العدالة الجنائية التصالحية.

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.

‬‬

‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬


‫ليمى بعتاش‬
‫جامعة األمير عبد القادر‬
‫لمعموم اإلسالمية‬

‫الممخص ‪:‬‬
‫بعد فشل العدالة الجنائية التقميدية المرتكزة عمى الردع في مواجية الظاىرة االجرامية ‪ ،‬كان من الضروري‬
‫استحداث السياسة الجنائية و تبني نيج جديد من شأنو الحد من اإلجرام واعادة تأىيل الجناة وضمان حقوق‬
‫ضحايا الجريمة والجناة أيضا ‪ ،‬تمثل في العدالة التصالحية كوسيمة بديمة لتسوية الدعاوى الجزائية ‪ ،‬والتي‬
‫‪.‬‬ ‫أرست معالميا الشريعة اإلسالمية منذ ما يزيد عن أربعة عشرة قرنا‬

‫‪Résumé:‬‬
‫‪Après l'échec de la justice pénale conventionnelle basée sur la dissuasion dans le visage de‬‬
‫‪phénomène criminel, il était nécessaire d'élaborer une politique pénale et à adopter une nouvelle‬‬
‫‪approche permettrait de réduire la criminalité et la réhabilitation des délinquants et garantir les droits‬‬
‫‪des victimes d'actes criminels et les auteurs ainsi représenté dans la justice réparatrice comme un‬‬
‫‪autre moyen pour le règlement des affaires criminelles, et qui a jeté les monuments de la loi‬‬
‫‪islamique pour plus de quatorze siècles.‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫عندددما ترتكددب جريمددة مددا فددي حددق المددرد أو المجتم د فددان أول رد فعددل طبيعددي لممددرد ىددو سددعيو فددي توجيددو‬
‫االتيام إلى مرتكب الجريمة بغية محاكمتو وتسميط العقوبة عميو ‪ ،‬ىذا ما يمسر حاجتو لمعدالة الجزائية ‪.‬‬
‫وقد مرت العدالة الجزائية بأنظمدة اتيدام عددة ‪ ،‬كدان أوليدا نظدام االتيدام الش صدي ‪ ،‬ليميدو النظدام المتبد فدي أ مدب‬
‫التشريعات الجزائية وىو نظام االتيام العمومي الذي تباشره النيابة العامة ‪.‬‬
‫وألن حاجددة المددرد ال تقددح عنددد حددد إدانددة المددتيم وتوقي د العقدداب عميددو فق دد توس د مميددوم العدالددة الجزائيددة‬
‫ليشمل أيضا حق المتضرر من الجريمة في مباشرة الدعوى المدنية أمام القضاء الجزائي ‪.‬‬

‫إن القضايا الجزائية في تزايد مستمر وتأجيل نظرىا إلى جمسات متعددة أصبحت السمة الغالبة عمى عمل‬
‫الجياز القضائي‪ ،‬فأصبح عاج اًز عن القيام بدوره في تحقيق العدالة الجنائية‪ ،‬ولذلك أسبابو‪ ،‬نورد منيا ظاىرة‬
‫التض م التشريعي وأزمة العقوبة‪ ،‬وظاىرة الحبس قصيرة المدة‪ ،‬وظيور نماذج إجرائية متعددة‪ ،‬وفشل السجن في‬

‫‪1‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫دوره اإلصالحي‪ ،‬وارتماع تكممة الجريمة‪ ،‬وسياسة اإل راق في الشكميات اإلجرائية‪ ،‬فقد فعالية أجيزة العدالة‬
‫الجنائية وكان لتمك األزمة نتائجيا ال طيرة وعمى مسرح العدالة الجنائية‪ ،‬فكان البطء في اإلجراءات الجنائية‬
‫وحمظ المممات واإل الل بمبدأ المساواة والحد من قدرة الجياز القضائي عمى مواجية الجريمة وادانة األبرياء‪.‬‬

‫وأمام ىذه المؤشرات ال طيرة كان عمى السياسة الجنائية أن تعيد النظر في إستراتيجيتيا في مكافحة‬
‫اإلجرام‪ ،‬وبالمعل بدأت السياسة الجنائية منذ منتصح القرن الماضي تبحث عن وسائل تحقق أقصى فاعمية‬
‫ممكنة في مكافحة اإلجرام‪ ،‬وعميو اتّجيت السياسة الجنائية اتجاىين أحدىما موضوعي يتمثل في سياسة الحد من‬
‫التجريم وسياسة الحد من العقاب واآل ر إجرائي يتمثل في الوسائل الممكنة في تيسير إجراءات الدعوى الجزائية‬
‫أو بدائل الدعوى الجزائية لمواجية أزمة العدالة الجنائية‪ ،‬فكانت من أىم آليات مواجية أزمة العدالة الجنائية ىو‬
‫ما يعرح بالعدالة التصالحية ‪.‬‬

‫فالعدالة الجنائية التصالحية ىي الحل األمثل لحل ال صومات والقضايا الجنائية بصورة رضائية ‪ ،‬فكان‬
‫لزاما معرفة ماىيتيا سواء ممن يتعاممون بيا ‪ ،‬أو معرفتيا من طرح القاضي الجنائي في حياتو العممية ألنيا‬
‫تعد بالنسبة إليو الوسيمة المضمى في حسم أكبر عدد من القضايا الجزائية المعروضة عميو‪.‬‬

‫واليدح األساسي من ىذا البحث ىو تسميط الضوء عمى موضوع العدالة التصالحية وأىميتيا ‪ ،‬ومدى‬
‫االعتماد عمييا في التشريعات الوضعية السيما العربية بصمة عامة والجزائر بصمة اصة ‪ ،‬ومعرفة دور كل من‬
‫المجني عمي والمتيم والنيابة العامة والمجتم المدني والقضاء في حل النزاعات الجنائية بصورة رضائية‪.‬‬

‫وما مدى نجاعتها في حل أزمة العدالة الجنائية‬ ‫فما هو المقصود بالعدالة الجنائية التصالحية ؟‪.‬‬
‫التقميدية ؟‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ماهية العدالة الجنائية التصالحية ‪.‬‬

‫‪ – 1‬المقصود بالعدالة الجنائية التصالحية‪:‬‬

‫بعد ما ثبت فشل العدالة الجنائية التقميدية في من ومكافحة الجريمة و مواجية الظواىر اإلجرامية‬
‫المستحدثة ‪ ،‬اتجيت السياسة الجنائية نحو التحول من عدالة عقابية الى عدالة رضائية‪ ،‬تقوم عمى مراعاة البعد‬
‫االجتماعي في المنازعات الجنائية‪ ،‬من مراعاة حقوق المجني عمييم‪ ،‬وتأىيل الجاني ليصبح فرداً صالحاً في‬
‫المجتم واعادة اإلنسجام بين أفراد المجتم لتحقيق السمم االجتماعي‪ ،‬وذلك من الل تبني نظام العدالة الجنائية‬

‫‪2‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫التصالحية كتوجو بديل لإلجراء الجنائي العادي في حاالت معينة ‪ ،‬إذ تيدح أساسا إلى إصالح الضرر الذي‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫أحدثو التصرح الم الح لمقانون وتعويض المجتم والضحية واعادة إدماج مرتكب الجرم في المجتم‬

‫المجرمين‪ ،‬الذي ُعقد‬


‫وقد تمت مناقشة ىذه المسألة أثناء مؤتمر األمم المتحدة العاشر لمن الجريمة ومعاممة ُ‬
‫في فيينا العام ‪ ، )2( 0222‬إذ تتمثّل الممسمة الكامنة وراء العدالة التصالحية في معالجة الضرر الواق ‪ ،‬واعادة‬
‫الجاني والضحية إلى وضعيما األصمي قدر المستطاع‪ ،‬وذلك ألن العدالة التصالحية تمثل يارات بديمة في‬
‫العدالة الجنائية عن األساليب المستقرة في المحاكمة والعقاب‪ ،‬وتحاول إشراك المجتم كمّو في اإلجراءات‬
‫التصالحية‪.‬‬

‫ويقصد بالعدالة التصالحية جعل المعتدي مسؤوال عن إصالح الضرر الذي سببتو الجريمة ومنحو المرصة‬
‫إلثبات قدراتو وسماتو اإليجابية؛ والتعامل م مشاعر الذنب بطريقة بناءة؛ باإلضافة إلى إشراك آ رين يؤدون‬
‫دور اّ في ح ّل النازع بمن فييم الضحية؛ واألىل؛ وأفراد األسرة الممتدة؛ والمدارس‪ ...‬بعبارة أ رى ؛ فإن العدالة‬
‫اإلصالحية ىي نيج في التعامل م الجريمة يعترح بأثرىا الضحية والمعتدي نمسو والمجتم الذي وقعت فيو(‪.)3‬‬

‫وعرفت قواعد األمم المتحدة الدنيا النموذجية التدابير ير اإلحتجازية ‪ ،‬العممية التصالحية بأنيا ‪":‬‬
‫العممية التي يشارك فييا الضحية والجاني وعند اإلقتضاء أي من األفراد أعضاء المجتم المحمي األ رين‬
‫المتضررين من الجريمة ‪ ،‬مشاركة نشطة معا في تسوية المسائل الناشئة عن الجريمة " (‪.)4‬‬

‫وبناءا عمى المبادئ األساسية إلست دام برامج العدالة التصالحية في المسائل الجنائية فإنو يقصد بتعبير (‪: )5‬‬

‫‪“ -‬عممية تصالحية” أي عممية يشارك فييا الضحية والجاني‪ ،‬وعند االقتضاء أي من األفراد أو أعضاء‬
‫المجتم المحمي اآل رين المتضررين من الجريمة‪ ،‬مشاركة نشطة معا في تسوية المسائل الناشئة عن الجريمة‪،‬‬
‫وذلك‪ ،‬بصمة عامة‪ ،‬بمساعدة من ميسِّر‪ .‬ويمكن أن تتضمن العمميات التصالحية الوساطة‪ ،‬والمصالحة‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫االحكام‬ ‫إصدار‬ ‫بشأن‬ ‫والتشاور‬ ‫والقضاة‬ ‫المحامين‬ ‫بين‬ ‫والتماوض‬
‫‪“ -‬ناتج تصالحي” ‪ :‬االتماق الذي يتوصل اليو نتيجة لمعممية التصالحية‪ .‬وتشمل النواتج التصالحية ردودا‬

