Professional Documents
Culture Documents
Publication Nadjib Beniyache
Publication Nadjib Beniyache
Publication Nadjib Beniyache
َّ
الشعبية الديمقراطية
َّ
الجامعية2023 / 2022 : السنة
ـ فهرس املوضوعات )5 – 3(....................................................................................................................................................
املحور الثاني :نظرية النحو الوظيفي (نشأتها ،وتعريفها ،وموضوعها) )36 - 26(.................................................................
1وظيفة اللغات الطبيعية األساسية هي التواصل بين الناطقين بها )40 - 37(.................................................................
ّ َّ
اللساني هو وصف القدرة التواصلية )40(...............................................................................................
2موضوع الدرس ِّ
ُّ
3اكتساب اللغة )40(...............................................................................................................................................................
4النحو الوظيفي نظرية للتركيب والداللة منظورا إليهما من وجهة نظر تداولية أي يدرس التركيب والداللة في إطار
التداول )42 - 41(......................................................................................................................................................................
َّ
محد َدة ُّ 5
تعد الوظائف الداللية ،التركيبية والتداولية مفاهيم أولى ال وظائف مشتقة من بنى تركيبية
)43 - 42(....................................................................................................................................................................................
3
ّ
اللساني )46 - 43( ........................................................................................................................................
6هدف البحث ِّ
املحور َّ
الرابع :نموذج الجملة في النحو الوظيفي)63 – 47(...................................................................................................
1الجملة من منظور َّ
نظرية النحو الوظيفي )50 - 47(.........................................................................................................
َّ
العربية )57 - 50(............................................................................................................. العامة للجملة َّ
النحوية َّ 2البنية
َّ
العربية )51 – 50(................................................................................................................................ – 1 – 2بنية الجملة
َّ
العربية )55 – 51(............................................................................................................ َّ
األساسية للجملة – 2 – 2البنية
َّ
العربية )57 – 55(............................................................................................................... َّ
التحتية للجملة – 3 – 2البنية
ّ
املكونات )63 - 57( ................................................................................................................................................... َّ
3نظرية ِّ
َّ
األساسية للجملة )60 – 58(........................................................................................................... – 1 – 3مكونات البنية
– 2املعجم )64(.........................................................................................................................................................................
4
– 2قواعد صياغة املحمول )76(.............................................................................................................................................
– 3قواعد إدماج مؤشر َّ
القوة اإلنجازية )77 – 76(..............................................................................................................
1نموذج ما قبل املعيار أو النموذج النواة (ديك )81 - 80( .................................................................................... )1978
5
قائمة الرموز املستعملة
املقوالت:
6
سغق = مستغرق حم = محتمل
أ د = أداة م = عام
ز م = زمان ص = خاص
7
الوظائف التركيبية: مه = مكان التكلم
متق = متقبل
املواقع:
رموز عامة:
8
ّ
املخصص اإلنجازي = 4π
س = ّ
متغير القضية ي
و = ّ
متغير الواقعة ي
ع = 1مفرد
= "يتوقع في"
9
فهرس أهم املصطلحات املستعملة في املطبوعة
:بالفرنسية :بالعربية
11
Signifiants داليات
Signifiance دالية
Signification داللة
Entité ذوات/ذات
Queue / Tail )ذيل (وظيفة تداولية
Liage ربط
Liage référentielle ربط إحالي
Rang ( ordre ) / Order رتبة
Connecteurs روابط
Temps زمن
les Conductifs )سلوكيات (أفعال
Trait سمات/سمة
Contexte سياق
Contexte linguistique سياق لغوي
Sémiotique ّ
سيميائية
Sémiologie سيميولوجيا
Formel صوري
Mode صيغة
Implicite ضمني
Strate de performation طبقة اإلنجاز
Strate de localité طبقة التأطير
Relations عالقات
Relation de communication عالقة التبليغ
Signe عالمة
Science de la communication علم االتصال
La Syntaxe )علم التركيب (النظم
Acte referential فعل اإلحالة
Acte Illocutoire فعل إنجاز
Acte de Discours فعل خطاب
Acte Rhétique فعل داللي
12
Acte phatique / Acte
التلفظ/فعل صوتي
d'énonciation
Acte propositionnel فعل قضوي
Acte locutionnaire فعل قول
Acte de parole فعل كالم
Acte de langage فعل لغوي
Module قالب
Module social قالب اجتماعي
Module de perception قالب إدراكي
Module pragmatique قالب تداولي
Module prosodique قالب تطريزي
Module sémantique قالب داللي
Module logique قالب منطقي
Module grammatical قالب نحوي
Modulaire قالبي
Proposition قضية
Modules قوالب
Force illocutoire قوة إنجازية
Force illocutoire latérale قوة إنجازية حرفية
Force illocutoire imliquée قوة إنجازية مستلزمة
Adéquation psychologique كفاية نفسية
Adéquation typologique كفاية نمطية
Parole كالم
Universaux كليات
Langage لسان
Linguistique de la phrase لسانيات الجملة
Linguistique du texte لسانيات النص
Langue لغة
Thème ّ
)تداولية مبتدأ (وظيفة
َّ
Emetteur مبلغ
13
ّ
Récepteur مبلغ
ِّ
(Etre en position) ّ متموضع (وظيفة
)داللية
Contenu propositionnel )محتوى (قضوي
Prédicat محمول
Topique / topic محور
Topique de Nouveau محور جديد
Topique donné محور معطى
Spécifiants مخصصات
Corpus مدونة
Syntagme nominale مركب اسمي
Syntagme verbal مركب فعلي
Bénéficier Niveau مستفيد
communicationnel unilatéral
املستوى التبليغي
14
perspective منظور
Agent ّ منفذ (وظيفة
)داللية
Accent نبر
Grammaire / Grammar نحو
Grammaire de Phrase نحو الجملة
Grammaire textuelle ّ نحو
النص
Grammaire de Discours نحو خطاب
Grammaire Fonctionnelle نحو وظيفي
Grammaticalité ّ
نحوية
Système نسق/نظام
Type نمط
Typique نمطي
Typologie ّ
)نمطية (تنميط
Modèle نموذج
Modèle Standard نموذج املعيار
Modèle Pré-Standard نموذج ما بعد املعيار
Modèle Post- Standard نموذج ما قبل املعيار
Noyau نواة
Modalité / s وجوه/وجه
Perspective وجهة
Modale وجهي
Fonctions وظائف
Fonctions Sémantiques ّ وظائف
داللية
Fonctions pragmatiques ّ
تداولية وظائف
15
قائمة األشكال والجداول
واملستقبل )38(......................................................................................................
ِّ املرسل
الشكل ( :)3املوقف الكالمي بين ِّ
16
ُّ ّ َّ ّ
اللساني الحديث بدراسة اللغة في إطار الجملة ،مما أدى إلى ظهور نظريات ومناهج مقدمة :لقد احتفى الدرس ِّ
ّ َّ َّ َّ َّ َّ َّ
الوظيفية ...الخ ،إذ ذهب بعض اللسانيين والنظرية التحويلية، التوليدية والنظرية لسانية مختلفة كالنظرية البنوية،
َّ ُّ
العربية ،أمثال ميشال زكرياء ،وعبد القادر الفاس ي الفهري، العرب املحدثين إلى تطبيق هذه النظريات على اللغة
َّ
التصنيفية التحويلية لتشومسكي ،كما حاول مازن الوعر تطبيق نظرية الداللة َّ َّ
التوليدية حيث طبقا النظرية
َّ ُّ لولتركوك ،في حين َّ
العربية ،باعتبارها تهدف إلى طبق أحمد املتوكل نظرية النحو الوظيفي لسمون ديك على اللغة
ّ
الل َّ ُّ
سانية الحديثة. دراسة التراث وإعادة قراءته وتأويله في ضوء النظريات ِّ
ذهبت وزارة التعليم العالي الجز َّ
ائرية إلى برمجة هذا املقياس ضمن مقررات التكوين لطلبة املدارس العليا
لألساتذة ،والحث على تدريسه واالشتغال على محاوره ومفرداته وإجراء ملتقيات دولية ووطنية وندوات من أجل
تبسيطه وتقريبه والبحث في فرص استثماره في العملية التعليمية التعلمية.
17
َّ
املحور التاسع :الجملة املركبة في النحو الوظيفي( .ظاهرة اإلعراب في نحو اللغة العربية الوظيفي ،وأهم
اإلغناءات والتعديالت التي مست الجملة العربية).
َّ
الوظيفية ،من جهة ظروف النشأة وأهم األعالم املحور َّ
األول كان بمثابة مدخل للولوج بالطالب إلى املدرسة
ومجمل األفكار والقواعد العامة ،فكانت بمثابة تفريش نظري يؤهل الطالب القتحام عالم البحث الوظيفي في الجمل
ّ َّ
إال إذا كان ً نظرية النحو الوظيفي ،ذلك َّ ً
وصوال إلى َّ
ملما باألفكار أن الطالب ال يستطيع فهم هذا التوجه والتراكيب،
واملفاهيم السابقة.
َّأما املحور الثاني فعالجت فيه االتجاه الوظيفي عند أحمد املتوكل ،وسلطت الضوء على املناخ العام الذي نشأ
فيه النحو الوظيفي ،وتحديد ماهيته ،واملوضوع الذي ِّاشتغل فيه ،وهذا املحور يزود الطالب بمفاهيم ومعلومات
مفتاحية لفهم النحو الوظيفي.
َّ ُّ َّ ُّ
األساسية العامة لنظرية النحو الوظيفي ،وذلك بتحديد وظيفة اللغة عرضت فيه املبادئ في املحور الثالث
َّ ّ ً
النمطية ،والكفاية وصوال إلى الهدف من البحث اللساني ،واملتمثل في تحقيق ثالثة أنواع من الكفايات؛ وهي :الكفاية
َّ
التداولية. َّ
النفسية ،والكفاية
الرابع الجهاز الواصف للجملة في َّ
نظرية النحو الوظيفي ،وذلك بتحديد مفهوم الجملة، وقد ناقشت في املحور َّ
َّ َّ
العربية خاصة التركيب منها ،وتحديد أنواع العالقات القائمة بينها. والحديث عن األبنية
وخصص املحاور الخامس والسادس والسابع ،لعرض كيفية التمثيل للجملة أو باألحرى اشتقاق الجملة في
الوظيفية ،والبنية َّ
املكونية ،ويتم َّ النحو الوظيفي ،ويتم ذلك عن طريق بناء بنيات ثالث هي :البنية الحملية ،والبنية
بناء هذه البنيات الثالث عن طريق تطبيق ثالث مجموعات من القواعد :قواعد األساس ،وقواعد إسناد الوظائف،
وقواعد التعبير.
َّ
النظرية من ّ
التطورات التي عرفتها هذه في املحور الثامن عالجت فيه نماذج النحو الوظيفي ،واملتمثلة في أهم
حيث بناء الجهاز الواصف ،وصياغته ،وإقامة التواصل.
وجعل املحور العاشر لظاهرة اإلعراب في النحو الوظيفي بأنواعه وأقسامه ،وكذلك الحديث عن أهم اإلغناءاتُ
َّ
العربية. والتعديالت التي طرأت على بنية الجملة
َّ
النظرية وهذا ما يجب على الطالب معرفته في هذا املستوى ،وفي األخير أرجوا أنني قد ّ
حددت اإلطار العام لهذه
َّ
الوظيفية الحديثة. َّ
النحوية
18
املحور َّ
األول:
ً
صحيحا. والتركيز على الجانب الوظيفي ُّللغة ودراستها ككتلة يؤدي إلى فهمها ً
فهما
ُّ
فاللغة ُوجدت من أجل خدمة هدف ،وهذا ما امتازت به عن املدارس األخرى املعاصرة لها ،فهي أداة تواصل
ُ َّ َّ ُ َّ
تحلل بواسطتها التجربة البشرية ،إلى وحدات صغرى دالة تسمى اللفاظم أو األلفاظ ( ،)Monèmesوهي بدورها تقطع
إلى وحدات متتالية أصغر ،منعدمة الداللة تسمى "الصواتم" أو األصوات ( ،)phonèmesتختلف من لغة إلى أخرى
َّ من حيث طبيعتها وعددها ،غير ّأنها محدودة العدد في ّ
كل لغة ،وتحدد اللفاظم والصواتم بواسطة ما يسميه أتباع
ّ
براغ "التقطيع املزدوج" الذي تشترك فيه كل اللغات الطبيعية (املهيري.)1990 ،
ّ
وصنفت هذه اللفاظم إلى ثالثة أنواع هي (فضل:)1978 ،
ّ َّ
اللفاظم املستقلة ( :)Autonomesكبعض الظروف في العربية؛ مثل :حيث ،بعد ،قبل.
َّ
اللفاظم الوظيفية :كحروف ّ
الجر وحروف العطف.
كما اهتمت الحلقة بجانب آخر ،وهو التحليل الوظيفي للجملة ،بمستوياته الثالثة :النحوي والصرفي والداللي،
ُّ
تتفاعل خالل عملية االتصال اللغوي لتنتج الكالم الذي يقوم بالتعبير عن الوظيفة املقصودة .والجملة حسب
املنظور الوظيفي تتألف من (سامسون :)1994 ،املسند واملسند إليه.
ّ
األول :يسمى املحمول ،وينص على حقيقة جديدة تتناول ذلك املوضوع املحدد.
19
ً
مسبقا لدى السامع. الثاني :يسمى املوضوع ،يشير إلى ش يء معروف
وهذه الجملة توضح ذلك :خالد ضرب ً
هندا.
ً
شخصا ضرب "هند" ،ونريد أن نخبره من ضربها ،أي فخالد (مبتدأ) مسند إليه في هذه الحالة السامع يعرف ّ
أن
وهندا (مفعول به) محمول وضرب (فعل) مسند ،والجملة "ضرب ً
هندا" َّ
خبرية. ً
ّ
فاللغة وسيلة للتبليغ قبل ّ ّ وقد ذهب أندري مارتيني إلى َّ
أي ش يء وهي أن وظيفة اللغة البشرية هي التواصل،
ّ ّ
تتميز بقدرتها على التقطيع املزدوج ،ومن أهم املبادئ اللسانية لحلقة براغ ما يلي (فضل:)1978 ،
ّ
اللغوي على َّأنها كسر لنظام التوازن الدائم ،وإعادته ّ ّ
مرة أخرى. تصور املدرسة عملية التطور
كل شامل ،تنتظمه مستويات ّ ّ
اللسانية ّ تتصور الحلقة ّ
ّ
محددة. أن البنيوية
ّ ّ
ترى أن العناصر ِّ
اللسانية والعالقات القائمة بينها متعايشة ومترابطة ،وال يمكن فصلها.
ّ
تتصور الواقع على َّأنه نظام سميولوجي رمزي ،وتميز بين إجراءين مختلفين.
ّ ترى أن اللسانيات البنيوية
ّ ّ ّ ّ
املتحدث عنها بكلمات من اللغة
ِّ املجردة ،وإمكانية تعبير املحددة والذهنية أولهما :التقاط العناصر الواقعية
التي يستخدمها.
ًّ ًّ
عضويا (الجملة) ،ويمكن أن تقوم الكلمة مكان الجملة في التعبير ثانيهما :وضع العالقة املختارة التي تشكل كال
عن الهدف نفسه.
املعجمية ،ورأت َّ
أن القاموس ليس مجموعة َّ دعت املدرسة إلى ضرورة بحث املعالم البنيوية لداللة الكلمات
من الكلمات املنعزلةَّ ،إنما هو نظام تتناسق في داخله هذه الكلمات وتتعارض فيما بينها.
2نظرية النحو النسقي الوظيفي :ظهر النحو النسقي على يد "جون فيرث" ( )John Firthو"هاليدي" ( Mak
األربعينيات وتطور على يد الغربيين الجدد (بعيطيش ،نحو نظرية وظيفية ّ )Hallidayكملمح نظري وظيفي في نهاية
للنحو العربي ،)2006 ،ويبنى النحو النسقي على ثالثة مفاهيم أساسية؛ هي (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري)،
:)1989مفهوم "الوظيفة" ،ومفهوم "النسق" ومفهوم "البنية".
َّ
1 2مفهوم الوظيفة :حدد هاليدي الوظائف األساسية للغة َّ
وبين دور كل وظيفة في ثالثة أدوار هي( :املتوكل
أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري):)1989 ،
1 1 2الوظيفة التمثيلية :تهتم هذه الوظيفة بدراسة الواقع الخارجي أو مراعاة نفسية املتكلم للوصول إلى
معرفة حالة هذه الشخصيات.
20
2 1 2الوظيفة التعالقية :تتمثل هذه الوظيفة في تحديد الدور الذي يتخذه املتكلم إزاء مخاطبه؛ أي
ً ً
إخبارا أو ً تحديد العالقة املوجودة بينهما ،وهذا الدور َّإما أن يكون
أمرا أو سؤاال أثناء عملية التبليغ ،وفي املقابل قد
ّ
ُي َح ّدد موقف املتكلم أو املخاطب من خالل فحوى خطابه؛ إذ يجعله في موقف املتيقن أو املشكك أو املحتمل.
ّ ّ
النصية :تحدد هذه الوظيفة كيفية انتقال الكالم الخطابي إلى نص متماسك متسق 3 1 2الوظيفة
ومنسجم ،والهدف من هذا هو تنظيم الخطاب .يفهم من هذا َّ
أن الوظيفة عند "هاليدي" ،تقوم على مراعاة أحوال
َّ ّ
املتكلم لتحديد وتحقيق َّ
عملية التواصل وفق خطاب منظم.
2 2مفهوم النسق :يقوم النسق (النظامي) لهاليدي على مبدئين أساسين هما (شارف , 2005ـ ):2006
وظائف التراكيب ُت ّ
حدد الخصائص البنيوية (الصرفية ،التركيبية.)...
ِّ
ّ ّ النحو مبني على أساس ّ
تعدد وظائف اللغة ( )multiple fonctionبحسب التركيب أو البناء اللغوي.
ً ً اللغة ًُّ أن هاليدي ُّمن خالل هذين املبدئين نجد َّ
وتركيبا لتحقيق النسق نحوا وصرفا ينص على ضرورة إتقان
ّ
فاللغة ًإذا «غنية ،يجد مستعملها ما ّ
يعبر به عن كل أفكاره ومشاعره» (أحمد ،)1989 ،فيقوم النسق العام النظامي،
ُّ
لكل لغة من اللغات على ثالثة أنساق تعكس الوظائف الثالث حسب التطابق اآلتي (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية
َ
(مدخل نظري) :)1989 ،يطابق نسق "التعدية" الوظيفة التمثيلية ،ويطابق نسقا "الصيغة" و"املحور" الوظيفتين
ّ
و"النصية". "التعالقية"
ً
انطالقا هذا التطابق سنعرض هذه األنساق كما يأتي (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري):)1989 ،
1 2 2نسق التعدية :تقوم الجملة العربية على مفاهيم داللية؛ هي :الحدث واملشاركين في الحديث
وظروف الحدث.
ّ ً
أوال :املشاركان؛ هماّ :
واملتقبل. املنفذ
ّ أ ّ
املنفذ :هي الذات املحدثة للحدث ،ب املتقبل :هي ذات محط تأثير الحدث.
ّ
الذوات التي تقوم بدور ثانوي بالنسبة للحديث ،كظروف ّ ّ ً
الزمان واملكان واألداة وغيرها. ثانيا :الظروف :هي
ففي الجملة اآلتية :ضرب عمر ً
زيدا البارحة في املقهى.
ً ً ً
حدثا يمثله الفعل َ
ُ
"عمر" ،ومتقبال "ض َر َب" ،ومنفذا للحدث ّ
تتضمن هذه الجملة بالنظر إلى نسق التعدية
ً ّ للحدث ً
"زيدا" ،وظرفا يمثل الواقعة الذي جرى فيه الحدث "البارحة" واألداة "في" ومكان الحدث "املقهى" ،ويمكن
تلخيص هذا بالشكل اآلتي (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري):)1989 ،
21
في املقهى البارحة ً
زيدا عمر ضرب
ظروف مشاركون
جـمـلـة
قضية صيغة
22
في املقهى البارحة ً
زيدا عمر ضرب
قضية صيغة
تعليق محور
جديد معطى
ّ
الوظيفي مع مجموعة من الباحثين حتى ظهرت نظرية ّ
النحو ً
فشيئا ّ يتطور ً
شيئا ّ من هنا بدأ املنحى الوظيفي
ّ
بجامعة أمستردام والتي يرأسها الباحث اللساني الهولندي "سيمون ديك" ( ،)Simon Dikوكان َّأول من َّ
قدم الصياغة ِّ
العامة للنحو الوظيفي سنة 1978م وأرس ى مبادئها وأسسها ،وانتقل هذا املنحى إلى العالم العربي في السنوات األولى
ّ
من الثمانينيات كنظرية نحوية وظيفية إلى املغرب األقص ى على يد اللساني الباحث أحمد املتوكل ،ولم يكن هذا
االستنبات ،ومرحلة ّ ً ً
التأصيل ،ومرحلة اإلسهام َ مر بثالث مراحل وهي :مرحلة نقال َّ مجر ًدا ،وإنما كان
نقال َّ النقل
و ّ
التطوير.
ّ
وأساسية بين االتجاهات املرحلة األولى :أخذت نظرية النحو الوظيفي حين نقلت إلى املغرب مكانة ّ
هامة
ّ
اللسانية الحديثة التي كانت سائدة آنذاك ،وعلى أسها االتجاه البنيوي واالتجاه التوليدي التحويلي ،وكذلك ّ
الدرس ر
ُّ
اللغوي العربي القديم نحوه وبالغته.
ّ ُ املرحلة الثانية :هي مرحلة ّ
التأصيل التي َّ
تم من خاللها ربط نظرية النحو الوظيفي بالفكر اللغوي العربي القديم
ّ يمتد بواسطة َّ
أصل ملنحى وظيفي عربي ُّ على أساس َّ
أن هذا األخير ّ
الدرس اللساني الوظيفي الحديث.
ّ
املرحلة الثالثة :بدأ اللسانيون الوظيفيون املغاربة بصفة خاصة والعرب بصفة عامة ،اإلسهام في تطوير نظرية
َّ
العربية. النحو الوظيفي في
23
حكرا على جامعة محمد الخامس بالرباطمرت بها نظرية النحو الوظيفي في بداية األمر ً كانت هذه املراحل التي َّ
ً
فشيئا إلى بلدان أخرى كالجزائر وليبيا وتونس ومصر والعراق وسوريا ،وكذا بلدان الخليج (املغرب) ،ثم انتقلت ً
شيئا
العربي أين عرفت ً
رواجا ً
كبيرا ،إذ تبناها مجموعة من الباحثين (مليطان.)2014 ،
َّ
السبعينيات "فان فالين" ( )Van. Valinو"فولي" 4نظرية التركيب الوظيفي :هي «نظرية ّ
نحوية اقترحها في نهاية
ُ
( ، )Volyويطلق عليها في بعض األحيان "نحو األدوار واإلحالة"» (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري).)1989 ،
تنتج الجملة في هذه النظرية عبر بنيات ثالث هي (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري) :)1989 ،بنية داللية أو
(أدوارية) ،وبنية صرفية تركيبية ،وبنية تداولية أو (إحالية) ،في حين ترصد هذه البنيات الثالث ثالثة أنساق من
القواعد؛ هي :قواعد صرفية تركيبية ،قواعد داللية ،قواعد تداولية.
ً ّ
الل ّ ُت ّ
غوية انطالقا من املبدأ حدد الخصائص الوظيفية الخصائص الصورية (التركيبية ،الصرفية) ،للعبارة
ً
مكو ًنا مستقال،
عد ّ السابقة؛ أي َّ
إن التركيب ال ُي ُّ املنهجي العام ،الناتج عن التفاعل القائم بين أنساق القواعد الثالثة ّ
مكون يدخل في تفاعل مع ّ ً
خالفا لنماذج األنحاء التوليدية ،بل هو ّ
املكونين اآلخرين (الداللي والتداولي) إلنتاج وهذا
البنية الصرفية التركيبية.
1 4البنية التركيبية الصرفية :تنتج البنية التركيبية الصرفية عن التفاعل القائم بين خصائص البنيتين
ابية ،إذ تتموقع ّ
املكونات ذات الحمولة الداللية والتداولية ،ويتجلى ذلك في ترتيب ّ
املكونات وفي الظاهرة اإلعر َّ
املكونات ذات الحمولة اإلخبارية "الجديدة" في ّ
حيز األول من الجملة ،في حين تتموقع ّ حيز املوقع َّاإلخبارية "املعطاة" في ّ
اللغة العربية تقديم املفعول على الفاعل؛ أي َّ ّ
إن املفعول يكون بين الفعل املواقع األخيرة ،وهذا ما نالحظه في
يتقدم املفعول على الفاعل ً
وفقا للخاصيتين عمرو ،في هذه الحالة ّ ضرب زي ًدا ُ
َ والفاعل ،كما هو في املثال اآلتي:
ً ّ ّ
والتداولية اآلتيتين (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري) :)1989 ،أن يكون حامال للمعلومة املعطاة، الداللية
ً
املتقاسمة بين املتكلم واملخاطب ،وأن يكون داال على محط الحديث في الجملة؛ أي هو الركيزة األساسية التي يدور
ُ جوابا لهذا السؤال :من ضرب ً "زيدا" في الجملة السابقة قد يكون ً فاملكون ً
ّ
زيدا؟ وهذا الجواب حامال عليها الحديث،
ّ ودال على اهتمام ّ ّ
السائل ،أو ما يشكل محط اهتمام للمعلومة التي يتقاسم معرفتها كل من املتكلم واملخاطب،
املكون الفاعل ُع َم ُر ،وهذا ما جعله يتأخر عنه ،بالنظر إلى وظيفته
يتقدم على ّ زيدا" ّ املكون " ً
الحديث ،وهذا ما جعل ّ
التركيبية (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري))1989 ،؛ أي عندما نجيب عن سؤال نعرفه وال نجهله ،تكون
والسامع ،وبالتالي يتحقق ُّ ّ
املتكلم ّ
تقدم املفعول عن الفاعل ،وهناك نوع آخر من التقديم وهو ِّ املعلومة معروفة بين
عمرا ضربه ُ
زيد. تقديمه على الفعل؛ مثل الجملة ّ
اآلتيةً :
2 4البنية الداللية :تقوم البنية الداللية للجملة ،في نظرية التركيب الوظيفي على مفهومين أساسيين؛ هما:
مفهوم األدوار الداللية أو املحورية ومفهوم انقسام املحمول إلى مجموعة من املحموالت األساسية ،فقام "فان فالين
ّ
املتحمل ،ويعرفان ّ
أساسيين :دور العامل ودور وفولي" باختزال األدوار الداللية ملوضوعات املحمول في دورين ّ
دالليين
24
يدل عليها وهو ما يعرف عند "ديك" الدال على املشارك الذي ينجز الواقعة ،التي ّ كاآلتي :يحمل دور "العامل" املوضوع َّ
ّ
(املتقبل). "املتحمل" املوضوع ّ
الدال على املشارك الذي ال ينجز وال يراقب أية واقعة بل يتأثر بها ّ باملنفذ ،ويحمل دور
ّ ّ املكون "عمرو" ّ السابقة (ضرب عمرو ً
زيدا البارحة في املقهى) يحمل ّ ففي الجملة ّ
الداللي "العامل" لكونه الدور
ّ
"املتحمل" ،لكونه ُّ املكون ً
أن ّ ً
داال على املشارك املنجز للواقعة ،في حين َّ
يدل على املشارك "زيدا" يحمل الدور الداللي
ّ
املتأثر بالواقعة املنجزة.
