Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسيةــــــــــــــــــــــــــــــ المجلد‪ ، 58 :‬العدد‪ ،03 :‬السنة‪ ،2021 :‬الصفحة‪394 - 379 :‬‬

‫العملة االفتراضية في القانون الجزائري‬

‫‪The Virtual currency in Algerian law‬‬

‫د‪ /‬عبد الحق قريمس‬ ‫ط‪/‬د فريدة حداد*‬


‫مخبر القانون البنكي والمالي‬ ‫مخبر القانون البنكي والمالي‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫جامعة محمد الصديق بن يحيى‪ ،‬جيجل‬ ‫ج امعة محمد الصديق بن يحيى‪،‬جيجل‬
‫‪a.grimes@univ-jijel.dz/‬‬ ‫‪farida.haddad@univ-jijel.dz/‬‬

‫تاريخ االرسال‪ 2020/05/03 :‬تاريخ القبول‪ 2021/06/03 :‬تاريخ النشر‪.......... :‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الملخص‪:‬‬
‫فوضت احتكار ممارسة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعود امتيّاز إصدار العملة النقديّة في كامل التراب الوطني إلى الدّولة‪ ،‬التي ّ‬
‫هذا االمتيّاز لبنك الجزائر‪ ،‬حيث يكون للنّقود التي يصدرها وحدها سعرا قانونيا ّ‬
‫وقوة إبرائيّة غير محدودة‪،‬‬
‫غير أنّه ظهر إلى الوجود مؤ ّخرا صنف جديد من العمالت تعرف بالعمالت االفتراضيّة‪ ،‬وهي تبنى على‬
‫منطق مغاير تماما يجعلها تتجاوز ك ّل النّظم الماليّة والنّقديّة التقليديّة‪ ،‬وقد عرفت انتشارا واسعا في مختلف‬
‫المشرع سنة ‪2018‬‬
‫ّ‬ ‫صة التي تنفرد بها‪ ،‬تد ّخل‬‫أنحاء العالم وبوتيرة متسارعة جدّا‪ ،‬ونظرا للطبيعة الخا ّ‬
‫بحظر كل تعامل بهذه العملة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬
‫العملة االفتراضيّة‪ ،‬العملة النّقديّة‪ ،‬السياسة النّقديّة‪ ،‬العملة ّ‬
‫الرسميّة‪ ،‬اإلصدار النقدي‪.‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪The monetary privilege of issuing money belong to the State. The exercise of this‬‬
‫‪privilege has been delegated, in Algeria, to the Bank of Algeria, the currency issued by the Bank‬‬
‫‪of Algeria has a legal price and an unlimited power; however, a new currency called “Virtual‬‬
‫‪Currency” has emerged in the financial fields, based on a totally different logic that exceeds all‬‬
‫‪conventional financial and monetary systems, given the particular nature of this currency.‬‬
‫‪Algerian lawmakers intervened in 2018 to prohibit any transaction made using this virtual‬‬
‫‪currency.‬‬
‫‪Keywords : virtual currency, Currency, Monetary policy, Official currency, Issuing‬‬
‫‪money.‬‬

‫*المؤلف المرسل‪:‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ّ‬
‫يرتبط مفهوم العملة بسيادة الدّولة حيث تشكل العملة الوطنيّة تجسيدا الستقالليّة سياستها ال ّنقديّة‬
‫والماليّة‪ ،‬وتعدّ عمليّة إصدار النّقود‪ ،‬والمحافظة على استقرار سعر العملة الوطنيّة‪ ،‬من أولى المهام التي‬
‫شديدة لمختلف التأثيرات الدّاخلية والخارجيّة‪،‬‬ ‫تضطلع بها الدّولة ومن أكثرها أهميّة نظرا لحساسيّتها ال ّ‬
‫المشرع تنظيم العملة النّقدية بموجب األمر رقم‬
‫ّ‬ ‫وانعكاساتها المباشرة على النّظام االقتصادي فيها‪ .‬لقد تولّى‬

‫‪379‬‬
‫ط‪/‬د فريدة حداد‪ ،‬د‪/‬عبد الحق قريمس‬

‫‪ 111-03‬المتعلّق بال ّنقد والقرض‪ ،‬الذي صدر تطبيقا للمادة ‪215/122‬من الدّستور‪ ،3‬ومنح من خالله امتياز‬
‫وفوض ممارسة هذا االمتياز لبنك الجزائر على سبيل‬ ‫إصدار العملة النّقدية للدّولة عبر التّراب الوطني‪ّ ،‬‬
‫الرسمي‪ ،‬واعترف لها بسعر قانوني‬ ‫ّ‬
‫االحتكار‪ ،‬ليضفي بذلك على النّقود التي يصدرها‪ -‬وحدها‪ -‬الطابع ّ‬
‫فإن أيّة عملة تصدر عن غير بنك‬ ‫قوة إبرائيّة غير محدودة؛ وبمفهوم المخالفة لما سبق ذكره‪ّ ،‬‬ ‫ومنحها ّ‬
‫بقوة إبرائيّة تذكر‪.‬‬‫الجزائر تعتبر عملة غير قانونيّة‪ ،‬وال يعترف لها بأي سعر قانوني وال يمكن أن تحظى ّ‬
‫في مقابل الدور المعترف به للعمالت الرسمية‪ ،‬عرف العالم منذ فترة ظهور ما يسمى بـ "العملة‬
‫االفتراضية" التي انتشر التعامل بها بشكل واضح عبر أرجاء العالم‪ ،‬بفضل مميّزاتها التي جعلتها تحقّق‬
‫للتطورات‬
‫ّ‬ ‫نجاحا مذهال ببلوغ قيمتها مستويات قيّاسيّة‪ ،‬وقد جاء ظهور العملة االفتراضيّة كنتيجة حتميّة‬
‫التي طالت النّظام النّقدي العالمي‪ ،‬والتي استطاعت أن تثبت وجودها فيه‪ ،‬متجاوزة في ذلك لك ّل النّظم الماليّة‬
‫والنّقديّة التّقليديّة في العالم‪ ،‬وهو ما يعطي للبحث في هذا الموضوع جانبا من أهميته‪.‬‬
‫المشرع بمقتضى قانون الماليّة لسنة‬ ‫ّ‬ ‫غير ّ‬
‫أن واقع هذه العملة يبدو مختلفا في التشريع الوطني‪ ،‬إذ منع‬
‫مجرد حيازتها‪ ،‬وهو قد أضفى عليها ‪ -‬في معرض إقراره لهذا المنع ‪ -‬وصف‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،42018‬التّعامل بها أو‬
‫الرسميّة‪ ،‬مما يستدعي‬ ‫"العملة"‪ ،‬ويكون بذلك قد اعترف ‪-‬ولو ضمنيّا‪ -‬بحقيقة وجودها إلى جانب العملة ّ‬
‫المشرع لمنعها؟‬
‫ّ‬ ‫التساؤل عن طبيعة هذه العملة والخطورة التي تمثلها حتّى تستدعي تد ّخل‬
‫تتم محاولة اإلجابة عن هذا التّساؤل باعتماد المنهج الوصفي بمناسبة اإلحاطة بالجانب المفاهيمي‬
‫للموضوع‪ ،‬إلى جانب المنهج التّحليلي‪ ،‬من خالل النظر في الطبيعة الخاصة للعملة االفتراضية في مبحث‬
‫ّأول‪ ،‬ليتم في المبحث الثاني عرض موقف المشرع الجزائري إزاء هذا النوع من العمالت‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬في الطبيعة الخاصة للعملة االفتراضية‬


‫سريع والمباشر‬ ‫تعدّ عمليّة خلق النّقود من بين أكثر العمليّات تعقيدا نظرا لطابعها الح ّ‬
‫ساس وتأثيرها ال ّ‬
‫أن إصدار العملة النقدية يرتبط مباشرة بالسيّاسة‬ ‫تطورات االقتصاد الوطني وتوازناته‪ ،5‬باعتبار ّ‬ ‫على ّ‬
‫شاملة‬ ‫االقتصاديّة التي يجب أن تنفرد الدّولة بتقريرها‪ ،6‬وذلك وفقا لشروط وضوابط معيّنة تترجم ّ‬
‫الرؤية ال ّ‬
‫سائد‪ ،‬وهو ما يمنحها القدر الكافي من الثّقة لتلقى قبوال عاما لدى جميع أفراد‬ ‫للوضع االقتصادي والنّقدي ال ّ‬
‫أن الواقع يكشف مؤخرا ظهور شكل جديد من العمالت‪ ،‬حيث أدّى تحرير المبادالت التّجاريّة‬ ‫المجتمع‪ ،‬غير ّ‬
‫هواة تكنولوجيات االعالم‬ ‫والتّنامي الهائل في استعمال شبكة األنترنت إلى فتح الباب أمام المبتكرين من ّ‬
‫الرسميّة (مطلب أول)‪ ،‬وهي تستند في وجودها إلى‬ ‫واالتّصال إليجاد عمالت افتراضيّة تنافس العمالت ّ‬
‫ضوابط مختلفة تماما جعلتها تحت ّل مركزا قانونيّا متميّزا يخرجها ع ّما هو مألوف بالنّسبة للعملة ّ‬
‫الرسميّة‪،‬‬
‫وهو ما من شأنه أن يثير من الناحية القانونية بعض االشكاالت المرتبطة بإصدار هذا النوع من‬
‫العمالت(مطلب ثاني)‪.‬‬

