Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 166

‫ا‪ٞ‬نملكة العربية السعودية‬

‫كزارة التعليم‬
‫جامعة اإلماـ ‪١‬نمد بن سعود اإلسبلمية‬
‫الَّتبية‬
‫كلية ر‬
‫الَّتبية‬
‫قسم أصوؿ ر‬

‫الت ربية الن فسية للطفل في السنة النبوية وتطبيقات ها المعاصرة‬

‫رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في تخصص التربية اإلسالمية‬

‫إعداد‪:‬‬
‫مي بنت عبد اهلل بن علي شديد‬

‫إشراف‪:‬‬
‫د‪ .‬فوزية عبد المحسن بن عبد الكريم العبد الكريم‬
‫أستاذ الَّتبية إلسبلمية ا‪ٞ‬نشارؾ‬

‫العام الجامعي‬
‫‪4444‬ه‬
‫‪2023‬م‬
Thesis Approval

Thesis Title

By
Student Name

May Abdullah ali al shudayyid

This thesis has been approved and accepted in partial fulfillment of the
requirements for the degree of doctoral Degree in Islamic Education

Examination Committee

Name Rank Signature


Fawziah Abdulmohsen Associate
Advisor Abdulkarim
Professor
Co-Advisor
Committee ABDULLATIF A. J.
Member RABAH Professo
Committee REEM KHELAIF M
Member KHELAIF

Date of Defense: Date H. 19/10/1444 / Date AD. 9/5/2023

scientific department stamp


‫إىداءٌ‬
‫أىدي ىذا الجهد المت واضع‬

‫إلى من غابا عني جس ًدا‪ ،‬وما غابا عني ذك ًرا‪ ،‬وما غابت عني آثار دعواتهما التي ما زلت‬
‫أن عم بب ركتها‬

‫إلى أمي الغالية رحمها اهلل‬

‫وإلى أبي الغالي رحمو اهلل‬

‫فاللهم ث قل بو موازين حسناتهما‪ ،‬وارفع بو درجت هما يا حي يا ق يوم‬

‫الباحثة‬

‫أ‬
‫شكر وتقدير‬
‫ا‪ٜ‬نمد للرو الذم بنعمتو تىتم الصا‪ٜ‬نات‪ ،‬كالصبلةي كالسبلـ على نبينا و‬
‫‪١‬نمد كعلى آلو‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫كصحبًو أٗنعٌن‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫علي سبحانو من إٕناـ ‪ٟ‬نذا البحث‪ ،‬كتيسًن سبل‬


‫ضل بو ر‬ ‫فأشكر اهلل عز كجل على ما تف ر‬
‫كثًنا طيبنا مبارنكا فيو كما ي‪٪‬نب ربنا كيرضى‪.‬‬
‫٘ندا ن‬
‫إ‪٤‬نازه‪ ،‬فا‪ٜ‬نمد هلل ن‬
‫اعَّتافنا بالفضل ألىلو؛ فإين أتقدـ بالشكر ا‪ٛ‬نزيل ‪-‬بعد شكر اهلل تعاىل‪ٛ -‬نامعة اإلماـ‬
‫ت يل أبواهبا‪ ،‬كإىل قسم‬‫كشر ىع ٍ‬
‫‪١‬نمد بن سعود اإلسبلمية‪ ،‬اليت منحتين فرصة إكماؿ دراسيت ى‬
‫الَّتبية‪ ،‬كالسادة أعضاء ىيئة التدريس الذين كاف ‪ٟ‬نم األثر الكبًن ُب إعدادم ‪ٟ‬نذه‬ ‫أصوؿ ر‬
‫ا‪ٞ‬نرحلة‪ ،‬فالشكر ‪ٟ‬نم على ما ق ردموه يل من علم كتوجيو‪ ،‬كبارؾ اهلل ُب علمهم‪ ،‬كنفع هبم‪.‬‬

‫كأتق ردـ بالشكر ا‪ٛ‬نزيل إىل سعادة الدكتورة الفاضلة‪ /‬فوزية العبد الكرمي؛ لتفضلًها‬
‫باإلشراؼ على ىذه الدراسة‪ ،‬كما منحتين إياه من كقتها كجهدىا‪ ،‬كما ق رد ىمٍتو يل من نصح‬
‫كتوجيو كمبلحظات قيمة كتوجيهات نًنة كاف ‪ٟ‬نا األثر الكبًن ُب إ‪٤‬ناز ُنثي‪ ،‬فاهللى تعاىل أسأؿ‬
‫كعمبل كرفعة ُب الدنيا كاآلخرة‪.‬‬
‫علما ن‬ ‫يدىا ن‬ ‫أف ى‪٩‬نزيىها عين خًن ما ى‪٩‬نزم بو احملسنٌن‪ ،‬كأف يىز ى‬
‫أيضا إىل عضو ٍم ‪ٛ‬ننة ا‪ٞ‬نناقشة‪ :‬سعادة األستاذىيٍ ًن الفاضلى ٍ ً‬
‫ٌن‪ :‬سعادة‬ ‫كالشكر موصوؿ ن‬
‫ى‬
‫الدكتور عبداللطيف الرباح ‪ ،‬كسعادة الدكتورة رمي الباين ؛ على قىػبيو‪ٟ‬نما مناقشة ىذه الدراسة‬
‫كإثرائها بتوجيهاهتما كآرائهما‪ ،‬فأسأؿ اهلل ‪ٟ‬نما السداد‪ ،‬كأف ى‪٩‬ن ًزيىهما خًن ا‪ٛ‬نزاء‪.‬‬

‫كما أتقدـ بالشكر ا‪ٛ‬نزيل لكل من ساندين كأعانين ُب مسًنٌب‪ :‬زكجي العزيز‪ ،‬كإخواين‬
‫خًن ا‪ٛ‬نزاء‪.‬‬
‫علي‪ ،‬فجزاىم اهلل عين ى‬
‫كأخواٌب‪ ،‬ككل من لو فضل ر‬

‫ب‬
‫مستخلص الدراسة‬

‫عنوان الدراسة‪ :‬التربية النفسية للطفل في السنة النبوية وتطبيقاتها المعاصرة‪.‬‬

‫الباحثة‪ :‬مي بنت عبد اهلل بن علي شديد‪ .‬المشرف‪ :‬د‪ .‬فوزية بنت عبد احملسن العبد الكرمي‪.‬‬

‫الجامعة والكلية‪ :‬جامعة اإلماـ ‪١‬نمد بن سعود اإلسبلمية ‪ -‬كلية ر‬


‫الَّتبية‬ ‫الدرجة العلمية‪ :‬الدكتوراه‪.‬‬

‫العام الجامعي‪ُْْْ :‬ق ‪َِِِ /‬ـ‪.‬‬ ‫القسم والتخصص‪ :‬قسم أصوؿ تربية‪ ،‬تربية إسبلمية‪.‬‬

‫أىداف الدراسة‪ :‬ىدفت ىذه الدراسة إلى التعرف على معالم التربية النفسية للطفل في السنة النبوية‬
‫وتطبيقاتها المعاصرة‪ ،‬وذلك من خالل تحقيق األىداف الفرعية اآلتية‪:‬‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫­ معرفة األسس النرظريرة ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫­ معرفة جوانب ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫­ معرفة مبادئ ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫­ معرفة أساليب ر‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل‪ ،‬ا‪ٞ‬نستنبىطة من السنرة النربويرة من كجهة نظر ا‪ٝ‬نيىباء‪.‬‬ ‫الَّتبويرة ا‪ٞ‬نعاصرة ر‬
‫­ معرفة التطبيقات ر‬
‫االستنباطي‪.‬‬
‫ر‬ ‫ا‪ٞ‬ننهج‬
‫الوثائقي ك ى‬
‫ر‬ ‫الوصفي‬
‫ر‬ ‫ا‪ٞ‬ننهج‬
‫منهج الدراسة‪ :‬استخدمت الدراسة ى‬
‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪ ،‬كقد اشتملت على ا‪ٞ‬نعامل اآلتية؛‬ ‫ُ‪ -‬أكضحت الدراسة ا‪ٜ‬نالية معامل ر‬
‫األسس كا‪ٛ‬نوانب كا‪ٞ‬نبادئ كاألساليب‪ ،‬كفيما يلي أبرز نتائجها‪:‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنة النبوية تتضمن ‪ٙ‬نسة أسس‪ ،‬ىي‪ :‬فىػ ٍهم طبيعة الطفل‪ ،‬كالغاية الكبل‬ ‫ِ‪ -‬أف أسس ر‬
‫للَّتبية كالرؤية كا‪ٞ‬ننهج‪ ،‬كإعداد ا‪ٞ‬نريب‪.‬‬
‫الَّتبية‪ ،‬كاألىداؼ التفصيلية ر‬ ‫من ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل تتضمن عدة جوانب‪ ،‬ىي‪ :‬جانب الدكافع كالسلوؾ‪ ،‬كجانب االنفعاالت‪ ،‬كا‪ٛ‬نانب‬ ‫ّ‪ -‬أف ر‬
‫العقلي‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل تتض رمن اإلنصات ال ىفعٌاؿ للطفل‪ ،‬كالعواقب ال العقاب‪ ،‬كفهم االعتقاد خلف‬ ‫ْ‪ -‬أف مبادئ ر‬
‫السلوؾ‪ ،‬كأف األطفاؿ يتصرفوف بشكل أفضل عندما يشعركف بشعور جيد‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل متنوعة‪ ،‬كتشمل أسلوب صحبة الطفل‪ ،‬كحسن النداء‪ ،‬كا‪ٞ‬ندح كالثناء‪،‬‬ ‫ٓ‪ -‬أف أساليب ر‬
‫القصصي‪.‬‬
‫ر‬ ‫كالتر ٍكرار كالتدرج ُب ا‪ٝ‬نطوات‪ ،‬كالثواب كالعقاب‪ ،‬كا‪ٞ‬نناقشة كا‪ٜ‬نوار‪ ،‬كاألسلوب‬
‫الَّتبويرة للَّتبية النفسية للطفل ُب السنرة النربويرة ُب األسرة تتضمن مساعدة األسرة ُب تربية الطفل‬ ‫ٔ‪ -‬أف التطبيقات ر‬
‫الَّتبية الصحيحة ُب ا‪ٛ‬نانب النفسي‪ ،‬كُب ا‪ٞ‬ندرسة تتضمن مساعدة ا‪ٞ‬نعلم ُب معرفة األساليب النرفسيرة للتعامل مع الطفل‪.‬‬ ‫ر‬

‫ت‬
Abstract
Title of the study: psychological education of a child in the Sunnah
and its contemporary applications.
Researcher: Mai bint Abdullah bin Ali Shadid.
Supervisor: Prof. Dr. Fawzia bint Abdul Mohsen Al-Abdulkarim
Degree: Ph.D.
University and College: Imam Muhammad Ibn Saud Islamic
University - College of Education.
Department and specialization: Department of Fundamentals of
Education, Islamic Education.
Academic year: 1444 AH / 2022 AD.
Objectives of the Study: This study aimed to identify the features of
the psychological education of a child in the Sunnah and its contemporary
applications, by achieving the following sub-objectives:
- Identifying the theoretical bases of the psychological education of a
child in the Sunnah.
- Identifying the aspects of the psychological education of a child in
the Sunnah.
- Identifying the principles of the psychological education of a child in
the Sunnah.
- Identifying the methods of the psychological education of a child in
the Sunnah.
- Identifying the contemporary educational applications of the
psychological education of a child, derived from the Sunnah from the point
of view of the experts.
- Methodology: The study used the descriptive documentary approach
and the deductive approach.
The results of the study:
1- It showed the features of the psychological education of a
child in the Sunnah, and it included the following features; The bases,
aspects, principles and methods, and the following are its main results:
2- The bases of the psychological education of a child include
five bases: understanding the nature of the child, the main purpose of
education, the detailed objectives of education, vision and curriculum, and
preparing the educator.
3- The psychological education of a child includes several
aspects: the motivations and behavior aspect, the emotions aspect, and the
mental aspect.
4- The principles of the psychological education of a child
include actively listening to the child, the consequences rather than
physical punishment, dealing with the Belief behind the Behavior, and that
children perform better when they feel good.

‫ث‬
5- There are various methods of psychological education of a
child, that include the method of being in the child's company, calling the
child in a good manner, praising and compliment, replication and scaling,
reward and punishment, discussion and dialogue, and the storytelling
method.
6- The educational applications for a child in the Sunnah in the
family includes: helping the family to raise a child properly regarding the
psychological aspect, and in the school includes: assisting the teacher to
identify the psychological methods of dealing with the child.

‫ج‬
‫فهرس المحتويات‪.‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫أ‬ ‫إً ٍى ىداءه‪.‬‬
‫ب‬ ‫شكر كتقدير‪.‬‬
‫ت‬ ‫مستخلىص الدر ً‬
‫اسة‪.‬‬ ‫ي‬
‫ث‬ ‫‪Abstract‬‬
‫ح‬ ‫فهرس احملتويات‪.‬‬
‫ر‬ ‫فهرس اآليات‪.‬‬
‫ش‬ ‫فهرس األحاديث‪.‬‬
‫ُ‪ُْ -‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬التعريف بموضوع الدراسة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫التعريف ّنوضوع الدراسة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‪ٕ -‬نهيد‪.‬‬
‫ٓ‬ ‫موضوع الدراسة‪.‬‬
‫ٖ‬ ‫ِ‪ -‬أسئلة الدراسة‪.‬‬
‫ٖ‬ ‫ّ‪ -‬أىداؼ الدراسة‪.‬‬
‫ٗ‬ ‫ْ‪ -‬أ‪٨‬نية الدراسة‪.‬‬
‫ٗ‬ ‫أ‪ -‬األ‪٨‬نية النرظريرة‪.‬‬
‫ٗ‬ ‫ب‪ -‬األ‪٨‬نيرة الترطٍبيقيرة‪.‬‬
‫َُ‬ ‫ٓ‪ -‬حدكد الدراسة‪.‬‬
‫َُ‬ ‫ٔ‪ -‬مصطلحات الدراسة‪.‬‬
‫ُُ‬ ‫للَّتبية النرفسيرة للطفل‪.‬‬
‫التعريف اإلجرائي ر‬
‫ُُ‬ ‫ٕ‪ -‬منهج الدراسة كإجراءاهتا‪.‬‬
‫ُٓ‪َٓ -‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار النظري والدراسات السابقة‪.‬‬
‫ُٔ‬ ‫اإلطار النرظرم كالدراسات ال رسابقة‪.‬‬
‫ُٔ‬ ‫أكال‪ -‬اإلطار النظرم‪.‬‬
‫ن‬
‫ُٕ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نبحث األكؿ‪ :‬ر‬
‫ُٕ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة‪.‬‬
‫مفهوـ ر‬
‫ح‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫ُٕ‬ ‫الَّتبية‪.‬‬
‫ر‬
‫ُٕ‬ ‫النرفسيرة‪.‬‬
‫ُٖ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة‪.‬‬
‫ر‬
‫ُٖ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة‪.‬‬
‫أىداؼ ر‬
‫ُٗ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة‪.‬‬
‫خصائص ر‬
‫َِ‬ ‫بالَّتبية النرفسيرة‪.‬‬
‫نظريات ‪ٟ‬نا صلة ر‬
‫َِ‬ ‫النرظريرة السلوكية‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫نقد النرظريرة السلوكية‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫نظرية ا‪ٜ‬ناجات‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫نقد نظرية ا‪ٜ‬ناجات‪.‬‬
‫ِْ‬ ‫نظرية التحليل النفسي‪.‬‬
‫ِْ‬ ‫النرظريرة البنائية لبياجيو‪.‬‬
‫ِٔ‬ ‫ا‪ٞ‬نبحث الثاين‪ :‬الطفل‪.‬‬
‫ِٔ‬ ‫مفهوـ الطفل‪.‬‬
‫ِٔ‬ ‫أ‪٨‬نيرة مرحلة الط يفولة‪.‬‬
‫ِٕ‬ ‫خصائص النمو ‪ٞ‬نرحلة الط يفولة‪.‬‬
‫ِٖ‬ ‫مو ُب مرحلة الط يفولة‪.‬‬
‫مطالب الن ٌ‬
‫ِٖ‬ ‫رفسي ُب مرحلة الط يفولة‪.‬‬
‫مو الن ٌ‬
‫خصائص الن ٌ‬
‫َّ‬ ‫ا‪ٞ‬نبحث الثالث‪ :‬الطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫حقوؽ الطفل ُب اإلسبلـ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫مكانة الطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫ّّ‬ ‫الَّتبية النبوية‪.‬‬
‫خصائص ر‬
‫ّٓ‬ ‫الَّتبية‪.‬‬
‫الوسائل النبوية ُب ر‬
‫ّٔ‬ ‫الَّتبية النبوية‪.‬‬
‫‪٠‬ناالت ر‬
‫َْ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نبحث الرابع‪ :‬األسرة كا‪ٞ‬ندرسة كدكر‪٨‬نا ُب ر‬
‫َْ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة‪.‬‬
‫دكر األسرة ُب ر‬

‫خ‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫ِْ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة للطفل‪.‬‬
‫دكر ا‪ٞ‬ندرسة ُب ر‬
‫ّْ‬ ‫ثانينا‪ :‬الدراسات السابقة‪.‬‬
‫ّْ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة‪.‬‬
‫احملور األكؿ‪ :‬الدراسات اليت تناكلت ر‬
‫ْٔ‬ ‫احملور الثاين‪ :‬الدراسات اليت تناكلت الطفل‪.‬‬
‫ْٗ‬ ‫التعليق على الدراسات السابقة‪.‬‬
‫َٓ‬ ‫أكجو االستفادة من الدراسات السابقة‪.‬‬
‫ُٓ‪ٖٔ -‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬األسس النظرية للتربية النفسية للطفل في السنة النبوية‪.‬‬
‫ِٓ‬ ‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫األسس النرظريرة ر‬
‫ِٓ‬ ‫ا‪ٞ‬نبحث األكؿ‪ :‬مفهوـ األسس‪.‬‬
‫ّٓ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة للطفل‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نبحث الثاين‪ :‬أسس ر‬
‫ٗٔ‪ْٗ -‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬جوانب التربية النفسية للطفل في السنة النبوية‪.‬‬
‫َٕ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫جوانب ر‬
‫َٕ‬ ‫ا‪ٞ‬نبحث األكؿ‪ :‬جوانب الدكافع السلوكية‪.‬‬
‫ِٖ‬ ‫ا‪ٞ‬نبحث الثاين‪ :‬جانب االنفعاالت‪.‬‬
‫ٖٗ‬ ‫الَّتبية العقلية للطفل‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نبحث الثالث‪ :‬جانب ر‬
‫ٓٗ‪َُْ -‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬مبادئ التربية النفسية للطفل في السنة النبوية‪.‬‬
‫ٔٗ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫مبادئ ر‬
‫ٔٗ‬ ‫ا‪ٞ‬نبحث األكؿ‪ :‬مفهوـ ا‪ٞ‬نبادئ‪.‬‬
‫ٕٗ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نبحث الثاين‪ :‬مبادئ ر‬
‫َُٓ‪ُُٗ -‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬أساليب التربية النفسية للطفل في السنة النبوية‪.‬‬
‫َُٔ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫أساليب ر‬
‫َُٔ‬ ‫ا‪ٞ‬نبحث األكؿ‪ :‬مفهوـ األساليب‪.‬‬
‫َُٕ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نبحث الثاين‪ :‬أساليب ر‬
‫َُِ‪ُِٖ -‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬التطبيقات التربوية المعاصرة للتربية النفسية للطفل‬
‫المستنبطة من السنة النبوية‪.‬‬
‫ُُِ‬ ‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ا‪ٞ‬نستنبطة من السنرة النربويرة‪.‬‬
‫الَّتبويرة ا‪ٞ‬نعاصرة ر‬
‫الترطٍبيقات ر‬

‫د‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫ُُِ‬ ‫للَّتبية النرفسيرة للطفل كا‪ٞ‬نستنبىطة من السنرة النربويرة ُب األسرة‪.‬‬
‫الَّتبويرة ا‪ٞ‬نعاصرة ر‬
‫‪ -‬الترطٍبيقات ر‬
‫ُُِ‬ ‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة ُب ا‪ٛ‬نانب االنفعايل‪.‬‬
‫الَّتبويرة ر‬
‫أ‪ -‬الترطٍبيقات ر‬
‫ُِِ‬ ‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة ُب جانب الدكافع‬
‫الَّتبويرة ر‬
‫ب‪ -‬الترطٍبيقات ر‬
‫السلوكية‪.‬‬
‫ُِّ‬ ‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة ُب ا‪ٛ‬نانب العقلي‪.‬‬
‫الَّتبويرة ر‬
‫ج‪ -‬الترطٍبيقات ر‬
‫ُِْ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫الَّتبويرة ألساليب ر‬
‫أ‪ -‬الترطٍبيقات ر‬
‫ُِٓ‬ ‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫الَّتبويرة ‪ٞ‬نبادئ ر‬
‫ب‪ -‬الترطٍبيقات ر‬
‫ُِٓ‬ ‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة ُب ا‪ٞ‬ندرسة‪.‬‬
‫الَّتبويرة ر‬
‫‪ -‬الترطٍبيقات ر‬
‫ُِٔ‬ ‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة ُب ا‪ٞ‬ندرسة‪.‬‬
‫أكال‪٣ :‬نارسات ا‪ٞ‬نعلم ر‬
‫ن‬
‫ُِٕ‬ ‫بالَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة‬
‫ثانينا‪ :‬البامج كالدكرات ا‪ٞ‬نقدرمة للمعلم لتعزيز معرفتو ر‬
‫النربويرة‪.‬‬
‫ُِٗ‪ُْْ -‬‬ ‫الفصل الثامن‪ :‬ملخص الدراسة وتوصياتها ومقترحاتها‪.‬‬
‫َُّ‬ ‫كمقَّتحاهتا‪.‬‬
‫مل رخص الدراسة كتوصياهتا ى‬
‫َُّ‬ ‫ُ‪ -‬ملخص الدراسة‪.‬‬
‫ُِّ‬ ‫ِ‪ -‬أبرز النتائج‪.‬‬
‫ُّٔ‬ ‫ّ‪ -‬توصيات الدراسة‪.‬‬
‫ُّٕ‬ ‫ْ‪ -‬مقَّتحات الدراسة‪.‬‬
‫ُّٗ‬ ‫ا‪ٞ‬نراجع كا‪ٞ‬نصادر‪.‬‬

‫ذ‬
‫فهرس اآليات‪.‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫السورة‬ ‫اآلية‬ ‫م‬
‫ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉﱊ‬

‫ﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫البقرة‬ ‫ُ‬
‫ﱔ ﱕ ﱖ ﱗﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ‬

‫ﱞﱟﱠ‬

‫ﱡﭐﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ‬

‫ٔ‬ ‫ُُٓ‬ ‫البقرة‬ ‫ﲭﲮﲯ ﲰﲱﲲﲳ‬ ‫ِ‬


‫ﲴﲵﲶ ﱠ‬

‫ﱡﭐ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ‬

‫ٕٔ‬ ‫ُٗٓ‬ ‫البقرة‬ ‫ﲙﲚﲛ ﲜﲝﲞﲟﲠﲡ‬ ‫ّ‬


‫ﲢﲣﲤ ﱠ‬

‫ﱡﭐ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ‬

‫ﱕ ﱖ ﱗﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ‬
‫ٓ‪ِٔ ،‬‬ ‫ُٗٓ‬ ‫آؿ عمراف‬ ‫ْ‬
‫ﱝ ﱞ ﱟﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥﱦ ﱧ ﱨ ﱩ‬

‫ﱪﱫﱠ‬

‫ﱡﭐ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﲃ ﲄ ﲅ‬

‫ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ‬
‫ُِ‬ ‫ّٖ‬ ‫النساء‬ ‫ٓ‬
‫ﲓ ﲔ‬ ‫ﲎ ﲏﲐ ﲑ ﲒ‬

‫ﲕﲖﲗﲘﲙﲚ ﱠ‬

‫ﱡﭐ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ا‪ٞ‬نائدة‬ ‫ٔ‬
‫ﱳ ﱴ ﱵﱠ‬

‫ﱡﭐ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ‬

‫ٓ‬ ‫ُِٖ‬ ‫التوبة‬ ‫ﲨ‬ ‫ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ‬ ‫ٕ‬


‫ﲩﲪ ﱠ‬

‫ُٔ‬ ‫ِٕ‬ ‫ا‪ٜ‬نجر‬ ‫ﱡﭐ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱠ‬ ‫ٖ‬

‫ر‬
‫رقم الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫السورة‬ ‫اآلية‬ ‫م‬
‫ﱡﭐ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ‬
‫ّّ‬ ‫ِٕ‬ ‫النحل‬ ‫ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞﳟ ﳠ‬ ‫ٗ‬
‫ﳡﳢﳣﳤﳥ ﳦ ﱠ‬

‫ﱡﭐ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ‬

‫ٖٗ‬ ‫ٖٕ‬ ‫النحل‬ ‫ﲹ ﲺﲻﲼﲽﲾ‬ ‫َُ‬


‫ﲿﳀ ﱠ‬

‫ﱡﭐﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ‬
‫ٗٓ‬ ‫ِْ‬ ‫اإلسراء‬ ‫ُُ‬
‫ﲪﲫﲬ ﲭﲮﱠ‬

‫ﱡﭐ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱳ ﱴ‬
‫ِّ‬ ‫ُُّ‬ ‫اإلسراء‬ ‫ُِ‬
‫ﱵﱶ ﱷ ﱸﱹﱠ‬

‫ﱡﭐﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅﱆ ﱇ ﱈ‬
‫ّّ‬ ‫ْٔ‬ ‫الكهف‬ ‫ُّ‬
‫ﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱠ‬

‫ٓ‬ ‫َُٕ‬ ‫األنبياء‬ ‫ﱡﭐ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﱠ‬ ‫ُْ‬


‫ُُ‪ِٔ ،‬‬ ‫ٓ‬ ‫ا‪ٜ‬نج‬ ‫ﱡﭐ ﲟ ﲠ ﲡ ﱠ‬ ‫ُٓ‬
‫ﱡﭐ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚﲛ ﲜ ﲝ‬
‫ٔٗ‬ ‫َِ‬ ‫العنكبوت‬ ‫ُٔ‬
‫ﲞﲟﲠﲡ ﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﱠ‬

‫ﱡﭐﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫﲬ ﲭ‬
‫ﲮﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ‬
‫ُٔ‬ ‫ٔ‬ ‫األحزاب‬ ‫ُٕ‬
‫ﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿ‬

‫ﳀﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆﳇﱠ‬

‫ﱡﭐ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ‬
‫ٗ‬ ‫ُِ‬ ‫األحزاب‬ ‫ُٖ‬
‫ﳊﳋﳌﳍﳎ ﳏ ﱠ‬

‫ٕٓ‬ ‫ٔٓ‬ ‫الذاريات‬ ‫ﱡﭐ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱠ‬ ‫ُٗ‬


‫ٓ‬ ‫ّ‪ْ -‬‬ ‫النجم‬ ‫ﱡﭐ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ‬ ‫َِ‬
‫ﱡﭐﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗﲘ‬
‫ٗ‬ ‫ٕ‬ ‫ا‪ٜ‬نشر‬ ‫ُِ‬
‫ﲙ ﲚﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﱠ‬

‫ز‬
‫رقم الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫السورة‬ ‫اآلية‬ ‫م‬
‫ﱡﭐ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ‬

‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ا‪ٛ‬نمعة‬ ‫ﱘﱙﱚﱛﱜﱝ ﱞﱟ‬ ‫ِِ‬


‫ﱠ ﱡ ﱢﱣﱠ‬

‫ﱡﭐ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍﳎ‬
‫ٖٗ‬ ‫ِّ‬ ‫ا‪ٞ‬نلك‬ ‫ِّ‬
‫ﳏ ﳐﳑ ﳒﱠ‬

‫ُٔ‬ ‫ِ‬ ‫القلم‬ ‫ﱡﭐ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﱠ‬ ‫ِْ‬


‫ٔٗ‬ ‫ُّ‬ ‫البكج‬ ‫ﱡﭐﲣﲤﲥﲦﲧﱠ‬ ‫ِٓ‬
‫ﱡﭐ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ‬
‫ٔٔ‬ ‫ٓ‬ ‫البينة‬ ‫ِٔ‬
‫ﲵ ﲶ ﲷ ﲸﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﱠ‬

‫ٕٔ‪ّٗ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫النصر‬ ‫ﱡﭐﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱠ‬ ‫ِٕ‬


‫ﱡﭐ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱳ ﱴ ﱵ‬
‫ٕٔ‪ّٗ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫النصر‬ ‫ِٖ‬
‫ﱶﱷ ﱠ‬

‫س‬
‫فهرس األحاديث‪.‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الحديث‬ ‫م‬


‫ْٔ‪َُُ ،ٖٔ ،ُٖ ،‬‬ ‫ىخلً ًقي‬ ‫ً‬
‫ىخلقي‪ٍ ،‬بير أبٍلي كأ ٍ‬
‫أبلًي كأىخلً ًقي‪ٍ ،‬بير أبلًي كأ ً ً‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫أتى ٍش ىفع ُب حد ًمن ح يد ً‬
‫كد اللر ًو‪ٍ ،‬بير قى ىاـ فى‬
‫ك‬ ‫قاؿ‪ :‬إر‪٧‬نا ٍأىلى ى‬
‫ب‪ٍ ،‬بير ى‬ ‫ى‬ ‫اختىطى‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ي ى‬
‫ّٓ‬ ‫ً‬ ‫رً‬ ‫ِ‬
‫ين قىػٍبػلى يك ٍم‪ ،‬أنػ يره ٍم ىكانيوا إ ىذا ىسىر ىؽ في ًه يم ال رش ًر ي‬
‫يف تىػىريكوهي‬ ‫الذ ى‬
‫ص ىدقىوة‬
‫ى‬ ‫ات اإلنٍ ىسا يف انٍػ ىقطى ىع عٍنو ىع ىمليوي إًرال ًمن ثىىبلثىوة‪ :‬إًرال ًمن‬ ‫ى‬ ‫إًذىا ىم‬
‫ّّ‬ ‫ّ‬
‫صالً وح يى ٍدعيو لو‬ ‫و‬ ‫ًً‬ ‫و ً‬
‫ىجا ًريىة‪ ،‬أ ٍىك ع ٍل وم يػيٍنتىػ ىف يع بو‪ ،‬أ ٍىك ىكلىد ى‬
‫وراءى إىل قيػىرل‬ ‫أ ٍىر ىس ىل النرب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬ىغ ىدا ىة ىع ي‬
‫اش ى‬
‫صائً نما‪،‬‬ ‫ً ً ًً‬ ‫ً‬
‫ّٕ‪ُُِ ،‬‬ ‫أصبى ىح ى‬
‫كمن ٍ‬ ‫أصبى ىح يم ٍفطنرا‪ ،‬فىػ ٍلييت رم بىقير ىة يىومو‪ ،‬ى‬‫صا ًر‪ :‬ىمن ٍ‬ ‫األنٍ ى‬ ‫ْ‬
‫ص ٍم‬‫فىليى ي‬
‫ْٖ‬ ‫‪١‬نمدا ُب أىل بيتو‬ ‫ٓ ارقبوا ن‬
‫ً‬
‫ٕٔ‬
‫أح ندا‬‫ت بو ى‬ ‫إيل النب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬سًّرا‪ ،‬فىما ٍ‬
‫أخبىػ ٍر ي‬ ‫ىسر ىر‬ ‫ٔ أى‬
‫أخبىػ ٍرتػي ىها ًبو‬
‫بػى ٍع ىدهي‪ ،‬كل ىق ٍد ىسأىلىٍت ًين أيـ يسلىٍي وم فىما ٍ‬
‫صا ًمن‬ ‫ً‬ ‫راس بش ىفاعيت يوـ ً‬
‫القيى ىام ًة ىمن قى ى‬
‫ٕٗ‪ُُْ ،‬‬ ‫اؿ‪ :‬ال إلىوى رإال اللروي ىخال ن‬ ‫أس ىع يد الن ً ى ى ى ى‬ ‫ٍ‬
‫ٕ قًب ًل نػى ٍف ًسوً‬
‫ى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ت ىسائًىر كلىد ىؾ ًمثٍ ىل ىذا؟ ى‬
‫ّٕ‬ ‫قاؿ‪ :‬فىاتػر يقوا اللروى ك ٍاعدليوا ٍ ى‬
‫بٌن‬ ‫قاؿ‪ :‬ىال‪ ،‬ى‬ ‫أعطىٍي ى‬ ‫ٍ‬
‫ٖ‬
‫ً‬
‫ٍأكىالد يك ٍم!‬
‫اؽ‪ :‬أىعوذي ب ىكلًم ً‬
‫ات اللر ًو‬ ‫إ رف أىبا يكما كا ىف يػعوذي هبا ٍ ً‬
‫ِٗ‬ ‫ى‬ ‫كإس ىح ى ي‬ ‫يل ٍ‬ ‫إ‪ٚ‬نىاع ى‬ ‫يى ى‬ ‫ى‬
‫ٌن ىال رم وة‬
‫كم ٍن يكل ىع ٍ و‬ ‫اف كىا رم وة‪ً ،‬‬‫ٗ الترا رم ًة‪ً ،‬من يكل شيطى و‬
‫ى‬
‫ً‬ ‫ً ً ً‬
‫ّٔ‬
‫اعوي ًُب‬‫ضى‬ ‫ات ًُب الثرد ًم‪ ،‬ىكإً رف لىوي لىظ ىئري ًن ت ىكم ىبل ًف ىر ى‬ ‫ابين ىم ى‬ ‫يم ً‬
‫َُ إ رف إ ىبراى ى‬
‫ا‪ٛ‬نىن ًرة‬

‫ٕٗ‬
‫ضوءنا‪،‬‬ ‫ت لو ىك ي‬ ‫ض ٍع ي‬ ‫النب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬ىد ىخ ىل ا‪ٝ‬نىىبلءى‪ ،‬فىػ ىو ى‬ ‫ُُ أ رف ر‬
‫قاؿ‪ :‬اللر يه رم فىػق ٍهوي ُب الدي ًن‬ ‫يخً ىب‪ ،‬فى ى‬‫كض ىع ىذا؟ فىأ ٍ‬ ‫قاؿ‪ :‬ىمن ى‬ ‫ى‬
‫اؿ‪ :‬ىكا ىف النًرب ‪-‬صلى اهلل‬ ‫ياف فى ىسلر ىم ىعلىٍي ًه ٍم‪ ،‬كقى ى‬ ‫أ رف أنس مر علىى ًصب و‬
‫ّٕ‪ٕٓ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ُِ‬
‫عليو كسلم‪ -‬يػى ٍف ىعلي يو‬

