Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 29

‫‪2024‬‬

‫ﺭﻫﻦ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ :‬ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬


‫ﻣﺠﻠﺔ ﻗﺮﺍءﺍﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﺣﻠﻴﻤﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﻣﻲ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺨﻀﺮ‪ ،‬ﻋﻤﺮ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻉ‪27‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2024‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﻳﻨﺎﻳﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪124 - 150‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪1446612‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬

‫رهن األصل التجاري ‪ :‬المنازعات واآلثار‬


‫‪IslamicInfo‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1446612‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫‪Commercial Asset Mortgage : disputes and implications‬‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫تعد فكرة األصل التجاري حديثة العهد لم تظهر بمفهومها الحالي إلى في نهاية القرن ‪،28‬‬
‫أوحت بها الحاجة إلى إيجاد مكان مستقر يماس فيه التاجر نشاطه التجاري‪ ،‬ويعرض فيه‬
‫البضائع للمترددين مع حسن المعاملة وما يستدعيه من استعمال أدوات وأشياء وأسماء تميز‬
‫أصله التجاري عن غيره من املحالت‪ ،‬وما يتمتع به املحل من سمعة وغيرها‪ .‬حيث يكتس ي األصل‬
‫التجاري في الوقت الراهن أهمية بالغة باعتباره قوام الملكية التجارية والصناعية‪ ،170‬وذا قيمة‬
‫مالية خاصة تدورا أساسا حول عنصرالزبناء‪ ،‬ويدخل في الذمة المالية للتاجرويتطورفي الو اقع‬
‫االقتصادي والقانوني كغيره من األموال المعنوية‪ ،‬حيث يساهم في حركية السوق االقتصادية‬
‫على المنافسة‪.‬‬

‫© ‪ 2024‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ 170.‬محمد لفروجي‪ "،‬التاجر وقانون التجاري بالمغرب ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ، " 8777‬ص ‪.899 ،‬‬

‫‪124‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬

‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﺍﻟﺨﻀﺮ‪ ،‬ﻋﻤﺮ‪ .(2024) .‬ﺭﻫﻦ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ :‬ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ‪.‬ﻣﺠﻠﺔ ﻗﺮﺍءﺍﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻉ‪ .150 - 124 ،27‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪1446612/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﺍﻟﺨﻀﺮ‪ ،‬ﻋﻤﺮ‪" .‬ﺭﻫﻦ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ :‬ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ‪".‬ﻣﺠﻠﺔ ﻗﺮﺍءﺍﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔﻉ‪ .150 - 124 :(2024) 27‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪1446612/Record/com.mandumah.search//:http‬‬

‫رهن األصل التجاري ‪ :‬المنازعات واآلثار‬


‫‪Commercial Asset Mortgage : disputes and implications‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تعد فكرة األصل التجاري حديثة العهد لم تظهر بمفهومها الحالي إلى في نهاية القرن ‪،28‬‬
‫أوحت بها الحاجة إلى إيجاد مكان مستقر يماس فيه التاجر نشاطه التجاري‪ ،‬ويعرض فيه‬
‫البضائع للمترددين مع حسن المعاملة وما يستدعيه من استعمال أدوات وأشياء وأسماء تميز‬
‫أصله التجاري عن غيره من املحالت‪ ،‬وما يتمتع به املحل من سمعة وغيرها‪ .‬حيث يكتس ي األصل‬
‫التجاري في الوقت الراهن أهمية بالغة باعتباره قوام الملكية التجارية والصناعية‪ ،170‬وذا قيمة‬
‫مالية خاصة تدورا أساسا حول عنصرالزبناء‪ ،‬ويدخل في الذمة المالية للتاجرويتطورفي الو اقع‬
‫االقتصادي والقانوني كغيره من األموال المعنوية‪ ،‬حيث يساهم في حركية السوق االقتصادية‬
‫على المنافسة‪.‬‬

‫© ‪ 2024‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ 170.‬محمد لفروجي‪ "،‬التاجر وقانون التجاري بالمغرب ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ، " 8777‬ص ‪.899 ،‬‬

‫‪124‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫رهن األصل التجاري ‪ :‬المنازعات واآلثار‬


‫‪Commercial Asset Mortgage : disputes and implications‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تعد فكرة األصل التجاري حديثة العهد لم تظهر بمفهومها الحالي إلى في نهاية القرن ‪،28‬‬
‫أوحت بها الحاجة إلى إيجاد مكان مستقر يماس فيه التاجر نشاطه التجاري‪ ،‬ويعرض فيه‬
‫البضائع للمترددين مع حسن المعاملة وما يستدعيه من استعمال أدوات وأشياء وأسماء تميز‬
‫أصله التجاري عن غيره من املحالت‪ ،‬وما يتمتع به املحل من سمعة وغيرها‪ .‬حيث يكتس ي األصل‬
‫التجاري في الوقت الراهن أهمية بالغة باعتباره قوام الملكية التجارية والصناعية‪ ،170‬وذا قيمة‬
‫مالية خاصة تدورا أساسا حول عنصرالزبناء‪ ،‬ويدخل في الذمة المالية للتاجرويتطورفي الو اقع‬
‫االقتصادي والقانوني كغيره من األموال المعنوية‪ ،‬حيث يساهم في حركية السوق االقتصادية‬
‫على المنافسة‪.‬‬

‫‪ 170‬محمد لفروجي‪ "،‬التاجر وقانون التجاري بالمغرب ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ، " 8777‬ص ‪.899 ،‬‬

‫‪124‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫ونظرا ألهمية األصل التجاري فقد عرفته مختلف التشريعات تحت مصطلحات مختلقة‬
‫كاسم املحل التجاري في مصر والمتجر في سوريا والعراق واألردن والمؤسسة التجارية في لبنان‬
‫‪،‬في حين سماه المشرع المغربي باألصل التجاري‪.171‬‬

‫وقد عالج المشرع المغربي أحكام وقواعد األصل التجاري في البداية بمقتض ى ظهير ‪12‬‬
‫دجنبر‪ ، 2721‬ومدونة التجارة الصادرة في فاتح غشت ‪،1722772‬حيث أعاد تنظيمه في المواد من‬
‫‪ 97‬إلى ‪ 208‬من المدونة ‪،‬وفي هذا اإلطارتم تنظيم رهن األصل التجاري الذي يعد وسيلة ائتمان‬
‫قوية للتاجرحين يعمد إلى تخصيصه كضمانة عينية يخول الدائن حق األفضلية على ثمن أصل‬
‫التجاري المبيع ‪.‬‬

‫ولعل ما يميزهذا النوع من الضمانات هو احتفاظ المدين الراهن بحيازة أصله التجاري‬
‫واستمراره في استغالله‪ ،‬خالفا للقواعد العامة التي تقتض ي بتجريده من حيازة الش يء المقدم‬
‫كضمان للوفاء بااللتزام‪.‬‬

‫وعليه ‪،‬فإن الطابع القانوني المركب والمعقد في نفس الوقت لمفهوم األصل التجاري‬
‫باعتباره ماال معنويا منقوال تجعله يثيرالعديد من االشكاالت العملية وتتجاذبه مواضيع عديدة‬
‫ومتنوعة ‪،‬ويتجلى الطابع المركب لألصل التجاري في تنوع اإلطار القانوني بحيث نجد له عالقة‬
‫بمؤسسة السجل التجاري وله عالقة كذلك بالكراء التجاري المنظم بظهير‪ 11‬ماي ‪، 2700‬وله‬
‫عالقة أيضا بالملكية الفكرية والصناعية مما يفرزكثرة النزاعات المرتبطة به والدليل على ذلك‬
‫أن النصيب الكبير من القضايا التجارية المعروضة على محاكم المملكة تغزى إلى األصل‬
‫التجاري ‪،‬كما تنتج عن رهن األصل التجاري جملة من اآلثار القانونية سواء بين المتعاقدين أو‬
‫بالنسبة للغير‪.‬‬

‫وعليه ‪ ،‬يثار التساؤل حول المنازعات المتعلقة باألصول التجاري في ظل الفقرة‬


‫الخامسة من قانون إحداث املحاكم التجارية ‪،‬هل يقصد بها المنازعات المنصبة على األصل‬
‫التجاري كعقد بيعه ‪،‬أو رهنه أو تقديمه حصة في شركة أو التسييرالحرلألصل التجاري ؟ أم من‬

‫‪ 171‬أحمد اليوسفي البرقي ‪" ،‬المضامين المعبرة ن األصل التجاري والمفاهيم االخرى المجاورة له ‪ ،‬المجلة المغربية لالقتصاد والقانون‬
‫المقارن ‪ ،‬العدد ‪ 42‬سنة ‪ ،" 8779‬ص‪.98 ،‬‬
‫‪ 172‬قانون رقم ‪ 89_ 79‬المتعلق بمدونة التجارة الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ‪ 8-76-19‬المؤرخ في فاتح أغسطس ‪ ،‬منشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2281‬بتاريخ ‪ 89‬أكتوبر ‪ ، 8776‬ص ‪.4817 ،‬‬

‫‪125‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫الممكن إدخال النزاعات الناشئة عن تطبيق ظهير ‪ 11‬مايو ‪ 2700‬المتعلق بكراء االماكن‬
‫واألمالك المستعملة واملخصصة للتجارة والصناعة والحرف ضمن هذا االختصاص ؟ وكذلك‬
‫مختلف العناصرالمكونة لألصل التجاري؟ وما هي آثاررهن األصل التجاري ؟‬

‫ونظرا ألهمية األصل التجاري وما يثيره من منازعات عملية‪ ،‬وما يترتب عليه من آثار‬
‫قانونية‪ ،‬سنتطرق المنازعات المتعلقة بالتصرفات المنصبة على األصل التجاري‪ ،‬ونتعرض‬
‫آلثار رهن األصل التجاري‪ ،‬وذلك وفق التقسيم التالي‪ :‬المبحث األول ‪ :‬المنازعات المتعلقة‬
‫بالتصرفات المنصبة على األصل التجاري‪ .‬المبحث الثاني ‪ :‬آثاررهن األصل التجاري‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬المنازعات المتعلقة بالتصرفات المنصبة على األصل التجاري‬

‫خصصت مدونة التجارة الجديدة القسم الثاني من الكتاب الثاني ألهم العقود المتعلقة‬
‫باألصل التجاري ‪،‬وهي البيع والرهن وتقديمه كحصة في شركة وإكرائه للغيرأوما يسمى بالتسيير‬
‫الحرلألصل التجاري ‪،‬ذلك بمقتض ى المواد من ‪ 208_78‬من م‪.‬ت‪.‬ج‪.173‬‬

‫وعليه ‪ ،‬فنظرا لتطور دور األصل التجاري وأهميته في الحياة التجارية ‪ ،‬فقد أصبح هذا‬
‫األخيرمثله مثل العقارتنصب عليه مجموعة من التصرفات القانونية‪.‬‬

‫إال أن ما يهمنا في هذا اإلطار هو المنازعات المتعلقة ببيع األصل التجاري ( المطلب‬
‫االول) ‪،‬والمنازعات المتعلقة برهنه ( المطلب الثاني )‪،‬وتلك المتعلقة بالتسييرالحر( المطلب‬
‫الثالث) ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬المنازعات المتعلقة باألصل التجاري‬

‫‪ 173‬نور الدين لعرج ‪ " ،‬مبادئ القانون التجاري ‪ -،‬االعمال التجارية والتاجر – األصل التجاري ‪ ،‬مطبعة سليكي أخوين طنجة ‪،‬الطبعة‬
‫الثانية – مارس ‪ ، " 4084‬ص ‪.814 ،‬‬

‫‪126‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫يعتبرعقد البيع من بين أكثرالعمليات المألوفة التي ترد على األصل التجاري‪ 174‬بالمقارنة‬
‫القائل باختصاص املحاكم‬ ‫التشريع‪175‬‬ ‫مع باقي التصرفات االخرى من رهن أو كراء ‪،‬وأمام‬
‫التجارية بالنظر نوعيا في النزاعات المتعلقة باألصل التجاري‪ .‬يقتض ي منا االمر التطرق إلى‬
‫تجارية عملية بيع األصل التجاري‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬تنازع االختصاص في عملية بيع األصل التجاري‬