ّ
أساسية أولى ،وهذه األخيرة تنقسم إلى محمول "غير حركي" وينقسم مدلول املحمول أو معناه إلى محموالت
ومخصص أو "رابط" ،مثال ذلك املحمولين :مات وقتل.
الد ّ
اللية كاآلتي( :أصبح ال حي (س)). أ "مات" يمكن صياغة بنيته ّ
ً
فعال يمكن صياغته كاآلتي [ :س يفعل ً
شيئا ] جعل [ أصبح ال حي (ص)] .فالفعل "جعل" ب "قتل" باعتباره
ّ
الدالة على الحدث املعلل (بكسر الالم) والجملة َّ
جمليا ،يربط بين جملتين اثنتين :الجملة َّ
ًّ ً ُّ
الدالة على يعد رابطا
َّ
الحدث املعلل (بفتح الالم).
تميز نظرية التركيب الوظيفي بين ثالثة املكونات ال تأخذ األهمية نفسها في البنية الداللية ،لذا ّ
أن جميع ّ كما َّ
ً ً ّ قطاعات؛ هي :النواة والصلب والهامش ،فمحمول الجملة ً
دائما يشكل النواة سواء أكان املحمول محموال بسيطا أم
تعد موضوعات للمحمولَّ ،أما هامش الجملة ّ ّ
ويشكل صلب الجملة العناصر التي ُّ ً ّ
فيدل على املشاركين محموال مرك ًبا،
الثانويين في الحدث ،كاملشارك "املستفيد"؛ أي الظروف الزمانية واملكانية (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري)،
.)1989
ً ّ
التصور تكون البنية الداللية للجملة السابقة "ضرب عمر زيدا البارحة في املقهى"؛ كاآلتي (املتوكل أ،. ً
ونظرا لهذا
اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري):)1989 ،
جـمـلـة
ّ
التصور الذي يهدف إليه الوظيفيون هنا يتجاوز حدود التحليل النحوي التقليدي (املتمثل في تحليل عناصر َّ
إن
ّ
التركيب وتحديد القيمة الوظيفية لكل عنصر) ،بل يتعدى ذلك إلى محاولة فهم ما يدور في ذهن املتكلم من خالل
تصنيف عناصر الكالم بين ما هو أساس ي (نواة) وما هو صلب وبين ما هو هامش.
25
وعلى هذا األساس ،تكون البنية ّ
العامة للجملة كما يلي (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري):)1989 ،
هامش ُ
صلب نواة
جـمـلـة
َّ
3 4البنية التداولية :يقصد بالبنية التداولية" ،البنية املنظمة على أساس األدوار الخطابية التي تحملها
َّ ّ
مكونات الجملة" (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري) .)1989 ،ويتحكم في تنظيم بنية الجملة نوعان من
املكونات بالنظر إلى حمولة الجملة اإلخبارية ،أضف إلى ذلك ّ
مكون رئيس املعلومات "قديمة" " /جديدة" ،التي تحملها ّ
ّ
يشكل مركز االهتمام ،والذي يبنى عليه باقي ّ
مكونات الجملة ،يصطلح عليه "القيمة التداولية" أو مصطلح "العماد".
ً كما َّ
أن هناك فرقا بين مصطلح العماد ومصطلح املحور ،فالعماد عنصر من عناصر الجملة ،بينما املحور
يتموقع خارج الجملة ،ويفصل بفاصلة أو وقف ،كما يتضح من خالل الجمل اآلتية:
()1
ُي َع ُّد املكونان "امرؤ القيس" و "خالد" عنصرين داخلين في البنية الحملية ،وفي املقابل يكونان خارجين عن البنية
الحملية في الجملتين اآلتيتين:
()2
1نشأة نظرية النحو الوظيفي :تكون البداية مع الحقبة الزمنية التاريخية لنظرية النحو الوظيفي ،كنظرية
ّ
غربية ترجع أصولها األولى إلى مدينة أمستردام الهولندية ،والتي أرس ى أسسها وقواعدها العالم اللغوي "سيمون ديك"
متعددة كانت بمثابة نقطة وضع بها اإلطار العام النظري واملنهجي لهذه ّ ( ،)Simon Dikوذلك من خالل أبحاث
ّ ّ
كبيرا لدى أتباعه الذين أجروا دراسات متعددة ّ رواجا ًالنظرية ،التي عرفت ً
طبقت على مختلف اللغات الهولندية
ّ
واإلنجليزية والفرنسية والعربية ...وهذا ما جعلها تأخذ مكانة علمية متميزة بين النظريات اللسانية الحديثة عامة،
ً ّ ّ والنظريات النحوية خاصةُّ .
التداولية األكثر استجابة لشروط التنظير من جهة وملقتضيات النظرية الوظيفية وتعد
َّ غوية من جهة أخرى ،كما يمتاز َّ الل َُّّ ّ
التداولية بنوعية النحو الوظيفي على غيره من النظريات "النمذجة" للظواهر
لغوية النحو العالقي ،ونحو األحوال ،الوظيفة ،ونظريات مصادره ،فهو محاولة لصهر بعض من مقتراحات نظريات َّ
ّ ّ َّ ّ الل َُّّ َّ
اللسانيمصوغ حسب مقتضيات النمذجة في التنظير ِّ صوري غوية أثبتت قيمتها في نموذج فلسفية نظرية األفعال
َّ ُّ َّ
العربية.)1985 ، التداولية في اللغة الحديث (املتوكل أ ،.الوظائف
ً الل َُّّ وكان منطلق النشأة االقتناع َّ
غوية ،خاصة منها ما يتضمن وصال بين املفردات بأن مقاربة خصائص العبارات
َّ
والتداولية تفضل مقاربتها على أساس املقوالت َّ
والتركيبية َّ
الداللية أو بين الجمل على أساس العالقات أو الوظائف
ُّ َّ ّ ّ َّ
الشجرية كاملركب االسمي أو املركب الفعلي الذي ال ورود له إال في بعض اللغات ،من خالل هذه املقاربة «أصبح
ً َّ الل َُّّ
وظيفية ال ترتيب فيها تتخذ دخال ملجموعة من القواعد (تختلف باختالف غوية بنية التمثيل التحتي للعبارات
سطحية َّ
َّ ُّ
مرتبة» (العناني.)2009 ، اللغات) تنقلها إلى بنية
رواجا ً
كبيرا ،وأقيمت لها محافل دولية أوربية ،وكانت البداية األولى نظرا لهذا ،عرفت نظرية النحو الوظيفي ً ً
ً
لهذه النظرية مع مبدأين أساسيين هما (ديك 1997 :أ ،15 ،نقال عن :املتوكل:)2006 ،
وجهها "سيمون ديك" سنة 1968م للتحليل الذي ّ ً
أوال :االنتقادات التي ّ
قدمه النموذج املعيار للبنيات العطفية،
قدم ديك سنة ً
تجاوزا لهذا القصور َّ وهو انتقاد كشف لنا قصور هذا النموذج في تحليله لبعض أنماط الجمل ،لكن
ّ
اللغوية املعاصرة ،وأعاد َّ ً 1978م و 1989م ً
النظر فيها سنة 1997م، طرحا بديال يتمثل في اإلجابات عن أهم األسئلة
َّ
البشرية (DIK, 1997) ،وكذا تقديم تحليل كاف أفرز نتائج ّ ُّ َّ
أهمها: تم من خاللها وصف اللغات
ّ
تتحدد وظيفة اللغة في النحو الوظيفي عن طريق التفاعل االجتماعي؛ أي التواصل بين أفراد املجتمع.
إال في إطار تواصلي ،في حين ّ َّ ّ يرى النحو الوظيفي ّ
أن القدرة أن القدرة؛ أي قدرة املتكلم ال يمكن تحديدها
ّ
التواصلية هي قدرة املتكلم على التفاعل االجتماعي ،وإنجاز نسق االستعمال اللغوي.
ّ
يتم االكتساب اللغوي عبر سلسلة من االكتشافات التي يقوم بها الطفل ،والتي يهدف من خاللها إلى تأسيس
نسق لغته األم.
يقوم النحو الوظيفي بدراسة التركيب والداللة من منظور تداولي.
27
الربط بين املفردات أو بين الجمل ،وعلى هذا األساسّ ،
اللغوية عن طريق َّ ّ ّ ً
فإن تتحدد خصائص العبارات ثانيا:
ّ ً الوظائف ّ
الداللية ،والتركيبية والتداولية يمكن مقاربتها انطالقا من املقوالت الشجرية ،كاملركب االسمي أو املركب
َّ ُّ ّ َّ
العربية ،في حين خلص النحو الوظيفي إلى ثالث أطروحات رئيسة الفعلي ،الذي ال يرد إال في بعض اللغات مثل اللغة
هي (الزهري ن:)2014 ،.
ُّ ُّ َّ
أن مستعمل اللغة يصدر عن نموذج ذهني واحد ،مهما اختلفت مجاالت استعمال اللغة.
َّ ُّ
اللغات مجاالت ال تستلزم بناء َّ َّ
نظرية مستقلة لكل أن مقاربة التواصل وتحليل النصوص والترجمة وتعليم
مجال ،بل يجب أن تؤول إلى إطار نظري ومنهجي واحد.
َّ
لسانية واحدة تجمع بين كفايتين اثنتين :كفاية أن مقاربة هذه املجاالت وغيرها يجب أن تؤطرها نظرية َّ
ُّ ً ُّ
موضوعا قائم الذات وكفاية اإلجراء في القطاعات ذات الصلة باللغة. الوصف والتفسير في دراسة اللغة باعتبارها
َّ
ولقد ظلت نظرية النحو الوظيفي تكتسب املزيد من االنتشار إلى جانب املزيد من االغتناء املعرفي بفضل الندوات
ُ َّ
الدولية التي تعقد كل سنتين منذ اثنتين وعشرين سنة (امستردام 1984م) ،وانتويرب (1986م) ،وامستردام
(1986م) ،والدانمارك (1970م) ،وانتويرب (1992م) ،ويورك (1994م) ،وقرطبة (1996م) ،وامستردام (1998م)،
واملحمدية (1999م) ،ومدريد (2000م) ،وبني مالل (1991م) ،وامستردام (2002م) ،وأكادير (2003م) ،وخيخون
ً
(2004م) ،وسان باولو بالبرازيل (2006م) (ديك 1997 :أ ،15 ،نقال عن :املتوكل.)2006 ،
ُ ّ النظرية العالم العربي عبر جامعة محمد الخامس ّ َّ
بالرباط ،وشكلت "مجموعة البحث في حيث دخلت هذه
َّ ّ
الوظيفية" ،وذلك بفضل جهود الباحثين املغاربة املنتمين إلى هذه املجموعة ،وبهذا أخذت التداوليات اللسانيات
ّ
نظرية النحو الوظيفي مكانته في البحث اللساني العربي الحديث ،وقد تم ذلك اعتمادا على أربع طرق رئيسة هي (ديك:
ً
1997أ ،15 ،نقال عن :املتوكل :)2006 ،التدريس والبحث األكاديمي والنشر وعقد ندوات دولية داخل املغرب نفسه.
ُ ً
أوال :لقد ش ِّرع في تدريس النحو الوظيفي في مستهل الثمانينيات بجامعة محمد الخامس بالرباط ،وبالتحديد في
شعبتي الفرنسية واللغة العربية معا ،ثم توسع تدريسه ليشمل جامعات أخرى داخل املغرب ،مثل جامعة الحسن
الثاني بالدار البيضاء ،وجامعة القاض ي عياض بمراكش ،وجامعة ابن زهر بأكادير ،وجامعة عبد املالك السعدي
بتطوان ،وبهذا توسعت دائرة التدريس عبر كافة جامعات املغرب.
هذا وقد عمل أساتذة ومفتشو التعليم الثانوي على إدراج النحو الوظيفي إلى هذا القطاع التعليمي عن طريق
ً
الكتاب املدرس ي إلى جانب النحو العربي القديم والنحو التوليدي التحويلي (ديك 1997 :أ ،15 ،نقال عن :املتوكل،
.)2006
ً
كبيرا من البحث األكاديمي الجامعي باملغرب ،حيث ُهيئت رسائل
قسطا ً ً
ثانيا :لقد أخذت نظرية النحو الوظيفي
إجازة أطروحات دكتوراه ال يستهان بعددها وقيمتها العلمية بجامعة محمد الخامس وغيرها من الجامعات املغربية
التي استهدفت وضع أنحاء وظيفية للغة العربية الفصحى أساسا و لدوارجها وللغات األمازيغية املغربية والفرنسية.
ً
ثالثا :بموازاة البحث األكاديمي الصرف قام لسانيو "مجموعة البحث في التداوليات واللسانيات الوظيفية"
بأعمال نشرت بالعربية و بلغات أجنبية داخل املغرب منها (املتوكل ( )1985و ( )1986و ( )1987و ( 1988أ و ب) و
( )1989و (1993أ َو ب) 1995 ،و 1996و 2001و 2003و 2005ب) ونعيمة الزهري ( ))1997و(عز الدين البوشيخي
28
(2005أ َو ب)) و(جدير ( 2005و ))2006وخارج املغرب ( املتوكل ( 1984و 1987و 1988و 1989و 1990و 1996و
1998و 1999و 2004و 2005أ و ج)) و (جدير ( 1998و 2000و .)2003
كان املغرب جسرا لعبور النحو الوظيفي إلى أقطار عربية أخرى ،إذ َّ
تبوأ الصدارة داخل الوطن العربي منذ ُّ
الربع
َ
األخير من القرن العشرين (األوراغي ،)2010 ،وبفضل املؤلفات والبحوث املغربية َدخ َل الجزائر وتونس وموريطانيا
والعراق وسوريا بدرجات متفاوتة في التبني ورقعة االنتشار.
ّ َّ
اللساني املغربي الزاخر ،وأن ُيعايش يمكن القول إن النحو الوظيفي استطاع أن يحتل موقعه داخل البحث ِّ
ً
باقي مكوناته القديمة والحديثة ،وأعانه على ذلك ثالثة أمور أساسية هي (ديك 1997 :أ ،15 ،نقال عن :املتوكل:)2006 ،
اجتهاد الباحثين الدائم املستمر الذين ّ
تبنوه.
ً
مغايرا في البحث. انتهاجه ً
نهجا
أنه لم يستهدف قط إقصاء املقاربات األخرى.
كبيرا بالنحو الوظيفي ،وأولو له عناية كبيرة ،وهذا ما جعل الجامعات ً
اهتماما ً أن املغاربة اهتمواولهذا نجد َّ
َّ ُّ ّ
العربية. وتدرسه كمقياس مهم في قسم اللغة األخرى تتبناه ِّ
ّ النحو الوظيفيَّ : ّ
املتكون من (النحو إن أول ما يجب اإلشارة إليه هو تفكيك مصطلحات هذا العنوان 2مفهوم
ّ
تردد هذان املصطلحان في مؤلفات اللسانيين العرب والغربيينَّ ، والوظيفة) ،إذ ّ
فتكرر مفهومه في مؤلفاتهم في أزيد من
إن الكثير من َّ ُّ
اللبس املوجود في الكثير من األذهان ،إذ َّ
الدارسين ال موضع وأكثر من مرجع ،والهدف من هذا هو إزالة
يميزون بين النحو الوظيفي املتوكلي والوظيفية املارتينية والتداولية ،ما يهمنا هنا هو أن نبين مفهوم النحو ومفهوم
الوظيفة لتحديد ماهية النحو الوظيفي.
1 2مفهوم النحو:
1 1 2لغة :ذكرت للنحو لغة املعاني التالية (منظور):
القصد ،والتحريف ،والصرف ،واملثل ،واملقدار ،والجهة أو الناحية ،والنوع أو القسم ،والبعض.
وجاء في أساس البالغة للزمخشري «ن ح :وهو على أنحاء شتى ،ال يثبت على نحو واحد ونحوت نحوه ،وعنده
مائة رجل ،وإنكم لتنظرون في ُن ُحو كثيرة ،وفالن نحوي من ّ
النحاة ،وانتحاه :قصده ،وانتحى لقرنه :عرض له ،وانتحى
ونحاه من مكانه تنحية فتنحى عنه ،وتنحى ّ
عني ،وناحيته مناحاة :صرت نحوه وصار على شقه األيسر :اعتمد عليه ّ ،...
29
من خالل هذا التعريف حاول "ابن جني" أن يجمع بين علمين في علم واحد ،أال وهما علم النحو وعلم الصرف،
ُ
يصلح ّ
التفريق بينهما؛ َّ
ألن علوم العربية تطلب ذلك أنه كان يطلق علم النحو ويراد به النحو والصرف معا ،...وال
بعضها ،فهي ٌّ
كل متكامل.
عرفه ابن عصفور بقوله« :النحو علم مستغرق باملقاييس املستنبطة من استقراء كالم العرب املوصلة إلى ً
ثانياَّ :
معرفة أحكام أجزائه التي يتألف منها» (عصفور.)1972 ،
ٌ ٌ ً
(األ َّب ٌ
ذي)2001 ،؛ عرف أحوال أواخر الكلم العربية إفر ًادا وتركيبا»
ذي" إذ يقول«:النحو علم به ُي َ
األ َّب ٌ ثالثاَّ :
عرفه "
ً
وتركيبا. أي كل ما يتعلق بحركات اإلعراب والقواعد املتعلقة بالجملة ،هذا هو معنى قوله إفر ًادا
كل مستوياتها ّاللغة بأسرها في ّ ُّ َّ
وجل علومها» (املكارم.)2006 ،
ِّ ِّ والنحو «يشمل
ويفسر الواقع الذي تستهدفه ّ والنحو كما جاء في نظرية النحو الوظيفي ،هو «نموذج صوري يرصد ويصف َّ
ّ ُ ُّ
اللغة ُ
املجردة التي تصف وتحلل مجرد أو هو مجموعة من الجمل نسق النظرية اللغوية» (مليطان)2014 ،؛ أي
وتفسر خصائصه دون اللجوء إلى وظيفته. ّ
َ ّ
اللسانيات الحديثة تعريف النحو ُليك ِّّمل هذين التعريفين السابقين كما يأتي« :يشير مصطلح وجاء في معجم ِّ
عنى بوصف التركيب اللغوي أو البنية اللغوية للغة النحو أو قواعد اللغة تقليديا إلى د اسة أحد أقسام اللغة الذي ُي َ
ر
كون جمال مقبولة في هذه اللغة،... ُ ّ
من اللغات ،والطريقة التي ترتبط بها وحداتها اللغوية ،كالكلمات وأشباه الجمل لت ِّ
وقد تضم قواعد اللغة أيضا وصفا ألصوات اللغة ،ونظام صرفها ،كما فعل النحاة العرب في كتبهم (الكتاب)
"لسيبويه" ،وكتاب املقتضب "للمبرد"» (وآخرون.)1997 ،
من خالل هذه التعريفات يظهر أن النحو يتوسع ليشمل القواعد الصوتية واملعجمية والداللية أيضا؛ أي يصف
ُّ
الل َّ ّ
غوية. ويفسر التركيب الجملي البنيوي واألصوات
ّ
هذا عن مفهوم النحو عند العربَّ ،أما عند الغربيين فأكتفي بذكر املفاهيم الثالثة التي ذكرها "املتوكل" وهي
ً
(ديك 1997 :أ ،15 ،نقال عن :املتوكل:)2006 ،
النحو في مقابل اللسانيات.
النحو باعتباره فرعا من فروع الدرس اللغوي.
النحو باعتباره نمذجة صورية للواقع اللغوي.
َّأوال :النحو في مقابل اللسانيات :فرق علماء اللسانيات بين مرحلتين في الدرس اللغوي ،وهما:
مرحلة قديمة وهي مرحلة الدراسات النحوية ،ومرحلة حديثة وهي مرحلة اللسانيات ،وهذه األخيرة مرتبطة
بظهور كتاب "فرديناند دي سوسير" الشهير (محاضرات في اللسانيات العامة).
ً
والفرق بين هاتين املرحلتين فرق هام ،يمكن حصره في أربع نقاط؛ وهي (ديك 1997 :أ ،15 ،نقال عن :املتوكل،
:)2006ظروف اإلنتاج واملوضوع والهدف واملنهج.
أ ظروف اإلنتاج :استفادت اللسانيات الحديثة من علوم مختلفة لم يستفد منها الدرس اللغوي القديم ،ومن
ُّ أهم هذه العلوم :املنطق ،والفلسفة ،وعلم النفس ،والرياضيات الحديثة والرقمنة ...وهو ما لم يتح َّ
للدرس اللغوي
القديم وإن كان له ً
أيضا محيطه الفكري والثقافي الخاص به.
30
الدراسة :كان موضوع الدراسات اللغوية القديمة ال يجاوز حدود اللغة الواحدة والتقعيد لها ،فيب موضوع ّ
ً ّ ّ
موضوعا لها على اختالف أنماطها. اللسانيات الحديثة جعلت من اللغات البشرية حين أن موضوع ِّ
َّ ُّ
ج الهدف :كان َه َدف اللغويين القدماء هو تعليم اللغة ،والحفاظ عليها من أن يشوبها الفساد واللحن ،بينما
تهدف الدراسات اللسانية الحديثة إلى فهم اللغة البشرية وتحقيق نحو كلي يضطلع برصد خصائص اللسان
الطبيعية بوجه عام.
ّ
د املنهج :اللسانيات الحديثة بنت أنحاءها من خالل ما نظرت له؛ أي َّإنها بنت نماذج خاضعة لقواعد
االستنباط وقوانين الصورنة العلميةّ .أما النحو القديم فيقوم على أوصاف متفرقة ألبواب نحوية مختلفة ،لكن هذا
ُّ ال يعني َّ
أن روح التنظير غير موجودة عند قدماء اللغويين.
ّ ُّ ثانيا :النحو باعتباره ً
فرعا من فروع الدرس اللغوي الحديث (اللسانيات) :يطلق مصطلح النحو ويراد به
ّ إحدى دروس الدرس اللغوي قديمه وحديثه ،التي ُتعنى بالصرف أو التركيب أو هما ً
معا ،إال أن النحو بهذا املعنى
ً
محصورا في التركيب تارة ،و في التركيب والصرف ُيحيل على مستوى من مستويات التمثيل أو التحليل .ويكون التحليل
تارة أخرى ،كما أنه كذلك يتعالق مع مستويات أخرى كاملستويين الصوتي والداللي.
ثالثا :النحو باعتباره نمذجة صورية للواقع اللغوي" :النمذجة" هي «عملية بناء الجهاز الواصف ،وتنظيم
مكوناته بحيث يكفل التمثيل املالئم للظاهرة أو (الظواهر) املروم رصدها ،ويتم بناء الجهاز الواصف (أو النموذج)
ُ َّ
املتضمنة في النظرية التي تخ ِّل ُف ُه» (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري)،
َّ انطالقا من املبادئ املنهجية
.)1989
توسع وأطلق على نظريات لسانية مختلفة ،كالنحو أصبح مصطلح النحو يطلق على الجهاز الواصف نفسه ،ثم َّ
املعجمي الوظيفي ،والنحو التوليدي التحويلي ،والنحو املركبي ّ
املعمم ،ونحو األحوال ،والنحو الوظيفي .وتقوم منهجية
ً الطابع الوظيفي ،والتي َّّ ّ
مرت بمرحلتين؛ هما (ديك 1997 :أ ،15 ،نقال اللساني الحديث على املبادئ املنهجية ذات الدرس ِّ
عن :املتوكل:)2006 ،
ً ً ً
ومكونا يمثل الجوانب مكونا يمثل الجوانب التداولية أوال :كان النموذج يبنى على مجموعة من املكونات:
الداللية والصرفية التركيبية والصوتية.
ً ً
ثانياُ :يصاغ النموذج على أساس القالبية ،وهذه األخيرة تتكون من مجموعة من القوالب فيكون بعضها دخال أو
ً
خرجا لبعض.
2 2مفهوم الوظيفة:
فتكرر مفهومه في مؤلفاتهم في أزيدَّ تردد مصطلح "الوظيفة" في مؤلفات اللسانيين العرب والغربيين املحدثين، َّ
ّ
من موضع وأكثر من مرجع ،وهو اتجاه تجاوز الدراسات اللسانية البنيوية واللسانيات التوليدية التحويلية كما َّأنه ال
يفصل اإلنتاج اللغوي عن شروطه الخارجية ،كما يفعل البنويون الذين يعتبرون الكالم والفرد املتكلم والسياق غير
اللغوي عناصر خارجة عن اللغة ،بل يهتم باإلنتاج اللغوي والوظيفة التي تؤديها الكلمة داخل الجملة ،وعليه يمكن
التطرق إلى أهم التعريفات التي اهتمت بكلمة (الوظيفة) ،واستعماالتها في املجال اللغوي واالصطالحي.
31
1 2 2لغة:
إن الباحث في املعاجم اللغوية تستوقفه جملة من املعاني تختص بالجذر اللغوي ملادة (و .ظ .ف) ،وخير من
تناول هذا املصطلح اللغوي التداولي هو ابن فارس في مادة (و ظ ف) «الواو و الظاء و الفاء :كلمة تدل على تقدير
فت له ،إذا قدرت له كل حين شيئا من طعام أو رزق ،ثم ُ َّ
وظ ُ
استعير ذلك في عظم الساق ،كأنه ش يء ش يء .يقال
َّ
مر َي ِّظ ْف ُهم، َ
البعير ،إذا قصرت له القيد .ويقالَّ : وظ ُ
فت مقدر ،وهو ما فوق الرسغ من قائمة الدابة إلى الساق .ويقال
ُ َّ
أي يتبعهم كأنه يجعل وظيفه بإزاء أوظفتهم» (فارس.)1972 ،
يقدر له في كل يوم من رزق أو طعام أو علف قال ابن منظور (ت711هـ) الذي يقول« :الوظيفة من كل ش يء :ما َّ
ً ُ ُ أو شراب ،وجمعها َ
توظيفا :ألزمها إياه ،وقد وظفت له توظيفا والوظف ،ووظف الش َيء على نفسه ووظفه الوظائف
ُ
والوظيف لكل ذي أربع :ما فوق ُّ
الرسغ إلى مفصل الساق» على الصبي كل يوم حفظ آيات من كتاب هللا عز وجل،
(منظور ،لسان العرب.)1992 ،
وجاء في لسان العرب وفق الصيغ اآلتية (منظور ،لسان العرب:)1992 ،
ووظيفا يدي الفرس :ما تحت ركبتيه إلى جنبيه ،ووظيفا رجليه :ما بين كعبيه إلى جنبيه .وقال ابن األعرابي:
َ ُ ُ
وظفةالوظيف من ُرسغي البعير إلى ركبتيه في يديه ،وأما في رجليه فمن رسغيه إلى عرقوبيه ،والجمع من كل ذلك أ ِّ
وظفا إذا أصبت وظيفه.ُوو ُظف .ووظفت البعير َأظ ُفه ً
ِّ
ُ
الوظيفة في املعجم الوسيط هي« :ما ُي َق َّدر من عمل أو طعام أو رزق وغير ذلك في زمن َّ
معين و العهد والشرط
ُ
وظائف ووظف :أي ُن َو ُب ُ ُ ُ ُ
ود َول» (العربية.)1972 ، املعينة( ،ج) ُوظف ،ووظائف .ويقال :للدنيا
واملنصب والخدمة َّ
ما يمكن الوصول إليه من خالل هذه املعاني ،هو أن كلمة الوظيفة بالرغم من تعدد معانيها ،إال أنها لم تخرج
جزءا منه ،أو ما اعتاده الكائن فلم يستطع التخلي عنه ،سواء كان في تركه ضرر عن كونها ما الزم الش يء فأصبح ً
وهالك ،كالطعام والشراب لإلنسان والحيوان ،أو لم يكن ذلك.
