Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 17

‫الشعبة‪ :‬القانون الخاص بالعربية‬ ‫‪‬‬

‫الفصل ‪ :‬الفصل الثاني‬ ‫‪‬‬


‫المجموعة ‪G5 :‬‬ ‫‪‬‬
‫االعمال التوجيهية ‪:TD 52‬‬ ‫‪‬‬
‫من اعداد ‪ :‬النفاتي فدوى ‪NAFFATI Fadwa 22011850‬‬ ‫‪‬‬

‫الدفاع الشرعي للجريمة‬

‫الدكتور‪ :‬اشويعر ابراهيم‬


‫القانون الجنائي‪ ،‬أو قانون العقوبات‪ ،‬هو فرع من فروع القانون ينظم كيفية معاقبة من يخالف القواعد‬
‫القانونية‪ ،‬ويحدد األفعال المباحة والمحرمة‪ ،‬وُيوجب لكل جريمة جزاًء ‪.‬وللقانون اهداف عديدة تتمثل في‪:‬‬

‫حماية المجتمع‪ :‬يسعى القانون الجنائي إلى حماية المجتمع من الجرائم‪ ،‬وذلك من خالل ردع‬ ‫‪‬‬
‫األفراد عن ارتكابها ومعاقبة مرتكبيها‪.‬‬
‫إعادة تأهيل الجناة‪ :‬يهدف القانون الجنائي إلى إعادة تأهيل الجناة ومساعدتهم على االندماج في‬ ‫‪‬‬
‫المجتمع مرة أخرى‪.‬‬
‫إحقاق العدالة‪ :‬يسعى القانون الجنائي إلى تحقيق العدالة من خالل معاقبة مرتكبي الجرائم بشكل‬ ‫‪‬‬
‫عادل ومتناسب مع خطورة الجريمة‪.‬‬

‫وللقانون مصادر أهمها‪:‬‬

‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.59.413‬صادر في ‪ 28‬جمادى الثانية ‪ 26( 1382‬نونبر ‪)1962‬‬ ‫‪‬‬
‫بالمصادقة على مجموعة القانون الجنائي كما تم تعديله‪.‬‬
‫القوانين الخاصة‪ :‬مثل القانون رقم ‪ 103.13‬المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األعراف‪ :‬تلعب األعراف دوًرا هاًم ا في تفسير القانون الجنائي وتطبيقه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفقه اإلسالمي‪ُ :‬يعد الفقه اإلسالمي مصدًرا هاًم ا للقانون الجنائي في المغرب‪ ،‬خاصة فيما يتعلق‬ ‫‪‬‬
‫بالجرائم األخالقية والجرائم ضد األسرة‪.‬‬

‫وقد وضع القانون لردع الجرائم والتي قسمها الى‬

‫الجنايات‪ :‬هي أخطر أنواع الجرائم‪ ،‬وعقوبتها الحبس لمدة تزيد عن ‪ 5‬سنوات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجنح‪ :‬هي جرائم أقل خطورة من الجنايات‪ ،‬وعقوبتها الحبس لمدة تقل عن ‪ 5‬سنوات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المخالفات‪ :‬هي أقل أنواع الجرائم خطورة‪ ،‬وعقوبتها الغرامة أو الحبس لمدة قصيرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ولكل جريمة عقوبة تختف عن األخرى طبقا لتفاصيلها‬

‫العقوبات السالبة للحرية‪ :‬مثل الحبس واالعتقال‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫العقوبات السالبة للشرف‪ :‬مثل السقوط من الرتبة أو الحرمان من بعض الحقوق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العقوبات المالية‪ :‬مثل الغرامة وتعويض الضرر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اإلجراءات الجنائية‬

‫التحقيق‪ :‬تبدأ اإلجراءات الجنائية بالتحقيق في الجريمة‪ ،‬وذلك من قبل الشرطة أو الدرك الملكي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المحاكمة‪ :‬إذا تم العثور على أدلة كافية ضد المتهم‪ ،‬يتم إحالته إلى المحكمة لمحاكمته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النطق بالحكم‪ :‬بعد سماع جميع األدلة‪ ،‬تصدر المحكمة حكمها في القضية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تنفيذ الحكم‪ :‬يتم تنفيذ الحكم الصادر عن المحكمة من قبل السلطات المختصة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعريف الدفاع اللشرعيّ ‪1:‬‬

‫عرف الدفاع اللشرعيّ ‪ ،‬بتعريفات عدة‪ ،‬نذكر منها تعريفًا واحدًا في الفقه‬

‫اإلسالمي‪ ،‬وآخر في القانون الوضعي‪.‬‬

‫الدفاع الشرعيّ الخاص‬

‫عرّ فه الشيخ عبد القادر عودة رحمه هللا تعالى فقال‪“ :‬‬

‫في الشريعة هو‪ :‬واجب اإلنسان في حماية نفسه أو نفس غيره‪ ،‬وحقه في حماية ماله‬

‫أو مال غيره من كل اعتداء حالّ غير مشروع بالقوة الالزمة لدفع هذا االعتداء وُيسمى‬

