Professional Documents
Culture Documents
العدالة الجنائية التصالحية.
العدالة الجنائية التصالحية.
العدالة الجنائية التصالحية.
الممخص :
بعد فشل العدالة الجنائية التقميدية المرتكزة عمى الردع في مواجية الظاىرة االجرامية ،كان من الضروري
استحداث السياسة الجنائية و تبني نيج جديد من شأنو الحد من اإلجرام واعادة تأىيل الجناة وضمان حقوق
ضحايا الجريمة والجناة أيضا ،تمثل في العدالة التصالحية كوسيمة بديمة لتسوية الدعاوى الجزائية ،والتي
. أرست معالميا الشريعة اإلسالمية منذ ما يزيد عن أربعة عشرة قرنا
Résumé:
Après l'échec de la justice pénale conventionnelle basée sur la dissuasion dans le visage de
phénomène criminel, il était nécessaire d'élaborer une politique pénale et à adopter une nouvelle
approche permettrait de réduire la criminalité et la réhabilitation des délinquants et garantir les droits
des victimes d'actes criminels et les auteurs ainsi représenté dans la justice réparatrice comme un
autre moyen pour le règlement des affaires criminelles, et qui a jeté les monuments de la loi
islamique pour plus de quatorze siècles.
مقدمة :
عندددما ترتكددب جريمددة مددا فددي حددق المددرد أو المجتم د فددان أول رد فعددل طبيعددي لممددرد ىددو سددعيو فددي توجيددو
االتيام إلى مرتكب الجريمة بغية محاكمتو وتسميط العقوبة عميو ،ىذا ما يمسر حاجتو لمعدالة الجزائية .
وقد مرت العدالة الجزائية بأنظمدة اتيدام عددة ،كدان أوليدا نظدام االتيدام الش صدي ،ليميدو النظدام المتبد فدي أ مدب
التشريعات الجزائية وىو نظام االتيام العمومي الذي تباشره النيابة العامة .
وألن حاجددة المددرد ال تقددح عنددد حددد إدانددة المددتيم وتوقي د العقدداب عميددو فق دد توس د مميددوم العدالددة الجزائيددة
ليشمل أيضا حق المتضرر من الجريمة في مباشرة الدعوى المدنية أمام القضاء الجزائي .
إن القضايا الجزائية في تزايد مستمر وتأجيل نظرىا إلى جمسات متعددة أصبحت السمة الغالبة عمى عمل
الجياز القضائي ،فأصبح عاج اًز عن القيام بدوره في تحقيق العدالة الجنائية ،ولذلك أسبابو ،نورد منيا ظاىرة
التض م التشريعي وأزمة العقوبة ،وظاىرة الحبس قصيرة المدة ،وظيور نماذج إجرائية متعددة ،وفشل السجن في
1
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
دوره اإلصالحي ،وارتماع تكممة الجريمة ،وسياسة اإل راق في الشكميات اإلجرائية ،فقد فعالية أجيزة العدالة
الجنائية وكان لتمك األزمة نتائجيا ال طيرة وعمى مسرح العدالة الجنائية ،فكان البطء في اإلجراءات الجنائية
وحمظ المممات واإل الل بمبدأ المساواة والحد من قدرة الجياز القضائي عمى مواجية الجريمة وادانة األبرياء.
وأمام ىذه المؤشرات ال طيرة كان عمى السياسة الجنائية أن تعيد النظر في إستراتيجيتيا في مكافحة
اإلجرام ،وبالمعل بدأت السياسة الجنائية منذ منتصح القرن الماضي تبحث عن وسائل تحقق أقصى فاعمية
ممكنة في مكافحة اإلجرام ،وعميو اتّجيت السياسة الجنائية اتجاىين أحدىما موضوعي يتمثل في سياسة الحد من
التجريم وسياسة الحد من العقاب واآل ر إجرائي يتمثل في الوسائل الممكنة في تيسير إجراءات الدعوى الجزائية
أو بدائل الدعوى الجزائية لمواجية أزمة العدالة الجنائية ،فكانت من أىم آليات مواجية أزمة العدالة الجنائية ىو
ما يعرح بالعدالة التصالحية .
فالعدالة الجنائية التصالحية ىي الحل األمثل لحل ال صومات والقضايا الجنائية بصورة رضائية ،فكان
لزاما معرفة ماىيتيا سواء ممن يتعاممون بيا ،أو معرفتيا من طرح القاضي الجنائي في حياتو العممية ألنيا
تعد بالنسبة إليو الوسيمة المضمى في حسم أكبر عدد من القضايا الجزائية المعروضة عميو.
واليدح األساسي من ىذا البحث ىو تسميط الضوء عمى موضوع العدالة التصالحية وأىميتيا ،ومدى
االعتماد عمييا في التشريعات الوضعية السيما العربية بصمة عامة والجزائر بصمة اصة ،ومعرفة دور كل من
المجني عمي والمتيم والنيابة العامة والمجتم المدني والقضاء في حل النزاعات الجنائية بصورة رضائية.
وما مدى نجاعتها في حل أزمة العدالة الجنائية فما هو المقصود بالعدالة الجنائية التصالحية ؟.
التقميدية ؟.
بعد ما ثبت فشل العدالة الجنائية التقميدية في من ومكافحة الجريمة و مواجية الظواىر اإلجرامية
المستحدثة ،اتجيت السياسة الجنائية نحو التحول من عدالة عقابية الى عدالة رضائية ،تقوم عمى مراعاة البعد
االجتماعي في المنازعات الجنائية ،من مراعاة حقوق المجني عمييم ،وتأىيل الجاني ليصبح فرداً صالحاً في
المجتم واعادة اإلنسجام بين أفراد المجتم لتحقيق السمم االجتماعي ،وذلك من الل تبني نظام العدالة الجنائية
2
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
التصالحية كتوجو بديل لإلجراء الجنائي العادي في حاالت معينة ،إذ تيدح أساسا إلى إصالح الضرر الذي
1
. أحدثو التصرح الم الح لمقانون وتعويض المجتم والضحية واعادة إدماج مرتكب الجرم في المجتم
ويقصد بالعدالة التصالحية جعل المعتدي مسؤوال عن إصالح الضرر الذي سببتو الجريمة ومنحو المرصة
