيوعي‪.‬‬

‫*مفهوم حرية الصحافة في العالم الشيوعي هو جزء من المفهوم الكلي أي أنها ما‬

‫توافق الحكومة على منحة المواطنين لتحقق أهداف مسطرة‪ ،‬وأن حرية الصحافة واالجتماع‬

‫والتعبير ليست حقوقا يتمتع بها المواطنون ولكنها امتيازات محدودة تسمح بها أنظمة الحكم‬

‫أحيانا لتعزيز أهدافها‪.‬‬

‫ولعل ما حدث في بولندا في سنة ‪ 1981‬هو خير دليل على منظار الحرية للنظرية‬

‫الشيوعية‪ ،‬وهذا حين قوبل مجرد قرار اتخذته نقابات عمال تضامن بإجراء استفتاء عام‬
‫لتحديد مقدار التأييد الشعبي للحكومة باستيالء الجيش بقيادة الجنرال جاروزلسكي على‬

‫الحكم‪،‬وقد قررت حكومة هذا األخير بوضوح أن الحصول على آراء المواطنين في أدائها‬

‫إنما يتعارض مع مصالحها‪.‬‬

‫وقد فهم" فالديمير لينين" ما للصحافة من سلطان وقوة فهما أفضل من أي زعيم‬

‫سياسي آخر في عصره‪.‬فلقد نظر إليها من زاويتين‪ ،‬األولى وهي اعتبار الصحافة أداة فعالة‬

‫لتنظيم معارضة راديكالية ضد حكم القياصرة والثانية هي كونها وسيلة ناجعة لتنظيم مجتمع‬

‫بكامله تحت حكمه هو‪ ،‬حيث يقول‪ ":‬نطالب بحرية الصحافة للذين يعملون إلى جانبنا‬

‫طالما أن أعداءنا مسيطرون على مقاليد األمور‪ ،‬وعندما نسيطر نحن على مقاليد األمور‬

‫فال حرية صحافة لهم"‪.‬‬

‫وكااان لينااين ينظاار دائمااا إلااى الصااحافة علااى أنهااا قااوة إيجابيااة حيااث كتااب ساانة ‪1902‬‬

‫بحثااا عن اوان‪ :‬مااا الااذي يجااب عملااه وذلك فااي وصااد الحاجااة إلااى جرياادة حزبيااة حيااث كتااب‬

‫يقول‪:‬‬

‫"لقد باتت الصحافة منذ زمن بعيد قوة في بالدنا وإال فإن الحكومة ما كانت لتنفق‬

‫عشرات اآلالف من الروبالت لترشيها‪ ،‬ولكن ليس بدعة جديدة في روسيا المستبدة ألن‬

‫تخرق الصحف السرية حاجز الرقابة وترغم الصحف المحافظة والشرعية على أن تتكلم‬

‫عنها بشكل علني"‬


‫مثال" في تشيكوسلوفاكيا" ال توجد سلطة تعلو على سلطة " جوستاف هوساك" حيث‬

‫فهم هذا األخير سلطة الصحافة كما فهمها لينين يعني من كلتا الزاويتين ‪ :‬زاوية الموجود‬

‫خارج الحكم الذي يحاول أن يصل إلى السلطة وزاوية الموجود في الحكم الذي يحاول‬

‫االحتفاظ بالسلطة‪ ،‬وكان هذا الزعيم قد سجن في الخمسينيات العتناقه مبدأ " القومية‬

‫البرجوازية" وعندما اقترب ربيع براغ استغل حرية الصحافة المتزايدة ليطالب برد اعتباره ألنه‬

‫من بين الذين أدينوا ظلما‪-‬حسب اعتقاده‪.‬‬

‫*لكن بعد الغزو السوفيتي أصبح " هوساك" زعيما للواقعيين وقد اختاره الروس ليتخذ‬

‫اإلجراءات الصارمة ضد حرية الصحافة‪ ،‬وغيرها من المؤسسات اللبرالية‪ ،‬وبعد شهر من‬

‫تعيين زعيما للحزب الشيوعي في ماي ‪ 1969‬قدم وصفا صريحا‪-‬على غير العادة‪-‬ألخطار‬

‫حرية الصحافة من وجهة النظر الشيوعية‪ ،‬وكان في عام ‪ 1968‬يعني قبل توليه الزعامة‬

‫وقبل اعتالئه منصة السلطة‪-‬قد قال ‪:‬‬

‫" إن الباب فتح لكي يدخل إلى الحياة السياسية الهامة من ذلك النفوذ الفعال في‬

‫الصحافة والراديو والتلفزيون في بعض حلقات الحزب‪....‬الخ‪.‬‬

‫طبيعـة األخبـار ومعالجتـها‪:‬‬


‫الخبر في المضمون السوفيتي مثال يعني أساسا كل شيء يمكن استخدامه لتوضيح‬

‫سياسة الحزب الراهنة أو التقدم االقتصادي‪ ،‬ومن ثم فهو صالح للنشر‪ ،‬وكل ما عاداه تقريبا‬

‫يعتبر غير مهم وبالتالي ال يستحق النشر‪.‬‬

‫*إن رؤية " بلجانوف" مدير عام سابق لوكالة تاس لألنباء وكيفية معالجتها ال تزال‬

‫قائمة إلى حد اليوم‪ ،‬كما كانت كذلك منذ خمسة وعشرين عاما مضى وهي‪:‬‬

‫" األخبار ليست مجرد االهتمام بتغطية األحداث والحقائق‪ ،‬يجب على اإلعالم أن‬

‫يسعى وراء هدف‪ ،‬عليه أن يخدم وأن يدعم الق اررات التي تصل بالواجبات األساسية التي‬

