Professional Documents
Culture Documents
Commercial Asset Mortgage: Disputes and Implications: I S S N: 2737-8322 02 2022
Commercial Asset Mortgage: Disputes and Implications: I S S N: 2737-8322 02 2022
124
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ:
ﺇﺳﻠﻮﺏ APA
ﺍﻟﺨﻀﺮ ،ﻋﻤﺮ .(2024) .ﺭﻫﻦ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ :ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ.ﻣﺠﻠﺔ ﻗﺮﺍءﺍﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻉ .150 - 124 ،27ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ 1446612/Record/com.mandumah.search//:http
ﺇﺳﻠﻮﺏ MLA
ﺍﻟﺨﻀﺮ ،ﻋﻤﺮ" .ﺭﻫﻦ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ :ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ".ﻣﺠﻠﺔ ﻗﺮﺍءﺍﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ
ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔﻉ .150 - 124 :(2024) 27ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ 1446612/Record/com.mandumah.search//:http
124
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
170محمد لفروجي "،التاجر وقانون التجاري بالمغرب ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة االولى ، " 8777ص .899 ،
124
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
ونظرا ألهمية األصل التجاري فقد عرفته مختلف التشريعات تحت مصطلحات مختلقة
كاسم املحل التجاري في مصر والمتجر في سوريا والعراق واألردن والمؤسسة التجارية في لبنان
،في حين سماه المشرع المغربي باألصل التجاري.171
وقد عالج المشرع المغربي أحكام وقواعد األصل التجاري في البداية بمقتض ى ظهير 12
دجنبر ، 2721ومدونة التجارة الصادرة في فاتح غشت ،1722772حيث أعاد تنظيمه في المواد من
97إلى 208من المدونة ،وفي هذا اإلطارتم تنظيم رهن األصل التجاري الذي يعد وسيلة ائتمان
قوية للتاجرحين يعمد إلى تخصيصه كضمانة عينية يخول الدائن حق األفضلية على ثمن أصل
التجاري المبيع .
ولعل ما يميزهذا النوع من الضمانات هو احتفاظ المدين الراهن بحيازة أصله التجاري
واستمراره في استغالله ،خالفا للقواعد العامة التي تقتض ي بتجريده من حيازة الش يء المقدم
كضمان للوفاء بااللتزام.
وعليه ،فإن الطابع القانوني المركب والمعقد في نفس الوقت لمفهوم األصل التجاري
باعتباره ماال معنويا منقوال تجعله يثيرالعديد من االشكاالت العملية وتتجاذبه مواضيع عديدة
ومتنوعة ،ويتجلى الطابع المركب لألصل التجاري في تنوع اإلطار القانوني بحيث نجد له عالقة
بمؤسسة السجل التجاري وله عالقة كذلك بالكراء التجاري المنظم بظهير 11ماي ، 2700وله
عالقة أيضا بالملكية الفكرية والصناعية مما يفرزكثرة النزاعات المرتبطة به والدليل على ذلك
أن النصيب الكبير من القضايا التجارية المعروضة على محاكم المملكة تغزى إلى األصل
التجاري ،كما تنتج عن رهن األصل التجاري جملة من اآلثار القانونية سواء بين المتعاقدين أو
بالنسبة للغير.
171أحمد اليوسفي البرقي " ،المضامين المعبرة ن األصل التجاري والمفاهيم االخرى المجاورة له ،المجلة المغربية لالقتصاد والقانون
المقارن ،العدد 42سنة ،" 8779ص.98 ،
172قانون رقم 89_ 79المتعلق بمدونة التجارة الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم 8-76-19المؤرخ في فاتح أغسطس ،منشور
بالجريدة الرسمية عدد 2281بتاريخ 89أكتوبر ، 8776ص .4817 ،
125
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
الممكن إدخال النزاعات الناشئة عن تطبيق ظهير 11مايو 2700المتعلق بكراء االماكن
واألمالك المستعملة واملخصصة للتجارة والصناعة والحرف ضمن هذا االختصاص ؟ وكذلك
مختلف العناصرالمكونة لألصل التجاري؟ وما هي آثاررهن األصل التجاري ؟
ونظرا ألهمية األصل التجاري وما يثيره من منازعات عملية ،وما يترتب عليه من آثار
قانونية ،سنتطرق المنازعات المتعلقة بالتصرفات المنصبة على األصل التجاري ،ونتعرض
آلثار رهن األصل التجاري ،وذلك وفق التقسيم التالي :المبحث األول :المنازعات المتعلقة
بالتصرفات المنصبة على األصل التجاري .المبحث الثاني :آثاررهن األصل التجاري.
خصصت مدونة التجارة الجديدة القسم الثاني من الكتاب الثاني ألهم العقود المتعلقة
باألصل التجاري ،وهي البيع والرهن وتقديمه كحصة في شركة وإكرائه للغيرأوما يسمى بالتسيير
الحرلألصل التجاري ،ذلك بمقتض ى المواد من 208_78من م.ت.ج.173
وعليه ،فنظرا لتطور دور األصل التجاري وأهميته في الحياة التجارية ،فقد أصبح هذا
األخيرمثله مثل العقارتنصب عليه مجموعة من التصرفات القانونية.
إال أن ما يهمنا في هذا اإلطار هو المنازعات المتعلقة ببيع األصل التجاري ( المطلب
االول) ،والمنازعات المتعلقة برهنه ( المطلب الثاني )،وتلك المتعلقة بالتسييرالحر( المطلب
الثالث) .
173نور الدين لعرج " ،مبادئ القانون التجاري -،االعمال التجارية والتاجر – األصل التجاري ،مطبعة سليكي أخوين طنجة ،الطبعة
الثانية – مارس ، " 4084ص .814 ،
126
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
يعتبرعقد البيع من بين أكثرالعمليات المألوفة التي ترد على األصل التجاري 174بالمقارنة
القائل باختصاص املحاكم التشريع175 مع باقي التصرفات االخرى من رهن أو كراء ،وأمام
التجارية بالنظر نوعيا في النزاعات المتعلقة باألصل التجاري .يقتض ي منا االمر التطرق إلى
تجارية عملية بيع األصل التجاري.
فبالرجوع للمادة 2من م .ت .ج ال نجد أدنى آثرلتجارية هذا العمل ،رغم أن الفقرة االولى
من المادة أعاله تنص على تجارية شراء المنقوالت من اجل بيعها أو تأجيرها من طرف تاجرعلى
وجه االعتياد واالحتراف .واالجتهاد القضائي غني بخصوص هذا الموضوع نظرا لكثرة القضايا
المعروضة أمام املحاكم ،لكن القضاء يتردد كثيرا في اصباغ الصبغة التجارية مباشرة على
عمليات البيع التي تجري على األصل التجاري ،فتارة يستند إلى بيع السلعة بهذه الصفة ،وتارة
اخرى يستند للتبعية لتقرير تجاريته وخاصة إذا تصرف في األصل التجاري تاجر كان يستعمله
لتجارته أو يشتريه تاجر لالستعمال التجاري . 176وتبقى إشكالية اختصاص املحاكم التجارية في
174إذا كانت الغاية العظمى من التشريعات ،منه التشريع الفرنسي قد أحجمت عن تعريف األصل التجاري ،ربما ألن وضع التعريف يعد
مبدئيا من اختصاص الفقه والقضاء ،خاصة إذا تعلق االمر بمؤسسة متعددة يشوبها كثير من الغموض كاألصل التجاري ،في حين تجرا
المشرع المغربي وعرفه بمقتضى المادة 77من م .ت .ج على أنه " :مال منقول معنوي يشمل جميع االموال المخصصة لممارسة
نشاط تجاري أو عدة انشطة تجارية ".
وعلي ،فاألصل التجاري هو مجموعة من العناصر المخصصة لممارسة النشاط التجاري – مادية كانت او بضائع والالت ، ...ومعنوية
كالزبناء وحق الكراء وحقوق الملكية الفكرية والصناعية ، ...والتي اجتمعت من أجل جلب الزبناء والحفاظ عليهم وتنميتهم.
وإذا كان لكل عنصر من الناصر المكونة لألصل التجاري كيانه القانوني الخاص به وقيمته االقتصادية الذاتية ،فإنه من مجموع العناصر
وعن طريق عملها مجتمعة تكون وحدة مستقلة قائمة بذاتها قي األصل التجاري الذي له بدوره كيانه القانوني المميز وقيمته االقتصادية
الذاتية.
وعلى ذلك فاألصل التجاري هو :
مال منقول :يتكون هو نفسه من مجموعة االموال المنقولة المادية والمعنوية دون العقارات التي تعتبر مستبعدة من األصل التجاري
،وبالتالي فقد نشأت طبيعته المنقولة من أن كل ما لم يمنك اعتباره عقارا يعد منقوال.