‫الدفاع الشرعيّ الخاص في الفقه اإلسالمي «بدفع الصائل»‪ ،‬وهو‬

‫يختلف عن الدفاع الشرعيّ العام‪ ،‬الذي يصطلح على تسميته باألمر بالمعروف‬

‫والنهي عن المنكر‪ .‬ونحن آثرنا عدم تقييده بالخاص في العنوان‪ ،‬ألن المستقر عليه في‬

‫األنظمة المقارنة إطالقه‪،‬إذ مجرد ذكر الدفاع الشرعي ينرصف إلى الدفاع الشرعي‬

‫الخاص‪.‬‬

‫عرّ فه بعض شّر اح القانون فقال‪«] :‬الدفاع الشرعيّ معناه أن يحرس اإلنسان‪.‬‬

‫نفسه أو غيره‪[.‬‬

‫ويمكننا التمييز بين الدفاع الشرعي وعن ما يشبهه‬

‫تمييز الدفاع الشرعي عن حالة الضرورة‬

‫يفترق الدفاع الشرعيّ عن حالة الرضورة بفروق عدة‪ ،‬بيانها على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬أن الدفاع الشرعيّ يكون التقاء عدوان صادر عن إنسان‪ ،‬بينما الرضورة‬

‫تكون التقاء فعل يمسُّ الحق‪،‬مصدره غير اإلنسان(‪ ،‬ال يمكن وصفه بأنه مشروعٌ أو‬
‫غير مشروع‪،‬مُحقّ أو غير مُحقّ ‪،‬كعمل الحيوان مثل‪ :‬هجوم الكلب العقور‪ ،‬أو قوة‬

‫من قوى الطبيعة‪ ،‬كاندالع حريق‪ ،‬أو حدوث فيضان‪ ،‬أو تصدّ ع مبنى‪ ،‬فإنه في مثل‬

‫هذه الحاالت يجوز دفع الخطر عن النفس استنادًا إلى فكرة الرضورة‪ ،‬وليس الدفاع‬

‫الشرعيّ ‬

‫‪ -2‬أنه ال ُيشترط لقيام حالة الدفاع كون الخطر الذي يتعّر ض له الدافع جسيمًا‪.،‬‬

‫بخالف حالة الرضورة‬

‫‪ -3‬أن الدفاع الشرعيّ سببٌ من أسباب التبرير‪،‬وهذا يعني وصف فعل المدافع‬

‫بأنه مشروع‪ ،‬بخالف الرضورة فهي مانعٌ من المسؤولية‪ ،‬ومقتضى ذلك وصف فعل‬

‫من يوجد في حالة الرضورة بأنه غير مشروع‪ ،‬وإن امتنعت مسؤوليته‪.‬‬

‫‪ -4‬أن الضرورة الُم لجئة ال تعفي من الضمان‪ ،‬وإن أعفت من العقاب‪،‬بخالف‬

‫‪.‬لدفاع المشروع‪،‬فانه ُيعفي من الضمان‪.‬‬

‫‪ -5‬أن الدفاع الشرعي حق يُم نح لكل من يتعرض لخطرٍ غير محق‪ ،‬اما الرضورة‬

‫فهي حالة استثنائية ترتكب فيها الجريمة ضد شخص برئ‪ ،‬ولذا يجب أن تنحرص في‬

‫أضيق الحدود‪ ،‬ويترتب على ذلك‪ ،‬أن من يكون في حالة دفاع ال يطالب بالهرب‪ ،‬لما‪.‬‬

‫في ذلك من الجبن الذي ال تقره الكرامة اإلنسانية‪ ،‬وهذا بخالف حالة الرضورة ‪.‬‬

‫تمييز الدفاع الشرعي عن االكراه‬

‫يختلف الدفاع الشرعي عن اإلكراه لعدة فروق‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬أن الدفاع الشرعي من أسباب اإلباحة (التبرير)‪ ،‬بينما اإلكراه من موانع‬


‫المسؤولية‪،‬وهذا يترتب عليه انتفاء الركن القانوني للجريمة بالنسبة للدفاع الشرعي وتوافره‬

‫في اإلكراه‪.‬‬

‫‪-2‬أن أثر الدفاع الشرعي يمتدّ إلى كل من ساهم في الجريمة‪ ،‬بخالف اإلكراه‪.‬‬

‫‪ -3‬أنه ال يشترط لقيام حالة الدفاع الشرعي كون الخطر جسيمًا‪ ،‬بخالف اإلكراه‪.‬‬

‫التبرير الناتج عن ترخيص صريح للقانون‪:‬‬

‫حالة الضرورة ‪: 1‬‬

‫حالة الضرورة التي تهمنا هنا هي الحالة التي يجد اإلنسان نفسه أو غيره مهددا بخطر جسيم‬

‫وحال يضيق عليه نطاق اختياره فال يستطيع تالفيه وال تجنبه إال بارتكاب جريمة هي ما‬

‫تعرف بالجريمة الضرورية التي تمس حقوق الغير‪ .‬والحاالت التي تقع فيها الضرورة كثيرة‬

