Professional Documents
Culture Documents
الجيوبولتيكا - رسل ه. فيفيلد
الجيوبولتيكا - رسل ه. فيفيلد
تأليف
رسل ه .فيفيلد
ج .إتزل بيرس ى
ترمجة
يوسف مجلي
لويس ْ
إسكندر
مراجعة
د.محمد الشرقاوي
الكتاب :الجيُوبُولتيكا
الكاتب :رسل ه .فيفيلد ,ج .إتزل بيرسى
إسكندر
ترجمة :يوسف مجلي ,لويس ْ
مراجعة :د.محمد الشرقاوي
الطبعة2020 :
الناشر :وكالة الصحافة العربية ( ناشرون)
5ش عبد املنعم سالم – الوحدة العربية – مدكو ر -الهرم – الجيزة
جمهورية مصرالعربية
هاتف 35867575 – 35867576 – 35825293 :
فاكس 35878373 :
E-mail: news@apatop.comhttp://www.apatop.com
2
الجيو ُبولتيكا
ُ
3
هذا هو الجزء األول من ترجمة كتاب
GEOPOLITICS
IN PRINCIPLE AND PRACTICE
تأليف
Russell H. Filield
&
G. Etzel Pearcy
4
تنـــــــويه
5
6
اجلزء األول
7
الفصل األول
9
خارج الراتح منه لدى معهد ميوتح ذاته وأن أصحاب فكرة العزلة -من
األمريكيين -القائمة للى مبدأ سعة المحيط األطلنطي من الشرق
والمحيط الهادي من الغرب ووجود دول ضعيفة في الشمال والجنوب
يجدون لحجتهم هذه سندها الجيوبولتيكي .كما أن النزاع الذي قد ينشأ
بين الدول الكبرى بشأن القوالد الجوية في مختلف أجزاء العالم لمما
يدخل ضمن مجال الجيوبولتيكا م تقبال( .)1كذلك كان صول إتكلترا
-لن طريل الضم أو اال تالل -للى المناطل اإلستراتيجية في البحر
األبيض (جبل طارق سنة ,1704ومالطة سنة ,1800ومصر سنة
قائما للى أساا جيوبولتيكي .كما أن ,1882وقبرص سنة )1878ن
بلجيكا واألراضي الواطئة مدينتان باستقاللهما إلى موقعهما االستراتيجي
للى مقربة من ألماتيا وفرت ا وإتكلترا .وهناج ال ياسة الخارجية التي
كل من رب اتتهجتها جمهورية بوليفيا ,التي ال سوا ل لها ,في ٍ
الباسيفيك ( )1883 -1879كحليفة لبيرو ضد ّيلي وفي الحرب
ضد بارجواي ( )1938 -1932للى منطقة «جران ّاكو» فإتها
سياسة جيوبولتيكية كما أن تظرة تلقيها للى الحدود الحالية لجمهورية
بوليفيا كافية لمعرفة من هم المنتصرون في هذه الحروب التي قاما في
أمريكا الجنوبية .بل إن اتخاذ هضبة «البامير» ندا فاصال بين الهند
واالتحاد ال وفيتي مظهر من مظاهر الفعالية الجيوبوليتكية .وكذلك
1
( ) اإلّـارة هنــا إلــى أهميــة القطبـين والجزائــر الموجــودة فــي ّـمال المحــيط األطلنطــي فــي
المال ــة الجويــة ومــا قامــا بــه كــل مــن أمريكــا وإتكلت ـرا والروســيا مــن محــاوالت لتركيــز
أقدامها في تلك الجهات.
10
«أصبع كبريفي( »Caprivi's Finger)1الذي كان يمتد من م تعمرة
إفريقية الجنوبية الغربية األلماتية تى تهر الزمبيزي .ولتركيا بالتبارها
ارسة المضايل مركزها الجيوبولتيكي الهام للى أتها قوة لها وزتها
وأخيرا هناج المحاوالت التي يبذلها
ن ال ياسي في أية رب تنشب,
الروا ,سواء تحا كامهم القيصريين أو الشيوليين ,للحصول للى
ميناء في البحار الدفيئة ,فإتها في واقع األمر مظهر من المظاهر
الجغرافية األساسية التي ي ترّدون بها في سياستهم الخارجية .غير أن
كثيرا ما تقترن بالحرب والتوسع االستعماري (األمبريالية)
جيوبولتيكا ن
بفضل األثر األلماتي .والواقع أن هذا العلم إذا تظر إليه للى أته دراسة
جغرافية للدولة من يث توجيه سياستها الخارجية ,يمكن أن يؤدي إلى
«جيوبولتيكا ال الم».
( )1يــرى المتأمــل فــي خريطــة أفريقيــا أن الحــدود الفاصــلة بــين مــا كــان يعــرف باســم أفريقيــة
الجنوبية الغربية األلماتية والم تعمرات البريطاتية تمتد في تهايتهـا الشـمالية للـى ّـكل
أصــبع اليــد تــى تهــر زمبيــزي ,وذلــك إللطــاء هــذه الم ــتعمرة منف ـ نذا إلــى هــذا النهــر.
(المترجمان)
11
Zeitschrift fûr وتزلم المقاالت التي تشرت في مجلة
Geopolitikأتها ترتكز للى أساا للمي ألتها تقوم للى جمع وتنظيم
البياتات واستقرائها ,ولكن الجيوبولتيكيين في خارج الرايخ الثالث يرون
-أن تعاليم إتباع هوسهوفر ال تنحو النا ية العلمية .فالكثير من كتاب
األلمان يهملون الحقائل التي ال تتفل واآلراء التي تكون قد كوتتها مدرسة
ميوتخ من قبل .ومثال ذلك قلة المقاالت التي تشرتها هذه المدرسة لن
الواليات المتحدة ,ذلك ألن أمريكا الشمالية ,رغم أهميتها ,كاتا في
تظرهم جزيرة تائبة .وتحن إذا تظرتا إلى الجيوبولتيكا تظرة «ّاملة»
لوجدتا أن مظهرها العلمي ينحصر فقط في دراسة النوا ي الجغرافية
للدولة بطريقة موضولية .أما االقترا ات المتصلة بال ياسية الخارجية,
فمرهوتة باألسس ووجهات النظر التي يحددها األفراد أتف هم.
( )1كان ذلك وقا تشر هذا الكتاب ,أي أثناء الحرب العالمية الثاتية.
15
سادت ال نوات العشر األخيرة من القرن الماضي ,يوم تشطا الدول
األوربية إلى تق يم القارة اإلفريقية وإلى إتشاء قوالد لها في بالد الصين
فاإلمبريالية المحورية تنتهي باالستعباد التام للشعوب المحكومة مهما
كاتا درجة تحضرها من النا يتين ال ياسية واالقتصادية ,ال بل ومن
النا ية الثقافية تف ها .وهذا لكس ما دث للشعوب اإلفريقية ,فإتها
للى ما هي لليه من ضارة بدائية لم تشعر بثقل اليد التي غزتها مثل ما
ّعرت به الدول األوربية التي خضعا للنازي أو الصين تحا كم اليابان.
وأخيرا فإن الجيوبولتيكا وثيقة االتصال بعلم التاريخ .وما األ داث
ن
التاريخية في تظر الجيوبولتيين إال مظهر من مظاهر النشاط الجغرافي.
فالظروف الجغرافية في وادي النيل وفي دجلة والفرات كاتا من غير
ّك مواتية لقيام الحضارات النهرية ,للى ين أن الج ر الذي يربط
بينهما كان من المحتوم للى الفاتحين لهذين الواديين -اآلّوريين
والفرا والمقدوتيين -لبوره .هذا وقد أصبحا لدراسة للم الجغرافية
في المدارا األلماتية اآلن أهميتها .أما في أمريكا فإن دراسة هذا العلم
تنتهي باتتهاء المر لة الثاتوية ,ومع ذلك فالكثير من مناهج الدراسات
الع كرية في الجامعات األمريكية يقيم في الوقا الحاضر للجغرافية
تفس الوزن الذي يقيمه للتاريخ .وللتاريخ لناصره الثالثة :اإلت ان
والمكان والزمان .أما الجيوبولتيكا فلها لنصران اثنان فقط :األرض
والدولة ,وهي في تف يرها للحاضر تعتمد للى تاريخ ما سلف ,كما أن
األ داث الجيوبوليتكية الم تقبلة تنشأ لن الظروف الحاضرة.
16
وكلمة Stateمن األلفاظ التي يكثر استعمالها في للم
الجيوبولتيكا .والمقصود بها الدولة التي تحكم تف ها ولها كافة قوق
ال يادة ,فهي في معناها تختلف لن لفظة Stateالتي ي تعملها
األمريكيون لندما يتكلمون لن الثماتية وأربعين و دة التي تنق م إليها
بالدهم ,أو األستراليون لند ذكر الواليات ال ا التي يتكون منها
الكومنولث .والعالقات الدولية هي تلك الصالت التي تنشأ بين دول
األرض ذات ال يادة ,ولما كاتا مصالح دول العالم ال تين أو ما يقاربها
متعارضة إلى درجة كبيرة فمن الطبيعي أن تتنازع فيما بينها ,والنزاع إذا
اّتد اتقلب ربنا واختفى ال الم .ومع ما هو معروف من أن مواطني
الدولة الوا دة مطالبون بااللتجاء إلى القاتون لح م منازلاتهم ,فإن دول
العالم لم ت ظهر في العادة استعدادها لعرض خالفاتها للى هيئة دولية
كثيرا ما ترى هذه الدول تبرر سياستها بالقول الشائع:
للفصل فيها .بل ن
«الضرورة ال تعرف قاتوتنا» ,ومن ذلك ما فعله الم تشار األلماتي يتمان
هولنج ,فقد وقف أمام الرايش تاغ في يوم 4أغ طس سنة 1914
يصرح بأن غزو بلجيكا «خرق للقاتون الدولي» ولكن «الضرورة ال تعرف
قاتوتنا» ,ومع أن اليابان كاتا تتمتع بعضوية لصبة األمم كما كامن وا دة
من الدول الموقعة للى اتفاقية باريس ل نة 1928و لف الدول الت ع
المنعقد في واّنجطون سنة ,1922فقد تجاهلا هذا كله وسيرت
جيوّها إلى منشوريا في 18سبتمبر سنة 1931والواقع أن العالم
الغربي لم يتذوق إال فترة وا دة من ال الم الكامل ,وذلك ينما كان
متح ندا تحا سيادة روما العظيمة .ولما كاتا الدول تأبى أن تعدل في
17
سياستها بما يتالءم والقيود والضوابط الدولية فإتها ت عى إلى سترها
تحا رداء القوة والقهر .ومن هنا كان تعريف الجنرال «كالوزفتس»
للحرب .فهي في تظره «تحقيل لألغراض ال ياسية بوسائل أخرى» ولقد
أصبحا القدرة في فترات ال الم للى اإلكثار من العتاد ومهمات القتال
مقياا العظمة بين الدول ,فالدول الكبرى Great Powersهي تلك
قهرا
التي لها من القوة والبأا ما ي الدها للى تحقيل سياستها القومية ن
في أي جزء من أجزاء العالم.
18
وبلجيكا ,وهوالتد ,ودوقية لك مبورج ,واليوتان ,ويوجوسالفيا ,واالتحاد
ال وفيتي ,والواليات المتحدة ,والصين ,وكوبا وهايتي ثم جمهورية
دومينيكا وبنما وكوستاريكا وسلفادور ,وهندوراا ,وجواتيماال ,وتيكار
اجو ,ومك يكو واتحاد الفيليبين ,والبرازيل والعراق وأثيوبيا وبوليفيا
وإيران .ثم الدول المشاركة Associated Nationsوكان لددها في
لشرا ,وتقوم مشاركتها للى قطع لالقاتها ال ياسية بدول
تفس التاريخ ن
المحور ,وهذه هي :مصر ,وإي تلد ,وكولومبيا ,وفنزويال ,واكوادور,
وبيرو ,واوراجواي وباراجواي ,وّيلي ,وليبريا .وهناج خمس دول لكل
ظروفها الخاصة بها وهي :فرت ا ودتمارج وإيطاليا والبرتغال وبالد العرب
ال عودية .والتزما الحياد سبع دول هي :األرجنتين ,وأفغات تان ,وتركيا,
وأخيرا هناج دول المحور
ن وال ويد وأير (إيرلندة) ,وسوي ره وإسباتيا.
وهي :ألماتيا ,واليابان ,وروماتيا ,وبلغاريا ,والمجر ,وفنلند ,وتايالتد,
ويلحل بهذه الدول األمم الجديدة التي أتشأها المحور في سلوفاكيا,
وكرواتيا ,ومنشوكو ,وبورما ,والق م من الصين الخاضع لواتج ّنح واي,
وألباتيا ,وجمهورية موسوليني في إيطاليا(.)1
21
«وجيوبولتيكا ال لم» كما يفهمها الجيوبولتيون األ رار ,ديناميكية في
الحالين كما أن التغير بالوسائل المنتظمة ,من م تلزمات الحياة ال ياسية
للدولة في بيئتها الجغرافية.
23
الفصل الثاني
« -1إن رقعة الدولة تنمو بنمو الثقافة» «( »Kulturفلكلما اتتشر
ال كان و ملوا معهم طابعا خاصا للثقافة ,فإن األراضي الجديدة
التي يحتلها هؤالء تزيد في م ا ة الدولة).
« -2إن تمو الدولة لملية ال قة لمختلف مظاهر تمو سكاتها -ذلك
النمو الذي يجب أن يتم قبل أن تبدأ الدولة في التوسع( -فهو
ي لم بصحة تظرية أن العلم يتبع التوسع التجاري والنشاط
التبشيري).
25
« -3إن تمو الدولة ي تمر تى تصل إلى مر لة الضم ,وذلك بإضافة
و دات صغرى إليها» (وإن التربة ومن لليها من ال كان يجب أن
يمتزجا ببعضهما البعض إذا ما أريد إتمام لملية الضم).
« -4إن دود أية دولة هو العضو الحي المغلف لها» (وإن الحدود ال
تعيِّن مدى ضمان سالمة الدولة فح ب بل إتها تعين أيضا مدى
تموها).
« -6إن الدافع األول للتوسع األرضي يأتي للدولة البدائية من الخارج»
(ومعنى هذا أن الدول الكبرى ذات الثقافة تحمل أفكارها إلى
الجمالات البدائية التي تدفعها زيادة لدد ال كان إلى الشعور
بالحاجة إلى التوسع).
« -7إن الميل العام للتوسع والضم ينتقل من دولة إلى دولة ثم يتزايد
ويشتد» (فتاريخ التوسع يدل للى أن الشهية تزداد تتيجة لتناول
الطعام).
قليال فإن
اهتماما ن
ن ومع أن الدول االتجلوسك وتية لم تعر كتاباته إال
القائد «هاوسهوفر» -للى الجاتب اآلخر من القنال -قرأ كتابات ال ير
هالفورد بإمعان كبير واقتنع راس نخا بصحة تظريته .ثم جاءت الحرب
العالمية الثاتية فأثارت وادثها في النهاية اهتمام كل من إتكلترا وأمريكا
بآراء هذا الكاتب العظيم وأليد طبع كتابه هذا في سنة 1942كما
تماما قبل ذلك بثالث ولشرين سنة ,ومن غير أي تعديل فيه.
فظته يده ن
كذلك تشر سير «هالفورد ماكندر» -وكان قد تقدم به العمر -مقاال
جدي ندا في مجلة الشئون الخارجية -لدد يولية سنة - 1943ردد فيه
تظريته األولى مع تعديالت طفيفة رأى إضافتها للى التنظيم الجيوبولتيكي
الذي وضعه للعالم .وقد توخى «ما كندر» في تنظيمه هذا النا ية
٩
من الكرة األرضية تغطيها مياه البحار ,وأن والواقعية .فقد وجد أن
١٢
٣
من م ا تها ,كما ال ظ أن و دة األرض الياب ة ال تشغل سوى
١٢
اسما
البحار واتصالها ببعضها البعض مما يبرر أن تطلل لليها جميعها ن
29
وا ندا هو المحيط العالي World Oceanبدال من تعدد أسمائها:
األطلنطي والهادي والهندي والمتجمد الشمالي والمتجمد الجنوبي.
تكون الجزيرة
كذلك ال ظ أن قارات أوربا وآسيا وإفريقية -وهي التي ِّ
العالمية World Islandتشغل فيما بينها ثلثي اليابس كله ,للى ين أن
األمريكتين ,الشمالية والجنوبية ,وأستراليا ال تحتل سوى الثلث فقط.
وقد تبدو فكرة الجزيرة العالمية التي يحيط بها المحيط العالمي,
غربية للى آذان من التادوا التقيد بالتوزيعات الجغرافية للى التبار أتها
قارات ومحيطات .ولكن هذه الحقيقة تتضح إذا تحن تذكرتا أن أوروبا إن
هي إال ّبه جزيرة آلسيا ,ال يفصلها لنها سوى جبال أورال القليلة
االرتفاع ت بينا ,مثلها في ذلك مثل الهند ,التي تكون هي األخرى ّبه
جزيرة صغيرة آلسيا ,تفصلها جبال هماليا لن بقية القارة .أما إفريقية
فتواجه أوربا وتطل لليها ب وا ل البحر المتوسط لم افة 3.800ميل,
وهي تتصل -في الوقا تف ه -بقارة آسيا اتصاال كامال لن طريل برزخ
ال ويس واتصاال غير كامل لن طريل بوغاز باب المندب في البحر
األ مر للى مقربة من لدن .وال يفصل بينها وبين قارة أوربا سوى مياه
بوغاز جبل طارق الضيل الواقع في جنوب أسباتيا ,ال بل إن الم افة بين
رأا بوف -وهي آخر تقطة في إفريقية صمدت فيها قوات المحور قبل
ات حابها من هذه القارة -وبين جزيرة صقلية -وهي أول تقطة للى
ال ا ل األوربي تزلا فيها القوات اإلتكليزية األمريكية -ال تزيد للى
ت عين ميال .كما أن لفظة - Mediterraneanأي البحر المتوسط -اسم
مالئم كل المالءمة لهذا البحر ألتها مركبة من لبارة التينية معناها البحر
30
الذي يتوسط اليابس ...واليابس هنا هو أوربا وآسيا وإفريقية.
وينتقل «ما كندر» بعد ذلك من فكرة الجزيرة العالمية القائمة في
وسط المحيط العالمي إلى معالجة تقطة االرتكاز لهذه الجزيرة وهي التي
يطلل لليها اسم القلب Heartlandويمتد هذا «القلب األرضي» هنا
من وض الفولجا في الروسيا تى ّرق سيبريا ,وهي م ا ة كبيرة
تنصرف أتهارها إما إلى الداخل وإما إلى المحيط المتجمد الشمالي .ففي
الق م الشمالي منها تفيض أتهار «أوب» و«تي ي» و«لينا» وهي أتهار
طويلة (قليلة االتحدار) ولكنها تنتهي إلى المحيط القطبي وتتجمد مياهها
31
في معظم ال نة .وفي الجنوب يجري تهرا «سرواريا» و«أموداريا» إلى
بحر أورال األجاج ,كما ينتهي تهرا الفولجا وأورال إلى بحر قزوين .هذا
وتتكون األجزاء الشمالية والوسطى والغربية لقلب الجزيرة العالمية من
يح ليس فيه ما يشذ لن هذا االستواء سوى جبال أورال سهل م ت ٍو ف ٍ
ٍ
القليلة االرتفاع ,ولكن هذا القلب يشمل -إلى جاتب ذلك -الق م
األكبر من هضبة إيران -التي تضم دول إيران وأفغات تان وبلوخ تان-
وجزءا من مرتفعات منغوليا في تهايته
الواقعة في تهايته الجنوبية الغربية ,ن
الجنوبية الشرقية .والق م األكبر من منطقة االرتكاز هذه خاضع -من
النا ية ال ياسية -للنفوذ الروسي ألتها تتكون من معظم سيبيريا وما
يقرب من تصف م ا ة روسيا األوربية ,وتدخل فيها كذلك بالد منغوليا
والق م الغربي من الجمهورية الصينية وبالد أفغات تان وبلوخ تان وإيران
باستثناء النطاق ال ا لي للو دتين األخيرتين.
كذلك تصور سير «هالفوردما كندر» منطقة ارتكاز أخرى -ولو أتها
أقل أهمية من سابقتها وسماها القلب الجنوبي .وتتكون هذه من إفريقية
جنوبي الصحراء الكبرى ,ذلك الحد الطبيعي المنيع الذي يفصل بين
الجن ين األبيض واألسود ,وتفيض مياه هذا القلب من الهضبة الداخلية
قدرا
إلى كل من الينجر والكوتغو والزمبيزي وإلى أتهار أخرى أصغر منها ن
كاألوراتج واللمبوبو ,وكلها تنبع في الداخل؛ وتصلح األجزاء العليا لهذه
األتهار كلها للمال ة إلى م افات طويلة تبلغ مئات األميال ,ولكن هذه
الصال ية تمتنع إذا تحن قربنا هذه األتهار من مصباتها ,وذلك ب بب
وجود الشالالت للى م افة قليلة من تقط اتتهاء هذه األتهر إلى البحر.
32
وثمة وجه آخر للشبه بين منطقتي القلب الشمالية والجنوبية ,ذلك أن
كال منهما يوجد بع غابات و شائش كثيرة.
33
الجزائر المتاخمة ل وا ل غربي أوربا وّرقي آسيا .وقد كان األسطول
البريطاتي -يوم أن ب ط «ما كندر» آراءه في سنة - 1904ينفرد بتأمين
و راسة الطرق المال ية في العالم ,إذ لم تكن هناج قوة بحرية أخرى
مؤخرا في هذا
أي من المحيطات ,وكان قد صدر ن تنازله هذه ال يادة في ٍ
الشأن كتاب لألميرال ألفريدثاير ماهان Admiral Alfred Thayer
Mahanاسمه «أثر القوة البحرية في التاريخ فيما بين سنتي ,1660
.»1783
34
أمرا محتمل الوقوع»( .)1ولو طُبِّقا هذه الفكرة للى الوضع
العالمية ن
القائم ....اآلن( )2ألصبحا الجزيرة العالمية قالدة ضخمة للقوى
البحرية والبرية والجوية ال ي ع الق م الباقي من العالم سوى الخضوع
لها.
للى هذا األساا وضع «ما كندر» تظريته ذات األركان الثالثة,
تلك النظرية التي كان األلمان للى معرفة تامة بها ,والتي لم يفطن إليها
( )1قد يكون من المفيد أن تورد هنا النص اإلتكليزي ألهميته في األبحاث التالية:
«The oversetting of the balance of power in favour of privot state,
resulting in its expansion over the original lands of Euro-Asia
would permit of the use of vast Continental resources for fleet
»building and the empire of the world would then be in sight
( )2اإلّــارة هنــا إلــة ســنى الحــرب الثاتيــة ,إذ أن هــذا الكتــاب قــد تشــر خــالل هــذه الفتــرة.
المترجمان
35
أخيرا ...وخالصتها:
اإلتجليز واألمريكان إال ن
«إن من يحكم ّرق أوربا يت لط للى منطقة القلب.
«وإن من يحكم منطقة القلب يت لط للى الجزيرة العالمية.
«وإن من يحكم الجزيرة العالمية يت لط للى العالم كله».
واآلراء متضاربة فيما إذا كاتا النظرية التي تقدم بها ال ير هالفورد
ما كندر صحيحة في مجمولها أم ال :ففي رأي Nicolas J.Spyman
األستاذ بجامعة Yaleبأمريكا ,وهو من المتعمقين في ال ياسة العالمية,
أن من يحكم المناطل ال ا لية يت لط للى الجزيرة العالمية ,للى ين
أن الميجر George Fielding Eliotقد قال في صيف سنة 1942
إته ال يوجد سبيل للتهرب من منطل «ما كندر».
36
المنال كما كاتا من قبل .كذلك يشير هذا الجغرافي البريطاتي إلى أن
محور ارتكاز القوة العالمية أصبح يمتد من تهر مي وري تى تهر ين ى,
مؤي ندا بذلك الدور الهام الذي أخذت الواليات المتحدة تقوم به في
الشئون العالمية .وقد أطلل للى المحيط األطلنطي الشمالي اسم
المحيط األوسط ,وفيه تقوم الجزائر البريطاتية وكأتها «مالطة» كبيرة ,كما
تقوم فرت ا بدور رأا ج ر يمكن الدفاع لنه ,أما الواليات المتحدة
فعبارة لن قالدة ضخمة ت تمد قوة دفالها من ات الها .وهو يرى أن
مجرد خوف ألماتيا من اضطرارها لمحاربة كل من القلب ممثال في
الروسيا ,واألراضي المطلة للى هذا المحيط الوسط ,ممثلة في الواليات
المتحدة وفرت ا وبريطاتيا ,سوف يكبح من جما ها.
***
تصور «ما كندر» األرض محاطة بنطاق من البراري والقفار المو شة
يشمل الصحراء الكبرى والصحراء العربية وهضبة إيران وبالد التبا
ومنغوليا وليناالتد واألسكا والدرع الكندي ,وهذه تحصر داخلها منطقة
القلب والمحيط األوسط والبحار األربعة المتفرلة منه :البحر المتوسط
وبحر البلطيل والمتجمد الشمالي والبحر الكاريبي .أما خارج هذا النطاق
فيوجد المحيط العظيم المكون من الهادي والهندي واألطلنطي الجنوبي,
ثم األراضي التي تنصرف مياهها إليه ,أي أمريكا الجنوبية وأستراليا
وأفريقية فيما جنوبي الصحراء الكبرى وآسيا الموسمية .ويتنبأ هذا
الجغرافي البريطاتي بأن سكان األقاليم االستوائية والمدارية في كل من
37
أمريكا الجنوبية وإفريقية سوف يبلغون والي األلف مليون ت مة إذا ما
تجح للم الطب في جعل القوة اإلتتاجية لهذه المناطل معادلة لنظيرتها
في الجهات المعتدلة ,وفي الوقا الحاضر بحد أن األلف مليون من
ال كان الذين يعيشون في الصين والهند الموسمية يوازتون األلف مليون
الموجودين فيما بين تهري مي وري وين ى.
39
1920وال نوات القليلة التي تلا سنة 1930بالنصيب األكبر من
ألمال هذه الهيئة .وليس من ّك في أن مالت هتلر الع كرية
استفادت إلى درجة كبيرة مما جمعه لها «هوسهوفر» من بياتات و قائل.
وأخيرا فإتنا ترى آثار هذا المعلم القدير جلية واضحة في ال ياسة
ن
الخارجية التي اتبعتها الحكومة النازية تى بدء ملتها للى الروسيا,
Zeitochrift fur فكثيرا ما كاتا المقاالت التي تنشرها مجلةن
Geopolitikتفصح لما ينتوي النازيون القيام به من تشاط خارجي.
أما مؤلفاته فكثيرة ,فهو إلة جاتب توليه رياسة تحرير مجلة
,Zeitschift fur Geopolitikصا ب كتاب «ال ياسة الجغرافية
للمحيط الهادي» وقد أّير إليه فيما سبل ,وكتاب ال ياسة الجغرافية
لتقرير المصير Geopolitik der Selbsteslimmung 1923-ثم
كتاب «الحدود» «Grenzer 1922 -وال ياسة الجغرافية الع كرية
Wehr Geopolitik -1932و«ال ياسية العالمية في الوقا
41
الحاضر» « Welitpolitik Vonletile 1934والمحيطات العالمية
والدول العظمى» -1934 Weltmeer Und Weltmachteكذلك
أّرف للى جمع وتحرير كتاب «ما وراء الدول الكبرى» 1932 -
Fenseito her Gross Màchteوكتاب «العالم والقوة» -1935 -
Macht and erdeأما معاوتوه في مدرسة ميوتيخ فأجدرهم بالذكر ابنه
Alberchtثم Wulf Seiwert, Erich obst Guatav F. ohler
.Hauke Joseph Marz, Otto Maull,
أما لن تعاليمه بصفة لامة فإن أهم ما يال ظ لليها أته كان متأثرا
إلى درجة كبيرة بفكرة المجال الجغرافي« ,فالمجال» للى د قوله
«يتحكم في تاريخ البشرية» وقد سبقه راتزل إلى ذلك فقال« :إن تدهور
ك ل دولة هو تتيجة لتدهور وضعف فكرة المجال األرضي لندها».
وهوسهوفر من المؤمنين بأن الدولة يجب أن تت ع أو تهلك .وفي تطبيل
هذا المبدأ ت ليم ضمني بأن قيام الدولة الضخمة Superstateمعناه
زوال الو دات الصغرى .وقد وجدت هذه الفكرة -فكرة المجال -قبوال
لظيما لدى للماء الجيوبولتيكا من األلمان فناصروها بكل ما فيهم من
قوة ,ومن ذلك الكتاب الذي ألفه Edward Banseاألستاذ بكلية
برتزويك المهنية ,وأطلل لليه اسم «المجال الجغرافي والبشري في
42
الحرب العالمية Raum und Volk im Welt kreigوالذي أثارت
ترجمته إلى اللغة اإلتجليزية تحا لنوان «ألماتيا ت تعد للحرب»
Germany Prepares for Warجدال لنيفا ,ولكنه جدل لم يحل
دون ترقية كاتبه إلى رئاسة الق م الفني لهيئة أركان رب الجيش
األلماتي .كذلك كان هوسهوفر من المحبذين لمبدأ «منرو» الذي تقوم
لليه سياسة تصف الكرة الغربي ,للى التبار أته تموذج يمكن أن تحتذي
به ألماتيا في مجالها .الجغرافي العالمي .وقد ذهب للماء الجيوبولتيكا
األلمان في خيالهم إلى أبعد من ذلك فتصوروا العالم وقد ق ِّ م إلى ثالث
دول لالمية ضخمة هي :الواليات المتحدة في تصف الكرة الغربي,
واليابان في ّرق آسيا ثم ألماتيا في أوربا وإفريقية وكذلك منطقة القلب.