وفي هذا االطار فال يجب الخلط بين األصل التجاري وبين العقار الذي يستغل فيه ،فاألصل التجاري مال منقول معنوي مستقل عن العقار
الذي في الغالب ما يكون مملوكا لشخص أخر ،كما هو الحال في الكراء التجاري بل حتى في الحالة التي يكون فيها التاجر مالكا للعقار
،فإن األصل التجاري يحتفظ مع ذلك باستقالله حيث يمكن بيعه أو رهنه أو كراء حق االستغالل للغير أو تقديمه حصة في شركة مع
احتفاظ التاجر بملكية عقاره .كما يجب التفريق األصل التجاري وبين المنقوالت الموجدة في المحل التجاري ،بحيث ان زوال هذه
المنقوالت ال يؤدي إلى زوال األصل التجاري ،فبيع البضائع مثال أو التجهيزات األخرى المكونة للمقاولة ال يؤثر على األصل التجاري
ألن عناصره المعنوية مثل الزبناء واالسم التجاري والشعار أو العالمة التجارية او الصناعية وحق الكراء ما زالت موجودة.
مال معنوي :فهناك إجماع على طبيعة األصل التجاري كمال منقول معنوي ،حيث يتشكل األصل التجاري في جزء من -
مجموعة عناصر معنوية ،وهو ليس إال وحدة أموال تسمح بتجميع العناصر المتباينة ،لكنه يعتبر وحدة معنوية مستقلة عن
عناصره تخضع لنظام قانوني خاص يختلف عن النظام الخاص بكل عنصر.
-األصل التجاري وحدة متجمعة مستقلة :حيث يظهر األ صل التجاري كوحدة متجمعة ،معنى أنه مجموعة من العناصر المتجمعة التي
يجب ان يؤخذ في مجموعها وليس بشكل فردي ،وال يعني ذلك أن المشتري لألصل التجاري يجب أن يشتري مجموع العناصر المكونة
له ( كالزبناء ،حق الكراء ،حق الملكية الفكرية ، )..إنما مفهوم الوحدة المجتمعة يسمح بالنظر إلى األصل التجاري كوحدة مستقلة
باستقالل عن باقي عناصره.
175ينظر المادة 6من القانون المحدث للمحاكم التجارية الصادر في 84فبراير .8777
176عز الدين بنستي " ،دراسات القانون التجاري المغربي األصل التجاري ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح ،" 4008ص .99،
127
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
بعض النزاعات الناتجة عن عقد بيع االصل التجاري قائمة ،ونعني هنا الحالة التي يكون فيها
النزاع ذا طبيعة مدنية بالنسبة ألحد طرفيه،فبيع األصل التجاري من طرف شخص ال يستغله
أو يستعمله، 177وكذلك الشأن بالنسبة لبيع ورثة تاجرلألصل التجاري بعد وفاته ،ألن مثل هذا
البيع قد يدخل ضمن أعمال تصفية الشركة ،بل إننا نكون أمام حالة تنتفي فيها الصفة
التجارية ،ومما يؤكد الطابع المدني لهذه التصرفات المنصبة على االصل التجاري ،أن المشرع
يعتبر شراء األصل التجاري عمال تجاريا إذا قام به الشخص على سبيل االعتياد واالحتراف بنية
بيعه بذاته أو بعد تهيئته بتهيئة أخرى ،حيث تنص المادة 2من م .ت .ج على انه " :تكتسب صفة
التاجربالممارسة االعتيادية واالحتر افية لألنشطة التالية :
-2شراء المنقوالت بنية بيعها بذاتها أو بعد تهيئتها بتهيئة أخرى أو بقصد تأجيرها ".
فالمادة 2من م .ت .ج وإن لم تذكر األصل التجاري باالسم فإنها تحدث عن المنقوالت
المعنوية ،واألصل التجاري كما عرفه المشرع المغربي :مال معنوي منقول يشمل جميع
االموال املخصصة لممارسة نشاط تجاري أو عدة أنشطة تجارية. 178
كما أنه من الصعب تطبيق نظرية التبعية التجارية 179على بيع األصل التجاري ،فالبائع
ال يقوم ببيع لألصل التجاري بمناسبة نشاطه التاجري ،كما انه بيعه لهذا االخير من شأنه ان
يفقده الصفة التجارية ،وذلك إذا كانت هذه الصفة مرتبطة باستغالل األصل التجاري
المذكور ،كما أن المشتري ال يكتسب الصفة التجارية ملجرد شرائه أصل تجاري ،ورغم أن بيعه
ال يعتبرعمال تجاريا – فقد دأب الفقه على منح الوصف التجاري للعمليات المنصبة على األصل
التجاري بالتبعية لصفة القائم بها ولو تعلقت باألعمال التحضيرية لممارسة التجارة .غير أن
هذا التوجه تأخذ به محكمة االستئناف بفاس إذ اعتبرت أن االختصاص ينعقد للمحكمة
177محمد المحبوبي االدريسي " ،عمل المحاكم التجارية ،بدايته اشكالية دراسة نقدية ( ،دون ذكر المطبعة) ،الطبعة األولى ،ص،
.847
178ينظر المادة 77من الظهير الشريف رقم 9146748المتعلق بمدونة التجارة الجديدة الصادرة 89ماي .8776
179يقصد بنظرية التبعية التجارية تلك االعمال المدنية التي يقوم بها شخص التاجر ألغراض تجارية بالتبعية .وعليه فاألعمال التجارية
بالتبعية هي في واقع االمر اعمال مدنية ،لكن بما أنها صادرة عن تاجر ولحاجاته ،فإنها تفقد هويتها المدنية وتكتسي الهوية التجارية
بالتبعية ،استنادا إلى نظرية التبعية التجارية ، la théorie de l’accessoire commercialالتي تقابل في الميدان المدني نظرية
التبعية المدنية ، la théorie de l’accessoire civilالتي مفادها أن النشاط التجاري المرتبط والتابع لنشاد مدني رئيسي يفقده هويته
التجارية ليصبح مدنيا بالتبعية.
مثل الطبيب الممارس لمهنة حرة الذي يشتري االدوية ليعيد بيعها لمرضاه .فهذا العمل هو عمل تجاري بطبيعته ،إذ هناك أسبقية الشراء
من اجل إعادة بيعه لتحقيق الربح .لكن بما أن هذا العمل التجاري قام به شخص مدني غير تاجر – الطبيب – وبمناسبة عملية مدنية (
المهنة الحرة ) ،فإنه يعد عمال مدنيا بالتبعية.
128
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
التجارية ما دام النزاع يتعلق بموضوع األصل التجاري دون النظر لصفة األطراف أو حتى وجود
األصل التجاري فعال.180
والمشرع المغربي في مدونة التجارة بالقسم الثاني منها قد عقد االختصاص للمحاكم
التجارية للبث في جميع العقود المتعلقة باألصل التجاري بما فيها من بيع ورهن وتسيير حر ،
واألمرفي نازلتنا يتعلق بإبطال بيع عقد األصل التجاري نفسه الش يء الذي معه االختصاص فعال
منعقد لهاته املحكمة للبث في طلب ،وما دفع المستأنفين من أن مناط االختصاص يكون في
حالة قيام األصل التجاري فعال ،دفع ال مبرر لاللتفات له ما دام ان المشرع لم ينص على ذلك
فعال و إنما أطلق في القول باالختصاص في جميع العقود المتعلقة باألصل التجاري سواء كان
موجودا او منازعا فيه ،إن المستأنفين ال ينازعان في وجوده لحد األن وقت التفويت له بينهما
ونشوب حريق به ال يقتض ي اندثاره نهائيا أو عدم بقاء عناصره قائمة بدليل إقرارها أن هذا
األصل يتطلب فقط ادخال بعض االصالحات إلعادته إلى الحالة التي كان عليها ومطالبة المكري
بإرجاعه نفقات إصالحه ،وفي جميع االحوال فالتثبيت من اندثارجميع عناصراالصل التجاري
إثرالحريق يرجع إلى املحكمة بعد انعقاد االختصاص لها للتأكد من قيامه أوعدمه أثناء التفويت
في تمكينها إبطال أو رفض الطلب المتعلق به حسب ما أدلى به كل طرف .
وعليه ،في إطارالمنازعات المتعلقة ببيع األصل التجاري والتي أثارت تنازع االختصاص ،
نذكر الحكم الصادر عن املحكمة التجارية بمراكش ، 181حيث استندت هذه املحكمة على
عمومية الفقرة الخامسة من المادة 1820من قانون احداث املحاكم التجارية لتعتبر نفسها
مختصة للبث في طلب بيع األصل التجاري عن طريق المزاد العلني تمهيدا لتقسيمه بين الورثة
الذين يتنازعون فيه،باعتباره من مشموالت تركة وروثهم رغم أن الطرف المدعى عليه أثارتعلق
النزاع باإلرث واختصاص غرفة االحوال الشخصية والميراث باملحكمة االبتدائية في النزاع ،
باإلضافة إلى تنازع االختصاص بين املحاكم التجارية والعادية ،يمكن أن يثار االختصاص ايضا
بين املحاكم التجارية واإلدارية ،حيث أنه بالرجوع إلى الفصل 28من مدونة تحصيل الديون
180قرار صادر عن المحكمة االستئناف التجارية بفاس بتاريخ 8771/84/40في الملف رقم 92717تحت رقم عدد " 402قرقر غي
منشور ".
