Professional Documents
Culture Documents
الضريح الملكي الموريطاني من خلال بعض الدراسات الأجنبية
الضريح الملكي الموريطاني من خلال بعض الدراسات الأجنبية
الضريح اؼبلكي اؼبوريتاين (الواقع بوالية تيبازة حاليّاً) أو كما يعرف "بقرب
الرومية" ىو صفحة من صفحات الًتابط التارخيي بُت ماضي بالد اؼبغرب القدمي
وحاضرىا ،عمرىا قرون من الزمن ،فباإلضافة لكونو معلماً تارخييّاً وسياحيّاً وربفة
معمارية فهو أيضاً شاىد من الشواىد اغبضارية للمنطقة ككل ،وهتدف ىذه الدراسة
إىل إلقاء نظرة على ىذا الصرح التارخيي من خالل ثالث دراسات أجنبية ،واحدة
أجريت خالل أواخر فًتة اإلحتالل الفرنسي للجزائر ،أما الدراستُت اؼبتبقيتُت فصدرتا
بعد اإلستقالل.
مقدمة:
عرفت اعبزائر خالل الفًتة القددية أو فًتة ما قبل الفتح اإلسالمي ؾبموعة من
اغبضارات اليت تعاقبت وتداولت على أرضها ،منها حضارات أقامها أبناء البلد ،ومنها
من جاءت مع الغزو أو اإلحتالل الذي شهدتو اؼبنطقة خصوصاً من قبل الرومانيُت
والبيزنطيُت .ولعل من أبرز اغبضارات اليت قامت ىا ىنا وكان ألبناء األرض اؼببادرة
إلقامتها ،اغبضارة النوميدية اليت تركت عليها شواىد عدة يعترب "القرب اؼبلكي اؼبوريتاين"
أو “قرب الرومية” أبرزىا.
يقع القرب على رأس ربوة بالساحل الغريب للجزائر العاصمة ،يعلو سطح البحر
دبقدار 162مًتاً ويظهر للناظر من سهل "متيجة" (بالبليدة جنوب العاصمة) ومن
إذا بلغ زائر الربوة اؼبكان ،تراءى لو القرب الضخم على شكل أسطواين ذي
صفائح يعلوه ـبروط مدرج ،ويتزين يف دائرتو بـ 60عموداً فبيزا بتيجان إيوانية حيمل كل
واحد منها إفريزاً .ويًتبع ىذا الشكل اؽبندسي على قاعدة مربعة ضلعها 64.30مًتاً.
ويوجد أمام باب القرب آثار بناية يبلغ طوؽبا 26مًتاً وعرضها 6أمتار كانت يف الزمن
الغابر معبداً( )3ويتكون القرب من أربع صفائح حجرية عبارة عن أبواب ومهية علو
الواحد منها 6.80مًتاً حييط هبا إطار من نقوش بارزة يًتاءى منها رسم شبيو
بالصليب(.)4
وخييل ؼبن يشاىد القرب من بعيد أنو خلية كبل عظيمة أو كومة تنب ضخمة،
ومن يدنو منو يشعر بعظمة ىيكلو .ومن ميزات ىذا اؼبعلم اؽبندسي أن لونو يتغَت
حسب الفصول وحسب ساعات النهار ،فهو تارة دييل إىل االصفرار وتارة يأخذ لوناً
رماديّاً أو تعلوه زرقة عندما حييط بو الضباب.
عند اجتياز باب القرب ،ينفذ الزائر إىل رواق يضطر من ديشي فيو إىل االكبناء،
ويف حائطو األدين ديكن مشاىدة نقوش سبثل صورة أسد ولبؤة وقد نسب الرواق إىل
النقوش فسمي "هبو األسود"( )1وباجتياز الرواق جيد الزائر نفسو يف رواق ثان طولو
وعلوه 1.30مًتاً شكلو ملتو ،ويقود مباشرة إىل قلب اؼببٌت الذي تبلغ 232مًتاً ُّ
مساحتو 90مًتاً مربعاً .وخالفاً ؼبا قيل يف اؼباضي فإن الباحثُت مل يعثروا على أثر ألي
كنز فيو.
وحيمل القرب اؼبوريطاين الطابع اإلنشائي أو النمط البنائي الشائع واؼبعمول بو
يف كافة أكباء البالد النوميدية ،فمثالً يف منطقة "مدراسن" (اليت تقع يف الشرق اعبزائري
وبالضبط إىل الشمال قليالً من "تيمقاد") يوجد هبذه اؼبنطقة قرب شبيو يف شكلو إىل
( -)4تعترب ىذه الزينة يف شكل “الصليب” ىي العامل الذي كان وراء التسمية التقليدية للضريح بكونو “قرب
الرومية” كتسمية تقليدية اعتمدت لدى السكان منذ فًتة طويلة فبا جعل بعض الباحثُت يف اآلثار يعتقدون أنو
مبٌت مسيحي ،ومنو جاء اسم «قرب الرومية» اؼبأخوذ من مفردة «الرومي» العربية أي البيزنطي أو الروماين .لكن كثَتاً
.