إلثبات قدراتو وسماتو اإليجابية؛ والتعامل م مشاعر الذنب بطريقة بناءة؛ باإلضافة إلى إشراك آ رين يؤدون
دور اّ في ح ّل النازع بمن فييم الضحية؛ واألىل؛ وأفراد األسرة الممتدة؛ والمدارس ...بعبارة أ رى ؛ فإن العدالة
اإلصالحية ىي نيج في التعامل م الجريمة يعترح بأثرىا الضحية والمعتدي نمسو والمجتم الذي وقعت فيو(.)3
وعرفت قواعد األمم المتحدة الدنيا النموذجية التدابير ير اإلحتجازية ،العممية التصالحية بأنيا ":
العممية التي يشارك فييا الضحية والجاني وعند اإلقتضاء أي من األفراد أعضاء المجتم المحمي األ رين
المتضررين من الجريمة ،مشاركة نشطة معا في تسوية المسائل الناشئة عن الجريمة " (.)4
وبناءا عمى المبادئ األساسية إلست دام برامج العدالة التصالحية في المسائل الجنائية فإنو يقصد بتعبير (: )5
“ -عممية تصالحية” أي عممية يشارك فييا الضحية والجاني ،وعند االقتضاء أي من األفراد أو أعضاء
المجتم المحمي اآل رين المتضررين من الجريمة ،مشاركة نشطة معا في تسوية المسائل الناشئة عن الجريمة،
وذلك ،بصمة عامة ،بمساعدة من ميسِّر .ويمكن أن تتضمن العمميات التصالحية الوساطة ،والمصالحة،
. االحكام إصدار بشأن والتشاور والقضاة المحامين بين والتماوض
“ -ناتج تصالحي” :االتماق الذي يتوصل اليو نتيجة لمعممية التصالحية .وتشمل النواتج التصالحية ردودا
1
سانى انسٕداَ ، ٙانؼذانح انرظانذٛح َٓج جذٚذ ف ٙدم انًشاكم دٌٔ انهجٕء انٗ انمؼاء ،انًظذس :
http://www.alsabaah.com/ArticleShow.aspx?ID=28026
2أَظش اػالٌ فُٛٛا تشأٌ انجشًٚح ٔانؼذانح ،طذس ػٍ يؤذًش األيى انًرذذج انؼاشش نًُغ انجشًٚح ٔيؼايهح انًجشي ٍٛانًُؼمذ ف ٙفُٛٛا يٍ 10انٗ 17أفشٚم
. 2000
3ػذانح األدذاز -دنٛم ذذسٚث: ٙدنٛم ان ًُٛسش ٔانًٕاد انخاطح تانًشاسن 2007/8/ 2532 ISBNص . 25
4لٕاػذ األيى انًرذذج انًُٕرجٛح انذَٛا نهرذاتٛش غٛش االدرجاصٚح" لٕاػذ ؽٕك ،"ٕٛيجًٕػح طكٕن دٔنٛح دٕل دمٕق اإلَساٌ ،انًجهذ
.األٔل ،ص . 694
5انًثادئ األساسٛح السرخذاو تشايج انؼذانح انرظانذٛح ف ٙانًسائم انجُائٛح ،يؼرًذج تًٕجة لشاس انًجهس االلرظاد٘ ٔاإلجرًاػ ٙسلى 12ـ 2002انًؤسر
فٕٚ 24 ٙن. 2002 ٕٛ
3
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
وبرامج مثل التعويض ورد الحقوق وال دمة المجتمعية ،بيدح تمبية االحتياجات والمسؤوليات المردية والجماعية
لألطراح وتحقيق اعادة اندماج الضحية والجاني في المجتم .
“ -األطراح” :الضحية والجاني وأي من األفراد أو أعضاء المجتم المحمي اآل رين المتضررين من الجريمة
الذين يمكن أن تشمميم العممية التصالحية.
– “ميسِّر” :الش ص الذي يتمثل دوره في أن ييسر ،بطريقة منصمة وندزيية ،مشاركة األطراح في العممية
التصالحية.
وأ ي ار يمكن تعريح العدالة التصالحية بأنيا أسموب قانوني ير قضائي إلدارة الدعوى الجنائية بإعطاء
دور أكبر ألطراح الدعوى الجزائية من المتيم والمجني عميو وبمشاركة المجتم في إنياء الدعوى الجزائية
والسيطرة عمى مجرياتيا لمواجية الظاىرة اإلجرامية .
أ -الرضائية :اذ البد من توافر رضا كل من الجاني و المجني عميو عمى العممية التصالحية ،ويشترط في
بعض األنظمة القانونية موافقة النيابة العامة.
ب -أنيا من االجراءات الغير قضائية :ىي أسموب اص إلدارة الدعوى الجنائية ،لذا يستبعد فييا التد ل
القضائي .
أ -مشروعية التصالح :يستمد التصالح مشروعيتو من النص القانوني الذي يجيزه ،فالقاعدة أنو ال صمح بغير
نص ،ويستمد شرط المشروعية أىميتو من أن العدالة التصالحية طريق استثنائى في نطاق القانون الجنائي .6
ب -المقابل :يعتبر المقابل من الشروط التي تميز التصالح عن يره ،فإذا تم التراضي بال مقابل كنا بصدد
ماديا وانما يجوز أن يكون من األمور المعنوية.
عمو وصمح ،كما أننا نرى أنو ال يشترط أن يكون المقابل ً
- ٣األىمية اإلجرائية :األىمية التي تتطمبيا معظم التشريعات التي تجيز الصمح والتصالح ىي األىمية المدنية ،
أو باألدق أىمية التصرح بعوض ،وىذه األىمية تتعمق بالجاني والمجني عميو.
6يذًذ دكٛى دس ، ٍٛانؼذانح انرظانذٛح ف ٙانجشائى االسْاتٛح ،انُذٔج انؼهًٛح اسرششاف انرٓذٚذاخ االسْاتٛح ،جايؼح َاٚف انؼشتٛح نهؼهٕو األيُٛح ،انشٚاع
، 2007ص . 49
4
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
تقصر معظم تشريعات العدالة التصالحية عمى الجرائم االقتصادية والمالية ،وجرائم البيئة ،وجرائم المرور .وفي
جرائم األش اص واألموال يقتصر التصالح والصمح عمى الجرائم متوسطة ال طورة ،
أثر في اية األىمية ،يتمثل في انقضاء الدعوى الجنائية ،ىذا منيج معظم
ويرتب الصمح في المواد الجنائية ًا
التشريعات الغربية والعربية ،بيد أن ىناك تشريعات اعتبرت الصمح بمثابة حكم بالبراءة.
لقد أدت سياسة تيسير اإلجراءات الجنائية في تبسيط اإلجراءات أو ا تصارىا أو اإلسراع بيا إلى تبني
آلية العدالة الجنائية التصالحية لمواجية أزمة العدالة الجنائية ،وعميو نورد أىم صور العدالة التصالحية كالتالي:
الشكوى ىي قيد من قيود مباشرة الدعوى الجنائية وضعو المشرع في يد المجني عميو يستطي بمقتضاه
)8
تقييد حرية النيابة العامة بوصميا سمطة اتيام في رف الدعوى الجنائية ،لذلك فيي ذات طبيعة إجرائية بحتة .
