060 e 8 F 0577 Aed 62 C

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 28

‫إسهام علماء المسلمين في طب العيون‬ ‫م‪ .‬م‪ .

‬بسام عبدالحميد حسين السامرائي‬

‫إسهام علماء المسلمين في طب العيون‬

‫م‪ .‬م‪ .‬بسام عبدالحميد حسين السامرائي‬

‫المقدمة‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على اشرف االنبياء والمرسلين‪ ،‬نبينا محمد ( صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ) وعلى آله وصحبه اجمعين‪.‬‬
‫يعد علم الطب من اوسع مجاالت العلوم الحياتية التي كان للمسلمين فيها اسهامات بارزة‬
‫على مدار عصور حضاراتهم الزاهرة‪ ،‬وكانت تلك االسهامات على نحو غير مسبوق شموالً وتمي اًز‬
‫وتصحيحاً للمسار‪ ،‬ولم يقتصر االبداع على االمراض فحسب بل تعداه الى تأسيس منهج تجريبي‬
‫اصيل انعكست اثاره العلمية الراقية والرائعة‪ ،‬على كافة جوانب الممارسات الطبية وقاية وعالجاً‪،‬‬
‫أخذ اطباء المسلمين في التعرف على الطب اليوناني من خالل البالد اإلسالمية المفتوحة كما ان‬
‫الخلفاء بدأوا يستقدمون االطباء الروم‪ ،‬الذين سرعان ما أخذ عنهم االطباء المسلمون ونشطوا في‬
‫الترجمة كل ما وقع تحت ايديهم من مؤلفات طبية ولعل هذا يعتبر من أعظم احداث العصر‬
‫األموي‪.‬‬
‫وقد تميز علماء الطب المسلمون بأنهم أول من عرف التخصص‪ ،‬فكان منهم‪ :‬اطباء‬
‫العيون ويسمون ( الكحالين ) وكان من عمالقة هذا العصر ابو بكر الرازي (ت‪ 313 :‬ه ـ ‪/‬‬
‫‪ 1925‬م ) الذي يعتبر من اعظم علماء الطب في التاريخ قاطبةً‪ ،‬وما كادت عجلة االيام تدور‬
‫في العصر العباسي حتى جاء المسلمون في كل فرع من فروع الطب‪ ،‬وصححوا ما كان من‬
‫أخطاء العلماء السابقين تجاه نظريات بعينها ولم يقفوا عند حد النقل والترجمة فقط‪ ،‬وانما واصلوا‬
‫البحث وصوبوا أخطاء السابقين‪.‬‬
‫تطور طب العيون ( الكحالة ) عند المسلمين ولم يطاولهم فيه احد‪ ،‬فال اليونان من قبلهم‬
‫وال الالتين المعاصرون لهم‪ ،‬وال عجب ان كثيرين من المؤلفين كادوا يعتبرون طب العيون طباً‬
‫عربياً ويقرر المؤرخون ان علي بن عيسى الكحال كان أعظم طبيب عيون في القرون الوسطى‬
‫برمتها ومؤلفه ( التذكرة ) أعظم مؤلفاته‪.‬‬
‫وقد برزت شخصيات إسالمية أخرى المعة في ميدان علم الطب من أمثال ابن سينا (‪428‬‬
‫ه ـ ‪1036 /‬م) الذي استطاع ان يقدم لإلنسانية أعظم الخدمات بما توصل اليه من اكتشافات‬
‫العديد من امراض العيون‪ ،‬ومن مشاهير االطباء العالميين الخالدي الذكر في االكتشافات الطبية‪،‬‬

‫‪279‬‬
‫مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط ‪2016‬م‬

‫وكان ابن النفيس الى جانب اختصاصه في الطب فيلسوفاً وعالماً بالتاريخ وفقيهاً بالشريعة‬
‫االسالمية‪ ،‬وقد أشاد به بن أبي اصيبعة الذي زامله في دمشق والقاهرة قوله‪ (( :‬انه كان شجاعاً‬
‫فاضالً كالبحر الخضم‪ ،‬والطود االشم للعلوم ولو لم يكن له غير شرح غوامض القانون ( يقصد‬
‫(‪)1‬‬
‫ويحتوي البحث على مقدمة‬ ‫قانون بن سينا في الطب ) لكفي به دليالً على غ ازرة فضله ))‬
‫واربعة بحوث فضالً عن الخاتمة وهوامش البحث ومصادره ومراجعه‪.‬‬
‫تناول المبحث األول‪ :‬طب العيون في القرآن الكريم والسنة النبوية‪ ،‬واهمية طب العيون في‬
‫الدولة العربية االسالمية‪ .‬وامراض العين‪.‬‬
‫أما المبحث الثاني‪ :‬فقد ركزت الحديث فيه على الكحالة واحوال الكحالة بما امتازوا من‬
‫المؤلفات الطبية في العيون‪ ،‬واماكن فحص العين وطرق فحص العين‪ ،‬وتشخيص الحاالت‬
‫المرضية وعالجها‪.‬‬
‫أ ما المبحث الثالث‪ :‬احتوى على تشريح أجزاء العين‪ ،‬وتشريح عضل العين الخارجية‪،‬‬
‫والعناية بالمريض بعد العملية‪.‬‬
‫أما المبحث الرابع‪ :‬اختص بحفظ صحة العين‪ ،‬واكرام الخلفاء العباسيين لألطباء‪ ،‬ووضع‬
‫الدواء في العين‪.‬‬

‫‪280‬‬
‫إسهام علماء المسلمين في طب العيون‬ ‫م‪ .‬م‪ .‬بسام عبدالحميد حسين السامرائي‬

‫المبحث الول‬
‫أولا‪ :‬طب العيون في القرآن الكريم والسنة النبوية‪:‬‬
‫ذكر ابن خلدون‪ )) :‬ان النبي محمد إنما بعث ليعلمنا الشرائع ولم يبعث لتعرف الطب وال‬
‫غيره من العاديات))(‪ ،)2‬ومع ذلك فأننا نلمح في ثنايا القرآن الكريم اشارات علمية تتعلق بقيمة‬
‫العين لدى االنسان والدعوة لما الستخدامها لما خلقت له مع ورود بعض االخبار التاريخية في‬
‫القران تتحدث عن امراض العين وعالجها‪ ،‬لقد عد القرآن الكريم حاسة البصر التي يملكها‬
‫اإلنسان نعمة كبيرة قوله تعالى‪ :‬ﱡ ‪        ‬‬

‫‪ ‬ﱠ(‪ ،)3‬أي جعل السمع والبصر لتمكن االنسان بهما من الطاعة أو المعصية(‪ ،)4‬وقال‬

‫تعالى‪ :‬ﱡ ‪         ‬ﱠ(‪.)5‬‬

‫وعد القرآن الكريم العمى أحد األسباب نقص كمال األهلية لدى االنسان فالميزان العادل‬
‫قوله تعالى‪ :‬ﱡ ‪    ‬ﱠ (‪ ،)6‬وبالتالي فأن االعمى كان االعذار التي تبيح‬

‫ترك بعض الفرائض كالجهاد(‪ ،)7‬ومن خالل ما ورد في االحاديث النبوية الشريفة اجمع المؤرخون‬
‫على ان جميع ما له بالطب واطلقوا عليه ( الطب النبوي )‪ ،‬وعــن ابـن عبـاـس ( رضي اهلل عنه )‬
‫قال‪ (( :‬كانت للنبي محمد مكحلة يتكحل منها ثالثاُ في كل عين))(‪ ،)8‬وعن ابن عباس (رضي‬
‫اهلل عنه) قال‪(( :‬كان النبي محمد ( صلى اهلل عليه وسلم ) إذا اكتحل يكتحل في اليمنى ثالثاً‬
‫يبتدئ بها ويختم بها وفي اليسرى اثنتين))(‪.)9‬‬
‫وفي قصة نبي اهلل عيسى (عليه السالم) الذي كان يعالج فاقدي البصر حيث يقول تعالى‬
‫‪ ،‬ويقول ﱡ ‪‬‬ ‫على لسانه‪ :‬ﱡ ‪       ‬ﱠ‬
‫(‪)10‬‬

‫‪   ‬ﱠ(‪ ،)11‬وقد ذكر العلماء‪ :‬بعث اهلل كل نبي من االنبياء بما يناسب‬

‫اهل زمانه فأما اهل عيسى ( عليه السالم ) فبعث في زمن االطباء واصحاب الطبيعيات فجاءهم‬
‫من اآليات بما ال سبيل ألحد إال ان يكون مؤيداً من اهلل فمن اين للطبيب القدرة على مداواة‬
‫األكمة والذي يقال انه ولد أعمى(‪.)12‬‬
‫وفي الكحل حفظ لصحة العين‪ ،‬وتقوية للنور الباصر‪ ،‬وجالء لها وتلطيف للمادة الرويئة‬
‫واستخراج لها مع الزينة في بعض انواعه‪ ،‬وله عند النوم مزيد فضل الشتمالها على الكحل‬
‫وسكونها عقيبه عن الحركة المضرة بها‪ ،‬وخدمة الطبيعة لها‪ ،‬ولألثمد من ذلك خاصية (‪ ،)13‬وفي‬
‫االحاديث النبوية الشريفة االخرى تناولت اهتمام بالعين ومعالجتها‪ ،‬وروى عن ابن عباس (رضي‬

‫‪281‬‬
‫مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط ‪2016‬م‬

‫اهلل عنه ) قال‪ :‬النبي محمد ( صلى اهلل عليه وسلم ) ‪ ( :‬خيركم اكحالكم االثمد‪ ،‬يجلو البصر‪،‬‬
‫وينبت الشعر)(‪.)14‬‬
‫ولما جاء االسالم وحث النبي محمد ( صلى اهلل عليه وسلم ) االشتغال بمهنة الطب وفي‬
‫حديث زياد بن عالقة (‪ ،) 15‬عن اسامة بن شريك (‪ ،)16‬قال‪ :‬كنت عند النبي محمد (صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ) وجاءت االعراب‪ :‬فقالوا‪ (( :‬يا رسول اهلل ؟ انتداوي ؟ فقال‪ (( :‬نعم يا عباد اهلل‬
‫تداووا‪ ،‬فأن اهلل عز وجل لم يضع داء‪ ،‬ال وضع له شفاء غير داء واحد قالوا وما هو ؟ قال‪:‬‬
‫الهرم ))(‪.)17‬‬
‫ثاني ا‪ :‬أهمية طب العيون في الدولة العربية السالمية‪:‬‬
‫كان االسالم الحدث الجليل في حياة العرب حيث نقلهم الى مرحلة حضارية متطورة وجعل‬
‫منها سادة األمم من خالل منهجهم الجديد الذي اساسه تحرير العقل مما علق به من الجهالة‬
‫والخرافات واطالق طاقاته للتعامل مع قواعد الكون بما ينفع االنسان ويعمر االرض ولهذا نجد‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬قد اولى العقل البشري اهمية كبيرة وحدث الناس على استخدامه في امور‬
‫دنياهم(‪.)18‬‬
‫كان المسلمون يطلقون اسم الكحالة على طب العيون وكانوا يسمون المشتغلين به من‬
‫االطباء باسم الكحالين وقد قام المسلمون بترجمة ما وصلهم من كتب علم الكحالة من الهند‬
‫واليونان والرومان‪ ،‬وكما فعلوا فعلم الجراحة حيث تطويره وتطوير االدوات التي استخدمت فيه‪،‬‬
‫قاموا بتطوير فرع من العمليات لم يرثوه على احد من االمم االخرى‪ ،‬فقد برعوا في قدح الماء من‬
‫العين مع صعوبة في اجراء مثل هذه العملية حتى اليوم وكانت نتائج هذه العملية مضمونة(‪،)19‬‬
‫فانزل اهلل القران الكريم االرتباط الوثيق الذي كان قائماً بين السحر والطب في مجال تحريره‬
‫للعقول فحرم االسالم ممارسة السحر(‪ ،)20‬بينما اباح التعامل مع الطب باعتباره احد الضروريات‬
‫إلدامة حياة اإلنسان‪ ،‬فدعا لالهتمام بالصحة الجسمية بعيداً عن الشعوذة وفعل الكهان وفي هذا‬
‫قول الشيرزي‪ )( :‬الطب علم نظري وعلمي أباحت الشريعة االسالمية علمه وعمله لما فيه من‬
‫حفظ الصحة ودفع العل عن البنية الشريفة ))(‪.)21‬‬
‫وقد تميز علماء الطب المسلمون بأنهم اول من عرف التخصص‪ ،‬فكان منهم أطباء العيون‬
‫ويسمون (الكحالين) ومنهم الجراحون والفصادون (الحجامون) ومنهم المختصون في امراض‬
‫النساء‪ ،‬وكان من عمالقة هذا العصر المبهرين أبو بكر الرازي (ت‪ 113 :‬ه ـ ‪925 /‬م)(‪ ،)22‬كما‬
‫ألف المسلمون العديد من الكتب في طب العيون وجراحتها ومداواتها ومن اشهر كتب الكحالة‬
‫كتاب (عشر مقاالت في العين) لحنين بن اسحاق(‪ ،)23‬ويعد هذا الكتاب نقطة االنطالق في علم‬
‫الكحالة عند المسلمين(‪.)24‬‬

‫‪282‬‬
‫إسهام علماء المسلمين في طب العيون‬ ‫م‪ .‬م‪ .‬بسام عبدالحميد حسين السامرائي‬