‫تواجه المجتمع السوفيتي وشعبنا الذي يسير في طريق التحول التدريجي من االشتراكية‬

‫إلى الشيوعية‪.‬‬

‫عند اختيار هدف اإلعالم يجب على مؤلفي التقرير اإلعالمي أن يتخلوا أوال وقبل‬

‫كل شيء عن أي حدث ال بد أن يغطى في صفحات الجريدة‪ ،‬وإن هدف اإلعالم هو أن‬

‫يقدم أحداثا ووقائع منتقاة‪.».....‬‬

‫والاادليل علااى ساريان هااذه السياسااة اإلعالميااة إلااى حااد اآلن هااو مااا ورد فااي فقارة أخاارى‬

‫أكثر حداثة فااي جرياادة " البرافـــدا"‪ " :‬يجااب علااى الصااحافة أال تقاادم صااورة فوتوغراقيااة للحقااائق‬

‫والوقااائع‪ ،‬مجاارد ساارد لمااا حاادث‪ ،‬ولكاان عليهااا أن تقاادم وصاافا لألحااداث وللظ اواهر موجهااا وذا‬

‫هدف"‪.‬‬
‫*كما أن الس ياسة اإلخبارية لالتحاد السوفيتي سابقا ( كمظهر عملي من مظاهر‬

‫االشتراكية)تنتهج سبيلين‪ ،‬أحدهما ناتج عن عدم الكفاءة والتنظيم السيئ واآلخر مدروس بدقة‬

‫ومتعمد في أغلب األحيان‪.‬‬

‫أما السبيل األول قيمثل في التأخير واإلبطاء فمثال في شهر فبراير من سنة ‪1950‬‬

‫وعندما وقع االتفاق الصيني‪-‬السوفيتي في موسكو‪ ،‬قامت كل وسائل اإلعالم الغربي في‬

‫الحال بتغطية هذا الحدث الهام‪ ،‬وكان كل امرئ في المجر وغيرها من بلدان أوربا الشرقية‬

‫ينتظرون في ترقب نشر نص االتفاق من موسكو وأخي ار قامت وكالة ‪ :‬تاس" بإرسال المادة‬

‫اإلعالمية بعد ‪ 24‬ساعة من الحدث‪.‬‬

‫وأما السبيل الثاني فهو عدم اإلكثرات التام والكبت المستمر لألخبار الهامة والتقارير‬

‫الصحفية عن أحداث لها ثقلها‪ ،‬تقع في داخل البالد أو في خارجها‪ ،‬بالرغم من أن هذه‬

‫السياسة تتعارض بشدة مع مبادئ لينين حيث يقول‪ ":‬إن الدولة تنال قوتها من وعي‬

‫الجماهير‪،‬والدولة تصبح قوية عندما تعرف الجماهير كل شيء‪،‬وتكون قادرة على إصدار‬

‫حكم على كل شيء وتفعل كل شيء بوعي‪.‬‬

‫أما قيما يتعلق أو يخص بمعايير " الخبر عبر الجديد بالنشر" فلم تغير حيث تبع‬

‫الطريقة تقليدية وهي تقديم الخبر كمادة طبيعية أو حادثا صناعيا‪ ،‬ثم إرفاق الخبر بهذه‬

‫العبارة ‪ ":‬إن السلطات ذات الكفاءة قد بدأت التحقيق" في سطور قليلة ال ينقل في طياتها إال‬

‫جزء ضئيل من الواقع الفعلي‪.‬‬


‫وكمثال على هذه السياسة اإلخبارية ما جرى في حوار بين مراسل جريدة " الواشنطن‬

‫بوسـت" في موسكو يدعى" روبـرت كيسـر" وبين رئيس قسم المعلومات في جريدة" البرافـدا"‬

‫السيدة " إرينا كابريلوفا "وهذا في بداية السبعينات حيث سألها عن تغطية تحطيم الطائرات‬

‫بإعتبراها مسؤولة بتغطية مثل هذه الحوادث قائال لها‪ ":‬لما لم تقم الصحافة بتغطية تحطيم‬

‫الطائرات فأجابته قائلة‪ ":‬القارئ يجب أن يعرف شيئا جديدا وطيبا"‪.‬‬

‫وعندما قام هذا المراسل بتذكيرها بقصة الطائرة التااي كااان بهااا عطاال فااي جهاااز الهبااو‬

‫والتااي طبطاات سااالمة رغاام ذلك‪،‬بفضاال مهااارة الطيااار واحتياطااات الطاااقم األرضااي‪ ،‬قالاات لااه‪":‬‬

‫نحـــن نكتـــب عـــن الحادثـــة عنـــدما تكـــون فيهـــا بطولـــة أو شـــجاعة أو تغلـــب علـــى مخـــاطرة‬

‫كبيرة‪ ".....‬ثم قال لها‪ ":‬لكن ماذا عن الظروف المؤسفة عنــدما تســقئ طــائرة فكــان جوابهــا‬

‫‪ ":‬ما الفائدة من الكتابة عن كــل شــيء إن الحـوادث تقــع بســبب عطــل فنــي وهــذا ال يهمنــا‬

‫كثيرا"‪.‬‬

‫والشيء الذي دفع هذا المراسل إلى إثارة هذا الموضوع هو وقوع حادثتين‪ :‬أما األولى‪،‬‬