‫‪ - 1‬أمر رقم‪ 11-03 :‬مؤرخ في ‪ 27‬جمادى الثانية عام ‪1424‬هـ الموافق ‪ 26‬غشت سنة ‪2003‬م‪ ،‬يتعلّق بالنّقد والقرض‪ ،‬ج‬
‫ر عدد ‪ 52‬الصادر في ‪ 28‬جمادى الثانية عام ‪1424‬هـ الموافق ‪ 27‬غشت سنة ‪2003‬م‪ ،‬المعدّل والمت ّمم‪.‬‬
‫مؤرخ في ‪ 26‬جمادى األولى عام ‪1437‬هـ الموافق ‪ 06‬مارس سنة‬ ‫‪ - 2‬حاليا المادة ‪ /140‬فقرة ‪ 14‬من القانون رقم‪ّ 01-16 :‬‬
‫‪2016‬م‪ ،‬يتض ّمن التّعديل الدّستوري‪ ،‬ج ر عدد ‪ 14‬الصادر يوم االثنين ‪ 27‬جمادى األولى عام ‪1437‬هـ الموافق ‪ 07‬مارس‬
‫سنة ‪2016‬م‪.‬‬
‫مؤرخ في ‪ 26‬رجب عام ‪1417‬هـ الموافق ‪ 07‬ديسمبر سنة ‪1996‬م‪ ،‬يتعلّق بإصدار نص‬ ‫ّ‬ ‫‪438‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪96‬‬ ‫رقم‪:‬‬ ‫رئاسي‬ ‫‪ - 3‬مرسوم‬
‫تعديل الدّستور‪ ،‬المصادق عليه في استفتاء ‪ 28‬نوفمبر سنة ‪1996‬م‪ ،‬ج ر عدد ‪ 76‬الصادر يوم األحد ‪ 27‬رجب عام ‪1417‬هـ‬
‫الموافق ‪ 08‬ديسمبر سنة ‪1996‬م‪.‬‬
‫‪ - 4‬قانون رقم‪ 11 - 17 :‬مؤرخ في ‪ 08‬ربيع الثاني عام ‪1439‬هـ الموافق ‪ 27‬ديسمبر سنة ‪2017‬م يتضمن قانون المالية‬
‫لسنة ‪ ،2018‬ج ر عدد ‪ 76‬الصادر في ‪ 28‬ديسمبر سنة ‪2017‬م‪.‬‬
‫‪ - 5‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬دراسة في طرق استخدام النقود من طرف البنوك مع إشارة إلى التجربة الجزائرية‪،‬‬
‫الطبعة السابعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ - 6‬علي سنوسي‪ ،‬محاضرات في النّقود والسيّاسة النّقدية‪ ،‬كليّة العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف –المسيلة‪ ،2015-2014 ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪380‬‬
‫العملة االفتراضية في القانون الجزائري‬

‫المطلب األول‪ :‬ظهور العملة االفتراضية‬


‫بدأت فكرة العملة االفتراضية في التبلور في أواخر عام ‪ ،2008‬باإلشارة إليها في ورقة بحثية منسوبة‬
‫مرة في التداول سنة ‪ 12009‬كعملة رقمية بحتة ليس‬ ‫ألول ّ‬
‫لشخص يدعى "ساتوشي ناكاموتو"‪ ،‬وطرحت ّ‬
‫لها كيان مادي ملموس (فرع أول) لتعرف فيما بعد انتشارا واسعا في كثير من دول العالم بالنظر إلى‬
‫استعمالها في سياق نظام دفع عالمي ال يتقيد بحدود إقليمية أو جغرافيّة (فرع ثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬العملة االفتراضية صنف جديد من النقود الرقمية‬
‫تعتبر العملة االفتراضية من أحدث إفرازات الثورة الرقمية‪ ،‬وهي تمثل أحد أشكال النقود الرقمية‬
‫المتاحة في العالم االفتراضي‪ ،‬وتعد من النقود الرقمية ألنها موجودة حصرا في الفضاء الرقمي‪ ،‬حيث يتم‬
‫مخزنة في محافظ الكترونيّة‪ ،‬وال يمكن الوصول اليها إال بواسطة‬ ‫ّ‬ ‫انتاجها بواسطة برامج حاسوبيّة وتكون‬
‫الحواسيب أو الهواتف الذّكيّة التي تكون قيد االتصال بشبكة األنترنيت‪ ،‬فقد جاء تعريفها في المادة ‪ 117‬من‬
‫قانون المالية لسنة ‪ 2018‬بأنها "تلك التي يستعملها مستخدمو األنترنيت عبر شبكة األنترنيت‪ ،‬وهي تتميّز‬
‫بغياب الدعامة المادية كالقطع واألوراق النقدية وعمليات الدفع بالصك أو البطاقة البنكية"‪ ،‬فتكون بذلك‬
‫جميع العمالت االفتراضية رقمية‪ ،‬في حين ال تعتبر جميع النقود الرقمية افتراضية‪ ،‬فالنقود االلكترونية هي‬
‫أيضا نقود رقمية‪ ،‬إال أنها تختلف عن النقود االفتراضية في كونها مرادف إلكتروني للنقود التقليدية الورقية‪،‬‬
‫فهي رصيد نقدي ورقي محمل إلكترونيا في بطاقة بالستيكية ممغنطة تصدرها بنوك تقليدية‪ ،‬أو بنوك‬
‫افتراضية‪.2‬‬
‫تعرف سوق التبادل بالعمالت الرقمية حاليا ما يقارب الستين عملة افتراضية‪ ،‬أهمها البتكوين‬
‫(‪ ،)BTC‬إلى جانب عمالت أخرى مثل ليتكوين (‪ ،)LTC‬اثوريوم (‪ ،)ETH‬زاد كاش (‪ ،)ZEC‬الريبل‬
‫(‪ ،)XPL‬وداش(‪ ،3)DASH‬يتم خلق هذه العمالت عبر شبكة األنترنيت وفقا آلليات محددة عن طريق ما‬
‫يعرف بالتّعدين "‪ ،"Mining‬وذلك باستخدام برامج مجانية مفتوحة المصدر يتم تثبيتها على حواسيب‬
‫وبمجرد تشغيل البرنامج يكون الحاسوب قيد االتصال مع شبكة العملة‪ ،‬ليبدأ في القيام بحسابات‬ ‫ّ‬ ‫المعدنين‪،‬‬
‫معقّدة وفك شفرات الحظر‪ ،‬حيث يحتاج المعدّن في هذه العملية إلى حل مجموعة من الخطوات الرياضية‬
‫والمنطقية المتسلسلة لكشف سلسلة طويلة من األرقام والحروف تميل إلى التعقيد كلّما ارتفعت الكميّة التي‬
‫يتم إصدارها‪ ،4‬وفي حال نجاح الحاسوب في الوصول إلى الحل بشكل صحيح يحصل المستخدم على عدد‬
‫معين من وحدات العملة االفتراضية المنتجة‪ ،‬التي يتم تخزينها بعد ذلك في المحفظة الرقمية الخاصة به‪،‬‬
‫وكلما تم خلق مجموعة جديدة من القطع النقدية االفتراضية لدى كل مستخدم يتم توزيع هذه المبالغ وفق‬
‫خوارزمية معينة تجنبها مخاطر التضخم‪ ،‬فمثال ال يمكن أن تصل القيمة الكلية لعملة بتكوين (‪)BTC‬‬
‫المتداولة في السوق ألكثر من ‪ 21‬مليون وحدة بتكوين(‪ )BTC‬حول العالم‪.5‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عوامل انتشار العملة االفتراضية‬


‫تحظى العملة االفتراضيّة بانتشار واسع في مختلف أنحاء العالم‪ ،‬حيث اعترفت ألمانيا رسميّا ّ‬
‫بأن‬
‫البتكوين (‪ )BTC‬نوع من النّقود‪ ،6‬كما ّ‬
‫أقر القضاء الفدرالي األمريكي مؤخرا ّ‬
‫بأن البتكوين (‪ )BTC‬نوع‬

‫‪ - 1‬أحمد محمد عصام الدين‪" ،‬ماذا تعرف عن عملة البتكوين ‪ ،"Bitcoin‬مجلة المصرفي‪ ،‬إدارة البحوث والتنمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،73‬سبتمبر ‪ ،2014‬ص ص ‪ ،53-50‬ص ‪.51‬‬
‫‪ - 2‬حسن محمد مصطفى‪" ،‬دور عملة «البيتكوين» في تمويل الجماعات والتنظيمات االرهابية"‪ ،‬صحيفة حفريّات‪ ،‬مركز‬
‫دال لألبحاث واالنتاج اإلعالمي‪ ،‬مصر‪ ،2017 ،‬أطلع عليه بتاريخ ‪ 2018/03/22‬على الساعة ‪ ،17:13‬على الرابط‬
‫‪ ،http://bit.ly/38ttduD‬ص ‪.06‬‬
‫‪ - 3‬نور الدين صويلحي‪" ،‬أثر البتكوين ‪ Bitcoin‬والعمالت االفتراضية على استقرار النظام النقدي العالمي"‪ ،‬مجلة آفاق‬
‫علمية‪ ،‬المركز الجامعي لتمنراست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد‪ ،10 :‬عدد ‪ ،02‬سنة ‪ ،2018‬ص ص ‪ ،238-219‬ص ص ‪-223‬‬
‫‪.225‬‬
‫‪ - 4‬محمد حسن‪" ،‬البيتكوين ودورها في تمويل الحركات اإلرهابية"‪ ،‬مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات اإلسالمية‪،‬‬
‫أوت ‪ ، 2017‬أطلع عليه بتاريخ ‪ 2018/03/22‬على الساعة ‪ ،17:43‬على الرابط‪:‬‬
‫‪ ، http://www.kfcris.com/pdf/98958dfe413d878f2567008efa9fb1d1598996789c9d1.pdf‬ص ‪.03‬‬
‫‪ - 5‬نور الدين صويلحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.227‬‬
‫‪ - 6‬حسن محمد مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪381‬‬
‫ط‪/‬د فريدة حداد‪ ،‬د‪/‬عبد الحق قريمس‬