‫فبالرجوع للمادة ‪ 2‬من م‪ .‬ت‪ .‬ج ال نجد أدنى آثرلتجارية هذا العمل ‪،‬رغم أن الفقرة االولى‬
‫من المادة أعاله تنص على تجارية شراء المنقوالت من اجل بيعها أو تأجيرها من طرف تاجرعلى‬
‫وجه االعتياد واالحتراف‪ .‬واالجتهاد القضائي غني بخصوص هذا الموضوع نظرا لكثرة القضايا‬
‫المعروضة أمام املحاكم ‪ ،‬لكن القضاء يتردد كثيرا في اصباغ الصبغة التجارية مباشرة على‬
‫عمليات البيع التي تجري على األصل التجاري ‪ ،‬فتارة يستند إلى بيع السلعة بهذه الصفة ‪،‬وتارة‬
‫اخرى يستند للتبعية لتقرير تجاريته وخاصة إذا تصرف في األصل التجاري تاجر كان يستعمله‬
‫لتجارته أو يشتريه تاجر لالستعمال التجاري‪ . 176‬وتبقى إشكالية اختصاص املحاكم التجارية في‬

‫‪ 174‬إذا كانت الغاية العظمى من التشريعات ‪،‬منه التشريع الفرنسي قد أحجمت عن تعريف األصل التجاري ‪،‬ربما ألن وضع التعريف يعد‬
‫مبدئيا من اختصاص الفقه والقضاء ‪،‬خاصة إذا تعلق االمر بمؤسسة متعددة يشوبها كثير من الغموض كاألصل التجاري ‪،‬في حين تجرا‬
‫المشرع المغربي وعرفه بمقتضى المادة ‪ 77‬من م ‪.‬ت ‪.‬ج على أنه ‪ " :‬مال منقول معنوي يشمل جميع االموال المخصصة لممارسة‬
‫نشاط تجاري أو عدة انشطة تجارية "‪.‬‬
‫وعلي ‪ ،‬فاألصل التجاري هو مجموعة من العناصر المخصصة لممارسة النشاط التجاري – مادية كانت او بضائع والالت ‪، ...‬ومعنوية‬
‫كالزبناء وحق الكراء وحقوق الملكية الفكرية والصناعية ‪ ، ...‬والتي اجتمعت من أجل جلب الزبناء والحفاظ عليهم وتنميتهم‪.‬‬
‫وإذا كان لكل عنصر من الناصر المكونة لألصل التجاري كيانه القانوني الخاص به وقيمته االقتصادية الذاتية ‪ ،‬فإنه من مجموع العناصر‬
‫وعن طريق عملها مجتمعة تكون وحدة مستقلة قائمة بذاتها قي األصل التجاري الذي له بدوره كيانه القانوني المميز وقيمته االقتصادية‬
‫الذاتية‪.‬‬
‫وعلى ذلك فاألصل التجاري هو ‪:‬‬
‫مال منقول ‪ :‬يتكون هو نفسه من مجموعة االموال المنقولة المادية والمعنوية دون العقارات التي تعتبر مستبعدة من األصل التجاري‬
‫‪،‬وبالتالي فقد نشأت طبيعته المنقولة من أن كل ما لم يمنك اعتباره عقارا يعد منقوال‪.‬‬
‫وفي هذا االطار فال يجب الخلط بين األصل التجاري وبين العقار الذي يستغل فيه ‪ ،‬فاألصل التجاري مال منقول معنوي مستقل عن العقار‬
‫الذي في الغالب ما يكون مملوكا لشخص أخر ‪ ،‬كما هو الحال في الكراء التجاري بل حتى في الحالة التي يكون فيها التاجر مالكا للعقار‬
‫‪،‬فإن األصل التجاري يحتفظ مع ذلك باستقالله حيث يمكن بيعه أو رهنه أو كراء حق االستغالل للغير أو تقديمه حصة في شركة مع‬
‫احتفاظ التاجر بملكية عقاره‪ .‬كما يجب التفريق األصل التجاري وبين المنقوالت الموجدة في المحل التجاري ‪ ،‬بحيث ان زوال هذه‬
‫المنقوالت ال يؤدي إلى زوال األصل التجاري ‪ ،‬فبيع البضائع مثال أو التجهيزات األخرى المكونة للمقاولة ال يؤثر على األصل التجاري‬
‫ألن عناصره المعنوية مثل الزبناء واالسم التجاري والشعار أو العالمة التجارية او الصناعية وحق الكراء ما زالت موجودة‪.‬‬
‫مال معنوي ‪ :‬فهناك إجماع على طبيعة األصل التجاري كمال منقول معنوي ‪ ،‬حيث يتشكل األصل التجاري في جزء من‬ ‫‪-‬‬
‫مجموعة عناصر معنوية ‪،‬وهو ليس إال وحدة أموال تسمح بتجميع العناصر المتباينة ‪ ،‬لكنه يعتبر وحدة معنوية مستقلة عن‬
‫عناصره تخضع لنظام قانوني خاص يختلف عن النظام الخاص بكل عنصر‪.‬‬
‫‪ -‬األصل التجاري وحدة متجمعة مستقلة ‪ :‬حيث يظهر األ صل التجاري كوحدة متجمعة ‪ ،‬معنى أنه مجموعة من العناصر المتجمعة التي‬
‫يجب ان يؤخذ في مجموعها وليس بشكل فردي ‪ ،‬وال يعني ذلك أن المشتري لألصل التجاري يجب أن يشتري مجموع العناصر المكونة‬
‫له ( كالزبناء ‪ ،‬حق الكراء ‪ ،‬حق الملكية الفكرية‪ ، )..‬إنما مفهوم الوحدة المجتمعة يسمح بالنظر إلى األصل التجاري كوحدة مستقلة‬
‫باستقالل عن باقي عناصره‪.‬‬

‫‪ 175‬ينظر المادة ‪ 6‬من القانون المحدث للمحاكم التجارية الصادر في ‪ 84‬فبراير ‪.8777‬‬
‫‪ 176‬عز الدين بنستي ‪ " ،‬دراسات القانون التجاري المغربي األصل التجاري ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مطبعة النجاح ‪ ،" 4008‬ص ‪.99،‬‬

‫‪127‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫بعض النزاعات الناتجة عن عقد بيع االصل التجاري قائمة ‪،‬ونعني هنا الحالة التي يكون فيها‬
‫النزاع ذا طبيعة مدنية بالنسبة ألحد طرفيه‪،‬فبيع األصل التجاري من طرف شخص ال يستغله‬
‫أو يستعمله‪، 177‬وكذلك الشأن بالنسبة لبيع ورثة تاجرلألصل التجاري بعد وفاته ‪،‬ألن مثل هذا‬
‫البيع قد يدخل ضمن أعمال تصفية الشركة ‪،‬بل إننا نكون أمام حالة تنتفي فيها الصفة‬
‫التجارية ‪،‬ومما يؤكد الطابع المدني لهذه التصرفات المنصبة على االصل التجاري ‪،‬أن المشرع‬
‫يعتبر شراء األصل التجاري عمال تجاريا إذا قام به الشخص على سبيل االعتياد واالحتراف بنية‬
‫بيعه بذاته أو بعد تهيئته بتهيئة أخرى ‪،‬حيث تنص المادة ‪ 2‬من م‪ .‬ت ‪.‬ج على انه ‪ " :‬تكتسب صفة‬
‫التاجربالممارسة االعتيادية واالحتر افية لألنشطة التالية ‪:‬‬

‫‪ -2‬شراء المنقوالت بنية بيعها بذاتها أو بعد تهيئتها بتهيئة أخرى أو بقصد تأجيرها "‪.‬‬

‫فالمادة ‪ 2‬من م‪ .‬ت ‪.‬ج وإن لم تذكر األصل التجاري باالسم فإنها تحدث عن المنقوالت‬
‫المعنوية ‪ ،‬واألصل التجاري كما عرفه المشرع المغربي ‪ :‬مال معنوي منقول يشمل جميع‬
‫االموال املخصصة لممارسة نشاط تجاري أو عدة أنشطة تجارية‪. 178‬‬

‫كما أنه من الصعب تطبيق نظرية التبعية التجارية‪ 179‬على بيع األصل التجاري ‪ ،‬فالبائع‬
‫ال يقوم ببيع لألصل التجاري بمناسبة نشاطه التاجري ‪ ،‬كما انه بيعه لهذا االخير من شأنه ان‬
‫يفقده الصفة التجارية ‪ ،‬وذلك إذا كانت هذه الصفة مرتبطة باستغالل األصل التجاري‬
‫المذكور‪ ،‬كما أن المشتري ال يكتسب الصفة التجارية ملجرد شرائه أصل تجاري ‪،‬ورغم أن بيعه‬
‫ال يعتبرعمال تجاريا – فقد دأب الفقه على منح الوصف التجاري للعمليات المنصبة على األصل‬
‫التجاري بالتبعية لصفة القائم بها ولو تعلقت باألعمال التحضيرية لممارسة التجارة‪ .‬غير أن‬
‫هذا التوجه تأخذ به محكمة االستئناف بفاس إذ اعتبرت أن االختصاص ينعقد للمحكمة‬

‫‪ 177‬محمد المحبوبي االدريسي ‪ " ،‬عمل المحاكم التجارية ‪ ،‬بدايته اشكالية دراسة نقدية ‪ ( ،‬دون ذكر المطبعة) ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬ص‪،‬‬
‫‪.847‬‬
‫‪ 178‬ينظر المادة ‪ 77‬من الظهير الشريف رقم ‪ 9146748‬المتعلق بمدونة التجارة الجديدة الصادرة ‪ 89‬ماي ‪.8776‬‬
‫‪ 179‬يقصد بنظرية التبعية التجارية تلك االعمال المدنية التي يقوم بها شخص التاجر ألغراض تجارية بالتبعية ‪ .‬وعليه فاألعمال التجارية‬
‫بالتبعية هي في واقع االمر اعمال مدنية ‪ ،‬لكن بما أنها صادرة عن تاجر ولحاجاته ‪ ،‬فإنها تفقد هويتها المدنية وتكتسي الهوية التجارية‬
‫بالتبعية ‪ ،‬استنادا إلى نظرية التبعية التجارية ‪ ، la théorie de l’accessoire commercial‬التي تقابل في الميدان المدني نظرية‬
‫التبعية المدنية ‪ ، la théorie de l’accessoire civil‬التي مفادها أن النشاط التجاري المرتبط والتابع لنشاد مدني رئيسي يفقده هويته‬
‫التجارية ليصبح مدنيا بالتبعية‪.‬‬
‫مثل الطبيب الممارس لمهنة حرة الذي يشتري االدوية ليعيد بيعها لمرضاه‪ .‬فهذا العمل هو عمل تجاري بطبيعته ‪ ،‬إذ هناك أسبقية الشراء‬
‫من اجل إعادة بيعه لتحقيق الربح ‪ .‬لكن بما أن هذا العمل التجاري قام به شخص مدني غير تاجر – الطبيب – وبمناسبة عملية مدنية (‬
‫المهنة الحرة ) ‪ ،‬فإنه يعد عمال مدنيا بالتبعية‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫التجارية ما دام النزاع يتعلق بموضوع األصل التجاري دون النظر لصفة األطراف أو حتى وجود‬
‫األصل التجاري فعال‪.180‬‬

‫والمشرع المغربي في مدونة التجارة بالقسم الثاني منها قد عقد االختصاص للمحاكم‬
‫التجارية للبث في جميع العقود المتعلقة باألصل التجاري بما فيها من بيع ورهن وتسيير حر ‪،‬‬
‫واألمرفي نازلتنا يتعلق بإبطال بيع عقد األصل التجاري نفسه الش يء الذي معه االختصاص فعال‬
‫منعقد لهاته املحكمة للبث في طلب ‪ ،‬وما دفع المستأنفين من أن مناط االختصاص يكون في‬
‫حالة قيام األصل التجاري فعال ‪ ،‬دفع ال مبرر لاللتفات له ما دام ان المشرع لم ينص على ذلك‬
‫فعال و إنما أطلق في القول باالختصاص في جميع العقود المتعلقة باألصل التجاري سواء كان‬
‫موجودا او منازعا فيه ‪ ،‬إن المستأنفين ال ينازعان في وجوده لحد األن وقت التفويت له بينهما‬
‫ونشوب حريق به ال يقتض ي اندثاره نهائيا أو عدم بقاء عناصره قائمة بدليل إقرارها أن هذا‬
‫األصل يتطلب فقط ادخال بعض االصالحات إلعادته إلى الحالة التي كان عليها ومطالبة المكري‬
‫بإرجاعه نفقات إصالحه ‪ ،‬وفي جميع االحوال فالتثبيت من اندثارجميع عناصراالصل التجاري‬
‫إثرالحريق يرجع إلى املحكمة بعد انعقاد االختصاص لها للتأكد من قيامه أوعدمه أثناء التفويت‬
‫في تمكينها إبطال أو رفض الطلب المتعلق به حسب ما أدلى به كل طرف ‪.‬‬