‫منها من يدفع الخطر الذي يتهدد حقه عن طريق التضحية بحق شخص بريء أقل قيمة من‬

‫حقه وذلك كمن يضطر إلى أخذ طعام غيره في حدود ما يسد به رمقه لينجو من خطر الموت‬

‫جوعا فال يعد مرتكبا لجريمة السرقة‪ .‬كما تضمنت الفقرة الثانية من الفصل ‪ 124‬ق‪.‬ج إلى‬

‫جانب حالة الضرورة 'اإلكراه المعنوي' الذي يؤدي في بعض صوره إلى فقدان اإلرادة‬

‫ولذلك يعد في نظر البعض من موانع المسؤولية كمن يهدد شخصا بخطر جسيم قصد حمله‬

‫على ارتكاب فعل يعد جريمة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬هل تعتبر الضرورة من موانع المسؤولية أم من أسباب التبرير؟ من التشريعات من‬

‫تعد الضرورة مانعا من موانع المسؤولية كالتشريع الفرنسي والسوري والمصري‪،‬‬


‫وحجتهم في ذلك أن الضرورة تفقد الفاعل إرادته وتذهب بحرية اختياره وبالتالي يصبح من‬

‫غير المعقول أن يتحمل المسؤولية الجنائية وذلك بالرغم من بقاء السلوك المادي محتفظا‬

‫بصفته اإلجرامية‪ .‬وهنالك عدة تشريعات تعتبر حالة الضرورة سببا من أسباب التبرير‪ ،‬ألن‬

‫الضرورة تقوم على أساس التضحية بمصلحة في سبيل اإلبقاء على مصلحة أخرى تعلو‬

‫عليها في األهمية أو تتساوى معها‪ .‬فاعتبار حالة الضرورة من أسباب التبرير يحقق منفعة‬

‫اجتماعية كلما كانت المصلحة المراد حمايتها أكثر قيمة من المصلحة المضحى بها‪ .‬أما‬

‫الشريعة اإلسالمية فقد قررت حالة الضرورة وجعلتها مبدأ عاما لإلباحة‪ .‬بينما المشرع‬

‫المغربي باستعماله لعبارة (ال جناية وال جنحة وال مخالفة‪ )..‬يكون قد جعل من حالة‬

‫الضرورة سببا من أسباب التبرير ولو أراد أن يجعلها مانعا من موانع المسؤولية لعبر عن‬

‫ذلك بقوله (ال مسؤولية)‪ .‬لكن إذا كان هذا الجانب واضحا فإن الفقرة الثانية من الفصل ‪124‬‬

‫ق‪.‬ج ال زالت تثير االهتمام بالنسبة لنقطة هامة تتعلق بمضمونها وتجعلنا نتساءل عما إذا‬

‫كان المشرع المغربي اعتبر اإلكراه المعنوي إحدى صور الضرورة وهل حالة اإلكراه‬

‫المادي التي ألحها بحالة الضرورة ال تثير أي إشكال قانوني؟ بالنسبة 'لإلكراه المعنوي'‬

‫يذهب بعض الفقه إلى أن المشرع المغربي اعتبر من صور حالة الضرورة‪ ،‬وبالتالي فيجب‬

‫أن ينهض سببا من أسباب التبرير‪ .‬والمشرع المغربي يكاد يكون وحده في هذا االختيار ألن‬

‫جل التشريعات درجت على اعتبار اإلكراه المعنوي مانعا من موانع المسؤولية وذلك بسبب‬

‫فقدان اإلرادة وحرية االختيار‪ ،‬ألن اإلكراه المعنوي يتمثل في ضغط شخص آخر لحمله‬

‫على ارتكاب جريمة‪ .‬وحقيقة األمر تتمثل في كون حالة الضرورة هي فكرة موضوعية تنفي‬

‫الركن القانوني للجريمة بينما اإلكراه المعنوي حقيقة ذاتية تنفي الركن المعنوي وبذلك يكون‬
‫مانعا من موانع المسؤولية وال ينزع عن الفعل صفة اإلجرامية‪ .‬أما 'اإلكراه المادي' فاقترانه‬

‫مع حالة الضرورة أثار نقاشا حول طبيعة كل منهما‪ .‬فاإلكراه المادي يصل إلى محور إرادة‬

‫اإلنسان واختياره‪ ،‬كما أنه يمحو الركن المادي للجريمة‪ .‬ثانيا‪ :‬شروط حالة الضرورة‪:‬‬

‫اوال ‪-1‬شروط الخطر‪ :‬يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬يجب أن يكون الخطر جسيما وحاال‪ ،‬ذلك أن الشخص الذي يتحمل الجريمة الضرورية‬

‫يكون بريئا وليست له عالقة بهذه الجريمة‪ .‬ونفس االحتراز يعتد به فيشترط أن يكون الخطر‬

‫حاال غير مستقبل‪ ،‬فالخطر الذي تحقق وانتهى ال يعتبر حاال وبالتالي ال يسمح بارتكاب‬