181حكم صادر عن المحكمة التجارية بمراكش رقم 17/99بتاريخ 09غشت 8711ملف عدد " .17/9408حكم غير منشور ".
182ينظر المادة 9من قانون إحداث المحاكم التجارية رقم 79489الصدر سنة .8777
129
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
العمومية نجدها تنص على انه "،يتم تنفيذ حجز االصول التجارية وبيعها وفق الشروط
واألحكام المنصوص عليها في مدونة التجارة رقم . 70.20
وبالرجوع إلى صبغة الفصل 8من قانون املحدث للمحاكم اإلدارية رقم 71.20الصادر
سنة ، 2771بالبث في جميع المنازعات اإلدارية المتعلقة بتحصيل الديون العمومية ،وصراحة
الفصل 22من م .ت .د .ع ،الذي ينص على اختصاص املحاكم اإلدارية في جميع المنازعات التي
تنشأ عن تطبيق قانون 79.20ومن تم فقد منحت الوالية العامة للمحاكم اإلدارية للبث في جميع
المنازعات المتعلقة بتحصيل الديون العمومية إال ما استثنى بنص صريح ،كما هواألمرفي حجز
وبيع األصل التجاري ،حيث اسند االختصاص فيه ومن باب االستثناء للقضاء التجاري ،ومن
ثم يثارإشكال بخصوص الجهة املختصة بإصدارالحكم ببيع األصل التجاري.
وأجاب املجلس األعلى – سابقا -محكمة النقض – حاليا -أن حجز األصول التجارية
وبيعها تطبق عليها مقتضيات القانون 70.20والمتعلق ب م.ت.ج ،وذلك بإحالة صريحة من
المادة 82من القانون 20.79المتعلق بمدونة تحصيل الديون العمومية وأن املحكمة التجارية
هي املختصة نوعيا بالبث في تقديم لرومية بيع األصل التجاري.183
183قرار صادر عن المجلس األعلى( سابق) ومحكمة النقض ( حاليا ) عدد 816المؤرخ في .4009/09/47ملف إداري عدد 4018
بتاريخ " .4009/08/02قرار غير ونشور".
131
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
قبل صدور م.ت.ج كانت التصرفات الواردة على األصل التجاري منظمة بمقتض ى ظهير
12دجنبر .1842721
فاألصل التجاري باعتباره ماال منقوال ،فإنه يدخل في الذمة المالية للتاجر ،لذلك فإنه
موضوع تصرفات قانونية .وأهم ما يميز القواعد القانونية المنظمة لعقد بيع األصل التجاري
هوطابعها الحمائي لجميع مصالح األطراف .فهناك مصالح األطراف المتعاقدة ومصالح األغيار
،أي دائني البائع.
يعد بيع االصل التجاري من العمليات الشائعة في املجال التجاري .185ويخضع هذا البيع
إلى االحكام العامة الواردة في قانون االلتزامات والعقود المغربي في الفصول من 228-198
باإلضافة إلى قواعد آمرة واردة في مدونة التجارة الجديدة في المواد من ، 201-82والذي قصد
بها المشرع المغربي حماية البائع نفسه وضمان استيفائه لثمن البيع ،وضمان حقوق المشتري
لكي ال يخدع في ذلك الثمن ،وأخيرا ضمان حقوق دائني البائع لكي ال يلجأ هذا األخيرإلى بيع أصله
فلسة وإخفاء ثمنه منهم ،في حين أن ذلك االصل غالبا ما يشكل الضمان الوحيد لحقوقهم.186
وعليه ،فإن م .ت .ج قد تعرضت ملجموعة من الشروط بمقتض ى المواد من 201-82
منها ،ويمكن إجمال هذه الشروط في ما يلي :
وجوب إيداع نسخة من العقد الرسمي أو نظير من العقد العرفي لدى كتابة الضبط
املحكمة التي يستغل في دائرتها األصل التجاري وكل ذلك داخل 20يوما من تاريخ العقد ،في حين
يقوم كاتب الضبط بنشر المستخرج المقيد بالسجل التجاري في الجريدة الرسمية أو إحدى
الجرائد املخول لها نشر اإلعالنات ،ويحدد هذا النشر بسعي من المشتري بين اليوم الثامن
والخامس عشربعد النشراألول ،وقد اعتبراملجلس األعلى – سابقا – ومحكمة النقض -حاليا
-أن عق بيع األصل التجاري ال يكون تاما إال بعد اكتما جميع الشروط .187لكن يطرح اشكال في
الو اقع العملي ،هل من الضروري أن يكون البائع مقيدا بالسجل التجاري حتى يكون له الحق
131
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
في تفويت أصله التجاري ؟ أجابت عن هذا اإلشكال محكمة االستئناف التجارية بالدارالبيضاء
في أحد أحكامها ،حيث جاء فيه " :إن تسجيل األصل التجاري بالسجل التجاري ال يعتبر حجة
قاطعة في مواجهة الغير ،بل مجرد قرينة بسيطة قابلة إلثبات العكس عمال بمقتضيات ظهير
الخاص بالسجل التجاري ".
استنادا إلى ذلك فإن منازعة الطاعن بكونه المالك الفعلي لألصل التجاري و إثباته لذلك
بتوصيل الكراء والضرائب وشهادة الشهود يوجب اعتباره المالك الفعلي.188
بالرجوع إلى م.ت .ج نجدها أنها أعطت للمشتري الحق في طلب إبطال عقد بيع األصل
التجاري أو التخفيف من الثمن خالل أجل سنة من تاريخ البيع ،متى كانت البيانات والمعلومات
الواردة في عقد البيع غيرصحيحة ،وذلك حسب المادة 18981من مدونة التجارة الجديدة .فيما
يتعلق بمحل العق أكد الفصل 09من ق .ل .ع المغربي على أن " :األشياء واألفعال والحقوق
المعنوية الداخلة في دائرة التعامل تصلح وحدها ألن تكون محال لاللتزام ،ويدخل في دائرة
التعامل جميع األشياء التي ال يحرم القانون صراحة التعامل بشأنها ".
ومن بين المنازعات التي يمكن أن تثار بسبب إبرام عقد بيع األصل التجاري ،نجد شرط
الكتابة الذي أثار جدال فقهيا وقضائيا بين من اعتبر كتابة انشاء العقد ،حيث برجوعنا للمادة
82من م .ت .ج 190نجدها جاءت على طبيعة الوجوب فيما يخص الكتابة ،لكن المستقرعليه
هو اعتبارالكتابة شرط إثبات وبالتالي الحفاظ على رضائية عقد بيع األصل التجاري ،حيث أن
المشرع إذا أراد ان تكون الكتابة إنشائية للعقد ألقر مخالفتها البطالن الذي يعتبر من النظام
العام ،مما يبين أن الكتابة في القانون المغربي وجوبية ولكن ليست إنشائية.
188حكم صادر عن المحكمة التجارية بالدار البيضاء في ملف عدد 78/8787بتاريخ " ، 8778 /07 /87منشور بمجلة المحاكم المغربية
العدد " ، 72ص.808،
189ينظر المادة 14من مدونة التجارة الجديدة رقم .79489
190تنص المادة 18من مدونة التجارة على أنه " يتم بيع األصل التجاري او تفويته أو كذا تقديمه حصة في شركة أو تخصيصه بالقسمة
أو بالمزاد ،بعقد رسمي او عرفي .ويدع ثمن البيع لدى جهة مؤهلة قانونا لالحتفاظ بالودائع.
ينص العق على :
-8اسم البائع وتاريخ عقد التفويت ونوعيته وثمنه مع تمييز ثمن العناصر المعنوية والبضائع والمعدات،
-4حالة تقييد االمتيازات والرهون المقامة على االصل،
-9وعند االقتضاء الكراء وتاريخه ومدته ومبلغ الكراء الحالي واسم وعنوان المكري،
-2مصدر ملكية األصل التجاري.
132
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
يقوم القانون التجاري على االئتمان 191الذي يعد عصب وروح التجارة .والرهن يعد من
أهم أدوات االئتمان التي نظمها المشرع المغربي ،وتجدر اإلشارة إلى أن الرهن نوعان :رهن
حيازي تنتقل في حيازة المال المرهون إلى الدائن المرتهن ويبقى تحت سيطرته إلى حين الحصول
على دينه ،وقد نظمه المشرع المغربي بمقتض ى الفصل 2281من ق .ل .ع ،192والمادة 210من
م .ح .ع . 193ورهن رسمي 194ومن بين اهم خصائصه بقاء حيازة المال المرهون تحت حيازة
المدين الراهن ،ذلك ان االئتمان لم يعد يقوم من أجل رغبة خاصة وهي االفتراض ،ولكن من
أجل اإلنتاج.