َّ َّ َّ
املستمدة من الثقافة العربية اإلسالمية التي الحضرية َّأما املعنى اآلخر لكلمة الوظيفة ،فقد ارتبط بالحياة
سادت العالم ،وتمثل ذلك بصفة خاصة في صيغتي فعل وظف ومصدره التوظيف ،فقد ورد بمعنى االلتزام أو
اإللزام ،كأن يلتزم اإلنسان بش ئ معين ،أو يلزم غيره به ،كإلزام شيخ الكتاب مثال حفظة القرآن من الصبيان
املتعلمين حفظ مقدار معين من اآليات القرآنية كل يوم ...وقريبا من هذا املعنى ،استعملت الصيغتان السابقتان في
التراث الصوفي ،حيث كان شيخ الطريقة "يوظف" على املريد األوراد أو "الوظائف" التي تصبح بمثابة شرط أو عهد
يلتزم به املريد ليصبح من أهل النسبة أو الطريقة (الكريم.)1997 ،
ً
اصطالحا: 222
لقد اشترط أندري مارتني في قاموسه (املرشد األبجدي في اللسانيات) أمرين اثنين؛ فقال« :إن التحديد الصحيح
لوظيفة اللغة البد أن يستجيب لشرطين:
مالحظة استعماالتها (أي مالحظة سلوكات املستعملين للغة).
الدراسة الداخلية لهذه األداة (اللغة)» ).(Martinet, 1969
32
استنادا إلى هذا ،يمكن أن نميز بين الوظيفة املركزية للغة ووظائفها الثانوية ،إذ يتفق أغلب اللسانيين على أن
وظيفتها املركزية هي التبليغ ) ،)communicationكما تعرفه نظرية اإلخبار ،كاستعمال لوضع ( )codeمن أجل نقل
ّ
تمكن الناس من إقامة عالقات بينهم رسالة تمثل تحليال ما ملعطيات التجربة من خالل وحدات سميولوجيةِّ ،
(بعيطيش ،نحو نظرية وظيفية للنحو العربي.)2006 ،
وبهذا املفهوم ترتبط الوظيفة بكلمتين أساسيتين من مشتقاتها (وظيفي ،وظيفية) ،فالوظيفية
ً
مذهبا ظهر أثرها في التحليل الوظيفي الذي أمدتنا به الفونولوجيا ،والذي حقق جملة من (ّ )fonctionnalisme
بعدها
ِّ
الوظائف على مستوى الوحدات الصوتية (في مستوى التقطيع الثاني) ،مثل الوظيفة التمييزية والتعويضية...
أما مفهوم الوظيفة عند أحمد املتوكل ،فيرتبط بثالثة أنواع؛ هي :الوظيفة عالقة والوظيفة ً
دورا والوظيفة جسر
العبور.
ّ ً
مكونين أو
الوظيفة عالقة« :حين يرد مصطلح الوظيفة داال على عالقة ،فاملقصود هنا العالقة القائمة بين ِّ
مكونات في املركب االسمي أو الجملة» (املتوكل أ ،.التركيبات الوظيفية قضايا ومقاربات.)2005 ،
يعني هذا البحث عن وظيفة العالقة التي يمكن أن تقوم بين عناصر الجملة الواحدة أو بين الجملة داخل نفس
النص أو بين النصوص التي ينتظمها الخطاب الواحد .وقد صنف املتوكل هذه العالقات إلى أربعة أصناف؛ هي (املتوكل
املوسط (مقاربة وظيفية موحدة لتحليل النصوص والترجمة وتعليم اللغات) :)2011 ،وظائف داللية ،ووظائف َّ أ ،.الخطاب
تركيبية ،ووظائف تداولية ،ووظائف بالغية.
ُ
ولهذا نجد مصطلح الوظيفة متداوال في جل األنحاء الشكلية (الصورية) ،وفي األنحاء ذات املنحى الوظيفي ،ففي
األنحاء الصورية «يستعمل هذا املصطلح للداللة على العالقات التركيبية كعالقة الفاعل واملفعول غير املباشر»
(املتوكل أ ،.التركيبات الوظيفية قضايا ومقاربات ،)2005 ،وفي األنحاء ذات املنحى الوظيفي ،يستخدم مصطلح الوظيفة
ً ّ للداللة على العالقات التي يمكن أن تقوم داخل الجملة أو داخل املركبَّ ،
وقدم لنا املتوكل مثاال لذلك ،أن النحو
الوظيفي يميز بين ثالثة مستويات من الوظائف :وظائف داللية (منفذ متقبل مستقبل) ووظائف تركيبية (فاعل
مفعول) ووظائف تداولية (البؤرة املحور).
ّ دورا :يقصد َّ الوظيفة ً
بالدور «الغرض الذي تسخر الكائنات البشرية اللغات الطبيعية من أجل تحقيقه»
(املتوكل أ ،.التركيبات الوظيفية قضايا ومقاربات)2005 ،؛ أي وظيفة تأدية اللغة عند اإلنسان من أجل تحقيق
ّ
الهدف املرجو الوصول إليه ،وبالتالي جعل املتوكل التواصل بنية أساسية وضرورية ال يمكن فصلها عن بنية اللغة.
َّ
املوسط (مقاربة وظيفية موحدة ّ
املوسط وظيفة ثالثة؛ وهي (املتوكل أ ،.الخطاب وأضاف املتوكل في كتابه الخطاب
لتحليل النصوص والترجمة وتعليم اللغات):)2011 ،
الوظيفة جسر العبور :يقصد بجسر العبور "الترجمة"؛ أي نقل نص من لغة إلى أخرى ،وهذا النقل ّإما أن
يكون على مستوى البنية السطحية ،أو على مستوى البنية التحتية أي عن طريق استنساخ اإلطار ّ
الصرفي التركيبي
َّ ُّ ّ
للنص املصدر مع إدماج مفردات اللغة الهدف فيه ،وال يحصل هذا في مستوى اللفظ بل على مستوى املعنى.
ّ ّ
الوظيفي: 3 2تعريف النحو
ّ
لقد حاولنا من خالل دراستنا لكتب أحمد املتوكل إيجاد تعريف عام وشامل للنحو الوظيفي ،إال أننا اكتفينا
ببعض التعاريف التي جاء بها بعض الدارسين والباحثين في هذا املجال ،أمثال الباحث عبد الرحمان الجندي ،الذي
33
ّ
يرى بأن املتوكل ركز في أبحاثه ودراساته على «إبراز التفاعل القائم بين الخصائص البنيوية للعبارات اللغوية
واألغراض التواصلية التي تستعمل هذه العبارات وسيلة لبلوغها» (الجندي ،د ت).
يسعى النحو الوظيفي من خالل هذا إلى تحقيق الهدف التواصلي ،ويقول الجندي في موقف آخرَّ :
إن النحو
َّ ُّ
الل ّ
املقامية التي تنجز فيها» (الجندي ،د ت). غوية للجمل والظروف الوظيفي «يربط بين البنية
من خالل هذين التعريفين ،جمع "محمد مليطان" النحو الوظيفي في جملة واحدة إذ يقول« :هو نحو ُّ
يعد
خصائص اللسان الطبيعي الصورية التركيبية والصرفية والصوتية مقومات غير مستقلة عن الداللة والتداول وال يتم
َّ
وصفها وتفسيرها إال باللجوء إلى عوامل داللية وتداولية» (مليطان .)2014 ،يعني هذا أن النحو الوظيفي ال يكتفي
ّ بالخصائص التركيبية والصرفية والصوتية ،بل تجاوز ذلك إلى الداللة والتداول؛ ّ
ألن الجانب َّ
التداولي ما هو إال نتاج
عالقة ربط البنية باملقام الذي أنجزت فيه.
ّ ّ ُّ َّ
ويعرف "كونو" ( )Kunoالنحو الوظيفي أنه «مقاربة لتحليل البنية الل َّ ّ
التواصلية األهمية للوظيفة غوية تعطي
ّ
البنيوية» (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري).)1989 ، لعناصر هذه البنية باإلضافة إلى عالقتها
ّ َّ هذا دليل على َّ
أن النحو الوظيفي يقوم على مبدإ التركيبات الوظيفية ،وهذه األخيرة تحلل كما يرى كونو
َّ
التواصلية» (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري).)1989 ، «البنيات التركيبية على أساس وظائفها
3موضوع النحو الوظيفي:
يشير املتوكل إلى أن الفكر اللساني الحديث يمكن حصره في ثالث مراحل :مرحلة الجمع والتصنيف ،ومرحلة
ً
وصفيا يالئم سائر أنماط اللغات الطبيعية ،حيث التنظير ،ومرحلة التنميط ،وهذه األخيرة يفترض أن تكون ً
إطارا
يصبح لكل لغة من اللغات نحو وظيفي كاف ،الش يء الذي يحتم على النحو أن يتضمن مستويات للتمثيل ترقى إلى
رصد جميع أنماط اللغات ،وتعكس في ذات الوقت مبادئ النظرية وفرضياتها الجوهرية ،وغرضها هو غرض نحوي.
وموضوع نظرية النحو الوظيفي هو القدرة التواصلية املتمثلة في (القدرة النحوية +القدرة التداولية) ،وذلك من
خالل نموذج مستعمل اللغات الطبيعية .ومستعملوا اللغة الطبيعية ال يتواصلون فيما بينهم إال بخطابات ،ولهم
قدرة تواصلية متكاملة؛ أي مجموعة من الكفايات ،كالكفاية املعرفية والكفاية اللغوية والكفاية اإلدراكية والكفاية
َّ َّ املنطقية ،وال تصل النظرية َّ
حد التكامل إال إذا رصدت هذه الكفايات كلها ولم تقف عند حدود الكفاية اللغوية
ّ
تمكنه من تحقيق أغراض معينة بواسطة اللغة ،وهي وحدها ،والقدرة التواصلية «هي معرفة املتكلم للقواعد التي ِّ
تتألف من خمس ملكات :امللكة اللغوية امللكة املنطقية امللكة املعرفية امللكة اإلدراكية امللكة االجتماعية»
الل َّّ
سانية. (أوشان ،)2005 ،وحصيلة كل هذا امللكة ِّ
َّ َّ
إذن ،تنطلق نظرية النحو الوظيفي من نقطة مفادها أن الجملة (بنية منجزة) هي نتاج املقام؛ أي إنها جاءت
لخدمة املقام الذي استدعى التلفظ بها أو إنجازها على هيئة مخصوصة (بالنظر إلى كيفية ترتيب عناصرها ،وبالنظر
إلى ما هو مذكور وما هو غير مذكور ،وبالنظر ً
أيضا إلى التنغيم الذي قيلت به ،)...دليل هذا:
ً
ّأنها نسق من الوحدات ال يمكن تحديد بعض خصائصها إال بمراعاة ظروف إنتاجها انطالقا من مقاصد
متلفظيها أثناء عملية التبليغ ،أو «على أساس أنها تجليات لخصائص وظيفية مرتبطة بالغرض التواصلي املروم
إنجازه» (املتوكل ،الجملة املركبة في اللغة العربية ،)1988 ،ولتوضيحها أكثر يمكن أن نستعين بالتعريف الذي َّ
قدمه املتوكل
للخطاب ،وذلك بقوله :الخطاب «كل إنتاج لغوي يربط فيه ربط تبعية بين بنيته الداخلية وظروفه املقامية (باملعنى
34
الواسع)» (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (بنية الخطاب) ،)2001 ،ويقصد بربط التبعية في تعريفه هذا
«أن بنية الخطاب [ والجملة نوع من األنواع التي يتحقق فيها الخطاب*] ليست متعالقة بالظروف املقامية التي ُي ّنتج
ً
فيها فحسب ،بل إن تحديدها ال يمكن أن يتم إال وفقا لهذه الظروف» (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات
الوظيفية (بنية الخطاب).)2001 ،
الصلة بالغرض التواصلي الذي تؤديه ،فقد رأى يحيى بعيطيش أن مفهومها يجب أن تحديد الجملة شديد ّ وبما َّ
ِّ
منتقدا عدم وضوح هذهً قدم في نظرية "أفعال الكالم"؛ أي َّإنها فعل لغوي ،يقول بعيطيش ربطه بالتصور الذي ّ
ِّ
َّ ً
الرؤية عند سيمون ديك واملتوكل قائال« :إن املتتبع املتفحص ألدبيات نظرية النحو الوظيفي ،أبحاث "سيمون ديك"
واضحا ملفهوم الجملة ،يربطها بمفهوم الفعل اللغوي وفق ً ً
تعريفا ً
خصوصا في مراحلها األولى ال يجد أو "املتوكل"
طرح أوستين ( )Austinوتلميذه سورل ( ... )Searleمن جهة ،على الرغم من الصلة الوثيقة بين مفهوم الجملة بصفة
أن املتوكل عندما تناولها سنة 1989في كتابهعامة ومفهوم الفعل اللغوي عند سورل بصفة خاصة ...أضف إلى ذلك َّ
عامة لها ،في إطار نظري ّ
عام ال يختلف عن اإلطار (اللسانيات الوظيفية :مدخل نظري) اقتصر على تقديم خالصة َّ
قدم فيه للوظيفية في الفكر اللغوي العربي القديم أو الفكر اللساني الحديث ...ولم يربطها كما سبقت العام الذي ّ
أساسا على استثمار الفعل اللغوي عند أوستين وغرايس اإلشارة بمفهوم الجملة في نظرية النحو الوظيفي الذي ارتكز ً
( )Griceوإغناء مفاهيم سورل بصفة خاصة وتطويرها» (بعيطيش ،الفعل اللغوي بين الفلسفة والنحو (عرض وتأصيل ملفهوم
الفعل اللغوي لدى فالسفة اللغة ونظرية النحو الوظيفي) ،ضمن كتاب :حافظ اسماعيلي علوي ،التداوليات (علم استعمال اللغة)،
.)2011
كبيرا في نظرية النحو الوظيفي؛ يقول« :أما في اعتمادا ًً لقد اقترض املتوكل مصطلح الفعل اللغوي واعتمده
الدرس اللساني الحديث ،فقد اقترضت نظريات لسانية ذات توجه تداولي أو (وظيفي) ثنائية (الفعل اللغوي املباشر /
الفعل اللغوي غير املباشر) املقترحة في (نظرية أفعال الكالم) وتبنتها في إطار ثالثية تميز بين ثالثة مفاهيم هي :النمط
الجملي ،والقوة اإلنجازية األصلية ،والقوة اإلنجازية املستلزمة» (املتوكل أ ،.الخطاب وخصائص اللغة العربية(دراسة في
أن الجوانب التداولية [ وهي أهم ما تميز به التوجه الوظيفي أيضا« :من املعلوم َّ
الوظيفة والبنية والنمط) .)2010 ،ويقول ً
املسمى (فلسفة اللغة العادية) ،حيث عولجت هذه َّ في دراسة اللغة ] درست ،أول ما درست ،في إطار التيار الفلسفي
الظواهر من قبيل (اإلحالة) و(األفعال اللغوية) و(االستلزام الحواري) ...وقد انتقلت هذه املفاهيم املرتبطة بهذه الزمرة
إن مجموعة من النظريات اللغوية التوليدية منها من الظواهر عن طريق االقتراض إلى حقل الدراسات اللغوية ،إذ َّ
ُّ َّ
وغير التوليدية وظفت هذه املفاهيم في وصفها للغات الطبيعية» (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري).)1989 ،
ومن ثمة ،فمصطلح الفعل اللغوي ،وما يتعلق به من مفاهيم مختلفة (القوة اإلنجازية ،واملحتوى القضوي،
يعد من أهم املرتكزات التي يقوم عليها مفهوم الجملة في نظرية النحو الوظيفي ،ولذلك يجب أن يعتمد عليه ُّ ،)...
بيرا في تعريف الجملة ،يقول بعيطيش« :لكن املتفحص املدقق للمبادئ األساسية التي تقوم عليها هذه ً
اعتمادا ك ً
ّ التحليالت َّ التبليغية ،وبصفة أخص َّ
َّ
التداولية القائمة على مفهوم القوة اإلنجازية النظرية ،خاصة مبدأ الوظيفة
ّ
النظرية ،إال أن مفهومها يرتبط الرغم من شيوع مصطلح الجملة في هذه َّ َّ
( )force illocutoireيدرك بسهولة أنه على َّ
العادية ...والفكرة ََّ ُّ َّ
العامة لهذه النظرية هي أن تحليلها لجمل بنظرية األفعال اللغوية لدى فالسفة اللغة بشكل واضح
ً َّ
اللغات الطبيعية يقوم على أساس أنها ال يمكن تحديد خصائصها إال بظروف إنتاجها ،انطالقا من مقاصد متلفظيها
أثناء عملية التبليغ ،وبالتالي تكون اللغة وظيفة وبنية ،والجملة في النهاية فعل لغو ّي» (بعيطيش ،الفعل اللغوي بين
* يدل قول املتوكل اآلتي( :كل إنتاج لغوي) ،فإننا قصدنا إيرادها على وجه اإلطالق دون تحديد حجم الخطاب لكي تحيل على الجملة أو
جزء الجملة أو على مجموعة من الجمل.
35
الفلسفة والنحو (عرض وتأصيل ملفهوم الفعل اللغوي لدى فالسفة اللغة ونظرية النحو الوظيفي) ،ضمن كتاب :حافظ اسماعيلي
علوي ،التداوليات (علم استعمال اللغة) ،)2011 ،لكن هل يمكن حصر الجملة وتحديد غرضها في الفعل اللغوي فقط؟.
ّ
جيدا َّأنه ال
املتوكل من كتابات تتعلق بدراسة الجملة العربية من منظور وظيفي يدرك ً
ِّ
إن املدقق فيما ّ
قدمه َّ
منا من الفعل اللغوي القوة اإلنجازية وحدها) ،ذلك أنهيمكن حصر مفهوم الجملة في الفعل اللغوي فقط (إذا َفه َ
ِّ
يعد أحد الجوانب املشكلة للجملة (الغرض الذي سيقت له الجملة) ،إضافة إلى جوانب أخرى أبرزها البنية املكونةُّ
سمع نطق
املستقبل
ِّ َّ املرسل
ِّ
السياق
َّ
وللسياق دور كبير في التأثير في املوقف الكالمي أي أنه ينقل الخطاب الكالمي بين املرسل واملستقبل (امللخ.)2007 ،
َ ّ َّ ً
فالتواصل إذا ال يتحقق إال إذا كان فيه متكلم ومخاطبّ ،ربما يسأل سائل إذا كان الشخص يخاطب نفسه،
ً ً
مثال يسجل حديثه بآلة تسجيل ويسمعه؛ هل ُّ
خطابا؟ يعد هذا
38
َ ذهب العلماء إلى َّ
أن مثل هذا الصنف ال يحقق التواصل ،ودليلهم على ذلك هو انعدام املخاطب.
ُّ
د وظائف اللغة عند هاليدي ثالث هي (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري) :)1989 ،الوظيفة التمثيلية،
النصية .هذه الوظائف مستقلة تؤدي كلها إلى وظيفة واحدة هي وظيفة التواصل، ّ والوظيفة التعالقية ،والوظيفة
ّ
شخصين في موقف تواصلي معين يقتض ي اإلحالة على واقع خارجي أو واقع داخلي مرتبط بذات أحد ّ والتواصل بين
كل متكامل (كل وظيفة تكمل األخرى). اختل أحد هذه العناصر الثالثة؛ أي هو ُ
ّ املتخاطبين ،ال يتم هذا التواصل إذا
دعم "سيمون ديك" ما جاء به "جاكبسون" و"هاليدي" على أن «التواصل عملية ذات أبعاد مختلفة: هـ لقد َّ
ُبعد عالقي ُوبعد توجيهي ُوبعد إخباري ُوبعد تعبيري ُوبعد استثاري ،تتكامل كلها لتأدية وظيفة التواصل» (املتوكل أ،.
اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري) ،)1989 ،وهذا التواصل نشاط اجتماعي يتمكن بواسطته املتكلمون من تبادل
َ
معلوماتهم التداولية ،وذلك إما بالنظر إلى العالقة القائمة بين املتكلم واملخاطب ويسمى بالتواصل العالقي ،أو بالنظر
ً ً ً
(تواصال ً ً
أمريا) أو قوال (تواصال إلى فحوى الخطاب وهذا التواصل تواصل توجيهي ،فيكون الفعل املطلوب َّإما عمال
ً ً ً ً ً ً
تعبيريا) أو استثارة إحساس (تواصال إخباريا) أو التعبير عن إحساس (تواصال استفهاميا) أو اإلخبار عن ش يء (تواصال
ً
استثاريا) ،ويمكن توضيح عملية التواصل هذه حسب املخطط اآلتي (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري):)1989 ،
ّ
إال ّ َ
أن هذا التواصل ال يرقى قوة ويمكن للتواصل أن يؤدى عبر قنوات أخرى غير قناة اللغة كاإلشارة والصورة،
ً ً
وإفهاما من التواصل الذي يتم عبر قناة اللغة (ديك 1997 :أ ،15 ،نقال عن :املتوكل.)2006 ، ودقة
39
ّ 2موضوع َّ
الدرس اللساني هو وصف القدرة التواصلية :قبل الخوض في هذا املوضوع يجب معرفة معنى
ُّ
الل َّ
غوية ،إذ عرفها أحمد املتوكل بأنها« :املعرفة التي يختزنها املتكلم السامع عن طريق القدرة التواصلية أو القدرة
ً ّ
متناه من العبارات السليمة» (ديك 1997 :أ ،15 ،نقال عن :املتوكل، االكتساب ،والتي تمكنه من إنتاج وتأويل عدد غير ٍ
ً
.)2006يعني هذا أن املتكلم لديه معرفة مكتسبة ومسبقة من خالل احتكاكه بأفراد مجتمعه ،وبالتالي ينتج جمال غير
متناهية.
ُّ ُّ ّ ّ ً
سأبين التشابه واالختالف بين تصورين هما :تصور اللغويين الوظيفيين، انطالقا من موضوع البحث اللسانيِّ ،
ّ
اللغويين غير الوظيفيين ،فاالتفاق حاصل في وصف ومعرفة املتكلم َّ ُّ
السامع للغتهَّ ،أما االختالف فيتمثل وتصور
ً
فيما يأتي (ديك 1997 :أ ،15 ،نقال عن :املتوكل:)2006 ،
َّ ُّ ُّ
تصور اللغويين غير الوظيفيين املشتغلين في إطار النظرية التوليدية التحويلية التشومسكية على أن القدرة
ً اللغوية تنحصر في قدرتين :قدرة نحوية وقدرة تداولية ،على أساس َّ ُّ
موضوعا أن القدرة األولى وحدها يمكن أن تتخذ
َّ ّ ّ
َّ
التداولية. للدرس اللغويَّ ،أما القدرة الثانية فهي مستقلة عن القدرة األولى؛ أي إهمالها للقدرة
ُّ ينص على َُّّ ّ ّ
أن موضوع الوصف اللغوي ،يتضمن الجوانب الصورية تصور اللغويين الوظيفيين التداوليين
ُ َ َ ُّ ّ
ديها اللغة داخل (الداللة والصوت والتركيب والصرف) والجوانب الوظيفية التي تتعلق بوظيفة التواصل التي تؤ
الربط بين الخصائص البنيوية للغة والظروف املقامية التي تنجز فيها؛ أي يجمع بين املجتمع البشري ،وبعبارة أخرى َّ
القدرة النحوية والقدرة التداولية في إطار ما يسمى القدرة التواصلية الواحدة.
َّ
والتداولية التي تبناها النحو أن الجوانب الدالليةويكمن الفرق بين التصورين الوظيفي وغير الوظيفي في َّ
ُّ ُّ
التوليدي التحويلي تدخل عند اللغويين الوظيفيين في رصده للوصف اللغوي ،وموضوع الوصف عند الوظيفيين هو
كذلك "النحو" ،وبمعنى أوسع وأدق يشمل كل من األوصاف البنيوية واألوصاف الوظيفية للجمل (املتوكل أ ،.اللسانيات
الوظيفية (مدخل نظري).)1989 ،
ُّ
3اكتساب اللغة:
يولد الطفل على مجموعة من املبادئ العامة ،منها مبدأ تبعية القواعد التركيبية للبنية التي يجعله يكتسب لغة
لغوية وال يكتفي بهذا بل يتجاوزها إلى القدرة على التواصل مع محيطه االجتماعي؛ القوم الذي يعيش فيه؛ أي قدرة ّ
ُّ
لكن السؤال املطروح :كيف يكسب الطفل اللغة؟
ّ َّ ُّ َّ
يصح النفسية أكثر ما تكون شبها بعملية اكتساب العادات ،وبهذا املعنى إن عملية اكتساب اللغة من الناحية
نطقية" ،واكتساب الفرد للغةَّ أن نصف ما يقوم به املرء من حركات وسكنات أثناء التلفظ بلغته الخاصة "عادات
العملية ،من هنا يبدأ الطفل في الحصول علىَّ عملية تتماش ى مع مراحل حياته :في الطفولة ،وفي املدرسة ،وفي الحياة
أسس لغة األم (حسان.)2001 ،:
ً ُّ نظرا لهذاَّ ،
ً
قسم املتوكل الكلية اللغوية إلى نسقين مترابطين هما (ديك 1997 :أ ،15 ،نقال عن :املتوكل :)2006 ،نسق
ُّ
اللغة ونسق االستعمال.
األول يكتسب فيه الطفل قواعد لغته من املحيط الذي يعيش فيه (املدرس ي أو االجتماعي)َّ ،أما الثاني فيحكم َّ
استعمال هذه القواعد في مقامات التواصل.
4النحو الوظيفي نظرية للتركيب والداللة منظورا إليهما من وجهة نظر تداولية؛ أي يدرس التركيب
والداللة في إطار التداول (املتوكل أ ،.دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي:)1986 ،
40
ُّ ُّ
لقد أثير نقاش بين التداوليين واللغويين حول ورود وظيفة التواصل في وصف اللغات الطبيعية؛ أي حول
التواصلية ،وهذا التساؤل دفع تشومسكي إلى القول َّ
ّ ُّ
بأن إمكانية رصد خصائص بنية اللغة دون النظر إلى وظيفته
اللغة دون االنطالق من وظيفتها َُّّ أن الوظيفة ّليس ثمة ما يثبت َّ
وشبه هذا تحدد البنية ،وبالتالي يمكن دراسة بنية
بالفيزيولوجي الذي يدرس بنية القلب دون أخذ وظيفته (ضخ ّ
الدم) بعين االعتبار.