‫وعليه ‪،‬في إطارالمنازعات المتعلقة ببيع األصل التجاري والتي أثارت تنازع االختصاص ‪،‬‬
‫نذكر الحكم الصادر عن املحكمة التجارية بمراكش‪ ، 181‬حيث استندت هذه املحكمة على‬
‫عمومية الفقرة الخامسة من المادة ‪ 1820‬من قانون احداث املحاكم التجارية لتعتبر نفسها‬
‫مختصة للبث في طلب بيع األصل التجاري عن طريق المزاد العلني تمهيدا لتقسيمه بين الورثة‬
‫الذين يتنازعون فيه‪،‬باعتباره من مشموالت تركة وروثهم رغم أن الطرف المدعى عليه أثارتعلق‬
‫النزاع باإلرث واختصاص غرفة االحوال الشخصية والميراث باملحكمة االبتدائية في النزاع ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تنازع االختصاص بين املحاكم التجارية والعادية ‪،‬يمكن أن يثار االختصاص ايضا‬
‫بين املحاكم التجارية واإلدارية ‪،‬حيث أنه بالرجوع إلى الفصل ‪ 28‬من مدونة تحصيل الديون‬

‫‪ 180‬قرار صادر عن المحكمة االستئناف التجارية بفاس بتاريخ ‪ 8771/84/40‬في الملف رقم ‪ 92717‬تحت رقم عدد ‪ " 402‬قرقر غي‬
‫منشور "‪.‬‬
‫‪ 181‬حكم صادر عن المحكمة التجارية بمراكش رقم ‪ 17/99‬بتاريخ ‪ 09‬غشت ‪ 8711‬ملف عدد ‪ " .17/9408‬حكم غير منشور "‪.‬‬
‫‪ 182‬ينظر المادة ‪ 9‬من قانون إحداث المحاكم التجارية رقم ‪ 79489‬الصدر سنة ‪.8777‬‬

‫‪129‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫العمومية نجدها تنص على انه ‪ "،‬يتم تنفيذ حجز االصول التجارية وبيعها وفق الشروط‬
‫واألحكام المنصوص عليها في مدونة التجارة رقم ‪. 70.20‬‬

‫وبالرجوع إلى صبغة الفصل ‪ 8‬من قانون املحدث للمحاكم اإلدارية رقم ‪ 71.20‬الصادر‬
‫سنة ‪، 2771‬بالبث في جميع المنازعات اإلدارية المتعلقة بتحصيل الديون العمومية ‪،‬وصراحة‬
‫الفصل ‪ 22‬من م‪ .‬ت ‪.‬د‪ .‬ع ‪،‬الذي ينص على اختصاص املحاكم اإلدارية في جميع المنازعات التي‬
‫تنشأ عن تطبيق قانون ‪ 79.20‬ومن تم فقد منحت الوالية العامة للمحاكم اإلدارية للبث في جميع‬
‫المنازعات المتعلقة بتحصيل الديون العمومية إال ما استثنى بنص صريح ‪،‬كما هواألمرفي حجز‬
‫وبيع األصل التجاري ‪،‬حيث اسند االختصاص فيه ومن باب االستثناء للقضاء التجاري ‪ ،‬ومن‬
‫ثم يثارإشكال بخصوص الجهة املختصة بإصدارالحكم ببيع األصل التجاري‪.‬‬

‫وما يؤكد أن املحاكم التجارية أصبحت تبث في المنازعات المتعلقة باألصول‬


‫التجارية‪،‬القرار الصادر عن محكمة النقض الذي بث في نزاع بين كل من الصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي والمطبعة والمكتبة العالمية ‪،‬حيث ان صندوق الضمان االجتماعي تقدم‬
‫أمام املحكمة التجارية بطلب بيع األصل التجاري بعد أن وقع حجزا على عناصره المادية‬
‫والمعنوية وذلك بقصد استخالص دينه ‪،‬وأجابت المستأنفة بأن االختصاص في منازعات‬
‫استخالص الديون العمومية يعود للمحاكم االدارية ملتمسة التصريح بعدم االختصاص‬
‫‪،‬وبذلك إلغاء الحكم المستأنف والتصريح باختصاص املحكمة االدارية بالرباط ‪.‬‬

‫وأجاب املجلس األعلى – سابقا ‪ -‬محكمة النقض – حاليا ‪ -‬أن حجز األصول التجارية‬
‫وبيعها تطبق عليها مقتضيات القانون ‪ 70.20‬والمتعلق ب م‪.‬ت‪.‬ج ‪ ،‬وذلك بإحالة صريحة من‬
‫المادة ‪ 82‬من القانون ‪ 20.79‬المتعلق بمدونة تحصيل الديون العمومية وأن املحكمة التجارية‬
‫هي املختصة نوعيا بالبث في تقديم لرومية بيع األصل التجاري‪.183‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المنازعات المتعلقة ببيع األصل التجاري‬

‫‪ 183‬قرار صادر عن المجلس األعلى( سابق) ومحكمة النقض ( حاليا ) عدد ‪ 816‬المؤرخ في ‪ .4009/09/47‬ملف إداري عدد ‪4018‬‬
‫بتاريخ ‪ " .4009/08/02‬قرار غير ونشور"‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫قبل صدور م‪.‬ت‪.‬ج كانت التصرفات الواردة على األصل التجاري منظمة بمقتض ى ظهير‬
‫‪ 12‬دجنبر ‪.1842721‬‬

‫فاألصل التجاري باعتباره ماال منقوال ‪،‬فإنه يدخل في الذمة المالية للتاجر ‪،‬لذلك فإنه‬
‫موضوع تصرفات قانونية‪ .‬وأهم ما يميز القواعد القانونية المنظمة لعقد بيع األصل التجاري‬
‫هوطابعها الحمائي لجميع مصالح األطراف ‪.‬فهناك مصالح األطراف المتعاقدة ومصالح األغيار‬
‫‪،‬أي دائني البائع‪.‬‬

‫يعد بيع االصل التجاري من العمليات الشائعة في املجال التجاري‪ .185‬ويخضع هذا البيع‬
‫إلى االحكام العامة الواردة في قانون االلتزامات والعقود المغربي في الفصول من ‪228-198‬‬
‫باإلضافة إلى قواعد آمرة واردة في مدونة التجارة الجديدة في المواد من ‪ ، 201-82‬والذي قصد‬
‫بها المشرع المغربي حماية البائع نفسه وضمان استيفائه لثمن البيع ‪،‬وضمان حقوق المشتري‬
‫لكي ال يخدع في ذلك الثمن ‪ ،‬وأخيرا ضمان حقوق دائني البائع لكي ال يلجأ هذا األخيرإلى بيع أصله‬
‫فلسة وإخفاء ثمنه منهم ‪،‬في حين أن ذلك االصل غالبا ما يشكل الضمان الوحيد لحقوقهم‪.186‬‬

‫وعليه ‪،‬فإن م ‪ .‬ت ‪ .‬ج قد تعرضت ملجموعة من الشروط بمقتض ى المواد من ‪201-82‬‬
‫منها ‪،‬ويمكن إجمال هذه الشروط في ما يلي ‪:‬‬

‫وجوب إيداع نسخة من العقد الرسمي أو نظير من العقد العرفي لدى كتابة الضبط‬
‫املحكمة التي يستغل في دائرتها األصل التجاري وكل ذلك داخل ‪ 20‬يوما من تاريخ العقد ‪،‬في حين‬
‫يقوم كاتب الضبط بنشر المستخرج المقيد بالسجل التجاري في الجريدة الرسمية أو إحدى‬
‫الجرائد املخول لها نشر اإلعالنات ‪،‬ويحدد هذا النشر بسعي من المشتري بين اليوم الثامن‬
‫والخامس عشربعد النشراألول ‪،‬وقد اعتبراملجلس األعلى – سابقا – ومحكمة النقض ‪-‬حاليا‬
‫‪ -‬أن عق بيع األصل التجاري ال يكون تاما إال بعد اكتما جميع الشروط‪ .187‬لكن يطرح اشكال في‬
‫الو اقع العملي ‪،‬هل من الضروري أن يكون البائع مقيدا بالسجل التجاري حتى يكون له الحق‬

‫‪ 184‬مقتبس من القانون الفرنسي الصادر بتاريخ ‪ 87‬مارس ‪.8707‬‬


‫‪ 185‬نور الدين لعرج ‪ ،‬م‪ .‬س ‪،‬ص ‪.812-819 ،‬‬
‫‪ 186‬محمد الهمادي ‪"،‬بيع األصل التجاري مجلة المحاكم المغربية ‪ ،‬عدد ‪،" 18‬ص‪.61،‬‬
‫‪ 187‬قرار المجلس األعلى –سابقا – ومحكمة النقض – حاليا ‪ -‬عدد ‪ 178‬المؤرخ في ‪ 4009/7/7‬ملف تجاري تحت عدد‬
‫‪ ، 4008/8/9/8916‬منشور بالمجلة المغربي لقانون االعمال والمقاوالت ‪،‬سلسلة القانون والممارسة القضائية ‪" ،‬العدد ‪ " 6‬سنة ‪.4009‬‬

‫‪131‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫في تفويت أصله التجاري ؟ أجابت عن هذا اإلشكال محكمة االستئناف التجارية بالدارالبيضاء‬
‫في أحد أحكامها ‪،‬حيث جاء فيه ‪ " :‬إن تسجيل األصل التجاري بالسجل التجاري ال يعتبر حجة‬
‫قاطعة في مواجهة الغير ‪،‬بل مجرد قرينة بسيطة قابلة إلثبات العكس عمال بمقتضيات ظهير‬
‫الخاص بالسجل التجاري "‪.‬‬

‫استنادا إلى ذلك فإن منازعة الطاعن بكونه المالك الفعلي لألصل التجاري و إثباته لذلك‬
‫بتوصيل الكراء والضرائب وشهادة الشهود يوجب اعتباره المالك الفعلي‪.188‬‬

‫بالرجوع إلى م‪.‬ت ‪.‬ج نجدها أنها أعطت للمشتري الحق في طلب إبطال عقد بيع األصل‬
‫التجاري أو التخفيف من الثمن خالل أجل سنة من تاريخ البيع ‪،‬متى كانت البيانات والمعلومات‬
‫الواردة في عقد البيع غيرصحيحة ‪،‬وذلك حسب المادة ‪ 18981‬من مدونة التجارة الجديدة‪ .‬فيما‬
‫يتعلق بمحل العق أكد الفصل ‪ 09‬من ق‪ .‬ل ‪.‬ع المغربي على أن ‪ " :‬األشياء واألفعال والحقوق‬
‫المعنوية الداخلة في دائرة التعامل تصلح وحدها ألن تكون محال لاللتزام ‪،‬ويدخل في دائرة‬
‫التعامل جميع األشياء التي ال يحرم القانون صراحة التعامل بشأنها "‪.‬‬

‫ومن بين المنازعات التي يمكن أن تثار بسبب إبرام عقد بيع األصل التجاري ‪،‬نجد شرط‬
‫الكتابة الذي أثار جدال فقهيا وقضائيا بين من اعتبر كتابة انشاء العقد ‪،‬حيث برجوعنا للمادة‬
‫‪ 82‬من م‪ .‬ت‪ .‬ج ‪ 190‬نجدها جاءت على طبيعة الوجوب فيما يخص الكتابة ‪،‬لكن المستقرعليه‬
‫هو اعتبارالكتابة شرط إثبات وبالتالي الحفاظ على رضائية عقد بيع األصل التجاري ‪،‬حيث أن‬
‫المشرع إذا أراد ان تكون الكتابة إنشائية للعقد ألقر مخالفتها البطالن الذي يعتبر من النظام‬
‫العام ‪،‬مما يبين أن الكتابة في القانون المغربي وجوبية ولكن ليست إنشائية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المنازعات المنصبة على رهن األصل التجاري‬

