إثبات نسب الابن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة الإسلامية وإطلاق القانون الوضعي والتطبيقات القضائية .

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 34

‫ص‪946/913‬‬ ‫ماي ‪2021‬‬ ‫المجلد ‪ 8‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة الدراسات الحقوقية‬

‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية‬
‫وإطبلق القانون الوضعي والتطبيقات القضائية‬
‫‪Proving the lineage of the illegitimate son‬‬
‫‪(son of adultery) between restricting‬‬
‫‪Islamic law and releasing positive and‬‬
‫‪judicial applications‬‬
‫‪‬‬
‫لعباني نهال مريم‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ -‬مخبر القانون والعقار‪ -‬جامعة البليدة ‪،2‬‬
‫اجلزائر‪.‬‬
‫‪r.nihal84@yahoo.com‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،2‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪cherifhania@hotmail.fr‬‬

‫تاريخ النشر‪2021 /01 / 23 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2021 /03 / 23 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2020 /00 / 11 :‬‬

‫الملخص‪:‬‬

‫لقد تناول العلماء القدامى منهم والمحدثون قضية االبن غير الشرعي‬
‫بالدراسة والبحث وإعبلن النظر الجاد واالستنباط؛ وذلك لما تؤول لو ىذه‬
‫القضية من إشكاالت تدور في كافة األصعدة الدينية واالجتماعية‬

‫‪‬‬
‫املؤلف املرسل‬

‫‪313‬‬
‫ شريف ىنية‬.‫د‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫ وأىمها الروابط النسبية في محاولة إلدراك الحكم‬،‫واألخبلقية والقانونية‬


‫ وربطها بما يستجد من اكتشافات‬،‫المبني على األصول والثوابت الشرعية‬
‫ التي يمكن من خبللها‬-‫كنظام الحمض النووي‬- ‫على الساحة العلمية‬
‫ مما‬.‫الوصول إلى حقيقة الرابط الوراثي بين ابن الزنا ومن يدعيو ولدا لو‬
،‫يتطلب من المجتهدين والعلماء الوقوف أمام ىذه الحقائق وقفة جادة‬
‫واإللمام بأبجدياتها وتفهمها بدقة؛ للتمكن من إعادة بناء االجتهاد في‬
‫ وإنزال الحكم المتناسب مع طبيعتها والمتوافق مع روح ومقاصد‬،‫ضوئها‬
.‫ والتطبيقات القضائية من جهة أخرى‬،‫التشريع من جهة‬

‫ الطرق‬،‫ النسب‬،‫ الزواج‬،‫ االبن غير الشرعي‬:‫الكلمات المفتاحية‬


.‫ التلقيح االصطناعي‬،‫العلمية الحديثة‬
Abstract:
The old scholars and the modernists have addressed the issue of
the illegitimate son in study, research, serious consideration and
development, as this issue is being dealt with in all religious, social,
moral and legal spheres, the most important of which are the relative
bonds in an attempt to grasp the verdict Based on legitimate assets
and constants, and linked to new discoveries on the scientific scene _
such as the DNA system through which the truth of the genetic link
between the son of adultery and the alleged child is Reached.
It requires the diligent and the scholars to stand up to these facts
seriously, and to know and understand their alphabets accurately, to
be able to rebuild the diligence in the light of it, and to take the
sentence proportionate to its nature and compatible with the spirit
and purposes of the legislation.

Keywords: illegitimate son, marriage, lineage, Modern


scientific methods, artificial Insemination.

314
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫جعل اهلل سبحانو وتعالى طريقا شرعيا إلعمار األرض واستمرار النوع‬
‫البشري أال وىو الزواج‪ ،‬إال أن اإلنسان أحيانا قد يرتكب أخطاء تجعلو‬
‫يخرج عن إطار الزواج‪ ،‬ويقع في المحظور‪ ،‬وبالتالي تصبح العبلقة غير‬
‫شرعية وكل ما ينتج عنها يعتبر غير شرعي حتى الطفل منها‪.‬‬

‫ابن الزنا إنسان كامل اإلنسانية‪ ،‬ولو من الحقوق ما لغيره‪ ،‬وعليو من‬
‫الواجبات كما على غيره منها‪ ،‬غير أنو يغفل عنها والسبب في ذلك سوء‬
‫نظرة الناس إليو‪ ،‬من حيث انو ولد بطريقة غير مشروعة‪ ،‬ولكن الشريعة‬
‫اإلسبلمية راعت لو ىذه الحقوق أىمها الحق في النسب‪.‬‬

‫فإذا حفظ اإلسبلم لولد الزنا حقو الشرعي في النسب كما حفظو‬
‫لغيره‪ ،‬فمن جهتو ساوى المشرع الجزائري بين الطفل الشرعي والطفل غير‬
‫الشرعي من خبلل إلحاق نسبو ألبيو بأي طريقة من طرق إثبات النسب‬
‫( ‪)1‬‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 40‬من قانون األسرة الجزائري‪.‬‬

‫ولكن أيهما أشد اىتماما وأبعد نظرا لمشكلة ابن الزنا‪ ،‬الشريعة‬
‫اإلسبلمية أم المشرع الجزائري؟‬

‫ولئلجابة على ىذه اإلشكالية ارتأينا تقسيم ىذه الدراسة إلى مبحثين‬
‫معتمدين بذلك على المنهج الوصفي االستقرائي‪ ،‬يتضمن المبحث األول‪:‬‬

‫‪515‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫أحكام النسب في الشريعة اإلسبلمية وقانون األسرة الجزائري‪ ،‬أما المبحث‬


‫الثاني فتناول‪ :‬إثبات نسب االبن غير الشرعي في الشريعة اإلسبلمية‬
‫والقانون والتطبيقات القضائية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أحكام النسب في الشريعة اإلسبلمية وقانون األسرة‬


‫الجزائري‬

‫يعتبر النسب من أقوى الدعائم التي تقوم عليها األسرة‪ ،‬ويرتبط بها‬
‫أفرادىا برباط دائم من الصلة‪ ،‬تقوم على أساس وحدة الدم‪ ،‬إذ أمن اهلل عز‬
‫وجل على عباده بالنسب والصهر‪ ،‬لقولو تعالى‪َ " :‬واللَّوُ َج َع َل لَ ُك ْم ِم ْن‬
‫اج ُكم بنِين وح َف َدةً ورَزقَ ُكم ِمن الطَّيِّب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫اجا َو َج َع َل لَ ُك ْم م ْن أَ ْزَو ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫أَنْ ُفس ُك ْم أَ ْزَو ً‬
‫ت اللَّ ِو ُى ْم يَ ْك ُف ُرو َن "(‪ ،)2‬وقال أيضا عز وجل‪" :‬‬ ‫اط ِل ي ْؤِمنُو َن وبِنِ ْعم ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫أَفَبِالْبَ ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫ك قَ ِد ًيرا "‬ ‫شرا فَجعلَوُ نَسبا و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ص ْه ًرا َوَكا َن َربُّ َ‬ ‫َو ُى َو الذي َخلَ َق م َن ال َْماء بَ َ ً َ َ َ ً َ‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف النسب وأىميتو‬

‫لقد نادت الشريعة اإلسبلمية السمحاء إلى ضرورة الزواج وجعلت من‬
‫النسب أىم آثاره‪ ،‬ولقد كان اىتمام اإلسبلم بموضوع النسب اىتماما كبيرا‬
‫رحمة من اهلل عز وجل‪ ،‬ولذلك سنبحث اوال في تعرف النسب وأسباب‬
‫إثباتو‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف النسب‬

‫‪319‬‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬

‫أوال‪ :‬النسب في اللغة‪ :‬النسب‪ :‬نسب القرابات‪ ،‬وىو واحد من‬


‫األنساب والنسب والقرابة‪ ،‬وسميت القرابة نسبا لما بينهما من صلة‬
‫واتصال‪ ،‬وجاء في المصباح المنير‪ :‬نسبتو إلى أبيو نسبا ومن باب طلب‬
‫بمعنى عزوتو إليو‪ ،‬و انتسب إليو اعتزى‪ ،‬وىو نسيبو أي قريبو وينسب إلى‬
‫ما يوضح ويميز من أب وأم وقبيل وبلد وصناعة وغير ذلك ‪.)4( ...‬‬