‫من أنواع النّقد وعملة يمكن اخضاعها للتنظيم الحكومي‪ ،‬لكن دون اعتراف الواليات المتحدة األمريكية بها‬
‫صراف آلي ‪ ATM‬لعملة البتكوين في العالم الذي وضعته شركة‬ ‫بشكل رسمي‪ ،1‬واحتضنت كندا أول جهاز ّ‬
‫مقرها مدينة الس فيجاس‪ ،2‬كما اتخذت عملة البتكوين (‪ )BTC‬سبيال لالنتشار في الدول‬ ‫روبوكوين التي ّ‬
‫سلع والخدمات التي يمكن اقتناؤها مقابل البتكوين‪ ،‬بدءا بأحد المقاهي في‬ ‫العربية‪ ،‬حيث اتسعت فيها قائمة ال ّ‬
‫العاصمة األردنية عمان الذي يقبل البتكوين كوسيلة دفع في معامالته إلى جانب العمالت الرسمية ‪ ،‬ثم‬
‫‪3‬‬

‫مطعم "ذي بيتزا جايز" في دبي‪ ،4‬ثم شركة أنظمة معلومات في فلسطين وسوق السفير في الكويت‪.5‬‬
‫تقف المزايا المغرية للعملة االفتراضيّة وراء انتشارها في التعامل في فضاء زمني قصير نسبيا‪،‬‬
‫تعزز ديناميكيّة المعامالت الماليّة‪ ،‬لتكون بذلك وسيلة استثمار مربحة تضمن‬ ‫باعتبارها عملة المركزيّة ّ‬
‫خصوصيّة المتعاملين فيها‪.‬‬
‫أوال ‪ -‬المركز ّية العملة االفتراض ّية‪:‬‬
‫الالمركزيّة‪ ،‬فهي عملة غير نظاميّة ال تقف خلفها أيّة‬ ‫العملة االفتراضيّة نظام دفع مبني على فكرة ّ‬
‫ي فرد أو أيّة جهة‬ ‫جهة تنظيميّة مركزيّة‪ ،‬وهو ما يجعل منها نظام دفع عالمي يمكن التّعامل من خالله مع أ ّ‬
‫ي مكان في العالم وبأيّة قيمة‪ ،6‬وتعتمد هذه العملة في تعامالتها‬ ‫في العالم‪ ،‬كما يسمح بتحويل األموال إلى أ ّ‬
‫على تقنيّة النّد للنّد ‪ ،Peer-to-Peer‬التّي تسمح بإنجاز المعاملة بين طرفيها مباشرة‪ ،‬دون الحاجة إلى تد ّخل‬
‫الرقميّة المنجزة ولضمان ص ّحة عمليّات التّحويل‪ ،‬تس ّجل جميع التّعامالت‬ ‫طرف وسيط‪ ،‬ولحفظ المعامالت ّ‬
‫شبكة في دفتر رقمي تشاركي المركزي يس ّمى البلوكشين ‪ ،Block Chain‬الذّي‬ ‫التّي تت ّم على مستوى ال ّ‬
‫يغني عن وجود سلطة مركزيّة تتح ّكم في سير المعامالت الماليّة ‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫أن احتماليّة التّزوير وال ّنصب فيها تقل‪ ،‬مادام ّ‬


‫أن امكانيّة‬ ‫من مزايا تقنيّة البلوكشين ‪ّ Block Chain‬‬
‫إجراء أيّة تعديالت على المعلومات التّي ت ّم تخزينها غير واردة ‪ ،‬باعتبار أنّه ال يمكن إحداث أيّة تغييرات‬
‫‪8‬‬

‫عليها ما لم يوافق على ذلك جميع األطراف المشتركين‪.9‬‬


‫الالمركزيّة في تجنيب العمالت االفتراضيّة التّأثيرات النّاتجة عن التقلّبات السياسيّة‬ ‫تساهم خاصية ّ‬
‫في الدّول‪ ،10‬إلى جانب إبعادها عن سيطرة وتح ّكم هذه األخيرة‪ ،‬م ّما يجعلها متاحة للعا ّمة في حال توفّرت‬
‫لديهم االمكانات المطلوبة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬ديناميكية التعامل بالعملة االفتراضيّة‪:‬‬
‫تسمح تقنية "النّد للنّد" التّي تحكم الوفاء بواسطة العملة االفتراضيّة بتسوية معامالتها الماليّة بشكل‬
‫مباشر دون الحاجة إلى وسيط يؤدي تدخله في العادة إلى الزيادة في أعباء وتكاليف عملية الوفاء‪ ،11‬ومن‬
‫شأن هذه الميزة أن توفّر للمتعامل بواسطتها الكثير من الوقت والمصاريف‪ ،‬حيث يمكن بفضلها استقبال أو‬
‫ي وقت في لحظات معدودة‪ 12‬وبتكاليف‬ ‫ي مكان في العالم وفي أ ّ‬ ‫ي مبلغ مهما كانت قيمته من وإلى أ ّ‬ ‫ارسال أ ّ‬
‫جدّ منخفضة‪.‬‬

‫‪ - 1‬أحمد محمد عصام الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬


‫‪ - 2‬حسن محمد مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ - 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ - 4‬أحمد محمد عصام الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ - 5‬حسن محمد مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ - 6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ - 7‬سعد لطفي‪" ،‬البيتكوين‪ ..‬فقاعة اقتصادية أم ثورة رقمية"‪ ،‬النشرة الدورية‪ :‬للعلم ‪ 23 ،Scientific American‬يناير‬
‫‪ ،2018‬أطلع عليه بتاريخ ‪ 13‬جوان ‪ 2019‬على الساعة ‪ ،16:53‬على الرابط‪.http://bit.ly/39zvvtm :‬‬
‫‪ - 8‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ - 9‬يوغرطة بن علي‪ :Bitcoin" ،‬شرح مفصل خال من التعقيد للجوانب التقنية لعملة بيتكوين"‪ ،‬المجلة التقنية‪،‬‬
‫‪ ،2014/02/15‬أطلع عليه بتاريخ ‪ 13‬جوان ‪ 2019‬على الساعة ‪ ،20:46‬على الرابط‪http://bit.ly/2PU6Jfz:‬‬
‫‪ -10‬حمد زيدان‪" ،‬أسباب تدفعك لشراء بتكوين وأخرى تحذرك من االتجار بها"‪ 04 ،‬يناير ‪ ،2018‬أطلع عليه بتاريخ ‪13‬‬
‫جوان ‪ 2019‬على الساعة ‪ ،21:07‬على الرابط‪.http://bit.ly/38xIbQ0 :‬‬
‫‪ - 11‬حسن محمد مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ - 12‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪382‬‬
‫العملة االفتراضية في القانون الجزائري‬