‫جريمة لدفعه باسم حالة الضرورة‪.‬‬

‫ب‪ -‬أن يكون الخطر حقيقيا ‪ :‬إن الخطر الوهمي ال يبيح ارتكاب الجريمة الضرورية‪.‬‬

‫ج‪ -‬يجب أال يكون إلرادة الفاعل دخل في حلول الخطر‪ ،‬ذلك أن من القواعد العامة أن‬

‫اإلنسان إذا تسبب في خطر بنفسه فإنه ال يمكن أن يقاومه بارتكاب جريمة أو يدفع عنه هذا‬

‫الخطر باعتداء على حقوق الغير‪.‬‬

‫د‪ -‬يجب أال يكون هناك واجب قانوني يفرض على الشخص مواجهة الخطر وتقضي هذه‬

‫الحالة أن يرتكب إنسان جريمة لدفع خطر ناجم عن القيام بواجبه القانوني أو بمهمة داخلة‬

‫في اختصاصاته‪.‬‬

‫‪2‬تانيا‪ -‬شروط الفعل الضروري‪:‬‬

‫أ‪ -‬يشترط في الجريمة الضرورية أن ترتكب لدرء الخطر وإبعاده عن نفس الفاعل أو عن‬

‫ماله أو مال‬
‫غيره‪ ،‬وال يمكن أن يساءل الشخص هل قيامه بدفع الخطر عن طريق ارتكاب الجريمة كان‬

‫بحسن نية أو بسوء نية مادام أنه استعمل الفعل الضروري وتوافرت شروطه‪.‬‬

‫ب‪ -‬كما يجب أن تكون الجريمة المرتكبة هي الوسيلة الوحيدة لدفع الخطر أي أن يتوفر فعل‬

‫الضرورة ويكون هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة الخطر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬آثار وإثبات حالة الضرورة‬

‫اآلثار المترتبة على الضرورة من الناحية الجنائية تتمثل في عدم توقيع أي الجزاء جنائي‬

‫على الفاعل وال على المساهمين والشركاء وذلك ألن األفعال المباحة ال يمكن أن تكون محال‬

‫للمساءلة الجنائية‪.‬لكن هل يمكن مطالبة جريمة الضرورة بالتعويض عن األضرار؟ يرى‬

‫البعض أنه ال يمكن المطالبة بذلك ألن المسؤولية المدنية تنتفي على اعتبار أن مرتكب‬

‫الجريمة الضرورية لم يرتكب أي خطأ يوجب عليه التعويض‪ .‬ويرى جانب آخر من الفقه أن‬

‫مرتكب الجريمة الضرورية يجب عليه تعويض الضحية أي الضرر الذي أصابه ألن‬

‫الضحية هنا لم تقم بأي فعل أو اعتداء تستحق عليه هذا الجزاء وهو حرمانه من التعويض‪،‬‬

‫ويبني أصحاب‬

‫هذا الرأي قولهم على قاعدة اإلثراء بال سبب التي تجعل المضطر يغتني بدون حق يحافظ‬

‫على مصالحه ويضحي بمصالح الضحية باسم حالة الضرورة‪.‬‬

‫أما من حيث اإلثبات فإن توافر شروط حالة الضرورة يقع على عاتق المتهم الذي استعمل‬

‫حالة الضرورة وإثبات حالة الضرورة من األمور الموضوعية التي يرجع أمر البث فيها إلى‬

‫قاضي الموضوع ‪ .‬وبصفة عامة فالقواعد المتعلقة بحالة الضرورة تستنبط في مواجهة عدة‬

‫حاالت يجد اإلنسان نفسه مضطرا للتعدي على حقوق الغير‪ ،‬ولهذا فارتكاب فعل ولو مخالف‬
‫للقانون يجد سنده في عدم المساءلة عنه حينما يكون‬

‫التبرير ناتجا عن ترخيص صريح للقانون كما هو الشأن في حالة 'الدفاع الشرعي'‬

‫الدفاع الشرعي‪: 2‬‬

‫التجاء المجني عليه إلى استعمال القوة إلبعاد الخطر عنه يعبر عن حقيقة نفسية إنسانية هي‬

‫الدفاع عن النفس ومقاومة العدوان‪ ،‬ولذلك فإن القانون حينما أباح الدفاع الشرعي يكون قد‬

‫ارتكز على الواقع العلمي لألشخاص فتدخل لينظمه ويضع له الحدود والقواعد حتى ال يساء‬

‫استعماله‪ .‬والدفاع الشرعي فكرة قديمة أخذت بها كل المجتمعات البشرية ونصت عليها‬

‫الديانات السماوية‪ .‬فالدفاع الشرعي أو الدفاع عن النفس حق يملكه كل شخص ليرد على‬

‫االعتداءات غير المشروعة التي تستهدف شخصه أو ماله‪ ،‬وبما أن االعتداء يكون غير‬

‫مشروع فالمجني عليه يستطيع استعمال هذا الحق ليبعد الخطر عنه وال يلزمه القانون‬

‫باالنتظار حتى تتدخل السلطة المختصة لمتابعة المعتدي‪ ،‬وإنما يمنح القانون للشخص‬

‫المتعرض لالعتداء استثناء حق التصدي لهذا االعتداء ودفع الخطر عنه ولو أن أفعال الدفاع‬

