Professional Documents
Culture Documents
060 e 8 F 0577 Aed 62 C
060 e 8 F 0577 Aed 62 C
060 e 8 F 0577 Aed 62 C
المقدمة
الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على اشرف االنبياء والمرسلين ،نبينا محمد ( صلى
اهلل عليه وسلم ) وعلى آله وصحبه اجمعين.
يعد علم الطب من اوسع مجاالت العلوم الحياتية التي كان للمسلمين فيها اسهامات بارزة
على مدار عصور حضاراتهم الزاهرة ،وكانت تلك االسهامات على نحو غير مسبوق شموالً وتمي اًز
وتصحيحاً للمسار ،ولم يقتصر االبداع على االمراض فحسب بل تعداه الى تأسيس منهج تجريبي
اصيل انعكست اثاره العلمية الراقية والرائعة ،على كافة جوانب الممارسات الطبية وقاية وعالجاً،
أخذ اطباء المسلمين في التعرف على الطب اليوناني من خالل البالد اإلسالمية المفتوحة كما ان
الخلفاء بدأوا يستقدمون االطباء الروم ،الذين سرعان ما أخذ عنهم االطباء المسلمون ونشطوا في
الترجمة كل ما وقع تحت ايديهم من مؤلفات طبية ولعل هذا يعتبر من أعظم احداث العصر
األموي.
وقد تميز علماء الطب المسلمون بأنهم أول من عرف التخصص ،فكان منهم :اطباء
العيون ويسمون ( الكحالين ) وكان من عمالقة هذا العصر ابو بكر الرازي (ت 313 :ه ـ /
1925م ) الذي يعتبر من اعظم علماء الطب في التاريخ قاطبةً ،وما كادت عجلة االيام تدور
في العصر العباسي حتى جاء المسلمون في كل فرع من فروع الطب ،وصححوا ما كان من
أخطاء العلماء السابقين تجاه نظريات بعينها ولم يقفوا عند حد النقل والترجمة فقط ،وانما واصلوا
البحث وصوبوا أخطاء السابقين.
تطور طب العيون ( الكحالة ) عند المسلمين ولم يطاولهم فيه احد ،فال اليونان من قبلهم
وال الالتين المعاصرون لهم ،وال عجب ان كثيرين من المؤلفين كادوا يعتبرون طب العيون طباً
عربياً ويقرر المؤرخون ان علي بن عيسى الكحال كان أعظم طبيب عيون في القرون الوسطى
برمتها ومؤلفه ( التذكرة ) أعظم مؤلفاته.
وقد برزت شخصيات إسالمية أخرى المعة في ميدان علم الطب من أمثال ابن سينا (428
ه ـ 1036 /م) الذي استطاع ان يقدم لإلنسانية أعظم الخدمات بما توصل اليه من اكتشافات
العديد من امراض العيون ،ومن مشاهير االطباء العالميين الخالدي الذكر في االكتشافات الطبية،
279
مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط 2016م
وكان ابن النفيس الى جانب اختصاصه في الطب فيلسوفاً وعالماً بالتاريخ وفقيهاً بالشريعة
االسالمية ،وقد أشاد به بن أبي اصيبعة الذي زامله في دمشق والقاهرة قوله (( :انه كان شجاعاً
فاضالً كالبحر الخضم ،والطود االشم للعلوم ولو لم يكن له غير شرح غوامض القانون ( يقصد
()1
ويحتوي البحث على مقدمة قانون بن سينا في الطب ) لكفي به دليالً على غ ازرة فضله ))
واربعة بحوث فضالً عن الخاتمة وهوامش البحث ومصادره ومراجعه.
تناول المبحث األول :طب العيون في القرآن الكريم والسنة النبوية ،واهمية طب العيون في
الدولة العربية االسالمية .وامراض العين.
أما المبحث الثاني :فقد ركزت الحديث فيه على الكحالة واحوال الكحالة بما امتازوا من
المؤلفات الطبية في العيون ،واماكن فحص العين وطرق فحص العين ،وتشخيص الحاالت
المرضية وعالجها.
أ ما المبحث الثالث :احتوى على تشريح أجزاء العين ،وتشريح عضل العين الخارجية،
والعناية بالمريض بعد العملية.
أما المبحث الرابع :اختص بحفظ صحة العين ،واكرام الخلفاء العباسيين لألطباء ،ووضع
الدواء في العين.
280
إسهام علماء المسلمين في طب العيون م .م .بسام عبدالحميد حسين السامرائي
المبحث الول
أولا :طب العيون في القرآن الكريم والسنة النبوية:
ذكر ابن خلدون )) :ان النبي محمد إنما بعث ليعلمنا الشرائع ولم يبعث لتعرف الطب وال
غيره من العاديات))( ،)2ومع ذلك فأننا نلمح في ثنايا القرآن الكريم اشارات علمية تتعلق بقيمة
العين لدى االنسان والدعوة لما الستخدامها لما خلقت له مع ورود بعض االخبار التاريخية في
القران تتحدث عن امراض العين وعالجها ،لقد عد القرآن الكريم حاسة البصر التي يملكها
اإلنسان نعمة كبيرة قوله تعالى :ﱡ
ﱠ( ،)3أي جعل السمع والبصر لتمكن االنسان بهما من الطاعة أو المعصية( ،)4وقال
تعالى :ﱡ ﱠ(.)5
وعد القرآن الكريم العمى أحد األسباب نقص كمال األهلية لدى االنسان فالميزان العادل
قوله تعالى :ﱡ ﱠ ( ،)6وبالتالي فأن االعمى كان االعذار التي تبيح
ترك بعض الفرائض كالجهاد( ،)7ومن خالل ما ورد في االحاديث النبوية الشريفة اجمع المؤرخون
على ان جميع ما له بالطب واطلقوا عليه ( الطب النبوي ) ،وعــن ابـن عبـاـس ( رضي اهلل عنه )
قال (( :كانت للنبي محمد مكحلة يتكحل منها ثالثاُ في كل عين))( ،)8وعن ابن عباس (رضي
اهلل عنه) قال(( :كان النبي محمد ( صلى اهلل عليه وسلم ) إذا اكتحل يكتحل في اليمنى ثالثاً
يبتدئ بها ويختم بها وفي اليسرى اثنتين))(.)9
وفي قصة نبي اهلل عيسى (عليه السالم) الذي كان يعالج فاقدي البصر حيث يقول تعالى
،ويقول ﱡ على لسانه :ﱡ ﱠ
()10
ﱠ( ،)11وقد ذكر العلماء :بعث اهلل كل نبي من االنبياء بما يناسب
اهل زمانه فأما اهل عيسى ( عليه السالم ) فبعث في زمن االطباء واصحاب الطبيعيات فجاءهم
من اآليات بما ال سبيل ألحد إال ان يكون مؤيداً من اهلل فمن اين للطبيب القدرة على مداواة
األكمة والذي يقال انه ولد أعمى(.)12
وفي الكحل حفظ لصحة العين ،وتقوية للنور الباصر ،وجالء لها وتلطيف للمادة الرويئة
واستخراج لها مع الزينة في بعض انواعه ،وله عند النوم مزيد فضل الشتمالها على الكحل
وسكونها عقيبه عن الحركة المضرة بها ،وخدمة الطبيعة لها ،ولألثمد من ذلك خاصية ( ،)13وفي
االحاديث النبوية الشريفة االخرى تناولت اهتمام بالعين ومعالجتها ،وروى عن ابن عباس (رضي
281
مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط 2016م
اهلل عنه ) قال :النبي محمد ( صلى اهلل عليه وسلم ) ( :خيركم اكحالكم االثمد ،يجلو البصر،
وينبت الشعر)(.)14
ولما جاء االسالم وحث النبي محمد ( صلى اهلل عليه وسلم ) االشتغال بمهنة الطب وفي
حديث زياد بن عالقة ( ،) 15عن اسامة بن شريك ( ،)16قال :كنت عند النبي محمد (صلى اهلل
عليه وسلم ) وجاءت االعراب :فقالوا (( :يا رسول اهلل ؟ انتداوي ؟ فقال (( :نعم يا عباد اهلل
تداووا ،فأن اهلل عز وجل لم يضع داء ،ال وضع له شفاء غير داء واحد قالوا وما هو ؟ قال:
الهرم ))(.)17
ثاني ا :أهمية طب العيون في الدولة العربية السالمية:
كان االسالم الحدث الجليل في حياة العرب حيث نقلهم الى مرحلة حضارية متطورة وجعل
منها سادة األمم من خالل منهجهم الجديد الذي اساسه تحرير العقل مما علق به من الجهالة
والخرافات واطالق طاقاته للتعامل مع قواعد الكون بما ينفع االنسان ويعمر االرض ولهذا نجد
القرآن الكريم ،قد اولى العقل البشري اهمية كبيرة وحدث الناس على استخدامه في امور
دنياهم(.)18
كان المسلمون يطلقون اسم الكحالة على طب العيون وكانوا يسمون المشتغلين به من
االطباء باسم الكحالين وقد قام المسلمون بترجمة ما وصلهم من كتب علم الكحالة من الهند
واليونان والرومان ،وكما فعلوا فعلم الجراحة حيث تطويره وتطوير االدوات التي استخدمت فيه،
قاموا بتطوير فرع من العمليات لم يرثوه على احد من االمم االخرى ،فقد برعوا في قدح الماء من
العين مع صعوبة في اجراء مثل هذه العملية حتى اليوم وكانت نتائج هذه العملية مضمونة(،)19
فانزل اهلل القران الكريم االرتباط الوثيق الذي كان قائماً بين السحر والطب في مجال تحريره