‫ففي ‪ 1972‬سقطت طائرات " إيروفـلوت" القادمة من مدينة" لينيـجراد" في مستنقع خارج‬

‫موسكو حيث قتل في الحادث ‪ 176‬من بينهم ‪39‬أجنبيا‪.‬ودفن هذا الخبر الهام في ‪ 42‬كلمة‬

‫في الصفحة األخيرة من جريدة" البرافدا" (واالعتقاد يميل إلى أنه كتب بسبب األجانب‬

‫الضحايا)وأما الثانية ‪ :‬ففي شهر جوان من سنة ‪ 1973‬وقع انفجار الطائرة السوقياتية النفاثة‬

‫في الجو أمام عدسات الكاميرات التليفزيونية وأمام آالف وحتى ماليين المشاهدين في‬
‫معرض باريس الجوي‪،‬ومع هذا فهذا الخبر كتب‪-‬في االتحاد السوفيتي‪ -‬في ‪ 27‬كلمة في‬

‫نهاية الصفحة السادسة بالرغم من أن نفس الخبر كان الخبر الرئيسي في أغلب صحد‬

‫العالم‪.‬‬

‫لذلك ما يمكن قوله في هذا اإلطار هو أن السياسة اإلخبارية للنظرية االشتراكية (نظريا)‬
‫واالتحاد السوفيتي‪-‬سابقا(عمليا) تسير على مبدأ أساسي وهو‪ :‬ضرورة نشر فقط األخبار التي‬
‫تخدم النظام السياسي القائم وتراعي مبادئ وأساسيات الحزب الحاكم وضرب عرض الحائط‬
‫باقي األخبار التي ينظر إليها‪ -‬بمنظار الشيوعية‪ -‬على أنها ال تقدم لمسيرة النظرية‬
‫االشتراكية أي شيء بل وحتى تضرها وتهدد سيرها المخطط‪.‬‬
‫المحاضرة ‪ : 11‬نظريات التأثير‪:‬‬

‫نظريات التأثير المباشر‬

‫نظرية التأثير المتماثل أو المباشر " ‪"The Theory of uniform Influences‬‬

‫أو نظرية الرصاصة السحرية أو نموذج الحقنة التي تعطى تحت الجلد‬

‫‪ Harold Lasswell‬في تطوير مفهوم حديث لتأثير وسائل‬ ‫يرجع الفضل إلى هاورلد الزويل‬

‫اإلعالم خالل الحرب العالمية األولى و ذلك في ضوء نظرية فرويد ‪ ، Freud‬و قد أوضح أيضا تفسيره‬

‫لكيفية إبطال مفعول هذا التأثير أو تحييده ‪.‬‬

‫لقد افترض فرويد أن اإلنسان تحركه قوى فطرية غير واعية و غير رشيدة و يتحكم فيه العقل الواعي بشكل‬

‫جزئي ونتيجة لذلك فإن السلوك اإلنساني ليس عاقال أو رشيدا‪ ،‬كما أن العقل الواعي نفسه ينقسم إلى قسمين‬

‫الذات أو األنا و األنا األعلى وهما يسيطران معا على هذه القوى غير الرشيدة ‪ ،‬و ال يحدث السلوك الرشيد إال‬

‫عندما تسيطر األنا العليا سيطرة كاملة على هذه القوى ‪.‬‬

‫و من نظرية فرويد ‪ Freud‬السابقة طور الزويل نظريته التي أطلق عليها نظرية الحقنة التي تعطى تحت الجلد ‪،‬‬

‫و تفترض أن الوسائل اإلعالمية لها تأثير مباشر تماما مثل الحقنة التي نترك أثرها من المصل تحت الجلد ‪.‬‬

‫سهلة للدعاية السياسية و أن الدوافع أو الحوافز الداخلية يمكن استثارتها من خالل الرموز الدعائية القوية و‬

‫عندما يحدث ذلك فإن الناس سيقعون في حب هذه الرموز الدعائية تماما مثلما يقع الفرد في حب الجنس‬

‫اآلخر بشكل غير رشيد ‪.‬‬

‫و تعد هذه النظرية استجابة أو انعكاسا لفكرة المجتمع الجماهيري القائم على أفراد متنوعين مختلفين‪ ،‬متحررين‬

‫من قيود الروابط االجتماعية حيث الصناعة و التحضر‪ ،‬و ترجع تصرفات األفراد في هذا المجتمع إلى العاطفة‬

‫و االندفاع أكثر من التفكير و المنطق ‪ .‬و بسبب هذه االفتراضات فإن المجتمع الحديث كان يوصف بأنه‬

‫‪1‬‬
‫حشد منعزل و مجتمع مكون من أفراد م نعزلين ليسوا مرتبطين ببعضهم ‪ ،‬و لكن يعملون على أسس من القوى‬

‫النفسية الفردية الخاصة بكل فرد ‪.‬‬

‫و كما يقول ولبر شرام ‪ W. Schramm‬فإن هذه النظرية كانت النظرية السائدة في مجال االتصال‬

‫الجماهيري حتى قبل الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬و هي ميكانيكية جدا في طبيعتها ‪ ،‬وتفترض أن الرسالة منبه ينتج‬

‫استجابة واحدة من الجمهور المستهدف ألنه كان سلبيا ‪ " ،‬فاالتصال عبارة عن رصاصة سحرية تنقل األفكار‬