وعميو فإن الشكوى ىي عمل قانوني يصدر من المجني عميو بقصد تحريك الدعوى الجنائية في بعض الجرائم
المشرع فييا إعطاء مصمحة المجني عميو األولوية و االعتبار (9).أما التنازل عن الشكوى فيو عمل
ّ التي يرى
قانوني يصدر من صاحب الحق في الشكوى ويترتب عميو انقضاء ىذا الحق ولو كانت ميعاد استعمالو ال زال
ممتداً (10).وقد أ ذت العديد من التشريعات بيذا األسموب لمحيمولة دون تحريك الدعوى الجنائية إذا لم يقدم
المجني عميو الشكوى ،حتى يمصح المجال لمجاني وأسرتو في إرضاء المجني عميو لمحيمولة دون تقديم
5
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
الشكوى (11).أو أن المجني عميو يرى أن مصمحتو في عدم تحريك الدعوى الجنائية كما ىو الحال في جريمة
بناء عمى شكوى من المجنيالمشرع قد حدد عمى سبيل الحصر الجرائم التي ال يجوز تحريكيا إال ً
ّ الزنا عمماً بأن
بات فييا ويترتب عمييا انقضاء الدعوى الجنائية.)12
عميو ،كما أجاز لو أن يتنازل عنيا قبل صدور حكم ّ
-2الصمح:
إن الصمح الجنائي بين المتيم والمجني عميو بعيداً عن ساحة القضاء وفي جرائم محددة عينيا القانون
لغايات الحماظ عمى روابط عائمية أو اصة ل صوصية العالقة بين المجني عميو والمتيم أو الرتباط الجريمة
لممجني عميو ،فيو األقدر عمى حماية ومعرفة مصالحو ال اصة وىي بديالً عن الدعوى الجنائية (13).وبذلك نجد
المشرع المصري عاد إلى األ ذ بنظام الصمح في قانون اإلجراءات بل ووس في نطاقو وذلك بمقتضى القانون
رقم 431لسنة 4554م بتعديل بعض أحكام قانون اإلجراءات الجنائية المادة 44مكر ًار( أ) إجراءات جنائية،)14
بل وس المشرع المصري في تعديل قانون اإلجراءات الجنائية في عام 0222من حاالت التي تق عمييا الصمح
ر بة منو في مواجية أزمة العدالة الجنائية واعطاء أطراح الدعوى الجنائية المتيم والمجني عميو إنياء ال صومة
الجنائية بدون حكم ،وبذلك يعد ىذا النص تطبيقاً لالتجاىات الحديثة في التشريعات الجنائية المعاصرة التي
تعطى لممجني عميو دو اًر ممحوظاً في إنياء الدعوى الجنائية بالنسبة لبعض الجرائم) ،(15وب اصة تمك الواقعة
عمى األفراد والتي توصح بأنيا قميمة أو متوسطة ال طورة والتي تق عمى المجني عميو بمناسبة عالقاتو
االجتماعية بالمتعاممين معو دون أن يتعارض الصمح في ىذه األحوال م مقتضيات الحماظ عمى المصمحة
لممشرع العربي فيو لم ي تمح بدوره -في بعض الدول -عن مسايرة ىذا االتجاه فنص عمى
ّ العامة). 16وبالنسبة
الصمح الجنائي مثال ذلك قانون أصول المحاكمات الجزائية البحريني الصادر سنة ( 4522م )442وقانون
اإلجراءات والمحاكمات الجزائية الكويتي الصادر سنة ( 4524م ،)012وقانون المرافعات الجنائية التونسي
الصادر سنة .(17) 4524
- 4الوساطة الجنائية:
6
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
والوسيط قد يكون ش صاً طبيعياً أو ش صية معنوية ومن الممكن بأن يكون عضو النيابة أو القاضي في
بعض األنظمة القانونية بدور الوسيط وان كانت بعض األنظمة تحظر ذلك.
وقد انتشرت الوساطة الجنائية انتشا اًر واسعاً في معظم القارة األوروبية ،وىناك العديد من األساتذة في
)(23
الدول العربية نادوا صراحة بتبني ىذا النظام الرضائي البديل و اصة في عالج القضايا العائمية
-5التسوية الجنائية:
المشرع المرنسي نظام التسوية الجنائية بالقانون رقم 141-55الصادر في 02يونيو سنة
ّ استحدث
4555بشأن تدعيم فعالية اإلجراءات الجنائية ،ثم عدلو بالقانون رقم 2004-204الصادر في 5مارس سنة
(24). 0221ويمثل بديالً جديداً من بدائل الدعوى الجنائية ،إذ يتيح لنائب الجميورية أن يقترح عمى الش ص
الطبيعي البالغ الذي يعترح بارتكابو واحدة أو أكثر من الجنح المعاقَب عمييا كعقوبة أصمية بعقوبة الغرامة أو
بعقوبة الحبس الذي ال تزيد مدتو عمى مس سنوات وكذلك عند االقتضاء واحدة أو أكثر من الم المات المرتبطة
الجنح ،وتتكون التسوية من تدبير أو أكثر من التدابير اآلتية:
بيذه ُ
18ػًشٔ انٕلاد :دٔس انشػا ف ٙانمإٌَ انجُائ ،ٙخان ٙيٍ جٓح انُشش ،ؽُطا-يظش ،2000 ،ص .106
19ششٚف سٛذ كايم :انذك ف ٙسشػح اإلجشاءاخ انجُائٛح ،انًشجغ انساتك ،تُذ ،59ص ٔ 132يا تؼذْا.
20أششف سيؼاٌ ػثذ انذًٛذ :انٕساؽح انجُائٛح ،داس انُٓؼح انؼشتٛح ،انماْشج ،2004 ،ص 154؛ انذكرٕس /يذدد ػثذ انذهٛى سيؼاٌ :اإلجشاءاخ انًٕجضج
إلَٓاء انذػٕٖ انجُائٛح ف ٙػٕء انرؼذٚالخ لإٌَ اإلجشاءاخ انجُائٛح ،دساسح يماسَح ،داس انُٓؼح انؼشتٛح ،انماْشج ،2000 ،ص .165
21ششٚف سٛذ كايم ،يشجغ َفسّ،ص.146
22ػه ٙػذَاٌ انفٛم ،تذائم اجشاءاخ انذػٕٖ انجضائٛح ،كهٛح انذمٕق ،جايؼح انًٕطم ،انؼشاق 91،ص
23أششف سيؼاٌ ػثذ انذًٛذ :انٕساؽح انجُائٛح ،داس انُٓؼح انؼشتٛح ،انماْشج ،2004 ،ص 154؛ انذكرٕس /يذدد ػثذ انذهٛى سيؼاٌ :اإلجشاءاخ
انًٕجضج إلَٓاء انذػٕٖ انجُائٛح ف ٙػٕء انرؼذٚالخ لإٌَ اإلجشاءاخ انجُائٛح ،دساسح يماسَح ،داس انُٓؼح انؼشتٛح ،انماْشج ،2000 ،ص ..165
24اَظش ،أسايح دسُ ٍٛػثٛذ ،انًشجغ انساتك ،ص ٔ 21يا تؼذْا؛ انذكرٕس /ششٚف سٛذ كايم ،انًشجغ انساتك ،ص ٔ 149يا تؼذْا.
7
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
رامة التسوية لم زانة العامة ،وال يجوز أن يزيد مقدار ىذه الغ ارمة عمى الحد األقصى لمغرامة المقررة -1 -دف
قانوناً لمجريمة .ويتم تحديدىا تبعاً لجسامة الجريمة ود ول الجاني والتزاماتو .ويجوز أن تسدد الغرامة عمى أقساط
يحددىا نائب الجميورية الل مدة ال تجاوز سنة.
-3-تسميم ر صة القيادة إلى قمم كتاب المحكمة االبتدائية ،وذلك لمدة ال تزيد عمى ستة أشير.
-4-تسميم ر صة الصيد إلى قمم كتاب المحكمة االبتدائية لمدة ال تجاوز ستة أشير.
-5-القيام لمصمحة المجتم بعمل بدون أجر لمدة ال تزيد عمى ستين ساعة ،الل مدة ال تجاوز ستة أشير.
-2-متابعة تدريب أو تأىيل في مؤسسة أو مركز صحي أو اجتماعي أو ميني لمدة ال تزيد عمى ثالثة أشير،
وذلك الل فترة ال تجاوز ثمانية عشر شي اًر.
-3-المن من إصدار شيكات ير تمك التي تسمح لمساحب باسترداد مالو لدى المسحوب عميو أو الشيكات
المعتمدة وحظر استعمال بطاقات الوفاء ،وذلك لمدة ستة أشير عمى األقل.