‫وقد تطور طب العيون (الكحالة) على اثنين من اشهر الكحالين المسلمين هما أبو القاسم‬
‫عمار بن علي الموصلي(‪ ( ،)25‬ت‪ 400 :‬هـ ‪ 1010 /‬م) وعلي بن عيسى(‪( ،)26‬ت‪ 430 :‬هـ ‪/‬‬
‫‪ 1039‬م) وكان األول خبير في طب العيون‪ ،‬واجراء العمليات الجراحية وهو من اكثر االطباء‬
‫العيون المسلمين ابتكا اًر‪ ،‬والف كتاباً في امراض العين ومداواتها اسمه ( المنتخب ) في عالج‬
‫امراض العين‪ ،‬وقد مارس مهنته في القاهرة‪ ،‬اما علي بن عيسى فقد اشتهر الى جانب حذقه مهنة‬
‫الكحالة بكتابه المعروف ( تذكرة الكحالين ) ومارس مهنته في بغداد ويعتبره المستشرقون اكبر‬
‫طبيب للعيون انجبته العصور الوسطى‪ ،‬وترجموا كتابه إلى الالتينية مرتين والى العبرية(‪.)27‬‬
‫ويبين ( ابن ابي اصيبعة ) ان كتاب علي بن عيسى يحتوي ثالث مقاالت‪ :‬األولى‪ :‬في حد‬
‫العين وتشريحها وطبقاتها‪ ،‬ورطوبتها‪ ،‬واعصابها‪ ،‬ومن اين نبات كل طبقة منها‪ ،‬ومن اين يأتي‬
‫غذاؤها والى اين انتهاؤها‪ ،‬واين موضعها ومنفعتها‪ ،‬أما المقالة الثانية‪ :‬ففي امراض العين الظاهرة‬
‫للحس واسبابها وعالماتها وعالجاتها‪ ،‬والمقالة الثالثة‪ :‬في امراض الخفية عن الحس وعالماتها‬
‫وعالجاتها ونسخ ادويتها‪ ،‬أما مجموعة ما ألفه من كتب طب العيون فيبلغ ‪ 32‬كتاباً‪ ،‬وبلغ مجموع‬
‫ما وصفه من امراض العيون في (تذكرة الكحالين ) وحده ‪ 130‬مرضاً(‪.)28‬‬
‫مع انتشار االسالم خارج الجزيرة ونشوء الدولة العربية اإلسالمية انضوت تحت لوائها اقوام‬
‫عديدة كانوا ينتمون الى حضارات مختلفة‪ ،‬اجازت سماحة الدين اإلسالمي لهم البقاء على بعض‬
‫عادتهم وقوانينهم ولغاتهم(‪.)29‬‬
‫بالرغم من هذا االنفتاح الحضاري اال ان االخذ من تلك االقوام لم يحصل سريعاً مع‬
‫االشارات التاريخية اوردت اسماء بعض االطباء الذين انضموا الى الدولة الجديدة واعتمد عليهم‬
‫الخلفاء في العصرين الراشدي واألموي ومع هذا فان عددهم كان محدوداً وكانت جل ممارساتهم‬
‫تعتمد على اوليات بسيطة من تنظيم الغذاء واالهتمام بالصحة العامة للفرد وتحضير بعض‬
‫االدوية المفردة من النباتات واالعشاب وبعض الممارسات الجراحية كالحجــامة(‪ ،)30‬والفصد(‪.)31‬‬
‫كما يذكر في زمن الخليفة مروان بن الحكم ( ‪ 64‬ـ‪65‬هـ ‪ 683 /‬ـ ‪ 684‬م ) ترجم الطبيب‬
‫ماسرجويه(‪ ،)32‬كتاب أهرن ابن أعين الى العربية والذي كان يعد في وقتـه من اهم كتب‬
‫الطب(‪ ،)33‬ومع ذلك ينسب الى العصر األموي بناء اول ما يعرف بالمارستان(‪ ،)34‬في اإلسالم إذ‬
‫اشير إلى ان أول من بنى دا ًار خاصاً بالمرضى هو الخلفة الوليد بن عبدالملك ( ‪ 86‬ـ‪96‬هـ ‪/‬‬
‫‪ 705‬ـ ‪ 714‬م) كان ذلك عام (‪ 88‬هـ ‪ 707 /‬م) وأمر بعزل المجذومين بقسم خاص بهم من‬
‫االختالط باألخرين وخصص قسماً آخر لفاقدي البصر واجرى االرزاق على بقية المرضى بجمع‬
‫صفوفهم أفراد لعالجهم نخبة من اطباء عصره (‪ ،) 35‬غير ان لم يكن يسمح الخليفة مروان بن‬

‫‪283‬‬
‫مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط ‪2016‬م‬

‫الحكم بنشر كتاب أهرن بن أعين‪ ،‬الن جاء مخالف للقيم التي جاء بها االسالم ومخالفاً للشريعة‬
‫االسالمية ولم يعمل االطباء العرب بكامل حرياتهم في علم التشريح العتبارات عاطفية وعرفيه‬
‫ودينية‪ ،‬حتى سمح لهذا الكتاب باألنتشار زمن الخليفة عمر بن عبدالعزيز (‪ 99‬ـ‪ 100‬ه ـ ‪717 /‬‬
‫ـ ‪ 719‬م) الذي وجد في خزائن الكتب فأخرجه واستخار اهلل اربعين يوماً لنشره شرح اهلل صدره‬
‫فنشره واصبح الكتاب متداوالً بين الناس(‪ ،)36‬ولماسرجويه كتب طبـية منـها ( كتاب في العين)(‪.)37‬‬
‫ثالثا‪ :‬امراض العين‪:‬‬
‫امراض العين من امراض الشائعة في المشرق االسالمي كمنطقة حارة ومتربة ويكثر فيها‬
‫الذباب وما ينقل جراثيم االمراض‪ ،‬ولذلك درس االطباء العرب امراض العين دراسة وافية‪ ،‬وعرفوا‬
‫اسبابها العامة والمحلية وانواعها وعالماتها ووجدوا عالجاً مفيد للكثير منها(‪.)38‬‬
‫وقد استعان االطباء بهذا االختصاص بعلم التشريح‪ ،‬منهم من عمل بتشريح عيون‬
‫الحيوانات لمعرفة طبقات عين االنسان بالمقارنة(‪ ،)39‬وطريقة حدوث الرؤية بها وربما كان ماسويه‬
‫ابو يوحنا اول من عرف بين الكحالين العرب‪ ،‬وان ابنه يوحنا بن ماسويه قد اخذ اختصاص ابيه‬
‫في ممارسة الكحل فوضع كتابه الموسوم ( بدغل العين ) الذي كان اول مؤلف مما وضعه‬
‫العرب بهذا العلم‪ ،‬ثم اعقب يوحنا تلميذه النبيه حنين بن اسحاق الذي درس تشريح العين(‪.)40‬‬
‫والعضالت التي تحرك المقلة والقزحية التي تتحكم في سعة الحدقة‪ ،‬فصارت معلوماته لمن‬
‫خلفه اسساً ثابتة لتطبيق هذا االختصاص‪ ،‬ويعتبر ابن الهيثم اول من وصف طبقات العين‬
‫بتحديد ووضوح‪ ،‬واول من اكتشف ان الرؤية تحدث من نور المرئيات الذي يدخل العين وان ذلك‬
‫النور ال يخرج منها كما كان يعتقد االطباء قبل ابن الهيثم‪ ،‬وان شبكة العين ما هي اال لوحة‬
‫تتالقى عليها المرئيات‪ ،‬ومنها تنتقل الى الدماغ بواسطة العصبين حيث تطابق صور المرئيات‬
‫عليه(‪ ،)41‬ومن االمراض التي تصيب العين‪.‬‬
‫(‪)42‬‬
‫‪ 1‬ـ الساد أو الكاتاراك‬
‫(‪)43‬‬
‫صارت لدى االطباء العرب معلومات كافية عن أكثر أمراض العين‪ ،‬فعرفوا الشترة‬
‫والظفرة (‪ ،)44‬وانقالب الجفن(‪ ،)45‬والسبل(‪ ،)46‬قال حنين في مرض الساد‪ (( :‬وهذه العلة بعد‬
‫تستحكم سهلة المعرفة ولكنها في ابتدائها تعسر‪ ،‬اما في ابتداء تكوينها فلها عالمات يستدل بها‬
‫عن كونها‪ ،‬وهو ان يرى شيئاً شبيهاً بالشعر‪ ،‬وآخرون شبيهاً بالشعاع‪ ،‬فاذا حلت بهم اآلفة ذهب‬
‫البصر وتغير لون الحدقة ولم ينفذ منها النور ))(‪ ،)47‬ويفرق حنين بين الساد (الماء االبيض )‬
‫وبين الرطوبة الجليدية ( الكلوكوما ) او الماء االسود فيقول‪ (( :‬وقد سمي قوم االطباء بعض‬
‫الماء زرقه‪ ،‬وليس كل زرقه عارضة ماء‪ ،‬الن الزرقة العارضة ضربان‪ ،‬أما الواحد فنوع من الماء‬

‫‪284‬‬
‫إسهام علماء المسلمين في طب العيون‬ ‫م‪ .‬م‪ .‬بسام عبدالحميد حسين السامرائي‬

‫اذا كان شديد الجمود‪ ،‬واالخر جفوف يعرض في الرطوبة الجليدية‪ ،‬وأما النوع فأنه يب أر بالقدح‬
‫وأما الثاني فأنه ال يب أر ))(‪.)48‬‬
‫أ ـ عملية القدح‪:‬‬
‫ويعالج الساد بعملية القدح‪ ،‬وربما اخذ هذا المصطلح من قدح النور الذي يدخل فجأة العين‬
‫بعد العملية كما يحدث عند ضرب حجر بمقدح فينبثق منها شرار االحتكاك‪ ،‬ويسمى من يختص‬
‫بعملية القدح‪ ،‬الق ـداح‪ ،‬ولقدح العين اكثر من طريقة واحدة‪ ،‬ولكل كحال طريقة يختص بعملها‪،‬‬
‫وله ايضاً استطبابات ألجرائها قد ال يعمل بموجبها غيره من اطباء العيون‪ ،‬ويجري ابن اسلم‬
‫الغافقي عملية القدح اذا توفر في حالة التمريض ظواهن خمس هي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اذا كان ماء الكتراكت يشبه الهواء في صفاته‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اذا اتسعت العين السليمة من وراء مائها بعد اغالق العين المريضة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ اذا استطاع المريض ان يرى بصيص شعاع السراج او الشمس‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ يوضع االبهام فوق الجفن االعلى للعين المريضة وبدلك به الجفن‪ ،‬ثم يرفع الجفن سريعاً فأن‬
‫اتسعت الرطوبة ثم ضاقت فيجوز اجراء العملية‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ يوضع على العين المريضة قماش وتسخن بالنفخ ثم ترفع بسرعة فإذا تحرك الماء وكان‬
‫صافياً كان ذلك دليل على احتمال نجاح عملية القدح(‪.)50‬‬
‫ب ـ طرق اخرى لعملية القدح‪:‬‬
‫على الرغم من اعتماد جراحي العيون العرب الطريقة المذكورة طريقة شائعة لقدح الماء‪ ،‬إال‬
‫ان فكرة إخراج الماء كان خارج العين بدل دفعه الى داخلها كان يمثل عندهم أضمن طريقة‬
‫للتخلص منه وضمان عدم رجوعه‪ ،‬غير أن بدئية وسائلهم الجراحية وتخوفهم من حصول‬
‫المضاعفات المؤلمة والتي ربما قد حصلت عند بعضهم وادت الى نتائج وخيمة دفعتهم للتردد في‬
‫هذا المسلك‪ ،‬ومن الطرق الجراحية التي قامت على فكرة إخراج الماء من العين وردت طريقتان‪:‬‬
‫األولى‪ :‬ان يقوم الجراح بكل مراحل العلمية التي ذكرت غير أنه بعد وصوله الى الماء فأنه بدل‬
‫ان يدفعه الى الداخل يقوم بدفعه براس المهت(‪ ،)51‬ليخرج من ثقب العين الموجود عند‬
‫األكليل(‪ ، )52‬غير ان هذه الطريقة صاحبتها مضاعفات خطيرة على العين أذ قد تؤدي وبنسبة‬
‫عالية الى خروج شيء من الرطوبة البيضية وبالتالي انخساف العين(‪.)53‬‬
‫الثانية‪ :‬وهي طريقة المهت المجوف والتي تستند الى فكرة إخراج الماء من العين عن طريق‬
‫سحبه بطريقة المص من جوف المهت حتى يتم اخراجه‪ ،‬وهذه الطريقة كانت برأيهم أجود الطرق‬
‫)‪ ،‬والن هذه الطريقة تمثل فكرة سحب الماء المعمول بها في الوقت‬ ‫(‪54‬‬
‫إال ان خطرها عظيم‬