‫ش‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الحديث‬ ‫م‬
‫ً ً ًً‬ ‫ًً‬
‫إ ٍف تىطٍ ىعنيوا ُب ىإم ىارتو‪ ،‬ف ىق ٍد يكٍنتي ٍم تىطٍ ىعنيو ىف ُب ىإم ىارةً أبًيو من قىػٍبلو‪ ،‬ك ٍاميي‬
‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫َُُ‬ ‫إيل‪ ،‬كإ رف ىذا‬ ‫راس ىر‬ ‫أحب الن ً‬ ‫اللرو إ ٍف كا ىف ى‪ٝ‬نىلي نقا ل ًٍئل ٍمىرةً‪ ،‬كإ ٍف كا ىف لىم ٍن ى‬ ‫ُّ‬
‫أحب الن ً‬ ‫ً‬
‫إيل بػى ٍع ىدهي‬
‫راس ىر‬ ‫لىم ٍن ى‬
‫ع‪ ،‬كأ ٍىع ىمى‪ ،‬فأر ىاد اللروي أ ٍف‬ ‫ص‪ ،‬كأىقٍػىر‬ ‫يل‪ :‬أبٍػىر‬ ‫إ رف ثىبلثىةن ُب ب ًين إسرائً‬
‫ُُٖ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى ٍ‬ ‫ُْ‬
‫ث إلي ًهم ىملى نكا‬ ‫ً‬
‫يػىٍبتىليىػ يه ٍم‪ ،‬فىػبىػ ىع ى‬
‫ض يل؟‬ ‫الع ىم ًل أفٍ ى‬
‫ى‬ ‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ -‬يسئً ىل‪ :‬أم‬ ‫ى‬ ‫سوؿ اللر ًو ‪-‬‬ ‫أ رف ىر ى‬
‫ّٔ‬ ‫قاؿ‪ :‬إ‪٬‬نىا هف باللر ًو كرسولًًو‪ .‬قيل‪ٍ :‬بير ما ىذا؟ ى ً‬ ‫ُٓ‬
‫بيل اللر ًو‬
‫اد ُب ىس ً‬ ‫قاؿ‪ :‬ا‪ٛ‬ن ىه ي‬ ‫ى ى‬ ‫ى‬ ‫فى ى‬
‫ِٕ‪َُّ ،ٖٗ ،‬‬ ‫فسلرم عليهم‬ ‫ً و‬
‫أف رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ىمر ىعلى غ ٍلماف ى‬ ‫ُٔ‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬‬ ‫اىا ىر ي‬ ‫ى‬ ‫يل‪ :‬تػيىزكي نػى ٍف ىس ىها‪ ،‬فى ىس رم‬‫ى‬ ‫ا‪ٚ‬ني ىها بىػرةى‪ً ،‬فق‬ ‫ب كا ىف ٍ‬ ‫ى‬ ‫أ رف ىزيٍػنى‬
‫ُّ‬ ‫ُٕ‬
‫ب‬ ‫ر‬ ‫ىر‬
‫صلى اهللي عليو كسل ىم‪ -‬ىزيٍػنى ى‬
‫كرقيػ ىها‪ ،‬كىي ىمثى يل ا‪ٞ‬ن ٍسلً ًم‪ ،‬ىحدثي ًوين ىما‬ ‫ى‬ ‫ط‬‫رج ًر ىش ىجىرةن ال يى ٍس يق ي‬ ‫ى‬ ‫إ رف ًم ىن الش‬
‫ّٖ‪ُُٔ ،ُٗ ،ٕٖ ،‬‬ ‫ي‬ ‫ُٖ‬
‫ًى ىي؟‬
‫أنا ككافل اليتيم ُب ا‪ٛ‬ننة ىكذا‪ ،‬كأشار بالسبابة كالوسطى كفر ىج‬
‫ٖٓ‬ ‫ُٗ‬
‫بينهما‬
‫ىخ ىشا يك ٍم لًلر ًو كأىتٍػ ىقا يك ٍم لو‪،‬‬ ‫ً‬
‫ين قيلتي ٍم ىك ىذا كىك ىذا؟! أ ىىما كاللرو إين ىأل ٍ‬
‫رً‬
‫أنٍػتي يم الذ ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ّْ‬ ‫ب عن‬ ‫فمن ىرغ ى‬ ‫يصلي كأ ٍىرقي يد‪ ،‬كأىتىػىزرك يج الن ىساءى‪ ،‬ى‬ ‫وـ كأيفٍط ير‪ ،‬كأ ى‬ ‫أص ي‬‫لىكين ي‬ ‫َِ‬
‫فليس ًمين‬ ‫يسنريت ى‬
‫ٔٔ‬ ‫إ‪٧‬نا األعماؿ بالن ًية‪ ،‬كإ‪٧‬نا لكل امر وئ ما نول‬ ‫ُِ‬
‫حّت تػي ٍف ىه ىم عٍنو‪ ،‬كإذىا أتىى‬ ‫أع ىاد ىىا ثىىبلثنا‪ ،‬ر‬ ‫ى‬ ‫أنروي كا ىف إذىا تى ىكلر ىم ب ىكلً ىم وة‬
‫ُُِ‬ ‫ِِ‬
‫علىى قىػ ٍووـ فى ىسلر ىم عليهم‪ ،‬ىسلر ىم عليهم ثىىبلثنا‬
‫ّٔ‪ْٖ ،‬‬ ‫رحم‬ ‫ً‬
‫رحم ىال يي ى‬ ‫إنروي ىمن ىال يى ى‬ ‫ِّ‬
‫صًب‪،‬‬ ‫يد أ ٍف أيطىو ىؿ فً ىيها‪ٍ ،‬‬
‫فأ‪ٚ‬نى يع بي ىكاءى ال ر‬ ‫ص ىبلةً كأىنىا أي ًر ي‬ ‫وـ إىل ال ر‬ ‫إين ىألىقي ي‬
‫ِٔ‬ ‫ِْ‬
‫أش رق علىى أيم ًو‬ ‫ص ىبلٌب ىكىراىيةى أ ٍف ي‬ ‫فأْنى رويز ُب ى‬ ‫ى‬
‫ٔ‬ ‫ثت ر٘نةن‬ ‫ً‬
‫ث ٌلعانا‪ ،‬كإ‪٧‬نا بيع ي‬ ‫يبع ٍ‬
‫إين مل أ ى‬ ‫ِٓ‬
‫ت ًمٍنطىنقا لًتيػ ىعف ىي‬ ‫يل؛ رأنى ىذ ٍ‬
‫ى‬
‫إ‪ٚ‬ن ً‬
‫اع‬ ‫ى‬ ‫أىرك ىؿ ما رأنى ىذ الن ىساءي ا‪ٞ‬نًٍنطى ىق ًمن قًبى ًل أيـ ٍ‬
‫ُُٖ‬ ‫ِٔ‬
‫أىثػىىرىىا علىى ىس ىارىة‬

‫ص‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الحديث‬ ‫م‬
‫قاؿ‪ :‬ىمن‬ ‫ت‪ُ :‬ب ال رس ىم ًاء‪ ،‬ى‬ ‫قاؿ ى‪ٟ‬نىا‪ :‬أيٍ ىن اللروي؟ قالى ٍ‬ ‫ائٍتًًين هبىا‪ ،‬فأتىػٍيتيوي هبىا‪ ،‬فى ى‬
‫ٕٕ‬ ‫ِٕ‬
‫أعتً ٍق ىها؛ فإنػ ىرها يم ٍؤًمنىةه‬ ‫قاؿ‪ٍ :‬‬ ‫ت ىرسو يؿ اهللً‪ ،‬ى‬ ‫ت‪ :‬أنٍ ى‬ ‫أنىا؟ قالى ٍ‬
‫كٗن ًا‪ٟ‬نا‪ ،‬كلً ًدينًها‪ ،‬فاظٍ ىفر ً‬
‫بذات‬ ‫ك‪ٜ‬نى ىسبًها‪ ،‬ى‬ ‫ما‪ٟ‬نا‪ً ،‬‬ ‫تػيٍن ىكح ا‪ٞ‬نرأىةي ألرب وع‪ :‬لً ً‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ي ىٍ ٍ ى‬ ‫ِٖ‬
‫داؾ‬
‫ت يى ى‬ ‫الدي ًن‪ ،‬تى ًربى ٍ‬
‫ً ًً‬ ‫خ ىدمت ر ى ً‬
‫ٖٖ‪ُُْ ،‬‬ ‫ٌن‪ ،‬فىما أ ٍىعلى يموي‬ ‫سوؿ اهلل ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬ت ٍس ىع سن ى‬ ‫ى ٍ ي ى‬ ‫ِٗ‬
‫اب ىعلى ري شيئنا قىط‬ ‫ً‬
‫ت ىك ىذا ىكىك ىذا؟ ىكىال ىع ى‬ ‫اؿ يل قىط‪ :‬ملى فىػ ىع ٍل ى‬ ‫قى‬

‫ٔٓ‪ِٔ ،‬‬
‫اص‬‫الع ً‬ ‫ت ًأيب ى‬ ‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ -‬كأ ىيم ىامةي بٍن ي‬ ‫ىخىر ىج ىعلىٍيػنىا النب ‪ -‬ى‬ ‫َّ‬
‫ًً ً‬
‫كض ىعها‪ ،‬كإ ىذا ىرفى ىع ىرفىػ ىع ىها‬ ‫صلرى‪ ،‬فىًإ ىذا ىرىك ىع ى‬ ‫علىى ىعاتقو‪ ،‬فى ى‬
‫ْٖ‬ ‫ذىبنا نتلقى رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬إىل ثىنير ًة الوداع‬ ‫ُّ‬
‫ت ًأيب‬ ‫راس كأ ىيم ىامةي بٍن ي‬ ‫ر‬ ‫النب ‪ -‬ى ر ر‬
‫صلى اللوي عليو كسل ىم‪ -‬يػى يؤـ الن ى‬ ‫ت ر‬ ‫ىرأىيٍ ي‬
‫ٔٓ‪ِٔ ،‬‬ ‫صلرى اللروي عليو كسلر ىم‪ -‬علىى‬ ‫ً‬ ‫الع ً‬
‫ب بٍنت النب ى‬ ‫اص ‪-‬كىي ابٍػنىةي ىزيٍػنى ى‬ ‫ى‬ ‫ِّ‬
‫ىعاتًًق ًو‬
‫ً ً‬
‫ِٕ‪َُّ ،‬‬
‫يكىل‪ٍ ،‬بير ىخىر ىج‬
‫ص ىبل ىة األ ى‬ ‫ت مع ىرسوؿ اهلل ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬ى‬ ‫صلرٍي ي‬ ‫ى‬ ‫ّّ‬
‫استىػ ٍقبىػلىوي ًكلٍ ىدا هف‬ ‫ًً‬
‫ت معوي‪ ،‬فى ٍ‬ ‫إىل أ ٍىىلو ىك ىخىر ٍج ي‬
‫كقاؿ‪ :‬اللر يه رم ىعل ٍموي‬ ‫ص ٍد ًرهً‪ ،‬ى‬ ‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ -‬إىل ى‬ ‫ض رم ًين النب ‪ -‬ى‬ ‫ى‬
‫ّْ‪ّٗ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ّْ‬
‫ٍمةى‬
‫ا‪ٜ‬نك ى‬
‫ً‬
‫َُٕ‬
‫ص ىبلتى يك ٍم كأ ٍىر ىخى‬ ‫فأش ىار إلىٍيػنىا النب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬أ ٍف إٔنوا ى‬ ‫ى‬
‫ّٓ‬
‫وم ًو‬
‫السٍتػر فىػتيػوُب ًمن ي ً‬
‫ى يى ى‬
‫ت إىل ىجٍنبً ًو األيٍ ىس ًر‪،‬‬ ‫سوؿ اهلل ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬فىػ يق ٍم ي‬
‫فىػ ىقاـ ر ي ً‬
‫ىى‬
‫فأخ ىذ بيىدم فى ىج ىعلى ًين ًمن ًشق ًو ٍ‬ ‫ً‬
‫َُٖ‬ ‫ت يىأٍ يخ يذ‬ ‫ت إذىا أى ٍغ ىفٍي ي‬ ‫األ‪٬‬نى ًن‪ ،‬فى ىج ىع ٍل ي‬ ‫ى‬ ‫ّٔ‬
‫بش ٍح ىم ًة أيذيًين‬ ‫ى‬
‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم يػىتى ىخ رولينا با‪ٞ‬ن ٍو ًعظىًة ُب األير ًاـ؛ ىكر ىاى ىة‬ ‫كا ىف النب ى‬
‫ٖٓ‬ ‫ى‬ ‫ّٕ‬
‫آم ًة ىعلىٍينا‬‫ال رس ى‬
‫كاف رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬يعلمنا التشهد كما يعلمنا‬
‫ُٗ‬ ‫ّٖ‬
‫السورة من القرآف‬
‫ً‬
‫ّٗ‬ ‫ض‪ ،‬فأتىاهي‬ ‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ ،‬فى ىم ًر ى‬ ‫النب ى‬
‫ّٗ كا ىف غي ىبل هـ يػى يهودم ى‪٫‬نٍ يد يـ ر‬
‫أسلً ٍم‬
‫قاؿ لو‪ٍ :‬‬ ‫ودهي‪ ،‬فىػ ىق ىع ىد ًعٍن ىد ىرأٍ ًس ًو‪ ،‬فى ى‬
‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم يػىعي ي‬
‫النب ى‬
‫ض‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الحديث‬ ‫م‬
‫ِٗ‪ُُٓ ،‬‬ ‫ص ىدقىةى؟!‬ ‫كً ٍخ كً ٍخ‪ ،‬أما تىػ ٍع ًر ي‬
‫ؼ أنرا ال نىأٍ يك يل ال ر‬ ‫َْ‬
‫ود يولىد علىى ً‬
‫الفطٍىرةً‪ ،‬فأبػى ىواهي يػي ىهوىدانًًو‪ٍ ،‬أك يػينىصىرانًًو‪ٍ ،‬أك‬ ‫يكل ىم ٍولي و ي ي‬
‫ْٓ‪ٕٕ ،ٕٓ ،‬‬ ‫ُْ‬
‫ي‪٬‬نىج ىسانًًو‬
‫كؿ عن ىر ًعيرتً ًو‪،‬‬‫كؿ عن ىر ًعيرتً ًو؛ فىا ًإل ىم ياـ ىر واع كىو ىم ٍس يؤ ه‬ ‫كم ٍس يؤ ه‬ ‫يكل يك ٍم ىر واع ى‬
‫ّّ‬ ‫ِْ‬
‫كؿ عن ىر ًعيرتً ًو‬ ‫كالر يج يل ُب ٍأىلً ًو ىر واع كىو ىم ٍس يؤ ه‬
‫ت ًع ٍمرا ىف‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جاؿ ىكثًًن‪ ،‬كىمل يك ً‬ ‫ىكمل ًمن الر ً‬
‫ٍم ٍل م ىن النساء رإال ىم ٍرىميي بٍن ي‬ ‫ه ٍى ي‬ ‫ىى ى‬
‫ً‬
‫ض ًل الثر ًريد علىى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ِٗ‬ ‫ض يل عائ ىشةى علىى النساء ىك ىف ٍ‬ ‫كآسيىةي ٍامىرأىةي ف ٍر ىع ٍو ىف‪ ،‬كفى ٍ‬ ‫ّْ‬
‫سائًًر الطر ً‬
‫عاـ‬
‫ات ًعٍن ىد النب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬ككا ىف يل‬ ‫يكٍنت ألٍعب بالبػنى ً‬
‫ّٕ‪َٖ ،‬‬ ‫ي ىي ى‬ ‫ْْ‬
‫ب ىمعًي‬‫ب يػىٍل ىع ٍ ى‬
‫ً‬
‫ص ىواح ي‬‫ى‬
‫رسوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬كعليو بػيٍرهد ىٍ‪٤‬نرًاين‬ ‫يكٍنت أم ًشي مع ً‬
‫ي ٍ‬
‫ّْ‪ٕٔ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ْٓ‬
‫أعىرًايب فى ىجبى ىذ ب ًرىدائًًو ىجٍب ىذةن ىشد ى‬
‫يد نة‬ ‫فأد ىرىكوي ٍ‬ ‫ا‪ٜ‬ناش ًية‪ٍ ،‬‬ ‫ظ ً‬ ‫ىغلًي ي‬
‫ُُّ‬ ‫ب ىمن يً‪٪‬نبو‬ ‫أحبًٍبوي كأ ًىح ر‬ ‫اللر يه رم ٍ‬ ‫ْٔ‬
‫ّٔ‬ ‫اللر يه رم ٍار٘نىٍ يهما؛ فإين ٍأر ى٘ني يه ىما‬ ‫ْٕ‬
‫ً ً‬
‫ّٖ‬ ‫اللر يه رم إين أيحبوي فأحبروي‬ ‫ْٖ‬
‫ّٖ‬ ‫ً‬ ‫فأحبروي‪ ،‬كأ ٍ ً‬ ‫اللره رم إين أ ًيحبو ً‬
‫ب ىمن ي‪٪‬نبوي‬ ‫ىحب ٍ‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ْٗ‬
‫ّٖ‬ ‫اللهم إين أحبهما فأحبهما‬ ‫َٓ‬
‫اللره رم با ًرٍؾ لىنىا ُب ىٖنىًرنىا‪ ،‬كبا ًرٍؾ لىنىا ُب م ًدينىتًنىا‪ ،‬كبا ًرٍؾ لىنىا ُب ص ً‬
‫اعنىا‪،‬‬
‫ٖٔ‬ ‫ى‬ ‫ىى‬ ‫ى‬ ‫ىى‬ ‫ي ى‬ ‫ُٓ‬
‫ىكبىا ًرٍؾ لىنىا ُب يمدنىا‬
‫ٖٗ‪ُُّ ،‬‬ ‫اللهم فق ٍهوي ُب الدين‬ ‫ِٓ‬
‫ٕٗ‬ ‫يل‬ ‫ً‬ ‫اللره رم فىػق ٍهوي ُب الدي ًن‪ ،‬ى‬
‫كعل ٍموي الترأك ى‬ ‫ّٓ‬
‫صلرى اللروي عليو‬ ‫ً ً‬ ‫ً ً ً‬
‫ّّ‪َُّ ،‬‬ ‫ىح ندا كا ىف أ ٍىر ىح ىم بالعيىاؿ من ىرسوؿ اهلل ‪ -‬ى‬ ‫ت أى‬ ‫ما ىرأىيٍ ي‬ ‫ْٓ‬
‫كسلر ىم‪-‬‬
‫لود رإال يولىد على ً‬
‫ْٓ‬ ‫الفطرًة‪ ،‬فأبواه ييهودانًو كيينصرانًو كييشركانًو‬ ‫ما ًمن ىمو و ي ي‬ ‫ٓٓ‬
‫ا٘ن ًه ٍم‪ ،‬كتىعاطيًف ًه ٍم ىمثى يل ا‪ٛ‬نى ىس ًد إذا‬ ‫مثىل ا‪ٞ‬ن ٍؤًمنًٌن ُب تىواد ًىم‪ ،‬كتىر يً‬
‫ٍ‬ ‫ى ي ي ى‬
‫ّْ‬ ‫ٔٓ‬
‫داعى لو سائًير ا‪ٛ‬نى ىس ًد بال رس ىه ًر ك ٍ‬
‫ا‪ٜ‬ني رمى‬ ‫ض هو تى ى‬ ‫ا ٍشتى ىكى منو عي ٍ‬
‫ُُٓ‬ ‫من يح ًرىـ الرفٍ ىق يح ًرىـ ا‪ٝ‬نىٍيػىر‪ٍ ،‬أك ىمن يٍ‪٪‬نىرًـ الرفٍ ىق يٍ‪٪‬نىرًـ ا‪ٝ‬نىٍيػىر‬ ‫ٕٓ‬
‫ط‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الحديث‬ ‫م‬
‫ّٔ‬ ‫ر٘نوي اللروي‬ ‫راس ىال يى ى‬ ‫رحم الن ى‬ ‫ىمن ىال يى ى‬ ‫ٖٓ‬
‫ْٕ‬ ‫ىمن ال يػى ٍر ىح يم ال يػيٍر ىح يم‬ ‫ٗٓ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ٕٓ‬ ‫خًن كأحب إىل اهلل من ا‪ٞ‬نؤم ًن الضعيف‪ ،‬كُب كل ه‬
‫خًن‬ ‫ا‪ٞ‬نؤمن القوم ه‬ ‫ي‬ ‫َٔ‬
‫صلي م ىن اللرٍي ًل‪ .‬فىكا ىف بػى ٍع يد ال يػىنى ياـ‬ ‫ً‬ ‫عبد اللرو‪ ،‬لو كا ىف ي‬ ‫ً‬ ‫نً ٍع ىم الر يج يل ي‬
‫ُُُ‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ُٔ‬
‫ًم ىن اللرٍي ًل رإال قىلً نيبل‬
‫ت ٍأمنرا أ ٍكثىػىر ًمن أنػ ىرها‬ ‫ت‪ :‬ما ىرأىي‬ ‫ك؟ قالى‬ ‫شيء ي ًريب ً‬ ‫ت ًمن و‬ ‫ىل رأىي ً‬
‫َُُ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ٍ ىٍ‬ ‫ِٔ‬
‫ً‬ ‫جا ًريةه ح ًديثةي السن‪ ،‬تىػناـ عن ع ًج ً ً‬
‫ٌن ٍأىل ىها‪ ،‬فىػتىأٌٍب الدراج ين فىػتىأٍ يكليوي‬ ‫ىي ى‬ ‫ى ى ى ى‬
‫ٕٔ‪ّٗ ،‬‬ ‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ٍ -‬‬
‫أعلى ىموي لو‬ ‫ىو أجل ر ً‬
‫ىيى‬ ‫ّٔ‬
‫اح ىد ًة عن‬ ‫راة الو ً‬
‫ى‬
‫ىو صغًًن‪ ،‬فىمسح رأٍسو‪ ،‬كدعا لو‪ ،‬ككا ىف يضحي بالش ً‬
‫يى‬ ‫ى ه ى ى ى ى ىي ىى‬
‫ٕٓ‬ ‫ْٔ‬
‫ٗني ًع ٍأىلً ًو‬
‫ىً‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬ ‫أحدا كاف أرحم بالعياؿ من ً‬ ‫كاهلل ما رأيت ن‬
‫ْ‬ ‫ى‬ ‫ٓٔ‬
‫كسلم‬
‫ع ًمن يكم الر٘نىةى؟‬ ‫ً‬
‫ّٖ‪َُّ ،ِٔ ،‬‬ ‫ك إف ىكا ىف اللروي نػىىز ى‬ ‫ىكأىمل ي‬ ‫ٔٔ‬
‫بشبى ًع‬‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهلل عليو كسلرم‪ً -‬‬ ‫كإ رف أبىا يىىريٍػىرىة كا ىف يػىٍلىزيـ ىر ى‬
‫ٕٔ‬ ‫ي‬ ‫ٕٔ‬
‫ظ ما ال ىٍ‪٪‬ن ىفظيو ىف‬ ‫ك‪٪‬ن ىف ي‬ ‫ًً‬
‫ض يرك ىف‪ ،‬ىٍ‬ ‫ض ير ما ال ىٍ‪٪‬ن ي‬ ‫ك‪٪‬ن ي‬ ‫بىطٍنو‪ ،‬ىٍ‬
‫ىكيىًريبيًين ًُب ىك ىجعًي‪ ،‬أين ال ىأرل ًم ىن النرب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪-‬‬
‫ََُ‪ُُْ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ٖٔ‬
‫ض‪ ،‬إر‪٧‬نا يى ٍد يخ يل فيي ىسل يم‬ ‫ٌن ٍأمىر ي‬ ‫ت ىأرل منو ح ى‬ ‫ف الذم يكٍن ي‬ ‫اللطٍ ى‬
‫ٓٔ‪،ٕٗ ،ٖٓ ،ُٖ ،‬‬ ‫يا أبىا عي ىم ٍوًن‪ ،‬ما فىػ ىع ىل النػغىٍيػ ير؟‬
‫ٗٔ‬
‫َُٖ‪ُُٔ ،َُٗ ،‬‬
‫َُُ‬ ‫اؿ‪ :‬ال إلىوى رإال اللروي؟!‬ ‫يس ىامةي‪ ،‬أقىػتىػ ٍلتىوي بػى ٍع ىدما قى ى‬ ‫يا أ ى‬ ‫َٕ‬
‫ْٔ‪َُِ ،ُٖ ،‬‬ ‫وؿ اللر ًو‬ ‫ب يىا ىر يس ى‬ ‫ت‪ :‬نػى ىع ٍم! أىنىا أى ٍذ ىى ي‬ ‫ك؟ قػي ٍل ي‬ ‫ث أ ىىم ٍرتي ى‬‫ت ىحٍي ي‬ ‫س‪ ،‬أىذى ىىٍب ى‬ ‫يىا أينػىٍي ي‬ ‫ُٕ‬
‫ُُٔ‬ ‫ك ىكال نىػ ٍعلى يم رإال ىخٍيػنرا‬ ‫سوؿ اللر ًو‪ٍ ،‬أىلى ى‬ ‫يا ىر ى‬ ‫ِٕ‬
‫لت‪ :‬ىكعليو‬ ‫ت‪ :‬فىػ يق‬ ‫ك ال رس ىبل ىـ‪ .‬قالى ٍ‬ ‫يا ىعائًش‪ ،‬ىذا ًج ًٍبيل يػ ٍقرأي ىعلىي ً‬
‫ّٗ‬ ‫ي‬ ‫ي ىى ٍ‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ّٕ‬
‫ً‬
‫ت‪ :‬ىكىو يػىىرل ما ال أ ىىرل‬ ‫ال رس ىبل يـ ىكىر ٍ٘نىةي اللرو‪ .‬قالى ٍ‬
‫يق يً‪٪‬نب الرفٍ ىق‪ ،‬كيػي ٍع ًطي علىى الرفٍ ًق ما ال يػي ٍع ًطي‬ ‫يا عائًشةي‪ ،‬إ رف اللرو رفً‬
‫ه‬ ‫ىى‬ ‫ى‬
‫ّٕ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْٕ‬
‫ً‬
‫علىى العيٍنف‪ ،‬كما ال يػي ٍعطي علىى ما سواهي‬

‫ظ‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الحديث‬ ‫م‬
‫ضلًي‬
‫ت ًأليكثًىر ب ىف ٍ‬
‫قاؿ‪ :‬ما يكٍن ي‬ ‫اخ؟ ى‬ ‫ً‬
‫يا غي ىبل يـ‪ ،‬أىتىأٍذى يف يل أى ٍف أ ٍيعطيىوي األ ٍشيى ى‬
‫ٕٓ‪ٖٗ ،ُٗ ،‬‬ ‫ٕٓ‬
‫سوؿ اللر ًو‪ٍ .‬‬
‫فأعطىاهي إيراهي‬ ‫ىح ندا يا ىر ى‬ ‫كأى‬ ‫ًمٍن ى‬
‫ً‬
‫ٓٓ‪َُٗ ،ََُ ،‬‬ ‫يك‬‫ك‪ ،‬ىكيك ٍل ‪٣‬نرا يىل ى‬ ‫يا غي ىبل يـ‪ ،‬ىسم اللروى‪ ،‬ىكيك ٍل بيى ًمينً ى‬ ‫ٕٔ‬
‫ً‬
‫ت تً ى‬
‫لك‬ ‫يك‪ .‬فىما ىزالى ٍ‬ ‫ك‪ ،‬كيك ٍل ‪٣‬نرا يىل ى‬ ‫يا غي ىبل يـ‪ ،‬ىسم اللر ىو‪ ،‬كيك ٍل بيى ًمينً ى‬
‫ٓٓ‪َُٗ ،‬‬ ‫ٕٕ‬
‫ًط ٍع ىميت بػى ٍع يد‬
‫ّٕ‬ ‫ص ىبل ًة كالرزىكاةً كالصلى ًة كالع ىف ً‬
‫اؼ‬ ‫يىأٍ يم يرنىا بال ر‬ ‫ٖٕ‬
‫ى‬

‫ع‬
‫الفصل األول‬

‫التعريف بموضوع الدراسة‬


‫التعريف بموضوع الدراسة‪.‬‬
‫ُ‪ -‬تمهيد‪:‬‬
‫ا‪ٜ‬نمد هلل رب العا‪ٞ‬نٌن‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ على ا‪ٞ‬نبعوث ر٘نة للعا‪ٞ‬نٌن‪ ،‬نبينا ‪١‬نمد كعلى آلو‬
‫كصحبو كالتابعٌن‪ ،‬كمن تبعهم بإحساف إىل يوـ الدين‪ ،‬كبعد‪:‬‬
‫إف الدين اإلسبلمي ىو الدين الذم ٕنيز بالشموؿ كالكماؿ‪ ،‬كىو الدين الصاحل لكل‬
‫زماف كمكاف‪ ،‬فهو منهج متكامل يهتم َنميع شؤكف ا‪ٜ‬نياة ّنختلًف ‪٠‬ناالهتا؛ كجاء بنيظيم‬
‫انٌن تنظم حياة الفرد كاألسرة كاجملتمع كاألمة أٗنع‪ ،‬لذلك فالشريعة اإلسبلمية‬ ‫اعد كقو ى‬‫كقو ى‬
‫جاءت على قى ٍدر كبًن من الدقٌة كاألحكاـ ا‪ٝ‬ناصة كالعامة؛ ‪٣‬نا ‪٩‬نعل ىذه الشريعة تصلح لكل‬
‫يقوؿ‪:‬ﭐﱡﭐ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ‬ ‫مناحي ا‪ٜ‬نياة‪ ،‬كتتسع لكل تطوراهتا كمتغًناهتا‪ ،‬فاهلل تعاىل‬
‫[ا‪ٞ‬نائدة‪ ،]ّ :‬كقد شرح ابن كثًن ر٘نو اهلل تعاىل ىذه اآلية‬ ‫ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵﱠ‬
‫كقاؿ ‪" :‬بأف ىذه أكب نعم اهلل على ىذه األمة‪ ،‬حيث أكمل تعاىل ‪ٟ‬نم الدين‪ ،‬فبل ‪٪‬نتاجوف‬
‫إىل دين غًنه‪ ،‬كال إىل نب غًن نبيهم صلوات اهلل كسبلمو عليو" (صّْٓ)‪.‬‬
‫كيقوؿ السعدم ر٘نو اهلل أيضان ُب شرحو (َََِـ)‪" :‬فكل متكلف يزعم أنو ال بد‬
‫للناس ُب معرفة عقائدىم كأحكامهم إىل علوـ غًن علم الكتاب كالسنة‪ ،‬من علم الكبلـ‬
‫كغًنه‪ ،‬فهو جاىل مبطل ُب دعواه‪ ،‬قد زعم أف الدين ال يكمل إال ّنا قالو كدعا إليو‪ ،‬كىذا من‬
‫أعظم الظلم كالتجهيل هلل كلرسولو"(صَِِ)‪.‬‬
‫كما يتميز اإلسبلـ باألصوؿ كاألسس اليت أرست دعائم النظرة لئلنساف‪ ،‬جسدان كنفسان‬
‫كركحا‪ ،‬فقد منح اهلل تعاىل اإلنساف األدكات البلزمة للخبلفة ُب األرض‪ ،‬كأمده بأدكات‬
‫كعقبلن ن‬
‫تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ‬ ‫ا‪ٞ‬نعرفة البلزمة لتحقيق ىذه ا‪ٝ‬نبلفة‪ ،‬قاؿ‬
‫ﱉﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ‬

‫عددا من ىذه‬ ‫ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ [البقرة‪ ،]َّ :‬كذكر أبو العينٌن (َُْٔ‪ ،‬ص صٔٔ‪ )َٕ-‬ن‬
‫األسس ك ا‪ٞ‬ننطلىقات؛ منها أف اإلسبلـ ينظر إىل اإلنساف على أساس خبلفتو ُب األرض‪ ،‬كأنو‬
‫ا‪ٞ‬نخلوؽ الوحيد الذم قيدر لو أف يصنع تار‪٫‬نو بإرادتو كاختيا ًره سلبنا أك إ‪٩‬نابنا‪ ،‬كما أف اهلل تعاىل‬
‫كىب اإلنساف من األسرار كاالستعدادات للقياـ ّن ًه ٌمات االستخبلؼ ُب األرض؛ لذا نراه‬

‫ِ‬
‫‪٢‬نلوقنا ذا طبيعة مزدكجة معنوية كمادية‪ ،‬كاإلسبلـ ينظر إىل اإلنساف ُب جانبو األخبلقي على أنو‬
‫كائن لديو استعداد للخًن كالشر‪ ،‬أما أفعاؿ اإلنساف فاإلسبلـ يقرر إراداتو مع إرادة اهلل‬
‫ا‪ٞ‬نطلىقة‪.‬‬
‫الَّتبية القائمة على ا‪ٞ‬ننهج اإلسبلمي تعىن بتنمية ٗنيع ا‪ٛ‬نوانب الشخصية لئلنساف‬ ‫كإف ر‬
‫بشكل متوازف من أ‪٨‬نها جانب ٓنقيق االستقرار النفسي‪ ،‬يؤيد ذلك ما قالو ا‪ٜ‬نازمي‬
‫الَّتبية القائمة على ا‪ٞ‬ننهج اإلسبلمي ‪ٟ‬نا فوائد عديدة لبلستقرار النفسي؛ ألف‬ ‫(ُّّْق) أف ر‬
‫الفرد الذم يَّتىب على العقيدة اإلسبلمية يتحقق لو من التكوين النفسي ما ال يتحقق لغًنه‪،‬‬
‫غرس القيم كالعادات اإل‪٩‬نابية‪ ،‬كتيق روـ العادات‬ ‫الَّتبية يتم البناء ا‪ٝ‬نيليقي كالسلوكي‪ ،‬كتي ى‬
‫كمن خبلؿ ر‬
‫السلبية‪ ،‬كهبا تيصنىع القيادات ُب ٗنيع النواحي االجتماعية كالسياسية كالعلمية ك‪٥‬نوىا‬
‫(صّّ)‪.‬‬
‫خصوصا ُب ظل الكثًن من‬ ‫ن‬ ‫كتيػ ىعد تربية األجياؿ من ا‪ٞ‬نوضوعات ا‪ٞ‬نهمة كالصعبة‪،‬‬
‫خصوصا من ىم ُب‬ ‫ن‬ ‫ٌن كأخبلقً ًهم‪،‬‬
‫ا‪ٞ‬نستجدات كالصعوبات اليت تيس ًهم ُب تشكيل عقوؿ الػ يمَّتب ى‬
‫مرحلة الطفولة؛ لكوف ىذه ا‪ٞ‬نرحلة ىي مرحلة تكوين الشخصية‪ ،‬كتظل تأثًناهتا تنعكس على‬
‫تصرفات الفرد ُب ٗنيع مراحل حياتو‪ ،‬يؤيد ذلك ما ذكره ابن القيم ر٘نو اهلل (ُُّْق) "ك‪٣‬نا‬
‫قو‪ ،‬فإنرو ينشأ على ما ع روده ا‪ٞ‬نريب ُب صغره؛‬ ‫‪٪‬نتاج إليو الطفل غاية االحتياج‪ :‬االعتناء بأمر خلي ً‬
‫ي‬
‫كج ىش وع‪ ،‬فيصعب عليو ُب‬ ‫و‬
‫ش كحدرة ى‬ ‫كع ىجلى وة‪ ،‬كخف ورة مع ىى ىواهي‪ ،‬كطىٍي و‬
‫اج ى‬ ‫من ىحىرود كغضب‪ ،‬ك‪ٛ‬نى و‬
‫كىيئات راسخةن لو‪ ،‬فلو ٓنرز منها غاية التحرز‪،‬‬ ‫و‬ ‫و‬
‫صفات‬ ‫األخبلؽ‬
‫ي‬ ‫كً ىًبه تبلُب ذلك‪ ،‬كتصًن ىذه‬
‫أكثر الناس منحرفةن أخبلقيهم‪ ،‬كذلك من قًبى ًل الَّتبية‬ ‫يوما ٌما‪ .‬ك‪ٟ‬نذا ْند ى‬ ‫ض ىحٍتو ‪ -‬كال ب رد ‪ -‬ن‬‫فى ى‬
‫اليت نشأ عليها" (صّْٗ)‪.‬‬
‫قادرا على أخذ زماـ‬ ‫كقد أدرؾ أف تربية الطفل ‪٩‬نب أف تكوف تربيةن استثنائيٌةن؛ ليكوف ن‬
‫أيضا أف ييعًيدكا النظر ُب كسائلهم كأدكاهتم ر‬
‫الَّتبويرة؛ ليستطيعوا‬ ‫ا‪ٞ‬نبادرة ُب ا‪ٞ‬نستقبل‪ ،‬ككاف عليهم ن‬
‫مواجهة التحديات اليت ٓنيط بالفرد ُب كاقع شديد التعقيد ككثًن ا‪ٞ‬نطالب‪.‬‬
‫كمع تنوًع ا‪ٞ‬نناىج كا‪ٞ‬ندارس كال ىف ٍلسفات فبل ًغىن للناس عن منهج خًن البية كأبرىم‬
‫للَّتبية ‪-‬بعد‬ ‫كأتقاىم ‪١‬نمد ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪-‬؛ لذا فإف خًن ما ييستقى منو ا‪ٞ‬ننهج القومي ر‬
‫كتاب اهلل تعاىل‪ -‬ىو سنة النب ‪١‬نمد ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ ،-‬ألف منهجو ىو ا‪ٞ‬ننهج ا‪ٞ‬نتوافق‬