-4 -عدم الظيور في المكان أو األماكن التي وقعت فييا الجريمة والتي يحددىا نائب الجميورية ،لمدة ال تزيد
عمى ستة أشير ،وذلك باستثناء األماكن التي يقيم فييا الش ص عادة.
-9-حظر مقابمة أو استقبال المجني عميو أو المجني عمييم في الجريمة الذين يحددىم نائب الجميورية أو
الد ول في عالقات معيم ،وذلك لمدة ال تزيد عمى ستة أشير.
-42-من مقابمة أو استقبال الماعل أو الماعمين اآل رين أو الشركاء الذين يحددىم نائب الجميورية أو الد ول
في عالقات معيم ،لمدة ال تجاوز ستة أشير.
-44-عدم مغادرة اإلقميم الوطني وتسميم جواز السمر لمدة ال تجاوز سنة .
إن التسوية الجنائية ال تطبق عن األحداث أقل من ثمانية عشر سنة ،وال عمى جرائم الصحافة ،وال جرائم
القتل ال طأ ،وال عمى الجرائم السياسية واذا لم يقبل المتيم التسوية الجنائية أو لم يقم بالتنميذ الكامل لمتدابير
المقررة بعد الموافقة ،فمنائب الجميورية أن يحرك الدعوى م األ ذ في االعتبار ما تم تنميذه من قبل الجاني .م
وض في االعتبار إذا كان المجني عميو معروفاً فيجب أن يتضمن اقتراح نائب الجميورية بالتسوية الجنائية عمى
8
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
الجاني قيام ىذا األ ير بتعويض الضرر الذي أصاب المجني عميو بسبب الجريمة الل مدة ال تزيد عمى ستة
أشير .
ومؤدى ذلك أن ىذا التدبير لو صمة وجوبية ما لم يثبت الجاني أنو قد سبق وقام بيذا التعويض فعالً)،(25
وبذلك يتضح بالمعل معنى العدالة التصالحية وىو تحكم أطراح الدعوى بمصيرىا.
كرست الشريعة اإلسالمية نظام الصمح بين األفراد منذ ما يزيد عمى أربعة عشر قرناً ،حيث حظي
ت ِمن َب ْعمِيَا ُن ُشو اًز أ َْو بتسجيل القرآن الكريم في العديد من آياتو الحكيمة عمى ما يميد ذلك مثل" َوِا ِن ْ
ام َأرَةٌ َ افَ ْ
الش َّح َوِان تُ ْح ِسُنوْا َوتَتَّقُوْا فَِإ َّن
ضر ِت األَنمُ ُس ُّ الصْمح َ ْير وأ ْ ِ
ُح َ صْمحاً َو ُّ ُ ٌ َ
إِ ْعراضاً فَالَ ج َن ْاح عمَ ْي ِيما أَن ي ِ
صم َحا َب ْي َنيُ َما ُ ُ ْ ُ َ َ َ َ
اى َما َعمَى ت إِ ْح َد ُ َصِم ُحوا َب ْي َنيُ َما فَِإن َب َغ ْين ا ْقتَتَمُوا فَأ ْ
ِ طائِمَتَ ِ ِ
ان م َن اْل ُم ْؤ ِمن َ ون َ بِي اًر" َ " .وِان َ ان بِ َما تَ ْع َممُ َالمّوَ َك َ
)(26
بَصمِ ُحوا َب ْي َنيُ َما بِاْل َع ْد ِل َوأَ ْق ِسطُوا إِ َّن المَّوَ ُي ِح ُّ
اءت فَأ ْ يء إِلَى أ َْم ِر المَّ ِو فَِإن فَ ْ ِ ِ ِ َِّ
األُ ْ َرى فَقَاتمُوا التي تَْبغي َحتَّى تَم َ
َّ َّ اْلم ْق ِس ِطين ،إَِّنما اْلمؤ ِمُنون إِ ْ وةٌ فَأ ِ
ون "(27).وىو ما أكدت السيرة النبوية َصم ُحوا َب ْي َن أَ َ َوْي ُك ْم َواتَّقُوا الموَ لَ َعم ُك ْم تُْر َح ُم َ
ْ َ َ ُْ َ َ ُ
ي عن أبي ىريرة رضي اهلل عنو أن رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم قال" الصمح جائز بين المسممين إال حيث ِ
رو َ
حرم حالالً. " .
صمحاً أحل حراما أو ّ
فمن األسباب الموجبة لحمظ الدعوى الجزائية في الشريعة اإلسالمية الصمح الجزائي حيث أن الشريعة
اإلسالمية أجازت الصمح في الجرائم الواقعة عمى األفراد وال سيما جرائم الدم ،وىذا الصمح يسقط القصاص وىو
العقوبة المقدرة شرعا ليذه الجرائم ،حيث أن الدية ( ) 28تحل محل القصاص.
وذلك مصداقا لقولو تعالى ( يا أييا الذين آمنوا كتب عميكم القصاص في القتمى) ( )29كما قال تعالى( :ومن قتل
مظموما فقد جعمنا لوليو سمطانا فال يسرح في القتل إنو كان منصورا) (.)30
إن اآليات القرآنية الكريمة السابقة ىي السند الشرعي لمشروعية القصاص كعقوبة لجريمة القتل ،كما أن اآلية
الكريمة الثانية دليل عمى مشروعية الصمح كسبب من أسباب سقوط الدعاوى الجزائية وذلك من الل قولو تعالى:
( ...فال يسرح في القتل. )...
9
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
حيث أنو إذا ما اتمق عمى الصمح ،وتنازل ولي المجني عميو عن حقو في القصاص ،مقابل الدية أو بدونيا
إذا ما عما الولي عنيا أيضا ،سقط تبعا لذلك الصمح تطبيق العقوبة المقدرة شرعا ،وىذا الحكم الشرعي اتمق عميو
جمي فقياء المسممين وذلك سندا لقول رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم " :من قتل عمدا دف إلى أولياء المقتول
فإن شاءوا قتموا ،وان شاءوا أ ذوا الدية ،ثالثين حقو ،وثالثين جزعة ،وأربعين ممة ،وما صولحوا الحق عميو فيو
ليم" "الصمح جائز بين المسممين إال صمحا أح ّل حراما أو حرم حالال" ،والجدير بالذكر أن عقوبة القصاص كل
ال يتج أز قال يمكن استيماء القصاص من بعض النمس دون البعض اآل ر.