‫هذه تكون غير مشروعة‪ .‬فالدفاع الشرعي 'استثناء' من قاعدة التجريم الذي ينقل أفعال‬

‫المدافع ولو غير مشروعة من دائرة التجريم إلى دائرة اإلباحة‪ ،‬والسبب في ذلك هو أن‬

‫القانون الجنائي الذي يحمي مصالح األفراد والجماعة يكون معطال وال يمكن أن يتدخل‬

‫ليحمي مصالح الشخص المعتدى عليه فيرخص لهذا األخير في أن يدافع عن نفسه ويحمي‬

‫حقوقه بنفسه محققا بذلك هدف المشرع الجنائي في المحافظة على مصالح المجتمع‪ .‬وقد‬

‫اختلف الفقهاء حول تحديد األساس الذي يقوم عليه الدفاع الشرعي‪ ،‬إال أنه أمام صراحة‬

‫الفصل ‪ 124‬ق‪.‬ج فإن األساس هو األساس الذي تقوم عليه أسباب التبرير الذي يقضي بنوع‬
‫من الموازنة بين المصالح المتعارضة لألفراد وترجيح المصلحة األولى بالحماية‪ .‬فحينما‬

‫تتعارض مصلحتان‬

‫"مصلحة المعتدي" و"مصلحة المعتدى عليه"‪ ،‬تصبح مصلحة المعتدي عليه أولى بالحماية‬

‫والدفاع‪ ،‬وبهذا المعنى أخذ المشرع المغربي فجعل الدفاع الشرعي سببا من أسباب التبرير‬

‫حيث ينص الفصل ‪ 127‬ق‪.‬ج على أنه (ال جناية وال جنحة وال مخالفة في األحوال اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا كان الفعل قد أوجبه القانون وأمرت به السلطة الشرعية‪ -2 .‬إذا اضطر الفاعل ماديا‬

‫إلى ارتكاب الجريمة أو كان في حالة استحال عليه فيها استحالة مادية اجتنابها وذلك لسبب‬

‫خارجي لم يستطع مقاومته‪ -3 .‬إذا كانت الجريمة قد استلزمها ضرورة حالة للدفاع الشرعي‬

‫عن نفس الفاعل أو غيره أو عن ماله أو مال غيره‪ .‬بشرط أن يكون الدفاع متناسبا مع‬

‫خطورة االعتداء ) باإلضافة إلى ذلك تعرض المشرع المغربي إلى حالتين خاصتين من‬

‫حاالت الدفاع الشرعي في الفصل ‪ 125‬ق‪.‬ج ‪.‬‬

‫فما هي الشروط التي يجب توافرها في كل من فعل االعتداء وفعل الدفاع؟‬

‫أوال‪ :‬شروط فعل االعتداء‬

‫لكي يكون هناك دفاع شرعي ال بد من وجود اعتداء وأن تتوفر في هذا االعتداء شروط‬

‫معينة‪ -1 .‬أن يكون الفعل اعتداء غير مشروع‪ :‬بالرجوع إلى الفقرة الثالثة في الفصل‬

‫‪124‬ق‪.‬ج المتعلقة بالدفاع الشرعي نجد أن المشرع المغربي لم يتعرض إلى تحديد فعل‬

‫االعتداء وهل يجب أن يشكل جريمة تامة بالمعنى القانوني‪ .‬وإنما تكلم فقط على خطورة‬

‫االعتداء الذي يجب على الدفاع أن يكون متناسبا معه‪ ،‬ويفهم من هذا أن الدفاع الشرعي ال‬

‫يجوز إال إذا كان فعل االعتداء غير مشروع أي ال يعتمد على أمر من القانون أو على‬
‫ترخيص منه‪ .‬أما إذا كان فعل االعتداء مشروعا فال يصح استعمال الدفاع الشرعي ضده‬

‫مهما عرض اآلخرين للخطر‪،‬لكن الخالف يثور هل يشترط توافر عناصر الجريمة كاملة‬

‫لتبرير فعل االعتداء؟ اختلف الفقه في تكييف الجريمة‪ ،‬فذهب جانب منه إلى القول بضرورة‬

‫توافر العناصر الكاملة للجريمة من ركن مادي وركن معنوي إلى جانب الركن القانوني وأن‬

‫يكون للمعتدي األهلية الجنائية لتحمل المسؤولية‪ ،‬ومعنى هذا أن الدفاع الشرعي ال يجوز‬

‫ضد خطر االعتداء الصادر من شخص أو غير مميز‪ ،‬وذهب جانب آخر من الفقه إلى القول‬

‫بأن االعتداء الذي يشكل جريمة يعتبر فعال غير مشروع أي فعال إجراميا ويستوي في ذلك‬