‫ثالثا‪ -‬العملة االفتراضيّة وسيلة استثمار مربحة‪:‬‬


‫تتّسم العمالت االفتراضيّة بالنّدرة‪ ،1‬وهو ما يجعلها مخزنا كبيرا للقيمة‪ ،‬ويعد ذلك أحد أهم األسباب‬
‫أن انخفاض التّكاليف المستحقّة‬ ‫الطلب عليها‪ ،‬لذلك بلغت أسعارها مستويات قيّاسيّة‪ ،‬كما ّ‬ ‫التّي تقف وراء زيادة ّ‬
‫سن من مستوى‬ ‫على التّعامالت الماليّة بالعملة االفتراضيّة أو حتّى انعدامها في بعض األحيان من شأنه أن يح ّ‬
‫األرباح التّجاريّة المحقّقة‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬ضمان سرية التعامل بالعملة االفتراضيّة‪:‬‬
‫يتيح التّعامل بالعملة االفتراضيّة ضمان قدر عالي من السريّة‪ ،‬حيث أن عمليّة إبرام مختلف معامالتها‬
‫ّ‬
‫الالمركزي يص ّعب‬ ‫أن نظامها ال ّشبكي ّ‬ ‫هوية األفراد المتعاملين بها‪ ،‬كما ّ‬ ‫الماليّة ال يتط ّلب البتّة اإلفصاح عن ّ‬
‫شراء التّي يت ّم تسويتها‪ ،2‬وهو ما يسمح باحترام خصوصية المتعاملين بها‪،‬‬ ‫مه ّمة تعقّب عمليّات البيع وال ّ‬
‫وتفادي أية إمكانية لتعقب المعامالت المنجزة بواسطتها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االشكاالت القانونية المثارة بشأن إصدار االعملة االفتراضية‬
‫مشفرة يتم تداولها عبر األنترنت فقط دون وجودها‬ ‫ّ‬ ‫تتميز العملة االفتراضية‪ ،‬باعتبارها عملة رقمية‬
‫سلطة النّقدية في الدّولة‪ ،‬لكونها تنشأ بفعل‬ ‫الفيزيائي في الواقع‪ ،‬بعدم خضوعها لسيطرة وتح ّكم ورقابة ال ّ‬
‫بروتوكوالت مجهولة المصدر‪ ،‬وهو ما جعلها تختلف في أسسها وضوابطها‪ ،‬وفي منطقها‪ ،‬عن تلك التي‬
‫الرسمية‪ ،‬لتصطدم بمبدأ احتكار الدّولة ‪-‬ممثّلة في بنك الجزائر‪ -‬لعمليّة االصدار النّقدي‬ ‫تحكم العمالت النقدية ّ‬
‫ي غطاء قانوني يدعّم اصدارها (فرع ثاني)‪.‬‬ ‫سر انعدام وجود أ ّ‬ ‫(فرع ّأول)‪ ،‬وهو ما يف ّ‬
‫الفرع األول‪ :‬تعارض العملة االفتراضيّة مع مبدأ احتكار عمليّة االصدار النقدي‬
‫القوة‬
‫ّ‬ ‫لصاحبها‬ ‫تمنح‬ ‫التي‬ ‫تش ّكل النّقود المقابل المادي لجميع األنشطة االقتصاديّة‪ ،‬فهي الوسيلة‬
‫الشرائيّة إلشباع حاجاته المختلفة‪ ،‬وتعطيه الحق في تسوية مدفوعاته باعتبارها أداة لسداد االلتزامات‪،3‬‬
‫قوتها اإلبرائيّة من القبول العام الذي تحظى به لدى كافّة أفراد المجتمع‪ ،‬ومن الثّبات النّسبي‬ ‫وتستمدّ النّقود ّ‬
‫أن تنظيم العملة النقدية بموجب نصوص‬ ‫سلطة العا ّمة‪ ،‬حيث ّ‬ ‫في قيمتها‪ ،4‬والذي عادة ما يفرض من طرف ال ّ‬
‫قانونيّة‪ ،‬وإسناد مه ّمة إصدارها إلى البنك المركزي‪ ،‬الذّي تقع على عاتقه مسؤوليّة الحفاظ على استقرار‬
‫قيمتها‪ ،‬من شأنه أن يبعث الثّقة واألمان في نفوس أفراد المجتمع‪ ،‬وهو ما يضمن توفّر خاصيّة القبول العام‬
‫لها‪.‬‬
‫تعدّ وظيفة إصدار العملة النقدية من أولى الوظائف التي منحت للبنوك المركزيّة‪ ،‬ويعتبر بنك الجزائر‬
‫سسة الوحيدة في الدّولة القادرة على إصدار النّقد وتدميره‪ ،5‬حيث يكون للنّقود التي يصدرها وحدها‬ ‫المؤ ّ‬
‫سحب من التّداول مع عدم تقديمها‬ ‫وقوة إبراءيّة غير محدودة ‪ ،‬بشرط أال تكون مح ّل تدبير بال ّ‬
‫‪6‬‬
‫سعرا قانونيا ّ‬
‫صرف في أجل ‪ 10‬سنوات‪ ،‬إذ تكتسب الخزينة العموميّة في هذه الحالة قيمتها المقابلة ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫لل ّ‬
‫يلجأ بنك الجزائر إلى اإلصدار ال ّنقدي في حالتين‪ ،‬تتمثل الحالة األولى في سد حاجة البنوك إلى‬
‫سوق النّقدي‪ ،‬أو إلعادة خصم سنداتها‪ ،‬حيث يصدر بنك‬ ‫سيولة‪ ،‬عندما تلجأ هذه األخيرة لطلبها من ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الجزائر نقودا يقدمها لها في شكل قروض؛ وتتمثل الحالة الثانية في اإلصدار النقدي الذي يستدعيه العجز‬

‫‪ - 1‬أنظر‪ :‬نور الدين صويلحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.227‬‬


‫‪ - 2‬حسن محمد مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ - 4‬أمينة بن عيسى‪ ،‬العالقة بين النقود واألسعار‪ :‬دراسة قياسية في الجزائر‪ -‬تونس‪ -‬المغرب‪ ،‬رسالة مقدمة ضمن متطلبات‬
‫نيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص‪ :‬نقود‪ ،‬بنوك ومالية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪،‬‬
‫جامعة تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 -2014 ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ - 5‬آيت وازو زاينة‪ ،‬مسؤولية البنك المركزي في مواجهة األخطار المصرفية في ظل القانون الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في العلوم‪ ،‬التخصص‪ :‬القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪،2012/09/25 ،‬‬
‫ص ‪.12‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ - 6‬المادة ‪ 04‬من األمر رقم‪ ،11-03 :‬يتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬المعد ّل والمت ّمم‪.‬‬
‫‪ - 7‬المادة ‪ 05‬من األمر رقم‪ ،11-03 :‬يتعلّق بالنقد والقرض‪ ،‬المعد ّل والمت ّمم‪.‬‬

‫‪383‬‬
‫ط‪/‬د فريدة حداد‪ ،‬د‪/‬عبد الحق قريمس‬

‫ي‪ ،‬أو الفائض في ميزان المدفوعات‪1‬؛ ويخضع حجم اإلصدار ال ّنقدي للنّظرة التّقديريّة‬ ‫في االنفاق العموم ّ‬
‫سائد‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار كل العناصر التي من‬ ‫لبنك الجزائر حول الوضع العام االقتصادي والنّقدي ال ّ‬
‫شأنها التّأثير على وضع ال ّسيولة العا ّمة‪.2‬‬
‫ي نشاط‬ ‫الرسميّة‪ ،‬ال يرتبط إنشاؤها بأ ّ‬ ‫يخص العملة االفتراضيّة فهي على عكس العملة ّ‬ ‫ّ‬ ‫أما فيما‬
‫ي شكل كان‪ ،‬بل يت ّم ذلك بواسطة شبكة مفتوحة‬ ‫اقتصادي‪ ،‬وال يمكن أن يخضع ذلك لسلطة بنك الجزائر بأ ّ‬
‫سلطة العا ّمة‪ ،‬المشاركة في عمليّة خلق هذه العملة عن‬ ‫المصدر‪ ،‬حيث يمكن للعا ّمة وبعيدا عن اشراف ال ّ‬
‫طريق ما يعرف بنشاط التّعدين‪ ،‬كما يمكن الحصول عليها إ ّما عن طريق قبولها في تسوية عمليّات البيع‬
‫صصة في بيع هذه العملة‬ ‫صات المتخ ّ‬ ‫سلع والخدمات المختلفة‪ ،‬أو شرائها مباشرة على مستوى المن ّ‬ ‫شراء لل ّ‬‫وال ّ‬
‫الرسميّة المختلفة‪ ،‬ويتم ك ّل ذلك باستخدام تكنولوجيا "النّد للنّد"‪ ،‬أي‬ ‫على شبكة األنترنيت مقابل العمالت ّ‬
‫دون المرور عبر بنك أو أي وسيط آخر لالشراف على مختلف العمليّات المذكورة ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫إن ظهور هذه العملة وانتشارها داخل الدّولة يش ّكل مساسا بسيادتها‪ ،‬وهي تهدد في الوقت نفسه‬ ‫ّ‬
‫استقرارها ال ّنقدي‪ ،‬بسبب خروج الكتلة النّقدية المعروضة للتّداول عن سيطرة وتح ّكم ال ّسلطة النّقديّة ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬انعدام غطاء االصدار في العملة االفتراضيّة‬


‫تعرف عمليّة إصدار النّقود بأنّها تحويل أصول معيّنة‪ ،‬حقيقيّة‪ ،‬شبه نقديّة أو نقديّة إلى وسيلة تبادل‬ ‫ّ‬
‫ودفع‪ ،5‬ويش ّكل غطاء االصدار النّقدي خط دفاع ّأولي لقيمة العملة من االنهيار‪ ،‬ويشتمل هذا الغطاء على‬
‫سندات‬ ‫سبائك والنّقود الذّهبيّة‪ ،‬العمالت األجنبيّة‪ ،‬سندات الخزينة‪ ،‬وكذا ال ّ‬ ‫مجموعة من األصول المتمثّلة في ال ّ‬
‫الرهن‪ ،6‬حيث تتنازل الجهات المعنية عن هذه األصول‬ ‫المقبولة تحت نظام إعادة الخصم أو الضّمان أو ّ‬
‫لصالح بنك الجزائر لتصبح حقّا له‪ ،‬وفي المقابل يلتزم هذا األخير تجاه الجهة المتنازلة بإصدار نقود قانونيّة‬
‫صل عليها‪.7‬‬ ‫بقيمة األصول المتح ّ‬
‫ي شخص لديه تجهيزات‬ ‫في ظ ّل غياب أيّة جهة رسميّة تدعم إصدار العملة االفتراضيّة‪ ،‬يجعل بإمكان أ ّ‬
‫يبرر إصدارها‪ ،‬حيث أنّها ال‬ ‫ي غطاء قانوني ّ‬ ‫صة أن ينتج هذه العملة‪ ،‬وذلك دون االستناد إلى وجود أ ّ‬ ‫خا ّ‬
‫سة النّقديّة‬‫ي نشاط حقيقي‪ ،8‬فهي بعيدة ك ّل البعد عن تو ّجه السيا ّ‬ ‫تبنى على أيّة معايير اقتصاديّة‪ ،‬وال يقابلها أ ّ‬
‫ّ‬
‫الحرة وفقا لقانون العرض والطلب‪ ،‬وهو ما يجعلها‬ ‫ّ‬ ‫في الدّولة‪ ،‬وعرضها في التّداول يكون خاضعا للمنافسة‬
‫الزمن على نحو‬ ‫عرضة لالنقالب المفاجئ ألسعارها‪ ،‬التّي يمكن أن تزيد أو تنقص خالل فترة قصيرة من ّ‬
‫شكل الذي يعرض أصحابها لخسارة قد ال يمكنهم تح ّملها‪.‬‬ ‫غير متوقع بال ّ‬