للعقول فحرم االسالم ممارسة السحر( ،)20بينما اباح التعامل مع الطب باعتباره احد الضروريات
إلدامة حياة اإلنسان ،فدعا لالهتمام بالصحة الجسمية بعيداً عن الشعوذة وفعل الكهان وفي هذا
قول الشيرزي )( :الطب علم نظري وعلمي أباحت الشريعة االسالمية علمه وعمله لما فيه من
حفظ الصحة ودفع العل عن البنية الشريفة ))(.)21
وقد تميز علماء الطب المسلمون بأنهم اول من عرف التخصص ،فكان منهم أطباء العيون
ويسمون (الكحالين) ومنهم الجراحون والفصادون (الحجامون) ومنهم المختصون في امراض
النساء ،وكان من عمالقة هذا العصر المبهرين أبو بكر الرازي (ت 113 :ه ـ 925 /م)( ،)22كما
ألف المسلمون العديد من الكتب في طب العيون وجراحتها ومداواتها ومن اشهر كتب الكحالة
كتاب (عشر مقاالت في العين) لحنين بن اسحاق( ،)23ويعد هذا الكتاب نقطة االنطالق في علم
الكحالة عند المسلمين(.)24
282
إسهام علماء المسلمين في طب العيون م .م .بسام عبدالحميد حسين السامرائي
وقد تطور طب العيون (الكحالة) على اثنين من اشهر الكحالين المسلمين هما أبو القاسم
عمار بن علي الموصلي( ( ،)25ت 400 :هـ 1010 /م) وعلي بن عيسى(( ،)26ت 430 :هـ /
1039م) وكان األول خبير في طب العيون ،واجراء العمليات الجراحية وهو من اكثر االطباء
العيون المسلمين ابتكا اًر ،والف كتاباً في امراض العين ومداواتها اسمه ( المنتخب ) في عالج
امراض العين ،وقد مارس مهنته في القاهرة ،اما علي بن عيسى فقد اشتهر الى جانب حذقه مهنة
الكحالة بكتابه المعروف ( تذكرة الكحالين ) ومارس مهنته في بغداد ويعتبره المستشرقون اكبر
طبيب للعيون انجبته العصور الوسطى ،وترجموا كتابه إلى الالتينية مرتين والى العبرية(.)27
ويبين ( ابن ابي اصيبعة ) ان كتاب علي بن عيسى يحتوي ثالث مقاالت :األولى :في حد
العين وتشريحها وطبقاتها ،ورطوبتها ،واعصابها ،ومن اين نبات كل طبقة منها ،ومن اين يأتي
غذاؤها والى اين انتهاؤها ،واين موضعها ومنفعتها ،أما المقالة الثانية :ففي امراض العين الظاهرة
للحس واسبابها وعالماتها وعالجاتها ،والمقالة الثالثة :في امراض الخفية عن الحس وعالماتها
وعالجاتها ونسخ ادويتها ،أما مجموعة ما ألفه من كتب طب العيون فيبلغ 32كتاباً ،وبلغ مجموع
ما وصفه من امراض العيون في (تذكرة الكحالين ) وحده 130مرضاً(.)28
مع انتشار االسالم خارج الجزيرة ونشوء الدولة العربية اإلسالمية انضوت تحت لوائها اقوام
عديدة كانوا ينتمون الى حضارات مختلفة ،اجازت سماحة الدين اإلسالمي لهم البقاء على بعض
عادتهم وقوانينهم ولغاتهم(.)29
بالرغم من هذا االنفتاح الحضاري اال ان االخذ من تلك االقوام لم يحصل سريعاً مع
االشارات التاريخية اوردت اسماء بعض االطباء الذين انضموا الى الدولة الجديدة واعتمد عليهم
الخلفاء في العصرين الراشدي واألموي ومع هذا فان عددهم كان محدوداً وكانت جل ممارساتهم
تعتمد على اوليات بسيطة من تنظيم الغذاء واالهتمام بالصحة العامة للفرد وتحضير بعض
االدوية المفردة من النباتات واالعشاب وبعض الممارسات الجراحية كالحجــامة( ،)30والفصد(.)31
كما يذكر في زمن الخليفة مروان بن الحكم ( 64ـ65هـ 683 /ـ 684م ) ترجم الطبيب
ماسرجويه( ،)32كتاب أهرن ابن أعين الى العربية والذي كان يعد في وقتـه من اهم كتب
الطب( ،)33ومع ذلك ينسب الى العصر األموي بناء اول ما يعرف بالمارستان( ،)34في اإلسالم إذ
اشير إلى ان أول من بنى دا ًار خاصاً بالمرضى هو الخلفة الوليد بن عبدالملك ( 86ـ96هـ /
705ـ 714م) كان ذلك عام ( 88هـ 707 /م) وأمر بعزل المجذومين بقسم خاص بهم من
االختالط باألخرين وخصص قسماً آخر لفاقدي البصر واجرى االرزاق على بقية المرضى بجمع
صفوفهم أفراد لعالجهم نخبة من اطباء عصره ( ،) 35غير ان لم يكن يسمح الخليفة مروان بن
283
مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط 2016م
الحكم بنشر كتاب أهرن بن أعين ،الن جاء مخالف للقيم التي جاء بها االسالم ومخالفاً للشريعة
االسالمية ولم يعمل االطباء العرب بكامل حرياتهم في علم التشريح العتبارات عاطفية وعرفيه
ودينية ،حتى سمح لهذا الكتاب باألنتشار زمن الخليفة عمر بن عبدالعزيز ( 99ـ 100ه ـ 717 /
ـ 719م) الذي وجد في خزائن الكتب فأخرجه واستخار اهلل اربعين يوماً لنشره شرح اهلل صدره
فنشره واصبح الكتاب متداوالً بين الناس( ،)36ولماسرجويه كتب طبـية منـها ( كتاب في العين)(.)37
ثالثا :امراض العين:
امراض العين من امراض الشائعة في المشرق االسالمي كمنطقة حارة ومتربة ويكثر فيها
الذباب وما ينقل جراثيم االمراض ،ولذلك درس االطباء العرب امراض العين دراسة وافية ،وعرفوا
اسبابها العامة والمحلية وانواعها وعالماتها ووجدوا عالجاً مفيد للكثير منها(.)38
وقد استعان االطباء بهذا االختصاص بعلم التشريح ،منهم من عمل بتشريح عيون
الحيوانات لمعرفة طبقات عين االنسان بالمقارنة( ،)39وطريقة حدوث الرؤية بها وربما كان ماسويه
ابو يوحنا اول من عرف بين الكحالين العرب ،وان ابنه يوحنا بن ماسويه قد اخذ اختصاص ابيه
في ممارسة الكحل فوضع كتابه الموسوم ( بدغل العين ) الذي كان اول مؤلف مما وضعه
العرب بهذا العلم ،ثم اعقب يوحنا تلميذه النبيه حنين بن اسحاق الذي درس تشريح العين(.)40
والعضالت التي تحرك المقلة والقزحية التي تتحكم في سعة الحدقة ،فصارت معلوماته لمن
خلفه اسساً ثابتة لتطبيق هذا االختصاص ،ويعتبر ابن الهيثم اول من وصف طبقات العين
بتحديد ووضوح ،واول من اكتشف ان الرؤية تحدث من نور المرئيات الذي يدخل العين وان ذلك
النور ال يخرج منها كما كان يعتقد االطباء قبل ابن الهيثم ،وان شبكة العين ما هي اال لوحة
تتالقى عليها المرئيات ،ومنها تنتقل الى الدماغ بواسطة العصبين حيث تطابق صور المرئيات
عليه( ،)41ومن االمراض التي تصيب العين.
()42
1ـ الساد أو الكاتاراك
()43
صارت لدى االطباء العرب معلومات كافية عن أكثر أمراض العين ،فعرفوا الشترة
والظفرة ( ،)44وانقالب الجفن( ،)45والسبل( ،)46قال حنين في مرض الساد (( :وهذه العلة بعد
تستحكم سهلة المعرفة ولكنها في ابتدائها تعسر ،اما في ابتداء تكوينها فلها عالمات يستدل بها
عن كونها ،وهو ان يرى شيئاً شبيهاً بالشعر ،وآخرون شبيهاً بالشعاع ،فاذا حلت بهم اآلفة ذهب
البصر وتغير لون الحدقة ولم ينفذ منها النور ))( ،)47ويفرق حنين بين الساد (الماء االبيض )
وبين الرطوبة الجليدية ( الكلوكوما ) او الماء االسود فيقول (( :وقد سمي قوم االطباء بعض
الماء زرقه ،وليس كل زرقه عارضة ماء ،الن الزرقة العارضة ضربان ،أما الواحد فنوع من الماء
284
إسهام علماء المسلمين في طب العيون م .م .بسام عبدالحميد حسين السامرائي
اذا كان شديد الجمود ،واالخر جفوف يعرض في الرطوبة الجليدية ،وأما النوع فأنه يب أر بالقدح
وأما الثاني فأنه ال يب أر ))(.)48
أ ـ عملية القدح:
ويعالج الساد بعملية القدح ،وربما اخذ هذا المصطلح من قدح النور الذي يدخل فجأة العين
بعد العملية كما يحدث عند ضرب حجر بمقدح فينبثق منها شرار االحتكاك ،ويسمى من يختص
بعملية القدح ،الق ـداح ،ولقدح العين اكثر من طريقة واحدة ،ولكل كحال طريقة يختص بعملها،
وله ايضاً استطبابات ألجرائها قد ال يعمل بموجبها غيره من اطباء العيون ،ويجري ابن اسلم
الغافقي عملية القدح اذا توفر في حالة التمريض ظواهن خمس هي:
1ـ اذا كان ماء الكتراكت يشبه الهواء في صفاته.