‫‪285‬‬
‫مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط ‪2016‬م‬

‫الحاضر وألنها من ابداعات العقل العربي‪ ،‬كان اول من ابتكر طريقة ادخال مهت مجوف الى‬
‫داخل العين وامتصاص الماء طبيب العيون عمار بن الموصلي وقد اختمرت هذه الفكرة في ذهنه‬
‫بعد ان أجرى عدداً كبي اًر من عمليات القدح والتي أرى أنها تقلل من مخاطر عودة الماء‪ ،‬وقد ذكر‬
‫الموصلي ان فكرة ابتكاره لتلك العملية جاءت بعد قيامه بعملية قدح اعتيادية رأى فيها ان ماء‬
‫عين المريض أخذ يتقطع كالقشور ويخرج فيقول‪ (( :‬ومنذ ذلك الوقت دبرت وعملت مقدحاً مجوفاً‬
‫ولما أقدح أحداً حتى وصلت الى بغداد فجاؤني برجل نصراني ألقدح عينه فقال أعمل ما أردت‬
‫غير أني ال أقدر على النوم على ظهري‪ ،‬فقدحته بالمقدح المجوف واستخرجت الماء فأبصر‬
‫لوقته ولم يحتج الى النوم(‪ ،)55‬ثم يؤكد اصالة ابتكاره هذا فيقول‪ (( :‬وهذا المقدح ما سبقني أحد‬
‫قدح به وقد قدحت به بمصر وغيرها فأبصروا ))(‪.)56‬‬
‫وقد شاعت طريقة القدح بالمهت المجوف فيما بعد كما أدخلت الكثير من اإلضافات‬
‫والتحويرات على آلة المهت المجوف فقد ذكر ابن ابي اصيبعة ان الطبيب سديد الدين بن رقيقة‬
‫(‪ 635‬هـ ‪ 1237/‬م) كان يقدح الماء مستعمالً مهتاً مجوفاً ليتمكن وقت القدح من امتصاص‬
‫الماء (‪ ،)57‬كما ان ابن النفيس ذكرها وذكر أنه صنع نوعاً محو اًر من المهت المجوف فقال‪(( :‬قد‬
‫اتخذنا مقدحة رأسها بدل المثلث من فوق رقيق كالسيف وفي وسط كل سطح حز كالنهر وعنقه‬
‫مستدير فكان أخذها للماء أسهل))(‪ ،)58‬شاع صيت عملية الموصلي هذه عند جراحي الدولة‬
‫العربية اإلسالمية حيث يقول الزهراوي الجراح األندلسي الشهير ومعاصر الموصلي‪ (( :‬قد بلغني‬
‫عن بعض العراقيين وربما قصد عمار الموصلي ذكر انه يصنع في العراق مقدحاً منفوذاً يمتص‬
‫به الماء ولم أر أحداً في بلدنا صنع ذلك‪ ،‬وال قرأته في كتاب من كتب األوائل وقد يمكن ان يكون‬
‫ذلك محدثاً))(‪ ،)59‬وبهذا ينفي المتقدمون ومنهم الزهراوي الواسع األطالع بالطب القديم بوجود‬
‫سابقة لهذا العمل كما ينفي مؤرخو الطب الحديث من المستشرقين وجود فكرة إزالة الماء بالمص‬
‫قبل الموصلي ))(‪.)60‬‬

‫‪286‬‬
‫إسهام علماء المسلمين في طب العيون‬ ‫م‪ .‬م‪ .‬بسام عبدالحميد حسين السامرائي‬

‫المبحث الثاني‬
‫أولا‪ :‬الكحالة وأحوال الكحال‪:‬‬
‫الكحالة‪ :‬لغة مشتقة من الكحل وهو كل ما يوضع في العين يستشفي به (‪ ،)61‬واصطالحا‪:‬‬
‫الكحالة او الكحل هو جزء من صناعة الطب التي موضوعها اإلنسان وغايتها حفظ صحة العين‬
‫ما امكن الحفظ ورد صحة العين إذا لم تزل بالكلية(‪ ،)62‬ولقد أنتشر استخدام لفظة ( الكحل )‬
‫للداللة على طب العيون في عدد كبير من المؤلفات الطبية واصدر عناوين بعض تلك المؤلفات‬
‫ومن ذلك كتاب ( المرشد في الكحل ) لمحمد بن قسوم الغافقي(‪ ،)63‬الذي عاش في القرن السادس‬
‫الهجري ‪ /‬الثاني عشر الميالدي وكتاب ( الكافي في الكحل ) لخليفة بن أبي المحاسن الحلبي‬
‫عاش في القرن السابع الهجري ‪ /‬الثالث عشر الميالدي وكتاب ( المهذب في الكحل المجرب )‬
‫لعلي بن ابي الحزم الملقب بأبن النفيس عاش في القرن السابع الهجري‪ /‬الثالث عشر‬
‫الميالدي(‪.)64‬‬
‫أما أصطالح ( الكحالة) وهو المناظر لمصطلح الكحل او طب العيون فقد اخذ يدخل في‬
‫المؤلفات الطبية التي جاءت في العصور المتأخرة مثل كتاب ( مفتاح النور في علم الكحالة )‬
‫لمؤمن بن مقبل السينوبي ألفه في حدود سنة ( ‪ 841‬ه ـ ‪ 1437 /‬م ) وكتاب (الكحالة ) لمؤلفة‬
‫عمر بن حسن الملقب شفائي رومي(‪ ( ،)65‬ت‪ 1159 :‬هـ ‪1746 /‬م)‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬اماكن فحص العين‪:‬‬
‫مارس أطباء العيون مهنتهم في فحص مرضاهم في أماكن مختلفة كما ذكرت كتب التاريخ‪،‬‬
‫فقد كان بعضهم يعود مرضاه في دورهم‪ ،‬فأبن الناقد الكحال (‪ 584‬هـ ‪ 1188 /‬م) اتاه احد‬
‫اقاربه وكان ضعيف الحال وطلب منه ماالً فقال الناقد ( معاشي اليوم بختك ورزقك ) فركب ودار‬
‫على المرضى والذين يكحلهم ولما عاد أخرج عدة الكحل وفيها قراطيس كثيرة مصرورة وشرع بفتح‬
‫واحدة واحدة حيث جمع ثالثمائة درهم واعطاها ذلك الرجل(‪.)66‬‬
‫وكان بعض أطباء العيون يفحص المرضى في بيته فوالد ابن ابي اصيبعة وهو الكحال‬
‫القاسم بن علي بن خليفة كان الناس يقصدونه في بيته لما يجدون في مداواته ألعينهم من سرعة‬
‫البرء(‪ ، )67‬واتخذ اخرون ما كان يسمى في ذلك الوقت (دكانا) وهو ما يماثل اليوم العيادة الخاصة‬
‫لمراجعة المرضى فيذكر في ذلك ابن ابي اصيبعة عن الطبيـب رضـي الديــن الرحب ــي (‪ ،)68‬قوله‬
‫ان والده كان كحاالً معروفاً اصطحبه معه الى دمشق سنة (‪ 555‬هـ ‪ 1160 /‬م) حيث أقام األب‬
‫وابنه فيهما سنين وكان لهما مكان لفحص المرضى يسمى الدكان وقد أستمر الرحبي في عمله‬
‫بعد وفاة والده(‪.)69‬‬

‫‪287‬‬
‫مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط ‪2016‬م‬

‫وكان هناك من االطباء من يمارس الكحالة في الطرقات وقد اطلق عليهم (كحالوا‬
‫الطرقات) فالطبيب ماسويه كان يعالج أعين الناس في الطرقات فقد ورد أنه جاء أحد القسس بعد‬
‫ان فقد عمله في بيمارستان جند يسابور فقال ذلك القسس (( أنت في البيمارستان منذ ثالثين سنة‬
‫وال تحسن الطب ؟ فقال‪ :‬بلى واهلل اطب والكحل واعالج الجراحات فأخرج له القس صندوقاً‬
‫واعطاه أياه ليداوي الناس واجلسه بباب الحرم عند الفضل بن الربيع))‪ ،‬وفي عهد الخليفة هارون‬
‫الرشيد ( ‪ 171‬هـ ‪ 193 /‬هـ ‪ 786 /‬ـ ‪ 808‬م) اصيب خادم الفضل بن الربيع وزيره بداء في‬
‫عينه عجز كحالوا القصر الذين ارسلهم جبرائيل(‪ ،)70‬رئيس األطباء عن عالجه‪ ،‬فخرج الخادم‬
‫يبحث عن طبيب عيون ماهر بعد ان ازداد وجعه فوجد ماسويه جالساً في الطريق يعالج الناس‪،‬‬
‫فعالجه وشفاه (‪.) 71‬‬
‫انشأ الخليفة هارون الرشيد سنة ( ‪ 171‬هـ ‪ 786 /‬م) أول مستشفى بالعراق واعقبها بعد‬
‫وقت قصير أكثر من عشرين مستشفى من نوعها في اجزاء مختلفة من دار الخالفة وكانت كل‬
‫مستشفى مزودة بصيدلية وفي بعض الحاالت بمكتبات طبية وتسهيالت لتدريس طلبة الطب‪،‬‬
‫وأنشأ الخليفة هارون الرشيد بيمارستان في بغداد وسماه بأسمه ورشح لرئاسته ماسويه الخوزي من‬
‫أطباء بيمارستان جند يسابور‪ ،‬وتولى جبرائيل بن بختيشوع االشراف عليها ورعايته ثم خلف يوحنا‬
‫بن ماسويه ولده في رئاسة البيمارستان(‪.)72‬‬
‫ولقد أحتوت تلك البيمارستان على قاعات عديدة منها قاعة الكحالة‪ ،‬وكانت تلك القاعات‬
‫تختلف عن القاعات االخرى بسبب أمراض العين التي تستوجب أضاءه قليلة او لربما الى ظلمة‬
‫لمن أجريت له عملية قدح الماء‪ ،‬وفي البيمارستان يتم فحص المرضى الراقدين يومياً من قبل‬
‫الكحال المتخصص يرافقه االطباء(‪.)73‬‬
‫وفي البيمارستان يتم فحص المرضى الراقدين يوماً من قبل الكحال المتخصص يرافقه‬
‫االطباء المتدربون والممرضون والمساعدون فقد ذكر أبو الفرح الكحال انه شاهد الطبيب ابا المجد‬
‫بن أبي الحكم(‪ ( ،)74‬ت‪ 500 :‬هـ ‪ 1106 /‬م) في البيمارستان وهو ينتقل بين المرضى يتفقد‬
‫أحوالهم يساعده المشارفون والقوام الذين يقومون بخدمة المرضى‪ ،‬وكان أبو الحكم يسجل لكل‬
‫مريض ما ينبغي أخذه من الدواء ويملي على مساعديه كيفية عالجه(‪.)75‬‬
‫ويذكر في ذلك عن القاضي نفيس الدين بن الزبير أنه كان يكحل في البيمارستان الناصري‬
‫واصبح فيما بعد المتولي للكحل في ذلك البيمارستان وكان يباشر في البيمارستان أعمال الجراح‪،‬‬
‫وباإلضافة للفحص والعالج داخل البيمارستان نفسه‪ ،‬كان احياناً يلحق به ما يعرف حالياً بالعيادة‬
‫الخارجية خصصت لفحص المرضى المراجعين للمستشفيات‪ ،‬روى ان الطبيب رضي الدين‬

‫‪288‬‬
‫إسهام علماء المسلمين في طب العيون‬ ‫م‪ .‬م‪ .‬بسام عبدالحميد حسين السامرائي‬

‫الرحبي كان يجلس على دكة ويكتب لمن يأتي الى البيمارستان ويستوصف منه للمرضى أوراقاً‬
‫يعتمدون عليها ويأخذون بها من البيمارستان األشربة واألدوية التي يصفها لهم(‪.)76‬‬
‫ثالث ا‪ :‬طرق فحص العين‪:‬‬
‫كانت هناك إجراءات معينة تالزم وقت إجراء الفحص الطبي على الكحال والمريض األخذ‬
‫بها‪ :‬إذ كان على الكحل التهيؤ قبل الفحص وذلك بارتدائه مالبس بألوان معينة خالل الفحص‬
‫كاللون األسود واالخضر واالسمانجوني(‪ ،)77‬وبقية األلوان الداكنة وان يحمد اهلل على كل‬
‫حال(‪ ،)78‬أما المريض فأن عليه ان يرتدي اثناء الفحص لباساً يتوافق ونوع مرضه فإذا كان نظره‬
‫سليماً ويعالج من أمراض أخرى للعين كالقروح والبثور واالالم فعليه لبس األسود ثم الداكن بعده‪،‬‬
‫أما إذا كان داؤه متعلقاً بالخياالت وابتداء الماء وضعف النظر فيكون لباسا األخضر‬
‫واالسمانجوني(‪.)79‬‬
‫وبعد ذلك يجلس الكحال المريض أمامه يسأله عن األعراض التي تصيبه ويتأمل في‬
‫عينه(‪ ،)80‬وال بد أن يكون في فكر الكحال وهو يجري فحصه أن يعرف مقداره زوال حد العين‬
‫ومزاجها الى أي جهة زال حتى يرده الى ما كان عليه‪ ،‬ويتم له ذلك من خالل الرطوبات‬
‫واالغشية والعضالت واالعصاب للتأكد من حدها‪ ،‬أما مزاج العين فيستدل عليه من سرعة‬
‫حركتها وعروقها ولونها‪ ،‬كما ان على الكحال أن يفحص األجفان ويرى مدى خشونتها(‪ ،)81‬ويجب‬
‫ان تكون للكحال معرفة بصحة البدن عموماً وعالقاتها بصحة العين فبعض األمراض التي‬
‫تصيب العين يكون مصدرها من خارج العين كالصداع وانصباب المواد من األوردة والعروق‬
‫والتي تحتاج الى استفراغ البدن وتنقية ال أرس(‪.)82‬‬
‫رابعا‪ :‬تشخيص الحالت المرضية وعالجها‪:‬‬
‫وضع ابن النفيس مبادئ اساسية يسير عليها الكحال للتعرف على أحوال العين مبتدأ في‬
‫ذلك بفحص قوة األبصار فيقول‪ (( :‬إذا كانت العين تامه األبصار للدقيق وان بعد غير منفعلة‬
‫عن المبصرات وال متألمة عن األشعة القوية فهي تامة الصحة في مزاجها وتركيبها‪ ،‬فينظر الى‬
‫تغذية العين ويكون ذلك من جودة دمها ووفوره فال يكون فيها تهيج وال انتفاخ أو هزال ثم يرى بعد‬
‫ذلك رطوبة العين ودمعها ثم يقوم بتحريك العين الى الجهات المختلفة ويرى تحسسها ثم يرى هيأة‬
‫العين من الكبر أو الصغر ويحدد تأثرها بالجو من برودة أو ح اررة ثم يرى أي تلون في العين‬
‫ويراقب العين بدقة ))(‪.)83‬‬
‫وبعد تشخيص الحالة المرضية يلجأ الكحال الى المعالجة والتي عادة ما تبدأ باألدوية فلهذا‬
‫كان على الكحال ان يكون عارفاً بأدوية العين قاد اًر على تحضيرها ومعرفة قواها وفي أي‬