واللغويون والوظيفيون انطلقوا في دراستهم للغات الطبيعية من مبدأ َّ ُّ ُّ
أن الوظيفة َّأما فالسفة اللغة العادية
ُّ التواصلية ّ
تحدد بنية اللغة (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري) ،)1989 ،ولتوضيح وجوب مالءمة بنية األداة
أن جميع الحضارات اإلنسانية واجهت مشكل نقل املاء استدل "سيمون ديك" بهذا املثال الذي ينص على َّ َّ لوظيفتها
لحل هذا املشكل ،وهذه األدوات هدفها هو ّ
حل إشكال نقل من مكان إلى مكان ،فاضطرت إلى صنع أدوات معينة ّ
املاء ،كما يتبين من خالل الشجرة اآلتية (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري):)1989 ،
بتمريره بحمله
قناة قربة
أنبوب َّ
جرة
سطل
41
ُّ
أراد "ديك" من خالل هذا أن يجعل التفسير الوظيفي للظواهر اللغوية يقوم على مجموعة من اآلليات التي
ّ ً
وتتكون هذه اآلليات من (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري)، تحدث تفاعال بين الصورة والوظيفة التي تؤديها،
:)1989
ُّ
● الغرض الذي ُيستعمل من أجل تحقيق عبارات اللغات ،وهو إقامة التواصل.
● الوسائل ،وهي وسائل سمعية صوتية.
ُّ
● الظروف؛ أي ظروف استعمال اللغات ،منها:
ّ الظروف ّ
املادية (الفيزيائية) ،والظروف االجتماعية الثقافية ،والظروف اللغوية ،وكذا الهدف األصل من
استعمالها هو إقامة التواصل.
وتية ّ
الس َّ
معية. أما الوسيلة املعتمدة فيها هي القناة َّ
الص َّ
ّ ّ ّ كل هذه اآلليات ّ ّ
البشرية. التطور اللغوي لتسهيل عملية التواصل بين املجتمعات تحقق لنا
َّ
وظيفية ،يقول املتوكل« :لم نتمكن بعد من إيجاد تفسير ًإذا ،ال يمكن تفسير ظاهرة َّ
لغوية ما من وجهة نظر
َّ
وظيفي لهذه الظاهرة» (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري).)1989 ،
تعد الوظائف الداللية ،والتركيبية والتداولية مفاهيم أولى ال وظائف مشتقة من بنى تركيبية َّ
محد َدة ُّ 5
(املتوكل أ ،.دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي:)1986 ،
إن الوظائف النحوية عند تشومسكي هي وظائف مشتقة من البنية الشجرية املمثل فيها للجملة ،فالفاعل هو َّ
املركب االسمي الذي تعلوه مباشرة ( )Sوهو رمز مقولة الجملة ،واملفعول هو املركب االسمي الذي يعلوه مباشرة ()vp
وهو رمز مقولة املركب الفعلي ،كما هو في َّ
الرسم اآلتي (املتوكل أ ،.دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي:)1986 ،
S
VP
NP
V NP
42
أن ثمة ظواهر نحوية ال يمكن وصفها إ َّال إذا ُ
اعتبرت العالقي) ّبينت َّ
ّ الد اسات منها ّ
(النحو ّ كما َّ
أن الكثير من ر
ً أن النحو الوظيفي يعتبر هذه الوظائف غير َّالوظائف الداللية التداولية مفاهيم أولى ،في حين َّ
مرتبة خالفا ملا هو
عند التوليديين ما يسمى بالبنية العميقة ،ولتوضيح الفرق بينهما نأخذ الجملة اآلتيةُ :
عمرو التقى ليلى.
هذه الجملة في النحو الوظيفي تنتج عن تطبيق "قواعد املوقعة" التي تكون فيها البنية الوظيفية غير املرتبة كما
عمر (س ))2متق مف بؤمقا. هي الحال في البناء اآلتي :مض إلتقى ف (س 1ليلى (س ))1منف فا مح (سُ :2
أن موقع (س )1جاء بعد الفعل (التقى) ،وموقع (س )2جاء في صدر الجمل على أساس من خالل هذا نالحظ َّ
أثرا .وهذا األخير (األثر)(عمرو) من الجملة األصلية إلى صدرها ،وهو ما ترك في املوقع املنقول ً ُ تم نقل ّ
املكون إذ َّ
صوتيا ،كما هي الحال في املثال اآلتي: ً غير متحقق
ّ [ ُ
عمر [ التقى ليلى (ث)] (املتوكل أ ،.دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي .)1986 ،يعني هذا أننا إذا قلنا في الجملة
ً َّ َّ ً َّ
الفرنسية مثال، اإلنجليزية أو الفرنسية ،مثال Omar a rencontre Laila :هذه العبارة هي املقابل املطابق لتركيبها في
ُّ ً
فإذا قلنا :التقى عمر ليلى ،لم نجد لها مقابال في هاتين اللغتين بنفس الترتيب .في حين نجد أن تشومسكي ِّاعتمد في
ُّ ًّ َّ
نسبيا في التركيب اللغوي ،فإذا نظرنا إلى ما يقابل الجملة االنجليزية على موقع العنصر ،وهو ثابت تحليل البنية
َّ َّ
العربية التي ذكرها في اإلنجليزية the boys visited ali´ sنجد أن جميع أواخر الكلمات ثابتة ما عدا ali´ sالتي ال ُّ
تدل َّ
العربية يعتمد على ت َّّ ُّ ّ أن ّ
علما َّ على موقعها من اإلعرابً ،
غير أواخر كلماتها ال يتناسب العاملي املناسب للغة التحليل
َّ ُّ
االنجليزية (تشومسكي.)1987 ، معناها في اللغة
ّ ّ
اللساني إلى تحقيق ثالثة أنواع من الكفايات؛ وتتمثل معايير الكفاية في 6هدف البحث اللساني :يهدف البحث ِّ
َّ
التفسيرية. الوصفية ،ومعيار الكفاية َّ نمطين ،هما (املتوكل أ ،.دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي :)1986 ،معيار الكفاية
َّ ّ َّ
النفسية ،والكفاية النمطية ،والكفاية وهذه األخيرة تتفرع عنها ثالثة أصناف من الكفايات ،وهي :الكفاية
ّ التداوليةً ،َّ
نظرا إلى العالقة القائمة بين اللسانيات والحاسوبيات أضاف الوظيفيون كفاية ثالثة إلى الكفايتين
ّ
الحاسوبية". َّ
والتفسيرية تدعى "الكفاية َّ
الوصفية
ُّ ّ ّ
النمطية إلى أن ينطبق على أكبر عدد ممكن من اللغات ،وذلك النمطية :يسعى مبدأ الكفاية 1 6الكفاية
ً ُّ
بالبحث عن القواسم والخصائص املشتركة بين اللغات ،انطالقا من خصائصها الداللية والتداولية ،في حين جاءت
َّ ّ اللسانيات التنميطية بمفهوم النمطّ ، ّ
التنميطية حسب ديك «ال تكون ذات نفع إال إذا أطرتها مجموعة من والدراسة
َّ َّ ّ
الل ّ َّ
سانية في املقابل ،ذات جدوى إال إذا كشفت عن مبادئ وقواعد ذات النظرية وال تكون النظرية الفرضيات
ً
انطباقية واسعة النطاق» (ديك 1997 :أ ،15 ،نقال عن :املتوكل ،)2006 ،يعني هذا:
ّ العامة التي تحكم ترتيب ّ أوال :وضع مجموعة من املبادئ ّ ً
املكونات في مجال الجملة واملكب االسمي.
ّ ً
ثانيا :يجب أن تكون قواعد النحو بالغة أكبر قدر من التجريد لكي تنطبق على أكبر عدد من اللغات.
عرفها محمد الحسين مليطان في كتابه (نظرية النحو الوظيفي) بقوله" :قواعد مسؤولة عن ترتيب ّ
املكونات داخل الحد واملكونات ّ
داخل الجملة" ص.114
43
وذهب "ديك" إلى َّ
أن نظرية النحو الوظيفي يجب «أن تكون قادرة على بناء أنحاء للغات ذات أنماط متباينة،
ً النمطية أن ّ
ّ ُّ
تطور النظرية إنطالقا من معالجتها وعلى إبراز ما يؤالف وما يخالف بين هذه اللغات ،وتستوجب الكفاية
عدة لغات ،وأن تختبر انطباقية فرضياتها على معطيات نابعة من لغات أخرى» (الزهري د،. ملُعطيات مستمدة من َّ
في حين يحمل الوظيفة بؤرة املقابلة في الجملة (ب) ،وبالتالي له أحقية في احتالل املوقع الصدر.
3 6الكفاية التداولية :تتحقق الكفاية التداولية في النحو الوظيفي حسب "ديك" إذا استطاع هذا النحو أن
ُّ
الل ّ
غوية املرتبطة بكيفية استعمال هذه العبارات وأن يتم هذا االستكشاف في إطار «يستكشف خصائص العبارات
َّ َّ ُّ
عالقة هذه الخصائص بالقواعد واملبادئ التي تحكم التواصل اللغوي .يعني هذا أنه يجب أال نتعامل مع العبارات
غوية على أساس َّأنها موضوعات منعزلة ،بل على أساس َّأنها وسائل يستخدمها املتكلم إلبالغ معنى َّ ُّ
الل َّ
معين في إطار
ّ ّ
سياق تحدده العبارات السابقة وموقف تحدده الوسائط األساسية ملوقف املتخاطب» (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر
اللغوي العربي (األصول واالمتداد).)2006 ،
َّ ُّ
الل َّ يفهم من خالل هذاَّ ،
غوية وال يتم هذا إال عن أن التداول يبحث عن كيفية استعمال خصائص العبارات
ُّ
طريق معرفة القواعد واملبادئ التي تحكم هذا التواصل اللغوي .يعني هذا َّأننا ال يمكن لنا التعامل مع العبارات
ُّ
الل َّ
غوية بمعزل أو بعزلها عن األغراض اإلبالغية التي تؤديها أثناء تأدية عملية الكالم.
ُّ
الل َّ في حين ذهب املتوكل من خالل تعريف ديك للكفاية التداولية إلى َّ
غوية نوعين ،وهما أن خصائص العبارات
حدد في (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي (األصول واالمتداد) :)2006 ،خصائص ترتبط بسياق االستعمالُ ،وت َّ
ّ ّ
والداللية) ،وخصائص املكون الصرفي التركيبي على ضوء ما يتوفر من معلومات في البنية الوظيفية (التداولية
َّ
الوجهية الصرفي التركيبي نفسه .ومن هذه الخصائص :الخصائص تحدد في املكون ّ مستقلة عن االستعمال ّ
والخصائص اإلنجازية والوظائف التداولية.
ُّ
الل َّ ً
أوالُّ :
غوية من الوسائل التي يستخدمها املتكلم لتبليغ أغراضه. تعد العبارات
تخص مواقف َّ ُّ ُّ ً
معينة. ثانيا :ملعرفة الخصائص املرتبطة باالستعمال يجب معرفة اللغة ومعارف أخرى
ُّ
الل َّ ً
غوية في إطار خطاب متكامل (حوار ،سرد ...الخ) وهو ما دعا النماذج األخيرة من ثالثا :يتم إنتاج العبارات
النحو الوظيفي في مجاوزة نحو الجملة إلى نحو الخطاب (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي (األصول واالمتداد)،
.)2006
45
ُّ ّ إن ّ الحاسوبيةَّ :
َّ
الجيد والجديد في املجال اللساني هو بناء حاسوب يضبط اللغة بمولدات 4 6الكفاية
َّ
جديدة ،مما يسهل عملية البحث ،وهو ما تحقق في نظرية النحو الوظيفي ،إذ تم برمجته داخل الحاسوب .والبرمجة
ّ ّ
حسب املتوكل يعني تحصيل فائدتين أساسيتين ،هما (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (البنية التحتية
أو التمثيل الداللي التداولي) :)1995 ،فائدة نظرية وفائدة تطبيقية.
الدقة والوضوح ،والثانية ّ
األولى تكمن فائدتها في ضرورة صياغة مبادئها وقواعدها وتمثيالتها صياغة تجمع بين ِّ
ً ّ ّ
البشرية أو اآللية) مثال .ولتحقيق هاتين (اآلنية أو تكمن فائدتها في إعداد تطبيقات تستفيد منها النظرية كالترجمة
ّ
الفائدتين شرع مؤسسو النحو الوظيفي في برمجة هذه النظرية في الحاسوب فظهرت عدة محاوالت منها (املتوكل أ،.
ّ ّ
قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي):)1995 ،
ُّ
"كوي" ( )Kawiسنة ( )1979جاء لتزويد الحاسوب اللغوي.
"كونوللي" ( )Connollyسنة ( )1986وضع معجم وظيفي محوسب.
ً
استنادا إلى النحو الوظيفي يفترض فيه «أن يحاكي اإلنجاز ً
حاسوبيا ً
نموذجا وارتأى "سيمون ديك" َّ
أن بناء
تواصلية ّ
ّ ُّ
عادية ،كما يحاكي ما يستبطنه من قدرات بطريقة الفعلي والطبيعي ملستعمل اللغة الطبيعية في ظروف
ً
وواقعيا» (الزهري د.)2014 ،. كافية ن ً
فسيا
ّ َّ ً
والواقعية للمتكلم واملخاطب لتحقيق النفسية من خالل هذا جعل ديك النموذج الحاسوبي مرتبطا بالحالة
تواصل فعلي.
ُّ ألول َّ العربية الوظيفي ،سمحت َّ َّ ُّ
مرة بأن يكون للغة وهو ما ذهب إليه "أحمد املتوكل" في إطار بناء نحو اللغة
َّ ُّ واردا من قبل َّ
العربية نحو قابل للبرمجة في الحاسوب ،وهذا لم يكن ً َّ
العربية قواعد ألنه يتطلب أن تكون للغة
غوية .وبالتالي يكون هذا النموذج ً ُّ
الل َّ َّ مصوغة َّ َّ
قادرا صورية ،وتشمل هذه القواعد على عدد كبير من الظواهر صياغة
َّ
العربية ،وهذا أدى إلى توليد العبارة العربية إلى لغات أخرى ومن لغات أخرى إلىَّ َّ
بعملية الترجمة من على القيام
الل َّ ُّ
غوية (البوشيخي.)2005 ،
َّ املتوكل ،يتضح َّ ّ وبعد هذه املعالجة حول َّ
النظرية خطت خطوة كبيرة أن هذه نظرية النحو الوظيفي عند أحمد
ُّ ّ
سانية الحديثة بهدف الخروج بنحو عربي وظيفي ُي َساير روح العصر ،ويخدم اللغة العربية الل َّانطالقا من النظريات ِّ
وقضاياها.
46
املحور الرابع:
ـ عبد الحميد السيد :الجملة هي« الحد األدنى من النظام اللغوي ،وهي النموذج املصغر لبداية الفهم واإلفهام
أثناء التواصل ،لذلك غدا من الثابت في علم اللغة الحديث أن تتخذ الجملة أساس كل دراسة نحوية ،لتحدد هذه
ً ً
الدراسة معالم التراكيب التي تتحرك وفقها الوظائف النحوية التي تجعل من املفردات سياقا مترابطا تقوم فيه
القيود والضوابط بجمع مختلف عناصره ،على نحو التركيب» (السيد.)2004 ،
يفهم من هذا التعريف أن الجملة هي الركيزة األساسية للفهم واإلفهام أثناء عملية التواصل ،وهي أساس كل
دراسة نحوية.
حدد "أحمد املتوكل" جملة مبادئ يعتمدها في تأسيس النحو الوظيفي في العربية؛ أهمها (املتوكل أ ،.الوظائف
َّ
َّ ُّ َّ
العربية:)1985 ، التداولية في اللغة
ـ وظيفة اللغات الطبيعية هي وظيفة التواصل أي (إقامة التواصل بين مستعمليها) ،وهو كذلك نشاط اجتماعي
يتفاعل فيه املشاركون في عملية التبليغ من خالل تغيير معلوماتهم التداولية.
ـ موضوع الدرس الوظيفي اللساني هو وصف القدرة التواصلية ( )communicative compétenceللمتكلم /
املخاطب.
ً
منظورا إليها من وجهة نظر تداولية (يدرس التركيب والداللة في إطار ـ النحو الوظيفي نظرية للتركيب والداللة
التداول).
ً
ـ ترتبط البنية بالوظيفة ارتباطا يجعل البنية انعكاسا للوظيفة.
ـ يجب أن يسعى الوصف اللغوي الطامح إلى تحقيق أنواع ثالثة من الكفايات (املتوكل أ ،.الخطاب َّ
املوسط (مقاربة
وظيفية موحدة لتحليل النصوص والترجمة وتعليم اللغات):)2011 ،
يشير املتوكل إلى أن الفكر اللساني الحديث يمكن حصره في ثالث مراحل :مرحلة الجمع والتصنيف ومرحلة
ً
وصفيا يالئم سائر أنماط اللغات الطبيعية ،حيث التنظير ومرحلة التنميط .وهذه األخيرة يفترض أن تكون ً
إطارا
47
يصبح لكل لغة من اللغات نحو وظيفي كاف ،الش يء الذي يحتم على النحو أن يتضمن مستويات للتمثيل ترقى إلى
رصد جميع أنماط اللغات ،وتعكس في ذات الوقت مبادئ النظرية وفرضياتها الجوهرية ،وغرضها هو غرض نحوي.
أما موضوع نظرية النحو الوظيفي فهو القدرة التواصلية املتمثلة في (القدرة النحوية +القدرة التداولية) ،وذلك
من خالل نموذج مستعمل اللغات الطبيعية .ومستعملو اللغة الطبيعية ال يتواصلون فيما بينهم إال بخطابات ،ولهم
قدرة تواصلية متكاملة أي مجموعة من الكفايات ،كالكفاية املعرفية والكفاية اللغوية والكفاية اإلدراكية والكفاية
َّ َّ املنطقية ،وال تصل النظرية َّ
حد التكامل إال إذا رصدت هذه الكفايات كلها ولم تقف عند حدود الكفاية اللغوية
ّ
تمكنه من تحقيق أغراض معينة بواسطة اللغة ،وهي وحدها ،والقدرة التواصلية «هي معرفة املتكلم للقواعد التي ِّ
تتألف من خمس ملكات :امللكة اللغوية ـ امللكة املنطقية ـ امللكة املعرفية ـ امللكة اإلدراكية ـ امللكة االجتماعية» (أوشان،
.)2005
أن الجملة (بنية منجزة) هي نتاج املقام ،أي َّأنها جاءت إذن تنطلق نظرية النحو الوظيفي من نقطة مفادها َّ
لخدمة املقام الذي استدعى التلفظ بها أو إنجازها على هيئة مخصوصة (بالنظر إلى كيفية ترتيب عناصرها ،وبالنظر
أيضا إلى التنغيم الذي قيلت به ،)...دليل هذا :أنها نسق من الوحدات ال إلى ما هو مذكور وما هو غير مذكور ،وبالنظر ً
ً
يمكن تحديد بعض خصائصها إال بمراعاة ظروف إنتاجها انطالقا من مقاصد متلفظيها أثناء عملية التبليغ ،أو «على
أساس أنها تجليات لخصائص وظيفية مرتبطة بالغرض التواصلي املروم إنجازه» (املتوكل أ ،.الجملة املركبة في اللغة
قدمه املتوكل للخطاب وذلك بقوله :الخطاب «كل العربية ،)1988 ،ولتوضيحها أكثر يمكن أن نستعين بالتعريف الذي َّ
إنتاج لغوي يربط فيه ربط تبعية بين بنيته الداخلية وظروفه املقامية (باملعنى الواسع)» (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية
في اللسانيات الوظيفية (بنية الخطاب) ، )2001 ،ويقصد بربط التبعية في تعريفه هذا «أن بنية الخطاب [والجملة نوع من
األنواع التي يتحقق فيها الخطاب*] ليست متعالقة بالظروف املقامية التي ُي ّنتج فيها فحسب ،بل إن تحديدها ال يمكن
ً
أن يتم إال وفقا لهذه الظروف» (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (بنية الخطاب).)2001 ،
الصلة بالغرض التواصلي الذي تؤديه ،فقد رأى يحيى بعيطيش أن مفهومها يجب أن تحديد الجملة شديد ّ وبما َّ
ِّ
منتقدا عدم وضوح هذهً قدم في نظرية "أفعال الكالم" ،أي أنها فعل لغوي ،يقول بعيطيش ربطه بالتصور الذي ّ
ِّ
ً
الرؤية عند سيمون ديك واملتوكل؛ قائال« :إن املتتبع املتفحص ألدبيات نظرية النحو الوظيفي ،أبحاث "سيمون ديك"
ً
واضحا ملفهوم الجملة ،يربطها بمفهوم الفعل اللغوي وفق ً
تعريفا ً
خصوصا في مراحلها األولى ـ ال يجد أو "املتوكل" ـ
طرح أوستين وتلميذه سورل ...من جهة ،على الرغم من الصلة الوثيقة بين مفهوم الجملة بصفة عامة ومفهوم الفعل
اللغوي عند سورل بصفة خاصة ...أضف إلى ذلك َّ
أن املتوكل عندما تناولها سنة 1989في كتابه (اللسانيات
عامة لها ،في إطار نظري ّ
عام ال يختلف عن اإلطار العام الذي الوظيفية :مدخل نظري) اقتصر على تقديم خالصة َّ
* يقوم على الربط بين البنية اللغوية والوظيفة التي تؤديها داخل العبارات اللغوية.
** يقوم على اإلنتاج والفهم أي طريقة بناء العبارات اللغوية ثم تحديد الطريقة التي يحلل بها هذه العبارات.
ً
*** يقوم على بناء أوصافا للغات التي تنتمي إلى أنماط مختلفة.
* يدل على هذا قول املتوكل اآلتي( :كل إنتاج لغوي) فإننا قصدنا إيرادها على وجه اإلطالق دون تحديد حجم الخطاب لكي تحيل على
الجملة أو جزء الجملة أو على مجموعة من الجمل.
48
قدم فيه للوظيفية في الفكر اللغوي العربي القديم أو الفكر اللساني الحديث ...ولم يربطها ،كما سبقت اإلشارة، ّ
أساسا على استثمار الفعل اللغوي عند أوستين وغرايس وإغناء بمفهوم الجملة في نظرية النحو الوظيفي الذي ارتكز ً
مفاهيم سورل بصفة خاصة وتطويرها» (بعيطيش ،الفعل اللغوي بين الفلسفة والنحو (عرض وتأصيل ملفهوم الفعل اللغوي لدى
فالسفة اللغة ونظرية النحو الوظيفي) ،ضمن كتاب :حافظ اسماعيلي علوي ،التداوليات (علم استعمال اللغة).)2011 ،
ومن ثمة فمصطلح الفعل اللغوي ،وما يتعلق به من مفاهيم مختلفة (القوة اإلنجازية ،املحتوى القضوي،)... ،
ً
اعتمادا يعد من أهم املرتكزات التي يقوم عليها مفهوم الجملة في نظرية النحو الوظيفي ،ولذلك يجب أن يعتمد عليه ُّ
كبيرا في تعريف الجملة ،يقول بعيطيش« :لكن املتفحص املدقق للمبادئ األساسية التي تقوم عليها هذه النظرية، ً
ّ التحليالت َّ
خاصة مبدأ الوظيفة التبليغية ،وبصفة أخص َّ
التداولية القائمة على مفهوم القوة اإلنجازية ( force
أن مفهومها يرتبط بشكل النظرية ،إال ّ
الرغم من شيوع مصطلح الجملة في هذه َّ ،)illocutoireيدرك بسهولة َّأنه على َّ
َّ
العادية ...والفكرة َّ ُّ َّ
العامة لهذه النظرية هي أن تحليلها لجمل اللغات بنظرية األفعال اللغوية لدى فالسفة اللغة واضح
ً َّ
الطبيعية يقوم على أساس أنها ال يمكن تحديد خصائصها إال بظروف إنتاجها ،انطالقا من مقاصد متلفظيها أثناء
عملية التبليغ ،وبالتالي تكون اللغة وظيفة وبنية ،والجملة في النهاية فعل لغوي» (بعيطيش ،الفعل اللغوي بين الفلسفة
والنحو (عرض وتأصيل ملفهوم الفعل اللغوي لدى فالسفة اللغة ونظرية النحو الوظيفي) ،ضمن كتاب :حافظ اسماعيلي علوي،
التداوليات (علم استعمال اللغة) ،)2011 ،لكن هل يمكن حصر الجملة في الفعل اللغوي فقط؟
ّ
جيدا َّأنه ال
املتوكل من كتابات تتعلق بدراسة الجملة العربية من منظور وظيفي يدرك ً
ِّ
إن املدقق فيما ّ
قدمه َّ
يمكن حصر مفهوم الجملة في الفعل اللغوي فقط (إذا فهمنا من الفعل اللغوي القوة اإلنجازية وحدها) ،ذلك أنه
ُّ
يعد أحد الجوانب املشكلة للجملة (الغرض الذي سيقت له الجملة) ،إضافة إلى جوانب أخرى أبرزها البنية املكونة
للجملة الحاملة لذلك الفعل (الخاضعة له).
ومن هنا نفهم سر االنتقاد الذي وجهه املتوكل إلى فالسفة اللغة العادية ،حيث أورد أنهم لم يعنوا بدراسة بنية
الجملة (تركيبها ،وحداتها ،العالقات املوجودة بين وحداتها ،)...األمر الذي أفرز نظريات لغوية حاولت االستفادة مما
قدمه فالسفة اللغة العادية وإخضاعه ملتطلبات التوجه اللساني (ومن أبرزها نظرية النحو الوظيفي) ،يقول املتوكل: َّ
«لم ُي ْع َن فالسفة اللغة العادية بجوانب أخرى من تداوليات اللغة الطبيعية كالجوانب املرتبطة بالبنية اإلخبارية
للجملة عنايتهم باإلحالة واالقتضاء واألفعال اللغوية واالستلزام الحواري .هذه الجوانب املغفلة في الدرس الفلسفي
هي أنواع العالقات اإلخبارية القائمة بين مكونات الجملة» (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري).)1989 ،
49
ً
وانطالقا من وجهة النظر هاته ،نستشف أن الجملة في نظرية النحو الوظيفي؛ هي :فعل لغوي يتميز بخصائص
داللية تداولية تعكسها خصائص بنيوية صرفية تركيبية ،يستغلها مستعمل اللغة الطبيعية لتغطية احتياجاته في
عشيرته اللغوية التي يعيش فيها.
الفعل اللغوي ،أو العمل اللغوي ،أو الفعل الكالمي ،مصطلح اقترضته نظرية النحو الوظيفي من فالسفة
مدرسة أكسفورد (اشتهروا باسم فالسفة اللغة العادية) ،ويعني الفعل عندهم َّ
أن قول ش يء ما هو تحقيق أو إنجاز
لعمل معين.
ً
تخصيصا) في بناء تصورهم هذا من نقد التصور الذي درج عليه املناطقة انطلق فالسفة اللغة العادية (أوستين
الوضعيون الذين كانوا ينطلقون من معيار الحكم بالصدق والكذب للحكم على جملة ما من حيث داللتها ،ومن ثمة
فالجمل التي ال تحتمل الصدق وال الكذب ـ في تصورهم ـ جمل ال داللة لها .وهذا يقودنا إلى نتيجة مفادها أنها ال
تستحق الدراسة.