2ـ اذا اتسعت العين السليمة من وراء مائها بعد اغالق العين المريضة.
3ـ اذا استطاع المريض ان يرى بصيص شعاع السراج او الشمس.
4ـ يوضع االبهام فوق الجفن االعلى للعين المريضة وبدلك به الجفن ،ثم يرفع الجفن سريعاً فأن
اتسعت الرطوبة ثم ضاقت فيجوز اجراء العملية.
5ـ يوضع على العين المريضة قماش وتسخن بالنفخ ثم ترفع بسرعة فإذا تحرك الماء وكان
صافياً كان ذلك دليل على احتمال نجاح عملية القدح(.)50
ب ـ طرق اخرى لعملية القدح:
على الرغم من اعتماد جراحي العيون العرب الطريقة المذكورة طريقة شائعة لقدح الماء ،إال
ان فكرة إخراج الماء كان خارج العين بدل دفعه الى داخلها كان يمثل عندهم أضمن طريقة
للتخلص منه وضمان عدم رجوعه ،غير أن بدئية وسائلهم الجراحية وتخوفهم من حصول
المضاعفات المؤلمة والتي ربما قد حصلت عند بعضهم وادت الى نتائج وخيمة دفعتهم للتردد في
هذا المسلك ،ومن الطرق الجراحية التي قامت على فكرة إخراج الماء من العين وردت طريقتان:
األولى :ان يقوم الجراح بكل مراحل العلمية التي ذكرت غير أنه بعد وصوله الى الماء فأنه بدل
ان يدفعه الى الداخل يقوم بدفعه براس المهت( ،)51ليخرج من ثقب العين الموجود عند
األكليل( ، )52غير ان هذه الطريقة صاحبتها مضاعفات خطيرة على العين أذ قد تؤدي وبنسبة
عالية الى خروج شيء من الرطوبة البيضية وبالتالي انخساف العين(.)53
الثانية :وهي طريقة المهت المجوف والتي تستند الى فكرة إخراج الماء من العين عن طريق
سحبه بطريقة المص من جوف المهت حتى يتم اخراجه ،وهذه الطريقة كانت برأيهم أجود الطرق
) ،والن هذه الطريقة تمثل فكرة سحب الماء المعمول بها في الوقت (54
إال ان خطرها عظيم
285
مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط 2016م
الحاضر وألنها من ابداعات العقل العربي ،كان اول من ابتكر طريقة ادخال مهت مجوف الى
داخل العين وامتصاص الماء طبيب العيون عمار بن الموصلي وقد اختمرت هذه الفكرة في ذهنه
بعد ان أجرى عدداً كبي اًر من عمليات القدح والتي أرى أنها تقلل من مخاطر عودة الماء ،وقد ذكر
الموصلي ان فكرة ابتكاره لتلك العملية جاءت بعد قيامه بعملية قدح اعتيادية رأى فيها ان ماء
عين المريض أخذ يتقطع كالقشور ويخرج فيقول (( :ومنذ ذلك الوقت دبرت وعملت مقدحاً مجوفاً
ولما أقدح أحداً حتى وصلت الى بغداد فجاؤني برجل نصراني ألقدح عينه فقال أعمل ما أردت
غير أني ال أقدر على النوم على ظهري ،فقدحته بالمقدح المجوف واستخرجت الماء فأبصر
لوقته ولم يحتج الى النوم( ،)55ثم يؤكد اصالة ابتكاره هذا فيقول (( :وهذا المقدح ما سبقني أحد
قدح به وقد قدحت به بمصر وغيرها فأبصروا ))(.)56
وقد شاعت طريقة القدح بالمهت المجوف فيما بعد كما أدخلت الكثير من اإلضافات
والتحويرات على آلة المهت المجوف فقد ذكر ابن ابي اصيبعة ان الطبيب سديد الدين بن رقيقة
( 635هـ 1237/م) كان يقدح الماء مستعمالً مهتاً مجوفاً ليتمكن وقت القدح من امتصاص
الماء ( ،)57كما ان ابن النفيس ذكرها وذكر أنه صنع نوعاً محو اًر من المهت المجوف فقال(( :قد
اتخذنا مقدحة رأسها بدل المثلث من فوق رقيق كالسيف وفي وسط كل سطح حز كالنهر وعنقه
مستدير فكان أخذها للماء أسهل))( ،)58شاع صيت عملية الموصلي هذه عند جراحي الدولة
العربية اإلسالمية حيث يقول الزهراوي الجراح األندلسي الشهير ومعاصر الموصلي (( :قد بلغني
عن بعض العراقيين وربما قصد عمار الموصلي ذكر انه يصنع في العراق مقدحاً منفوذاً يمتص
به الماء ولم أر أحداً في بلدنا صنع ذلك ،وال قرأته في كتاب من كتب األوائل وقد يمكن ان يكون
ذلك محدثاً))( ،)59وبهذا ينفي المتقدمون ومنهم الزهراوي الواسع األطالع بالطب القديم بوجود
سابقة لهذا العمل كما ينفي مؤرخو الطب الحديث من المستشرقين وجود فكرة إزالة الماء بالمص
قبل الموصلي ))(.)60
286
إسهام علماء المسلمين في طب العيون م .م .بسام عبدالحميد حسين السامرائي
المبحث الثاني
أولا :الكحالة وأحوال الكحال:
الكحالة :لغة مشتقة من الكحل وهو كل ما يوضع في العين يستشفي به ( ،)61واصطالحا:
الكحالة او الكحل هو جزء من صناعة الطب التي موضوعها اإلنسان وغايتها حفظ صحة العين
ما امكن الحفظ ورد صحة العين إذا لم تزل بالكلية( ،)62ولقد أنتشر استخدام لفظة ( الكحل )
للداللة على طب العيون في عدد كبير من المؤلفات الطبية واصدر عناوين بعض تلك المؤلفات
ومن ذلك كتاب ( المرشد في الكحل ) لمحمد بن قسوم الغافقي( ،)63الذي عاش في القرن السادس
الهجري /الثاني عشر الميالدي وكتاب ( الكافي في الكحل ) لخليفة بن أبي المحاسن الحلبي
عاش في القرن السابع الهجري /الثالث عشر الميالدي وكتاب ( المهذب في الكحل المجرب )
لعلي بن ابي الحزم الملقب بأبن النفيس عاش في القرن السابع الهجري /الثالث عشر
الميالدي(.)64
أما أصطالح ( الكحالة) وهو المناظر لمصطلح الكحل او طب العيون فقد اخذ يدخل في
المؤلفات الطبية التي جاءت في العصور المتأخرة مثل كتاب ( مفتاح النور في علم الكحالة )
لمؤمن بن مقبل السينوبي ألفه في حدود سنة ( 841ه ـ 1437 /م ) وكتاب (الكحالة ) لمؤلفة
عمر بن حسن الملقب شفائي رومي( ( ،)65ت 1159 :هـ 1746 /م).