‫‪289‬‬
‫مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط ‪2016‬م‬

‫األمراض يستعمل كل منها وعارفاً بأجناسها وانواعها(‪ ،)84‬ومن طرق العالج العين (الكمأ )‬
‫وماؤها‪ :‬يجلو البصر كحال‪ ،‬ومن خواصها‪ :‬اصلح األدوية للعين اذا رى به االثمد واكتحل به‪،‬‬
‫فأنه يقوي أجفان العين ويزيد في الروح الباصرة‪ ،‬وفيه قوة وحــدة ويدفع عنـها نــزول المــاء(‪.)85‬‬
‫خامس ا‪ :‬اماكن وألت الجراحة‪:‬‬
‫الجراحة أو العمليات الجراحية أو العالج باليد تحتاج الى تهيئة مكان معين ألجرائها هذا‬
‫المكان يعرف حالياً بصالة العمليات الجراحية ‪ theater‬وقد عكست لنا اإلشارات التاريخية صورة‬
‫لصالة العمليات التي كان الكحال يستخدمها في عمله داخل البيمارستان‪ ،‬فيشترط أن يجري‬
‫العمل الجراحي نها اُر لضمان وضوح الرؤية واذا كانت العملية لقدح الماء النازل في العين فيجب‬
‫أن يكون في ضوء قوي ويكون ذلك أوساط النهار وفي الصحو‪ ،‬واذا لم يكن هناك غبار أو رياح‬
‫جاز ان يكون الموضع مكشوفاً(‪.)86‬‬
‫ويجب ان تكون اآلالت الجراحية نظيفة وحادة والبد من تحضير وسائل لتخفيف األلم عن‬
‫المريض وان تجري الجراحة في عين واحدة فقط وان احتاج المريض ألجرائها في كلتا عينيه‬
‫لغرض تخفيف المضاعفات واآلالم (‪.) 87‬‬
‫أما هيئة المعالج‪ ،‬فأن يكون أثناء الكحل والتقطير متربعاً ليكون شديد التمكن أمناً من‬
‫التزلق حتى ال يدخل الميل ونحوه في العين أما عند القدح ونحوه فيكون المعالج جالساً على‬
‫كرسي أو وسادة أو مكان وقدماه معتمدتان على االرض بغاية الثبات وذلك ألشرافه حينئذ على‬
‫العين وتمكنه من االتكاء على المهت ونحو ذلك اكثر(‪.)88‬‬
‫وينبغي ان يكون بعد المعالج بقدر يحتاج ان تكون يد المعالج عند العمل مستقيمة‪ ،‬وهيأة‬
‫المتعالج عند قطع السبل واستعمال القطوات في العين ان يكون مستقيماً على قفاه أما عند القدح‬
‫واالكتحال بالذرورات فينبغي ان يكون جالساً متربعاً‪ ،‬ويجب ان تكون ثياب المعالج ال من السعة‬
‫بحيث تعيق عن العمل وتستر ما يحتاج الى كشفه وال من الضيق بحيث تزاحم المرافق والكتف‬
‫فتمنع من سهولة العمل(‪.)89‬‬
‫وان يكون خدام في صالة العمليات ذوو فطانة لما يؤمرون به وان يكون خادم المعالج من‬
‫لطف الحركة بحيث ال يؤخر مناولة ما يأمره بمناولته أياه عند تمام لفظ االمر‪ ،‬وكذلك ينبغي ان‬
‫يكون جميع ما يحتاج اليه في العالج من األدوية واآلالت ونحوها حاض اًر وان يكون خدام‬
‫المتعالج من الفطانة والرفق به بحيث يكون أمساكهم له عند العمل على الوجه الذي ال يكون معه‬
‫أل م وبغاية الطاعة للمعالج في جميع ما يأمرهم به وصامتين فأن الحديث والشغب ربما أشغل‬
‫المعالج (‪.) 90‬‬

‫‪290‬‬
‫إسهام علماء المسلمين في طب العيون‬ ‫م‪ .‬م‪ .‬بسام عبدالحميد حسين السامرائي‬

‫المبحث الثالث‬
‫أولا‪ :‬تشريح أجزاء العين‪:‬‬
‫أدرك أطباء العيون في الحضارة العربية اإلسالمية مع بداية اهتمامهم بهذا الفرع الطبي‬
‫ووضع أسسه العلمية ضرورة دراسة تشريح العين ومعرفة أجزائها كمدخل لعالج أمراضها حيث‬
‫يقول حنين بن اسحاق في ذلك‪ (( :‬ينبغي لمن اراد معرفة عالج علل العين ان يكون بطبيعتها‬
‫عارفاً وذلك ألن نفي اآلالم والعلل عن كل عضو إنما يكون برده الى طبيعته التي خرج منها‬
‫ومعرفة طبيعة كل ما هو مركب إنما يـكون بأحكام األجـ ـزاء التي هـو منهـا مــؤلف ))(‪ ،)91‬غير ان‬
‫هؤالء األطباء الذين عرفوا بمنهجهم التجريبي واجهوا صعوبة في الدراسة العلمية لترشيح عين‬
‫اإلنسان وذكر ابن النفيس أسباب صعوبة إجزاء التشريح عموماً على جسم اإلنسان بقوله‪(( :‬وقد‬
‫صدنا عن مباشرة التشريح واضع الشريعة وما في أخالقنا من الرحمة فلذلك رأينا أن تعتمد في‬
‫تعرف صور األعضاء على كالم من المباشر لهذا األمر خاصة الفاضل جالينوس))(‪.)92‬‬
‫اال ان المظنون ان قسماً من األطباء العرب قد شرح جسم األنسان س اًر‪ ،‬وابن ماسويه أول‬
‫من عمل من العرب بالتشريح المقارن علناً وقد وضع استناداً على نتائج اعماله كتاباً في‬
‫التشريح‪ ،‬وذكر ابن رشد (ت‪595 :‬هـ‪ 1198 /‬م) ‪ (( :‬ان من اشتغل بعلم التشريح ازداد ايماناً‬
‫باهلل ))‪ ،‬وقد يكون هذا الطبيب الفيلسوف المتحرر الذي عاش في كنف الحكام الموحدين ( ‪524‬‬
‫ـ ‪ 668‬ه ـ ‪ 1130 /‬ـ ‪1269‬م ) المتزمتين بال حدود للشريعة اإلسالمية‪ ،‬وقد نادى بالتسبيح‬
‫للقدرة االلهية في تنظيم أعضاء الجسم ليتستر على اعماله في تشريح جسم االنسان(‪.)93‬‬
‫ومن المؤكد ان يوحنا بن ماسويه قد شرح القردة بأعتبارها ذات اجسام مثيلة لجسم اإلنسان‬
‫وكان يحتفظ في بيته بقرده سماها (حماحم ) لغرض التشريح‪ ،‬وقال اسحاق بن حنين ان العضلة‬
‫الثالثية الموجودة في مؤخرة عين الحيوانات ال وجود لها في عين االنسان وهذه مالحظة دقيقة لم‬
‫يلتفت اليها علماء اليونان ووصف ابن سينا عضالت العين بأسلوب علمي دقيق لم يسبقه احد‬
‫اليه(‪.)94‬‬
‫ثم اخذ حنين بن اسحاق اعتماداً على فكرته الرئيسة هذه بفضل أجزاء العين مبتدأ بالتأكيد‬
‫من الجليدية‪ ،‬حيث وصفها بأنها رطوبة صافية بلون الجلد وشكلها كروي وتقع بين رطوبتين‬
‫واحدة خلفها شبيهة بالزجاج الذائب تعرف الرطوبة الزجاجية واالخرى من أمامها شبيهة ببياض‬
‫البيض وتسمى البيضية‪ ،‬كما ان الرطوبة الجليدية تقسم كرة العين تشريحياً الى جزئين‪ :‬جزء‬
‫خلفي مركزه الرطوبة الزجاجية ويحيط بها طبقات ثالث وهي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الشبكية‪ :‬تحوي الرطوبة الزجاجية وتشبه الشبكة ولهذا سميت الشبكية أو الحجاب الشبكي‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط ‪2016‬م‬

‫‪ 2‬ـ المشيمة وتقع خلف الشبكية‪.‬‬


‫‪ 3‬ـ الصلبة أو الغشاء الصلب خلف المشيمية وتلي العظم(‪.)95‬‬
‫أما الجزء االمامي‪ :‬فيتكون من الرطوبة البيضية وامامها وليس حولها‪ ،‬أما الجزء الخلفي‬
‫تتكون من ثالث طبقات‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ العنبية وهي امتداد المشيمية تغطي الرطوبة البيضية من األمام وفي لونها سواد من لون‬
‫السماء ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الطبقة القرنية وهي بيضاء صافية كثيفة وخلقت بيضاء لينفذ منها النور وهي اربع قشرات‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الملتحمة او الغشاء الملتحم وهو غشاء غليظ يلتحم حول الطبقة القرنية وال يغشاها كما يغشي‬
‫سائر الطبقات ( ‪.) 96‬‬

‫ثانيا‪ :‬تشريح عضل العين الخارجية‪:‬‬


‫الحظ أطباء العيون وجود ست عضالت لتحريك مقلة العين واتفقوا عليها إال أنهم اختلفوا‬
‫في وصف ثالث عضالت أخرى‪ ،‬والظاهر ان اختالفهم هذا يعود إلى أنهم كانوا يشرحون‬
‫الحيوانات األمر الذي ربما أدى الى هذا اإلرباك‪ ،‬والعضالت التي اتفقوا على وجودها(‪ ،)97‬هي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ عضلة اللحاظ وهي العضلة التي تحرك العين الى ناحية الدماغ والتي تعرف في الطب‬
‫الحديث العضلة المستقيمة الوحشية ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ عضلة في المآق األكبر والتي تحرك العين الى ما يلي األنف وتعرف في الطب الحديث‬
‫العضلة المستقيمة األنسية ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ عضلة من فوق والتي تحرك العين الى فوق وتعرف في الطب الحديث العضلة المستقيمة‬
‫العلوية‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ عضلة من أسفل والتي تحرك العين الى االسفل وتعرف في الطب الحديث العضلة المستقيمة‬
‫السفلية‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ عضلتان فيهما عوج من فوق ومن أسفل تديران العين وهما ما يعرف في الطب الحديث‬
‫العضلة المنحرفة العلوية والعضلة المنحرفة السفلية‪.‬‬
‫وحصل الخالف في وصف ثالث عضالت تقع في فم أو ما يحيط العصبة المجوفة أي‬
‫انها تقع خالف جملة مقلة العين‪ ،‬ووظيفة هذه العضالت أنها تشد فم العصبة المجوفة للعين‬
‫وتمنعها من ان تتسع فتتبدد القوة الباصرة‪ ،‬ولها منفعة أخرى أنها تشد وتربط جملة العين(‪،)98‬‬
‫وكان وجود هذه العضالت الثالثة من رأى حنين بن اسحاق وعلي بن عيسى الكحال حيث عدا‬

‫‪292‬‬
‫إسهام علماء المسلمين في طب العيون‬ ‫م‪ .‬م‪ .‬بسام عبدالحميد حسين السامرائي‬

‫ان عضالت العين التسعة تأخذ الحركة من الزوج الثاني من العصب الذي تأتي من الدماغ الى‬
‫العين(‪.)99‬‬
‫أما من قال من األطباء بوجود ثالث عضالت إضافية للعضالت الستة فأننا نرجح أنه كان‬
‫قد قطع أصل العضالت الستة عن باقي أجزائها ألن العضالت الستة لها طول بعضها الشيء‬
‫ويصعب الوصول الى منشئها إال بعد قلع مقلة العين وبالتالي فأن هذا الطبيب ربما يكون قد أزال‬
‫المقلة وامتدادات العضالت ليجد أمامه أصل تلك العضالت في قعر المحجر والتي بدت له على‬
‫شكل ثالثة رؤوس رئيسة فذكر أنها عضالت ثالثة أخرى(‪.)100‬‬
‫أ ما من قال من األطباء بأنها عضلة واحدة ذات ثالثة رؤوس انه يمثل اسوء األطباء الذين‬
‫أدوا عملية التشريح ألنه لم يستطيع الوصول الى أصل العضالت بشكل دقيق بل أنه يحتمل أن‬
‫يكون قد قطع عضالت العين بصورة غير منتظمة على االطالق حتى بدت أمامه بقايا‬
‫العضالت وفي منشئيتها على شكل كتلة أو مجموعة ذات ثالثة امتدادات(‪ ،)101‬وفضالً عن‬
‫العضالت المحركة للعين فقد ذكر األطباء وصفاً لعضالت تعمل على تحريك جفن العين األعلى‬
‫نهار وموضعها بالقرب من عظم الحاجب‪،‬‬
‫اً‬ ‫وهي ثالثة عضالت‪ :‬واحدة تجذبه الى األعلى‬
‫وعضلتان تحركانه الى األسفل عند النوم وعند اإلرادة ((للتغميض )) وموضعهما من الجفن في‬
‫المآقين مما يلي أصول الشعر(‪.)102‬‬