‫و المشاعر أو المعرفة من عقل آلخر " ‪.‬‬

‫نظريات التأثير االنتقائي » ‪« sélective Influenences Théories‬‬

‫‪ ) 1‬نظرية االختالفات الفردية » ‪« Individual Differences Theory‬‬

‫إن المشكلة الرئيسية في النظرية السابقة أن افتراضاتها عن الجمهور غير دقيقة ‪ ،‬فقد اتضح أن الجمهور‬

‫يتسم بالنشاط و االيجابية حال استقباله للمعلومات ‪ ،‬و بدأ علماء النفس يركزون على االختالفات الفردية في‬

‫عقول الناس و اتجاهاتهم و قيمهم ‪ ،‬وبقية متغيرات الشخصية ‪ ،‬وهذه االختالفات تدفع األفراد إلى النظر إلى‬

‫العالم بطرق فريدة و متميزة ‪ ،‬وكذلك االستجابة لكل منبه بطريقة فردية متميزة و مختلفة ‪.‬‬

‫فالطبيعة اإلنسانية ليست متماثلة و لكنها سيكولوجيا مختلفة من فرد آلخر نتيجة للتأثير االنتقائي للتعلم في‬

‫المجتمع ‪ ،‬وبهذا أصبح تأثير البيئة في تشكيل الطبيعة اإلنسانية موضعا للتركيز بدال من الطبيعة البيولوجية ‪.‬‬

‫ولذلك تطورت بعض المفاهيم منها أن األفراد يختلفون بشكل كبير في البناء النفسي و هذا االختالف‬

‫يرجع جزئيا إلى االختالفات البيولوج ية و كليا إلى التعلم المختلف فاألفراد الدين ينشأون و يتربون في ظل‬

‫ظروف مختلفة ‪ ،‬يتعرضون لوجهات نظر مختلفة و يعتنقون مجموعة مختلفة من االتجاهات و القيم و‬

‫المعتقدات و التي تشكل البناء النفسي الذاتي ‪ ،‬وينطبق ذلك على التوأمين المتشابهين في المواصفات‬

‫البيولوجية ‪ ،‬حيث يصبحان مختلفين في بناء الشخصية عند تنشأتهم في ضوء ظروف بيئة اجتماعية مختلفة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫و باإلضافة إلى دلك هناك تسليم بأن متغيرات الشخصية المكتسبة من البيئة االجتماعية تقدم أساسا الختالف‬

‫اإلدراك بين األفراد ‪.‬‬

‫و قد لخص ميلفن دي فلير ‪ Melvin De Fleur‬الخطوات األساسية لنظرية التأثير االنتقائي و هي‬

‫* تقدم وسائل اإلعالم رسائلها إلى أعضاء المجتمع الجماهيري و لكنها تستقبل و تفسر بشكل انتقائي ‪.‬‬

‫* أن أساس هذه االنتقائية يرجع إلى االختالفات في طبيعة اإلدراك بين أعضاء المجتمع‪.‬‬

‫* يرجع االختالف في اإلدراك إلى أن كل فرد له تنظيم متميز من المعتقدات و االتجاهات و القيم و الحاجات‬

‫‪...‬الخ ‪.‬‬

‫* و لكون اإلدراك انتقائي فإن التذكر و االستجابة أيضا انتقائية ‪.‬‬

‫* بناء على الخطوات السابقة فإن تأثيرات وسائل اإلعالم ليست متماثلة و ال قوية و ال مباشرة وهذه التأثيرات‬

‫انتقائية و محدودة باالختالفات النفسية لألفراد ‪.‬‬

‫‪ ) 2‬نظرية الفئات االجتماعية » ‪« The Social Categories Theory‬‬

‫مع إدراك فكرة الطبيعة االنتقائية لإلدراك اإلنساني برز نوع جديد من التأثير االنتقائي أطلق عليه علماء‬

‫االجتماع تأثير » الفئات االجتماعية « فالناس داخل البناء االجتماعي ينقسمون إلى فئات اجتماعية وفق‬

‫بعض المتغيرات الخاصة بالوضع االجتماعي مثل الوظيفة و الطبقة و المنطقة و الجنس و دورة الحياة ‪...‬الخ ‪.‬‬

‫و يميل السلوك االتصالي إلى التشابه داخل كل فئة من هذه الفئات فالفرض األساسي لهذه النظرية‬

‫سوسيولوجي ‪ ،‬فأعضاء الفئة االجتماعية الواحدة سوف يختارون نفس المضمون االتصالي تقريبا وسوف‬

‫يستجبون بدرجة متشابهة إلى حد ما ‪.‬‬

‫و يلخص الوري و دي فلور ‪ Lowery ,De Fleur‬ما سبق من أفكار على النحوالتالي‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬تقدم وسائل اإلعالم رسائلها إلى أعضاء المجتمع الجماهيري ‪ ،‬ولكنهم يستقبلونها ويفسرونها بشكل‬

‫انتقائي ‪.‬‬

‫‪ ‬أهم األسس التي ترجع إليها هذه االنتقائية تتمثل في موقع الفرد في البناء االجتماعي المتباين ‪.‬‬

‫‪ ‬أن هذا البناء االجتماعي يتكون من العديد من الفئات تحددها عوامل مثل السن و الجنس والدخل‬

‫و التعليم و الوظيفة ‪.‬‬

‫‪ ‬أن أنماط االستجابة و االنتباه تشكلها العوامل التي تحدد هذه الفئات االجتماعية مما يجعل‬