‫‪1‬‬
‫سانى انسٕداَ‪ ، ٙ‬انؼذانح انرظانذ‪ٛ‬ح َٓج جذ‪ٚ‬ذ ف‪ ٙ‬دم انًشاكم دٌٔ انهجٕء انٗ انمؼاء ‪ ،‬انًظذس ‪:‬‬
‫‪http://www.alsabaah.com/ArticleShow.aspx?ID=28026‬‬
‫‪ 2‬أَظش اػالٌ ف‪ُٛٛ‬ا تشأٌ انجش‪ًٚ‬ح ٔانؼذانح ‪ ،‬طذس ػٍ يؤذًش األيى انًرذذج انؼاشش نًُغ انجش‪ًٚ‬ح ٔيؼايهح انًجشي‪ ٍٛ‬انًُؼمذ ف‪ ٙ‬ف‪ُٛٛ‬ا يٍ ‪ 10‬انٗ ‪ 17‬أفش‪ٚ‬م‬
‫‪. 2000‬‬
‫‪ 3‬ػذانح األدذاز ‪-‬دن‪ٛ‬م ذذس‪ٚ‬ث‪: ٙ‬دن‪ٛ‬م ان ًُ‪ٛ‬سش ٔانًٕاد انخاطح تانًشاسن ‪ 2007/8/ 2532 ISBN‬ص ‪. 25‬‬

‫‪ 4‬لٕاػذ األيى انًرذذج انًُٕرج‪ٛ‬ح انذَ‪ٛ‬ا نهرذات‪ٛ‬ش غ‪ٛ‬ش االدرجاص‪ٚ‬ح" لٕاػذ ؽٕك‪ ،"ٕٛ‬يجًٕػح طكٕن دٔن‪ٛ‬ح دٕل دمٕق اإلَساٌ‪ ،‬انًجهذ‬
‫‪.‬األٔل‪ ،‬ص ‪. 694‬‬
‫‪ 5‬انًثادئ األساس‪ٛ‬ح السرخذاو تشايج انؼذانح انرظانذ‪ٛ‬ح ف‪ ٙ‬انًسائم انجُائ‪ٛ‬ح ‪ ،‬يؼرًذج تًٕجة لشاس انًجهس االلرظاد٘ ٔاإلجرًاػ‪ ٙ‬سلى ‪ 12‬ـ ‪ 2002‬انًؤسر‬
‫ف‪ٕٚ 24 ٙ‬ن‪. 2002 ٕٛ‬‬

‫‪3‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫وبرامج مثل التعويض ورد الحقوق وال دمة المجتمعية‪ ،‬بيدح تمبية االحتياجات والمسؤوليات المردية والجماعية‬
‫لألطراح وتحقيق اعادة اندماج الضحية والجاني في المجتم ‪.‬‬

‫‪“ -‬األطراح”‪ :‬الضحية والجاني وأي من األفراد أو أعضاء المجتم المحمي اآل رين المتضررين من الجريمة‬
‫الذين يمكن أن تشمميم العممية التصالحية‪.‬‬

‫– “ميسِّر”‪ :‬الش ص الذي يتمثل دوره في أن ييسر‪ ،‬بطريقة منصمة وندزيية‪ ،‬مشاركة األطراح في العممية‬
‫التصالحية‪.‬‬

‫وأ ي ار يمكن تعريح العدالة التصالحية بأنيا أسموب قانوني ير قضائي إلدارة الدعوى الجنائية بإعطاء‬
‫دور أكبر ألطراح الدعوى الجزائية من المتيم والمجني عميو وبمشاركة المجتم في إنياء الدعوى الجزائية‬
‫والسيطرة عمى مجرياتيا لمواجية الظاىرة اإلجرامية ‪.‬‬

‫‪ -0‬خصائص العدالة الجنائية التصالحية وشروطها ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الرضائية ‪ :‬اذ البد من توافر رضا كل من الجاني و المجني عميو عمى العممية التصالحية ‪ ،‬ويشترط في‬
‫بعض األنظمة القانونية موافقة النيابة العامة‪.‬‬

‫ب‪ -‬أنيا من االجراءات الغير قضائية ‪ :‬ىي أسموب اص إلدارة الدعوى الجنائية ‪ ،‬لذا يستبعد فييا التد ل‬
‫القضائي ‪.‬‬

‫‪ -‬ومن شروطها ‪:‬‬

‫أ ‪-‬مشروعية التصالح ‪ :‬يستمد التصالح مشروعيتو من النص القانوني الذي يجيزه ‪ ،‬فالقاعدة أنو ال صمح بغير‬
‫نص ‪ ،‬ويستمد شرط المشروعية أىميتو من أن العدالة التصالحية طريق استثنائى في نطاق القانون الجنائي ‪.6‬‬

‫ب ‪-‬المقابل‪ :‬يعتبر المقابل من الشروط التي تميز التصالح عن يره ‪ ،‬فإذا تم التراضي بال مقابل كنا بصدد‬
‫ماديا وانما يجوز أن يكون من األمور المعنوية‪.‬‬
‫عمو وصمح ‪ ،‬كما أننا نرى أنو ال يشترط أن يكون المقابل ً‬

‫‪- ٣‬األىمية اإلجرائية‪ :‬األىمية التي تتطمبيا معظم التشريعات التي تجيز الصمح والتصالح ىي األىمية المدنية ‪،‬‬
‫أو باألدق أىمية التصرح بعوض ‪ ،‬وىذه األىمية تتعمق بالجاني والمجني عميو‪.‬‬

‫‪ 6‬يذًذ دك‪ٛ‬ى دس‪ ، ٍٛ‬انؼذانح انرظانذ‪ٛ‬ح ف‪ ٙ‬انجشائى االسْات‪ٛ‬ح‪ ،‬انُذٔج انؼهً‪ٛ‬ح اسرششاف انرٓذ‪ٚ‬ذاخ االسْات‪ٛ‬ح‪ ،‬جايؼح َا‪ٚ‬ف انؼشت‪ٛ‬ح نهؼهٕو األيُ‪ٛ‬ح ‪ ،‬انش‪ٚ‬اع‬
‫‪ ، 2007‬ص ‪. 49‬‬

‫‪4‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫‪ -3‬نطاق العدالة التصالحية‪:‬‬

‫تقصر معظم تشريعات العدالة التصالحية عمى الجرائم االقتصادية والمالية ‪ ،‬وجرائم البيئة ‪ ،‬وجرائم المرور ‪ .‬وفي‬
‫جرائم األش اص واألموال يقتصر التصالح والصمح عمى الجرائم متوسطة ال طورة ‪،‬‬

‫عمدا ‪ ،‬والسرقات البسيطة‬


‫كالجرح والضرب العمد ‪ ،‬وجريمة الجرح أو اإليذاء ال طأ ‪ ،‬واعطاء جواىر ير قاتمة ً‬
‫‪ ،‬وجريمة يانة األمانة ‪ ،‬وبعض جرائم اإلتالح‪ ،‬وجريمة الحريق بإىمال ‪ ،‬وحيازة سالح بدون تر يص ‪.7‬‬

‫أثر في اية األىمية ‪ ،‬يتمثل في انقضاء الدعوى الجنائية ‪ ،‬ىذا منيج معظم‬
‫ويرتب الصمح في المواد الجنائية ًا‬
‫التشريعات الغربية والعربية ‪ ،‬بيد أن ىناك تشريعات اعتبرت الصمح بمثابة حكم بالبراءة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬آليات العدالة الجنائية التصالحية ‪:‬‬

‫‪ -1‬في القانون الوضعي ‪:‬‬

‫لقد أدت سياسة تيسير اإلجراءات الجنائية في تبسيط اإلجراءات أو ا تصارىا أو اإلسراع بيا إلى تبني‬
‫آلية العدالة الجنائية التصالحية لمواجية أزمة العدالة الجنائية ‪ ،‬وعميو نورد أىم صور العدالة التصالحية كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬تنازل المجني عميه‪:‬‬

‫الشكوى ىي قيد من قيود مباشرة الدعوى الجنائية وضعو المشرع في يد المجني عميو يستطي بمقتضاه‬
‫)‪8‬‬
‫تقييد حرية النيابة العامة بوصميا سمطة اتيام في رف الدعوى الجنائية‪ ،‬لذلك فيي ذات طبيعة إجرائية بحتة ‪.‬‬
‫وعميو فإن الشكوى ىي عمل قانوني يصدر من المجني عميو بقصد تحريك الدعوى الجنائية في بعض الجرائم‬
‫المشرع فييا إعطاء مصمحة المجني عميو األولوية و االعتبار ‪(9).‬أما التنازل عن الشكوى فيو عمل‬
‫ّ‬ ‫التي يرى‬
‫قانوني يصدر من صاحب الحق في الشكوى ويترتب عميو انقضاء ىذا الحق ولو كانت ميعاد استعمالو ال زال‬
‫ممتداً ‪(10).‬وقد أ ذت العديد من التشريعات بيذا األسموب لمحيمولة دون تحريك الدعوى الجنائية إذا لم يقدم‬
‫المجني عميو الشكوى‪ ،‬حتى يمصح المجال لمجاني وأسرتو في إرضاء المجني عميو لمحيمولة دون تقديم‬

‫‪ 7‬يذًذ دك‪ٛ‬ى دس‪ ، ٍٛ‬انًشجغ انساتك ‪ ،‬ص ‪. 50‬‬


‫‪ 8‬ػضخ يظطفٗ انذسٕل‪ :ٙ‬ل‪ٕٛ‬د انذػٕٖ انجُائ‪ٛ‬ح ت‪ ٍٛ‬انُظش‪ٚ‬ح ٔانرطث‪ٛ‬ك‪ ،‬سسانح دكرٕساِ‪ ،‬كه‪ٛ‬ح انذمٕق‪ -‬جايؼح انماْشج‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪ 9‬أدًذ فرذ‪ ٙ‬سشٔس‪ :‬تذائم انذػٕٖ انجُائ‪ٛ‬ح‪ ،‬انًشجغ انساتك‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪ 10‬أدًذ فرذ‪ ٙ‬سشٔس‪ :‬انٕس‪ٛ‬ؾ ف‪ ٙ‬اإلجشاءاخ انجُائ‪ٛ‬ح‪ ،‬ؽثؼح يظٕسج ٔيؼذنح‪ ،1995 ،‬داس انُٓؼح انؼشت‪ٛ‬ح‪ ،‬ص ‪.545‬‬

‫‪5‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫الشكوى ‪(11).‬أو أن المجني عميو يرى أن مصمحتو في عدم تحريك الدعوى الجنائية كما ىو الحال في جريمة‬
‫بناء عمى شكوى من المجني‬‫المشرع قد حدد عمى سبيل الحصر الجرائم التي ال يجوز تحريكيا إال ً‬
‫ّ‬ ‫الزنا عمماً بأن‬
‫بات فييا ويترتب عمييا انقضاء الدعوى الجنائية‪.)12‬‬
‫عميو‪ ،‬كما أجاز لو أن يتنازل عنيا قبل صدور حكم ّ‬