أما فكرة ضغط ال كان وتكاثفهم ,فقد اتخذ منها معهد ميوتيخ
مجرد وسيلة للدلاية ,ألن هوسهوفر تف ه لم يكن من المعتقدين بأن
تى اليابان قد زاد سكاتها لن الحد الذي يتفل ومواردها الطبيعية.
ولكنه كان يؤمن بأن ال يادة للى المجال يجب أن تأتي لن طريل
كم الواليات الم ؤثرات الجغرافية والجن ية ,فمن ذلك مثال أن
المتحدة لجزر هاواي ي ير في طريقه إلى الزوال ب بب ما سوف تأتي به
األيام من ت لط اليابان لليها من النا يتين الجن ية والجغرافية .وهناج
فئة متحم ة من للماء الجيوبولتيكا تنظر إلى مشكلة ضغط ال كان من
تا ية وا دة ,وهي تا ية العالقة بين المجال األرضي ولدد ال كان,
ففي رأيهم مثال أن أستراليا -وم ا تها قدر م ا ة الواليات المتحدة
األمريكية -يمكن أن تت ع لمائتين ولشرين مليوتنا من النفوا ,غافلين
43
لن أن هذه المشكلة -مشكلة ضغط ال كان -ألقد من ذلك بكثير
ألتها تتناول -إلى جاتب الم ا ة الجغرافية -الموارد الطبيعية ومدى
استغاللها ثم لدد ال كان وت بة زيادتهم وم توى معيشتهم .ولكن هذه
كلها كاتا ,في تظر للماء الجيوبولتيكا األلمان ,التبارات ثاتوية ,لما
يمكن أن تفيده الدلاية األلماتية من إثارتهم لهذه المشكلة.
( )1كان جنوب غربي إفريقية إ دى الم ـتعمرات األلماتيـة التـي سـلخا لنهـا بعـد الحـرب
العالمية األولى ووضعا تحا اتتداب كومة اتحاد جنوب إفريقية.
44
وثمة موضوع آخر كان محببا لدى للماء الجيوبولتيكا ,ذلك هو
موضع الكتابة االقتصادية أو ما يعبرون لنه باسم ,Autarkyوقد طلبوا
بشدة من ألماتيا ,في كتاباتهم ,أن تصبح و دة ت د اجتها بنف ها,
تاظرين بذلك إلى األهمية القصوى التي لهذا ال الح -سالح التحكم
االقتصادي -في كل توسع سياسي ,وفي هذا يقول « Otto Maullإن
تماما تفس اآلثار التي تترتب للى
التغلغل االقتصادي الكامل ,له ن
اال تالل األرضي».
45
()1
أما موقع باريس لاصمة اتضمام تيوزيالتد إلى اتحاد األتزاج Anzac
فرت ا فله إلى جاتب أهميته الجغرافية أهميته النف ية الخطيرة بالن بة
ل كان هذه البالد .كما يدل للى ذلك تاريخها الحديث .فقد كان
سقوط باريس في يد األلداء مؤذتنا باتهيار فرت ا كلها .وقد دث هذا
للى أثر ا تالل الحلفاء لباريس بعد موقعة واترلو في سنة ,1815وبعد
ا تالل األلمان لها في الحرب البروسية الفرت ية (,)1871 -1870
ولند ا تالل األلمان لها في الحرب العالمية الثاتية .1940أما في
الحرب العالمية األولى ,فقد وصل األلمان في ز فهم سنة 1914إلى
أميال قليلة من هذه المدينة ثم تراجعوا بعد موقعة «المارن» فنجا
المدينة وصمدت فرت ا تى النهاية.
( )1وه ــي لفظ ــة مكوت ــة م ــن الح ــروف األول ــى للو ــدات الع ــكرية ألس ــتراليا وتيوزيالت ــد:
.Australia and New Zealand Army Corpsوقـد اسـتعملا هـذه اللفظـة
للمرة األولى فـي الحـرب العالميـة األولـى وممـا يـذكر أن هـذه القـوات جـاءت إلـى مصـر
واّـ ـ ــتركا فـ ـ ــي الهجـ ـ ــوم الفاّـ ـ ــل الـ ـ ــذي ّـ ـ ــنته إتكلت ـ ـ ـرا للـ ـ ــى الـ ـ ــدردتيل إذ ذاج.
المترجمان
46
بين سكان ضرها وريفها.
47
فقط .أما القوالد األساسية في داخل البالد ,فلها في تظره خطورتها
الحربية ألتها المطارات التي تخرج منها القوة الجوية ,كما أتها في
ال وقا تف ه هدف يصوب إليه العدو قنابله .هذا وقد أبرز «هوسهوفر»
في كتاباته الفرق بين الحدود القارية والحدود البحرية للدولة .فاألولى
تحد من تموها؛ أما الثاتية فإتها تفتح الطريل أمامها إلى مختلف البحار
وال وا ل .وللى هذا األساا أهاب بالشعب األلماتي أال يقع في خطا
االقتناع بكوته دولة أرضية كبرى.
48
ضا أن الرقعات الصغيرة مناطل يمكن أن
وبذكر لنا «هوسهوفر» أي ن
ي تعان بها في الهجوم ,أما البالد ذات الرقعة الكبيرة فهي ت الد في
الدفاع .وهو إذ يقرر هذا ي تشهد بكل من هوالتد وروسيا .فاألولى رغم
دفالها المجيد لم تلبث أن سقطا في أيدي الغزاة -ألماتيا في الحرب
العالمية الثاتية -للى ين أن الثاتية تمكنا من الدفاع لن تف ها داخل
بالدها المترامية األطراف ,وبهذه المناسبة تراه يحذر ألماتيا من القتال
وقا وا د ,وتحضره في هذا ,الذكريات المؤلمة للحرب في ميداتين في ٍ
العالمية األول ى ينما ظلا الجيوش الروسية واقفة في الميدان الشرقي
من سنة 1914تى سنة ,1917و ينما بقيا القوات اإلتجليزية
واألمريكية والفرت ية صامدة في الميدان الغربي تى النهاية .وبصفته
رجال من رجال التاريخ تراه ينصح ألماتيا أال تكون هي البادئة بإلالن
رب ألن هذا يجر لليها وصمة العدوان .وقد لمل هتلر في الحرب
األوربية الثاتية بهذه النصيحة ولم يشذ لنها إال في الة وا دة .وذلك
لندما أللن الحرب للى الواليات المتحدة .ومن تعاليمه األخرى أن
يكون اال تالل الع كري للمجال األرضي ا تالال كامال ّامال .وبذلك
يمكن القضاء للى رب العصابات ,تلك الحرب التي قاما في الصين
بعد المجهودات المهلكة التي بذلتها الجيوش الياباتية إلخضاع تلك
وأخيرا تراه ينصح بعدم محاولة االستيالء للى المدن لن طريل
ن البالد.
الهجوم المواجه ,ويفضِّل أن تحاصر المدينة وأن تُمنع لنها جميع
اإلمدادات .ول وف تظل ذكريات موقعة ستالينجراد األليمة ماثلة أمام
هذا المعلم القدير.
49
أما لن آرائه وتأمالته في الدول الكبرى ,فقد اتبع «هوسهوفر» في
جميع كتاباته لنها النا ية الواقعية .فهو ي مى روسيا قرصان ال هوب
pirates the steppesكما ي مى بريطاتيا قرصان البحارPirates .
.of the Seaوروسيا في التقاده ,إن هي إال مجمولة من أقليات
جن ية يجب العمل للى تق يمها إلى الو دات التي تتكون منها مثل
أوكراتيا ,ومنطقة الفولجا ,وإقليم بحر البلطيل هذا وقد كاتا ملة
تابليون للى الروسيا أهم الحوادث التاريخية التي فيها با ثو الجيوبولتيكا
األلمان واستشهدوا بها .كذلك يبدو لنا أن معاهدة لدم االلتداء التي
لقدت بين روسيا وألماتيا في سنة 1939كاتا أكثر قبوال لدى
«هوسهوفر» من غزو النازيين لتلك البالد في يوتية سنة .1941أما لن
إتجلترا .فمن رأيه أن اإلمبراطورية البريطاتية ت ير تحو االتحالل .ومن
األمثلة التي ي وقها ظهور بعض األساطيل المناهضة لألسطول البريطاتي
في سيطرته للى البحار ,واضطراد الحركة االستقاللية في الممتلكات
الم تقلة (الدومينيون) ,و تمية فقدان هذه الدولة لقوالدها الحربية في
بأال تحارب إتجلترا َّإال بعد أن يتم
الة تشوب رب .وهو ينصح ألماتيا َّ
لها ال يطرة للى كل من روسيا وفرت ا .ويرى «هوسهوفر» أن فرت ا قد
بلغا درجة الركود من النا يتين البيولوجية وال ياسية؛ ولهذا سوف
ت قط غنيمةن باردة في أيدي األلمان بعد رب أو دون رب إطالقنا.
ولم يكن إليطاليا ّأن يذكر في تظر للماء الجيوبولتيكا األلمان؛ ولهذا
لم يعيروها َّإال القليل من اهتمامهم.
ثم يتحدث لن اليابان فينصح بعقد تحالف بين برلين وطوكيو .وفي
التقاده أن الحرب ال بد قائمة بين اليابان والواليات المتحدة ب بب ما
لبريطاتيا وهوالتد وفرت ا من ممتلكات في المحيط الهادي .غير أته في
الوقا تف ه ال ي تبعد ا تمال قيام الحرب بين ألماتيا واليابان تف ها.
ألن المعركة النهائية التي سوف تقرر مصير ال يادة العالمية سيكون
ميداتها في المحيط الهادي .أما الصين ,فيرى أته من الممكن
استخدامها سال ن ا تحارب به كل من الواليات المتحدة وبريطاتيا
كثيرا قيام الحرب بينها وبين اليابان في سنة
العظمى ,ولهذا أزلجه ن
قائما بين هاتين الدولتين .فقد
,1937إذ كان من أتصار استمرار ال لم ن
تخيل هذا الكاتب ألماتيا والروسيا والصين واليابان وقد كوتا كلها في
النهاية و دة وا دة تعمل بو ي من برلين.
ضا آراؤهم
وإذا تحن لدتا إلى اليابان تجد أن كتابها كاتا لهم أي ن
51
في الجيوبولتيكا .ولكن هذه اآلراء لم يكن لها من الوزن ما كان آلراء
معهد ميوتخ .يضاف إلى هذا أته لم يقم فيهم كاتب وا د يقابل اللواء
«هوسهوفر» ومع هذا فهناج من ينظرون إلى مذكرة تاتا كا Tanaka
Memorialللى أتها تعبير صادق من جاتب الياباتيين للتوسع
الجيوبولتيكي .فقد قدم البارون «تاتا كا» كما يزلم بعضهم ,مذكرته هذه
المكوتة من لشرة آالف كلمة ,إلى إمبراطور اليابان في الخامس
والعشرين من ّهر يولية سنة .1927وما كاد الصينيون يذيعون سر هذا
الم تند تى سارع الياباتيون بالطعن فيه بالتزوير .ومع أن الصينيين لم
يقدِّموا الدليل القاطع للى صحة معلوماتهم فإتهم يعتقدون أن هذه
الوثيقة صادرة لن جهة ياباتية لها وزتها .وتحن من جاتبنا ترى في بقاء
مؤخرا في المحيط الهادي
هذه المذكرة قائمة ,ومن الحوادث التي وقعا ن
ما يحملنا للى االلتقاد بأتها لم تكن كلها مدسوسة .وفي هذا يقول
Ruberf Aura Smithوهو من الكتاب المشهورين بمعرفتهم الدقيقة
لشئون الشرق األقصى« :لو سلمنا بتزوير هذا الم تند ,لوجب للينا أن
تعترف لبعض الصينيين بأتهم ألظم األتبياء الذين ظهروا منذ أّعياء».
ومع ذلك ,فمن المحتمل أن تكون هذه المذكرة هي تتيجة مبا ثات أ د
المؤتمرات التي لقدها بعض الموظفين الياباتيين لدراسة ّئون الشرق
األقصى وتقرير الم الدات التي يمكن أن يقدموها لحكومتهم لتحقيل
سياستها اإليجابية في منشوريا.
والكثير مما ورد في هذه المذكرة يبدو اآلن (في سنة )1942
مطابقا للواقع إلى درجة كبيرة .اتظر إلى العبارة اآلتية:
52
«ولكي تتم لليابان ماية تف ها و ماية غيرها ,يتحتم لليها أن
تزيل الصعاب التي تعترضها في ّرق آسيا ,وهذا لن يتأتى لها إال إذا
اتبعا سياسة الدم والحديد .غير أن تنفيذ هذه ال ياسة يتطلب الوقوف
في وجه الواليات المتحدة التي ألبتها للينا ال ياسة الصينية القائمة للى
محاربة ال م بال م .وللينا في الم تقبل .إذا تحن أردتا أن تب ط
أوال للى الواليات المتحدة ,مثلماسيادتنا للى الصين ,أن تقضي ن
اضطررتا في الماضي إلى خوض لمار الحرب الروسية الياباتية .وإخضاع
الصين يجب أن ي بقه إخضاع منشوريا ومنغوليا ,كما أن الت لط للى
العالم كله يجب أن ي بقه التغلب للى الصين ,ألتنا إذا تجحنا في
التغلب للى هذه البالد ,ارتعدت خوفا منا فرائص بقية الدول األسيوية
ودول المحيط الجنوبي واست لما لجيوّنا ,وإذ ذاج يشعر العالم بأن
ّرق آسيا أصبح لنا ولن يجرؤ أ د للى منازلتنا فيه .هذه هي الخطة
التي رسمها لنا اإلمبراطور ميجي Mejjiوالتي أصبح تجا ها ضرورينا
لبقائنا القومي .»...
إزاء هذا كله ,فإن المصدر الحقيقي لمذكرة «تاتاكا» ال يزال يحوطه
الشك والغموض.
إن هذا التصريح« ,الذي يبشر العالم بم تقبل سعيد» ,يحدد لنا
واضحا منطقتي النفوذ المحوري في ّرق آسيا األكبر ,وفين تحدي ندا
أوروبا .أما منطقتا النفوذ العالمي األخريان ,فالراجح أته يقصد بهما
الواليات المتحدة واالتحاد ال وفيتي ,تلك الدولتان اللتان كاتتا تى
سبتمبر سنة 1940للى وئام وسالم مع دول المحور الثالث .وقد
جاءت التصريحات الرسمية التي أدلى بها كل من ,Von Ribbentrop
وزير خارجية ألماتيا ,والكوتا ,Cianoوزير خارجية إيطاليا ,وKurusu
ال فير الياباتي ,مؤكدة ومؤيدة للمدلول الجغرافي لهذا النظام الجديد:
«إن الدبلوماسية األلماتية ال تنظر إلى األمم للى أتها قطع سلبية ال
لمل لها في لعبة الشطرتج الدولية ,وإتما تراها وهي و دات كاملة,
تعيش داخل أقاليم محدودة بحدود اقتصادية واضحة ,وتخضع
لجيوبولتيكا معينة».
57
« ..للى ين تجد دول القارة األوربية وّمالي إفريقية واألمريكيتين,
وآسيا تعمل كلها للى تكوين و دات ذات كفاية اقتصادية ,ترى
اإلمبراطورية البريطاتية تدخل في طور التفكك االقتصادي .وقد بدأت
فعال من الو دات االقتصادية الكبرى
األجزاء المكوتة لها ,تتجه وتقترب ن
التي هي تابعة لها جغرافيا».
«إن أوربا في طريقها اآلن إلى إقرار تظام اقتصادي جديد سوف
يتركز ول مجمولتين من الدول ,تتطلع إ داهما إلى روما واألخرى إلى
برلين ...وإن في قيام مجمولات اقتصادية أكبر مما لرف تى اآلن,
وما سوف يتبعه من تكوين مجمولات سياسية ذات أّكال مختلفة لهو
الوسيلة التي ي تطيع بواسطتها الكثير من مجمولات هذه الدول تحقيل
قال أوسع إلتتاجهم الفردي».
مجالها االقتصادي ,والتي تهيئ لألفراد ن
أما فيما يختص باليابان ,فإن ّرق آسيا األكبر -بما فيه إقليم
البحار الجنوبية -يجب أن يحتل مكاته بين الكتل اإلقليمية الكبرى,
ذلك ألن الو دات المختلفة التي تدخل في تكوين ّرق آسيا ترتبط
الوا دة منها باألخرى ارتباطنا وثيقا من النوا ي الجغرافية والتاريخية
58
والجن ية واالقتصادية مما يجعل كل وا دة منها مكملة لألخرى وتمدها
بما ينفعها؛ وبذلك أصبحا م تكملة جميع العوامل المهيئة لالتدماج
في بعضها البعض من أجل تبادل الرخاء ,مما هو ضروري للنهوض
بالو دة اإلقليمية».
( )1ال ــخرية هنــا يقصــد بهــا تبلبــل أفكــار وآراء البــا ثين الجغـرافيين فــي موضــوع الحــدود.
(المترجمان)
62
تطور فكرة اإلقليمية عند النازيني:
كاتا دول المحور تى 7دي مبر سنة 1941للى استعداد
ل اللتراف بوجود ثالث و دات إقليمية كبرى هيّ :رق آسيا األكبر,
وأوربا ,والعالم الجديد .ولكن إذا رجعنا إلى ما قبل ذلك ,أي من 23
أغ طس سنة 1939تى 22يوتية سنة ,1941تجد أن أتباع الهر
هتلر كاتوا يكثرون من التحدث لن االتحاد ال وفيتي للى أته إقليم رابع
كبير ,كذلك تراهم قبل الثالث من ّهر سبتمبر سنة 1939يشيرون إلى
اإلمبراطورية البريطاتية للى أتها الو دة اإلقليمية الخام ة الكبرى .أما
رأى زلماء ألماتيا لن كل من فرت ا وإيطاليا ,فظل ثابتنا لم يدخل لليه
أي تعديل :فهم يرون ضرورة القضاء للى األولى قضاء أبدينا واإلبقاء للى
الثاتية للى أن تكون دولة تابعة لبرلين.
وإذا تحن تظرتا إلى االتحاد ال وفيتي من النا ية الجغرافية ,وجدتا
أته من الممكن نقا التباره و دة إقليمية بالمعنى الذي يفهمه النازيون
من هذا المدلول ,ذلك أن روسيا قارة قائمة بذاتها تمتد لبر أوروبا
وآسيا ,ولها مدتية تحمل الطابعين الغربي والشرقي ,وقد يكون من
الطريف بهذه المناسبة تتبع التطور الذي دث في رأي هتلر تحو
الكرملين في ال نوات العشر األخيرة من ,1942 -1932فهو يذكر
في كتابه «كفا ي».
«وتحن إذا تحدثنا لن تربة جديدة وأر ٍ
اض جديدة في أوربا ,ال
ي عنا إال أن تفكر أول ما تفكر في روسيا وما يتاخمها من البالد التابعة
63
قضاء للى الدولة
ن لها ....إن في القضاء للى سلطان اليهود في روسيا
ّهودا للى ذلك االتقالب
ن الروسية تف ها ....لقد اختارتا القدر لنكون
الذي سيكون أكبر دليل للى صحة النظرية الشعبية للجنس».
وفي سبتمبر سنة ,1936ألقى الفوهرر خطابنا في مدينة تورتبرج
ِّر لي االستيالء للى جبال األورال بما فيها من كنوز
قال فيه« :لو قُد َ
المواد األولية التي ال د لها ,وللى سيبريا وما فيها من غابات ف يحة,
وللى بالد أوكراتيا وما تحويه من قول ّاسعة للحنطة ,ألصبحا ألماتيا
واالّتراكية الوطنية (النازية) ت بحان في بح ٍر من الوفرة والرخاء».
ولكن رغم هذا كله ,ترى أن الكفاح الذي زجا ألماتيا تف ها فيه
تتيجة اتِّبالها سياسة القوة الغاّمة مل كومة ألماتيا النازية للى
االرتماء في أ ضان كومة الكرملين الشيولية من 23أغ طس سنة
1939تى 22يوتية سنة ,1941فعقدتا في أول هذين التاريخين
معاهدة لدم االلتداء المشهورة التي تنص للى:
«إن الدولتين المتعاقدتين تتعهدان بامتناع كل منهما منفردة أو
باالتفاق مع غيرها من الدول لن القيام بأي لمل من ألمال القوة أو
العدوان أو الهجوم ,الوا دة للى األخرى».
وبإمضاء هذه المعاهدة ,اتحد هتلر مع من كان يصفهم «بالمجرمين
األدتياء الملطخين بالدماء» ,ثالة البشرية» ,وقد ظل الفوهرر من بعد
ذلك بشهور كثيرة يشيد بمزايا المعاهدة الروسية وي خر من «وت تن
ومنكرا بكل قوة أي
ن تشرّل» ُمعليا قدر العالقات ال وفيتية األلماتية
64
ّهرا للى إبرام
أطماع له في أوكراتيا .ولكن قبل اتقضاء اثنين ولشرين ن
معاهدة لدم االلتداء األلماتية الروسية ,كاتا الجحافل األلماتية في
طريقها زا فة للى الروسيا بحجة أن ال وفييا قد «تك وا ّروط
المعاهدة تك ن ا مزريا» .وسارع مولوتوف قومي ير وزارة الخارجية الروسية
من جاتبه يصف الغزو األلماتي بـأته «خياتة وغش لم ي بل لهما تظير في
تاريخ األمم المتمدينة» .ويمكن التبار هجوم ألماتيا للى روسيا تهاية
اللتراف النازيين بأن الجمهوريات ال وفيتية االّتراكية الروسية
U.S.S.Rهي إ دى الو دات اإلقليمية الكبرى التي ينق م إليها
العالم:
أما ما قاله النازيون من أن اإلمبراطورية البريطاتية هي الو دة
اإلقليمية الكبرى الخام ة ,فقد يكون الدافع له ا ترام هتلر لما قاما به
الشعوب البريطاتية من مجهودات في الحرب العالمية األولى ,ألتنا إذا
تظرتا إلى الو دات المتناثرة التي يرفرف لليها العلم البريطاتي تجدها
أبعد ما تكون لن أن تمثل إقليما جغرافيا .وقد ذكر الفوهرر في كتابه
«كفا ي» العبارة اآلتية بنصها «إن كل تضحية تصغر في سبيل الحصول
للى صداقة اإلتكليز» ثم لاد في أبريل سنة ,1939وبعد القضاء للى
تشيكو سلوفاكيا ,فقال:
«إتي ألتقد -وليس في التقادي هذا مجال ألدتى ّك -أن بقاء
ه ذه اإلمبراطورية لامل له قيمته التي ال د لها في ثقافة الجنس البشري
وتظمه االقتصادية ..وليس من ينكر للى اإلتكليز ال ك وتيين أتهم
بذلوا مجهودات لمراتية ال د لها في هذا العالم ,وإتي لمعجب كل
65
اإللجاب بهذه المجهودات».
ولكن هتلر كان إلى جاتب ذلك ال يفتأ يقيم المقارتات بين سكان
وم ا ة اإلمبراطورية ,وسكان وم ا ة ألماتيا ...قال «إن ستة وأربعين
مليوتا من اإلتكليز قد أخضعوا ل لطاتهم ما يقرب من ربع م ا ة
تب لليهم,
المعمورة ,للى ين أن ثماتية وثماتين مليوتا من األلمان قد ُك َ
ب بب مزاياهم وفضائلهم! ,أن يعيش كل مائة وأربعين منهم في كيلو متر
مربع وا د من األرض».
هذا وقد لرض هتلر في المر لة األخيرة من مفاوضات برلين ,بشأن
المشكلة البولندية ,للى الحكومة البريطاتية ,بواسطة سفيرها في ألماتيا,
م تر «تيفيل هندرسون» أن يعقد معها تحال نفا يتعهد فيه ّخصينا
بالمحافظة للى اإلمبراطورية البريطاتية .وطبيعي أن الثمن الذي طلبه في
مقابل ذلك هو ل المشكلة البولندية ال يتفل ومصلحة الرايخ .ولكن
جاءت يعد ذلك الحرب بين ألماتيا وبريطاتيا فكان قيامها تهايةن اللتراف
النازيين بأن اإلمبراطورية البريطاتية تكون إ دى الو دات اإلقليمية
العالمية الكبرى.
والخالصة أن دول المحور في تق يمها العالم إلى و دات إقليمية,
اتخذت العامل الجغرافي رائ ندا لهاَّ ,إال في الة وا دة ,هي الة
اإلمبراطورية البريطاتية ,وهذه األقاليم الخمس هي :أوربا وتتزلمها كل من
برلين وروما ,ثم ّرق آسيا األكبر ومركزه طوكيو ,فنصف الكرة الغربي
وأخيرا الو دات التي تتكون منها كل من اإلمبراطورية
ومركزه واّنطجون ,ن
66
البريطاتية والجمهوريات ال وفيتية االّتراكية .غير أن قيام الحرب بينها
وبين بريطاتيا العظمى في 3سبتمبر سنة ,1939وز فها للى روسيا في
22يوتية سنة ,1941وإلالتها الحرب للى الواليات المتحدة في
دي مبر سنة - 1941تركا الفصل في الم ائل العالمية لل بل ,وقد
وجدت واّنجطون ولندن وموسكو لديها من القوة ما كان فيه القضاء
المبرم للى ٍ
كل من برلين وطوكيو.
67
الفصل الثالث
وإذا ت حن لدتا إلى هذا التق يم ,لوجدتا أن ألماتيا بعد أن تم لها
فتح الق م األكبر من أوربا أصبحا من الدول ذات الموارد ,ومثلها في
ذلك اليابان بعد أن استولا للى إمبراطوريتها الكبيرة في جنوب ّرقي
آسيا .ولكن يال ظ للى هاتين الدولتين أن موارد اليابان الطبيعية
كثيرا للى كفايتها االقتصادية ,فبزتأصبحا في سنة 1943تزيد ن
بذلك الموارد التي أصبحا لهتلر في القارة األوربية .ولكن هذا لن يدوم
طويال ألته سوف يأتي الوقا الذي تتغلب فيه المجهودات المشتركة
68
للدول المتحدة للى كل من اليابان وألماتيا ,وإذ ذاج لن يتبقى في ميدان
الدول العظمى سوى ثالث هي :الواليات المتحدة ,واالتحاد ال وفيتي,
وإمبراطورية الكومنولث البريطاتية .أما الصين فهي وإن كاتا رابعة الدول
التي يتكون منها مع كر األمم المتحالفة ,فمن المشكوج فيه كل الشك
أن تخرج من هذه الحرب وهي دولة كبرى ,ولو للى األقل في الم تقبل
القريب.
أولًا -املوقع
هذا والمواقع إما متوسط وإما دى .وطبيعي أته ي هل اتصاله ببقية
البالد في الحالة األولى وتصعب أو تتعذر اتصاالته بها في الحالة الثاتية.
70
ن األمثلة للى قيمة توسط الموقع بالن بة ولنا في بريطاتيا مثل من أ
للطريل التجاري لبر المحيط األطلنطي الشمالي ,وهو أهم طرق العالم
كلها من النا ية التجارية .فبريطاتيا وإن كاتا قد ساهما من جاتبها
بق ٍط كبير في إلالء ّأن هذا الطريل ,إال أن توسط موقعها بالن بة
للمراكز الصنالية في ّرق أمريكا الشمالية وتظائرها في غرب القارة
كثيرا في أهميتها التجارية .يضاف إلى هذا قيامها في مركز
األوربية قد زاد ن
()1
مما أفادت منه الشيء الكثير متوسط بالن بة لنصف الكرة األرضي
في التجارة الدولية.
1
( ) والمقصود به تصف الكرة الشمالي يث تبلغ ت بة اليابس إلى المـاء درجـة كبيـرة جـ ندا
إذا قي ـا بن ـبة اليـابس إلـى المـاء فـي تصـف الكـرة الجنـوبي الـذي يطلـل لليـه أ ياتنـا
المترجمان تصف الكرة المائي.