‫ثالث ا‪ :‬تشريح مقلة العين‪:‬‬


‫عرف األطباء مقلة العين من الوجهة التشريحية على أنها عضو حساس آلي متحرك بإرادة‬
‫يتم به األبصار(‪ ،)103‬مركب من صفاقات ورطوبات واغشية ورباطات واورده وشريانات واعصاب‬
‫وعضالت(‪ ،)104‬وكان لصعوبة تشريح عين اإلنسان عملياً ولو في بداية األمر‪ ،‬ان اعتمد اطباء‬
‫العيون العرب على المترجمات العربية في هذا المجال وخاصة من كتب جالينوس مما نقله كل‬
‫من يوحنا بن ماسويه وحنين بن اسحاق(‪ ،)105‬اللذين بقيت كتاباتهم‪ ،‬وخاصة حنين يعتمد عليها‬
‫األطباء في تشريح العين ولعقود طويلة من بعدهم‪ ،‬ونالحظ ان وصف تشريح العين سواء في‬
‫صور مخططاته االيضاحية او دوره في عملية االبصار قد ادخلت عليه الكثير من افكار االطباء‬
‫العرب فيما بعده‪ ،‬يعد كتاب حنين بن اسحاق العشر مقاالت من اقدم كتب طب العيون التي‬
‫فصلت في تشريح العين حيث بدأ وصفه التشريح العين‪ ،‬وتابعه فيما بعد عيسى الكحال في تذكرة‬
‫الكحالين من وصف ( الرطوبة الجليدية) ‪ The Lens‬التي عدها الجزء المركزي لألبصار في‬
‫العين ونتيجة لذلك جاءت في الرسوم التي الحقها حنين بكتابه في وسط كرة العين‪ ،‬اما سائر‬

‫‪293‬‬
‫مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط ‪2016‬م‬

‫الرطوبات والطبقات االخرى في العين فلقد خلقت ‪ -‬كما يرى حنين والكحال – لمنفعة الرطوبة‬
‫الجليدية(‪.)106‬‬
‫وذكر ابن حنين ان عصبي العين الرئيسيين وهما العصب النوري ( اي الباصر)‪ ،‬والعصب‬
‫المحرك‪ .‬فذكر تشريح العصب النوري من منشئة في بداية الدماغ على شكل عصبتين معوجتين‬
‫في جوف عظم الرأس حيث تتصل احدهما باألخرى لتكونا ما يعرف بالتصالب البصري يسمى (‬
‫حاض اًر ‪ ) Optic Chiasm‬بالقرب من المنخرين ليكون ثقباهما في الرأس ثقباً واحدا‪ ،‬ثم تفترق‬
‫العصبتان بعد اتصالهما حتى تصي ار على شكل التقاطع في الكتابة اليونانية (وهو ‪ )X‬ثم تذهب‬
‫كل عصبة منها الى العين المحاذية لمبدأ منشئها من الدماغ العصبة اليمنى الى العين اليمنى‬
‫والعصبة اليسرى الى العين اليسرى من غير ان ينقص من فوقهما شيء(‪ ،)107‬ويغطي كل عصبة‬
‫نورية غشاءان يأتيان من الدماغ هما ( المنجيس) حتى يخرج العصب النوري من عظم الرأس‬
‫فتفترق االغشية بعضها عن بعض‪ ،‬وينتهي العصب النوري في الرطوبة الزجاجية للعين حيث‬
‫يكون عرضاً ويصبح شبيها بالنسيج ولهذا سمي هذا الموقع الطبقة الشبكية(‪.)108‬‬
‫أما العصب المحرك للعين فأن منشأه من خلف منشأ الزوج االول ( او العصب النوري)‬
‫ويتفرق كل منهما في عضل العين ويوصل اليها قوة الحركة(‪ ،)109‬اال ان الطبيب والرياضي‬
‫العربي المسلم الحسن بن الهيثم في كتابه المناظر اعاد وصف تشريح مقلة العين بصورة تقرب‬
‫كثي اًر مما هي عليه في طبنا الحالي معتمداً على جملة امور تشريحية ورياضية وناسفاً واالفكار‬
‫اليونانية في تشريح العين ووظيفتها تلك االفكار التي اثرت في كتب طب العيون اليونانية العربية‬
‫لعقود طويلة(‪.)110‬‬
‫ابتدأ ابن الهيثم تشريح مقلة العين من العصبين البصريين خالفاً لحنين الذي بدأها كما‬
‫ذكرنا من الرطوبة الجليدية‪ ،‬الن ابن الهيثم عد العينين ناشئتين عن الدماغ‪ ،‬ووصف تشريح‬
‫العصبين البصريين كما وصفهما حنين غير ان هذين العصبين بعد خروجهما من عظم الرأس‬
‫تنتشر نهايتهما ويتسع طرفاهما ويصير كل واحد منهما كالقمع وعلى هذا القمع تتركب كرة كل‬
‫عين وتلتحم به ذلك ألغى اي وجود لطبقة الشبكية (‪ .)111‬أما كرة العين فأن ابن الهيثم قسمها‪،‬‬
‫حسب فكره الرياضي‪ ،‬الى كرتين أمامية صغيرة وسماها الكرة العنبية وخلفية كبيرة وسماها الكرة‬
‫الملتحمة وفي منطقة التقاطع الهندسي لتلكما الكرتين تستقر الرطوبة الجليدية (‪.)112‬‬
‫رابع ا‪ :‬العناية بالمريض بعد العملية‪:‬‬
‫ينقل المريض بعد العملية الى غرفة مظلمة ويرقد على قفاه ويسند رأسه من الجانبين ويأمر‬
‫ان يكون كالميت ال يتحرك وعنده ممرض مالزم لخدمته فاذا اراد شيئاً يأمر بيده ‪ .‬ويحذر من‬
‫السعال والعطاس والكالم وسائر الحركات فإذا عرفت له عطسة فيفرك انفه قوياً فأنها ترجع واذا‬

‫‪294‬‬
‫إسهام علماء المسلمين في طب العيون‬ ‫م‪ .‬م‪ .‬بسام عبدالحميد حسين السامرائي‬

‫احسن بسعال هدأه بتجرع شيئ من الحالب ودهن اللوز وتضمد االصداغ باألشياف المخدرة خد اًر‬
‫من الصداع‪ ،‬ويكون غذاؤه لطيفاً وال يكون من االشياء التي يتعب في مضغها بل يكون طعاماً‬
‫خفيفاً مثل المزروعات واالحساء ويمنع من شرب الماء الكثير‪ ،‬وفي اليوم الثاني تحل‬
‫العصائب(‪ ،)113‬بينما يبقى العليل نائماً على وضعه وتقلل الرفادة برفق وتغسل العين دون فتحها‬
‫بقطنه فيها ماء الورد وتندى قطعة قطن اخرى بياض البيض الرقيق وتوضع على العين وتعصب‬
‫العين ثانية وتترك واألجود حلها الى اليوم الثالث من العملية (‪.)114‬‬
‫فإذا كان اخر اليوم الثالث فتحل العصائب وتغسل العين – دون فتح الجفن – بماء قد‬
‫أغلى فيه الورد‪ ،‬ويجلس العليل مستنداً على مخاد خلفه ويمنع من الحركة وتوضع على جهة‬
‫خرقة سوداء الى اليوم السابع ويجوز وضع شاذنج او كحل اسود‪ ،‬فإذا ارتفع الماء الى مكانة في‬
‫هذه االيام فيجب اعادة ادخال المهت في نفس الثقب ألنه ال يلتحم سريعاً شرط ان يكون قد ظهر‬
‫فيه ورم(‪.)115‬‬

‫‪295‬‬
‫مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط ‪2016‬م‬

‫المبحث الرابع‬
‫أولا‪ :‬حفظ صحة العين‪:‬‬
‫اهتم معظم كتب طب العيون المنهجية بموضوع ( حفظ صحة العين) الذي يبحث في‬
‫افضل الظروف الصحية التي تمنع حدوث امراض العين ويتم ذلك بما يعرف بالتدبير غير ان‬
‫هذا التدبير ليس نظاماً ينطبق على كل البشر بالتساوي الن كل واحد من الناس يخالف صاحبه‬
‫في المزاج ولهذا فأن التدبير يعني جعل اعين الناس كلهم كما هي في اصحهم عينا فأن االمزجة‬
‫والتراكيب في الناس مختلفة وانما يقبل كل منهم من الصحة ما يليق به‪ ،‬اضافة لذلك فأن عوامل‬
‫اخرى تؤثر على هذا التدبير مثل ( السن والزمان والبلد‪ ،‬ناهيك عن التدبير صحة العين يجب ان‬
‫ينظر اليه كجزء من صحة البدن والدماغ(‪.)116‬‬
‫ويتم تدبير صحة العين اعتماداً على ثالثة احوال تكون فيها العين محتاجة له وهي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬تدبير العين الصحيحة ويعرف بالتدبير المطلق‪ ،‬ففي هذه الحالة يتم تجنيب العين االسباب‬
‫المؤذية لها وهذه االسباب مشتركة للصحة والمرض وهي ‪.‬‬
‫‪ -1‬الهواء المحيط‪ :‬وذلك بالتوقي من مالقاة الحر والبرد الشديدين‪ ،‬وما يؤكل ويشرب‪ ،‬وذلك‬
‫بكونها مواد رديئة مبخرة بخا اًر رديئاً او ان ترتيبها رديئاً او تناول الغذاء والمعدة غير نقية من‬
‫طعام سابق ‪.‬‬
‫‪ -2‬الحركة والسكون‪ ،‬حيث ان السلوك الدائم يكثر االخالط في البدن‪.‬‬
‫‪ -3‬واليقظة والنوم‪ ،‬فالنوم الكثير يسرع الهضم فكثير ارتقاء البخار فيغلط الروح النفساني والسهر‬
‫الدائم يحلل الروح ويضعفه‪.‬‬
‫‪ -4‬االستفراغ واالحقان يجب ان يراعي التوازن ألن االستفراغ الدائم يضعف البصر واالحتقان‬
‫يبخر‪.‬‬
‫‪ -5‬االحداث النفسية‪ :‬فيجب تجنب الحزن والهم والغم والغضب والفرح المفرطين(‪.)117‬‬
‫ثانياً‪ :‬تدبير العين رديئة المزاج ويعرف تدبير الناقه‪ ،‬فالتدبير هنا من باب الوقاية وهذا التدبير يتم‬
‫بعدة طرق‪:‬‬
‫‪ -1‬بإزالة السبب وذلك بتعديل مزاج العين وتركيبها‪ ،‬وهذا االنحراف في المزاج قد يكون خلقياً‬
‫وهو نوع تعديله عسر جداً حيث يتم عالج العين باألدوية الضعيفة ثم تزداد قوة الدواء‬
‫المعطي مع وضوح اثره على العين‪.‬‬
‫‪ -2‬تقوية قوى العين‪ ،‬ويتم ذلك اما بإصالح المأكول والمشروب بان يكون ذلك معتدالً وقد‬
‫وضع االطباء في هذا الباب انواع االغذية واالشربة وطرق استعمالها إلصالح المزاج‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫إسهام علماء المسلمين في طب العيون‬ ‫م‪ .‬م‪ .‬بسام عبدالحميد حسين السامرائي‬

‫‪ -3‬تنقية العين من الفضول‪ ،‬ألن كل عضو ضعيف فالبد من كثرة الفضول فيه لضعف تصرفه‬
‫في غذائه ولما يندفع اليه من غيره ولما تقصر قواه عن دفعه‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬تدبير العين المتهيئة ألن يحدث فيها سواء مزاج أو فساد ويعرف ذلك بـ ـ ( التقدم بالحفظ)‬
‫وهذا النوع من التدبير يدل على دقة بحث أطباء العيون عن األسباب التي تؤثر على صحة‬
‫العين إذ ان أساس هذا التدبير يعتمد على وجود خلل في العين يعود لخلل في عضو شاركه‪،‬‬
‫فتكون مستعدة لمشاركة العضو في ذلك الخلل وأولى األعضاء المشاركة بذلك هو الرأس خاصة‬
‫إذا ما حصل به امتالء‪ ،‬فالتدبير هنا يتم تلك المشاركة ويتم ذلك بعدة طرق وهي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ بتنقية ذلك العضو وذلك باستفراغ المواد الزائدة ويتم ذلك أما باستفراغ ذلك العضو أو‬
‫استفراغ البدن كله إذا كان االمتالء عاما‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تقوية العين حتى ال يتمكن منها ذلك العضو او إمالة المواد الى جهة غير جهة العين ويتم‬
‫ذلك باستخدام مواد غذائية أو أدوية مفردة أو القيام بالفصد والحجامة(‪.)118‬‬

‫ثاني ا‪ :‬إكرام الخلفاء العباسيين لألطباء‪:‬‬


‫كان الخلفاء العرب اسخياء مع الشعراء والمداحين ومن يطرق مجالسهم لحاجة وكانوا مع‬
‫االطباء اكثر اكراماً وقيل ان جبرائيل بن بختيشوع ( ت‪215 :‬هـ ـ ‪ 830 /‬م) كان يحصل على‬
‫مخدومه هارون الرشيد ما يقارب االربعة ماليين درهم في السنة‪ ،‬ومنها خمسون الف درهم هدية‬
‫رأس السنة هجرية‪ ،‬ومثلها في يوم عيد الفطر‪ ،‬ومثلها في مدخل صوم النصارى و ‪ 10000‬درهم‬
‫في يوم الشعانين‪ ،‬و ‪ 50000‬الف درهم‪ ،‬فصد الخليفة وشربه الدواء المسهل (وكان يعملها مرتين‬
‫في السنة)(‪ .)119‬و ‪ 120000‬درهم تقد اًر سنوياً و ‪ 100000‬درهم تكاليف الكساء‪ ،‬و ‪5000‬‬
‫درهم من األمير عيسى بن جعفر ومثلها بن زبيدة ام جعفر‪ ،‬و ‪ 30000‬ألف درهم من إبراهيم بن‬
‫عثمان‪ ،‬و ‪ 50000‬درهم من الفضل بن الربيع و ‪ 70000‬درهم من فاطمة أم محمد و‬
‫‪ 600000‬درهم من يحيى بن خالد‪ ،‬و ‪ 1200‬درهم من يحيى بن جعفر و ‪ 600000‬درهم من‬
‫الفضل بن يحيى البرمكي‪ ،‬ولقد خدم جبرائيل سيده الخليفة هارون الرشيد ما يزيد على ثالثة عشر‬
‫سنة فيكون قد جمع عن طريق ممارسة الطب بالط هارون الرشيد ما يزيد على عن ثمانية‬
‫وثمانين مليون من الدراهم(‪.)120‬‬
‫وكان مخصصات ابي يوحنا مسوية من الفضل بن الربيع وزير هارون الرشيد ستماية درهم‬
‫في الشهر باإلضافة الى علوق دابتين ونزل خمسة غلمان‪ ،‬ولما التحق بخدمة الخليفة صار‬
‫يحصل على الف درهم في الشهر وعلى عشرين الف اخرى كمعونه سنوياً(‪.)121‬‬