‫‪ -2‬الصمح‪:‬‬

‫إن الصمح الجنائي بين المتيم والمجني عميو بعيداً عن ساحة القضاء وفي جرائم محددة عينيا القانون‬
‫لغايات الحماظ عمى روابط عائمية أو اصة ل صوصية العالقة بين المجني عميو والمتيم أو الرتباط الجريمة‬
‫لممجني عميو‪ ،‬فيو األقدر عمى حماية ومعرفة مصالحو ال اصة وىي بديالً عن الدعوى الجنائية ‪(13).‬وبذلك نجد‬
‫المشرع المصري عاد إلى األ ذ بنظام الصمح في قانون اإلجراءات بل ووس في نطاقو وذلك بمقتضى القانون‬
‫رقم ‪ 431‬لسنة ‪4554‬م بتعديل بعض أحكام قانون اإلجراءات الجنائية المادة ‪ 44‬مكر ًار( أ) إجراءات جنائية‪،)14‬‬
‫بل وس المشرع المصري في تعديل قانون اإلجراءات الجنائية في عام ‪ 0222‬من حاالت التي تق عمييا الصمح‬
‫ر بة منو في مواجية أزمة العدالة الجنائية واعطاء أطراح الدعوى الجنائية المتيم والمجني عميو إنياء ال صومة‬
‫الجنائية بدون حكم‪ ،‬وبذلك يعد ىذا النص تطبيقاً لالتجاىات الحديثة في التشريعات الجنائية المعاصرة التي‬
‫تعطى لممجني عميو دو اًر ممحوظاً في إنياء الدعوى الجنائية بالنسبة لبعض الجرائم)‪ ،(15‬وب اصة تمك الواقعة‬
‫عمى األفراد والتي توصح بأنيا قميمة أو متوسطة ال طورة والتي تق عمى المجني عميو بمناسبة عالقاتو‬
‫االجتماعية بالمتعاممين معو دون أن يتعارض الصمح في ىذه األحوال م مقتضيات الحماظ عمى المصمحة‬
‫لممشرع العربي فيو لم ي تمح بدوره‪ -‬في بعض الدول‪ -‬عن مسايرة ىذا االتجاه فنص عمى‬
‫ّ‬ ‫العامة‪). 16‬وبالنسبة‬
‫الصمح الجنائي مثال ذلك قانون أصول المحاكمات الجزائية البحريني الصادر سنة ‪( 4522‬م ‪ )442‬وقانون‬
‫اإلجراءات والمحاكمات الجزائية الكويتي الصادر سنة ‪( 4524‬م ‪ ،)012‬وقانون المرافعات الجنائية التونسي‬
‫الصادر سنة ‪.(17) 4524‬‬

‫‪ - 4‬الوساطة الجنائية‪:‬‬

‫‪ 11‬أدًذ فرذ‪ ٙ‬سشٔس‪َ ،‬فس انًشجغ ‪ ،‬ص ‪.546‬‬


‫‪ 12‬يأيٌٕ يذًذ ساليح‪ :‬لإٌَ اإلجشاءاخ انجُائ‪ٛ‬ح يؼهما ً ػه‪ ّٛ‬تانفمّ ٔأدكاو انُمغ‪ ،‬انجضء األٔل‪ ،‬ؽثؼح خاطح تُاد٘ انمؼاج‪ ،‬ص ‪ٔ 61‬يا تؼذْا‪ْ ،‬ايش سلى‬
‫(‪.)1‬‬
‫‪ 13‬أدًذ فرذ‪ ٙ‬سشٔس‪ :‬تذائم انذػٕٖ انجُائ‪ٛ‬ح‪ ،‬انًشجغ انساتك‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪ 14‬أدًذ فرذ‪ ٙ‬سشٔس‪َ ،‬فس انًشجغ ص ‪.215‬‬
‫‪ 15‬شش‪ٚ‬ف س‪ٛ‬ذ كايم‪ :‬انذك ف‪ ٙ‬سشػح اإلجشاءاخ انجُائ‪ٛ‬ح‪ ،‬انًشجغ انساتك‪ ،‬ص‪70‬؛ انذكرٕس‪ /‬أسايح دسُ‪ ٍٛ‬ػث‪ٛ‬ذ‪ :‬انظهخ ف‪ ٙ‬لإٌَ اإلجشاءاخ انجُائ‪ٛ‬ح‪،‬‬
‫انًشجغ انساتك‪ ،‬ص ‪16‬‬
‫‪ 16‬يأيٌٕ يذًذ ساليح‪ :‬لإٌَ اإلجشاءاخ انجُائ‪ٛ‬ح يؼهما ً ػه‪ ّٛ‬تانفمّ ٔأدكاو انُمغ‪ ،‬انجضء األٔل‪ ،‬ؽثؼح خاطح تُاد٘ انمؼاج‪ ،‬ص ‪ٔ 61‬يا تؼذْا‪ْ ،‬ايش سلى‬
‫(‪.)1‬‬
‫‪ 17‬دًذ٘ سجة ػط‪ٛ‬ح‪ :‬ذثس‪ٛ‬ؾ اإلجشاءاخ أياو انمؼاء انجُائ‪ ،ٙ‬ذمش‪ٚ‬ش يمذو نًؤذًش انؼذانح األٔل انز٘ ػمذِ َاد٘ انمؼاج‪ ،‬انماْشج‪ ،1986 ،‬ص ‪ٔ 8‬يا تؼذْا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫بناء عمى اتماق األطراح‬


‫يقصد بالوساطة الجنائية ىو ذلك اإلجراء الذي بموجبو يحاول ش ص من الغير ً‬
‫وض حد ونياية لحالة االضطراب التي أحدثتيا الجريمة عن طريق حصول المجني عميو عمى تعويض ٍ‬
‫كاح‬
‫عن الضرر الذي حدث لو فضالً عن إعادة تأىيل الجاني)‪ ،(18‬وبذلك يتضح بالمعل أن الوساطة الجنائية أحد‬
‫صور العدالة التصالحية ‪ ،‬وكذلك يتضح أن جوىر الوساطة ىو الرضائية في اتباع ىذا النظام والموافقة عمى‬
‫بناء عمى اقتراح النيابة العامة‪ ،‬وبذلك يتضح دور الرضا في نطاق الوساطة‬
‫تنميذ العقوبة بالرضا‪ ،‬وذلك ً‬
‫الجنائية ‪(19).‬ولذلك اتجو رأي المقو عمى ضوء ذلك عمى اعتبار الرضا في الوساطة نوعاً من التصالح‬
‫المدني ‪(20).‬ولقد صدر العديد من التوصيات عن المجمس األوروبي منيا‪ :‬التوصية الصادرة في عام ‪4543‬‬
‫والتوصية الصادرة في ‪ 41‬سبتمبر سنة ‪ 4555‬بشأن إقرار بدائل الدعوى الجنائية لمواجية بعض الجرائم و اصة‬
‫عد أحد البدائل اليامة لإلجراءات الجنائية‬
‫الوساطة الجنائية بين المجني عميو والجناة باعتبار أن ىذا ال يار ُي ّ‬
‫التقميدية ‪(21).‬عمماً بأن الوساطة الجنائية ترج في أصل نشأتيا إلى قوانين الدول األنجموسكسونية و اصة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(22‬‬
‫الواليات المتحدة وانجمت ار وكندا‬

‫والوسيط قد يكون ش صاً طبيعياً أو ش صية معنوية ومن الممكن بأن يكون عضو النيابة أو القاضي في‬
‫بعض األنظمة القانونية بدور الوسيط وان كانت بعض األنظمة تحظر ذلك‪.‬‬

‫وقد انتشرت الوساطة الجنائية انتشا اًر واسعاً في معظم القارة األوروبية‪ ،‬وىناك العديد من األساتذة في‬
‫)‪(23‬‬
‫الدول العربية نادوا صراحة بتبني ىذا النظام الرضائي البديل و اصة في عالج القضايا العائمية‬

‫‪-5‬التسوية الجنائية‪:‬‬

‫المشرع المرنسي نظام التسوية الجنائية بالقانون رقم ‪ 141-55‬الصادر في ‪ 02‬يونيو سنة‬
‫ّ‬ ‫استحدث‬
‫‪ 4555‬بشأن تدعيم فعالية اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ثم عدلو بالقانون رقم ‪ 2004-204‬الصادر في ‪ 5‬مارس سنة‬
‫‪(24). 0221‬ويمثل بديالً جديداً من بدائل الدعوى الجنائية‪ ،‬إذ يتيح لنائب الجميورية أن يقترح عمى الش ص‬
‫الطبيعي البالغ الذي يعترح بارتكابو واحدة أو أكثر من الجنح المعاقَب عمييا كعقوبة أصمية بعقوبة الغرامة أو‬
‫بعقوبة الحبس الذي ال تزيد مدتو عمى مس سنوات وكذلك عند االقتضاء واحدة أو أكثر من الم المات المرتبطة‬
‫الجنح‪ ،‬وتتكون التسوية من تدبير أو أكثر من التدابير اآلتية‪:‬‬
‫بيذه ُ‬