‫‪ 188‬حكم صادر عن المحكمة التجارية بالدار البيضاء في ملف عدد ‪ 78/8787‬بتاريخ ‪ " ، 8778 /07 /87‬منشور بمجلة المحاكم المغربية‬
‫العدد ‪ " ، 72‬ص‪.808،‬‬
‫‪ 189‬ينظر المادة ‪ 14‬من مدونة التجارة الجديدة رقم ‪.79489‬‬
‫‪ 190‬تنص المادة ‪ 18‬من مدونة التجارة على أنه " يتم بيع األصل التجاري او تفويته أو كذا تقديمه حصة في شركة أو تخصيصه بالقسمة‬
‫أو بالمزاد ‪،‬بعقد رسمي او عرفي‪ .‬ويدع ثمن البيع لدى جهة مؤهلة قانونا لالحتفاظ بالودائع‪.‬‬
‫ينص العق على ‪:‬‬
‫‪ -8‬اسم البائع وتاريخ عقد التفويت ونوعيته وثمنه مع تمييز ثمن العناصر المعنوية والبضائع والمعدات‪،‬‬
‫‪ -4‬حالة تقييد االمتيازات والرهون المقامة على االصل‪،‬‬
‫‪ -9‬وعند االقتضاء الكراء وتاريخه ومدته ومبلغ الكراء الحالي واسم وعنوان المكري‪،‬‬
‫‪ -2‬مصدر ملكية األصل التجاري‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫يقوم القانون التجاري على االئتمان‪ 191‬الذي يعد عصب وروح التجارة‪ .‬والرهن يعد من‬
‫أهم أدوات االئتمان التي نظمها المشرع المغربي ‪،‬وتجدر اإلشارة إلى أن الرهن نوعان ‪ :‬رهن‬
‫حيازي تنتقل في حيازة المال المرهون إلى الدائن المرتهن ويبقى تحت سيطرته إلى حين الحصول‬
‫على دينه ‪،‬وقد نظمه المشرع المغربي بمقتض ى الفصل ‪ 2281‬من ق‪ .‬ل‪ .‬ع ‪،192‬والمادة ‪ 210‬من‬
‫م ‪ .‬ح ‪.‬ع‪ . 193‬ورهن رسمي‪ 194‬ومن بين اهم خصائصه بقاء حيازة المال المرهون تحت حيازة‬
‫المدين الراهن ‪،‬ذلك ان االئتمان لم يعد يقوم من أجل رغبة خاصة وهي االفتراض ‪،‬ولكن من‬
‫أجل اإلنتاج‪.‬‬

‫فاألصل التجاري كيفما كان الحال ال يمكن أن يتطورويستمردون دعمه باألموال الالزمة‪.‬‬
‫إال أنه مع ذلك فإن العالقة القائمة في إطار رهن األصل التجاري بين المدين والدائن قد تترتب‬
‫عنها نزاعات حادة تقض مضجع القضاء وتجمد مداد الفقه أمام قصور النصوص التشريعية‬
‫عن اإلجابة الصحيحة ‪ ،‬خاصة مع األهمية االقتصادية التي يكتنفها هذا الموضوع بالنسبة‬
‫للممارسة التجارية المغربية و انعكاساتها على االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫وعليه ‪،‬فمن أجل صحة عقد رهن األصل التجاري ال بد من توفر شروط موضوعية (‬
‫الفقرة األولى )‪،‬وأخرى شكلية ( الفقرة الثانية )‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬المنازعات المتعلقة بالشروط الموضوعية لعقد رهن األصل التجاري‬

‫إن عقد رهن األصل التجاري يلزم توفر عاقديه على األركان العامة للتعاقد‪ ،195‬وهكذا‬
‫يلزم توفر عنصر الرض ى وكذا محا العقد‪،‬كما يجب أن ينبني الرهن على سبب مشروع‪ .‬إال أننا‬

‫‪ 191‬يعد االئتمان قوام التجارة وأساسها ‪،‬حيث ال يتصور قيام نشاط تجاري بدون ائتمان‪.‬‬
‫واالئتمان هو التنازل عن مال حاضر مقابل الحصول على مال في المستقبل ‪ ،‬وبعبارة اخرى هو تأجيل تنفيذ االلتزامات إلى‬ ‫‪-‬‬
‫وقت معين‪ .‬واالئتمان بمعناه اللغوي واالقتصادي يعبر بصدق عن الثقة فالتاجر ال يمنح ائتمانا ‪ ،‬هو تاجر يمنح الثقة‪.‬‬
‫‪ 192‬ينص الفصل ‪ 8812‬من ق‪ .‬ل‪ .‬ع المغربي على ان‪ " :‬الرهن الحيازي للمنقول يخول للدائن الحق في ان يحبس الشيء المرهون إلى‬
‫تمام الوفاء بالدين‪ ،‬ان يبيعه عند عدم الوفاء به أن يستوفي دينه من ثمن المرهون عند بيعه وذلك باالمتياز واألسبقية على أي دائن أخر‬
‫"‪.‬‬
‫‪ 193‬تنص المادة ‪ 829‬من مدونة الحقوق العينية على أنه ‪ ":‬الرهن الحيازي حق عيني تبعي يتقرر على ملك يعطيه المدين أو كفيله العيني‬
‫إلى الدائن المرتهن لضمان الوفاء بدين ويخول الدائن المرتهن حق حيازة المرهون وحبسه إلى ان يستوفي دينه‪.‬‬
‫تسري على الرهن الحيازي أحكام الرهن الرسمي إذا تعلق بملك محفظ"‪.‬‬
‫‪ 194‬تنص المادة ‪ 869‬من مدونة الحقوق العينية على أن ‪ ":‬الرهن الرسمي حق عيني تبعي يتقرر على ملك محفظ أو في طور التحفيظ‬
‫يخصص لضما أداء دين "‪.‬‬
‫‪ 195‬ينص الفصل الثاني من ق‪ .‬ل‪ .‬ع على ان ‪ ":‬االركان الالزمة لصحة االلتزامات الناشئة من اإلرادة هي‪:‬‬
‫‪ -8‬األهلية لاللتزام‪.‬‬
‫‪ -4‬تعبير صريح عن اإلرادة يقع على العناصر األساسية لاللتزام‪.‬‬
‫‪ -9‬شيء مخصص يصلح الن يكون محال لاللتزام ‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫لن نخوض كل هذه األركان بالتفصيل لكونها ال تثير إال القليل من االشكاالت والتساؤالت‬
‫القضائية ‪ .‬في حين سنأخذ على سبيل المثال شروط وجود األصل التجاري ‪،‬والذي يقصد بها‬
‫أن يكون هناك أصل بكل مكوناته وعناصره المادية والمعنوية التي تجعل منه قيمة اقتصادية‬
‫مستقلة بذاتها ‪ ،‬وذلك حسب التعريف الوارد في المادة ‪ 97‬من م‪ .‬ت ‪ .‬ج ‪ .‬وهكذا ال يمكن إيقاع‬
‫رهن كل محل مخصص لممارسة مهنة حرة مثال ( املحاماة ‪،‬الهندسة ‪ )...‬باعتباره رهنا على أصل‬
‫تجاري ‪ ،‬وهوما أكدته املحكمة التجارية بمراكش‪ 196‬بتشطيبها على سجل تجاري أنجزه مجموعة‬
‫من األطباء من أجل تأسيس شركة تجارية معللة حكمها بأنه يمنع على األطباء االستغالل‬
‫الجماعي للوسائل الالزمة لممارسة مهنتهم في إطارشركة تجارية‪.‬‬

‫ويبقى السؤال مطروحا حول إمكانية رهن األصل التجاري وهو لم يستوف جل عناصره ؟‬
‫وصيغة أخرى ‪،‬هل يمكن رهن أصل تجاري مستقبلي؟‬

‫بالرجوع إلى مدونة التجارة نجدها خالية من اإلجابة عن على هذه االشكالية ‪،‬وأمام غياب‬
‫نص صريح في المدونة السالفة الذكر ‪ ،‬فإنه يمكن الرجوع للقواعد العامة وخاصة منها‬
‫المنظمة للرهن الحيازي ‪،‬حيث نجد الفصل ‪ 2291‬من ق ‪ .‬ل ‪.‬ع يؤكد أنه ليس هناك ما يمنع‬
‫من ان يكون محل العقد غير موجود ما دام من الممكن أن يوجد في المستقبل وكان قابال‬
‫للتعيين‪،‬كما إذا باع شخص منتجاته الصناعية قبل صنعها‪.‬‬

‫والمالحظ عل الو اقع العملي أن األبناك غالبا ما تقبل بإنجازرهون على األصول التجارية‬
‫المستقبلية‪.‬ويطرح إشكال أخر بالحالة التي يفقد األصل التجاري فيها أحد عناصره المكونة‬
‫والمشار إليها في المادة ‪ 209‬من م‪ .‬ت ‪.‬ج ‪197‬والمشمول بالرهن ‪،‬فهل هذا الفقدان يؤدي إلى‬
‫بطالن العقد ؟‪.‬‬

‫إن ما يالحظ بهذا الخصوص أن هناك تضاربا بين نصين قانونيين ‪،‬الفصل ‪ 209‬من‬
‫مدونة التجارة والفصل ‪ 0‬من ظهير ‪ 11‬ماي ‪، 2700‬كما أنه يثر عدة مشاكل على مستوى العمل‬

‫‪ -2‬سبب مشروع لاللتزام‪.‬‬


‫‪ 196‬حكم صادر عن المحكمة التجارية بمراكش بتاريخ ‪ 8771/07/47‬وردت اإلشارة إليه في مجموعة قانون االعمال ‪"،‬عبد الفتاح بنوار‬
‫‪،‬الطبعة األولى ‪ 4000‬مطبعة النجاح الجديدة " ‪ ،‬ص ‪.64 ،‬‬
‫‪ 197‬تنص المادة ‪ 807‬من م‪ .‬ت‪ .‬ج على إنه ‪ ":‬ال يجوز ان يشمل الرهن األصل التجاري سوى العناصر المحددة في المادة ‪ 10‬باستثناء‬
‫البضائع "‬

‫‪134‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫القضائي ‪،‬وفي هذا اإلطار نشير لقرار صادر عن محكمة االستئناف بالرباط‪ .198‬إذ ال يكفي أن‬
‫يكون األصل التجاري موجودا وجودا فعليا‪،‬بل يجب أن يكون مملوكا من طرف المدين الراهن‬
‫بشكل فعلي كذلك ‪،‬ومعنى ذلك أن الرهن ال يمكن أن ينجز إال من طرف من له حق التصرف في‬
‫األصل التجاري ‪،‬إما بمقتض ى توكيل أو بصفة شخصية من طرف المالك نفسه ‪،‬وقد ساير‬
‫القضاء المغربي هذا التوجه بل ذهب إلى أكثر من ذلك حيث اعتبرأنه ال يكفي أن يكون الراهن‬
‫هو المسجل بالسجل التجاري بل يجب ان يكون هو المالك الفعلي‪، 199‬لكن ما الحل في حالة‬
‫ابرام الرهن من طرف شخص غير المالك لألصل التجاري ؟ في هذا اإلطار نجد اتجاه قضائي‬
‫يؤكد صحة هذا العقد شريطة إقراره من طرف المالك الحقيقي‪.200‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المنازعات المتعلقة بالشروط الشكلية لعقد رهن األصل التجاري‬

‫يخضع رهن األصل التجاري للشروط واإلجراءات المنصوص عليها في م‪ .‬ت‪ .‬ج دون غيرها‬
‫( المادة ‪ ) 220‬وهي نفس اإلجراءات التي يخضع لها بيعه ‪،‬حيث يجب أوال أن يبرم عقد مكتوب‬
‫بذلك الرهن يوضح فيه تاريخ العقد واألسماء العائلية والشخصية لألطراف وموطنهم ‪،‬وعناصر‬
‫األصل التجاري المشمولة بالرهن ومبلغ الدين الذي يضمنه ‪،‬والشروط المتعلقة بالفوائد‬
‫واالستحقاقات ( المادتان ‪ 208.211‬من م‪ .‬ت ‪.‬ج ) ويستحسن التصديق على اإلمضاءات ‪،‬ويجب‬
‫ان يسجل العقد لدى مصلحة التسجيل ألنه بدون ذلك سيرفض كاتب ضبط املحكمة تسجيله‬
‫في السجل التجاري‪. 201‬‬

‫فمعنى ذلك أنه يلزم تحريرعقد كتابي إلثبات الرهن ‪،‬هذا العقد يجب أن يتوفرعلى عدة‬
‫عناصر مثل أسماء وألقاب وموطن األطراف ونوع األصل التجاري ومبلغ الدين المضمون‬
‫بالرهن ‪،‬وتعيين األصل المذكوروعند االقتضاء الفروع التابعة له مع اإلشارة بدقة إلى العناصر‬