يميزها عن باقي الجمل ،فكيفية تشكل الجملة هو ترتبط الصياغة واألبنية فيما بينها لتعطي للجملة شكلها الذي ّ
ِّ
معينة ،وبعبارة أخرى «طريقة تركيب العناصر وترابطها هو الذي يعطي يحدد بنيتها ،وبالتالي يعطيها داللة َّ الذي ّ
ِّ
للجملة بنيتها ،ومن ثم معناها الخاص» (دباش ،)2006 ،وبناء على ذلك ال يكون للجملة االسمية والجملة الفعلية نفس
ً ً مما يجعل ّ تشكل بكيفية تختلف عن األخرىَّ ، ّ َّ ًّ
خاصا ،بحيث تختلف طبيعة لكل منهما شكال
ِّ البنية ،ألن كال منهما ِّ
وحداتهما وترتيب هذه الوحدات وأنواع العالقات القائمة بينها ،فالوحدات تتسلسل أفقيا معطية للجملة بنيتها
معين َّ أفقيا ،وفق ترتيب َّ ّ
خط ًيا ،أو ً
تتحدد فيه كل املركبة ،إذ إن الجملة «تتألف من مجموع الوحدات التي تتسلسل ِّ
وحدة بما يسبقها ،وما يلحقها ،وهذا ما يوافق الترتيب الخطي عند "لوسيانتينيير" ،أي الترتيب الذي تنتظم وفقه
وظيفيا داخل الجملة وفق عالقات مالئمة ً الكلمات في السلسلة الكالمية» (دباش ،)2006 ،كما ترتبط تلك الوحدات
تحدد بنيتها التركيبية ،وهذه األخيرة «تمثل مجموع العالقات البنيوية التي ترتبط وفقها الوحدات ا ِّملداللة ،لتحديد ّ
ِّ
وظائفها التركيبية داخل الجملة» (دباش ،)2006 ،ويتم تحديد الوظائف التي تشغلها العناصر داخل الجملة من خالل
يحدد وظيفته ،فالوظيفة إن انضمام عنصر إلى عنصر آخر لتشكيل بناء ما هو الذي ّ عالقتي االنتماء والضم ،إذ َّ
ِّ
شخصيا َّ
ً َّ
أن التركيبية هي العالقة التي تربط عنصرا ما ببقية عناصر امللفوظ ،وهذا ما أكده "توراتيي" بقوله« :أعتبر
وظيفة مؤلف تعني العالقة التي تربط هذا املؤلف ببقية عناصر الجملة التي ينتمي إليها» ) ،(christian, 1977وكل
َّ َّ
تغيير في البنية املركبية يكون له تأثير على البنية التركيبية ،فهما بنيتان مترابطتان ،وهذا ما أكده عبد الحميد دباش
إن َّاملركبية للجملة ،من حيث َّ َّ بقوله َّ « :
أي تغيير للثانية يكون له تأثير إن البنية التركيبية ترتبط ،هي األخرى ،بالبنية
في األولى» (دباش ،)2006 ،فالعنصر نفسه قد يتغير وضعه التركيبي بتغير موضعه في الجملة ،فيشغل وظيفة جديدة غير
ّ
التي كان يشغلها في البنية املركبية العادية.
50
ومن أهم األعمال التي اهتمت ببنية الجملة وباإلسقاطات الوظيفية ( ،)projections fonctionnelleهي األعمال
التوليدية ،والتي تنص على أن بنية الجملة تنقسم إلى قسمين ،قسم تسقط فيه املقوالت الجوهرية التي يصطلح
عليها كذلك باملقوالت املعجمية ،وقسم تسقط فيه املقوالت الوظيفية واملثال اآلتي يبين ذلك:
ب ـ إسقاط وظيفي.
تنقسم الجملة العربية على حد قول التوليديين إلى مجموعتين (غلفان ،اللسانيات العربية الحديثة (دراسة نقدية في
املصادر واألسس النظرية واملنهجية) ،د ت):
ـ مجموعة ترى أن البنية األساسية للجملة العربية هي من نمط( :فعل +فاعل +مفعول) ،ومن هؤالء "الفاس ي
الفهري" و"خليل عمايرية" و"علي الخولي" و"ميشال زكريا" و"مازن الوعر".
ـ ترى املجموعة الثانية أن البنية األساس للجملة العربية هي من نمط( :فاعل +فعل +مفعول) ،وهو ما نجده
عند "داود عبده" و"الرشيد أبو بكر" و"حلمي خليل" ،واالختالف املوجود بينهما يكمن في طبيعة مكونات هذه البنية
األساس وكيفية التمثيل لها.
51
في حين يقول الفاس ي الفهري« :اعتبر كرينبرك ( )J · Grrenbergأن الرتبة في االنجليزية هي (فاعل ،فعل ،مفعول)،
أن ( )Mecawleyاقترح أن تكون الرتبة األصلية واعتبر تشومسكي أن هذا أصل الرتبة في االنجليزية بالفعل ،إال َّ
أما أصل الرتبة في العربية عند الفهري تكون من (فعل فاعل (مف 1مف ))2وهذه الرتبة ترد في الجمل اآلتية:
الش يء املالحظ هنا هو أن (عيس ى) فاعل في الجملة األولى ،و(موس ى) فاعل في الجملة الثانية و(عيس ى) مفعول،
مع أن األمر بخالف ذلك في هذه الجملة:
ـ ضرب عيس ى زيد( .السبب في هذه الجملة يعود إلى بروز اإلعراب).
ومما يوحى بصدق هذه النمطية على العربية بعض القيود على اإلضمار ،فالنحاة يذكرون أن ّ
مفسر الضمير
ِّ
ً ً
يجب أن يتقدمه إما لفظا ،أو رتبة ،فمما يتقدمه لفظا؛ مثل:
َ
ـ قال تعالى"َ :وِّإ ِّذ ْاب َتلى ِّإ ْب َر ِّاه ْي َم َرُّب ُه" البقرة.١٢٤ :
52
ً
ومما يتقدمه ُر َتبة:
صح قيد النحاة على اإلضمار ،وجب أن تكون الرتبة األصلية كما ذكرت» (الفهري، توصل الفهري إلى َّأنه «إذا َّ َّ
اللسانيات واللغة العربية (نماذج تركيبية وداللية).)1985 ،
أما أهم املؤشرات التي تدل على أن الجملة العربية يتصدرها الفعل في أصل الرتبة ظاهرة التطابق بين الفعل
ً
وعددا إذا تقدم الفاعل عليه ،أما إذا لم يتقدم فال يطابقه في العدد؛ مثل: والفاعل ،فالفعل يطابق الفاعل ً
جنسا
ـ جاء األوالد.
ـ األوالد جاؤوا.
إن مثل هذه املعطيات يمكن أن تسهم في بناء الحجة على أن العربية من نمط فعل /فاعل /مفعول.
كما َّ
جرب نوعا آخر يتمثل في ربط الرتبة في الجملة بالرتبة في املركبات األخرى ،كاملركبات االسمية والحرفية
ممكنا بعد اقتراح تشومسكي نظرية جديدة للقواعد املركبة ،وبعد والوصفية...الخ ،وهذا النوع من االستدالل صار ً
أعمال "دجاكندوف" في إطار نظرية (س) ،وهذه النظرية أساسها أن (جل املركبات لها بنى داخلية متشابهة مكونة من
رأس وفضالت ،ومخصصات ،وهذا الشكل يبين ذلك:
سع
... ...
...
س
أسا في صدر املركب الحرفي ،والصفة ر ً
أسا في أسا في صدر املركب االسمي ،والحرف ر ً
والعربية يرد فيها االسم ر ً
صدر املركب الوصفي...الخ ،وهذا ما توصل إليه الفهري.
53
أن للغة العربية رتبتين :فعل وفاعل ومفعول ،وفاعل اضا جدي ًدا بشأن الرتبة األساس مفاده َّ في حين قدم افتر ً
ممكنا بواسطة تغيير في العالئق التي تحددها ً وفعل ومفعول؛ يقول« :إن التغيير من فعل وفاعل إلى فاعل وفعل يكون
سابقا ـ من جهة إضافة إلى نظرية املوضوعات ومواقعها ،وال تلعب نظرية التطابق ً
دورا في هذا نظرية (س) ـ كما قلنا ً
التغيير ،فمن جهة نظرية (س) قد يكون موقع املوضوع هو موقع الفاعل ألن كليهما مخصصان للتطابق ،إال أن موقع
املوضع هو موقع غير موضوع وموقع الفاعل هو موقع املوضوع (َّ )...أما العربية فهي مختلفة في تطورها َّ
ألنها يمكن أن
تعتبر فاعل وفعل إضافة إلى كونها فعل وفاعل» (الفهري ،البناء املوازي (نظرية في بناء الكلمة وبناء الجملة).)1990 ،
ً
إذا العالئق هي التي تحدد هذا التغيير ـ فعل وفاعل إلى فاعل وفعل ـ إضافة إلى املوضوعات (الحدود واللواحق).
ً
قديما بمعزل عن البنية لقد اهتمت الكتابة التوليدية العربية ،بمجموعة من الظواهر اللغوية ،التي درست
العامة للجملة ،يتعلق األمر باألفعال الناسخة كأفعال الشروع وأفعال القلوب وأدوات االستفهام والنفي ،وقد درس
ً
معتبرا "الفاس ي الفهري" هذا الصنف من األفعال في إطار تحليله لطبيعة الجمل الحالية؛ مثل" :جاء زيد ر ً
اكبا"
«األفعال الناقصة وأفعال القلوب وبعض أفعال املقاربة والشروع أفعال مراقبة تتطلب بنيات ذات طبيعة خاصة
أطلق عليها الفضالت الحملية» (الفهري ،اللسانيات واللغة العربية (نماذج تركيبية وداللية).)1985 ،
ً
إذا كل هذه املؤشرات توحي بأن الرتبة في العربية نمطها :فعل فاعل مفعول ،وأشار الفهري في موضع آخر إلى أن
«هذه املؤشرات غير كافية ،واملشكل العالق هو أن الرتبة ال يعني في الواقع سوى وضع نحو شامل للغة يتماش ى مع
عدة مكونات تركيبية أو هذه الرتبة ،كما أن ضوابط الرتبة توجد على املستويات املختلفة املكونة للنحو ،فهناك َّ
داللية أو صوتية تتفاعل مع املكون القاعدي ( )composant de baseلتصفية التغيرات التي تطرأ على الرتبة (من
ّ
ملكون الذريعي( »)...الفهري ،اللسانيات واللغة ّ ّ ّ ّ
واملكون املحوري وا ِّ
ِّ واملكون العاملي
ِّ واملكون اإلعرابي
ِّ املكون التحويلي
ضمنها ِّ
العربية (نماذج تركيبية وداللية).)1985 ،
أما رتبة املكونات في النحو الوظيفي فيؤكد "املتوكل" أن البحث الذي َّ
قدمه "كرينبرك" ( ،)1963درج الباحثون
على تصنيفها بالنظر إلى ترتيب املكونات وقسموها إلى ستة:
على أساس أن املبتدأ هنا هو مبتدأ حقيقي« ،تندرج في الفصيلة األولى العربية واللغتان اإلنجليزية والفرنسية
وتنتمي إلى الفصيلة الثانية لغات كاللغة الصينية حيث يرد فيها "املبتدأ" غير ممثل له بضمير داخل الجملة» (املتوكل
أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (بنية املكونات) )1996 ،مثل:
هو الوظائف الداللية (منفذ ،متقبل ،مستقبل ،أداة ،زمان ،مكان ،متموضع ،حائل ،حدث) والوظائف التوجيهية
والوظائف التداولية (محور ،بؤرة) ،حيث تتفاعل هذه الوظائف فيما بينها ّ
لتحدد رتبة املكونات.
ِّ
تعد البنية التحتية للجملة في إطار نظرية النحو الوظيفي (هنخفلد ،1988ديك 1989و 1997ج 1وج )2بنية ُّ
متعددة الطبقات ،وهذه البنية تتضمن طبقات أربع :حمل مركزي ( )Cadre prédicatif centralوحمل َّ
موسع ( cadre
ّ ّ
)prédicatif étenduوقضية ( )propositionوإنجاز (( )illocutionاملتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية
(البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي) ، )1995 ،وعلى هذا األساس تأخذ البنية التحتية الشكل اآلتي:
ـ [ إنجاز [ :قضية [ :حمل َّ
موسع [ :حمل مركزي [ :حمل نووي]]]]]
يشكل اللبنة األولى في بناء البنية التحتية الحمل النووي ،الذي يتكون من املحمول (فعل ،صفة ،اسم ،ظرف)
وموضوعاته (التي يختلف عددها باختالف محالتية املحمول) ،كما هو في الشكل اآلتي:
ـ [( = φس (...)1سن)] يمثل( = )φمحمول ،و (س ،1سن) = متغيرات املوضوعات.
ويتم االنتقال من طبقة إلى أخرى بإضافة مخصص ( )π( )opérateurأو الحق (أو لواحق)،)σ( )Satellite(s)( ،
فاالنتقال من الحمل النووي ( )nucléaire cadre prédicatifالذي يتكون من املحمول ( )φ( )predicateوموضوعاته
((( )Argumentsس(...)1سن))إلى حمل مركزي يتم بإضافة مخصص ( )1πيؤشر للسمات الوجهية ("تام" " /غير تام")
أو لواحق محمولية (" )1σكاملستفيد" و"األداة" و "املصدر" و"الهدف".
55
ويوسع الحمل املركزي (و ي) بإضافة مخصص من املستوى الثاني ( )2πيؤشر للسمات الزمانية (كاملاض ي
والحاضر واملستقبل) ،أولواحق ( )2σهدفها تحديد ظروف الواقعة كاللواحق "زمان" و"مكان" و"علة" ...ويتحقق
املرور إلى طبقة القضية بإضافة مخصص ( )3πأو الحق ( )3σتعبر عن الوجه القضوي ،في حين يتم بلوغ طبقة
اإلنجاز (و ي) بإغناء طبقة القضية (ق ي) بمخصص إنجازي ( )4πيؤشر للقوة اإلنجازية التي تتعلق بالفعل اللغوي أو
ً
الحق إنجازي ( )4σكالعبارة الظرفية "بصراحة" مثال.
ّ ّ
أما أصناف البنية التحتية فثالثة؛ هي (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل
الداللي التداولي):)1995 ،
ـ نواة
ـ الحق ε
وعلى هذا األساس ،يمكن التمثيل للبنية التحتية للجملة على الشكل اآلتي:
[ 4πو ي 3π[ :ق ي 2π[ :و ي([ : 1π[ :س(...)1سن)] (.])4σ( ])3σ( ])2σ( ])1σ
ً توضح ذلك" :بصراحة إن ً
والجملة اآلتية ّ
خالدا ذهب إلى مراكش البارحة فعال" ِّ
ّ ّ
هذه الجملة تتكون من أربع طبقات؛ هي (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو
التمثيل الداللي التداولي):)1995 ،
ـ حمل مركزي نواته املحمول الفعل "ذهب" وموضوعه "خالد" الحامل للوظيفة الداللية "املنفذ" والوظيفة
ً
التركيبية "الفاعل" والوظيفة التداولية "املحور" (باعتباره محط الحديث في الجملة) ،مضافا إلى هذه النواة املخصص
الجهي "تام" والالحق الهدف "مراكش".
ّ
واملخصصان الصيغي (اإلثبات) والزمني (املاض ي املطلق) والالحق موسع قوامه الحمل املركزي ككل ـ حمل َّ
ِّ
الزمني "البارحة" الحامل للوظيفة الداللية "الزمان" والوظيفة التداولية "بؤرة جديدة".
ً
مضافا إليه املخصص القضوي "مؤكد" من جهة والالحق القضوي ً
ـ قضية نواتها الحمل املوسع باعتباره كال
ً ً ً
"فعال" اللذان ّ
ومعجميا) عن موقف املتكلم من فحوى القضية. (صرفيا يعبران بطريقتين مختلفتينِّ
56
ً ً
وأخيرا طبقة إنجازية نواتها القضية مضافا إليها املخصص اإلنجازي اإلخبار (على أساس أن الجملة السابقة ال ـ
ً
مقاميا أي قوة إنجازية أخرى) ،والالحق اإلنجازي "بصراحة". تستلزم
لقد درج املتوكل على التمييز في إطار البنية التحتية للجملة بين مستويين (جدير:)2007 ،
ويضم املستوى التمثيلي الحمل املركزي والحمل املوسع ،ويتكفل املستوى العالقي بالعالقة القائمة بين املتكلم
واملخاطب من جهة ،وبين املتكلم ومضمون خطابه من جهة ثانية ،ويتعلق هذان الضربان من العالقات "بالقوة
اإلنجازية" للعبارة و"بوجهها".
ـ املنهج الثاني :يعتمد على العناصر التي تحلل املعاني املعجمية إليها.
َّ
إن مسلمات املعنى أو القواعد الداللية قد عرضها ألول مرة "كارناب" ،)1956( carnapويمكن شرحها باألمثلة
اآلتية:
مذكر. ـ ولد
(أ)
مؤنث. ـ بنت
األمثلة (أ) تعني أن الولد يتضمن مسلمة التذكير أو ً
شيئا من هذا القبيل ،كما قلنا في الولد مذكر ،أو إذا قلنا:
إن الولد ،… ×...وإذا كانت ×= مذكر ،فالولد مذكر ،ومسلمات املعنى تتناول بالضبط مالمح ثابتة.
57
واملنهج الثاني يقوم على استخدام «العناصر الداللية ملعرفة معنى الوحدة املعجمية ،وهذه العناصر ليست
ً
جزءا من كلمات اللغة نفسها ،ولكنها مجرد عناصر منطقية افترضها الباحثون لشرح العالقات الداللية بين العناصر
املعجمية في لغة َّ
محددة ،وهذه العناصر هي ذاتها املسلمات الداللية» (حسنين ،)2005 ،واملثال اآلتي والتحليل الذي
أمامنا ّ
يوضح هذا املنهج:
ِّ
تعددت الحدود للمحدود الواحد ،وقد تختلف باختالف املفاهيم ،والجملة (كمصطلح لغوي علمي يراد لقد َّ
مر العصور ،وقد جمع ريس ( )Riesعام 1931ما ال يقل عن مائة وثمانية وثالثين ّ َّ
تفسيره) تعددت حدودها على ِّ
ً
مختلفا ملصطلح الجملة ،يعود سبب االختالف بين هذه التعريفات ،إلى أن مفهوم الجملة من أعقد املفاهيم ً
تعريفا
58
تصورا وترتب على ذلك صعوبة تعريفها ،واختالفه ً
تبعا الختالف تصور العلماء لها وحسب العلم الذي يحاول ً اللغوية
تعريفها.
من هذا املنطلق نقول :ما هي العناصر التي تساهم في تشكيل الجملة أثناء عملية التواصل؟ هذا يعني البحث
ُّ
عن كيفية تشكل الجملة ومكوناتها.
من بين العناصر املهمة التي تساهم في تشكل الجملة؛ نجد :امللفوظ األدنى واملسند.
كان االنشغال باملعنى على مستوى املنطق الشكلي األرسطي يجعل أرسطو يخلط َّأول األمر بين اللغة واملنطق
كالما ً
لغويا ،فانعكس ذلك على النحاة التقليديين فاختلط في ذهنهم منطقيا ،وتكلم في املنطق ً
ً فتكلم في اللغة ً
كالما
ً
منطقيا إلى املوضوع النظر إلى املسند واملسند إليه بالنظر إلى املوضوع واملحمول ،وصار كل تحليل للجملة يقسمها
( ،)thèmeأي إلى هذا الذي يراد قول ش يء عنه ،وإلى هذا الش يء نفسه أي املحمول ( )proposأو ( ،)rhèmeفاملوضوع
نقطة االبتداء ،وأساس الكالم هو الجزء من بنية الجملة (فنان.)1992 ،
فالجملة تبدأ بما هو معروف عند السامع ،أما املحمول فهو الجزء من الجملة الذي يحمل معلومات جديدة
ً
( )Informationحول املوضوع أي التجربة التي تنقلها الجملة انطالقا من مقام تواصلي معين إن وجد عنصر اسمي،
ً
ضميرا ضروريا لتحيين كل مسند (فنان.)1992 ، سواء كان ً
اسما أو
إن البنية األساسية للجملة ـ كما قلنا ً
سابقا ـ هي املسند واملسند إليه وعالقة اإلسناد التي تربط بينهما ،فاملسند َّ
في الجملة االسمية هو الخبر واملسند إليه هو املبتدأَّ ،أما في الجملة الفعلية فاملسند هو الفعل واملسند إليه هو
الفاعل ،واملسند هو الحكم الذي نصدره على املسند إليه ،لذا هو الوحدة األهم في التركيب وتكوينه الذي تتشكل
َّ
حوله الجملة وعليه تتحدد وظائف الوحدات األخرى فلكل وحدة وظيفتها حسب السياق الذي وردت فيه ،إال َّأنه،
ً
ً
تقديرا ،إذ يعتبران عند أغلب النحاة عماد الجملة ،ليطلقوا ولكي تستقل الجملة البد من وجود الطرفين َّإما لفظا أو
ألنها اللوازم للجملة والعمدة فيها ،ال تخلو منها وما عداها فضلة يستقل الكالم دونها» عليها مصطلح (العمدة) « َّ
(يعيش ،د ت).
ً
أساسا من عناصر اإلسناد املكونة ً
نموذجا للبنية األساسية التي تقوم عليها الجملة َّ فتكون الجملة البسيطة بهذا
مفيدا لإلخبار ،وما عداها يسمى فضلة وهي عناصر غير إسنادية ،وقد ً ـ أي من مسند ومسند إليه ـ ليكون الكالم
تمييزا ،أو بعض العالقات التي تنتجها بعض الوحدات كالعطف والتعليق التي ال تغير ً ً
حاال أو ً ً
شيئا تكون مفعوال به أو
كل عنصر أضيف إلى قول دون من التركيب اإلسنادي ،وهي عند الوظيفيين ،وعلى رأسهم أندري مارتني (ّ « )Martinet
ً أن ّ
يغير شيئا في العالقات املتبادلة بين عناصره األصلية أو في وظائفها» (مارتني.)1985 ،
ِّ
َّ
وفي موضع آخر يرى أنها «كل عبارة ترتبط جميع وحداتها بمسند وحيد أو بمسندات مترابطة» (مارتني.)1985 ،
59
ً
وينطلق إذا في تحليلها من تقسيم وحداتها ،إلى أصناف من املونيمات والتركيبات منها ما يمثل نواة الجملة وهو
ً
ملحقا لها (يقابل الفضلة في النحو العربي) ففي قولنا ـ على حد تعبير الطيب دبه ــ: التركيب اإلسنادي ومنها ما يمثل
ً ً َّ
ابتدائيا إلى تركيب إسنادي هو :عبارة "يفرح األطفال" وإلى إلحاق «"يفرح األطفال بيوم العيد" تحلل الجملة تحليال
هو :عبارة "بيوم العيد"» (دبه.)2001 ،
يمكن تحليل هذا التركيب اإلسنادي إلى ثالثة مونيمات توابع؛ هي:
أما اإللحاق هو" :بيوم العيد" وهو تركيب يحلل في حد ذاته إلى أربع مونيمات؛ هي:
ـ مونيم وظيفي وهو حرف (الباء) وثالث مونيمات توابع؛ هي" :يوم"" ،الـ" التعريف" ،عيد".
ُّ وعلى أساس التفرقة بين ّ
النظام النحوي والحدث اللغوي ،تحدث محمد حماسة عن البنية األساسية والفضلة، ِّ
ً ُّ
اللغوي هو «الذي ّ
اعتمادا على مبادئ كثيرة تستقى من إدراك العالقات بين العناصر يحدد البنية األساسية، ِّ فالنظام
تحدد شروط العناصر التي تشغل الوظائف في ومالحظة تكرارها وطريقة ورودها ،والبنية األساسية بدورها هي التي ّ
ِّ
َّ
الجملةَّ ،أما الحدث اللغوي فهو املجال الذي ينطلق منه النظام النحوي ،ألنه يهتم ببعض الفضالت التي لها دور فإذا
حذفت اختل املعنى رغم اكتمال العناصر األصلية واألساسية» (اللطيف.)2003 ،
ً
يتبين لنا أن النظام اللغوي هو أساس بنية الجملة ،وذلك انطالقا من العالقات التي تربط بين العناصر
املوجودة داخل هذا النظام.
الرتبة هي فكرة اقترحها "تشومسكي" في أواسط السبعينات ،حيث أن الرتبة األصلية هي :فاعل ،فعل ،مفعول.
هذا فيما يخص الرتبة في اللغة االنجليزية لكن الرتبة في اللغة العربية هي فعل ،فاعل ،مفعول.
ّ
خط ًّيا كما هوعرفها أحمد املتوكل بقوله« :هي سلسلة ( )séquenceتتوالى وحداتها ِّ 1 . 2 . 3ـ مفهوم الرتبةَّ :
الشأن بالنسبة للمتوالية اآلتية[ :أ +ب +ج +د]» (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (بنية املكونات)،
.)1996
الس َّلمية ،وهذه العالقة أي عالقة املجموعية َّ
تتحدد تظهر عالقة السلسلية عند مقارنة عالقة املجموعة بعالقة ُ
بالشكل اآلتي{ :أ ،ب ،ج ،د}.
60
ً
تقوم هذه العالقة ،بين العناصر املترادفة مثال في هذه الجملة:
القهوة
اللبن
ج
2 1
مس مس محمول
لقد قام داود عبده ( )1983ببحث أراد من خالله أن يدحض فكرة أن الرتبة األساسية في اللغة العربية؛ هي:
َّ فعل ـ فاعل ـ مفعولُّ ،
ويقر عوض ذلك ،أنها :فاعل ـ فعل ـ مفعول واستدل بمستويين؛ هما (جهوية:)1991 ،
ـ املستوى األول :هو دحض الحجج التي أتى بها من تبنوا افتراض أن الرتبة األساسية هي :فعل ـ فاعل ـ مفعول.
ـ املستوى الثاني :هو تقديم الحجج على تقدم الفاعل على الفعل في العربية.
لقد عالج "الفاس ي الفهري" ظاهرة الرتبة في اللغة العربية في كتابه "اللسانيات واللغة العربية" وهي مقاربة مبنية
على أساسيات البرنامج التوليدي ،وخاصة النحو املعجمي الوظيفي.
َّ
لكن الفهري استدل وأكد ـ وخالف ما ذهب إليه تشومسكي ـ أن الرتبة في اللغة العربية هي من نمط (ف /فا/
مف /1مف ،)2وهي الرتبة التي ّ
تعبر عنها الجمل اآلتية:
ِّ
61
1ـ جاء رجل.
الرتبة في العربية الفصحى ليست "حرة" إال بالنظر إلى الوظائف التركيبية (فاعل ،مفعول )...التي تضطلع
بتحقيقها الحاالت اإلعرابية ،فالجمل السابقة (أ ـ ب ـ ج) جواب للجمل اآلتية:
أ ـ من أحب جميل؟
بعد أن تحدث املتوكل عن ترتيب املكونات داخل الحمل املدمج وترتيب الحمول املدمجة ذاتها بالنظر إلى الحمل
الرئيس ي ،توصل إلى ما يلي (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري):)1989 ،
ّ
1ـ ليس ثمة فرق بين ترتيب ِّ
املكونات داخل الحمل املدمج وترتيبها داخل الحمل املستقل أو الحمل الرئيس ي،
ففي هذه األصناف الثالثة من الحمول تترتب املكونات ً
طبقا للبنية املوقعية نفسها.
62
لو نقارن بين الجمليين اآلتيتين:
أ ـ غضبت هند.
ب ـ ساء ً
خالدا أن غضبت هند.