فاألصل التجاري كيفما كان الحال ال يمكن أن يتطورويستمردون دعمه باألموال الالزمة.
إال أنه مع ذلك فإن العالقة القائمة في إطار رهن األصل التجاري بين المدين والدائن قد تترتب
عنها نزاعات حادة تقض مضجع القضاء وتجمد مداد الفقه أمام قصور النصوص التشريعية
عن اإلجابة الصحيحة ،خاصة مع األهمية االقتصادية التي يكتنفها هذا الموضوع بالنسبة
للممارسة التجارية المغربية و انعكاساتها على االقتصاد الوطني.
وعليه ،فمن أجل صحة عقد رهن األصل التجاري ال بد من توفر شروط موضوعية (
الفقرة األولى )،وأخرى شكلية ( الفقرة الثانية ).
الفقرة األولى :المنازعات المتعلقة بالشروط الموضوعية لعقد رهن األصل التجاري
إن عقد رهن األصل التجاري يلزم توفر عاقديه على األركان العامة للتعاقد ،195وهكذا
يلزم توفر عنصر الرض ى وكذا محا العقد،كما يجب أن ينبني الرهن على سبب مشروع .إال أننا
191يعد االئتمان قوام التجارة وأساسها ،حيث ال يتصور قيام نشاط تجاري بدون ائتمان.
واالئتمان هو التنازل عن مال حاضر مقابل الحصول على مال في المستقبل ،وبعبارة اخرى هو تأجيل تنفيذ االلتزامات إلى -
وقت معين .واالئتمان بمعناه اللغوي واالقتصادي يعبر بصدق عن الثقة فالتاجر ال يمنح ائتمانا ،هو تاجر يمنح الثقة.
192ينص الفصل 8812من ق .ل .ع المغربي على ان " :الرهن الحيازي للمنقول يخول للدائن الحق في ان يحبس الشيء المرهون إلى
تمام الوفاء بالدين ،ان يبيعه عند عدم الوفاء به أن يستوفي دينه من ثمن المرهون عند بيعه وذلك باالمتياز واألسبقية على أي دائن أخر
".
193تنص المادة 829من مدونة الحقوق العينية على أنه ":الرهن الحيازي حق عيني تبعي يتقرر على ملك يعطيه المدين أو كفيله العيني
إلى الدائن المرتهن لضمان الوفاء بدين ويخول الدائن المرتهن حق حيازة المرهون وحبسه إلى ان يستوفي دينه.
تسري على الرهن الحيازي أحكام الرهن الرسمي إذا تعلق بملك محفظ".
194تنص المادة 869من مدونة الحقوق العينية على أن ":الرهن الرسمي حق عيني تبعي يتقرر على ملك محفظ أو في طور التحفيظ
يخصص لضما أداء دين ".
195ينص الفصل الثاني من ق .ل .ع على ان ":االركان الالزمة لصحة االلتزامات الناشئة من اإلرادة هي:
-8األهلية لاللتزام.
-4تعبير صريح عن اإلرادة يقع على العناصر األساسية لاللتزام.
-9شيء مخصص يصلح الن يكون محال لاللتزام .
133
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
لن نخوض كل هذه األركان بالتفصيل لكونها ال تثير إال القليل من االشكاالت والتساؤالت
القضائية .في حين سنأخذ على سبيل المثال شروط وجود األصل التجاري ،والذي يقصد بها
أن يكون هناك أصل بكل مكوناته وعناصره المادية والمعنوية التي تجعل منه قيمة اقتصادية
مستقلة بذاتها ،وذلك حسب التعريف الوارد في المادة 97من م .ت .ج .وهكذا ال يمكن إيقاع
رهن كل محل مخصص لممارسة مهنة حرة مثال ( املحاماة ،الهندسة )...باعتباره رهنا على أصل
تجاري ،وهوما أكدته املحكمة التجارية بمراكش 196بتشطيبها على سجل تجاري أنجزه مجموعة
من األطباء من أجل تأسيس شركة تجارية معللة حكمها بأنه يمنع على األطباء االستغالل
الجماعي للوسائل الالزمة لممارسة مهنتهم في إطارشركة تجارية.
ويبقى السؤال مطروحا حول إمكانية رهن األصل التجاري وهو لم يستوف جل عناصره ؟
وصيغة أخرى ،هل يمكن رهن أصل تجاري مستقبلي؟
بالرجوع إلى مدونة التجارة نجدها خالية من اإلجابة عن على هذه االشكالية ،وأمام غياب
نص صريح في المدونة السالفة الذكر ،فإنه يمكن الرجوع للقواعد العامة وخاصة منها
المنظمة للرهن الحيازي ،حيث نجد الفصل 2291من ق .ل .ع يؤكد أنه ليس هناك ما يمنع
من ان يكون محل العقد غير موجود ما دام من الممكن أن يوجد في المستقبل وكان قابال
للتعيين،كما إذا باع شخص منتجاته الصناعية قبل صنعها.
والمالحظ عل الو اقع العملي أن األبناك غالبا ما تقبل بإنجازرهون على األصول التجارية
المستقبلية.ويطرح إشكال أخر بالحالة التي يفقد األصل التجاري فيها أحد عناصره المكونة
والمشار إليها في المادة 209من م .ت .ج 197والمشمول بالرهن ،فهل هذا الفقدان يؤدي إلى
بطالن العقد ؟.
إن ما يالحظ بهذا الخصوص أن هناك تضاربا بين نصين قانونيين ،الفصل 209من
مدونة التجارة والفصل 0من ظهير 11ماي ، 2700كما أنه يثر عدة مشاكل على مستوى العمل
134
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
القضائي ،وفي هذا اإلطار نشير لقرار صادر عن محكمة االستئناف بالرباط .198إذ ال يكفي أن
يكون األصل التجاري موجودا وجودا فعليا،بل يجب أن يكون مملوكا من طرف المدين الراهن
بشكل فعلي كذلك ،ومعنى ذلك أن الرهن ال يمكن أن ينجز إال من طرف من له حق التصرف في
األصل التجاري ،إما بمقتض ى توكيل أو بصفة شخصية من طرف المالك نفسه ،وقد ساير
القضاء المغربي هذا التوجه بل ذهب إلى أكثر من ذلك حيث اعتبرأنه ال يكفي أن يكون الراهن
هو المسجل بالسجل التجاري بل يجب ان يكون هو المالك الفعلي، 199لكن ما الحل في حالة
ابرام الرهن من طرف شخص غير المالك لألصل التجاري ؟ في هذا اإلطار نجد اتجاه قضائي
يؤكد صحة هذا العقد شريطة إقراره من طرف المالك الحقيقي.200
الفقرة الثانية :المنازعات المتعلقة بالشروط الشكلية لعقد رهن األصل التجاري
يخضع رهن األصل التجاري للشروط واإلجراءات المنصوص عليها في م .ت .ج دون غيرها
( المادة ) 220وهي نفس اإلجراءات التي يخضع لها بيعه ،حيث يجب أوال أن يبرم عقد مكتوب
بذلك الرهن يوضح فيه تاريخ العقد واألسماء العائلية والشخصية لألطراف وموطنهم ،وعناصر
األصل التجاري المشمولة بالرهن ومبلغ الدين الذي يضمنه ،والشروط المتعلقة بالفوائد
واالستحقاقات ( المادتان 208.211من م .ت .ج ) ويستحسن التصديق على اإلمضاءات ،ويجب
ان يسجل العقد لدى مصلحة التسجيل ألنه بدون ذلك سيرفض كاتب ضبط املحكمة تسجيله
في السجل التجاري. 201
فمعنى ذلك أنه يلزم تحريرعقد كتابي إلثبات الرهن ،هذا العقد يجب أن يتوفرعلى عدة
عناصر مثل أسماء وألقاب وموطن األطراف ونوع األصل التجاري ومبلغ الدين المضمون
بالرهن ،وتعيين األصل المذكوروعند االقتضاء الفروع التابعة له مع اإلشارة بدقة إلى العناصر
198قرر صادر عن محكمة االستئناف بالرباط بتاريخ 8776/88/09ملف مدني تحتى عدد " .89727 /72قرار غير منشور ".
199قرر صادر عن محكمة االستئناف بالدار البيضاء بتاريخ ، 8778/07/87منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد 72مارس /إبريل
، 87799ص .808 ،
200قرار صادر عن المجلس األعلى – سابقا – ومحكمة النقض – حاليا -عدد 17-8647بتاريخ " ، 8774/9/6قرار غير منشور ".