71
وأّباه الجزر والممرات ,ووديان ومصبات األتهار المال ية ,ثم الجزائر
القائمة للى طرق المال ة المحيطية والمناطل التي تشقها قنوات
مال ية .ومن المضايل التي كاتا لها أهمية خاصة في الحرب العالمية
الثاتية مضيل «مك ار» ,بين جزيرتي مورينو وسلبيس يث قاما معركة
بحرية بين أساطيل الدول المتحالفة واألسطول الياباتي ,ومضيل دوفر,
ميال ,وقد قام في
ولرضه فيما بين دوفر وكاليه ال يتجاوز وا ندا ولشرين ن
ائال بين جيوش هتلر المنتصرة وو دات الحملة
صيف سنة 1940ن
البريطاتية الخائرة ,ثم مضيل م ينا الذي لبرته الجيوش المتحالفة في
ز فها من جزيرة صقلية للى إيطاليا ,ومضيل ملقا بين سومطرة والماليو
البريطاتية ,ومنه تفذت ال فن الياباتية إلى المحيط الهندي بعد سقوط
وأخيرا مضيقا الدردتيل والبوسفور ,اللذان يرفرف لليهما العلم
سنغافورة ,ن
التركي ,ويصالن بحر إيجة بالبحر األسود ,وقد أصبحا لهما أهمية
خاصة بعد هزيمة ألماتيا في جنوب الروسيا.
خطيرا في
ن دورا
كذلك لعبا البرازخ التي تشقها قنوات مال ية ,ن
هذه الحرب .فقد أمكن ,بفضل المحافظة للى قناة «بنما» تقصير
كو وتيويورج من 12.600ميل بحري لن الم افة بين سان فرت
طريل النهاية الجنوبية للقارة األمريكية الجنوبية إلى 4500ميل فقط لن
طريل هذه القناة .ويقول «توكس» وزير البحرية األمريكية إن اتد ار
«روميل» في ّمال إفريقية من ّأته أن ي مح بمضالفة مولة ال فن
الم افرة لبر قنال ال ويس في طريقها إلى الهند لتموين الصين أو إلى
إيران لتموين روسيا ,بل وإلى الشرق األوسط إذا ما دلا الحاجة
72
إلرسال ملة إلى بالد البلقان.
ضا
وقد كان لبعض أّباه الجزائر ذات القيمة االستراتيجية دورها أي ن
في أقدار هذه الحرب األخيرة ,فاألمريكيون والفيلبيون كتبوا ألتف هم
صفحة مجيدة في سجل البطولة بدفالهم المجيد لن ّبه جزيرة بتان
ضا ذلك االتهيار المحزن للقوات البريطاتية في
.Battanكما كان هناج أي ن
()1
ّبه جزيرة الماليو والمعارج الدموية في ّبه جزيرة القرم.
هذا وقد كان للممرات الجبلية كذلك دورها الذي قاما به في
موقعة ترموبولي الثاتية سنة ,1941تلك الموقعة التي التقى فيها
النيوزيلنديون بالنازيين ,كما التقى اليوتان بالفرا من قبل في سنة
480ق.م ..وما «العلمين» في الواقع سوى مضيل يفصل بين سا ل
البحر المتوسط ومنخفض القطارة ,ولنده استطاع البريطاتيون أن يصمدوا
لددا
في صيف سنة 1942في وجه ثعلب الصحراء ,رغم تفوقه لليهم ن
ولدة.
( )1فـ ــرغ المؤلفـ ــان مـ ــن كتابهمـ ــا هـ ــذا فـ ــي سـ ــنة ,1944أي قبـ ــل ملـ ــة إت ـ ـزال الجنـ ــود
األم ـريكيين والبريطــاتيين فــي القــارة األوربيــة ,وهــي الحملــة التــي قضــا للــى المقاومــة
األلماتيــة ,وكــان إتزالهــا فــي ّــبه جزيــرة تورماتــديا وّــبه جزيــرة كــوثنتن فــي ّــمال غربــي
فرت ــا ,ولهــذا لــم يشــير إليهمــا لنــد ذكــر أّــباه الجزائــر ذات القيمــة االســتراتيجية فــي
المترجمان الحرب العالمية الثاتية.
73
مجمولة جزر هاواي ,كان بداية الحرب في المحيط الهادي ,كذلك رأى
البريطاتيون ما لجزيرة مدغشقر من أهمية ب بب وقولها للى طريل تموين
روسيا فاتتزلوها من كومة فيشي في ربيع سنة .1942وتعتبر مالطة -
بحل -أكثر جزائر العالم التي قُ ِذفا بالقنابل .واستولى النازيون للى
جزيرة كريا اليوتاتية بواسطة جنود المظالت .وإن ما وافقا لليه
مؤخرا من منح البريطاتيين ل إتشاء القوالد البحرية والجوية في
البرتغال ن
جزائر آزور لهو الدليل للى ما لهذه الجزائر من أهمية استراتيجية .كذلك
ا تل الياباتي ون جزيرتي أتدمان وتيكويار الواقعتين في المحيط الهندي.
وما كان للبريطاتيين أن يك نبوا موقعة بريطاتيا لوال لجز الطيارين النازيين
لن إ راز التفوق الجوي .هذه كلها أمثلة ي تبين منها القارئ الدور
االستراتيجي الذي تقوم به الجزائر في الحروب الحديثة.
75
توتس الفرت ية( )1وجزيرتا صقلية وبنتالريا Pantelleriaاإليطاليتان ,وفي
النهاية الشرقية يوجد قنال ال ويس والمنطقة التي تخترقها وميناء يفا
()2
في فل طين ,ثم مدينة اإلسكندرية وكلها كاتا تحا النفوذ البريطاتي
وفي مضيقي باب المندب تجد «البوريم» ولدن البريطاتيتين ثم ّبه
جزيرة دوميرا Dumeiraورأا Rasاإليطاليتين والشيخ سعيد البريطاتية.
وهناج جزيرة سيالن في النهاية الجنوبية لإلمبراطورية الهندية ,يرفرف
لليها العلم البريطاتي .أما مضيل ملقا ففيه من القوالد االستراتيجية:
جزيرة سومطره ,ومجمولة الجزائر القريبة من سوا لها وكلها هولندية .ثم
جزيرة سنغافورة وم تعمرات المضيل وّبه جزيرة الماليو وهي خاضعة
لبريطاتيا .ويفصل أستراليا لن جزيرة تيوغينا مضيل توريس ,كما يفصلها
ضا بريطاتيان .وفي خريف سنة 1943
لن ت ماتيا مضيل باا ,وهما أي ن
استولى البريطاتيون و لفاؤهم للى جزيرتي صقلية وبنتالريا ,وللى توتس,
وّبه جزرة دوميرا ,وللى رأا والشيخ سعيد ,ولكن إلى جاتب ذلك
تراهم ومعهم لفاؤهم الهولنديون قد فقدوا قالدة سنغافورة وّبه جزيرة
الماليو والهند الهولندية إذا استولى لليها جميعها الياباتيون.
79
األجزاء ,وإما أن تكون ذات امتداد طولي .ومن مزايا االتدماج ,كما هو
معروف ,قصر الحدود بالن بة لجملة الم ا ةُ .خذ فرت ا وكندا مثال,
تجد أتهما تمتازان باتدماج ّكلهما الجغرافي بالن بة لم ا تهما ,وأن
العاصمة في كل -باريس في األولى وأوتاوه في الثاتية -ال تحتل مكاتا
متوسطا في البالد .ولالتدماج والتماسك فائدته في وقا الحرب ,بشرط
أال ت تعارض مع هذه الظاهرة لوامل أخرى ,كما هي الحال في فرت ا
يث تتركز صنالاتها في الق مين الشمالي والشرقي ,أو في كندا ,يث
يتركز ال كان -فيما لدا منطقة البراري إلى الشمال من البحيرات
العظمى -في ّريط ضيل يمتد من ال ا ل إلى ال ا ل لم افة ثالثة
آالف ميل قرب الحدود ال ياسية للى الواليات المتحدة.
81
ظ للى هذا
وم ا تها 3.756.102من األميال المربعة .وأهم ما يال ُ
التوزيع صغر م ا ة كل من بريطاتيا وفرت ا بالن بة لما لهما من
ممتلكات :فبريطاتيا ,ومعها ّمال إيرلندا ,ال تزيد م ا تها للى
ميال
ميال مر نبعا .وجملة م ا ة فرت ا في أوروبا 212.681ن
94.278ن
مر نبعا .وليس للصين أو روسيا م تعمرات .كما أن الواليات المتحدة ليس
ميال مر نبعا .أما ألماتيا
لها من ممتلكات خارج بالدها سوى 711.623ن
ميال
فقد اتكمشا رقعتها بعد معاهدة فرساي وأصبحا 180.985ن
فقط ,ولكن الفوهرر استطاع ,فيما بين سقوط جمهورية فيمر Weimar
وغزو بولندا ,أن يضيف إليها ما م ا ته 80.600ميل مربع ,كما
استطاع ,بمعاوتة إيطاليا ,فيما بين اليوم األول من ّهر سبتمبر سنة
,1939والثاتي والعشرين من ّهر يوتية سنة ,1941أن يب ط سلطاته
للى 796.000ميل مربع :وقد بلغ ما استولى لليه من األراضي
الروسية و دها ,لندما وصلا موجة الفتو ات المحورية ذروتها,
700.000ميل مربع .وإذا تحن لدتا إلى اليابان ,تجد أن م ا ة
بالدها األصلية 147.889ميال مر نبعا فقط ,أي أقل من م ا ة والية
كاليفورتيا ,ولكنها تب ط سلطاتها اآلن( )1للى ¼ 3مليون ميل مربع من
البالد المطلة للى سوا ل المحيط الهادي.
كبيرا لن هذه
وثمة توع آخر من الو دات ال ياسية يختلف اختالفنا ن
الدول الكبرى ,تلك هي الدويالت والو دات ذات النظام الخاص مثل
داتزج ,وليشتنشتين ,Liechtenstein ,ولك مبرج ,ومدينة الفاتيكان,
وسان مارينو ,وأتدورا ,Andoraوموتاكو ..وم ا تها كلها مجتمعة دون
األلف ميل مربع.
83
أدولف هتلر إلى أقصى ألماق بالدهم الشاسعة فاستنفدوا .كل ما كان
لها من جهد ,كما استنفدوا من قبل ذلك جهود جيوش تابليون بوتابرت
في ملته التي لادت لليه بكل وبال في سنة .1812والواقع أن دوله
كالروسيا ,تنطوي دودها للى سدا م ا ة اليابس كله ي هل لليها
ج ندا االستفادة من مبدأ «الدفاع في العمل» ,وت ليم األرض في مقابل ما
تربحه من وقا Selling space to gain timeولهذا لم يكن أمام
القيادة األلماتية من وسيلة لغزو االتحاد ال وفيتي سوى إبادة الجيش
ال وفيتي أكثر من مجرد االستيالء للى األهداف األرضية .فلما أن
ول الجيش األ مر وإبادته ,تراهم فشلا خطتهم في االلتفاف
ي تميتون في خريف سنة 1941في االستيالء للى موسكو .وليس من
ّك أن الفشل الذي منيا به القيادة األلماتية في صيف تلك ال نة كان
بدايةن للهزيمة المحتومة التي منى بها هتلر في تلك البالد.
وإذا تحن رجعنا إلى الشرق األقصى ,تجد أن الياباتيين ال يزالون في
رب مع الصينيين منذ ادثه «ج ر ماركوبولو» في ليلة 7يولية سنة
, 1937ولكنهم للى الرغم من استيالئهم للى أمهات مدن الصين
وكبرى مواتيها ومراكزها الصنالية وخطوطها الحديدية الهامة ,فشلوا كل
الفشل في القضاء للى المقاومة الصينية .ذلك ألن الصينيين كاتوا
يقابلون كل هذا بالتراجع صوب الغرب ,وتقلوا لاصمتهم إلى
«تشنجكنج» الواقعة خلف خواتل تهر «ياتج ت ي كياتج» ويرجح أن
ستين مليوتنا من الصينيين هجروا منازلهم وقراهم في الق م الشرقي
واتخذوا لهم وطننا في الغرب الجديد -الحوض األ مر في والية
84
سشوان ,وأخذوا معهم مدارسهم ومصاتعهم لتكون في مأمن من أيدي
الغزاة .و تى سقوط بورما تف ها في أيدي الياباتيين في أوائل سنة
1942وما تبعه من قفل طريل اإلمدادات الصينية لبر هذه البالد ,لم
يفا في لضدهم أو ي بب اتهيار الصين الحرة .وقد أدرج القائد
«هوسهوفر» تف ه ,قبل قيام الحرب العالمية الثاتية ,ما كاتا قد منيا
به الجيوش الياباتية من تكبة في الصين .وفي رأيه أن اليابان قد أخطأت
في التدخل غربنا؛ وكان األجدر بها أن تولي وجهها ّطر مياه الجنوب
الدافئة ,وكان يود لو أمكن التعجيل بت وية النزاع بين الطرفين
المتحاربين.
ثم هناج تضاريس البالد وأّكالها األرضية ,وهي التي تعين الخطة
التي يجب أن تنتهجها في التي الهجوم والدفاع .ف هول الروسيا
صالحا الستخدام
ن الف يحة وصحاري ّمال إفريقية الرملية ,كاتا ميداتنا
سالح الدبابات ,للى ين كاتا جبال النرويج والبلقان تتطلب سال ن ا
آخر مما يُ تعمل في جبال األلب ,أما األ راش والم تنقعات
االستوائية ,فال يصلح فيها سوى رب الت لل .ولبور األتهار لامل له
أهمية في جميع ميادين القتال ,فلقد قام الروا بعبور تهر «دينيبر» في
أثناء هجومهم في ّتاء سنة ,1933كما لبر الحلفاء تهر فولتورتو -
-Volturnoفي جنوب إيطاليا .وقس للى ذلك طبيعة ال وا ل
وتضاري ها ,فهي التي تعين إمكاتية غزوها أو تية هذا الغزو .وفي التي
صالحا إلتزال ملة للى
ن ينظر إليها القائد ليحدد ما إذا كان المكان
تطاق أكبر من « ملة ديب» ,Dieppeمثال أو يضرب منه ضربته
85
القاضية ,ومن هنا جاءت المشكالت التي يثيرها غزو سا ل النرويج
بفيورداته المتعمقة في الوديان الجبلية ,وهي مختلفة كل االختالف لن
تلك التي يواجهها من يريد غزو سوا ل هوالتد التي ينخفض ربعها أو
يزيد ,لن م توى سطح البحر .وليس وسط أوربا من المنالة التي
يتصورها البعض .فهناج أربعة طرق طبيعية تقود إلى داخلية هذه القارة,
ي هل للى الجغرافي تعيينها.
-1طريل وادي تهر الرون لبر الجبال؛ ويؤدي إلى باب «برجنديا» وإلى
وادي تهر الرين.
هذا لن أوربا ,أما في الشرق األقصى فإن إلادة فتح بورما سوف
تتأثر إلى درجة كبيرة باستحالة إرسال اإلمدادات الع كرية لبر بالد آسام
إلى الق م الشمالي ,أو من ّيتاجنج Chitagongلن طريل سا ل
بنغالة .كذلك يُال ظ أن الكثير من جزائر المحيط الهادي إن هي َّإال
أ واض مرجاتية ,وهي لاد نة مراكز صالحة لرسو ال فن وقوالد
86
للطائرا ت ,ومن أمثلة هذا النوع القالدة الياباتية الكبرى في ترج Truk
وجزيرتا (ويك ,مداوي) Wake-Midwayاللتان كاتتا تابعتين ألمريكا ثم
جزيرتا (مكين ,تراوا) Makin-Tarawaفي مجمولة جزائر جلبرت؛
فكلها أ واض مرجاتية.
املناخ
كثيرا من
وتأثير المناخ ال ينتهي لندما ذكرتا ,بل إته قد يحد ن
اتتقاالت البشر ,ذلك أن اإلت ان ال يصادف تجا ن ا يُذكر في األصقاع
التي تشتد ب رودتها كالجهات القطبية أو المناطل الشاهقة االرتفاع .ولهذا
كاتا القارة القطبية الجنوبية هي الو يدة ,بين قارات العالم التي تجا
من معارج الحرب العالمية الثاتية ,غير أن هناج مناطل قد تحول ّدة
برودتها دون كل تقدم بشري فيها ولكنها ذات قيمة ربية كبرى لما
87
تحويه من ثروة معدتية أو لما لها من موقع استراتيجي خاص .ومن أمثلة
النوع األول سفاالربارد Savalabardالغنية بمعدن الفحم ,فقد تداولتها
أيدي اإلتكليز والنرويجيين واأللمان خالل الحرب األخيرة ,أما النوع
الثاتي فتظهر أهميته من األمثلة اآلتية :كان أول التحام بين القوات
ا ألمريكية والنازية في جزيرة جرينالتد ,لندما أرادت ألماتيا إتشاء محطة
لألرصاد الجوية فيها ,وامتد تشاط الغواصات األلماتية إلى بحر «كارا»
إلى الشرق من جزيرة توفايا زمليا ,ورغم ما هو معروف لن ّدة البرودة
في ّمال النرويج وفنلند وّبه جزيرة كوال ,تى أن درجة الحرارة
تنخفض إلى ما دون درجة التجمد بكثير ,مما يحد من تشاط اإلت ان
وتقدمه ,فقد وجد األلمان في تورث كيب - N. Capeبأقصى ّمال
كزا له قيمته االستراتيجية في رب الغواصات .كذلك النرويج -مر ن
تعددت غارات الطائرات الروسية للى مدينة بت امو .)1(Petsamoكما
كاتا ميناء مرمات ك ,للى سا ل ,المحيط المتجمد الشمالي ,منتهى
طريل من أهم طرق اإلمدادات الروسية ,وخاصة في فصل الشتاء لندما
يتجمد ميناء أركاتجل .ومع أن الق م األكبر من جزيرة أي لند من أقل
جهات العالم صال ية ل كني اإلت ان ,فقد لمدت القوات األمريكية
إلى ا تالل هذه الجزيرة في يولية سنة 1941لما لها من موقع
استراتيجي هام.
1
( ) وكات ــا تابع ــة لفنلن ــدا ت ــى اس ــتولا لليه ــا روس ــيا ف ــي س ــبتمبر س ــنة .1941وترج ــع
أهميتهـا إلــى أتهــا ,كمينـاء هرمات ــك الواقعــة إلـى الشــرق منهــا بقليـل ,ال تتجمــد مياههــا
المترجمان في فصل الشتاء ب بب مرور ّعبة من تيار الخليج الدافئ بها.
88
وهناج مناطل أخرى في العالم تمتاز بارتفاع رارتها وغزارة أمطارها
إلى درجة كبيرة مما يحول دون قيام المدتيات الراقية بها ,ومن هذه:
الغابات االستوائية في سهول األمزون ببالد البرازيل ,وغابات وض
الكنغو في وسط إفريقية .وفي هذه وغيرها تصبح التربة قليلة الخصب أو
لديمته ب بب سرلة تحلل النبات فيها ,كما تحول كثافة النبات
واأل راش النامية -للى طول مجاري األتهار ولند ال وا ل -دون
تدخل اإلت ان إلى داخلها .وأمطار المناطل االستوائية غزيرة ,فال يكاد
ينقضي يوم ,دون اتهمارها .كما أن درجة الحرارة فيها تقرب في المتوسط
من الثماتين درجة فهرتهيتية .وفي هذه الغايات تعيش اآلن بعض
الجمالات البدائية ,معتمدة للى بعض الحرف البدائية كقليل من الصيد
وجمع ثمار الغابات؛ أما غالبية ال كان فيمارسون زرالة أولية للغاية,
ولكن إلى جاتب هذه وتلك توجد اآلن مزارع كبيرة لبعض الغالت
المدارية ,يشرف للى إدارتها الرجل األبيض ,وتتخصص في إتتاج
المطاط وقصب ال كر وبعض أتواع الفاكهة والتوابل والكاكاو ,ومن
أمثلة هذه :مزرلة فوردالتديا Ford Landiaلزرالة المطاط في وادي
مؤخرا في جمهورية
ن األمزون ,والمزرلة التي أتشأتها ّركة Firestone
ليبريا لنفس الغرض .هذا وتكاد تكون جميع مناطل الغابات الحارة الرطبة
داخلة في تطاق الحرب ,إما ضمن مع كر الحلفاء ,وإما ضمن
المع كر الياباتي.
91
الدتيا ,و«جوبي» في العروض الوسطى ,ولكن ليس لدينا ما يحملنا للى
الظن بأته سيكون لهما في هذه الحرب األهمية التي للصحراء الكبرى أو
الصحراء العربية.
هذا وأصلح أتواع المناخ كلها لقيام الدول الكبرى مناخ المناطل
الرطبة الواقعة في خطوط العرض المتوسطة ,أو الجهات المرتفعة من
خطوط العرض الدتيا .ومن أمثلة النوع األخير هضبة بوليفيا في أمريكا
الجنوبية ,وهضبة إيثيوبيا في إفريقية ,وبالد الم ك يك .ولمعادن
92
بوليفيا ,وخاص ة القصدير أهمية لظيمة في الوقا الحاضر .أما إثيوبيا
()1
فكاتا آخر دولة إفريقية م تقلة خضعا ل لطان االستعمار األوربي
ومع ذلك فليس من المتوقع أن تصبح إثيوبيا أو بوليفيا دولة من الدول
الكبرى وذلك لقله م ا تهما وولورة سطحهما.
وإذا تحن رجعنا إلى الدول العظمى ال بع التي كاتا قائمة في سنة
, 1939تجد أتها كلها تحتل م ا ات كبيرة في الق م الرطب من
العروض الوسطى مما كان له أثره في تقدمها .غير أن هذه القالدة لي ا
ّاملة إذ ي تثنى منها الواليات المتحدة واالتحاد ال وفيتي اللذان يتنوع
المناخ في داخلهما ب بب ات اع رقعة الوطن األصلي في كل؛ وهو
لكس ما تال ظه في الدول ذات األوطان الصغيرة كالجزائر الياباتية ذات
المناخ القليل التنوع.
1
( ) اإلّــارة هنــا إلــى اســتيالء إيطاليــا للــى إثيوبيــا قبــل الحــرب العالميــة الثاتيــة ,ولكــن هــذه
البالد استعادت استقاللها بعد هزيمة إيطاليا.
المترجمان
93
الشتاء البارد تولا الذي ال تصل رارته إلى درجة االتجماد .ومع أته ال
يوجد إقليم وا د تتوافر فيه هذه الشرائط ,فقد ذهب «هنتنجتن» إلى أن
مناح إتكلترا والق م األكبر من قارة أوروبا وّمال الواليات المتحدة
وسا لها المطل للى المحيط الهادي وتيوزيالتد وجنوب ّرقي أستراليا
وأجزاء من ّيلي واألرجنتين تمثل أصلح األجواء كلها ,وخلص من بحثه
هذا إلى أن أصلح جهات العالم كلها وأكثرها مالءمة إلظهار كامن
النشاط اإلت اتي ,هي تلك التي تقع في م الك ألاصير المنطقة
المعتدلة الشمالية ,وليس لهذه تظير في النصف الجنوبي من الكرة
األرضية إال في ّقة صغيرة ج ندا ,وذلك لصغر م ا ة اليابس فيه.
94
الحرب الحالية( ,)1منها :اختيار الياباتيين للفترة من مارا إلى مايو -فترة
الرياح الموسمية الخارجة من القارة -إلرسال ملتهم الع كرية للى
بورما ,ومنها ما كان للضباب من فائدة في تغطية ركة االت حاب من
دتكرج ,ثم العواصف الرملية وما كان لها من أثر في ملة ّمال إفريقية,
واختيار ّهر يوتية -وهو أقل أّهر ال نة ضبابنا -لغزو جزائر
«ألوّيان» ,ثم معركة بحر ب مارج التي تغير اتجاه الرياح في خاللها,
فكاتا فرصة مواتية ,استعاتا بها القاذفات األمريكية للى إغراق الق م
األكبر من القافلة البحرية الياباتية التي كاتا في طريقها من «رابول» إلى
ضا من
ألئي( Rabout to Lae-في مجمولة جزائر ب مارج) .وإليك بع ن
المعارج التاريخية التي كان لأل وال الجوية القول الفصل في سيرها :في
سنة 1889كاتا ال فن الحربية األمريكية واأللماتية للى أهبة االلتحام
في معركة بحرية في مياه جزائر «ساموا» ينما هبا لاصفة مدارية هو
جاء من النوع المعروف في المحيط الهادي ,أغرقا سفن األسطولين,
ولم ينشب القتال .وفي سنة 1757كاتا معركة «بالسي» للى أّدها
وإذا بعاصفة مطرية ّديدة تنفجر ,فاضطر المتحاربون إلى وقف القتال.
ولم يفا «كليف» خالل هذه الفترة أن يغطى مدافعه خشية البلل ,وهو
ما لم يتنبه إليه القائد الهندي .فلما اتقطعا األمطار استطاع «كليف»
أن يتابع القتال فك ب المعركة .وهناج معركة «األرمادا» Armadaفي
سنة 1588التي قضا العواصف وأمواج المد المرتفعة في تهايتها للى
ما كان قد تبقى من سفن األسطول اإلسباتي .هذا وت مى المعركة التي
السـكان
هذا هو رابع األمس الهامة التي تقوم لليها جيوبولتيكا الدولة (ّكل
.)5والمال ظ أن ثالثة أرباع األلفي ألف مليون أو أكثر الذين ي كنون
اآلن للى سطح الكرة األرضية يعيشون في جنوب ّرقي آسيا وغرب
ووسط أوروبا وفي ّرق ووسط الواليات المتحدة وكندا .ويبلغ تركز
ال كان غايته في النصف الشرقي للكرة األرضية ,يث يعيش ما يقرب
من تصف سكان العالم كله .وهذا بعكس قلتهم الملحوظة في النصف
الغربي .أما الجهات الجافة ,فتكاد تكون خالية من ال كان ,ومثلها في
ذلك الجهات المطلة للى سوا ل المحيط المتجمد الشمالي وبعض
( ) 1اإلّــارة هنــا إلــى إ ــدى المعــارج التــي قامــا بــين الجنــوبيين والشــماليين فــي الحــرب
(المترجمان) األهلية األمريكية.
96
الجهات المدارية واالستوائية الغزيرة األمطار .وي تثنى من هذه األخيرة
جزيرة جلوة.
وإذا تحن رجعنا إلى اللواء «هوسهوفر» تجد أته لم يعتقد ,في أي
وقا من األوقات ,بأن بالد اليابان قد ضاقا ب اكنيها ,ولكنه كان يرى,
مع ذلك ,أن هناج فائدة كبرى يمكن تحقيقها من وراء إقناع الشعب
الياباتي بأن بالدهم قد أصبحا ال تت ع ألهليها ,ومن ثم كان هؤالء
الماليين من ال كان الم تعبدين الذين ي اقون اآلن في كل من أوربا
وّرق آسيا األكبر ,إلدارة لجلة الحرب التي تحركها كل من برلين
وطوكيو ,ولكن يجب أال يغيب لنا أن الثالثمائة مليون ت مة القاطنين في
الشرق األقصى والذين يخضعون اآلن لحكومة الشمس المشرقة (اليابان)
هم أكثر خنولنا ومذلة من سكان النظام األوربي الجديد .هذا ويبدو لنا
تقصا في القوة العددية للرجال بدليل ما
أن ألماتيا أخذت تعاتي اآلن ن
98
تبذله من ماا ّديد في إرسال القادرين من الفرت يين إلى المؤس ات
الصنالية في داخل ألماتيا تف ها.
ومن الخطر أن تعتمد للى مجرد اإل صائيات العددية لل كان من
غير فهم وتحليل دقيقين لهذه األلدادُ .خذ سكان إمبراطورية الكومنولث
البريطاتية مثال ,تجد أتهم يبلغون الخم مائة مليون ,ولكن من بين هؤالء
1
( ) كان لدد سكان جمهورية الصين الشـعبية بموجـب إ صـاء سـنة 602 :1953مليـون
ت ـمة .أمـا الهنـد ومعهـا باك ـتان ,فحـوالي 380مليـون األولـى 80 ,مليوتـا للثاتيـة)
460مليون ت مة.
99
380مليون هم سكان الهند ,أما المواطنون البريطاتيون المنتشرون في
مختلف أتحاء الكومنولث ف بعون مليوتنا فقط.
100
من الجنود الياباتيين يؤمنون إيماتنا راس نخا بأتهم رسل اإلمبراطور في إبالغ
رسالته المقدسة إلى ّعوب الباسيفيك والشرق األقصى.
وإذا تحن ابتعدتا لن دول المحور ,رأينا وجهات تظر مختلفة في
موضوع األجناا .ففي الواليات المتحدة تجد أن الثالثة لشر مليوتا من
الزتوج النازلين فيها قد أوجدوا ندا واضحا يفصل بين اللوتين وخاصة في
الواليات الجنوبية ,ويأخذ هذا الفاصل اللوتي في التضاؤل إذا ما وصلنا
إلى أمريكا الالتينية ,فيصبح زتوج البرازيل متمتعين بحقوق وامتيازات
يح دهم لليها زتوج الواليات المتحدة .وفي جنوب إفريقية يعمل
الحكام البريطاتيون والهولنديون جاهدين للى اال تفاظ بإدارة البالد تى
ال تفلا من أيديهم إلى الملوتين ,وهذا لكس الحال في بالد الهند التي
ال تقيم وزتا لالختالفات الجن ية .أما االضطهاد الواقع للى اليهود في
جهات لدة فهو اقتصادي أكثر منه جن ي ,إذ من المشكوج فيه كل
الشك وجود جنس بشري يمكن أن ت ميه «الجنس اليهودي».