من علماء اآلثار يؤكدون أن اؼببٌت ال صلة لو باؼبسيحية
.
(Duane R. ROLLER : op. cit., p. 129. -)1
760 العدد 61
الملتقى الدولي :الدراسات التاريخية والمعالم األثرية القديمة مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية
حد بعيد بالضريح اؼبوريطاين( )2حيث يذىب بعض الباحثُت إىل التاكيد أن قرب
مدراسن ىذا قد يكون قرب اؼبلك النوميدي الشهَت "ماسينيسا"(.)3
بالنسبة لتاريخ بناء الضريح اؼبلكي اؼبوريتاين وكذا وظيفتو اغبقيقية فتبقى أمور
غَت معروفة بدقة ،حيث أن ىناك عدة روايات حول تاريخ بناءه ،بعض اؼبؤلفات
الرومانية القددية اليت تعود إىل أربعُت سنة بعد اؼبيالد ،تؤكد أنو كان موجوداً خالل عهد
استيالء الرومان على فبلكة "موريتانيا القيصرية"( )4وىي أحد أىم اؼبمالك األمازيغية
يف الشمال اإلفريقي القدمي.
ودييل اؼبختصون يف اآلثار الرومانية إىل القول بان اؼبلك "يوبا الثاين"( )1ىو
الذي أشرف على بناء القرب ليكون ضرحياً لو ولـ "كليوباترا سيليٍت"(( )2ابنة كليوباترا
(" -)1يوبا الثاين" أو "جوبا الثاين" ابن "يوبا األول" ولد حوايل 11ق.م وتويف حوايل 14ب.م ،بعد ىزدية "جوبا
األول" أمام القوات الرومانية ،أسر "يوليوس قيصر" ابنو "جوبا الثاين" الذي كان طفالً صغَتاً بُت طبس وسبع
سنوات ،فحملو إىل روما ،حيث نشأ يف القصر ،وعاش يف كنف اإلمرباطور "أغسطس" الذي خلف "قيصر"،
فعلمو الفنون واآلداب والعلوم وشؤون اغبكم يف مدارس روما وأثينا ومعاىدمها .ونظراً ؼبكانة "جوبا الثاين" الثقافية،
وإخالصو لإلمرباطور الروماين القيصر "أوكتافيوس" ،فقد أجلسو ىذا األخَت على عرش موريطانيا الغربية؛ حكم
"جوبا الثاين" طبسُت سنة يف ظل اغبماية الرومانية .عرفت أيامو باالستقرار واؽبدوء حىت تويف سنة14م ،ليخلفو ابنو
"بطليموس" الذي هنج سياسة أبيو يف توحيد األمازيغيُت ،وربقيق آماؽبم وطموحاهتم ،أنظر :ؿبمد اؽبادي حارش:
التاريخ اؼبغاريب القدمي اغبضاري والسياسي ،ديوان اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر2881 ،م ،وانظر أيضاً:
Mouloud GAID : Aguellids et Romains en Berbérie, éditions SNED,
.
Alger, 1972, p. 120.
( -)2كليوپاترا سلينو الثانية ىي أمَتة بطلمية وىي اإلبنة الوحيدة للملكة "كليوپاترا السابعة" ملكة مصر و"مارك
أنتوين" أحد رؤساء اعبمهورية الرومانية .ولدت كليوپاترا ونشأت وتعلمت يف اإلسكندرية يف أواخر عام 43ق.م،
ىـ ِزم والداىا على يد "أوكتاڤيان" (االمرباطور الروماين ،الحقاً ،أغسطس) يف معركة "أكتيوم" البحرية عام 42ق.م،
أخذ "اوكتافيان" كالً من "كليوباترا سيلينو" وأخواهنا من مصر إىل روما ،وأعطى األطفال الثالثة إىل "اوكتاڤيا
الصغرى" لًتبيهم يف بيتها ،و"اوكتاڤيا الصغرى" ىذه كانت ثاين أكرب شقيقات "اوكتاڤيان" وكانت الزوجة األوىل
لوالد األطفال .وبُت عامي 16و 10ق.م ،رتب أغسطس لكليوباترا سلينو أن تتزوج اؼبلك "يوبا الثاين" من
نوميديا يف روما .مت إرسال الزوجُت إىل موريطانيا ،اليت كانت منطقة ثغور غَت منظمة وحباجة إىل متابعة رومانية.
وغَتا اسم عاصمتها إىل "قيصرية" (شرشال اغبالية) تكردياً لالمرباطور ،أنظر:
Michèle COLTELLONI -TRANNOY : Le royaume de Maurétanie
sous Juba II et Ptolémée, CNRS Éditions, Paris, 1997, Beatrice
CHANLER : Cleopatra's Daughter, Liveright Publication Corporation,
.