201فؤاد معالل "،شرح القانون التجاري المغربي الجديد ،الجزء األول – نظرية التاجر والنشاط التجاري ،دار األفاق المغربية لنشر
والتوزيع ،الطبعة الثالثة "، 4007ص .482،
135
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
المكونة لها والتي ال يشملها الرهن وطبيعة العمليات التي يباشرها كل من األصل والفروع ،
ومقرها بصرف النظرعن جميع البيانات األخرى التي من شأنها التعريف بها.202
أما فيما يخص تسجيل وشهر األصل التجاري ،فهو إجراء مهم يتم من خالله إعطاء
القيمة القانونية له ويحميه من أي منازعة مرتقبة ،وهذا ما أكدته محكمة االستئناف التجارية
بمراكش في أحد قراراتها الذي جاء فيه " :يقتض ي الرهن وجود عقد وتسجيله على الوجه
القانوني إن اقتض ى الحال تجديد هذا الرهن ،إما استصدار حكم باألداء وبيع األصل التجاري
فعال يفيد أن املحكوم له يتمتع برهن على األصل التجاري المبيع ليكون له حق االمتيازعلى باقي
،تجدر اإلشارة إلى أن تسجيل األصل التجاري يستوجب توفر حسن النية الدائنين اآلخرين203
وإال تعرض صاحب الرهن لعقوبات منصوص عليها في المادة 21من م .ت .ج.204
ويلعب التسجيل دورا مهما في حماية حقوق الدائنين المرتهنين وكذا األغيار،وبالتالي نفي
احتمال تواطؤ طرفي عقد رهن األصل التجاري على إخفاء الرهن على الغيرواحتمال تعامل الغير
مع الراهن بحسب خلوه من الرهن ثم مفاجئته بعد ذلك بقيد الرهن.
عقد التسيير الحر لألصل التجاري هو عقد حديث نسبيا ،إذ لم ينظمه ظهير 12دجنبر
2721الذي اقتصرفي تنظيمه للتصرفات القانونية التي ترد على األصل التجاري ،حيث بقي هذا
العقد في إنشائه وتنفيذه وإنهائه للقواعد العامة المتعلقة بالكراء المنصوص عليه ضمن
قانون االلتزامات والعقود ،وكان ال بد من االنتظار إلى حين صدور م .ت .ج سنة 2772من أجل
تقنين هذا العقد بمقتض ى األحكام التي نظمت بها األصل التجاري والعقود التي ترد عليه ،حيث
أفردت له سبع مواد من 201إلى .205208
202سعاد بنور "،النظام القانوني للت اجر ،وفق أخر المستجدات القانونية واالجتهادات القضائية ،شروط اكتساب صفة التاجر –األعمال
التجارية -التزامات التاجر –األصل التجاري –نظام المقاول الذاتي ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ن الطبعة األولى ، "4086ص
.944،
203قرر صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش تحت رقم 894بتاريخ 4007/04/1فيم ملف رقم " ، 06/84/470منشور
بمجلة المحاكم التجارية العدد الثالث والرابع ،فبراير ،4007ص". 41،
204تنص المادة 62من م .ت .ج .على أنه " :يعاقب بالحبس من شهر إلى سنة وغرامة تتراوح بين 8000و 90000درهم أو بإحدى
هاتين الع قوبتين فقط كل من أدلى بسوء نية ببيان غير صحيح قصد تسجيله أو تقييده بالسجل التجاري.
يأمر الحكم الصادر باإلدانة بتصحيح البيان الخاطئ بالشكل الذي يحدده".
205سعاد بنور ،م ،س ،ص .909 ،
136
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
وعقد التسيير الحر يحقق مصلحة مالك األصل التجاري الذي تقوم حاجته في االلتجاء
إلى هذا العقد ،عندما يتعذر عليه استغالله نفسه ألسباب و اقعية أو قانونية ،وكذلك يحقق
مصلحة المسير الحر بحيث يمكنه من ممارسة التجارة على الرغم من عدم توفره على أصل
تجاري ،أنه يتيح له الفرصة من أجل االحتكاك بالتجارة المتالك أصل تجاري في المستقبل لما
يوفره له هذا العقد من مزايا االستقالل في ممارسة التجارة واالحتفاظ بأرباح األصل التجاري
لحسابه الخاص.
ومن بين أهم المنازعات التي يمكن ،أن تثار هي عدم التزام مكري األصل التجاري بأداء
الوجيبة الكرائية التي تربطه عالقة كرائية ينظمها ظهير 11ماي ، 2700وإال فمن حق مالك
العقارالمطالبة باإلفراغ دون أن يؤدي تعويضا ،وهوما ذهبت إليه محكمة االستئناف التجارية
بمراكش ،206وكذلك من االلتزامات الملقاة على عاتق المكري تجديد كراء املحل التجاري الذي
يستغل فيه األصل التجاري ،باعتبارأن تجديد عقد الكراء من بين االلتزامات الملقاة على عاتق
مالك األصل التجاري ،بحيث أنه ملزم أن يبادر عند توصله بإنذارمن قبل مالك العقارفي إطار
ظهير 11ماي 2700إلى سلوك اإلجراءات المنصوص عليه في الظهير السالف الذكر ،وذلك
الستمرار المسير الحرفي استغالل أصله التجاري،وبمفهوم املخالفة فإن عدم تجديد عقد
الكراء يعني اختفاء األصل التجاري ،وبالتالي انقضاء التسيير الحرلهذا األخير.
وقد أعطى المشرع المغربي للمسيرالحرفي في إطارهذا العقد الحق في تقديم طلب لمالك
األصل التجاري لتجديد عقد الكراء الذي يربطه بمالك العقارالذي يستغل فيه األصل التجاري
.ومن بين المنازعات التي يمكن أن تثاربسبب هذا العقد ،االخالل بأحد االلتزامات الملقاة على
عاتق المكري وهي عدم المنافسة للمسيرالحربعد إبرام العقد.
وتعتبرالمنافسة إحدى مقومات العمل التجاري القائم على حرية التجارة التي يحقق من
خاللها لكل تاجر اتباع الوسائل الناجحة الجتذاب الزبناء ولو أدى ذلك اإلضرار بالغير شريطة
أن تكون المنافسة مشروعة ،ألن إقرار حرية المنافسة بدون ضوابط يؤدي حتما إلى نتائج
206قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش بتاريخ ، 4007/09/89رقم ، 464رقم الملف " ، 4006 917قرار غير
منشور ".
137
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
عكسية خصوصا أمام تطور التجارة ،وهو ما جعل المشرع يتدخل من أجل تنظيم هذه
المنافسة.
تترتب على رهن األصل التجاري مجموعة من اآلثار القانونية التي تخول للدائنين
المقيدين حقوقا عليه ،كضمانة حق األولوية أوحق االمتيازوحق التتبع ،باإلضافة إلى ضمانات
أخرى أتت بها م .ت .ج تتوخى من خاللها إخبار وإعالم الدائنين المقيدين ضد بعض املخاطر
التي قد يتعرضون لها والناجعة إما عن نقل األصل التجاري أو تغييرالنشاط أو فسخ عقد كراء
املحل التجاري.
وعليه ،إن الحديث عن آثار األصل التجاري .تقتض ي منا التطرق آلثار المدين الراهن (
المطلب االول ) ،ثم الدائن المرتهن ( المطلب الثاني ) ،كأطراف للعالقة التعاقدية ،ومادام ان
هذا الرهن يتم تقييده في السجل التجاري فإن آثاره تمتد إلى الغير( المطلب الثالث ).
من أهم آثار الرهن بالنسبة للمدين الراهن بقاء األصل التجاري في حيازته ،حيث يستمر
في استغالل أصله رغم رهنه، 207أن هذا الحق مطلق حيث ال حق للدائن أن يدخل في تسيير
األصل التجاري أو المر اقبة في طريقة استثماره.208
إن رهن األصل التجاري باعتباره من الرهون دون التخلي عن الحيازة ،فهو بالتالي ال
يقتض ي نزع المال الضامن من يد المدين بل يبقيه بين يديه تماما كما كان األمرقبل إبرام العقد
،209ويظل على رأس تجارته ويستثمره عن طريق االستثمار العادي ،فال يتخلى عنه للدائن
المرتهن وال لغيره ،األمر الذي يترتب عنه احتفاظ المالك بجميع حقوق اإلدارة والتصرف في
207مصطفى كمال طه " ،القانون التجاري ،مطبعة الدار الجامعية ،الطبعة األولى سنة ،" 8711ص.692 ،
208العربي الغر مول ،حماية الدائن المرتهن في األصل التجاري ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية ،جامعة محمد الخامس -أ كدال ،السنة الجامعية ، " 4008 - 4000ص .26 ،
209علي البارودي "،العقود وعمليات البنوك التجارية ،مطبعة منشأة المعارف االسكندرية ،دون ذكر تاريخ الطبعة " ،ص.844،
138
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
إن عقد رهن األصل التجاري ينشأ في حق المدين الراهن التزامات أساسية ،وهي التزامات
واردة إما بمقتض ى مدونة التجارة أو في بعض القوانين األخرى ،في حين أن المدين الراهن يكون
ملزما بالحفاظ على المال المرهون ( أوال ) تحث طائلة التعرض لعقوبات جنائية ومدنية ( ثانيا
).