‫المبحث الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري إزاء العملة االفتراضية‬


‫إن االنتشار المتزايد للعمالت االفتراضية عبر أرجاء العالم حقيقة واقعية ال يمكن انكارها‪ ،‬غير أن‬
‫التصادم القائم بين العاملين المتناقضين المالزمين لهذه العملة جعل قبول الدول للتعامل بها نسبيا‪ ،‬ويتمثل‬
‫العامل األول في المزايا المغرية التي تحققها هذه العملة‪ ،‬والتي تشكل محفزا القنتاءها‪ ،‬أما العامل اآلخر‬
‫فيتمثل في المخاطر الكبيرة التي ينطوي عليها هذا التعامل‪ ،‬وهو العامل الذي كان وراء العزوف عنها‪ ،‬حيث‬
‫أن التأثر بالعامل األول نتج عنه اعتراف بعض الدول بهذه العملة‪ ،‬واالقرار صراحة بمشروعية التعامل‬

‫‪ - 1‬سليمان ناصر‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية‪ ،‬بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،2005/2004 ،‬ص ص ‪.57-56‬‬
‫‪ - 2‬الطاهر لطرش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪3- Estelle Hemdane, Alain Beitone, "Le bitcoin (BTC) est-il de la monnaie ?" Janvier 2018, consulté le‬‬
‫‪06/12/2018 à 10:45, http://bit.ly/39xYTQM.‬‬
‫‪ - 4‬أحمد محمد عصام الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ - 5‬أنور محمد أيمن السباعي‪ ،‬الضوابط االقتصاديّة لإلصدار النّقدي بين النّظام اإلسالمي والنّظام ّ‬
‫الرأسمالي‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫بحث مقدّم لنيل درجة التخصص األولى (الماجستير) في االقتصاد‪ ،‬جامعة القرآن الكريم والعلوم اإلسالمية‪ ،‬كلية الدراسات‬
‫العليا‪ ،‬دائرة االقتصاد وال علوم االجتماعية‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،‬جمهورية السودان‪ ،2014 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ - 6‬المادة ‪ 38‬من األمر رقم‪ ،11-03 :‬يتعلّق بالنّقد والقرض‪ ،‬المعد ّل والمت ّمم‪.‬‬
‫‪ - 7‬الطاهر لطرش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.40-39‬‬
‫‪8- Jean- Marc Figuet, "Le bitcoin: Une monnaie?" Université de Bordeaux, 16 Septembre 2015, consulté le‬‬
‫‪23/12/2018 à 18:33, http://bit.ly/2TxnKi7, p.12.‬‬

‫‪384‬‬
‫العملة االفتراضية في القانون الجزائري‬

‫بها‪ ،‬غير أن عدم اعتراف الدولة بها ال يمنع رعاياها من التعامل بها‪ ،‬نظرا للخصائص التي تنفرد بها هذه‬
‫العملة‪ ،‬وهو ما أدى بالبعض اآلخر إلى منعها صراحة في تشريعاتها الداخلية‪ ،‬مع رصد عقوبات يتم تطبيقها‬
‫في حق المخالفين‪ ،‬مع أن هذا أيضا ال يضمن منعهم من تداولها‪ ،‬باعتبار أن بلوغ هذا الهدف يتوقف على‬
‫صرامة السياسة التشريعية المعتمدة ومدى مالءمتها للطبيعة التقنية الخاصة المميزة لهذه العملة‪ ،‬وقد اعتمد‬
‫برر‬
‫المشرع الجزائري هذا الموقف صراحة (مطلب أول)‪ ،‬متأثرا في ذلك بتداعيات العامل الثاني‪ ،‬حيث ت ّ‬
‫المخاطر المحيطة بهذه العملة تدخل المشرع لمنع انتشارها(مطلب ثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عن جدوى حظر العملة االفتراضية في التشريع الجزائري‬


‫إن نظام الالمركزية والتشفير الذي تبنى عليه العملة االفتراضية يجعلها في معزل عن تحكم ورقابة‬ ‫ّ‬
‫أية جهة رسمية في العالم‪ ،‬والمشرع الجزائري وإن كان قد أفصح عن نيته بحظر هذه العملة في ظل تردد‬
‫العديد من الدول من اتخاذ موقف صريح تجاها(الفرع األول)‪ ،‬فإن تطبيق هذا الحكم في الواقع قد تعترضه‬
‫صعوبات من شأنها أن تظهر محدوديّته وتحول دون تفعيله(فرع ثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حظر التعامل بالعملة االفتراضية‬
‫تخوفها من تداعيات التعامل‬‫يعكس تباين مواقف الدول حول مشروعية تداول العمالت االفتراضية ّ‬
‫بها على المدى البعيد‪ ،‬وذلك لغموض الرؤية بشأن حقيقة هذه العملة أمام غياب أي تأطير متكامل يعنى‬
‫بتنظيم مختلف الجوانب المرتبطة بها‪ ،‬وما يزيد من صعوبة الوضع أكثر‪ ،‬هو غزو الرقمنة جميع ميادين‬
‫الحياة البشرية‪ ،‬خاصة على الصعيدين االقتصادي والمالي‪ ،‬أين أصبحت تكنولوجيا المعلومات واالتصال‬
‫الرقمي محل اهتمام رجال المال واألعمال‪ ،‬واعتبارها نقطة القوة والتميز الرتباطها إلى حدّ كبير بالقدرة‬
‫على مسايرة مختلف التحوالت الراهنة والتحكم فيها قصد استغالل االمكانات المتوفرة والمتجدّدة في عصر‬
‫المعلوماتية‪ ،‬وقد أثبتت العملة االفتراضية نجاعتها في التجارة االلكترونية التي أضحت آداة للتنافس وخيار‬
‫استراتيجي للتواجد في األسواق المحلية والعالمية‪ ،‬وهو مادفع ببعض الدول إلى االعتراف بها على غرار‬
‫جمهورية الصين الشعبية التي أنشأت أكبر البورصات العالمية المتخصصة في تداول هذه العملة‪ ،‬لتشكل‬
‫ثاني أكبر اقتصاد عالمي لتداول العمالت االفتراضية‪ ،1‬غير أن خوضها لهذه التجربة أثبت تعرضها للعديد‬
‫من اآلثار السلبية التي هددت استقرار اقتصادها‪ ،‬وكان تخوفها من هروب رؤوس أموالها نحو العمالت‬
‫االفتراضية أحد األسباب وراء تراجعها عن موقفها األول‪ ،‬وإصدار قرارها بحظر التداول بالعمالت‬
‫االفتراضية‪.2‬‬
‫بالنسبة للمشرع الجزائري فقد رفض هذه الفكرة من األساس‪ ،‬حيث وضع حدا لهذه العملة بموجب‬
‫المادة ‪ 117‬من القانون رقم ‪ 11-17‬المتض ّمن قانون المالية لسنة ‪ 2018‬لما منع جميع أوجه التعامل الممكنة‪،‬‬
‫حيث منع شراءها وبيعها مقابل العمالت النقدية الرسمية‪ ،‬كما منع استعمالها كأداة للوفاء مقابل الحصول‬
‫على السلع والخدمات المختلفة‪ ،‬ويعد مخالفا لهذا النص مجرد حيازة هذه العملة في المحافظ االلكترونية‬
‫المعدّة خصيصا لتخزينها دون أن يتم تداولها‪ ،‬وكل فعل يأتي مخالفا لهذا المنع جعله المشرع مقرونا بتوقيع‬
‫العقوبات المنصوص عليها في القوانين والتنظيمات المعمول بها‪.3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عوائق تطبيق الحكم الخاص بحظر العملة االفتراضية‬
‫المشرع بمقتضى المادة ‪ 117‬من قانون الماليّة لسنة ‪ 2018‬سالفة الذكر شراء العملة االفتراضيّة‬ ‫ّ‬ ‫منع‬
‫وبيعها واستعمالها وحيازتها‪ ،‬وأحال بخصوص العقاب على مخالفة هذا المنع على القوانين والتنظيمات‬
‫المعمول بها في هذا الشأن‪.‬‬
‫تظهر صعوبات تطبيق الحكم الوارد في هذه المادة بالنظر إلى غموض مضمون التدابير العقابية‬
‫المقررة عن اإلخالل بتدبير المنع‪ ،‬إذ اكتفى النص باإلحالة في الفقرة الثالثة واألخيرة من المادة إلى "القوانين‬

‫‪ -1‬عبد هللا ناصر عبيد نصيري الزعابي‪ ،‬التنظيم القانوني للعمالت الرقمية المستحدثة في التشريع االماراتي والمقارن‬
‫(دراسة تحليلية مقارنة)‪ ،‬أطروحة مقدمة الستكمال متطلبات الحصول على درجة ماجستير في القانون الخاص‪ ،‬قسم القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة االمارات العربية المتحدة‪ ،2018 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ - 2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 117‬من القانون رقم‪ 11-17 :‬مؤرخ في ‪ 08‬ربيع الثاني عام ‪ 1439‬هـ الموافق ‪ 27‬ديسمبر سنة ‪2017‬م يتضمن‬
‫قانون المالية لسنة ‪ ،2018‬ج ر عدد ‪ 76‬الصادر في ‪ 28‬ديسمبر سنة ‪2017‬م‪.‬‬