ثاني ا :اماكن فحص العين:
مارس أطباء العيون مهنتهم في فحص مرضاهم في أماكن مختلفة كما ذكرت كتب التاريخ،
فقد كان بعضهم يعود مرضاه في دورهم ،فأبن الناقد الكحال ( 584هـ 1188 /م) اتاه احد
اقاربه وكان ضعيف الحال وطلب منه ماالً فقال الناقد ( معاشي اليوم بختك ورزقك ) فركب ودار
على المرضى والذين يكحلهم ولما عاد أخرج عدة الكحل وفيها قراطيس كثيرة مصرورة وشرع بفتح
واحدة واحدة حيث جمع ثالثمائة درهم واعطاها ذلك الرجل(.)66
وكان بعض أطباء العيون يفحص المرضى في بيته فوالد ابن ابي اصيبعة وهو الكحال
القاسم بن علي بن خليفة كان الناس يقصدونه في بيته لما يجدون في مداواته ألعينهم من سرعة
البرء( ، )67واتخذ اخرون ما كان يسمى في ذلك الوقت (دكانا) وهو ما يماثل اليوم العيادة الخاصة
لمراجعة المرضى فيذكر في ذلك ابن ابي اصيبعة عن الطبيـب رضـي الديــن الرحب ــي ( ،)68قوله
ان والده كان كحاالً معروفاً اصطحبه معه الى دمشق سنة ( 555هـ 1160 /م) حيث أقام األب
وابنه فيهما سنين وكان لهما مكان لفحص المرضى يسمى الدكان وقد أستمر الرحبي في عمله
بعد وفاة والده(.)69
287
مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط 2016م
وكان هناك من االطباء من يمارس الكحالة في الطرقات وقد اطلق عليهم (كحالوا
الطرقات) فالطبيب ماسويه كان يعالج أعين الناس في الطرقات فقد ورد أنه جاء أحد القسس بعد
ان فقد عمله في بيمارستان جند يسابور فقال ذلك القسس (( أنت في البيمارستان منذ ثالثين سنة
وال تحسن الطب ؟ فقال :بلى واهلل اطب والكحل واعالج الجراحات فأخرج له القس صندوقاً
واعطاه أياه ليداوي الناس واجلسه بباب الحرم عند الفضل بن الربيع)) ،وفي عهد الخليفة هارون
الرشيد ( 171هـ 193 /هـ 786 /ـ 808م) اصيب خادم الفضل بن الربيع وزيره بداء في
عينه عجز كحالوا القصر الذين ارسلهم جبرائيل( ،)70رئيس األطباء عن عالجه ،فخرج الخادم
يبحث عن طبيب عيون ماهر بعد ان ازداد وجعه فوجد ماسويه جالساً في الطريق يعالج الناس،
فعالجه وشفاه (.) 71
انشأ الخليفة هارون الرشيد سنة ( 171هـ 786 /م) أول مستشفى بالعراق واعقبها بعد
وقت قصير أكثر من عشرين مستشفى من نوعها في اجزاء مختلفة من دار الخالفة وكانت كل
مستشفى مزودة بصيدلية وفي بعض الحاالت بمكتبات طبية وتسهيالت لتدريس طلبة الطب،
وأنشأ الخليفة هارون الرشيد بيمارستان في بغداد وسماه بأسمه ورشح لرئاسته ماسويه الخوزي من
أطباء بيمارستان جند يسابور ،وتولى جبرائيل بن بختيشوع االشراف عليها ورعايته ثم خلف يوحنا
بن ماسويه ولده في رئاسة البيمارستان(.)72
ولقد أحتوت تلك البيمارستان على قاعات عديدة منها قاعة الكحالة ،وكانت تلك القاعات
تختلف عن القاعات االخرى بسبب أمراض العين التي تستوجب أضاءه قليلة او لربما الى ظلمة
لمن أجريت له عملية قدح الماء ،وفي البيمارستان يتم فحص المرضى الراقدين يومياً من قبل
الكحال المتخصص يرافقه االطباء(.)73
وفي البيمارستان يتم فحص المرضى الراقدين يوماً من قبل الكحال المتخصص يرافقه
االطباء المتدربون والممرضون والمساعدون فقد ذكر أبو الفرح الكحال انه شاهد الطبيب ابا المجد
بن أبي الحكم( ( ،)74ت 500 :هـ 1106 /م) في البيمارستان وهو ينتقل بين المرضى يتفقد
أحوالهم يساعده المشارفون والقوام الذين يقومون بخدمة المرضى ،وكان أبو الحكم يسجل لكل
مريض ما ينبغي أخذه من الدواء ويملي على مساعديه كيفية عالجه(.)75
ويذكر في ذلك عن القاضي نفيس الدين بن الزبير أنه كان يكحل في البيمارستان الناصري
واصبح فيما بعد المتولي للكحل في ذلك البيمارستان وكان يباشر في البيمارستان أعمال الجراح،
وباإلضافة للفحص والعالج داخل البيمارستان نفسه ،كان احياناً يلحق به ما يعرف حالياً بالعيادة
الخارجية خصصت لفحص المرضى المراجعين للمستشفيات ،روى ان الطبيب رضي الدين
288
إسهام علماء المسلمين في طب العيون م .م .بسام عبدالحميد حسين السامرائي
الرحبي كان يجلس على دكة ويكتب لمن يأتي الى البيمارستان ويستوصف منه للمرضى أوراقاً
يعتمدون عليها ويأخذون بها من البيمارستان األشربة واألدوية التي يصفها لهم(.)76
ثالث ا :طرق فحص العين:
كانت هناك إجراءات معينة تالزم وقت إجراء الفحص الطبي على الكحال والمريض األخذ
بها :إذ كان على الكحل التهيؤ قبل الفحص وذلك بارتدائه مالبس بألوان معينة خالل الفحص
كاللون األسود واالخضر واالسمانجوني( ،)77وبقية األلوان الداكنة وان يحمد اهلل على كل
حال( ،)78أما المريض فأن عليه ان يرتدي اثناء الفحص لباساً يتوافق ونوع مرضه فإذا كان نظره
سليماً ويعالج من أمراض أخرى للعين كالقروح والبثور واالالم فعليه لبس األسود ثم الداكن بعده،
أما إذا كان داؤه متعلقاً بالخياالت وابتداء الماء وضعف النظر فيكون لباسا األخضر
واالسمانجوني(.)79
وبعد ذلك يجلس الكحال المريض أمامه يسأله عن األعراض التي تصيبه ويتأمل في
عينه( ،)80وال بد أن يكون في فكر الكحال وهو يجري فحصه أن يعرف مقداره زوال حد العين
ومزاجها الى أي جهة زال حتى يرده الى ما كان عليه ،ويتم له ذلك من خالل الرطوبات
واالغشية والعضالت واالعصاب للتأكد من حدها ،أما مزاج العين فيستدل عليه من سرعة
حركتها وعروقها ولونها ،كما ان على الكحال أن يفحص األجفان ويرى مدى خشونتها( ،)81ويجب
ان تكون للكحال معرفة بصحة البدن عموماً وعالقاتها بصحة العين فبعض األمراض التي
تصيب العين يكون مصدرها من خارج العين كالصداع وانصباب المواد من األوردة والعروق
والتي تحتاج الى استفراغ البدن وتنقية ال أرس(.)82
رابعا :تشخيص الحالت المرضية وعالجها:
وضع ابن النفيس مبادئ اساسية يسير عليها الكحال للتعرف على أحوال العين مبتدأ في
ذلك بفحص قوة األبصار فيقول (( :إذا كانت العين تامه األبصار للدقيق وان بعد غير منفعلة
عن المبصرات وال متألمة عن األشعة القوية فهي تامة الصحة في مزاجها وتركيبها ،فينظر الى
تغذية العين ويكون ذلك من جودة دمها ووفوره فال يكون فيها تهيج وال انتفاخ أو هزال ثم يرى بعد
ذلك رطوبة العين ودمعها ثم يقوم بتحريك العين الى الجهات المختلفة ويرى تحسسها ثم يرى هيأة
العين من الكبر أو الصغر ويحدد تأثرها بالجو من برودة أو ح اررة ثم يرى أي تلون في العين
ويراقب العين بدقة ))(.)83
وبعد تشخيص الحالة المرضية يلجأ الكحال الى المعالجة والتي عادة ما تبدأ باألدوية فلهذا
كان على الكحال ان يكون عارفاً بأدوية العين قاد اًر على تحضيرها ومعرفة قواها وفي أي
289
مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط 2016م
األمراض يستعمل كل منها وعارفاً بأجناسها وانواعها( ،)84ومن طرق العالج العين (الكمأ )
وماؤها :يجلو البصر كحال ،ومن خواصها :اصلح األدوية للعين اذا رى به االثمد واكتحل به،
فأنه يقوي أجفان العين ويزيد في الروح الباصرة ،وفيه قوة وحــدة ويدفع عنـها نــزول المــاء(.)85
خامس ا :اماكن وألت الجراحة:
الجراحة أو العمليات الجراحية أو العالج باليد تحتاج الى تهيئة مكان معين ألجرائها هذا
المكان يعرف حالياً بصالة العمليات الجراحية theaterوقد عكست لنا اإلشارات التاريخية صورة
لصالة العمليات التي كان الكحال يستخدمها في عمله داخل البيمارستان ،فيشترط أن يجري
العمل الجراحي نها اُر لضمان وضوح الرؤية واذا كانت العملية لقدح الماء النازل في العين فيجب
أن يكون في ضوء قوي ويكون ذلك أوساط النهار وفي الصحو ،واذا لم يكن هناك غبار أو رياح
جاز ان يكون الموضع مكشوفاً(.)86
ويجب ان تكون اآلالت الجراحية نظيفة وحادة والبد من تحضير وسائل لتخفيف األلم عن
المريض وان تجري الجراحة في عين واحدة فقط وان احتاج المريض ألجرائها في كلتا عينيه
لغرض تخفيف المضاعفات واآلالم (.) 87
أما هيئة المعالج ،فأن يكون أثناء الكحل والتقطير متربعاً ليكون شديد التمكن أمناً من
التزلق حتى ال يدخل الميل ونحوه في العين أما عند القدح ونحوه فيكون المعالج جالساً على
كرسي أو وسادة أو مكان وقدماه معتمدتان على االرض بغاية الثبات وذلك ألشرافه حينئذ على
العين وتمكنه من االتكاء على المهت ونحو ذلك اكثر(.)88
وينبغي ان يكون بعد المعالج بقدر يحتاج ان تكون يد المعالج عند العمل مستقيمة ،وهيأة
المتعالج عند قطع السبل واستعمال القطوات في العين ان يكون مستقيماً على قفاه أما عند القدح
واالكتحال بالذرورات فينبغي ان يكون جالساً متربعاً ،ويجب ان تكون ثياب المعالج ال من السعة
بحيث تعيق عن العمل وتستر ما يحتاج الى كشفه وال من الضيق بحيث تزاحم المرافق والكتف
فتمنع من سهولة العمل(.)89
وان يكون خدام في صالة العمليات ذوو فطانة لما يؤمرون به وان يكون خادم المعالج من
لطف الحركة بحيث ال يؤخر مناولة ما يأمره بمناولته أياه عند تمام لفظ االمر ،وكذلك ينبغي ان
يكون جميع ما يحتاج اليه في العالج من األدوية واآلالت ونحوها حاض اًر وان يكون خدام
المتعالج من الفطانة والرفق به بحيث يكون أمساكهم له عند العمل على الوجه الذي ال يكون معه
أل م وبغاية الطاعة للمعالج في جميع ما يأمرهم به وصامتين فأن الحديث والشغب ربما أشغل
المعالج (.) 90
290