‫‪ 198‬قرر صادر عن محكمة االستئناف بالرباط بتاريخ ‪ 8776/88/09‬ملف مدني تحتى عدد ‪ " .89727 /72‬قرار غير منشور "‪.‬‬
‫‪ 199‬قرر صادر عن محكمة االستئناف بالدار البيضاء بتاريخ ‪ ، 8778/07/87‬منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد ‪ 72‬مارس ‪ /‬إبريل‬
‫‪ ، 87799‬ص ‪.808 ،‬‬
‫‪200‬قرار صادر عن المجلس األعلى – سابقا – ومحكمة النقض – حاليا ‪ -‬عدد ‪ 17-8647‬بتاريخ ‪" ، 8774/9/6‬قرار غير منشور "‪.‬‬
‫‪ 201‬فؤاد معالل ‪"،‬شرح القانون التجاري المغربي الجديد ‪ ،‬الجزء األول – نظرية التاجر والنشاط التجاري ‪ ،‬دار األفاق المغربية لنشر‬
‫والتوزيع ‪،‬الطبعة الثالثة ‪ "، 4007‬ص ‪.482،‬‬

‫‪135‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫المكونة لها والتي ال يشملها الرهن وطبيعة العمليات التي يباشرها كل من األصل والفروع ‪،‬‬
‫ومقرها بصرف النظرعن جميع البيانات األخرى التي من شأنها التعريف بها‪.202‬‬

‫أما فيما يخص تسجيل وشهر األصل التجاري ‪،‬فهو إجراء مهم يتم من خالله إعطاء‬
‫القيمة القانونية له ويحميه من أي منازعة مرتقبة ‪،‬وهذا ما أكدته محكمة االستئناف التجارية‬
‫بمراكش في أحد قراراتها الذي جاء فيه ‪ " :‬يقتض ي الرهن وجود عقد وتسجيله على الوجه‬
‫القانوني إن اقتض ى الحال تجديد هذا الرهن ‪،‬إما استصدار حكم باألداء وبيع األصل التجاري‬
‫فعال يفيد أن املحكوم له يتمتع برهن على األصل التجاري المبيع ليكون له حق االمتيازعلى باقي‬
‫‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن تسجيل األصل التجاري يستوجب توفر حسن النية‬ ‫الدائنين اآلخرين‪203‬‬

‫وإال تعرض صاحب الرهن لعقوبات منصوص عليها في المادة ‪ 21‬من م‪ .‬ت‪ .‬ج‪.204‬‬

‫ويلعب التسجيل دورا مهما في حماية حقوق الدائنين المرتهنين وكذا األغيار‪،‬وبالتالي نفي‬
‫احتمال تواطؤ طرفي عقد رهن األصل التجاري على إخفاء الرهن على الغيرواحتمال تعامل الغير‬
‫مع الراهن بحسب خلوه من الرهن ثم مفاجئته بعد ذلك بقيد الرهن‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬المنازعات المتعلقة بالتسييرالحر لألصل التجاري‬

‫عقد التسيير الحر لألصل التجاري هو عقد حديث نسبيا ‪ ،‬إذ لم ينظمه ظهير ‪ 12‬دجنبر‬
‫‪ 2721‬الذي اقتصرفي تنظيمه للتصرفات القانونية التي ترد على األصل التجاري ‪،‬حيث بقي هذا‬
‫العقد في إنشائه وتنفيذه وإنهائه للقواعد العامة المتعلقة بالكراء المنصوص عليه ضمن‬
‫قانون االلتزامات والعقود ‪،‬وكان ال بد من االنتظار إلى حين صدور م‪ .‬ت ‪.‬ج سنة ‪ 2772‬من أجل‬
‫تقنين هذا العقد بمقتض ى األحكام التي نظمت بها األصل التجاري والعقود التي ترد عليه ‪ ،‬حيث‬
‫أفردت له سبع مواد من ‪ 201‬إلى ‪.205208‬‬

‫‪ 202‬سعاد بنور ‪ "،‬النظام القانوني للت اجر ‪،‬وفق أخر المستجدات القانونية واالجتهادات القضائية ‪،‬شروط اكتساب صفة التاجر –األعمال‬
‫التجارية ‪ -‬التزامات التاجر –األصل التجاري –نظام المقاول الذاتي ‪،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ن الطبعة األولى ‪، "4086‬ص‬
‫‪.944،‬‬
‫‪ 203‬قرر صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش تحت رقم ‪ 894‬بتاريخ ‪ 4007/04/1‬فيم ملف رقم ‪" ، 06/84/470‬منشور‬
‫بمجلة المحاكم التجارية العدد الثالث والرابع ‪ ،‬فبراير ‪،4007‬ص‪". 41،‬‬
‫‪ 204‬تنص المادة ‪ 62‬من م ‪.‬ت ‪.‬ج ‪.‬على أنه‪ " :‬يعاقب بالحبس من شهر إلى سنة وغرامة تتراوح بين ‪ 8000‬و ‪ 90000‬درهم أو بإحدى‬
‫هاتين الع قوبتين فقط كل من أدلى بسوء نية ببيان غير صحيح قصد تسجيله أو تقييده بالسجل التجاري‪.‬‬
‫يأمر الحكم الصادر باإلدانة بتصحيح البيان الخاطئ بالشكل الذي يحدده‪".‬‬
‫‪205‬سعاد بنور ‪،‬م ‪ ،‬س ‪،‬ص ‪.909 ،‬‬

‫‪136‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫وعقد التسيير الحر يحقق مصلحة مالك األصل التجاري الذي تقوم حاجته في االلتجاء‬
‫إلى هذا العقد ‪،‬عندما يتعذر عليه استغالله نفسه ألسباب و اقعية أو قانونية ‪،‬وكذلك يحقق‬
‫مصلحة المسير الحر بحيث يمكنه من ممارسة التجارة على الرغم من عدم توفره على أصل‬
‫تجاري ‪،‬أنه يتيح له الفرصة من أجل االحتكاك بالتجارة المتالك أصل تجاري في المستقبل لما‬
‫يوفره له هذا العقد من مزايا االستقالل في ممارسة التجارة واالحتفاظ بأرباح األصل التجاري‬
‫لحسابه الخاص‪.‬‬

‫ومن بين أهم المنازعات التي يمكن ‪،‬أن تثار هي عدم التزام مكري األصل التجاري بأداء‬
‫الوجيبة الكرائية التي تربطه عالقة كرائية ينظمها ظهير ‪ 11‬ماي ‪، 2700‬وإال فمن حق مالك‬
‫العقارالمطالبة باإلفراغ دون أن يؤدي تعويضا ‪،‬وهوما ذهبت إليه محكمة االستئناف التجارية‬
‫بمراكش‪ ،206‬وكذلك من االلتزامات الملقاة على عاتق المكري تجديد كراء املحل التجاري الذي‬
‫يستغل فيه األصل التجاري ‪،‬باعتبارأن تجديد عقد الكراء من بين االلتزامات الملقاة على عاتق‬
‫مالك األصل التجاري ‪،‬بحيث أنه ملزم أن يبادر عند توصله بإنذارمن قبل مالك العقارفي إطار‬
‫ظهير ‪ 11‬ماي ‪ 2700‬إلى سلوك اإلجراءات المنصوص عليه في الظهير السالف الذكر ‪،‬وذلك‬
‫الستمرار المسير الحرفي استغالل أصله التجاري‪،‬وبمفهوم املخالفة فإن عدم تجديد عقد‬
‫الكراء يعني اختفاء األصل التجاري ‪،‬وبالتالي انقضاء التسيير الحرلهذا األخير‪.‬‬

‫وقد أعطى المشرع المغربي للمسيرالحرفي في إطارهذا العقد الحق في تقديم طلب لمالك‬
‫األصل التجاري لتجديد عقد الكراء الذي يربطه بمالك العقارالذي يستغل فيه األصل التجاري‬
‫‪.‬ومن بين المنازعات التي يمكن أن تثاربسبب هذا العقد ‪،‬االخالل بأحد االلتزامات الملقاة على‬
‫عاتق المكري وهي عدم المنافسة للمسيرالحربعد إبرام العقد‪.‬‬

‫وتعتبرالمنافسة إحدى مقومات العمل التجاري القائم على حرية التجارة التي يحقق من‬
‫خاللها لكل تاجر اتباع الوسائل الناجحة الجتذاب الزبناء ولو أدى ذلك اإلضرار بالغير شريطة‬
‫أن تكون المنافسة مشروعة ‪،‬ألن إقرار حرية المنافسة بدون ضوابط يؤدي حتما إلى نتائج‬

‫‪ 206‬قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش بتاريخ ‪ ، 4007/09/89‬رقم ‪ ، 464‬رقم الملف ‪" ، 4006 917‬قرار غير‬
‫منشور "‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫عكسية خصوصا أمام تطور التجارة ‪ ،‬وهو ما جعل المشرع يتدخل من أجل تنظيم هذه‬
‫المنافسة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬آثاررهن األصل التجاري‬

‫تترتب على رهن األصل التجاري مجموعة من اآلثار القانونية التي تخول للدائنين‬
‫المقيدين حقوقا عليه ‪،‬كضمانة حق األولوية أوحق االمتيازوحق التتبع ‪،‬باإلضافة إلى ضمانات‬
‫أخرى أتت بها م‪ .‬ت ‪.‬ج تتوخى من خاللها إخبار وإعالم الدائنين المقيدين ضد بعض املخاطر‬
‫التي قد يتعرضون لها والناجعة إما عن نقل األصل التجاري أو تغييرالنشاط أو فسخ عقد كراء‬
‫املحل التجاري‪.‬‬

‫وعليه ‪،‬إن الحديث عن آثار األصل التجاري‪ .‬تقتض ي منا التطرق آلثار المدين الراهن (‬
‫المطلب االول )‪ ،‬ثم الدائن المرتهن ( المطلب الثاني )‪ ،‬كأطراف للعالقة التعاقدية ‪ ،‬ومادام ان‬
‫هذا الرهن يتم تقييده في السجل التجاري فإن آثاره تمتد إلى الغير( المطلب الثالث )‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬آثار رهن األصل التجاري بالنسبة للمدين الراهن‬

‫من أهم آثار الرهن بالنسبة للمدين الراهن بقاء األصل التجاري في حيازته ‪،‬حيث يستمر‬
‫في استغالل أصله رغم رهنه‪، 207‬أن هذا الحق مطلق حيث ال حق للدائن أن يدخل في تسيير‬
‫األصل التجاري أو المر اقبة في طريقة استثماره‪.208‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬حقوق المدين الراهن‬

‫إن رهن األصل التجاري باعتباره من الرهون دون التخلي عن الحيازة ‪ ،‬فهو بالتالي ال‬
‫يقتض ي نزع المال الضامن من يد المدين بل يبقيه بين يديه تماما كما كان األمرقبل إبرام العقد‬
‫‪ ،209‬ويظل على رأس تجارته ويستثمره عن طريق االستثمار العادي ‪،‬فال يتخلى عنه للدائن‬
‫المرتهن وال لغيره ‪،‬األمر الذي يترتب عنه احتفاظ المالك بجميع حقوق اإلدارة والتصرف في‬

‫‪ 207‬مصطفى كمال طه ‪" ،‬القانون التجاري ‪،‬مطبعة الدار الجامعية ‪،‬الطبعة األولى سنة ‪ ،" 8711‬ص‪.692 ،‬‬
‫‪ 208‬العربي الغر مول ‪،‬حماية الدائن المرتهن في األصل التجاري ‪،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ‪،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية ‪،‬جامعة محمد الخامس ‪ -‬أ كدال ‪،‬السنة الجامعية ‪، " 4008 - 4000‬ص ‪.26 ،‬‬
‫‪ 209‬علي البارودي ‪"،‬العقود وعمليات البنوك التجارية ‪،‬مطبعة منشأة المعارف االسكندرية ‪،‬دون ذكر تاريخ الطبعة "‪ ،‬ص‪.844،‬‬

‫‪138‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫أصله مع مراعاة حقوق الدائنين المقيدين‪ .210‬وحيث أن عناصر الملكية هي التصرف‬


‫واالستغالل واالستعمال فللمدين الراهن حق التصرف ببيع الش يء المرهون أو هبته أو رهنه‬
‫للمرة الثانية ‪ ،‬إذ ال يترتب على مثل هذه التصرفات مساس بحقوق الدائن المرتهن الذي يبقى‬
‫محتفظا بحقي األفضلية والتتبع باعتبارهما الضمان الكافي ‪،‬أما بالنسبة لحق االستعمال‬
‫واالستغالل فللراهن أن يستغل الش يء ويستعمله ‪،‬إذ يقوم بمباشرة نشاطه التجاري بالصورة‬
‫المعتادة دون تدخل من الدائن المرتهن في إدارة متجرأو بما يعرقل نشاطه ‪،‬إال إذا اتفق في عقد‬
‫الرهن على ان يكون للدائن حق الرقابة واإلشراف‪.211‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬التزامات المدين الراهن‬