يأتي االلتزام بالحفاظ على المال المرهون تطبيقا للقاعدة القائلة ":حيث يكون ألكثرمن
شخص حق على ش يء فإنه من بيده هذا الش يء يلتزم باملحافظة عليه .فما دام المدين الراهن
يبقى واضعا يده على األصل التجاري مع من سيتبع ذلك من إدارة وتسيير ،فإنه ينبغي عليه أن
يتا بع االستثماربكيفية عادية ويمتنع عليه القيام بأي عمل من شأنه أن ينقص من قيمة الش يء
المرهون ،وهو ما أكده الفصل 2297من ق .ل .ع. 212
ومن بين أبرز وجوه االلتزام بالحفاظ الصيانة والقيام بنفقات الحفاظ كدفع الضرائب
والتكاليف بحسب طبيعة المال المرهون واالنتظام في دفع وجيبة الكراء حتى ال يطالبه المكري
210سناء الترابي "،رهن األصل التجاري بين النظرية والتطبيق ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة فقي قانون االعمال ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد األول وجدة ،السنة الجامعية ، " 4008- 400،ص .27 ،
211سمية القليوبي "،شرح العقود التجارية ،مطبعة جامعة القاهرة والكتاب الجامعي ،طبعة سنة ، 8717ص.204،
212ينص الفصل 8877من ق .ل .ع على أنه ":من أنشأ رهنا ال يحق له ان يجري أي فعل من شأنه أن ينقص من قيمة المرهون كما
كانت عليه عند إبرام الرهن وال ان يمنع من مباشرة الحقوق الناشئة على الرهن لصالح الدائن ."...
139
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
بفسخ عقد الكراء ،والذي من شأنه أن يكون له تأثير سلبي على قيمة األصل التجاري،كما يمنع
عليه تعمد إغضاب العمالء إذ يمكن أن يؤدي بفعله هذا إلى اإلطاحة بقيمة األصل.
إال انه قد يثارتساؤل حول طبيعة هذا االلتزام ،فيما إذا كان التزاما ببذل عناية أو تحقيق
نتيجة ؟ فقد ذهب بعض الفقه إلى أن التزام الراهن هنا هو ببذل عناية ال ببلوغ غاية وهي عناية
الرجل المعتاد .213ولضمان احترام المدين الراهن لاللتزام باملحافظة على المال المرهون فإن
المشرع المغربي أقرجزاءاته عند اإلخالل به.
لحماية حقوق الدائنين المقيدين ضد تصرفات المدين غير العادية والماسة باألصل
التجاري بكيفية تؤدي إلى االنقاص من قيمته ،أوجد المشرع المغربي جزاءات مدنية وزجرية
رادعة لتلك التصرفات:
-2الجزاء المدني
لتالفي اإلضرار باألصل التجاري المرهون خصوصا في حالة إخالل المدين بواجبه في
املحافظة على عناصر األصل ،وما قد يؤدي ذلك من انقاص في ضمانات الدائن فإن المدين
يتحمل تبعة خطيرة ،تتمثل في سقوط أجل الدين المضمون بالرهن وصيرورته حال األداء
خصوصا إذا ترتب عن التصرف السيئ تعيب األصل التجاري ،ما لم يقدم المدين لدائنه ضمانا
أخريعادل أو يكمل الضمان االول عمال بمقتضيات الفصل 2281من ق .ل.ع.214
- 1الجزاء الجنائي
إن الجزاء المدني قد يكون غير كاف في غالب األحيان ألن المدين الراهن قد يكون س يء
النية ،لذلك شدد المشرع المغربي على االلتزام بالحفاظ على المال المرهون وجعل خرقه
مخالفة جنائية ،وذلك طبقا للفصل 010من القانون الجنائي ،حيث قض ى بما يلي ":الرهن
213أحمد سالمة "،الرهن الطليق ،مقال منشور بمجلة العلوم القانونية واالقتصادية ،العدد األول ،السنة 88يناير ،" 8767ص.490،
214ينص الفص 8819من ق .ل .ع على ما يلي ":إذا هلك الشيء المرهون أو تعيب بفعل المدين ذان للدائن أن يطلب الوفاء بحقه
على الفور ،حتى لو كان مضافا إلى اجل لم يحل بعد ،وذلك ما لم يقدم له المدين ضمانا أخر معادال أو يكمل له الضمان ".
141
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
يبدد أو يتلف عمدا شيئا مملوكا له رهنه في دين أو على غيرة يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس
سنوات وغرامة من مائة وعشرين إلى خمسمائة درهم ".
ولكي يقع المدين تحت طائلة هذا الفصل يجب أن يثبت تو افر نية الغش في تصرفه ،
وتطبق نفس العقوبة على الغير المشارك في الجريمة طبقا للفصل 012من ق .ج ،215حيث
بمقتضاه مدد المشرع المغربي هذه العقوبة إلى زوج أو أصل أو فرع الراهن إذا ساعدوه في ذلك
التبديد أو االتالف أو محاولة ذلك.
والمشرع المصري بدوره أقرعقوبة جنائية طبقا للمادة 28من قانون 2710حيث قض ى
بأن " :كل من بدد أو أتلف عمدا إضرار بالغير مهمات أو آالت أو أثاث املحل المرهون يعاقب
بالعقوبة المقررة في المادة 112من قانون العقوبات – تلك العقوبة المقررة على ارتكاب خيانة
االمانة وهي الحبس والغرامة التي ال تتجاوز مائة جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين إذا ما بدد
الراهن األشياء المرهونة. 216
يكتس ي الدائن المرتهن بمقتض ى رهن األصل التجاري حق امتياز على هذا األخير لمدة
خمس سنوات من تاريخ التسجيل قابلة للتجديد قبل انقضاء هذه المدة ،علما بأن لكاتب
الضبط أن يقوم بالتشطيب تلقائيا على التقييد إذا لم يقع تجديده ( المادتان 207و 210من
م .ت .ج.).
وحق االمتياز هذا يخول للدائن المرتهن حق إعالمه بكل تغيير يطرأ على وضعيته
القانونية (الفقرة األولى) ،وحق استيفاء دينه من ثمنه باألولوية على باقي دائني المدين ( الفقرة
الثانية)،ويخول له كذلك حق تتبع هذا األصل بين يد أي كان ( الفقرة الثالثة ).
215ينص الفصل 946من ق .ج المغربي على أنه ":في الحاالت المشار إليها في الفصلين السابقين ،يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس
سنوات وغرامة من مائة وعشرين إلى خمسمائة درهم من أخفى عمدا األشياء المبددة ،و تطبق نفس العقوبة على زوج أو أصل أو فرع
المحجوز عليه والمقترض أو الراهن إذا ساعدوا في تبديدها أو اتالفها أو في محاولة ذلك ".
216للتوسع أكثر أنظر مؤلف سمية القيلوبي " ،شرح العقود التجارية ،مطبعة جامعة القاهرة ،والكتاب الجامعي ،طبعة سنة ."8717
141
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
بالنظر إلى أن األصل التجاري المرهون يظل في حيازة المدين الراهن ،فقد حرص
المشرع على ضمان حق الدائن المرتهن في اإلعالم ومعرفة كل التغييرات التي يمكن أن ترد على
األصل التجاري والتي ،من شأنها المساس بالضمان الذي يوفره للدائن المرتهن .وتتمثل أهم
حاالت اإلعالم التي نص عليها القانون في :
ففي حالة تغيير مقر األصل التجاري ،أي نقل مكان استقبال نفس زبناء األصل محل
الرهن ،فإنه يجب على الراهن أن يخطرالدائنين المرتهنين بذلك وبالمقرالجديد داخل 20يوما
على األقل قبل النقل ( 222م ، 217) 2/وعندئذ على الدائن المرتهن داخل خمسة عشريوما من
اإلخطار أو ثالثين يوما من علمه بالنقل أن يطلب التنصيص بهامش قيد الرهن في السجل
التجاري على المقر الجديد ،إذا تم نقله إلى دائرة محكمة أخرى عليه أن يعيد تقييد رهنه من
تاريخه األصلي بسجل تلك املحكمة مع بيان المقر الجديد .فإذا أغفل الدائن ذلك أمكن
للمحكمة أن تقض ي بإسقاط امتيازه إذا تبث أنه تسبب بتقصيره ذلك في إلحاق ضرربالغيرالذي
وقع تغليطه بشان الوضعية القانونية لألصل التجاري ( م . 218) 1/222
والمقصود هنا بنقل مقر األصل التجاري المرهون ،تغيير مكان التواصل مع زبناء ذلك
األصل ،أما إذا تغير الزبناء فإننا بصدد إحداث أصل تجاري جديد ،وهذا غير معني بالرهن حتى
يكون معني باإلعالم .وليس من الضروري للقول بقيام نقل مقراألصل التجاري المرهون انتقال
مكان استغالله خارج الدائرة القضائية لمكان التسجيل ،فالنقل يعتبر محققا ولو تم داخل
نفس المدينة أو ضمن نفس الحي.219
ثانيا :حالة إقامة مالك املحل التجاري دعوى فسخ عقد الكراء
217تنص الفقرة األولى من المادة 888من مدونة التجارة على أنه " :في حالة نقل األصل التجاري ،تصبح الديون المقيدة مستحقة األداء
بحكم القانون إذا لم يقم مالك األصل التجاري خالل خمسة عشر يوما على األقل قبل النقل بإعالم الدائنين المرتهنين برغبته في نقل األصل
التجاري وبالمقر الجديد الذي يريد أن يستغله فيه" .