New York, 1934.
764 العدد 61
الملتقى الدولي :الدراسات التاريخية والمعالم األثرية القديمة مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية
ملكة مصر الفرعونية) اليت كانت زوجتو( )3ويستندون يف ذلك إىل كون "يوبا الثاين"
كان ملكاً مثقفاً يتذوق فن العمارة ،وقد جلب إىل عاصمتو أيول (شرشال) ربفاً فنية
اشًتاىا من بالد اليونان.
وكان "يوبا الثاين" ملكا قويّاً وقائداً عسكريّاً ،حكم موريتانيا الطنجية بُت 11
قبل اؼبيالد و 14ميالدية (وخالل ىذه الفًتة مت بناء الضريح اؼبلكي اؼبوريطاين) .عرف
عهده باالزدىار والرخاء ،وازدىرت يف عهده الفنون واآلداب والعمران فكان عصره
عصراً ذىبيّاً .وكانت عاصمتو أيول (شرشال) حاضرة من حواضر اؼبنطقة وكانت ربوي
مصانع ؼبواد البناء والسالح وغَتىا(.)1
وقد أكد اؼبؤرخ الروماين الشهَت "ميال بومبونيوس" (مؤرخ يف األربعينيات بعد
اؼبيالد ،وىي الفًتة اليت مت فيها ضم فبلكة موريتانيا إىل روما) أن ىذا اؼببٌت ىو عبارة
عن مقربة للعائلة اؼبلكية يف عهد ملك الرببر "يوبا الثاين" ملك فبلكة موريطانيا
القيصرية وذلك يف العام 30قبل اؼبيالد يف كتاب خاص عنو(.)2
( -)3اعترب بعض اؼبؤرخُت زواج "كليوباترا سيليٍت الثانية" باؼبلك األمازيغي "يوبا الثاين" سنة 16ق.م ؾبرد ادعاء،
وكان ىذا الرأي ؿبل انتقاد عنيف من السواد األعظم من علماء اآلثار وعلماء التاريخ اؼبصري والبطلمي واألمازيغي.
ومن بُت أدلتهم على ذلك :أنو مل يرد يف الربديات اؼبصرية وال على جدران اؼبعابد ما يؤيد ىذا القول .وال توجد
وثائق أو ـبطوطات بطلمية يف روما تؤكد ىذا الزواج .وأن معظم علماء التاريخ األمازيغي أكدوا أن السيدة اليت
تظهر صورهتا على عملة ق ددية وجدوىا ىي عشيقة اؼبلك "يوبا الثاين" .إضافة إىل كراىية قدماء اؼبصريُت للزواج
.
باألجانب واعتربوه قباسة ،فلم حيدث أن تزوجوا بأجانب إال يف أحوال نادرة ج ّداً فرضتها ظروف سياسية معينة
(Stéphane GSELL : Histoire de l'Afrique du Nord, édition Hachette, -)1
.
Paris, 1920, p. 44.
.
(Pomponius MELA : 1.31, Duane R. ROLLER : op. cit., p. 129. -)2
764 العدد 61
الملتقى الدولي :الدراسات التاريخية والمعالم األثرية القديمة مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية
ويقدم اؼبؤرخ الشهَت "رومانيلي" رواية أخرى ،حيث يقول أن القرب بٍت يف
القرن اػبامس أو القرن السادس للميالد ،ويعتقد أن من بناه استلهم شكلو اؽبندسي
من القرب اؼبستدير الذي بناه اإلمرباطور "ىادريان" الذي حكم بُت سنيت 221
و 249بعد اؼبيالد يف روما.
كما يعتقد علماء معاصرون آخرون أن الدراسة اؼبعمارية للمعلم تسمح بتأريخ
فًتة بنائو ،تقريباً ،يف القرن األول أو الثاين قبل اؼبيالد ،وبالتايل فإن بناء القرب اؼبوريطاين
مت يف حقبة ما قبل سيطرة الرومان على مشال إفريقيا.