‫ّ‬
‫مع الفطرة السوية ك‪٪‬نقق الَّتبية ا‪ٞ‬نتميزة للبشرية‪ ،‬فقد ذكرت فطيمة (َُِٖـ) أف ا‪ٞ‬نناىج‬
‫البشرية مهما اجتمع لديها من خبة‪ ،‬فإهنا تقف عاجزة عن ٓنقيق الكماؿ كبلوغ أقصى ا‪ٞ‬نراد‬
‫رىب‬
‫أيضا قد ر‬ ‫ا‪ٞ‬نتوافق مع العقوؿ كالفطرة السوية السليمة‪ ،‬كألف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ن‬
‫‪٠‬نتمعًهم‪،‬‬
‫ت منهم أعضاء فاعلٌن ُب ى‬ ‫جعلى ٍ‬
‫ا‪ٛ‬نيل األكؿ من صحابة ىذه األمة تربيةن متميزة‪ ،‬ى‬
‫أفضل العهود‬ ‫كعلى قدر و‬
‫الَّتبية جعلت من ذلك العهد ى‬ ‫عاؿ من األخبلؽ كالرقي‪ ،‬كما أف ىذه ر‬
‫اليت مرت على تاريخ ىذه األمة‪.‬‬
‫صو‬‫‪١‬نمدا ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كاصطفاه على خلقو‪ ،‬كاخت ر‬ ‫كقد اختار اهلل تعاىل نبيرو ن‬
‫إماما كقدكةن ُب‬
‫أحدا من العا‪ٞ‬نٌن‪ ،‬فأصبح نبينا ‪١‬نمد ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ن‬ ‫ص بو ن‬ ‫ّنا مل ‪٫‬نت ر‬
‫كمعلما كمربػينا؛‬
‫ن‬ ‫كقائدا‬
‫كل شؤكف ا‪ٜ‬نياة‪ ،‬فإذا تأ رملت سًنتو كىديو‪ ،‬كتتبرعت سائر أعمالو نبيًّا ن‬
‫كجدتو أفضلهم كخًنىم‪ ،‬كقدكنة لنا ُب كل شأننا‪ ،‬فهو القدكة لنا‪ ،‬كالذم قد قاؿ عنو أنس‬
‫رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪-‬‬ ‫أحدا كاف أرحم بالعياؿ من ً‬ ‫رضي اهلل عنو‪« :‬كاهلل ما رأيت ن‬
‫ى‬
‫»‪( .‬ركاه مسلم ِ‪.)]ُِّٔ[ ِْٓ ،‬‬
‫كيرل آؿ عرفة (د‪.‬ف) أف األمة اإلسبلمية اليوـ ُب أمس ا‪ٜ‬ناجة إىل تصحيح مسارىا ُب‬
‫تربية األبناء‪ ،‬كذلك بالعودة إىل ا‪ٞ‬ننهج القرآين السديد‪ ،‬كمعٌن األساليب النبوية الرشيدة‬
‫الَّتبية الشاملة للنشء‪ ،‬حيث ٔنرج ُب مدرسة الرفق النبوية كجامعة ا‪ٜ‬نب احملمدية‬ ‫إلحساف ر‬
‫جيل الصحابة الفريد‪ ،‬الذين رضي اهلل عنهم كرضوا عنو‪ ،‬كفتح ‪ٟ‬نم الببلد‪ ،‬كقلوب العباد؛‬ ‫ي‬
‫أعبلما للحق‪ ،‬كقاد نة للخًن‪ ،‬كساد نة للناس (صّ)‪.‬‬ ‫فكانوا ن‬
‫الداري ًن معلرقة هبى ٍدم النب ‪-‬صلى‬
‫قاؿ ابن القيم ر٘نو اهلل‪" :‬إذا كانت سعادة العبد ُب ى‬
‫نص ىح نفسو كأحب ‪٤‬ناهتا كسعادهتا أف يعرؼ ًمن ىديو‬ ‫اهلل عليو كسلم‪ ،-‬فيجب على كل من ى‬
‫كح ٍزبو‪ ،‬كالناس ُب ىذا‬ ‫كسًنتو كشأنو ما ى‪٫‬نرج بو عن ا‪ٛ‬ناىلٌن بو‪ ،‬كيدخل بو ُب ًع ً‬
‫داد أتباعو ً‬
‫ي‬
‫مستقل كمستكثً ور ك‪١‬نركـ‪ ،‬كالفضل بيد اهلل يؤتيو من يشاء‪ ،‬كاهلل ذك الفضل العظيم"‪( .‬زاد‬ ‫بٌن ً‬
‫ا‪ٞ‬نعاد‪ ،ُ/‬صٗٔ)‪.‬‬
‫الَّتبية‪ ،‬حػيػث ذكػر‬
‫لذلك يرل ا‪ٜ‬نسٌن (َُِِـ) أ‪٨‬نية العودة إىل ا‪ٞ‬ننهج اإلسبلمي ُب ر‬
‫أف اإلسػبلـ قػدرـ مػنهػ نجػا مػتكػامػ نبل لػَّتبػيػة الػنفس اإلنسانية كتزكيتها‪ ،‬كظل الرسوؿ ‪-‬صلى اهلل‬

‫ْ‬
‫عليو كسلم‪ -‬طيلة فَّتة البعثة ييريب أصحابو كيتع رهدىم با‪ٝ‬نيليق القومي‪ ،‬كالسلوؾ ا‪ٞ‬نستقيم‬
‫(صُُ)‪.‬‬

‫موضوع الدراسة‪:‬‬
‫إف ىدم النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ُ -‬ب الَّتبية ال سيما تربية الطفل ىو ا‪ٞ‬نعٌن الذم‬
‫خًن رسلو‪ ،‬كخاًب أنبيائو‬
‫يستقي منو ا‪ٞ‬نربوف منهجهم ‪ ،‬فاهلل تعاىل أرسلو ر٘نة هبذه األمة ‪ ،‬فهو ى‬
‫قاؿ تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﱠ [األنبياء‪.]َُٕ :‬‬
‫كقد كصفو اهلل تعاىل بقولو‪ :‬ﱡﭐ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ‬
‫ﱗﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥﱦ ﱧ ﱨ ﱩ‬
‫ﱪﱫﱠ [آؿ عمراف‪ ،]ُٓٗ :‬فسًنة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪٣ -‬نتلئة با‪ٞ‬نشاىد الدالة على‬
‫أصبل من أصوؿ التشريع‪،‬‬ ‫ا‪ٞ‬نصدر الثاينى للتشريع بصفتها ن‬
‫ى‬ ‫فسنرتو تيػ ىعد‬
‫ر٘نتو كحرصو على أمتو‪ ،‬ي‬
‫ًن من آياتو‪ ،‬بل ىي كحي من اهلل تعاىل‪ ،‬قاؿ تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﱋ ﱌ‬ ‫كىي مرتبطة بالقرآف كمفسرة لكث و‬
‫ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ [النجم‪.]ْ-ّ :‬‬
‫مصدرا‬
‫ن‬ ‫الكثًن من ا‪ٞ‬نواقف كاألحداث كالتروجيهات اليت ْنعل منها‬
‫ى‬ ‫فالسنرة النربويرة ٓنوم‬
‫للَّتبية تستقى منو أسس الَّتبية كمبادئها كقيمها كأساليبها ؛ ألف ا‪ٞ‬نتأمل ُب السنرة النربويرة‬ ‫غنيًّا ر‬
‫كبًنا باإلنساف كبسائر جوانبو‪ّ ،‬نا فيها ا‪ٛ‬نوانب النرفسيرة‪ ،‬فهي هتتم‬ ‫اىتماما ن‬
‫ن‬ ‫يرل أهنا اىت رمت‬
‫كبًنا بَّتبية النفس كترقًيتًها كهتذيبها‪ ،‬كتنمية كل ا‪ٛ‬نوانب ا‪ٝ‬نًنة فيها‪ ،‬كمعا ى‪ٛ‬ن ًة ا‪ٛ‬نوانب‬‫اىتماما ن‬
‫ن‬
‫ال رسلبيرة كالشاذرة‪.‬‬
‫كمن خبلؿ السنرة النربويرة يستطيع اإلنساف أف يصل إىل أفضل الطرؽ كاألساليب للتعامل‬
‫مع النفس البشرية ُب ٗنيع مراحلها العمرية‪ ،‬كذلك من خبلؿ تعامل النب ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫يصا على‬ ‫ً‬ ‫ًً‬
‫كسلم‪ -‬مع ىمن حولىو‪ ،‬كمواقفو الكثًنة‪ ،‬فرسوؿ اهلل ‪-‬صلى هلل عليو كسلم‪ -‬كاف حر ن‬
‫بقولو‪ :‬ﱡﭐ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ‬ ‫ىداية الناس كإصبلحهم‪ ،‬كالرقي هبم‪ ،‬كقد كصفو اهلل تعاىل‬
‫ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﱠ [التوبة‪،]ُِٖ :‬‬
‫كذكر ابن كثًن ُب تفسًن ىذه اآلية (َََِـ) أف اهلل تعاىل قاؿ ىذه اآليةى ‪٣‬نتنًّا على ا‪ٞ‬نؤمنٌن‬
‫ت أ رمتىو كيى يشق عليها‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫رسوال من أنفسهم‪ ،‬يىعز عليو الشيء الذم يػي ٍعن ي‬
‫بأنو أرسل إليهم ن‬

‫ٓ‬
‫(صَُٔ)‪ ،‬كعن أيب ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ‪« :‬قيل‪ :‬يا رسوؿ اهلل‪ ،‬ادعي على ا‪ٞ‬نشركٌن‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫ثت ر٘نةن»‪( .‬مسلم‪ُُْٔ ،‬ق‪.)ِٓٗٗ ،‬‬ ‫ً‬ ‫إين مل أي ىبع ٍ‬
‫ث ٌلعانا‪ ،‬كإ‪٧‬نا بيع ي‬
‫كخصائص‪،‬‬ ‫الَّتبية النرفسيرة ُب السنرة النربويرة‪ّ ،‬نا فيها من أسس كمبادئ كأساليب و‬
‫كطرؽ‬ ‫ف ر‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫يدا ك‪٣‬نيرػنزا‪ ،‬يسعى للرقي‬
‫منهجا تربويًّا فر ن‬
‫منهج من ا‪ٞ‬نناىج الوضعية؛ فهي تقدـ ن‬
‫ال يضاىيها أم و‬
‫حة النرفسيرة لو ُب ٗنيع مراحلو العمرية‪ ،‬قاؿ تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﱎ‬ ‫ً‬
‫كٓنقيق الص ر‬ ‫بشخصية الفرد ا‪ٞ‬نسلم‪،‬‬
‫ﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕ ﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝ ﱞ‬

‫[ا‪ٛ‬نمعة‪ ،]ِ :‬فقد ذكر ابن كثًن ُب تفسًنه ‪ٟ‬نذه اآلية (ُُِْق) "أف‬ ‫ﱟ ﱠ ﱡ ﱢﱣﱠ‬
‫ت على ىذه األمة ببعثة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪.-‬‬
‫اهلل تعاىل ام ر‬
‫ﱡﭐﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ‬ ‫كُب آية أخرل يقوؿ اهلل جل كعبل‪:‬‬
‫ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﱠ [البقرة‪ ،]ُُٓ :‬ذكر‬
‫ذكر اهلل‬ ‫ب‬ ‫السعدم (َََِـ) "أف بعثة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬نعمة عظيمة تي ً‬
‫وج‬
‫ى‬
‫كشكره؛ فهو ييذكرىم ُب ىذه اآلية بنعمة بعثة ‪١‬نمد ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ٟ -‬نم‪ ،‬يتلو عليهم‬
‫آيات اهلل مبينات‪ ،‬كيزكيهم؛ أم‪ :‬يطهرىم من رذائل األخبلؽ‪ ،‬كدنس النفوس‪ ،‬كأفعاؿ‬
‫ا‪ٛ‬ناىلية‪ ،‬ك‪٫‬نرجهم من الظلمات إىل النور (صُُٔ)‪.‬‬
‫الَّتبية احملمدية ىي عملية متكاملة‪ ،‬فهي تيعىن َنميع ا‪ٛ‬نوانب‬‫كيرل جواف (َُِّـ) أف ر‬
‫الركحية كا‪ٛ‬نسدية كالنرفسيرة كاألخبلقية كاالجتماعية‪ ،‬فتتكوف الشخصية اإلنسانية فيها ىكفٍق‬
‫معيار االعتداؿ كاالتزاف‪ ،‬فبل إفراط ُب جانب دكف غًنه‪ ،‬كال تفريط ُب جانب ‪ٜ‬نساب اآلخر‪،‬‬
‫فهي تركز على تىػٍن ًشئة اإلنساف الصاحل من دكف قيود الزماف كا‪ٞ‬نكاف؛ لذلك فاقت ر‬
‫الَّتبيةى ا‪ٜ‬نديثةى‬
‫نش يد تكوين ا‪ٞ‬نواطن الصاحل حسب معايًن البيئة اليت يعيشها‪ ،‬أك العصر الذم ‪٪‬نيا فيو‬ ‫اليت تى ي‬
‫(صِّ‪.)ّّ-‬‬
‫خصوصا‬
‫ن‬ ‫الَّتبويرة‪،‬‬
‫صت سًنة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬بكثًن من ا‪ٛ‬نوانب ر‬ ‫كقد اختي ر‬
‫تعاملًو مع األطفاؿ حولو‪،‬‬ ‫النرفسيرة منها‪ ،‬كاليت اعتىن هبا رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ُ -‬ب ي‬
‫اعى ُب تربية الطفل ىي‪ :‬ا‪ٛ‬نوانب النرفسيرة‪ ،‬كىذا ما أ رك ىدتٍو‬
‫لذلك فإف من أىم ا‪ٛ‬نوانب اليت تير ى‬
‫الَّتبية النرفسيرة يقدـ‬ ‫دراسة حسٌن (َُِِـ) من أف منهج النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ُ -‬ب ر‬
‫ٌن ما ‪٪‬نتاجونو ُب التعامل مع ا‪ٞ‬نَّتيب ُب ٗنيع النواحي‪ ،‬كأكدت ذلك‬ ‫ًً‬
‫ين النرفسي ى‬
‫ٌن كا‪ٞ‬نرشد ى‬
‫للمرب ى‬
‫ٔ‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪ ،‬لكن ّننظور إسبلمي؛‬ ‫الَّتبية ىي ر‬
‫أيضا دراسة علي (َُِِـ) أف من أى رم أنواع ر‬ ‫ن‬
‫مستم ردة من رب األرباب‪.‬‬ ‫ألهنا أكمل لئلنساف؛ فهي ى‬
‫الَّتبية النرفسيرة تتعدرد كٔنتلف أحيانا‪،‬‬ ‫كيرل أبو السعد (ََُِـ) أف ا‪ٞ‬نفاىيم ا‪ٞ‬نرتبطة ب ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة كمعايًنىا ك‪٠‬ناالهتا‪،‬‬ ‫لكن أىم ما ‪٩‬نب الَّتكيز عليو‪ :‬ىو مشولية ٓنديد مقاييس ر‬
‫الَّتبيىةى النرفسيرة‬
‫البعض ر‬
‫ي‬ ‫ضيقة كالقاصرة حو‪ٟ‬نا؛ إذ يىػعيد‬ ‫ىذه الش يموليرة ْنعلنا نتجاكز ا‪ٞ‬نعا ى‪ٛ‬نات ال ر‬
‫أصحاب ىذه النظرة يهتموف‬ ‫ي‬ ‫مقتصرنة على عبلج االضطرابات النرفسيرة اليت يعاين منها الطفل‪ .‬ك‬
‫بالعبلج‪ ،‬كال يهتموف ال بالبناء كال بالوقاية‪ ،‬كىم بذلك ييهملوف ا‪ٛ‬نانب األى رم ُب معامل ا‪ٞ‬ننهج‬
‫االىتماـ بالبناء كاكتماؿ الصفات النرفسيرة كرعايتها‬ ‫ى‬ ‫الَّتبوم اإلسبلمي إف النظرة الش يموليرة تعين‪:‬‬
‫معايًن ‪١‬ن رددةو‪ ،‬كا‪ٜ‬نفاظ‬‫ى‬ ‫من خبلؿ تنميتها كتوجيهها كإرشادىا‪ ،‬ككذلك من خبلؿ ضبطها ىكفٍ ىق‬
‫على التوازف كالتقابل الذم ‪٪‬ندد ا‪ٞ‬نعيار الصحيح‪ ،‬كما يقابلو من خطأ كفساد كباطل (صٕ)‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل من سًنتو صلى اهلل‬ ‫كمن ىذا ا‪ٞ‬ننطلق نرل ا‪ٜ‬ناجة إىل تناكؿ جانب ر‬
‫الَّتبية‪ ،‬كأصبح الكثًن من‬ ‫عليو كسلم‪ ،‬خاصة ُب زم ون طغى فيها التأثًن الغريب على جوانب ر‬
‫ٌن السنرة النربويرة‪،‬‬ ‫بية‪ ،‬غافلٌن عن ىمعً ً‬ ‫الَّتبويرةى من مصادر غر و‬ ‫الَّتبويٌن يستقوف نظرياهتًًم ً‬
‫كمناى ىجهم ر‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫رغم أف السنرة النربويرة ق رد ىمت الكثًن من ا‪ٞ‬نعا‪ٛ‬نات كالتفسًنات للسلوؾ اإلنساين‪ ،‬كبيرنت طبيعة‬
‫بناء اإلنساف كتكوينو النفسي‪ ،‬فالسنرة النربويرة حافلة باألحاديث اليت تصف النفس البشرية ُب‬
‫ف حاالهتا‪.‬‬ ‫‪٢‬نتلً ً‬
‫كىذا ما أ ركدتو نتائج دراسة عزاـ (ََِٕـ)؛ فقد أ ركد ا‪ٜ‬ناجةى إىل ا‪ٞ‬نزيد من البحث ُب‬
‫ناشٌ عن‬ ‫ً‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل‪ ،‬كذكر أف أم خلل أك شذكذ ُب سلوؾ الطفل أثناءى ك ىبه ه‬ ‫‪٠‬ناؿ ر‬
‫نٌن األكىل من حياة الطفل ىي قاعدة‬ ‫الَّتبية ُب مراحل حياتو األكىل؛ ألف الس ى‬ ‫خلل ُب طريقة ر‬
‫ا‪ٞ‬نربوف ما شاؤكا من يمثيل كقيم كسلوؾ؛‬ ‫صب فيو ى‬ ‫ب الذم يى ي‬ ‫البناء الَّتبوم للطفل‪ ،‬كتػي ىعد القالى ى‬
‫لينشأ عليها ُب ا‪ٞ‬نستقبل‪ ،‬لذلك فالناحية النرفسيرة كالشعورية للطفل تيػ ىعد من أىم النواحي اليت‬
‫ينبغي الَّتكيز عليها (صّٕ)‪.‬‬
‫أيضا دراسة الشهرم (َُّْق)؛ حيث ذكر أف مرحلة الطفولة قد‬ ‫كىذا ما أ رك ىدتو ن‬
‫احل عم ًر اإلنساف؛ ألف فيها تتش رك يل شخصية الطفل‪ّ ،‬نا يؤثر سلبنا أك إ‪٩‬نابنا ُب‬ ‫تكوف أى رم مر ً‬
‫سلوكو ُب حاضره كمستقبلو (صُٕٓ)‪.‬‬

‫ٕ‬
‫كأ ركدت كذلك نتائج دراسة ىناء أبو شهبة (ََِٕـ) أف اتباع األساليب ر‬
‫الَّتبويرة‬
‫أجياال أص رحاء نفسيًّا‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نستمدرة من السنرة النربويرة ا‪ٞ‬نط رهرة تصل هبم إىل أف يكونوا ن‬
‫ى‬
‫كىذا يؤكد ا‪ٜ‬ناجة إىل الدراسات اليت تعتين با‪ٟ‬نىٍد ًم النبوم‪ٟ ، ،‬نذا فإف موضوع الدراسة‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة كتطبيقاهتا ا‪ٞ‬نعاصرة‪.‬‬
‫يهدؼ إىل التعرؼ على معامل ر‬

‫ِ‪ -‬أسئلة الدراسة‪:‬‬


‫تسعى الدراسة إىل اإلجابة عن السؤاؿ الرئيس اآلٌب‪:‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة كتطبيقا يهتا ا‪ٞ‬نعاصرة؟‬
‫ما معامل ر‬
‫كيتفرع من السؤاؿ الرئيس األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة؟‬
‫ُ‪ -‬ما األسس النرظريرة ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة؟‬
‫ِ‪ -‬ما جوانب ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة؟‬
‫ّ‪ -‬ما مبادئ ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة؟‬
‫ْ‪ -‬ما أساليب ر‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ا‪ٞ‬نستنبىطة من السنرة النربويرة من‬
‫الَّتبويرة ا‪ٞ‬نعاصرة ر‬
‫ٓ‪ -‬ما الترطٍبيقات ر‬
‫كجهة نظر ا‪ٝ‬نيىباء؟‬

‫ّ‪ -‬أىداف الدراسة‪:‬‬


‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‬
‫­ هتدؼ الدراسة ا‪ٜ‬نالية إىل التعرؼ على معامل ر‬
‫كتطبيقاهتا ا‪ٞ‬نعاصرة‪ ،‬كذلك من خبلؿ ٓنقيق األىداؼ الفرعية اآلتية‪:‬‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫­ معرفة األسس النرظريرة ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫­ معرفة جوانب ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫­ معرفة مبادئ ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫­ معرفة أساليب ر‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ا‪ٞ‬نستنبىطة من السنرة النربويرة من‬
‫الَّتبويرة ا‪ٞ‬نعاصرة ر‬
‫­ معرفة الترطٍبيقات ر‬
‫كجهة نظر ا‪ٝ‬نيىباء‪.‬‬

‫ٖ‬
‫ْ‪ -‬أىمية الدراسة‪:‬‬
‫تتمثرل أ‪٨‬نية الدراسة فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬األىمية النظرية‪:‬‬
‫ُ‪ -‬تشتد ا‪ٜ‬ناجة ُب ىذا الزمن إىل تناكؿ موضوع تربية الطفل من جانب السنرة النربويرة‪،‬‬
‫كذلك لظهور الكثًن ‪٣‬نن يى ٍدعوف إىل االكتفاء بالقرآف الكرمي‪ ،‬كأنو ال حاجة إىل السنرة النربويرة‪،‬‬
‫رغم اآليات الصر‪٪‬نة اليت تدعو إىل األخذ بسنة رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪-‬؛ كقولو‬
‫ﱡﭐﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗﲘ ﲙ ﲚﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﱠ‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫ﱡﭐ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ‬ ‫[ا‪ٜ‬نشر‪ ،]ٕ :‬كقولو تعاىل‪:‬‬
‫[األحزاب‪]ُِ :‬؛ فقد ذكر ابن كثًن (َََِـ) أف ىذه اآلية أصل كبًن ُب‬ ‫ﳍﳎﳏ ﱠ‬
‫التأسي برسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ُ -‬ب أقوالو كأفعالو كأحوالو (صَُِٖ)‪ ،‬كمن ىنا‬
‫الَّتبية‪.‬‬
‫تىعظي يم ا‪ٜ‬ناجة إىل معرفة ىدم النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كمنهجو ُب ر‬
‫ِ‪ -‬شدة ا‪ٜ‬ناجة إىل ىذا ا‪ٞ‬نوضوع إلبراز ا‪ٛ‬نهود اليت خدمة السنة كاالستفادة منها ُب‬
‫ٓنقيق ا‪ٛ‬نوانب الَّتبوية العملية ليجد ا‪ٞ‬نربوف ‪٧‬نوذجان مبهران يغين عن النظريات كالرموز النفسية‬
‫الغربية ‪.‬‬
‫دليل تشريعي‬ ‫ً‬
‫إلعداد و‬ ‫ّ‪ -‬نظران لزيادة عدد األطفاؿ ُب العامل اإلسبلمي فإف ىناؾ حاجةن‬
‫ضح‬‫الَّتبية النرفسيرة‪ ،‬كتو ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪ ،‬تبز فيو ا‪ٜ‬نقائق الثابتة ا‪ٞ‬نرتبطة ب ر‬
‫‪٧‬نوذجي شامل ‪ٛ‬نوانب ر‬
‫الرؤية اإلسبلمية ‪ٜ‬ناجات النمو النفسي خبلؿ ا‪ٞ‬نراحل العمرية‪ ،‬كمنها مرحلة الطفولة ‪٣‬نا ‪٪‬نتم‬
‫العناية هبم كفق منهج نبوم ‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نريب ُب معرفة ا‪ٞ‬ننهج النبوم الذم اتبعو رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪-‬‬ ‫ْ‪ -‬تيفيد ى‬
‫لصناعة القادة‪ ،‬كتطبيقو ُب اجملاؿ الَّتبوم‪ ،‬فَّتبية النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬صنعت من‬
‫األطفاؿ الذين صحبوا رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬قادة‪ .‬كتؤمل الباحثة أف تكوف‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫الدراسة إضافةن إىل ا‪ٞ‬نكتبة العربية ُب ‪٠‬ناؿ ر‬

‫ب‪ -‬األىمية التطبيقية‪:‬‬


‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب البيت النبوم ُب عبلج الكثًن‬
‫فيد دراسة ر‬
‫تأم يل الباحثة أف تي ى‬
‫ُ‪ -‬ي‬
‫ين النفسيٌن كالَّتبويٌن الذين يتعاملوف‬ ‫ًً‬
‫ٌن كا‪ٞ‬نرشد ى‬
‫من ا‪ٞ‬نشكبلت النرفسيرة للطفل‪ ،‬كىذا يفيد ا‪ٞ‬نرب ى‬
‫ٗ‬
‫صد ير منو‪،‬‬
‫س على الطفل بسبب أم تصرؼ يى ي‬ ‫ا‪ٞ‬نمار ى‬
‫ض العنف ى‬ ‫مع األطفاؿ‪ ،‬فا‪ٞ‬ننهج النبوم يرفي ي‬
‫كرس ىم منهجيرةن للتعامل مع كثًن من سلوكياتو‪.‬‬ ‫ى‬
‫ًً‬
‫ٌن‬
‫ٌن كالَّتبوي ى‬
‫ين النرػ ٍفسي ى‬ ‫تأم يل الباحثة أف تيس ًهم ىذه الدراسة ُب إفادة ا‪ٞ‬نيرب ى‬
‫ٌن كا‪ٞ‬نرشد ى‬ ‫ِ‪ -‬ي‬
‫الذين قد ‪٩‬ندكف صعوبةن ُب استخبلص ا‪ٛ‬نوانب النرفسيرة لَّتبية الطفل ُب السنرة النربويرة؛ فيتمكنوا‬
‫من التعامل مع احتياجاهتم كف نقا للعناكين ا‪ٞ‬نألوفة لديهم ُب علم النفس ا‪ٜ‬نديث‪ ،‬مثل‪ :‬الدكافع‬
‫كاالنفعاالت‪ ...‬كيسهل االستفادة منها‪.‬‬
‫فيد ىذه الدراسة األسرىة ُب تنمية كتعزيز ا‪ٛ‬نانب النفسي لديو؛‬ ‫تأم يل الباحثة أف تي ى‬
‫ّ‪ -‬ي‬
‫كتعزيز جانب ٓنمل ا‪ٞ‬نسؤكلية‪.‬‬
‫للَّتبية‬
‫الَّتبويرة ا‪ٞ‬نعاصرة ر‬ ‫الَّتبية اإلسبلميرة بالترطٍبيقات ر‬
‫ْ‪ -‬تزكيد الباحثٌن ا‪ٞ‬نهتمٌن ّنجاؿ ر‬
‫النرفسيرة للطفل ا‪ٞ‬نستنبىطة من السنرة النربويرة‪.‬‬

‫ٓ‪ -‬حدود الدراسة‪:‬‬


‫الَّتبية‬ ‫الحد الموضوعي‪ :‬تناكلت ىذه الدراسة األسس النرظريرة ر‬
‫للَّتبية النرفسيرة‪ ،‬كمبادئ ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪،‬‬
‫النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪ ،‬ككذلك جوانب ر‬
‫كستقتصر على ا‪ٛ‬نوانب النرفسيرة األىم‪ ،‬كىي الدكافع كاالنفعاالت كا‪ٜ‬ناجات‪ ،‬كجانب الصحة‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪،‬‬
‫أيضا أساليب ر‬
‫النرفسيرة كالتوافق النفسي‪ .‬كستتناكؿ ن‬
‫الَّتبويرة على مؤ رس ىس ىًيت‬
‫كستقتصر على "صحيح البخارم" ك"مسلم"‪ ،‬كستقتصر ُب الترطٍبيقات ر‬
‫األسرة كا‪ٞ‬ندرسة‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬مصطلحات الدراسة‪:‬‬


‫التربية النفسية‪:‬‬
‫يعرفها علي كا‪ٜ‬نامد ك‪١‬نمد (ََِٖ) بأهنا‪" :‬إرضاء الدكافع كا‪ٜ‬ناجات النرفسيرة‪،‬‬
‫كاستثمار االنفعاالت كالعواطف ُب تنشئة أفراد أى ٍس ًوياء متكاملي الشخصية قى ٍد ىر اإلمكاف‪،‬‬
‫ين على االستفادة من طاقاهتم النرفسيرة إىل أقصى حد" (صٓ)‪.‬‬ ‫ً‬
‫قادر ى‬
‫وتعرفها الباحثة بأنها‪ :‬إشباع دكافع كحاجات الفرد النرفسيرة؛ ليصل إىل بناء الشرخصيرة‬
‫ا‪ٞ‬نتكاملة كا‪ٞ‬نتزنة‪ ،‬القادرة على التحكم ُب دكافعها كانفعاالهتا‪ ،‬كتوجيهها الوجهة الصحيحة‪.‬‬

‫َُ‬
‫الطفل‪:‬‬
‫‪ -‬في اللغة‪" :‬الطفل بكسر الطاء‪ :‬الصغًن من كل شيء (ا‪ٞ‬نرسي‪ُُِْ ،‬ق‪،‬‬
‫طفبل حٌن يسقط من بطن أمو إىل أف ى‪٪‬نتىلًم‪( .‬ابن منظور‪،‬‬
‫صُِٕ)‪ ،‬كالصب ييدعى ن‬
‫ََِّـ‪ ،‬صَِْ)‪.‬‬
‫عبت‬ ‫‪ -‬الطفل في االصطالح‪ :‬ذكر القرطب (ُْٔٗق) أف ً‬
‫آيات القرآف الكرمي قد ر‬
‫ﱡﭐ ﲟ ﲠ‬ ‫خاصا ‪ٞ‬نعىن الطفل‪ ،‬كىو كما جاء ُب قولو تعاىل‪:‬‬
‫مفهوما ًّ‬
‫ن‬ ‫عن ىذه ا‪ٞ‬نرحلة لتضع‬
‫ً‬
‫اإلنساف باعتماده على البيئة ا‪ٞ‬نحيطة‬ ‫رسم ىذه ا‪ٞ‬نرحلة الػ يمبكرة من عمر‬ ‫ﲡ ﱠ [ا‪ٜ‬نج‪]ٓ :‬؛ إذ تىػت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الدي ًن كاألشقراء‪ ،‬بصورة شبو كليرة‪ ،‬كتىستمر ىذه ا‪ٜ‬نالة حّت سن البلوغ (صُُ‪،ُِ-‬‬ ‫بو‪ ،‬كالو ى‬
‫ج ُِ)‪ ،‬كىذا ا‪ٞ‬نعىن ىو ا‪ٞ‬نعىن الذم تتفق معو الباحثة ُب تعريف مرحلة الطفولة؛ فتعرفها بأهنا‪:‬‬
‫ا‪ٞ‬نرحلة ا‪ٞ‬نمتدرة من ا‪ٞ‬نيبلد إىل البلوغ‪.‬‬

‫التعريف اإلجرائي للتربية النفسية للطفل‪:‬‬


‫كحو كدكافًعًو كسلوكياتو‪ُ ،‬ب‬ ‫ىي عملية تنمية كتنشئتً ًو الطفل‪ ،‬كتزكية جوانب نفسو كر ً‬
‫ي‬
‫ضوء ا‪ٞ‬ننهج النبوم كاستخراج األسس كا‪ٞ‬نبادئ كاألساليب كا‪ٛ‬نوانب ا‪ٞ‬نتعلقة بالَّتبية النفسية‬
‫لؤلطفاؿ‪ ،‬كذلك من خبلؿ سًنتو كمواقفو؛ للوصوؿ بالط ٍفل إىل التوافق كاالتزاف كالكماؿ‬
‫النفسي‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬منهج الدراسة وإجراءاتها‪:‬‬


‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة كتطبيقاهتا‬
‫هتدؼ الدراسة إىل الكشف عن ر‬
‫عددا من ا‪ٞ‬نناىج العلمية اليت تتناسب مع ىذا ا‪ٞ‬نوضوع من‬ ‫ا‪ٞ‬نعاصرة؛ لذلك استخدمت الباحثة ن‬
‫خبلؿ ا‪ٝ‬نطوات اآلتية‪:‬‬
‫الوثائقي‪ ،‬كالذم يعرفو العساؼ (ُّّْق) بأنو‪:‬‬ ‫ر‬ ‫الوصفي‬
‫ر‬ ‫ا‪ٞ‬ننهج‬
‫ى‬ ‫ُ‪ -‬استخدمت الباحثة‬
‫"ا‪ٛ‬نمع ا‪ٞ‬نتأين كال ردقيق للس ًج ٌبلت كالوثائق ا‪ٞ‬نتوفرة ذات العبلقة ّنوضوع البحث‪ ،‬كمن ٍبىر‬
‫صل ّنوضوع البحث من أدلة كبراىٌن تبىن‬ ‫التحليل الشامل حملتوياهتا؛ هبدؼ استنتاج ما يتر ً‬
‫على إجابة أسئلة البحث" (صُِٗ)‪.‬‬

‫ُُ‬
‫االستنباطي‪ ،‬كذلك بالرجوع إىل كتب األحاديث للوقوؼ على‬
‫ر‬ ‫ِ‪ -‬استخدمت الباحثة ا‪ٞ‬ننهج‬
‫الَّتبية النرفسيرة منها‪ ،‬كذلك لئلجابة على أسئلة الدراسة‪.‬‬
‫األحاديث النبوية الشريفة‪ ،‬كاستنباط ر‬
‫كيعرؼ االستنباط ُب اللغة‪ ،‬كما ذكر ابن منظور (ََِّـ) بأنو‪" :‬االستخراج‪ ،‬فالفقيو‬
‫معتمدا ُب ذلك على الفهم كاالجتهاد" (صَُْ)‪ ،‬ىذا كقد كرد ىذا ا‪ٞ‬نصطلح‬ ‫ن‬ ‫يستخرج الفقو‬
‫ﱡﭐ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ‬ ‫ُب قولو تعاىل‪:‬‬
‫ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ‬