‫االستجابة لالتصال الجماهيري متشابهة إلى حد كبير داخل كل فئة اجتماعية ‪.‬‬

‫‪ ‬بناء على ما سبق فإن تأثير وسائل اإلعالم ليس متماثال ‪ ،‬وال قويا ‪ ،‬و ال مباشرا ولكنه انتقائي و‬

‫محدود بتأثير الفئة االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ ) 3‬نظرية العالقات االجتماعية » ‪« The Social Relationship Theory‬‬

‫إن جمهور وسائل اإلعالم ليس ببساطة عبارة عن أفراد منعزلين ‪ ،‬أو أفراد متجمعين في فئات اجتماعية ‪،‬‬

‫ولكنهم مرتبطون ببعضهم من خالل اتحادات العمل والعائالت والعضوية في الجماعات التطوعية الكبيرة مثل‬

‫األندية واألحزاب السياسية ‪....‬الخ ‪.‬‬

‫وقد اتضح أن هذه المؤثرات االجتماعية عامل هام في تحديد تعرض الفرد لوسائل اإلعالم وهي تنتج تأثيرات‬

‫انتقائية ال يمكن أن نعزيها إلى المتغيرات النفسية أو الفئات االجتماعية‬

‫ففي دراسة الزر سفيلد و جوديت و بيرلسون ‪Lazarsfeled , Gaudet , Berelson‬‬

‫النتخابات الرئاسة في الواليات المتحدة األمريكية عام ‪ 0491‬اكتشفوا أن تحول الناخبين من مرشح آلخر‬

‫ضعيفة و أن األثر األكبر للحملة يتمثل في تدعيم القرار الذي اتخذه الناخب ‪ ،‬وكان تأثير الفئات االجتماعية‬

‫كمرشد في هذا البحث واضحا ‪ ،....‬فالعمر و الجنس و اإلقامة والوضع االقتصادي و المستوى التعليمي ‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫وهي مؤشرات الوضعية االجتماعية ‪،‬كانت عامال أساسيا في تحديد درجة االهتمام و كذلك كانت السبب في‬

‫اتخاذ القرار االنتخابي مبكرا أو متأخرا ‪.‬‬

‫ولم تحظ العالقات االجتماعية غير الرسمية باهتمام الباحثين ألن صورة المجتمع في أذهان الباحثين في علوم‬

‫االتصال الجماهيري أنه عبارة عن أفراد متباعدين عن بعضهم مرتبطين بوسائل اإلعالم ‪ ،‬ولكن ليسوا مرتبطين‬

‫فيما بينهم ‪ ،‬ولم يكن هناك تفكير في أي تأثير للعالقات االجتماعية غير الرسمية ‪.‬‬

‫والمفاجأة في هذه الدراسة عندما سئل المبحوثون عن مدى تعرضهم لمواد الحملة بكل أشكالها ‪ ،‬أتضح‬

‫أن المناقشات السياسية جاءت بنسبة أعلى من التعرض للراديو أو الصحافة ‪ ،‬والنتيجة لهذا التحول غير المتوقع‬

‫هي اإلقرار بأن العالقات االجتماعية غير الرسمية تلعب دورا هاما في تعديل الطريقة التي يستجيب بها الجمهور‬

‫لرسائل وسائل اإلعالم ‪.‬‬

‫» ‪« Theories Of Indirect Influence‬‬ ‫نظريات التأثير غير المباشر‬

‫‪ ) 1‬نظرية التأثير المعتمد على تقديم نموذج » ‪« Modeling Theory‬‬

‫تقوم فكرة هذه النظرية على أن تعرض الفرد لنماذج السلوك التي تعرضها وسائل اإلعالم تقدم للفرد مصدرا‬

‫من مصادر التعلم االجتماعي مما يدفعه لتبني هذه النماذج السلوكية بحيث تصبح جزءا أساسيا من أسلوب‬

‫تعامل الفرد مع المشكالت التي تواجهه ‪.‬‬

‫وأهم افتراضات هذه النظرية‬

‫♠ يدرك الفرد نمطا معينا من السلوك تقدمه أو تصوره شخصية من خالل وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫♠ ينظر الفرد إلى هذا السلوك باعتباره جذابا ومن المفيد له أن يتبنى هذا النمط من السلوك في بعض المواقف‬

‫الشخصية التي تواجهه أو التي يمكن أن تواجهه ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫♠ يقلد الفرد هذا النمط من السلوك في المواقف المماثلة والتي تواجهه في حياته الشخصية‬

‫♠ أن هذا النمط من السلوك يثبت للفرد فعاليته أو فائدته في التعامل مع بعض المواقف وبذلك يحقق مكافأة‬

‫للفرد‬

‫♠ مع تكرار استخدام هذا النمط من السلوك فإنه يصبح جزءا من سلوك الفرد في تعامله مع ذات النوعية من‬

‫المواقف ‪.‬‬

‫أن الفكرة الهامة في هذه النظرية أنها ال تفترض أن الناس يرون بعض األفعال في وسائل اإلعالم ‪ ،‬ثم يقلدونها‬

‫بشكل فوري ‪ ،‬بل أن التأثير يحدث بشكل بطيء وفي وقت متأخر ‪.‬‬

‫‪ ) 2‬نموذج الحاجات و اإلشباعات » ‪« Uses And Gratification Model‬‬

‫ينظر هذا النموذج إلى الجمهور باعتباره نشطا ‪ ،‬أي أن جزءا هاما من استخدام وسائل اإلعالم موجه لتحقيق‬