( -)3مارسيل كريستوفل (ولد يف قسنطينة سنة 2911م ،وتويف يف اعبزائر العاصمة سنة 2816م) ىو مهندس
معماري فرنسي ،وخبَت يف اؼبعامل األثرية التارخيية ،عمل ؼبدة 30سنة (منذ سنة 2828م إىل غاية 2814م) على
دراسة بعض اؼبعامل األثرية التارخيية يف اعبزائر ،وكان الضريح اؼبلكي اؼبوريطاين من أىم اؼبعامل اليت عمل عليها ىذا
الباحث ،أنظر:
767 العدد 61
الملتقى الدولي :الدراسات التاريخية والمعالم األثرية القديمة مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية
اؼبلكي اؼبوريطاين ،واليت جاءت ربت عنوان" :قرب اؼبسيحية" ( Le tombeau de
)2()la Chrétienneحيث نشرت الدراسة يف باريس سنة 2812م يف كتاب من
أربع ؿباور كربى ،يف 299صفحة و 263صورة ـبتلفة األحجام( )1وقد قدم
للكتاب الباحث الفرنسي الشهَت "ألربت قرينيي" .)4(Albert GRENIER
لقد اىتم مارسيل كريستوفل ولسنوات طويلة بالضريح اؼبلكي اؼبوريطاين ،فمنذ
سنة 2821م وإىل غاية 2812م قام بدراسات مطولة على كل جزء بالقرب( )3وبعد
سنوات من العمل وصبع اؼبعلومات ومرافقة وترأُّس العديد من البعثات اإلستكشافية قدم
النتائج اؼبتحصل عليها يف كتابو السالف الذكر(.)1
وبالرغم من أن عمل ىذا الباحث الفرنسي كان خالل فًتة اإلحتالل الفرنسي
للجزائر إال أننا قبد العديد من الباحثُت الفرنسيُت يذىبون إىل التأكيد بأن ؼبارسيل
كريستوفل دور كبَت يف بقاء الضريح واغبفاظ عليو من قبل سلطات اإلحتالل
الفرنسية ،وذلك بفضل عملو على التنويو بأمهية ىذا اؼبعلم وضرورة اغبفاظ عليو وإال
لكان تعرض ىذا البناء ردبا لإلمهال أو التخريب أو التهدمي( )6حسب قوؽبم.
وقد قام الكاتب بذكر وتفصيل اإلكتشاف الذي مت على مستوى الضريح
اؼبوريطاين سنة 2966 – 2961م( )2حُت أطلقت ضبالت تنقيب جديدة من جانب
"أدريان بَتبروغر" Adrien BERBRUGGERمفتش اؼبعامل التارخيية،
وذلك بطلب من "نابليون الثالث" NAPOLEON IIIحاكم فرنسا يف ذلك
الوقت ،وقد ظبحت ىذه اغبملة بتحيُت اؼبدخل اغبقيقي للضريح والذي كان قبل ذلك
ؾبهوالً على مدار القرون ،ويقع ىذا اؼبدخل ربت اؼبكان الذي تعلوه البوابة الشرقية.
وباستعمال اؼبتفجرات أدت عملية التنقيب تلك إىل اكتشاف النفق اؼبنحٍت
الذي يقع ربت األرض ،والذي يتم الدخول إليو عن طريق باب ارتفاعو 2.2مًت،
ويربط النفق ثالث غرف طوؽبا 1.44مًت وعرضها 1.11مًت وارتفاعها 4.10
مًت( )1ىذه الغرف ردبا كانت معدة الستعماؽبا كأماكن للدفن ،لكنها كانت فارغة عند
اكتشافها وىذا يفتح العديد من التساؤالت حوؽبا وحول الغرض الذي بنيت من أجلو.
وقد أيد مارسيل كريستوفل الطرح القائل بأن الصرح اؼبوريطاين ىو ضريح
ملكي للملك "يوبا الثاين" ملك فبلكة موريطانيا القيصرية وزوجتو "كليوبًتا سيليٍت"
متماشياً مع اإلذباه الذي سبقو إليو الباحث "ستيفان جسيل" Stephane
)4(GSELLوذكر كريستوفل أن الرببر يسمون الضريح "قرب الرومية"( )3يف حُت أنو
استعمل تسمية "قرب اؼبسيحية" يف دراستو وىي التسمية اليت يفضلها الباحثون
الفرنسيون عموماً.
كما أشار مارسيل كريستوفل أيضاً يف ىذه الدراسة إىل أن العديد من
األساطَت واغبكايات احمللية وغَت احمللية اليت تشَت إىل أن الضريح اؼبلكي اؼبوريطاين
حيوي كنوزاً وثروات عديدة (ردبا هنبت يف فًتة من الفًتات وردبا مل يتم العثور عليها
بعد) ،وذكر الكاتب أىم عمليتُت للتنقيب كان ىدفهما الرئيسي البحث عن كنوز ىذا
.
(Marcel CHRISTOFLE : op. cit., p. 85. -)1
.
(Stéphane GSELL : op. cit., p. 40. -)4
.
(R. GOODCHILD : op. cit., p. 204. -)3
764 العدد 61
الملتقى الدولي :الدراسات التاريخية والمعالم األثرية القديمة مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية
البناء ومها :عملية بايلرباي اعبزائر "صاحل رايس"( )1يف القرن السادس عشر( )2والعملية
اليت أجريت يف الفًتة اإلستعمارية خالل القرن التاسع عشر( )1ومل تصل العمليتُت
السالفيت الذكر وغَتمها من األعمال إىل اكتشاف أي كنوز أو ثروات بالضريح فبا جعل
البناء – حسب الكاتب دائماً – ؿبافظاً باستمرار على أسراره(.)4
( -)1صاحل رايس (2169 – 2399م) أصبع اؼبؤرخون على أن أصل صاحل رايس ىو عريب ومن اإلسكندرية،
تعرف إىل األتراك حُت قدومهم إىل مصر ،وقد رافق البحار "خَت الدين" يف رحالتو البحرية ،من أىم أعمالو :ساىم
يف إ نقاذ بقايا اؼبسلمُت يف األندلس ،وقد توىل منصب حاكم اعبزائر (بايلرباي) يف عام 2111م فأمت فتح جباية
سنة 2111م ،وقضى على التمردات يف اؼبغرب األقصى وفتح فاس يف عام 2113م ،وقضى على بقية الزيانيُت،
أنظر:
John B. WOLF : The Barbary Coast : Algeria under the Turks, New
.