والتاريخ مليء بذكر العداء الم تحكم بين مجمولتين متباينتين أو
أكثر من الشعوب .فالنزاع بين األلمان والفرت يين قائم منذ مئات
كثيرا ما قاما الحرب بين ال الفيين واأللمان .وهناج العداء
ال نين ,و ن
الم تحكم بين اليوتان والبلغار .وما الحرب األهلية في يوجوسالفيا,
102
مظهرا من مظاهر
تلك الحرب التي بلغا أّدها في سنة ,1943إال ن
الخالف القائم بين ّعوبها الثالث :الصرب والكروات وال لوفيين الذين
لم يندمجوا بعد االتدماج الكافي الذي يمكن أن تتولد لنه القومية
والدولة المو دة .ولهذا لم يكن غريبنا أن ترى بين الدول الموالية للمحور
دولتي كرواتيا التي اقتطعها النازيون من يوجوسالفيا ,وسلوفاكيا التي
ين أن كال من يوجوسالفيا اقتطعوها من تشيكوسلوفاكيا ,للى
وتشيكوسلوفاكيا ,كما هو معروف ,لضوان في مع كر الدول المتحدة.
ولكن إلى جاتب هذه الصورة المضطربة الكثيرة التعقيد ,هناج صورة
أخرى ,هي صورة سوي رة ,تلك الدولة التي للى ما فيها من ّعوب لدة
-ألمان ,وفرت يين ,وإيطاليين ,ورايتو رمان -Rhaeto Roman
استطالا أن توجد بينها كلها وتخلل منها دولة موفقة هنيئة.
( )1وهــي لغــة ال ــالالت الهولنديــة التــي اســتعمرت جنــوب إفريقيــة؛ فهــي لغــة هولنديــة مــع
قليل من بعض اللهجات الوطنية اإلفريقية وبعض اإلتكليزية.
104
مظهرا دينينا( .)1أما الكفاح القائم في فل طين بين
الهندوا والم لمين ن
اليهود والعرب فمرجعه األول العامل االقتصادي.
( )1لم يكن الم لمون الهنود قد أس وا ينذاج دولة «الباك تان».
المترجمان
105
المتحدة ,وأخرى ينص دستورها للى وجود دين رسمي للدولة ,كبعض
جمهوريات أمريكا الالتينية .ومن األمثلة التي يمكن إيرادها للى بيان ما
قد يكون للدين من أثر في لرقلة ّئون الدولة ,ظهور لبادة
ّنتو( Shinto)1في اليابان .والمشاهد أن اتصال روسيا بدول الحلفاء
خالل الحرب العالمية الثاتية كان له أثره في مل كومتها للى اتتهاج
()2
امحا لن ذي قبل في الم ائل الدينية.
سياسة أكثر ت ن
هذا ,وال تصل الدولة إلى مرتبة الدول العظمى إال إذا توافر لديها
القدر الكافي من الموارد الطبيعية األساسية في داخل دودها ,أو كان
لها في القوة ما يضمن لها الوصول إلى هذه المواد في مواطنها األصلية
(ّكل .)7ومثل هذا الشرط من ّأته «أن يحول دون بلوغ الكثير من
الدول مثل هذه المرتبة».
1
( ) :Shintoismهــو دي ــن ســواد ال ــكان فــي الياب ــان ,وأساســه تق ــديس األجــداد وبع ــض
مظاهر الطبيعة.
( )2كان ذلك الت امح ضرورة من ضرورات الحرب ب بب اتضمام روسيا إلى الحلفاء.
106
والمواد األولية ال تُك ب الدولة القوة والمنالة ,إن هي لم ت تغل
وت تثمر :فروسيا القيصرية كاتا غنية بمواردها الطبيعية ,ولكن الم تغل
قليال ج ندا ,فلم يكن لها -والحالة هذه -األثر
منها إذ ذاج كان ن
المطلوب في الحرب العالمية األولى .ولهذا اتهارت الجيوش الروسية
أمام قوات قيصر ألماتيا في سنة .1917أما اآلن ,وفي سنة ,1943
فقد تغيرت الحال وأصبحنا ترى القوات ال وفيتية ,تضغط للى جيوش
الفوهرر وتجليها لن أراضيها.
هذا وقد قام المحوريون ,كما ذكرتا ,بتق يم العالم إلى مناطل لكل
كفايتها االقتصادية .غير أن كل محاولة من هذا النوع تحتاج إلى تحديد
وتدقيل كبيرين ,إذ أتنا ال تعرف دولة وا دة تكفي تف ها بنف ها من غير
أن ت تعين بغيرها .وقد كاتا الدول الكبرى -لند بدء الحرب العالمية
الثاتية -للى درجات متفاوتة في هذه الكفاية :فالواليات المتحدة وروسيا
ال وفيتية واإلمبراطورية البريطاتية كاتا تتزلمها كلها .وتمتاز الدولتان
األوليان باتدماج رقعتها الجغرافية وتماسكهما .أما اإلمبراطورية البريطاتية
فمكوتة من أجزاء متناثرة تشغل ربع م ا ة اليابس كله .وتأتي فرت ا في
المرتبة الثاتية من يث هذه الكفاية .أما ألماتيا وإيطاليا واليابان فكاتا
107
تى سنة 1938دون بقية الدول الكبرى بكثير ,ومن ثم جاء التعبير
الذي ّاع استعماله فيما ول سنة « :1930دول لها ,ودول ليس
لها».)Haves and have – nost( .
وتقاا قوة الدولة ومالها من وزن ,في وقتنا الحاضر ,بقدرتها للى
التصنيع ,ألته هو الذي يحدد المظاهر المختلفة لتلك القوة من يث
ات اع رقعتها ولدد سكاتها ورصيدها من الذهب ولتادها ,ال بل وجيشها
تف ه .لهذا أصبحا الدول المتحالفة تعلل أمال كبيرا في النصر النهائي
للى تفوق إمكاتياتها الصنالية ,وخاصة ما يوجد منها في الواليات
المتحدة واإلمبراطورية البريطاتية واالتحاد ال وفيتي .وإذا كاتا ألماتيا
واليابان قد ك بتا الجولة األولى في الصراع القائم اآلن ,فما ذلك إال
لقربهما من مواطن القتال من جهة ,وما كان لهما من سبل في صنع
المهمات الحربية الحديثة ,من جهة أخرى .وإن ربنا تكون الغلبة فيها
لمن يصمد صنالينا تى النهاية ,ال بد أن تبوء دول المحور فيها بالفشل.
ولرفا المواد االستراتيجية بأتها تلك التي «ال غنى لنها في الدفاع
لن الوطن والتي يعتمد في إتتاجها كلها أو جزء منها ,خالل فترة الحرب,
للى مصادر واقعة خارج الحدود القارية للبالد ,ولهذا وجبا المحافظة
لليها وفرض الرقابة الشديدة للى توزيعها» وغالبية هذه القائمة من
المملكة المعدتية :فالواليات المتحدة ت تهلك تصف محصول العالم
من مادة االتنيموتي( .التوتيا أو جر الكحل) .ومعلوم أن بوليفيا
والمك يك تنتجان هذا المعدن .ولكن تصف اإلتتاج العالمي يأتي من
الصين .أما الكروم chrominumفتوجد أغنى مناجمه في روسيا الجنوبية
ويليها في ذلك االتحاد ال وفيتي فتركيا فجنوب إفريقية .وت تهلك
الواليات المتحدة من ثلث إلى ثلثي إتتاج العالم كله .وهناج المنجنيز,
وهو مادة لها أهميتها في صنالة بعض أتواع الفوالذ ,وتبلغ «مقطولية»
الواليات المتحدة منه ثلث اإلتتاج العالمي ,وت تورده من الروسيا والهند
مؤخرا إلى هذه القائمة .وأكبر الدول
وجنوب إفريقية .وقد أضافوا الزئبل ن
المصدرة له أسباتيا وإيطاليا ومنهما ت تورد الواليات المتحدة تصف
الكمية التي ت تخدمها في صنالاتها .كما أضافوا «الميكا» وتدخل في
صنالة األجهزة الكهربائية ومصدرها األكبر هو الهند.
109
كما أن بالصين %74من «التنج تن» العالمي :أما القصدير ,وهو
المعدن الو يد الذي لم يعثر لليه في الواليات المتحدة إال بكميات
قليلة ج ندا ال قيمة لها من النا ية الصنالية ,فكاتا تصهر أكثر من
تصف الكمية الم تعملة منه في األغراض التجارية للى مقربة من مدينة
سنغافورة؛ وتحصل الواليات المتحدة للى هذا المعدن من مصادر ثالثة
وهي واليات الماليو وت تورد منها ,%37وجزائر الهند الشرقية
وت تورد منها ,%19ثم بوليفيا ·%12ومن المواد االستراتيجية
األخرى فحم قشور جوز الهند( ,)1وخيوط ماتيلال ,والكينين ,ثم الحرير,
والمطاط .وكاتا الواليات المتحدة ت تمد غالبية المطاط الالزم
لصنالاتها من ّبه جزيرة الماليو وجزائر الهند الهولندية .أما البرازيل,
وكاتا من قبل أهم مصدر للمطاط ,ففيها إمكاتيات كبيرة إلتشاء مزارع
لهذا النبات يمكن أن تأتي ثمارها بعد سبع أو ثماتي سنوات من زرلها.
كذلك ت تطيع الواليات المتحدة أن ت تغنى بإتتاجكل من «بيرو» و«بوليفيا» من
الكينين لماكاتا ت تورده من جزائر الهند الشرقية .أما الحرير الخام فكان جل التمادها
فيه للى اليابان .وجزائر الفيلبين هي أكبر مصدر لخيوط ماتيلال,كما يأتيها فحم جوز الهند
من جزائر المحيط الهادي الجنوبي معكميات قليلة من أمريكا الجنوبية.
تأتي بعد ذلك قائمة المواد خطيرة الشأن كما ذكرتها لجنة الذخيرة
األمريكية للجيش واألسطول .وهي تلك التي ال غنى لنها في الدفاع لن
1
( ) وهــو تــوع مــن الفحــم النبــاتي ,ينشــأ لــن ــرق قشــور جــوز الهنــد بمعــزل لــن الهــواء,
ـورا كمــا يصــنع الفحــم البلــدي ,رمتــه تؤخــذ المــادة التــي ت ــتعمل فــي ترّــح الهــواء
مطمـ ن
الترجمان لند لمل الكمامات المضادة للغازات ال امة.
110
الوطن ,ولكن الحصول لليها أقل خطورة من المواد االستراتيجية.
فاأللومنيوم الذي التبر من قبل مادة استراتيجية يوجد في الواليات
المتحدة تف ها وفي كندا .ثم األسب تس ,ويوجد في ّرق كندا,
والجرافيا ويؤتي به من مدغشقر وإن كان من الممكن االستعاضة لنه
بمواد أخرى محلية .ثم اليود في والية كاليفورتيا .كما استطالا الواليات
المتحدة أن تجد بديال للزجاج األلماتي الذي ي تخدم في صنالة
البصريات .وهناج مادة .Vanadiumوتدخل في صنالة بعض أتواع
الفوالذ الالزم لعمل الطائرات ,وتوجد مناطل تعدينها في بيرو وفي
الواليات المتحدة تف ها .والحكومة األمريكية واثقة من أتها لن تجد
صعوبة ,خالل الحرب الحالية ,في الحصول للى المواد التي أدرجا في
قائمة الضروريات .وكل ما تتوخاه اللجنة من إفرادها في قائمة خاصة بها
هو ضمان تنظيم لمليات الصهر والصنع والتوزيع ,ومن هذه المواد
الكلورين والنحاا األ مر والهليوم والحديد والفوالذ والرصاص
والمغن يوم Molybdenumأ د أتواع الكروم النادرة -ومركبات
ا لنيتروجين والبترول والفوسفات والبوتاا و امض الكبريتيك واليوراتيوم
والزتكZirconium ,؛ هذه كلها ت تعمل في صنالة األتوار الوضاءة.
ب مقتضيات الحاجة ,ألن وهذه القائمة لرضة للتبديل والتغيير
أمريكا -إلى جاتب أتها أكبر منتجة للمواد المعدتية -فهي أيضا أكثر
بالد العالم استهالكا وتوزيعا لهذه المعادن ومنتجاتها.
هذه ولم يكن في وسع الو دات األسيوية التي كاتا تحتلها اليابان
قبل 7دي مبر سنة ,1941أن ت اير التوسع الصنالي الذي أوجبته
المجهودات الحربية ,مما اضطرها إلى البحث -خارج مناطل تفوذها-
لن البترول والمطاط والحديد والفوالذ القديم (الخردة) والكثير من
المركبات المعدتية .ولكنها ,بعد غزوها لجنوب ّرقي آسيا ,تغلبا للى
الكثير من الصعاب التي كاتا تجابهها في الحصول للى المواد األولية,
كثيرا للى اجاتها من البترول والقصدير
بل أصبحا تملك ما يزيد ن
والمطاط وإن كان استغاللها لها لم يتم مباّرة ب بب سياسة رق
األراضي التي اتبعها الحلفاء قبل تقهقرهم لن تلك البالد .ومن المواد
113
األخرى التي تهيأت للياباتيين ب بب هذه الفتو ات :الحديد الخام,
والحديد القديم (الخردة) والبك يا ثم الكروم والمنجنيز والنحاا
األ مر والنيكل .ولكن للى الرغم من هذا كله فإن ّرق آسيا األكبر ال
يزال دون د الكفاية االقتصادية الكاملة ,فهو مفتقر إلى الزئبل والنترات
والرصاص .وهذا لكس ما هو اصل في المواد الغذائية ,فالمال ظ أن
البالد الداخلة في تطاق هذا الق م ّ-رق آسيا األكبر -تكمل بعضها
البعض إلى درجة الرخاء؛ ألن الكمية الزائدة من األرز لن اجة االستهالج
المحلى في الصين الهندية الفرت ية وفي بالد تايالتد لها قيمتها الكبرى في
تغذية جيوش الشمس المشرقة (اليابان) النازلين في البحار الجنوبية.
وإذا تحن اتتقلنا إلى الموارد الغذائية ,تجد أن ألماتيا كاتا في سنة
1939تعتمد في غذائها -إلى د كبير -للى الواردات األجنبية
وخاصة ما كان يأتيها من بالد البلقان .وتتباين آراء الخبراء في قدرة أوربا
للى كفاية تف ها بنف ها من النا ية الغذائية .فوا د منهم وهو Brooks
Emeryيقرر أته إذا أمكن االستمرار في تشديد الحصار للى الطرق
البحرية المؤدية إلى أوربا فال مندو ة من دوث المجالة تدريجينا في
البالد التي ي يطر لليها النازيون .غير أن هذا ال يتفل مع ما يقرره
جمالة الكتاب الذين ينتمون إلى جمعية ال ياسة الخارجية Foreign
Policy Associationوالذين يرون أن إخضاع ألماتيا لن طريل تجويعها
ضعيف اال تمال ج ندا.
1
( ) مــن الواضــح أن المــؤلفين فرغــا مــن كتابهمــا قبــل إلــالن النتــائج العظيمــة التــي صــلا
لليها ّركات البترول التي تعمل في بـالد العـرب ال ـعودية وفـي إمـارة الكويـا وجزيـرة
البحرين وغيرها من بالد الشرق األدتى ,وهي تعتبر اآلن أغنى قول العالم كله.
115
الالتينية قد تكمل موارد الواليات المتحدة ,ولكن يجب أال يفوتنا أتها
تناف ها في الوقا ,ولهذا فكل اتحاد جمركي بين الواليات المتحدة
والدول األمريكية األخرى يجب ,إذا ما أردتا أن تجنبه المشكالت التي
تتعرض لها مثل هذه االتحادات ,أال يشمل غير االثنتي لشرة دولة
القائمة للى سوا ل البحر الكاريبي ,والدول الثالث القائمة للى جواتب
جبال األتديز .أما النصف الجنوبي من أمريكا الالتينية وكذا األجزاء
خطيرا للواليات المتحدة في
القريبة من كندا فإن منتجاتها تشكل مناف ن ا ن
معا تنتجان كفايتهما من المواد
األسواق العالمية .ومع ذلك فاألمريكتان ن
كبيرا من المواد األولية ,وهو ما يتضح من األرقام
قدرا ن
الغذائية وتحويان ن
اآلتية التي تمثل الن بة المئوية لإلتتاج األمريكي بالن بة إلى جملة اإلتتاج
العالمي في الفترة من - :1939 -1934
116
وهي قائمة -كما ترى -لامرة .ومع ذلك فنصف الكرة الغربي ال
يقوى للى إتتاج القدر الكافي من بعض المواد التي ال غنى له لنها في
التي ال لم والحرب ,ومنها الكروم والماغن يوم والمنجنيز وخيوط
الفاتيال والزئبل والبوتاا والكينين والمطاط والقصدير والتنج تن
والزيوت النباتية.
والخالصة أته ال ّرق آسيا األكبر ,وال أوربا الجديدة ,وال تصف
الكرة الغربي ي تطيع أن يفاخر بأته و دة إقليمية تقوى للى الحياة
بنف ها دون معاوتة الو دات األخرى لها.
وقد يكون من المفيد أن تشير هنا بصفة خاصة إلى البترول ,وهو
مادة الحياة في الحروب الحديثة ,وذلك ألن العمليات الحربية الحديثة
-البرية والبحرية والجوية -تعتمد ,في الدرجة األولى ,للى الغازولين
وزيوت التشحيم والوقود ,ال في ميادين القتال فقط بل وإلى درجة كبيرة
ضا يث تكون لامال أساسينا في تشغيل ج ندا في الجبهة الداخلية أي ن
المصاتع وتحريك وسائل النقل وفي العمليات الزرالية .وقد كاتا الدول
المتحالفة ت يطر قبل قيام الحرب العالمية الثاتية للى ما يقرب من ت عة
ألشار إتتاج العالم كله من البترول ,ورغم ما ك بته اليابان من آبار الزيا
في جزائر الهند الهولندية ,وفي وض األيرواوي ببورما ,وفي بورتيو
البريطاتية فإن مضالفة الدول المتحالفة إلتتاجها في تصف الكرة الغربي
يمكنها من أن تظل م يطرة للى هذه الن بة أو أكثر .وال تنتج اليابان
في زمن ال لم سوى %10من استهالكها المحلى ,ولكنها أصبحا
117
()1
تتحكم في كفايتها من هذه المادة ,وذلك بعد أن يتم لها أوال اآلن
إصالح التلف الذي أ دثه الحلفاء لتلك اآلبار باتبالهم سياسة رق
األراضي التي جلوا لنها ,ثم التغلب للى مشكالت النقل وإلداد وسائل
التصفية والتكرير .هذا ولو تجح الحلفاء في اال تفاظ بجزائر الهند
الهولندية ألمكنهم تجهيز جيوش الجنرال ماج آرثر بالبترول الالزم لها من
تلك الجزائر بدال من تقله إليها لبر المحيط الهندي من إيران أو لبر
المحيط الهادي من كاليفورتيا .كما أن اال تفاظ بآبار وض اإليرواوي
كان من ّأته أن ي الد للى تموين الطائرات األمريكية التي تعمل في
الصين بدال من التمادها للى بترول الشرق األوسط .هذا لن اليابان.
أما في أوربا فإن ألماتيا كاتا تنتج والي %10فقط مما ت تهلكه في
زمن الحرب؛ للى ين أن إيطاليا ال تنتج سوى %1من استهالكها.
وفيما قبل سنة 1939كاتا ألماتيا ت د ما يقرب من ثلث اجتها من
الب ترول التركيبي (الصنالي) ولكن هذا النوع تنقصه بعض الخصائص
القيمة التي يحتوي لليها لادة غازولين الطائرات وزيوت التشحيم .ورغم
استيالء الجيوش األلماتية للى آبار «بلوي تي» في روماتيا فإتها لم تفد
منها الفائدة المرجوة ب بب ت ف الطائرات األمريكية لها .ومن هنا كان
اتدفاع الجيوش النازية صوب القوقاز أمال في الحصول للى بترول تلك
البالد .كما لمدت الغواصات األلماتية إلى مهاجمة تاقالت البترول
األمريكية ومعامل التكرير القائمة للى سوا ل فنزويال في كل من أرابا
Arubaوكورا كاو .Curacaoوفي الوقا تف ه خرجا قاذفات القنابل
ومن األمور الجديرة بكل التبار قدرة الدولة للى اإلتتاج الغذائي.
وذلك لما لهذا العامل من األهمية الحيوية في سالمة البالد ,إذا ما
اتقطعا لنها الموارد األجنبية .ولكل من الواليات المتحدة واالتحاد
ال وفيتي واليابان األصلية من إتتاجها الغذائي ما يمكن أن ت تغنى به لن
الواردات األجنبية .وكاتا روسيا في تهاية سنة 1943هي الو يدة من
1
( ) تعـود فنــذكر القــارئ بــأن المــؤلفين كتبــا كتابهمـا خــالل الحــرب العالميــة الثاتيــة؛ ومــن ثــم
ج ــاء الترتي ــب المتق ــدم لل ــدول المنتج ــة للبت ــرول .أم ــا اآلن ,ف ــبالد الع ــرب ال ــعودية
المترجمان والكويا والبحرين في مقدمة الدول المنتجة له.
119
جزءا من أراضيها التي تعتمد لليها
بين هذه الدول الثالث .التي فقدت ن
في إتتاج الغذاء ,وذلك ب بب استيالء الجيوش األلماتية في سنة
1941للى والية أوكراتيا أو «سلة الخبز» كما ي موتها ,ومع ذلك
فقد بدأت الروسيا في األّهر األخيرة من سنة 1943تعمل للى
استردادها .وللرجل الياباتي غذاؤه الشعبي -وبخاصة من يث األرز
تاما لن غذاء األمريكي أو الروسي.
وال مك -الذي يختلف اختالفنا ن
هذا ومهما تكن كفاية الدولة من المواد الغذائية فإتها ال ت تطيع
إيجاد التوازن في غذاء ساكنيها من غير استراد بعض المواد من األسواق
الخارجية :ومثال ذلك الواليات المتحدة وهي أولى الدول المنتجة
للغذاء .فهي مضطرة ,إّبالا ألذواق ساكنيها ,أن ت تورد ال كر والموز
والكاكاو والشاي والبن .ثم هناج فرت ا التي تكاد تنتج كل اجاتها
الغذائية؛ فإتها ت تكمل ما ينقصها من ّمال إفريقية ,وأصبحا بذلك
في غير اجة إلى المصادر األجنبية .وكاتا إيطاليا كذلك تكاد تكتفي
بإتتاجها .وقد أفاض الدوتشي في ترديده لهذه الحقيقة بعد تجفيفه
لم تنقعات بوتتين .Pontine Marshesأما ألماتيا فهي مضطرة في
زمن ال لم إلى االلتماد للى الدول األجنبية ل د النقص في مواردها
كثيرا ,وإن كان التمادها -
الغذائية .وتزيد بريطاتيا (العظمى) في ذلك ن
كبيرا .ولقد
بالدرجة األولى -للى م تعمراتها التي قد تبعد لنها بع ندا ن
قدروا أن ما تنتجه بريطاتيا من المواد الغذائية ال يكفي ساكنيها في
األ وال العادية سوى ستة أّهر من كل لام .أما ألماتيا فت تطيع أن
تعتمد للى مواردها لمدة ثماتية أّهر كل لام.
120
هذا إلى أن اإلمكاتية الصنالية مفتاح النصر في الحروب الحديثة.
وأهم المراكز الصنالية في العالم اآلن ثالثة :الق م األوسط من ّرق
وأخيرا جنوب ّرقي آسيا.
ن أمريكا الشمالية ,ثم وسط وغرب أوربا,
وتشمل المنطقة األولى %85من صنالات الواليات المتحدة كلها
و %90من الصنالات الكندية .كما يشمل الق م الثاتي المراكز
الصنالية الكبرى في بريطاتيا وفرت ا وّمال إيطاليا .أما جنوب ّرقي
آسيا ,ففيه مراكز الصنالة الياباتية والصنالات الصينية المتركزة في وض
ياتج ت ي كياتج األدتي ,وصنالات الهند التي تمتد من كلكتا تى بومباي
ومن المراكز الصنالية األخرى الق م الغربي من أمريكا الشمالية ,وّرق
أمريكا الجنوبية بما فيه جنوب البرازيل وّمال األرجنتين وأوراجواي .ثم
هناج جنوب إفريقية ,وجنوب ّرقي أستراليا ,ووسط سيلي ..وفي االتحاد
ال وفيتي مناطل صنالية تاهضة ت ير بخطى واسعة تحو التقدم ,منها
وض كوزتت ك Kuznetsk Basinفي سيبريا الغربية ,ومنطقة جنوب
األورال ومدينة موسكو وما ولها ,وكريفوي روج Kirvoi Rogفي
()1
أوكراتيا وسوف تعود كلها إلى الروسيا ثاتية بعد طرد النازيين منها.
( )1دث ذلك بالفعل بمجرد اتتهاء الحرب العالمية الثاتية لهزيمة المحور.
121
وأستراليا ,ثم طريل الكاب ,والطرق األوروبية المؤدية إلى ّرق أمريكا
الجنوبية ,والطريل بين ّرق األمريكتين وغريبهما ,ثم طريل المحيط
الهادي الشمالي ,والطرق التي تربط األمريكتين بأستراليا وما ولها من
جزائر .هذا وقد اضطربا المال ة في بعض من هذه الطرق خالل
الحرب الحالية( )1كما زادت أهمية بعضها زيادة كبرى ,ومن هذه األخيرة:
طريل ّمال المحيط األطلنطي الذي أصبح أكثر يوية من ذي قبل,
استعدادا للهجوم
ن ب بب إرسال اإلمدادات الحربية إلى الجزائر البريطاتية
للى ألماتيا .أما طريل البحر المتوسط ,فقد أوصدته اإلميرالية البريطاتية
في وجه ال فن التجارية ,قبيل دخول إيطاليا الحرب .ولم يفتح ثاتية إال
بعد طرد «روميل» من ّمال إفريقية .وللى العكس من هذا زادت أهمية
طريل الكاب ولظما قيمته في تموين كل من روسيا وإيران في الفترة
التي كاتا دول المحور تهدد بتحويل البحر المتوسط إلى بحيرة تازية.
كذلك لمدت الدول المتحالفة إلى راسة القوافل الم افرة للى الطريل
بين ّمال أمريكا وّرق أمريكا الجنوبية ,وذلك للى إثر ما قاما به
الغواصات األلماتية من هجمات موفقة لليها في صيف سنة .1942أما
الطريل بين غرب األمريكتين ,فقد ظل مفتو ن ا للمال ة بفضل ما قاما
به الواليات المتحدة من تدابير قصد بها سالمة قناة بنما .هذا وقد أقفل
طريل المحيط الهادي الشمالي بعد ادث «بيرل هاربر» في وجه جميع
ال فن لدا الروسية التي ظلا تى صيف سنة 1943ت ير فيه املة
اإلمدادات إلى تلك البالد .أما طريل أمريكا الشمالية وأستراليشيا ,فقد
( )1أي أن هذه البحيرات تشبه البحر األبيض المتوسط بالن بة ألمريكا وكندا.
123
التاريخي لنمو الواليات المتحدة ,الذي اتجه من الشرق إلى الغرب(.)1
ن مجمولة من الطرق المائية في العالم وتوجد في ّمال غربي أوربا أ
وهي أكثرها كلها استخداما في األغراض المال ية والتجارية .لهذا
لمدت الحكومات األوربية إلى تأميم الق م األكبر منها ومنحتها
اإللاتات المالية .ومن الممكن اآلن بفضل القنوات العديدة المنتشرة في
هذا الق م ال ير بالبواخر الصغيرة من تهر الرين إلى اإللب وإلى
مجمولة الرون وال ادرن ثم إلى ال ين والداتوب .هذا وقد قاما
مؤخرا بإتشاء ّبكة من القنوات المال ية تربط مدينة موسكو
ن الروسيا
بكل من البحر األبيض الروسي وبحر البلطيل والبحرين األسود وقزوين,
كما كاتا قائمة لند بدء الغزو األلماتي بحفر قناة بين تهري دون
والفولجا .هذا في أوربا ,أما في آسيا فيصلح تهر ياتج ت ي كياتج ل ير
ال فن المحيطية تى مدينة هاتكاو القائمة للى م افة 600ميل من
سا ل المحيط الهادي ,وت تطيع ال فن النهرية متابعة سيرها في هذا
النهر لم افة 400ميل أخرى .ثم هناج أيضا النهر األصفر ,وهو ال يصلح
للمال ة إال لم افة صغيرة ج ندا من مصبه .وهناج القناة الكبرى التي تربط
بين هاتكاو وتيت ين ,وهي تصلح ل ير ال فن المال ية الصغيرة.
( )1لــم يعــد لفرت ــا ممتلكــات فــي ّــمال إفريقيــة ســوى «الجزائــر» التــي تجاهــد مــن أجــل
االستقالل.
( )2المقصود الحرب العالمية الثاتية.
( )3ي مى اآلن الخليج العربي.