‫‪297‬‬
‫مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط ‪2016‬م‬

‫ثالثا‪ :‬وضع الدواء في العين‪:‬‬


‫استعمل اطباء العيون العرب لوضع الدواء في العين ألة عرفت (الميل) والتي ينبغي ان‬
‫تكون اما من الذهب أو الفضة أو النحاس وان يكون الميل اثناء استعمال العالجي ممتلئاً(‪،)122‬‬
‫فإذا ما أردنا وضع الدواء في العين اليمنى مثالً فان العين تفتح باإلبهام من اليد اليسرى والسبابة‬
‫من اليد اليمنى ويمسك الميل باإلبهام والوسطى من اليد اليمنى ثم يوضع الميل في المآق االكبر‬
‫الى المآق االصغر‪ .‬ثم تنحى السبابة ويخفف ابهام اليسرى على الجفن ويوضع الدواء في العين‬
‫بفتله فهو اصوب‪ ،‬أما العين اليسرى فتفتح بالخنصر من اليد اليمنى واالبهام من اليد اليسرى‬
‫ويوضع الميل في المآق الكبر الى المآق االصغر بفتله (‪.)123‬‬

‫‪298‬‬
‫إسهام علماء المسلمين في طب العيون‬ ‫م‪ .‬م‪ .‬بسام عبدالحميد حسين السامرائي‬

‫الخاتمة‬
‫‪ -1‬ان طب العيون خصوصاً وعلوم الطب عموماً في الحضارة العربية االسالمية اخذت تسلك‬
‫منهجاً علمياً بعد االطالع على االنجازات الطبية لمن سبقهم من الحضارات سواء بترجمة‬
‫كتب طب تلك الحضارات ام استقدام االطباء الماهرين االستفادة من خبراتهم في بناء‬
‫المؤسسات الطبية‪.‬‬
‫‪ -2‬كان لوالة امور دور بارز في بناء علم الطب بفروعه المختلفة وذلك لحبهم للعلم ورعايتهم‬
‫وقد بذلوا في سبيل ذلك الجهود الضخمة واالموال الطائلة ‪.‬‬
‫‪ -3‬والرغم من العناصر التي ساهمت في بناء صرح علوم الطب‪ ،‬كانت في بدايتها من ابناء‬
‫االقوام واالمم التي انضوت تحت لواء تلك الحضارة فأن االطباء العرب وخصوصاً في طب‬
‫العيون سرعان ما تسلموا زمام ذلك العلم وبنوا ابداعاته فكان لحنين ابن اسحاق من عرب‬
‫الحيرة وبعده علي بن عيسى من بغداد السبق في بناء المنهج االكاديمي لدراسة طب‬
‫العيون‪ ،‬وكان لعمار بن علي الموصلي االبداعات في العمليات الجراحية على العين وكان‬
‫للحسن بن الهيثم من البصرة االفكار العظيمة في العلوم االساسية لطب العيون‪.‬‬
‫‪ -4‬يعد االطباء العرب والمسلمين اول من صاغ ادباً وزياً خاصاً للطبيب‪ ،‬فوضعوا فيه‬
‫الصفات والشروط العلمية والخلقية الواجب توفيرها في متعلم الطب وممارسة قبل ان يمارس‬
‫مهنته على المرضى‪ ،‬وعلى الطبيب ان يلتزم ويتحلى بتلك الصفات‪ ،‬كما نجح االطباء‬
‫العرب المسلمين في ابتكار العديد من اآلالت واالدوات الجراحية وخصصوا لكل موضع في‬
‫الجسد الة مناسبة له‪ ،‬وكان لهم فضل كبير على العالم وذلك باكتشافهم المخدر(البنج) الذي‬
‫استخلصوه من الخشخاش واالفيون واستخدموه في عملياتهم الجراحية‪.‬‬
‫‪ -5‬وضع اطباء العيون منهجاً علمياً واخالقياً متمي اًز في بناء شخصية طبيب العيون‬
‫المتخصص اذ كان يستلزم منه بذل الجهد في دراسة العلوم العامة والطبية ومتابعة الدروس‬
‫العلمية والسريرية والتعرض لالختبارات بما يأخذ منه سنوات عديدة حتى تمنح له االجازة‬
‫بالعلم‪.‬‬
‫‪ -6‬اهتم الخلفاء في الدولة العربية االسالمية في العصرين االموي والعباسي في بناء‬
‫المستشفيات وكان التصميم العربي االسالمي لها من ارقى التصاميم المعمارية والهندسية‬
‫فخصصوا اجنحة للرجال واخرى للنساء وضمت تلك االجنحة قاعات ترفيهية واسعة كما‬
‫احتوت تلك المستشفيات على قاعات كبرى للتدريس وانشئت فيها الصيدليات لتوزيع االدوية‬
‫للمرضى‪.‬‬

‫‪299‬‬
‫مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط ‪2016‬م‬

‫هوامش البحث‪:‬‬
‫مالحظة‪ :‬سأذكر هنا معلومات كاملة عن المصادر والمراجع عند ذكرها لول مرة مما يغنينا عن اعداد‬
‫جريدة للمصادر والمراجع‪.‬‬
‫_________________________‬
‫‪ -1‬سداد‪ ،‬عبد الغفور‪ ،‬طب العيون في الحضارة العربية االسالمية‪ ،‬رسالة ماجستير مقدمة الى معهد التاريخ‬
‫العربي والتراث العلمي‪2009( ،‬م )‪ ،‬ص‪. 123‬‬
‫‪ -2‬ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد ( ت‪808 :‬هـ ـ ‪1405 /‬م) المقدمة‪ ،‬دار العلم ( بيروت‪ ،‬د‪ ،‬ت ) ـ‬
‫ص‪.380‬‬
‫‪ -3‬سورة االنسان‪ :‬آية‪.2 ،‬‬
‫‪ -4‬ابن كثير‪ ،‬ابي الفدا اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ( ت‪774:‬ه ـ ‪1273 /‬م) تفسير القرآن العظيم‪ ،‬دار‬
‫المعرفة للطباعة والنشر ( بيروت‪1969 ،‬م)‪ ،‬جـ‪ ،4‬ص‪.453‬‬
‫‪ -5‬سورة االسراء‪ :‬آية‪. 36 ،‬‬
‫‪ -6‬سورة فاطر‪ :‬آية‪. 19 ،‬‬
‫‪ -7‬ابن كثير‪ :‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬جـ‪ ،4‬ص‪. 190‬‬
‫‪ -8‬ابن قيم الجوزية‪ ،‬شمس الدين‪ ،‬ابي عبداهلل محمد بن ابي بكر الزرعي الدمشقي (ت‪691 :‬ه ـ ‪751 /‬م)‪،‬‬
‫الطب النبوي‪ ،‬ط‪ ،3‬تحقيق‪ :‬الداني منيرال زهوي‪ ،‬دار ابن كثير للطباعة والنشر‪ ( ،‬بيروت‪2007 ،‬م)‪،‬‬
‫ص‪. 295‬‬
‫‪ -9‬ابن قيم الجوزية‪ ،‬الطب النبوي‪ ،‬ص‪.235‬‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬آية‪. 49 ،‬‬ ‫‪-10‬‬
‫سورة المائدة‪ :‬آية‪. 110 ،‬‬ ‫‪-11‬‬
‫ابن كثير‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬جـ‪ ،1‬ص‪.365 ،364‬‬ ‫‪-12‬‬
‫ابن قيم الجوزية‪ ،‬الطب النبوي‪ ،‬ص‪. 235‬‬ ‫‪-13‬‬
‫ابن قيم الجوزية‪ ،‬الطب النبوي‪ ،‬ص‪. 235‬‬ ‫‪-14‬‬
‫زياد بن عالقة‪ ،‬ابن مالك‪ ،‬ابو مالك الثعلبي الكوفي‪ ،‬من الثقات المعمرة انه ادرك ابن مسعود حدث‬ ‫‪-15‬‬
‫عنه‪ ،‬شعبان الثوري وشيبان النحوي وزائدة‪ ،‬وزهير بن معاوية واسرائيل وابو عوانة وابو االحوص‪ ،‬وسفيان‬
‫بن عينه وطائفة وهو اكبر شيخ البن عيينه‪ ،‬ومات سنة خمس وعشرين ومائة‪ ،‬الذهبي‪ :‬شمس الدين محمد‬
‫بن احمد بن عثمان (ت‪748 :‬هـ ـ ‪1347 /‬م) سير اعالم النبالء‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية ( بيروت‪2004 :‬م)‪ ،‬جـ‪ ،5‬ص‪.130‬‬
‫اسامة بن شريك الذبياني الثعلبي‪ ،‬من بني ثعلبة بن سعد‪ ،‬ويقال من بني ثعلبة بن بكر بن وائل كوفي‬ ‫‪-16‬‬
‫له صحبة ودراية‪ ،‬ورى عنه زياد بن عالقة‪ ،‬ابن عبد البر‪ ،‬ابي عمر بن يوسف بن محمد القرطبي (ت‪:‬‬
‫‪463‬ه ـ ‪1070 /‬م) االستيعاب في معرفة االصحاب‪ ،‬ط‪ ،2‬تحقيق‪ :‬محمد بن عبد المنعم البدي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية (بيروت‪2002 :‬م ) جـ‪ ،1‬ص‪.173‬‬

‫‪300‬‬
‫إسهام علماء المسلمين في طب العيون‬ ‫م‪ .‬م‪ .‬بسام عبدالحميد حسين السامرائي‬

‫ابو داوود‪ ،‬سليمان بن االشعث السجستناني االزدي (ت‪275 :‬هـ ـ ‪888 /‬م) السنن ( القاهرة‪1988 :‬م)‬ ‫‪-17‬‬
‫جـ‪ ،2‬ص‪ 320‬؛ الذهبي‪ ،‬ابو عبداهلل محمد بن احمد (ت‪748 :‬ه ـ ‪1347 /‬م) الطب النبوي‪ ،‬مراجعة‪:‬‬
‫مجموعة اعالم الطب الحديث ( مصر‪1961 :‬م)‪ ،‬ص‪. 101‬‬
‫سداد‪ ،‬طب العيون‪ ،‬ص‪. 22‬‬ ‫‪-18‬‬
‫محمود الحاج‪ ،‬الطب عند العرب والمسلمين تاريخ ومساهمات‪ ،‬الدار السعودية للنشر‪ ،‬جدة السعودية‪،‬‬ ‫‪-19‬‬
‫‪1987‬م‪ ،‬ص‪296‬ـ ـ ‪. 300‬‬
‫ابن االثير‪ ،‬مبارك بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري ابو السعادات ( ت‪:‬‬ ‫‪-20‬‬
‫‪606‬هـ ـ ‪1209 /‬م) جامع االصول من احاديث الرسول‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد حامد الفقي‪ ،‬ط‪ ،2‬دار احياء التراث‬
‫العربي ( بيروت‪1980 :‬م)‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص‪.37‬‬
‫عبد الرحمن بن نصر‪ ( ،‬ت‪589 :‬هـ ـ ‪1193 /‬م) نهاية الرتبة في طلب الحسبة‪ ،‬تحقيق‪ :‬السيد الباز‬ ‫‪-21‬‬
‫العريني‪ ،‬بأشراف محمد مصطفى زيادة‪ ،‬مطبعة التأليف والترجمة والنشر‪ ( ،‬القاهرة‪ ،)1949 :‬ص‪.97‬‬
‫السرجاني‪ ،‬راغب‪ ،‬ماذا قدم المسلمون للعالم‪ ،‬ط‪ ،3‬مؤسسة اق أر‪ ،‬للنشر والتوزيع والترجمة ( القاهرة‪:‬‬ ‫‪-22‬‬
‫‪2009‬م)‪ ،‬ص‪. 257‬‬
‫حنين ابن اسحاق‪ :‬هو ابو زيد حنين بن اسحاق العبادي‪ ،‬والعباد قبائل شتى من بطون العرب‪ ،‬اجتمعوا‬ ‫‪-23‬‬
‫على النصرانية الحيرة والنسبة اليهم عبادي قال الشاعر‪:‬‬
‫منتسب عبدة الى االحد‬ ‫يسقيكما من بني العباد رشا‬
‫وكان حنين بن اسحاق فصيحاً لسناً بارعاً شاع اًر واقام مدة في البصرة كان شيخه في العربية الخليل بن احمد‬
‫ثم بعد ذلك انتقل الى بغداد‪ ،‬واشتغل بصناعة الطب‪ ،‬وكان حنين إذ ذاك‪ ،‬صاحب سؤال وانه سافر الى بالد‬
‫كثيرة ووصل الى اقصى بالد الروم لطلب الكتب التي قصد نقلها‪ ،‬ينظر‪ :‬ابن ابي اصيبعة‪ ،‬موفق الدين ابي‬
‫العباس احمد بن القاسم السعدي الخزرجي ( ت‪668 :‬ه ـ ‪1270 /‬م) عيون االنباء في طبقات األطباء‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد باسل عيون السود‪ ،‬دار الكتب العلمية ( بيروت‪ ،) 1998 ،‬ص ‪.234‬‬
‫السرجاني‪ ،‬راغب‪ ،‬قصة العلوم الطبية في الحضارة العربية االسالمية‪ ،‬مؤسسة اق أر للنشر والتوزيع‬ ‫‪-24‬‬
‫والترجمة ( القاهرة‪2008 ،‬م) ص‪. 61‬‬
‫ابو القاسم عمار بن علي الموصلي‪ :‬كان كحاالً مشهو اًر‪ ،‬ومعالجاً مذكو اًر له خبرة بمداواة امراض العين‪،‬‬ ‫‪-25‬‬
‫ودربه بأعمال الحديد‪ ،‬وكان قد سافر الى مصر‪ ،‬اقام بها وكان في ايام الحاكم والعمار بن علي من الكتب‬
‫(كتاب المنتخب في علم العين وعللها ومداواتها باألدوية والحديد)‪ ،‬ألفه للحاكم‪ ،‬ابن ابي اصيبعة‪ ،‬عيون‬
‫االنباء‪ ،‬ص‪. 504‬‬
‫علي بن عيسى الكحال‪ :‬كان مشهو اًر بالحذق في صناعة الكحل متمي اًز فيها وبكالمه يقتدى في امراض‬ ‫‪-26‬‬
‫العين ومداواتها وكتابة المشهور ( بتذكره الكحالين) وهو الذي ال بد لكل من يعاني صناعة الكحل ان‬
‫يحفظه‪ ،‬وقد اقتصر الناس عليه دون غيره من سائر الكتب التي قد الفت في هذا الفن وصار ذلك مستم اًر‬
‫عندهم‪ ،‬وكالم علي بن عيسى في اعمال صناعة الكحل اجود من كالمه فيما يتعلق باألمور العلمية وكانت‬
‫وفاته سنة ( اربعمائة‪ ،‬ولعلي بن عيسى من الكتب‪ ،‬كتاب تذكرة الكحالين ثالث مقاالت‪ ،‬وكتاب المنافع‬
‫التي تستفاد من اعضاء الحيوان وكتاب السموم مقاالت وكان عيسى بن علي يخدم احمد المتوكل‪ ،‬وهو‬