‫أن يصدر عن شخص مسؤول أو غير مسؤول ذلك أن انعدام المشروعية فكرة موضوعية‬

‫ضابطها الخضوع لنص تجريم وعدم الخضوع لسبب إباحة وال يهم إذا كان الشخص‬

‫الصادرة عنه أفعال غير مشروعة أهال لتحمل المسؤولية أم ال‪ .‬وينتج عن هذا التأصيل‬

‫لفكرة الدفاع الشرعي تقرير قاعدة عامة وهي أنه متى كان االعتداء غير مشروع فإنه يجوز‬

‫الدفاع ضد هذا االعتداء ‪ .‬والدفاع الشرعي ال يمكن استعماله ضد دفاع شرعي آخر‪ ،‬ذلك أن‬

‫فعل المعتدي عليه مرخص به قانونا للرد على فعل االعتداء‪ ،‬ولذلك ال يجوز للمعتدي األول‬

‫أن يقاوم فعل الدفاع ألن هذا األخير مهما شكل من خطر فهو مشروع فال دفاع ضد دفاع‬

‫ولكن المسألة تدق عندما يتعلق األمر بأحد رجال السلطة العامة كضابط الشرطة القضائية‬

‫الذي يدخل منزل أحد األشخاص ليفتشه أو يلقي القبض عليه دون أن يكون مرخصا له ال‬

‫بالتفتيش وال بإلقاء القبض‪ .‬ال شك أن فعل االعتداء غير مشروع‪ ،‬فهل يجوز للشخص الذي‬

‫تعرض لالعتداء الصادر من أحد رجال السلطة العامة أن يقاومه على أساس الدفاع‬

‫الشرعي؟‬
‫لإلجابة على هذا وجدت ثالث نظريات‪:‬‬

‫‪ -‬نظرية أولى‪ :‬وتعتبر أن دفاع الشخص يكون مشروعا في حالة تعرضه لالعتداء ولو كان‬

‫هذا االعتداء صادرا من أحد رجال السلطة العامة ألن دفاع الشخص عن نفسه في هذه الحالة‬

‫ال يعتبر عصيانا حسب الفصل ‪300‬ق‪.‬ج وقد تعرضت هذه النظرية إلى النقد لكونها تسمح‬

‫للفرد بأن يقاوم رجال السلطة العامة مما يدعوا إلى اإلخالل بالنظام العام وعدم احترام‬

‫السلطة ‪.‬‬

‫– نظرية ثانية‪ :‬وال تجيز مطلقا استعمال حق الدفاع الشرعي ضد رجال السلطة العامة مهما‬

‫كانت أعمالهم غير قانونية‪ .‬وتجدر المالحظة إلى أن القضاء المغربي يتبع عادة هذه النظرية‬

‫ألنه يرى أن االعتراف للشخص بحق الدفاع من شأنه أن يدخل بالنظام العام‪...‬‬

‫‪ -‬نظرية الثالثة‪ :‬توفيقية بين النظريتين السابقتين‪ :‬وتفرق بين كون عدم مشروعية االعتداء‬

‫ظاهرة فتجيز فيها للشخص حق الدفاع وبين كونها غير ظاهرة وعندما ال تجيز له الدفاع‬

‫ضد أعمال رجال السلطة العامة‪ ،‬إال أنه يجب التحفظ على هذا االتجاه وعدم السماح لرجال‬

‫السلطة العامة في التالعب بحقوق األفراد حينما تكون ألفعالهم صفة االعتداء‪ .‬إلى أن نطاق‬

‫الدفاع الشرعي ال يقتصر على هذه الحاالت بل يمكن استعماله حتى بالنسبة لألشخاص الذين‬

‫يتمتعون بعذر قانوني مخفف للعقاب أو بمانع من موانع العقاب‪.‬‬

‫‪ -2‬أن الفعل اعتداء على النفس أو المال‪ :‬أجاز المشرع المغربي حق الدفاع ضد كل اعتداء‬

‫ينصب على النفس أو المال ويستوي في ذلك أن يكون االعتداء موجها إلى نفس المدافع أو‬

‫ماله أو إلى نفس أو مال غيره‪ ،‬والنفس هنا يجب أن تحمل على معنى واسع بحيث تشمل كل‬
‫الحقوق اللصيقة بشخص اإلنسان‪ .‬فال يقصد بالعدوان على النفس لمجرد االعتداء على الحياة‬

‫وإنما ينصرف ذلك إلى جرائم القتل والضرب والجرح والحبس بدون وجه حق وهتك‬

‫العرض والسب والقذف‪ ،‬وكذلك أباح المشرع المغربي الدفاع الشرعي ضد االعتداء الذي‬

‫يتهدد األموال كجرائم السرقة وجرائم التخريب واإلتالف‪...‬‬

‫‪-3‬أن يكون االعتداء خطرا حقيقيا‪ :‬يجب أن يهدد االعتداء بخطر حقيقي مصالح المعتدى‬

‫عليه حتى يمكنه استعمال الدفاع الشرعي‪ .‬ومعنى هذا أنه ال يعتد بالخطر الوهمي الذي يمكن‬