‫إن عقد رهن األصل التجاري ينشأ في حق المدين الراهن التزامات أساسية ‪،‬وهي التزامات‬
‫واردة إما بمقتض ى مدونة التجارة أو في بعض القوانين األخرى ‪ ،‬في حين أن المدين الراهن يكون‬
‫ملزما بالحفاظ على المال المرهون ( أوال ) تحث طائلة التعرض لعقوبات جنائية ومدنية ( ثانيا‬
‫)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الحفاظ على المال المرهون‬

‫يأتي االلتزام بالحفاظ على المال المرهون تطبيقا للقاعدة القائلة ‪":‬حيث يكون ألكثرمن‬
‫شخص حق على ش يء فإنه من بيده هذا الش يء يلتزم باملحافظة عليه ‪.‬فما دام المدين الراهن‬
‫يبقى واضعا يده على األصل التجاري مع من سيتبع ذلك من إدارة وتسيير ‪ ،‬فإنه ينبغي عليه أن‬
‫يتا بع االستثماربكيفية عادية ويمتنع عليه القيام بأي عمل من شأنه أن ينقص من قيمة الش يء‬
‫المرهون ‪،‬وهو ما أكده الفصل ‪ 2297‬من ق‪ .‬ل ‪.‬ع‪. 212‬‬

‫ومن بين أبرز وجوه االلتزام بالحفاظ الصيانة والقيام بنفقات الحفاظ كدفع الضرائب‬
‫والتكاليف بحسب طبيعة المال المرهون واالنتظام في دفع وجيبة الكراء حتى ال يطالبه المكري‬

‫‪ 210‬سناء الترابي ‪"،‬رهن األصل التجاري بين النظرية والتطبيق ‪،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة فقي قانون االعمال ‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة محمد األول وجدة ‪،‬السنة الجامعية ‪، " 4008- 400،‬ص ‪.27 ،‬‬
‫‪ 211‬سمية القليوبي ‪"،‬شرح العقود التجارية ‪،‬مطبعة جامعة القاهرة والكتاب الجامعي ‪،‬طبعة سنة ‪ ، 8717‬ص‪.204،‬‬
‫‪ 212‬ينص الفصل ‪ 8877‬من ق‪ .‬ل‪ .‬ع على أنه ‪ ":‬من أنشأ رهنا ال يحق له ان يجري أي فعل من شأنه أن ينقص من قيمة المرهون كما‬
‫كانت عليه عند إبرام الرهن وال ان يمنع من مباشرة الحقوق الناشئة على الرهن لصالح الدائن ‪."...‬‬

‫‪139‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫بفسخ عقد الكراء ‪،‬والذي من شأنه أن يكون له تأثير سلبي على قيمة األصل التجاري‪،‬كما يمنع‬
‫عليه تعمد إغضاب العمالء إذ يمكن أن يؤدي بفعله هذا إلى اإلطاحة بقيمة األصل‪.‬‬

‫إال انه قد يثارتساؤل حول طبيعة هذا االلتزام ‪،‬فيما إذا كان التزاما ببذل عناية أو تحقيق‬
‫نتيجة ؟ فقد ذهب بعض الفقه إلى أن التزام الراهن هنا هو ببذل عناية ال ببلوغ غاية وهي عناية‬
‫الرجل المعتاد‪ .213‬ولضمان احترام المدين الراهن لاللتزام باملحافظة على المال المرهون فإن‬
‫المشرع المغربي أقرجزاءاته عند اإلخالل به‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الجزاء المترتب على إهمال املحافظة على األصل التجاري‬

‫لحماية حقوق الدائنين المقيدين ضد تصرفات المدين غير العادية والماسة باألصل‬
‫التجاري بكيفية تؤدي إلى االنقاص من قيمته ‪،‬أوجد المشرع المغربي جزاءات مدنية وزجرية‬
‫رادعة لتلك التصرفات‪:‬‬

‫‪-2‬الجزاء المدني‬

‫لتالفي اإلضرار باألصل التجاري المرهون خصوصا في حالة إخالل المدين بواجبه في‬
‫املحافظة على عناصر األصل ‪،‬وما قد يؤدي ذلك من انقاص في ضمانات الدائن فإن المدين‬
‫يتحمل تبعة خطيرة ‪ ،‬تتمثل في سقوط أجل الدين المضمون بالرهن وصيرورته حال األداء‬
‫خصوصا إذا ترتب عن التصرف السيئ تعيب األصل التجاري ‪،‬ما لم يقدم المدين لدائنه ضمانا‬
‫أخريعادل أو يكمل الضمان االول عمال بمقتضيات الفصل ‪ 2281‬من ق‪ .‬ل‪.‬ع‪.214‬‬

‫‪ - 1‬الجزاء الجنائي‬

‫إن الجزاء المدني قد يكون غير كاف في غالب األحيان ألن المدين الراهن قد يكون س يء‬
‫النية ‪،‬لذلك شدد المشرع المغربي على االلتزام بالحفاظ على المال المرهون وجعل خرقه‬
‫مخالفة جنائية ‪،‬وذلك طبقا للفصل ‪ 010‬من القانون الجنائي ‪ ،‬حيث قض ى بما يلي ‪":‬الرهن‬

‫‪ 213‬أحمد سالمة ‪ "،‬الرهن الطليق ‪،‬مقال منشور بمجلة العلوم القانونية واالقتصادية ‪،‬العدد األول ‪ ،‬السنة ‪ 88‬يناير ‪ ،" 8767‬ص‪.490،‬‬
‫‪ 214‬ينص الفص ‪ 8819‬من ق‪ .‬ل ‪ .‬ع على ما يلي ‪ ":‬إذا هلك الشيء المرهون أو تعيب بفعل المدين ذان للدائن أن يطلب الوفاء بحقه‬
‫على الفور ‪،‬حتى لو كان مضافا إلى اجل لم يحل بعد ‪ ،‬وذلك ما لم يقدم له المدين ضمانا أخر معادال أو يكمل له الضمان "‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫يبدد أو يتلف عمدا شيئا مملوكا له رهنه في دين أو على غيرة يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس‬
‫سنوات وغرامة من مائة وعشرين إلى خمسمائة درهم "‪.‬‬

‫ولكي يقع المدين تحت طائلة هذا الفصل يجب أن يثبت تو افر نية الغش في تصرفه ‪،‬‬
‫وتطبق نفس العقوبة على الغير المشارك في الجريمة طبقا للفصل ‪ 012‬من ق‪ .‬ج‪ ،215‬حيث‬
‫بمقتضاه مدد المشرع المغربي هذه العقوبة إلى زوج أو أصل أو فرع الراهن إذا ساعدوه في ذلك‬
‫التبديد أو االتالف أو محاولة ذلك‪.‬‬

‫والمشرع المصري بدوره أقرعقوبة جنائية طبقا للمادة ‪ 28‬من قانون ‪ 2710‬حيث قض ى‬
‫بأن ‪ " :‬كل من بدد أو أتلف عمدا إضرار بالغير مهمات أو آالت أو أثاث املحل المرهون يعاقب‬
‫بالعقوبة المقررة في المادة ‪ 112‬من قانون العقوبات – تلك العقوبة المقررة على ارتكاب خيانة‬
‫االمانة وهي الحبس والغرامة التي ال تتجاوز مائة جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين إذا ما بدد‬
‫الراهن األشياء المرهونة‪. 216‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬آثاررهن األصل التجاري بالنسبة للدائن المرتهن‬

‫يكتس ي الدائن المرتهن بمقتض ى رهن األصل التجاري حق امتياز على هذا األخير لمدة‬
‫خمس سنوات من تاريخ التسجيل قابلة للتجديد قبل انقضاء هذه المدة ‪،‬علما بأن لكاتب‬
‫الضبط أن يقوم بالتشطيب تلقائيا على التقييد إذا لم يقع تجديده ( المادتان ‪ 207‬و ‪ 210‬من‬
‫م‪ .‬ت‪ .‬ج‪.).‬‬

‫وحق االمتياز هذا يخول للدائن المرتهن حق إعالمه بكل تغيير يطرأ على وضعيته‬
‫القانونية (الفقرة األولى)‪ ،‬وحق استيفاء دينه من ثمنه باألولوية على باقي دائني المدين ( الفقرة‬
‫الثانية)‪،‬ويخول له كذلك حق تتبع هذا األصل بين يد أي كان ( الفقرة الثالثة )‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬حق اإلعالم‬

‫‪ 215‬ينص الفصل ‪ 946‬من ق ‪ .‬ج المغربي على أنه ‪ ":‬في الحاالت المشار إليها في الفصلين السابقين ‪،‬يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس‬
‫سنوات وغرامة من مائة وعشرين إلى خمسمائة درهم من أخفى عمدا األشياء المبددة ‪،‬و تطبق نفس العقوبة على زوج أو أصل أو فرع‬
‫المحجوز عليه والمقترض أو الراهن إذا ساعدوا في تبديدها أو اتالفها أو في محاولة ذلك "‪.‬‬
‫‪ 216‬للتوسع أكثر أنظر مؤلف سمية القيلوبي ‪ " ،‬شرح العقود التجارية ‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة ‪ ،‬والكتاب الجامعي ‪ ،‬طبعة سنة ‪."8717‬‬

‫‪141‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫بالنظر إلى أن األصل التجاري المرهون يظل في حيازة المدين الراهن ‪ ،‬فقد حرص‬
‫المشرع على ضمان حق الدائن المرتهن في اإلعالم ومعرفة كل التغييرات التي يمكن أن ترد على‬
‫األصل التجاري والتي ‪،‬من شأنها المساس بالضمان الذي يوفره للدائن المرتهن ‪ .‬وتتمثل أهم‬
‫حاالت اإلعالم التي نص عليها القانون في ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬حالة نقل مقراألصل التجاري‬

‫ففي حالة تغيير مقر األصل التجاري‪ ،‬أي نقل مكان استقبال نفس زبناء األصل محل‬
‫الرهن‪ ،‬فإنه يجب على الراهن أن يخطرالدائنين المرتهنين بذلك وبالمقرالجديد داخل ‪ 20‬يوما‬
‫على األقل قبل النقل ( ‪ 222‬م‪ ، 217) 2/‬وعندئذ على الدائن المرتهن داخل خمسة عشريوما من‬
‫اإلخطار أو ثالثين يوما من علمه بالنقل أن يطلب التنصيص بهامش قيد الرهن في السجل‬
‫التجاري على المقر الجديد ‪ ،‬إذا تم نقله إلى دائرة محكمة أخرى عليه أن يعيد تقييد رهنه من‬
‫تاريخه األصلي بسجل تلك املحكمة مع بيان المقر الجديد‪ .‬فإذا أغفل الدائن ذلك أمكن‬
‫للمحكمة أن تقض ي بإسقاط امتيازه إذا تبث أنه تسبب بتقصيره ذلك في إلحاق ضرربالغيرالذي‬
‫وقع تغليطه بشان الوضعية القانونية لألصل التجاري ( م ‪. 218) 1/222‬‬

‫والمقصود هنا بنقل مقر األصل التجاري المرهون ‪،‬تغيير مكان التواصل مع زبناء ذلك‬
‫األصل ‪،‬أما إذا تغير الزبناء فإننا بصدد إحداث أصل تجاري جديد ‪،‬وهذا غير معني بالرهن حتى‬
‫يكون معني باإلعالم‪ .‬وليس من الضروري للقول بقيام نقل مقراألصل التجاري المرهون انتقال‬
‫مكان استغالله خارج الدائرة القضائية لمكان التسجيل ‪،‬فالنقل يعتبر محققا ولو تم داخل‬
‫نفس المدينة أو ضمن نفس الحي‪.219‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حالة إقامة مالك املحل التجاري دعوى فسخ عقد الكراء‬

‫‪ 217‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 888‬من مدونة التجارة على أنه ‪ " :‬في حالة نقل األصل التجاري ‪،‬تصبح الديون المقيدة مستحقة األداء‬
‫بحكم القانون إذا لم يقم مالك األصل التجاري خالل خمسة عشر يوما على األقل قبل النقل بإعالم الدائنين المرتهنين برغبته في نقل األصل‬
‫التجاري وبالمقر الجديد الذي يريد أن يستغله فيه" ‪.‬‬
‫‪ 218‬تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 888‬من م‪ .‬ت ‪.‬ج على أنه ‪" :‬يجب على البائع أو الدائن المرتهن خالل خمسة عشر يوما من تاريخ‬
‫إخطاره أو الثالثين يوما التالية لعلمه بالنقل أن يطلب التنصيص بهامش التقييد الموجود على المقر الجديد الذي انتقل إليه األصل التجاري‬
‫‪،‬ويجب عليه أيضا إذا تم نقله إلى دائرة محكمة أخرى أن يطلب إعادة تقييده األول في تاريخه األصلي بسجل المحكمة التي نقل إليها مع‬
‫بيان المقر الجديد‪"...‬‬
‫‪219‬فؤاد معالل ‪،‬م ‪،‬س ‪،‬ص ‪.402،‬‬