York, 1979, p. 54.
( -)2قام بايلرباي اعبزائر "صاحل رايس" سنة 2111م بعملية حبث واسعة عن كنوز وثرات الضريح اؼبلكي اؼبوريطاين،
لكنها مل تصل إىل أي نتيجة ،وقد خلفت ىذه العملية أضراراً على مستوى الباب الشرقي للبناء وبعض األماكن
.
احمليطة بو ،أنظرMounir BOUCHENAKI : op. cit., p. 13. :
( -)1قام "أدريان بَتبروغر" يف عملية التنقيب سنيت 2966 – 2961م بالبحث على الكنوز والثروات على
مستوى الضريح اؼبلكي اؼبوريطاين ،رغم أن اؽبدف األول ؽبذه اغبملة كان استكشاف الضريح وليس البحث عن
الثروات ،لكن العملية مل تصل إىل أي نتيجة زبص الكنوز والثروات ،يف حُت مت اكتشاف النفق التحيت من جهة
.
يؤدي إىل الغرف الثالث اؼبوجودة ربت الضريح
الباب الشرقي الذي ٍّ
.
(Sigfried J. DE LAET: op. cit., p. 551. -)4
( -)3فيليبو كواريللي (ولد سنة 2846م يف روما) ىو عامل آثار إيطايل وأستاذ متخصص يف التاريخ الروماين
واإلغريقي القدمي يف جامعة "بَتوجيا" اإليطالية ،l'université de Pérouseلو العديد من األعمال
764 العدد 61
الملتقى الدولي :الدراسات التاريخية والمعالم األثرية القديمة مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية
اؼبوريطاين (ضمن دراسات حول العمارة النوميدية) ،واليت كان عنواهنا" :العمارة
اعبنائزية والسلطة :تأمالت يف اؽبيلينية النوميدية" (Architecture funéraire
) )6(et pouvoir : réflexions sur l'hellénisme numideوقد
نشرت الدراسة يف باريس سنة 2899م ،وىي عبارة عن مقال موسع( )2يف كتاب
واألحباث اػباصة بالفًتة القددية منها )Il foro romano 2 v. /1983( :و( The Colosseum
)/2001و( ،)The column of Trajan /2000أنظر:
Mario TORELLI : Topography and Archaeology of Rome, translated
by Helen FRANCCHIA, in A Companion to the Roman Republic,
.
edition Blackwell, 2010, p. 99.
( -)1إيفون تيربت (1001 – 2834م) عامل آثار فرنسي ومؤرخ شهَت بتأثره باؼباركسية ،كان عضواً يف اؼبدرسة
الفرنسية لروما .للدراسات القددية ،وأستاذاً ؿباضراً يف العديد من اعبامعات واؼبدارس العليا يف ـبتلف أكباء العامل ،لو
العديد من األعمال والدراسات حول التاريخ األورويب واؼبتوسطي والشمال اإلفريقي القدمي على وجو اػبصوص
منهاThermes romains d'Afrique du Nord et leur contexte ( :
)méditerranéenو( L'évolution urbaine dans les provinces orientales de
)l'Afrique romaine tardiveو( La romanisation d'une cité indigène
،)d'Afrique : Bulla Regiaللمزيد من التوسع أنظر:
A. BENCHAOUCH : « Yvon Thébert », Antiquités africaines, t. 38-39,
.
2002-2003, p. 7-10.
(Filippo COARELLI et Yvon THEBERT : Architecture funéraire et -)6
pouvoir : réflexions sur l'hellénisme numide, Mélanges de l'Ecole
.
française de Rome Antiquité, 1988, Vol. 100, N° 2, p. 761-818.
( -)2ذبدر اإلشارة إىل أن مقال "كواريللي" و"تيربت" خصص لدراسة اؼبعامل اعبنائزية النوميدية عموماً ،وباػبصوص
ضريح مدراسن والضريح اؼبوريطاين ،وألنو أسهب يف الكالم عن القرب اؼبوريطاين فإن ىذه اؼبعلومات ىي اليت
سنناقشها ،بغض النظر عن اؼبقارنات اليت أجراىا الباحثان بُت الضريح اؼبوريطاين وضريح مدراسن على اػبصوص أو
.