‫لإلنسان أن يتصوره فيعتقد أنه في خطر يهدده‪...‬فالقاعدة العامة هنا هي أنه إذا توافرت‬

‫شروط الدفاع الشرعي ومنها أن يهدد االعتداء بخطر حقيقي فإن فعل المعتدى عليه يصبح‬

‫مباحا ولو اعتقد خطأ بأنه ليس في حالة دفاع شرعي وعلى العكس من ذلك إذا لم تكن هذه‬

‫الشروط متوافرة فإن فعل المعتدى عليه يظل غير مشروع ولو اعتقد خطأ بأنه في حالة دفاع‬

‫شرعي‪.‬‬

‫‪-4‬أن يكون الخطر حاال‪ :‬يستفاد هذا الشرط من األساس الذي يقوم عليه الدفاع الشرعي‬

‫وهو أن المعتدى عليه يجد نفسه بخطر داهم ال يترك المجال لاللتجاء إلى السلطات العامة‬

‫فيرد باعتداء آخر للدفاع عن نفسه أو ماله‪ .‬وقيام حالة الدفاع الشرعي تتطلب وجود خطر‬

‫حال أي عدوان لم يبدأ بعد ولكنه على وشك الوقوع‪ ،‬ويدخل في هذه الحالة كذلك أن االعتداء‬

‫قد بدأ ولكنه لم ينته بعد فالمعتدى عليه أن يتدخل ليمنع استمرار العدوان عليه استنادا غلى‬

‫حقه في الدفاع الشرعي‪ .‬ولكن إذا وقع االعتداء وانتهى فإن الخطر تنتفي عنه صفة الحلول‬

‫وبالتالي فال مجال للدفاع الشرعي ألن القانون منح الدفاع الشرعي لدفع الخطر ال لتوقيع‬

‫العقاب وال لالنتقام‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬شروط فعل الدفاع على العموم‬

‫فإن توافر شروط االعتداء وحدها ال يكفي لقيام حالة الدفاع الشرعي وإنما ال بد من توافر‬

‫شروط أخرى في فعل الدفاع ‪ .‬وهذه الشروط هي‪:‬‬

‫‪-1‬أن يكون فعل الدفاع ضروريا والزما‪ :‬ويعني ذلك أن عمل الدفاع ال يقوم به الشخص إال‬

‫إذا لم يجد سبيال آخر للدفاع عن نفسه‪ ،‬أي أن ارتكاب الجريمة كان هو الوسيلة لدفع الخطر‪.‬‬

‫ومن ثم فإن الخطر إذا كان من النوع الذي يسمح بااللتجاء إلى السلطات العامة في الوقت‬

‫المناسب أي دون أن تتعرض حقوق المدافع إلى الضرر ولم يقم باالحتماء بها فإن حالة‬

‫الدفاع الشرعي ال تجوز‪ .‬كما أن القانون لم يقيد الدفاع بعدم القدرة على تفادي الخطر‬

‫بطريقة أخرى غير ارتكاب الجريمة‪ .‬وعليه فإن المعتدى عليه غير ملزم بالهرب إذا وجد‬

‫نفسه أمام عدوان وفضل أن يدافع عن نفسه بارتكاب جريمة ألن الدفاع حق واألولى أن‬

‫يمارس حقه بدل أن يلتجأ إلى وسيلة الهرب لما فيها من سخرية تتنافى مع الكرامة اإلنسانية‪.‬‬

‫وأخيرا يجب أن نشير إلى أنه لكي يكون الدفاع الزما ال بد أن يوجه إلى مصدر الخطر‪ .‬فال‬

‫يحق للمعتدى عليه أن يترك المعتدي ويوجد دفاعه إلى ابنه أو زوجته ألنه سوف ال يدفع‬

‫الخطر القائم وإنما سيكون معتديا على أشخاص ليست لهم يد فيما وقع من اعتداء‪ ،‬ولذلك إذا‬

‫اتجه المعتدى عليه بدفاعه إلى غير المعتدي فإنه يساءل عن فعله‪.‬‬

‫‪-2‬تناسب فعل الدفاع مع فعل االعتداء‪ :‬نص المشرع المغربي على هذا الشرط في الفقرة‬

‫الثالثة من الفصل ‪124‬ق‪.‬ج حين استعمل عبارة 'بشرط أن يكون الدفاع متناسبا مع خطورة‬

‫االعتداء' وفكرة التناسب هنا غير واضحة بحيث يمكن أن تنصرف غلى معادلة بين الوسائل‬

‫المستعملة في االعتداء والدفاع أو موازنة بين الضررين بالنسبة للمعتدى عليه والمعتدي‪.‬‬
‫والحقيقة أن فكرة التناسب ال تعني ال هذا وال ذلك‪ ،‬ألنها مرتبطة بالهدف أو باألساس الذي‬

‫يقوم عليه الدفاع الشرعي وهو دفع الخطر ‪.‬‬

‫ومن هنا فإن الدفاع الشرعي ال يعتبر انتقاما من المعتدى وال عقوبة له وإنما هو وسيلة‬