‫‪142‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫حيث أنه إذا أقام المالك دعوى فسخ كراء العقار الذي يستغل فيه األصل التجاري‬
‫المثقل بالتقييدات ‪ ،‬وجب عليه أن يبلغ طلبه إلى الدائنين المقيدين سابقا في الموطن املختار‬
‫المعين في تقيد كل منهم ‪،‬وعندئذ ال يمكن للمحكمة أن تصدرحكمها بالفسخ إال بعد ثالثين يوما‬
‫من هذا التبليغ ‪،‬ونفس الش يء قرره المشرع بالنسبة للفسخ الرضائي للكراء الذي يصبح نهائيا‬
‫إال بعد ثالثين يوما من تاريخ تبليغ الدائنين في الموطن املختارلكل منهم (م ‪. 220)221‬‬

‫والغاية من إعالم مكري العقار للدائن بفسخ عقد الكراء ‪،‬هو أن يتمكن هذا األخير من‬
‫الدفاع عن حقوقه واملحافظة على عناصراألصل التجاري التي ستتأثربفسخ عقد الكراء ‪،‬وذلك‬
‫إما بتحقيق الرهن أو التدخل في مسطرة الفسخ كعرض أداء واجبات الكراء‪ .221‬وفي حالة إخالل‬
‫المكري بواجب اإلعالم قامت مسؤوليته التقصيرية ‪،‬والتزم بتعويض الدائن عن األضرار التي‬
‫يمكن أن تلحق به من جراء فسخ عقد الكراء‪. 222‬‬

‫ثالثا ‪ :‬حالة بيع أحد عناصراألصل التجاري‬

‫ففي حالة التنفيذ على بعض عناصر األصل التجاري المرهون بشكل مستقل من قبل‬
‫الغير بموجب حجز تنفيذي أو في إطار البيع القضائي لألصل ‪،‬فإن ذلك البيع ال يمكن أن يتم إال‬
‫بعد عشرة أيام على األقل من إخطارالدائنين المرتهنين الذين أجروا تقييدهم خمسة عشرعلى‬
‫األقل من اإلخطار المذكور ‪ .‬ولكل دائن مرتهن عندئذ أن يرفع دعوى خالل عشرة أيام إلى‬
‫املحكمة التي يستغل األصل التجاري في دائرتها ترمي إلى بيعه برمته( المادة ‪ 210‬من م‪ .‬ت‪ .‬ج‬
‫)‪.223‬‬

‫وواضح أن القصد مما قرره المشرع المغربي هنا إتاحة الفرصة أمام الدائنين المرتهنين‬
‫لتفادي إنقاص قيمة األصل التجاري المرهون نتيجة تفتيت عناصره ‪،‬من خالل تقديم دعوى‬
‫البيع اإلجمالي لألصل حفاظا على وعاء ضمانهم ‪.224‬‬

‫‪ 220‬ينظر المادة ‪ 884‬من مدونة التجارة الجديدة رقم ‪.89-79‬‬


‫‪ 221‬سعاد بنور ‪ ،‬م ‪ ،‬س ص ‪.947،‬‬
‫‪222‬قرار المجلس االعلى – سابقا – ومحكمة النقض – حاليا – عدد ‪ 4022‬بتاريخ ‪ ، 8712/80/98‬مجموعة قرارات المجلس االعلى‬
‫في المادة المدنية ( ‪ ،)8774/8719‬الرباط ‪ ، 8774‬ص‪.818،‬‬
‫‪ 223‬ينظر المادة ‪ 840‬من م‪ .‬ت ‪ .‬ج ‪.‬‬
‫‪224‬فؤاد معالل ‪ ،‬م ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.408،‬‬

‫‪143‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫رابعا ‪ :‬حالة الحكم ببيع األصل التجاري تحقيقا المتيازالبائع أو تحقيق رهن ثاني‬

‫بخصوص هذه الحالة على عون التنفيذ أن يخطر باقي الدائنين المرتهنين في األيام‬
‫العشرة األولى من تاريخ تبليغ الحكم إلى أطر افه ويجدد هذا اإلخطار في األيام العشرة األخيرة‬
‫إلجراء المزايدة ويستدعيهم للحضورفيها ( المادة ‪ )222‬وذلك حتى يتسنى لهم اقتضاء حقوقهم‬
‫وفق ترتيبهم‪.225‬‬

‫خامسا ‪ :‬حالة إعالن التسوية أو التصفية القضائية في حق المدين الراهن‬

‫بخصوص هذه الحالة أوجب المشرع على السنديك أن يشعر شخصيا الدائنين‬
‫المرتهنين بفتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية في حق مدينهم ‪،‬حتى يتسنى لهم التصريح‬
‫بديونهم من أجل إدراجها في الئحة الديون ( المادة ‪ 282‬من م‪ .‬ت ‪ .‬ج )‪.226‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬حق األفضلية‬

‫يترتب على إنشاء الرهن إعطاء الدائن المرتهن حق األولوية في استيفاء دينه من ثمن‬
‫األصل التجاري في حالة عدم وفاء المدين به‪ ،‬وذلك في مواجهة دائني هذا األخير العاديين أو‬
‫دائينيه المرتهنين الذين سجلوا رهنهم في تاريخ الحق ( المادتان ‪ 220-207‬من م‪ .‬ت ‪ .‬ج )‪ ،‬وهو‬
‫يتمتع بهذا الحق حتى لوكان قد تم فتح مسطرة التسوية القضائية في حق المدين الراهن ‪ ،‬حيث‬
‫له ان يستوفي دينه عن طريق تحقيق الرهن دون أن يكون لمسطرة التسوية أو التصفية‬
‫القضائية أي أثر ‪،‬ا للهم إعطاء السنديك حق أداء الدين بإذن من القاض ي المنتدب السترجاع‬
‫األصل التجاري إلى التفليسة ( المادة ‪ 212‬من المدونة ) ‪. 227‬‬
‫ّ‬
‫وبالرغم من حق األولوية الذي يعطيه الراهن إلى الدائن المرتهن ‪،‬فإنه يالحظ كونه يشكل‬
‫ضمانة ضعيفة للديون عامة ‪،‬ويرجع ذلك من ناحية أولى إلى تخلف رتبته بالنسبة للديون‬

‫‪ 225‬نفس المرجع ‪،‬ص ‪.487-486 ،‬‬


‫‪ 226‬سعاد بنور ‪ ،‬م ‪ ،‬س ‪.941 ،‬‬
‫_ راجع كذلك ‪ ،‬العربي الغرمول ‪" ،‬حماية الدائن المرتهن في األصل التجاري ‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة محمد الخامس_ أكدال _الرباط ‪ ،‬السنة الجامعية "‪.4008-4000‬‬
‫‪ 227‬تنص المادة ‪ 646‬من مدونة التجارة الجديدة على أنه ‪ ":‬يمكن لسنديك األذون له من طرف القاضي المنتدب ‪ ،‬عند أدائه للمدين ‪ ،‬فك‬
‫األموال المرهونة من طرف المدين أو األشياء المحبوسة ‪.‬‬
‫في حالة تعذر هذه اإلمكانية ‪ ،‬يتعين على السنديك خالل ‪ 6‬أشهر يبتدئ من تاريخ حكم القاضي بفتح التصفية القضائية القيام بتحقيق الرهن‬
‫‪". ...‬‬

‫‪144‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫الممتازة‪ ، 228‬ومن ناحية ثانية إلى أنه عند توقف المدين عن الوفاء بديونه ‪،‬فإنه غالبا ما يفقد‬
‫األصل التجاري قيمته االقتصادية ‪،‬ألنه لو لم يكن المدين يعاني من صعوبات في استثماره له‬
‫لكان قد استمرفي الوفاء بديونه ‪ ،‬وهذا يعني أن هناك حظوظا كبيرة في أن ينفد الدائن المرتهن‬
‫على األصل التجاري ال يكفي قيمته للوفاء‪.229‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬حق التتبع‬

‫يتمتع الدائن المرتهن بحق التتبع ‪،‬ويعني ذلك تتبع األصل التجاري في أي يد انتقل إليها‬
‫حال خروجه من يد المدين الراهن ‪،‬حيث إن امتياز الدائن المرتهن يتبع األصل التجاري أينما‬
‫وجد ( م ‪،230)211‬إذ يمكن للدائن تتبع األصل المذكور والتنفيذ عليه وهو بين يد المشتري‬
‫‪،‬وذلك ألن األصل التجاري مال معنوي ال تنطبق عليه قاعدة الحيازة في المنقول سند الملكية‬
‫‪،‬وألن المشرع المغربي افترض بذلك أن المشتري كان بإمكانه أن يتعرف على وضعية األصل‬
‫التجاري ما دام رهنه مقيدا في السجل التجاري ‪ .‬ولتفادي أن يتم التنفيذ على األصل وهو بين‬
‫يدي المشتري فقد منح المشرع لهذا األخيرإمكانية تطهيراألصل من الديون المقيدة وذلك عن‬
‫طريق إعالم الدائنين المرتهنين بالبيع وتصريحه لهم باستعداده للوفاء الفوري للديون المقيدة‬
‫في حدود الثمن الذي قدمه دون تمييز الديون الحالة وغير الحالة ‪،‬ويتمتع المشتري باآلجال‬
‫والمهل الممنوحة إلى المدين األصلي ‪،‬كما يراعي تلك التي التزم بها هذا األخيرما لم تنص سندات‬
‫على خالف ذلك‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬آثررهن األصل التجاري بالنسبة للدائنين العاديين ( الغير)‬

‫مراعاة لحقوق الدائنين العادين فإن المشرع رتب على رهن األصل التجاري أن أعطاهم‬
‫الحق متى كانت ديونهم مترتبة عن استغالل ذلك األصل ‪،‬أن يطلبوا إسقاط تلك الديون( المادة‬
‫‪ 222‬الفقرة ما قبل األخيرة ) بحيث تصبح مستحقة األداء عل الفور‪ .231‬ومما يالحظ أن المشرع‬
‫خص ديون معينة بهذا المقتض ى ‪،‬وهي فقط الديون التي ترتبت عن استغالل األصل التجاري‬

‫‪ 228‬إذا حسب الفصل ‪ 8421‬من ق ‪.‬ل ‪.‬ع ‪" :‬فإن الديون الممتازة لها االولوية في األداء على الديون المضمونة برهن رسمي ‪ ،‬والديون‬
‫الممتازة على كل المنقوالت هي – مصروفات الجنازة – مصروفات العالج في مرض الموت – المصروفات القضائية – واألجور‬
‫والتعويضات عن العمل – تعويضات المصاب في حادثة الشغل – الديون المستحقة للصندوق الوطني للضمان االجتماعي "‪.‬‬
‫‪ 229‬فؤاد معالل ‪ ،‬م ‪ ،‬س ‪ ،‬ص ‪. 489 - 484 ،‬‬
‫‪230‬تنص المادة ‪ 844‬من م‪ .‬ت ‪ .‬ج على أنه ‪ " :‬يتبع امتياز البائع أو الدائن المرتهن األصل التجاري حيثما وجد "‪.‬‬
‫‪ 231‬فؤاد معالل ‪ ،‬م ‪ ،‬س ‪ ،‬ص ‪.487 ،‬‬

‫‪145‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫‪،‬أما الديون التي اقترضها مالك األصل التجاري ألسباب غيراستغالل األصل فال يمكن أن تسقط‬
‫آجال استحقاقها نتيجة تقيد رهن األصل التجاري ‪،‬وعلى ذلك مثال إذا باع مالك األصل أصله‬
‫وكان ثمن البيع مؤجل األداء وقيد رهنا لألصل التجاري بثمن البيع ‪،‬وكان لمشتري األصل‬
‫التجاري دائنون آخرون قبل تاريخ اقتناء األصل ‪،‬فإن هؤالء ال يمكن لهم المطالبة بسقوط أجل‬
‫استحقاق ديونهم ‪،‬ألنهم لم يقدموا تلك القروض الستغالل األصل التجاري الذي لم يكن مدينهم‬
‫( المشتري)يملكه عند االقتراض‪. 232‬‬