‫‪301‬‬
‫مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط ‪2016‬م‬

‫المعتمد على اهلل‪ ،‬وكان طبيبه قديماً ولما ولي الخالفة احسن اليه وشرفه وحمله عدة دفعات على دواب‬
‫وخلع عليه‪ ،‬ابن ابي اصيبعة‪ ،‬عيون االنباء‪ ،‬ص‪. 307 – 255‬‬
‫السرجاني‪ ،‬قصة العلوم الطبية‪ ،‬ص‪. 62‬‬ ‫‪-27‬‬
‫ابن ابي اصيبعة‪ ،‬عيون االنباء‪ ،‬ص‪.263‬‬ ‫‪-28‬‬
‫سداد‪ ،‬طب العيون‪ ،‬ص‪. 25‬‬ ‫‪-29‬‬
‫الحجامة‪ :‬فهي عملية سحب أو مص الدم من سطح الجلد باستخدام كؤوس الهواء وبدون احداث او بعد‬ ‫‪-30‬‬
‫إحداث خدوش سطحية بمشرط على سطح الجلد في مواضع معينة لكل مرض‪ .‬فالحجامة حرفة يمارسها‬
‫شخص يسمى الحجام وهي عملية امتصاص الدم الفاسد واستخراجه من نواحي الجسم والمحجمة اآللة التي‬
‫يجمع فيها دم الحجامة‪ ،‬والمحجم مشرط الحجام‪ ،‬وهي وسائل العالج الشائعة االستعمال عند العرب‪،‬‬
‫السامرائي‪ ،‬بسام عبد الحميد حسين‪ ،‬العلوم الطبية في الدولة العربية االسالمية في القرنين االول والثاني‬
‫الهجريين‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة سامراء ( سامراء‪2013 :‬م)‪ ،‬ص‪.84‬‬
‫الفصد ‪ :‬هو شق العرق إلخراج مقدار من الدم لمعالجة بعض األمراض والدم الذي يخرج اما لكثرته‬ ‫‪-31‬‬
‫وزيادة مقداره زيادة تمتد وله العروق واألوعية واما لرداءته فيخرج بعضه‪ ،‬ابن هبل‪ ،‬علي بن احمد ( ت‪:‬‬
‫‪610‬ه ـ ‪1213 /‬م) المختارات في الطب ( حيد اباد الدكن‪1943 ،‬م) جـ‪ ،1‬ص‪ 297 – 290‬؛ السامرائي‪:‬‬
‫العلوم الطبية في الدولة العربية االسالمية‪ ،‬ص‪. 92‬‬
‫ماسرجويه‪ :‬كان في ايام بني امية‪ ،‬وانه تولى في الدولة المروانية تفسير كتاب أهرن بن أعين الى الدولة‬ ‫‪-32‬‬
‫العربية الذي وجداه عمر بن عبد العزيز‪ ،‬في خزائن الكتب‪ ،‬فأمر بإخراجه ووصفه في مصاله‪ ،‬واستخار اهلل‬
‫في إخراجه الى المسلمين لالنتفاع به فلما ثم له في ذلك‪ ،‬اربعون صباحاً اخرجه إلى الناس وبثه في أيديهم‪،‬‬
‫وكان يهودي المذهب سريانياً ‪ .‬ابن ابي اصيبعة‪ ،‬عيون االنباء‪ ،‬ص‪. 209‬‬
‫القفطي‪ ،‬جمال الدين‪ ،‬ابو الحسن علي بن يوسف (ت‪646 :‬ه ـ ‪1248/‬م) ‪ :‬تاريخ الحكماء من كتاب‬ ‫‪-33‬‬
‫اخبار العلماء بأطباء الحكماء‪ ،‬تحقيق‪ :‬جوليوس ليبرت ( ليبزك‪ ) 1903 :‬مكتبة المتنبي ( بغداد‪ ،‬د‪ ،‬بال‪) ،‬‬
‫ص‪.133‬‬
‫البيمارستان ( المشتشفيات) ‪ :‬والمارستان لفظ فارسي يتكون من ( البيمار) تعني المرض و(ستان) تعني‬ ‫‪-34‬‬
‫الموضع‪ ،‬ومعناها ( موقع المرض ) وان اول من وجد بيمارستان هو ابقراط حيث خصص في بتسان كان‬
‫يملكه مكاناً للمرض وجعل يخدمهم يقوم بمداواتهم وسمي ذلك المكان ( اخسندوكن) اي مجمع المرضى‪،‬‬
‫السامرائي‪ ،‬بسام عبد الحميد‪ ،‬العلوم الطبية في الدولة العربية اإلسالمية‪ ،،‬ص‪. 123‬‬
‫المقريزي‪ ،‬تقي الدين ابي العباس احمد بن علي (ت‪845 :‬هـ ـ ‪1414 /‬م) المواعظ واالعتبار بذكر‬ ‫‪-35‬‬
‫الخطط واالثار‪ ،‬دار راصد ( بيروت‪ ،‬ت )‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص‪.405‬‬
‫ابن جلجل‪ ،‬ابو داود سلمان بن حسان االندلسي ( ت‪377 :‬ه ـ ‪687 /‬م) طبقات االطباء والحكماء‪،‬‬ ‫‪-36‬‬
‫مطبعة المعهد العلمي القرشي لألثار الشرقية ( القاهرة‪1955 :‬م)‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫ابن جلجل‪ ،‬طبقات االطباء‪ ،‬ص‪.61‬‬ ‫‪-37‬‬
‫السامرائي‪ ،‬كمال‪ ،‬مختصر تاريخ الطب العربي‪ ،‬دار الحرية للطباعة والنشر ( بغداد‪1985 :‬م)‪،‬جـ‪،2‬‬ ‫‪-38‬‬
‫ص‪.336‬‬

‫‪302‬‬
‫إسهام علماء المسلمين في طب العيون‬ ‫م‪ .‬م‪ .‬بسام عبدالحميد حسين السامرائي‬

‫امين خير اهلل‪ ،‬الطب العربي‪ ،‬ترجمة‪ ،‬ابي عز الدين ( بيروت‪1941 :‬م)‪ ،‬ص‪. 178‬‬ ‫‪-39‬‬
‫السامرائي‪ ،‬كمال‪ ،‬مختصر تاريخ الطب العربي‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص‪. 337- 226‬‬ ‫‪-40‬‬
‫السامرائي‪ ،‬كمال‪ ،‬مختصر تاريخ الطب العربي‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص‪. 337‬‬ ‫‪-41‬‬
‫الساد او الكاتاراك‪ ،‬من االمراض الخطيرة كما كان المؤلفون العرب يسمونه كما سموه نزول الماء العين‬ ‫‪-42‬‬
‫او مرض ماء العين اختصا اًر‪ ،‬فهي حركة حرفية لمصطلح كاتاراكت اليوناني يعني لغة تساقط ماء‬
‫الشالالت‪ ،‬السامرائي‪ ،‬كمال‪ ،‬مختصر تاريخ الطب العربي‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص‪. 338‬‬
‫الشترة‪ :‬هو القصر في الجفن االعلى للعين‪ ،‬ويكون سببه خلقياً او عارضاً بسبب قرحة او على اثر‬ ‫‪-43‬‬
‫عملية على الجفن ويكون العالج جراجيا‪ ،‬السامرائي‪ ،‬المختصر في تاريخ الطب العربي‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص‪.337‬‬
‫الظفرة‪ :‬هي الزيادة في الحم الملتحم‪ ،‬وتكون في المآق الكبير او الصغير او كلهما ولونها االحمر‬ ‫‪-44‬‬
‫وعالجهما بالجراحة‪ ،‬ينظر‪ :‬ابن ربن الطبري‪ ،‬ابي الحسن علي بن سهيل (ت‪260 :‬ه ـ ‪ 873 /‬م) فردوس‬
‫الحكمة في الطب‪ ،‬دار الكتب العلمية ( بيروت‪2003 :‬م)‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫انقالب الجفن‪ :‬ويكون مصحوباً بزيادة في شعر الهدب‪ ،‬وفيه يتجه نحو الشعر نحو العين فيسبب لها‬ ‫‪-45‬‬
‫وخساً وتدمعاً وعالج هذه الحالة ينتف الشعر وبكي منابعه‪ ،‬ينظر‪ :‬السامرائي‪ ،‬كمال‪ ،‬مختصر تاريخ الطب‬
‫العربي‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص‪. 337‬‬
‫السبل‪ :‬من امراض العين وهو من امراض الملتحمة والقرنية وغايته ان يبيض العين ويحجب البصر‪،‬‬ ‫‪-46‬‬
‫عالجه يبدأ بالفصد في الدموي‪ :‬ينظر بن ربن الطبري‪ ،‬فردوس الحكمة‪ ،‬ص ‪. 81‬‬
‫حنين بن أسحاق‪ ،‬العشر مقاالت في العين‪ ،‬ترجمة ماكس مايوهوف ( القاهرة‪ 1928 :‬م) ص ‪ 184‬ـ‬ ‫‪-47‬‬
‫‪. 191‬‬
‫حنين بن اسحاق‪ ،‬العشر مقاالت في العين‪ ،‬ص ‪ 184‬ـ ‪. 191‬‬ ‫‪-48‬‬
‫حنين بن اسحاق‪ ،‬العشر مقاالت في العين‪ ،‬ص ‪ 184‬ـ ‪. 191‬‬ ‫‪-49‬‬
‫حنين بن اسحاق‪ ،‬العشر مقاالت في العين‪ ،‬ص ‪ 184‬ـ‪. 191‬‬ ‫‪-50‬‬
‫المهت‪ :‬من االدوات الجراحية‪ :‬ينظر‪ :‬سداد‪ ،‬طب العيون‪ ،‬هامش رقم (‪ ) 1‬ص ‪. 184‬‬ ‫‪-51‬‬
‫ابن النفيس‪ ،‬علي بن الحزم الدمشقي (ت‪687 :‬هــ‪ 1288 /‬م ) المهذب في الكحل المجرب‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪-52‬‬
‫محمد ظافر‪ ،‬منشورات المنظمة االسالمية التربية والعلوم‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬دار البيضاء ( دار‬
‫البيضاء‪ 1988 ،‬م) ص‪.41‬‬
‫ابن النفيس‪ ،‬المهذب في الكحل المجرب‪ ،‬ص ‪. 433‬‬ ‫‪-53‬‬
‫ابن النفيس‪ ،‬المهذب في الكحل المجرب‪ ،‬ص ‪. 433‬‬ ‫‪-54‬‬
‫سداد‪ ،‬طب العيون‪ ،‬ص ‪. 433‬‬ ‫‪-55‬‬
‫سداد‪ ،‬طب العيون‪ ،‬ص ‪. 188‬‬ ‫‪-56‬‬
‫عيون االنباء‪ ،‬ص ‪. 407‬‬ ‫‪-57‬‬
‫المهذب في الكحل المجرب‪ ،‬ص‪. 317‬‬ ‫‪-58‬‬
‫السامرائي‪ ،‬كمال‪ ،‬مختصر تاريخ الطب العربي‪ ،‬جـ ‪ ،2‬ص ‪. 340‬‬ ‫‪-59‬‬
‫السامرائي‪ ،‬كمال‪ ،‬مختصر تاريخ الطب العربي‪ ،‬جـ ‪ ،2‬ص ‪. 340‬‬ ‫‪-60‬‬