‫‪ 18‬ػًشٔ انٕلاد‪ :‬دٔس انشػا ف‪ ٙ‬انمإٌَ انجُائ‪ ،ٙ‬خان‪ ٙ‬يٍ جٓح انُشش‪ ،‬ؽُطا‪-‬يظش‪ ،2000 ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ 19‬شش‪ٚ‬ف س‪ٛ‬ذ كايم‪ :‬انذك ف‪ ٙ‬سشػح اإلجشاءاخ انجُائ‪ٛ‬ح‪ ،‬انًشجغ انساتك‪ ،‬تُذ ‪ ،59‬ص ‪ٔ 132‬يا تؼذْا‪.‬‬
‫‪ 20‬أششف سيؼاٌ ػثذ انذً‪ٛ‬ذ‪ :‬انٕساؽح انجُائ‪ٛ‬ح‪ ،‬داس انُٓؼح انؼشت‪ٛ‬ح‪ ،‬انماْشج‪ ،2004 ،‬ص ‪154‬؛ انذكرٕس‪ /‬يذدد ػثذ انذه‪ٛ‬ى سيؼاٌ‪ :‬اإلجشاءاخ انًٕجضج‬
‫إلَٓاء انذػٕٖ انجُائ‪ٛ‬ح ف‪ ٙ‬ػٕء انرؼذ‪ٚ‬الخ لإٌَ اإلجشاءاخ انجُائ‪ٛ‬ح‪ ،‬دساسح يماسَح‪ ،‬داس انُٓؼح انؼشت‪ٛ‬ح‪ ،‬انماْشج‪ ،2000 ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ 21‬شش‪ٚ‬ف س‪ٛ‬ذ كايم‪ ،‬يشجغ َفسّ‪،‬ص‪.146‬‬
‫‪ 22‬ػه‪ ٙ‬ػذَاٌ انف‪ٛ‬م ‪ ،‬تذائم اجشاءاخ انذػٕٖ انجضائ‪ٛ‬ح ‪ ،‬كه‪ٛ‬ح انذمٕق ‪ ،‬جايؼح انًٕطم ‪ ،‬انؼشاق ‪91،‬ص‬
‫‪ 23‬أششف سيؼاٌ ػثذ انذً‪ٛ‬ذ‪ :‬انٕساؽح انجُائ‪ٛ‬ح‪ ،‬داس انُٓؼح انؼشت‪ٛ‬ح‪ ،‬انماْشج‪ ،2004 ،‬ص ‪154‬؛ انذكرٕس‪ /‬يذدد ػثذ انذه‪ٛ‬ى سيؼاٌ‪ :‬اإلجشاءاخ‬
‫انًٕجضج إلَٓاء انذػٕٖ انجُائ‪ٛ‬ح ف‪ ٙ‬ػٕء انرؼذ‪ٚ‬الخ لإٌَ اإلجشاءاخ انجُائ‪ٛ‬ح‪ ،‬دساسح يماسَح‪ ،‬داس انُٓؼح انؼشت‪ٛ‬ح‪ ،‬انماْشج‪ ،2000 ،‬ص ‪..165‬‬
‫‪ 24‬اَظش ‪،‬أسايح دسُ‪ ٍٛ‬ػث‪ٛ‬ذ‪ ،‬انًشجغ انساتك‪ ،‬ص ‪ٔ 21‬يا تؼذْا؛ انذكرٕس‪ /‬شش‪ٚ‬ف س‪ٛ‬ذ كايم‪ ،‬انًشجغ انساتك‪ ،‬ص ‪ٔ 149‬يا تؼذْا‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫رامة التسوية لم زانة العامة‪ ،‬وال يجوز أن يزيد مقدار ىذه الغ ارمة عمى الحد األقصى لمغرامة المقررة‬ ‫‪-1 -‬دف‬
‫قانوناً لمجريمة‪ .‬ويتم تحديدىا تبعاً لجسامة الجريمة ود ول الجاني والتزاماتو ‪.‬ويجوز أن تسدد الغرامة عمى أقساط‬
‫يحددىا نائب الجميورية الل مدة ال تجاوز سنة‪.‬‬

‫عدة لالست دام في ارتكاب الجريمة أو‬


‫‪ - 2-‬التنازل لمصمحة الدولة عن األشياء التي است دمت أو كانت ُم ّ‬
‫المتحصمة منيا‪.‬‬

‫‪ -3-‬تسميم ر صة القيادة إلى قمم كتاب المحكمة االبتدائية‪ ،‬وذلك لمدة ال تزيد عمى ستة أشير‪.‬‬

‫‪ -4-‬تسميم ر صة الصيد إلى قمم كتاب المحكمة االبتدائية لمدة ال تجاوز ستة أشير‪.‬‬

‫‪ -5-‬القيام لمصمحة المجتم بعمل بدون أجر لمدة ال تزيد عمى ستين ساعة‪ ،‬الل مدة ال تجاوز ستة أشير‪.‬‬

‫‪ -2-‬متابعة تدريب أو تأىيل في مؤسسة أو مركز صحي أو اجتماعي أو ميني لمدة ال تزيد عمى ثالثة أشير‪،‬‬
‫وذلك الل فترة ال تجاوز ثمانية عشر شي اًر‪.‬‬

‫‪ -3-‬المن من إصدار شيكات ير تمك التي تسمح لمساحب باسترداد مالو لدى المسحوب عميو أو الشيكات‬
‫المعتمدة وحظر استعمال بطاقات الوفاء‪ ،‬وذلك لمدة ستة أشير عمى األقل‪.‬‬

‫‪ -4 -‬عدم الظيور في المكان أو األماكن التي وقعت فييا الجريمة والتي يحددىا نائب الجميورية‪ ،‬لمدة ال تزيد‬
‫عمى ستة أشير‪ ،‬وذلك باستثناء األماكن التي يقيم فييا الش ص عادة‪.‬‬

‫‪ -9-‬حظر مقابمة أو استقبال المجني عميو أو المجني عمييم في الجريمة الذين يحددىم نائب الجميورية أو‬
‫الد ول في عالقات معيم‪ ،‬وذلك لمدة ال تزيد عمى ستة أشير‪.‬‬

‫‪ -42-‬من مقابمة أو استقبال الماعل أو الماعمين اآل رين أو الشركاء الذين يحددىم نائب الجميورية أو الد ول‬
‫في عالقات معيم‪ ،‬لمدة ال تجاوز ستة أشير‪.‬‬

‫‪ -44-‬عدم مغادرة اإلقميم الوطني وتسميم جواز السمر لمدة ال تجاوز سنة ‪.‬‬

‫إن التسوية الجنائية ال تطبق عن األحداث أقل من ثمانية عشر سنة‪ ،‬وال عمى جرائم الصحافة‪ ،‬وال جرائم‬
‫القتل ال طأ‪ ،‬وال عمى الجرائم السياسية واذا لم يقبل المتيم التسوية الجنائية أو لم يقم بالتنميذ الكامل لمتدابير‬
‫المقررة بعد الموافقة‪ ،‬فمنائب الجميورية أن يحرك الدعوى م األ ذ في االعتبار ما تم تنميذه من قبل الجاني‪ .‬م‬
‫وض في االعتبار إذا كان المجني عميو معروفاً فيجب أن يتضمن اقتراح نائب الجميورية بالتسوية الجنائية عمى‬

‫‪8‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫الجاني قيام ىذا األ ير بتعويض الضرر الذي أصاب المجني عميو بسبب الجريمة الل مدة ال تزيد عمى ستة‬
‫أشير ‪.‬‬

‫ومؤدى ذلك أن ىذا التدبير لو صمة وجوبية ما لم يثبت الجاني أنو قد سبق وقام بيذا التعويض فعالً)‪،(25‬‬
‫وبذلك يتضح بالمعل معنى العدالة التصالحية وىو تحكم أطراح الدعوى بمصيرىا‪.‬‬

‫‪ -2‬العدالة الجنائية التصالحية في ظل الشريعة االسالمية ‪:‬‬

‫كرست الشريعة اإلسالمية نظام الصمح بين األفراد منذ ما يزيد عمى أربعة عشر قرناً‪ ،‬حيث حظي‬
‫ت ِمن َب ْعمِيَا ُن ُشو اًز أ َْو‬ ‫بتسجيل القرآن الكريم في العديد من آياتو الحكيمة عمى ما يميد ذلك مثل" َوِا ِن ْ‬
‫ام َأرَةٌ َ افَ ْ‬
‫الش َّح َوِان تُ ْح ِسُنوْا َوتَتَّقُوْا فَِإ َّن‬
‫ضر ِت األَنمُ ُس ُّ‬ ‫الصْمح َ ْير وأ ْ ِ‬
‫ُح َ‬ ‫صْمحاً َو ُّ ُ ٌ َ‬
‫إِ ْعراضاً فَالَ ج َن ْاح عمَ ْي ِيما أَن ي ِ‬
‫صم َحا َب ْي َنيُ َما ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫اى َما َعمَى‬ ‫ت إِ ْح َد ُ‬ ‫َصِم ُحوا َب ْي َنيُ َما فَِإن َب َغ ْ‬‫ين ا ْقتَتَمُوا فَأ ْ‬
‫ِ‬ ‫طائِمَتَ ِ ِ‬
‫ان م َن اْل ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ون َ بِي اًر" ‪َ " .‬وِان َ‬ ‫ان بِ َما تَ ْع َممُ َ‬‫المّوَ َك َ‬
‫)‪(26‬‬

‫ب‬‫َصمِ ُحوا َب ْي َنيُ َما بِاْل َع ْد ِل َوأَ ْق ِسطُوا إِ َّن المَّوَ ُي ِح ُّ‬
‫اءت فَأ ْ‬ ‫يء إِلَى أ َْم ِر المَّ ِو فَِإن فَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َِّ‬
‫األُ ْ َرى فَقَاتمُوا التي تَْبغي َحتَّى تَم َ‬
‫َّ َّ‬ ‫اْلم ْق ِس ِطين‪ ،‬إَِّنما اْلمؤ ِمُنون إِ ْ وةٌ فَأ ِ‬
‫ون ‪ "(27).‬وىو ما أكدت السيرة النبوية‬ ‫َصم ُحوا َب ْي َن أَ َ َوْي ُك ْم َواتَّقُوا الموَ لَ َعم ُك ْم تُْر َح ُم َ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ُْ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ي عن أبي ىريرة رضي اهلل عنو أن رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم قال" الصمح جائز بين المسممين إال‬ ‫حيث ِ‬
‫رو َ‬
‫حرم حالالً‪. " .‬‬
‫صمحاً أحل حراما أو ّ‬

‫فمن األسباب الموجبة لحمظ الدعوى الجزائية في الشريعة اإلسالمية الصمح الجزائي حيث أن الشريعة‬
‫اإلسالمية أجازت الصمح في الجرائم الواقعة عمى األفراد وال سيما جرائم الدم‪ ،‬وىذا الصمح يسقط القصاص وىو‬
‫العقوبة المقدرة شرعا ليذه الجرائم ‪ ،‬حيث أن الدية (‪ ) 28‬تحل محل القصاص‪.‬‬

‫وذلك مصداقا لقولو تعالى ( يا أييا الذين آمنوا كتب عميكم القصاص في القتمى) (‪ )29‬كما قال تعالى‪( :‬ومن قتل‬
‫مظموما فقد جعمنا لوليو سمطانا فال يسرح في القتل إنو كان منصورا) (‪.)30‬‬

‫إن اآليات القرآنية الكريمة السابقة ىي السند الشرعي لمشروعية القصاص كعقوبة لجريمة القتل‪ ،‬كما أن اآلية‬
‫الكريمة الثانية دليل عمى مشروعية الصمح كسبب من أسباب سقوط الدعاوى الجزائية وذلك من الل قولو تعالى‪:‬‬
‫(‪ ...‬فال يسرح في القتل‪. )...‬‬