‫والهدف من ذلك هو حماية الدائنين العادين ( الغير ) من قيام التاجر بالحصول على‬
‫قروض كبيرة لقاء رهن األصل التجاري ضمانا لهذه القروض ‪،‬األمر الذي يعرضهم لخطر ضياع‬
‫ديونهم ‪ ،‬وقد أضاف المشرع المصري شرطا يتجلى في ضرورة أن يلحق الدائن العادي ضررمن‬
‫رهن األصل التجاري‪،233‬وهو ما لم يتطلبه المشرع المغربي وحسنا ما فعل ألن اشتراط حصول‬
‫الضرر يقيد حق الدائن العادي من إمكانية االستفادة من نص المادة ‪ 222‬من م‪ .‬ت ‪ .‬ج كما‬
‫يرهقه بضرورة إثبات الضررالذي أصابه من ناحية أخرى‪.‬‬

‫وقد قصد المشرع المغربي من نص المادة ‪ 222‬في فقرتها ما قبل االخيرة حمل المدين‬
‫على التروي والتفكير قبل الرهن حتى ال يفاجأ دعا األمر ‪،‬بسداد الديون العادية قبل مواعد‬
‫استحقاقها مما يبعد وقوعه في الحرج في أغلب األحوال‪،234‬ويعتبر مقتض ى المادة المذكورة‬
‫أعاله خروجا عن القواعد العامة ‪،‬ذلك أن حق المدين من أجل ال يسقط بسب إضعاف‬
‫التأمينات‪،235‬وهو يكتس ي صبغة استثنائية مما يجب تفسيره بكيفية ضعيفة ‪،‬ومع ذلك يجوز‬
‫لهؤالء الدائنين العادين في حالة قيام تدليس في إنشاء الرهن المطالبة بإبطاله في ظل القواعد‬
‫العامة ‪،‬مع مالحظة تطبيق هذه المقتضيات نادرة الحدوث عمليا‪.236‬‬

‫‪ 232‬سعاد بنور ‪ ،‬م ‪ ،‬س ‪،‬ص ‪.942 ،‬‬


‫‪ 233‬علي البارودي ‪ ،‬م ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.660 ،‬‬
‫‪ 234‬يونس علي حسن ‪ " ،‬المحل التجاري ‪ ،‬مطبعة دار الفكر الربي ‪ ،‬طبعة ‪ ، 8772‬ص ‪.987 ،‬‬
‫‪ 235‬مصطفى كمال طه ‪ ،‬م ‪ ،‬س ‪ ،‬ص ‪.660 ،‬‬
‫‪ 236‬عبد اللطيف مشبال ‪ "،‬مالحظات حول رهن األصل التجاري في التشريع المغربي ‪ ،‬المجلة المغربية للقانون ‪،‬العدد ‪" 8717 – 89‬‬
‫‪،‬ص ‪.469،‬‬

‫‪146‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫وما تجدر اإلشارة إليه في أن حلول الدين يترتب بقوة القانون بمجرد توفر الشروط‬
‫السابقة حسب المادة ‪ 222‬من م‪ .‬ت ‪ .‬ج‪ ،‬بل ال بد من اللجوء إلى القضاء الستصدارحكم بذلك‬
‫‪،‬ويتم البث طبقا لمقتضيات الفقرة األخيرة من المادة ‪ 221‬من نفس المدونة‪.237‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬

‫لقد حاولنا من خالل هذه الدراسة المتواضعة التطرق للمقتضيات القانونية التي أقرها‬
‫المشرع المغربي لرهن األصل التجاري ‪،‬ذلك من أجل الوقوف على الطابع القانوني المعقد‬
‫لألصل‪،‬باعتباره ماال معنويا منقوال تجعله يثير العديد من االشكاالت العملية ‪،‬كما تتجاذبه‬
‫مواضيع متعددة ومتنوعة مما يميز كثرة القضايا المطروحة أمام محاكم المملكة ‪،‬ونظرا‬
‫لألهمية التي يوليها المشرع له فقد أحاطه كما سلف الذكر بمجموعة من النصوص القانونية‬
‫رغبة منه في استقرار المعامالت التجارية والسعي وراء تنمية حقيقية لالقتصاد الوطني كونه‬
‫يكون أداة أساسية بالنسبة للتاجر نظرا لقيمته الكبيرة في غالب األحيان ‪،‬حيث يلجأ مالك‬
‫األصل التجاري إلى طلب قروض من األبناك أو إلى فتح اعتماد مقابل ضمان منصب على هذا‬
‫األخير الذي يبقى في حوزة صاحبه ويستمر في استغالله بمطلق الحرية رغم احتفاظ الدائن‬
‫المرتهن بحقي التتبع واألفضلية ‪،‬في حالة ما إذا ألت ملكيته إلى أحد من الغير ‪،‬فإن التجربة‬
‫أثبتت أن رهن األصل التجاري ال يمثل سوى ضمان جدعرض ي‪،‬بالرغم من الخصوصيات‬
‫والمزايا الواردة أعاله ‪،‬ذلك أن قيمته تعتمد باألساس على طريقة استغالله لذلك كثيرا ما يكون‬
‫محطة انخفاضات كبيرة في قيمته ‪،‬األمرالذي يجعله يقدم ضمانات أقل من الرهن العقاري‪.‬‬

‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫محمد لفروجي‪ "،‬التاجر وقانون التجاري بالمغرب ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الطبعة‬
‫االولى ‪.2779‬‬

‫أحمد اليوسفي البرقي ‪" ،‬المضامين المعبرة ن األصل التجاري والمفاهيم االخرى املجاورة‬
‫له‪ ،‬املجلة المغربية لالقتصاد والقانون المقارن ‪ ،‬العدد ‪ 11‬سنة ‪.2770‬‬

‫‪ 237‬عبد المجيد غميجة ‪ " ،‬رهن األصل التجاري على ضوء االحكام الجديدة لمدونة التجارة ‪ ،‬مجلة المعيار ‪ ،‬العدد ‪ 42‬أكتوبر ‪8777‬‬
‫‪ ،‬مطبعة النصر بفاس "‪ ،‬ص‪.20 ،‬‬

‫‪147‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫قانون رقم ‪ 20_ 70‬المتعلق بمدونة التجارة الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ‪-72-81‬‬
‫‪ 2‬المؤرخ في فاتح أغسطس ‪ ،‬منشوربالجريدة الرسمية عدد ‪ 1128‬بتاريخ ‪ 21‬أكتوبر‪ ، 2772‬ص‬
‫‪.1289 ،‬‬

‫نورالدين لعرج ‪ " ،‬مبادئ القانون التجاري ‪ -،‬االعمال التجارية والتاجر– األصل التجاري‬
‫‪ ،‬مطبعة سليكي أخوين طنجة ‪،‬الطبعة الثانية – مارس ‪." 1021‬‬

‫محمد املحبوبي االدريس ي ‪ " ،‬عمل املحاكم التجارية ‪ ،‬بدايته اشكالية دراسة نقدية ‪( ،‬دون‬
‫ذكرالمطبعة) ‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬

‫قرار صادر عن املحكمة االستئناف التجارية بفاس بتاريخ ‪ 2778/21/10‬في الملف رقم‬
‫‪ 11787‬تحت رقم عدد ‪ " 101‬قرقرغي منشور"‪.‬‬

‫حكم صادرعن املحكمة التجارية بمراكش رقم ‪ 87/00‬بتاريخ ‪ 01‬غشت ‪ 2788‬ملف عدد‬
‫‪ " .87/1102‬حكم غيرمنشور"‪.‬‬

‫قرار صادر عن املجلس األعلى (سابق) ومحكمة النقض ( حاليا ) عدد ‪ 282‬المؤرخ في‬
‫‪ .1001/01/19‬ملف إداري عدد ‪ 1082‬بتاريخ ‪ " .1001/02/01‬قرارغيرونشور"‪.‬‬

‫قراراملجلس األعلى –سابقا – ومحكمة النقض – حاليا ‪ -‬عدد ‪ 892‬المؤرخ في ‪1001/9/7‬‬


‫ملف تجاري تحت عدد ‪ ، 1002/2/1/2182‬منشور باملجلة المغربي لقانون االعمال والمقاوالت‬
‫‪،‬سلسلة القانون والممارسة القضائية ‪" ،‬العدد ‪ " 2‬سنة ‪.1000‬‬

‫حكم صادرعن املحكمة التجارية بالدارالبيضاء في ملف عدد ‪ 72/2929‬بتاريخ ‪/09 /27‬‬
‫‪ "، 2772‬منشوربمجلة املحاكم المغربية العدد ‪ " ، 91‬ص‪.202،‬‬

‫حكم صادر عن املحكمة التجارية بمراكش بتاريخ ‪ 2778/09/19‬وردت اإلشارة إليه في‬
‫مجموعة قانون االعمال ‪"،‬عبد الفتاح بنوار‪،‬الطبعة األولى ‪ 1000‬مطبعة النجاح الجديدة "‪.‬‬

‫قررصادرعن محكمة االستئناف بالرباط بتاريخ ‪ 2772/22/01‬ملف مدني تحتى عدد ‪/71‬‬
‫‪ " .20717‬قرارغيرمنشور"‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫قرر صادر عن محكمة االستئناف بالدار البيضاء بتاريخ ‪ ، 2772/09/27‬منشور بمجلة‬


‫املحاكم المغربية عدد ‪ 91‬مارس ‪ /‬إبريل ‪ ، 27700‬ص ‪.202 ،‬‬

‫قرار صادر عن املجلس األعلى – سابقا – ومحكمة النقض – حاليا ‪ -‬عدد ‪89-2217‬‬
‫بتاريخ ‪" ، 2771/0/2‬قرارغيرمنشور"‪.‬‬

‫فؤاد معالل ‪"،‬شرح القانون التجاري المغربي الجديد ‪ ،‬الجزء األول – نظرية التاجر‬
‫والنشاط التجاري ‪ ،‬داراألفاق المغربية لنشر والتوزيع ‪،‬الطبعة الثالثة ‪. 1007‬‬

‫سعاد بنور ‪ "،‬النظام القانوني للتاجر ‪،‬وفق أخر المستجدات القانونية واالجتهادات‬
‫القضائية ‪،‬شروط اكتساب صفة التاجر–األعمال التجارية ‪ -‬التزامات التاجر–األصل التجاري‬
‫–نظام المقاول الذاتي ‪،‬مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء ن الطبعة األولى ‪.1022‬‬

‫قرر صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش تحت رقم ‪ 211‬بتاريخ ‪1009/01/8‬‬
‫فيم ملف رقم ‪" ، 02/21/190‬منشور بمجلة املحاكم التجارية العدد الثالث والرابع ‪ ،‬فبراير‬
‫‪،1007‬ص‪.". 18،‬‬

‫قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش بتاريخ ‪ ، 1009/01/21‬رقم ‪، 121‬‬


‫رقم الملف ‪" ، 1002 087‬قرارغيرمنشور"‪.‬‬

‫مصطفى كمال طه ‪" ،‬القانون التجاري ‪،‬مطبعة الدار الجامعية ‪،‬الطبعة األولى سنة‬
‫‪." 2788‬‬

‫العربي الغر مول ‪،‬حماية الدائن المرتهن في األصل التجاري ‪،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في‬
‫الحقوق ‪،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪،‬جامعة محمد الخامس ‪ -‬أ كدال‬
‫‪،‬السنة الجامعية ‪.1002 - 1000‬‬

‫علي البارودي ‪"،‬العقود وعمليات البنوك التجارية ‪،‬مطبعة منشأة المعارف االسكندرية‬
‫‪،‬دون ذكرتاريخ الطبعة "‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫‪2024‬‬

‫سناء الترابي ‪"،‬رهن األصل التجاري بين النظرية والتطبيق ‪،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا المعمقة فقي قانون االعمال ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول وجدة ‪،‬السنة الجامعية ‪. 1002- 100،‬‬

‫أحمد سالمة ‪ "،‬الرهن الطليق ‪،‬مقال منشور بمجلة العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫‪،‬العدد األول ‪ ،‬السنة ‪ 22‬يناير‪." 2727‬‬

‫قرار املجلس االعلى – سابقا – ومحكمة النقض – حاليا – عدد ‪ 1011‬بتاريخ‬


‫‪ ، 2781/20/12‬مجموعة قرارات املجلس االعلى في المادة المدنية ( ‪ ،)2771/2781‬الرباط‬
‫‪.2771‬‬

‫‪151‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪I S S N: 2737-8322‬‬
‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like