127
ومن أهم الطرق ذات القيمة االستراتيجية :طريل بورما البري الممتد
مجتازا مدينة كنمنج
ن من تشنجكنج ( )Chungkingإلى الّيو Lashio
,Kunmingوهي م افة تبلغ تحو 712ميال ,قاما بتعبيدها الحكومة
الصينية فيما بين يولية سنة 1937ودي مبر سنة ,1938ويتصل بهذا
الطريل –لند الّيو -الخط الحديدي القادم من مندالي وراتجون .وقد
كان استيالء الياباتيين للى هذا الشريان الهام ضربة أليمة للصينيين .ثم
هناج الطريل القاري بين الصين والروسيا ,وقد ظلا له أهميته الكبرى طالما
كاتا الصين تعتمد للى اإلمدادات التي تأتيها من روسيا .ال بل إن أهميته
كثيرا للى
كاتا تفوق تلك التي لطريل بورما ,ولكن هذه األهمية قلا ن
إثر غزو النازيين لتلك البالد واتقطاع اإلمدادات التي كاتا ترسلها إليهم.
وقد جاءت بعد ذلك الحرب العالمية الثاتية ,فنشطا للى إثرها
المال ة الجوية في مناطل معينة ,وأصبح الطيران لبر المحيط األطلنطي
أمرا لادينا ,كما صار الخط الخارج من الواليات المتحدة إلى
الشمالي ن
تقطة البروز في سا ل البرازيل ,ومن هناج لبر المحيط األطلنطي إلى
سا ل إفريقية الغربي ...صار خطنا رئي ينا له قيمته .كذلك اضطرت
قاذفات القنابل األمريكية إلى تعديل خط سيرها للى إثر سقوط ميناء
بيرل هاربر فأصبحا تخرج من ميامي إلى البرازيل ومنها إلى إفريقية االستوائية
فالهند وسومطرة وجاوة وتنتهي في أستراليا .كما افتتحا أمريكا في سنة
1942خطنا جدي ندا إلى هذه القارة ,وذلك لن طريل جزيرة كري ماا
Christmas Islandوجزيرة كاتتون فجزائر فيجي وتيوكليدوتيا.
1
( ) « صـان طــروادة» هــو الحصـان الــذي قيــل فــي األسـاطير اإلغريقيــة القديمــة إن خصــما
من لخصوم التجار بين في رب طـروادة قـد أخفـى الجنـود داخلـه وبـذلك اقـتحم بـالد
لدوه.
129
هذا ,ومن المؤكد أن المال ة الجوية سوف تتقدم بخطى واسعة
()1
سريعة في جميع أتحاء العالم لندما تنتهي هذه الحرب.
وهو سادا الدلامات التي تقوم لليها جيوبولتيكا الدولة ,ذلك ألته
مظهر قوتها ال ياسية .ومن المعروف أته كان لكل دولة من دول العالم
الكبرى في سنة 1939تظامها ال ياسي واالجتمالي الذي تتبعه ,وإذا
ما اتتها هذه الحرب( )2ف وف تعمل الجمالة المنتصرة للى اال تفاظ
بتنظيماتها تلك ,أما الدول المنهزمة ف وف تضطر إلى قلب األوضاع
ال ياسية فيها والتخلص من كوماتها ,فلو أته تم لأللمان مثال هزيمة
الروا لما أبقوا للى النظام ال وفيتي .ومن تا ية أخرى ,فإن الهدف
األول لألمم المتحالفة هو القضاء للى النظام النازي .وقد دث هذا
فعال في إيطاليا ,إذ اتهار النظام الفاّ تي ,واضطر الملرّال بادوليو أن
يعد الشعب اإليطالي بإقامة كومة ديموقراطية.
( )1وقد ضم إليها فيما بعد الحرب الثاتية الهنـد وباك ـتان وبورمـا وسـيالن وغاتـه والماليـو,
وقد أصبح لكل كومتها الم تقلة.
المترجمان
( )2أي الواليات المتحدة األمريكية ,وبريطاتيا.
131
أما تظام الحكم في الجمهوريات ال وفيتية االّتراكية الروسية
( )U.S.S.Rفهو ذلك الذي دده دستور سنة 1936؛ أي النظام
الفيدرالي للجمهوريات ال ا لشر التي تتكون منها هذه البالد في
الوقا الحاضر ,وقد تص فيه للى أن لكل منها ,من الوجهة النظرية,
ل االتفصال لن االتحاد متى ّاءت .وإلى جاتب هذه الجمهوريات
توجد جمهوريات أخرى تتمتع بالحكم الذاتي ,وو دات لها كوماتها
الذاتية ,ومناطل لها مظاهرها القومية الخاصة .وتنص قواتين البالد للى أن
الثروة في كافة أّكالها ومظاهرها ,من أرض زرالية ومعادن وغابات ومصاتع
وسكك ديدية ووسائل للنقل المائي والجوي ,ومصارف مالية و قول
كومية ووسائل اإلسكان التي تدبرها البلديات ...كل هذه ملك للشعب.
وإن ما تبديه الجمهوريات ال وفيتية االّتراكية اآلن( )1من مقاومة ولناد أمام
الغزو النازي لهو الدليل للى ما وصلا إليه هذه البالد من قوة وبأا.
( )1المقصود :أثناء الحرب العالمية الثاتية .ومعروف أن هذه األوضاع قد تغيرت.
( )2المقصود :أثناء الحرب العالمية الثاتية .ومعروف أن هذه األوضاع قد تغيرت.
132
مو دة .وقد كان هذا االختالف من أهم أسباب اتهيار الجمهورية الثالثة
في سنة .1940أما االقتصاد الفرت ي ,فكان أساسه الرأسمالية ,غير أن
التشريعات المقيدة له كاتا آخذة في الزيادة سنة بعد أخرى.
134
امتداد جبال األتديز ,أو كنهر ريوجر اتدي ,الذي يفصل بين الواليات
المتحدة وبالد المك يك ,وإما أثنوغرافية كالحدود بين أستوتيا ,والتفيا,
أو فلكية كالخط الفاصل بين كرافوتو ( -جنوب سخالين) التابع لليابان,
وّمال سخالين التابع لروسيا( .)1أو دود استراتيجية وهو ما فعلته
روسيا باستيالئها للى واليات بحر البلطيل .أو اقتصادية ومن أمثلتها
الممر البولندي .ومن الحدود ما تجيء به الفتو ات ,مثل استيالء روماتيا
للى إقليم دبروجا .والخالصة أن الحدود ال ياسية خطوط ترسمها
الدول لتعين مدى تفوذها .أما الحدود الطبيعية فهي مناطل تفصل بين
دولة وجارتها .هذا وقد اقتصرتا للى تحليل التغيرات التي طرأت للى
الحدود منذ سنة ( 1870أتظر ذيل هذا الكتاب) للى الدول ال بع
الكبرى التي كاتا قائمة في سنة ,1939وللى دول أمريكا الالتينية,
وتظمناها في صورة مجمولات جيوبولتيكية بقدر الم تطاع ,تى ال تبدو
وكأتها قائل منفصلة لن بعضها البعض ,وإتما لتظهر مدى تمو الدولة
وتوسعها في مختلف أتحاء العالم.
1
( ) أو كالح ــدود الت ــي وض ــعها اإلتكلي ــز ف ــي معاه ــدة س ــنة 1898المفص ــل ب ــين اإلقل ــيم
المص ــري وجمهوري ــة ال ــودان؛ فإته ــا تتب ــع خ ــط ل ــرض ّ 22ºــمال خ ــط االس ــتواء.
المترجمان
135
اجلزء الثاني
136
الفصل الرابع
كان أدولف هتلر يؤمن إيماتنا صادقنا بأن القدر قد هيأه لت يير دفة
هذا العالم في الربع الثاتي من القرن العشرين (ّكل .)8وبقدر ما كان
مبغوضا لند الدول المتحالفة ,كان ألظم من يتمتع
ن هذا الرجل ممقوتنا
بالحظوة والتقدير بين ألضاء الصفوة الممتازة في الحزب النازي في
الرايخ كله ,بل إتنا ال تغالي إذا قلنا إته و ده الم ئول إلى د كبير ,لن
ذلك الجهاز الحربي القائم في ألماتيا ينذاج ,وهو و ده الذي اتخذ
وال يزال يتخذ القرارات المتصلة بزمن ومكان استخدام هذا الجهاز ,بل
هو و ده ال لطة التنفيذية الم يرة لتلك الروح الع كرية األلماتية ,وكل
ما أ رزته ألماتيا من اتتصارات وفتو ات إقليمية ,ومن الطبيعي أن يحملنا
هذا المركز الممتاز الذي يتمتع به هتلر للى لقد مقارتة بين الجاويش
الصغير الذي ظهر في القرن التاسع لشر (يقصد تابليون) وجاويش
الحرب العالمية األولى الذي طلع للينا في القرن العشرين ,فكالهما
وليد ثورة ,الثورة الفرت ية التي تمخضا لن قوق اإلت ان والثورة
األلماتية التي قضا لليها ,وكالهما تشأن من بين طبقات الشعب الفقيرة
ثم ارتقى وأصبح له من الحلول والقوة ماال يداتيه فيهما أ د ,ولم يكن
أي منهما من أبناء الدولة التي ولى زلامتها :فقد ولد هتلر في النم ا,
137
وخرج تابليون إلى ضوء هذا العالم في جزيرة كورسيكا ,وهما يتفقان
كذلك في أن كال منهما كان واقعينا في سياسته ,فعماد إلى تنظيم أوربا
وفل خطة وسياسة تتفل وفل فتها .للى أته إذا كاتا اتكلترا والروسيا قد
لاما يحاول فيها تنظيم أوربا ,فمن الراجح أن
منحتا تابليون خم ة لشر ن
األمم المتحالفة سوف ال تمنح هتلر مثل هذه الفترة الطويلة لتنفيذ آرائه
أو تحقيل مبادئه ,ألن كل من يحاول أن ي ير للى تهج تابليون البد له
أن يلقى النهاية المحتومة التي تنتظر «رجل األقدار».
138
وهندسة المعمار ,واضطر إلى ا تراف البناء .وكان لما أصابه من خيبة
في األمل ,وما القاه من جفاء في مدينة فيينا ,كما صرح بذلك أمام
محكمة ميوتخ في سنة ,1924أثرهما في تكوين الكثير من اآلراء التي
التنقها فيما بعد ,فقد قال« :لقد جئا إلى فيينا وأتا في ال ابعة لشرة
من لمري ,وفي هذه المدينة بدأت أدرا وأرقب لن كثب مشكالت
ثالثنا للى جاتب كبير من األهمية :المشكلة االجتمالية والمشكلة
أخيرا الحركة المرك ية ,ثم تركا فيينا وأتا مؤمن كل اإليمان
العنصرية ثم ن
بضرورة مناهضة ال اميين (اليهود) ,ومحاربة المرك ية وتظرة المرك يين
وأخيرا بضرورة العمل للى تحقيل الجامعة ال ياسية
ن إلى العالم جملة,
األلماتية».
139
زب العمال األلماتي وهو الحزب الذي كان تواة «للحزب االّتراكي
الوطني األلماتي للعمال» ( ,)N. S. D. Aومع ذلك فإته لم يتقدم
للحصول للى الرلوية األلماتية إال لندما دخل مناف ن ا لهندتبرج في
اتتخابات الرياسة سنة .1932ظل هتلر خالل هذه الفترة دائبنا للى
تشر رسالته التي تقوم للى تخليص ألماتيا من اليهود ومن الديمقراطيين
االّتراكيين ومن األ رار والشيوليين« .المواطنين العالميين» .وتراه في
سنة 1923يقوم هو و» ولودتدورف» للى رأا ثورة من العامة واألهالي
محاولين اتتزاع ال لطة من الحكومة القائمة إذ ذاج ولكن ركتهم هذه
تنتهي بفشل الحزب االّتراكي الوطني .وقد اول الحزب النازي فيما
بعد أن يعلل اتبطاح هتلر للى األرض لند سماله أول طلقة من طلقات
الجنود في أثناء هذه الثورة بأن لمله هذا كان ركة اتعكاسية لحياته
درسا له قيمته ,إذ تراه
الع كرية .غير أن الفوهرر تعلم من هذه الحركة ن
في سنة 1933ال يقاوم بنادق الجنود األلماتيين وإتما يعمل متعاوتنا
معها.
ثم كاتا فترة الك اد العالمي ,وفي خاللها تما الحزب االّتراكي
الوطني وازدهر ,ذلك ألن رجال الصنالات واإلقطاليين الزراليين كاتوا
يحبذون كل التحبيذ الخطة التي سار لليها النازيون في مناهضتهم
للشيولية والشيوليين ,ومن األمثلة للى ذلك ما قام به «فرتزتي ين Fritz
»Thyssenمن كبار رجال الصنالات في إقليم الروهر ,فهو يقرر في كل
تواضع أته قد تبرع بمليون مارج لهذا الحزب ,ومن ثم كان النصر الذي
أ رزه النازيون في االتتخابات األلماتية التي تما في 14سبتمبر سنة
140
.1930فقد خرجوا منها ولهم 107ألضاء في الريشتاغ بعد أن كان
لضوا فقط .وللى ين كان أصحاب المصالح واأللمال
لهم اثنا لشر ن
kleinburgertumي ارلون إلى االتضمام إلى هتلر و زبه كان النزاع
الذي دب بين صفوف العمال يمزق ّملهم ويشل من تشاطهم .ثم
كاتا اتتخابات الرياسة في 13مارا سنة 1932وتقدم لها كان من
هتلر وهندتبرج ,ولكن أ ندا منهما لم يحرز األغلبية القاتوتية ,فلما أن
أليد االتتخابات في أبريل من تفس ال نة اتتخب هندتبرج للمرة الثاتية
وأ رز في هذه المرة األغلبية التي تؤهله لمركز الرياسة إذ صل للى
19.360.000صوت يقابلها 13.400.000صوت تالها هتلر.
وأجريا بعد ذلك بأّهر قليلة االتتخابات العامة فكان لدد األلضاء
لضوا ,فأصبحوا وهم يكوتون أكثر أ زاب الريشتاغ
ن النازيين 230
لددا ,وقد يكون من الطريف أن تال ظ أن هتلر بلغ ذروة مجده
ن
االتتخابي في الفترة التي وصل فيها الك اد االقتصادي غايته القصوى,
ففي االتتخابات التالية التي أجريا في تفس ال نة فقد النازيون مليوتي
صوت وهبط لدد توابهم إلى 196تائبنا ,وهذا يتفل مع التح ن
الطفيف الذي طرأ للى الحالة االقتصادية فيما بين اتتخابي يوليه
وتوفمبر.
143
موسكو إلى تم ك» إن الروسي الذي وجد في سياسة التوسع تحو
الغرب التي سار لليها كل من «بطرا األكبر» و«كاثرين» ,ما ي توجب
لعنهما ,لهو الروسي الحقيقي الجدير بهذا االسم ,إذا ما كان يجب أن
يزج بهذا الشعب بأية ال من أ وال في القارة األوربية .ومع ذلك
ف وف يأتي الوقا ,الذي ينتقل فيه مركز ثقل هذه البالد إلى القارة
اآلسيوية وذلك لندما ت لخ لنها الواليات الغريبة غير الروسية (وهي
أوكراتيا والقوقاز) .إن أوربا الغريبة لليه والتي يمقتها ليس فيها بعد اليوم
مجال للرجل الروسي»(.)1
تلك هي األفكار التي كاتا تجول بخاطر «هتلر» يوم ألف كتابه
«كفا ي» في سنة 1924وهو في لزلته بمدينة Landsberg am
lechوكان «هيس» Hesseمعه بدون كل ما يمليه لليه ,ثم لاد في
مشددا فيه للى كل ما
ن سنة 1926في Berchtesgadenفألاد كتابته
يتطلبه الكفاح من قوة ولزم .هذا ,ولن ي تطيع إت ان أن يفقه النظرية
التي يقوم لليها النظام األوربي الجديد من غير أن يلقي تظرة –ولو
لاجلة -للى تلك الفقرات الهامة من إتجيل «الشعب األلماتي» ذلك
اإلتجيل الذي يجد فيه القارئ في أكثر من موضع أثر القائد «هوسهوفر»
والذي ي تبين من بين لباراته آراء «هتلر» في الشئون الدولية .اتظر قوله
مثال:
ن
145
مصدر الحل .وإذا كان الشعب األلماتي ,وقد قضى لليه أن يعيش
سجيننا في رقعة ت تحيل فيها الحياة ,ال يرى في م تقبل أيامه سوى
البؤا والشقاء ,فإن هذه ال ليس للقدر فيها ّأن وليس في العمل
للى التخلص منها ما يضير القدر في ّيء».
146
تم اوية ...وليس أمام النم ا األلماتية اآلن من طريل ت لكه إال أن تعود
إلى الوطن األلماتي الكبير ,وليس هذا لمجرد االلتبارات االقتصادية
فح ب ,ال ,ال ,إتي أؤكد أته تى إذا كان هذا االتحاد قليل القيمة من
وضارا من بعض توا يه ,فإته يجب أن يتم ,ألن
ن النا ية االقتصادية ,بل
الدم الوا د يجب أن يعيش تحا لواء رايخ وا د مشترج»
هكذا ألمح هتلر في تعليقاته للى توع ال ياسة التي يجب أن تتبع
مع كل دولة من الدول األوربية ,إلى بعض النوا ي التي يمكن أن
ت تشف منها تواياه الحقيقية ,وتتلخص هذه في هزيمة كل من فرت ا
والروسيا ل كرينا ومصادقة إيطاليا وبريطاتيا ,وفي هذا يقول:
148
«إتكلترا» و«إيطاليا».
«لن تتحقل رية البقاء ألمة من األمم ما لم تكن لها رقعة ف يحة
من سطح الكرة األرضية تكفي ل د مطالبها .إتنا تبدأ اآلن من يث
توقفنا منذ ستمائة سنة مضا .لقد وصلنا إلى النقطة التي يجب أن ينتهي
149
لندها الز ف األلماتي المتواصل في االتجاهين الجنوبي والغربي ,وللينا
اآلن أ ن توجه أتظارتا صوب الشرق ....وإذا ما تحدثنا اليوم لن توسعنا
في القارة األوربية فإن الفكر ينصرف أول ما ينصرف إلى «روسيا»
والدول التابعة لها»,
150
م توى قد تم له فتح هذا العالم وإخضاله إلى درجة ال ت مح لغيره
أوال ,ثم تتدبر من بعد ذلك ما
بال يادة فيه ...فعلينا إذن أن تحارب ن
يمكن لمله ..ولو أن الشعب األلماتي كاتا قد تهيأت له خالل
التطورات التاريخية التي مرت بها الو دة التي تهيأت لغيره من الشعوب,
لكان من المحتمل ج ندا أن تعقد اآلن للرايخ األلماتي سيادة هذا
العالم ...أجل لو كان هذا تم لقام سلم له أتصاره الحقيقيون ,ال من
أولئك النائحات المأجورات اللواتي يحملن سعف النخل ,ولكن من
األبطال األفذاذ الذين يحملون في أيديهم سيوفنا مظفرة والذين في
استطالتهم أن يوجهوا سكان هذا العالم إلى خدمة ضارة أرقى وثقافة
أللى من ثقافته الحالية»...
151
أما أدولف هتلر فيقرر:
«وما الدولة إلى وسيلة لتحقيل غاية ,وهذه الغاية هي المحافظة للى
مجتمع بشرى تماثل من النا يتين الجثماتية والنف ية والعمل للى رفعته,
وللمحافظة للى هذه المجمولة البشرية يجب أن تعنى أول ما تعنى
بال اللة البشرية المنحدرة منها ,والعمل للى تنمية جميع العوامل الكامنة
فيها ,وإته لمن ال هل للينا إذن معشر األوربيين أن تصور الدولة للى
أتها الخلية الحية التي تولد منها القومية».
وال يادة المطلقة للدولة ركن من أهم األركان التي يقوم النظام
الفاّتي للحكم ,أم الفرد فليس له أدتى وزن ,ومن ثم كاتا تظرة
الدوتشي إلى إيطاليا للى أتها فكرة رو ية ,متمشينا في ذلك مع
األسطورة التي سارت لليها «روما» في لصر اإلمبراطورية يم تم لها
االستيالء للى جميع البالد المحيطة بالبحر المتوسط وسموه بحر
قياصرة التالل ال بع .وللفوهرر رأي يخالف ذلك فهو يقيم دولته للى
أساا ال اللة البشرية .ولكنهما مع ذلك يتفقان اتفاقنا للى ضرورة
إغفال المنازلات الطبقية التي يمكن أن تثيرها الشيولية وللى لدم
التعرض إللغاء تظام الرأسمالية ,تاظرين إلى الحرب للى أتها أسمى مظهر
من مظاهر الرجولة ,ومن هنا توارت الديمقراطية في كل من إيطاليا
وألماتيا و لا محلها الرياسة المقدسة وال لطة والنظام .فقد كان ّعار
اإليطاليين« :صدق وأطلع و ارب» ,أما الصيحة األلماتية فكاتا
«ّعب وا د واريخ وا د فورهرر وا د».
152
والخال صة أته من الممكن إجمال النظرية الجمالية التي سارت
لليها كل من «روما وبرلين» في كلمتين هما «الرأسمالية الجمالية»
هذا ويقوم الرايخ الذي أس ه أودلف هتلر للى لمد ثالثة :أولها
الدولة وثاتيها الحزب النازي ( - )N. S. D. A. P.الحزب االّتراكي
الوطني للعمال األلماتيين -وثالثها الشعب ,والفوهرر بين ثالثتها بمثابة
العروة التي تشد الوا د منها إلى اآلخر .والشعب في التباره هو
مجمولة من الناا تجمع بينهم و دة الثقافة والتاريخ والروابط الجن ية,
أفردا ممن يعيشون خارج الحدودوهو تعريف كما يبدو قد يشمل ن
ادا من القاطنين داخل الدولة
ال ياسية للدولة ,كما أته قد ي تثنى أفر ن
خاص: اسم الرايخ خارج في األلمان وللرلايا تف ها,
Auslandeutscheوترجمتها «المجمولة األلماتية في الخارج» ,ولهم
تنظيم خاص يطلل لليه اسم ,Guaوتتولى إدارته الشعبة األجنبية للحزب
النازي ( )N. S. F. O.ورئي ها إرت ا بوهل Ernest Bohleالذي
يشرف إلى جاتب ذلك للى الق م األجنبي بوزارة الخارجية وهو الذي
يتولى ّئون volkodeutscheأي أولئك المنحدرون من سالالت ألماتية
ثم اكت بوا جن يات أجنبية ,ولهؤالء في ألماتيا منظمة خاصة يطلل لليها
Volkobund (V.D.A) Fur das Deutschtum im اسم
Auslandوترجمتها الجمعية األهلية لأللمان خارج الحدود .وتعمل
هاتان المنظمتان بالتعاون التام مع بعضهما البعض ومع معهد األلمان
األجاتب ومقره مدينة اّتتجارت وله مكتبة لامرة بالكتب والمجالت
والجرائد لخدمة األلمان الموجودين خارج دود الرايخ.
153
وي ير الحزب النازي في قوميته العنصرية Racial Nationalism
للى مبدأ «الدم واألرض» Blut und Bodenوهو يتفل مع ما يذهب
إليه النازيون من تمجيدهم للجنس األلماتي القديم وا ترامهم القدسي
للوطن األلماتي ,ومن ثم كان االصطالح األلماتي ()Weltanschauung
ومعناه «النظرة العالمية» .وو دة القياا هنا هي االلتبارات ال اللية
البحتة :فخيرة العناصر البشرية كلها في التبارهم النورديون ,يليهم في
ذلك ال الفيون واألمم الشرقية ,وهم في مرتبة دون مرتبة البشر sub-
, humanثم الزتوج وهم أتصاف ت اتيس ,أما اليهود فجمالة طفيلية
تحتل الدرج األسفل في ال لم االجتمالي .وهذه النظرة العالمية
weltanschauungكما يفهمها النازيون تتعارض مع الفكر وأصحابه,
وتناهض اليهود والمرك ية وكل ما هو أجنبي؛ ومحبي ال الم.
154
وا دة ,كما ألغى مجلس البوتدزرات (المجلس األللى) واتتقضا كثير
من ال لطات المخولة لمجلس الريشتاغ تى أصبح وال لمل له سوى
الهتاف والتصفيل للفوهرر كلما ألقى خطابنا ,أو االستماع ألوبرات رتشارد
فاجنر العظيمة .كذلك أصبحا لملية االتتخاب لهذا المجلس قاصرة
للى مجرد قبول أو رفض قوائم الترّيحات التي يعدها الحزب النازي,
وكثرت لمليات االستفتاء للبا في كبرى الم ائل ,وكاتا النتائج في
جميع الحاالت مقررة من قبل ,أما ال لطات المخولة للواليات الداخلة
في االتحاد األلماتي فقد اقتصرت للى مجرد وظائف إدارية ينفذها
كام تازيون تعيهم برلين .والخالصة أن جميع الحريات التي كفلها
دستور «فايمار» جثم لليها سبات لميل منذ فبراير سنة .1933ومن
مظاهر الحكم الجديد تأليف محاكم الشعب peoples Courtsوقد
لين لها قضاة من رجال القاتون ومن الع كريين ومن رجال البوليس
وموظفي الحزب النازي؛ وكاتا تعقد جل اتها سرينا لمحاكمة المتهمين
بالخياتة العظمى ,وفي جميع هذه المحاكمات كان رجال الج تابو
وموظفو مع كرات االلتقال للى مقربة من دور هذه المحاكم.
ولقد لمد النازيون ,لذلك ,إلى اإلكثار من الن ل والتبروا هذا من
أقدا الواجبات المفروضة للى كل ألماتي بوردي .وتحقي نقا لهذه الغاية
فرضوا الضرائب للى غير المتزوجين من الرجال ومنحوا اإللاتات المالية
خاصا بتح ين الجنس لن
اهتماما ن
ن ألصحاب األسر الكبيرة ,كما اهتموا
طريل الدراسات التناسلية وأس وا لهذا الغرض محاكم خاصة وظيفتها
العمل للى الحد من الن ل غير المرغوب فيه في الرايخ الثالث ,ويتصل
بهذا ما تناقلته أخبار برلين الموثوق بها من وقوع كثير من أتواع القتل
156
الذي يتوخى فيه الر مة بصا به ,كما كان ينظر إلى زواج الرجل األلماتي
من إ دى بنات أي جنس أجنبي وخاصة من المرأة اليهودية للى أته
جريمة ضد الدولة ثم صدرت قواتين «تورتبرج» (سبتمبر سنة )1935
وما تبعها من أوامر أخرى وقد قضا بإبعاد اليهود لن الحياة العامة
و رما لليهم مزاولة المهن الحرة ,ف دت في وجههم كل وسيلة من
وسائل ك ب العيش ,وكان غرضها األول تعريض هذه الفئة لإلذالل
والقطيعة االجتمالية .ولكن يقابل هذا من النا ية األخرى لجز النازيين
لن التغلب أو االتتصار التام للى الكنائس األلماتية رغم ما قاموا به من
مجهودات كبيرة لتحقيل هذا ,ومنها ما اوله «روزتبرج» لن تأسيس دين
أو د ال منافس له قوامه الدم والتربة ,وما صرح له بعض المتحم ين
للنازية من أن «اهلل هو ألماتيا ,والم يح هو هتلر ,واإلتجيل هو كتاب.
كفا ي» .البل إن هتلر يرسم لنا الخالل سبحاته وتعالى في صورة
الم جل األلظم غير المتحيز الذي يدون النتائج في كتاب الموت
والحياة .وقام رجال الكني ة اللوثرية يعارضون األوامر الكنائ ية التي
أصدرها لهم Reichsbischof Mullerالنازي ,وال يزال «مارتن تيمولر»
Martin Niemoelleيعاتي األمرين في أ د مع كرات االلتقال ب بب
ثبوته للى مبدئه :أجل ,لقد صمد زلماء الكثلكة في وجه جميع
المحاوالت التي قام بها النازيون إلف اد منظمات الشباب الكاثوليكي
وال يطرة للى معاهد التعليم الكن ية وقد كاتا لالقة البابا بالفوهرد من
أجل ذلك كله أبعد ما تكون لن المودة والصداقة.
159
األوربية مع تعديلها بما يطابل الظروف الخاصة بكل دولة.
هذا ,ولقد تأثرت ال ياسة الخارجية للرايخ إلى درجة كبيرة بآراء
وتعاليم اللواء هوسهوفر ,إذا ما كاد أدولف هتلر يتولى الزلامة في سنة
1923تى لمل للى إ ياء لم التوسع األلماتي لند أصحاب هذا
الرأي .لقد اتبع الفوهرر في سبيل ب ط سيادته للى القارة األوربية
خطوات خمس ,وكان ينتقل من الوا دة منها إلى التي تليها ,بطريقة
منطقية محكمة.
أوال إلى المطالبة بتحقيل مبدأ الم اواة في الحقوق بين ألماتيا وما
فعمد ن
باأللماتية لليه يطلل ما الكبرى وهو الدول من لداها
« »Gleiehberechtigungوكان يقصد من وراء هذا تحطيم «معاهدة فرساى
اإلجرامية» .والواقع أن الشعب األلماتي كان قد ول كل اهتمامه إلى هذه
المعاهدة الممقوتة وت ى أو تناسى النتائج التي اتتها بها الحرب تف ها.