ّ
املكون الوظيفي املحور. ّ َّ
املكون املصدر هو ِّ
الفرضية التي توصل إليها "املتوكل" عند تحليله لهذه الجملة هو أن ِّ
الحد املواقع نفسها التي يمكن أن يحتلها الحد االسم ً
طبقا للبنية املوقعية العامة املفترض 2ـ يحتل الحمل ّ
َّ
إال َّ ُ
أن الحمل الحد ،بحكم كونه مقولة معقدة ،يخضع ملبدأ "رتبة املكونات ورودها بالنسبة للجملة في اللغة العربية،
املفضلة املستقلة عن اللغات".
بموجب هذا املبدأ ،ينزع الحمل الحد إلى احتالل املواقع األخيرة في الجملة ولو اقتضت وظيفته (التركيبية أو
التداولية) تقديمه.
ً
انطالقا من هذه املبادئ تشتق الجملة في النحو الوظيفي عن طريق بناء بنيات ثالث هي (املتوكل أ ،.دراسات في
الحملية؛ البنية الوظيفية؛ البنية ّ
املكونية .ويتم بناء هذه البنيات الثالث َّ نحو اللغة العربية الوظيفي :)1986 ،البنية
عن طريق تطبيق ثالث مجموعات من القواعد :قواعد "األساس" ،وقواعد إسناد الوظائف ،و قواعد التعبير،
ويحتوى "األساس" على مجموعتين من القواعد لهما دور كبير في بناء البنية الحملية :املعجم وقواعد تكوين املحموالت
والحدود.
تكوينية (تكوين الحدود وتكوين املحموالت) ،وتضطلع بالتمثيل َّ معجمية وقواعدَّ مجموعة القواعد التي تبني اإلطار الحملي ،وهي قواعد
َّ
التركيبية (فعل، تحدد( :أ) صورة املحمول ومقولته حملية ّ
والتركيبية ،ويتم ذلك في شكل أطر َّ َّ َّ
والداللية َّ
الحملية لخصائص املفردات
َّ
اسم ،صفة )...ومحالت املوضوعات التي يأخذها ،و(ب) القيود االنتقائية "قيود التوارد" التي يفرضها املحمول على محالت موضوعاته،
الداللية التي تأخذها محالت املوضوعات بالنظر إلى األدوار التي تقوم بها بالنسبة للواقعة التي ُّ
يدل عليها املحمول. َّ و(ج) الوظائف
نظرية النحو الوظيفي ،ص.111
املكون األساس مكونين اثنين :املعجم وقواعد التكوين .محمد الحسين مليطان: ويتضمن ّ
نظرية النحو الوظيفي ،ص.111 َّ
والتركيبية. َّ
والداللية، َّ
التداولية، قواعد مسؤولة عن إسناد الوظائف
َّ
تركبية ،أو هو نسق َّ
صرفية َّ
مكونية بنقل التمثيل الداللي التداولي إلى بنية َّ
التحتية إلى بنية نسق من القواعد تضطلع بنقل البنية
َّ نظرية والتنغيمية على أساس ما ُي َ
ورد في البنية الوظيفية. َّ تبية ّ
النبرية الر َّ َّ
الصرفية والتركيبية ُّ من القواعد املسؤولة عن تحديد الخصائص
النحو الوظيفي ،ص.112
63
املحور الخامس:
-البنية الحملية-
ً
أوال عن مفهوم هذه البنية ّ
ثم بناؤها وتكوينها. نتحدث
ً يمثل الحمل في النحو الوظيفي« ،للعالم موضوع الحديث (سواء أكان َ ّ
عالم الواقع أم عاملا من مفهوم الحمل:
َّ
وظيفية ّ
العوالم املمكنة) في شكل (حمل) يتألف من محمول وعدد معين من الحدود» (املتوكل أ ،.الوظيفة والبنية (مقاربات
لبعض قضايا التركيب في ُّاللغة العر ّبية) ،)1993 ،وتنقسم هذه البنية إلى قسمين :بنية الحمل وبنية الداللة؛ فالبنية األولى
تتضمن األطر الحملية الخاصة بالجملة ،وتكون هذه األطر َّإما أسماء أو أفعاال أو صفات ،وتبنى عن طريق قواعد
األساس والذي يحمل في طياته عنصرين هما :املعجم ( )Le lexiqueوقواعد تكوين املحموالت والحدود ( Règles de
.)formation des prédicats et des termes
1 1املعجم ( :)le lexiqueيتكفل املعجم بإعطاء األطر الحملية ،والحدود األصول (بعيطيش ،نحو نظرية وظيفية
مكوني األساس (باإلضافة إلى قواعد التكوين) يضطلع للنحو العربي ،)2006 ،واملعجم في نظرية النحو الوظيفي «أحد ّ
املكونات األخرى باملادة املفرداتية» (مليطان، يمد ّ بالتمثيل ،في شكل أطر حملية ،للمفردات األصول [م] [ط] أساس ّ
.)2014في حين يتكون املعجم من مفردات أصول ومفردات فروع أو مشتقة .األولى هي املفردات الفعلية التي تصاغ
ّ َ َ َ َ َ
على أربعة أوزان "ف َع َل" و"ف ِّع َل" و"ف ُع َل" و"فعل َل"؛ أي هي «مفردات يتعلمها املتكلم كما هي قبل استعمالها» (املتوكل أ،.
ومبنى ،ويرى املتوكل ّ
معنى ً العربية ً
َّ ُّ ُ ّ
أن «القدرة دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي .)1986 ،وتشكل أبسط مفردات اللغة
ُّ ّ املعجمية ّ
ّ
تتكون من صنفين من املعارف :معرفة مجموعة من املفردات يتعلمها تعل ًما قبل استعمالها ومعرفة نسق
ً ّ
تمكنه من تكوين مفردات "جديدة" (لم يسبق أن سمعها أو استعملها) انطالقا من املفردات من قواعد االشتقاق ِّ
َّ
األصول املتعلمة» (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري).)1989 ،
2 1قواعد تكوين املحموالت والحدود :يقصد بها «املفردات التي يتم تكوينها عن طريق قواعد اشتقاقية
ً
انطالقا من املفردات األصول» (املتوكل أ ،.دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي .)1986 ،هذا يعني ّأنها تشتق عن
الحملية على شكل قوائم في املعجم ،أو الناتجة عن تطبيق قواعد ّ طريق العودة إلى أصل الفعل الثالثي ،وتشكل األطر
َّ ّ
تكوين املحموالت والتي تشمل على :املحمول وعدد معين من الحدود .وقد حدد املتوكل اإلطار املحمولي كما يلي (املتوكل
أ ،.دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي:)1986 ،
ّ
خاصية أو عالقة. أ املحمول ( )Prédicatالدال على
َّ
التركيبية (فعل ،اسم ،صفة ،ظرف). ب مقوالت املحمول
د الوظائف الداللية (منفذ ،متقبل ،مستقبل ،مستفيد) التي تحملها محالت الحدود.
64
هـ قيود االنتقاء التي يفرضها املحمول بالنسبة ملحالت حدوده.
()1
ب ُع ُ
مر مجتهد.
فالفعل "دخل" ،يأخذ اإلطار الحملي اآلتي [ :دخل ف (س :¹إنسان) منف (س :²مدخول) متق] .إذ تشير أحرف
الفعل (د /خ /ل) إلى أصلها َ(ف َع َل) ،وهو ما ّأكده الباحث "أحمد املتوكل" من خالل تبنيه للفرضية القائلة َّ
بأن
َ َ َ َ َ
املحموالت األصلية هي« :املحموالت املصوغة على األوزان األربعة اآلتية :ف َع َل وف ِّع َل وف ُع َل وفعل َل» (املتوكل أ ،.دراسات في
نحو اللغة العربية الوظيفي.)1986 ،
األول من املحموالتَّ ،
وأما الرمز (ف)، وأضاف املتوكل ما أسماه النحاة العرب القدامى "بالجامد" إلى الصنف ّ
فإنه يشير إلى املقولة الصرفية للمحمول ،يعني هذا أن املحمول الفعلي "دخل" يأخذ موضوعين اثنين ّ
يعبر عنهما َّ
ألنه يرتبط بسمةباملتغيرين( :س ¹و س ،)²ف (س )¹هو الذات املشاركة في عملية الدخول املرموز لها بـ (منف)َّ ،
ّ
واملتغير الثاني (س )²يحمل الوظيفة الداللية املرموز لها بـ (متق) ،فهو يرتبط بسمة الال إنسان (الجامد)؛ أي اإلنسان،
َّإنه ّ
تقبل عملية الدخول إلى ساحة املعركة.
ّ
وتدل األطر الحملية في النحو الوظيفي على محمول ُّ
يدل على واقعة ("عمل" و"حدث" و"حالة" و"وضع") ،وعدد
من الحدود وهي على صنفان :حدود موضوعات وحدود لواحق.
األولىَ :ي ُّ
دل على ذوات تقوم بأدوار ّ
مؤسسة للواقعة الدال عليها املحمول.
الثانيُّ :
يدل على ذوات تقوم بدور التخصيص الزماني واملكاني.
ً
إذا تقوم البنية العامة للحمل على محمول ،وموضوعات ،ولواحق كما هو الحال في الخطاطة اآلتية (املتوكل أ،.
اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري):)1989 ،
(ص( ،)¹ص( ... )²ص ن) محمول (س( ،)¹س( ... )²س ن)
لواحق موضوعات
حمل
65
ننتقي من املعجم املفردات "الجندي" و"ساحة املعركة" للمحمول "دخل" من الجملة السابقة (دخل الجندي إلى
َّ
ساحة املعركة) هذه تسمى بالبنية الحملية الجزئيةَّ ،أما البنية الحملية التامة فال تتحقق إال بتطبيق مجموعتين من
مخصص املحمول ،وقواعد تحديد ّ القواعد (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري) :)1989 ،قواعد تحديد
ِّ
مخصصات الحدود. ّ
ِّ
الصيغة ،ومقولة الجهة ،ومقولة الزمنَ ،و ُم ِّث َل لها في النحو ُ
املقوالت الثالثة :مقولة ّ يقصد بمخصص املحمول
الصيغة األولى في الجمل البسيطة املستقلة مثل: الوظيفي بصيغتين؛ هما :صيغة "التدليل" ،وصيغة "التذييت" تظهر ّ
يدرس زيد النحو العربي ،وتظهر الصيغة الثانية في الجمل املدمجة مثل :يخاف األب أن يرسب ابنه.
الدال عليها املحول ،وهذه الواقعةَّ ،إما أن تكون تامة أو في حين تحدد (مقولة الجهة) ،البنية الداخلية للواقعة َّ
الزمن) فهي ترتبط بزمن الزمنية أو (مقولة َّ
مشروعا فيها أو مقاربةَّ ،أما املقوالت َّ
ً غير تامة مستمرة أو غير مستمرة
التكلم ،وهذا الزمن في النحو الوظيفي ،يأتي على ثالثة أوجه؛ هي :املاض ي ،والحاضر ،واملستقبل ،وهذه املقوالت
الزمنية تتفرع إلى مقوالت زمانية ثانوية ،ومقوالت زمانية فرعية كاملاض ي املطلق ،واملاض ي النسبي (املتوكل أ ،.اللسانيات
الوظيفية (مدخل نظري).)1989 ،
ً
إذا تقوم البنية الحملية في بناء الجملة في النحو الوظيفي عن طريق تطبيق املعجم وقواعد تكوين املحموالت
والحدود ،وهذا من أجل تكوين حمل صحيح من حيث البناء؛ أي جمل صحيحة ،ويمكن لنا أن نوضح أكثر من خالل
هذا املخطط اآلتي (املتوكل أ ،.دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي:)1986 ،
66
أساس
معجم
حدود محموال
ت
حملية َّ
نووية أطر َّ
َّ
الحملية قواعد توسيع األطر
حلية َّ
موسعة أطر َّ
َّ
حملية ّ
بنية
67
املحور السادس:
ّ
الوظيفية- -البنية
1قواعد إسناد الوظائف التركيبية :الوظيفة التركيبية عند املتوكل هي« :وجهة معتمدة في تقديم واقعة
ُ َ
ثانويا وتظل الحدود األخرى خارج مجال الوجهة» منظورا ً
ً ً
رئيسيا أو ً
منظورا فت َنتقى بعض الحدود لتكون َّإما َّ
معينة
ً
(املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري) ،)1989 ،وانطالقا من هذين الحدين املذكورين في التعريف ،قام املتوكل
عرف هاتان الوظيفتان في بتقسيم الوظائف التركيبية إلى وظيفتين اثنتين هما :وظيفة الفاعل ووظيفة املفعولُ ،وت َّ
إطار ما يسميه "سيمون ديك" (بوجهة النظر) ،ويتشكل حسب "ديك" من منظورين اثنين ،املنظور َّ
األول يشكل
ً
متأخرا عن املكون املسندة إليه وظيفة الفاعل ،في حين املنظور الثاني يشكل ّ
املكون املسندة إليه وظيفة املفعول يرد ّ
ُّ ُّ
الفاعل في أغلب اللغات الطبيعية سواء كانت هذه اللغات من قبيل (ف فا مف) أم من قبيل (فا ف مف) أم من
ّ ّ
العربية ،تتعلق قبيل (فا مف ف) (املتوكل أ ،.دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي .)1986 ،هذه أنماط تركيب في اللغة
بقرينة ُّ
الرتبة.
ً
منظورا ً
رئيسيا ،والحد املتخذ ً
منظورا وهاتان الوظيفتان (الفاعل واملفعول) تسند إليها حدان الحد املتخذ
ثانوياَّ ،أما الحدود األخرى (غير الوجهية) تبقى بدون وظيفة تركيبية ،وعلى هذا األساس تعرف الوظيفة الفاعل علىً
ّ ّ
يشكل املنظور الرئيس ي للوجهة ،والوظيفة املفعول ُتسند إلى ّ ّ َّ ُ
يشكل املنظور الحد الذي ِّ
ِّ أنها «تسند إلى الحد الذي ِّ
أن الفاعل عنصر رئيس في التحليلَّ ،أما الثانوي للوجهة» (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري))1989 ،؛ أي َّ
املفعول فعنصر ثانوي.
أن تحديد موضوعات املحمول يتم هذا ما جعل النحو الوظيفي يكتفي بهاتين الوظيفتين التي عادى أصلها إلى َّ
ثم فهما يسندان إلى الوظيفتين الدالليتين "املنفذ على أساس األدوار الداللية ال على أساس األدوار التركيبية ،ومن َّ
ُ
الوجهة التي ق ِّّدمت منها واقعة َّ ّ ً ُ
واملتقبل"؛ مثل الجملة اآلتية :دخل الطالب متأخرا البارحة إلى املدرج .يظهر أن ِّ
"الدخول" تنقسم إلى منظورين :املنظور الرئيس ي املنطلق منه في تقديم الواقعة ،هو الفاعل "الطالب" ،واملنظور
َّ ُّ َّ ً
العربية، التداولية في اللغة "متأخرا" ،وبالتالي نمثل لها كاآلتي (املتوكل أ ،.الوظائف الثانوي في تقديم الواقعة ،هو املفعول به
متأخرا (س ))²متق مف (س :¹البارحة (س ))¹زم (س "²إلى املدرج ً ُ
الطالب (س ))¹منف فا (س:² :)1985دخل ف (س:¹
(س ))²مك.
68
ً
إن إسناد الوظيفيتين التركيبيتين الفاعل واملفعول يتم طبقا للسلمية الوظائف الداللية اآلتية (املتوكل أ ،.دراسات
َّ
في نحو اللغة العربية الوظيفي:)1986 ،
ً
متأخرا عن الفاعل. يرد املفعول
تسند وظيفة املفعول إلى الوظائف غير األساسية ،كاألداة واملكان والزمان حين ال يوجد في الحمل حد آخر من
الحدود ذات األسبقية.
َْ َ ْ ْ َ َ َ َْ
يتقدم املفعول على الفعل والفاعل؛ نحو قوله تعالى"َ :والق َم َر ق َّد ْرن ُاه َمناز َل َح َّتى َع َاد كال ُع ْر ُج ْون القد ْيم" يس
َّ
ّ
املتقدم علما َّ
بأن العنصر ّ
واملتقبل؟ ً (قد َر) هو املحمول ،فكيف يكون تحليل هذا املثال من وجهة املنفذ .38فيصبح َّ
ِّ
تركيبيا ومتقبل ً
دالليا. ً َ
(القمر) مفعول به ّ
املتقبل، (القمر) هو ذاته
ِّ
69
وجود فكرة مسبقة أو جديدة في ذهن املخاطب.
َّ
العربية :)1985 ،بؤرة جديدة وبؤرة ُّ َّ
التداولية في اللغة ّ
ويميز "املتوكل" بين نوعين من البؤرة (املتوكل أ ،.الوظائف
مقابلة.
املكون الحامل للمعلومة التي يجهلها املخاطب أي (املعلومة 1 1 1 2بؤرة الجديد :وهي «البؤرة املسندة إلى ّ
َّ ُّ َّ
العربية)1985 ، التداولية في اللغة التي ال تدخل في القاسم اإلخباري املشترك بين املتكلم واملخاطب)» (املتوكل أ ،.الوظائف
مثلما هو الحال في املثال اآلتي:
من رأيت البارحة؟
70
إن إسناد وظيفة البؤرة في النحو الوظيفي متعلق بقيود مضبوطةَّ ،
قسمها 1 2 1 1 2وظيفة البؤرةَّ :
َّ ُّ َّ
العربية :)1985 ،قيود على مستوى البنية الوظيفية التداولية في اللغة املتوكل إلى مجموعتين؛ وهما (املتوكل أ ،.الوظائف
األول الذي يتعلق بالوظائف الداللية والتركيبية وقيود على مستوى البنية املكونية ،وأهم قيد هنا هو القيد َّ
ّ
الحملية الوظائف والتداولية املسندة إلى موضوعات البنية الحملية .يقول سيمون ديك «تسند إلى موضوعات البنية
التداولية شريطة أن ال ُيسند لكل موضوع أكثر من وظائف ثالث :وظيفة َّ َّ
التركيبية والوظائف ّ
الداللية والوظائف
َّ ُّ َّ َّ َّ ّ
العربية)1985 ،؛ أي ال يمكن أن يحمل التداولية في اللغة تداولية» (املتوكل أ ،.الوظائف تركيبية ووظيفة داللية ووظيفة
مكون واحد الوظيفتين الفاعلمكون واحد أكثر من وظيفة واحدة من أنواع الوظائف الثالث ،فال يمكن أن يحمل ّ ّ
واملفعول كما ال يمكن له أن يحمل نفس املوضوع وظيفتي البؤرة واملحور ،في حين جعل املتوكل هذا القيد ناقص،
َّ
ألنه يصدق على الوظائف الداللية والوظائف التركيبية ،إال َّأنه ال يصدق على الوظائف التداولية ،وإن كان غير ممكن َّ
فإنه من املمكن أن تسند الوظيفة نفسها إلى أكثر من أن يسند إلى نفس املوضوع الواحد أكثر من وظيفة تداوليةَّ ،
ً َ ّ
حاسوبا. مكون واحد ،والجملة اآلتية تبين ذلك :أهدى خالد عمرو
نالحظ َّ
أن وظيفة بؤرة الجديد أسندت إلى املكونين عمرو والحاسوب.
البؤرة
مسندة إلى َ
الح ْمل مسندة إلى حد مسندة إلى َ
الح ْمل مسندة إلى حد
71
أ َ
متى َ
رجع خالد؟
مكونات الحمل ،بينما تسند وظيفة املكون الحملي "خالد" كون َّأنه من ّ
تسند وظيفة املحور في الجملة األولى إلى ّ
َّ
العربية،
ُّ َّ
التداولية في اللغة مكونات الحمل (املتوكل أ ،.الوظائف
املكون "خالد"َّ ،
ألنه ليس من ّ املبتدأ في الجملة الثانية إلى ّ
.)1985
2 2الوظائف الخارجية :اقترح "ديك" وظيفتين تداوليتين خارجيتين عن الحمل ،وتتمثل خارجيته في َّأنه ال
ُّ تشكل ًّ
جزءا من الحمل ،في حين أضاف "املتوكل" وظيفة ثالثة ،وهي وظيفة املنادى ،لم يكن الهدف منها وصف اللغة
َّ ُّ َّ ُّ
العربية.)1985 ، التداولية في اللغة العربية فحسب بل يمكن اعتمادها كذلك لوصف اللغات الطبيعية (املتوكل أ ،.الوظائف
1 2 2وظيفة املبتدأ :املبتدأ هي وظيفة تداولية مثلها مثل الوظائف األخرى املحور الذيل البؤرة ،على َّأنه
ّ
وتتحدد وظيفتها في معرفة املتكلم ما يجول حول عامله ّ
ويحدد الوضع القائم بين املتكلم والسامع، يرتبط باملقام،
الخارجي (الجندي ،د ت).
ّ
املكون الذي يحدد مجال الخطاب الذي يعتبر الحمل بالنسبة إليه ً
إذا تسند وظيفة املبتدأ إلى « ّ ً
واردا» (املتوكل أ،.
يحدد ما يأتي بعده ،وهذين املثالين يوضحان أن املبتدأ هو الذي ّ
العربية ،)1985 ،يعني هذا َّ
َّ ُّ َّ
التداولية في اللغة الوظائف
ذلك:
َ
سافر البارحة. خالد،
ُ
والجهل ظالم. ُ
العلم نور خالد،
72
سافر البارحة (حمل) ،و الجملة الثانية :خالد (مبتدأ) ،العلم نور (حمل َ بالنسبة للجملة األولى :خالد (مبتدأ)؛
ّ َّ ً
،)1والجهل ظالم (حمل .)2إذا يمكن القول أن هذه الجملة تتكون من ركنين أساسين هما :الحمل واملبتدأ .لقد
َّ ُّ َّ َّ ّ
العربية:)1985 ، التداولية في اللغة استدل املتوكل عن خارجية املبتدأ بتقديم مجموعة من األدلة؛ وهي (املتوكل أ ،.الوظائف
ً ّ
موضوعا من موضوعات الفعل أي ال يطابق املحمول ،ففي قولنا :الجريدة ،شرب صاحبها ال يشكل املبتدأ
قهوة.
أن الفعل (شرب) ينتقي الفاعل (صاحبها) ،واملفعول (قهوة)؛ أي يرتبط بهم َّ
ولكنه ال ينتقي املبتدأ نالحظ هنا َّ
َّ
ألنه خارج عنه.
َّ
إال َّ
أن هذا َّ
الرابط ليس يحتاج املبتدأ إلى رابط يربطه بالجملة التي تليه كالضمير؛ مثل قولنا :خالد أبوه قائم.
ضروريا في جميع األحوال ،فهناك جمل ال تشتمل عليه؛ مثل قولنا :خالد بطل مغوار.ً
املكون الحامل للمعلومة التي توضح معلومة 2 2 2وظيفة الذيل :وظيفة تداولية خارجية «تطلق على ّ
العربية)1985 ،؛ مثل :قابلها خالد اليوم ،هند.َّ ُّ َّ
التداولية في اللغة
ّ
داخل الحمل أو تعدلها أو تصححها» (املتوكل أ ،.الوظائف
َّ ُّ َّ ً
العربية، التداولية في اللغة انطالقا من هذا التعريف يمكن التمييز بين ثالثة أنواع من الذيول؛ هما (املتوكل أ ،.الوظائف
:)1985ذيل التصحيح ،وذيل التعديل ،وذيل التوضيح.
مكون يحمل املعلومة التي تصحح معلومة داخل الحمل؛ يعني يحمل معلومة 1 2 2 2ذيل التصحيح :هو ّ
ً
خالدا ،بل عمرو .جاءت كلمة (عمرو) أخرى محل املعلومة األولى ،مثلما هو الحال في الجملة اآلتية :قابلت اليوم
لتصحيح املعلومة التي تحملها كلمة (خالد).
مكون يحمل املعلومة التي ّ
تعدل معلومة داخل الحمل .كما يظهر في الجملة 2 2 2 2ذيل التعديل :هو ّ
اآلتية :قرأت الكتاب ،نصفه.
حيث تضاف املعلومة التي يحملها (نصفه) ،لتعديل املعلومة التي يحملها ّ
املكون (الكتاب).
تعدل معلومة داخل الحمل .مثل الجملة اآلتية :أخوه مكون يحمل املعلومة التي ّ
3 2 2ذيل التوضيح :هو ّ
مسافر ،خالد .تضاف املعلومة التي يحملها ّ
املكون الذيل (خالد) إلزالة إبهام الضمير (الهاء) في كلمة (أخوه).
73
املكون ّ
الدال على مكون خارجي جاء ضمن مقترحات املتوكل ،وهو يسند إلى ّ 3 2 2وظيفة املنادى :املنادى ّ
معين؛ مثل :يا خالد ،جاء عمرو .أي أن يكون الخطاب هنا ّ
موج ًها إلى الشخص املحال عليه الكائن املنادى في مقام ّ
َّ ُّ َّ
العربية:)1985 ، التداولية في اللغة النداء ،وبالتالي يجب (املتوكل أ ،.الوظائف بعبارة
أن ّ
نميز بين النداء كفعل لغو ّي واملنادى كعالقة تسند إلى أحد ّ
مكونات الجملة.
َّميز النحاة العرب بين "املنادى" و"املندوب" و"املستغاث" ،وهذا كذلك ورد في النحو الوظيفي.
● يا خالد ،اقترب.
● وازيداه!
1 3 2 2أدوات النداء في النحو العربي :األدوات التي اعتمدها املتوكل في النحو الوظيفي؛ هي :يا ،أ ،أيها،
األداة الصفر أو حذف األداة.
● يا خالد ،اقترب.