‫‪ 25‬أَظش ػه‪ ٙ‬ػذَاٌ انف‪ٛ‬م ‪ ،‬انًشجغ انساتك ‪ ،‬ص ‪.. 91‬‬


‫‪ 26‬سٕسج انُساء‪ ،‬آ‪ٚ‬ح ‪128‬‬
‫‪ 27.‬سٕسج انذجشاخ‪ ،‬آ‪ٚ‬ح ‪10 ،9‬‬
‫‪ 28‬انذ‪ٚ‬ح ٔفك ذؼش‪ٚ‬ف انًادج ‪ 294‬يٍ لإٌَ انؼمٕتاخ اإلسالي‪ ،ٙ‬ف‪ ٙ‬انجًٕٓس‪ٚ‬ح اإلسالي‪ٛ‬ح اإل‪ٚ‬شاَ‪ٛ‬ح ْ‪" :ٙ‬يال ‪ٚ‬ؼطٗ ف‪ ٙ‬انجُا‪ٚ‬ح ػهٗ انُفس أٔ انؼؼٕ إنٗ‬
‫انًجُ‪ ٙ‬ػه‪ ّٛ‬أٔ إنٗ ٔن‪ ّٛ‬أٔ أٔن‪ٛ‬اء ديّ ‪".‬‬
‫‪ 29‬سٕسج انثمشج‪ ،‬آ‪ٚ‬ح ‪178‬‬
‫‪ 30‬سٕسج اإلسشاء‪ ،‬آ‪ٚ‬ح ‪33‬‬

‫‪9‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫حيث أنو إذا ما اتمق عمى الصمح‪ ،‬وتنازل ولي المجني عميو عن حقو في القصاص‪ ،‬مقابل الدية أو بدونيا‬
‫إذا ما عما الولي عنيا أيضا‪ ،‬سقط تبعا لذلك الصمح تطبيق العقوبة المقدرة شرعا‪ ،‬وىذا الحكم الشرعي اتمق عميو‬
‫جمي فقياء المسممين وذلك سندا لقول رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم‪ " :‬من قتل عمدا دف إلى أولياء المقتول‬
‫فإن شاءوا قتموا‪ ،‬وان شاءوا أ ذوا الدية‪ ،‬ثالثين حقو‪ ،‬وثالثين جزعة‪ ،‬وأربعين ممة‪ ،‬وما صولحوا الحق عميو فيو‬
‫ليم" "الصمح جائز بين المسممين إال صمحا أح ّل حراما أو حرم حالال"‪ ،‬والجدير بالذكر أن عقوبة القصاص كل‬
‫ال يتج أز قال يمكن استيماء القصاص من بعض النمس دون البعض اآل ر‪.‬‬

‫والدية في الجرائم العمدية والجرائم التي يسقط فييا القصاص الستحالة التماثل‪ ،‬تكون مقدا ار معموما‪ ،‬فال‬
‫يجوز االتماق في مثل ىذه األحوال عمى ما يريده الولي كبدل لمصمح‪ ،‬حيث أنو في مثل ىذه األحوال تعتبر الدية‬
‫ىي العقوبة المقدرة شرعا والواجبة التطبيق وليس القصاص‪ ،‬إال أنو في الدية المقدرة في الجرائم العمدية كبدل‬
‫لمقصاص‪ ،‬ف اضعة لحكم االتماق حيث يجوز االتماق عمى أكثر منيا‪ ،‬وفي كمتا الحالتين أجم فقياء المسممين‬
‫أنو يجوز االتماق عمى أقل مما ىو مقدر شرعا‪ ،‬وذلك سندا إلى أنو من لو الحق في الدية يممك أن يسقطيا كميا‬
‫بعموه‪ ،‬ومن يممك إسقاط الكل يممك إسقاط الجزء (‪. )31‬‬

‫أما بالنسبة لمحدود فقد تطمب قانون العقوبات اإلسالمية لسقوط حد شرب ال مر توافر شروط معينة إذا ما‬
‫توافرت سقط الحق تبعا لوجودىا‪ ،‬حيث أن توبة شارب ال مر قبل الشيادة تسقط الحد أما إذا تاب بعدىا فال‬
‫يسقط الحد‪ ،‬أما إذا تاب بعد اإلقرار بالشرب‪ ،‬كان لمقاضي طمب العمو من ولي األمر أو تنميذ الحد بحقو(‪. )32‬‬

‫أما بالنسبة لباقي الحدود فإنيا ال تسقط بالتوبة أو باإلقرار‪ ،‬حيث أن الحد عقوبة لم المة حق تعمق باهلل ال‬
‫يمكن التنازل عنو أو التصالح بشأنو‪ ،‬كحد الزنا‪ ،‬المواط‪ ،‬السحق‪ ،‬القوادة‪ ،‬القذح‪ ،‬المحاربة واإلفساد في األرض‬
‫وحد السرقة ودليل ذلك من السنة المطيرة ما روي عن النبي صمى اهلل عميو وسمم عن عائشة رضي اهلل عنيا‪:‬‬

‫أن قريشا أىميم شأن المرأة الم زومية التي سرقت‪ ،‬فقالوا‪ :‬ومن يكمم فييا رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم؟‬
‫فقالوا‪ :‬ومن يجترئ عميو إال أسامة ابن زيد‪ ،‬حب رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم‪ ،‬فكممو أسامة‪ ،‬فقال رسول اهلل‬
‫صمى اهلل عميو وسمم‪( :‬أتشم في حد من حدود اهلل)‪ .‬ثم قام فا تطب ثم قال‪( :‬إنما أىمك الذين قبمكم‪ ،‬أنيم كانوا‬
‫إذا سرق فييم الشريح تركوه‪ ،‬واذا سرق فييم الضعيح أقاموا عميو الحد‪ ،‬وأيم اهلل لو أن فاطمة بنت محمد سرقت‬
‫لقطعت يدىا) (‪. )33‬‬

‫‪ 31‬يذًٕد سً‪ٛ‬ش ػثذ انفراح‪ ،‬انُ‪ٛ‬اتح انؼايح ٔسهطرٓا ف‪ ٙ‬إَٓاء انذػٕٖ انجُائ‪ٛ‬ح تذٌٔ يذاكًح‪ ،‬يُشأج انًؼاسف‪ ،‬اإلسكُذس‪ٚ‬ح‪ ،1986 ،‬ص ‪. 305‬‬
‫‪ 32‬اَظش انًٕاد‪ 182 ٔ 181 ،‬يٍ لإٌَ انؼمٕتاخ اإلسالي‪ ٙ‬نهجًٕٓس‪ٚ‬ح اإلسالي‪ٛ‬ح اإل‪ٚ‬شاَ‪ٛ‬ح‪ ،‬دائشج انؼاللاخ انذٔن‪ٛ‬ح ف‪ ٙ‬انسهطح انمؼائ‪ٛ‬ح‪ ، ،‬ص ‪105‬‬
‫‪ 33‬اإلياو يذًذ تٍ إسًاػ‪ٛ‬م انثخاس٘‪ ،‬انجايغ انًسُذ انظذ‪ٛ‬خ انًخرظش يٍ أيٕس سسٕل هللا طهٗ هللا ػه‪ٔ ّٛ‬سهى ٔسُُّ ٔأ‪َّٚ‬ايّ‪" ،‬طذ‪ٛ‬خ انثخاس٘"‪ ،‬تاب ( أو‬
‫دسثد أٌ أطذاب انشل‪ٛ‬ى)‪ ،‬كراب األَث‪ٛ‬اء‪ ،‬دذ‪ٚ‬س سلى ‪3288‬‬

‫‪10‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫وبذلك نجد أن نظام الدية في الشريعة اإلسالمية ىي بديل عن طمب القصاص شرعاً لكون الدية ىي مقدار‬
‫معين من المال يدف في جرائم القتل والجرح عقوبة وتعويضاً حيث تشبو الغرامة ألنيا فييا معنى زجر الجاني‬
‫بحرمانو من جزء من مالو ومقدرة القيمة وتشبو التعويض ألنيا تعويض لممجني عميو في حدود معينة ويترتب‬
‫تؤد الدية وطمب أولياء الدم بقصاص‬
‫عمى أداء الدية انقضاء حق أولياء الدم في طمب القصاص‪ ،‬أما إذا لم ّ‬
‫وجب الحكم بو‪ ،‬وعميو فإن الدية في لغة القانون الوضعي ىي بديل عن الدعوى الجنائية في جرائم‬
‫القصاص)‪ ،(34‬والواق أن الدية يتحقق فييا المعنيان الزجر والردع لمجاني والتعويض ألولياء القتيل‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬العدالة التصالحية في الجزائر‪.‬‬

‫يأ ذ التشري الجزائري بنظام المصالحة في الدعوى العمومية وجعميا استثناء عمى عدم قابمية الدعوى‬
‫العمومية لمتصرح فييا حيث نصت المادة < من قانون اإلجراءات الجزائية في فقرتيا األ يرة عمى أن "يجوز أن‬
‫تنقضي الدعوى العمومية بالمصالحة إذا كان القانون يجيزىا صراحة ‪".‬‬
‫ويقصد بعبارة " اذا كان القانون يجيزىا صراحة" أن المشرع الجزائري ص المصالحة الجزائية‬
‫ببعض الجرائم دون أ رى‪ ،‬أي أجاز المصالحة الجزائية في نوع معين من الجرائم حددىا القانون‪ ،‬وبذلك فإن صور‬
‫المصالحة الجزائية يمكن إجماليا في أرب مجاالت ‪ :‬المجال الجمركي‪ ،‬جرائم الصرح‪ ،‬جرائم المنافسة‪،‬‬
‫الم المات التنظيمية (‪. )35‬‬
‫وقد مرت المصالحة في المسائل الجزائية في التشري الجزائري بثالث مراحل)‪: (36‬‬
‫أ‪ -‬مرحمة إجازة المصالحة في المسائل الجزائية (من ‪ 3691-31-13‬إلى غاية ‪: )17-06-1975‬استمر‬
‫العمل الل ىذه المرحمة بالقوانين المرنسية التي ال تتنافى والسيادة الجزائرية‪ ،‬وذلك عمال بالقانون ‪7;=-<8‬‬
‫المؤرخ في ‪31-12-1962‬الذي أبقى العمل بالنصوص السابقة ما لم تتنافى بالسيادة الجزائرية و حدد تاريخ‬
‫;‪ 7?=9-=-‬كآ ر أجل لمعمل بالقوانين المرنسية‪.‬‬
‫و بيذا أصبح التشري الجزائي المرنسي ساري الممعول في الجزائر‪ ،‬وىو التشري الذي يجيز المصالحة في‬
‫الدعوى العمومية السيما في مواد الجمارك والضرائب واألسعار والغابات والقنص والصيد والبريد والمواصالت‬
‫عالوة عمى المرور وم المات الطرقات‪.‬‬
‫كما تضمن قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري عند صدوره في > يونيو <<?‪ 7‬المصالحة كسبب من أسباب‬