‫‪303‬‬
‫مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط ‪2016‬م‬

‫الزبيدي‪ ،‬محمد مرتضى ( ت‪ 1205 :‬هـ ‪ 1790 /‬م) تاج العروس في جواهر القاموس‪ ،‬دار المكتبة‬ ‫‪-61‬‬
‫الحياة ( بيروت‪ ،‬د‪ ،‬ت ) جـ‪ ،1‬ص ‪. 351‬‬
‫الحريري‪ ،‬ابو محمد عبداهلل بن قاسم بن اللخمي االشبيلي (ت‪ 146 :‬هـ ‪748/‬م) نهاية االفكار ونزهة‬ ‫‪-62‬‬
‫االبصار‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬حازم البكري‪ ،‬منشورات و ازرة الثقافة واالعالم‪ ،‬دار الرشيد بن‪ ،‬دار الحرية (بغداد‪:‬‬
‫‪ 1980‬م) جـ‪ ،1‬ص ‪.41‬‬
‫محمد بن قسوم الغافقي‪ :‬هو ابو جعفر بن قسوم من اطباء األندلس كان متخصصاً في طب العيون وله‬ ‫‪-63‬‬
‫كتاب ( المرشد في الكحل ) سداد‪ ،‬طب العيون‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫الحلبي‪ ،‬خليفة بن ابي المحاسن ( ت‪ 654 :‬هـ ‪ 1256 /‬م) الكافي في الكحل‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد ظافر‬ ‫‪-64‬‬
‫وقائي‪ ،‬منشورات المنظمة االسالمية للتربية والعلوم والثقافة‪ ،‬مطبعة دار النجاح ( دار البيضاء‪ 1990 :‬م)‬
‫ص ‪.83‬‬
‫البغدادي‪ ،‬اسماعيل باشا‪ ،‬هدية العارفين واثار المصنفين‪ ،‬طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة اسطنبول‬ ‫‪-65‬‬
‫سنة ‪ 1951‬اعادة طبعة المكتبة اإلسالمية والجعفرية تبريزي طهران‪ ،‬ط‪ 1387 ،3‬هـ ‪ 1947 /‬م) جـ‪،1‬‬
‫ص ‪.225‬‬
‫ابن ابي اصيبعة‪ ،‬عيون االنباء‪ ،‬ص ‪.580‬‬ ‫‪-66‬‬
‫ابن ابي اصيبعة‪ ،‬عيون االنباء‪ ،‬ص ‪.737‬‬ ‫‪-67‬‬
‫رضي الدين الرحبي‪ :‬رضي الدين ابو الحجاج يوسف بن حيدرة بن الحسن الرحبي من االكابر في‬ ‫‪-68‬‬
‫صناعة الطب والمتعينين من اهلها‪ ،‬وله القدر واالشتهار‪ ،‬والذكر الشائع وله ايضاُ نظر في صناعة الطب‬
‫إال ان صناعة الكحل كانت اغلب عليه وعرف بها وسافر الى بغداد واشتغل بصناعة الطب وتمهر فيها‪،‬‬
‫وبقي رضي الدين قاطناً بدمشق ومالزماً للدكان لمعالجة المرضى ونسخ بها كتاباً كثيرة وبقي على تلك‬
‫الحال مدة‪ ،‬ينظر‪ :‬ابن ابي اصيبعة‪ ،‬عيون االنباء‪ ،‬ص ‪.624‬‬
‫عيون االنباء‪ ،‬ص‪. 673‬‬ ‫‪-69‬‬
‫جبرائيل‪ :‬كان المأمون يستخف يد جبرائيل‪ ،‬الكحال‪ ،‬ويذكر انه ما رأى أبداً على عين اخف من يده‬ ‫‪-70‬‬
‫واتخذ مراود ومكاحل ودستجا ودفعه إليه فكان أول من يدخل إليه في كل عند تسليمه من صالة الغداة‪،‬‬
‫فيغسل أجفانه ويكحل عينيه‪ ،‬وكان يجري عليه ألف درهم في كل شهر ثم سقطت منزلته بعد ذلك وطرده‬
‫فلم يخدم المأمون بعده حتى توفي‪ .‬ابن ابي اصيبعة‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫ابن ابي اصيبعة‪ ،‬عيون االنباء‪ ،‬ص‪.242‬‬ ‫‪-71‬‬
‫السامرائي‪ :‬العلوم الطبية في الدولة العربية اإلسالمية‪ ،‬ص‪. 211- 210‬‬ ‫‪-72‬‬
‫عيسى احمد‪ :‬تاريخ البيمارستانات في االسالم‪ ،‬المطبعة الهاشمية‪ ( ،‬دمشق‪1939 :‬م)‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫‪-73‬‬
‫ابو المجد بن ابي الحكم‪ :‬أبو المجد محمد بن أبي الحكم‪ ،‬عبيد اهلل بن المظفر بن عبداهلل الباهلي‪ ،‬ومن‬ ‫‪-74‬‬
‫الحكماء المشهورين‪ ،‬والعلماء المذكورين واألفاضل في الصناعة الطبية‪ ،‬واألماثل في علم الهندسة والنجوم‪،‬‬
‫وكان اشتغاله على والده وعلى غيره بصناعة الطب‪ ،‬وتميز في علمها وعملها‪ ،‬وصار من األكابر من‬
‫أهلها‪ .‬ابن أبي اصيبعة‪ ،‬عيون االنباء‪ ،‬ص ‪.581‬‬
‫ابن النفيس‪ :‬المهذب في الكحل المجرب‪ ،‬ص‪. 162‬‬ ‫‪-75‬‬

‫‪304‬‬
‫إسهام علماء المسلمين في طب العيون‬ ‫م‪ .‬م‪ .‬بسام عبدالحميد حسين السامرائي‬

‫ابن ابي اصيبعة‪ ،‬عيون االنباء‪ ،‬ص‪ 732‬؛‬ ‫‪-76‬‬


‫االسمانجوني‪ ،‬هو االزرق الخفيف كلون السماء ‪.‬‬ ‫‪-77‬‬
‫الحلبي‪ ،‬الكافي في الكحل‪ ،‬ص‪. 108‬‬ ‫‪-78‬‬
‫الحلبي‪ :‬الكامل في الكحل‪ ،‬ص‪. 43‬‬ ‫‪-79‬‬
‫ابن جلجل‪ ،‬طبقات االطباء‪ ،‬ص‪ 81‬؛ ابن ابي اصيبعة‪ ،‬عيون االنباء‪ ،‬ص‪. 783‬‬ ‫‪-80‬‬
‫الكحال‪ ،‬علي بن عيسى (ت‪ 400 :‬ه ـ ‪ )1010 /‬تذكرة الكحالين‪ ،‬تحقيق‪ :‬عون محي الدين الغاوري‪،‬‬ ‫‪-81‬‬
‫دائرة المعارف العثمانية‪ ،‬حيدر باد الركن (الهند‪1964:‬م)‪ ،‬ص‪. 908‬‬
‫الكحال‪ ،‬تذكرة الكحالين‪ ،‬ص‪. 98- 47- 46‬‬ ‫‪-82‬‬
‫المهذب‪ ،‬في الكحل المجرب‪ ،‬ص‪ 115‬ـ ‪. 118‬‬ ‫‪-83‬‬
‫الكحال‪ :‬تذكرة الكحالين‪ ،‬ص‪. 47‬‬ ‫‪-84‬‬
‫ابن رسول‪ ،‬يوسف بن عمر بن علي‪ ،‬المعتمد في األدوية المفردة‪ ،‬تحقيق‪ :‬ابو عبداهلل فارس بن فتحي‬ ‫‪-85‬‬
‫ابراهيم دار بن الهيثم ( القاهرة‪ 2006 :‬م)‪ ،‬ص‪.368‬‬
‫ابن النفيس‪ ،‬المهذب في الحكل المجرب‪ ،‬ص‪. 162‬‬ ‫‪-86‬‬
‫الحلبي‪ ،‬الكامل في الكحل‪ ،‬ص‪. 270‬‬ ‫‪-87‬‬
‫ابن النفيس‪ ،‬المهذب في الكحل المجرب‪ ،‬ص‪ 161- 160‬؛ سداد‪ ،‬طب العيون‪ ،‬ص‪.66‬‬ ‫‪-88‬‬
‫سداد‪ ،‬طب العيون‪ ،‬ص‪. 66‬‬ ‫‪-89‬‬
‫ابن النفيس‪ ،‬المهذب في الكحل المجرب‪ ،‬ص‪.163- 162‬‬ ‫‪-90‬‬
‫حنين ابن اسحاق‪ ،‬العشر مقاالت‪ ،‬ص‪. 81‬‬ ‫‪-91‬‬
‫السامرائي‪ ،‬كمال‪ ،‬المختصر في تاريخ الطب العربي‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص‪. 250‬‬ ‫‪-92‬‬
‫السامرائي‪ :‬كمال‪ ،‬مختصر في تاريخ الطب العربي‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص‪. 250‬‬ ‫‪-93‬‬
‫السامرائي‪ :‬كمال‪ ،‬مختصر في تاريخ الطب العربي‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص‪. 251‬‬ ‫‪-94‬‬
‫حنين ابن اسحاق‪ ،‬العشر مقاالت‪ ،‬ص‪ 73‬؛ الكحال‪ ،‬تذكرة الكحالين‪ ،‬ص‪. 24 ،21‬‬ ‫‪-95‬‬
‫حنين بن اسحاق‪ ،‬العشر مقاالت‪ ،‬ص‪.76‬‬ ‫‪-96‬‬
‫الكحال‪ ،‬تذكرة الكحالين‪ ،‬ص‪.32- 31‬‬ ‫‪-97‬‬
‫العشر مقاالت‪ ،‬ص‪ 81‬؛ تذكرة الكحالين‪ ،‬ص‪. 32‬‬ ‫‪-98‬‬
‫حنين بن اسحاق‪ ،‬العشر مقاالت‪ ،‬ص‪. 82‬‬ ‫‪-99‬‬
‫‪ -100‬حنين بن اسحاق‪ ،‬العشر مقاالت‪ ،‬ص‪82‬‬
‫‪ -101‬حنين بن اسحاق‪ ،‬العشر مقاالت‪ ،‬ص‪. 82‬‬
‫‪ -102‬الحلبي‪ ،‬الكامل في الكحل‪ ،‬ص‪. 37‬‬
‫‪ -103‬الكحال‪ ،‬تذكرة الكحالين‪ ،‬ص‪. 8‬‬
‫‪ -104‬سركين فؤاد‪ ،‬طب العيون عند العرب المسلمين‪ ،‬معهد تاريخ العلوم العربية االسالمية المانيا االتحادية‬
‫(فرانكفورت‪ 1968 :‬م)‪ ،‬جـ‪ ،3‬ص‪. 474‬‬
‫‪ -105‬حنين بن اسحاق‪ ،‬العشر مقاالت‪ ،‬ص‪ 73‬؛ الكحال‪ :‬تذكرة الكحالين‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪305‬‬
‫مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط ‪2016‬م‬

‫‪ -106‬حنين بن اسحاق‪ :‬العشر مقاالت‪ ،‬ص‪. 78- 77‬‬


‫‪ -107‬الكحال‪ :‬تذكرة الكحالين‪ ،‬ص‪. 35‬‬
‫‪ -108‬الكحال‪ :‬تذكرة الكحالين‪ ،‬ص‪. 35‬‬
‫‪ -109‬الحسن بن الهيثم‪ ،‬كتاب المناظر‪ ،‬ص‪. 129 ،127‬‬
‫‪ -110‬الحسن بن الهيثم‪ ،‬كتاب المناظر‪ ،‬ص‪. 129- 127‬‬
‫‪ -111‬الحسن بن الهيثم‪ ،‬كتاب المناظر‪ ،‬ص ‪. 129- 127‬‬
‫‪ -112‬ابو بكر‪ :‬الرازي محمد بن زكريا ( ت‪313 :‬ه ـ ‪925 /‬م) الحاوي في الطب‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محمد‬
‫اسماعيل‪ ،‬دار الكتب العلمية ( بيروت‪2000 :‬م)‪ ،‬ص‪ ،2‬ص‪. 183‬‬
‫‪ -113‬حنين بن اسحاق‪ ،‬العشرة مقاالت‪ ،‬ص‪. 190‬‬
‫‪ -114‬السامرائي‪ ،‬كمال‪ ،‬مختصر في تاريخ الطب العربي‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص‪. 240‬‬
‫‪ -115‬السامرائي‪ ،‬كمال‪ ،‬مختصر في تاريخ لطب العربي‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص‪.240‬‬
‫‪ -116‬الكحال‪ ،‬تذكرة الكحالين‪ ،‬ص‪. 321‬‬
‫‪ -117‬سداد‪ :‬طب العيون‪ ،‬ص‪. 157‬‬
‫‪ -118‬سداد‪ ،‬طب العيون‪ ،‬ص‪. 158‬‬
‫‪ -119‬السامرائي‪ :‬كمال‪ ،‬مختصر في تاريخ الطب العربي‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص‪. 420‬‬
‫‪ -120‬السامرائي‪ :‬كمال‪ ،‬مختصر في تاريخ الطب العربي‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص‪. 420‬‬
‫‪ -121‬السامرائي‪ :‬كمال‪ ،‬مختصر في تاريخ الطب العربي‪ ،‬جـ‪ ،2‬ص‪. 420‬‬
‫‪ -122‬الحريري‪ :‬ابو محمد عبداهلل بن قاسم بن محمد اللخمي االشبيلي (ت‪ 646 :‬ه ـ ‪1248 /‬م) نهاية االفكار‬
‫ونزهة االبصار‪ ،‬تحقيق‪ .‬حازم البكري‪ ،‬منشورات االعالم‪ ،‬دار الرشيد‪ ،‬مطبعة دار الحرية‪ ( ،‬بغداد‪:‬‬
‫‪1980‬م )‪ ،‬جـ‪ ،1‬ص‪. 41‬‬
‫‪ -123‬الكحال‪ ،‬تذكرة الكحالين‪ ،‬ص‪.63‬‬

‫‪306‬‬

You might also like