‫ﲙ ﲚ ﱠ [النساء‪ ،]ّٖ :‬كقد ف رسر ابن كثًن (َََِـ) االستنباط ُب ىذه اآلية بأنو‪:‬‬
‫"االستخراج‪ ،‬يقاؿ‪ :‬استنبط الرجل العٌن؛ إذا حفرىا كاستخرجها من قيػعيورىا" (صُُّ)‪.‬‬
‫الَّتبية بأنو‪" :‬الطريقة اليت يىب يذؿ فيها الباحث أقصى جهد‬
‫كيعرؼ االستنباط ُب ميداف ر‬
‫مبادئ تربويٌوة مدعرمة باألدلة الواضحة"‬
‫ى‬ ‫عقلي كنفسي عند دراسة النصوص‪ ،‬هبدؼ استخراج‬
‫(فودة‪ُُِْ ،‬ق‪ ،‬صِْ)‪.‬‬
‫كعرفو يا‪ٛ‬نن (ُُْٗق) بأنو‪" :‬طريقة من طرؽ البحث؛ الستنتاج أفكار كمعلومات من‬
‫ؼ عليها" (صِِ)‪.‬‬ ‫اعد ‪١‬ن رددةو كمتعار و‬
‫ط كقو ى‬
‫النصوص كغًنىا ىكفٍ ىق ضواب ى‬
‫ى‬
‫‪ -‬الخطوات االجرائية للدراسة‪:‬‬
‫أجرت الباحثة ًع ردة خطوات إجرائية من أجل استنباط جوانب ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب‬
‫السنرة النربويرة‪ ،‬كتتمثل ىذه ا‪ٝ‬نطوات فيما يأٌب‪:‬‬
‫ُ‪ -‬قراءة األحاديث ا‪ٞ‬نتعلقة بالتعامل مع الطفل‪ ،‬كتتبػعيها‪ ،‬كٗنعها‪ ،‬كاستبعاد ما ال‬
‫يتناسب مع موضوع البحث‪ ،‬كبلغ عددىا ْٖ حديثان‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ثبلثة كثبلثوف حديثان كردت ُب صحيح البخارم‪:‬‬
‫‪ -‬تسعة أحاديث كردت ُب كتاب األدب‪ ،‬أربعة منها ُب باب ر٘نة الولد كتقبيلو كمعانقتو‪،‬‬
‫كحديث ُب باب من أخف الصبلة عند بكاء الصب‪ ،‬كحديث ُب باب الكنية للصب قبل أف‬
‫يتيما‪ ،‬كحديث ُب باب من ترؾ صبية غًنه‬ ‫يولد للرجل‪ ،‬كحديث ُب باب فضل من يعوؿ ن‬
‫حّت تلعب بو أك قبلها أك مازحها‪ ،‬كحديث ُب باب االنبساط للناس‪.‬‬
‫‪ -‬ككردت ثبلثة أحاديث ُب كتاب فضائل الصحابة‪ :‬اثناف منها ُب باب مناقب ا‪ٜ‬نسن‬
‫كا‪ٜ‬نسٌن رضي اهلل عنهما‪ ،‬كحديث ُب باب مناقب عبداهلل بن عمر رضي اهلل عنهما‪.‬‬
‫ُِ‬
‫‪ -‬كحديثاف كردا ُب كتاب ا‪ٟ‬نبة كالتحريض عليها‪ ،‬أحدىا ُب باب ا‪ٟ‬نبة للولد‪ ،‬كاآلخر ُب باب‬
‫ا‪ٟ‬نبة ا‪ٞ‬نقبوضة كغًن ا‪ٞ‬نقبوضة كا‪ٞ‬نقسومة كغًن ا‪ٞ‬نقسومة‪.‬‬
‫‪ -‬كحديثاف كردا ُب كتاب العلم أحد‪٨‬نا ُب باب قوؿ احملدث حدثنا أك أخبنا أك أنبأنا‬
‫كاألخر ُب باب ا‪ٜ‬نرص على ا‪ٜ‬نديث‪.‬‬
‫‪ -‬كحديثاف ُب كتاب األنبياء باب (يزفوف) الصافات‪ :‬النسبلف ُب ا‪ٞ‬نشي‪.‬‬
‫‪ -‬كحديثاف ُب كتاب ا‪ٞ‬نغازم أحدىا ُب باب بعث النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬أسامة بن‬
‫زيد إىل ا‪ٜ‬نرقات من جهينة كاآلخر ُب باب غزكة زيد بن حارثة‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب الشهادات باب تعديل النساء‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب ا‪ٛ‬نهاد باب من تكلم الفارسية كالرطانة‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث كرد ُب كتاب الوضوء باب من كضع ا‪ٞ‬ناء عند ا‪ٝ‬نبلء‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب االستئذاف باب حفظ السر‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب التفسًن باب قولو تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱳ ﱴﱵ‬
‫ﱶﱷﱠ[النصر‪.]ّ :‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب األحكاـ باب بيعة الصغًن‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب االستئذاف باب التسبيح على الصبياف‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب القدر باب معىن كل مولود يولد على الفطرة كحكم موت أطفاؿ‬
‫الكفار‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب ا‪ٛ‬ننائز باب إذا أسلم الصب فمات ىل يصلى عليو كىل يعرض على‬
‫الصب اإلسبلـ‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب ا‪ٛ‬نماعة كاإلمامة باب أىل العلم كالفضائل أحق باإلمامة‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب اللباس باب الذكائب‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب الصوـ باب صوـ الصبياف‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب البيوع باب ما ذكر ُب األسواؽ‪.‬‬
‫كبلغ عدد أحاديث صحيح مسلم أربعة عشر حديثان‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬ثبلثة أحاديث كردت ُب كتاب الفضائل‪ :‬أحدىا ُب باب كاف رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫كسلم‪ -‬أحسن الناس خل نقا‪ ،‬كحديثٌن ُب باب ر٘نتو ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬بالصبياف‬
‫كالعياؿ كتواضعو كفضل ذلك‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪ -‬كحديثاف كردا ُب كتاب فضائل الصحابة باب فضل عائشة رضي اهلل عنها‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب القدر باب كل مولود كحكم موت أطفاؿ الكفار‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب باب آداب الطعاـ كالشراب كأحكامهما‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب باب طيب رائحة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كلٌن ‪ٞ‬نسو كالتبؾ ّنسحو‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب الزىد كالرقائق‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب ا‪ٞ‬نساجد كمواضع الصبلة باب ٓنرمي الكبلـ ُب الصبلة كنسخ ما كاف‬
‫من إباحة‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب ا‪ٞ‬نساجد كمواضع الصبلة باب جواز ٘نل الصبياف ُب الصبلة‪.‬‬
‫‪ -‬كحديث ُب كتاب ا‪ٜ‬نج باب فضل ا‪ٞ‬ندينة كدعاء النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ٟ -‬نا‪.‬‬
‫كقد ًب ٔنريج ٗنيع ىذه األحاديث‪.‬‬
‫ِ‪ -‬االطبلع على شركح ىذه األحاديث كاالستفادة منها‪ ،‬كىي‪ :‬شرح النوكم‪ ،‬كشرح‬
‫ابن حجر العسقبلين‪ ،‬كشرح ابن بطاؿ‪ ،‬كشرح ابن عثيمٌن‪.‬‬
‫ّ‪ٓ -‬نديد أىم األسس للَّتبية النفسية للطفل كذلك بالرجوع لكتب ا‪ٞ‬نفكرين كالَّتبويٌن‬
‫ٍب تأصيلها ‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل من أحاديث رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل‬ ‫ْ‪ -‬استنباط ا‪ٛ‬نوانب ا‪ٞ‬نتعلقة ب ر‬
‫عليو كسلم‪ -‬الواردة ُب "صحيح البخارم" ك"مسلم"‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬استنبػاط مػبػادئ الػ رَّتبػيػة الػنرفػسػيرػة لػلػطفػل فػي الػسػنرػة الػنربػويرة من أحاديث رسوؿ اهلل‬
‫‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬الواردة ُب "صحيح البخارم" ك"مسلم"‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬است ػنبػاط أسػالػيػب ال ػ رَّتبػيػة الػنرفػسيرة للطفل فػي السنرة النربويرة من أحاديث رسوؿ اهلل‬
‫‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬الواردة ُب "صحيح البخارم" ك"مسلم"‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬تدعيم ىذه األساليب ّنا يؤكدىا من استشهادات ا‪ٞ‬نفكرين كاآليات كاألحاديث‬
‫األخرل‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل‪ ،‬كاالستفادة منها ُب األسرة‬
‫ٖ‪ -‬اقَّتاح تطبيقات لتوظيف جوانب ر‬
‫كا‪ٞ‬ندرسة‪.‬‬

‫ُْ‬
‫الفصل الثاني‬
‫اإلطار النظري والدراسات السابقة‬
‫أوال‪ :‬اإلطار النظري‪:‬‬
‫ً‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نبحث األكؿ‪ :‬ر‬
‫ا‪ٞ‬نبحث الثاين‪ :‬الطفل‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نبحث الثالث‪ :‬الطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نبحث الرابع‪ :‬األسرة كا‪ٞ‬ندرسة كدكر‪٨‬نا ُب ر‬
‫ثانيًا‪ :‬الدراسات السابقة‪.‬‬
‫اإلطار النظري والدراسات السابقة‪.‬‬
‫يشكل ىذا الفصل ا‪ٞ‬نرجعية العلمية ‪ٟ‬نذه الدراسة‪ ،‬اإلطار النظرم‪ ،‬ك‪٪‬نتوم على أربعة‬
‫مباحث‪:‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪.‬‬
‫األكؿ‪ :‬ر‬
‫كالثاين‪ :‬مرحلة الطفولة ‪.‬‬
‫كالثالث‪ :‬الطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪.‬‬
‫كالرابع‪ :‬األسرة كا‪ٞ‬ندرسة كدكر‪٨‬نا ُب ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪،‬‬
‫‪١‬نورين‪ :‬دراسات تناكلت ر‬
‫ٍب الدراسات السابقة‪ ،‬كقد ق رسمتها الباحثة إىل ى‬
‫كدراسات تناكلت الطفل‪.‬‬

‫أوال‪ -‬اإلطار النظري‪:‬‬


‫ً‬
‫عددا من ا‪ٞ‬نباحث‪ ،‬كىي‪:‬‬
‫ستتناكؿ الباحثة ُب اإلطار النظرم ن‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪ ،‬كيشمل مفهومها كخصائصها كنظر و‬
‫يات ‪ٟ‬نا صلة هبا‪،‬‬ ‫ا‪ٞ‬نبحث األكؿ‪ :‬ر‬
‫كنقد ىذه النظريات‪.‬‬
‫ٍب ا‪ٞ‬نبحث الثاين‪ :‬الطفل‪ ،‬كيشمل مفهومو‪ ،‬كأ‪٨‬نية ىذه ا‪ٞ‬نرحلة‪ ،‬كخصائص النمو لكل‬
‫مرحلة‪ ،‬ككذلك خصائص النمو النفسي ‪ٟ‬نا‪ ،‬كمطالب النمو ‪ٟ‬نذه ا‪ٞ‬نرحلة‪.‬‬
‫ٍب ا‪ٞ‬نبحث الثالث‪ :‬الطفل ُب السنرة النربويرة‪ ،‬كيشمل حقوؽ الطفل ُب اإلسبلـ‪ ،‬كمكانة‬
‫الَّتبية النبوية ك‪٠‬ناالهتا كأساليبها ككسائلها‪.‬‬
‫الطفل ُب السنرة النربويرة‪ ،‬كخصائص ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪.‬‬
‫ٍب ا‪ٞ‬نبحث الرابع‪ :‬األسرة كا‪ٞ‬ندرسة كدكر‪٨‬نا ُب ر‬

‫ُٔ‬
‫المبحث األول‪ :‬التربية النفسية‪.‬‬
‫مفهوم التربية النفسية‪:‬‬
‫الَّتبية‪،‬‬ ‫الَّتبية النرفسيرة" ‪٤‬ند أنو مك روف من كلمتىٌن مرركبتى ً‬
‫ٌن؛ األكىل‪ :‬ر‬ ‫بالنظر إىل مصطلح " ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة" ستوضح الباحثة معىن كل مصطلح على ًحدةو‬ ‫كالثانية‪ :‬النرفسيرة‪ ،‬كليتضح معىن " ر‬
‫حّت يكتمل ا‪ٞ‬نعىن كيتر ً‬
‫ضح‪.‬‬

‫التربية‪:‬‬
‫كلمة "تربية" ُب اللغة تعين‪ :‬النشأة كالتغذية كالرعاية كاحملافظة‪ ،‬كىي من ىربىا الشيءي يىػ ٍربو‬
‫ر ًّبوا؛ أم‪ :‬زاد ك‪٧‬نا (ابن منظور‪ُْٗٗ ،‬ـ‪ ،‬صُُ)‪ ،‬كاألصل اللغوم لكلمة "تربية" يتل رخص ُب‬
‫ثبلثة أصوؿ (الباين‪َُّْ ،‬ق‪ ،‬صّْ) كىي‪:‬‬
‫األصل األول‪ :‬ىربىا ٍيربيو؛ ّنعىن‪ :‬ينمو‪.‬‬
‫األصل الثاني‪ :‬ىر ى‬
‫يب‪ ،‬يىػ ٍرىب؛ ّنعىن‪ :‬نشأ كترعرع‪.‬‬
‫رب‪ ،‬يىػرب؛ ّنعىن‪ :‬أصلى ىحو‪ ،‬ر‬
‫توىل أمره كقاـ عليو كرعاه‪.‬‬ ‫األصل الثالث‪ :‬ر ي‬
‫الَّتبية ُب الصطبلح قد عرفها يا‪ٛ‬نن (ُِّْق) بأهنا‪ :‬علم إعداد اإلنساف على‬ ‫كر‬
‫حسب ما يريد ًدينو ك‪٠‬نتمعو كأمتو (صٗٓ)‪.‬‬
‫كعرفها العجمي (ََِٔـ) "بأهنا إعداد ا‪ٞ‬نسلم اعداد كامبلن من ٗنيع النواحي ُب ٗنيع‬
‫مراحل ‪٧‬نوه للدنيا كاآلخرة ُب ضوء ا‪ٞ‬نبادئ كالقيم كطرؽ الَّتبية اليت جاء هبا اإلسبلـ"(صِٕ)‪.‬‬
‫كعرفىها الدحيم (ُِْْق) بأهنا‪" :‬تنمية الشرخصيرة عب مراحل العمر ا‪ٞ‬نختلفة‪ ،‬هبدؼ‬
‫تكوين ا‪ٞ‬نسلم ا‪ٜ‬نق الذم يعيش زمانو‪ ،‬ك‪٪‬نقق حياةن طيبةن ُب ‪٠‬نتمعو على ضوء العقيدة كا‪ٞ‬نبادئ‬
‫اإلسبلمية" (صِٖ)‪ .‬كتتفق الباحثة ُب ىذه الدراسة مع ىذا التعريف‪.‬‬

‫النفسية‪:‬‬
‫كلمة مشتقرة من "النفس"‪ ،‬كيرل ابن منظور أف معىن "النفس" ُب كبلـ العرب على‬
‫فبلف"؛ أم‪ :‬ركحو‪ ،‬ك"ُب نفس و‬
‫فبلف أف يفعل كذا"؛‬ ‫ت نفس و‬
‫ي ي‬ ‫"خرج ٍ ي‬ ‫ضربىٌن؛ أحد‪٨‬نا قولك‪ :‬ى‬
‫يء كحقيقتو (ََِّـ‪ ،‬صِّْ)‪.‬‬ ‫كعو‪ .‬كاآلخر‪ٗ :‬نلةي ال رش ً‬
‫أم‪ُ :‬ب ر ً‬
‫ي‬
‫و‬
‫كسلوؾ‪.‬‬ ‫و‬
‫انفعاالت‬
‫افع ك‬
‫مشاعر كدك ى‬
‫ى‬ ‫كتيعرفها الباحثة بأهنا‪ :‬ما يتميرز بو فرد من‬

‫ُٕ‬
‫التربية النفسية‪:‬‬
‫تعددت تعريفات الَّتبية النفسية بٌن ا‪ٞ‬نختصٌن كله حسب كجهة نظره‪ ،‬فعزة الشهرم‬
‫(َُِٓ) عرفتها بأهنا‪" :‬عملية تنمية كتنشئة كتزكية كهتذيب ‪ٛ‬نوانب النفس‪ ،‬الركحية كالدافعية‬
‫كاالنفعالية كالعقلية‪ ،‬خبلؿ مراحل عمر اإلنساف ا‪ٞ‬نختلًفة‪ ،‬مع االعتماد على ا‪ٞ‬نبادئ كالقيم اليت‬
‫أتى هبا اإلسبلـ؛ للوصوؿ إىل الكماؿ اإلنساين ا‪ٞ‬ننشود‪ُ ،‬نسب قدرة الفرد كاستعداداتو‪ ،‬هبدؼ‬
‫ٓنقيق السعادة ُب الدارين" (صُّ‪.)ُْ-‬‬
‫كعرفىها راجح (َُِْق) بأهنا‪ " :‬حركة تربوية هتتم ّنشكبلت التوافق للفرد كٓنقيق‬
‫أقصى ما ‪٬‬نكن من احتياجاتو النفسية كا‪ٜ‬نسية كتدريبو على العيش السعيد اجتماعيان كجدانيان "‬
‫(صَْٓ)‪.‬‬
‫كتتر ًفق الباحثة مع تعريف عزة؛ ألنو يشمل تزكية ٗنيع جوانب النفس اإلنسانية كهتذيبها‪،‬‬
‫معتمدة على ا‪ٞ‬نبادئ كالقيم اليت جاء هبا اإلسبلـ للوصوؿ بو إىل الكماؿ اإلنساين‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة تتمثل ُب تزكية النفس كهتذيب جوانبها‬
‫كنستنتج من التعريفات السابقة أف ر‬
‫ىكفٍ ىق ما أتى بو الدين اإلسبلمي‪ ،‬كىدفها‪ :‬الوصوؿ للكماؿ اإلنساين‪.‬‬

‫أىداف التربية النفسية‪:‬‬


‫لكل عملية تربوية أىداؼ تيػ ىعد ىي احملور األساسي كا‪ٞ‬ننطلىق لبقية عناصر العملية‬
‫الَّتبويرة‪ ،‬كقد ذكرت عزة الشهرم (ُّْْ)‬ ‫الَّتبويرة‪ ،‬كمن دكف ىذه األىداؼ فبل قيمة للعملية ر‬‫ر‬
‫للَّتبية النرفسيرة ُب اإلسبلـ ‪٠‬نموعةن من األىداؼ تسعى إىل الوصوؿ إىل ٓنقيق الغاية‬ ‫أف ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة ُب‬
‫العظمى من ا‪ٝ‬نلق‪ ،‬كىي ٓنقيق العبودية هلل كحده‪ ،‬كأشارت إىل أىداؼ ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة ُب السنرة النربويرة؛‬
‫أيضا أىداؼ ر‬ ‫القرآف‪ ،‬كىذه األىداؼ اليت أشارت إليها ىي ن‬
‫ألف ٗنيعهما كحي من اهلل تعاىل‪ ،‬كيهدفاف إىل تكوين الشرخصيرة السوية من خبلؿ االىتماـ‬
‫ّنكونات النفس اإلنسانية (الركحية‪ ،‬كالدافعية‪ ،‬كاالنفعالية‪ ،‬كالعقلية) بقصد تربيتها تربيةن شاملةن‬
‫كمسيطرا على دكافعو‪ ،‬كمتزنا‬
‫ن‬ ‫عامبل َنوارحو‪،‬‬
‫كمتكاملةن‪ ،‬كبذلك يصبح ا‪ٞ‬نسلم مؤمننا بوجدانو‪ ،‬ك ن‬
‫مفكرا بعقلو‪ ،‬كمؤدينا ما أكجبو اهلل عليو من عبادة‪.‬‬
‫ُب انفعاالتو‪ ،‬ك ن‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل القدرىة على ضبط‬ ‫كذكر الزىًن (َُِٖـ) أ رف من أىم أىداؼ ر‬
‫صاؼ باالتزاف االنفعايل‪ ،‬كالرصانةى ُب ردكد األفعاؿ‪،‬‬ ‫النفس‪ ،‬كالتحك ىم ُب االنفعاالت‪ ،‬كاالت ى‬
‫ُٖ‬
‫ككذلك كاقعية النظرة للنفس‪ ،‬كعدـ اإلسراؼ ُب تقدير الذات‪ ،‬كالقدرة على ضبط النفس‬
‫كاالنفعاالت عند حدكث ا‪ٞ‬نشكبلت كاألزمات‪ ،‬كتنمية االستقبلؿ العاطفي‪ ،‬كعدـ االنسياؽ‬
‫األعمى كراء اآلخرين ُب عواطفهم كانفعاالهتم‪ ،‬كعدـ التأثر النفسي كالعاطفي‪ ،‬كإثارة‬
‫االنفعاالت بناءن على األفكار ا‪ٞ‬نسبقة غًن الصحيحة عن األشخاص (موقع األلوكة)‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪ :‬ىو تكوين شخصية ىسويرة ٓنقق ما‬ ‫كيتر ً‬
‫ضح ‪٣‬نا سبى ىق أف ا‪ٟ‬ندؼ العا رـ من ر‬
‫أمرىا اهلل بو كأكجبو عليها من عبادات كأكامر‪.‬‬

‫خصائص التربية النفسية‪:‬‬


‫الَّتبية النرفسيرة بشكل عاـ‪ِ -‬نصائص عدة‪ ،‬من أبرزىا‬
‫الَّتبية اإلسبلمية ‪ّ-‬نا فيها ر‬
‫تتميز ر‬
‫ما ذكره ا‪ٜ‬نازمي (ُّّْق) كىي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬الربانية؛ أم‪ :‬أف مصدرىا األصلي ىو الرب جل كعبل‪ ،‬كليست نابعة من أىواء‬
‫البشر‪ ،‬كىذا ما ‪٬‬نيزىا عن النظريات الوضعية اليت مصدرىا النرػ ٍفعيرة كا‪ٟ‬نول‪.‬‬
‫ِ‪ -‬الشمول والتكامل‪ :‬فهو مشوؿ موضوعي كإنساين كفطرم كزماين كمكاين‪ ،‬فهو‬
‫فصل بٌن الدين كالدنيا‪ ،‬بل مشل شؤكف ا‪ٜ‬نياة الدنيا كاآلخرة‪ ،‬كإنساين ألنو‬ ‫موضوعي ألنو مل ي ً‬
‫ى‬
‫خاطب البشرية ٗني نعا‪ ،‬كزماين ألنو التشريع ا‪ٝ‬نالد إىل يوـ القيامة‪ ،‬كمكاين ألنو صاحل لكل‬
‫زماف كمكاف‪.‬‬
‫ّ‪ -‬التوازن‪ :‬فهو مبلئم للفطرة كا‪ٛ‬نًبًلرة اإلنسانية‪ ،‬فهي هتتم بَّتبية ٗنيع جوانب اإلنساف‬
‫ا‪ٝ‬نلقية كا‪ٛ‬نسمية كالعقلية‪ ،‬كٓنقيق التوازف بٌن مطالب اإلنساف ا‪ٛ‬نسدية كالركحية‪ ،‬فبل يطغى‬
‫جانب على اآلخر‪.‬‬
‫ْ‪ -‬الثبات والمرونة‪ :‬ف ر‬
‫الَّتبية اإلسبلمية ٓنوم ثوابت ال ‪٬‬نكن تغيًنىا أك تبديلها‬
‫أك حذفها‪ ،‬كلكن ا‪ٞ‬نركنة تظهر ُب القدرة على كضع ا‪ٜ‬نلوؿ للمشكبلت اليت تطرأ ُب حياة‬
‫الناس عن طريق االجتهاد ُب ا‪ٞ‬نسائل كا‪ٜ‬نوادث ا‪ٛ‬نزئية اليت تستجد‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬الواقعية‪ :‬فهي ظاىرة ككاضحة للعياف من خبلؿ ا‪ٜ‬نقائق ا‪ٞ‬نوضوعية ا‪ٞ‬نتوافقة مع‬
‫الفطرة البشرية‪ ،‬كمع القدرة اإلنسانية‪ ،‬ال مع تصورات عقلية ‪٠‬نردة‪ ،‬كال مع مثاليات ال مكاف‬
‫‪ٟ‬نا ُب حياة اإلنساف (صُٓ‪.)ِٔ-‬‬

‫ُٗ‬
‫الَّتبية النرفسيرة ‪ٙ‬نس‪ ،‬ىي‪ :‬الربانية‪ ،‬كالشموؿ‬
‫ك‪٣‬نا سبق يتضح لنا أف خصائص ر‬
‫كالتكامل‪ ،‬كالتوازف‪ ،‬كالثبات كا‪ٞ‬نركنة‪ ،‬كالواقعية‪.‬‬

‫نظريات لها صلة بالتربية النفسية‪:‬‬


‫إف النرظريرة النرفسيرة إطار عاـ‪ ،‬يضم ‪٠‬نموعةن منظرمةن متناسقةن متكاملةن من ا‪ٜ‬نقائق‬
‫كالقوانٌن اليت تفسر الظواىر النرفسيرة؛ لذلك فمن ا‪ٞ‬نهم الوقوؼ على عدد من النظريات النرفسيرة‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ‪ ،‬كستقوـ الباحثة بعرض ىذه النظريات كنقدىا كمن‬ ‫اليت ‪ٟ‬نا صلة ب ر‬
‫أبرزىا‪:‬‬

‫نظرية التحليل النفسي‪:‬‬


‫يفَّتض سيجموند فركيد أف ا‪ٛ‬نهاز النفسي يتك روف من "ا‪ٟ‬نو" ك"األنا" ك"األنا األعلى"‪:‬‬
‫فا‪ٟ‬نول‪ :‬منبع الطاقة ا‪ٜ‬نيوية النرفسيرة‪ ،‬كمستودع الغرائز كالدكافع الفطرية‪ ،‬اليت تسعى إىل‬
‫اإلشباع ُب أم صورة كبأم ٖنن‪ ،‬كىو الصورة البيدائية للشخصية قبل أف يتناك‪ٟ‬نا اجملتمع‬
‫بالتهذيب‪.‬‬
‫كأما األنا األعلى‪ :‬فهو مستودع ا‪ٞ‬نثاليات كاألخبلقيات كا‪ٞ‬نعايًن االجتماعية كالضمًن‪،‬‬
‫كييعد ّننزلة الرقيب كالسلطة الداخلية‪.‬‬
‫أما األنا‪ :‬فهو مركز الشعور كاإلدراؾ ا‪ٜ‬نسي ا‪ٝ‬نارجي كالداخلي كالعمليات العقلية‪.‬‬
‫سًنا سويًّا‪،‬‬
‫كيرل فركيد أف ا‪ٛ‬نهاز النفسي ال بد أف يكوف متوازنا حّت تسًن ا‪ٜ‬نياة ن‬
‫شخصا سويًّا‪ ،‬كإذا أخفق‬‫ن‬ ‫كلذلك ‪٪‬ناكؿ األنا الصراع بٌن ا‪ٟ‬نو كاألنا األعلى‪ ،‬فإذا ‪٤‬نح كاف‬
‫ظهرت أعراض العصاب (زىراف‪ََِِ ،‬ـ‪ ،‬صُِّ‪.)ُِْ-‬‬
‫كيرل الصبيحي (ََِٗـ) أف فكرة البلشعور ٓنتل من مدرسة التحليل النفسي حجر‬
‫األساس‪ ،‬كمن دكهنا تتهاكل كل مسلرمات فركيد‪ ،‬فا‪ٟ‬نول كالصراع كا‪ٜ‬نيل النرفسيرة كعقدة‬
‫أكديب‪ ،‬كغًنىا من مصطلحات فركيد كفرضياتو؛ ال عمل ‪ٟ‬نا إال ُب ظل البلشعور كٓنت ستاره‬
‫كىيمنتو‪ ،‬كمن دكهنا تسقط النرظريرة‪ .‬كفكرة البلشعور عند فركيد مل تكن نتيجة ُنث علمي‪ ،‬بل‬
‫كانت فكرنة شائعةن ُب عصره‪ ،‬أخذ هبا ككظرفها ُب نظريتو من غًن ٕنحيص‪.‬‬
‫عدد من االنتقادات‪ ،‬من أ‪٨‬نها‪ :‬مبالغتو ُب تأكيد العوامل البيولوجية‬ ‫كقد يكجو لنظريتو ه‬
‫ا‪ٛ‬ننسية ُب النمو اإلنساين‪ ،‬كيهمل العوامل البيئية كا‪ٞ‬نوقفية كأثرىا ُب االضطرابات النفسية‪،‬‬
‫َِ‬
‫كتأكيده ا‪ٞ‬نطلق على النمو ا‪ٛ‬ننسي بشكل كبًن يثًن شكوؾ كثًنة حوؿ مصداقية نظريتو‪،‬‬
‫كذلك التحليل النفسي يتسم بالذاتية كيفتقر لؤلسس ا‪ٞ‬نوضوعية لعلم النفس كالبحث العلمي‪،‬‬
‫كىناؾ صعوبة كبًنة ُب تطبيقو ُب ا‪ٞ‬ندارس كالعيادات لتكلفتها كطوؿ كقت تطبيقها‪ ،‬كيرل‬
‫فركيد أف الدين ظاىرة بشرية‪ ،‬كليس منرزنال من عند اهلل عز كجل‪ ،‬أما التدين فهو عصاب‬
‫ٗناعي ينبغي للبشرية أف تتخلرص منو‪ ،‬كالدين ُب نظريتو ما ىو إال كىم ى‬
‫كسيىػٍن ىجلي‪،‬‬
‫(صَُُ)‪.‬‬

‫ك‪٣‬نا سبق يتضح بطبلف ىذه النظرية اليت ال تقوـ على أسس علمية كٓنيد عن ا‪ٞ‬نوضوعية‬
‫ك تركز بشكل كبًن على الدكافع ا‪ٛ‬ننسية كهتمل غًنىا من الدكافع كالعوامل ‪ ،‬كتسم الدين بأنو‬
‫ظاىرة كالتدين بعصاب ٗناعي ‪٩‬نب التخلص منو‪.‬‬

‫النظرية السلوكية‪:‬‬
‫إف تركيز النظرية السلوكية كاىتمامها الرئيس ىو السلوؾ اإلنساين فقد ذكر زىراف‬
‫(ََِِـ‪ ،‬صَُِ‪ )َُٖ-‬أف النرظريرة السلوكية ييطلىق عليها اسم‪" :‬نظرية ا‪ٞ‬نثًن كاالستجابة"‪،‬‬
‫عرؼ كذلك باسم‪" :‬نظرية التعلم"‪ ،‬فاالىتماـ الرئيس ‪ٟ‬نا ىو‪ :‬السلوؾ كيف يتعلم؟ ككيف‬ ‫كتي ى‬
‫انٌن تتعلق بالسلوؾ‬ ‫يتغًن؟ كترتكز النرظريرة السلوكية كتقوـ على مفاىيم كمسلر و‬
‫كمبادئ كقو ى‬
‫ى‬ ‫مات‬ ‫ى‬
‫كبعملية التعلم كحل ا‪ٞ‬نشكبلت‪ ،‬كمن أىم مفاىيمها ‪:‬‬
‫معظم سلوك اإلنسان متعلم‪ :‬من ا‪ٞ‬نبادئ األساسية اليت ترتكز عليها النرظريرة السلوكية‪:‬‬
‫م‪ ،‬كيتعلم السلوؾ غًن ال رسوم‪،‬‬ ‫أف معظم سلوؾ اإلنساف متعلرم‪ ،‬كأف الفرد يتعلم السلوؾ ال رسو ر‬
‫كيتض رمن ذلك أف السلوؾ ا‪ٞ‬نتعلرم ‪٬‬نكن تعديلو‪.‬‬

‫المثير واالستجابة‪ :‬تقوؿ النرظريرة‪ :‬إف كل سلوؾ "استجابة" لو مثًن‪ ،‬كإذا كانت العبلقة‬
‫بٌن ا‪ٞ‬نثًن كاالستجابة سليمة كاف السلوؾ سويًّا‪ ،‬كاألمر على ما ييراـ‪ .‬أما إذا كانت العبلقة‬
‫بينهما مضطربة كاف السلوؾ غًن سوم‪ ،‬كاألمر ‪٪‬نتاج إىل دراسة كمساعدة‪.‬‬

‫الشخصية‪ :‬الشرخصيرة حسب النرظريرة السلوكية ىي‪ :‬التنظيمات أك األساليب السلوكية‬


‫ا‪ٞ‬نتعلرمة الثابتة نسبيًّا‪ ،‬اليت ٕنيز الفرد عن غًنه من األشخاص‪.‬‬

‫ُِ‬
‫الدافع‪ :‬ترتكز نظرية التعلم على الدافع كالدافعية ُب عملية التعلم‪ ،‬فبل تعل ىم من دكف‬
‫دافع‪ ،‬كالدافع‪ :‬طاقة قوية بدرجة كافية‪ ،‬تىدفى يع الفرد كٓنريكو إىل السلوؾ‪.‬‬

‫التعزيز‪ :‬التعزيز ىو التقوية كالتدعيم كالتثبيت كاإلثابة‪ ،‬كالسلوؾ ييعلرم كييق رول كييدعرم‬
‫كييثبرت إذا ًب تعزيزه‪ ،‬كالتعزير قد يكوف إثابةن أكلية‪ ،‬مثل‪ :‬إشباع دافع فسيولوجي‪ ،‬أك قد يكوف‬
‫إثابة ثانوية‪ ،‬مثل‪ :‬إزالة ا‪ٝ‬نوؼ‪ .‬كيؤدم التعزيز باإلثابة إىل تدعيم السلوؾ‪ ،‬كإىل النزعة لتى ٍكرار‬
‫السلوؾ ا‪ٞ‬نعرزز‪.‬‬
‫‪٬‬نارس كيعرزز‪ ،‬أك‬ ‫االنطفاء‪ :‬كىو ضعف السلوؾ ا‪ٞ‬نتعلرم كتضاؤلو ك‪ٙ‬نوده كاختفاؤه إذا مل ى‬
‫إذا ارتبط شرطيًّا بالعقاب بدؿ الثواب‪.‬‬

‫العادة‪ :‬كىي رابطة تكاد تكوف كثيقة بٌن ا‪ٞ‬نثًن كاالستجابة‪ ،‬كتتكوف العادة عن طريق‬
‫ب‬
‫مكتس ه‬
‫ى‬ ‫التعلم كتى ٍكرار ا‪ٞ‬نمارسة‪ ،‬ككجود رابطة قوية بٌن ا‪ٞ‬نثًن كاالستجابة‪ ،‬كالعادات معظمها‬
‫كليس موركثنا‪.‬‬

‫التعميم‪ :‬إذا تعلرم الفرد استجابةن‪ ،‬كتكرر ا‪ٞ‬نوقف؛ فإف الفرد يىن ًزع إىل تعميم االستجابة‬
‫ا‪ٞ‬نتعلرمة على استجابات أخرل تشبو االستجابة ا‪ٞ‬نتعلرمة‪.‬‬

‫التعلم‪ ،‬ومحو التعلم‪ ،‬وإعادة التعلم‪ :‬التعلم ىو‪ :‬تغيػ ير السلوؾ نتيجةن للخبة كا‪ٞ‬نمارسة‪،‬‬
‫ك‪١‬نو التعلم يتم عن طريق االنطفاء‪ ،‬كإعادة التعلم ٓندث بعد االنطفاء بتعلم سلوؾ جديد‪.‬‬

‫نقد النظرية السلوكية‪:‬‬


‫رغم أف النرظريرة السلوكية تيػ ىعد نظريرةن ْنريبيرةن موضوعيرةن كظيفيرةن ُب تفسًن السلوؾ‪ ،‬فإنو‬
‫يو رجوي إليها بعض االنتقادات‪ ،‬أ‪٨‬نها ما ذكره زىراف (ََِِـ)‪:‬‬
‫ا‪ٞ‬نبلحظ الظاىرم ا‪ٞ‬نوضوعي فقط‬ ‫ً‬
‫ُ‪ -‬ييصٌر أصحاب النرظريرة السلوكية على أف السلوؾ ى‬
‫ىو الذم ييوضع ُب ا‪ٜ‬نسباف من الناحية العلمية‪.‬‬
‫ِ‪ -‬تتغاضى النرظريرة السلوكية عن النظر للفرد بشكل عاـ‪ ،‬كهتمل العناصر الذاتية ُب‬
‫السلوؾ‪.‬‬

‫ِِ‬
‫ّ‪ -‬يتح رمس الكثًنكف للنظرية السلوكية‪ ،‬كيىػعيدكف اإلرشاد كالعبلج السلوكي ُب ضوء‬
‫فض يل كل ما ىعداه من الطرؽ‪ ،‬كيطلقوف عليو‪:‬‬ ‫نظرية التعلم ىو اإلرشاد كالعبلج العلمي الذم يى ي‬
‫"عبلج التعلم"‪ ،‬ككأف غًنه من طرؽ العبلج ال تتض رمن تعل نما!‬
‫ْ‪ -‬يقوؿ البعض‪ :‬إف من أكب عيوب النرظريرة السلوكية‪ :‬أف معظم دالئلها العلمية‬
‫كالتجريبية األصلية مبنية على البحوث على ا‪ٜ‬نيواف أكثر منها على اإلنساف‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬يركز اإلرشاد السلوكي الذم يقوـ على أساس النرظريرة السلوكية‪ ،‬على إزالة األعراض‬
‫بدال من ا‪ٜ‬نل ا‪ٛ‬نذرم للسلوؾ ا‪ٞ‬نش ركل عن طريق معرفة أسبابو الدينامية كإزالتها‪،‬‬ ‫ُب حد ذاهتا‪ ،‬ن‬
‫كعابرا (صَُِ‪.)َُٖ-‬‬‫كبذلك قد يكوف كقتيًّا ن‬
‫نظرية الحاجات‪:‬‬
‫إف نظرية ا‪ٜ‬ناجات ىي من النظريات اليت تناقش ترتيب حاجات اإلنساف كتصف‬
‫بديبل لنظرية‬
‫الدكافع اليت ٓنركو‪ ،‬فقد ذكر الصبيحي (ََِٗـ) أف نظرية ا‪ٜ‬ناجات جاءت ن‬
‫الغرائز‪.‬‬
‫ك‪٣‬نن نادل بنظرية ا‪ٜ‬ناجات مورام‪ ،‬الذم أكرد أكثر من عشرين حاجة‪ٍ ،‬ب جاء‬
‫ين ببعض ا‪ٜ‬ناجات‪ ،‬كال سيما ا‪ٜ‬ناجة إىل اإل‪٤‬ناز‪ ،‬كإبراىاـ ماسلو الذم صنرف‬ ‫ً‬
‫ماكدكنالد فعي ى‬
‫ا‪ٜ‬ناجات إىل ‪ٙ‬نسة أصناؼ‪ ،‬ككضعها ُب صورة ىرـ قاعدتو ىي ا‪ٜ‬ناجات البيولوجية‪ٍ ،‬ب‬
‫ا‪ٜ‬ناجات النرفسيرة كاالجتماعية‪ ،‬كأعبلىا ا‪ٜ‬ناجة إىل ٓنقيق الذات‪ ،‬كعند ىؤالء ٗن نيعا ال يتحقق‬
‫النمو النفسي إال بعد اإلشباع‪ ،‬كعدـ كفاية اإلشباع يعين‪ :‬اضطرابنا كعصابنا كعدـ سواء نفسي‪.‬‬