‫‪ 34‬يأيٌٕ يذًذ ساليح‪ :‬لإٌَ اإلجشاءاخ انجُائ‪ٛ‬ح يؼهما ً ػه‪ ّٛ‬تانفمّ ٔأدكاو انُمغ‪ ،‬انجضء األٔل‪ ،‬ؽثؼح خاطح تُاد٘ انمؼاج‪ ،‬ص ‪. 109‬‬
‫‪ 35‬جذ‪ٚ‬ذ٘ ؽالل ‪ ،‬انسشػح ف‪ ٙ‬االجشاءاخ انجضائ‪ٛ‬ح ف‪ ٙ‬انرشش‪ٚ‬غ انجضائش٘ ‪ ،‬يزكشج نهذظٕل ػهٗ شٓادج انًاجسر‪ٛ‬ش ف‪ ٙ‬انذمٕق فشع انمإٌَ انجُائ‪ ، ٙ‬جايؼح‬
‫انجضائش ‪ ، 1‬كه‪ٛ‬ح انذمٕق ‪ ، 2012 – 2011 ،‬ص ‪. 85‬‬
‫‪36‬‬
‫انًظانذح ف‪ ٙ‬انذػٕٖ انؼًٕي‪ٛ‬ح ف‪ ٙ‬انرشش‪ٚ‬غ انجضائش٘ ‪ ،‬يذاػشج أنم‪ٛ‬د يٍ ؽشف االسرار انذكرٕس‪ :‬أدًذ تٕسم‪ٛ‬ؼح ‪ ،‬أسرار انمإٌَ انجُائ‪ ٙ‬تانًذسسح‬
‫انؼه‪ٛ‬ا نهمؼاء‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫انقضاء الدعوى العمومية في مادتو السادسة‪ ،‬مما أضمى عمى المصالحة الجزائية شرعية إضافية‪.‬‬
‫وتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬فضال عن ذلك‪ ،‬أحكاما تجيز التصالح في الم المات البسيطة السيما تمك‬
‫رامة الصمح (المواد ‪ 9>7‬إلى ‪ ،)9?7‬باإلضافة إلى‬ ‫التي ال تعرض مرتكبيا لعقوبة الحبس‪ ،‬عن طريق دف‬
‫إجازتو الغرامة الجزافية في م المات اصة (المادة ‪.)161‬‬

‫ب ‪ -‬مرحمة تحريم المصالحة في المسائل الجزائية (من ‪ 31‬جوان ‪ 3611‬إلى غاية ‪ 4‬مارس ‪ :) 3699‬وفي‬
‫ىذه المرحمة تم تعديل قانون اإلجراءات الجزائية بموجب األمر رقم ;=‪ :<-‬المؤرخ في =‪7?=;-6<-7‬‬
‫فألغيت المصالحة منو كسبب من أسباب انقضاء الدعوى العمومية‪ ،‬بل و تضمن القانون الجديد تحريما صريحا‬
‫ليا‪ ،‬فجاءت المادة < في فقرتيا الثالثة كاآلتي‪ " :‬ير أنو ال يجوز بأي وجو من الوجوه أن تنقضي الدعوى‬
‫بالمصالحة‪".‬‬
‫وفي ظل ىذا التحريم صدر قانون الجمارك بتاريخ ‪ ،7?=?-6=-87‬وكان من البدييي أن ال يتضمن‬
‫المصالحة مما جعل المشرع يبحث عن بديل ليا‪ ،‬إذ ال مناص منيا‪ ،‬فاىتدى إلى التسوية اإلدارية التي كانت في‬
‫بدايتيا نظاما ممي از وتطورت فيما بعد تدريجيا نحو مميوم المصالحة‪...‬‬
‫فعند صدور قانون الجمارك كانت التسوية اإلدارية جزاء إداريا حقيقيا إذ كان القانون يشترط لقياميا أن يدف‬
‫المتيم" تمام العقوبات المالية والتكاليح وااللتزامات الجمركية أو يرىا المرتبطة بالم المة" (المادة ;<‪.)8-8‬‬
‫وكانت التسوية اإلدارية مقصورة عمى مرتكب الجريمة دون سواه وينحصر أثرىا في الدعوى المالية فحسب‪ ،‬و بدأ‬
‫مميوم التسوية اإلدارية يتطور في اتجاه المصالحة الجمركية منذ صدور قانون المالية لسنة ‪ ، 7?>9‬حيث لم‬
‫يعد المشرع يشترط لقيام التسوية اإلدارية أن يدف الم الح تمام العقوبات المالية مما يوحي بإمكانية الت ميض‬
‫منيا كما أنو وس من مجال تطبيق التسوية اإلدارية لتشمل أي ش ص مالحق من أجل ارتكاب جريمة جمركية‪.‬‬
‫و في ىذه المترة كذلك صدرت النصوص الجزائرية الجديدة المتعمقة بالمجاالت التي كانت المصالحة جائزة فييا‬
‫في ظل التشري السابق ‪.‬‬
‫وىكذا صدر القانون بشأن األسعار بموجب األمر رقم ;=‪ 9=-‬المؤرخ في =‪ 8‬أبريل;=?‪ ، 7‬وصدر األمر رقم‬
‫;=‪ :=-‬المؤرخ في =‪ 7‬جوان ;=?‪ 7‬المعدل والمتمم لقانون العقوبات والذي بموجبو أدرجت م المة التنظيم‬
‫النقدي ضمن أحكام قانون العقوبات )المواد ‪ :8:‬إلى <‪.:8‬‬
‫وصدرت كذلك في ىذه المترة القوانين اآلتية‪ :‬قانون الضرائب المباشرة بموجب األمر المؤرخ حي ?‪-78-6‬‬
‫<=?‪ ،7‬قانون الضرائب ير المباشرة (بموجب األمر المؤرخ في ?‪ ،)7?=<-78-6‬قانون الصيد (بموجب‬
‫القانون المؤرخ في ‪ ،7?>8-6>-87‬وقد ألغي بقانون ‪ 866:-6>-7:‬الذي حل محمو)‪ ،‬قانون المياه بموجب‬
‫القانون المؤرخ في <‪ ،7?>9-6=-7‬قانون الغابات بموجب القانون المؤرخ في‪.7?>:-6<-89‬‬
‫واذا كان المشرع قد ت مى نيائيا عن المصالحة في ىذه الطائمة األ يرة من القوانين فمم يبحث ليا فييا عن بديل‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫فإنو عمد‪ ،‬عمى عكس ذلك‪ ،‬في مجالي األسعار والتنظيم النقدي إلى البحث عن أساليب بديمة تكمل تسوية إدارية‬
‫لمجرائم المرتكبة م المة ألحكاميا‪.‬‬
‫وىكذا لجأ المشرع في األمر رقم ;=‪ 9=-‬بشأن األسعار إلى نظام رامة الصمح ‪ ،‬وىو مصطمح مستعار من‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية بشأن الم المات البسيطة‪ ،‬متماديا بذلك استعمال عبارة "المصالحة "التي كانت تحت‬
‫طائمة الحظر وان كان اليدح واحدا حتى ولو ا تممت التسمية‪...‬‬
‫ويترتب عن أداء رامة الصمح انقضاء الدعوى العمومية ولو لم ينص القانون صراحة عمى ذلك ‪.‬‬
‫ولجأ المشرع في األمر رقم ;=‪ ،:=-‬بشأن م المة التنظيم النقدي‪ ،‬إلى مصطمح" الغرامة "لمتعبير عن‬
‫المصالحة ‪.‬‬
‫وفي ىذا الصدد‪ ،‬ألزمت المادة ;‪ :8‬مكرر ‪ 8‬األعوان المؤىمين لمعاينة الم المة بإ بار المذنب في الحالة التي‬
‫تكون فييا قيمة جسم الجريمة تساوي أو تقل عن ‪ 760666‬دج أن بإمكانو أن يدف في ظرح ;‪ :‬يوما عمى‬
‫وجو الغرامة مبمغا يعادل القيمة القانونية لمحل الجريمة‪ ،‬ويترتب عمى دف مبمغ الغرامة المذكورة في األجل المحدد‬
‫لو انقضاء الدعوى العمومية‪ ،‬ىذا ما يستشح من صيا ة المقرة ‪ 9‬من المادة ;‪ :8‬مكرر ر م عدم اإلشارة إلى‬
‫ذلك بصريح العبارة‪.‬‬
‫و يترتب عمى دف مبمغ الغرامة المذكورة في األجل المحدد لو انقضاء الدعوى العمومية‪ ،‬ىذا ما يستشح من‬
‫صيا ة المقرة ‪ 9‬من المادة ;‪ :8‬مكرر ر م عدم اإلشارة إلى ذلك بصريح العبارة‪.‬‬

‫ج ‪ -‬مرحمة إعادة إجازة المصالحة (من ‪ 4‬مارس ‪ 3699‬إلى يومنا)‪ :‬بتاريخ ‪ :‬مارس <>?‪ 7‬صدر القانون‬
‫رقم <>‪ 6;-‬المتمم والمعدل لقانون اإلجراءات الجزائية الذي بموجبو عدلت المقرة األ يرة من المادة < التي‬
‫كانت تحرم بصريح العبارة المصالحة في المسائل الجزائية‪.‬‬
‫وبمقتضى ىذا التعديل أصبحت المصالحة جائزة‪ ،‬كما يتجمى ذلك من نص المادة < في صيغتيا الجديدة التي‬
‫جاءت فقرتيا الرابعة كاآلتي‪ " :‬كما يجوز أن تنقضي الدعوى العمومية بالمصالحة إذا كان القانون يجيزىا‬
‫صراحة‪".‬‬
‫والحقيقة أن المشرع لم ينتظر ىذا التعديل إلجازة المصالحة‪ ،‬إذ صدر قانون في <‪ 8‬ديسمبر ;>?‪ 7‬يسمح‬
‫لوزير المالية التصالح م األش اص المالحقين من أجل حيازة أرصدة مالية بعممة أجنبية قابمة لمتحويل‪.‬‬
‫وبعد تردد كاد أن يطول أدرجت المصالحة في قانون الجمارك‪ ،‬و ذلك بموجب قانون المالية لسنة ‪ 7??8‬المؤرخ‬
‫في >‪ 7??8-78-7‬الذي بمقتضاه حمت المصالحة محل التسوية اإلدارية في القسم الثالث المقرة ب من المصل‬
‫ال امس عشر من قانون الجمارك واستبدلت عبارة "التسوية اإلدارية" بعبارة "المصالحة" في المادة ;<‪ 8‬منو ‪.‬‬
‫ثم أجاز المشرع المصالحة في جرائم المنافسة واألسعار‪ ،‬وذلك بموجب األمر رقم;?‪ 6<-‬المؤرخ في ;‪-67-8‬‬
‫;??‪7‬المتعمق بالمنافسة‪ ،‬السيما المادة ‪ ?7‬منو‪ ،‬وتمسك بيا في القانون رقم ‪ 68-6:‬المؤرخ في ‪-6<-89‬‬
‫‪ 866:‬المتضمن تحديد القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية الذي ألغى أمر ‪ 1995-01-25‬وحل محمو‬