إسهام علماء المسلمين في طب العيون م .م .بسام عبدالحميد حسين السامرائي
المبحث الثالث
أولا :تشريح أجزاء العين:
أدرك أطباء العيون في الحضارة العربية اإلسالمية مع بداية اهتمامهم بهذا الفرع الطبي
ووضع أسسه العلمية ضرورة دراسة تشريح العين ومعرفة أجزائها كمدخل لعالج أمراضها حيث
يقول حنين بن اسحاق في ذلك (( :ينبغي لمن اراد معرفة عالج علل العين ان يكون بطبيعتها
عارفاً وذلك ألن نفي اآلالم والعلل عن كل عضو إنما يكون برده الى طبيعته التي خرج منها
ومعرفة طبيعة كل ما هو مركب إنما يـكون بأحكام األجـ ـزاء التي هـو منهـا مــؤلف ))( ،)91غير ان
هؤالء األطباء الذين عرفوا بمنهجهم التجريبي واجهوا صعوبة في الدراسة العلمية لترشيح عين
اإلنسان وذكر ابن النفيس أسباب صعوبة إجزاء التشريح عموماً على جسم اإلنسان بقوله(( :وقد
صدنا عن مباشرة التشريح واضع الشريعة وما في أخالقنا من الرحمة فلذلك رأينا أن تعتمد في
تعرف صور األعضاء على كالم من المباشر لهذا األمر خاصة الفاضل جالينوس))(.)92
اال ان المظنون ان قسماً من األطباء العرب قد شرح جسم األنسان س اًر ،وابن ماسويه أول
من عمل من العرب بالتشريح المقارن علناً وقد وضع استناداً على نتائج اعماله كتاباً في
التشريح ،وذكر ابن رشد (ت595 :هـ 1198 /م) (( :ان من اشتغل بعلم التشريح ازداد ايماناً
باهلل )) ،وقد يكون هذا الطبيب الفيلسوف المتحرر الذي عاش في كنف الحكام الموحدين ( 524
ـ 668ه ـ 1130 /ـ 1269م ) المتزمتين بال حدود للشريعة اإلسالمية ،وقد نادى بالتسبيح
للقدرة االلهية في تنظيم أعضاء الجسم ليتستر على اعماله في تشريح جسم االنسان(.)93
ومن المؤكد ان يوحنا بن ماسويه قد شرح القردة بأعتبارها ذات اجسام مثيلة لجسم اإلنسان
وكان يحتفظ في بيته بقرده سماها (حماحم ) لغرض التشريح ،وقال اسحاق بن حنين ان العضلة
الثالثية الموجودة في مؤخرة عين الحيوانات ال وجود لها في عين االنسان وهذه مالحظة دقيقة لم
يلتفت اليها علماء اليونان ووصف ابن سينا عضالت العين بأسلوب علمي دقيق لم يسبقه احد
اليه(.)94
ثم اخذ حنين بن اسحاق اعتماداً على فكرته الرئيسة هذه بفضل أجزاء العين مبتدأ بالتأكيد
من الجليدية ،حيث وصفها بأنها رطوبة صافية بلون الجلد وشكلها كروي وتقع بين رطوبتين
واحدة خلفها شبيهة بالزجاج الذائب تعرف الرطوبة الزجاجية واالخرى من أمامها شبيهة ببياض
البيض وتسمى البيضية ،كما ان الرطوبة الجليدية تقسم كرة العين تشريحياً الى جزئين :جزء
خلفي مركزه الرطوبة الزجاجية ويحيط بها طبقات ثالث وهي:
1ـ الشبكية :تحوي الرطوبة الزجاجية وتشبه الشبكة ولهذا سميت الشبكية أو الحجاب الشبكي.
291
مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط 2016م
292
إسهام علماء المسلمين في طب العيون م .م .بسام عبدالحميد حسين السامرائي
ان عضالت العين التسعة تأخذ الحركة من الزوج الثاني من العصب الذي تأتي من الدماغ الى
العين(.)99
أما من قال من األطباء بوجود ثالث عضالت إضافية للعضالت الستة فأننا نرجح أنه كان
قد قطع أصل العضالت الستة عن باقي أجزائها ألن العضالت الستة لها طول بعضها الشيء
ويصعب الوصول الى منشئها إال بعد قلع مقلة العين وبالتالي فأن هذا الطبيب ربما يكون قد أزال
المقلة وامتدادات العضالت ليجد أمامه أصل تلك العضالت في قعر المحجر والتي بدت له على
شكل ثالثة رؤوس رئيسة فذكر أنها عضالت ثالثة أخرى(.)100
أ ما من قال من األطباء بأنها عضلة واحدة ذات ثالثة رؤوس انه يمثل اسوء األطباء الذين
أدوا عملية التشريح ألنه لم يستطيع الوصول الى أصل العضالت بشكل دقيق بل أنه يحتمل أن
يكون قد قطع عضالت العين بصورة غير منتظمة على االطالق حتى بدت أمامه بقايا
العضالت وفي منشئيتها على شكل كتلة أو مجموعة ذات ثالثة امتدادات( ،)101وفضالً عن
العضالت المحركة للعين فقد ذكر األطباء وصفاً لعضالت تعمل على تحريك جفن العين األعلى
نهار وموضعها بالقرب من عظم الحاجب،
اً وهي ثالثة عضالت :واحدة تجذبه الى األعلى
وعضلتان تحركانه الى األسفل عند النوم وعند اإلرادة ((للتغميض )) وموضعهما من الجفن في
المآقين مما يلي أصول الشعر(.)102
293
مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط 2016م
الرطوبات والطبقات االخرى في العين فلقد خلقت -كما يرى حنين والكحال – لمنفعة الرطوبة
الجليدية(.)106
وذكر ابن حنين ان عصبي العين الرئيسيين وهما العصب النوري ( اي الباصر) ،والعصب
المحرك .فذكر تشريح العصب النوري من منشئة في بداية الدماغ على شكل عصبتين معوجتين
في جوف عظم الرأس حيث تتصل احدهما باألخرى لتكونا ما يعرف بالتصالب البصري يسمى (
حاض اًر ) Optic Chiasmبالقرب من المنخرين ليكون ثقباهما في الرأس ثقباً واحدا ،ثم تفترق
العصبتان بعد اتصالهما حتى تصي ار على شكل التقاطع في الكتابة اليونانية (وهو )Xثم تذهب
كل عصبة منها الى العين المحاذية لمبدأ منشئها من الدماغ العصبة اليمنى الى العين اليمنى
والعصبة اليسرى الى العين اليسرى من غير ان ينقص من فوقهما شيء( ،)107ويغطي كل عصبة
نورية غشاءان يأتيان من الدماغ هما ( المنجيس) حتى يخرج العصب النوري من عظم الرأس
فتفترق االغشية بعضها عن بعض ،وينتهي العصب النوري في الرطوبة الزجاجية للعين حيث
يكون عرضاً ويصبح شبيها بالنسيج ولهذا سمي هذا الموقع الطبقة الشبكية(.)108
أما العصب المحرك للعين فأن منشأه من خلف منشأ الزوج االول ( او العصب النوري)
ويتفرق كل منهما في عضل العين ويوصل اليها قوة الحركة( ،)109اال ان الطبيب والرياضي
العربي المسلم الحسن بن الهيثم في كتابه المناظر اعاد وصف تشريح مقلة العين بصورة تقرب
كثي اًر مما هي عليه في طبنا الحالي معتمداً على جملة امور تشريحية ورياضية وناسفاً واالفكار
اليونانية في تشريح العين ووظيفتها تلك االفكار التي اثرت في كتب طب العيون اليونانية العربية
لعقود طويلة(.)110
ابتدأ ابن الهيثم تشريح مقلة العين من العصبين البصريين خالفاً لحنين الذي بدأها كما
ذكرنا من الرطوبة الجليدية ،الن ابن الهيثم عد العينين ناشئتين عن الدماغ ،ووصف تشريح
العصبين البصريين كما وصفهما حنين غير ان هذين العصبين بعد خروجهما من عظم الرأس
تنتشر نهايتهما ويتسع طرفاهما ويصير كل واحد منهما كالقمع وعلى هذا القمع تتركب كرة كل
عين وتلتحم به ذلك ألغى اي وجود لطبقة الشبكية ( .)111أما كرة العين فأن ابن الهيثم قسمها،
حسب فكره الرياضي ،الى كرتين أمامية صغيرة وسماها الكرة العنبية وخلفية كبيرة وسماها الكرة
الملتحمة وفي منطقة التقاطع الهندسي لتلكما الكرتين تستقر الرطوبة الجليدية (.)112
رابع ا :العناية بالمريض بعد العملية:
ينقل المريض بعد العملية الى غرفة مظلمة ويرقد على قفاه ويسند رأسه من الجانبين ويأمر
ان يكون كالميت ال يتحرك وعنده ممرض مالزم لخدمته فاذا اراد شيئاً يأمر بيده .ويحذر من
السعال والعطاس والكالم وسائر الحركات فإذا عرفت له عطسة فيفرك انفه قوياً فأنها ترجع واذا
294
إسهام علماء المسلمين في طب العيون م .م .بسام عبدالحميد حسين السامرائي
احسن بسعال هدأه بتجرع شيئ من الحالب ودهن اللوز وتضمد االصداغ باألشياف المخدرة خد اًر
من الصداع ،ويكون غذاؤه لطيفاً وال يكون من االشياء التي يتعب في مضغها بل يكون طعاماً
خفيفاً مثل المزروعات واالحساء ويمنع من شرب الماء الكثير ،وفي اليوم الثاني تحل
العصائب( ،)113بينما يبقى العليل نائماً على وضعه وتقلل الرفادة برفق وتغسل العين دون فتحها
بقطنه فيها ماء الورد وتندى قطعة قطن اخرى بياض البيض الرقيق وتوضع على العين وتعصب
العين ثانية وتترك واألجود حلها الى اليوم الثالث من العملية (.)114
فإذا كان اخر اليوم الثالث فتحل العصائب وتغسل العين – دون فتح الجفن – بماء قد
أغلى فيه الورد ،ويجلس العليل مستنداً على مخاد خلفه ويمنع من الحركة وتوضع على جهة
خرقة سوداء الى اليوم السابع ويجوز وضع شاذنج او كحل اسود ،فإذا ارتفع الماء الى مكانة في
هذه االيام فيجب اعادة ادخال المهت في نفس الثقب ألنه ال يلتحم سريعاً شرط ان يكون قد ظهر
فيه ورم(.)115
295
مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط 2016م
المبحث الرابع
أولا :حفظ صحة العين:
اهتم معظم كتب طب العيون المنهجية بموضوع ( حفظ صحة العين) الذي يبحث في
افضل الظروف الصحية التي تمنع حدوث امراض العين ويتم ذلك بما يعرف بالتدبير غير ان
هذا التدبير ليس نظاماً ينطبق على كل البشر بالتساوي الن كل واحد من الناس يخالف صاحبه
في المزاج ولهذا فأن التدبير يعني جعل اعين الناس كلهم كما هي في اصحهم عينا فأن االمزجة
والتراكيب في الناس مختلفة وانما يقبل كل منهم من الصحة ما يليق به ،اضافة لذلك فأن عوامل
اخرى تؤثر على هذا التدبير مثل ( السن والزمان والبلد ،ناهيك عن التدبير صحة العين يجب ان
ينظر اليه كجزء من صحة البدن والدماغ(.)116
ويتم تدبير صحة العين اعتماداً على ثالثة احوال تكون فيها العين محتاجة له وهي:
أوالً :تدبير العين الصحيحة ويعرف بالتدبير المطلق ،ففي هذه الحالة يتم تجنيب العين االسباب
المؤذية لها وهذه االسباب مشتركة للصحة والمرض وهي .