حىت اؼبقارانات اليت أجرياىا بينو وبُت بقية العمائر اعبنائزية النوميدية
764 العدد 61
الملتقى الدولي :الدراسات التاريخية والمعالم األثرية القديمة مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية
خالل ىذا اؼبقال( )4أكد كواريللي وتيربت يف البداية أن اؼبصادر اليت زبص
اؼبمالك النوميدية وتارخيها نادرة وذلك ألن الكتابات احمللية فقدت ،أما النصوص (اليت
كتبت من غَت النوميديُت) اليت وصلت إلينا واليت تتكلم عن نوميديا فهي مرتبطة
بوقائع تارخيية معينة ،وال تتكلم بالتفصيل أو حىت ببعض التوسع عن التاريخ النوميدي،
ىذه النظرة من اػبارج ديكن أن تعطينا حملة عن اػبطوط العريضة لتاريخ تلك اؼبمالك،
كما من اؼبمكن أيضاً من خالل صبل قصَتة ضمن تلك النصوص استنتاج بعض
التفاصيل.
(" -)1اؼبدرسة الفرنسية لروما .للدراسات القددية" (:)l'Ecole française de Rome. Antiquité
تتكون من ؾبموعة من الباحثُت الذين يقومون بدراسات زبص :الفًتة القددية ،الفًتة الوسيطة ،وؿبور إيطاليا والبحر
اؼبتوسط ،قامت اؼبدرسة بإصدار ؾبلة علمية شهَتة ربت اسم" :ؾبموعات أحباث يف اآلثار والتاريخ" (من سنة
2992م إىل سنة 2810م) ،واليت ربول اظبها فيما بعد إىلLes Mélanges de l'École française :
، de Romeأنظر:
« Cent ans de publications », dans Archives de France, L'École française
.
de Rome 1875-1975, Paris-Rome, 1975, p. 35-68.
( -)4ىذا اؼبقال ىو شبرة نقاشات طويلة بُت الباحث ُْت "كواريللي" و"تيربت" ،وذلك بعد ندوة شارك فيها "كواريللي"
يف اؼبدرسة العليا يف "سان كلود" l’Ecole normale superieure de Saint-Cloudيف نوفمرب
سنة 2816م وعرفت الندوة حضور "تيربت" ،أنظر:
Yvon THEBERT : Romanisation et déromanisaton en Afrique : histoire
.
décolonisée ou histoire inversée ? dans Annales ESC, 33, 1978, p. 81.
740 العدد 61
الملتقى الدولي :الدراسات التاريخية والمعالم األثرية القديمة مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية
.
(Filippo COARELLI et Yvon THEBERT : op. cit., p. 761. -)3
(F. RAKOB : Architecture royale numide, dans les actes du colloque -)1
«Architecture et société de l’archaisme grec à la fin de la république
romaine», Rome, 1980 – 1983, p. 326, C. et G. PICARD : Recherches
.
sur l’architecture numide, dans Khartago, 19, 1977 – 1978, p. 15.
( -)2ذبدراإلشارة إىل أن الباحثُت "كواريللي" و"تيربت" مل خيرجا عن تقاليد اؼبدرسة الفرنسية بالنسبة لتسمية
الضريح ،حيث قبدىم يسمونو "قرب اؼبسيحية" ( )Le tombeau de la Chrétienneبدل التسمية
.
الرظبية وىي "الضريح اؼبلكي اؼبوريطاين"
.
(Filippo COARELLI et Yvon THEBERT : op. cit., p. 762 - 764. -)1
(G. CAMPS : Au origines de la Berbérie : monuments et rites -)4
.
funéraires protohistoriques, Paris, 1961, p. 201.
746 العدد 61
الملتقى الدولي :الدراسات التاريخية والمعالم األثرية القديمة مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية
بعدىا ،قام الباحثان بتفصيل موقع الضريح وأبوابو وقياساتو ،مع وضع رسوم
زبطيطية ؼبختلف جهات القرب ،مستعينُت يف ذلك ببعض الدراسات السابقة( )3كل
ذلك مع العودة دائماً إىل اؼبقارنة بينو وبُت ضريح مدراسن ،مع إيراد كثَت من التفاصيل
اليت تؤدي بشكل واضح إىل استنتاج واحد وىو تأكيد الباحثُت على وحدة النمط
البنائي واػبصائص اؼبعمارية للضرحيُت(.)1
وخبصوص تاريخ بناء الضريح اؼبوريطاين ،فإن اؼبقاربة اليت قدمها كواريللي
وتيربت اعتمدت على علم اآلثار – كما ذكرا يف مقدمة مقاؽبما -وترتكز على أن
شكل األبواب واألقواس والرسوم اليت تعلوىا ،وباؼبقارنة مع التقاليد اؼبعمارية الرومانية،
ديكن استنتاج أن تاريخ بناء الضريح قد يعود إىل هناية اؼبئة الثانية وبداية اؼبئة األوىل قبل
اؼبيالد( )6وديكن أن سبتد ؼبنتصف اؼبئة األوىل قبل اؼبيالد( )1وبتعبَت آخر فإن الفًتة اليت
يرجح الباحثان أن القرب اؼبوريطاين بٍت فيها ىي فًتة حكم ملكُت من ملوك موريطانيا
القيصرية مها" :يوبا األول" مث ابنو "يوبا الثاين" ،بدون أن حيددا من من اؼبلكُت
بالتحديد قام ببناء الضريح.