‫نقد نظرية الحاجات‪:‬‬


‫إف أىم نقد يوجو ‪ٟ‬نذه النظرية ىو ‪٢‬نالفتها للتصور اإلسبلمي الذم ‪٫‬نالف التصور‬
‫الغريب‪ ،‬فهم يركف أف النمو النفسي ال يتحقق إال بعد اإلشباع كإال حدث اضطراب‪ ،‬فاإلشباع‬
‫عندىم ىدؼ رئيس ُب ا‪ٜ‬نياة‪ ،‬بل إهنم يركف أف غاية ا‪ٜ‬نياة ىي إشباع ا‪ٜ‬ناجات سواء كانت‬
‫مادية أك معنوية‪ ،‬لكن اإلسبلـ ال ‪٬‬نانع من إشباع ا‪ٜ‬ناجات‪ ،‬بل يدعو إىل إشباعها‪ ،‬إال أنو‬
‫يقيد ذلك بأمور‪ ،‬كىي‪ :‬أنو ال ‪٩‬نعل اإلشباع ىدفنا للحياة‪ ،‬كإ‪٧‬نا ىو ىدؼ ثانوم ‪٬‬نر بو الفرد‬
‫ُب أثناء سعيو ُب ا‪ٜ‬نياة إىل ا‪ٟ‬ندؼ األكب‪ ،‬كىو رضا اهلل كالعبودية لو‪ ،‬كأف إشباع ا‪ٜ‬ناجات‬
‫‪٩‬نب أف يكوف مقركنا بالعفرة كالقناعة كعدـ اإلسراؼ‪ ،‬كما أف السعي ا‪ٞ‬نستمر ‪٥‬نو اإلشباع ال‬
‫ِّ‬
‫‪٪‬نقق اإلشباع‪ ،‬بل ينقلب إىل ضده‪ ،‬إذف اإلشباع ‪٩‬نب أف يكوف ضمن العبودية هلل تعاىل‪،‬‬
‫فينضبط بضوابطها (ص صُُِ‪.)ُِْ -‬‬

‫النظرية البنائية لبياجيو‪:‬‬


‫إف النظرية البنائية ىي نظرية توضح كيفية بناء ا‪ٞ‬نعلومات لدل االنساف فقد ذكر شرفاكم‬
‫(َُِِـ‪ ،‬صِٔ‪ )ِّ-‬أف النظرة إىل التعلم أصبحت عمليرةن معرفيرةن اجتماعية نشطة‪ ،‬تبنرتها‬
‫النرظريرة البنائية بتوجيهاهتا كتياراهتا الفكرية ا‪ٞ‬نختلفة‪ ،‬كهبذا تنطلق تصورات النرظريرة البنائية‬
‫بصفتها نظرية ُب التعلم ا‪ٞ‬نعرُب من ثبلثة مرتكزات‪ ،‬ىي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ا‪ٞ‬نعىن يي ىبىن ذاتيًّا من قًبل ا‪ٛ‬نهاز ا‪ٞ‬نعرُب للفرد ا‪ٞ‬نتعلم نفسو‪ ،‬كال يتم نقلو من ا‪ٞ‬نعلم إىل‬
‫ا‪ٞ‬نتعلم‪.‬‬
‫جهدا عقليًّا‪.‬‬
‫ب‪ -‬تشكيل ا‪ٞ‬نعاين عند الفرد ا‪ٞ‬نتعلم عملية نفسية نشطة تتطلب ن‬
‫ا‪ٞ‬نتكونة لدل ا‪ٞ‬نتعلم تقاكـ التغًنات بشكل كبًن؛ إذ يتمسك الفرد ّنا‬ ‫ج‪ -‬البىن ا‪ٞ‬نعرفية ٌ‬
‫لديو من معرفة‪ ،‬مع أهنا قد تكوف خاطئة‪ ،‬كيتشبرث هبا ألهنا تقدـ لو تفسًنات مقنعة بالنسبة‬
‫إليو‪ ،‬كىنا يتضح دكر ا‪ٞ‬نعلم من خبلؿ تقدمي األنشطة كالتجارب اليت تؤدم إىل ًص رحة معطى ً‬
‫يات‬
‫ا‪ٝ‬نبة‪.‬‬
‫أيضا أف ىذه النرظريرة ترتكز على عدد من ا‪ٞ‬نبادئ‪ ،‬ىي‪:‬‬ ‫كذكر ن‬
‫أ‪ -‬معرفة ا‪ٞ‬نتعلم السابقة ىي ‪١‬نور االرتكاز ُب عملية التعلم‪.‬‬
‫معىن لًما يتعلمو بنفسو بناءن ذاتيًّا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أف ا‪ٞ‬نتعلم يبين ن‬
‫عاد تنظيم األفكار‬ ‫ج‪ -‬ال ‪٪‬ندث تعلم ما مل ‪٪‬ندث تغيًن ُب بًٍنية الفرد ا‪ٞ‬نعرفية؛ حيث يي ي‬
‫كا‪ٝ‬نبات ا‪ٞ‬نوجودة هبا عند دخوؿ معلومات جديدة‪.‬‬
‫د‪ -‬أف التعلم ‪٪‬ندث على أفضل كجو عندما يواجو الفرد ا‪ٞ‬نتعلم مشكل نة أك موق نفا‬
‫أك مه رمةن حقيقيرةن كاقعيرةن‪.‬‬
‫ىذه النظريات السابقة حاكؿ أصحاهبا من خبل‪ٟ‬نا تفسًن بعض الظواىر أك عرض بعض‬
‫ا‪ٜ‬نوادث اليت ىو مهتم هبا‪ ،‬كىي هبذا تعتب متغًنة كمتطورة كقابلة للرفض كالقبوؿ ألهنا اجتهاد‬
‫من أصحاهبا‪ ،‬بينما الَّتبية النفسية ا‪ٞ‬نستنبطة من سنة رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬تستند‬
‫فيما تستند إليو إىل سنة رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬اليت ىي أصل من أصوؿ الشريعة‬

‫ِْ‬
‫كا‪ٞ‬نصدر الثاين ‪ٟ‬نا‪ ،‬كرغم اعتمادىا على ا‪ٞ‬نصدر الثاين للشريعة فإف ىذه الَّتبية ا‪ٞ‬نستنبطة من‬
‫السنة ليس ‪ٟ‬نا صفة القداسة أك العصمة من ا‪ٝ‬نطاء‪ ،‬إ‪٧‬نا ىي ‪٠‬نرد اجتهاد ُب تفسًن بعض‬
‫اإلشارات ُب السنة كقد يكوف ىذا التفسًن ناقص فيحتاج إىل إكماؿ‪ ،‬أك حّت خاطٌ فًنفض‬
‫كيرد على صاحبو ألف ىدم النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬أكمل ا‪ٟ‬ندم كأقومو‪.‬‬

‫ِٓ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مرحلة الطفولة‪.‬‬
‫مفهوم الطفل‪:‬‬
‫فل كالطفلةي‪ :‬الصغًناف‪ .‬كالطفل‪:‬‬ ‫الطفل في اللغة‪" :‬قاؿ ابن منظور (ََِّـ)‪ :‬كالط ي‬
‫الصغًن من كل شيء بىػٌن الطرىفل كالطرفالة كالطفولة كالطفولية‪ .‬كقاؿ أبو ا‪ٟ‬نىٍيثم‪ :‬ال ر‬
‫صًب يي ٍد ىعى‬
‫ًط ٍف نبل حٌن يس يقط من ٌأم ًو إىل أف ىٍ‪٪‬نتلم" (صَُْ‪.)َِْ-‬‬
‫وفي االصطالح‪ :‬ييعرؼ أ٘ند (َُُْق) الطفل بأنو‪" :‬عامل من اجملاىيل ا‪ٞ‬نعقردة؛‬
‫كحقائق علميرةن جديدةن ما‬
‫ى‬ ‫كعامل البحار الواسع الذم كلرما خاضو الباحثوف ىك ىجدكا فيو ن‬
‫كنوزا‬
‫كض ًيقو من جهة‪ ،‬كاتساع نطاؽ ىذا العامل‬
‫زالت ‪٢‬نفيرةن عنهم؛ كذلك لضعف إدراكهم احملدكد ً‬
‫من جهة أخرل" (صُُٖ)‪.‬‬
‫كترل غالية (ُِّْق) أف الط يفولة مرحلة "تبدأ من الوالدة‪ ،‬كتنتهي بالبلوغ‪ ،‬فمرحلة‬
‫البداية تبدأ بالط يفولة (صُٕ)؛ لقولو تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﲟ ﲠ ﲡ ﱠ [ا‪ٜ‬نج‪.]ٓ :‬‬
‫يتضح من التعريفات السابقة أف مرحلة الط يفولة تبدأ من الوالدة‪ ،‬كتنتهي عند البلوغ‪.‬‬

‫أىمية مرحلة الطفولة‪:‬‬


‫تتصدر القضايا ا‪ٞ‬نتعلقة بالط ٍفل كتربيتو مكانةن عاليةن من االىتماـ كالعناية‪ ،‬كقد يحددت‬
‫أ‪٨‬نية ىذه ا‪ٞ‬نرحلة ُب ثبلث نقاط‪ ،‬ذكرىا إبراىيم (َُِْـ) كىي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬أهنا مرحلة طويلة الزمن كذات حاجة إىل رعاية خاصة‪ ،‬فهي مرحلة ال يستغين فيها‬
‫أبو ًيو‪.‬‬
‫الطفل عن ى‬
‫ِ‪ -‬أهنا مرحلة قابلة للتكوين كالتوجيو كالبناء‪ ،‬فالطفل يأٌب إىل الدنيا كىو م رزكد‬
‫بالطاقات كا‪ٞ‬نيوؿ كالقدرات ا‪ٞ‬نختلفة‪ ،‬كقادر على ا‪ٞ‬نبلءمة بٌن نفسو من ناحية‪ ،‬كبٌن ما تتطلبو‬
‫نشأ فيها من ناحية أخرل‪.‬‬ ‫مواقف ا‪ٜ‬نياة ُب البيئة اليت يى ى‬
‫ّ‪ -‬أهنا مرحلة االستعداد للمستقبل؛ فهي تيػ ىعد حجر الزاكية لبناء اإلنساف كتشييد‬
‫حضارتو كضماف تقدمو‪ ،‬فالعناية بالط يفولة عناية تؤدم إىل حسن تكوينو كبناء شخصيتو من‬
‫كل النواحي‪.‬‬

‫ِٔ‬
‫يتضح ‪٣‬نا سبق‪ :‬أف أ‪٨‬نية مرحلة الط يفولة ترجع إىل طيوؿ يم ردهتا‪ ،‬كأهنا مرحلة قابلة للتكوين‬
‫كالبناء كالتوجيو‪ ،‬كىي مرحلة تيػ ىعد األساس للمستقبل‪.‬‬

‫خصائص النمو لمرحلة الطفولة‪:‬‬


‫‪٬‬نر الطفل ّنراحل ‪٢‬نتلفة‪ ،‬ك‪ٟ‬نا خصائص ٕنيزىا‪ ،‬سواء كانت خصائص جسمية أك نفسية‬
‫تتطلرب منا االنتباه إليها ُب أثناء تربيتنا إياىم‪ ،‬كستقتصر الباحثة على عرض ا‪ٝ‬نصائص النرفسيرة‬
‫البارزة‪ ،‬اليت ٕنيز كل مرحلة من مراحل الط يفولة‪ ،‬كاليت ذكرىا الكثًنم (األلوكة‪ُّْٕ ،‬ق)‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬أول مرحلة يمر بها الولد فيما يذكره علماء النفس‪ ،‬ىي‪ :‬مرحلة‬
‫االعتماد على الغير‪:‬‬
‫معتمدا فيها على أمو أك أبيو‪ ،‬كىذه ا‪ٞ‬نرحلة من‬
‫ن‬ ‫كتبدأ من سن الوالدة؛ إذ يكوف الولد‬
‫الديو‪ ،‬كأىم ىمعلىمٌن تربويٌن ُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة ‪٨‬نا‪ :‬القرب‬
‫الط يفولة ىي مرحلة زرع احملبة ُب االبن لو ى‬
‫من الطفل‪ ،‬كإشعار الطفل با‪ٜ‬نناف كاحملبة‪ ،‬حّت يقابًلىنا كذلك بالشعور نفسو‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة المحاكاة والتقليد‪:‬‬


‫كتبدأ من سن الثالثة تقريبنا‪ ،‬كفيها يبدأ الطفل بالتقليد كالتشبو ّنن ‪٪‬نب‪ ،‬كأىم ىمعلىم ً‬
‫ٌن‬ ‫ى‬
‫تربوير ً‬
‫ٌن ُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة‪٨ ،‬نا‪:‬‬
‫الَّتبويرة من خبلؿ اإل‪٬‬ناء للطفل‬
‫الَّتبية بالقدكة؛ فيعتين الوالداف بَّتسيخ ا‪ٞ‬نبادئ ر‬
‫األكؿ‪ :‬ر‬
‫كيقتدم هبم‪.‬‬
‫ى‬ ‫بأف يفعل مثل فعلهم‬
‫كا‪ٞ‬نعلىم الثاين‪ :‬تشجيع األفعاؿ ا‪ٜ‬نسنة منو‪ ،‬كا‪ٜ‬نى ىذر من الضحك من فعلو أك احتقاره‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة االعتماد على النفس‪:‬‬


‫كتبدأ من ست سنوات‪ ،‬كفيها يبدأ الطفل ّنحاكلة االستقبلؿ بنفسو ُب أكلو كذىابو‬
‫ٌن تربوير ً‬
‫ٌن ُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة‪٨ ،‬نا؛ األكؿ‪ :‬تعزيز ثقتو‬ ‫لقضاء ا‪ٜ‬ناجة كشغل كقتو ‪ ...‬كأىم ىمعلىم ً‬
‫ى‬
‫بنفسو‪ ،‬كتشجيعو على اإلبداع كالتفكًن‪ ،‬كإكماؿ أعمالو ّنفرده‪ .‬كالثاين‪ :‬التدرج؛ فهو مهم ُب‬
‫ىذه ا‪ٞ‬نرحلة؛ ألف الطفل ‪٪‬نب أف يفعل بنفسو كل شيء‪ ،‬كعلينا أف نتدرج معو بشكل‬
‫مناسب‪.‬‬

‫ِٕ‬
‫احل‪ ،‬أك‪ٟ‬نا‪:‬‬ ‫ً‬
‫يتضح ‪٣‬نا سبق‪ :‬أف مراحل النمو النفسي للطفل ٕنر بشكل متدرج بع ٌدة مر ى‬
‫االعتماد على الغًن‪ٍ ،‬ب احملاكاة كالتقليد‪ٍ ،‬ب االعتماد على النفس‪.‬‬

‫مطالب النمو في مرحلة الطفولة‪:‬‬


‫لكل مرحلة من مراحل اإلنساف مطالب ٔنتص هبا فمن أىم مطالب مرحلة الطفولة‬
‫ما ذكره زىراف (ُٖٔٗـ)‪ :‬احملافظة على ا‪ٜ‬نياة‪ ،‬كتعلم ا‪ٞ‬نشي كاألكل كالكبلـ كاإلخراج‪ ،‬كتعلم‬
‫ٌن‪ ،‬كتعلم ا‪ٞ‬نهارات ا‪ٜ‬نركية كا‪ٛ‬نسمية البلزمة للعب‪ ،‬كتعلم ا‪ٞ‬نهارات األساسية‬‫الفرؽ بٌن ا‪ٛ‬ننس ً‬
‫ى‬
‫ُب القراءة كالكتابة كا‪ٜ‬نساب‪ ،‬كتعلم ا‪ٞ‬نهارات العقلية ا‪ٞ‬نعرفية البلزمة لشؤكف ا‪ٜ‬نياة اليومية‪،‬‬
‫الدي ًن‪ ،‬كتعلم التفاعل االجتماعي مع الرفاؽ‬ ‫كتعلم ما ينبغي توقػعيو من اآلخرين كخاصةن الو ى‬
‫كتكوين الصداقات‪ ،‬كتكوين الضمًن‪ ،‬كتعلم التمييز بٌن الصواب كا‪ٝ‬نطأ‪ ،‬كتعلم ضبط‬
‫االنفعاالت كٓنقيق األمن االنفعايل‪ ،‬كتعلم ‪٣‬نارسة االستقبلؿ الشخصي‪ ،‬كتعلم ا‪ٞ‬نشاركة ُب‬
‫ا‪ٞ‬نسؤكلية (صٖٓ) ىذه ا‪ٞ‬نطالب إذا ٓنققت أدت إىل شعور الفرد بالسعادة كالتوافق النفسي‪،‬‬
‫بينما عدـ إشباعها يؤدم إىل الشقاء كعدـ التوافق مع مطالب ا‪ٞ‬نراحل التالية من ا‪ٜ‬نياة‪.‬‬

‫خصائص النمو النفسي في مرحلة الطفولة‪:‬‬


‫تتميز مرحلة الط يفولة ِنصائص نفسيٌة كانفعالية ٕنيزىا عن غًنىا من ا‪ٞ‬نراحل العمرية‪،‬‬
‫ك‪٬‬نكن تقسيم ىذه ا‪ٝ‬نصائص بناءن على تقسيمات مرحلة الط يفولة‪ ،‬كما يهمنا ُب ىذه الدراسة‬
‫ىو مرحلة ا‪ٞ‬نهد‪ ،‬كمرحلتا الط يفولة ا‪ٞ‬نبكرة كا‪ٞ‬نتأخرة‪ ،‬كقد ذكر عقل (صُُٔ‪،ُْٖ-‬‬
‫ُُْٗق) خصائص ىذه ا‪ٞ‬نراحل النرفسيرة‪ ،‬كىي‪:‬‬
‫إشباعا‪،‬‬
‫ن‬ ‫ُ‪ -‬مرحلة المهد‪ :‬يولىد الطفل كىو مزكد بعدد من الدكافع الفطرية اليت تريد‬
‫كا‪ٛ‬نوع كالعطش كغًن‪٨‬نا‪ ،‬كتتضح أكىل استجابات الطفل االنفعالية عند حرمانو من إشباع ىذه‬
‫ال ردكافع أك عند إشباعها‪ ،‬كيظهر ذلك ُب شكل ضيق كهتيج الطفل عند حرمانو من طعامو‪،‬‬
‫كشعوور باالرتياح عند تناكلو‪ ،‬ك‪ٟ‬نذا تكوف معظم انفعاالت الطفل مرتبطةن بإشباع حاجاتو‬
‫الفسيولوجية‪.‬‬
‫كمن انفعاالت الطفل ُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة‪ :‬ا‪ٜ‬نب‪ ،‬كيبدك ُب تعلقو بأمو اليت تعتين بو‪ٍ ،‬ب‬
‫سارةه‪.‬‬
‫يرتبط ا‪ٜ‬نب بكل األشخاص الذين تربطهم بو خبات ٌ‬

‫ِٖ‬
‫أما ‪٢‬ناكؼ الطفل فإف الطفل ‪٫‬ناؼ من األصوات العالية كالسقوط ُب بداية حياتو‪،‬‬
‫كذلك ا‪ٝ‬نوؼ من الغرباء‪.‬‬

‫ِ‪ -‬مرحلة الطفولة المبكرة‪٬ :‬نتاز السلوؾ االنفعايل ُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة بعدد من ا‪ٝ‬نصائص‬
‫اليت تدؿ على ‪٧‬نوه كتطوًره‪ ،‬ففي ىذه ا‪ٞ‬نرحلة تتمايز انفعاالت الطفل كتتحدرد‪ ،‬كتظهر لديو‬
‫انفعاالت ا‪ٜ‬نب كالفرح كالغى ًٍنة كا‪ٝ‬نجل‪ ،‬كما تتمايز االستجابات االنفعالية اللفظية‪ ،‬إضافةن إىل‬
‫االستجابات ا‪ٜ‬نركية‪.‬‬
‫كيبلحظ على انفعاالت الطفل ا‪ٜ‬نً ٌدةي كا‪ٞ‬نبالغة‪ٍ ،‬ب تأخذ ىذه ا‪ٜ‬نً ٌدة ُب االستقرار شيئنا‬
‫ى‬
‫معٌن غالبنا‬
‫بعضها مع بعض‪ ،‬كتَّتكز حوؿ شخص ر‬ ‫فشيئنا‪ ،‬كُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة ترتبط االنفعاالت ي‬
‫ما يكوف األ رـ‪ ،‬كيزداد ُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة كعي الفرد بذاتو؛ فتتميز شخصيتو عن اآلخرين‪.‬‬

‫ّ‪ -‬مرحلة الطفولة المتأخرة‪ :‬ذكر زىراف (ُٖٔٗـ) أف الطفل ُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة ‪٪‬ناكؿ‬
‫التخلص من الط يفولة‪ ،‬كالشعوًر بأنو قد ىكًب‪ ،‬كىذه تيػ ىعد مرحلة االستقرار كالثبات االنفعايل‪،‬‬
‫كيبلحظ فيها‬
‫ى‬ ‫كلذلك ييطلًق بعض الباحثٌن على ىذه ا‪ٞ‬نرحلة اسم‪" :‬مرحلة الط يفولة ا‪ٟ‬نادئة"‪،‬‬
‫ضبط االنفعاالت‪ ،‬ك‪١‬ناكالت السيطرة‪ ،‬كعدـ إفبلت االنفعاالت‪ ،‬كتىًقل ُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة مظاىر‬
‫الد ًيو‪ ،‬كيكوف‬
‫الثورة ا‪ٝ‬نارجية‪ ،‬كيتعلم الطفل كيف يتنازؿ عن حاجتو العاجلة اليت قد تيغضب ك ى‬
‫التعبًن عن الغضب با‪ٞ‬نقاكمة السلبية مع التر ٍمتىمة ببعض األلفاظ كظهور تعبًنات الوجو‪ ،‬كتقل‬
‫ُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة ‪٢‬ناكؼ الطفل‪ ،‬كإف ظل ‪٫‬ناؼ الظبلـ كاألشباح كاللصوص‪ ،‬كٕنيل ُب ىذه‬
‫ا‪ٞ‬نرحلة ا‪ٞ‬نيوؿ إىل التخصص أكثر‪ ،‬كتصبح أكثر موضوعيٌةن‪ ،‬كتبييز ا‪ٞ‬نيوؿ ا‪ٞ‬نهنية‪ ،‬كال يهتم الطفل‬
‫بعمل إال إذا كاف ‪٬‬نيل إليو (صِْٓ)‪.‬‬
‫ك‪٣‬نا سبق ‪٤‬ند أف خصائص النمو ُب مرحلة الط يفولة ٔنتلف من مرحلة إىل أخرل ‪ ،‬فلكل‬
‫مرحلة خصائصها اليت ٕنيزىا عن غًنىا‪.‬‬

‫ِٗ‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الطفل في السنة النبوية‪.‬‬
‫حقوق الطفل في اإلسالم‪:‬‬
‫باىتماـ كبًن؛ كذلك لًما ‪ٟ‬نذه‬
‫و‬ ‫صت الَّتبية اإلسبلمية مرحلةى الط يفولة لدل اإلنساف‬‫اخت ر‬
‫ا‪ٞ‬نرحلة من أ‪٨‬نية كبًنة ُب بناء شخصيتو‪ ،‬كبناءن على ذلك فقد قرىر اإلسبلـ لؤلطفاؿ حقوقنا ال‬
‫‪٬‬نكن التغافل عنها أك إ‪٨‬نا‪ٟ‬نا‪ ،‬بل إنو كاف سبٌاقنا لفعل ذلك‪ ،‬فقبل أف تضع الدكؿ ا‪ٜ‬نديثة‪،‬‬
‫عشىر قرنا‪ ،‬كاف اإلسبلـ‬
‫األمم البشرية ٗنيعيها‪ ،‬شيئنا من مواثيق حقوؽ الطفل كاإلنساف بأربعةى ى‬
‫ك ي‬
‫صلو‪ ،‬كمن أىم ىذه ا‪ٜ‬نقوؽ‪ ،‬ىي ا‪ٜ‬نقوؽ اليت ذكرىا السندم (ُِْٗق‪،‬‬ ‫قد ربٌن ذلك كف ر‬
‫صِٗ‪.)ُٓ-‬‬

‫أ‪ -‬حقوق الطفل االجتماعية‪:‬‬


‫قسمٌن‪:‬‬
‫ك‪٬‬نكن تقسيمها إىل ى‬
‫‪ -‬حقوق الطفل قبل مولده‪ ،‬ك‪٬‬نكن إٗنا‪ٟ‬نا ُب ا‪ٜ‬نث على اختيار الزكجة الصا‪ٜ‬نة فهي‬
‫ا‪ٜ‬ناملة كا‪ٜ‬ناضنة كا‪ٞ‬نربية‪ ،‬كقد بينت الشريعة اإلسبلمية عدد من ا‪ٛ‬نوانب اليت تدؿ على‬
‫صبلح ىذه الزكجة من أ‪٨‬نها تدينها لتكوف عوف للزكج ُب تربية أبناءه‪ ،‬أيضان أف تكوف‬
‫ذات نسب كمن سبللة طيبة فعن أيب ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪-‬صلى‬
‫كٗن ًا‪ٟ‬نا‪ ،‬كلً ًدينًها‪ ،‬فاظٍ ىفر ً‬
‫بذات‬ ‫اهلل عليو كسلم‪(( -‬تيػٍن ىكح ا‪ٞ‬نرأىةي ألرب وع‪ :‬لً ً‬
‫ما‪ٟ‬نا‪ً ،‬‬
‫ك‪ٜ‬نى ىسبًها‪ ،‬ى‬
‫ٍ‬ ‫ي ىٍ ٍ ى‬
‫داؾ)) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬ص ٕ‪ ،‬حََٗٓ)‪ ،‬كحقوؽ ا‪ٛ‬ننٌن‬ ‫الدي ًن‪ ،‬تى ًربى ٍ‬
‫ت يى ى‬
‫فاإلسبلـ تعهده بالرعاية كالعناية كحرـ إيذاءه كجعل لو نفقو عن طريق ٘ناية ا‪ٜ‬نقوؽ‬
‫ا‪ٞ‬نادية لؤلـ أثناء ا‪ٜ‬نمل كلو طلقت أك توُب عنها زكجها‪.‬‬
‫‪ -‬حقوقو بعد الميالد‪ ،‬كمنها‪ :‬ا‪ٜ‬نق ُب إثبات النسب‪ ،‬فبإثباتو يصاف الولد من الضياع‬
‫كالتشرد‪ ،‬ك‪٪‬نافظ على اجملتمع من شيوع الفواحش كانتشار اللقطاء‪ ،‬كما أف إثبات‬
‫النسب يَّتتب عليو حقوؽ أخرل مثل‪ :‬اإلرث كاإلنفاؽ كغًنىا‪ ،‬كذلك ا‪ٜ‬نق ُب األذاف‬
‫ُب أيذيف ا‪ٞ‬نولود ليكوف أكؿ ما يصل للمولود من أمور ا‪ٜ‬نياة بعد ا‪ٟ‬نواء ىو التوحيد‪ ،‬أيضان‬
‫حق الرضاعة‪ :‬فاألطفاؿ الذين يعتمدكف على الرضاعة الصناعية ىم أكثر عرضة‬
‫لؤلمراض‪ ،‬كبالرضاعة يرتوم الطفل عطفان كحنانان كحبان كغذاء نفسيان ال يقل عن الغذاء‬

‫َّ‬
‫البدين‪ ،‬كحق الصغًن ُب حسن التسمية؛ ألف االسم ينعكس على نفسياهتم؛ لذلك‬
‫كاف رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬حريصان على تغيًن األ‪ٚ‬ناء الذميمة‪ ،‬كأمر‬
‫ً‬
‫يل‪:‬‬
‫ا‪ٚ‬ني ىها بىػرةى‪ ،‬فق ى‬
‫ب كا ىف ٍ‬ ‫بتحسٌن األ‪ٚ‬ناء ‪ ،‬فعن أيب ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬أ رف ىزيٍػنى ى‬
‫تيػىزكي نىػ ٍفسها‪ ،‬فىس رماىا ر ي ً‬
‫ب) (البخارم‪،‬‬ ‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ -‬ىزيٍػنى ى‬ ‫سوؿ اللرو ‪ -‬ى‬ ‫ى ى ى‬ ‫ىى‬
‫َُِٗـ‪ ،‬صّْ‪ ،)ُِٔٗ ،‬كبالعقيقة كىي إظهار للبًشر كالنعمة‪ ،‬كشكر هلل تعاىل‪،‬‬
‫كنشر النسب‪ ،‬كأخًنان حق ا‪ٜ‬نضانة‪ :‬فللطفل حق اختيار من يكوف لو حاضنان ُب حالة‬
‫حدكث انفصاؿ بٌن الوالدين بسبب الطبلؽ‪.‬‬

‫ب‪ -‬حقوق األطفال التربوية‪:‬‬


‫ُ‪ -‬حق الطفل في التربية اإليمانية‪ :‬فالشريعة اإلسبلمية دعت أتباعها إىل اإل‪٬‬ناف باهلل‬
‫تعاىل منذ بزكغ فجر اإلسبلـ‪ ،‬ك‪٧‬نرت ا‪ٛ‬نوانب اإل‪٬‬نانية فيهم ُب شّت األحواؿ كالظركؼ‪،‬‬
‫ضحت أف اإل‪٬‬ناف حق مكفوؿ للجميع‪ ،‬ال ي‪٪‬نىرـ منو صغًن أك كبًن‪ ،‬كذلك كاضح من خبلؿ‬ ‫كك ر‬
‫اىتماـ النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬بَّتبية اإل‪٬‬ناف ُب قلوب أصحابو‪.‬‬
‫ِ‪ -‬حق الطفل في التربية الخلقية‪ :‬كيي ى‬
‫قصد بو‪ :‬تعويد النفس على اآلداب العامة اليت‬
‫تػسػاعػدىا عػلى الػتعػايش مػع اجملتمػع اإلنػساين فػي كد دائػم كقىػبوؿ مػستمػر‪ ،‬كقػد كػاف الػرسػوؿ‬
‫الَّتبية‪ ،‬كذلك من خبلؿ تصحيحو بعض‬ ‫‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪٪ -‬نرص على ىذا النوع من ر‬
‫ا‪ٞ‬نفاىيم أك السلوكيات ا‪ٝ‬نيليقية ا‪ٝ‬ناطئة عند ىمن يتعامل معهم من أصحابو ‪-‬رضواف اهلل عليهم‪-‬‬
‫سيما الصغار منهم‪.‬‬
‫ّ‪ -‬حق الطفل في التربية العقلية‪ :‬كا‪ٞ‬نقصود بو‪ :‬تربية عقل الطفل بتغذيتو با‪ٞ‬نعرفة‪،‬‬
‫كتدريبو تدريبنا منظر نما على التفكًن الصحيح كاالستدالؿ الصادؽ‪ ،‬كالنظر البعيد؛ حّت يستطيع‬
‫أف ‪٪‬نسن إدراؾ ما ‪٪‬نيط بو من ا‪ٞ‬نؤثرات ا‪ٞ‬نختلفة كالظواىر ا‪ٞ‬نتعددة بقدر ما يناسب س رن الطفل‬
‫كقدرتو العقلية‪ ،‬كاستعداده الفكرم‪ ،‬على أف يكوف ذلك بطريقة ٓنبب الطفل فيما يقدرـ لو من‬
‫عارؼ‪ ،‬كبطريقة ٓنملو على التفكًن فيها‪ ،‬كتثًن اىتمامو كانتباىو‪.‬‬
‫معلومات كم ى‬
‫ْ‪ -‬حق الطفل في التربية النفسية‪ :‬فالطفل منذ صغره ييع رود على الثقة بالنفس كالعًٌزًة‬
‫الَّتبيةي النرفسيرة للطفل ُب اإلسبلـ قامت على أساس ضبط ا‪ٟ‬نول كىكٍبح ًٗناح النفس‬ ‫كالكرامة‪ ،‬ك ر‬
‫ُب ييسر كاعتداؿ دكف إسراؼ أك غلو؛ لذلك فاإلسبلـ يي ًويل الطفل عنايةن كبًنة من خبلؿ‬

‫ُّ‬
‫كحسن اختيار ا‪ٚ‬نو ك‪٥‬نوىا‪ ،‬كمن‬ ‫تعليماتو‪ ،‬منذ أف يبشىرر األبواف بو كمن خبلؿ التهنئة بقدكمو‪ ،‬ي‬
‫حق العدؿ كا‪ٞ‬نساكاة بٌن األبناء ُب‬ ‫ا‪ٜ‬نقوؽ اليت ‪ٟ‬نا مساس مباشر بتكوين نفسيٌة الطفل‪ٌ :‬‬
‫ا‪ٞ‬نمازحة‪ ،‬كحق الطفل ُب مراعاة أحوالو ك‪٢‬ناطبتو على‬ ‫ً‬
‫ا‪ٞ‬نعاملة‪ ،‬كحق الصغًن ُب الر٘نة كالتركنيىة ك ى‬
‫خاصةن‪ ،‬كحق اليتيم ُب الرعاية النرفسيرة‪.‬‬
‫قدر عقلو‪ ،‬كحق البنت ُب اإلحساف ‪ٟ‬نا ٌ‬
‫ج‪ -‬حقوق األطفال الجسدية‪:‬‬
‫سليما‪ ،‬فاعتىن بالصحة البدنية لو‪ ،‬كدعا إىل‬
‫‪٧‬نوا ن‬ ‫ينمو الطفل ًّ‬
‫ص اإلسبلـ على أف ى‬ ‫حر ى‬
‫ى‬
‫العناية بلباسو كغذائو كجعل من حقوؽ الطفل على كالده أف ‪٪‬نثو على الرياضة كالسباحة‬
‫كالرماية كركوب ا‪ٝ‬نيل ألف ىذه الرياضات ىي من مقومات الشخص السليم الذم يصلح أف‬
‫يكوف لبنة طيبة ُب كياف أمة عظيمة‪ ،‬لتنهض بأداء الواجب ا‪ٞ‬ننوط هبا ُب ىذه ا‪ٜ‬نياة‪.‬‬
‫يتضح ‪٣‬نا سبق أف حقوؽ الطفل ُب اإلسبلـ مق رسمة إىل ثبلثة أقساـ‪ :‬حقوؽ اجتماع‪،‬‬
‫كحقوؽ تربوية‪ ،‬كحقوؽ جسدية‪.‬‬

‫مكانة الطفل في السنة النبوية‪:‬‬


‫متمثبل ُب كتاب اهلل كسنة نبيو ‪١‬نمد ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬سبراقنا‬‫لقد كاف اإلسبلـ ن‬
‫إىل االحتفاء بالط ٍفل قبل ا‪ٞ‬نواثيق كالقوانٌن الدكلية بقركف عديدة‪ ،‬فقد ذكر عزاـ (ََِٕـ) أف‬
‫اإلسبلـ جعل للطفل مكانةن عاليةن‪ ،‬كمنحو العناية الكبًنة قبل أف يكوف نيطفة ُب بطن أمو‪ ،‬إىل‬
‫أف يستقر ُب ر٘نها‪ ،‬كمنذ اللحظة األكىل اليت يرل فيها الوجود كيبدأ حياتو كرحلتو فيها‪ٍ ،‬ب‬
‫كيعي ا‪ٜ‬نياة كعينا يؤىلو للقياـ‬
‫قادرا على تلقي العلم‪ ،‬ى‬
‫مركره ّنرحلة الط يفولة األكىل‪ ،‬إىل أف يصبح ن‬
‫ت اإلسبلـ األنظار إىل ىذا الطرور ا‪ٝ‬نطًن من حياة اإلنساف‪،‬‬‫بدكره خليفةن ُب األرض؛ كما لىىف ى‬
‫كاىتم بو أر‪٬‬نا اىتماـ‪ ،‬كحث اآلباء على العناية بأطفا‪ٟ‬نم ُب جو كانت فيو ا‪ٛ‬ناىلية قد أكصلتهم‬
‫ﱡﭐ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱳ‬ ‫إىل قتل أكالدىم خوفنا على أرزاقهم‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ [اإلسراء‪ ،]ُّ :‬فقد ذكر السعدم (َََِـ‪ ،‬صْٕٓ) أف‬
‫كبًنا؛ أم‪ :‬من أعظم كبائر الذنوب؛ لزكاؿ الر٘نة من القلب‪ ،‬كالعقوؽ‬ ‫ً‬
‫قتلهم كاف خطئنا ن‬
‫العظيم‪ ،‬كالتجرؤ على قتل األطفاؿ الذين مل ى‪٩‬ن ًر منهم ذنب كال معصية‪.‬‬

‫ِّ‬
‫تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﳐ‬ ‫ت اهلل هبا على عباده‪ ،‬قاؿ‬
‫كمن تكرمي اهلل تعاىل للطفل أ ٍف جعلو نعمةن ام ر‬
‫ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞﳟ ﳠ‬
‫كٗناال كقرىة و‬
‫عيوف لآلباء‬ ‫ِٕ]‪ ،‬كجعلهم زينةن ن‬ ‫ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﱠ [النحل‪:‬‬