جاهر هتلر بعد ذلك ب ياسة الو دة األلماتية ولمل جاه ندا للى تنفيذها,
وقد تجح في ذلك إلى درجة كبيرة .وتم له ضم ألمان النم ا وتشيكوسلوفاكيا
وممل إلى الرايخ دون أن يلجأ إلى رب أو قتال.
160
والقضاء للى الجمهورية البوالتدية ومضالفة الجهد االقتصادي لتحقيل
المجال الحيوي النازي في القارة األوربية.
أما الخطوة الرابعة التي خطاها هتلر في سبيل تحقيل مشرولاته في
أوربا فهي ما يطلل لليها في األلماتية «»Drang nang Osten
ومعناها «االتدفاع تحو الشرق» ,ويبدو أن مدينة كييف ( )Kievالواقعة
في والية أوكراتيا الروسية ,ال بغداد في منطقة الجزيرة ,أصبحا الهدف
فعال ,إذ
الذي يرجي تحقيقه من وراء هذه ال ياسة ,وهذا ما دث ن
غزوا
استطالا ألماتيا ,بعد أن تم لها غزو كل من المجر وروماتيا وبلغاريا ن
اقتصادينا ,وبعد أن فرغا من غزو اليوتان ويوغوسالفيا وا تاللها
ل كرينا ,استطالا أن تصل في ز فها ّرقنا تى أبواب البوغازين وأن
تحتل أوكراتيا.
ولما أن فرغ هتلر من إلادة ت ليح الرايخ في إقليم الراين لمد إلى
تنفيذ النقطة الثاتية في برتامجه ال ياسي وهي تحقيل و دة األلمان.
والمتأمل في تاريخ ألماتيا الحديث يجد أن هذه الو دة التي تبناها
النازيون هي وليدة الفكرة التي كاتا سائدة في العهد القيصري ,ذلك أته
للى أثر إبرام «معاهدة هليبمولند» في سنة ,1890وهي المعاهدة
التي تنازلا فيها ألماتيا لن بعض قوقها في القارة اإلفريقية ,,تأسس
اتحاد أطلل لليه اسم االتحاد األلماتي ,General German League
وقد أليد تنظيمه في سنة 1894وسمى اتحاد دلاة الو دة األلماتية
Pan Germaun Leagueوجل ألضائه من األساتذة والمدرسين
163
ورجال األلمال والموظفين وأصحاب المهن الحرة ,وكاتوا يعملون
متضامنين مع كل من الجمعية االستعمارية واالتحاد البحري من أجل
تأسيس اتحاد جمركي تشترج فيه هوالتدا وسوي را والنم ا والدول
اإلسكندتاوية للى التبار أتها و دات تتكون منها إمبراطورية ألماتية ,ومع
ذلك ورغم التصريحات التي أدلى بها قادة الرأي من الدلاة للو دة
األلماتية من أته ال غاية لهم إال تحقيل المثالية األلماتية بالطرق ال ليمة,
فإن الو دات غير األلماتية رفضا قبول هذه الفكرة البريئة ,إذ التقد
الكثيرون أن ألماتيا إتما ترمى من وراء دلوتها هذه إلى ب ط تفوذها للى
أوال ,ثم للى العالم كله بعد ذلك ,ومن األدلة التي بني لليها
أوربا ن
تف يراتهم هذه ذلك الكتاب الذائع الصيا الذي تشره الفائد فردريك
فون برتهاردي Friedrjch von Bernhardiبعنوان «ألماتيا والحرب
كثيرا بين ال ياسة
التالية» Germany & The Next Warفقد بالد ن
األلماتية واألغراض ال لمية .للى أن هذه الدلوة لم تذهب سدى .فقد
كان لها أتصارها رغم قلتهم في داخل ألماتيا تف ها.
أما النازيون فقد لمدوا في تنفيذ فكرة الو دة األلماتية إلى االهتمام
ضا قائمتين أيام الريخ األول ,وهما فكرة ال اللة النوردية
بنا يتين كاتتا أي ن
وفكرة جمع األلمان كلهم في رايخ وا د ,ذلك ألن معاهدة فرساي
كاتا قد أتقصا لدد سكان ألماتيا من 67.812.000إلى 60
ميال مر نبعا إلى
مليون فقط ,وأتقصا م ا تها من 208.780ن
181.500ميل فقط .غير أن هتلر استطاع قبيل تشوب الحرب الثاتية
إلى زيادة لدد سكان الرايخ إلى 88مليوتنا ,والم ا ة إلى 258.683
164
ميال مر نبعا .وكاتا أهم البالد التي ي توطنها ألماتيون خارج الرايخ الثاتي
ن
هي الم ار والنم ا وال وديا وممل وغرب بوالتد والتيرول الجنوبي.
وقد استعان الفوهرر بهذه األقليات للى إثارة القالقل في جهات لدة من
القارة األوربية .وما إن اتتهى من غزو بوالتدا تى كان قد أرجع إلى
ظيرة الرايخ جميع أولئك األلمان لدا من كان يعيش منهم في التيرول
الجنوبي ,وبلغ لدد سكان البالد التي تم له ضمها وفتحها
41.314.000ت مة .ومعنى ذلك أن لدد سان ألماتيا الكبرى كان
قد بلغ قبيل غزو أسكندتاوة 110.000.000من النفوا.
ولم يدع هتلر فرصة تمر به دون أن يؤكد فيها أن و دة الدم هي
قوام و دة الرايخ ...ذكر هذا في كتاب «كفا ي» ,كما لمد إلى ترديده
في الخطب التي ألقاها بعد أن أصبح دكتاتور ألماتيا ,ومن ذلك ما قاله
في 20فبراير سنة 1938مخاطبنا الريشتاغ:
165
«إتي أقولها وأكررها أته إذا لم يقدر لهذه الفئة المعذبة أن تأخذ
قوقها و رياتها ,فإن لها أن تعتمد للينا في الحصول لليها .إن األلمان
ال يطلبون سوى تقرير مصيرهم ,وهو ل مقدر لكل أمة غيرهم ,إن الهر
«بينش» Benêsال يقف من ألماتي ال ويا موقف الواهب الماتح ,ألن
لهم كل الحل في المطالبة بتعيين وتحديد توع الحياة التي يريدون أن
يحيوها ّأتهم في ذلك ّان أي قوم غيرهم».
وكاتا النم ا أول هدف وجه إليه أصحاب تظرية التوسع سهمهم,
وذلك ألن في هذه البالد ينزل سبعة من العشرة ماليين ألماتي الذين
يطالب هتلر بردهم إلى ظيرة الوطن .بدأت الدلاية النازية ملتها سنة
كومة ّبه فاّتية في فيينا برئاسة , 1933وتجحا في إقامة
الم تشار «دولفس» Dollfussوإرّاد موسوليني .وقد تجم لن قتل
الم تشار النم اوي في الخامس والعشرين من ّهر يوليه سنة 1934
خالل إ دى االضطرابات التي تظمها النازيون أن سارلا إيطاليا بإرسال
جنودها إلى ممر «برتر» ,وظلا الحال للى ما هي لليه من توتر تى
21يوليه سنة 1936ين لقد اتفاق بين النم ا وألماتيا تعهد فيه هتلر
با ترام استقالل هذه الدولة –النم ا -وبهذا لادت ركة التجارة
واالتتقال بين القطرين إلى ما كاتتا لليه ,ولكن في أبريل من ال نة التالية
أخذ موسوليني يتحلل من كل لهد كان قد قطعه لم الدة كومة
الم تشار Schuschniggفي فيينا ,وهي الحكومة المناهضة للنفوذ
النازي في النم ا ,ال بل إتنا ترى هذا الم تشار وقد ذهب بنف ه إلى
إتذارا من الحكومة األلماتية,
برّت جادن Brechtesgadenليت لم ن
166
يطلب إليه فيه إخالء سبيل جميع المقبوض لليهم من النازيين في النم ا
وتعيين وزبرين من الحزب النازي النم اوي في وزارته ,ومنح كامل
الحقوق ال ياسية أللضاء هذا الحزب ,ولم ير Schuschniggأمام هذه
المطالب مندو ة من استفتاء الشعب النم اوي في أمر استقالله وأصدر
قر نارا بذلك يوم 9مارا ,ولكن قبل أن ينقضي للى إصدار هذا القرار
يومان ,قدما إليه برلين إتذارين ,تطلب منه في أولهما إلغاء قرار
االستفتاء وفي ثاتيهما تخليه لن الحكم .وكاتا فرت ا في هذه الفترة
تعاتي أزمة وزارية ادة و» رينتروب» يالعج األمور بلباقة في لندن,
وموسوليني يقضي أجازة قصيرة في التز لل للى الجليد .ورغم استجابة
ّشنج للمطالب األلماتية واستقالته من الحكم ,فقد ز فا الجنود
األلماتية للى النم ا متذرلة أمام الجميع بالدلوة التي أرسلها Seyss-
Inquartالم تشار الجديد ,ولمد هؤالء الجنود إلى مؤازرة مرّحي
الهر هتلر الذين لم يكن لهم من سند سوى الحراب النازية ,وبهذا زالا
من الوجود دولة النم ا التي ظلا قروتنا لديدة وهي تنشر الثقافة
األلماتية وتحافظ للى الروح األلماتية مما جعلها موضع تقدير وإلجاب
العالم كله.
«إن تأسيس هذه اللو ة األلماتية الجديدة لم يأت وليد رغبة أبدتها
فئة قليلة وإتما هي تحقيل إلرادة الشعب األلماتي تف ه» ,كما أبرق من
167
تفس المدينة إلى الدوتشي يقول« :موسوليني ..لن أت ى لك ما قما
به».
إن اتهيار النم ا كان يحمل في ثناياه القضاء المحتوم الذي كان
ينتظر تشيكوسلوفاكيا إذ كان يعيش في هذه الجمهورية 3 4/3مليون
ألماتي ,وهذا الرقم م تمد من اإل صاء العام الذي أصدرته الحكومة
التشيكية تف ها في سنة .1930كان لدد سكان هذه البالد في تلك
ال نة 14.729.536ت مة %66.92 :مهم من التشيك
168
وال لوفاج %22.32 ,من األلمان %4.78 ,مجريون%3.79 ,
رؤيثنيون %0.56 ,بولنديون .ومنشأ هذا التباين الكبير هو ما أوجبته
العوامل االقتصادية واالستراتيجية التي سار لليها مؤتمر الصلح في سنة
1919من ضرورة الجمع بين بوهيميا وبالد ال وديا في دولة وا دة.
ومهما قيل في إمبراطورية النم ا والمجر القديمة ,ووجه إلى تكوينها من
اتتقادات فإت نا ال ت تطيع أن تنكر أتها كاتا و دة اقتصادية متماسكة
يربط وض الطوتة بين ّتات أجزائها .فبالد ال وديا كاتا منذ القدم
خاضعة لبيا «هب برج» وليس ليا «هوهنزلرن» ,ومع ذلك كان من
رأى الكثيرين من األلضاء األمريكيين في مؤتمر «فرساي» أن تضم
أجزاء من هذه البالد –بعد استفتاء سكاتها -إلى ألماتيا ,ولكن األلضاء
الفرت يين لارضوا في ذلك أّد المعارضة ,وكاتا جة العضو الفرت ي
في لجنة تشيكوسلوفاكيا أن التوسع في تطبيل مبدأ االستفتاء في المناطل
األلماتية معناه االتتقاص من رقعة هذه الدولة وتقلصها .والواقع أن
الم ألة كلها كاتا ّديدة التعقيد ج ندا ,الن سلخ الواليات التي يغلب
فيها العنصر األلماتي وضمها إلى كومة الرايخ معناه في الواقع ت لط
هذه الحكومة للى جميع أوربا الوسطى.
طار تشمبرلن قاص ندا ألماتيا للمرة الثاتية ,والتقى بالفوهرر في مدينة
جودسبرج « »Godesbergوأللن له تنازل تشيكوسلوفاكيا لن المناطل
ذات األكثرية األلماتية وما اّترطته لهذا التنازل .وما إن سمع هتلر هذا
تى قال لبارته المشئومة «إتي آسف نقا .ولكن هذه ال ال يمكن أن
ت تمر للى هذا الوضع « Es tut mir furchtbar leid aber des
.»geht nicht mehrوأصر للى ضرورة ا تالله للمناطل المتنازل لنها
من غير إبطاء ,وللى ضم جميع الواليات المختلفة اللغة أو التي هناج
ّك في لغتها ,ال بل أته ذهب في خطبته التي ألقاها في برلين في
ال ادا والعشرين من ّهر سبتمبر سنة 1938إلى أبعد من ذلك إذ
قال:
لظيما في
ن فوزا
وليس هناج أدتى ّك في أن هتلر أ رز ن
تشيكوسلوفاكيا مما أظهره خمن مهارة فائقة في المناورات ال ياسية التي
تغال في ذلك إ جام كل من فرت ا وإتكلترا لن المخاطر قام بها م ن
وأخيرا بالموقع
ن بحرب لالمية ,وما قدمته له إيطاليا من م الدة ومعوتة
الجغرافي في أللماتيا الكبرى .ولم يغب لن الدول المطلة للى سوا ل
األطلنطي أن اتفاقية ميوتخ إن هي إال هدتة مؤقتة وأتها أبعد ما تكون لن
صلح له صفة الدوام واالستمرار.
173
ير معه «هاّا» ب ندا من لزله .ولكنه ما كاد يفعل هذا تى أمره الفوهرر
بالحضور لمقابلته في برلين ,وقبل أن يصل رئيس التشيك إلى العاصمة
األلماتية ,كاتا الجيوش النازية في طريقها صوب الجنوب ,وما إن وقع
الرئيس هاّا صك التنازل لن استقالل بالده تى دخلا الجنود
األلماتية مدينة براغ وأصبحا كل من «بوهيميا» «ومورافيا» محميتين
ألماتيتين ,أما سلوفاكيا فنودى بها دولة م تقلة .كما تقرر ضم «روثينيا»
إلى المجر .ومن تا ية أخرى من القارة ,اتتزلا «ممل» من لتواتيا,
ورأت إيطاليا الفرصة ساتحة فدخلا جيوّها ألباتيا في ّهر أبريل من
ال نة التالية وأللنا ضمها إليها.
174
كذلك أّارت جريدة تيويورج تيمس إلى هذا الحادث في إ دى
افتتا ياتها إّارة لها قيمتها ومغزاها ,وكان مما قالته:
«لقد دخل هتلر مدينة براغ دخول الفاتح لبالد أجنبية ,وسمع العالم
أصوات المدافع وهي تدوي في ّوارع هذه المدينة التي تخلى لنها
الجميع ,وكأتها تقول لهم« :إن ألماتيا تز ف صوب الشرق» ..أجل لقد
لرف العالم كله ,لندما سمع هذا الدوي ,قيمة الولود النازية ,ولمس
األهداف الحقيقية التي يصبو إليها الرايخ الثالث».
جزءا من
«لقد مضى للى بوهيميا ومورافيا ألف سنة وهما يكوتان ن
المجال الحيوي للشعب األلماتي ,ولما كاتا ألماتيا بحكم ظروفها
الجغرافية والتاريخية ,وبحكم ّدة ارتباطها بهاتين الواليتين ,قد قرر لها
إن لاجال أو آجال ,أن تتأثر بالنتائج الخطيرة المترتبة للى مجرى
الحوادث فيهما ,فإن الرايخ -يدفعه في ذلك قاتون المحافظة للى كياته
وبقائه -مصمم كل التصميم للى التدخل مرة أخرى لوضع األسس
الال زمة إلقامة تظام مقبول ت ير لليه األمور في أوربا الوسطى ,وسوف
تذاع المراسيم المنظمة لذلك».
كذلك يعتبر ا تالل األلماتيين لمدينة براغ تقطة تحول ملحوظ في
فل فة الفكر األلماتي ,فبعد أن كاتوا يعملون للى تكوين رايخ وا د
175
يضم ّتات األلماتيين ,أصبحوا وهم ينادون بفكرة المجال الحيوي
األلماتي .والمجال الحيوي في تظر النازيين معناه توسيع رقعة الو دة
األلماتية ,بعد إدخال جميع األلماتيين في ظيرتها ,بحيث تتفل إلى
درجة كبيرة مع فكرة أوربا الوسطى « »Mittel Europaالتي كاتا قائمة
قبل الحرب العالمية األولى ,والتي تشمل الجزء من خريطة أوربا الذي
تماما ما قرره
ينزل فيه الدالون إلى مبدأ القومية األلماتية .وهذا يطابل ن
فردريخ تيومان « »Friedrick Nawmannفي مؤلفه الشهير -أوربا
الوسطى -المنشور في سنة .1915فقد ذكر فيه أن لصر الدول
الصغرى قد زال وأال سبيل في البقاء لغير الو دات الكبرى ,ولهذا فهو
ينصح أن تظل ألماتيا للى اتحادها الع كري مع النم ا .ويرى في
دائما مع
الوقا تف ه أن تضيف إليه بالد البلقان ,وأن تعقد تحال نفا ن
تركيا .غير أن الدولتين الثنائيتين -النم ا والمجر -كاتتا إذ ذاج أقل
تحم ا في ألماتيا لفكرة أوربا الوسطى ,وذلك ب بب المعارضة الشديدة
التي أثارتها الشعوب غير األلماتية لها .ومع كل ,ففكرة «لتيومان» هذه
لم تلبث أن طمرتها األتربة المتخلفة من اتهيار ألماتيا و ليفاتها في سنة
.1918
وإذا تحن لدتا إلى المجال الحيوي ومفهومه لند النازيين لوجدتا
أن القائمين للى ّئون الدلاية األلماتية يرسمون له في أبريل سنة
, 1940أي قبل اتهيار فرت ا ,صورة خالبة تبين بكل جالء ووضوح
توا يه االقتصادية واالستراتيجية وال ياسية:
176
«فالمجال الحيوي من النا ية االقتصادية هو تلك الو دة
الجغرافية التي لها من االت اع في رقعتها والتنوع في تكوينها االقتصادي
ما يهيئ للنازلين فيها م توى مقبوال من الحياة .ولما كان تحقيل مثل هذا
االطمئنان االقتصادي مرهوتنا بقيام التعاون المنظم الذي ال غنى لنه
لتحقيل األهداف المشتركة ل اكني هذه الو دة ,وجب أن تكون
م ا تها بالقدر الذي ي الد القوميات المتعاوتة مع بعضها البعض في
سياسة اقتصادية وا دة ,للى االستغناء به لن الدول المتحكمة في
مصادر المواد األولية».
177
المحالفات التي تكون فيها هذه الدولة طرفنا ثاتينا مع دولة خارجة لن هذا
التعاون أو تكون لدة لها للى جاراتها .ذلك ألته ال سبيل إلى قيام سلم
دائم وتبادل ر للتجارة العالمية إال بتنفيذ المناهج اإلتشائية للتكتالت
اإلقليمية تنفي نذا تدريجينا .والضمان اإلقليمي هو األساا الو يد الذي
يمكن أن تقوم لليه دلائم ال الم العالمي والحرية الكاملة لدول العالم
()1
كلها».
«إتنا معشر األلمان ال مطمع لنا إطالقنا في الت لط للى هذا العالم,
وكل ما ترجوه هو أن تترج لنا الحرية الكاملة في مجالنا الحيوي ,ذلك
المجال الذي سوف ال ت مح لكائن من كان أن يتدخل فيه».
«لقد ظلا إتكلترا هذه ثالثمائة لام وهي تشير في ألمالها مجردة
من كل مظهر من مظاهر الفضيلة ,واآلن وقد استكملا تضجها تراها
تحدثنا لن الفضيلة ,لقد استطاع ال تة واألربعون مليوتنا من اإلتكليز ,في
الفترة التي لاّوا فيها مجردين من كل معنى من معاتي العادلة ,أن
يخضعوا ل لطاتهم ما يقرب من ربع م ا ة العالم كله ,للى ين أن
الثماتين مليوتنا من األلمان قد كتب لليهم أن يعيشوا ,من أجل فضيلتهم
مكدسين ,كل مائة وأربعين منهم ,في كيلو متر مربع وا د».
180
المحورية ال يزال محوطنا بالشك والغموض .لمن هذا المجال؟ إن ّعوب
أوربا المقهورة تنظر إليه للى أته مجال موتها .Todesraumوفي هذا
يقول «أّعيا بومان» الجغرافي الذائع الصيا:
«إن ما ت ميه الحدود العضوية (البشرية) أمر ال يمكن الت ليم به
من النا ية اإلقليمية ,ولهذا كاتا فل فة المجال الحيوي فل فة مطعوتا
فيها كتلك التي ترتكز للى األساتيد التاريخية أو الضرورات الحربية ,وإن
دودا ترسم بقصد ت وية المطالب القومية وإيجاد التوازن في المنافع
ن
االقتصادية لكل دولة ,لهي دود لارضة مقضى لليها بالزوال ال ريع.
إن قوة األمم ,كقوة األفراد ,تتكون ,إلى درجة كبيرة ,من أّياء غير
()1
ملموسة ال يمكن إخضالها للمعايير اإل صائية».
(1) Isaiah Bowman: The New World (New York 1928) P. 226.
181
األلمان النازلين في «بوالتدا» ولددهم الحقيقي والي المليون موزلين
في الواليات المختلفة وخاصة في «يوزن ,»Posenو«بومرز
,»Pomorzeو«سيليزيا .»Silesisولكن األلمان ادلوا أتهم يبلغون
1.700.000للى ين قرر البولنديون أتهم 800.000فقط .أما
«داتزج» وغالبية سكاتها من األلمان فكاتا قد سلخا من «الرايخ»
وألطيا «لبوالتد» لتكون منف نذا بحرينا لها إلى بحر البلطيل.
182
الظروف ,و تى لو أدى به األمر إلى الدخول في رب لالمية .وفعال
اول أن يحمل إتكلترا للى إقناع بوالتدا بقبول ميوتخ أخرى؛ وذلك بأن
ترسل (بوالتدا) مندوبنا لنها إلى برلين لعقد اتفاق مع ألماتيا ,وكان
«ريبنتروب» قد أ كد لهتلر أن إتكلترا سوف ال تحارب مهما كاتا
الظروف.
184
«الضم فالت لط» من جاتب روسيا ,وسياسة «الت لط فاإلبادة» من جاتب
ألماتيا ,إذ أن هذه األخيرة ما كادت تتولى للى األراضي البولندية تى
تابعا لها قبل الحرب العالمية
ق متها ق مين :الق م الغربي وهو الذي كان ن
األولى ,وقد ألادته مع مدينة داتزج الحرة إلى ظيرة الرايخ ,ثم الق م
الشرقي وقد تظما له إدارة خاصة أطلل لليها اسم « كومة بولندا العامة»
وألطيا رئاستها للدكتور «هاتز فراتك» .Dr. Hans Frank
185
ال اكنة تهاية فجائية ,فقد بدأت تتطلع إلى ما في مناجم ّمال ال ويد
من ديد خام ممتاز ,كان الرايخ في م يس الحاجة إليه ,كما أراد
الفوهرز في الوقا تف ه أن يحكم الدائرة للى أ د جنا ي إتكلترا
با تالله لشبه جزيرة اسكندتاوة ,التي إلى جاتب ما فيها من مناجم
للحديد الخام سوف تحدث بعد ا تالله لها ثغرة في تطاق الحصار
الذي ينوى الحلفاء ضربه الرايخ .وكان الحلفاء في الوقا تف ه يعدون
لدتهم إل كام هذا الحصار ,وفعالن بدأت إتكلترا منذ ّهر أبريل تثبا
األلغام في لدة مواقع للى طول ال ا ل النرويجي لتحول دون كل
اتصال بحري بينها (النرويج) وبين ألماتيا .ولكن الحملة الع كرية التي
ألدها النازيون لغزو البالد اإلسكندتافية كاتا إذ ذاج في طريقها إليها,
ففي ال الة الخام ة والربع من صباح 9أبريل سنة 1940دخلا
الجيوش األلماتية بالد الداتمرج غازية ,واضطر الملك كرستيان –أمام
هذه القوات الكاسحة -أن ي لم بالدهن وفي ال الة الرابعة من بعد
ظهر تفس اليوم ,سقطا مدينة أوسلو لاصمة النرويج في أيديهم وفر
الملك هاكون إلى همار ,Hamarوإذ ذاج لبأت ال ويد جيوّها معلنة
في الوقا تف ه لزمها للى التزام سياسة الحياد ,وسارلا القوات
اإلتكليزية للى أثر هذا إلى ا تالل جزائر فارو كما أللنا كل من
أي لند وجرينالتد قطع كل صلة لهما بالدتمرج –وكاتتا تابعتين لها-
وأدلى «وت تن تشرّل» وزير البحرية البريطاتية إذ ذاج بالتصريح اآلتي
«في التقادي أن هتلر بغزوه بالد اسكندتاوة ارتكب خطأ سياسينا
واستراتيجينا ال يقل في ج امته هما ارتكبه تابليون في سنة 1807
186
لندما غزا أسباتيا».
187
وكان اتتصار النازيين في اسكندتاوة فاتحة ل ل لة متوالية من
االتتصارات في مختلف الميادين :ففي العاّر من ّهر مايو أذاع هتلر
للى جيوّه أمره اليومي التالي:
188
المخيف وهي أدق ما كان ينعا به .لقد تأخر ت ليم مدينة روتردام بعض
الوقا ولكن ما أصابها من التدمير والتخريب يفوق كل وصف ,فقد
استمرت الطائرات تمطرها بقنابلها مدة سالتين وتصف سالة ,تحول
بعدها أكثر من ربع هذه المدينة العظيمة إلى خرائب وأتربة تركا من
ورائها لشرين أل نفا من جثث أهليها لتلتهمهم النيران التي اتدلعا فيما
تبقى من مباتيها ..وقبل أن تغيب ّمس 14مايو أصدر الجنرال
Winkelmanقائد الجيوش الهولندية ,أمره إلى جنوده بالتوقف لن
القتال ,وهربا األسرة المالكة والوزارة إلى لندن ,ومن هذه المدينة
أذالا الملكة بعد أيام قليلة للى ّعبها بياتنا تدلوهم فيه إلى الوالء
لشعار بيا أوراتج ,وّعار هولندة ,بل وّعار تلك الكتلة العظيمة من
دول العالم التي امتشقا الح ام لتدافع لما هو أثمن من الحياة تف ها:
أال وهو سأظل محافظنا ( I Shall maintainتص الشعار الهولندي).
وفي خالل هذه األيام القليلة كاتا الجيوش األلماتية تتقدم في
األراضي الفرت ية والبلجيكية مكت حة كل ما يصادفها ,ف قطا
بروك ل في 17مايو وأتفرا في اليوم التالي ,ثم :ارآسن وأمين ,واينيل,
في الحادي والعشرين واتشطرت قوات الحلفاء ّطرين ,أ دهما ّمال
تهر ال وم وهو الحملة البريطاتية ومعها الجيش البلجيكي وبعض الفرق
الفرت ية ,والثاتي جنوبه ويتكون من بقية جيش فرت ا .وقد اضطررت
الوزارة البلجيكية إلى الفرار من البالد فذهبا أوالن إلى دتكرج ومنها إلى
لندن ثم لادت إلى باريس .وأصدر الملك ليوبولد –رغم معارضة الوزارة
له -أمره إلى الجيش البلجيكي بالكف لن القتال والت ليم للعدو .وكان
189
ذلك يوم 28مايو ,واتتها معركة فالتدرز بات حاب اإلتكليز إلى ميناء
دتكرج خالل الفترة من 29مايو إلى 3يوتية.
ددت الهدتة األراضي التي يحل أللماتيا ا تاللها ,كما تصا للى
ت ليم جميع األسلحة ومهمات القتال التي كاتا ال تزال في وزة فرت ا
وللى ت ريح كل القوات المحاربة وت ليم جميع أسرى الحرب
وأخيرا للى أن تصدر فرت ا أمرها إلى جميع سفنها الحربية
ن األلماتيين؛
«بااللتجاء إلى المواتئ التي تحدد لها ,وأن تظل هناج خاضعة للرقابة
األلماتية واإليطالية بعد تجريدها من سال ها وتعطيل آالتها ,وذلك
191
باستثناء الو دات التي قد ي مح للحكومة الفرت ية باستخدامها في
ماية مصالحها فيما وراء البحار» .وتعهدت ألماتيا في مقابل هذا أال
ت تخدم األسطول الفرت ي في أغراضها الحربية وأال ت تولي لليه لند
إبرام الصلح.
أما الهدتة التي لقدت ها مع إيطاليا ,فقد تص فيها للى إرجاع خط
مترا داخل رقعة فرت ا في
الحدود بين الدولتين بمقدار خم ين كيلو ن
أوربا وفي كل من توتس والجزائر في متاخمة ليبيا وللى طول سا ل
الصومال الفرت ي ,وأن تتنازل فرت ا إليطاليا لن سكة ديد جيبوتي-
أديس بابا ,وأن تزيل جميع التحصينات القائمة في مواتئ طولون وبيزرته
وأجاك يو ووهران.