والدية في الجرائم العمدية والجرائم التي يسقط فييا القصاص الستحالة التماثل ،تكون مقدا ار معموما ،فال
يجوز االتماق في مثل ىذه األحوال عمى ما يريده الولي كبدل لمصمح ،حيث أنو في مثل ىذه األحوال تعتبر الدية
ىي العقوبة المقدرة شرعا والواجبة التطبيق وليس القصاص ،إال أنو في الدية المقدرة في الجرائم العمدية كبدل
لمقصاص ،ف اضعة لحكم االتماق حيث يجوز االتماق عمى أكثر منيا ،وفي كمتا الحالتين أجم فقياء المسممين
أنو يجوز االتماق عمى أقل مما ىو مقدر شرعا ،وذلك سندا إلى أنو من لو الحق في الدية يممك أن يسقطيا كميا
بعموه ،ومن يممك إسقاط الكل يممك إسقاط الجزء (. )31
أما بالنسبة لمحدود فقد تطمب قانون العقوبات اإلسالمية لسقوط حد شرب ال مر توافر شروط معينة إذا ما
توافرت سقط الحق تبعا لوجودىا ،حيث أن توبة شارب ال مر قبل الشيادة تسقط الحد أما إذا تاب بعدىا فال
يسقط الحد ،أما إذا تاب بعد اإلقرار بالشرب ،كان لمقاضي طمب العمو من ولي األمر أو تنميذ الحد بحقو(. )32
أما بالنسبة لباقي الحدود فإنيا ال تسقط بالتوبة أو باإلقرار ،حيث أن الحد عقوبة لم المة حق تعمق باهلل ال
يمكن التنازل عنو أو التصالح بشأنو ،كحد الزنا ،المواط ،السحق ،القوادة ،القذح ،المحاربة واإلفساد في األرض
وحد السرقة ودليل ذلك من السنة المطيرة ما روي عن النبي صمى اهلل عميو وسمم عن عائشة رضي اهلل عنيا:
أن قريشا أىميم شأن المرأة الم زومية التي سرقت ،فقالوا :ومن يكمم فييا رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم؟
فقالوا :ومن يجترئ عميو إال أسامة ابن زيد ،حب رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم ،فكممو أسامة ،فقال رسول اهلل
صمى اهلل عميو وسمم( :أتشم في حد من حدود اهلل) .ثم قام فا تطب ثم قال( :إنما أىمك الذين قبمكم ،أنيم كانوا
إذا سرق فييم الشريح تركوه ،واذا سرق فييم الضعيح أقاموا عميو الحد ،وأيم اهلل لو أن فاطمة بنت محمد سرقت
لقطعت يدىا) (. )33
31يذًٕد سًٛش ػثذ انفراح ،انُٛاتح انؼايح ٔسهطرٓا ف ٙإَٓاء انذػٕٖ انجُائٛح تذٌٔ يذاكًح ،يُشأج انًؼاسف ،اإلسكُذسٚح ،1986 ،ص . 305
32اَظش انًٕاد 182 ٔ 181 ،يٍ لإٌَ انؼمٕتاخ اإلسالي ٙنهجًٕٓسٚح اإلساليٛح اإلٚشاَٛح ،دائشج انؼاللاخ انذٔنٛح ف ٙانسهطح انمؼائٛح ، ،ص 105
33اإلياو يذًذ تٍ إسًاػٛم انثخاس٘ ،انجايغ انًسُذ انظذٛخ انًخرظش يٍ أيٕس سسٕل هللا طهٗ هللا ػهٔ ّٛسهى ٔسُُّ ٔأَّٚايّ" ،طذٛخ انثخاس٘" ،تاب ( أو
دسثد أٌ أطذاب انشلٛى) ،كراب األَثٛاء ،دذٚس سلى 3288
10
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
وبذلك نجد أن نظام الدية في الشريعة اإلسالمية ىي بديل عن طمب القصاص شرعاً لكون الدية ىي مقدار
معين من المال يدف في جرائم القتل والجرح عقوبة وتعويضاً حيث تشبو الغرامة ألنيا فييا معنى زجر الجاني
بحرمانو من جزء من مالو ومقدرة القيمة وتشبو التعويض ألنيا تعويض لممجني عميو في حدود معينة ويترتب
تؤد الدية وطمب أولياء الدم بقصاص
عمى أداء الدية انقضاء حق أولياء الدم في طمب القصاص ،أما إذا لم ّ
وجب الحكم بو ،وعميو فإن الدية في لغة القانون الوضعي ىي بديل عن الدعوى الجنائية في جرائم
القصاص) ،(34والواق أن الدية يتحقق فييا المعنيان الزجر والردع لمجاني والتعويض ألولياء القتيل.
يأ ذ التشري الجزائري بنظام المصالحة في الدعوى العمومية وجعميا استثناء عمى عدم قابمية الدعوى
العمومية لمتصرح فييا حيث نصت المادة < من قانون اإلجراءات الجزائية في فقرتيا األ يرة عمى أن "يجوز أن
تنقضي الدعوى العمومية بالمصالحة إذا كان القانون يجيزىا صراحة ".
ويقصد بعبارة " اذا كان القانون يجيزىا صراحة" أن المشرع الجزائري ص المصالحة الجزائية
ببعض الجرائم دون أ رى ،أي أجاز المصالحة الجزائية في نوع معين من الجرائم حددىا القانون ،وبذلك فإن صور
المصالحة الجزائية يمكن إجماليا في أرب مجاالت :المجال الجمركي ،جرائم الصرح ،جرائم المنافسة،
الم المات التنظيمية (. )35
وقد مرت المصالحة في المسائل الجزائية في التشري الجزائري بثالث مراحل): (36
أ -مرحمة إجازة المصالحة في المسائل الجزائية (من 3691-31-13إلى غاية : )17-06-1975استمر
العمل الل ىذه المرحمة بالقوانين المرنسية التي ال تتنافى والسيادة الجزائرية ،وذلك عمال بالقانون 7;=-<8
المؤرخ في 31-12-1962الذي أبقى العمل بالنصوص السابقة ما لم تتنافى بالسيادة الجزائرية و حدد تاريخ
; 7?=9-=-كآ ر أجل لمعمل بالقوانين المرنسية.
و بيذا أصبح التشري الجزائي المرنسي ساري الممعول في الجزائر ،وىو التشري الذي يجيز المصالحة في
الدعوى العمومية السيما في مواد الجمارك والضرائب واألسعار والغابات والقنص والصيد والبريد والمواصالت
عالوة عمى المرور وم المات الطرقات.
كما تضمن قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري عند صدوره في > يونيو <<? 7المصالحة كسبب من أسباب
34يأيٌٕ يذًذ ساليح :لإٌَ اإلجشاءاخ انجُائٛح يؼهما ً ػه ّٛتانفمّ ٔأدكاو انُمغ ،انجضء األٔل ،ؽثؼح خاطح تُاد٘ انمؼاج ،ص . 109
35جذٚذ٘ ؽالل ،انسشػح ف ٙاالجشاءاخ انجضائٛح ف ٙانرششٚغ انجضائش٘ ،يزكشج نهذظٕل ػهٗ شٓادج انًاجسرٛش ف ٙانذمٕق فشع انمإٌَ انجُائ ، ٙجايؼح
انجضائش ، 1كهٛح انذمٕق ، 2012 – 2011 ،ص . 85
36
انًظانذح ف ٙانذػٕٖ انؼًٕيٛح ف ٙانرششٚغ انجضائش٘ ،يذاػشج أنمٛد يٍ ؽشف االسرار انذكرٕس :أدًذ تٕسمٛؼح ،أسرار انمإٌَ انجُائ ٙتانًذسسح
انؼهٛا نهمؼاء.
11
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
انقضاء الدعوى العمومية في مادتو السادسة ،مما أضمى عمى المصالحة الجزائية شرعية إضافية.
وتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،فضال عن ذلك ،أحكاما تجيز التصالح في الم المات البسيطة السيما تمك
رامة الصمح (المواد 9>7إلى ،)9?7باإلضافة إلى التي ال تعرض مرتكبيا لعقوبة الحبس ،عن طريق دف
إجازتو الغرامة الجزافية في م المات اصة (المادة .)161
ب -مرحمة تحريم المصالحة في المسائل الجزائية (من 31جوان 3611إلى غاية 4مارس :) 3699وفي
ىذه المرحمة تم تعديل قانون اإلجراءات الجزائية بموجب األمر رقم ;= :<-المؤرخ في =7?=;-6<-7
فألغيت المصالحة منو كسبب من أسباب انقضاء الدعوى العمومية ،بل و تضمن القانون الجديد تحريما صريحا
ليا ،فجاءت المادة < في فقرتيا الثالثة كاآلتي " :ير أنو ال يجوز بأي وجو من الوجوه أن تنقضي الدعوى
بالمصالحة".