74
َّ
إال بأداة النداء ُّ مخصصا باأللف والالمَّ ،
ً إذا كان ّ
(أيها) كأن نقول: فإنه ال يسبق املكون املنادى
الرجلَّ ،
تقدم. ● أ هذا َّ
فإنه يسبق بأداة النداء (يا) أو أداة النداء (أ) إذا كاناملكون املنادى جملة موصولة ال أس لهاَّ ، إذا كان ّ
ر
املوصول (من) ويسبق بأداة النداء (أيها) ،إذا كان املوصول (الذي) .واألمثلة اآلتية ّ
تبين ذلك:
75
املحور السابع:
-البنية ّ
املكونية-
يقصد بالبنية املكونية البنية الصرفية التركيبية ،ويتم بناؤها عن طريق تطبيق نسق قواعد التعبير؛ واملتمثلة
فيما يأتي (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري):)1989 ،
املكون املحيل على الذوات املشاركة في الواقعة ّ
الدال عليها املحمول في 1قواعد صياغة الحدودّ :
الحد هو ّ
ّ
املجردة إلى بينة صرفية تركيبية العالم املعنى باألمر ،وانطالقا من هذه الذوات تصاغ الحدود بنقل البنية الحملية
املحققة في صورتها ،ويتم هذا النقل عن طريق تطبيق مجموعة من العمليات واملتمثلة في:
انتقاء أس املركب من املقيدات املتواجدة في ّ
الحد ،وجعل املقيدات األخرى فضالت؛ مثل :فاز الطالب املجتهد ر
النجيب .ننتقي الحد "الطالب" ر ً
أسا للمركب ،وبقى الحدين "املجتهد" ،و"النجيب" فضالت ،وهذا الترتيب الذي يشكل
ّ ً
مركبا تبينه السلمية اآلتية:
تسند الحالة اإلعرابية إلى عناصر املركب (الطالب ،املجتهد ،النجيب) أو إلى املركب ككل (الطالب املجتهد)
(املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري).)1989 ،
2قواعد صياغة املحمول :يصاغ املحمول عن طريق إجراء مجموعة من القواعد التي تنقل املحمول من
ً َّ
املجردة إلى صياغة صرفية تامة محققة انطالقا من املعلومات املجردة التي توفرها البنية الحملية العامة، صورته
أن صورة املحمول ّ
املجردة تتكون من الجذر الذي ينتمي إليه املحمول ووزنه ووضعه االشتقاقي واملقولة املعجمية يعني ّ
(املتوكل أ ،.من قضايا ّ
الرابط في اللغة العربية.)1987 ،
ً
صرفيا فقط ال غير. ويكمن دور هذه العناصر في تحقيق املحمول
يتصدر الحمل مكونات مطلقة منها مؤشرات القوة اإلنجازية الذيّ 3قواعد إدماج مؤشر القوة اإلنجازية:
يتكون من أدوات تؤدي وظيفة التأشير املواكبة للحمل ،وهذه األدوات هي :االستفهام (الهمزة) ،و(هل) واألداة ّ
الدالة
"أو" بفتح الواو ،واألداة َّ
"إن" بكسر الهمزة. على االستفهام اإلنكاري َ
76
َّأما األدوات الدامجة فهي تستخدم للربط بين جملتين كاألداة َّ
"أن" بفتح الهمزة والضمائر املوصولة ( ما ،من،
الذي ،)...وكل هذه األدوات يتم إدماجها في مرحلة متأخرة من االشتقاق عن طريق إجراء إحدى مجموعات القواعد
ّ
التي تشكل نسق قواعد التعبير (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري).)1989 ،
ُّ تتحدد رتبة ّ ّ
املكونات بواسطة الوظائف التركيبية (بالنسبة إلى اللغات التي يستلزم وصفها 4قواعد املوقعة:
استخدام هذا الضرب من الوظائف) والوظائف التداولية ودرجة التعقيد املقولي للمكونات أي (حسب درجة التعقيد
في االتجاه التأخر أو التساوي) (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري).)1989 ،
إذ ينتج هذا الترتيب عن طريق التفاعل القائم بين (املتوكل أ ،.اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري):)1989 ،
اتجاه ّ
املكونات الحاملة للوظائف نفسها إلى احتالل املواقع نفسها.
اتجاه بعض ّ
املكونات إلى احتالل املوقع الصدر في الحمل.
ً
تعقيدا. املكونات األقل ً
تعقيدا إلى التأخر عن ّ اتجاه ّ
املكونات األكثر
وهذه البنية الرتبية العامة ّ
توضح ذلك :م ،²م( ¹ف) فا (ف) مف (ف) ،م³
من خالل هذه البنية ،تنقسم املواقع في النحو الوظيفي إلى صنفان ؛هما:
77
في الشارع قابلت أصدقاء قدامى.
ُ ََ
قية أحب قيس.ر
ً
مآ ثالثا :مح
يحتل املوقع م آ ّ
املكون املحور ،مثلما هو في الجمل اآلتية:
ف ً
رابعا :فعل
مف مفعول
فا فاعل
ص ّ
املكونات ص
في هذه الحالة تحتل ّ
املكونات موقع خاص وهو املوقع (ص) كما هو في األمثلة اآلتية:
قواعد التعبير
قواعد املوقعة
ّ
مكو ّنية
بنية ِّ
79
املحور الثامن:
تطورا من حيث بناء الجهاز الواصف وصياغته وإقامة التواصل ،وهذا التطور لقد عرفت نظرية النحو الوظيفي ً
أفرز نماذج ثالثة؛ هي (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي (األصول واالمتداد):)2006 ،
1 1الخزينة :تتكون من عنصرين هما :املعجم الذي يهتم بمفردات األصول ،وقواعد التكوين الذي يهتم
ً
بمفردات الفروع من خالل هذين العنصرين تتشكل البنية التحتية وهذه األخيرة تشكل حمال.
ّ حملية ّ
واملشتقة في شكل أطر ّّ ّ
الداللية تحدد محالتية املجهول ووظائف موضوعاته ويمثل للمفردات األصول
ّ
التحتية للعبارة وما يفرضه على موضوعاته من قيود انتقاءُ ،ويتخذ اإلطار الحملي فيه ّ
مادة ّأو ّلية لصياغة البنية
ُّ
الل َّ
غوية.
2 1قواعد إسناد الوظائف :ينقل الحمل إلى بنية وظيفية عن طريق إسناد وظيفتي الفاعل واملفعول ثم
إسناد الوظيفتين التداوليتين املحور والبؤرة.
(الر ّ
تبية)، 3 1قواعد التعبير :هي «مجموعة القواعد املسؤولة عن تحديد الخصائص الصرفية التركيبية ُّ
َّ
الوظيفية» (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي والتنغيمية) على أساس ما ُي َ
ورد في البنية ّ ّ
(النبرية ّ
والتطريزية
(األصول واالمتداد).)2006 ،
ّ
4 1قواعد صوتية :تنقل القواعد السابقة بواسطة القواعد الصوتية إلى تأويل صوتي للعبارة اللغوية ،وهذه
املراحل نمثل لها الرسم اآلتي (املتوكل أ ،.التركيبات الوظيفية قضايا ومقاربات:)2005 ،
محالتية املجهول هي :عدد املحالت التي يأخذها املحمول ،املوضوعات والحدود التي يأخذها محمول ما .محمد الحسين مليطان :نظرية
النحو الوظيفي ،ص.127
80
خزينة
بنية وظيفية
قواعد التعبير
بنية ّ
مكونية
قواعد صوتية
تأويل صوتي
ً
قصورا ً
كبيرا خاصة فيما يتعلق 2النموذج املعيار (ديك َ :)1989ع َر َف النحو الوظيفي في النموذج ّ
األول
الدرس ،وتكوين الجهاز الواصف ،وطبيعة التمثيل التحتي للخصائص الداللية ،والتداولية ،جاء النموذج بموضوع ّ
ّ املعيار الذي يرى ّ
أن التواصل ال يتم بواسطة املعرفة اللغوية فحسب بل كذلك بواسطة تفاعل هذه املعرفة بمعارف
أن القدرة التواصلية تتكون من خمس ملكات هي :امللكة املعرفية ،املنطقية ،االجتماعية، أخرى على أساس َّ
ّ
اإلدراكية ،اللغوية (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي (األصول واالمتداد).)2006 ،
ّ
وهذه امللكات تمثلها خمس قوالب تتفاعل فيما بينها لتشكل نموذج مستعمل اللغة الطبيعية ،أضاف إليها
ّ
الشعرية. املتوكل ملكة سادسة ،وهي امللكة
81
ّ ّ ّ
وهذا الشكل يوضح هذا النموذج (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي
التداولي).)1995 ،
القالب النحوي
من خالل هذا النموذج يتكفل كل قالب من هذه القوالب بتحديد الوظيفة التي يؤديها ،وذلك بالتفاعل بينها
ّ
األهمية ،وهي (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في ّ
مستقل عن اآلخر ،وتتفاوت فيما بينها من على أساس ّ
أن كل قالب
اللسانيات الوظيفية (بنية الخطاب):)2001 ،
ّ
القالب النحوي :يتكفل بإنتاج العبارات اللغوية وتأويلها ،وتتم هذه العملية عبر القوالب الفرعية ،واملتمثلة في
مكونية وتحديد صورتها الصوتية. بناء البنية التحتية ،ونقلها إلى بنية ّ
القالب املنطقي :يقوم بمهمة اشتقاق بنيات تحتية من البنية التحتية املحددة في إطار القالب النحوي عن
طريق قواعد استدالل.
القالب املعرفي :يقوم بتخزين املعارف التي ترد عليه من القوالب األخرى ،وتنظيمها الستعمالها أثناء الحاجة.
القالب االجتماعي :يقوم بتحديد الكيفية التي يجب أن يتم بها التواصل بالنظر إلى الخلفيات االجتماعية التي
تكتنفه.
القالب اإلدراكي :يتكفل باشتقاق معارف من املدرك الحس ي ،وتخزينها في القالب املعرفي قصد استعمالها
ّ
بهدف إنتاج العبارات اللغوية وتأويلها.
ّ
القالب الشعري :يتكفل برصد امللكة الشعرية لدى مستعملي اللغة الطبيعية التي تمكنهم من إنتاج وفهم
الخطاب الشعري أو الفني.
ّ ّ ً
وانطالقا من هذه الوظائف ،قسمت هذه القوالب إلى فئتين (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية
(البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي) :)1995 ،قوالب آالت ،وقوالب مخازن.
ّ
اللغوية وتأويلها. األولى :تضم القالب النحوي ،والقالب املنطقي ،والقالب الشعري ،مهمتهما إنتاج العبارات
82
الثانية :تضم القالب املعرفي ،والقالب اإلدراكي ،والقالب االجتماعي تقوم بإمداد القوالب اآلالت بما تحتاجه من
معلومات بحسب نمط الخطاب.
ّ
الداخلية ّ
التداولية بعد أن كانت الخصائص املمثل لها في النموذج ما قبل املعيار محصورة في الوظائف
اإلنجازية َ
والو َّ
جهية. َّ ّ
والخارجية ،أصبحت تشمل كذلك السمات
والفرق بين البنية في النموذج ما قبل املعيار والنموذج املعيار هو (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي
(األصول واالمتداد):)2006 ،
البنية األولى([ :محمول) [(س( ... )¹س ن)] (ص( ... )¹ص ن)]] حمل.
ّ
[قضية [حمل]]]]. البنية الثانية[ :إنجاز َ[وجه
والقضية في ّ
حيز ّ ّ
القضية القضية ،والحمل ،إذ يقع الحمل في ّ
حيز ّ اإلنجازية َ
والوجه طبقتي َّ تعلوا كل من القوة
َّ
اإلنجازية. الوجه ،والذي يتموضع في ّ
حيز القوة
التداولية في النموذج َّ
األول من أربع وظائف هي (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي ّ تتكون الوظائفّ
(األصول واالمتداد):)2006 ،
3نموذج نحو الطبقات القالبي (املتوكل :)2003ظهر هذا النموذج بعد ثبوت صحة فرضية التماثل البنيوي
بين مختلف أقسام الخطاب ،والتي أفرزت نتائج َّ
مرت بثالث مراحل هي (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي
(األصول واالمتداد):)2006 ،
َّ ً
ووصفية. أوال :اقترح رايكوف ( )1992بنية تتضمن ثالث طبقات :تأطيرية ،وتسويرية،
[[ وجه [ تأطير [ تسوير [ وصف [رأس] وصف ] تسوير] تأطير ] وجه ]].
83
ً
ثالثا :توصل املتوكل بعد البحث املعمق إلى نص متكامل اصطلح عليه اسم "بنية الخطاب النموذج" ،وبهذا
أصبحت بنية الخطاب التحتية تتكون من ثالث مسويات هي (الزهري ن:)2014 ،.
املستوى البالغي ،واملستوى العالقي ،واملستوى الداللي ،وكل مستوى من هذه املستويات يتكون من ثالث
طبقات ،حيث يتضمن املستوى البالغي طبقة الفضاء الخطابي ،وطبقة النمط الخطابي ،وطبقة األسلوب الخطابي،
ويتضمن املستوى العالقي طبقة االسترعاء ،وطبقة اإلنجاز ،وطبقة َ
الوجه ،واملستوى الداللي يتضمن طبقة تأطيرية،
َّ
وصفية. وطبقة تسويرية ،وطبقة
والنموذج اآلتي ّ
يوضح بنية الخطاب النموذج أو نحو الطبقات القالبي (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي
العربي (األصول واالمتداد):)2006 ،
مستوى بالغي
مستوى عالقي
مستوى داللي
بنية تحتية
قواعد تعبير
بنية سطحية
قواعد صوتية
تأويل صوتي
محط الخطاب قبل أن يشرع في إنشاء الخطاب نفسه ،مثل :هذا ّ ّ ّ َ ُّ ُ
الرجل، ليمكنه من التعرف على
خاطب ِّ تأطير :هو توجيه املتكلم امل
شجاع .محمد الحسين مليطانَّ :
نظرية النحو الوظيفي ،ص.61
ّ
املحدد ،والعدد الترتيبي .محمد الحسين تسوير :هو سمة داللية تتحقق في شكل مفرد /جمع ،األسوار (كل ،بعض ،)...والعدد
مليطانَّ :
نظرية النحو الوظيفي ،ص .69
84
أن السمات املؤشر لها في املستويات الثالثة هي التي تحدد خصائص البنيتين الصرفية التركيبية الثانيّ :
والصوتية (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي (األصول واالمتداد) ،)2006 ،وللتوضيح أكثر نورد املثال اآلتي:
ّ
وتحدد بؤرة اإلنجازية السؤال ،إذ تصدر بأداة استفهام قصد اإلجابة عليه، َّ ّ
وتحدد القوة أخالدا ضرب عمرو؟ ً
بتقدم ّ
املكون املفعول وحمله النبر املركزي. املقابلة ّ
4نموذج نحو الخطاب الوظيفي :لقد أجرى كل من هنخفلد ومكنزي ( )2008بعض التعديالت ،إذ جاؤو بما
طابيا يستمد مشروعيته من لجوء املتكلم إلى استعمال وحدات موجه خ ً يسمى بالنحو الوظيفي الخطابي ،وهو « نحو َّ
ّ
اللغوية» (البوشيخي ،التواصل اللغوي (مقاربة لسانية وظيفية).)2012 ، أقل من العبارة
نصا أو ً
حورا ...وكذلك يقوم يعني هذا َّأنه يهتم بالوحدات الخطابية ًّأيا كان شكلها كلمة أو ً
مركبا أو جملة أو ً
بتفسير األفعال الخطابية من زاوية وظيفية.
وهذا النموذج متعلق بإنتاج الكالم (البوشيخي ،التواصل اللغوي (مقاربة لسانية وظيفية).)2012 ،
ّ
املكون التصوري
صياغة
ّ
املكون النحوي ّ
املكون
تعبير َّ
السياقي
ّ
املكون الخرج
85
ّ
يتضمن فحوى قضوي قوامه فعل إحالي، ّ واملستويان العالقي والتمثيلي ُم ِّثل لهما للخطاب في شكل فعل خطابي
وفعل حملي كما يمثل له في البنيتين اآلتيتين (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي (األصول واالمتداد):)2006 ،
خزينة صياغة
مستوى عالقي
مستوى تمثيلي
املكون النحوي
خزينة
قواعد تعبير
ّ
املكون السياقي
مستوى بنيوي
ّ
مستوى صوتي
مستوى التحقق
ّ
86
لقد انطلق نحو الخطاب الوظيفي في إنتاج الفعل الخطابي من املستوى العالقي املمثل للمعلومات التداولية في
مستواه الفونولوجي ثم ينتقل بعد ذلك ليمثل املعلومات التداولية في املستوى التمثيلي.
ً
وظيفيا؛ أي يفهم من هذا َّ
أن نحو الخطاب الوظيفي يهتم بتفسير كيفية إنتاج املتكلم لألفعال الخطابية تف ً
سيرا
ما ينتجه ويتواصل به مع اآلخرين.
تم إعداد جهاز نحو الخطاب الوظيفي ،وذلك بإحرازه لثالث موصفات ّ َّ
إال إذا َّ
هي (املتوكل أ،. وهذا ال يتحقق
َّ
الخصوصية ،والشمول ،والعموم. الخطاب َّ
املوسط (مقاربة وظيفية موحدة لتحليل النصوص والترجمة وتعليم اللغات):)2011 ،
الخصوصية :يقوم تنميط الخطاب على أساس ُّ
تعدد الخطابات ،وتباين مجاالتها وآلياتها وأهدافها لكنها ّ أ
عامة واحدة تجد ثوابتها في املستويات األربعة (العالقي ،والتمثيلي ،والصرفي والتركيبي،خطابية ّ
ّ تؤول إلى بنية
َّ َّ الت ّ
والفونولوجي) ،وبهذا َّ
الخطابية. عدد تتولد األنماط
ً
حقيقيا ملستعمل ً
نموذجا ب الشمول :يقصد بالشمول «أن يصبح الجهاز املقترح في نحو الخطاب الوظيفي
َّ ً ُّ
النفسية برصده للقدرة على إنتاج الخطاب املباشر وفهمه ،والقدرة على القيام محرزا لقدر معقول من الكفاية اللغة
َّ
املوسط (مقاربة وظيفية موحدة ّ
املوسط» (املتوكل أ ،.الخطاب بمختلف عمليات التحويل التي يستلزمها إنتاج الخطاب
لتحليل النصوص والترجمة وتعليم اللغات).)2011 ،
ّ
تحليلية إلى آلية اإلنتاج. يعني هذا وجوب إزدواج الجهاز بإضافة آلية
َّ
تواصلية وتدرج نظرية النحو الوظيفي في َّ
التداولية بحيث تصبح كفاية جـ العموم :يعني توسيع مفهوم الكفاية
ُّ
العامة" التي تعد مسؤولة عن التنظير للتواصل بمختلف أنساقه الل َّّ ّ ّ
غوية وغير الوظيفية نظرية أعم" ،النظرية
ُّ
الل َّ
غوية.
َّ َّ
املجردة املولدة، ولبلوغ هذا الهدف يجب أن يقوم جهاز نحو الخطاب الوظيفي على مجموعة من األنساق
ُّ ُّ َّ َّ
واملحولة الفارغة يستخدم للتواصل اللغوي وغير اللغوي. واملحللة،
إذا قارنا بين نحو الخطاب الوظيفي ،والنموذج املعيار ،ونموذج نحو الطبقات القالبي من حيث تنظيم الجهاز
الواصف ،وجدنا َّ
أن هناك توافق واختالف بينهما نورده كاآلتي (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي (األصول
واالمتداد):)2006 ،
ً
أوال :االختالف؛ يتمثل في اآلتي:
ّ ّ
تم الفصل بين التداول والداللة بحيث أصبحا يشكالن قالبين مستقلين متعالقين.
َّ املكونين النحوي واإلصاتيَّ ، أصبحت الخزينة ّ
موزعة بين إواليات ّ
ألنها كانت من قبل مستقلة.
87
السطحية ُ
خرج قواعد التعبير صالحة ال للتأويل الصوتي فقط ،بل كذلك للتأويل الخطي ،والتأويل َّ ُّ
تعد البنية
ّ
تمكننا من استعمال نفس الجهاز لرصد َّ
عملية التواصل بشتى األنواع. اإلشاري؛ أي
ً
ثانيا :التوافق؛ يتمثل في النقاط ّ
اآلتية:
غوية معارف ّ ُّ
والل َّ َّ جعل املعارف االجتماعية ،واإلدر ّ
فعالة في عمليتي إنتاج الخطاب. واملنطقية، اكية،
88
املحور التاسع:
َّ
الجملة املركبة في النحو الوظيفي
ُّ
-ظواهر اللغة العربية-
َّ
األساسية املراد البحث عنها في هذا املوضوع ظاهرة اإلعراب. من الظواهر
1ظاهرة اإلعراب:
أن نظم الكلمة في الجملة له أثره َّإما على حال لقد شغلت ظاهرة اإلعراب النحاة منذ القديم ،إذ ذهبوا إلى َّ
أن املحدث لهذه اآلثار ،إنما هو املتكلمالجر أو الجزم ،فسنو قواعد اتفقوا عليها ولم يختلفوا في َّ الرفع َّ
وإما النصب أو ّ َّ
ُّ ً فهو الذي يرفع وينصب ّ
ويجر ويجزم ،فالنحو إذا هو قانون اللغة العربية وميزان تقويمها (التواتي.)2008 ،
1 1تعريف اإلعراب:
ً
1 1 1اإلعراب لغة :مصدر اإلعراب الظهور واإلبانة واإلفصاح واإليضاح عما في النفس ،وهو مصدر الفعل
الرباعي أعرب.
قال أبو منصور األزهري« :اإلعراب والتعريب معناهما واحد وهو اإلبانة؛ يقال :اعرب عنه لسانه وعرب أي أبان
عما في ضميرك أي ِّاب ْن» (األزهري، ْ
أعرب َّ تعريبا ،وأعربته له إعر ًابا إذا ّبينته له؛ ويقال:
عربت له الكالم ً
وأفصح ،ويقالّ :
.)1964
ُ
أظهرت محاسنه» (األنباري.)1957 ، حس ُ
نته ،أو ُ
أعربت الش َيء ،أيَّ : ومن معانيه التحسين يقال« :
ويقول الزجاجي« :اإلعراب والتعريب معناهما واحد وهو اإلبانة يقال :أعرب عنه لسانه َّ
وعرب أي أبان وأفصح»
(الزجاجي.)1979 ،
ً
اصطالحا: 2 1 1اإلعراب
ً ً
تقديرا» (الزمخشري أ.)1981 ،. اإلعراب عند الزمخشري هو« :اختالف آخر الكلمة باختالف العوامل لفظا أو
وها االختالف يأتي في آخر الكلمة إما بالحركات َّ
وإما بالحروف.
واإلعراب عند ابن عصفور هو« :تغيير آخر الكلمة لعامل يدخل عليها في الكالم» (أحمد ا.)1971 ،.
ولإلعراب ثالث حركات الضم والفتح والكسر ،كما أعرب عنه ابن السراج في قوله« :اإلعراب الذي يلحق االسم
ّ
املتمكن ،واعني باملتمكن ما لم يشبه الحرف قبل التثنية والجمع الذي على ّ
حد التثنية ،ويكون بحركات املفرد السالم
الضمة إعر ًابا تدخل في أواخر األسماء واألفعال وتزول عنها ،سميت ً
رفعا ،فإذا ّ ضم وفتح وكسر ،فإذا كانت ثالثّ :
89
كن بهذه الصفة نحووجرا ،وهذا إذا ّ
خفضا ً ً نصبا ،وإذا كانت الكسرة كذلك سميتكانت الفتحة كذلك سميت ً
زيدا يا هذاّ ،
ومررت بزيد فأعلم أال ترى تغير الدال واختالف الحركات التي تلحقها» ُ
ورأيت ً قولك :هذا ُ
زيد يا رجل،
(السراج.)1987 ،
ويستفاد من هذا التعريف ما يأتي (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (بنية املكونات):)1996 ،
ً
أوال :اإلعراب مفهوم صرفي يرتبط بصورة الصفة أو االسم الصرفية.
ثانيا :يرتبط اإلعراب بالوظائف ّ
الداللية ،التوجيهية ،التداولية ،املسندة إلى حدود الجملة فاملركب يأخذ إعرابه ً
بالنظر إلى وظيفته ال بالنظر إلى موقعه.
ُّ ُّ
اللغات التي ُّ ً
يدل فيها عن الوظائف بلواصق صرفية كالعربية والالتينية. ثالثا :يخص
َّ ّ ّ ابعاّ :
ر ً
فالضم تحقق والجر ،و(العالمة اإلعرابية) التي تشكل رسمها، يميز بين (الحالة اإلعرابية) كالرفع والنصب
الرفع والفتح تحقق النصب والكسر تحقق ّ
الجر. ّ
وسماه اإلعراب الوظيفي 2 1أنواع اإلعراب وأقسامه وحاالته :لقد ربط املتوكل اإلعراب بالوظائفّ ،
ويتحدد َّإما بالوظائف الداللية أو الوظائف التوجيهية أو الوظائف التداولية أي ّ واملتمثل في حاالت َّ
الرفع والنصب
ّ
السلمية تبين ذلك (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (بنية وفق الوظائف التي تحملها ّ
املكونات وهذه
املكونات) :)1996 ،الوظائف التوجيهية > الوظائف الداللية > الوظائف التداولية.
الرفع للفاعل ،والنصب للمفعول ً ً
انطالقا من هذه السلمية( ،يأخذ املركب ّ
طبقا لوظيفته التوجيهية ،ويأخذ
الرفع ً
طبقا لوظيفته التداولية ،خاصة املركبات الخارجية (املبتدأ أو الذيل). النصب ً
طبقا لوظيفته الداللية ويأخذ ّ
ُّ
فالنسق اإلعرابي في اللغة العربية يبنى على اآلتي (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي (األصول واالمتداد)،
:)2006
يأخذ ّ
املكون النصب إذا خلى من أي وظيفة تركيبية.
فإنه يأخذ الحالة اإلعرابية التي ّ ً
حامال لوظيفة تركيبية ووظيفة دالليةَّ ، إذا جاء ّ
املكون
تخولها إياه وظيفته
التركيبية ،كما هو في املركب االسمي الفاعل في الجملة اآلتية:
90
َ ُ َ َّ
رب الل ُبن( .س :¹لبن (س ))¹متق فا ش
رفع
َّ ّ ً تكون الحالة اإلعرابية ّ
حاجبا في املركبات الحاملة لوظائف "العلة" و"الزمان" و"املصاحب" .مثال :قابل الجر
صباحا ،وقابل خالد ً
هندا في الصباح. ً خالد ً
هندا
يكون إعراب املضاف إليه البنيوي ّالجر" محجوب بالوظيفة التوجيهية أو الوظيفة الداللية ،كما في الجمل
اآلتية (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (بنية املكونات):)1996 ،
● أخذت رسالة ٍ
خالد.
َ
اليوم. زيدا َ
املال ● سرني منح خالد ً
ٍ
● سرني منح ٍ
زيد خالد املال اليوم.
● سرني منح املال خالد ً
زيدا اليوم.
● سرني منح اليوم خالد ً
زيدا املال.
املكونات الخارجية حالتها اإلعرابية (الرفع أو النصب) ،بمقتض ى وظيفتها التداولية نفسها باعتبارها ال تأخذ ّ
اللغة العربية حاالت وعالماتَّ ،إما أن تكون ّ ّ ّ
مجردة عميقة أو تشكل موضوعات ولواحق ملحمول الجملة ،ولإلعراب في
سطحيةّ ،
ونميز بين هذين النوعين كما يلي (املتوكل أ ،.مسائل النحو العربي في قضايا نحو الخطاب الوظيفي:)2009 ، ّ
ّ 1أن ّ
نميز بين إعراب املحل (اإلعراب العميق) ،وإعراب اللفظ (اإلعراب السطحي) وهذا األخير َّإما أن يكون
جر ،تركيب إضافة .)...وإما مجرو ًرا بحسب العنصر الصرفي التركيبي الذي تسنده (أداة ،فعل ناقص ،حرف ّ ً
منصوبا َّ
2 1 1إعراب الفرع :هو اإلعراب الذي يسند إلى فضلته املتصلة أو إلى ربضه ،ويوجد داخل إعراب األصل
نوعين من اإلعراب :إعراب موسوم وإعراب غير موسوم.
اإلعراب املسوم :يكون في حالة النصب في املفعوالت وفضالت منقطعات في املركب االسمي.
91
الرفع في الفاعل واملحمول االسمي ،وفي الفضالت املنقطعة غير التابعة اإلعراب غير املوسوم :يكون في حالة َّ
واألرباض قبلية كانت أم بعدية (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (بنية املكونات) ،)1996 ،وهذه الترسمة
ُّ
توضح ظاهرة اإلعراب في اللغة العربية؛ كالتالي (املتوكل أ ،.مسائل النحو العربي في قضايا نحو الخطاب الوظيفي:)2009 ،
اإلعراب
رفع نصب
ربض فضلة منقطعة غير تابعة نواة فضلة منقطعة تابعة مفعوالت
مستأنفة مستقلة
ُّ
اللغات غير املعربة وفي حاالت اإلعراب َّ ً 2قد تتحقق الحاالت اإلعرابية َّ
املقدر سطحا ،وقد ال تتحقق في املجردة
وفي األسماء املقصورة.