‫تعاىل‪ :‬ﱡﭐﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ‬ ‫كاألمهات‪ ،‬قاؿ‬


‫[الكهف‪ ،]ْٔ :‬بل جعلهم سببنا ‪ٞ‬نغفرة الذنوب كرفعة الدرجات باستغفار أبنائهم‬ ‫ﱍﱎﱏﱠ‬
‫‪ٟ‬نم بعد كفاهتم (صص ٔ‪ )ٖ-‬فعن أيب ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل‬
‫ص ىدقىوة ىجا ًريىوة‪ ،‬أ ٍىك‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫ً‬
‫ات اإلنٍ ىسا يف انٍػ ىقطى ىع عٍنو ىع ىمليوي إًرال من ثىىبلثىة‪ :‬إًرال من ى‬
‫عليو كسلم‪(( :-‬إً ىذا ىم ى‬
‫صالً وح يى ٍدعيو لو) (مسلم ‪َُِٗ،‬ـ‪ ،‬ص ِٓٓ‪،‬ح ُُّٔ)‪.‬‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ع ٍل وم يػيٍنتىػ ىف يع بًو‪ ،‬أ ٍىك ىكلىد ى‬
‫ك‪٣‬نا يدؿ على مكانة الطفل ُب السنرة النربويرة‪ :‬عناية النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪-‬‬
‫بالط ٍفل‪ ،‬كمن ذلك ما ذكره ٗنيعاف (َُِٖـ)؛ إذ قاؿ‪" :‬تركيزه على بناء شخصية الطفل‬
‫منهجا قو‪٬‬ننا‬ ‫ا‪ٞ‬نتوازنة ُب ٗنيع جوانبها النمائية؛ كي ال يطغى جانب على آخر‪ ،‬فقد أرسى ن‬
‫شامبل ُب رعاية الط يفولة" (صِٔٔ) يدؿ على عظم عنايتو ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪-‬‬ ‫كدستورا ن‬ ‫ن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ىح ندا كا ىف أ ٍىر ىح ىم بالعيى ًاؿ من‬
‫ت أى‬ ‫بالطفل ما ركاه أنس بن مالك رضي اهلل عنو قاؿ‪(( :‬ما ىرأىيٍ ي‬
‫صلرى اللروي عليو كسلر ىم‪( ))-‬مسلم ‪َُِٗ،‬ـ‪ ،‬ص َُٖٖ‪،‬حُِّٔ)‪.‬‬ ‫ً ً‬
‫ىرسوؿ اهلل ‪ -‬ى‬
‫خاصةن ُب اإلسبلـ‪ ،‬ظهرت ُب كثًن من اآليات القرآنية‬ ‫كيتضح أف للطفل مكانةن ٌ‬
‫كاألحاديث النبوية‪.‬‬

‫خصائص التربية النبوية‪:‬‬


‫من خبلؿ أحاديث النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كمواقفو ‪٤‬ند أف الَّتبية النبوية تتسم‬
‫م ىو كحده ا‪ٞ‬ننهج الشامل‬ ‫بعدة خصائص من أ‪٨‬نها كأكضحها أهنا شاملة‪ ،‬فا‪ٞ‬ننهج النبو ر‬
‫كا‪ٞ‬نتوازف‪ ،‬فهو شامل ‪ٛ‬نميع جوانب اإلنساف ككل جوانب اجملتمع‪ ،‬فهي لَّتبية األمة أٗنع‪،‬‬
‫سوؿ اللر ًو‬
‫كلكافة األزمنة ككافة األمكنة‪ ،‬يدؿ على ذلك الذم ركاه عبداهلل بن عمر ((أنروي ىً‪ٚ‬ن ىع ىر ى‬
‫كؿ عن‬ ‫كؿ عن ىر ًعيرتً ًو؛ فىا ًإل ىم ياـ ىر واع كىو ىم ٍس يؤ ه‬
‫كم ٍس يؤ ه‬ ‫‪-‬صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ -‬ي‬
‫يقوؿ‪ :‬يكل يك ٍم ىر واع ى‬
‫ت زكًجها ر ً‬ ‫ً‬ ‫ً ًً‬ ‫ىر ًعيرتً ًو‪ ،‬كالر يج يل ُب ٍأىلً ًو ىر واع كىو ىم ٍس يؤ ه‬
‫اعيىةه كىي ىم ٍس يؤكلىةه‬ ‫كؿ عن ىرعيرتو‪ ،‬كا‪ٞ‬نىٍرأىةي ُب بىػٍي ى ٍ ى ى‬
‫سوؿ‬‫ت ى يؤىال ًء ًمن ر ً‬ ‫ً‬ ‫عن ىر ًعيرتً ىها‪ ،‬كا‪ٝ‬نى ًاد يـ ُب ىم ًاؿ ىسي ًدهً ىر واع كىو ىم ٍس يؤ ه‬
‫كؿ عن ىر ًعيرتً ًو‪ .‬ى‬
‫ى‬ ‫قاؿ‪ :‬فى ىسم ٍع ي ى‬
‫قاؿ‪ :‬كالر يج يل ُب ىم ًاؿ أبً ًيو‬
‫رب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ -‬ى‬ ‫ب الن ر‬‫ىحس ي‬
‫اللر ًو ‪-‬صلرى اهلل عليو كسلرم‪ ،-‬كأ ً‬
‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ي‬
‫ّّ‬
‫كؿ عن ىر ًعيرتً ًو)) ( البخارم‪َُِٗ،‬ـ‪ ،‬ص‬ ‫كؿ عن ىر ًعيرتً ًو‪ ،‬فى يكل يك ٍم ىر واع كيكل يك ٍم ىم ٍس يؤ ه‬‫ىر واع كىو ىم ٍس يؤ ه‬
‫ُّ‪ ،‬ح ََِٓ)‪ ،‬كتتسم أهنا متوازنة أم يوازف بٌن النظرية كالتطبيق كبٌن ا‪ٜ‬نياة الدنيا كاألخرة‬
‫كيوازف بٌن أشواؽ الفرد الركحية كحاجاتو ا‪ٞ‬نادية كاالجتماعية‪ ،‬يؤكد ذلك ما ركاه البخارم‪،‬‬
‫حدثنا سعيد بن أيب مرمي‪ :‬أخبنا ‪١‬نمد بن جعفر‪ :‬أخبنا ٘نيد بن أيب ٘نيد الطويل‪ :‬أنو ‪ٚ‬نع‬
‫وت ٍأزىك ًاج النرب ‪-‬صلرى اهللي عليو‬ ‫أنس بن مالك رضي اهلل عنو يقوؿ‪ :‬جاء ثىىبلثىةي رى وط إىل بػي ً‬
‫يي‬ ‫ىٍ‬ ‫ىى‬
‫ً ً‬
‫وىا‪ ،‬فىقالوا‪:‬‬ ‫يخًبيكا ىكأنػ ي‬
‫ره ٍم تىػ ىقال ى‬ ‫كسلرم‪ ،-‬يى ٍسأىليو ىف عن عبى ىادة النرب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ ،-‬فىػلى رما أ ٍ‬
‫رـ ًمن ىذنٍبً ًو كما تىأى رخىر‪ ،‬ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قاؿ‬ ‫كأىيٍ ىن ىٍ‪٥‬ن ين م ىن النرب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪-‬؟! ق ٍد يغفىر لو ما تىػ ىقد ى‬
‫آخ ير‪ :‬أنىا‬‫كقاؿ ى‬ ‫رىىر ىكال أيفٍ ًط ير‪ ،‬ى‬ ‫وـ الد ٍ‬ ‫أص ي‬‫آخ ير‪ :‬أنىا ي‬ ‫كقاؿ ى‬‫يصلي اللرٍي ىل أبى ندا‪ ،‬ى‬ ‫أح يد يى ٍم‪ :‬أ رما أنىا فإين أ ى‬
‫ى‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬إلي ًهم‪ ،‬فى ى‬
‫قاؿ‪ :‬أنٍػتي يم‬ ‫أعتى ًزيؿ الن ىساءى فبل أتىػىزرك يج أبى ندا‪ ،‬فى ىجاءى ىر ي‬ ‫ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬ ‫رً‬
‫يصلي‬ ‫وـ كأيفٍط ير‪ ،‬كأ ى‬ ‫أص ي‬‫ىخ ىشا يك ٍم للرو كأىتٍػ ىقا يك ٍم لو‪ ،‬لىكين ي‬ ‫ين قيلتي ٍم ىك ىذا كىك ىذا؟! أ ىىما كاللرو إين ىأل ٍ‬ ‫الذ ى‬
‫فليس ًمين‪َُِٗ( .‬ـ‪ ،‬ص ٕ‪،‬ح َّٔٓ)‪،‬‬ ‫ب عن يسنريت ى‬
‫ً‬
‫فمن ىرغ ى‬ ‫كأ ٍىرقي يد‪ ،‬كأىتىػىزرك يج الن ىساءى‪ ،‬ى‬
‫كتتسم بوضوح ا‪ٟ‬ندؼ فا‪ٞ‬ننهج النبوم كاضح األىداؼ كالغايات اليت يريد الوصوؿ إليها كمن‬
‫ٌن ُب‬ ‫ًً‬
‫((مثى يل ا‪ٞ‬نيٍؤمن ى‬
‫أ‪٨‬نها بناء ‪٠‬نتمع متماسك كمَّتابط حيث قاؿ النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ى‬
‫داعى لو سائًير ا‪ٛ‬نى ىس ًد بال رس ىه ًر‬ ‫ض هو تى ى‬ ‫ا٘ن ًه ٍم‪ ،‬كتىعاطيًف ًه ٍم ىمثى يل ا‪ٛ‬نى ىس ًد إذا ا ٍشتى ىكى منو عي ٍ‬ ‫تىواد ًىم‪ ،‬كتىر يً‬
‫ٍ‬
‫ا‪ٜ‬ني رمى)) (البخارم ‪َُِٗ،‬ـ‪ ،‬صَُ‪ ،‬ح َُُٔ)‪ ،‬كتتسم بعنايتها با‪ٞ‬نتميزين فالنب ‪-‬صلى‬ ‫كٍ‬
‫اهلل عليو كسلم‪ -‬كاف ‪٫‬نص بعض الصحابة بأعماؿ دكف غًنىم كيعتين هبم عناية خاصة كمن‬
‫ذلك عنايتو بابن عباس رضي اهلل عنو ألنو رأل عليو عبلمات الفهم كأمارات الذكاء فعن ابن‬
‫كقاؿ‪ :‬اللر يه رم ىعل ٍموي‬ ‫ص ٍد ًرهً‪ ،‬ى‬ ‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ -‬إىل ى‬ ‫ض رم ًين النب ‪ -‬ى‬ ‫عباس رضي اهلل عنو قاؿ (( ى‬
‫ٍمةى)) (البخارم ‪َُِٗ،‬ـ‪ ،‬ص ِٕ‪ ،‬حّٕٔٓ) ‪ ،‬كتتسم با‪ٜ‬نكمة فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو‬ ‫ً‬
‫ا‪ٜ‬نك ى‬
‫كسلم‪ -‬كاف حكيمان ُب تربيتو بعيدان عن ا‪ٜ‬ندة كاالنفعاالت كمن أمثلة ذلك حكمتو ُب التعامل‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫ت ٍأمشي مع ىرسوؿ اللرو ‪-‬صلرى اهللي‬ ‫مع األعرايب‪ :‬فعن أنس بن مالك رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬يكٍن ي‬
‫أعىرًايب‪ ،‬فى ىجبى ىذهي ب ًرىدائًًو ىجٍب ىذ نة ىش ًد ى‬ ‫ً‬
‫حّت‬
‫يد نة‪ ،‬ر‬ ‫اشيى ًة‪ٍ ،‬‬
‫فأد ىرىكوي ٍ‬ ‫ظ ا‪ٜ‬ن ً‬
‫عليو كسلرم‪ -‬كعليو بػيٍرهد ىٍ‪٤‬نىرًاين ىغلي ي ى‬
‫اشيةي البػرًد ًمن ًشدرةً‬ ‫ً‬
‫ت هبىا ىح ى ي ٍ‬ ‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬ق ٍد أثػرىر ٍ‬ ‫ت إىل ص ٍفح ًة ىعاتً ًق ر ً‬
‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫نىظىٍر ي‬
‫قاؿ‪ :‬يا ي‪١‬ن رم يد‪ ،‬مر يل ًمن م ًاؿ اللر ًو الذم ًعٍن ىد ىؾ‪ ،‬فىالٍتىػ ىفت إلىي ًو ر ي ً‬ ‫ىجٍب ىذتًًو‪ٍ ،‬بير ى‬
‫سوؿ اللرو ‪-‬صلرى اهللي‬ ‫ى ٍ ى‬ ‫ى‬ ‫ى يٍ‬
‫ك‪ٍ ،‬بير ىأمىر لو ىبعطى واء)) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُْٔ‪ ،‬ح َٖٗٓ)‪،‬‬ ‫ض ًح ى‬ ‫عليو كسلرم‪ٍ -‬بير ى‬

‫ّْ‬
‫وتتسم بالواقعية والتدرج‪ ،‬فهي تراعي كاقع اإلنساف كاجملتمع ٍب تتدرج هبما ‪٥‬نو األفضل‬
‫كاألمثل للوصوؿ إىل ٓنقيق أىدافها‪ ،‬كحّت حينما ٕننع اإلنساف عن الرذائل اليت اعتاد عليها‬
‫الَّتبية النبوية‪ ،‬التدرج ُب التشريع؛ كالتدرج ُب ٓنرمي‬ ‫فهي تتدرج ُب ذلك‪ ،‬كمن أمثلة التدر يج ُب ر‬
‫ا‪ٝ‬نمر‪ ،‬كالتدرج ُب دعوة الناس‪ ،‬كالتدر يج ُب العقوبة‪ ،‬كتتسم بالعدؿ كا‪ٞ‬نساكاة‪ :‬كاف النب ‪-‬صلى‬
‫اهلل عليو كسلم‪ -‬حريصان ُب تربيتو على العدؿ كا‪ٞ‬نساكة بٌن ا‪ٛ‬نميع كعدـ التفرقة‪ ،‬ك‪٣‬نا يدؿ على‬
‫أ‪٨‬نر يه ٍم ىشأٍ يف‬
‫ذلك حٌن سرقة ا‪ٞ‬نرأة ا‪ٞ‬نخزكمية‪ ،‬فعن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪(( :‬أ رف قيػىريٍ نشا ى‬
‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪-‬؟ فىقالوا‪:‬‬ ‫كمير ًة الريت سرقىت‪ ،‬فىقالوا‪ :‬كمن ي ىكلم فًيها ر ى ً‬ ‫ا‪ٞ‬نرأىةً ا‪ٞ‬نخز ً‬
‫سوؿ اللرو ‪ -‬ى‬ ‫ى ي ي ى ى‬ ‫ىى ٍ‬ ‫ىٍ ى ٍ ي‬
‫ً ً‬ ‫و ً‬ ‫كمن ىٍ‪٩‬ن ىًَّت ي‬
‫يس ىامةي‪،‬‬‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ -‬فى ىكلر ىموي أ ى‬ ‫بن ىزيٍد‪ ،‬حب ىرسوؿ اللرو ‪ -‬ى‬ ‫يس ىامةي ي‬ ‫ئ عليو رإال أ ى‬ ‫ى‬
‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫قاؿ ر ي ً‬
‫ب‪ٍ ،‬بير‬ ‫اختىطى ى‬‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ :-‬أتى ٍش ىف يع ُب ىحد من يح يدكد اللرو‪ٍ ،‬بير قى ىاـ فى ٍ‬ ‫سوؿ اللرو ‪ -‬ى‬ ‫فى ى ى‬
‫يف تىػىريكوهي‪ ،‬كإ ىذا ىسىر ىؽ فًي ًه يم‬ ‫ً‬
‫ره ٍم ىكانيوا إ ىذا ىسىر ىؽ في ًه يم ال رش ًر ي‬
‫ين قىػٍبػلى يك ٍم‪ ،‬أنػ ي‬
‫قاؿ‪ :‬إر‪٧‬نا أىلى ر ً‬
‫ك الذ ى‬ ‫ٍ ى‬ ‫ى‬
‫و‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ت يى ىد ىىا))‬ ‫ت لىىقطى ٍع ي‬ ‫ت ي‪١‬نى رمد ىسىرقى ٍ‬ ‫يف أقى ياموا عليو ا‪ٜ‬نىدر‪ ،‬ك ٍاميي اللرو لو أ رف فىاط ىمةى بٍن ى‬ ‫الضرع ي‬
‫(البخارم‪َُِٗ،‬ـ‪ ،‬صُٕٓ‪ ،‬ح ّْٕٓ) ‪.‬‬

‫خصائص‪ ،‬ىي‪ :‬الشموؿ ‪ ،‬كالتوازف ‪ ،‬كالعناية‬


‫ى‬ ‫سبع‬
‫للَّتبية النبوية ى‬
‫‪٣‬نا سبق يتضح أف ر‬
‫با‪ٞ‬نتميزين ك الواقعية كالتدرج ‪ ،‬كالعدؿ كا‪ٞ‬نساكاة ‪.‬‬

‫الوسائل النبوية في التربية‪:‬‬


‫الَّتبية‪ ،‬كمن أ‪٨‬نها‪:‬‬
‫ذ ىكىر ا‪ٛ‬نمل (َََِـ) عد ندا من الوسائل النبوية ُب ر‬
‫الَّتبية؛ لذلك كاف على ا‪ٞ‬نربٌن كا‪ٞ‬نعلمٌن كاآلباء أف‬
‫الَّتبية بالقدكة؛ فلها أثر فعراؿ ُب ر‬
‫ر‬
‫يقتدكا برسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ُ -‬ب ٗنيع شؤكهنم أماـ من يربوهنم حّت يقتدكا هبم‪.‬‬
‫كمن الوسائل‪ :‬غرس مراقبة اهلل تعاىل ُب النفوس‪ ،‬كأف اهلل تعاىل يراىم كال تغيب عنو‬
‫الَّتبية با‪ٞ‬نوعظة كالنصيحة؛ كذلك إلزالة االعوجاج كإصبلح ا‪ٝ‬نىلىل ُب العقيدة‬
‫غائبة‪ ،‬كذلك ر‬
‫كاألخبلؽ‪.‬‬
‫أ‪٤‬نح كسائل‬
‫الَّتبية للنفس ك ً‬ ‫الَّتبية بالعبادة؛ ر‬
‫ألهنا من أقول مقومات ر‬ ‫أيضا‪ :‬ر‬
‫كمن الوسائل ن‬
‫التزكية كاإلصبلح‪.‬‬

‫ّٓ‬
‫الَّتبية باألحداث ا‪ٛ‬نارية كالقصص ا‪ٞ‬ناضية؛ فا‪ٞ‬نريب الناجح ىو من‬ ‫أيضا من الوسائل‪ :‬ر‬
‫ن‬
‫معٌن‬
‫الَّتبويرة إلعطاء توجيو ر‬
‫عمد إىل األحداث فيتخذ منها مادةن تربوية ُب العملية التعليمية ك ر‬ ‫ي ً‬
‫ى‬
‫للطفل‪.‬‬
‫الَّتبية بالَّتغيب كالَّتىيب‪ ،‬كبالثواب كالعقاب؛ فهذا األسلوب يتماشى مع‬‫كمن الوسائل‪ :‬ر‬
‫نتائج سلوكو كما يَّتتب على‬ ‫ر‬
‫طبيعة اإلنساف‪ ،‬فاإلنساف يتحكم ُب سلوكو كيعدلو بقدر معرفتو ى‬
‫ىذا السلوؾ من منفعة أك ىمضرة (صصَُ‪.)ُٔ-‬‬
‫الَّتبية بالقدكة‪ ،‬كغرس‬
‫الَّتبية‪ :‬ىي ر‬
‫ك‪٣‬نا سبق يتضح لنا أف من أبرز الوسائل النبوية ُب ر‬
‫الَّتبية باألحداث كالَّتغيب كالَّتىيب‪.‬‬
‫مراقبة اهلل ُب النفوس‪ ،‬ك ر‬

‫مجاالت التربية النبوية‪:‬‬


‫الَّتبية النبوية متعددة‪ ،‬ذكرىا سويد ( َََِـ‪ ،‬ص ص َُّ‪ )َُٕ -‬كىي‪:‬‬
‫‪٠‬ناالت ر‬
‫أ‪ -‬المجال العقدي‪ :‬تتميز العقيدة اإلسبلمية بأهنا كلها غيب ‪٪‬نار ا‪ٞ‬نرء كيف يقدمها‬
‫للطفل ككيف سيتعامل الطفل معها كلكن من خبلؿ تعامل النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مع‬
‫الطفل كمع من حولو ‪٤‬ند اف غاية ما اشتغل بو ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مع أصحابو‬
‫تعري يفهم حقائق اإل‪٬‬ناف‪ ،‬كتربيتهم عليو‪ ،‬كتعليمهم مقتضياتو من العلم كالعمل‪ ،‬فاإل‪٬‬ناف ىو‬
‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪-‬‬ ‫أفضل األعماؿ فعن أيب ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬أ رف ر ى ً‬
‫سوؿ اللرو ‪ -‬ى‬‫ى‬
‫بيل اللر ًو‬
‫اد ُب ىس ً‬ ‫قاؿ‪ :‬إ‪٬‬نىا هف باللر ًو كرسولًًو‪ .‬قيل‪ٍ :‬بير ما ىذا؟ ى ً‬ ‫ً‬
‫قاؿ‪ :‬ا‪ٛ‬ن ىه ي‬ ‫ى ى‬ ‫ى‬ ‫ض يل؟ فى ى‬ ‫الع ىم ًل أفٍ ى‬
‫يسئ ىل‪ :‬أم ى‬
‫كر) (البخارم ‪َُِٗ،‬ـ‪ ،‬ص ّٗ‪ ،‬ح ِٔ) كتشمل ‪٠‬ناالت‬ ‫قاؿ‪ :‬ىحج ىمٍبػ ير ه‬
‫قيل‪ٍ :‬بير ىما ىذا؟ ى‬
‫ى‬
‫البناء العقدم ُب تربية النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم على ‪ٙ‬نسة أركاف أساسية تثبت العقيدة‬
‫كىي تلقٌن الطفل كلمة التوحيد‪ ،‬كترسيخ حب اهلل تعاىل‪ ،‬كترسيخ حب النب ‪-‬صلى اهلل‬
‫عليو كسلم‪ -‬كصحبو األطهار‪ ،‬كتعليم الطفل القرآف الكرمي‪ ،‬كثبات الطفل على العقيدة‬
‫كالتضحية ‪ٟ‬نا‪.‬‬
‫ب‪ -‬المجال التعبدي‪ :‬كيعد ىذا اجملاؿ مكمبلن للبناء العقدم‪ ،‬فالعبادة تغذم العقيدة كىي‬
‫ا‪ٞ‬ننعكس الذم يعكس صورة العقيدة ك‪٩‬نسمها‪ ،‬كالطفل عندما ‪٬‬نارس العبادة فهو يلب غريزة‬
‫فطرية ُب نفسو فيشبعها كيركيها‪ ،‬كالطفولة ليست مرحلة تكليف كإ‪٧‬نا مرحلة إعداد كتدريب‬
‫كتعويد للوصوؿ إىل مرحلة التكليف عند البلوغ‪ ،‬ليسهل عليهم أداء الواجبات كالفرائض كمن‬

‫ّٔ‬
‫أمثلة ذلك تعويد الطفل على الصياـ‪ ،‬فعن الربيع بن معوذ بن عفراء رضي اهلل عنو قاؿ‬
‫أصبى ىح يم ٍف ًطنرا‪،‬‬
‫صا ًر‪ :‬ىمن ٍ‬ ‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ -‬ىغ ىدا ىة ىع ي‬
‫اش ىوراءى إىل قيػىرل األنٍ ى‬ ‫((أ ٍىر ىس ىل النرب ‪ -‬ى‬
‫صويـ ًصٍبػيىانىػنىا‪،‬‬ ‫وم ًو‪ ،‬كمن أصبح ً‬ ‫فىػ ٍليتً رم ب ًقيرةى ي ً‬
‫وموي بىػ ٍع يد‪ ،‬كني ى‬
‫صي‬‫ت‪ :‬فى يكنرا نى ي‬‫ص ٍم‪ .‬قالى ٍ‬‫صائ نما‪ ،‬فىليى ي‬
‫ى ٍى ى ى‬ ‫ي ى ى‬
‫حّت يىكو ىف ًعٍن ىد‬ ‫أعطىٍيػنىاهي ذى ىاؾ ر‬ ‫أح يد يى ٍم علىى الطر ىع ًاـ‪ٍ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫‪ٟ‬نم الل ٍعبىةى م ىن الع ٍه ًن‪ ،‬فىإذىا بى ىكى ى‬
‫ك‪٤‬ن ىع يل ي‬ ‫ىٍ‬
‫اإلفٍطىا ًر‪( )).‬البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬ص ّٕ‪ ،‬حَُٔٗ)‪.‬‬

‫ب‪ -‬المجال األخالقي‪ :‬كىو من اجملاالت ا‪ٞ‬نهمة ُب ر‬


‫الَّتبية النبوية‪ ،‬فالرسوؿ ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫كسلم‪ -‬أعطا أ‪٨‬نية عظمى‪ ،‬حّت ىع رد ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ذلك مقص ندا من مقاصد‬
‫كحث أصحابو على التحلي ّنحاسن األخبلؽ‪ ،‬كأعلى منزلة من ىح يس ىن يخلقو‪ ،‬ففي‬ ‫بعثتو‪ ،‬ر‬
‫حديث ىرقل حٌن سألو أبا سفياف رضي اهلل عنو عما يدعوىم إليو النب ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫اؼ) (البخارم‪َُِٗ،‬ـ‪ ،‬صُٓٗ‪،‬ح‬ ‫ص ىبلةً كالرزىكاةً كالصلى ًة كالع ىف ً‬
‫كسلم‪ -‬ذكر‪( :‬يىأٍ يم يرنىا بال ر‬
‫ى‬
‫ّْٓٓ)‪.‬‬

‫ج‪ -‬المجال الجسمي‪ :‬اعتىن النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ببناء ا‪ٛ‬نسد كتربيتو‪،‬‬
‫كبالنظر إىل طريقة تعامل النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مع األطفاؿ كبناء أجسامهم ‪٤‬ند أف‬
‫ىناؾ أربعة أركاف عن طريقها ‪٥‬نصل على بنية جسمية قوية للطفل كىي حق الطفل ُب تعلم‬
‫السباحة كالرماية كركوب ا‪ٝ‬نيل‪ ،‬ك إجراء ا‪ٞ‬نسابقات الرياضية بٌن األطفاؿ‪ ،‬كلعب الكبار مع‬
‫األطفاؿ‪ ،‬كلعب األطفاؿ مع األطفاؿ كمن األحاديث اليت تدؿ على عناية النب ‪-‬صلى اهلل‬
‫عليو كسلم‪ -‬بلعب الطفل ماركتو عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ (( :‬يكٍنت ألٍعب بالبػنى ً‬
‫ات ًعٍن ىد‬ ‫ي ىي ى‬
‫احب يػ ٍلعب معًي‪ ،‬فىكا ىف ر ي ً‬ ‫النب ‪-‬صلرى اهلل عليو كسلرم‪ ،-‬ككا ىف يل ً‬
‫صلرى اهللي‬‫سوؿ اللرو ‪ -‬ى‬ ‫ى‬ ‫ص ىو ي ى ى ٍ ى ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫ب ىمعًي)) (البخارم‪َُِٗ،‬ـ‪ ،‬ص‬ ‫عليو كسلر ىم‪ -‬إ ىذا ىد ىخ ىل يىػتىػ ىق رم ٍع ىن منو‪ ،‬فيي ىسربػي يه رن ىر‬
‫إيل فىػيىػ ٍل ىع ٍ ى‬
‫ُّ‪ ،‬ح َُّٔ)‪.‬‬
‫ككاف النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬يسابق عائشة رضي اهلل عنها كحث الصحابة على‬
‫ا‪ٞ‬ننافسات كأجرل بينهم ا‪ٞ‬نسابقات با‪ٝ‬نيل ككاف ‪٪‬نفز الفائز منهم‪.‬‬

‫د‪ -‬المجال العاطفي والوجداني‪ :‬تشكل العاطفة مساحة كاسعة ُب نفس الطفل فهي‬
‫تبين شخصيتو‪ ،‬فإف أخذىا بشكل متوازف كاف إنسانان سويان ُب حياتو كلها‪ ،‬كإف أخذىا بغًن‬

‫ّٕ‬
‫ذلك سواء بالزيادة أك النقصاف تشكلت لديو العقد اليت ال ٓنمد عقباىا كلبناء عاطفة الطفل‬
‫ىناؾ سبعة أسس لبنائها‪ ،‬كىي‪ :‬القبلة كالرأفة كالر٘نة‪ ،‬كا‪ٞ‬نداعبة كا‪ٞ‬نمازحة مع الطفل‪ ،‬كا‪ٟ‬ندايا‬
‫كالعطايا للطفل‪ ،‬كمسح رأس الطفل‪ ،‬كحسن استقباؿ الطفل‪ ،‬كتفقد حاؿ الطفل‪ ،‬كالرعاية‬
‫ا‪ٝ‬ناصة بالبنت كاليتيم‪ ،‬كمن أمثلة ذلك من أحاديث رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ما‬
‫صلرى اللروي عليو‬ ‫ً ً‬ ‫ركتو عائشة رضي اهلل عنها قالت‪(( :‬قى ًدـ نىاس ًمن ٍ ً‬
‫األعىراب علىى ىرسوؿ اهلل ‪ -‬ى‬ ‫ى ه ى‬
‫سوؿ اهللً ‪-‬‬ ‫قاؿ ىر ي‬ ‫كسلر ىم‪ ،-‬فىقالوا‪ :‬أىتيػ ىقبػليو ىف ًصٍبػيىانى يك ٍم؟ فىقالوا‪ :‬نىػ ىع ٍم‪ ،‬فىقالوا‪ :‬لى ًكنرا ىكاللر ًو ما نػي ىقب يل‪ ،‬فى ى‬
‫ً‬
‫ك‬‫ابن ي‪٧‬نىٍوًن‪ً :‬من قىػ ٍلبً ى‬ ‫ع ًمٍن يك يم الر ٍ٘نىةى‪ .‬ى‬
‫كقاؿ ي‬ ‫ك إ ٍف كا ىف اللروي نىػىز ى‬ ‫صلرى اللروي عليو كسلر ىم‪ :-‬ىكأ ٍىمل ي‬ ‫ى‬
‫الر ٍ٘نىةى)) (مسلم ‪َُِٗ،‬ـ‪ ،‬صَُٖٖ‪ ،‬حُِّٕ)‪.‬‬

‫الَّتبية اليت تستحق‬ ‫مهما من ‪٠‬ناالت ر‬ ‫‪٠‬ناال ًّ‬ ‫ق‪ -‬المجال العقلي‪٬ :‬نثل البناء العقلي ن‬
‫االىتماـ كالعناية؛ فهو مكوف من مكونات الشرخصيرة اإلنسانية‪ ،‬كأثره ينعكس على سائر‬
‫‪٠‬ناالت الشرخصيرة كمن أىم الشواىد اليت تدؿ على العناية النبوية با‪ٛ‬نانب العقلي ىو حرص‬
‫النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬على تنمية التفكًن‪ ،‬فقد كاف من ىديو إثارة األسئلة اليت‬
‫تستدعي التفكًن ففي ا‪ٜ‬نديث الذم ركاه البخارم عن ابن عمر رضي اهلل عنو‪( :‬أ رف ىر ى‬
‫سوؿ‬
‫ط ىكرقيػ ىها‪ ،‬كىي ىمثى يل ا‪ٞ‬ن ٍسلً ًم‪،‬‬ ‫رج ًر ىش ىجىرةن ال يى ٍس يق ي‬
‫ى‬ ‫اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬قى ىاؿ‪ :‬إ رف ًم ىن الش‬
‫عبدي اللرو‪ً:‬‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫رخلىةي‪ ،‬قى ىاؿ ي‬ ‫ككقى ىع ُب نػى ٍفسي أنػ ىرها الن ٍ‬ ‫راس ُب ىش ىج ًر البىاديىة‪ ،‬ى‬ ‫ىحدثيوين ىما ى ىي؟ فىػ ىوقى ىع الن ي‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ :-‬ىي‬ ‫أخً ٍبنىا هبىا؟ فىػ ىق ىاؿ ىر ي‬ ‫فىاستىحيػيت‪ ،‬فىقالوا‪ :‬يا ر ى ً‬
‫سوؿ اللرو‪ٍ ،‬‬ ‫ى‬ ‫ٍ ٍ ىٍ ي‬
‫إيل ًمن‬ ‫أحب ىر‬ ‫ً‬
‫ت ًأيب ّنا كقى ىع ُب نىػ ٍفسي‪ ،‬فىػ ىق ىاؿ‪ :‬ىألى ٍف تى يكو ىف قيػ ٍلتىػ ىها ى‬
‫النرخلىةي‪ .‬قى ىاؿ ي ً‬
‫عبد اللرو‪ :‬فى ىح ردثٍ ي‬ ‫ٍ‬
‫أ ٍف يىكو ىف يل ىك ىذا كىك ىذا) (َُِٗـ‪ ،‬صْٖ‪ ،‬حُّٓ)‪.‬‬

‫ك‪ -‬المجال االجتماعي‪ :‬كنقصد ببناء الطفل اجتماعيان أف يكوف مكتفيان مع كسطو‬
‫االجتماعي سواء مع الكبار أك مع األصدقاء كأف يكوف إ‪٩‬نابيان بعيدان عن االنطواء كا‪ٝ‬نجل ‪،‬‬
‫كمن األمور اليت خصها الرسوؿ ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ُ -‬ب تكوين الطفل اجتماعيا ىي ‪:‬‬
‫اصطحابو إىل ‪٠‬نالس الكبار‪ ،‬كارسالو لقضاء ا‪ٜ‬ناجات ‪ ،‬كتعويده على سنة السبلـ كعيادتو اذا‬
‫مرض كتعويده على البيع كالشراء‪ ،‬كمبيتو عند أقرباءه كحضوره للمناسبات ا‪ٞ‬نشركعة ‪،‬كمن‬
‫ودم‬ ‫األحاديث الدالة على ذلك ما ركاه أنس بن مالك رضي اهلل عنو قاؿ‪(( :‬كا ىف غي ىبلـ يػه ً‬
‫ه ىي‬
‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ -‬يىػعي ي‬
‫ودهي‪ ،‬فىػ ىق ىع ىد‬ ‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ ،-‬فى ىم ًر ى‬
‫ض‪ ،‬فأتىاهي النب ‪ -‬ى‬ ‫النب ‪ -‬ى‬
‫ى‪٫‬نٍ يد يـ ر‬
‫ّٖ‬
‫صلرى اهللي عليو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أسلً ٍم‪ ،‬فىػنىظىىر إىل أبً ًيو كىو ًعٍن ىدهي فى ى‬
‫قاؿ لو‪ :‬أط ٍع أبىا ال ىقاس ًم ‪ -‬ى‬ ‫ًعٍن ىد ىرأٍ ًس ًو‪ ،‬فى ى‬
‫قاؿ لو‪ٍ :‬‬
‫يقوؿ‪ :‬ا‪ٜ‬نى ٍم يد لًلر ًو الذم أنٍػ ىق ىذهي ًم ىن‬
‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ -‬كىو ي‬ ‫كسلر ىم‪ٍ ،-‬‬
‫فأسلى ىم‪ ،‬فى ىخىر ىج النب ‪ -‬ى‬
‫النرا ًر)) (البخارم‪َُِٗ،‬ـ‪ ،‬صْٗ‪ ،‬ح ُّٔٓ) ‪.‬‬

‫الَّتبية النبوية مق رسمة إىل سبعة ‪٠‬ناالت‪ ،‬ىي‪ :‬اجملاؿ العقدم‪،‬‬


‫ك‪٣‬نا سبق ‪٤‬ند أف ‪٠‬ناالت ر‬
‫كاجملاؿ العبادم‪ ،‬كاجملاؿ ا‪ٛ‬نسمي‪ ،‬كاجملاؿ العقلي‪ ،‬كاجملاؿ االجتماعي‪ ،‬ك‪٠‬ناؿ عاطفي كجداين‪،‬‬
‫ك‪٠‬ناؿ أخبلقي‪.‬‬