وفي ظل ىذا التحريم صدر قانون الجمارك بتاريخ ،7?=?-6=-87وكان من البدييي أن ال يتضمن
المصالحة مما جعل المشرع يبحث عن بديل ليا ،إذ ال مناص منيا ،فاىتدى إلى التسوية اإلدارية التي كانت في
بدايتيا نظاما ممي از وتطورت فيما بعد تدريجيا نحو مميوم المصالحة...
فعند صدور قانون الجمارك كانت التسوية اإلدارية جزاء إداريا حقيقيا إذ كان القانون يشترط لقياميا أن يدف
المتيم" تمام العقوبات المالية والتكاليح وااللتزامات الجمركية أو يرىا المرتبطة بالم المة" (المادة ;<.)8-8
وكانت التسوية اإلدارية مقصورة عمى مرتكب الجريمة دون سواه وينحصر أثرىا في الدعوى المالية فحسب ،و بدأ
مميوم التسوية اإلدارية يتطور في اتجاه المصالحة الجمركية منذ صدور قانون المالية لسنة ، 7?>9حيث لم
يعد المشرع يشترط لقيام التسوية اإلدارية أن يدف الم الح تمام العقوبات المالية مما يوحي بإمكانية الت ميض
منيا كما أنو وس من مجال تطبيق التسوية اإلدارية لتشمل أي ش ص مالحق من أجل ارتكاب جريمة جمركية.
و في ىذه المترة كذلك صدرت النصوص الجزائرية الجديدة المتعمقة بالمجاالت التي كانت المصالحة جائزة فييا
في ظل التشري السابق .
وىكذا صدر القانون بشأن األسعار بموجب األمر رقم ;= 9=-المؤرخ في = 8أبريل;=? ، 7وصدر األمر رقم
;= :=-المؤرخ في = 7جوان ;=? 7المعدل والمتمم لقانون العقوبات والذي بموجبو أدرجت م المة التنظيم
النقدي ضمن أحكام قانون العقوبات )المواد :8:إلى <.:8
وصدرت كذلك في ىذه المترة القوانين اآلتية :قانون الضرائب المباشرة بموجب األمر المؤرخ حي ?-78-6
<=? ،7قانون الضرائب ير المباشرة (بموجب األمر المؤرخ في ? ،)7?=<-78-6قانون الصيد (بموجب
القانون المؤرخ في ،7?>8-6>-87وقد ألغي بقانون 866:-6>-7:الذي حل محمو) ،قانون المياه بموجب
القانون المؤرخ في < ،7?>9-6=-7قانون الغابات بموجب القانون المؤرخ في.7?>:-6<-89
واذا كان المشرع قد ت مى نيائيا عن المصالحة في ىذه الطائمة األ يرة من القوانين فمم يبحث ليا فييا عن بديل،
12
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
فإنو عمد ،عمى عكس ذلك ،في مجالي األسعار والتنظيم النقدي إلى البحث عن أساليب بديمة تكمل تسوية إدارية
لمجرائم المرتكبة م المة ألحكاميا.
وىكذا لجأ المشرع في األمر رقم ;= 9=-بشأن األسعار إلى نظام رامة الصمح ،وىو مصطمح مستعار من
قانون اإلجراءات الجزائية بشأن الم المات البسيطة ،متماديا بذلك استعمال عبارة "المصالحة "التي كانت تحت
طائمة الحظر وان كان اليدح واحدا حتى ولو ا تممت التسمية...
ويترتب عن أداء رامة الصمح انقضاء الدعوى العمومية ولو لم ينص القانون صراحة عمى ذلك .
ولجأ المشرع في األمر رقم ;= ،:=-بشأن م المة التنظيم النقدي ،إلى مصطمح" الغرامة "لمتعبير عن
المصالحة .
وفي ىذا الصدد ،ألزمت المادة ; :8مكرر 8األعوان المؤىمين لمعاينة الم المة بإ بار المذنب في الحالة التي
تكون فييا قيمة جسم الجريمة تساوي أو تقل عن 760666دج أن بإمكانو أن يدف في ظرح ; :يوما عمى
وجو الغرامة مبمغا يعادل القيمة القانونية لمحل الجريمة ،ويترتب عمى دف مبمغ الغرامة المذكورة في األجل المحدد
لو انقضاء الدعوى العمومية ،ىذا ما يستشح من صيا ة المقرة 9من المادة ; :8مكرر ر م عدم اإلشارة إلى
ذلك بصريح العبارة.
و يترتب عمى دف مبمغ الغرامة المذكورة في األجل المحدد لو انقضاء الدعوى العمومية ،ىذا ما يستشح من
صيا ة المقرة 9من المادة ; :8مكرر ر م عدم اإلشارة إلى ذلك بصريح العبارة.
ج -مرحمة إعادة إجازة المصالحة (من 4مارس 3699إلى يومنا) :بتاريخ :مارس <>? 7صدر القانون
رقم <> 6;-المتمم والمعدل لقانون اإلجراءات الجزائية الذي بموجبو عدلت المقرة األ يرة من المادة < التي
كانت تحرم بصريح العبارة المصالحة في المسائل الجزائية.
وبمقتضى ىذا التعديل أصبحت المصالحة جائزة ،كما يتجمى ذلك من نص المادة < في صيغتيا الجديدة التي
جاءت فقرتيا الرابعة كاآلتي " :كما يجوز أن تنقضي الدعوى العمومية بالمصالحة إذا كان القانون يجيزىا
صراحة".
والحقيقة أن المشرع لم ينتظر ىذا التعديل إلجازة المصالحة ،إذ صدر قانون في < 8ديسمبر ;>? 7يسمح
لوزير المالية التصالح م األش اص المالحقين من أجل حيازة أرصدة مالية بعممة أجنبية قابمة لمتحويل.
وبعد تردد كاد أن يطول أدرجت المصالحة في قانون الجمارك ،و ذلك بموجب قانون المالية لسنة 7??8المؤرخ
في > 7??8-78-7الذي بمقتضاه حمت المصالحة محل التسوية اإلدارية في القسم الثالث المقرة ب من المصل
ال امس عشر من قانون الجمارك واستبدلت عبارة "التسوية اإلدارية" بعبارة "المصالحة" في المادة ;< 8منو .
ثم أجاز المشرع المصالحة في جرائم المنافسة واألسعار ،وذلك بموجب األمر رقم;? 6<-المؤرخ في ;-67-8
;??7المتعمق بالمنافسة ،السيما المادة ?7منو ،وتمسك بيا في القانون رقم 68-6:المؤرخ في -6<-89
866:المتضمن تحديد القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية الذي ألغى أمر 1995-01-25وحل محمو
13
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
(المادة . )60
وتالىا بإجازة المصالحة في جرائم الصرح ،وذلك بموجب األمر رقم 22-96المؤرخ في 1996-7-9المتعمق
بقم م المة التشري والتنظيم ال اصين بالصرح وحركة رؤوس األموال من والى ال ارج ،المعدل والمتمم باألمر
رقم 01-03المؤرخ في ،2003-02-19السيما المادة 9منو في فقرتيا الثانية.