ويعلل البا ثون اتهيار فرت ا بعدة أسباب :فهناج التفكك في داخل
واضحا في مناواة ديالدييه رئيس الوزارة
ن الحكومة الفرت ية تف ها مما بدا
لرينو (رئيس الجمهورية) ,وقد ظهر هذا االتحالل لند التصويا للى
قبول الهدتة أو رفضها ,فقد وافل للى القبول ثالثة لشر من بينهم بيتان,
لضوا بما فيهم ربنو للى الرفض .هذا إلى أن الطبقات
وأصر أ د لشر ن
التي يمثلها الفال كاتا خائفة وجلة من الشيولية أكثر من خوفها من
الفاّ تية .وثمة لامل ثالث ,وهو ما أدخله قواد فرت ا في تفوا
الشعب من منعة خ ط ماجينو الذي لم يلبث أن اتهار تى اتهارت معه
وأخيرا كاتا هناج الدلاية التي ظلا ألماتيا تنشرها
ن جميع الضماتات,
بين طبقات الشعب تى كان لها في النهاية ما أرادت من خوار في
192
رب األلصاب وبلبلة في األفكار أو ما ي ميه بعض الكتاب
األلصاب ,وي ميه الحربيون «إستراتيجية الهلع والفزع» Strategy of
.Terrorفما كادت تغير الطائرات األلماتية للى مدن فرت ا تى خرج
سكاتها هلعين يحاولون الفرار ,وتكدسا جمولهم في الطرق والم الك
فالترضوا رية تنقل الجنود ومهمات القتال ,وإلى جاتب هذه العوامل
كلها كاتا برالة األلمان في فنون القتال وأساليبه ,فمن تجمعات هائلة
للطائرات المغيرة؛ إلى إتزال جنود المظالت وراء خطوط القتال ,ومن
فيالل خاصة مجهزة بالمصفحات الضخمة إلى فرق للمشاة مزودة
بال يارات وكافة مهمات القتال الميكاتيكية ومن وراء هذه كلها تنظيمات
صنالية بلغا د الكمال ,وتن يقات ل كرية دقيقة تقوم بها كومة
مركزية قوية في مدينة برلين.
193
ّهر مايو سنة ,1939فقد ظل م لكها في الفترة التي سبقا دخولها
الحرب محاطنا بالشيء الكثير من الغموض ,وإن كان مما ال ّك فيه أن
كثيرا في الفترة التي تخلقا فيها إيطاليا لن دخول
روما وبرلين استفادتا ن
الحرب .ولقد تشب إذ ذاج خالف بين إتكلترا وإيطاليا ب بب ما قاما
به األولى من جز ثالث لشرة سفينة إيطالية كاتا تحمل 100.000
طن من الفحم في طريقها إلى ألماتيا ,ومع أن هذا الخالف سوى في
ينه فإن إيطاليا لم ت تطع إخفاء ميولها طويالن ,ففي ّهر أبريل قوبلا
أخبار االتتصارات األلماتية في ّبه جزيرة إسكندوتاة بفرح لظيم في
مدينة روما .ورأت إتكلترا قبل تهاية هذا الشهر أن تغير طريل سير أكبر
لدد من سفنها التي التادت المال ة في البحر األبيض المتوسط متخذة
لها م الك أخرى ولقد بذل الرئيس روزفلا تف ه م عاه في إقناع
الدوتشي بعدم دخول الحرب ,ولو ا له كل من إتكلترا وفرت ا ببعض
العروض للى سبيل الرّوة ,ولكنه ,وقد رأى أن هزيمة الحلفاء أصبحا
محققة ,أصر للى النزول إلى لبة النزاع.
اتجها أتظار العالم كله ينذاج إلى إتكلترا ,وفي الثامن لشر من
ّهر يوتية وجه تشرّل تداءه إلى جميع ّعوب اإلمبراطورية ,وفيه يقول:
194
بجام غضبه ,وليس أمامنا اآلن إال أن تعد أتف نا ألداء واجبنا بكل ما
أوتينا من ّجالة وأن تظهر بالمظهر الجديد بنا ,تى إذا ما قدر
لمجمولة األمم البريطاتية وإمبراطوريتها أن تظل قائمة ألف سنة أخرى
ف وف يذكر أبناؤها هذه ال الة للى أتها ألظم سالة في سجل
تاريخهم».
وكان لإلتكليز لندما بدأت معركة بريطاتيا أكبر أسطول بحري في
العالم كله ,وكان هذا األسطول قد هزم األسطول األلماتي في بحر
الشمال كما ضيل الخناق للى الطراد «جراف سبا» تى اضطره إلى
إغراق تف ه في مياه موتا فيديو ,كذلك أمكنه إضعاف األسطول
الفرت ي بما أسره أو اتضم إليه من و داته وخاصة ما كان منها في ميناء
وهران ,وكان قد أتزل بعض الضربات القاصمة باألسطول اإليطالي في
خليج تورتتو وفي الق م الشرقي من البحر المتوسط .هذا ولم تنج
البحرية البريطاتية من بعض الخ ائر فقد خ رت املة الطائرات
Courageousفي 17سبتمبر سنة 1939ن والمدرلة رويال أوج
Royal Oakفي 14أكتوبر من تفس ال نة؛ ومع ذلك ظلا فرق
بريطاتيا البحرية سليمة وزادها قوة تنازل الواليات المتحدة لها لن
خم ين مدمرة في مقابل القوالد التي كاتا لإلتكليز في المياه
األمريكية ,كما استفاد أسطولها التجاري بما اتضم إليه من سفن النرويج
وهولندا وبلجيكا .والواقع أن البحرية اإلتكليزية أمكنها تى ّهر أكتوبر
سنة 1940أن توازن خ ائرها بما صلا لليه من و دات لن طريل
الشراء أو االستيالء أو البناء.
195
بدأ هتلر هجومه للى بريطاتيا بما وجهه إليها من غارات جوية
لنيفة ,كان أولها في التاسع والعشرين من ّهر يوليه ,ثم تعاقبا هذه
الغارات تى كان ال ابع من ّهر سبتمبر فأخذ يغير للى لندن من غير
تفرقة بين األهداف الع كرية وغير الع كرية ,وما إن وافى ّهر توفمبر
تى بلغ الضحايا من المدتيين و دهم 15.000قتيل20.000 ,
جريح أكثرهم من مدينة لندن وما جاورها ,ورغم هذا كله لجز النازيون
لن إضعاف روح المقاومة اإلتكليزية .والراجح أن فشل األلمان في غزو
إتكلترا بعد اتهيار فرت ا مباّرة كان ال بب في هزيمتهم في هذه
الحرب.
197
أصحاب رءوا األموال األلماتيون للى هذا المشروع أثار ّيئنا من القلل
لدى بعض الدول العظمى فكشفا لن رغبتها واهتمامها بالمحافظة للى
سالمة الدولة العثماتية وكاتا سياسة «ب مارج» في ذلك الحين قائمة
للى مناصرة كل مشروع ألماتي في تركيا يكون قد تبناه وأيده القيصر
ولهلم الثاتي تأيي ندا فعلينا ,ومن ثم أصبحا قلوب األلماتيين والنم اويين
جميعا وهي Unser Baghdad
ن مفعمة بصيحة وا دة محببة إليهم
ومعناها «إلى بغداد».
198
ولم يكن في منتصف سنة 1941من بين هذه البقعة ما هو خارج لن
الفلك األلماتي سوى تركيا ,ولتركيا في تظر القائد هوسهوفر قيمتها
اإلستراتيجية الفذة ألتها تتحكم في كل من أوربا وإفريقية وآسيا؛ وكل
ضربة توجه إلى إتكلترا في ّخص تركيا هي في الواقع ضربة موجهة إليها
في العراق ومصر وبالد الهند .ولم يفا األتراج خطورة مركزهم هذا ,يوم
أللنوا في سنة 1943أتهم لفاء لبريطاتيا ,ولكنهم لفاء غير
محاربين.
199
فيما خارج بالد المجر .والبالد في جملتها غنية بمواردها االقتصادية:
ففيها الحبوب وتوجد في يوغوسالفيا وبلغاريا وروماتيا والمجر ,وهناج
األخشاب النامية للى سفوح جبال الكربات والبلقان ,ثم الخنازير
والماّية واألغنام في مرالى روماتيا ويوغوسالفيا والمجر .وذلك
باإلضافة إلى مقادير قليلة من النحاا والرصاص والزتك واألتثومتي
(التوتيا) والنيكل في كل من بلغاريا واليوتان ويوغوسالفيا .وبالمجر
م تودلات كبيرة لمعدن البوك يا (لصنالة األلومنيوم) وهناج بترول
روماتيا .وهذه كلها من المواد التي ت يل لعاب النازيين وتدفعهم إلى
الحصول لليها في مقابل ما يمكن أن يصدروه إلى تلك األقطار من لدد
وآالت وقاطرات وسيارات وطائرات وأجهزة كهربائية ومواد كيماوية
ومن وجات .ومن ثم كان الترابط االقتصادي الحقيقي بين الرايخ وجنوب
ّرق أوربا .ولكن هذا الق م من القارة األوربية بما فيه آسيا الصغرى ال
ي تطيع ,كما كان يقول الدكتور فنك « ,»Dr. Funkأن يمد ألماتيا بكل
ما تحتاج إليه.
وكاتا ألماتيا تصر في جميع الحاالت للى دفع ثمن ما تشتريه من
البلقان في ّكل بضائع لينية ,وقد أمكنها بإتباع طريقة المقايضة في
اباتها مع تلك البالد ,أن تشتري هذه ال لع بما يزيد في تصفية
غالبية األ يان بن بة %60-20من األثمان المعروضة في األسواق
العالمية ,وأصبحا ألماتيا مدينة مزمنة للبلقان؛ مما كان يضطر هذه
البالد أ ياتنا إلى ّراء سلع يتعذر للى ألماتيا تصريفها في األسواق
األخرى :منها آالت التصوير واألسبرين وأجهزة الراديو وّفرات الحالقة
وأدوات الزينة وبعض اآلالت الموسيقية .وكان طبيعينا أن يكون معظم
التماد البلقان للى ألماتيا ,بعد قيام الحرب في سنة 1939واتهيار
فرت ا واّتراج إيطاليا في القتال.
وثمة لامالن كان لهما أثرهما الفعال فيما قام به النازيون من تغلغل
سياسي في بالد البلقان :أولهما وجود أقليات ألماتية في مناطل متعددة,
وثاتيهما النزاع الم تمر بين دول البلقان تف ها .وكاتا المجر أولى
البالد التي وجه إليها النازيون تشاطهم وخاصة بعد إتمام االتحاد
النم اوي األلماتي ,ففي هذه الملكة التي بغير ملك ,ينزل تصف مليون
ألماتي ,للى ين أن الحرب العالمية األولى تركا أقليات مجرية خاضعة
لكل من يوغوسالفيا وروماتيا وتشيكوسلوفا كيا ,وكان األلمان قد استغلوا
امتداد تفوذهم االقتصادي في داخل البلقان فأدخلوا المجر في دائرة
مجالهم الحيوي وأصبحا معتمدة لليهم كل االلتماد ,وأللنا
201
اتضمامها إلى الحلف الثالثي المعقود في 27سبتمبر سنة ,1940
وإلى لف مناهضة الشيولية المعقود في 25توفمبر سنة ,1936وكان
تصيب المجر فيينا Vienna Awardأن وافل الكوتا تشياتو وزير
خارجية إيطاليا وفون رينتروب وزير خارجة ألماتيا للى اقتطاع جزء من
والية ترات لفاتيا الروماتية وإلطائه لها .كذلك كان للمجر تصيبها من
الغنيمة لند فرض التق يم األول للى تشيكوسلوفا كيا وتصيب آخر
لندما قرر هتلر القضاء للى يوغوسالفيا .وما كان للمجر بعد هذه
المغاتم الكثيرة إال أن تعلن الحرب للى الروا في يوتية سنة 1941
وللى الواليات المتحدة في دي مبر من ال نة تف ها.
أما بلغاريا فقد قدر لها أن تدخل الحرب العالمية الثاتية مع الطرف
الخاسر كما فعلا في الحرب األولى ,وكأتها قد كتب لليها مناصرة
المنهزم ,ولهذا أصبحا ولها مطالب إقليمية لدى من روماتيا
ويوغوسالفيا واليوتان ,وكان النفوذ االقتصادي للنازيين في بالد البلغار
بالغنا أقصاه فيما قبل قيام الحرب ,بدليل أتها بالا في سنة :1938
%80من صادراتها إلى ألماتيا ,ورغم إلالن الملك بوريس )(Boris
اتضمامه للحلف الثالثي فقد غزت الجيوش األلماتية بالده ورابطا للى
65ميالن من مدينة سالوتيكا و 45ميالن من الحدود التركية في والية
تراقيا .وقد كافأت ألماتيا بلغاريا للى تعاوتها هذا بتعديل دودها
203
المتاخمة ليوغوسالفيا وذلك للى أثر اتهيار هذه الدولة في أبريل سنة
, 1941كما كاتا قد ألادت إليها الق م الجنوبي من والية دبروجا
الروماتية في سبتمبر من ال نة ال ابقة.
206
رئي ن ا لحكوم ةكاتا ألعوبة في أيدي الغزاة .وب قوطها جزيرة كريا في
الثاتي من ّهر يوتية اتتقلا الحكومة اليوتاتية الشرلية إلى مدينة القاهرة
لاصمة الديار المصرية.
وقف هتلر مرة أخرى في مجلس الريش تاغ يوم 4مايو وقفة الفاتح
المنتصر يشرح وجهة النظر النازية إزاء بالد البلقان فقال:
«إن الرياخ ,جرينا للى سياسته الماضية ,لم تكن له أطماع إقليمية
أو مطامع سياسية ي عى إلى تحقيقها في بالد البلقان ..ال بل إته للى
العكس من ذلك لم يدخر جه ندا في إتماء ما بينه وبين هذه الدول بصفة
خاصة ,من لالقات اقتصادية والعمل للى تقويتها ,ألته إذا كان هناج
تظامان اقتصاديان يكمالن بعضهما البعض تكملة قيقية فهما النظامان
البلقاتي واأللماتي ,ذلك ألن ألماتيا ,وهي دولة صنالية ,محتاجة إلى ما
تنتجه البلقان من أغذية ومواد أولية ,أما دول البلقان فبالد زرالية وال
تعوزها هذه المواد األولية ولكنها في تفس الوقا تحتاج إلى منتجات
صنالية».
بهذا اتتهى فتح النازيين لشبه جزيرة البلقان ولم يفا برلين أن تقدم
بعض فتات هذه المائدة الدسمة إلى روما وبوداب ا وصوفيا ,ولكن
الصليب المعقوف كان من النا ية الفعلية هو الذي يرفرف للى إيطاليا
والمجر وبلغاريا ,ال فارق بينه هناج وبينه في يوغوسالفيا أو اليوتان.
وكاتا الخطة األلماتية في جميع الحاالت سهلة ب يطة ,فهي تبدأ
بالتغلغل االقتصادي ثم التآمر ال ياسي فاال تالل الع كري سواء أكان
207
ن طالع جمهوريات أمريكا الجنوبية نقا سلمينا أم ربينا .وقد كان من
أن فصلا بينها وبين الرايخ آالف من أميال مياه المحيط.
209
منتج ,ويصرح في مناسبة أخرى:
وإذا تحن لدتا إلى الحلف الثالثي الذي لقدته دول المحور
تاما فيما
األوربية واآلسيوية في 27سبتمبر سنة 1940تجد هناج اتفاقنا ن
بينهما للى استعمال تفس المصطلحات اللفظية ,فقد جاء فيه:
وقد ألرب الكثير من النازيين لما يجب أن تكون لليه أوربا بعد
Joseph إتباع النظام الجديد ,فمن هذا ما ذكره جوزيف هارش
Harsch؛ وهو مراسل ديث الجريدة Ghristian Science Monitor
خصيصا لهذا
ن في برلين ,بعد اطالله للى الكثير من الخرائط التي لملا
الغرض؛ فهو يقول إن تنظيم «أوربا الجديدة» يقوم ول تواة كبيرة تتكون
من الرايخ بعد توسيع دوده الحالية ,تحيط بها م تعمرات ألماتية في
210
كل من أوربا وإفريقية والشرق األدتى ,وإلى جاتبها دول خاضعة لوالية
ألماتيا لليها .ومن المقرر أن يضم هذا الرايخ األكبر واليتي اإللزاا
واللورين ثم النم ا ,وبوهيميا ,ومورافيا ,والق م الغربي من بولندا وجبل
طارق وال ويس .أما الم تعمرات األلماتية في أوربا ,ف وف تمتد من
الداتوب تى البحر األسود ,ومن منطقة البلطيل تى ليننجراد ,للى أن
ي تمر االتدفاع األلماتي جهة الشرق تى ينتهي بإدخال كل من أوكراتيا
والشرق األدتى ضمن تطاق هذا االستعمار ,وأن تصبح كل إفريقية –فيما
لدا الممتلكات اإليطالية واإلسباتية والشقة الفرت ية الممتدة للى سا ا
البحر المتوسط -م تعمرة ألماتية وا دة كبيرة .أما الدول التي أللماتيا
ل الوالية ف وف ال تكون كلها في مرتبة وا دة ,فدول لليها
اسكندتاوة ,وسكاتها من اآلريين ,تكون لها منزلتها الخاصة ,أما فنالتدة
في تفاد منها –بعد توسيع رقعتها -في صد الهجوم الروسي .ومن المقرر
أن تحتفظ كل من إيطاليا وإسباتيا باستقاللهما ,للى أن تكون ال ويس
وجبل طارق تازيتين ,وأن تضم األجزاء من بلجيكا وسوي را التي يتكلم
سكاتها الفرت ية إلى فرت ا ت هيالن إلدارتهما .أما المصير النهائي لفرت ا
والبرتغال وتركيا وبريطاتيا ,فيظل معل نقا تقرره أ داث الم تقبل .هذا
ويكون الحد الغربي الجديد لروسيا في هذا النظام متف نقا والخط الحديدي
فيما بين لينجراد وموسكو؛ ومن هذه المدينة األخيرة ينحرف جنوبنا
بشرق تى بحر قزوين؛ للى أن تنشأ في روسيا البيضاء وأوكراتيا دويالت
صورية ,وأن يخضع الق م الباقي من روسيا –ّأته في ذلك ّأن فرت ا-
للنفوذ األلماتي .والواقع أن معاهدة كهذه سوف تهون أمامها معاهدة
211
برستلينوف ك ,تلك المعاهدة التي سلبا روسيا %34من مجموع
سكاتها ,و %32من أراضيها الزرالية %85 ,من مناطل البنجر فيها,
و %54من منظماتها الصنالية ,و %89من مناجم فحمها».
212
خاضعة لوصاية ألماتيا لليها ,فلن يكون لها جيش ولن ي مح لها باتتهاج
سياسة م تقلة أو االتفراد بتدبير ّئون اقتصادياتها .وسألمل للى
تأسيس لف غربي يضم فالتدرز وهولندا وّمال فرت ا ومعها االتحاد
()1
الشمالي لدول الداتمرج وال ويد والنرويج».
)(1
)Hermanh Rauschning: Voice of Destruction (New York 1940
p.p 122. 124.
213
هذا ,وقد ال ظ مراسلو الصحف األمريكية في ألماتيا في الفترة من
1938إلى 1941زيادة مضطردة فيما تكتبه الصحافة األلماتية لن
المطالب النازية ,فكاتا في فبراير سنة 1938تنادى بضرورة تطبيل
«مبدأ منرو» للى أوربا الوسطى وخاصة في بالد النم ا؛ فلما أن تم
االتحاد األلماتي النم اوي أخذت أبواق الدلابة النازية توسع مجال
مطالبها تى أصبحا تتناول ال يادة التامة للى أوربا الوسطى بأكملها,
والتحكم االقتصادي في جنوب ّرقي القارة وإلادة الم تعمرات
وأخيرا إطالق يدهم في والية أوكراتيا .وما إن ل ّهر سبتمبر
ن األلماتية
تى كاتا فكرة االتدفاع صوب الشرق قد أصبحا للى أل نة الجميع,
مع تعديل في الهدف وجعله كييف Kievبدالن من بغداد .هذا ولقد مهد
تق يم تشيكوسلوفاكيا األول إلى وضع بوهيميا تحا سلطة النازيين,
وهنا بدأ الخبراء يتذكرون لبارة ب مارج المشهورة« .إن من يتحكم في
بوهيميا يتحكم في القارة كلها».
هذا والمتتبع لتطور أهداف النازيين وما طرأ لليها من توسع م تمر
بما بدا من الدلاية التي قاما بها صحفهم فيما بين -1938
1941يرى ارتباطنا وثي نقا بين القائمين بأمر هذه الدلاية وبين الع كريين
في العاصمة األلماتية.
( )2قيام ا تالل ل كري غير واضح ,كما كاتا الحال في
األراضي الواطئة وبالد النرويج والصرب واليوتان وغالبية بلجيكا قبل
215
الح رب وداتمارج والجزء المحتل من فرت ا واألجزاء التي تم فتحها في
روسيا.
( ) 3بالد لها استقاللها ولكن للرايخ فيها بعض النقود ب بب
«الصداقة» القائمة بين البلدين وهو ما دث في إيطاليا وفي كومة
فيشي الفرت ية وفي أسباتيا والمجر وروماتيا وبلغاريا وسلوفاكيا وكرواتيا
وفنلنده.
216
وض البحر األلمان ,ثم سكان ّمال وغرب أوربا ,فكان
المتوسط ,ثم ال الفيون .وكاتوا قفي معاملتهم للنورديين –سكان
اسكندتاوة -ألين جاتبنا مما كاتوا مع ال الفيين؛ وذلك لما بين أهل
الشمال واأللمان من تشابه وصلة في الدم .أما ال الفيون فلهم لند
األلمان مرتبة اجتمالية دتيا ,وذلك كما يبدو ل رلة تزايدهم ,ويرى
دفالا لن الرايخ .ويطلقون
النازيون أن اليهود غير أهل لحمل ال الح ن
للى أتف هم اسم » «Herrenvolkومعناها ّعب ال ادة؛ أما الشعوب
غير األلماتية فيطلقون لليها اسم » «Hilfenvolkومعناها :الفعلة .فالنظام
ب درجة الجديد إذن هو تظام طبقي أساسه ترتيب الشعوب األوربية
تقاوة دمها في تظر األلمان .وبذلك أصبحا أوربا مكوتة من مجمولة
من الشعوب مرتبة ترتيبنا طبقينا يدين كل باال ترام لمن يعلوه ,ويدين
الجميع بالطالة لحكومة برلين.
تال بولندا من صنوف الق وة والو شية ما لم تنله بالد أخرى ,فقد
بدأ األلماتي كمهم بأن تعمدوا تر يل البولنديين واليهود إلى ما أطلقوا
لليه اسم « كومة بولندا العامة» وهي المنطقة القائمة بين بولندا الروسية
وبومورزي ) ,(pomorzeثم أخذوا من بعد ذلك ينزلون األلمان من
سكان واليات البلطيل في المناطل البولندية التي تقرر ضمها إلى الرايخ
وملكوهم األراضي التي أجلوا البوالتديين لنها .وما إن اتتها سنة
1940تى كان قد أجلى 1.500.000بولندي لن بالدهم وتزح
إليها 500.000ألماتي لإلقامة واالستقرار فيها .ومن الظريف أن تلحظ
هنا االختالف البين بين سياسة الدلوة األلماتية التي سارت لليها
الحكومة القيصرية وتلك التي اتبعتها كومة هتلر ,فاألولى كاتا تعمد
للى وسائل الق ر والقهر ,أما الثاتية فكاتا ت ير للى مبدأ الوراثة.
ووضعا ال لطات األلماتية البولنديين فيما بين الرابعة لشرة وال تين من
لمرهم تحا طلبها للعمل إجبارينا في بولندا أو في ألماتيا .كذلك أمرت
بإغالق الجامعات والمدارا العالية في مختلف أتحاء البالد .ويقدرون
218
أته منذ ذلك اليوم المشئوم ,يوم أول سبتمبر سنة ,1939تى اآلن قد
هلك فيما بين مع كرات االلتقال األلماتية والنفي ال يبيري ,أو ب بب
التشريعات النازية ,ما ال يقل لن 3.000.000بوالتدي ,وهذا لدا
مليوتين آخرين هلكوا أو أسروا أو فروا لبر الجبال خالل فترة الغزوين
للروسي واأللماتي ,وقد كشف الكردينال «هلند »Hlondفي ديث
جرى معه في روما في 29يناير سنة 1940لما كان يجري في بولندا
فقال:
219
كما فعلينا وذلك ألن
األلماتي » «Josef Terbovenبحكم البالد ن
ملكها «هاكون »Haakonقد فر إلى اتكلتران وليس هنا من األ زاب
ال ياسية إال زب وا د يرأسه »( «Vidkun Quislingالموالي لهم)
وليس له من المناصرين سوى %5من مجموع ال كان .هذا وقد ألغى
البرلمان النرويجي واستغنى لن المجلس اإلداري وألضائه ,ولهد
بالحكومة إلى 13وز نيرا كلهم من زب كوزلنج ولكل سلطات واسعة في
دائرة لمله ,كذلك رم للى العمال االتتقال من جهة إلى أخرى ,ولينا
لهم ال لطات األلماتية األلمال التي يمكن أن يزاولوها و ددت لهم
األجور .أما الوضع ال ياسي الحقيقي لبالد النرويج في هذا النظام
األوربي فغير معروف للى وجه التحديد ,وإن كان بقاء الجنود األلماتية
أمرا ال مفر منه ,وللى كل فالرقابة وتوزيع الحاجات في أراضيها ن
بالبطاقات وتظام الج تابو ,كلها ّواهد قائمة للى استقرار هذا النظام
في بالد النرويج.
كاتا ألماتيا خالل هذا كله في مركز يمكنها من الضغط للى بيتان
و كومته ذلك ألته كان لفرت ا في األراضي األلماتية ما ال يقل لن
مليوتين وتصف مليون من األسرى ,لدا ماليين أخرى من المدتيين
يعيشون في ظالل اال تالل األلماتي في الق م المحتل من البالد فضالن
لن أن الهدتة التي وقعتها فرت ا تصا للى تجريدها من كل سالح وما
إن أتزل الحلفاء قواتهم في ّمال إفريقية تى تغلغل النازيون في البقية
الباقية من فرت ا ,وقد قابل الفرت يون هذا بإغراق أسطولهم في ميناء
طولون.
223
لمد النازيون في أثناء ا تاللهم ليوغوسالفيا إلى ال ير للى
ضا إلى
طريقتهم المعهودة في معاملة ال الالت ال الفية ,كما لمدوا أي ن
إتباع سياسة «التفتيا الذري» التي ساروا لليها في تشيكوسلوفا كيا.
وقد بدءوا كمهم بإثارة تار البغضاء بين الكروات والصرب ,كما
اختصا ألماتيا تف ها بنصف والية سلوفاكيا وأقاما للى يالد الصرب
مقرا له ,وأرسلا الحاميات الع كرية
اكما ل كرينا ألماتيا اتخذ بلغراد ن
ن
إلى كرواتيا الحرة وواليتي بوسنه وهرسوكوفنيا ,وسمح للهنغاريين با تالل
األجزاء المتاخمة لهم كما سمح للبلغاريين با تالل الق م اليوغوسالفي
من والية مقدوتيا .أما كرواتيا وهي تلك الدولة الم تقلة التي أقاموها,
فقد لقدوا رئاستها للى Ante Pavelitchذلك الزليم الكرواتي الذي
كاتا قد وجها إلى منطقة التهمة بتدبير مؤامرة الغتيال الملك
ألك ندر اليوغوسالفي.
224
الحدود األلباتية ,ولكن سرلان ما تأس ا هناج جمعية وطنية أللنا
استقالل هذه البالد وف نقا لألسس التي أللن بموجبها استقالل ألباتيا من
قبل.
هذا وقد كان لغزو ألماتيا لروسيا صداه في يوغوسالفيا ,إذ سرلان
ما قاما جمالتا Shetnikو Partisaبتنظيم العصابات ,التي تعمل في
البالد سلبنا وتهبنا ,وتشن الغارات للى المحتلين آوتة ,وللى بعضها
البعض آوتة أخرى تى تعذر للى كل من األلمان واإليطاليين المحافظة
للى األمن والنظام في بالد الصرب والكروات وال لوفيين التي لمتها
الفوضى واالضطراب.
هذا وقد ّمل اال تالل األلماتي في اليوم األول من ّهر يناير سنة
1942كال من أوكراتيا ,و وض تهر دوتتس وبهما %60من جملة
فحم الروسيا ,و %48من فوالذها ,و %61من الحديد الزهر فيها,
و %72من األلومنيوم الذي بها.