‫‪13‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫(المادة ‪. )60‬‬
‫وتالىا بإجازة المصالحة في جرائم الصرح‪ ،‬وذلك بموجب األمر رقم ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 1996-7-9‬المتعمق‬
‫بقم م المة التشري والتنظيم ال اصين بالصرح وحركة رؤوس األموال من والى ال ارج‪ ،‬المعدل والمتمم باألمر‬
‫رقم ‪ 01-03‬المؤرخ في ‪ ،2003-02-19‬السيما المادة ‪ 9‬منو في فقرتيا الثانية‪.‬‬
‫وأ ي ار وفي سنة ‪ 2006‬أجاز المشرع بموجب القانون رقم ‪ 23-06‬المؤرخ في ‪20-12-2006‬المعدل والمتمم‬
‫لقانون العقوبات الصمح في العديد من الجنح والم المات ورتب عميو انقضاء المتابعة‪ ،‬ويتعمق األمر بالجرائم‬
‫اآلتية ‪:‬القذح (المادة ‪ ،)298‬السب (المادة ‪ ،)299‬المساس بحرمة الحياة ال اصة لألش اص (المادة ‪303‬‬
‫مكرر)‪ ،‬عدم تسميم القصر (المادة ‪ 329‬مكرر)‪ ،‬عدم تسديد النمقة (المادة ‪ )331‬م المة الضرب والجرح العمد‬
‫وم المة الجرح ال طأ (المادة ‪. )442‬‬
‫‪ -‬ما يؤخذ عمى المشرع الجزائري‪ :‬حصره لمجال المصالحة وكذا‪ ،‬تجاىمو ليا في مجاالت عديدة‬
‫كالصيد البحري (‪.)37‬‬
‫بل ومازال المشرع الجزائري يتجاىل المصالحة في أعرق مجاالتيا وىي الضرائب حيث لم تنص م تمح القوانين‬
‫الضريبية عمى المصالحة كسبب النقضاء الدعوى العمومية واكتمى قانون الضرائب ير المباشرة‪ ،‬وىو القانون‬
‫الوحيد الذي نص عمييا‪ ،‬في المادة ‪ 505‬منو عمى حصر أثرىا في العقوبات الجبائية ‪.‬‬
‫وأ ي ار وبينما كان الجمي ينتظر توسي العمل بالمصالحة في المواد الجمركية فإذا بالمشرع يماجئنا بنص يمن‬
‫المصالحة في أعمال التيريب (‪. )38‬‬
‫كما يالحظ أيضا ‪ :‬إتماق مجمل النصوص التي تجيز المصالحة عمى عدم ضبط المسائل العممية المتعمقة‬
‫بالمصالحة واحالة شروط تطبيقيا إلى نصوص تنظيمية(‪ )39‬وتحويميا إلى جزاء إداري ‪ ،‬يتجمى ذلك من الل‪:‬‬
‫رامة ال تقل عن الغرامة المقررة قانونا لمجريمة‪ ،‬بل تموقيا كما في جرائم الصرح ( رامة ما بين‬ ‫‪- 1‬اشتراط دف‬
‫‪ 200‬و‪ % 250‬من قيمة البضاعة محل الغش (‪.)40‬‬
‫‪- 2‬اعتبار المصالحة عقوبة‪ :‬ويتجمى ذلك من الل المصطمحات المستعممة في كل النصوص التنظيمية التي‬
‫تحدد شروط المصالحة فتستعمل عبارة " رامة الصمح" أو " رامة المصالحة" بدل المصالحة ‪.‬‬
‫‪- 3‬إبعاد القضاء من مسار المصالحة ‪ :‬تتمت اإلدارة بسمطة مطمقة في تقرير المصالحة بعيدا عن أية مراقبة‬
‫قضائية‪ ،‬وحتى عندما يمزميا المشرع باستشارة لجان مؤىمة فأنيا تسير عمى إقصاء العنصر القضائي من تمك‬
‫المجان التي تقتصر تشكيمتيا عمى ممثمي اإلدارة وحدىا (‪.)41‬‬

‫‪ 37‬أَظش‪ ( :‬لإٌَ سلى ‪ 11-01‬انًؤسر ف‪ٔ )2001-07-3 ٙ‬انظ‪ٛ‬ذ أٔ انمُض ( لإٌَ سلى ‪ 07-04‬انًؤسر ف‪ٔ )2004-08-14 ٙ‬انً‪ٛ‬اِ ( لإٌَ سلى ‪12-05‬‬
‫انًؤسر ف‪.)2005 -8-4 ٙ‬‬
‫‪ 38‬أَظش ‪ ( :‬انًادج ‪ 21‬يٍ األيش سلى ‪ 06-05‬انًؤسر ف‪ 2005-8-23 ٙ‬انًرؼهك تانرٓش‪ٚ‬ة)‪.‬‬
‫‪ 39‬أَظش ‪َ :‬فس انًذاػشج نهذكرٕس أدًذ تٕسم‪ٛ‬ؼح‪..‬‬
‫‪ 40‬أَظش‪ :.‬انًادج ‪ 9‬يٍ انًشسٕو انرُف‪ٛ‬ز٘ سلى ‪ 111-03‬انًؤسر ف‪ 2003-3-5 ٙ‬انًذذد نششٔؽ إجشاء انًظانذح ف‪ ٙ‬يجال جشائى انظشف)‪.‬‬
‫‪ 41‬انًشسٕو انرُف‪ٛ‬ز٘ سلى ‪ 195-99‬انًؤسر ف‪ 1999-08-16 ٙ‬انز٘ ‪ٚ‬ذذد إَشاء نجاٌ انظانذح ف‪ ٙ‬انًجال انجًشك‪ٔ ٙ‬ذشك‪ٛ‬هٓا ٔس‪ٛ‬شْا ٔ انًشسٕو انرُف‪ٛ‬ز٘‬
‫سلى ‪ 111-03‬انًؤسر ف‪ 2003-3-5 ٙ‬انًذذد نششٔؽ إجشاء انًظانذح ف‪ ٙ‬يجال جشائى انظشف‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫‪ -‬و بالر م من مرور أكثر من ‪ 20‬سنة عن جواز المصالحة في الجرائم الجمركية وجرائم الصرح وجرائم‬
‫المنافسة واألسعار‪ ،‬فإن حصيمتيا في الجزائر جد متواضعة مقارنة بما ىو جار في البمدان المجاورة ‪.‬‬
‫ىذا ال يمن من اعتبار الجزائر صاحبة االسبقية في تبني سياسة تصالحية في مواجية الجرائم االرىابية ‪،‬‬
‫وذلك بتطبيقيا لميثاق المصالحة الوطنية واصدار قانون الوئام المدني ( ق ‪ ) 08 – 99‬والذي كانت ايتو اعادة‬
‫جمي االطراح الى جو االستقرار والسمم االىمي‪) 42(.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫من الل دراستنا لمعدالة التصالحية توصمنا الى النتائج االتية‪:‬‬
‫‪ ‬ىناك العديد من العوائق التي تقح في وجو العدالة الجنائية منيا ارتماع تكممة الجريمة ‪،‬وسياسة اال راق‬
‫في الشكميات االجرائية ‪ ،‬وقد ترتب عمى ذلك البطء في االجراءات الجنائية وحمظ المممات واال الل بمبدأ‬
‫المساواة والحد من قدرة الجياز القضائي في مواجية الجريمة ‪.‬‬
‫‪ ‬تبعا ليذه المؤشرات كان لزاما عمى السياسة الجنائية اعادة النظر في استراتيجيتيا في مكافحة الجريمة‬
‫وأن تبحث عن أنظمة مستحدثة تعالج مثل ىذه القضايا ‪ ،‬فبرزت العدالة التصالحية بصورىا الم تممة‬
‫كآلية لمض ال صومات الجنائية وادارة الدعوى ‪.‬‬
‫‪ ‬أن العدالة التصالحية الى جانب دورىا المعال في في تبسيط وتيسير االجراءات الجنائية فانيا تحقق في‬
‫نمس الوقت التوازن المطموب بين ماسبق وما يجب أن يكنو كل من الجاني والضحية من احترام لمقانون‬
‫وعدالتو‬
‫كما تسعى الى اعادة توطيد العالقات االجتماعية والتصدي الضرار الجريمة‪.‬‬
‫‪ ‬فالعدالة التصالحية تسعى الى حل النزاع بين المتيمين والمجني عمييم بطريقة ال تقوم عمى ال صومة ‪،‬‬
‫م االحتماظ ب يار المجوء لمقضاء الجنائي اذا تعذر االتماق والتسوية الرضائية‪.‬‬
‫‪ ‬ىذه العدالة البديل جعمت لممجني عميو دو ار بار از بعد أن كان االصل ىو االىتمام بالمتيم ‪.‬‬
‫وعميه نوصي ب ‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة اصدار قوانين تنظم العدالة التصالحية ‪ ،‬وتحدد آلياتيا م ضرورة وض ضوابط ليذه اآلليات‬
‫تكمل تحقيق االىداح المرجوة منيا‪.‬‬
‫‪ -‬اشراك المجتم المدني لمبحث عن حمول تشج عمى االصالح والمصالحة ‪ ،‬فآليات العدالة التصالحية‬
‫تتيح المرصة أمام الجيود الجماعية ل مض مستوى الجريمة وتحيق األمن واالستقرار‪ ،‬وت مق نوع من التوازن‬
‫بين احتياجات المجني عميو ومحاسبة المتيم م حقو في االندماج‪.‬‬
‫‪ -‬أىمية المؤتمرات والندوات العممية لمتعريح بالموضوع ‪.‬‬

‫‪ 42‬انهٕاء يذًذ دك‪ٛ‬ى دس‪ ، ٍٛ‬انؼذانح انرظانذ‪ٛ‬ح ف‪ ٙ‬انجشائى االسْات‪ٛ‬ح‪ ،‬انُذٔج انؼهً‪ٛ‬ح اسرششاف انرٓذ‪ٚ‬ذاخ االسْات‪ٛ‬ح‪ ،‬جايؼح َا‪ٚ‬ف انؼشت‪ٛ‬ح نهؼهٕو األيُ‪ٛ‬ح ‪،‬‬
‫انش‪ٚ‬اع ‪ ، 2007‬ص ‪63‬‬

‫‪15‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫‪ -‬اعطاء االىمية الالزمة لمموضوع من قبل السمطة القضائية ‪.‬‬


‫‪ -‬اما في الجزائر فأممنا كبير في إعادة االعتبار إلى المصالحة الجزائية‪ ،‬كبديل من بدائل فض النزاعات‪،‬‬
‫تشريعيا وعمميا عمى رار ما جاء بو قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية من الطرق الجديدة لحل النزاعات‪ ،‬وذلك‬
‫بتوسي مجال المصالحة في المواد الجزائية وتبسيط إجراءاتيا وتمعيل دور القضاء كمراقب عمى مسارىا‪ ،‬دون‬
‫اإل الل بحق الدفاع ‪.‬‬

‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫)‪ (1‬سالم السوداني ‪ ،‬العدالة التصالحية نيج جديد في حل المشاكل دون المجوء الى القضاء ‪ ،‬المصدر ‪:‬‬
‫‪http://www.alsabaah.com/ArticleShow.aspx?ID=28026‬‬

‫)‪ (2‬أنظر اعالن فيينا بشأن الجريمة والعدالة ‪ ،‬صدر عن مؤتمر األمم المتحدة العاشر لمن الجريمة ومعاممة المجرمين المنعقد‬
‫في فيينا من ‪ 42‬الى ‪ 43‬أفريل ‪. 0222‬‬

‫الميسر والمواد ال اصة بالمشارك ‪ ISBN 2532 /8/2007‬ص ‪. 01‬‬


‫)‪ (3‬عدالة األحداث‪ -‬دليل تدريبي‪ :‬دليل ُ‬

‫)‪ (4‬قواعد األمم المتحدة النموذجية الدنيا لمتدابير ير االحتجازية "قواعد طوكيو"‪ ،‬مجموعة صكوك دولية حول حقوق اإلنسان‪،‬‬
‫‪. 152‬‬ ‫المجمد األول‪ ،‬ص‬

‫المبادئ األساسية الست دام برامج العدالة التصالحية في المسائل الجنائية ‪ ،‬معتمدة بموجب قرار المجمس االقتصادي‬ ‫)‪(5‬‬
‫واإلجتماعي رقم ‪ 40‬د ‪ 0220‬المؤرخ في ‪ 01‬يوليو ‪0220‬‬

‫) ‪ (2‬محمد حكيم حسين ‪ ،‬العدالة التصالحية في الجرائم االرىابية‪ ،‬الندوة العممية استشراح التيديدات االرىابية‪ ،‬جامعة نايح‬
‫العربية لمعموم األمنية ‪ ،‬الرياض ‪ ، 0223‬ص ‪. 15‬‬

‫)‪ (7‬محمد حكيم حسين ‪ ،‬العدالة التصالحية في الجرائم االرىابية ‪ ،‬المرج السابق ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬

‫)‪ (8‬عزت مصطمى الدسوقي‪ :‬قيود الدعوى الجنائية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوق‪ -‬جامعة القاىرة‪ ،‬ص‬
‫‪.005‬‬

‫)‪ (9‬الدكتور‪ /‬أحمد فتحي سرور‪ :‬بدائل الدعوى الجنائية‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪.042‬‬

‫)‪ (10‬محمود طو جالل‪ :‬أصول التجريم والعقاب في السياسة المعاصرة‪ ،‬رسالة دكتوراه منشورة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النيضة‬
‫العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،0221 ،‬ص ‪.112‬‬

‫)‪ .)11‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬نمس المرج ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫شريح سيد كامل‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪.013‬‬

‫)‪ (12‬عزت مصطمى الدسوقي‪ :‬قيود الدعوى الجنائية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوق‪ -‬جامعة القاىرة‪ ،‬ص‬
‫‪.005‬‬

‫)‪ (13‬أحمد فتحي سرور‪ :‬بدائل الدعوى الجنائية‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص‪213.‬‬

‫)‪ (14‬أحمد فتحي سرور‪ :‬الوسيط في اإلجراءات الجنائية‪ ،‬طبعة مصورة ومعدلة‪ ،4551 ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫)‪ (15‬شريح سيد كامل‪ :‬الحق في سرعة اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص‪32‬؛ الدكتور‪ /‬أسامة حسنين عبيد‪ :‬الصمح في‬
‫قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص‪16‬‬

‫)‪ (16‬مأمون محمد سالمة‪ :‬قانون اإلجراءات الجنائية معمقاً عميو بالمقو وأحكام النقض‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬طبعة اصة بنادي القضاة‪،‬‬
‫ص ‪ 24‬وما بعدىا‪ ،‬ىامش رقم‪(1).‬‬

‫)‪ (17‬حمدي رجب عطية‪ :‬تبسيط اإلجراءات أمام القضاء الجنائي‪ ،‬تقرير مقدم لمؤتمر العدالة األول الذي عقده نادي القضاة‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،4542 ،‬ص ‪ 4‬وما بعدىا‪.‬‬

‫( ‪ )44‬عمرو الوقاد‪ :‬دور الرضا في القانون الجنائي‪ ،‬الي من جية النشر‪ ،‬طنطا‪-‬مصر‪ ،0222 ،‬ص ‪.422‬‬

‫)‪ (19‬شريح سيد كامل‪ :‬الحق في سرعة اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬بند ‪ ،15‬ص ‪ 420‬وما بعدىا‪.‬‬

‫)‪ (20‬أشرح رمضان عبد الحميد‪ :‬الوساطة الجنائية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،0221 ،‬ص ‪411‬؛ الدكتور‪ /‬مدحت عبد‬
‫الحميم رمضان‪ :‬اإلجراءات الموجزة إلنياء الدعوى الجنائية في ضوء التعديالت قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،0222 ،‬ص ‪.421‬‬

‫)‪ (21‬شريح سيد كامل‪ ،‬مرج نمسو‪،‬ص‪. 412‬‬

‫)‪ (22‬عمي عدنان الميل ‪ ،‬بدائل اجراءات الدعوى الجزائية ‪ ،‬كمية الحقوق ‪ ،‬جامعة الموصل ‪ ،‬العراق ‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫أشرح رمضان عبد الحميد‪ :‬الوساطة الجنائية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،0221 ،‬ص ‪411‬؛ الدكتور‪ /‬مدحت عبد‬ ‫)‪(23‬‬
‫الحميم رمضان‪ :‬اإلجراءات الموجزة إلنياء الدعوى الجنائية في ضوء التعديالت قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،0222 ،‬ص ‪..421‬‬

‫)‪ (24‬انظر ‪،‬أسامة حسنين عبيد‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪ 04‬وما بعدىا؛ الدكتور‪ /‬شريح سيد كامل‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪415‬‬
‫وما بعدىا‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫)‪ (25‬أنظر عمي عدنان الميل ‪ ،‬المرج السابق ‪ ،‬ص ‪. 54‬‬

‫)‪ (26‬سورة النساء‪ ،‬آية ‪.404‬‬

‫)‪ (27‬سورة الحجرات‪ ،‬آية ‪. 42 ،5‬‬

‫)‪ (28‬الدية وفق تعريح المادة ‪ 051‬من قانون العقوبات اإلسالمي‪ ،‬في الجميورية اإلسالمية اإليرانية ىي‪" :‬مال يعطى في‬
‫الجناية عمى النمس أو العضو إلى المجني عميو أو إلى وليو أو أولياء دمو ‪".‬‬

‫)‪ (29‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪.434‬‬

‫)‪ (30‬سورة اإلسراء‪ ،‬آية ‪. 22‬‬

‫)‪ (31‬انظر المواد‪ 181 ،‬و ‪ 182‬من قانون العقوبات اإلسالمي لمجميورية اإلسالمية اإليرانية‪ ،‬دائرة العالقات الدولية في السمطة‬
‫القضائية‪ ، ،‬ص ‪.105‬‬

‫(‪ ) 32‬اإلمام محمد بن إسماعيل الب اري‪ ،‬الجام المسند الصحيح الم تصر من أمور رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم وسننو‬
‫وأيَّامو‪" ،‬صحيح الب اري"‪ ،‬باب ( أم حسبت أن أصحاب الرقيم)‪ ،‬كتاب األنبياء‪ ،‬حديث رقم ‪. 3288‬‬

‫جديدي طالل ‪ ،‬السرعة في االجراءات الجزائية في التشري الجزائري ‪ ،‬مذكرة لمحصول عمى شيادة الماجستير في الحقوق‬ ‫)‪(22‬‬
‫فرع القانون الجنائي ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 4‬كمية الحقوق ‪ ، 0240 – 0244 ،‬ص ‪. 41‬‬

‫اصة بنادي‬ ‫مأمون محمد سالمة‪ :‬قانون اإلجراءات الجنائية معمقاً عميو بالمقو وأحكام النقض‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬طبعة‬ ‫)‪(21‬‬
‫القضاة‪ ،‬ص ‪. 425‬‬

‫(‪ )21‬جديدي طالل ‪ ،‬السرعة في االجراءات الجزائية في التشري الجزائري ‪ ،‬مذكرة لمحصول عمى شيادة الماجستير في الحقوق‬
‫فرع القانون الجنائي ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 4‬كمية الحقوق ‪ ، 0240 – 0244 ،‬ص ‪. 41‬‬
‫(‪ )22‬المصالحة في الدعوى العمومية في التشري الجزائري ‪ ،‬محاضرة ألقيت من طرح االستاذ الدكتور‪ :‬أحمد بوسقيعة ‪ ،‬أستاذ‬
‫القانون الجنائي بالمدرسة العميا لمقضاء‪.‬‬

‫)‪ (23‬أنظر‪ ( :‬قانون رقم ‪ 44-24‬المؤرخ في ‪ )0224-23-2‬والصيد أو القنص ( قانون رقم ‪ 23-21‬المؤرخ في ‪-24-41‬‬
‫‪ )0221‬والمياه ( قانون رقم ‪ 40-21‬المؤرخ في ‪.)0221 -4-1‬‬

‫(‪ )24‬أنظر ‪ ( :‬المادة ‪ 04‬من األمر رقم ‪ 22-21‬المؤرخ في ‪ 0221-4-02‬المتعمق بالتيريب)‪.‬‬

‫(‪ )25‬أنظر ‪ :‬نمس المحاضرة لمدكتور أحمد بوسقيعة‬

‫‪18‬‬
‫أ‪ .‬ليمى بعتاش‬ ‫العدالة الجنائية التصالحية‪.‬‬

‫(‪ )12‬أنظر‪ :.‬المادة ‪ 5‬من المرسوم التنميذي رقم ‪ 444-22‬المؤرخ في ‪ 0222-2-1‬المحدد لشروط إجراء المصالحة في مجال‬
‫جرائم الصرح)‪.‬‬

‫(‪ )14‬المرسوم التنميذي رقم ‪ 451-55‬المؤرخ في ‪ 4555-24-42‬الذي يحدد إنشاء لجان الصالحة في المجال الجمركي‬
‫وتشكيميا وسيرىا و المرسوم التنميذي رقم ‪ 444-22‬المؤرخ في ‪ 0222-2-1‬المحدد لشروط إجراء المصالحة في مجال جرائم‬
‫الصرح‪.‬‬

‫)‪ (10‬محمد حكيم حسين ‪ ،‬العدالة التصالحية في الجرائم االرىابية‪ ،‬المرج السابق ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬

‫‪19‬‬

You might also like