‫‪385‬‬
‫ط‪/‬د فريدة حداد‪ ،‬د‪/‬عبد الحق قريمس‬

‫والتنظيمات المعمول بها" في ظل غياب أي تأطير قانوني أو تنظيمي سابق لموضوع العملة االفتراضيّة أو‬
‫العقاب على التعامل بها‪ ،‬هذا من جهة‪.‬‬
‫فإن خاصيّة سرية التعامل بالعملة االفتراضية وخضوعها إلجراء التّشفير تقف كعائق‬ ‫من جهة أخرى‪ّ ،‬‬
‫عملي أمام إمكانية تعقّب وكشف المعامالت التي تت ّم بواسطة هذه العملة‪ ،‬باعتبارها تت ّم في وسط يع ّم فيه ّ‬
‫جو‬
‫من السريّة والمجهوليّة‪.‬‬
‫بناء على ماسبق ذكره‪ ،‬يبدو الحكم القاضي بتجريم التعامل بالعملة االفتراضية والعقاب عليه عديم‬
‫الجدوى من الناحية العملية‪ ،‬أمام العوائق التي تعرقل إمكانية وضعه قيد التطبيق‪.‬‬

‫مبررات حظر العملة االفتراضية‬ ‫المطلب الثاني‪ّ :‬‬


‫ّ‬
‫ي غطاء قانوني لها‪ ،‬وهو ما يؤدّي إلى تقلبات شديدة في أسعارها‪ ،‬ويؤثر‬ ‫تفتقر العملة االفتراضيّة أل ّ‬
‫على إمكانية قيامها بالوظائف التقليدية للنّقود‪ ،‬وعلى اعتبارها عملة في حد ذاتها (فرع أول)‪ ،‬وهو ما يجعل‬
‫منها مجرد وسيلة للمضاربة وتنفيذ مختلف األنشطة اإلجراميّة (فرع ثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬ابتعاد العملة االفتراضية عن الدور الحقيقي للنقود‬
‫إن انتشار العملة االفتراضيّة في مختلف أنحاء العالم‪ ،‬وقبول التّعامل بها إلى جانب العمالت ّ‬
‫الرسميّة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫يوحي للوهلة األولى بأنّها تؤدّي دورا اقتصاديا يقترب من ذلك الذي تؤدّيه سائر العمالت األخرى‪ ،‬غير ّ‬
‫أن‬
‫الواقع يثبت ابتعادها عن هذا الدّور‪ ،‬ففضال عن تخلف الوظائف االقتصادية للنقود فيها‪ ،‬فهي تفتقر للبنية‬
‫التحتية الالزمة لدعم عملها كعملة‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تخلّف الوظائف االقتصاد ّية للنّقود في العملة االفتراضية‪:‬‬
‫إن قبول العملة االفتراضيّة كبديل لتسوية مختلف المعامالت الماليّة يثير مسألة مدى ارتقاء هذه العملة‬ ‫ّ‬
‫الرسميّة‪ ،‬من خالل الدّور الذي تلعبه في تأدية مختلف الوظائف االقتصاديّة التّي تحقّقها‬ ‫إلى مصف العمالت ّ‬
‫النّقود كوسيط للتّبادل‪ ،‬مخزن للقيمة‪ ،‬ووحدة للحساب‪.‬‬
‫‪-1‬تخلّف وظيفة "وسيط التبادل" في العملة االفتراضية‪:‬‬
‫تعتبر هذه الوظيفة من أولى الوظائف التي ارتبطت بنشأة النقود كوسيلة للقضاء على عيوب المقايضة‬
‫وتسهيل عملية التبادل بين األفراد تلبية لحاجياتهم اليومية‪ ،‬وحت ّى تؤدي النّقود هذه الوظيفة يشترط أن تحظى‬
‫بالقبول العام بين جميع أفراد المجتمع‪ ،‬باعتبار أنها ال تتمتع بأية قيمة حقيقيّة كسلعة‪ 1‬بل تستمدّ قوتها اإلبرائيّة‬
‫من القبول العام لها كأداة للدّفع‪.‬‬
‫يبدو مستوى قبول العملة االفتراضيّة في الوفاء منخفضا نسبيّا في الواقع‪ ،‬إذ ينحصر التّعامل بها على‬
‫حرر من وصاية الدّولة‪،2‬‬ ‫والراغبين في الت ّ ّ‬
‫هواة التكنولوجيّات الحديثة ّ‬ ‫فئة معيّنة من األفراد ممثلة في بعض ّ‬
‫التهرب من القيود التي تفرضها‪ ،‬إلى جانب هواة المضاربة وتحقيق عوائد ربحيّة من تغيّر أسعار هذه‬ ‫ّ‬ ‫وكذا‬
‫شديد في أسعارها‪ ،‬ولذلك‪ ،‬فالعملة االفتراضية ال تؤدّي الدّور‬ ‫ّ‬
‫العملة التي تتسم بعدم االستقرار والتقلب ال ّ‬
‫الحقيقي لل ّنقود الذي يتمثل أساسا في كونها وسيطا للتّبادل وليس موضوعا لإلتّجار والمضاربة ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -2‬تخلّف وظيفة "مخزن القيمة" في العملة االفتراضية‪:‬‬


‫وجدت النّقود لتسهيل عمليّة التبادل وتجاوز صعوبات نظام المقايضة التي من بينها صعوبة تخزين‬
‫المعرضة للتّلف‪ ،‬وهنا تبرز جليّا فائدة ال ّنقود كأداة لتخزين القيم من أجل استعمالها مستقبال عند‬ ‫ّ‬ ‫بعض السلع‬
‫الحاجة‪ ،4‬تنبع وظيفة النقود كمخزن القيمة من كونها وسيطا للتّبادل‪ ،‬حيث ترتبط تأدية وظيفتها كمستودع‬
‫للقيمة بضرورة توفر شرطي القبول العام والثّبات النّسبي‪ ،5‬وهو ما ال يمكن أن تحقّقه العملة االفتراضيّة‬
‫مستقرة بفعل سعرها شديد التقلّب‪ ،‬فهي عرضة لفقدان قيمتها في أيّة لحظة‪ ،‬دون أن‬ ‫ّ‬ ‫أن قيمتها غير‬ ‫بسبب ّ‬

‫‪ - - 1‬ميراندا زغلول رزق‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬جامعة بنها‪ -‬التعليم المفتوح‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬مصر‪ ،2009-2008،‬ص ‪.38‬‬
‫‪2- Jean- Marc Figuet, op.cit, p. 05.‬‬
‫‪ -3‬نذير عبد الرزاق‪ ،‬حجاب عيسى‪" ،‬وظائف النقود في الفكر االقتصادي االسالمي واالقتصاد الوضعي‪ :‬دراسة مقارنة"‪،‬‬
‫جامعة محمد بوضياف‪-‬مسيلة‪ ،2017 ،‬أطلع عليه بتاريخ ‪ 2018/03/17‬على الساعة ‪ ،11:48‬على الرابط‪:‬‬
‫‪ ، http://bit.ly/32WnkVm‬ص ‪.06‬‬
‫‪ - 4‬ميراندا زغلول رزق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ - 5‬أمينة بن عيسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.04‬‬

‫‪386‬‬
‫العملة االفتراضية في القانون الجزائري‬

‫صة‪ -‬تضمن قيمتها االسميّة‪ ،1‬إذ غالبا ما يلجأ المتعاملون بها إلى‬ ‫تكون هناك أيّة هيئة ‪-‬سواء عموميةّ أو خا ّ‬
‫الرسميّة األخرى بغرض الحفاظ على قيمتها‪.‬‬ ‫تحويلها إلى العمالت ّ‬
‫‪ -3‬تخلّف وظيفة "وحدة القياس" في العملة االفتراضية‪:‬‬
‫سلعة أو الخدمة‬ ‫سلع والخدمات‪ ،‬إذ يت ّم من خاللها تحديد سعر ال ّ‬ ‫تستخدم النّقود كأداة تقاس بها قيم ال ّ‬
‫سلع‬‫بعدد من الوحدات النّقديّة المتعامل بها‪ ،‬وهذا من شأنه أن يس ّهل عملية قياس القيمة التبادليّة لمختلف ال ّ‬
‫سلع كبيرة الحجم التي تتعذّر‬ ‫صة في حالة ال ّ‬ ‫سوق‪ ،‬خا ّ‬ ‫والخدمات‪ ،‬ونسبة قيمة كل واحدة منها إلى غيرها في ال ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تجزئتها إلى وحدات صغيرة دون فقدان قيمتها‪ ،‬وأداء النقود لهذه الوظيفة يقتضي الثبات النسبي لقيمتها‪ ،‬إذ‬
‫قوتها وإحداث فوضى في القياسات‪ ،2‬أل ّن أساس‬ ‫من شأن تقلب وعدم ثبات قيمتها أن يؤدّي إلى فقدان ّ‬
‫استعمالها كمقياس مشترك للقيم هو ثباتها ‪-‬ولو نسبيّا‪ -‬في قيمتها‪ ،‬وبالنسبة للعملة االفتراضيّة ال يمكن أن‬
‫أن قابلية هذه العملة للقسمة إلى وحدات حسابيّة جزئية‬ ‫ألن سعرها متق ّلب للغاية‪ ،‬كما ّ‬ ‫تعمل كوحدة للقياس ّ‬
‫ليست بال ّشكل الذي يحقّق المرونة الكافية لتكون كوحدة للقياس ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫ثانيا‪-‬هشاشة البنية التحتية للعملة االفتراضية‪:‬‬