وأ ي ار وفي سنة 2006أجاز المشرع بموجب القانون رقم 23-06المؤرخ في 20-12-2006المعدل والمتمم
لقانون العقوبات الصمح في العديد من الجنح والم المات ورتب عميو انقضاء المتابعة ،ويتعمق األمر بالجرائم
اآلتية :القذح (المادة ،)298السب (المادة ،)299المساس بحرمة الحياة ال اصة لألش اص (المادة 303
مكرر) ،عدم تسميم القصر (المادة 329مكرر) ،عدم تسديد النمقة (المادة )331م المة الضرب والجرح العمد
وم المة الجرح ال طأ (المادة . )442
-ما يؤخذ عمى المشرع الجزائري :حصره لمجال المصالحة وكذا ،تجاىمو ليا في مجاالت عديدة
كالصيد البحري (.)37
بل ومازال المشرع الجزائري يتجاىل المصالحة في أعرق مجاالتيا وىي الضرائب حيث لم تنص م تمح القوانين
الضريبية عمى المصالحة كسبب النقضاء الدعوى العمومية واكتمى قانون الضرائب ير المباشرة ،وىو القانون
الوحيد الذي نص عمييا ،في المادة 505منو عمى حصر أثرىا في العقوبات الجبائية .
وأ ي ار وبينما كان الجمي ينتظر توسي العمل بالمصالحة في المواد الجمركية فإذا بالمشرع يماجئنا بنص يمن
المصالحة في أعمال التيريب (. )38
كما يالحظ أيضا :إتماق مجمل النصوص التي تجيز المصالحة عمى عدم ضبط المسائل العممية المتعمقة
بالمصالحة واحالة شروط تطبيقيا إلى نصوص تنظيمية( )39وتحويميا إلى جزاء إداري ،يتجمى ذلك من الل:
رامة ال تقل عن الغرامة المقررة قانونا لمجريمة ،بل تموقيا كما في جرائم الصرح ( رامة ما بين - 1اشتراط دف
200و % 250من قيمة البضاعة محل الغش (.)40
- 2اعتبار المصالحة عقوبة :ويتجمى ذلك من الل المصطمحات المستعممة في كل النصوص التنظيمية التي
تحدد شروط المصالحة فتستعمل عبارة " رامة الصمح" أو " رامة المصالحة" بدل المصالحة .
- 3إبعاد القضاء من مسار المصالحة :تتمت اإلدارة بسمطة مطمقة في تقرير المصالحة بعيدا عن أية مراقبة
قضائية ،وحتى عندما يمزميا المشرع باستشارة لجان مؤىمة فأنيا تسير عمى إقصاء العنصر القضائي من تمك
المجان التي تقتصر تشكيمتيا عمى ممثمي اإلدارة وحدىا (.)41
37أَظش ( :لإٌَ سلى 11-01انًؤسر فٔ )2001-07-3 ٙانظٛذ أٔ انمُض ( لإٌَ سلى 07-04انًؤسر فٔ )2004-08-14 ٙانًٛاِ ( لإٌَ سلى 12-05
انًؤسر ف.)2005 -8-4 ٙ
38أَظش ( :انًادج 21يٍ األيش سلى 06-05انًؤسر ف 2005-8-23 ٙانًرؼهك تانرٓشٚة).
39أَظش َ :فس انًذاػشج نهذكرٕس أدًذ تٕسمٛؼح..
40أَظش :.انًادج 9يٍ انًشسٕو انرُفٛز٘ سلى 111-03انًؤسر ف 2003-3-5 ٙانًذذد نششٔؽ إجشاء انًظانذح ف ٙيجال جشائى انظشف).
41انًشسٕو انرُفٛز٘ سلى 195-99انًؤسر ف 1999-08-16 ٙانز٘ ٚذذد إَشاء نجاٌ انظانذح ف ٙانًجال انجًشكٔ ٙذشكٛهٓا ٔسٛشْا ٔ انًشسٕو انرُفٛز٘
سلى 111-03انًؤسر ف 2003-3-5 ٙانًذذد نششٔؽ إجشاء انًظانذح ف ٙيجال جشائى انظشف.
14
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
-و بالر م من مرور أكثر من 20سنة عن جواز المصالحة في الجرائم الجمركية وجرائم الصرح وجرائم
المنافسة واألسعار ،فإن حصيمتيا في الجزائر جد متواضعة مقارنة بما ىو جار في البمدان المجاورة .
ىذا ال يمن من اعتبار الجزائر صاحبة االسبقية في تبني سياسة تصالحية في مواجية الجرائم االرىابية ،
وذلك بتطبيقيا لميثاق المصالحة الوطنية واصدار قانون الوئام المدني ( ق ) 08 – 99والذي كانت ايتو اعادة
جمي االطراح الى جو االستقرار والسمم االىمي) 42(.
خاتمة :
من الل دراستنا لمعدالة التصالحية توصمنا الى النتائج االتية:
ىناك العديد من العوائق التي تقح في وجو العدالة الجنائية منيا ارتماع تكممة الجريمة ،وسياسة اال راق
في الشكميات االجرائية ،وقد ترتب عمى ذلك البطء في االجراءات الجنائية وحمظ المممات واال الل بمبدأ
المساواة والحد من قدرة الجياز القضائي في مواجية الجريمة .
تبعا ليذه المؤشرات كان لزاما عمى السياسة الجنائية اعادة النظر في استراتيجيتيا في مكافحة الجريمة
وأن تبحث عن أنظمة مستحدثة تعالج مثل ىذه القضايا ،فبرزت العدالة التصالحية بصورىا الم تممة
كآلية لمض ال صومات الجنائية وادارة الدعوى .
أن العدالة التصالحية الى جانب دورىا المعال في في تبسيط وتيسير االجراءات الجنائية فانيا تحقق في
نمس الوقت التوازن المطموب بين ماسبق وما يجب أن يكنو كل من الجاني والضحية من احترام لمقانون
وعدالتو
كما تسعى الى اعادة توطيد العالقات االجتماعية والتصدي الضرار الجريمة.
فالعدالة التصالحية تسعى الى حل النزاع بين المتيمين والمجني عمييم بطريقة ال تقوم عمى ال صومة ،
م االحتماظ ب يار المجوء لمقضاء الجنائي اذا تعذر االتماق والتسوية الرضائية.
ىذه العدالة البديل جعمت لممجني عميو دو ار بار از بعد أن كان االصل ىو االىتمام بالمتيم .
وعميه نوصي ب :
-ضرورة اصدار قوانين تنظم العدالة التصالحية ،وتحدد آلياتيا م ضرورة وض ضوابط ليذه اآلليات
تكمل تحقيق االىداح المرجوة منيا.
-اشراك المجتم المدني لمبحث عن حمول تشج عمى االصالح والمصالحة ،فآليات العدالة التصالحية
تتيح المرصة أمام الجيود الجماعية ل مض مستوى الجريمة وتحيق األمن واالستقرار ،وت مق نوع من التوازن
بين احتياجات المجني عميو ومحاسبة المتيم م حقو في االندماج.
-أىمية المؤتمرات والندوات العممية لمتعريح بالموضوع .