-1الهواء المحيط :وذلك بالتوقي من مالقاة الحر والبرد الشديدين ،وما يؤكل ويشرب ،وذلك
بكونها مواد رديئة مبخرة بخا اًر رديئاً او ان ترتيبها رديئاً او تناول الغذاء والمعدة غير نقية من
طعام سابق .
-2الحركة والسكون ،حيث ان السلوك الدائم يكثر االخالط في البدن.
-3واليقظة والنوم ،فالنوم الكثير يسرع الهضم فكثير ارتقاء البخار فيغلط الروح النفساني والسهر
الدائم يحلل الروح ويضعفه.
-4االستفراغ واالحقان يجب ان يراعي التوازن ألن االستفراغ الدائم يضعف البصر واالحتقان
يبخر.
-5االحداث النفسية :فيجب تجنب الحزن والهم والغم والغضب والفرح المفرطين(.)117
ثانياً :تدبير العين رديئة المزاج ويعرف تدبير الناقه ،فالتدبير هنا من باب الوقاية وهذا التدبير يتم
بعدة طرق:
-1بإزالة السبب وذلك بتعديل مزاج العين وتركيبها ،وهذا االنحراف في المزاج قد يكون خلقياً
وهو نوع تعديله عسر جداً حيث يتم عالج العين باألدوية الضعيفة ثم تزداد قوة الدواء
المعطي مع وضوح اثره على العين.
-2تقوية قوى العين ،ويتم ذلك اما بإصالح المأكول والمشروب بان يكون ذلك معتدالً وقد
وضع االطباء في هذا الباب انواع االغذية واالشربة وطرق استعمالها إلصالح المزاج.
296
إسهام علماء المسلمين في طب العيون م .م .بسام عبدالحميد حسين السامرائي
-3تنقية العين من الفضول ،ألن كل عضو ضعيف فالبد من كثرة الفضول فيه لضعف تصرفه
في غذائه ولما يندفع اليه من غيره ولما تقصر قواه عن دفعه.
ثالثاً :تدبير العين المتهيئة ألن يحدث فيها سواء مزاج أو فساد ويعرف ذلك بـ ـ ( التقدم بالحفظ)
وهذا النوع من التدبير يدل على دقة بحث أطباء العيون عن األسباب التي تؤثر على صحة
العين إذ ان أساس هذا التدبير يعتمد على وجود خلل في العين يعود لخلل في عضو شاركه،
فتكون مستعدة لمشاركة العضو في ذلك الخلل وأولى األعضاء المشاركة بذلك هو الرأس خاصة
إذا ما حصل به امتالء ،فالتدبير هنا يتم تلك المشاركة ويتم ذلك بعدة طرق وهي:
1ـ بتنقية ذلك العضو وذلك باستفراغ المواد الزائدة ويتم ذلك أما باستفراغ ذلك العضو أو
استفراغ البدن كله إذا كان االمتالء عاما.
2ـ تقوية العين حتى ال يتمكن منها ذلك العضو او إمالة المواد الى جهة غير جهة العين ويتم
ذلك باستخدام مواد غذائية أو أدوية مفردة أو القيام بالفصد والحجامة(.)118
297
مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط 2016م
298
إسهام علماء المسلمين في طب العيون م .م .بسام عبدالحميد حسين السامرائي
الخاتمة
-1ان طب العيون خصوصاً وعلوم الطب عموماً في الحضارة العربية االسالمية اخذت تسلك
منهجاً علمياً بعد االطالع على االنجازات الطبية لمن سبقهم من الحضارات سواء بترجمة
كتب طب تلك الحضارات ام استقدام االطباء الماهرين االستفادة من خبراتهم في بناء
المؤسسات الطبية.
-2كان لوالة امور دور بارز في بناء علم الطب بفروعه المختلفة وذلك لحبهم للعلم ورعايتهم
وقد بذلوا في سبيل ذلك الجهود الضخمة واالموال الطائلة .
-3والرغم من العناصر التي ساهمت في بناء صرح علوم الطب ،كانت في بدايتها من ابناء
االقوام واالمم التي انضوت تحت لواء تلك الحضارة فأن االطباء العرب وخصوصاً في طب
العيون سرعان ما تسلموا زمام ذلك العلم وبنوا ابداعاته فكان لحنين ابن اسحاق من عرب
الحيرة وبعده علي بن عيسى من بغداد السبق في بناء المنهج االكاديمي لدراسة طب
العيون ،وكان لعمار بن علي الموصلي االبداعات في العمليات الجراحية على العين وكان
للحسن بن الهيثم من البصرة االفكار العظيمة في العلوم االساسية لطب العيون.
-4يعد االطباء العرب والمسلمين اول من صاغ ادباً وزياً خاصاً للطبيب ،فوضعوا فيه
الصفات والشروط العلمية والخلقية الواجب توفيرها في متعلم الطب وممارسة قبل ان يمارس
مهنته على المرضى ،وعلى الطبيب ان يلتزم ويتحلى بتلك الصفات ،كما نجح االطباء
العرب المسلمين في ابتكار العديد من اآلالت واالدوات الجراحية وخصصوا لكل موضع في
الجسد الة مناسبة له ،وكان لهم فضل كبير على العالم وذلك باكتشافهم المخدر(البنج) الذي
استخلصوه من الخشخاش واالفيون واستخدموه في عملياتهم الجراحية.
-5وضع اطباء العيون منهجاً علمياً واخالقياً متمي اًز في بناء شخصية طبيب العيون
المتخصص اذ كان يستلزم منه بذل الجهد في دراسة العلوم العامة والطبية ومتابعة الدروس
العلمية والسريرية والتعرض لالختبارات بما يأخذ منه سنوات عديدة حتى تمنح له االجازة
بالعلم.
-6اهتم الخلفاء في الدولة العربية االسالمية في العصرين االموي والعباسي في بناء
المستشفيات وكان التصميم العربي االسالمي لها من ارقى التصاميم المعمارية والهندسية
فخصصوا اجنحة للرجال واخرى للنساء وضمت تلك االجنحة قاعات ترفيهية واسعة كما
احتوت تلك المستشفيات على قاعات كبرى للتدريس وانشئت فيها الصيدليات لتوزيع االدوية
للمرضى.
299
مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط 2016م
هوامش البحث:
مالحظة :سأذكر هنا معلومات كاملة عن المصادر والمراجع عند ذكرها لول مرة مما يغنينا عن اعداد
جريدة للمصادر والمراجع.