218تنص الفقرة الثانية من المادة 888من م .ت .ج على أنه " :يجب على البائع أو الدائن المرتهن خالل خمسة عشر يوما من تاريخ
إخطاره أو الثالثين يوما التالية لعلمه بالنقل أن يطلب التنصيص بهامش التقييد الموجود على المقر الجديد الذي انتقل إليه األصل التجاري
،ويجب عليه أيضا إذا تم نقله إلى دائرة محكمة أخرى أن يطلب إعادة تقييده األول في تاريخه األصلي بسجل المحكمة التي نقل إليها مع
بيان المقر الجديد"...
219فؤاد معالل ،م ،س ،ص .402،
142
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
حيث أنه إذا أقام المالك دعوى فسخ كراء العقار الذي يستغل فيه األصل التجاري
المثقل بالتقييدات ،وجب عليه أن يبلغ طلبه إلى الدائنين المقيدين سابقا في الموطن املختار
المعين في تقيد كل منهم ،وعندئذ ال يمكن للمحكمة أن تصدرحكمها بالفسخ إال بعد ثالثين يوما
من هذا التبليغ ،ونفس الش يء قرره المشرع بالنسبة للفسخ الرضائي للكراء الذي يصبح نهائيا
إال بعد ثالثين يوما من تاريخ تبليغ الدائنين في الموطن املختارلكل منهم (م . 220)221
والغاية من إعالم مكري العقار للدائن بفسخ عقد الكراء ،هو أن يتمكن هذا األخير من
الدفاع عن حقوقه واملحافظة على عناصراألصل التجاري التي ستتأثربفسخ عقد الكراء ،وذلك
إما بتحقيق الرهن أو التدخل في مسطرة الفسخ كعرض أداء واجبات الكراء .221وفي حالة إخالل
المكري بواجب اإلعالم قامت مسؤوليته التقصيرية ،والتزم بتعويض الدائن عن األضرار التي
يمكن أن تلحق به من جراء فسخ عقد الكراء. 222
ففي حالة التنفيذ على بعض عناصر األصل التجاري المرهون بشكل مستقل من قبل
الغير بموجب حجز تنفيذي أو في إطار البيع القضائي لألصل ،فإن ذلك البيع ال يمكن أن يتم إال
بعد عشرة أيام على األقل من إخطارالدائنين المرتهنين الذين أجروا تقييدهم خمسة عشرعلى
األقل من اإلخطار المذكور .ولكل دائن مرتهن عندئذ أن يرفع دعوى خالل عشرة أيام إلى
املحكمة التي يستغل األصل التجاري في دائرتها ترمي إلى بيعه برمته( المادة 210من م .ت .ج
).223
وواضح أن القصد مما قرره المشرع المغربي هنا إتاحة الفرصة أمام الدائنين المرتهنين
لتفادي إنقاص قيمة األصل التجاري المرهون نتيجة تفتيت عناصره ،من خالل تقديم دعوى
البيع اإلجمالي لألصل حفاظا على وعاء ضمانهم .224
143
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
رابعا :حالة الحكم ببيع األصل التجاري تحقيقا المتيازالبائع أو تحقيق رهن ثاني
بخصوص هذه الحالة على عون التنفيذ أن يخطر باقي الدائنين المرتهنين في األيام
العشرة األولى من تاريخ تبليغ الحكم إلى أطر افه ويجدد هذا اإلخطار في األيام العشرة األخيرة
إلجراء المزايدة ويستدعيهم للحضورفيها ( المادة )222وذلك حتى يتسنى لهم اقتضاء حقوقهم
وفق ترتيبهم.225
بخصوص هذه الحالة أوجب المشرع على السنديك أن يشعر شخصيا الدائنين
المرتهنين بفتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية في حق مدينهم ،حتى يتسنى لهم التصريح
بديونهم من أجل إدراجها في الئحة الديون ( المادة 282من م .ت .ج ).226
يترتب على إنشاء الرهن إعطاء الدائن المرتهن حق األولوية في استيفاء دينه من ثمن
األصل التجاري في حالة عدم وفاء المدين به ،وذلك في مواجهة دائني هذا األخير العاديين أو
دائينيه المرتهنين الذين سجلوا رهنهم في تاريخ الحق ( المادتان 220-207من م .ت .ج ) ،وهو
يتمتع بهذا الحق حتى لوكان قد تم فتح مسطرة التسوية القضائية في حق المدين الراهن ،حيث
له ان يستوفي دينه عن طريق تحقيق الرهن دون أن يكون لمسطرة التسوية أو التصفية
القضائية أي أثر ،ا للهم إعطاء السنديك حق أداء الدين بإذن من القاض ي المنتدب السترجاع
األصل التجاري إلى التفليسة ( المادة 212من المدونة ) . 227
ّ
وبالرغم من حق األولوية الذي يعطيه الراهن إلى الدائن المرتهن ،فإنه يالحظ كونه يشكل
ضمانة ضعيفة للديون عامة ،ويرجع ذلك من ناحية أولى إلى تخلف رتبته بالنسبة للديون
144
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
الممتازة ، 228ومن ناحية ثانية إلى أنه عند توقف المدين عن الوفاء بديونه ،فإنه غالبا ما يفقد
األصل التجاري قيمته االقتصادية ،ألنه لو لم يكن المدين يعاني من صعوبات في استثماره له
لكان قد استمرفي الوفاء بديونه ،وهذا يعني أن هناك حظوظا كبيرة في أن ينفد الدائن المرتهن
على األصل التجاري ال يكفي قيمته للوفاء.229
يتمتع الدائن المرتهن بحق التتبع ،ويعني ذلك تتبع األصل التجاري في أي يد انتقل إليها
حال خروجه من يد المدين الراهن ،حيث إن امتياز الدائن المرتهن يتبع األصل التجاري أينما
وجد ( م ،230)211إذ يمكن للدائن تتبع األصل المذكور والتنفيذ عليه وهو بين يد المشتري
،وذلك ألن األصل التجاري مال معنوي ال تنطبق عليه قاعدة الحيازة في المنقول سند الملكية
،وألن المشرع المغربي افترض بذلك أن المشتري كان بإمكانه أن يتعرف على وضعية األصل
التجاري ما دام رهنه مقيدا في السجل التجاري .ولتفادي أن يتم التنفيذ على األصل وهو بين
يدي المشتري فقد منح المشرع لهذا األخيرإمكانية تطهيراألصل من الديون المقيدة وذلك عن
طريق إعالم الدائنين المرتهنين بالبيع وتصريحه لهم باستعداده للوفاء الفوري للديون المقيدة
في حدود الثمن الذي قدمه دون تمييز الديون الحالة وغير الحالة ،ويتمتع المشتري باآلجال
والمهل الممنوحة إلى المدين األصلي ،كما يراعي تلك التي التزم بها هذا األخيرما لم تنص سندات
على خالف ذلك.
مراعاة لحقوق الدائنين العادين فإن المشرع رتب على رهن األصل التجاري أن أعطاهم
الحق متى كانت ديونهم مترتبة عن استغالل ذلك األصل ،أن يطلبوا إسقاط تلك الديون( المادة
222الفقرة ما قبل األخيرة ) بحيث تصبح مستحقة األداء عل الفور .231ومما يالحظ أن المشرع
خص ديون معينة بهذا المقتض ى ،وهي فقط الديون التي ترتبت عن استغالل األصل التجاري
228إذا حسب الفصل 8421من ق .ل .ع " :فإن الديون الممتازة لها االولوية في األداء على الديون المضمونة برهن رسمي ،والديون
الممتازة على كل المنقوالت هي – مصروفات الجنازة – مصروفات العالج في مرض الموت – المصروفات القضائية – واألجور
والتعويضات عن العمل – تعويضات المصاب في حادثة الشغل – الديون المستحقة للصندوق الوطني للضمان االجتماعي ".
229فؤاد معالل ،م ،س ،ص . 489 - 484 ،
230تنص المادة 844من م .ت .ج على أنه " :يتبع امتياز البائع أو الدائن المرتهن األصل التجاري حيثما وجد ".