‫إلبعاد خطر العدوان‪ .‬ففكرة التناسب ال تقضي أن تكون هناك مساواة مجردة بين الضرر‬

‫الذي ينتج عن فعل االعتداء والضرر الذي يحدثه فعل الدفاع‪ ،‬بل التناسب أمر منسي إذ‬

‫العبرة هنا أن يثبت لدى المدافع أن الوسيلة التي استعملها كانت أنسب الوسائل أو كانت هي‬

‫الوسيلة الوحيدة لدفع الخطر وبالتالي فإن الضرر الناتج هو القدر المناسب لرد االعتداء‪ .‬إذن‬

‫شرط التناسب ال يتحقق بصفة مجردة وإنما حسب ظروف المعتدى عليه والوسيلة التي تم‬

‫استعمالها‪ ،‬ويقوم على أساس معيار موضوعي قوامه الشخص العادي الموضوع في نفس‬

‫ظروف المهدد باالعتداء‪ .‬بقي أن نشير إلى حالة‬

‫تعترض موضوع الدفاع الشرعي وهي أنه في حالة انعدام التناسب بين فعل الدفاع وفعل‬

‫االعتداء نكون أمام تجاوز في حق الدفاع وبالتالي ينعدم المبرر وتبقى المسؤولية الجنائية‬

‫قائمة‪ .‬ذلك أن المعتدى عليه إذا كان باستطاعته أن يرد على االعتداء بوسيلة أقل من الوسيلة‬

‫التي لجأ إليها فإن على العكس من ذلك يتجاوز حدود الدفاع الشرعي ويصبح فعله غير جائز‬

‫بل يكون جريمة تستحق العقاب‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحاالت الممتازة للدفاع الشرعي‪:‬‬

‫تسمى بالحاالت الملحقة أو بالحاالت الخاصة للدفاع الشرعي‪ ،‬والمشرع المغربي بعدما نص‬

‫على الحكم العام للدفاع الشرعي تعرض لحالتين خاصتين نص عليها في الفصل ‪125‬ق‪.‬ج‬

‫بقوله‪ " :‬تعتبر الجريمة نتيجة الضرورة الحالة للدفاع الشرعي في الحالتين اآلتيتين‪:‬‬
‫القتل أو الجرح أو الضرب الذي يرتكب ليال لدفع تسلق أو كسر حاجز أو حائط أو‬ ‫‪-1‬‬

‫مدخل دار أو منزل مسكون أو ملحقاتها‪.‬‬

‫الجريمة التي ترتكب دفاعا عن نفس الفاعل أو نفسه ضد مرتكب السرقة أو النهب‬ ‫‪-2‬‬

‫بالقوة‪ .‬فلماذا سميت هذه الحاالت بالممتازة أو الملحقة بالدفاع الشرعي؟ يرى البعض‬

‫أنها سميت كذلك ألن االعتداء فيها المتمثل في هجوم بالليل يكتسي صفة اإلبهام الذي‬

‫ترجح فيها جسامة الخطر كجرائم النهب أو االعتداء أو األفعال التي تسهل ذلك من‬

‫تحطيم أو تسلق سياج‪ ...‬لذلك فالقانون ال يقيم وزنا في مثل هذه الحاالت للشروط‬

‫وخاصة شرط التناسب بين فعل االعتداء وفعل الدفاع وذلك لتعذر تحديد ما يمكن أن‬

‫يسفر عنه االعتداء في هذه الظروف‪ .‬ويرى البعض اآلخر أن هذه الحاالت هي حاالت‬

‫ملحقة بالدفاع الشرعي ألن شروط الدفاع الشرعي مستلزمة فيها أيضا وكل ما في‬

‫األمر أن الشخص المعتدي عليه غير ملزم بإقامة الدليل عليها‪ .‬ويظهر أن المشرع‬

‫المغربي يأخذ بالرأي األخير ألنه لم يأت بشروط خاصة وإنما أقام قرينة قانونية على‬

‫وجودها‪ ،‬وتكون حالة الدفاع الشرعي قائمة في هاتين الحالتين بمجرد توافر شروطهما‬

‫دون أن يقع على عاتق المتهم عبء إثبات الشروط العامة‬

‫رابعا‪ :‬ثبوت الدفاع الشرعي واثره‪:‬‬

‫لحالة الدفاع الشرعي عالقة بالنضام العام لذلك يمكن اثارتها في اّية مرحلة من مراحل‬

‫الدعوى‪ ،‬وقيام حالة الدفاع الشرعي من األمور الموضوعية التي تختص بالفصل فيها‬

‫محكمة الموضوع دون رقابة من المجلس األعلى‪.‬‬


‫المصادر المعتمدة في هذا البحت ‪:‬‬

‫‪ ‬محاضرات في القانون الجنائي العام (د‪.‬اويس السيمو)‬

‫‪ ‬الدفاع الشرعي (د‪.‬ناصر بن محمد الجوفان)‬

‫‪ ‬القانون الجنائي العام (د‪.‬جوهر وفاء)‬

You might also like