‫النسب‪ :‬نسب القرابات‪ ،‬وىو واحد األنساب‪ .‬ابن سيده‪ :‬النسبة‬


‫والنسبة‪.‬‬

‫النسب‪ :‬االسم التهذيب‪ :‬النسب يكون باآلباء‪ ،‬ونسبو ينسبو وينسبو‬


‫نسبا‪ :‬عزاه‪ ،‬ونسبو سألو أن ينتسب‪ ،‬ونسبت فبلنا إلى أبيو أنسب وأنسبو‬
‫نسبا إذا رفعت في نسبو إلى جده األكبر‪.‬‬

‫الجوىري‪ :‬نسبت الرجل‪ ،‬انسبو‪ ،‬بالضم‪ ،‬نسبة ونسبا إذا ذكرت نسبو‪.‬‬
‫وانتسب‪ :‬إلى أبيو أي اعترى‪ ،‬وفي الخبر‪ :‬أنها نسبتنا‪ ،‬فانسبنا لها‪ .‬رواه ابن‬
‫األعرابي‪ .‬وناسبو‪ :‬شركو في نسبو (‪.)5‬‬

‫ثانيا‪ :‬النسب في االصطبلح الشرعي‪ :‬في الحقيقة أن الفقهاء القدامى‬


‫لم يعرفوا النسب‪ ،‬حيث اكتفوا بمعالجة األمور التي من شأنها أن تضمن‬
‫نقاءه بما في ذلك قاعدة االحتياط في النسب التي يجسدىا باعتباره يثبت‬
‫في النكاح الباطل والفاسد‪ .‬وبالمقابل‪ ،‬وضحوا طرقا لنفيو حتى ال يحمل‬

‫‪519‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫شخص على آخره عبلقة بينهما الدم التي تربط اإلنسان بأصولو وفروعو‬
‫وحواشيو (‪.)6‬‬

‫وىناك من يعرفو على أنو‪" :‬القرابة وىو االتصال بين إنسانين باالشتراك‬
‫في والدة قريبة أو بعيدة‪ " .‬كما عرفو البعض على أنو‪" :‬الرباط العضوي‬
‫والفيزيولوجي الذي يربط اإلنسان بأصولو وفروعو وحواشيو‪ ،‬وىو الرباط‬
‫الذي يكون األسرة والعشيرة والقبيلة والشعب واألمة "‪ .‬والنسب ىو إلحاق‬
‫الولد بأبيو عقيدة وتشريعا وحضارة‪ ،‬وينجم عنو التوارث بينهما ويخلق معو‬
‫موانع الزواج ويرتب الحقوق والواجبات األبوية كانت أم بنوية(‪.)7‬‬

‫وتجدر المبلحظة بأنو لم يهتم الفقهاء القدامى كثيرا بوضع تعريف‬


‫خاص للنسب‪ ،‬وحتى التعريفات التي وضعوىا كلها لم تخرج عن معنى‬
‫النسب اللغوي‪ ،‬وجاءت على النحو اآلتي‪:‬‬

‫فعرفو فقهاء الحنفية بأنو‪ " :‬االنتساب إلى جهة اآلباء‪ ،‬ويعبرون عنو في‬
‫كتاب الفرائض بالحرم "‪.‬‬

‫وعرفو فقهاء المالكية بأنو‪" :‬عبارة عن مزج الماءين الذكر واألنثى على‬
‫وجو الشرع"‪.‬‬

‫وفي موضع آخر بأنو " االنتساب ألب معين‪ ،‬ويعبرون عنو في كتاب‬
‫الفرائض بأنو القرابة "‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬

‫أما فقهاء الشافعية والحنابلة فعرفوه " القرابة‪ ،‬وفسروىا بأنها االتصال‬
‫بين إنسانين باالشتراك في والدة قريبة أو بعيدة "(‪.)8‬‬

‫ومنو يمكن تعريف النسب بأنو‪" :‬العبلقة االجتماعية التي تربط‬


‫الشخص بأبويو وبأقاربو الذين يشتركون معو في والدة قريبة وبعيدة لفراش‬
‫صحيح أو ما يلحق بو "‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أىمية النسب‬

‫لقد اىتمت الشريعة اإلسبلمية بالنسب‪ ،‬وجعلتو رابطة سامية‪ ،‬وصلة‬


‫عظيمة‪ ،‬حيث نظمت وأرست قواعده‪ ،‬حفاظا لو من الفساد واالضطراب‬
‫ورابطة النسب ىي نعمة عظمى أنعمها اهلل على اإلنسان‪ ،‬إذ لوالىا‬
‫( ‪)9‬‬
‫لتفككت أواصر األسرة‪ ،‬وذاب كيانها‪.‬‬

‫وقد عد علماء الشريعة حفظ النسب أحد المقاصد الكبرى‬


‫والضروريات الخمس التي جاءت الشريعة بالحفاظ عليها‪ .‬وإثبات النسب‬
‫في اإلسبلم تجتمع فيو عدة حقوق‪ :‬حق اهلل‪ ،‬وحق للولد‪ ،‬وحق لؤلب‪.‬‬
‫ويترتب عليو أحكام الوصل بين العباد ما بو قوام مصالحهم‪ ،‬فأثبتو الشرع‬
‫بأنواع الطرق التي ال يثبت بمثلها نتاج حيوان (‪.)11‬‬

‫‪515‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫فالشريعة اإلسبلمية حرمت الزنا الذي من شأنو اختبلط األنساب‪،‬‬


‫ذلك أن أحد مقاصدىا ىو حفظ النسل‪ ،‬في المقابل نجدىا شرعت الطرق‬
‫واألسباب التي تحفظ النسب كالزواج (‪.)11‬‬

‫ىذه بعض األسس التي جاء بها اإلسبلم في النسب فهو عني بالنسب‬
‫عناية فائقة وأرسى قواعده‪ ،‬وأكثر من ذلك جعلو من أحد الكليات الخمس‬
‫فجعل حق الطفل في النسب من اىم الحقوق التي يجب أن يتمتع بها في‬
‫ظل أسس صحيحة‪ ،‬فإذا لم توجب ىذه األسس صحيحة فإن ىذا الطفل‬
‫قد ال يكون لو نسب كغيره‪ ،‬لكن ىذا لم يمنع الشريعة اإلسبلمية من إيجاد‬
‫سبل االعتناء بو وضمان حقوقو (‪ .)12‬كل ما جاءت بو الشريعة من مثل عليا‬
‫في مجال النسب حاولت أن تجسده التشريعات القانونية‪ ،‬من خبلل‬
‫تشريعاتها في ظل المجتمعات الحديثة وىذا ما أكد عليو قانون األسرة‬
‫الجزائري في مواده من ‪ 41‬إلى ‪ 46‬المتضمنة أحكام النسب‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طرق إثبات النسب‬

‫لقد سبق وأن أشرنا أنو بمجيء اإلسبلم كان ىناك اىتمام بموضوع‬
‫النسب وذلك عن طريق وضع أحكام خاصة بو‪ ،‬ولعل أبرز ىذه األحكام‬
‫ىو إيجاد طرق يثبت بها النسب‪ ،‬ىذه الطرق تم التطرق لها بشكل واسع‬
‫وتحدث عنها الفقهاء والتشريعات فيما يلي‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬

‫الفرع األول‪ :‬طرق إثبات النسب التقليدية‬

‫أوال‪ :‬الزواج الصحيح (الفراش)‪ :‬اتفق الفقهاء على أن الولد الذي يأتي‬
‫ثمرة لزواج صحيح ينسب إلى فراشو ولو نازع فيو منازع فبل يقبل منو‪.‬‬
‫واألصل في ذلك ما رواه أبو ىريرة رضي اهلل عنو قال النبي صلى اهلل عليو‬
‫وسلم‪ " :‬الولد للفراش وللعاىر الحجر "(‪.)13‬‬

‫وىذا ما أكدت عليو معظم التشريعات القانونية منها المشرع الجزائري‬


‫الذي نص في المادة ‪ 1/41‬من قانون األسرة بقولها‪" :‬يثبت النسب‬
‫بالزواج الصحيح‪ " ...‬ولكي يثبت النسب بالزواج الصحيح فبلبد من توافر‬
‫الشروط اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬إمكان حمل الزوجة من الزوج بأن يكون الزوج قادرا على‬