_________________________
-1سداد ،عبد الغفور ،طب العيون في الحضارة العربية االسالمية ،رسالة ماجستير مقدمة الى معهد التاريخ
العربي والتراث العلمي2009( ،م ) ،ص. 123
-2ابن خلدون ،عبد الرحمن بن محمد ( ت808 :هـ ـ 1405 /م) المقدمة ،دار العلم ( بيروت ،د ،ت ) ـ
ص.380
-3سورة االنسان :آية.2 ،
-4ابن كثير ،ابي الفدا اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ( ت774:ه ـ 1273 /م) تفسير القرآن العظيم ،دار
المعرفة للطباعة والنشر ( بيروت1969 ،م) ،جـ ،4ص.453
-5سورة االسراء :آية. 36 ،
-6سورة فاطر :آية. 19 ،
-7ابن كثير :تفسير القرآن العظيم ،جـ ،4ص. 190
-8ابن قيم الجوزية ،شمس الدين ،ابي عبداهلل محمد بن ابي بكر الزرعي الدمشقي (ت691 :ه ـ 751 /م)،
الطب النبوي ،ط ،3تحقيق :الداني منيرال زهوي ،دار ابن كثير للطباعة والنشر ( ،بيروت2007 ،م)،
ص. 295
-9ابن قيم الجوزية ،الطب النبوي ،ص.235
سورة آل عمران ،آية. 49 ، -10
سورة المائدة :آية. 110 ، -11
ابن كثير ،تفسير القرآن العظيم ،جـ ،1ص.365 ،364 -12
ابن قيم الجوزية ،الطب النبوي ،ص. 235 -13
ابن قيم الجوزية ،الطب النبوي ،ص. 235 -14
زياد بن عالقة ،ابن مالك ،ابو مالك الثعلبي الكوفي ،من الثقات المعمرة انه ادرك ابن مسعود حدث -15
عنه ،شعبان الثوري وشيبان النحوي وزائدة ،وزهير بن معاوية واسرائيل وابو عوانة وابو االحوص ،وسفيان
بن عينه وطائفة وهو اكبر شيخ البن عيينه ،ومات سنة خمس وعشرين ومائة ،الذهبي :شمس الدين محمد
بن احمد بن عثمان (ت748 :هـ ـ 1347 /م) سير اعالم النبالء ،تحقيق :مصطفى عبد القادر عطا ،دار
الكتب العلمية ( بيروت2004 :م) ،جـ ،5ص.130
اسامة بن شريك الذبياني الثعلبي ،من بني ثعلبة بن سعد ،ويقال من بني ثعلبة بن بكر بن وائل كوفي -16
له صحبة ودراية ،ورى عنه زياد بن عالقة ،ابن عبد البر ،ابي عمر بن يوسف بن محمد القرطبي (ت:
463ه ـ 1070 /م) االستيعاب في معرفة االصحاب ،ط ،2تحقيق :محمد بن عبد المنعم البدي ،دار الكتب
العلمية (بيروت2002 :م ) جـ ،1ص.173
300
إسهام علماء المسلمين في طب العيون م .م .بسام عبدالحميد حسين السامرائي
ابو داوود ،سليمان بن االشعث السجستناني االزدي (ت275 :هـ ـ 888 /م) السنن ( القاهرة1988 :م) -17
جـ ،2ص 320؛ الذهبي ،ابو عبداهلل محمد بن احمد (ت748 :ه ـ 1347 /م) الطب النبوي ،مراجعة:
مجموعة اعالم الطب الحديث ( مصر1961 :م) ،ص. 101
سداد ،طب العيون ،ص. 22 -18
محمود الحاج ،الطب عند العرب والمسلمين تاريخ ومساهمات ،الدار السعودية للنشر ،جدة السعودية، -19
1987م ،ص296ـ ـ . 300
ابن االثير ،مبارك بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري ابو السعادات ( ت: -20
606هـ ـ 1209 /م) جامع االصول من احاديث الرسول ،تحقيق :محمد حامد الفقي ،ط ،2دار احياء التراث
العربي ( بيروت1980 :م) ،جـ ،2ص.37
عبد الرحمن بن نصر ( ،ت589 :هـ ـ 1193 /م) نهاية الرتبة في طلب الحسبة ،تحقيق :السيد الباز -21
العريني ،بأشراف محمد مصطفى زيادة ،مطبعة التأليف والترجمة والنشر ( ،القاهرة ،)1949 :ص.97
السرجاني ،راغب ،ماذا قدم المسلمون للعالم ،ط ،3مؤسسة اق أر ،للنشر والتوزيع والترجمة ( القاهرة: -22
2009م) ،ص. 257
حنين ابن اسحاق :هو ابو زيد حنين بن اسحاق العبادي ،والعباد قبائل شتى من بطون العرب ،اجتمعوا -23
على النصرانية الحيرة والنسبة اليهم عبادي قال الشاعر:
منتسب عبدة الى االحد يسقيكما من بني العباد رشا
وكان حنين بن اسحاق فصيحاً لسناً بارعاً شاع اًر واقام مدة في البصرة كان شيخه في العربية الخليل بن احمد
ثم بعد ذلك انتقل الى بغداد ،واشتغل بصناعة الطب ،وكان حنين إذ ذاك ،صاحب سؤال وانه سافر الى بالد
كثيرة ووصل الى اقصى بالد الروم لطلب الكتب التي قصد نقلها ،ينظر :ابن ابي اصيبعة ،موفق الدين ابي
العباس احمد بن القاسم السعدي الخزرجي ( ت668 :ه ـ 1270 /م) عيون االنباء في طبقات األطباء،
تحقيق :محمد باسل عيون السود ،دار الكتب العلمية ( بيروت ،) 1998 ،ص .234
السرجاني ،راغب ،قصة العلوم الطبية في الحضارة العربية االسالمية ،مؤسسة اق أر للنشر والتوزيع -24
والترجمة ( القاهرة2008 ،م) ص. 61
ابو القاسم عمار بن علي الموصلي :كان كحاالً مشهو اًر ،ومعالجاً مذكو اًر له خبرة بمداواة امراض العين، -25
ودربه بأعمال الحديد ،وكان قد سافر الى مصر ،اقام بها وكان في ايام الحاكم والعمار بن علي من الكتب
(كتاب المنتخب في علم العين وعللها ومداواتها باألدوية والحديد) ،ألفه للحاكم ،ابن ابي اصيبعة ،عيون
االنباء ،ص. 504
علي بن عيسى الكحال :كان مشهو اًر بالحذق في صناعة الكحل متمي اًز فيها وبكالمه يقتدى في امراض -26
العين ومداواتها وكتابة المشهور ( بتذكره الكحالين) وهو الذي ال بد لكل من يعاني صناعة الكحل ان
يحفظه ،وقد اقتصر الناس عليه دون غيره من سائر الكتب التي قد الفت في هذا الفن وصار ذلك مستم اًر
عندهم ،وكالم علي بن عيسى في اعمال صناعة الكحل اجود من كالمه فيما يتعلق باألمور العلمية وكانت
وفاته سنة ( اربعمائة ،ولعلي بن عيسى من الكتب ،كتاب تذكرة الكحالين ثالث مقاالت ،وكتاب المنافع
التي تستفاد من اعضاء الحيوان وكتاب السموم مقاالت وكان عيسى بن علي يخدم احمد المتوكل ،وهو
301
مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط 2016م
المعتمد على اهلل ،وكان طبيبه قديماً ولما ولي الخالفة احسن اليه وشرفه وحمله عدة دفعات على دواب
وخلع عليه ،ابن ابي اصيبعة ،عيون االنباء ،ص. 307 – 255
السرجاني ،قصة العلوم الطبية ،ص. 62 -27
ابن ابي اصيبعة ،عيون االنباء ،ص.263 -28
سداد ،طب العيون ،ص. 25 -29
الحجامة :فهي عملية سحب أو مص الدم من سطح الجلد باستخدام كؤوس الهواء وبدون احداث او بعد -30
إحداث خدوش سطحية بمشرط على سطح الجلد في مواضع معينة لكل مرض .فالحجامة حرفة يمارسها
شخص يسمى الحجام وهي عملية امتصاص الدم الفاسد واستخراجه من نواحي الجسم والمحجمة اآللة التي
يجمع فيها دم الحجامة ،والمحجم مشرط الحجام ،وهي وسائل العالج الشائعة االستعمال عند العرب،
السامرائي ،بسام عبد الحميد حسين ،العلوم الطبية في الدولة العربية االسالمية في القرنين االول والثاني
الهجريين ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية التربية ،جامعة سامراء ( سامراء2013 :م) ،ص.84
الفصد :هو شق العرق إلخراج مقدار من الدم لمعالجة بعض األمراض والدم الذي يخرج اما لكثرته -31
وزيادة مقداره زيادة تمتد وله العروق واألوعية واما لرداءته فيخرج بعضه ،ابن هبل ،علي بن احمد ( ت:
610ه ـ 1213 /م) المختارات في الطب ( حيد اباد الدكن1943 ،م) جـ ،1ص 297 – 290؛ السامرائي:
العلوم الطبية في الدولة العربية االسالمية ،ص. 92
ماسرجويه :كان في ايام بني امية ،وانه تولى في الدولة المروانية تفسير كتاب أهرن بن أعين الى الدولة -32
العربية الذي وجداه عمر بن عبد العزيز ،في خزائن الكتب ،فأمر بإخراجه ووصفه في مصاله ،واستخار اهلل
في إخراجه الى المسلمين لالنتفاع به فلما ثم له في ذلك ،اربعون صباحاً اخرجه إلى الناس وبثه في أيديهم،