‫يعرض مصالح‬ ‫تتعرض العملة االفتراضيّة لالنقالب المفاجئ في أسعارها في فترة زمنية وجيزة م ّما ّ‬
‫المتعاملين فيها للخطر‪ ،‬فضال عن وقوف نظام التّشفير وتكنولوجيا النّد للنّد التي تبنى عليها هذه العملة كعائق‬
‫ي خطأ أثناء تسوية المعامالت بواسطتها‪ ،‬الستحالة إعادة‬ ‫أمام أية إمكانية السترجاعها في حالة وقوع أ ّ‬
‫تعرضه لل ّسرقة‪ ،‬وإمكانيّة‬ ‫انتاجها من الناحية التقنية‪ ،‬يضاف إلى ذلك خطر ضياع جهاز الحاسوب أو ّ‬
‫مخزنة للعملة لخطر القرصنة‪.‬‬ ‫تعرض المحافظ اإللكترونيّة ال ّ‬
‫صات تسيير الحسابات بالعملة‬ ‫يالحظ في مختلف حاالت الخطر المشار إليها‪ ،‬ومنها حالة إفالس من ّ‬
‫االفتراضيّة أو تعرضها للقرصنة‪ ،‬ال يحظى المودعون أو الحائزون بأيّة حماية قانونيّة‪ ،‬إذ ال يملكون حق‬
‫صة ‪ MtGox‬اليابانية سنة ‪ 2014‬ضياع‬ ‫الرجوع على أيّة جهة ما لطلب التّعويض‪ ،4‬فقد خلّف إفالس من ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 850000‬بيتكوين غير قابلة للتعويض ‪ ،‬على سبيل المثال فقط‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االشتباه في ارتباط العملة االفتراض ّية باألنشطة اإلجرام ّية‬
‫إن نظام مجهوليّة المعامالت االلكترونيّة الذي تبنى عليه العملة االفتراضيّة يسمح بضمان عدم الكشف‬ ‫ّ‬
‫هوية المتعاملين بها‪ ،‬فهي تس ّهل بذلك تسوية مختلف المعامالت غير ال ّشرعيّة كتجارة المخدّرات‬
‫‪6‬‬
‫عن ّ‬
‫الرسمية كاليورو والدوالر‪...‬يجعل منها‬ ‫أن قابليّة هذه العملة للتّحويل إلى العمالت األخرى ّ‬ ‫واألسلحة‪...‬كما ّ‬
‫‪7‬‬
‫والمتطرفة‪ ،‬وكذا استعمالها إلنجاز عمليّات تبييض األموال وتهريب‬ ‫ّ‬ ‫أداة مثاليّة لتمويل الجماعات االرهابيّة‬
‫رؤوس األموال إلى الخارج‪.‬‬
‫الالمركزيّة التي تتسم بها هذه العملة‪ ،‬وغياب أيّة جهة مسؤولة تشرف عليها‪ ،‬يص ّعب‬ ‫ّ‬ ‫أن ميزة ّ‬‫كما ّ‬
‫على الجهاز الحكومي المكلّف بتحصيل الضّرائب القيام بفرض ضرائب على الصفقات التي تت ّم بها نتيجة‬
‫لسريتها ومجهوليتها‪.8‬‬
‫بناء على ما تقدّم‪ ،‬يبرز حجم الخطورة الذي تش ّكله العملة االفتراضية كونها أداة في يد أولئك الذين‬
‫يضمنون بواسطتها تسوية المعامالت غير القانونية‪ ،‬وكذا الذين يستخدمونها هربا من الضرائب والضوابط‬
‫المفروضة على تحركات رؤوس األموال من وإلى الخارج‪.9‬‬

‫‪1-Estelle Hemdane, Alain Beitone, op.cit, p. 04 .‬‬


‫‪ - 2‬نذير عبد الرزاق‪ ،‬حجاب عيسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪3- Jean- Marc Figuet, op.cit, p. 08.‬‬
‫‪4- Jean- Marc Figuet, op.cit p. 06.‬‬
‫‪5- Ibid.‬‬
‫‪6- Estelle Hemdane, Alain Beitone, op.cit, p. 03.‬‬
‫‪7- Alain Beitone, Nicolas Danglade, "Les monnaies locales entre repli communautaire et libéralisme‬‬
‫‪économique", 19 septembre 2017, consulté le 03/12/2018 à 10:51, http://bit.ly/2PUo3RA, p.10.‬‬
‫‪ - 8‬عبد هللا بن سليمان بن عبد العزيز الباحوث‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪9- Estelle Hemdane, Alain Beitone, op.cit, p.05.‬‬

‫‪387‬‬
‫ط‪/‬د فريدة حداد‪ ،‬د‪/‬عبد الحق قريمس‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫سمحت الميزات الخاصة والمزايا المغرية للعملة االفتراضية بإثبات وجودها في الواقع‪ ،‬فنظام‬
‫الالمركزي الذي منحها قابلية لالنتشار والتو ّسع في مختلف أنحاء العالم بوتيرة متسارعة جدّا‪،‬‬ ‫إصدارها ّ‬
‫سلطة العامة‪ ،‬بما فيها غير‬ ‫وتحقيقها لمطلب الخصوصيّة والسريّة في تنفيذ العمليات بعيدا عن رقابة ال ّ‬
‫شديدة لها‬ ‫ّ‬
‫ي منها‪ ،‬إلى جانب المضاربة في أسعارها واستغالل فوارق القيمة الناجمة عن التقلبات ال ّ‬ ‫الشرع ّ‬
‫غير المرتبطة بأيّة محددات اقتصاديّة‪ ،‬بل بقانون العرض والطلب‪ ،‬كانت عوامل واقعية فرضت وجودها‬
‫الرسميّة‪ ،‬رغم عدم استيفائها للشروط المقررة لهذه‬ ‫كأداة للتعامل ووسيلة للتسوية إلى جانب العمالت ّ‬
‫األخيرة‪ ،‬الفتقارها لضّوابط إصدار العملة النّقديّة‪ ،‬رغم أنها تقوم ‪-‬ولو جزئيا‪ -‬ببعض وظائف النّقود‪.‬‬
‫المشرع بموجب المادة ‪ 117‬من قانون المالية‬ ‫ّ‬ ‫صة للعملة االفتراضيّة تد ّخل‬
‫لقد استدعت الطبيعة الخا ّ‬
‫لسنة‪ 2018‬لمنع كل شكل من أشكال التعامل بها‪ ،‬وهو األمر الذي تبرره المخاطر الكبيرة التي ينطوي عليها‬
‫التعامل بهذه العملة‪.‬‬
‫وبالنظر إلى المعالم األولية لهذا الموضوع‪ ،‬الذي تم تناوله بطريقة عرضيّة ضمن قانون المالية‪،‬‬
‫بموجب مادة وحيدة‪ ،‬لم تسمح بإبراز وترجمة اإلرادة التشريعية المتكاملة لتأطير ومواجهة هذه الظاهرة‪ .‬إن‬
‫التأطير المتكامل ألية ظاهرة إجرامية يقتضي أوال تحديد السلوك اإلجرامي المستغرق للركن المادي‬
‫صر المشرع في بيانه‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يثير‬ ‫للجريمة‪ ،‬والقصد الجنائي المتطلب لذلك‪ ،‬األمر الذي ق ّ‬
‫العديد من الصعوبات بالنظر إلى خصوصية الوسط الذي تستعمل فيه هذه العملة واآلليات المعتمدة في‬
‫تداولها والوفاء بها‪ ،‬يأتي بعدها القصور المالحظ في تحديد التدابير العقابية والردعية المناسبة‪ ،‬إذ اكتفى‬
‫تعرف على مضمون‬ ‫المشرع باإلحالة بشأنها إلى "النّصوص المعمول بها"‪ ،‬دون تفصيل آخر يسمح بال ّ‬
‫العقوبات الواجب توقيعها بحق المخالفين‪ ،‬وكلتا المالحظتين تستدعي القول بعدم وضوح الرؤية بخصوص‬
‫السياسة التشريعية المناسبة إزاء هذه المعامالت اآلخذة في االنتشار‪.‬‬
‫وبعيدا عن منطق التجريم والعقاب الذي ميز أول تدخل تشريعي لتأطير التعامل بالعملة االفتراضية‪،‬‬
‫فإن هذه الوسيلة في التعامل نجحت في االنتشار واكتساح منصات التداول والتسوية العالمية‪ ،‬بفضل ثورة‬
‫المعلوماتية‪ ،‬إلى الحد الذي فرض تدخل العديد من الدول للسماح بها وتنظيمها بشكل يضمن تحقيق المصالح‬
‫المالية واالقتصادية للدولة‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫أوال ‪ /‬قائمةالمصادر‪:‬‬
‫أ‪-‬الدستور‬
‫مؤرخ في ‪ 26‬رجب عام ‪1417‬هـ الموافق ‪ 07‬ديسمبر سنة ‪1996‬م‪ ،‬يتعلّق بإصدار نص‬ ‫ّ‬ ‫‪438‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪96‬‬ ‫رقم‪:‬‬ ‫رئاسي‬ ‫‪ -1‬مرسوم‬
‫تعديل الدّستور‪ ،‬المصادق عليه في استفتاء ‪ 28‬نوفمبر سنة ‪1996‬م‪ ،‬ج ر عدد ‪ 76‬الصادر يوم األحد ‪ 27‬رجب عام ‪1417‬هـ‬
‫مؤرخ في ‪ 26‬جمادى األولى عام ‪1437‬هـ الموافق‬ ‫الموافق ‪ 08‬ديسمبر سنة ‪1996‬م‪ ،‬المعدّل والمت ّمم بالقانون رقم‪ّ 01-16 :‬‬
‫‪ 06‬مارس سنة ‪2016‬م‪ ،‬يتض ّمن التّعديل الدّستوري‪ ،‬ج ر عدد ‪ 14‬الصادر يوم االثنين ‪ 27‬جمادى األولى عام ‪1437‬هـ‬
‫الموافق ‪ 07‬مارس سنة ‪2016‬م‪.‬‬
‫ب‪-‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ -1‬أمر رقم‪ 11-03 :‬مؤرخ في ‪ 27‬جمادى الثانية عام ‪1424‬هـ الموافق ‪ 26‬غشت سنة ‪2003‬م‪ ،‬يتعلّق بالنّقد والقرض‪ ،‬ج‬
‫ر عدد ‪ 52‬الصادر في ‪ 28‬جمادى الثانية عام ‪1424‬هـ الموافق ‪ 27‬غشت سنة ‪2003‬م‪ ،‬المعدّل والمت ّمم‪ ،‬باألمر رقم‪-10 :‬‬
‫ؤرخ في ‪ 16‬رمضان عام ‪ 1431‬الموافق ‪ 26‬غشت سنة ‪ ،2010‬ج ر عدد ‪ 50‬الصادر في ‪ 22‬رمضان عام ‪1431‬‬ ‫‪ 04‬م ّ‬
‫الموافق ‪ 01‬سبتمبر سنة ‪.2010‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم‪ 11 - 17 :‬مؤرخ في ‪ 08‬ربيع الثاني عام ‪1439‬هـ الموافق ‪ 27‬ديسمبر سنة ‪2017‬م يتضمن قانون المالية لسنة‬
‫‪ ،2018‬ج ر عدد‪ 76‬الصادر في ‪ 28‬ديسمبر سنة ‪2017‬م‪.‬‬
‫ثانيا ‪/‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪-‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫أ‪-‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ :‬دراسة في طرق استخدام النقود من طرف البنوك مع إشارة إلى التجربة الجزائرية‪ ،‬الطبعة‬
‫السابعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -2‬ميراندا زغلول رزق‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬جامعة بنها‪ -‬التعليم المفتوح‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬مصر‪.2009-2008 ،‬‬
‫ب‪-‬الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫‪388‬‬
‫العملة االفتراضية في القانون الجزائري‬