‫أهداف يحددها األفراد فسلوك األفراد هادف ماكويل ‪ ،‬بلوملر براون ‪Mc quail , Blumler ,‬‬

‫‪ ، 1792 Brown‬ويتناقض هذا االفتراض مع نظرية بوجارت ‪ Bagart‬القائلة بأن استخدام وسائل‬

‫اإلعالم يعد سلوكا غير هادف ‪ ،‬وال يعدو أن يكون ضياعا للوقت أو تسلية ‪.‬‬

‫‪ ‬يقوم األفراد أنفسهم باختيار وسائل إعالمية معينة إلشباع حاجاتهم أن هذا االفتراض يضع قيدا على‬

‫وضع أي نظرية ألي نمط من أنماط التأثير المباشر لوسائل اإلعالم على االتجاهات والسلوك ‪ ،‬وكما قال شرام‬

‫و اليل وبيكر ‪ ، 0490 Schramme ,Lyle , Packer‬أن مصطلح تأثير يحمل معنى غامض‬

‫ألنه يعني أن التلفزيون يفعل شيئا ما لألطفال ‪ ،‬ولكن الحقيقة أن األطفال هم األكثر نشاطا في هذه العالقة‬

‫والفكرة أنهم هم الذين يستخدمون التلفزيون أكثر من استخدام التلفزيون لهم ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫تتنافس وسائل اإلعالم مع مصادر أخرى إلشباع الحاجات وتمثل الحاجات إلى تشبعها وسائل اإلعالم جزءا من‬

‫الحاجات اإلنسانية األوسع ‪ ،‬كما تختلف درجة إشباع هذه الحاجات من خالل وسائل اإلعالم ‪.‬‬

‫نماذج حاجات الجمهور ‪:‬‬

‫جاءت معظم دراسات هذا المدخل بنماذج مختلفة من الحاجات ‪ ،‬ويرجع ذلك –جزئيا – إلى اختالف‬

‫المتغيرات الخاضعة للدراسة مثل نوعية المضمون اإلعالمي موضع الدراسة أو طبيعة الوسيلة اإلعالمية أو‬

‫اختالف الثقافات فقد أجريت الدراسات في إسرائيل واليابان والسويد والمملكة المتحدة و الواليات المتحدة و‬

‫يوغوسالفيا ‪.‬‬

‫وفيما يلي نعرض لهذا االختالف‬

‫نموذج الحاجة الواحدة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫انتقد الكثير من كتاب الثقافة الشعبية وسائل اإلعالم باعتبارها تخدم أغراض الهروب من المشاكل فقط وجردوا‬

‫وسائل اإلعالم من االستخدامات المفيدة ‪ ،‬ماكدونالد ‪ 0491 McDonald‬ويعتبر تحليل ستيفنسون‬

‫‪ Stephenson‬لالتصال الجماهيري باعتباره لهوا امتدادا للتفسير السابق للحاجات ‪.‬‬

‫وقد عبر نوردينسترنج ‪ 0411 Nordenstreng‬عن مفهوم الحاجة الواحدة عندما قال أثناء إضراب‬

‫التلفزيون والصحف في فلندة ‪ ، 0491 – 0499‬كان الدافع الستخدام التلفزيون حاجة غير واضحة لالتصال‬

‫االجتماعي ‪.‬‬

‫نموذج الحاجتين ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يرى ويز ‪ 1791 Weiss‬أن وسائل اإلعالم تشبع حاجتين األولى للهو أو الخيال او الهروب من المشاكل ‪،‬‬

‫والثانية الحاجة اإلعالمية التعليمية وقد ظهرت هذه الثنائية في عمل شرام ‪ 1797 Schramm‬ومن جاء‬

‫بعده اليل و باركر ‪1791 Lyle , Parker‬‬

‫‪7‬‬
‫نموذج الحاجات المتعددة ‪ :‬وضع الزويل ‪ 1791 Lasswell‬أول تفسير رباعي للحاجات التي يسعى‬

‫لتحقيقها الفرد من وسائل اإلعالم وتطور التفسير من خالل رايت ‪ ، 1791 Right‬وهذه الحاجات هي‬

‫مراقبة البيئة والتسلية ونقل الثقافة أو التنشئة للمجتمع ككل أو األفراد والجماعات الفرعية‬

‫و أخيرا فقد وضع بلوملر ‪ ،‬وماكويل ‪ ،‬وبرون ‪ 1792 Blumler , Mcquail , Brown‬نموذجا‬

‫شامال لهذه الحاجات يتكون من الفئات اآلتية‬

‫* اللهو ويشمل ( الهروب من قيود الروتين ومتاعب المشكالت ‪ ،‬وكذلك المتعة العاطفية)‪.‬‬

‫* االنسجام الذاتي وتشمل ( الرجوع إلى الذات واستكشاف الحقيقة وتدعيم القيمة ) ‪.‬‬

‫* المراقبة االعالمية‪.‬‬

‫* العالقات الشخصية ويشمل ( استبدال األصدقاء و المنفعة االجتماعية ) ‪.‬‬

‫نظريات التفسير الشامل لتأثيرات وسائل اإلعالم‬

‫‪ )1‬نظرية االعتماد المتبادل بين الجمهور و وسائل اإلعالم والمجتمع‬

‫‪Dependency Theory Of Audience– Media,Society Relation‬‬

‫يمكن تصوير تأثيرات وسائل اإلعالم في ثالث عالقات أوال النظام االجتماعي ثانيا دور وسائل اإلعالم في‬