‫اإلنجاب‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية التبلقي بين الزوجين عادة بعد العقد وىو شرط عند‬
‫المذاىب األربعة‪.‬‬
‫‪ ‬والدة الولد بين مدتي الحمل المقررتين شرعا‪ ،‬واتفق الفقهاء على‬
‫أن أقل مدة للحمل ىي ستة أشهر من وقت الدخول أو وقت العقد‪ ،‬أما‬
‫أقصى مدة الحمل فاختلفوا فيها بين من قال سنتان (الحنفية)‪ ،‬خمس‬
‫سنين (المالكية) ‪.)14( ...‬‬

‫‪521‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫‪ ‬عدم نفي الزوج نسب المولود منو‪ ،‬وذلك بإجراء اللعان بينو وبين‬
‫زوجتو أمام القاضي وفق إجراءات اللعان وشروطو الشرعية (‪.)15‬‬

‫وىو ما أكد عليو المشرع الجزائري من خبلل نص المادتين ‪41‬‬


‫و‪ 42‬من قانون األسرة بتأكيده على أن ينسب الولد ألبيو متى كان الزواج‬
‫شرعيا وأمكن االتصال‪ ،‬ولم يتم نفي نسبو بالطرق المشروعة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إثبات النسب بالزواج الفاسد‪ :‬الزواج الفاسد في إثبات النسب‬


‫كالزواج الصحيح‪ ،‬ألن النسب يحتاط في إثباتو إحياء للولد ومحافظة‬
‫عليو‪ .‬وىذا ما أكد عليو المشرع الجزائري بنصو على أنو‪ " :‬يثبت النسب‬
‫بكل زواج تم فسخو بعد الدخول طبقا ألحكام نص المواد ‪ 32‬و‪ 33‬و‪34‬‬
‫من قانون األسرة "‪ ،‬ىذه األخيرة تطرقت إلى النكاح الفاسد ‪ ،‬إلى جانب‬
‫نص المادة ‪ 34‬التي نصت على أن " كل زواج بإحدى المحرمات يفسخ‬
‫قبل الدخول وبعده ويترتب عليو إثبات النسب ووجوب االستبراء"‪ ،‬إلى‬
‫جانب أن عقد الزواج الذي يختل فيو ركن الرضا يمكن إبطالو بعد الدخول‬
‫ويثبت بو النسب‪ ،‬وكذا إذا اشتمل العقد على مانع أو شرط يتنافى‬
‫ومقتضياتو (‪.)16‬‬

‫إن المشرع الجزائري ال يعترف بإثبات النسب في الزواج الفاسد قبل‬


‫الدخول ألن ذلك يعد زنا‪ ،‬بل يعترف بو بعد الدخول ويترتب عليو آثار‬
‫قانونية متمثلة في اإلرث‪ ،‬النفقة‪ ،‬وذلك مراعاة لمصلحة الولد‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬

‫ومنو فبلبد أيضا إلثبات النسب بموجب الزواج الفاسد توفر شروطها‬
‫كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون الرجل ممن يتصور منو الحمل‪.‬‬


‫‪ ‬أن يكون قد دخل بالزوجة التي عقد عليها عقدا فاسدا‪ ،‬فلو لم‬
‫يكن ىناك دخوال فبل محل للقول بالنسب‪.‬‬
‫‪ ‬أن يدعيو األب بكيفية ال يرفضها العقل وال العادة‪.‬‬
‫‪ ‬أن تأتي المرأة بالولد بعد ستة أشهر أو أكثر من تاريخ الدخول أو‬
‫الخلوة عند المالكية‪ ،‬ومن تاريخ الدخول عند الحنفية (‪.)17‬‬

‫ثالثا‪ :‬إثبات النسب بنكاح الشبهة‪ :‬الوطء بالشبهة ىو االتصال‬


‫الجنسي غير الزنا‪ ،‬وليس بناء على عقد زواج صحيح أو فاسد‪ ،‬فيقع الخطأ‬
‫بسبب غلط يقع فيو الشخص‪.‬‬

‫‪ ‬شبهة الفعل‪ :‬مؤداه أن يعتقد الرجل حل الفعل‪ ،‬ويظن نفسو أن‬


‫الحرام حبلل من غير دليل قوي أو ضعيف أو خبر من الناس‪.‬‬
‫‪ ‬شبهة الملك‪ :‬وفحواىا أن يختلط الدليل الشرعي على الرجل‪ ،‬كأن‬
‫يفر من الدليل الشرعي أن مواقعة المرأة مباح في حين أنو غير‬
‫مباح‪.‬‬
‫‪ ‬شبهة العقد‪ :‬وىو يشبو الزواج الفاسد من حيث أحكامو‬
‫وآثاره(‪.)18‬‬

‫‪523‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫وقد أجمع فقهاء الشريعة اإلسبلمية على أن أي اتصال مبني على‬


‫الشبهة يمحو وصف الزنا‪ ،‬والدليل إثباتهم النسب في حالة نكاح الشبهة‪.‬‬

‫وقد أقر المشرع الجزائري في المادة ‪ 34‬من قانون األسرة أن كل‬


‫زواج بإحدى المحرمات كنكاح الشبهة يفسخ قبل الدخول وبعده يترتب‬
‫عليو ثبوت النسب ووجوب االستبراء‪ .‬وبعد التعديل ظل ثبوت النسب‬
‫بنكاح الشبهة ىو واحد من الطرق التي تضمنتها المادة ‪ 41‬من نفس‬
‫القانون في مجال إثبات النسب‪ .‬وبالتالي فإن المشرع الجزائري قد أقر‬
‫مطلقا ثبوت النسب في نكاح الشبهة إذا جاءت بو المرأة ما بين أقل مدة‬
‫الحمل وأقصاه (‪.)19‬‬

‫رابعا‪ :‬إثبات النسب باإلقرار‪ :‬اإلقرار تصريح يقر بو شخص بثبوت‬


‫واقعة في حقو‪ ،‬من شأنها أن تحدث ضده آثار قانونية‪ ،‬أما فيما يتعلق‬
‫بمجال النسب فتناول المشرع الجزائري اإلقرار في شقين‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلقرار بالنسب على نفس المقر‪ :‬وعبر عنو المشرع الجزائري من‬
‫خبلل نص المادة ‪ 44‬من قانون األسرة باإلقرار بالبنوة أو األمومة أو‬
‫األبوة‪ ،‬وىذا اإلقرار يثبت بو النسب شريطة أن تتوافر فيو الشروط اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون المقر مجهول األب أو األم‪ ،‬وأن يولد مثلو لمثل المقر بو‬
‫منهما‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬
‫(‪)21‬‬
‫‪ -‬وأن يصدقو المقر لو مطلقا‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلقرار بنسب محمول على الغير‪ :‬مؤدى ىذا اإلقرار أنو يتم بين‬
‫شخصين كبلىما ليس أىبل لآلخر وال فرع لو‪ ،‬وإنما قريبو قرابة بو الحواشي‬
‫أي لهما أصل مشترك ىو أبوىما‪.‬‬

‫ولصحة اإلقرار البد من توافر الشروط سالفة الذكر وىي‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون الشخص اآلخر مجهول النسب‪.‬‬


‫‪ ‬وأن يصدقو العقل والعادة‪.‬‬

‫وقد أضاف المشرع الجزائري من خبلل نص المادة ‪ 45‬من قانون‬


‫األسرة شرطا ثالثا يتمثل في أن يوافق المحمول عليو بالنسب على ىذا‬
‫اإلقرار (‪.)21‬‬

‫خامسا‪ :‬إثبات النسب بالبينة‪ :‬أكد المشرع الجزائري على أن النسب‬


‫يثبت بالبينة‪ ،‬واكتفى بهذه العبارة دون أي توضيح آخر‪ .‬والبينة المقصودة‬
‫في مجال إثبات النسب تتمثل أساسا في شهادة الشهود فحسب‪ ،‬إال أن‬
‫ىذه العبارة وجو لها نقد في ظل نص المادة ‪ 41‬من قانون األسرة‪ ،‬ألنها‬
‫ليست تعبيرا دقيقا عما تعبر عنو‪ .‬فالبينة ىي شهادة رجلين عدلين أو رجل‬
‫وامرأتين عدول فإذا ادعى أحد على آخر بنوة أو أبوة أو أخوة أو أي نوع‬
‫من القرابة وأنكر المدعى عليو دعواه فإن للمدعي أن يثبت النسب الذي‬

‫‪525‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫ادعاه بالبينة الكاملة ومتى صحت دعواه وكانت بينة كافية إلثباتها وحكم لو‬
‫بثبوت النسب الذي ادعاه صارت لو كل الحقوق واألحكام المقررة شرعا‬
‫بسبب البنوة أو األبوة‪.)22( ...‬‬