وقد ابتعد الباحثان كواريللي وتيربت عن اإلشارة إىل الرواية السائدة واليت تؤكد
بناء الضريح اؼبلكي اؼبوريطاين من طرف "يوبا الثاين" وزوجتو "كليوباترا سيليٍت" ،وتركا
فًتة بنائو – كما رأينا – بُت فًتة حكم يوبا األول وابنو يوبا الثاين ،كما مل يناقش
.
(F. RAKOB : op. cit., p. 331, G. CAMPS : op. cit., p. 201. -)3
.
(Filippo COARELLI et Yvon THEBERT : op. cit., p. 765 - 766. -)1
.
(Ibid, p. 766. -)6
.
(G. CAMPS : op. cit., p. 203 - 205. -)1
744 العدد 61
الملتقى الدولي :الدراسات التاريخية والمعالم األثرية القديمة مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية
الباحثان الروايات التارخيية للمؤرخُت الرومان بل ركزا على البناء يف حد ذاتو وما ديكن
أن يقدم من إشارات ،وقد ضمنا دراستهما العديد من اؼبعلومات اليت زبص ىذا
اؼبعلم ،وشكلو وقياساتو ،وكذا اؼبقارنة الدائمة بينو وبُت ضريح مدراسن.
( -)2مونيك دوندين باير :باحثة فرنسية متخصصة يف تاريخ الغرب الروماين القدمي وتاريخ الشمال اإلفريقي القدمي،
ؽبا العديد من الدراسات واألحباث اؼبتعلقة باؼبنطقة ،منهاL'entrée de l'Algérie antique dans ( :
)l'espace méditerranéenو()L'Armée d'Afrique face à l'Algérie romaine
.
و()L’archéologie en Algérie à partir de 1830
(Monique DONDIN-PAYRE : les fouilles du Tombeau de la -)1
Chrétienne au XIXe siècle, Comptes rendus des séances de l'Académie
.
des Inscriptions et Belles-Lettres, 2003, Vol. 147. N° 3, p. 1139-1157.
( -)4أكادديية العلوم الفرنسية ،اظبها الرظبي ىو( :أكادديية النقوش واآلداب اعبميلة والتصوير الفوتوغرايف:
،)L'Académie des Inscriptions et Belles-Lettres et la photographieىي أكادديية
744 العدد 61
الملتقى الدولي :الدراسات التاريخية والمعالم األثرية القديمة مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية
بدأت مونيك باير مقاؽبا بالتأكيد على أن ضبلة التنقيب الكربى اليت شهدىا
الضريح اؼبلكي اؼبوريطاين( )3سنيت 2966 – 2916م واليت أشرف عليها "أدريان
بَتبروغر" – كما أسلفنا – كانت بطلب مباشر من "نابوليون الثالث" ،وأن "بَتبروغر"
أبدى اىتمامو بالقرب اؼبوريطاين منذ سنة 2941م ،وأن عملية اإلستكشاف تلك
جاءت بسبب التساؤالت الكثَتة اليت طرحت حول الضريح( )1الذي مل يكن مدخلو
قد اكتشف بعد يف ذلك الوقت.
هتتم بدراسات التاريخ واآلثار ،تأسست سنة 2664م ،على يد العامل الفرنسي الشهَت "كولبَت" Jean-
، Baptist COLBERTعرفت يف البداية بعدة أظباء لكن منذ سنة 2926م حافظت على اظبها اغبايل،
ىي اليوم أحد فروع اؼبعهد الفرنسي ، l'Institut de Franceوؽبا العديد من اإلصدارات العلمية الشهَتة،
أنظر:
Léon AUCOC : L’Institut de France et les anciennes Académies, Paris,
.
Éditions Plon, 1989, p. 48.
( -)3فضلت "مونيك دوندين باير" – كغَتىا من الباحثُت واؼبؤرخُت الفرنسيُت – إطالق تسمية "قرب اؼبسيحية" على
الضريح اؼبلكي اؼبوريطاين بدالً من تسميتو الرظبية ،على الرغم من أن ىذه الدراسة حديثة مقارنةً بالدراستُت
.
السابقتُت إذ أهنا صدرت سنة 1004م
.
(Monique DONDIN-PAYRE : op. cit., p. 1139 - 1140. -)1
.