‫هذا النظام ‪ ،‬ثالثا عالقات الجمهور بوسائل اإلعالم ‪.‬‬

‫يختلف هذا المدخل لتفسير تأثير وسائل اإلعالم عن المداخل السابقة عليه التي تركز بصفة كلية على طبيعة‬

‫الفرد وحده أو على طبيعة المجتمع وحده و على العكس من ذلك فإن الفكرة األساسية لهذه النظرية هي‬

‫" إن استخدامنا لوسائل اإلعالم ال يتم بمعزل عن تأثيرات النظام االجتماعي الذي يعيش بداخله نحن ووسائل‬

‫اإلعالم ‪ ،‬والطريقة التي نستخدم بها وسائل اإلعالم و نتفاعل بها مع وسائل اإلعالم تستأثر بما نتعلمه من‬

‫‪8‬‬
‫المجتمع في الماضي و يشمل هذا أيضا ما تعلمناه من وسائل اإلعالم ‪ ،‬كما أننا نتأثر كذلك بما سيحدث في‬

‫اللحظة التي نتعامل فيها مع وسائل اإلعالم ‪.‬‬

‫لذلك فإن أي رسالة نتلقاها من وسائل اإلعالم قد يكون لها نتائج مختلفة اعتمادا على خبراتنا السابقة عن‬

‫الموضوع و كذلك تأثيرات الظروف االجتماعية المحيطة ‪.‬‬

‫ويعتبر اعتماد الفرد المكثف على معلومات وسائل اإلعالم سمة تميز المجتمعات المتحضرة لفهم العالم‬

‫ا الجتماعي المحيط و القيام بالسلوك االجتماعي بشكل ذي معنى باإلضافة إلى الهروب إلى عالم الخيال و‬

‫المتعة من مشاكل و توترات الحياة اليومية ‪.‬‬

‫و كلما زادت الحاجة إلى وسائل اإلعالم ‪ ،‬وبالتالي زاد االعتماد عليها زاد احتمال أن تغير المعلومات من‬

‫معارف الجمهور ومشا عره وسلوكه ‪ ،‬وحيث إن المجتمع في طريقه إلى النمو بشكل كبير ‪ ،‬وتكنولوجيا اإلعالم‬

‫تتطور ‪ ،‬فإن وسائل اإلعالم تقوم بدور هام في وظيفة نقل المعلومات و على وجه الخصوص مع زيادة مركزية‬

‫وظيفة نقل المعلومات من خالل وسائل اإلعالم ‪.‬‬

‫وكلما زاد اتجاه المجتمع نحو الصناعة والتحضر زاد اعتماد الفرد على معلومات وسائل اإلعالم و كلما زادت‬

‫درجة التغير أو الصراع في المجتمع زاد اعتماد الفرد على معلومات وسائل اإلعالم ‪ ،‬فالجمهور في المجتمع‬

‫المركب يعتمد بشكل خاص على المعلومات التي تقدمها وسائل اإلعالم و هذا بدوره يؤدي إلى تفاعل مركب‬

‫بين وسائل اإلعالم والجمهور و المجتمع وهذا هو مفهوم فكرة االعتماد المتبادل ‪.‬‬

‫‪ )2‬نظرية األجندة ‪ (Agenda setting‬ترتيب األولويات)‪:‬‬

‫يقول كوهن " إن وسائل االعالم قد ال تنجح كل الوقت فس تعريف الناس " كيف يفكرون" ولكنها تنجح‬

‫بكفاءة في تعريف الناس " فيم يفكرون"‪"...‬‬

‫‪9‬‬
‫هناك عالقة ايجابية قوية بين تركيز وسائل االعالم علة موضوعات معينة وتركيز أو بروز نفس الموضوعات لدى‬

‫الجمهور المتلقي‪.‬‬

‫وضع األجندة وطبيعة القضايا‬

‫قسم " إيل" القضايا الى نوعين‬

‫‪ )0‬القضايا المباشرة وهي التي يعايشها الفرد وتتوافر لديه بشأنها خبرة شخصية ومباشرة مثل الرشوة‬

‫‪ )2‬القضايا غير المباشرة وهي التي ال تتوافر للفرد بشأنها خبرة شخصية ومباشرة وهي في متناول وسائل‬

‫االعالم مثل قضية بركان ايسلندا أو القرصنة في سواحل الصومال‪...‬‬

‫وقد وجد " إيل " أن تأثيرات وسائل االعالم في وضع األجندة تكون أكثر في القضايا غير المباشرة‪.‬‬

‫تأثير األجندة ومستوى النظام السياسي‬

‫يعتبر النظام السياسي معيارا هاما في تقدير تاثير وسائل االعالم‪.‬‬

‫وفي الحقيقة فان معظم دراسات وضع األجندة اهتمت بالقضايا على المستوى القومي وفي سياق محدود وهو‬

‫الحمالت السياسية ‪.‬‬

‫تأثير وسائل االعالم في وضع األجندة على المستوى المحلي أضعف منه على المستوى القومي‪.‬‬

‫تقوم وسائل االعالم بدورها في وضع االجندة في وقت االنخابات في أوقات االنتخابات بشل أقوى من دورها‬

‫في غير أوقات االنتخابات‪.‬‬

‫نظريات التأثير الطويل األمد‪:‬‬

‫نظرية الغرس‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫نشأت هذه النظرية اثر الهاجس المتصاعد في الواليات المتحدة حول تأثيرات العنف التلفزي ‪،‬‬