‫إن المشرع الجزائري قد أخذ بالبينة الكاملة كدليل إلثبات النسب‬


‫وىي شهادة رجلين أو رجل وامرأتين‪ ،‬وىو مذىب األحناف ألنو ىو الراجح‬
‫(‪)23‬‬
‫لقوة دالئلو ولبلحتياط في ثبوت النسب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الطرق الحديثة إلثبات النسب‬

‫أىم ما جاء بو تعديل قانون األسرة الجزائري بموجب األمر ‪12-15‬‬


‫المؤرخ في ‪ 2115/12/27‬ىو إضافة الطرق العلمية الحديثة من أجل‬
‫إثبات النسب‪ .‬ولقد جاء التعديل متزامنا مع الثورة العلمية التي تسبب فيها‬
‫التطور البيولوجي عن استخدام واستحداث أدق التقنيات في المعرفة‬
‫العلمية‪.‬‬

‫فجاء تعديل المادة ‪ 41‬من قانون األسرة الجزائري بإضافة فقرة ثانية‬
‫لها بنصها‪" :‬يجوز للقاضي اللجوء إلى الطرق العلمية إلثبات النسب"‪،‬‬
‫وكذلك المادة ‪ 45‬مكرر من نفس القانون التي تنص على أنو‪ " :‬يجوز‬
‫اللجوء إلى التلقيح االصطناعي ويخضع التلقيح االصطناعي للشروط‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫‪329‬‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬

‫‪ ‬أن يكون الزواج شرعا‪.‬‬


‫‪ ‬أن يكون التلقيح برضا الزوجين وأثناء حياتهما‪.‬‬
‫‪ ‬أن يتم بمني الزوج وبويضة رحم الزوجة دون غيرىما‪.‬‬

‫وال يجوز اللجوء إلى التلقيح االصطناعي باستعمال األم البديلة "‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 41‬من نفس القانون نجد أنو لم يحدد ىذه‬
‫الطرق الحديثة التي يمكن أن تثبت النسب‪ ،‬وقد حصر العلماء البيولوجيون‬
‫واألطباء ىذه الطرق في نوعين‪:‬‬

‫‪ ‬نوع قطعي ويدخل ضمن ىذا النوع البصمة الوراثية )‪(ADN‬‬


‫ونظام )‪.(HNA‬‬
‫‪ ‬نوع ظني الثبوت ويدخل في إطاره نظام )‪ (ABO‬فحص الدم‪،‬‬
‫ونظام )‪ (MNS‬ونظام مجموعة البروتينات (‪.)24‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إثبات نسب االبن غير الشرعي في الشريعة اإلسبلمية‬


‫والقانون والتطبيقات‬

‫إن النسب في األصل يثبت بناء على أسس شرعية وضوابط وضعت‬
‫قصد بناء أسرة متماسكة التي تعد ركيزة بناء المجتمع‪ ،‬فاألصل أن الولد‬
‫يولد في كنف أسرة قائمة على رباط شرعي اقتضتو الشريعة‪ ،‬وسارت عليو‬
‫القوانين ويكمن ىذا الرباط في الزواج‪ ،‬ىذا األخير الذي يجعل عبلقة‬

‫‪529‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫الرجل بالمرأة شرعية‪ ،‬تترتب عليها أثار عدة أبرزىا النسب‪ ،‬فالولد الذي‬
‫ينجب في ظل ىذا الزواج أو ما يلحق بو األصل أن ينسب إلى أبيو‪ ،‬ونسبو‬
‫ألمو فهو إثبات بواقعة الوالدة(‪ ،)25‬وبناء على ىذا النسب تكون للطفل‬
‫حقوق عدة أبرزىا الميراث والنفقة ‪...‬‬

‫إال أن اإلنسان قد ال يحترم الرباط الشرعي قصد تكوين أسرة‪ ،‬فيخطئ‬


‫ويتبع شهواتو‪ ،‬فيقع في الحرام‪ ،‬فيمارس الزنا‪ ،‬ىذه العبلقة التي قد تنجم‬
‫عنها طفل بريء ليس لو أي ذنب في الحياة سوى انو يتحمل خطأ غيره‪،‬‬
‫فهذا األخير يلد دون وجود إطار شرعي يحميو الذي كان يفترض أن يكون‬
‫سبب وجوده‪ .‬ومنو نطرح التساؤل‪ :‬إلى من ينسب الولد الناتج عن عبلقة‬
‫غير شرعية؟ وما ىو موقف الشريعة والقانون في ىذه المسألة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬موقف الشريعة اإلسبلمية من إثبات نسب االبن غير‬


‫الشرعي‬

‫لقد اتفق فقهاء الشريعة اإلسبلمية على نسب ولد الزنا يكون ألمو‪،‬‬
‫وىذه النسبة تثبت بالوالدة‪ ،‬واستدلوا على ذلك بما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أن النبي صلى اهلل عليو وسلم ألحق ولد المبلعنة بأمو (‪ ،)26‬فعن ابن‬
‫عمر رضي اهلل عنهما أن النبي صلى اهلل عليو وسلم "العن بين رجل وامرأتو‬
‫فانتفى من ولدىا ففرق بينهما وألح الولد بالمرأة"‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬

‫‪ -‬أن ماءه يكون مستهلكا بمائها فيرجح جانبها‪ ،‬وألنو متيقن بو من‬
‫جهتها ألنو قبل االنفصال ىو كعضو من أعضائها حسا وحكما‪ ،‬فصلتو بأمو‬
‫حقيقية مادية ال شك فيها (‪.)27‬‬

‫أما بالنسبة إلى نسبو من أبيو من العبلقة غير الشرعية فاختلف فيو‬
‫العلماء بين معارض ورافض النتسابو إلى الزاني وبين من يرى إمكانية‬
‫استحقاقو من طرف أبيو البيولوجي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نسب االبن غير الشرعي إذا كانت األم زوجة‬

‫أجمع الفقهاء على أن الولد الذي يولد في ظل عبلقة زوجية‪ ،‬فهو‬


‫ينسب إلى الزوج‪ .‬ومنو فاذا أنجبت المرأة المتزوجة ولدا من زنا فانو في‬
‫األصل ينسب إلى زوجها‪ ،‬وال يلحق للزاني‪ .‬ولكن الشريعة أعطت لهذا‬
‫الزوج الحق في أن ينفي ىذا النسب عنو إذا كان على علم أن زوجتو قد‬
‫أنجبت ىذا الولد من غيره وذلك عن طريق اللعان قصد نفي ىذا الولد‬
‫عنو‪ ،‬ويجب أن يتم اللعان وفق إجراء معين وألفاظ محددة‪ ،‬فقد قال ابن‬
‫عمر رضي اهلل عنهما أن الرجل في لعانو إذا كان ولدا أو حمبل يقول اشهد‬
‫باهلل لقد زنت‪ ،‬وما ىذا الحمل ليس مني‪ ،‬أو ما ىذا الولد مني‪ ،‬وتقول ىي‪:‬‬
‫اشهد باهلل ما زنيت‪ ،‬وان ىذا الحمل منو‪ ،‬أو ىذا الولد منو‪ ،‬وان كان غائبا‬
‫أو ميتا سمتو ونسبتو وقالت‪ :‬وانو من زوجي فبلن بن فبلن‪ ،‬ويقول كل‬
‫واحد منهما ىذا القول اربع مرات بأربع شهادات باهلل ثم يقول الزوج في‬

‫‪525‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫الخامسة وعليو لعنة اهلل إن كان من الكاذبين‪ ،‬وتقول ىي‪ :‬وعليها غضب‬
‫اهلل إن كان من الصادقين فيما ذكر من الرؤية أو فيها ذكر من زناىا‪ ،‬ومن‬
‫نفى حملها أو ولدىا‪ ،‬فإذا تم لعان المرأة بعد لعان الرجل وقعت الفرقة‬
‫بينهما‪ ،‬وال تحل لو أبدا والحق الولد بأمو(‪.)28‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نسب االبن غير الشرعي إذا كانت أمو غير متزوجة‬