231فؤاد معالل ،م ،س ،ص .487 ،
145
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
،أما الديون التي اقترضها مالك األصل التجاري ألسباب غيراستغالل األصل فال يمكن أن تسقط
آجال استحقاقها نتيجة تقيد رهن األصل التجاري ،وعلى ذلك مثال إذا باع مالك األصل أصله
وكان ثمن البيع مؤجل األداء وقيد رهنا لألصل التجاري بثمن البيع ،وكان لمشتري األصل
التجاري دائنون آخرون قبل تاريخ اقتناء األصل ،فإن هؤالء ال يمكن لهم المطالبة بسقوط أجل
استحقاق ديونهم ،ألنهم لم يقدموا تلك القروض الستغالل األصل التجاري الذي لم يكن مدينهم
( المشتري)يملكه عند االقتراض. 232
والهدف من ذلك هو حماية الدائنين العادين ( الغير ) من قيام التاجر بالحصول على
قروض كبيرة لقاء رهن األصل التجاري ضمانا لهذه القروض ،األمر الذي يعرضهم لخطر ضياع
ديونهم ،وقد أضاف المشرع المصري شرطا يتجلى في ضرورة أن يلحق الدائن العادي ضررمن
رهن األصل التجاري،233وهو ما لم يتطلبه المشرع المغربي وحسنا ما فعل ألن اشتراط حصول
الضرر يقيد حق الدائن العادي من إمكانية االستفادة من نص المادة 222من م .ت .ج كما
يرهقه بضرورة إثبات الضررالذي أصابه من ناحية أخرى.
وقد قصد المشرع المغربي من نص المادة 222في فقرتها ما قبل االخيرة حمل المدين
على التروي والتفكير قبل الرهن حتى ال يفاجأ دعا األمر ،بسداد الديون العادية قبل مواعد
استحقاقها مما يبعد وقوعه في الحرج في أغلب األحوال،234ويعتبر مقتض ى المادة المذكورة
أعاله خروجا عن القواعد العامة ،ذلك أن حق المدين من أجل ال يسقط بسب إضعاف
التأمينات،235وهو يكتس ي صبغة استثنائية مما يجب تفسيره بكيفية ضعيفة ،ومع ذلك يجوز
لهؤالء الدائنين العادين في حالة قيام تدليس في إنشاء الرهن المطالبة بإبطاله في ظل القواعد
العامة ،مع مالحظة تطبيق هذه المقتضيات نادرة الحدوث عمليا.236
146
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
وما تجدر اإلشارة إليه في أن حلول الدين يترتب بقوة القانون بمجرد توفر الشروط
السابقة حسب المادة 222من م .ت .ج ،بل ال بد من اللجوء إلى القضاء الستصدارحكم بذلك
،ويتم البث طبقا لمقتضيات الفقرة األخيرة من المادة 221من نفس المدونة.237
خاتمة :
لقد حاولنا من خالل هذه الدراسة المتواضعة التطرق للمقتضيات القانونية التي أقرها
المشرع المغربي لرهن األصل التجاري ،ذلك من أجل الوقوف على الطابع القانوني المعقد
لألصل،باعتباره ماال معنويا منقوال تجعله يثير العديد من االشكاالت العملية ،كما تتجاذبه
مواضيع متعددة ومتنوعة مما يميز كثرة القضايا المطروحة أمام محاكم المملكة ،ونظرا
لألهمية التي يوليها المشرع له فقد أحاطه كما سلف الذكر بمجموعة من النصوص القانونية
رغبة منه في استقرار المعامالت التجارية والسعي وراء تنمية حقيقية لالقتصاد الوطني كونه
يكون أداة أساسية بالنسبة للتاجر نظرا لقيمته الكبيرة في غالب األحيان ،حيث يلجأ مالك
األصل التجاري إلى طلب قروض من األبناك أو إلى فتح اعتماد مقابل ضمان منصب على هذا
األخير الذي يبقى في حوزة صاحبه ويستمر في استغالله بمطلق الحرية رغم احتفاظ الدائن
المرتهن بحقي التتبع واألفضلية ،في حالة ما إذا ألت ملكيته إلى أحد من الغير ،فإن التجربة
أثبتت أن رهن األصل التجاري ال يمثل سوى ضمان جدعرض ي،بالرغم من الخصوصيات
والمزايا الواردة أعاله ،ذلك أن قيمته تعتمد باألساس على طريقة استغالله لذلك كثيرا ما يكون
محطة انخفاضات كبيرة في قيمته ،األمرالذي يجعله يقدم ضمانات أقل من الرهن العقاري.
الئحة المراجع:
محمد لفروجي "،التاجر وقانون التجاري بالمغرب ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة
االولى .2779
أحمد اليوسفي البرقي " ،المضامين المعبرة ن األصل التجاري والمفاهيم االخرى املجاورة
له ،املجلة المغربية لالقتصاد والقانون المقارن ،العدد 11سنة .2770
237عبد المجيد غميجة " ،رهن األصل التجاري على ضوء االحكام الجديدة لمدونة التجارة ،مجلة المعيار ،العدد 42أكتوبر 8777
،مطبعة النصر بفاس " ،ص.20 ،
147
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
قانون رقم 20_ 70المتعلق بمدونة التجارة الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم -72-81
2المؤرخ في فاتح أغسطس ،منشوربالجريدة الرسمية عدد 1128بتاريخ 21أكتوبر ، 2772ص
.1289 ،
نورالدين لعرج " ،مبادئ القانون التجاري -،االعمال التجارية والتاجر– األصل التجاري
،مطبعة سليكي أخوين طنجة ،الطبعة الثانية – مارس ." 1021
محمد املحبوبي االدريس ي " ،عمل املحاكم التجارية ،بدايته اشكالية دراسة نقدية ( ،دون
ذكرالمطبعة) ،الطبعة األولى.
قرار صادر عن املحكمة االستئناف التجارية بفاس بتاريخ 2778/21/10في الملف رقم
11787تحت رقم عدد " 101قرقرغي منشور".
حكم صادرعن املحكمة التجارية بمراكش رقم 87/00بتاريخ 01غشت 2788ملف عدد
" .87/1102حكم غيرمنشور".
قرار صادر عن املجلس األعلى (سابق) ومحكمة النقض ( حاليا ) عدد 282المؤرخ في
.1001/01/19ملف إداري عدد 1082بتاريخ " .1001/02/01قرارغيرونشور".
حكم صادرعن املحكمة التجارية بالدارالبيضاء في ملف عدد 72/2929بتاريخ /09 /27
"، 2772منشوربمجلة املحاكم المغربية العدد " ، 91ص.202،
حكم صادر عن املحكمة التجارية بمراكش بتاريخ 2778/09/19وردت اإلشارة إليه في
مجموعة قانون االعمال "،عبد الفتاح بنوار،الطبعة األولى 1000مطبعة النجاح الجديدة ".
قررصادرعن محكمة االستئناف بالرباط بتاريخ 2772/22/01ملف مدني تحتى عدد /71
" .20717قرارغيرمنشور".
148
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
قرار صادر عن املجلس األعلى – سابقا – ومحكمة النقض – حاليا -عدد 89-2217
بتاريخ " ، 2771/0/2قرارغيرمنشور".
فؤاد معالل "،شرح القانون التجاري المغربي الجديد ،الجزء األول – نظرية التاجر
والنشاط التجاري ،داراألفاق المغربية لنشر والتوزيع ،الطبعة الثالثة . 1007
سعاد بنور "،النظام القانوني للتاجر ،وفق أخر المستجدات القانونية واالجتهادات
القضائية ،شروط اكتساب صفة التاجر–األعمال التجارية -التزامات التاجر–األصل التجاري
–نظام المقاول الذاتي ،مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء ن الطبعة األولى .1022
قرر صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش تحت رقم 211بتاريخ 1009/01/8
فيم ملف رقم " ، 02/21/190منشور بمجلة املحاكم التجارية العدد الثالث والرابع ،فبراير
،1007ص.". 18،
مصطفى كمال طه " ،القانون التجاري ،مطبعة الدار الجامعية ،الطبعة األولى سنة
." 2788
العربي الغر مول ،حماية الدائن المرتهن في األصل التجاري ،أطروحة لنيل الدكتوراه في
الحقوق ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد الخامس -أ كدال
،السنة الجامعية .1002 - 1000
علي البارودي "،العقود وعمليات البنوك التجارية ،مطبعة منشأة المعارف االسكندرية
،دون ذكرتاريخ الطبعة ".
149
2022 02 I S S N: 2737-8322
2024
سناء الترابي "،رهن األصل التجاري بين النظرية والتطبيق ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات
العليا المعمقة فقي قانون االعمال ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة
محمد األول وجدة ،السنة الجامعية . 1002- 100،
أحمد سالمة "،الرهن الطليق ،مقال منشور بمجلة العلوم القانونية واالقتصادية
،العدد األول ،السنة 22يناير." 2727
151
2022 02 I S S N: 2737-8322
)Powered by TCPDF (www.tcpdf.org