‫‪ -1‬أمينة بن عيسى‪ ،‬العالقة بين النقود واألسعار‪ :‬دراسة قياسية في الجزائر‪ -‬تونس‪ -‬المغرب‪ ،‬رسالة مقدمة ضمن متطلبات‬
‫نيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص‪ :‬نقود‪ ،‬بنوك ومالية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪،‬‬
‫جامعة تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2015 -2014 ،‬‬
‫‪ -2‬زاينة آيت وازو‪ ،‬مسؤولية البنك المركزي في مواجهة األخطار المصرفية في ظل القانون الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في العلوم‪ ،‬التخصص‪ :‬القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪.2012/09/25 ،‬‬
‫‪ -3‬سليمان ناصر‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية‪ ،‬بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪.2005/2004 ،‬‬
‫الرأسمالي‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬‫‪ -4‬أنور محمد أيمن السباعي‪ ،‬الضوابط االقتصاديّة لإلصدار النّقدي بين النظام اإلسالمي والنظام ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بحث مقدّم لنيل درجة التخصص األولى (الماجستير) في االقتصاد‪ ،‬جامعة القرآن الكريم والعلوم اإلسالمية‪ ،‬كلية الدراسات‬
‫العليا‪ ،‬دائرة االقتصاد والعلوم االجتماعية‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،‬جمهورية السودان‪.2014 ،‬‬
‫‪ -5‬عبد هللا ناصر عبيد نصيري الزعابي‪ ،‬التنظيم القانوني للعمالت الرقمية المستحدثة في التشريع االماراتي والمقارن‬
‫(دراسة تحليلية مقارنة) ‪ ،‬أطروحة مقدمة الستكمال متطلبات الحصول على درجة ماجستير في القانون الخاص‪ ،‬قسم القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة االمارات العربية المتحدة‪.2018 ،‬‬
‫ج‪-‬المقاالت في المجالت‪:‬‬
‫‪ -1‬أحمد محمد عصام الدين‪" ،‬ماذا تعرف عن عملة البتكوين ‪ ،"Bitcoin‬مجلة المصرفي‪ ،‬إدارة البحوث والتنمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،73‬سبتمبر ‪ ،2014‬ص ص ‪.53-50‬‬
‫‪ -2‬نور الدين صويلحي‪" ،‬أثر البتكوين ‪ Bitcoin‬والعمالت االفتراضية على استقرار النظام النقدي العالمي"‪ ،‬مجلة آفاق‬
‫علمية‪ ،‬المركز الجامعي لتمنراست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد‪ ،10 :‬عدد ‪ ،02‬سنة ‪ ،2018‬ص ص ‪.238-219‬‬
‫‪ -3‬عبد هللا بن سليمان بن عبد العزيز الباحوث‪" ،‬النقود االفتراضية‪ :‬مفهومها وأنواعها وآثارها االقتصادية"‪ ،‬المجلة العلمية‬
‫لالقتصاد والتجارة‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪-‬مصر‪ ،‬العدد ‪ ،01‬يناير ‪ ،2017‬ص ص ‪.60-01‬‬
‫د‪-‬المقاالت على مواقع االنترنت‪:‬‬
‫‪ -1‬حمد زيدان‪ " ،‬أسباب تدفعك لشراء بتكوين وأخرى تحذرك من االتجار بها"‪ 04 ،‬يناير ‪ ،2018‬أطلع عليه بتاريخ ‪13‬‬
‫جوان ‪ 2019‬على الساعة ‪ ،21:07‬على الرابط‪. http://bit.ly/38xIbQ0 :‬‬
‫‪ -2‬حسن محمد مصطفى‪" ،‬دور عملة «البيتكوين» في تمويل الجماعات والتنظيمات االرهابية"‪ ،‬صحيفة حفريّات‪ ،‬مركز‬
‫دال لألبحاث واالنتاج اإلعالمي‪ ،‬مصر‪ ،2017 ،‬أطلع عليه بتاريخ ‪ 2018/03/22‬على الساعة ‪ ،17:13‬على الرابط‪:‬‬
‫‪.http://bit.ly/38ttduD‬‬
‫‪ -3‬يوغرطة بن علي‪" : Bitcoin" ،‬شرح مفصل خال من التعقيد للجوانب التقنية لعملة بيتكوين"‪ ،‬المجلة التقنية‪،‬‬
‫‪ ،2014/02/15‬أطلع عليه بتاريخ ‪ 13‬جوان ‪ 2019‬على الساعة ‪ ،20:46‬على الرابط‪. http://bit.ly/2PU6Jfz :‬‬
‫‪ -4‬محمد حسن‪" ،‬البيتكوين ودورها في تمويل الحركات اإلرهابية"‪ ،‬مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات اإلسالمية‪،‬‬
‫أوت ‪ ، 2017‬أطلع عليه بتاريخ ‪ 2018/03/22‬على الساعة ‪ ،17:43‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.kfcris.com/pdf/98958dfe413d878f2567008efa9fb1d1598996789c9d1.pdf‬‬
‫‪ -5‬نذير عبد الرزاق‪ ،‬حجاب عيسى‪" ،‬وظائف النقود في الفكر االقتصادي االسالمي واالقتصاد الوضعي‪ :‬دراسة مقارنة"‪،‬‬
‫جامعة محمد بوضياف‪-‬مسيلة‪ ،2017 ،‬أطلع عليه بتاريخ ‪ 2018/03/17‬على الساعة ‪ ،11:48‬على الرابط‪:‬‬
‫‪.http://bit.ly/32WnkVm‬‬
‫‪ -5‬سعد لطفي‪" ،‬البيتكوين‪ ..‬فقاعة اقتصادية أم ثورة رقمية"‪ ،‬النشرة الدورية‪ :‬للعلم ‪ 23 ،Scientific American‬يناير‬
‫‪ ،2018‬أطلع عليه بتاريخ ‪ 13‬جوان ‪ 2019‬على الساعة ‪ ،16:53‬على الرابط‪.http://bit.ly/39zvvtm :‬‬
‫ه‪ -‬محاضرات غير مطبوعة‪:‬‬
‫‪ -1‬علي سنوسي‪ ،‬محاضرات في النّقود والسيّاسة النّقدية‪ ،‬كليّة العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم‬
‫الرابط‪:‬‬ ‫على‬ ‫منشورة‬ ‫‪،2015-2014‬‬ ‫–المسيلة‪،‬‬ ‫بوضياف‬ ‫محمد‬ ‫جامعة‬ ‫االقتصادية‪،‬‬
‫‪https://economicrg.blogspot.com/2017/07/snouci-ali2.html‬‬

‫‪ -‬المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬


‫‪A- Articles:‬‬

‫‪1- Alain Beitone, Nicolas Danglade, "Les monnaies locales entre repli communautaire et libéralisme‬‬
‫‪économique", 19 septembre 2017, consulté le : 03/12/2018-10:51, http://bit.ly/2PUo3RA.‬‬
‫‪2- Estelle Hemdane, Alain Beitone, "Le bitcoin (BTC) est-il de la monnaie ?" Janvier 2018, consulté le :‬‬
‫‪06/12/2018 -10 :45, http://bit.ly/39xYTQM.‬‬
‫‪3- Jean- Marc Figuet, "Le bitcoin: Une monnaie?" Université de Bordeaux, 16 Septembre 2015, consulté le :‬‬
‫‪23/12/2018 -18 :33, http://bit.ly/2TxnKi7 .‬‬

‫‪389‬‬
‫ط‪/‬د فريدة حداد‪ ،‬د‪/‬عبد الحق قريمس‬

‫‪390‬‬

You might also like