وفي تركيا والبرتغال كان التنافس بين دول الحلفاء والمحور للى
أّده ,كل ي عى لالستحواذ للى أسواقها ومنتجاتها .أما دول الشرق
األدتى بما فيها الدول العربية فكاتا موالية للحلفاء رغم ما كاتا تصبو
إليه من تحقيل استقاللها كامالن وما كاتا تخشاه في الوقا تف ه من
ضياع الحقوق التي كاتا قد كتبتها .ومن ثم كاتا المعاهدة التي لقدتها
تركيا في 191أكتوبر سنة 1939مع كل من إتكلترا وفرت ا والتي
تعهدت فيها هذه الدول الثالث بتبادل الم الدة في الة قيام أي من
الدول األوربية بالتداء قد يؤدي إلى تشوب الحرب في وض البحر
المتوسط .كذلك تعهدت تركيا بتقديم الم الدة للحلفاء في الة دخول
إيطاليا الحرب ولكنها ّرطا هذه الم الدة بضمان الحلفاء الستقالل
كل من اليوتان وروماتيا وباال تجرها إلى الدخول في تزاع مع الروسيا .غير
أته لما كان دخول إيطاليا الحرب قد جاء متف نقا واتهيار فرت ا ومتف نقا
ضا مع الوقا الذي أللنا فيه روماتيا رفضها لكل الضماتات التي أي ن
قطعتها لها إتكلترا بشأن استقاللها ,فإن تركيا لم تر ما يحملها للى
الخروج لن يادها ,بل إتها أخذت في التبالد خطوة بعد خطوة من
المشكالت البلقاتية ,اللهم إال ما قدمته من م الدات اليوتان لند غزو
229
إيطاليا لها وهي م الدات كادت تنزلل ب ببها إلى الدخول في الحرب.
كذلك قاما بعقد معاهدة لدم االلتداء مع بلغاريا ومثلها مع ألماتيا
قبيل قيامها بغزو ألراضي ال وفيتية ,تاركة يوغوسالفيا واليوتان تواجهان
ما خبأه لهما القدر في أثناء الغارات الجوية األلماتية .و رصا تركيا للى
لدم االّتراج في ّئون الدول القائمة للى دودها األسيوية ,فلم
تتدخل بـأي ّكل من األّكال في الثورة التي قاما في العراق وال في
دائرا في سوريا وال في اال تالل الروسي البريطاتي القتال الذي كان ن
إليران ,وكما أتها ظلا للى والئها لبريطاتيا بموجب المعاهدة التي بينهما
فإتها بقيا للى ا ترامها لمعاهدة لدم االلتداء التي بينها وبين ألماتيا,
ومن ثم رأيناها في سنة 1943واقفة ترقب الحوادث وتشاهد لن كثب
معاول الهدم والتخريب تدج البالد المحيطة بها من غير أن تصيبها
ب وء .أما اآلن وللى أثر المؤتمر الذي لقد في مدينة القاهرة في
دي مبر سنة 1943والذي اجتمع فيه الرئيس إينوتو بكل من روزفلا
واضحا أن تركيا سوف تعدل لن موقفها ال ابل
ن وتشرّل فقد أصبح
وتمد يد المعوتة إلى الدول المتحدة(.)1
()1الواقع أن تركيا لم تعدل لن موقف الحياد الذي وقفته منذ بـدء الحـرب وظلـا محافظـة
لليها تى تهايتها .المترجمان
230
لدى الشعوب التي خضعا للحكم النازي مرادفنا لكل معنى من معاتي
ال خط وم توجبنا لجميع اللعنات.
231
الفصل اخلامس
()1كاتا ألماتيا لند كتابة هذا الفصل ال تزال في الميدان .واإلّارة هنا إلـى الهدتـة األولـى
التي لقدها الخلفاء مع إيطاليا في سنة ,1943وكان من المتوقع أن تتقدم ألماتيـا مـن
المترجمان بعدها طالبة لقد الهدتة ووقف القتال.
232
قد ت تطيع الواليات المتحدة أن تحتفظ بهذه المنزلة الهامة التي
ستكون لها وقد ال ت تطيع ذلك ,ألن هذا وذاج مرهوتان بالقوة الكامنة
في هذه الدولة ,وبال ياسة التي سوف تنتهجها في لالقاتها بالدول
الكبرى.
وإذا تحن ألقينا تظرة ّاملة للى التوسع اإلقليمي الذي أ رزته هذه
البالد فيما بين 1853 ,1783لوجدتا أته كان تتيجة طبيعية لتفالل
العوامل الجغرافية مع بعضها البعض بدأ هذا بالكفاح من أجل اتخاذ إما
الم ي بي وإما جبال الليجاتي ندا طبيعينا لهذه الدولة الجديدة ,واتتهى
األمر بأن أصبح الم ي بي ذلك الحد ,وكان اإلسبان والفرت يون يتوقون
إلى قصر رقعة هذه الجمهورية الجديدة للى الم ا ة التي كاتا تشغلها
الم تعمرات القديمة التي اتحدرت منها ,أي فيما بين المحيط وجبال
الليجاتي.
233
خم ين ألفان فح ب فأصبحوا في سنة ,1940والي 22مليوتنا ,وهي
اآلن مصدر ثروة ورخاء لظيمين للبالد :فهناج الرصاص والزتك اللذان
تحويهما واليات مي وري وأركن اا ,والماّية واألخشاب في موتتاتا,
والقمح في كن اا وداكوتا ,والذرة في أيوا ومني وتا ,والبك يا في
أركن اا ,وقصب ال كر والقطن في لويزياتا ,وزيا البترول في
أوكالهوما.
235
سا ل المحيط الهادي هو خط لرض ّ ৹ 49ماالن –وكان استقرار ألف
من الم تعمرين األمريكيين األّداء في هذه الوالية ,من أقوى األسباب
التي التمدت لليها الواليات المتحدة في المطالبة بها.
238
خطيرا يهدد أمن وسالمة بالدها ,كما قررت من جاتبها
من الكرة لمالن ن
أال تتدخل في األتظمة التي ت ير لليها الحكومات األوربية ,وأال تعمل
ّيئنا قد يؤدي إلى زلزلة الحالة الراهنة في الممتلكات التي للدول
األوربية في العالم الجديد».
239
وخلص من دراساته إلى أن رخاء أي قوم ومصيرهم مرهوتان بما يعدوته
من خطط لب ط سيادتهم البحرية التجارية ,وأن أسطوالن تجارينا ترفرف
لليه األّرطة والنجوم سوف ال تقتصر فائدته للى تنشيط تجارة البالد
فح ب ,بل إته يكون بمثابة الدرع لقوتها البحرية ,وال فن التجارية,
ينما سارت ,ال غنى لها لن الشعور بالطمأتينة في المواتئ التي تقصدها
وبالحماية في الطرق التي ت لكها ,وكالهما يتطلب قيام إمبراطورية فيما
وراء البحار وبناء أسطول قوي .ولماهان آراؤه في اإلستراتيجية البحرية
ا ووسائل الدفاع القومي وهي أراء معروفة مدروسة في الواليات
المتحدة والعالم كله .فمن رأيه مثالن أن الدفاع لن الواليات المتحدة ال
يكون بمحاولة منع وصول سفن العدو إلى سوا لها وإتما يكون بإلداد
أسطول من الو دات البحرية الضخمة التي تحول دون ضرب أي صار
للى البالد ,والتي تعمل للى بقاء المواتئ األمريكية مفتو ة وم تعدة
الستقبال ال فن المحايدة التي قد تأتيها خالل فترة الحرب .والطرادات
في تظر ماهان ال تكون األسطول ألتها ال تقوى للى منع الحصار ,وإتما
األسطول هو المدرلات والقطع البحرية الضخمة التي يمكنها أن تحكم
في المياه المحيطة بالواليات المتحدة وإلى م افة كبيرة من سوا لها.
هذا وقد جاءت الحوادث العالمية مؤيدة لما تادى به ماهان من
ضرورة االلتماد للى ال فن الكبرى لند بناء األساطيل ,فقد خرجا
ّيلي من رب الباسفيك ولها أسطول قوى منيع ,للى ين أغرقا
لواصف التيفون التي هبا للى Apiaفي جزائر ساموا في سنة ,1889
الق م األكبر من األسطولين األمريكي واأللماتي .ولهذا وافل مجلس
240
الكوتجرا للبحرية األمريكية في سنة 1890للى االلتمادات الالزمة
لبناء ثالث مدرلات (تزيد مولتها قليالن للى لشرة آالف طن) وكاتا
إ داهما المدرلة أوريجن الشهيرة .وظل ماهان طوال العقد األخير من
القرن التاسع لشر وهو يلح للى ضرورة بناء ال فن الكبرى وتوسع
يوما ما
أمريكا فيما وراء البحار ,فكان من رأيه أن جزائر هاواي قد تصبح ن
موقعا أمامينا» له قيمته اإلستراتيجية الخطيرة ,إذا ما هبا للى البالد
« ن
ضا ضرورة ّل (موجة زا فة من الغزو) من الشرق األقصى .كما أكد أي ن
منبها في الوقا تف ه إلى أته لن يتأتى للواليات
قناة بين األمريكتين ,ن
المتحدة المحافظة للى سالمة هذه القناة من غير أن يكون لها التفوق
التام في البحر الكاريبي وفي الق م الشرقي من المحيط الهادي.
وجاءت من بعد ذلك الحرب األمريكية اإلسباتية فأينا الشيء الكثير
مما ذهب إليه ماهان ,ولمس الجميع الحاجة إلى تلك الفتاة ولرفوا
قيمتها لندما اضطررت المدرلة أريجون إلى قطع الم افة من سان
يوما اجتازت فيها
فرات ي كو إلى كي وسا ,فقد قضا ثالثة وستين ن
13000ميل يجرى في ر لتها لن طريل مضيل ماجالن ,وكان أسطول
المحيط األطل نطي ي وده القلل إذ ذاج ب بب جهله بموقع األسطول
اإلسباتي ,وبلغ هذا القلل ندا دفع الحكومة األمريكية إلى تقل رصيدها
من الذهب من مدينة بوسطون القائمة للى ال ا ل إلى مدينة وستر
الواقعة في الداخل.
244
ولموقع الواليات المتحدة من البحر الكاريبي أهميته الكبرى ,فهذا
البحر إلى جاتب قيمته الدفالية بالتباره منتهى قناة بما ,ذلك الشريان
الحيوي الذي يربط بين المحيطين األطلنطي والهادي ,له مركزه الخاص
في تجارة البالد ,إذ يتم فيه تبادل منتجات المناطل الحارة بالصنالات
األمريكية –وهي تجارة لها قيمتها -كما يبدو من المركز البارز الممتاز
الذي تتبوأه الواليات المتحدة اآلن في كل من بالد المك يك وأمريكا
الوسطى والجمهوريات الشمالية ألمريكا الجنوبية وجزائر الهند الغربية,
وقد وقفا كلها كتلة وا دة إلى جاتب الواليات المتحدة فيما بعد «يبرل
هاربر» وأللنا الجمهوريات الت ع التي تتكون منها أمريكا الوسطى
والهند الغربية الحرب للى دول المحور ,وقطعا كل من كولومبيا
وفنزويال لالقتهما ال ياسية بها .كذلك قطعا المك يك لالقتها بتلك
الدول وألقبا ذلك بإلالن الحرب لليها لندما أغرقا الغواصات
األلماتية بعض تاقالت البترول المك يكية .وقبل أن تنتهي سنة 1943
كاتا كولومبيا قد الترفا بقيام الة الحرب بينها وبين ألماتيا.
246
ومتشجان -بنقل الحديد الخام من مناجمه في ّمال غربي والية مني وتا
إلى المراكز الصنالية جنوبي هذا اإلقليم ,وهذه القناة من األهداف
الع كرية الخطرة الشأن التي قد تقصدها الطائرات المغيرة ,وقد أّار
أبراهام لنكولن في إ دى رسائله إلى الكوتجرا سنة 1862إلى
ال منطقة الممتدة بين جبال الليجاتي وجبال روكي وبين دود كندا من
الشمال تى الخط الذي يفصل بين منطقتي الذرة والقطن جنوبنا ف ماها
«مصر أمريكا» ,ولهذا فقد يصبح من الضروري إذا ما تعرضا البالد
م تقبالن لحرب أن تعمل الحكومة للى تقل المراكز الصنالية من
مناطقها الحالية ,متشبهة في ذلك بما فعلته روسيا قبيل الغزو النازي
لبالدها ,ينما تقلا صنالاتها إلى منطقة األورال.
247
للبالد ,لند تقطة تقاطع ৹ 39.50من درجات العرض الشمالية بخط
ولمناخ الواليات المتحدة أثره فيما أ رزته هذه البالد من مكاتة بين
دول العالم العظمى ,ذلك ألن قيامها في خطوط لرض متوسطة تمتاز
بكثرة التغيرات الجوية الناّئة لن األلاصير التي ت ود منطقة الرياح
الع كرية ,أك ب سكاتها صحة وتشاطنا لظيمين ,فتعاقب الشتاء الذي
تتدرج فيه الحرارة من البرودة الشديدة إلى االلتدال ,والصيف الذي
يتدرج من الدفء إلى الحار ,من ّأته أن يمنح ال كان تشاطنا ي تعينون
به في مجهوداتهم الصنالية والعقلية .ولهذا المناخ ,فوق ذلك ,فائدة
أخرى ,فهو من العوامل المهيئة إلتتاج المحصوالت التي ت الد للى بناء
الج م .وقوة أية أمة ,وخاصة في زمن الحرب ,مرهوتة إلى د كبير,
بمقدرتها للى إتتاج القدر الكافي من األغذية التي يمكن أن يتكون منها
الطعام المتكامل وإتتاج األغذية التي يطلقون لليها اسم «أغذية
المقاومة» ,وهي مما ال غنى لنها لكل من المحاربين والعاملين وراء
خطوط القتال.
ظلا الواليات المتحدة طوال القرن التاسع لشر ,دولة زرالية من
الدرجة األولى ,أما اآلن فإن لدد الذين يتعيشون من فلح األرض .ال يزيد
248
للى % 25من مجموع ال كان .ومع أن ثلث م ا ة البالد أو ما
يقرب من الثلث ,صالح إلتتاج المحصوالت الزرالية ,فإن الم تغل,
منها استغالالن فعلينا ,ال يزيد في أيام ال لم ,للى %18من جملة
الم ا ة .هذا وتنتج الواليات المتحدة اجتها من المواد الغذائية ,فيما
لدا الحاصالت المدارية .وهي ما يمكن الحصول لليها من بالد البحر
الكاريبي ,فهي تغل مقادير كبيرة ج ندا من القمح والذرة ,ومن اللحوم
كثيرا
والفاكهة؛ غير أن ت بة المصدر منها إلى جملة الصادرات قد قل ن
لن ذي قبل ,ففي سنة 1890بلغا قيمة المنتجات الزرالية %75
من مجموع الصادرات ,ولكن هذه الن بة اتخفضا لند بدء الحرب
العالمية الثاتية إلى ما يقرب من %20فقط ,ومع ذلك فال تزال
للواليات المتحدة منزلتها التي ال تباري في إتتاج بعض المواد األولية
الزرالية كالقطن مثالن الذي تنتج منه تحو %50من المحصول العالمي.
أما الصوف فعلى الرغم من أتها ال تنتج كل اجتها منه فإته ي هل لليها
استكمال ما ينقصها منه بما ت تورده من األرجنتين وأوراجواي .ثم هناج
المطاط ,وهو من غير تزاع ,أهم المواد األولية الزرالية التي تعوزها ,ويزيد
هذا النقص خطورة أن الواليات المتحدة ت تهلك في أيام ال لم ما
يقرب من %45من اإلتتاج العالمي كله من المطاط.
250
لها من لدتها من الرجال تبعث بهم إلى ميدان القتال ,ولن لدتها من
الرجال والن اء .تجهز بهم جبهاتها المختلفة في داخلية البالد .وّتان
بين سكان الواليات المتحدة الذين يقربون اآلن من 132مليون
ت مة( ,)1وبين تلك الحفنة الصغيرة التي كاتا ت كن الواليات الثالث
لشرة والتي لم يزد لددها في أيام جورج واّنجطون للى
3.800.000من النفوا .ومن ال هل للى بالد لها مثل ذلك العدد
الغفير من ال كان أن تعد جي نشا قوامه 12مليون جندي أو أكثر ,مع
اال تفاظ بقدرتها للى إتتاج كل ما يتطلبه الجهاز الحربي.
()1كــان ذلــك ســنة ,1942أمــا اآلن فــإن لــدد ال ــكان األم ـريكيين ــوالي 170مليــون
ت مة
()2تعود فنذكر للقارئ أن هذا الكتاب كتب الل الحرب العالمية الثاتية في سـنة .1942
وقــد صــح تقــدير المــؤلفين ,فكــان لــدد ســكان الواليــات المتحــدة فــي ســنة :1950
150.698.361ت مة.
251
هذه النقطة للى م افة 23ميالن إلى الغرب من مدينة بلتيمور ,فأصبحا
في سنة 1780للى م افة 48ميالن إلى الشمال بشرق من مدينة
سن ناتي ,ثم تراجعا تى وصلا في سنة 1910إلى مدينة
Bloomingtonفي والية إتدياتا ,وبلغا في سنة 1940تقطة تقع للى
بعد ميلين إلى الشرق من جنوب ّرقي مدينة كاريل بمقاطعة Sulliavan
ضا.
من ألمال والية إتدياتا أي ن
وإذا تحن تظرتا إلى سكان الواليات المتحدة للى ضوء الظروف
ال ائدة فيها اآلن ,تجد أتهم وصلوا من يث كثرتهم العددية إلى الة
قدما في ميادين
مرضية للغاية ,كما أتهم بتكوينهم الحالي يدفعون بالدهم ن
التقدم والرقي؛ ذلك ألن ت بة كبيرة من األمريكيين ينحدرون من سالالت
أتجلوسك وتية ,وإن ما لرف لن هذه البالد من أتها بوتقة صهرت فيها
ضا لامل له قيمته في تكوين الحياة
مختلف ال الالت البشرية لهو أي ن
لنصرا آخر يجب أن يؤخذ بعين االلتبار لند
ن األمريكية .للى أن هناج
الكالم لند التكوي ن الجن ي للبالد؛ وهو وجود لدد كبير من الزتوج
الذين يكثرون بصفة خاصة في الواليات الجنوبية.
252
ال كان تنزل في المواطن الريفية ,غير أن تتائج اإل صاء الذي لمل في
سنة 1940دلا للى أن %56.5من مجموع ال كان ضريون ,و
%22.9منهم ريفيون يعيشون في الضياع والمزارع الكبرى؛ و
%20.5ريفيون من غير أهل الضياع؛ فالعالقة بين الحضر والريف ليس
فيها إذن أي مظهر من مظاهر لدم التكافؤ ,كما أته ليس هناج ليس أي
خطر من تغلب الحضر ,ذلك التغلب الذي تبه إليه اللواء «هوسهوفر»
و ذر منه للى التبار أته المقياا الذي ت تعين به الجيوبولتيكا لند
تقديرها لمدى الضعف في دولة من الدول.
254
% 50من مجموع رصيد العالم كله من هذه المادة ,وإذا تحن أضفنا
إلى هذه موارد باقي دول أمريكا الشمالية الرتفعا الن بة إلى %69
وفي ّمال ّرقي والية بن لفاتيا توجد أكبر مناجم العالم كله في فحم
االتثراسيا ,كما تحتوي المنطقة الممتدة من غرب بن لفاتيا تى ّمال
ألباما للى أكبر مناجم الفحم الحجري في الواليات المتحدة .وتتزلم
هذه البالد اآلن جميع دول العالم في استغالل الكهرباء المولدة من قوى
اتحدار المياه ,وال تزال بها مقادير هائلة من هذه القوى مدخرة لم ت تغل
بعد .والواليات المتحدة أكبر منتج وفي الوقا تف ه ألظم م تهلك
قوله الحقل األوسط الممتد في تك اا لزيا البترول ,وأكبر
وأوكالهوما وكن اا .وهناج آبار والية كاليفورتيا التي تنتج %20من
جملة إتتاج الجمهورية األمريكية كلها ..ومع ذلك فمركز البترول في
الواليات المتحدة يثير اآلن قل نقا ّدي ندا ,ذلك ألن الخبراء في جيولوجيا
البترول يقدرون أته إذا استمرت هذه البالد في سحب لشرين بيلون
برمي ل من ا تياطيها دون الكشف لن موارد جديدة فإته لن يمضى اثنتا
لشرة إلى لشرين سنة تى ينضب هذا المعين( .)1وقد دث فعالن في
سنة 1942أن تقصا كمية البترول المكتشف ,لن البترول الم تخرج
من الحقول القائمة بأكثر من خم مائة مليون برميل .للى أن هناج ما
يبعث للى األمل في إمكان استخراج البترول من التكوينات الطفيلية,
كما يحاول العلماء في الوقا تف ه إتتاج أتواع من الوقود التركيبي رغم
()1أص ــبحا الطاق ــة الذري ــة ب ــديالن لظ ــيم الق ــدر للبت ــرول ,ك ــذلك أمك ــن اس ــتخالص بت ــرول
المترجمان "صنالي"
255
قلة جودتها وهم يعللون النفس باستخدام الطاقة الذرية ,ولكن البترول ال
تزال له الصدارة لليها كلها .وللى العكس من هذه الصورة القاتمة التي
للبترول األمريكي؛ ترى البترول ال وفيتي يعرض لنا صورة باسمة مشرقة
من يث إتتاجه وا تياطيه .ولربما كاتا أخطر النتائج التي يمكن أن
تنتهي بها الحرب الحالية تضوب موارد البترول األمريكي مما ال يمكن
تعويضه.
()1تعـود فنـذكر القـارئ أن هـذا الكتـاب وضـع خـالل ال ـنوات األخيـرة مـن الحـرب العالميــة
الثاتية يوم أن كاتا اليابان تحتل الق م الشرقي والجنوبي الشرقي من قارة آسـيا ,وكـذا
جزار المحيط الهادي باستثناء استراليا وتيوزيلندا.
المترجمان
257
فقدت في جزائر الفيلبين «قنب منيال» وفي جزائر الهند الهولندية مادة
الكابوج –القطن الشجري -وفي اليابان والصين خيوط الحرير .أما من
تا ية المواد الخشبية ولجينة الورق فإن الحال ال تزال –ولو للى األقل
في الوقا الحاضر -تدلو إلى االطمئنان ,وإن كان قد أصبح لز ناما للى
الواليات المتحدة إذا ما أرادت اال تفاظ بالوضع القائم أن تعمل جاهدة
للى ماية غاباتها والمحافظة لليها .كذلك فقدت أمريكا من جراء
استيالء اليابان للى جزائر الهند الهولندية وّبه جزيرة الماليو ,فحم جوز
الهند كما فقدت %95-90من مادة «الشنكوتا» التي تدخل في
صنالة الكينا الطبية ,وكاتا تحصل لليها من الجزائر الهولندية ,ولنفس
ال بب تحرج مركزها بالن بة للمطاط ,ألن جنوب ّرقي آسيا كان ينتج
%98من المطاط التجاري ,وقد اتتقل كله اآلن إلى ال لطات الياباتية,
وإن كان التقدم الذي دث في صنالة المطاط التركيبي (الصنالي) ,وما
كثيرا من دة هذه
يرجى من تجاح لمزارع المطاط في البرازيل قد خففا ن
األزمة.
ومن العوامل التي كان لها أثرها فيما وصلا إليه هذه البالد من
منزلة لالية بين الدول العظمى ,ذلك النظام ال ياسي واالجتمالي الذي
ت ير لليه .وإذا تحن استعرضنا تاريخ الواليات المتحدة تجد أته قد
كبيرا ,فقد كان االتفاق ,الذي لقد
تخللته فترات بلغ فيها التوتر ندا ن
بموجبه االتحاد بين الواليات الثائرة ,في سنة ,1781للى درجة من
التفكك كادت تنتهي بهم إلى الفوضى واالضطراب ,ولم ت تقر أمورهم
وي ودهم النظام إال بعد وضع دستور سنة ,1787وهو من أقدم
الدساتير القائمة اآلن ,وبالد كالواليات المتحدة لظيمة االت اع ,مترامية
األطراف ,البد لها من دستور يفرق بين ال لطات التي تمنح للحكومة
الفيدرالية المركزية القائمة للى تصريف الشئون العامة للدولة وتلك التي
يجب أن تترج الحكومات الواليات منفردة لتنصرف بواسطتها إلى
االضطالع بالم ائل ذات الصبغة المحلية .وفي ظل هذا الدستور
الفيدرالي أخذت تجوم العلم األمريكي (الواليات) تتزايد سنة بعد أخرى
تجما( ,)1أما األّرطة الثالثة لشر فقد ظلا ثابتة تحتل
تى بلغا 48ن
الواليات األصلية (التي ثارت في وجه كامها اإلتكليز) وقد تعرضا
()1أصــبحا هــذه النجــوم 50تجمــة فــي الوقــا الحــالي ب ــبب ضــم أالســكا وهــاواي إلــى
المترجمان االتحاد األمريكي.
260
سيادة هذه الحكومة القومية لتجربة قاسية في فترة الحرب األهلية التي
استمرت من سنة 1861تى سنة 1865ولكنها خرجا منها سليمة,
وقاما للى الخرائب التي خلفتها في الجنوب كومة فيدرالية ال منازع
ل لطاتها ,كما أخذت ذكريات موقعة جيت برج )1(Gettysburgالمؤلمة
تتالّى بتقادم الزمن لليها وبتوالي االتتصارات التي أ رزها الجيش
األمريكي في معركة أرجون ( Argonneالحرب العالمية األولى) وفي
جنوب غربي الباسيفيك (الحرب الثاتية).
()1وهــي المعركــة التــي اتتصــر فيهــا الشــماليون للــى الجنــوبيين فــي بوليــة ســنة ,1863وقــد
داما ثالثة ايام واتتها بهزيمة الجنرال Leeقائد الجنوب وفيها فقد قصف رجالـه مـا
بــين قتيــل وج ـريح وأســير ,وهــي فــي تظــر المــؤرخين المعركــة التــي قــررت مصــير ه ــذه
الحرب األهلية الطا نة.
(المترجمان)
261
الماضي قد اضطر كومتها إلى اإلكثار من األوامر واللوائح المنظمة
لهذه الفردية.
264
وّيلي وكندا.
وإذا تحن تظرتا إلى ال ياسة األمريكية في جملتها تجد أتها قائمة
265
للى أسس جغرافية ثابتة ,وهي في جميع أدوارها ذات ّقين :أولهما
ويت م بالطابع العالمي ,أي من يث لالقتها بكل و دة من الو دات
العالمية للى دة :ومن مظاهر الشل األول المحافظة للى ال الم
العالمي وتنشيط التجارة و ماية األقليات ولدم التدخل في ّئون الدول
األخرى و م المنازلات بالوسائل النظامية وما يشبهها .أما سياستها
اإلقليمية فلها اتجاهات ثالثة :أوربا وأمريكا الالتينية والشرق األقصى:
فأما لن سياستها األوربية ,فقد اولا االبتعاد لن مشكالت القارة ما
لاما
أمكنها ذلك ,ولكن قيام ربين لالميتين خالل خم ة ولشرين ن
أوضح لها بجالء أن كل اضطراب يصيب ال ياسة األوربية البد أن ينتهي
إلى رب يتلظى العالم كله بها .قيقة أن الواليات المتحدة ليس لها
مصلحة يوية في مقتل أرّيدوق تم اوي ,وال يمكن أن تتأثر بنزاع قد
يقوم بشأن مدينة رة أو دهليز أرضي ,ولكن إذا اتتها هذه المنازلات
وأمثالها باتدالع تار امية فالبد أن تتأثر بها المصالح األمريكية .ولهذا
أصبح من الع ير ج ندا للى ال اسة األمريكيين أن يرسموا خطنا يفصل
بين ما يجوز وما ال يجوز التدخل فيه .وفي أمريكا الالتينية سارت
الواليات المتحدة في سياستها وف نقا للقوالد التي أقرها مبدأ «منرو»,
ذلك المبدأ الذي اتجه ساسة أمريكا في تف يره منذ سنة 1823
اتجاهات لدة تتدرج من سياسة التدخل «بالعصا الغليظة» التي اتبعها
تيودور رزفلا إلى سياسة لدم التدخل لمالن بمبدأ «الجوار الح ن»
التي اتتهجها فراتكلن روزفلا .ال بل إن هذا المبدأ تف ه قد تطور من
مجرد إلالن صادر من جهة وا دة إلى اتفاق ملزم لجهات لدة ,إذ
266
بموجبه يتعهد اتحاد الجمهوريات األمريكية برد كل التداء قد يأتيها من
Pan خارج تصف الكرة األمريكي .والدلوة إلى الرابطة األمريكية
Americanismهي في الواقع أهم مظهر اتحاد الدول األمريكية ,ذلك
االتحاد الذي أصبح اآلن قيقة ملموسة بدليل أته في اليوم األول من
ّهر توفمبر سنة 1943لم يكن هناج من اإل دى ولشرين وجمهورية
التي يتكون منها اتحاد الدول األمريكية من هي باقية للى الحياد سوى
جمهورية وا دة –األرجنتين -وأن ثالث لشرة منها كاتا في رب مع
الدول المحورية ,وال بع الباقية كاتا قد قطعا كل لالقة لها بتلك
الدول.
268
تهاية الحرب العالمية األولى؟ إتها قد ترفض كل هذا وتعمد إلى دلم
ال الم اإلقليمي بتأسيس منظمة له في المحيط الهادي وأخرى في تصف
الكرة الغربي تكون لها فيهما الزلامة التامة.
269
270
الفهرس
271