42انهٕاء يذًذ دكٛى دس ، ٍٛانؼذانح انرظانذٛح ف ٙانجشائى االسْاتٛح ،انُذٔج انؼهًٛح اسرششاف انرٓذٚذاخ االسْاتٛح ،جايؼح َاٚف انؼشتٛح نهؼهٕو األيُٛح ،
انشٚاع ، 2007ص 63
15
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
) (1سالم السوداني ،العدالة التصالحية نيج جديد في حل المشاكل دون المجوء الى القضاء ،المصدر :
http://www.alsabaah.com/ArticleShow.aspx?ID=28026
) (2أنظر اعالن فيينا بشأن الجريمة والعدالة ،صدر عن مؤتمر األمم المتحدة العاشر لمن الجريمة ومعاممة المجرمين المنعقد
في فيينا من 42الى 43أفريل . 0222
) (4قواعد األمم المتحدة النموذجية الدنيا لمتدابير ير االحتجازية "قواعد طوكيو" ،مجموعة صكوك دولية حول حقوق اإلنسان،
. 152 المجمد األول ،ص
المبادئ األساسية الست دام برامج العدالة التصالحية في المسائل الجنائية ،معتمدة بموجب قرار المجمس االقتصادي )(5
واإلجتماعي رقم 40د 0220المؤرخ في 01يوليو 0220
) (2محمد حكيم حسين ،العدالة التصالحية في الجرائم االرىابية ،الندوة العممية استشراح التيديدات االرىابية ،جامعة نايح
العربية لمعموم األمنية ،الرياض ، 0223ص . 15
) (7محمد حكيم حسين ،العدالة التصالحية في الجرائم االرىابية ،المرج السابق ،ص . 12
) (8عزت مصطمى الدسوقي :قيود الدعوى الجنائية بين النظرية والتطبيق ،رسالة دكتوراه ،كمية الحقوق -جامعة القاىرة ،ص
.005
) (9الدكتور /أحمد فتحي سرور :بدائل الدعوى الجنائية ،المرج السابق ،ص .042
) (10محمود طو جالل :أصول التجريم والعقاب في السياسة المعاصرة ،رسالة دكتوراه منشورة ،الطبعة األولى ،دار النيضة
العربية ،القاىرة ،0221 ،ص .112
16
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
) (12عزت مصطمى الدسوقي :قيود الدعوى الجنائية بين النظرية والتطبيق ،رسالة دكتوراه ،كمية الحقوق -جامعة القاىرة ،ص
.005
) (13أحمد فتحي سرور :بدائل الدعوى الجنائية ،المرج السابق ،ص213.
) (14أحمد فتحي سرور :الوسيط في اإلجراءات الجنائية ،طبعة مصورة ومعدلة ،4551 ،دار النيضة العربية ،ص .111
) (15شريح سيد كامل :الحق في سرعة اإلجراءات الجنائية ،المرج السابق ،ص32؛ الدكتور /أسامة حسنين عبيد :الصمح في
قانون اإلجراءات الجنائية ،المرج السابق ،ص16
) (16مأمون محمد سالمة :قانون اإلجراءات الجنائية معمقاً عميو بالمقو وأحكام النقض ،الجزء األول ،طبعة اصة بنادي القضاة،
ص 24وما بعدىا ،ىامش رقم(1).
) (17حمدي رجب عطية :تبسيط اإلجراءات أمام القضاء الجنائي ،تقرير مقدم لمؤتمر العدالة األول الذي عقده نادي القضاة،
القاىرة ،4542 ،ص 4وما بعدىا.
( )44عمرو الوقاد :دور الرضا في القانون الجنائي ،الي من جية النشر ،طنطا-مصر ،0222 ،ص .422
) (19شريح سيد كامل :الحق في سرعة اإلجراءات الجنائية ،المرج السابق ،بند ،15ص 420وما بعدىا.
) (20أشرح رمضان عبد الحميد :الوساطة الجنائية ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،0221 ،ص 411؛ الدكتور /مدحت عبد
الحميم رمضان :اإلجراءات الموجزة إلنياء الدعوى الجنائية في ضوء التعديالت قانون اإلجراءات الجنائية ،دراسة مقارنة ،دار
النيضة العربية ،القاىرة ،0222 ،ص .421
) (22عمي عدنان الميل ،بدائل اجراءات الدعوى الجزائية ،كمية الحقوق ،جامعة الموصل ،العراق ،ص .54
أشرح رمضان عبد الحميد :الوساطة الجنائية ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،0221 ،ص 411؛ الدكتور /مدحت عبد )(23
الحميم رمضان :اإلجراءات الموجزة إلنياء الدعوى الجنائية في ضوء التعديالت قانون اإلجراءات الجنائية ،دراسة مقارنة ،دار
النيضة العربية ،القاىرة ،0222 ،ص ..421
) (24انظر ،أسامة حسنين عبيد ،المرج السابق ،ص 04وما بعدىا؛ الدكتور /شريح سيد كامل ،المرج السابق ،ص 415
وما بعدىا.
17
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
) (28الدية وفق تعريح المادة 051من قانون العقوبات اإلسالمي ،في الجميورية اإلسالمية اإليرانية ىي" :مال يعطى في
الجناية عمى النمس أو العضو إلى المجني عميو أو إلى وليو أو أولياء دمو ".
) (31انظر المواد 181 ،و 182من قانون العقوبات اإلسالمي لمجميورية اإلسالمية اإليرانية ،دائرة العالقات الدولية في السمطة
القضائية ، ،ص .105
( ) 32اإلمام محمد بن إسماعيل الب اري ،الجام المسند الصحيح الم تصر من أمور رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم وسننو
وأيَّامو" ،صحيح الب اري" ،باب ( أم حسبت أن أصحاب الرقيم) ،كتاب األنبياء ،حديث رقم . 3288
جديدي طالل ،السرعة في االجراءات الجزائية في التشري الجزائري ،مذكرة لمحصول عمى شيادة الماجستير في الحقوق )(22
فرع القانون الجنائي ،جامعة الجزائر ، 4كمية الحقوق ، 0240 – 0244 ،ص . 41
اصة بنادي مأمون محمد سالمة :قانون اإلجراءات الجنائية معمقاً عميو بالمقو وأحكام النقض ،الجزء األول ،طبعة )(21
القضاة ،ص . 425
( )21جديدي طالل ،السرعة في االجراءات الجزائية في التشري الجزائري ،مذكرة لمحصول عمى شيادة الماجستير في الحقوق
فرع القانون الجنائي ،جامعة الجزائر ، 4كمية الحقوق ، 0240 – 0244 ،ص . 41
( )22المصالحة في الدعوى العمومية في التشري الجزائري ،محاضرة ألقيت من طرح االستاذ الدكتور :أحمد بوسقيعة ،أستاذ
القانون الجنائي بالمدرسة العميا لمقضاء.
) (23أنظر ( :قانون رقم 44-24المؤرخ في )0224-23-2والصيد أو القنص ( قانون رقم 23-21المؤرخ في -24-41
)0221والمياه ( قانون رقم 40-21المؤرخ في .)0221 -4-1
18
أ .ليمى بعتاش العدالة الجنائية التصالحية.
( )12أنظر :.المادة 5من المرسوم التنميذي رقم 444-22المؤرخ في 0222-2-1المحدد لشروط إجراء المصالحة في مجال
جرائم الصرح).
( )14المرسوم التنميذي رقم 451-55المؤرخ في 4555-24-42الذي يحدد إنشاء لجان الصالحة في المجال الجمركي
وتشكيميا وسيرىا و المرسوم التنميذي رقم 444-22المؤرخ في 0222-2-1المحدد لشروط إجراء المصالحة في مجال جرائم
الصرح.
) (10محمد حكيم حسين ،العدالة التصالحية في الجرائم االرىابية ،المرج السابق ،ص . 22
19