‫ّٗ‬
‫المبحث الرابع‪ :‬األسرة والمدرسة ودورىما في التربية النفسية‪.‬‬
‫األسرة‪:‬‬
‫الَّتبويرة األكىل ُب حياة األفراد فهي تؤدم دكران كبًنان ُب تشكيل‬
‫تيػ ىعد األسرة ا‪ٞ‬نؤ رسسة ر‬
‫شخصياهتم كٓندد اْناىاهتم االجتماعية كا‪ٝ‬نلقية كالنفسية‪ ،‬يؤكد ذلك ما ذكره العجمي‬
‫(ََِٔـ ) أف الفرد يستمد من أسرتو قيمو كأىدافو كأساليبو كتصرفاتو‪ ،‬كذلك تيػ ىعد األسرة‬
‫أحد العوامل األساسية ُب بناء الكياف الَّتبوم‪ ،‬كإكساب القيم كالعادات اليت تبقى مبلزمةن لو‬
‫الَّتبويرة فإف األسرة مل تى ً‬
‫فقد‬ ‫طواؿ حياتو‪ ،‬فعلى الرغم من إنشاء اجملتمع العديد من ا‪ٞ‬نؤسسات ر‬
‫الَّتبويرة‪ ،‬اليت من أ‪٨‬نها التعاطف األسرم‪،‬‬
‫دكرىا‪ ،‬بل احتفظت بالعديد من الوظائف كا‪ٞ‬نهاـ ر‬
‫رفسي للمَّتيب‪ ،‬كنقل الَّتاث االجتماعي‪ ،‬كاالستجابة للمتطلبات البيولوجية‪ ،‬كإكساب‬
‫كالبناء الن ٌ‬
‫القيم الدينية كاألخبلقية‪ ،‬اليت تيػ ىعد من أىم ىذه األدكار اليت تقوـ هبا األسرة (العجمي‪،‬‬
‫ََِٔـ‪ ،‬صُْٔ‪.)ُٖٔ-‬‬

‫مفهوم األسرة‪:‬‬
‫في اللغة‪ :‬أسرة الرجل‪ :‬الدرع ا‪ٜ‬نصينة‪ ،‬كقيل‪ :‬عشًنتو كرىطو األى ٍدنىوف؛ ألنو يتق رول هبم‪،‬‬
‫كأسرة الرجل؛ أم‪ :‬عشًنتو كأىل بيتو (ابن منظور‪ ،‬د‪.‬ف‪ ،‬صٖٕ)‪.‬‬
‫يتبٌن أف ىناؾ ًع ٌدةى دالالت لؤلسرة؛ كىي‪ :‬أىل بيت‬
‫كمن ىذا التعريف اللغوم لؤلسرة ر‬
‫الرجل‪ ،‬كعشًنتو‪ ،‬كالقوـ‪ ،‬كالقبيلة‪ ،‬كمن خبلؿ ىذه الدالالت ‪٤‬ند أف لؤلسرة ًع ٌد ىة و‬
‫معاف‪،‬‬
‫فيمكن تعريفها تربويًّا بأهنا ‪-‬كما يرل ا‪ٜ‬نازمي (ُّّْق)‪ -‬ىي‪" :‬الوعاء االجتماعي الذم‬
‫يعيش فيو الطفل كيتفاعل معو كيشعر باالنتماء إليو"‪.‬‬
‫كعرفىها تعري نفا أضيق من ىذا التعريف‪ ،‬فذكر أهنا‪" :‬ا‪ٛ‬نماعة اليت تعيش ُب ‪١‬نيط مكاين‬
‫كاحد‪ ،‬كتربطهم صلة قرابة"‪ .‬فهذا التعريف يركز على األقارب القريبٌن ُب ا‪ٞ‬نكاف‪ ،‬كالذين ‪ٟ‬نم‬
‫تأثًن تربوم مباشر (صّٔٓ)‪.‬‬

‫دور األسرة في التربية النفسية‪:‬‬


‫الَّتبية النرفسيرة للطفل؛ فهي الوعاء االجتماعي الذم يتلقى‬
‫كبًنا ُب ر‬
‫دكرا ن‬‫إف لؤلسرة ن‬
‫الطفل فيها معلوماتو‪ ،‬كينتمي إليها كيتفاعل مع أفرادىا‪ ،‬كيرل أبو العينٌن (َُْٖق) أف دكر‬

‫َْ‬
‫مو ا‪ٞ‬نتكامل لشخصية الطفل؛ لذلك كاف على‬ ‫ً‬
‫األسرة يكوف منطلق مسؤكليرتها عن رعاية الن ٌ‬
‫األسرة مساعدة الطفل على تأكيد اإل‪٬‬ناف باهلل تعاىل َنميع الطرؽ‪ ،‬كالكلمة ا‪ٜ‬نانية‪ ،‬كالقصة‬
‫ا‪ٟ‬نادفة‪ ،‬كمساعدتو على ٕنثل القيم كا‪ٞ‬نبادئ اإلسبلمية‪ ،‬كإمداده با‪ٝ‬نبات االجتماعية‪ ،‬كهتيئة‬
‫ا‪ٞ‬نناخ ا‪ٞ‬نناسب كا‪ٞ‬نساعد على اكتساب القيم‪ ،‬عن طريق صبلح األسرة‪ ،‬كهتيئة اجملاؿ للطفل‬
‫للتخطيط كاالقَّتاح‪ ،‬كما أف على األسرة توجيوى الطفل إىل ما ‪٩‬نب فعلو ُب ا‪ٞ‬نواقف ا‪ٞ‬نختلفة‪.‬‬
‫أيضا أف ٓنَّتـ ذاتية الطفل‪ ،‬كأسئلتو‪ ،‬كعا‪ٞ‬نو‪ ،‬كقدرتو على األداء‪ ،‬كتساعده‬
‫كعلى األسرة ن‬
‫على توضيح قيمو كترٗنتها‪ ،‬ككذلك اْناىاتو‪ ،‬كمشاعره‪ ،‬كآراؤه اليت يتمثرلها‪ ،‬كتعويد الطفل‬
‫على اآلداب االجتماعية اإلسبلمية با‪ٞ‬نمارسة العملية‪ ،‬كليس الكبلـ فقط‪ ،‬كما أف العدؿ بٌن‬
‫األطفاؿ كا‪ٞ‬نساكاة بينهم ‪-‬على النحو الذم أشار إليو اإلسبلـ‪٪ -‬نفظ للطفل كرامتو‪.‬‬
‫أيضا تعويد الطفل على التعامل مع بيئتو برفق‪ ،‬كعليها أف تعل ىمو أف الواقع‬
‫كعلى األسرة ن‬
‫احمليط ‪٪‬نتاج إىل تفاعل جاد‪ ،‬كتتقبل منو األفكار ا‪ٛ‬نديدة‪ ،‬كٓنَّتـ حبو لبلستطبلع (صُُٔ‪-‬‬
‫ُِٔ)‪.‬‬

‫المدرسة‪:‬‬
‫اعة من الفبلسفة أك ا‪ٞ‬نفكرين‬
‫مدرسة"‪ :‬ىم ىكاف الد ٍررس كالتعليم‪ ،‬ىك ىٗنى ى‬‫تعريفها في اللغة‪" :‬الٍ ى‬
‫أك الباحثٌن تعتنق مذىبنا معيرػننا‪ ،‬أك تىقوؿ ىبرأٍ وم يم ٍش ىَّتؾ‪ ،‬كيػي ىقاؿ‪ " :‬يى ىو من ىمدرسة ىفبلف"‪ :‬على‬
‫ىرأٍيو كمذىبو (ا‪ٞ‬نعجم الوسيط‪ ،‬جُ‪ ،‬صَِٖ)‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬عرفها أبو شعًنة (َُّْق) بأهنا‪ :‬مؤسسة اجتماعية أكجدىا اجملتمع‬ ‫ً‬
‫لتحقيق أىدافو كغاياتو‪ ،‬كىي مؤسسة تربوية نظامية مسؤكلة عن توفًن بيئة تربوية‪ ،‬هتدؼ إىل‬
‫تنمية شخصية ا‪ٞ‬نتعلم من ٗنيع ا‪ٛ‬نوانب ا‪ٛ‬نسمية كالعقلية كالنرفسيرة كاالجتماعية كالركحية‬
‫كاألخبلقية‪ ،‬كمساعدتو على االندماج مع ‪٠‬نتمعو كالتكيف معو‪ ،‬باإلضافة إىل مسؤكليتها عن‬
‫توفًن فرص اإلبداع كاالبتكار (صُِّ)‪.‬‬
‫شطرا‬
‫كيعرفيها ا‪ٜ‬نازمي (ُّّْق) بأهنا‪" :‬الوعاء الثاين بعد األسرة‪ ،‬حيث يقضي ا‪ٞ‬نتعلم ن‬
‫من حياتو يتعلرم ما مل يكن يعرفو من قبل‪ ،‬كيصحح فيها ا‪ٞ‬نفاىيم ا‪ٝ‬ناطئة ُب عقيدتو كعبادتو‪،‬‬
‫كيتلقى فيها األخبلؽ ا‪ٜ‬نميدة"‪ ،‬ككبل التعريفٌن يدؿ على أف من أىم كظائف ا‪ٞ‬ندرسة كأدكارىا‬

‫ُْ‬
‫الَّتبية اإلسبلمية بأساسها الفكرم كالعقدم كالتشريعي‪ ،‬كعلى‬ ‫ُب نظر اإلسبلـ‪ ،‬ىو ٓنقيق ر‬
‫رأسها ٓنقيق عبادة اهلل كحده (صّٔٗ)‪.‬‬
‫كمؤثرا كقويًّا لدل أفرادىا‪ ،‬من خبلؿ احتكاؾ‬
‫كبًنا ن‬
‫دكرا ن‬‫كتأٌب أ‪٨‬نية ا‪ٞ‬ندرسة ُب أف ‪ٟ‬نا ن‬
‫ا‪ٞ‬نتعلمٌن ببعضهم‪ ،‬كاختبلطهم ّنعل ًميهم الذين ‪٬‬نثلوف ‪ٟ‬نم القدكة؛ لذلك كاف من ً‪ٚ‬نات‬
‫مو‬
‫ا‪ٞ‬ندرسة الناجحة‪ :‬أهنا هتتم بغرس اإل‪٬‬ناف الصحيح‪ ،‬كالقيم اإلسبلمية السامية‪ ،‬كٓنقيق الن ٌ‬
‫رفسي للطفل‪.‬‬
‫الن ٌ‬
‫كلتحقق ا‪ٞ‬ندرسة أىدافها ‪٩‬نب العناية بعدة أمور‪ ،‬من أ‪٨‬نها‪ :‬اختيار ا‪ٞ‬نعلم ا‪ٛ‬نيد كتدريبو‪،‬‬
‫كالعناية با‪ٞ‬ننهج الدراسي كما يشتمل عليو من أنشطة‪.‬‬
‫كمن الوظائف ا‪ٞ‬ننوطة با‪ٞ‬ندرسة ‪-‬إضافةن إىل الوظيفة األساسية كىي ٓنقيق عبودية اهلل‬
‫كحده‪ -‬كظيفتاف أساسيتاف‪:‬‬
‫أوالىما‪ :‬الوظيفة ا‪ٞ‬نعرفية‪ ،‬كتعين‪ :‬قياـ ا‪ٞ‬ندرسة بتعريف الدارس با‪ٞ‬نقررات العلمية تعل نما‬
‫فهما كإتقانا حملتواىا‪.‬‬
‫ييكسبو ن‬
‫أمرين‪ :‬التخلية كالتحلية‪ ،‬أما التخلية فهي‪:‬‬‫والوظيفة الثانية‪ :‬الوظيفة العملية‪ ،‬كتشمل ى‬
‫ٔنلية الدارس من ا‪ٛ‬نهل كاال‪٥‬نراؼ ُب ٗنيع ا‪ٛ‬نوانب‪ :‬العقدية كاألخبلقية كالفكرية‪ .‬كأما التحلية‬
‫فهي‪ :‬تنمية القيم عند الدارس‪ ،‬كتربية جوانب ا‪ٝ‬نًن لديو (النحبلكم‪ََِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُِِ‪،‬‬
‫ا‪ٜ‬نازمي‪َُِِ ،‬ـ‪ ،‬صّٔٗ‪.)ّٖٗ-‬‬

‫دور المدرسة في التربية النفسية للطفل‪:‬‬


‫إف دكر ا‪ٞ‬ندرسة كاضح كجلي ُب تثقيف الناشئة كتربيتهم ّنا تقدمو ‪ٟ‬نم من خبات‬
‫كأنشطة متنوعة‪ ،‬كذكر أبو العينٌن (َُْٖق) أف دكر ا‪ٞ‬ندرسة ُب ا رلَّتبية النرفسيرة للطفل ليس‬
‫أيضا‪ ،‬كذلك ُب ضوء عدد من االعتبارات‪:‬‬ ‫نظريًّا فقط‪ ،‬بل ىو تطبيقي ن‬
‫الَّتبويرة ُب األساس تيػ ىعد عمليٌةن يخلقية ىٓنيث األفراد على التخلٌق هبا‪.‬‬
‫ُ‪ -‬أف العملية ر‬
‫ِ‪ -‬أف ىذه القيم ‪٩‬نب أف تتخلل ٗنيع ا‪ٞ‬نناىج‪.‬‬
‫ّ‪ -‬أف ا‪ٞ‬ندرسة كحدىا ال ‪٬‬نكن أف تقوـ هبذا ا‪ٛ‬نهد‪ ،‬بل ‪٩‬نب مشاركة ٗنيع أنظمة‬
‫اجملتمع كمؤسساتو‪.‬‬

‫ِْ‬
‫ْ‪ -‬أف ا‪ٞ‬ندرسة عند أدائها ىذه العملية ‪٩‬نب أف تعتمد على فلسفة تربوية نابعة من‬
‫اجملتمع اإلسبلمي‪ ،‬معبة عن أىدافو‪.‬‬
‫عددا من الشركط‪ ،‬كىي‪ :‬توفًن‬‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ‪٩‬نب أف ٓنقق ن‬ ‫كلكي تقوـ ا‪ٞ‬ندرسة ب ر‬
‫أيضا االىتماـ‬
‫ا‪ٝ‬نبات ا‪ٞ‬نتنوعة لتنمية ىذه القيم لدل الناشئة‪ ،‬كالتعرؼ إليها‪ ،‬كاالنفعاؿ هبا‪ ،‬ك ن‬
‫أيضا من ا‪ٞ‬نهم توفًن‬
‫معا‪ ،‬ك ن‬‫باْناىات الناشئة كمشاعرىم‪ ،‬كاستخداـ القوة االنفعالية كالتفكًن ن‬
‫القدكة الصا‪ٜ‬نة ا‪ٞ‬نتمثلة ُب ا‪ٞ‬نعلم ا‪ٝ‬نًن كالكفء‪ ،‬كاالىتماـ بتنمية العبلقة بٌن ا‪ٞ‬ندرسة كاجملتمع‬
‫رفسي الذم يؤثر ُب الناشئة‬
‫كمؤسساتو‪ ،‬كبٌن العاملٌن ُب ا‪ٞ‬ندرسة‪ ،‬حّت يسود جو من السبلـ الن ٌ‬
‫قائما على ا‪ٜ‬نب كالتفاىم‬ ‫بشكل إ‪٩‬نايب‪ ،‬فا‪ٛ‬نو االجتماعي للمدرسة ‪٩‬نب أف يكوف ن‬
‫أيضا االىتماـ بالنشاط ا‪ٞ‬ندرسي الذم يػي ىعد بيئةن مناسبةن لتنمية الكثًن من ا‪ٛ‬نوانب‬
‫كالتشجيع‪ ،‬ك ن‬
‫النرفسيرة للطفل (صَُٕ‪.)ُِٕ -‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل؛ فاألسرة ىي الوعاء األكؿ‬‫يتضح ‪٣‬نا سبق أ‪٨‬نية األسرة كا‪ٞ‬ندرسة ُب ر‬
‫الذم ‪٪‬نتوم الطفل‪ٍ ،‬ب ينتقل بعدىا إىل ا‪ٞ‬ندرسة فتحتويو ىي األخرل كتؤثر عليو‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الدراسات السابقة‪:‬‬


‫تستعرض الدراسة ُب ىذا ا‪ٛ‬نزء الدراسات السابقة ذات الصلة بالدراسة ا‪ٜ‬نالية‪ ،‬كقد‬
‫اتبعت الباحثة ُب تناك‪ٟ‬نا الدراسات السابقة عرض الدراسات ُب كل ‪١‬نور زمنيًّا من األقدـ إىل‬
‫األحدث‪ ،‬كسوؼ تعرض الدراسات السابقة من حيث "ا‪ٟ‬ندؼ كا‪ٞ‬ننهج كالعينة كاألداة‪ ،‬كأىم‬
‫النتائج ذات العبلقة ّنوضوع الدراسة ا‪ٜ‬نالية"‪ٍ ،‬ب التعليق على الدراسات السابقة ببياف أكجو‬
‫التشابو كاالختبلؼ مع الدراسة ا‪ٜ‬نالية‪ ،‬كتوضيح أكجو االستفادة منها‪.‬‬
‫‪١‬نورين‪:‬‬
‫كقد ق رسمت الباحثة الدراسات السابقة إىل ى‬
‫األول‪ :‬الدراسات اليت تناكلت ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬الدراسات اليت تناكلت الطفل‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬الدراسات التي تناولت التربية النفسية‪:‬‬


‫دراسة ىناء أبو شهبة (‪2007‬م) بعنوان‪ :‬السنة النبوية وتوجيو المسلم إلى الصحة‬
‫النفسية‪ .‬ىدفت ىذه الدراسة إىل الكشف عن الدالئل من السنٌة ا‪ٞ‬نط رهرة‪ ،‬اليت تشًن إىل أف‬

‫ّْ‬
‫السنرة النربويرة قد سبقت علماء الغرب ُب كضع منهج تربوم كقائي للنهوض بالشرخصيرة‬
‫ٌن العقلي كالوجداين‪ ،‬كما ييعباف عنو من سلوكيات ىسويٌة متر ًزنة تصل‬ ‫اإلنسانية على ا‪ٛ‬نانبى ً‬
‫بصاحبها إىل الصحة النرفسيرة‪ ،‬كاستخدمت ا‪ٞ‬ننهج االستنباطي‪ ،‬كمن نتائج ىذه الدراسة ما‬
‫يأٌب‪:‬‬
‫ٌن كا‪ٞ‬نهتمٌن باألبناء كالط يفولة كا‪ٞ‬نراىقة‪ ،‬كا‪ٞ‬نسؤكلٌن عن النشء‪ ،‬اتباع‬ ‫‪ -‬على اآلباء كا‪ٞ‬نرب ى‬
‫ٗنيعا إىل أف يكونوا‬‫ا‪ٞ‬نستمدرة من السنرة النربويرة ا‪ٞ‬نط رهرة‪ ،‬اليت تصل هبم ن‬
‫ى‬ ‫الَّتبويرة‬
‫األساليب ر‬
‫أجياال أص رحاء نفسيًّا‪.‬‬
‫ن‬
‫الَّتبية كالتعليم كضع مناىج دراسية للمرحلة االبتدائية كا‪ٞ‬نرحلة الثانوية‪،‬‬ ‫‪ -‬ينبغي لوزارة ر‬
‫مرحليت الط يفولة كا‪ٞ‬نراىقة‪ ،‬تتناكؿ فيها السنرة النربويرة‬
‫ىً‬ ‫ك‪٨‬نا ا‪ٞ‬نرحلتاف الَّتبويتاف اللتاف تقاببلف‬
‫ك‪٢‬ناطبتها ا‪ٛ‬نانب العقلي كا‪ٛ‬نانب الوجداين من الشرخصيرة اإلنسانية‪ ،‬كخاصةن ُب منهج‬
‫الَّتبية الدينية‪.‬‬
‫ر‬
‫‪ -‬على كزارات الثقافة ُب الوطن العريب كاإلسبلمي عمل ندكات إرشادية نفسيٌة دينية؛‬
‫لغرس القيم الدينية كا‪ٝ‬نلقية اليت اىت رمت هبا السنرة النربويرة الشريفة؛ للنهوض بشبابنا ضد‬
‫الصراعات النرفسيرة الناشئة عن سلبيات الثقافة الغربية اليت يستمدىا الشباب من القنوات‬
‫الفضائية كاإلنَّتنت‪.‬‬

‫دراسة حسين (‪2042‬م) بعنوان‪ :‬منهج السنة النبوية في التربية النفسية‪ .‬ىدفت‬
‫الَّتبية النرفسيرة ُب صورة مي رسرة؛‬
‫ىذه الدراسة إىل ْنلية بعض جوانب منهج السنرة النربويرة ُب ر‬
‫ا‪ٞ‬نرشدكف النرفسيٌوف ُب عا‪ٞ‬ننا العريب كاإلسبلمي‪ ،‬كاستخدـ الباحث ا‪ٞ‬ننهج‬ ‫ليستفيد منها ا‪ٞ‬نربوف ك ً‬
‫الَّتبية النرفسيرة يقدـ للمربٌن‬
‫الوصفي‪ ،‬ككاف من أبرز نتائجها‪ :‬أف منهج السنرة النربويرة ُب ر‬ ‫ر‬
‫الَّتبويرة‪.‬‬
‫ٌن ما ‪٪‬نتاجوف إليو ُب التعامل مع ا‪ٞ‬نَّتبٌن ُب ٗنيع النواحي ر‬
‫كا‪ٞ‬نرشدين النرػ ٍفسي ى‬
‫دراسة علي (‪2042‬م) بعنوان‪ :‬التربية النفسية لمرحلة الطفولة من منظور إسالمي‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة من منظور إسبلمي‪ ،‬كذكر الباحث أنو‬ ‫ىدفىت ىذه الدراسة إىل أف تكوف ر‬ ‫ى‬
‫منهجٌن‪٨ ،‬نا‪ :‬ا‪ٞ‬ننهج الَّتبوم ا‪ٞ‬نقارف‪ ،‬كا‪ٞ‬ننهج الَّتبوم اإلسبلمي‪،‬‬
‫استخدـ ُب ىذه الدراسة ى‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪ ،‬كلكن ّننظورىا اإلسبلمي ال‬
‫الَّتبية ىي ر‬
‫كخلص إىل النتيجة اآلتية‪ :‬أف أىم أنواع ر‬

‫ْْ‬
‫مستم ٌدة من رب األرباب‪،‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة هبذا ا‪ٞ‬ننظور أكمل لئلنساف؛ ألهنا ى‬
‫األرضي؛ إذ إف ر‬
‫رب العا‪ٞ‬نٌن‪ ،‬الذم يهدم اإلنساف إىل الصراط ا‪ٞ‬نستقيم من كل نقص‪ ،‬كجعل ُب الوجود مثاؿ‬
‫اإلنساف الكامل يتمثل ُب شخص خاًب ا‪ٞ‬نرسلٌن‪ ،‬كسيد الوصيٌن؛ ليكوف قدكةن حسنةن لئلنساف‬
‫الَّتبية بالقدكة‬ ‫الناقص‪ ،‬فإ رف أ‪٤‬نح الوسائل كاألساليب ُب ر‬
‫الَّتبية باتفاؽ الَّتبويٌن ا‪ٞ‬نسلمٌن ىي ر‬
‫ا‪ٜ‬نسنة‪.‬‬
‫دراسة عزة الشهري (‪2045‬م) بعنوان‪ :‬مبادئ التربية النفسية في القرآن الكريم‬
‫وتطبيقاتها المعاصرة‪ .‬ىدفت ىذه الدراسة إىل معرفة األسس الفكرية كالنرظريرة ‪ٞ‬نبادئ ر‬
‫الَّتبية‬
‫الَّتبية النرفسيرة ُب القرآف الكرمي‪ ،‬كمعرفة جوانب‬
‫النرفسيرة ُب ضوء القرآف الكرمي‪ ،‬كإيضاح ‪٣‬نيزات ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة‬
‫الَّتبويرة ‪ٛ‬نوانب ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة ُب القرآف الكرمي كمبادئها‪ ،‬كإبراز الترطٍبيقات ر‬
‫ر‬
‫ا‪ٞ‬نستنبىطة من القرآف الكرمي خبلؿ مراحل عمر اإلنساف‪ ،‬كقد استخدمت الباحثة ا‪ٞ‬ننهج‬
‫االستنباطي‪ .‬كجاء من نتائج ىذه الدراسة ما يأٌب‪:‬‬
‫للَّتبية ُب القرآف عً ٌدةى مستويات‪ ،‬كىذه ا‪ٞ‬نستويات جاءت متوافًقةن مع طبيعة‬
‫‪ -‬أف ر‬
‫اإلنساف كمراحلو العمرية‪.‬‬
‫‪ -‬يػي ىعد ا‪ٛ‬نسد كعاءن للنفس كالركح‪ ،‬كالنفس القوة ا‪ٞ‬نؤثرة ُب بقية مكونات اإلنساف‪ ،‬أما‬
‫ص بو‪ ،‬كتقع النفس بٌن الركح اليت تسمو‬ ‫الركح فهي من أمر اهلل كعلمو الذم اختي ر‬
‫‪ٝ‬نالقها‪ ،‬كبٌن ا‪ٛ‬نسد الذم ينجذب إىل الَّتاب‪ ،‬كّنقدار تربية النفس كهتذيبها كتزكيتها‬
‫تسمو كتعلو مرتبتها‪ ،‬كّنقدار إ‪٨‬نا‪ٟ‬نا تنحدر إىل مستول الَّتاب‪.‬‬
‫‪ -‬ا‪ٛ‬نانب الركحي ا‪ٞ‬نرتبًط بالعقيدة اإلسبلمية ىو أىم مكوف للنفس ا‪ٞ‬نسلمة‪ ،‬كقد‬
‫نظرمت ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة ُب القرآف الكرمي جوانب الدكافع كاالنفعاالت كالعمليٌات العقليٌة‬
‫ٓنت لواء ا‪ٛ‬نانب الركحي العقائدم‪.‬‬
‫اضحا للمراحل العمرية‪ ،‬كرركز على‬
‫عرضا ك ن‬
‫الَّتبية النرفسيرة ُب القرآف الكرمي ن‬
‫‪ -‬قدـ منهج ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة اليت تيراعي خصائص‬
‫العوامل ا‪ٞ‬نؤثرة ُب السلوؾ‪ ،‬ككضع ‪٠‬نموعةن من مبادئ ر‬
‫كل مرحلة كحاجاهتا لتحقيق ‪٧‬نو نفسي ‪٣‬نيرز للمسلم خبلؿ مراحل عمره حّت يلقى اهلل‬
‫تعاىل‪.‬‬

‫ْٓ‬
‫المحور الثاني‪ :‬الدراسات التي تناولت الطفل‪:‬‬
‫دراسة جمعة (‪2005‬م) بعنوان‪ :‬األطفال والطفولة بين األدب والثقافة رؤية‬
‫تؤخذ من‬ ‫إسالمية نفسية‪ .‬ى‬
‫ىدفىت ىذه الدراسة إىل ‪١‬ناكلة الوقوؼ على الفوائد كالعظات اليت ى‬
‫األدبيات ا‪ٞ‬ننوعة ا‪ٛ‬نميلة‪ ،‬كإفادة األطفاؿ كالناشئة منها‪ ،‬كجاء من نتائج ىذه الدراسة ما يأٌب‪:‬‬
‫‪ -‬االىتماـ بأدب األطفاؿ كثقافتهم كنفسيتهم‪ ،‬كتدريس ذلك ُب ا‪ٞ‬نعاىد كا‪ٛ‬نامعات‬
‫كمادة مثل سائر ا‪ٞ‬نواد األخرل‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي االىتماـ باألطفاؿ كعدـ االستهانة بقدراهتم‪.‬‬
‫‪ -‬الناحية النرفسيرة كالشعورية للطفل من أىم النواحي اليت ينبغي أف يركز عليها اآلباء‬
‫األطفاؿ‪.‬‬
‫ى‬ ‫كا‪ٞ‬نربوف ُب أثناء تربيتهم‬
‫‪ -‬األنفاس الن ٍسوية الشعرية ْناه األطفاؿ كالط يفولة ذات طابع متميز كحرارة دافئة‪.‬‬
‫‪ -‬األبواف ‪ٟ‬نما دكر كبًن ُب تأديب األطفاؿ كتثقيفهم‪.‬‬
‫‪ -‬ا‪ٞ‬نعلموف ا‪ٞ‬نخلصوف ىم بناة األجياؿ‪ ،‬كىم الذين يعملوف لصاحل األطفاؿ أكثر ‪٣‬نا‬
‫يعملوف ألنفسهم‪.‬‬
‫‪ -‬كسائل اإلعبلـ ا‪ٞ‬نعاصرة من أدكات الثقافة اليت ترتقي بأدب األطفاؿ إذا استغلها‬
‫استغبلال حسننا‪.‬‬
‫ن‬ ‫ا‪ٞ‬نربوف‬

‫دراسة عزام (‪2007‬م) بعنوان‪ :‬اإلعداد النفسي للطفل في ضوء الكتاب والسنة‪.‬‬
‫ص عليو القرآف كالسنة‪ ،‬كبٌن ما كصل إليو‬ ‫ىدفت ىذه الدراسة إىل إجراء مقارنة بٌن ما ن ر‬
‫التحليلي‪ ،‬كجاء من نتائج ىذه‬
‫ر‬ ‫ا‪ٞ‬ننهج‬
‫الَّتبية ُب العصر ا‪ٜ‬ناضر‪ ،‬كقد استخدـ الباحث ى‬ ‫علماء ر‬
‫الدراسة ما يأٌب‪:‬‬
‫‪ -‬أم خلل ُب سلوؾ الطفل ُب أثناء كً ىبه‪ ،‬ناشٌ عن خلل ُب طريقة ر‬
‫الَّتبية ُب مراحل‬
‫حياتو األكىل‪.‬‬
‫‪ -‬السنو ىف األكىل من حياة الطفل ىي قاعدة البناء الَّتبوم للطفل‪ ،‬كتيعد القالىب الذم‬
‫يصب فيو ا‪ٞ‬نربوف ما شاؤكا من يمثل كقيم كسلوؾ لينشأ عليها ُب ا‪ٞ‬نستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬الناحية النرفسيرة كالشعورية للطفل من أىم النواحي اليت ينبغي أف يركز عليها اآلباء‬
‫كا‪ٞ‬نربوف ُب أثناء تربيتهم األطفاؿ‪.‬‬

‫ْٔ‬
‫الَّتبية ُب العصر ا‪ٜ‬ناضر بنصوص‬ ‫ث معطىيات ر‬‫أحد ى‬
‫‪ -‬أظهرت الدراسة أف اإلسبلـ سبق ى‬
‫كاضحة ُب الكتاب كالسنة‪.‬‬
‫‪ -‬ال ‪٩‬نوز ضرب الطفل أك استخداـ العنف معو قبل سن العاشرة‪.‬‬
‫سمح باستخداـ الضرب بعد العاشرة بشركط الَّتبويٌن كحدكدىم ُب حاالت شاذٌةو‪،‬‬ ‫‪ -‬يي ى‬
‫الَّتبية السليمة‪.‬‬
‫كبعد أف تفشل ٗنيع أساليب ر‬
‫خاصةن األكىل‪ -‬يػي ٍفضي إىل آثار‬‫‪ -‬أف استخداـ العنف مع الطفل ُب مراحل حياتو ‪ٌ -‬‬
‫سلبية كخطًنة عليو‪ ،‬كيعكس ُب نفسو شذك نذا يقضي على كوامن ا‪ٝ‬نًن كالطاقة ا‪ٞ‬ن رد ىخرة‬
‫ُب نفسو كجسمو‪.‬‬

‫دراسة الشهري (‪4430‬ه) بعنوان‪ :‬التربية الوجدانية للطفل وتطبيقاتها التربوية في‬
‫المرحلة االبتدائية‪ .‬ىدفت ىذه الدراسة إىل بياف ر‬
‫الَّتبية الوجدانية كأ‪٨‬نيتها بالنسبة إىل الطفل‪،‬‬
‫الَّتبويرة لبنائها للطفل ُب اإلسبلـ‪ ،‬كبعض العوامل ا‪ٞ‬نؤثرة فيها‪ ،‬كتوضيح بعض‬ ‫كاألسس ر‬
‫الَّتبويرة ُب ا‪ٞ‬نرحلة االبتدائية‪ ،‬كاستخدـ الباحث ُب ىذه الدراسة ا‪ٞ‬ننهج الوصفي‪،‬‬ ‫الترطٍبيقات ر‬
‫ككاف من أبرز نتائج ىذه الدراسة ما يأٌب‪:‬‬
‫‪ -‬أف مرحلة الط يفولة ال تقل أ‪٨‬نيةن عن بقية مراحل حياة اإلنساف‪ ،‬بل رّنا تكوف أىم‬
‫مرحلة؛ ألف فيها تيش ركل شخصية الطفل‪.‬‬
‫الَّتبية‬
‫الَّتبية اإلسبلمية؛ لذا اىتى رمت هبا ر‬
‫الَّتبية الوجدانية جزء ال يتجزأ من جوانب ر‬ ‫‪ -‬أف ر‬
‫اىتماما بالغنا؛ ألهنا تؤثر ُب سلوؾ اإلنساف‪.‬‬
‫ن‬ ‫اإلسبلمية‬
‫مٌن إشباعها‪.‬‬ ‫و‬
‫ٌن كا‪ٞ‬نعل ى‬
‫‪ -‬أف للطفل حاجات كجدانيٌةن ‪٩‬نب على اآلباء كا‪ٞ‬نرب ى‬
‫للَّتبية الوجدانية عند األطفاؿ أي يس نسا تربويٌةن تقوـ عليها‪ ،‬مستنبىطةن من سًنة الرسوؿ‬
‫‪ -‬أف ر‬
‫‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ُ -‬ب تعاملو مع األطفاؿ‪.‬‬

‫دراسة وجدان المرشدي (‪4434‬ه) بعنوان‪ :‬دراسة تربوية لحياة صغار الصحابة‪.‬‬
‫ىدفت ىذه الدراسة إىل رصد صور من حياة الصحابة كالصحابيات الذين كانت صحبتهم‬
‫للرسوؿ ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬أك جزء منها من السابعة إىل العاشرة‪ ،‬كإبراز أىم ا‪ٞ‬نبلمح‬
‫الَّتبويرة ا‪ٞ‬نستفادة منها‪ ،‬كقد استخدمت الباحثة ا‪ٞ‬ننهج االستنباطي كا‪ٞ‬ننهج التار‪٫‬ني‪ ،‬كجاء من‬
‫ر‬
‫نتائج الدراسة ما يأٌب‪:‬‬
‫ْٕ‬
‫‪ُ -‬ب ا‪ٛ‬نانب التعبدم‪ :‬تعليم الطفل العبادات‪ ،‬كتأديب الطفل على حب الرسوؿ ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليو كسلم‪ ،-‬كتعويد الطفل على الصب على االبتبلء‪.‬‬
‫‪ُ -‬ب ا‪ٛ‬نانب ا‪ٝ‬نلقي‪ :‬تعليم الطفل الفضائل السلوكية كاألخبلؽ‪ ،‬كتربية الطفل على‬
‫البذؿ كالعطاء‪.‬‬
‫‪ُ -‬ب ا‪ٛ‬نانب ا‪ٛ‬نسمي‪ :‬تربية الطفل على القواعد الصحية السليمة ُب النوـ‪ ،‬كعلى‬
‫‪٣‬نارسة الرياضة كاللرعًب‪ ،‬كتربيتو على حياة ا‪ٛ‬ند كالرجولة‪.‬‬
‫‪ُ -‬ب ا‪ٛ‬نانب العقلي كالعلمي‪ :‬مسؤكلية اآلباء ُب التعليم كالَّتكيز على تعليم األكالد تبلكة‬
‫القرآف كالسنة‪ ،‬كتعليم الطفل ما ‪٩‬نب‪ ،‬مثل‪ :‬الصبلة‪.‬‬
‫رفسي‪ :‬تربية الطفل من الصغر على ا‪ٛ‬نراءة كالشجاعة‪ ،‬كإعطاء الطفل‬ ‫‪ُ -‬ب ا‪ٛ‬نانب الن ٌ‬
‫حرية التصرؼ‪ ،‬كٓنمل ا‪ٞ‬نسؤكلية‪ ،‬كإشباع ا‪ٜ‬ناجة الوجدانية‪.‬‬