‫اختلف الفقهاء في حكم ثبوت النسب بالعبلقة غير الشرعية وىي‬


‫الزنا‪ ،‬في حالة لم تكن األم فراشا على قولين‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬ثبوت نسب ابن الزنا المو دون أبيو‪ ،‬وىو قول جمهور‬
‫الفقهاء‪ ،‬بل اتفقت على القول بو المذاىب الفقهية المختلفة‪ ،‬حتى اعتبر‬
‫عند بعضهم من اإلجماع الذي ال يرقى إليو شك قال ابن البر‪ ":‬فنفى أن‬
‫يلحق في اإلسبلم ولد الزنا وأجمعت األمة على ذلك نقبل عن نبيو صلى‬
‫اهلل عليو وسلم كل ولد على فراش لرجل الحقا بو على كل حال إال أن ينفو‬
‫بلعان على حكم اللعان"(‪.)29‬‬

‫فقال جمهور الفقهاء أن نفي النسب عن الزاني عقوبة لو لعدم حرمة‬


‫ماءه واعتباره‪ ،‬ولممارسة الفحشاء‪ ،‬ولما كان إثبات النسب من الزاني نعمة‬
‫ومكافأة العاصي ممنوع شرعا ولم يصح إثبات نسب ولد الزنا للزاني (‪.)31‬‬
‫فماء الزاني غير محترم‪ ،‬لذا ال أثر لو‪ ،‬وال يترتب عليو حكم‪ ،‬وبذلك ال‬
‫ينسب ابن الزنا للزاني‪ ،‬وان ادعاه ذلك أن الولد للفراش‪ ،‬وبذلك ال تقبل‬

‫‪339‬‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬

‫خصومة في نسب من ولد على فراش الزوجية‪ ،‬وىذا يعد إجماع على عدم‬
‫اعتبار الزنا سببا للنسب‪ .‬كذلك يعتبر إثبات النسب نعمة والنعمة إنما‬
‫تكون من جهة الطاعة ال من جهة المعصية فبل تنال الزنا (‪.)31‬‬

‫وسننقل بعض أقوال الفقهاء من مذاىب فقهية مختلفة‪ ،‬والتي أكدت‬


‫على عدم ثبوت نسب ابن الزنا ألبيو الزاني كاآلتي‪:‬‬

‫قال أبي بكر الجصاص‪...":‬قال أبو بكر وقولو الولد للفراش قد‬
‫اقتضى معينين احداىما إثبات النسب لصاحب الفراش والثاني أن من ال‬
‫فراش لو فبل نسب لو ألن قولو الولد اسم للجنس وكذلك قولو الفراش‬
‫للجنس لدخول األلف والبلم عليو فلم يبق ولد أال وىو مراد بهذا الخبر‬
‫فكأنهما قال ال ولد إال للفراش ‪.)32("...‬‬

‫وقال محمد بن يوسف أطفيش‪" :‬وان ولد الزنى ال يلحق بابيو في‬
‫اإلسبلم أي ال يلحق بمن زنى بأمو في اإلسبلم بها وسماىا أبا ألن الولد‬
‫بحسب الظاىر من مائة‪ ،‬قال النبي صلى اهلل عليو وسلم "الولد للفراش‬
‫وللعاىر الحجر) والعاىر‪ :‬الزاني‪ ،‬وقيل الزاني ليبل والعهر بفتحتين‪.)33( "..‬‬

‫ومنو فإن جمهور الفقهاء رأوا بعدم ثبوت نسب ابن الزنى ألبيو‪ ،‬بل انو‬
‫يلحق بأمو فقط ىذا في حالة لم تكن متزوجة‪ ،‬أما إذا كانت متزوجة‬
‫فاألصل أن يلحق بصاحب الفراش ما لم ينفو باللعان‪ ،‬وىذا ما سار عليو‬
‫معظم العلماء المعاصرون‪.‬‬

‫‪531‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫القول الثاني‪ :‬ولد الزنى ينسب إلى الزاني إذا إستلحقو‪ ،‬وذىب الى‬
‫ىذا القول كل من إسحاق بن ىوية‪ ،‬وعروة بن الزبير‪ ،‬وسليمان بن يسار‪،‬‬
‫وىو اختيار شيخ اإلسبلم ألبن تيمية‪ ،‬و ابن القيم‪ ،‬وبو قال الحسن‬
‫البصري‪ ،‬وابن سيرين‪ ،‬وابن إبراىيم النخعي بشرط أن يقام الحد على‬
‫الزاني‪ ،‬وىو قول ألبي حنيفة إن تزوج الزاني بالتي زنى بها وىي حامل‪ .‬كما‬
‫ذكر ابن قدامو عن علي بن عاصم ثبوت النسب؛ إذا تزوج الزاني بامرأة‬
‫وستر عليها (‪.)34‬‬

‫واستند ىؤالء إلى عدة مبررات‪:‬‬

‫‪ -‬أولو من السنة النبوية روي عن أبي ىريرة عن النبي في قصة جريح‬


‫العابد"‪ ..‬وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها فقالت إن شئت الفتنو لكم ‪-‬‬
‫قال ‪ -‬فتعرضت لو لم يلتفت إليها‪ ،‬فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعتو‬
‫فأمكنتو من نفسها فوقع عليها فحملت‪ ،‬فلما ولدت قالت ىو من جريج‬
‫فأتوه فاستنزلوه وىدموا صومعتو وجعلوا يضربونو‪ ،‬فقال‪ :‬ما شأنكم قالوا‬
‫زنيت بهذه البغي فولدت منك فقال‪ :‬أين الصبي فجاءوا بو‪ ،‬فقال‪ :‬دعوني‬
‫حتى أصلي فصلی‪ ،‬فلما انصرف أتي الصبي فطعن في بطنو‪ ،‬وقال‪ :‬يا غبلم‬
‫من أبوك‪ ،‬قال‪ :‬فبلن الراعي (‪.)35‬‬

‫‪332‬‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬

‫فوجو االستدالل من خبلل ما تقدم أن جريحا نسب ابن الزنا‬


‫للزاني‪ ،‬وصدق اهلل نسبتو بما خرق لو من العادة في نطق المولود بشهادتو‬
‫لو بذلك‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬موقف القانون والقضاء من إثبات نسب االبن غير‬


‫الشرعي‬

‫الحظنا سابقا من خبلل طرح اآلراء الفقهية اإلسبلمية في ىذه‬


‫المسألة‪ ،‬أنو ظهر رأيين بين مؤيد ومعارض إللحاق نسب االبن غير شرعي‬
‫ألبيو البيولوجي وإن كان الرأي المعارض لهذا األمر األكثر تأثيرا في الواقع‪.‬‬
‫أما على مستوى التشريعات القانونية‪ ،‬تجدىا في األغلب اكتفت بإيضاح‬
‫طرق النسب‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إثبات نسب االبن غير الشرعي في قانون األسرة‬


‫الجزائري‬

‫لم ينظم المشرع الجزائري المسألة المتعلقة بنسب االبن غير‬


‫الشرعي‪ ،‬فالمبلحظ أيضا النصوص القانونية المتعلقة بالنسب أنو ينقصها‬
‫الكثير من الضبط والوضوح‪ ،‬فهذه المواد في أغلبها إطار عام فقط‪ ،‬بالرغم‬
‫من أن ىذه النصوص شهدت بعض التعديل بموجب األمر ‪12-15‬‬
‫المؤرخ في ‪ ،2115-12-27‬حيث نجد أن المشرع الجزائري من خبلل‬
‫نص المادة ‪ 41‬من قانون األسرة اكتفى بتعداد طرق إثبات النسب سواء‬

‫‪533‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫منها التقليدية أو الحديثة‪ .‬ومنو فإن الفقرة األولى من المادة السابقة نبلحظ‬
‫أنها متعلقة بإثبات النسب من عبلقة شرعية وما يلحق بو‪ ،‬وينتج عنها بنوة‬
‫شرعية‪.‬‬

‫أما الفقرة ‪ 2‬فجاءت مبهمة‪ ،‬بحيث اكتفت بإمكانية اللجوء إلى الطرق‬
‫العلمية الحديثة إلثبات النسب من طرف القاضي دون اإلشارة على تفصيل‬
‫آخر‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بالحاالت التي يتم فيها اللجوء إلى الخبرة الطبية‬
‫قصد إثبات النسب‪.‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬فتح المجال للسلطة التقديرية للقضاء‪ ،‬والقضاة في مجال‬


‫قانون األسرة ىم محالون فيما لم يوجد نص إلى أحكام الشريعة طبقا لنص‬
‫المادة (‪ )222‬من قانون األسرة‪.‬‬

