بعد األيام الباردة التى اعتراها السكون و االنشغال باالمتحانات و التي أتت تترى دون أن تترك للطالب متنفسا يفسح فيه عن نفسه و يضع الدنيا موضعها الحق ،جاءت أيام دفء لتضيف لبنة في بناء المهندس الرسالي الذي غايته العلم و المعرفة باهلل تعالى، مستجيبا لقوله عز و جلَ}:م ا َك اَن ِلَب َش ٍر َأن ُيوِتَي ُه ُهَّللا اْلِك َت اَب َو اْلُح ْك َم َو الُّن ُبوَء َة ُثَّم َي ُقوَل ِللَّن اِس ُك وُنوا ِع َب اًد ا ِّلي ِمن ُدوِن ِهَّللا َو َٰل ِكن ُك وُنوا َر َّباِنِّييَن ِبَم ا ُك نُتْم َت ْع َلُموَن اْلِك َت اَب َو ِبَم ا ُك نُتْم َتْد ُرُسوَن } [سورة ءال عمران](،و في قراءة أخرى ُتَع ِّلُموَن ) ،هي إًذ ا أيام دفء في أحضان مؤسسة ابن تاشفين لألبحاث و الدراسات و اإلبداع التي قل نظيرها في المغرب و المتميزة في أدائها ،والتي كانت سببا في بلورة حلقة جديدة في رحلة المعرفة باهلل ،و ربط النفوس بخالقها و توجيه األذهان التائهة بين متغيرات الدنيا إلى ثبات الوحي ،و لكم هذبت -هاته الزيارة الخفيفة في ساعاتها الغزيرة في حمولتها -نفسي و رتبْت أفكاري و صححت معالم غاياتي و ذكرتني بمدى ثقل األمانة و مدى تفريطي فيها ...و نسأل هللا أن يتقبل منهم و يجزيهم عنا خير جزاء. كما عرفتنا هذه الرحلة بالعلماء األفذاذ ،و بالعلم الحقيق و أن الدعوة إلى سبيل هللا ال تقوم و ال تصح إال بالعلم ،وزاد الجلوس بين يدي العلماء تلك األياَم المعدودات دفئا إلى دفئها لننهال من العلوم من حيث منابعها الصافية و نقدرها أيما تقدير ،و لطالما حّصن العلماء هذه األمة و رابطوا في الدفاع عن عقيدتها و شريعتها و عن المسلمين عامة و كانوا قدوات حية لهم ،فكان لزاما علينا أن نرفعهم إلى منزلتهم التي وهبها هللا إياهم. وكما أوجه شكري الخالص إلى خريجينا الكرام قديمهم و حديثهم ،الذين لطالما كانوا قدوتنا في العطاء وبذل الجهد ،والذين يضحون بالغالي و النفيس من أجل تمرير تجاربهم إلى غيرهم و سد مكامن النقص لدى الطالب المهندس الذي يسعى إلى نشر رسالة هللا عز و جل في األرض. أقول قولي هذا و أستغفر هللا العظيم.
أهدي لكم سلاما عاطرا واحتراما وافرا من سويداء ضميري أخص هذا الاحترام نحو مجلس الحكم وبالتالي نحو رئيس الجلسة الذي قد منح لي فرصة سانحة لتقديم بعض الكلمات وهي ذات علاقة وطيدة بموضوع أهمية العلم في الغصر الرقمي