(Album, Bibliothèque de l’Institue de France, MSZ 154 D. -)2
747 العدد 61
الملتقى الدولي :الدراسات التاريخية والمعالم األثرية القديمة مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية
وتطرقت مونيك دوندين باير بشيء من التفصيل إىل مشاركة "بَتبروغر" يف
تلك البعثة ،كما ذكرت مشاركة اؼبصور األمريكي "جون قريٍت" John
)1(GREENEالذي اشتهر يف ذلك الوقت بالعمل يف مصر ،وتصوير العديد من
اؼبعامل األثرية اؼبصرية ،والذي جاء إىل اعبزائر – حسب الباحثة دائماً – لتتبع تأثَتات
مصرية ،ردبا اعتباراً للرواية السائدة حول الضريح اؼبلكي اؼبوريطاين واليت تقول أنو قرب
"يوبا الثاين" و"كليوباترا سيليٍت"(.)4
بعدىا توجهت الباحثة يف مقاؽبا إىل شرح وتفصيل الصور اليت صورىا
األمريكي قريٍت للضريح ،وىي الصور اليت رافقت عملية اإلستكشاف لسنيت 2911
– 2916م يوماً بيوم ،من خالل تتبُّع تقنية التصوير ،وشكل الضريح يف األيام األوىل
لعملية البحث ،وشكلو بعدىا( )3علماً أنو مت خالل ىذه البعثة نزع األشجار احمليطة
بالقرب وكذا تنظيف ؿبيطو ،لذلك كان شكلو اػبارجي يتغَت مع كل يوم جديد من
عملية اإلستكشاف.
ويف ؿبور آخر قامت مونيك باير بتفصيل البعثات العلمية اليت جاءت لتصوير
الضريح ،وصنفتها يف قائمة طويلة ،بدأهتا ببعثة سنة 2941م (وىي السنة اليت
شهدت أول زيارة قام هبا بَتبروغر للضريح) ،مروراً بسنة 2911م (عملية
اإلستكشاف األوىل للضريح) ،وسنة 2961م (عملية التنقيب الكربى ربت إشراف
"بَتبروغر")،إىل غاية سنة 2991م (اليت شهدت عملية هتيئة كربى حمليط الضريح)(.)1
أهنت مونيك باير مقاؽبا بالتذكَت بالدور الذي قامت بو أكادديية العلوم
الفرنسية ،وكذا دور "أدريان بَتبروغر" وأعمالو على الضريح ،إضافة إىل إبرازىا للجانب
الفوتوغرايف التصويري وأمهيتو يف صبع مادة علمية أرشيفية كبَتة زبص الضريح اؼبلكي
اؼبوريطاين ،حيث ال تزال تلك الصور ؿبفوظة إىل اليوم ،يعود إليها الباحثون والدارسون
ويستفيدون منها.
خالصة:
يعترب الضريح اؼبلكي اؼبوريطاين أحد أىم العمائر اعبنائزية يف اعبزائر واليت تعود
للفًتة القددية ،مت اختيار موقعو بعناية ،كما يتميز بأطوالو وقياساتو الكبَتة ،وبسبب
غياب معلومات دقيقة فقد اختلف اؼبؤرخون والباحثون حول تاريخ بنائو ،وذلك بالرغم
من وجود رواية كثَتة التداول تقول بأنو بٍت يف عهد ملك موريطانيا القيصرية "يوبا
الثاين" وزوجتو "كليوباترا سيليٍت".
.
(Ibid., p. 1150 - 1153. -)1
741 العدد 61
الملتقى الدولي :الدراسات التاريخية والمعالم األثرية القديمة مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية
أما الباحثان اإليطايل "فيليبو كواريللي" والفرنسي "إيفون تيربت" فقد أجريا
دراسة عن العمارة اعبنائزية النوميدية عموماً ،لكنهما قاما بإيراد معلومات مفصلة حول
الضريح اؼبوريطاين يف أجزاء واسعة من البحث ،وقاما بالتوسع يف دراسة الضريح
اؼبوريطاين باتباع طريقة اؼبقارنة بينو وبُت األضرحة النوميدية األخرى من ـبتلف
النواحي ،وناقش الباحثان إشكالية تاريخ بناء الضريح انطالقاً من علم اآلثار وما ديكن
أن يقدمو يف ىذا اجملال.
وبالنسبة للباحثة الفرنسية "مونيك دوندين باير" فقد ركزت يف دراستها على
عمليات التنقيب الكربى اليت شهدىا الضريح ،مع إبراز عملية اإلستكشاف األوىل
سنة 2916 – 2911م وأمهيتها بالنسبة لبقية العمليات األخرى ،وتأكيدىا على
الدور الكبَت الذي قام بو "أدريان بَتبروغر" ،ودور أكادديية العلوم الفرنسية ،إضافة إىل
توسعها يف اعبانب الفوتوغرايف التصويري الذي رافق عمليات اإلستكشاف والتنقيب
يف الضريح.