‫ومنو فإن كل ما يتعلق بإثبات نسب االبن غير الشرعي فاألصل فيو أن‬
‫يرجعوا فيو إلى أحكام الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬وعلى ضوئها يتم الفصل في‬
‫القضايا المتعلقة بهذا الشأن‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬رأي القضاء الجزائري من إثبات نسب االبن غير‬


‫الشرعي‬

‫بعدما رأينا األحكام المتعلقة بإثبات النسب في القانون الجزائري‬


‫سابقا‪ ،‬سوف نرى كيف كان تطبيق القضاء لهذه األحكام وتأثيرىا على‬

‫‪334‬‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬

‫دعاوى النسب المتعلقة باألبناء غير الشرعيين‪ ،‬سواء في ظل قانون األسرة‬


‫‪ 11-84‬المؤرخ في‪ ،1984-16-19‬أو بعد تعديل قانون األسرة‬
‫بموجب األمر ‪ 12-15‬المؤرخ في ‪.2115-12-27‬‬

‫أوال‪ :‬رأي القضاء الجزائري من خبلل القانون ‪ 11-84‬المتضمن‬


‫قانون األسرة‪:‬‬

‫سوف نتناول بعض القرارات الصادرة عن المحكمة العليا الجزائرية‬


‫الصادرة على إثر القانون ‪ 11-84‬المتضمن قانون األسرة ومن بينها‪:‬‬

‫‪ -‬القرار رقم (‪ )35187‬الصادر في ‪ :1984 -12 -17‬من‬


‫المقرر شرعا أن الولد للفراش الصحيح وأن أقل مدة الحمل في ستة أشهر‪،‬‬
‫ومن ثم فإن الولد الذي ولد بعد مضي أربعة وستون يوما ال يثبت نسبو‬
‫لصاحب الفراش‪.‬‬

‫إذا كان الثابت في قضية الحال ‪ -‬أن قضاة االستئناف طبقوا في‬
‫قرارىم نفي النسب بعد أن تبين لهم أن عقد الزواج أبرم بين الطرفين‬
‫يوم‪ 1981-12 -11‬وأن البنت ازدادت يوم‪ 1982-11-16‬أربع‬
‫وستون يوما من تاريخ الزواج‪ ،‬أي بأقل من مدة ستة أشهر أقل مدة الحمل‪،‬‬
‫وان االتصال المزعوم قبل العقد بعد زنا ال ينسب إلى أبيو (‪.)36‬‬

‫‪535‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫‪ -‬القرار رقم (‪ )211478‬المؤرخ في ‪ :1998-11-17‬من المقرر‬


‫قانونا أن أقل مدة الحمل ستة أشهر وأقصاىا عشرة أشهر‪ ،‬ومن ثم فإن‬
‫القضاء بما يخالف ذلك يعد خرقا للقانون‪.‬‬

‫ولما كان ثابتا في قضية الحال‪ ،‬أن مدة حمل المطعون ضدىا أقل‬
‫من الحد األدنى المقرر شرعا‪ ،‬قان قضاة المجلس بقضائهم إلحاق نسبة‬
‫الطفل ألبيو خرقوا القانون ومتى كان كذلك استوجب نقض القرار المطعون‬
‫فيو (‪.)37‬‬

‫ثانيا‪ :‬رأي القضاء الجزائري من خبلل القانون ‪ 12-15‬المتضمن‬


‫قانون األسرة‪:‬‬

‫تم تعديل قانون األسرة في بعض النصوص القانونية‪ ،‬ومن ضمنها‬


‫األحكام المتعلقة بالنسب‪ ،‬من بينها الفقرة الثانية من المادة ‪ 41‬من قانون‬
‫األسرة بنصها‪" :‬يجوز للقاضي اللجوء إلى الطرق العلمية إلثبات النسب"‪.‬‬
‫ومن خبلل ىذه الفقرة فتح المشرع السلطة التقديرية للقاضي في قضايا‬
‫إثبات النسب سواء في اللجوء إليها أو األخذ بها‪ ،‬حيث يتمتع القاضي‬
‫وفق سلطتو بحق تقدير نتائج الخبرة ومحتواىا بما في ذلك األدلة الفنية‬
‫واألخذ فيو بما ىو مجد وترك منو ما يعارض الصواب وىو ما يستقل بو‬
‫قضاة الموضوع‪ ،‬فإن القاضي غير ملزم برأي الخبرة‪ ،‬غير أنو ينبغي عليو‬
‫تسبيب استبعاد نتائج الخبرة‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬

‫فإذا أمر القاضي بالخبرة الطبية إلجراء تحاليل البصمة الوراثية‪ ،‬تعين‬
‫عليو أن يقوم بتعيين خبير مع توضيح مهمتو‪ ،‬التي تكتسي طابعا فنيا بحتا‪،‬‬
‫وىذا كلو مع مراعاة عدم التخلي عن صبلحيات القاضي لفائدة الخبير‪.‬‬

‫ومنو سوف نستعرض بعض قرارات المحكمة العليا فيما يتعلق بإثبات‬
‫نسب الولد غير الشرعي‪ ،‬وتأثير الخبرة الطبية على ىذه القرارات‪.‬‬

‫‪ -‬القرار رقم (‪ )355181‬المؤرخ ‪ :2116-13-15‬يمكن طبقا‬


‫للمادة ‪ 41‬من قانون األسرة إثبات النسب عن طريق الخبرة الطبية‬
‫(الحمض النووي) وال ينبغي الخلط بين إثبات النسب في الزواج الشرعي‬
‫(المادة ‪ 41‬من نفس القانون) وبين إلحاق النسب في حالة العبلقة غير‬
‫الشرعية (‪.)38‬‬

‫‪ -‬القرار رقم (‪ )617374‬المؤرخ في ‪:2111-15-12‬‬


‫االغتصاب ‪ -‬الثابت بحكم قضائي ‪ -‬يعد وطء باإلكراه و يكيف كونو‬
‫نکاح شبهة يثبت بو النسب (‪.)39‬‬

‫الخاتم ة‪:‬‬

‫يعد النسب من الحقوق الجوىرية التي تهدف الشريعة االسبلمية‬


‫والقوانين الوضعية الى حفظها وذلك عن طريق ما شرعو اهلل تعالى اال وىو‬
‫الزواج‪ ،‬ومن ثم كان موضوع نسب ابن الزنا وأثاره من اكثر المواضيع‬

‫‪539‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫الحساسة في مجتمعنا‪ ،‬اذ يبرز المعاناة التي تتكبدىا ىذه الفئة من جراء‬
‫بقائهم بدون ىوية كاملة‪.‬‬

‫ومن خبلل دراستنا لهذا الموضوع من الجانب القانوني مع استظهار‬


‫رأي الشريعة اإلسبلمية لهذه الفئة اتضح لنا ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬اتفق جمهور الفقهاء على أن ثبوت نسب االبن الشرعي من ابيو‬


‫بالفراش واالقرار والبينة‪.‬‬
‫‪ ‬اذا ثبت نسب االبن من ابويو ال يمكن نفيو اال باللعان‪.‬‬
‫‪ ‬الفرق بين ابن الزنا وابن اللعان عند انكار صاحب الفراش لهذا‬
‫الولد‪ ،‬ىو اقرار الزوجة او نفيها للزنا‪ ،‬فاذا اقرت بزنا او ثبت عليها الزنا‬
‫بالبينة‪ ،‬اقيم عليها الحد وكان ابنها ابن زنا‪ ،‬ويكون الحكم ىنا كالحكم اذا‬
‫كانت امو غير فراش‪ ،‬اما اذا انكرت الزوجة ذلك ولم يثبت عليها بالبينة‬
‫الزنا تبلعنا وكان ابنها ابن لعان‪.‬‬
‫‪ ‬إن االبن غير الشرعي األصل فيو أن ينسب إلى أمو أو يكون‬
‫مجهول النسب مطلقا‪ ،‬ذلك أن النسب لو أسباب وطرق محددة شرعا‬
‫لثبوتو‪ ،‬حيث أن الرأي الغالب فقها وقانونا ىو عدم ثبوت النسب من عبلقة‬
‫غير شرعية‪ .‬إال أن دخول التطورات الحديثة عن مجال الجينات على طرق‬
‫النسب فرضت منطقا آخر وقد تم األخذ بها كمساعد ومؤكد لثبوت‬
‫النسب‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬

‫‪ ‬إن المشرع الجزائري لم يتطرق إلى إثبات نسب االبن غير‬


‫الشرعي ألبيو‪ .‬ولكن بمنحو للقاضي إمكانية اللجوء إلى الطرق العلمية‬
‫إلثبات النسب‪ ،‬أدى بالقضاء الجزائري إلى تفسير ىذه القاعدة بإمكانية‬
‫اللجوء إلى البصمة الوراثية‪.‬‬
‫‪ ‬إن القضاء الجزائري عند إقراره إلثبات نسب االبن غير الشرعي‬
‫حث على تأكيد ىذا اإلثبات ضمن وثائق الحالة المدنية‪ ،‬ولم يتناول باقي‬
‫اآلثار المترتبة على ىذه الحالة‪ ،‬بالرغم من أنو أكد على أن اآلثار في ىذه‬
‫الحالة تختلف عن اآلثار المترتبة على البنوة الشرعية‪.‬‬

‫وعلى إثر النتائج السالفة الذكر نقترح ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬محاولة الحد من ظاىرة العبلقات غير الشرعية خارج إطار الزواج‪،‬‬


‫وذلك عن طريق إصدار قواعد قانونية فعالة لمواجهة زيادة ىذه الظاىرة في‬
‫المجتمع بدال من التغاضي عليها‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة صياغة قواعد إثبات النسب ضمن قانون األسرة الجزائري‬
‫بما ال يدع مجاال للتأويل في األحكام القضائية‪ ،‬والفصل بشكل واضح في‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي إلى أبيو بما يحقق مصلحة الطفل‬
‫والمجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬تعديل قانون الحالة المدنية بما يسهل على فئة األطفال غير‬
‫الشرعيين خاصة مجهولي النسب من أجل الحصول على وثائق الحالة‬

‫‪535‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫المدنية خاصة وأن ىناك العديد من ىذه الفئة يعانون من عدم إمكانية‬
‫حصولهم على وثائق الهوية‪ ،‬وىو ما يترتب عليو وجودا واقعيا ال قانونيا‪.‬‬
‫‪ ‬استصدار قرار الزامي بإجراء البصمة الوراثية لؤلطفال غير‬
‫الشرعيين ومجهولي النسب لمعرفة أنسابهم عند البحث عن أىلهم أو‬
‫لمعرفة امهاتهم النتسابهم اليهن شرعا‪ ،‬وعدم اختبلط األنساب عند الزواج‬
‫و الميراث‪.‬‬
‫‪ ‬على الدولة الجزائرية أن تولي اىتماما بالكشف الفني للبصمات‪،‬‬
‫وانشاء المراكز الخاصة بذلك‪ ،‬والتي تتطابق مبادئها مع مبادئ الشريعة‬
‫االسبلمية‪ ،‬موازاة مع المعايير المخبرية العالمية الخاصة‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم دوريات وندوات تتعلق بالواقع تعرف المجتمع بالحقوق‬
‫الشرعية و القانونية التي ضمنها الشرع والقانون البن الزنا‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ - 1‬األمر رقم ‪ 02-05‬المؤرخ في ‪ 2005/02/27‬المتضمن قانون األسرة الجزائري المعدل والمتمم‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ 15‬المؤرخة في ‪ 27‬فبراير ‪.2005‬‬
‫‪ -2‬اآلية ‪ 72‬من سورة النحل‪.‬‬
‫‪ - 3‬اآلية ‪ 54‬من سورة الفرقان‪.‬‬
‫‪ - 4‬عمر بن محمد السبيل‪ ،‬البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في مجال النسب‪ ،‬رابطة العلم‬
‫اإل سبلمي؛ نقبل عن‪ :‬أبي قاسم الحسن األصفهاني‪ ،‬في غريب القرآن‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫بدون سنة نشر‪ ،‬ص‪26.‬‬
‫‪ - 5‬أبي الفضل جمال الدين ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار صادر‪ ،‬لبنان‪ ،1994 ،‬ص ‪755‬‬
‫و‪756.‬‬
‫‪ - 6‬أحمد حمد‪ ،‬النسب في الشريعة والقانون‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار العلوم‪ ،‬الكويت‪ ،1983 ،‬ص ‪73.‬‬
‫‪ - 7‬باديس ذ يابي‪ ،‬حجية الطرق الشرعية والعلمية في دعاوى النسب على ضوء قانون األسرة الجزائري‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪05.‬‬
‫‪ - 8‬باديس ذيابي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪07.‬‬

‫‪349‬‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬
‫‪ - 9‬وىبة الزحيلي‪ ،‬الفقو اإلسبلمي وأدلتو – األحوال الشخصية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬سوريا‪،1985 ،‬‬
‫ص‪.673‬‬
‫‪ - 10‬عماد الدين عبد اهلل الشعار‪ ،‬البصمة الوراثية ومدى حجيتها في إثبات نسب ولد الزنا‪ ،‬رسالة لنيل شهادة‬
‫الماجيستير‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات اإلسبلمية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،2016-2015 ،‬‬
‫ص ‪.07‬‬
‫‪ - 11‬أحمد بن سليمان البوصافي‪ ،‬إثبات النسب بالقرائن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مركز الغندور‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص‬
‫‪.02‬‬
‫‪ - 12‬حسن حسانين‪ ،‬أحكام األسرة فقها وقضاء طبقا آلخر التعديبلت الصادرة بالقانون رقم ‪ 01‬لسنة‬
‫‪ ،2000‬الطبعة األولى‪ ،‬دار اآلفاق العربية‪ ،‬مصر‪ ،2001،‬ص ‪367.‬‬
‫‪ - 13‬جبلل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي‪ ،‬تنوير الحوالك شرح على موطأ مالك‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1971 ،‬كتاب األقضية‪ ،‬ص ‪552.‬‬
‫‪ - 14‬وىبة الزحيلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪680. – 678‬‬
‫‪ - 15‬عبد الكريم زيدان‪ ،‬المفصل في أحكام المرأة والب يت المسلم في الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫الرسالة‪ ،‬لبنان‪ ،1993 ،‬ص ‪332.‬‬
‫‪ - 16‬وىبة الزحيلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪687.‬‬
‫‪ - 17‬وىبة الزحيلي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪ 687‬و‪688.‬‬
‫‪ - 18‬خالد بوزيد‪ ،‬النسب في التشريع الجزائري واإلجهاد القضائي‪ ،‬مذكرة ماجيستير في القانون الخاص‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2011 – 2010 ،‬ص ‪77.‬‬
‫‪ - 19‬باديس ذيابي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 57‬و‪58.‬‬
‫‪ - 20‬محمد مصطفى شلبي‪ ،‬أحكام األسرة في اإلسبلم‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬لبنان‪ ،1983 ،‬ص‬
‫‪.709‬‬
‫‪ - 21‬باديس ذيابي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪64.‬‬
‫‪ - 22‬كمال صالح البنا‪ ،‬المش كبلت العلمية في دعاوى النسب واإلرث‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار عالم الكتب‪،‬‬
‫مصر‪ ،2002 ،‬ص‪14.‬‬
‫‪ - 23‬خالد بوزيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪108.‬‬
‫‪ - 24‬العربي بلحاج‪ ،‬الوجيز في شرح قانون األسرة الجزائري‪" ،‬الزواج والطبلق"‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪ 32‬و‪34.‬‬
‫‪ - 25‬مازن إسماعيل ىنية‪ ،‬إثبات نسب ولد الزنا بالبصمة الوراثية (‪ ،)DNA‬مجلة الجامعة اإلسبلمية_‬
‫سلسلة الدراسات اإلسبلمية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬المجلد السابع عشر‪ ،‬الجامعة اإلسبلمية‪ ،‬غزة‪ ،‬فلسطين‪ 25 ،‬يناير‬
‫‪ ،2009‬ص‪14.‬‬
‫‪ - 26‬عماد الدين عبد اهلل الشعار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪18.‬‬
‫‪ - 27‬أحمد فراج حسين‪ ،‬أحكام الزواج في الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪ ،2004 ،‬ص‪70.‬‬
‫‪ - 28‬علي بن عبد القادر‪ ،‬معجم فقو التمهيد‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،2008 ،‬ص ‪.478‬‬

‫‪541‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫‪ - 29‬أحمد فراج حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪71.‬‬