‫ومبادرة الحكومة الفدرالية الى توضيح الموضوع ‪ ،‬حيث شكل الرئيس جونسون ‪ ،‬لجنة تدرس أسباب العنف‬

‫وكيفية اتخاذ تدابير وقائية ضده‪.‬‬

‫وعكف ‪ Gerbner‬على وضع استراتيجية ميدانية لدراسة تأثير العنف التلفزي على معتقدات االفراد‪.‬‬

‫والنتيجة ‪ ،‬أن الواقع االعالمي يمكن أن يمارس تأثيرا على المعتقدات وبالتالي على السلوك ‪ ،‬بمعنى أن التلفزة‬

‫تغرس معتقدات الناس‪.‬‬

‫حيث قام فريق العمل بوضع نظام قياس أطلق عليه اسم " فارس الغرس" وتم تصنيف اجابات الواقع التلفزي أي‬

‫تلك االجابات التي تبرهن على ان معتقدات المشاهد قد تم غرسها بناء على اجابات المبحوث حول الواقع‬

‫التي كانت اجابات تلفزية ‪ ،‬وليست اجابات مستمدة من الواقع الملموس ‪ ،‬وأن عددا قليال من أفراد العينة قدم‬

‫اجابات من الواقع الحقيقي‪.‬‬

‫وتعتبر نظرية الغرس ان التلفزة وبخاصة ( الدراما والمسلسالت) تشكل عامال على التكيف االجتماعي‪.‬‬

‫ويمكن اجمال عمليات الغرس في المراحل اآلتية‬

‫‪ ‬يالحظ مشاهدو االفالم والمسلسالت التلفزية عالما يختلف جوهريا عن العالم الحقيقي‬

‫‪ ‬يتأثر مشاهدو التلفزيون ( ‪ 9‬ساعات على االقل ) في ادراكهم الحسي للواقع االجتماعي بالمضامين‬

‫التلفزيونية‪.‬‬

‫‪ ‬ال يشاهد هؤالء التلفزة بشكل اصطفائي ‪ ،‬بل المشاهدة بالنسبة اليهم ضرب من الطقوس اليومية‪.‬‬

‫نقد النظرية أبدى العديد من الباحثين تحفظهم على هذا النموذج ألن عملة التحقق من دقته في سياقات‬

‫اجتماعية لبلدان أخرى غير ‪ USA‬مثل انجلترا ‪ ،‬استراليا ‪ ،‬هولندا لم تؤكد النتائج التي وصل اليها‬

‫‪.GERBNER‬‬

‫‪11‬‬
‫نظريات التأثير القوي‪:‬‬

‫‪ )1‬نظرية لولب الصمت‪:‬‬

‫أثارت هذه النظرية ‪ ،‬والتي صاغتها الباحثة " اليزابيت نيومن" ضجة في األوساط االعالمية ‪ ،‬لكونها سجلت في‬

‫التاريخ العلمي بداية ردة الفعل على هيمنة صيغ التأثيرات المحدودة ‪.‬‬

‫كل فرد متورط شاء أم أبى في عمليات تشكيل الرأي العام ‪ ،‬بما أنه مهدد بالعزلة االجتماعية اذا خرج عن‬

‫الضوابط ‪ ،‬وصيرورات التكامل أو اتخذ موقفا ضدها‪ .‬اذن الرأي العام هو الرأي المسيطر الذي يرغم االفراد على‬

‫تناغم اتجاهاتهم وسلوكهم‪.‬‬

‫الشك أن ميل البعض الى التكلم بقوة وميل البعض اآلخر الى الصمت يحرك عملية لولبية تكرس تصاعديا ‪،‬‬

‫وجهة نظر من ينجح في أن يسيطر ‪.‬‬

‫ويؤشر لولب الصمت الى انزياح في الرأي ‪ ،‬يتولد من مسألة أن مجموعة تبدو قوية أكثر مما في الحقيقة ‪ ،‬في‬

‫حين أن الذين يتبنون رأيا مخالفا يبدون أكثر صعفا مما هم في حقيقة األمر‪.‬‬

‫‪ )2‬نظرية الفجوات المعرفية‪:‬‬

‫يتألف االطار المرجعي لنظرية الفجوات المعرفية التي صاغها " دونو هوي ‪ ،‬وأوليان " من دراسات حول انتشار‬

‫المعرفة وحول الحمالت المعلوماتية ‪ ،‬وبشكل أعم دراسة مدى انتشار االفكار المجددة في مجال السياسات‬

‫االجتماعية وبخاصة في الدول النامية‪.‬‬

‫يفسر نتشار وسائل االتصال الجماهيري على نطاق واسع كمؤشر للعصرنة وللتطور االجتماعي والثقافي المرتبط‬

‫بتوافر التدفق المعلوماتي الحر والمتساوي‪.‬‬

‫طرحت نظرية الفجوات المعرفية مسألة ‪ ،‬أنه كلما ازداد تغلغل االعالم المعلوماتي داخل نظام اجتماعي ‪ ،‬يجنح‬

‫قطاع الجمهور الذي يتمتع بوضع اجتماعي – اقتصادي مرتفع الى اكتساب المعلومات بصورة أسرع من القطاع‬

‫‪12‬‬
‫ذي المستوى االجتماعي – االقتصادي األكثر انخفاضا ‪ ،‬وهكذا فان فجوة المعرفة بين القطاعين تميل الى‬

‫االتساع بدال من أن تتقلص‪.‬‬

‫‪13‬‬

You might also like