92
إذا يتم إسناد الحاالت اإلعرابية إلى ّ ً
املركبات بواسطة قواعد تعبير نوجزها؛ كاآلتي (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في
اللسانيات الوظيفية (بنية املكونات):)1996 ،
تسند الحالة اإلعرابية إلى املركبات ككل (رأسه وفضالته إن كان يتضمن فضالت) ،وإذا كانت الفضلة صفة
ً ًّ معا كون َّ
تحقق اإلعراب في الرأس وفي الفضلة ً
منصبا عليهما .مثال: أن اإلعراب
هند ً
باكرا. َ
خرج خالد مع ٍ
َّ
مركب
فضلة رأس
إضافياَّ ،
ً َّ
الجرَّ ،أم
الرأس وتأخذ الفضلة املضاف إليه اإلعراب البنيوي ّ فإن اإلعراب يتحقق في َّ إذا كان املركب
َّ َّ
املركبات تأخذ َّ
الرفع والنصب وعلى هذا األساس نأخذ أمثلة لهذه املركبات في الجمل اآلتية: باقي
َّ ● قابلت ً
بكر في الشارع.
َّ
مك [الشارع] = في الشارع. (أ)
َّ
الشارع ّ
جر في [الشارع] = في
َّ ّ َّ
جر [الشارع] = الشارع
93
● ّ
أقدر املسلم الصادق.
ِّ
الصادق] = [املسلم َّ
الصادق] نصب مف [املسلم َّ
تجاوزهم حدود الجملة واهتمامهم بخصائص النص ،وهو ما اقترحه "سيمون ديك" في كتابه األخير " The
النص على أساس عملية إسقاط لبنية ( "Theory of Functional Grammarديك 1997ب) ،وذلك بصوغ بنية ّ
الجملة ّ
مكونات وعالقات ووظائف.
ّ ّ
الطبيعية (القالب املعرفي ،القالب جعل معرفة املتكلم تنصب على كل قوالب نموذج مستعمل اللغات
املنطقي ،القالب االجتماعي ،القالب اإلدراكي) دون استثناء.
تقليص بنية الجملة إلى بنيتين؛ وهما :بنية ّ
تحتية وبنية مكونية.
(وهي سمة داللية تحقق في شكل مفرد/جمع ،األسوار كل ،بعض ،...والعدد املحدد والعدد الترتيبي).
تحتية ّ
متعددة الطبقات تحكم طبقتها سلمية حيزية. والتداولية في شكل بنية ّ
ّ التمثيل للخصائص ّ
الداللية
94
ّ ّ ّ ُ
التحتية بنية متعددة الطبقات ،والطبقات التي تتضمنها أربع؛ وهي (املتوكل أ ،.قضايا اللغة واقترح أن تكون البنية
موسعّ ،
قضية ،إنجاز. العربية في ّاللسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي) :)1995 ،حمل مركزي ،حمل ّ
مرتبة حسب البنية اآلتية:
قضية [ :حمل ّ
موسع [ :حمل مركزي [ :حمل نووي ]]]]]. [ إنجازّ :
ُّ
يعد الحمل النووي األساس في تشكيل البنية التحتية ،والذي ّ
يتكون من املحمول واملوضوعات ،كما هو في
التمثيل اآلتي:
فاملخصص يشير إلى السمات الجهية أما الالحق يدل على املصدر والهدف املالزم للمحمول كالالحق "املستفيد"
والالحق "األداة" .وهذه البنية تبين ذلك:
ّ
مخصص املحمول؛ = ₁ 6الحق املحمول. يمثل = 1π
ّ ً ً
ويصبح الحمل املركزي حمال موسعا عند إضافة ِّ
مخصص والحق أو لواحق.
مانية (مض ي مطلق /مض ي نسبي /حاضر /مستقبل مطلق /مستقبل نسبي)، الخصص πالسمات ّ
الز ّ ّ ّ
يحدد
2 ِّ
ّ ّ
في حين يكون الالحق الذي ينتمي إلى هذه الطبقة َّإما الحق زماني أو الحق مكاني أو الحق دال على العلة أو النتيجة أو
غير ذلك مما يمكن أن يحدد ظروف الواقعة ،والواقعة إ َّما "عمل" أو "حدث" أو "وضع" أو "حالة" ،وهذه البنية ّ
تبين
ذلك:
[ 3πس ي( Q [ 1π[ :س( ... ) 1سن)] (.])3 6( ])2 6( ])1 6
95
ّ
القضية؛ = 3 6الحق قضوي. ّ
القضية؛ = 3πمخصص حيث :س ي = ّ
متغير
ّ
القضية كنواة ومخصص انجازي القضية إلى طبقة االنجاز وهذه األخيرة ّ
تتكون من ّ من هنا ننتقل من طبقة
والحق انجازي كالعبارات الظرفية التي من قبيل "بصراحة" و"بصدق" ،وهذه البنية يمثل لها كاألتي:
ّ
املخصص [ 4πوي 3π[ :س ي 2π[ :وي( Q [ 1π[ :س( ... ) 1سن)] ( .])4 6( ])3 6( ])2 6( ])1 6حيث= 4π :
اإلنجازي؛ = 4 6الحق إنجازي.
ً
وبناء على هذا املقترح ،تكون الجملة:
ً بصراحة َّ
إن عمرو ذهب إلى سطيف البارحة فعال.
ّ
تحلل هذه الجملة وفق الطبقات األربعة على النحو اآلتي:
حمل مركزي؛ نواته املحمول الفعلي "ذهب" وموضوعه " عمرو" الحامل للوظيفة الداللية املنفذ ،والوظيفة
ّ ً
املخصص الجهي "تام" ،والالحق الهدف التركيبية الفاعل ،والوظيفة التداولية املحور ،مضافا إلى هذه النواة
"سطيف".
موسع؛ قوامه الحمل املركزي ككل واملخصص الصيغي اإلثبات واملخصص الزمني املاض ي املطلق، حمل َّ
والالحق َّ
الزمني "البارحة" الحامل للوظيفة الداللية الزمان والوظيفة التداولية بؤرة الجديد.
ً ً ً القضية؛ نواتها الحمل َّ
ّ
املوسع باعتباره كال مضافا إليه املخصص القضوي "مؤكد" والالحق القضوي "فعال"،
ً
ومعجميا) أي تيقنه من صدقها. ً
(صرفيا ّ
القضية وهما ّ
يعبران عن موقف املتكلم من فحوى
ً طبقة اإلنجاز؛ نوتها القضية ّ
برمتها مضافا إليها املخصص اإلنجازي اإلخبار والالحق اإلنجازي "بصراحة".
ّ وباإلضافة إلى تقسيم البنية التحتية إلى طبقاتّ ،
قسمت كذلك إلى مستويين؛ هما (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية
ّ
في اللسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي) :)1995 ،املستوى العالقي واملستوى التمثيلي.
ّ ّ ّ
ويحدد عالقة املتكلم باملخاطب (مخبر ،مستفهم ،آمر، والقضية، ● املستوى العالقي :يشمل طبقتي اإلنجاز
ّ
(شكه ،يقينهّ ،
تمنيه .)...
ِّ منذر ،)...وعالقته بفحوى ما يتلفظ به
على أساس التمييز بين هذين املستويين ،تتكون الجملة وفق البنية اآلتية:
[ 2πوي( Q [ 1π[ :س( ... ) 1سن)] ( ])4 6( ])3 6( ])2 6( ])1 6مستوى تمثيلي.
96
ّ
وبذلك أصبح نموذج مستعمل اللغة كما هو موضح في الشكل اآلتي (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي
(األصول واالمتداد):)2006 ،
بنية تحتية
قواعد التعبير
بنية مكونية
ّ
صوتية قواعد
تأويل صوتي
وبعد ثبوت فرضية التماثل بين مختلف أنماط الخطاب ،أصبحت بنية الجملة بنية واحدة هي البنية الخطابية
النموذج .واقترح املتوكل في إطار نموذج نحو الطبقات القالبي أن تتضمن هذه البنية ثالث مستويات؛ هي :املستوى
البالغي واملستوى التمثيلي واملستوى العالقي ،تحكمها عالقة سلمية مفادها أن املستوى البالغي يعلو املستوى العالقي
الذي يعلو املستوى التمثيلي ،وكل مستوى من هذه املستويات يتكون من ثالث طبقات.
97
حدد الطبقة تندرج في املستوى البالغي طبقة الفضاء الخطابي ،وطبقة الخطاب ،وطبقة أسلوب الخطابُ .ت ّ
حدد الطبقة الثانية نمط الخطاب (حديث ،سرد ،حجاج ،)...وأما األولى املتخاطبين وزمان ومكان الخطابُ ،وت ّ
حدد أسلوب الخطاب (رسمي ،غير رسمي ،مهذب.)... ، الطبقة الثالثة ُ
فت ّ
ّ
ّ
الذهنية أو تمثيالت ذهنية لواقعة أو ُيشكل املستوى التمثيلي واقع ومرجع خطابهما .يهدف إلى رصد الصورة
ّ
والوصفية، ذات املوجودة في العالم الخارجي التي يقصد نقلها للمخاطب .وتندرج فيه الطبقة التأطيرية والتسويرية
إذ ّ
تحدد الطبقة األولى اإلطار ّ
الزماني واملكاني الذي تتحقق فيه الواقعة ،وتحدد الطبقة الثانية حجم وعدد الوقائع أو
الذوات املحال عليها ،وأما الطبقة الثالثة ُ
فتحدد نمط املحال عليه.
مستوى بالغي
[ شا [ نط [ سل [ ] ...سل ] نط ] شا ]]
مستوى عالقي
مستوى داللي
[ [ ط [ سو [ صف [ ] ...صف ] سو ] ط ]]
بنية ّ
تحتية
98
ّ
النمطية واألسلوبية (نط) ّ
اإلشارية (شا) للمتخاطبين وزمان ومكان التخاطب ،وتشير السمات تشير السمات
و(سل) إلى صنف الخطاب ،وأسلوبه.
ّ
الحرفية واملستلزمة والسمات ّ
االسترعائية والسمات اإلنجازية وتشير الطبقات (ر ع) و(نج) َ
و(وجه) إلى السمات
َ
الوجهية.
ّ
أما طبقات املستوى الداللي (ط) و (سو) و(صف) فهي مخصصات ولواحق ،للسمات الزمنية ِّ
والجهية املرحلية
ّ
والكمية (املتوكل أ ،.املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي (األصول واالمتداد).)2006 ،
ّ
واإلغناء األخير لبنية الخطاب ،تمثل في نموذج نحو الخطاب الوظيفي الذي يتكون في بنيته من مستويات أربعة؛
هي (املتوكل أ ،.الخطاب وخصائص اللغة العربية(دراسة في الوظيفة والبنية والنمط) :)2010 ،املستوى العالقي (أو التداولي)،
املستوى التمثيلي (أو الداللي) ،املستوى الصرفي التركيبي ،املستوى الفونولوجي ،وكل مستوى تندرج في طبقات وكل
طبقة تتعالق مع بعضها البعض.
( ∏ نقلة ∏([ :1فعل خطابي [ :1قوة إنجازية [(كـ) (ط) (∏ فحوى ([ :1حمل ( Ω )1إحالة ( ]Ω )1فحوى
خطابي ))]] (فعل خطابي ( ]))1نقلة .))1
ّ
مخصص = Ω ،وظيفة تداولية. حيث ∏ =
ويضطلع املستوى التمثيلي إلى تحديد خصائص الخطاب الداللية ،ويتضمن طبقتين اثنتين :طبقة ُع َليا ،وهي
ّ
القضية وطبقة سفلى هي الواقعة.
ّ ّ ُتمثل الطبقة األولى ّ
السمات الوجهية والتي تؤشر ملوقف املتكلم من فحوى الخطاب (يقين ،شك ،ظن ،احتمال،
.)...
أما الطبقة الثانية فهي موطن التمثيل للواقعة (حدث ،عمل ،حالة ،وضع) ،وللذوات املشاركة فيها.
99
ً ُ
وتمثل الواقعة في شكل بنية حملية تتضمن محموال ،وفئتين من الحدود (موضوعات ولواحق).
وعلى هذا األساس ُينقل كل من املستوى العالقي واملستوى التمثيلي إلى املستوى الصرفي التركيبي ،عن طريق
األطر الصرفية التركيبية التي تناسب املعلومات املتوفرة في كلتا البنيتين ،ويتضمن هذا املستوى أربع طبقات؛ هي:
ّ ّ
الل ّ
غوية وطبقة الجملة وطبقة املركب وطبقة املفردة وأظيف له طبقة خامسة وهي :طبقة النص التي طبقة العبارة
ّ
تتضمن سلسلة من العبارات الل ّ
غوية أو سلسلة من الجمل ،والتي تعلو كل الطبقات السابقة .وهذه السلمية تبين
ذلك:
لغوية ([ :1جملة [ :1مركب ( :1مفردة ])1مركب ]))1جملة)) ] 1عبارة ّ
لغوية ( )] 1نص)). (نص ( :1عبارة ّ
ُ
وفي آخر مرحلة تنقل هذه املستويات الثالثة (العالقي ،التمثيلي ،الصرفي التركيبي) إلى املستوى الفونولوجي
ّ
والذي يتشكل من أربع طبقات؛ هي :طبقة اللفظ وطبقة املركب التنغيمي وطبقة املركب الفونولوجي وطبقة املفردة
الفونولوجية ،كما نبينه في السلمية اآلتية:
ّ ّ
(لفظ ([ :1مركب تنغيمي ([ :1مركب فونولوجي ([ :1مفردة فونولوجية ( ]))1مركب فونولوجي ( ]))1مركب
تنغيمي ( ]))1لفظ .))1
ّ
حيث لفظ = سلسلة صوتية /خطية.
ً
تبنى الطبقة التنغيمية انطالقا من القيمة التي يأخذها مؤشر القوة اإلنجازية ،وهو ما يؤدي إلى تنظيم األفعال
الخطابية وما يربط بعضها ببعض من عالقات التكافؤ والتبعية ،هذا ما يؤدي إلى الوظائف التداولية ،التي تحملها
عناصر الفحوى الخطابي (املتوكل أ ،.قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (بنية الخطاب).)2001 ،
هذه هي أهم التعديالت التي مست بنية الجملة في مختلف املراحل التي ّ
مرت بها نظرية النحو الوظيفي ،وهذه
التعديالت لم تؤثر في املبدأ العام الذي قامت عليه هذه النظرية ،وهو مبدأ تبعية البنية للوظيفة.
ً األول نجد ّ
إذا نظرنا إلى النموذج ّ
أن البنية املكونية تبنى في آخر مرحلة من مراحل اإلشقاق ،ويتم بناؤها انطالقا
من املعلومات التي توفرها البنية الحملية والبنية الوظيفية.
ّ
َّأما النموذج األخير بقيت البنية املكونية املمثلة باملستويين الصرفي التركيبي ،الفونولوجي تابعة للبنية التحتية
ّ
املمثلة باملستويين العالقي والتمثيلي.
َّ
التداولية، َّ
الداللية َّ
النحوية وخاصة منها اإلعر َّ
ابية والعناصر نخلص في األخير إلى َّ
أن التفاعل بين العناصر
يوحي بداللة الجملة بشتى أنماطها ،وكما ُّ
يمد العنصر النحوي العنصر الداللي باملعنى األساس ي والرتبي في الجملة الذي
يمد كذلك العنصر الداللي العنصر النحوي ببعض الجوانب التي تساعده على تحديده يساعد على تمييزه وتحديدهُّ ،
َّ َّ
العربية إال أنها لم تؤثر على نمطيتها وتمييزه .رغم ظهور بعض اإلغناءات والتعديالت التي طرأت على بنية الجملة
ومبدأها.
100
فهرس املصادر واملراجع
َّ ً
العربية: أوال :املصادر واملراجع
1الكتب:
ٌ
أحمد بن محمد البجائي األ َّب ٌ
ذي:
1الحدود في علم النحو ،تح :نجاة حسن عبد هللا نولي ،الجامعة اإلسالمية ،املدينة املنورة.2001 ،
أحمد املتوكل:
2الوظائف التداولية في اللغة العربية ،مطبعة النجاح ،دار الثقافة ،الدار البيضاء ،الرباط املغرب ،ط.1985 ،1
3دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي ،دار الثقافة ،الدار البيضاء ،ط.1986 ،1
4من قضايا الرابط في اللغة العربية ،منشورات عكاظ ،الرباط ،دط.1987 ،
5قضايا معجمية (املحموالت الفعلية املشتقة في اللغة العربية) ،اتحاد الناشرين املغاربة ،الرباط املغرب ،دط،
.1988
6الجملة املركبة في اللغة العربية ،منشورات عكاظ ،الرباط املغرب ،ط.1988 ،1
7اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري) ،منشورات عكاظ ،الرباط املغرب ،ط.1989 ،1
8قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (بنية املكونات أو التمثيل الصرفي التركيبي) ،دار األمان 4زنقة
املامونية ،الرباط ،دط.1996 ،
9قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (بنية الخطاب من الجملة إلى النص) ،دار األمان 4زنقة املامونية،
الرباط ،دط.2001 ،
10التركيبات الوظيفية قضايا ومقاربات ،مكتبة دار األمان ،الرباط املغرب ،ط.2005 ،1
11مسائل النحو العربي في قضايا نحو الخطاب الوظيفي ،دار الكتاب الجديدة املتحدة ،بيروت لبنان ،ط،1
.2009
12الخطاب وخصائص اللغة العربية (دراسة في الوظيفة والبنية والنمط) ،دار األمان 4زنقة املامونية ،الرباط
املغرب ،ط.2010 ،1
13الخطاب َّ
املوسط (مقاربة وظيفية موحدة لتحليل النصوص والترجمة وتعليم اللغات) ،منشورات االختالف ،دار
األمان الرباط املغرب ،ط.2011 ،1
الرباط، َّ
املامونية ّ 14املنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي (األصول واالمتداد) ،مكتبة دار األمان 4ساحة
ط.2006 ،1
ّ ّ
15قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي) ،دار األمان ،4زنقة
الرباط ،دط.1995 ، املامونيةّ ،
َّ
وظيفية لبعض قضايا التركيب في اللغة العربية) ،دار األمان ،4زنقة املامونية، 16الوظيفة والبنية (مقاربات
ّ
الرباط ،دط.1993 ،
101
ُّ
والتطور) ،دار األمان ،4زنقة املامونيةّ ، َّ ّ
الرباط ،ط.2012 ،1 الوظيفية املقارنة (دراسة في التنميط 17اللسانيات
َّ
والنمطية ،دار األمان ،4زنقة املامونيةّ ،
الرباط ،دط.2003 ، 18الوظيفية بين َّ
الكلية
أندري مارتني:
20مبادئ اللسانيات العامة ،تر :أحمد حوحو ،املطبعة الجديدة دمشق.1985 ،
أحمد مومن:
ّ ّ ّ ّ
املركزية بن عكنون الجزائر ،ط2005 ،2م. الجامعية الساحة والتطور ،ديوان املطبوعات 21اللسانيات النشأة
ابن جني:
23الخصائص ،تح :محمد علي النجار ،الهيئة املصرية العامة للكتاب ،ط.1955 ،4
ابن عصفور:
َّ 24
املقرب ،تح :أحمد عبد الستار الجواري وعبد هللا الجبوري ،مطبعة املعاني ،بغداد ،دط.1971 ،
ّ 25
املقرب ،تح :أحمد عبد الستار الجواري وعبد هللا الجبوري ،ط.1972 ،1
-ابن منظور:
26ابن منظور :لسان العرب ،دار صادر ،بيروت ،لبنان ،ط.1992 ،1
أبو منصور محمد بن أحمد األزهري:
ّ ُّ
املصرية العامة للتأليف واألنباء 27تهذيب اللغة (مادة عرب) ،تح :محمد عبد السالم هارون وآخرين ،املؤسسة
ّ
القومية العربية للطباعة ،القاهرة ،دط.1964 ، والنشر ،دار
ابن يعيش:
28شرح املفصل ،تح :األزهر املعمور ،ادارة الطباعة املنيرة األزهر مصر ،دط ،دت.
ابن خلدون:
ّ 29
املقدمة ،تح :علي عبد الواحد وافي ،لجنة البيان العربي ،بيروت لبنان ،ط.1968 ،2
102
السراج:
30األصول في النحو ،تح :عبد الحسين الفتلي ،مؤسسة ّ
الرسالة ،بيروت ،ط.1987 ،2
الزواوي بغورة:
31املنهج البنيوي بحث في األصول واملبادئ والتطبيقات ،دار الهدى ،عين مليلة الجزائر ،دط2001 ،م.
التواتي بن التواتي:
ّ
الثانوية رقم 142ب ،الرويبة الجزائر ،دط.2008 ، 32محاضرات في أصول النحو ،دار الوعي ،حي
الطيب دبه:
33مبادئ اللسانيات البنيوية (دراسة تحليلية ابستمولوجية) ،لطلبة معاهد اللغة العربية وللباحثين في الدراسات
اللسانية الحديثة ،جمعية األدب لألساتذة الباحثين ،األغواط الجزائر ،دط.2001 ،
تمام حسان:
َّ َّ ُّ
والوصفية ،عالم الكتب 28 ،شارع عبد الخالق ثروت القاهرة ،ط.2001 ،4 املعيارية 34اللغة بين
جفري سامسون:
ّ
اللسانيات (التسابق والتطور) ،تر :محمد زياد ّ
كبة ،جامعة امللك سعود ،الرياض ،د ط.1994 ، 35مدارس
حلمي خليل:
َّ ُّ ُّ
اإلسكندرية ،دط، 39العربية وعلم اللغة البنيوي (دراسة في الفكر اللغوي العربي الحديث) ،دار املعرفة الجامعية
.1988
103
حنفي بن ناصر ومختار لزعر:
ّ ّ
النظرية وتعميقاتها املنهجية) ،ديوان املطبوعات الجامعية ،جامعة مستغانم ،الجزائر، 40اللسانيات (منطلقاتها
ط.2011 ،2
42لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب ،دار األمن للطباعة والنشر والتوزيع ،تيزي وزو ،الجزائر ،دط.2005 ،
صالح فضل:
43النظرية البنائية في النقد األدبي ،دار الشروق ،القاهرة مصر ،ط.1978 ،1
44النظرية البنائية في النقد األدبي ،مكتبة األنجلو مصرية ،القاهرة مصر ،ط.1980 ،2
46بنية الجملة والترجمة من خالل القرآن الكريم ،مجلة آفاق الثقافة والتراث ،مركز جامعة املاجد للثقافة
والتراث ،دبي اإلمارات العربية املتحدة ،دط ،عدد.2006 ،55 :
49اللسانيات والديداكتيك نموذج النحو الوظيفي (من املعرفة العلمية إلى املعرفة املدرسية) ،السلسلة
البيداغوجية ،دار الثقافة ،الدار البيضاء ،ط.2005 ،1
104
ع ّز الدين البوشيخي:
َّ ُّ وظيفية َ ،
َّ َّ ُّ َّ 50
(نحو نموذج ملستعملي اللغات الطبيعية) ،مكتبة لبنان ناشرون، لسانية التواصل اللغوي مقاربة
ط.2012 ،1
فردينان دوسوسير:
51محاضرات في األلسنية العامة ،تر :يوسف غازي ومجيد النصر ،املؤسسة الجزائرية للطباعة ،دط.1986 ،
محمد األوراغي:
َّ
النسبية (دواعي النشأة) ،منشورات االختالف ،دار األمانّ ، َّ ّ
الرباط ،ط.2010 ،1 نظرية اللسانيات 52
ّ
اللسانيات َّ ُّ
الل َّ
الكلية ،دار األمان 4 ،زنقة املامونية ،الرباط ،ط.2013 ،2 غوية أفول ِّ 53الوسائط
54نظرية النحو الوظيفي األسس والنماذج واملفاهيم ،منشورات ضفاف ومنشورات االختالف ،دار األمان،
الرباط ،ط.2014 ،1
محمود السعران:
ّ
55علم اللغة مقدمة للقارئ العربي ،دار الفكر العربي ،مصر ،ط ،2د ت.
56بناء الجملة العربية ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،د ط.2003 ،
57مدخل إلى اللسانيات ،دار الكتاب الجديدة املتحدة ،بنغازي ،ط.2004 ،1
105
نعمان بوقرة:
ّ
اللسانيات َّ
العامة اتجاهاتها وقضاياها َّ
الراهنة ،عالم الكتب الحديث ،األردن ،ط.2009 ،1 60
نعيمة الزهري:
ّ ّ
61التعجب في اللغة العربية (من الفكر اللغوي العربي القديم إلى النحو الوظيفي) ،منشورات االختالف 4 ،زنقة
الرباط ،ط.2014 ،1املامونية ّ
يحيى أحمد:
ّ
63االتجاه الوظيفي ودوره في تحليل اللغة ،مجلة عالم الفكر (األلسنية) ،وزارة اإلعالم ،الكويت ،د ط.1989 ،
يحيى بعيطيش:
64الفعل اللغوي بين الفلسفة والنحو (عرض وتأصيل ملفهوم الفعل اللغوي لدى فالسفة اللغة ونظرية النحو
الوظيفي) ،ضمن كتاب :حافظ اسماعيلي علوي ،التداوليات (علم استعمال اللغة) ،عالم الكتب الحديث ،األردن،
ط.2011 ،1
2املجالت:
أمينة فنان:
65الجملة في النموذج الوظيفي البنيوي ،مجلة اللسانيات واللغة العربية بين النظرية والتطبيق ،جامعة املولى
إسماعيل كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية مكناس 4 ،سلسلة الندوات.1992 ،
طه الجندي:
66البعد التداولي في النحو الوظيفي ،دار العلوم ،جامعة القاهرة ،قسم النحو والصرف والعروض ،نشر بعدد رقم
،27مجلة كلية دار العلوم الشهرية.
106
عز الدين البوشيخي:
َّ ُّ ّ
العربية "ندوة اللساني العربي املعاصر ،النحو الوظيفي واللغة 67إسهامات األستاذ أحمد املتوكل في البحث ِّ
ُّ َّ
تكريمية لألستاذ أحمد املتوكل" ،تنظيم :شعبة اللغة العربية وآدابها .تنسيق :دة :نعيمة الزهري ،سلسلة ندوات
َّ
ومناظرات رقم ،16جامعة الحسن الثاني عين الشق الدار البيضاء.2005 ،
3الرسائل:
الطاهر شارف:
ً
نموذجا" ،رسالة ماجستير ،جامعة 68املنحى الوظيفي في تفسير التحرير والتنوير البن عاشور "سورة البقرة
الجزائر.2006 2005 ،
يحيى بعيطيش:
69نحو نظرية وظيفية للنحو العربي ،جامعة قسنطينة ،رسالة دكتوراه( ،مخطوط).2006 ،
ً
ثانيا :املراجع األجنبية:
71 - Theory of Funutional Grammar Part 2. Complex ant Derived Constructions. Ed. KeesHengeveld.
Berlin and New York: Mouton de Gruyter. 1997.
107