وكان يهودي المذهب سريانياً .ابن ابي اصيبعة ،عيون االنباء ،ص. 209
القفطي ،جمال الدين ،ابو الحسن علي بن يوسف (ت646 :ه ـ 1248/م) :تاريخ الحكماء من كتاب -33
اخبار العلماء بأطباء الحكماء ،تحقيق :جوليوس ليبرت ( ليبزك ) 1903 :مكتبة المتنبي ( بغداد ،د ،بال) ،
ص.133
البيمارستان ( المشتشفيات) :والمارستان لفظ فارسي يتكون من ( البيمار) تعني المرض و(ستان) تعني -34
الموضع ،ومعناها ( موقع المرض ) وان اول من وجد بيمارستان هو ابقراط حيث خصص في بتسان كان
يملكه مكاناً للمرض وجعل يخدمهم يقوم بمداواتهم وسمي ذلك المكان ( اخسندوكن) اي مجمع المرضى،
السامرائي ،بسام عبد الحميد ،العلوم الطبية في الدولة العربية اإلسالمية ،،ص. 123
المقريزي ،تقي الدين ابي العباس احمد بن علي (ت845 :هـ ـ 1414 /م) المواعظ واالعتبار بذكر -35
الخطط واالثار ،دار راصد ( بيروت ،ت ) ،جـ ،2ص.405
ابن جلجل ،ابو داود سلمان بن حسان االندلسي ( ت377 :ه ـ 687 /م) طبقات االطباء والحكماء، -36
مطبعة المعهد العلمي القرشي لألثار الشرقية ( القاهرة1955 :م) ،ص.61
ابن جلجل ،طبقات االطباء ،ص.61 -37
السامرائي ،كمال ،مختصر تاريخ الطب العربي ،دار الحرية للطباعة والنشر ( بغداد1985 :م)،جـ،2 -38
ص.336
302
إسهام علماء المسلمين في طب العيون م .م .بسام عبدالحميد حسين السامرائي
امين خير اهلل ،الطب العربي ،ترجمة ،ابي عز الدين ( بيروت1941 :م) ،ص. 178 -39
السامرائي ،كمال ،مختصر تاريخ الطب العربي ،جـ ،2ص. 337- 226 -40
السامرائي ،كمال ،مختصر تاريخ الطب العربي ،جـ ،2ص. 337 -41
الساد او الكاتاراك ،من االمراض الخطيرة كما كان المؤلفون العرب يسمونه كما سموه نزول الماء العين -42
او مرض ماء العين اختصا اًر ،فهي حركة حرفية لمصطلح كاتاراكت اليوناني يعني لغة تساقط ماء
الشالالت ،السامرائي ،كمال ،مختصر تاريخ الطب العربي ،جـ ،2ص. 338
الشترة :هو القصر في الجفن االعلى للعين ،ويكون سببه خلقياً او عارضاً بسبب قرحة او على اثر -43
عملية على الجفن ويكون العالج جراجيا ،السامرائي ،المختصر في تاريخ الطب العربي ،جـ ،2ص.337
الظفرة :هي الزيادة في الحم الملتحم ،وتكون في المآق الكبير او الصغير او كلهما ولونها االحمر -44
وعالجهما بالجراحة ،ينظر :ابن ربن الطبري ،ابي الحسن علي بن سهيل (ت260 :ه ـ 873 /م) فردوس
الحكمة في الطب ،دار الكتب العلمية ( بيروت2003 :م) ،ص.128
انقالب الجفن :ويكون مصحوباً بزيادة في شعر الهدب ،وفيه يتجه نحو الشعر نحو العين فيسبب لها -45
وخساً وتدمعاً وعالج هذه الحالة ينتف الشعر وبكي منابعه ،ينظر :السامرائي ،كمال ،مختصر تاريخ الطب
العربي ،جـ ،2ص. 337
السبل :من امراض العين وهو من امراض الملتحمة والقرنية وغايته ان يبيض العين ويحجب البصر، -46
عالجه يبدأ بالفصد في الدموي :ينظر بن ربن الطبري ،فردوس الحكمة ،ص . 81
حنين بن أسحاق ،العشر مقاالت في العين ،ترجمة ماكس مايوهوف ( القاهرة 1928 :م) ص 184ـ -47
. 191
حنين بن اسحاق ،العشر مقاالت في العين ،ص 184ـ . 191 -48
حنين بن اسحاق ،العشر مقاالت في العين ،ص 184ـ . 191 -49
حنين بن اسحاق ،العشر مقاالت في العين ،ص 184ـ. 191 -50
المهت :من االدوات الجراحية :ينظر :سداد ،طب العيون ،هامش رقم ( ) 1ص . 184 -51
ابن النفيس ،علي بن الحزم الدمشقي (ت687 :هــ 1288 /م ) المهذب في الكحل المجرب ،تحقيق: -52
محمد ظافر ،منشورات المنظمة االسالمية التربية والعلوم ،مطبعة النجاح الجديدة ،دار البيضاء ( دار
البيضاء 1988 ،م) ص.41
ابن النفيس ،المهذب في الكحل المجرب ،ص . 433 -53
ابن النفيس ،المهذب في الكحل المجرب ،ص . 433 -54
سداد ،طب العيون ،ص . 433 -55
سداد ،طب العيون ،ص . 188 -56
عيون االنباء ،ص . 407 -57
المهذب في الكحل المجرب ،ص. 317 -58
السامرائي ،كمال ،مختصر تاريخ الطب العربي ،جـ ،2ص . 340 -59
السامرائي ،كمال ،مختصر تاريخ الطب العربي ،جـ ،2ص . 340 -60
303
مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط 2016م
الزبيدي ،محمد مرتضى ( ت 1205 :هـ 1790 /م) تاج العروس في جواهر القاموس ،دار المكتبة -61
الحياة ( بيروت ،د ،ت ) جـ ،1ص . 351
الحريري ،ابو محمد عبداهلل بن قاسم بن اللخمي االشبيلي (ت 146 :هـ 748/م) نهاية االفكار ونزهة -62
االبصار ،تحقيق :د .حازم البكري ،منشورات و ازرة الثقافة واالعالم ،دار الرشيد بن ،دار الحرية (بغداد:
1980م) جـ ،1ص .41
محمد بن قسوم الغافقي :هو ابو جعفر بن قسوم من اطباء األندلس كان متخصصاً في طب العيون وله -63
كتاب ( المرشد في الكحل ) سداد ،طب العيون ،ص .49
الحلبي ،خليفة بن ابي المحاسن ( ت 654 :هـ 1256 /م) الكافي في الكحل ،تحقيق :محمد ظافر -64
وقائي ،منشورات المنظمة االسالمية للتربية والعلوم والثقافة ،مطبعة دار النجاح ( دار البيضاء 1990 :م)
ص .83
البغدادي ،اسماعيل باشا ،هدية العارفين واثار المصنفين ،طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة اسطنبول -65
سنة 1951اعادة طبعة المكتبة اإلسالمية والجعفرية تبريزي طهران ،ط 1387 ،3هـ 1947 /م) جـ،1
ص .225
ابن ابي اصيبعة ،عيون االنباء ،ص .580 -66
ابن ابي اصيبعة ،عيون االنباء ،ص .737 -67
رضي الدين الرحبي :رضي الدين ابو الحجاج يوسف بن حيدرة بن الحسن الرحبي من االكابر في -68
صناعة الطب والمتعينين من اهلها ،وله القدر واالشتهار ،والذكر الشائع وله ايضاُ نظر في صناعة الطب
إال ان صناعة الكحل كانت اغلب عليه وعرف بها وسافر الى بغداد واشتغل بصناعة الطب وتمهر فيها،
وبقي رضي الدين قاطناً بدمشق ومالزماً للدكان لمعالجة المرضى ونسخ بها كتاباً كثيرة وبقي على تلك
الحال مدة ،ينظر :ابن ابي اصيبعة ،عيون االنباء ،ص .624
عيون االنباء ،ص. 673 -69
جبرائيل :كان المأمون يستخف يد جبرائيل ،الكحال ،ويذكر انه ما رأى أبداً على عين اخف من يده -70
واتخذ مراود ومكاحل ودستجا ودفعه إليه فكان أول من يدخل إليه في كل عند تسليمه من صالة الغداة،
فيغسل أجفانه ويكحل عينيه ،وكان يجري عليه ألف درهم في كل شهر ثم سقطت منزلته بعد ذلك وطرده
فلم يخدم المأمون بعده حتى توفي .ابن ابي اصيبعة ،ص .218
ابن ابي اصيبعة ،عيون االنباء ،ص.242 -71
السامرائي :العلوم الطبية في الدولة العربية اإلسالمية ،ص. 211- 210 -72
عيسى احمد :تاريخ البيمارستانات في االسالم ،المطبعة الهاشمية ( ،دمشق1939 :م) ،ص.19 -73
ابو المجد بن ابي الحكم :أبو المجد محمد بن أبي الحكم ،عبيد اهلل بن المظفر بن عبداهلل الباهلي ،ومن -74
الحكماء المشهورين ،والعلماء المذكورين واألفاضل في الصناعة الطبية ،واألماثل في علم الهندسة والنجوم،
وكان اشتغاله على والده وعلى غيره بصناعة الطب ،وتميز في علمها وعملها ،وصار من األكابر من
أهلها .ابن أبي اصيبعة ،عيون االنباء ،ص .581
ابن النفيس :المهذب في الكحل المجرب ،ص. 162 -75
304
إسهام علماء المسلمين في طب العيون م .م .بسام عبدالحميد حسين السامرائي
305
مجلة الملوية للدراسات اآلثارية والتاريخية ــ المجلد الثالث ــ العدد الرابع ـــ السنة الثالثة ــــ شباط 2016م
306