‫‪ - 30‬عماد الدين عبد اهلل الشعار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪20.‬‬
‫‪ - 31‬مازن إسماعيل ىنية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪16.‬‬
‫‪ - 32‬أحمد بن علي الرازي الجصاص الحنفي‪ ،‬أحكام القران‪ ،‬ت‪ :‬محمد قمحاوي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار إحياء‬
‫التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1996 ،‬ص‪161.-160‬‬
‫‪ - 33‬محمد بن يوسف أطفيش‪ ،‬شرح كتاب النيل وشقاء العليل‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الفتح‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،1972‬ص‪492.‬‬
‫‪ - 34‬مازن إسماعيل ىنية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪15.‬‬
‫‪ - 35‬محمود بن أحمد العيني بدر الدين أبو محمد‪ ،‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري‪ ،‬إدارة الطباعة‬
‫المنيرية‪ ،‬مصر‪ ،2011 ،‬باب إذا دعت األم ولدىا في الصبلة‪ ،‬المجلد السابع‪ ،‬ص ‪ 280‬و‪281.‬‬
‫‪ - 36‬المجلة القضائية‪ ،‬القرار رقم ‪ 35087‬الصادر بتاريخ‪ ،1984/12/17 :‬قضية (ت‪.‬ن‪.‬ب‪.‬أ) ضد‬
‫(ت‪.‬ص‪.‬ب‪.‬أ)‪ ،‬العدد األول‪ ،1990 ،‬ص ‪86‬؛ نقبل عن‪ :‬جمال سايس‪ ،‬االجتهاد الجزائري في مادة األحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات كليك‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪358. -356‬‬
‫‪ - 37‬المجلة القضائية‪ ،‬القرار رقم ‪ 210478‬الصادر بتاريخ‪ ،1998/11/17 :‬قضية (ل‪.‬أ) ضد (د‪.‬إ)‪ ،‬عدد‬
‫خاص‪ ،2001 ،‬ص ‪85‬؛ نقبل عن‪ :‬جمال سايس‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪ 1028‬و‪1029.‬‬
‫‪ - 38‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬القرار رقم ‪ 355180‬الصادر بتاريخ‪ ،2006/03/05 :‬قضية (ب‪.‬س) ضد‬
‫(م‪.‬ع)‪ ،‬العدد األول‪ ،2006 ،‬ص ‪469‬؛ نقبل عن‪ :‬جمال سايس‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬ص ‪1342. -1339‬‬
‫‪ - 39‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬القرار رقم ‪ 617374‬الصادر بتاريخ‪ ،2011/05/12 :‬قضية (ب‪.‬ف) ضد‬
‫(ب‪.‬أ)‪ ،‬العدد األول‪ ،2012 ،‬ص ‪294‬؛ نقبل عن‪ :‬جمال سايس‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬ص ‪.1600 -1597‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع المعتمد عليها‪:‬‬


‫أوال‪ :‬قائمة المصادر‪:‬‬
‫‪ -1‬كتب شرح القرآن الكريم وعلومو‪:‬‬
‫‪ -‬أبي قاسم الحسن األصفهاني‪ ،‬في غريب القرآن‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬درا‬
‫المعرفة‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ -‬أحمد بن علي الرازي الجصاص الحنفي‪ ،‬أحكام القران‪ ،‬ت‪ :‬محمد‬
‫قمحاوي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1996 ،‬‬
‫‪ -2‬كتب الحديث وعلومو‪:‬‬

‫‪342‬‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬

‫‪ -‬جبلل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي‪ ،‬تنوير الحوالك‬
‫شرح على موطأ مالك‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1971 ،‬‬
‫‪ -‬محمود بن أحمد العيني بدر الدين أبو محمد‪ ،‬عمدة القاري شرح‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬إدارة الطباعة المنيرية‪ ،‬مصر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -3‬الكتب الفقهية‪:‬‬
‫‪ -‬وىبة الزحيلي‪ ،‬الفقو اإلسبلمي وأدلتو – األحوال الشخصية‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬سوريا‪.1985 ،‬‬
‫‪ -4‬المعاجم‪:‬‬
‫‪ -‬أبي الفضل جمال الدين ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار‬
‫صادر‪ ،‬لبنان‪.1994 ،‬‬
‫‪ -‬علي بن عبد القادر‪ ،‬معجم فقو التمهيد‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار ابن حزم‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2008 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬قائمة المراجع‬
‫‪ -1‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -‬أحمد بن سليمان البوصافي‪ ،‬إثبات النسب بالقرائن‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬


‫مركز الغندور‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬

‫‪ -‬أحمد حمد‪ ،‬النسب في الشريعة والقانون‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار العلوم‪،‬‬


‫الكويت‪.1983 ،‬‬

‫‪ -‬أحمد فراج حسين‪ ،‬أحكام الزواج في الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬الطبعة‬


‫األولى‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪543‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫‪ -‬باديس ذيابي‪ ،‬حجية الطرق الشرعية والعلمية في دعاوى النسب على‬


‫ضوء قانون األسرة الجزائري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫‪ -‬جمال سايس‪ ،‬االجتهاد الجزائري في مادة األحوال الشخصية‪ ،‬الطبعة‬


‫األولى‪ ،‬منشورات كليك‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ -‬حسن حسانين‪ ،‬أحكام األسرة فقها وقضاء طبقا آلخر التعديبلت‬


‫الصادرة بالقانون رقم ‪ 01‬لسنة ‪ ،2000‬الطبعة األولى‪ ،‬دار اآلفاق العربية‪،‬‬
‫مصر‪.2001 ،‬‬

‫‪ -‬خالد بوزيد‪ ،‬النسب في التشريع الجزائري واإلجهاد القضائي‪ ،‬مذكرة‬


‫ماجيستير في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪– 2010 ،‬‬
‫‪.2011‬‬

‫‪ -‬عبد الكريم زيدان‪ ،‬المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في‬


‫الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الرسالة‪ ،‬لبنان‪.1993 ،‬‬

‫‪ -‬العربي بلحاج‪ ،‬الوجيز في شرح قانون األسرة الجزائري‪" ،‬الزواج‬


‫والطبلق"‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫‪ -‬كمال صالح البنا‪ ،‬المشكبلت العلمية في دعاوى النسب واإلرث‪،‬‬


‫الطبعة األولى‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬

‫‪ -‬محمد بن يوسف أطفيش‪ ،‬شرح كتاب النيل وشقاء العليل‪ ،‬الطبعة‬


‫الثانية‪ ،‬دار الفتح‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1972 ،‬‬

‫‪344‬‬
‫إثبات نسب االبن غير الشرعي (ابن الزنا) بين تقييد الشريعة اإلسبلمية وإطبلق القانون الوضعي‬
‫والتطبيقات القضائية‬

‫‪ -‬محمد مصطفى شلبي‪ ،‬أحكام األسرة في اإلسبلم‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الدار‬


‫الجامعية‪ ،‬لبنان‪1983. ،‬‬
‫‪ -2‬المقاالت‪:‬‬

‫‪ -‬مازن إسماعيل ىنية‪ ،‬إثبات نسب ولد الزنا بالبصمة الوراثية (‪،)DNA‬‬
‫مجلة الجامعة اإلسبلمية_ سلسلة الدراسات اإلسبلمية‪ ،‬العدد األول‪،‬‬
‫المجلد السابع عشر‪ 25 ،‬يناير ‪ ،2009‬الجامعة اإلسبلمية‪ ،‬غزة‪،‬‬
‫فلسطين‪.‬‬
‫‪ -3‬المذكرات والرسائل واألطروحة‪:‬‬

‫‪ -‬عماد الدين عبد اهلل الشعار‪ ،‬البصمة الوراثية ومدى حجيتها في إثبات‬
‫نسب ولد الزنا‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماجيستير‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬السعودية‪.2016-2015 ،‬‬
‫‪ -4‬النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪ -‬األمر رقم ‪ 02-05‬المؤرخ في ‪ 2005/02/27‬المتضمن قانون‬


‫األسرة الجزائري المعدل والمتمم‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 15‬المؤرخة في‬
‫‪ 27‬فبراير ‪2005.‬‬
‫‪ -5‬اإلجتهاد القضائي‪:‬‬

‫‪ -‬المجلة القضائية‪ ،‬العدد األول‪.1990 ،‬‬


‫‪ -‬المجلة القضائية‪ ،‬عدد خاص‪.2001 ،‬‬
‫‪ -‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬العدد األول‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬العدد األول‪.2012 ،‬‬

‫‪545‬‬
‫د‪ .‬شريف ىنية‬ ‫لعباني نهال مريم‬

‫‪349‬‬

You might also like