‫دراسة غالية الحبشي (‪4432‬ه) بعنوان‪ :‬الطفل في القرآن الكريم‪ :‬دراسة‬


‫موضوعية‪ .‬ىدفت ىذه الدراسة إىل إبراز عناية القرآف الكرمي بالط ٍفل‪ ،‬كبياف أ‪٨‬نية ىذه ا‪ٞ‬نرحلة‪،‬‬
‫كتوضيح أطوار ىخ ٍلق ا‪ٛ‬ننٌن‪ ،‬ككجوه إعجازه ُب القرآف الكرمي‪ ،‬كبياف حقوؽ الطفل ُب القرآف‪،‬‬
‫كبياف الوسائل العلمية اليت تؤدم إىل إقامة اجملتمع الفاضل‪ ،‬كتكوين ا‪ٛ‬نيل ا‪ٞ‬نثايل‪ ،‬كالقدرة على‬
‫التعامل األمثل مع الطفل‪ ،‬كقد استخدمت الباحثة ُب ىذه الدراسة ا‪ٞ‬ننهج االستقرائي التحليلي‬
‫ا‪ٞ‬نوضوعي‪ ،‬كجاء من أبرز نتائج ىذه الدراسة ما يأٌب‪:‬‬
‫ض ًمن القرآف حقوؽ الطفل ُب ٗنيع النواحي كا‪ٞ‬نراحل‪ ،‬كما عمل على هتيئة األساليب‬ ‫‪ -‬ى‬
‫ا‪ٞ‬نناسبة كتنويعها للوالدين كا‪ٞ‬نربٌن ُب تربية األطفاؿ‪.‬‬
‫و‬
‫كرعاية بصبلح األب‬ ‫‪ -‬صبلح اآلباء لو فضل كبركة على األبناء‪ ،‬فبل يزالوف ُب و‬
‫حفظ‬
‫كلو بعد كفاتو‪.‬‬
‫‪ -‬تيعد مرحلة الط يفولة حجر األساس ُب بناء شخصية الطفل كتكوينها‪ ،‬كأطفاؿ اليوـ ىم‬
‫غدا كىم شباب‪ ،‬فهم رجاؿ ا‪ٞ‬نستقبل الذين ستقوـ‬ ‫رأس ا‪ٞ‬ناؿ ا‪ٜ‬نقيقي لؤلمة اإلسبلمية ن‬
‫على أكتافهم هنضة األمة كتقدـ اجملتمع‪.‬‬

‫ْٖ‬
‫دراسة خليل (‪2044‬م) بعنوان‪ :‬حقوق الطفل مفهومها وتطورىا عبر التاريخ‬
‫البشري‪ .‬ى‬
‫ىدفىت ىذه الدراسة إىل معرفة مصطلح "حقوؽ الطفل"‪ ،‬كمعرفة ا‪ٞ‬نراحل اليت مر هبا‬
‫إىل أف كصل إىل ما ىو عليو ُب العصر ا‪ٜ‬نديث‪ ،‬كمعرفة أبرز االتفاقات الدكلية كاإلقليمية‬
‫ا‪ٞ‬نتعلقة ُنقوؽ الطفل‪ ،‬كاستخدـ ُب ىذه الدراسة ا‪ٞ‬ننهج الوثائقي‪ ،‬ككاف من نتائج ىذه الدراسة‬
‫ما يأٌب‪:‬‬
‫‪ -‬أف مرحلة طفولة اإلنساف تبدأ عندما يكوف جنيننا ُب بطن أمو‪ ،‬كٕنتد حّت البلوغ‪.‬‬
‫‪ -‬تيػ ىعد مرحلة الط يفولة من أىم مراحل النمو كأكثرىا أثنرا ُب حياة اإلنساف‪ ،‬كاالىتماـ‬
‫هبذه الشر‪٪‬نة يػي ىعد ضمانا الستمرارية اجملتمع كتطوره‪.‬‬
‫‪ -‬أف الشريعة اإلسبلمية منحت الطفل حقوقنا قبل كالدتو‪ ،‬كأخرل بعد كالدتو‪.‬‬
‫دكرا حا‪ٚ‬ننا ُب ‪٧‬ناء الطفل‬
‫‪ -‬أف الرعاية اليت يتلقاىا الطفل ُب سنوات عمره األكىل‪ ،‬تلعب ن‬
‫كرفاىيتو‪.‬‬

‫التعليق على الدراسات السابقة‪:‬‬


‫بعد عرض الدراسات السابقة‪٬ ،‬نكن بياف أكجو التشابو كاالختبلؼ بٌن الدراسة ا‪ٜ‬نالية‬
‫كالدراسات السابقة ُب اآلٌب‪:‬‬
‫‪ -‬من حيث الهدف‪:‬‬
‫كل من عزاـ (ََِٕـ)‪ ،‬كدراسة ا‪ٜ‬نسٌن (َُِِـ)‪،‬‬ ‫اتفقت الدراسة ا‪ٜ‬نالية مع دراسة ٌ‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪ ،‬كٗنيعها‬
‫كدراسة عزة (َُِٓـ)‪ ،‬كدراسة علي (َُِِـ)‪ُ ،‬ب تناك‪ٟ‬نا موضوع ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة ُب السنرة النربويرة؛ ليستفيد منها ا‪ٞ‬نربوف‬
‫كاف ا‪ٟ‬ندؼ منها ْنلية بعض جوانب ر‬
‫كا‪ٞ‬نرشدكف النرفسيٌوف‪ ،‬عدا دراسة عزة اليت اقتصرت على القرآف الكرمي كمل تتناكؿ السنرة النربويرة‪.‬‬
‫كعلى الرغم من اتفاؽ ىذه الدراسات مع الدراسة ا‪ٜ‬نالية ُب ىذا ا‪ٟ‬ندؼ‪ ،‬فإنو يتضح من‬
‫خبلؿ النظر ُب ىدؼ كل دراسة على ًحدةو أهنا ‪٢‬نتلفة عن األخرل‪ ،‬فدراسة حسٌن‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪ ،‬كتناكلت‬
‫(َُِِـ) ىدفت إىل ْنلية بعض جوانب منهج السنرة النربويرة ُب ر‬
‫ا‪ٞ‬نواقف النبوية بشكل عاـ دكف تناكؿ مواقفو مع الطفل‪ ،‬كأما دراسة عزة (َُِٓـ) فقد كاف‬
‫الَّتبية النرفسيرة ُب ضوء القرآف الكرمي‪ ،‬كمل تتناكؿ‬
‫ىدفها معرفة األسس الفكرية كالنرظريرة ‪ٞ‬نبادئ ر‬
‫ص عليو القرآف كالسنة‪ ،‬كبٌن‬ ‫السنرة النربويرة‪ ،‬أما دراسة عزاـ (ََِٕـ) فكاف ىدفها مقارنة ما ن ر‬
‫ْٗ‬
‫الَّتبية ُب العصر ا‪ٜ‬ناضر‪ ،‬كىدفت دراسة علي (َُِِـ) إىل أف تكوف‬ ‫ما كصل إليو علماء ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة‬
‫الَّتبية النرفسيرة من منظور إسبلمي‪ ،‬بينما ىدفت الدراسة ا‪ٜ‬نالية إىل معرفة معامل ر‬ ‫ر‬
‫للطفل ُب السنرة النربويرة كتطبيقاهتا ا‪ٞ‬نعاصرة‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث المنهج‪:‬‬
‫تتفق الدراسة ا‪ٜ‬نالية مع دراسة ىناء (ََِٕـ)‪ ،‬كدراسة عزة (َُِٓـ)‪ ،‬كدراسة‬
‫ا‪ٞ‬نرشدم (ُُّْق)؛ ُب استخدامها ا‪ٞ‬ننهج االستنباطي‪ ،‬كتتفق ىذه الدراسة مع كل من‬
‫دراسة ا‪ٜ‬نسٌن (َُِِـ)‪ ،‬كدراسة الشهرم (َُّْق)‪ ،‬كدراسة خليل (َُِْـ)؛ ُب‬
‫الوثائقي‪ ،‬بينما مل تقتصر الدراسة ا‪ٜ‬نالية على ىذا ا‪ٞ‬ننهج‪ ،‬بل‬
‫ر‬ ‫الوصفي‬
‫ر‬ ‫‪ٞ‬ننهج‬
‫استخدامها ا ى‬
‫كل من علي (َُِِـ) الذم‬ ‫أيضا با‪ٞ‬ننهج االستنباطي‪ .‬بينما ٔنتلف دراسة ٌ‬ ‫استعانت ن‬
‫استخدـ ا‪ٞ‬ننهج ا‪ٞ‬نقارف‪ ،‬كدراسة عزاـ (ََِٕـ) الذم استخدـ ا‪ٞ‬ننهج التحليلي‪ ،‬كدراسة‬
‫ا‪ٜ‬نبشي (ُِّْق) الذم استخدـ ا‪ٞ‬ننهج االستقرائي كٓنليل ا‪ٞ‬نوضوع؛ مع الدراسة ا‪ٜ‬نالية اليت‬
‫ّننهجٌن‪٨ ،‬نا‪ :‬ا‪ٞ‬ننهج االستنباطي‪ ،‬كا‪ٞ‬ننهج الوثائقي‪.‬‬
‫استعانت ى‬
‫أوجو االستفادة من الدراسات السابقة‪:‬‬
‫ُ‪ -‬استفادت ىذه الدراسة من الدراسات السابقة؛ بأف بدأت من حيث انتهت‪ ،‬كلكي‬
‫جديدا‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة شيئنا ن‬
‫تضيف إىل موضوع ر‬
‫ِ‪ -‬استفادت من نتائج الدراسات السابقة كتوصياهتا ُب بلورة ا‪ٞ‬نشكلة كصياغة‬
‫األىداؼ كدراسة علي (َُِِـ) كدراسة عزة (َُِٓـ)‪.‬‬
‫ّ‪ -‬سا‪٨‬نت ىذه الدراسة ُب دعم اإلطار النظرم كدراسة حسٌن (َُِِـ) كدراسة‬
‫عزة(َُِٓـ) كدراسة عزاـ (ََِٕـ) كدراسة ٗنعة (ََِٓـ) كخليل (َُِْـ)‪.‬‬
‫ْ‪ -‬استفادت ىذه الدراسة من كثًن من ا‪ٞ‬نصادر كا‪ٞ‬نراجع اليت تض رمنتها الدراسات السابقة‬
‫ذات الصلة بالدراسة ا‪ٜ‬نالية‪ ،‬بإفادهتا كتغذيتها با‪ٞ‬نصادر كا‪ٞ‬نراجع ا‪ٞ‬نه رمة كدراسة ا‪ٞ‬نرشدم‬
‫(ُُّْق) كا‪ٜ‬نبشي (ُِّْق) كعزة (َُِٓـ)‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬استفادة ىذه الدراسة من كثًن من نتائج الدراسات السابقة كدراسة عزة(َُِٓـ)‬
‫كدراسة ا‪ٞ‬نرشدم (ُُّْق)‪.‬‬

‫َٓ‬
‫الفصل الثالث‬
‫األسس النظرية للتربية النفسية للطفل في السنة النبوية‬

‫ا‪ٞ‬نبحث األكؿ‪ :‬مفهوـ األسس‪.‬‬


‫الَّتبية النرفسيرة للطفل‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نبحث الثاين‪ :‬أسس ر‬
‫األسس النظرية للتربية النفسية للطفل في السنة النبوية‪.‬‬
‫للَّتبية النرفسيرة‬
‫ح ىفلىت السنرة النربويرة بالعديد من األحاديث ا‪ٞ‬نتضمنة لؤلسس النرظريرة ر‬
‫م فريد ُب تكاملو كمشولو‪ ،‬ك‪٣‬نيز عن غًنه من ا‪ٞ‬نناىج األخرل‪.‬‬ ‫للطفل؛ ألف ا‪ٞ‬ننهج النبو ر‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪ ،‬كذلك‬
‫كُب ىذا الفصل سنتناكؿ األسس النرظريرة ر‬
‫من خبلؿ عدة مباحث‪ ،‬كىي على النحو التايل‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األسس‪.‬‬
‫أ‪ -‬األسس في اللغة‪:‬‬
‫كردت عدة و‬
‫معاف ُب ا‪ٞ‬نعاجم العربية ‪ٞ‬نصطلح "األسس" كمنها‪:‬‬
‫ما ذكره ابن منظور بأف األسس ىي‪" :‬القاعدة‪ ،‬كقواعد البناء ىي أسسها" (ََِّـ‪،‬‬
‫صَٔ)‪.‬‬
‫كذكر أنيس كمنصر كالصوا‪ٜ‬ني كأ٘ند (ََِْـ) أف األساس ىو "قاعدة البناء اليت يقاـ‬
‫عليها‪ ،‬كأصل كل شيء كمبدؤه" (صُٕ)‪.‬‬
‫كيرل صليبا (ُِٖٗ) أف األسس ىي‪" :‬أعم القضايا كأبسط ا‪ٞ‬نعاين اليت تيستنبىط منها‬
‫ا‪ٞ‬نعارؼ‪ ،‬أك التعاليم‪ ،‬أك األحكاـ" (صّٔ)‪.‬‬

‫ب‪ -‬األسس في االصطالح‪:‬‬


‫الَّتبية حّت‬ ‫يرل ابن قىػيم ا‪ٛ‬نوزية بأف األسس ىي‪ :‬األصوؿ اليت ترتكز عليها عملية ر‬
‫تتحقق أىدافها‪ ،‬فمن أراد عيل رو بنيانو فعليو بتوثيق أساسو كإحكامو كشدة االعتناء بو‪ ،‬فإ رف عيل رو‬
‫البنياف على قدر توثيق األساس كإحكامو (ُّّٗق‪ ،‬صُٕٓ)‪.‬‬
‫كييعرؼ يا‪ٛ‬نن (َُِِـ) األسس بأهنا‪٠" :‬نموعة من الدعائم العلمية كا‪ٞ‬نبادئ كالقواعد‬
‫الَّتبية اإلسبلمية" (صِّ)‪ .‬فإذا‬ ‫كا‪ٞ‬نسلرمات كالقيم كا‪ٞ‬نقومات كا‪ٞ‬نعايًن اليت يقوـ عليها كياف ر‬
‫كاف األساس ‪٬‬نثل القاعدة اليت يقوـ عليها البنياف‪ ،‬كىو األساس ُب قوتو كثباتو‪ ،‬فمن ا‪ٞ‬نهم‬
‫االعتناء بو كإحكامو‪ ،‬كانعداـ االىتماـ بتوثيق كتقوية ىذه األسس يؤدم إىل تبدد ا‪ٛ‬نهود‬
‫الَّتبويرة‪.‬‬
‫ر‬
‫ك‪٣‬نا سبق يتضح أف ا‪ٞ‬نفهوـ العاـ لؤلسس ىو‪ :‬القواعد اليت يقوـ عليها الشيء‪ ،‬كاليت‬
‫يلزـ أف تتميز بالقوة كالثبات‪ ،‬كٓنتاج إىل عناية كاىتماـ‪.‬‬

‫ِٓ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أسس التربية النفسية للطفل‪.‬‬
‫الَّتبويرة‪ ،‬كىي كما‬
‫كسنتناكؿ ُب ىذا الفصل أىم ‪ٙ‬نسة أسس تتميز هبا نظرية اإلسبلـ ر‬
‫يلي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬األساس األول‪ :‬ف هم طبيعة الطفل‪:‬‬
‫كبًنا من اىتماـ الباحثٌن كا‪ٞ‬نربٌن؛ ألف مرحلة‬
‫شطرا ن‬‫إف االىتماـ بطبيعة الطفل قد أخذ ن‬
‫الط يفولة من أىم مراحل حياة اإلنساف؛ لتأثًنىا القوم كالعميق على مراحل اإلنساف فيما بعد‬
‫كشخصيتو بصفة عامة‪ ،‬ك‪٣‬نا يؤكد على ىذه األ‪٨‬نية ‪ٞ‬نرحلة الط يفولة ما ذكره (ا‪ٟ‬ننيدم‪،‬‬
‫الَّتبية تكاد يْن ًمع على أف مرحلة الط يفولة تتحدد‬
‫ََِٔـ) أف ا‪ٞ‬ندارس كالبحوث ا‪ٜ‬نديثة ُب ر‬
‫خبل‪ٟ‬نا ا‪ٞ‬نعامل الرئيسة لشخصية الفرد‪ ،‬كبقدر ما يوفرر للطفل من خبات خبل‪ٟ‬نا بقدر ما تتكوف‬
‫ط سلوكيٌةه ُب ا‪ٞ‬نستقبل (صٕ)‪.‬‬
‫كميوؿ كأ‪٧‬نا ه‬
‫اْناىات ه‬
‫ه‬ ‫قيم ك‬
‫ه‬
‫الَّتبية القو‪٬‬نة لؤلطفاؿ تبدأ‬
‫كيرل (ٗنعة‪ََِٓ ،‬ـ) أف بعض اآلباء كاألمهات يعتبكف أف ر‬
‫عندما يدرؾ األطفاؿ سن التمييز‪ .‬كىذا التصور غًن صحيح؛ ألهنم عندما ييقصركف ُب تربيتهم‬
‫كىم صغار‪ ،‬كينشؤكف على ًع ىوج‪ ،‬فسيعجزكف عن تقومي ىذا العً ىوج كيفوهتم كقت التأديب‬
‫كزمنو‪ ،‬كينشأ األطفاؿ نشأةن ىزيلةن حافلةن بألواف السوء كالفشل (صِِ)‪.‬‬
‫كيرل ‪١‬نمد كمرسي (ََِٔـ) أف معظم ا‪ٞ‬نراىقٌن كالراشدين ا‪ٞ‬نتوافقٌن مع أنفسهم‬
‫ك‪٠‬نتمعهم تواف نقا حسننا كانوا سعداء كقليلي ا‪ٞ‬نشكبلت ُب طفولتهم (صُِٓ)‪.‬‬
‫ماسة لتناكؿ طبيعة الطفل ككيف ينظر اإلسبلـ للطفل؛ ألف معرفة‬ ‫لذلك فنحن ُناجة ٌ‬
‫طبيعة ىذه ا‪ٞ‬نرحلة ييس ًهم ُب الوقاية من الكثًن من ا‪ٞ‬نشكبلت اليت ‪٬‬نر هبا‪ ،‬أك عبلجها ُب كقت‬
‫مبكر قبل تفاقمها‪.‬‬
‫كبالنظر لطبيعة الطفل نلحظ أف أىم ما ‪٬‬نيزه ُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة أنو سهل االنقياد كالتأثر‬
‫كما يرل ذلك (البابطٌن‪ََِٕ ،‬ـ) أف الطفل ُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة يكوف فيها سهل االنقياد‪،‬‬
‫كسريع التأثر‪ ،‬كيتقبل التوجيو كاإلرشاد‪ ،‬كيكوف الطفل ُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة ىيننا ليننا إىل درجة أنو‬
‫يشبرو بالعجينة اليت يستطيع الوالداف تشكيلها بالشكل الذم يرغبانو‪ ،‬سواء كاف صا‪ٜ‬ننا أك غًن‬
‫صاحل‪.)ّٖ( .‬‬

‫ّٓ‬
‫كقد حوت السنة النبوية الكثًن من األحاديث الدالة على ىذا األساس كمنها األحاديث‬
‫اآلتية ‪:‬‬
‫الحديث األول‪ :‬ما كرد ُب "صحيح مسلم" أف أبا ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ‬
‫الفطرةً‪ ،‬فأبواه ييهودانًو كيينصرانًو‬ ‫ود رإال يولى يد على ً‬ ‫اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪( :-‬ما ًمن مول و‬
‫ي‬ ‫ى‬
‫بل ذلك؟ قاؿ‪ :‬اهللي أعلى يم ّنا كانوا‬ ‫كيشركانًو‪ .‬فقاؿ رجل‪ :‬يا ر ى ً‬
‫مات قى ى‬ ‫أيت لو ى‬ ‫سوؿ اهلل‪ ،‬أر ى‬ ‫ىيه ى‬ ‫ي‬
‫لٌن) (مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صَٓٓ‪ ،‬حَِّٔ)‪.‬‬ ‫ً‬
‫عام ى‬
‫ككما كرد ُب "صحيح البخارم" أف أبا ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪-‬صلى‬
‫ود يولى يد علىى ً‬
‫الفطٍىرةً‪ ،‬فأبىػ ىواهي يػي ىهوىدانًًو‪ٍ ،‬أك يػينىصىرانًًو‪ٍ ،‬أك ‪٬‬نيىج ىسانًًو‪،‬‬ ‫و‬
‫اهلل عليو كسلم‪ ( :-‬يكل ىم ٍولي ي‬
‫ىل تىػىرل فً ىيها ىج ٍد ىعاءى؟) (َُِٗـ‪ ،‬جّ‪ ،‬صِّْ‪ ،‬حُّٖٓ)‬ ‫يمةى‪ٍ ،‬‬
‫ً‬ ‫ىكمثى ًل الب ًه ً‬
‫يمة تيػٍنتى يج البىه ى‬
‫ى ى ى‬
‫فالكفر كما ذكر البخارم ُب شرحو للحديث ليس من ذات ا‪ٞ‬نولود كمقتضى طبعو‪ ،‬بل إ‪٧‬نا‬
‫ا‪ٜ‬نق (َُِٗـ‪ ،‬صّْٔ)‪.‬‬ ‫حصل بسبب خارجي‪ ،‬فإف سلم من ذلك السبب استمر على ٌ‬
‫الفطرةً ‪ "...‬أف ا‪ٞ‬نولود‬ ‫لود يولى يد على ً‬ ‫و‬
‫كذكر ابن بطاؿ (َُِٔـ) ُب شرحو ‪ٞ‬نعىن "كل ىم ٍو ي‬
‫ظهر منها إ‪٬‬ناف كال كفر‪ ،‬لكن لى ٌما ٘نلهم آباؤىم على دينهم ظهر‬ ‫ييولىد على ا‪ٝ‬نلقة اليت مل يى ى‬
‫منهم ما ٘نلوىم عليو من يهودية أك نصرانية‪ٍ ،‬ب أراد اهلل إمضاء ما علمو كق رد ىره ُب كل كاحد‬
‫منهم ّنا أجرل لو ُب بيد األمر من كفر أك إ‪٬‬ناف ختم ‪ٟ‬نم بو (صِّٕ) كىذا يشًن إىل أ‪٨‬نية‬
‫الَّتبية للطفل ‪...‬‬
‫ٗنيعا ىذه الطبيعة للطفل ‪-‬كىي الفطرة كا‪ٝ‬نًنية‪ -‬ترتب عليها‬ ‫فإذا أدرؾ األبواف كا‪ٞ‬نربوف ن‬
‫أمور كثًنة‪ ،‬من أ‪٨‬نها‪:‬‬
‫أف يدرؾ ا‪ٞ‬نربوف أف الصفات اليت تظهر على الطفل كلما تقدـ ُب العمر ‪-‬كالعناد‬
‫ٌن رعاية الطفل ك٘نايتو من‬ ‫كاألنانية كالتخريب ك‪٥‬نوىا‪ -‬ىي من طبيعة الطفل‪ ،‬ككاجب ا‪ٞ‬نرب ى‬
‫األضرار كا‪ٞ‬نفاسد كاحملرمات‪.‬‬
‫أيضا يَّتتب عليها أف يدرؾ ا‪ٞ‬نربوف أف الطفل يرفض كل أشكاؿ العنف كالقهر كالتسلط‬ ‫ك ن‬
‫كاإل‪٨‬ناؿ‪ ،‬فالوالداف على سبيل ا‪ٞ‬نثاؿ عندما يرياف ابنهما ُب ال رسنة الثانية من العمر ظهر عليو‬
‫العناد أك التخريب‪ ،‬يصفانو بالشقي‪ ،‬كىذا ناتج عن عدـ إدراكهما لطبيعة الطفل‪.‬‬

‫ْٓ‬
‫ت ُب حج ًر ر ً‬
‫سوؿ‬ ‫الحديث الثاني‪ :‬ا‪ٜ‬نديث الذم ركاه عمر بن أيب سلمة أنو قاؿ‪( :‬كٍن ي ى ٍ ى‬
‫ص ٍح ىف ًة‪ ،‬فى ى‬
‫قاؿ ًيل‪ :‬يا غي ىبل يـ‪ ،‬ىسم اللروى‪،‬‬ ‫يش ُب ال ر‬ ‫اهللً ‪-‬صلرى اللرو عليو كسلرم‪ ،-‬كىكانى ً ً‬
‫ت يىدم تىط ي‬ ‫ىى ى ى ٍ‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫ً‬
‫يك ‪( )...‬مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صَِّ‪ ،‬حَُِِ)‪ .‬كُب ركاية‬ ‫ك‪ ،‬ىكيك ٍل ‪٣‬نرا يىل ى‬ ‫ىكيك ٍل بيى ًمينً ى‬
‫ت يى ًدم‬ ‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ ،-‬كىكانى ٍ‬
‫ً ً‬
‫ت غي ىبل نما ُب ىح ٍج ًر ىرسوؿ اللرو ‪ -‬ى‬ ‫للبخارم أنو قاؿ‪( :‬كٍن ي‬
‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ :-‬يا غي ىبل يـ‪ ،‬ىسم اللروى‪ ،‬كيك ٍل‬ ‫قاؿ يل ر ي ً‬ ‫تى ًطيش ُب ال ر ً‬
‫سوؿ اللرو ‪ -‬ى‬ ‫ص ٍح ىفة‪ ،‬فى ى ى‬ ‫ي‬
‫لك ًط ٍع ىميت بىػ ٍع يد) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬جٗ‪ ،‬صَْٔ‪،‬‬ ‫ً‬
‫ت تً ى‬
‫يك‪ ،‬فىما ىزالى ٍ‬ ‫ك‪ ،‬كيك ٍل ‪٣‬نرا يىل ى‬ ‫بيى ًمينً ى‬
‫حّٕٔٓ)‪.‬‬
‫ُب ىذا ا‪ٜ‬نديث النب ‪١‬نمد ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬يقدـ التوجيو للطفل كيصحح‬
‫ف حّت‬ ‫ص ٍ‬ ‫أخطاءه بأسلوب يتناسب مع طبيعة ىذه ا‪ٞ‬نرحلة‪ ،‬كمل يعنػ ٍفو أك يص ٍفو بالشقاء‪ ،‬كمل ي ً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫سلوكو بالتخريب؛ فالغبلـ ُب ىذا ا‪ٜ‬نديث يدؿ على من ىو دكف البلوغ؛ فقد ذكر ابن حجر‬
‫(َُِٗ) أنو‪" :‬يقاؿ للصب من حٌن يولى يد إىل أف يبلغ ا‪ٜ‬نيلي ىم‪ :‬غبلـ" (صُْٔ)‪.‬‬
‫صغًنا غًن بالغ بأسلوب جعلو يقبل‬ ‫طفبل ن‬ ‫فالنب ‪١‬نمد ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ك رجو ن‬
‫لك ًط ٍع ىميت بىػ ٍع يد"؛ أم‪ :‬لزـ‬
‫ت تً ى‬‫النصيحة‪ ،‬كتكوف عادة لو ُب حياتو كلها‪ ،‬حّت قاؿ‪( :‬فىما ىزالى ٍ‬
‫ىذه اآلداب كالتوجيهات‪.‬‬
‫كما أف النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬عندما ك رجوى ىذا الغبلـ كاف ُب ىح ٍج ًره‪ ،‬قاؿ‬
‫ضن كعلى الثوب) (العسقبلين‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صِْٔ)‪ .‬كىذا‬ ‫عياض‪" :‬ا‪ٜ‬نى ٍجر ييطلىق على ا‪ٜ‬نً ٍ‬
‫الشعور باحملبة كالقرب‪.‬‬
‫ى‬ ‫القرب ‪٬‬ننح الطفل‬
‫بد ىر منو‬
‫كسبى ىق ىذه التوجيهات بنداء للتنبيو‪ ،‬كناداه بػ"يا غبلـ" ليبٌن لو أف خطأه الذم ى‬
‫كاف بسبب ًصغىر سنو‪.‬‬
‫موجزةن كسهلةن ك‪١‬ن رددةن بدقة يفهمها‬ ‫و‬
‫ٍب اختار النب صلوات ريب كسبلمو عليو كلمات ى‬
‫كمن ذ ىكىر ا‪ٝ‬نطأ ىو راكم‬ ‫مباشرنة ‪ٞ‬نا ‪٩‬نب عليو أف يفعلو‪ ،‬ال على ما فعل من خطأ‪ ،‬ى‬ ‫الطفل ى‬
‫مدا ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪.-‬‬ ‫النب ‪١‬ن ن‬
‫ا‪ٜ‬نديث كليس ر‬
‫كقد أشار أبو السعد (َُِّـ) إىل أ‪٨‬نية التواصل مع األبناء‪ ،‬كأنو ينبغي أف يكوف‬
‫مركزان كسريعان من خبلؿ اختيار الكلمات كالتوجيهات‪ ،‬كىذا ليس فقط ىو ما يبلئم جيل اليوـ‬
‫أيضا اإلشارات السريعة كا‪ٞ‬نرركزة لؤلكالد ىي عٌن ا‪ٜ‬نكمة؛ فالرسائل‬ ‫ُب عصر السرعة‪ ،‬كإ‪٧‬نا ن‬

‫ٓٓ‬
‫الوالدية مثل أشعة الشمس كلما تركزت أثررت؛ ألف اإلطناب ُب ا‪ٜ‬نديث يصيب االبن با‪ٞ‬نلل‬
‫ا‪ٞ‬نختصر ‪٬‬ننح الطفل‬ ‫ى‬ ‫تأثًنا كقوة؛ ألف الكبلـ‬ ‫موجنزا كاف أكثر ن‬ ‫كالسآمة‪ ،‬ككلما كاف الكبلـ ى‬
‫ك‪٠‬ناال للتفكًن كأناذ القرار بضركرة التغيًن‪ ،‬كطري نقا الختصار الوقت‬ ‫فرصة إلعادة تقييم سلوكو‪ ،‬ن‬
‫كتفادم اللغو ُب الكبلـ كالتأكيبلت السلبية‪.‬‬
‫فالطفل قد يستجيب لؤلكامر من خبلؿ توجيهات جاىزة كأكامر كيفية ال ٕننحو قيمة كال‬
‫معيارا فقط؛ ألنو صغًن كمطالىب با‪ٝ‬نضوع كالطاعة للكبًن‪ ،‬كمن نشأ على ىذه ا‪ٜ‬ناؿ كاف‬ ‫ن‬
‫عرضةن للسقوط كاال‪٥‬نراؼ كاالستسبلـ لرفقاء السوء‪ ،‬لكن التوجيهات اإل‪٩‬نابية اليت ٕننح الطفل‬
‫دافعا للسلوؾ سواء كاف السلوؾ استجابة أـ ترنكا‬ ‫معايًن ذاتيٌةن نابعة من قناعتهم‪ ،‬تكوف ن‬ ‫ى‬
‫(صُِ)‪.‬‬
‫صلرى اهللي عليو‬ ‫الحديث الثالث‪ :‬ما ركاه أبو قتادة ُب البخارم‪ ( :‬ىخىر ىج ىعلىٍيػنىا النب ‪ -‬ى‬
‫ًً ً‬
‫كض ىعها‪ ،‬كإ ىذا ىرفى ىع ىرفىػ ىع ىها)‬ ‫صلرى‪ ،‬فىًإ ىذا ىرىك ىع ى‬ ‫اص علىى ىعاتقو‪ ،‬فى ى‬ ‫الع ً‬
‫ت ًأيب ى‬ ‫كسلر ىم‪ -‬كأ ىيم ىامةي بٍن ي‬
‫صلرى اللروي‬ ‫النب ‪ -‬ى‬ ‫ت ر‬ ‫(البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬جٗ‪ ،‬صُِْٕ‪ ،‬ح ٔ) كُب ركاية مسلم‪ ،‬قاؿ‪ ( :‬ىرأىيٍ ي‬
‫صلرى اللروي عليو‬ ‫ً‬ ‫الع ً‬ ‫ر‬
‫ب بٍنت النب ‪ -‬ى‬ ‫اص ‪-‬كىي ابٍػنىةي ىزيٍػنى ى‬ ‫ت ًأيب ى‬‫راس كأ ىيم ىامةي بٍن ي‬
‫عليو كسل ىم‪ -‬يىػ يؤـ الن ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًً ً‬
‫أع ىاد ىىا) (َُِٗـ‪ ،‬صََُ‪،‬‬ ‫كض ىع ىها‪ ،‬كإ ىذا ىرفى ىع م ىن الس يجود ى‬‫كسلر ىم‪ -‬علىى ىعاتقو‪ ،‬فىًإ ىذا ىرىك ىع ى‬
‫حّْٕ)‪.‬‬
‫يػدؿ ىػذا الػحػديػث عػلػى مػراعػاة الػنػبػي –صػلى اهلل عػليػو كسلم‪ -‬لطبيعة الطفل‪ :‬فالنب‬
‫صدر منها‬ ‫‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مل ‪٬‬ننىػ ٍعها من دخوؿ ا‪ٞ‬نسجد رغم إدراكو بأهنا طفلة قد يى ي‬
‫الكثًن من السلوكيات اليت يراىا الكبار من الشقاء‪ ،‬أك سلوكيات ال تتناسب كحرمةى ا‪ٞ‬نساجد‪،‬‬
‫بل كقيدمت الر٘نة بالط ٍفلة الصغًنة كمراعاة خاطرىا على ا‪ٞ‬نبالغة ُب ا‪ٝ‬نشوع ُب الصبلة؛ حيث‬
‫ض‬
‫تعار ى‬
‫ذكر ابن حجر ُب شرحو ‪ٟ‬نذا ا‪ٜ‬نديث "أنو استينبط منو عظم قدر ر٘نة الولد؛ ألنو ى‬
‫حينئذ احملافظة على ا‪ٞ‬نبالغة ُب ا‪ٝ‬نشوع‪ ،‬كاحملافظة على مراعاة خاطر الولد‪ ،‬ف يقدـ الثاين"‬ ‫و‬
‫(َُِٗـ‪ ،‬صٕٔٓ)‪.‬‬
‫هنر الصغار كطىٍرىدىم من ا‪ٞ‬نساجد بسبب ضحكهم أك لعبهم الذم‬ ‫لذلك فإف من ا‪ٝ‬نطأ ى‬
‫ىو صادر من طبيعة الطفل‪ ،‬فكاف األكىل كاألجدل احتواؤىم كتوجيههم كتقبل سلوكياهتم دكف‬
‫زجر أك تعنيف؛ ليعتادكا الصبل ىة كيستأنسوا هبا قبل بلوغهم‪.‬‬

‫ٔٓ‬
‫لذلك فإف اىتماـ ا‪ٞ‬نربٌن ّنراعاة طبيعة الطفل أثناء تربيتو كالتعامل معو ‪٩‬نعل الطفل‬
‫ينمو بشكل سليم كيساعد ُب توجيو أخطاءه بطريقة صحيحة كاسلوب يتناسب مع طبيعتو‪.‬‬

‫ِ‪ -‬األساس الثاني‪ :‬الغاية الكبرى من التربية‪:‬‬


‫الَّتبية ُب كل ا‪ٞ‬نذاىب الفكرية‪ ،‬أك ا‪ٞ‬ندارس‬
‫الَّتبية ُب اإلسبلـ ٔنتلف عن غايات ر‬
‫إف غاية ر‬
‫اطن الصاحل؛ أم‪ :‬الصاحل‬‫الَّتبويرة؛ فأغلب ىذه ا‪ٞ‬ندارس تتفق على ىدؼ كاحد‪ ،‬كىو إعداد ا‪ٞ‬نو ً‬
‫ر‬
‫ي‬
‫لوطنو‪ ،‬كأىداؼ الوطن تتغًن‪ ،‬كقد تكوف أىدافنا ‪٢‬نالفة كا‪ٜ‬نركب أك القتل‪ ،‬لكن اإلسبلـ "يقرر‬
‫عابدا عا‪ٞ‬نا‬
‫مسلما ن‬
‫غايةن أكب كأ‪ٚ‬نى‪ ،‬كىي إعداد اإلنساف الذم يعبد اهلل تعاىل ك‪٫‬نشاه فيكوف ن‬
‫ن‬
‫عامبل مؤٕنًرا بأكامر اهلل تعاىل‪ ،‬منتهينا عن نواىيو‪ ،‬كذلك انطبلقنا من قولو تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﱣ ﱤ‬
‫ن ن‬
‫ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱠ [الذاريات‪( ]ٓٔ :‬العجمي‪ََِٔ ،‬ـ‪ ،‬صِٗ)‪.‬‬
‫للَّتبية ُب اإلسبلـ ىي إعداد‬
‫كذكر أبو السعد (كما ربياين‪َُْْ ،‬ق) أف الغاية الكبل ر‬
‫ٌن‪ :‬القوة كاألمانة‪ ،‬انطبلقنا من حديث النب ‪-‬صلى اهلل عليو‬ ‫اإلنساف الصاحل ا‪ٞ‬نتميز بصفتى ً‬
‫ً‬
‫الضعيف‪ ،‬كُب كل خًنه ‪( )...‬مسلم‪،‬‬ ‫ا‪ٞ‬نؤمن القوم خًنه كأحب إىل اهللً من ا‪ٞ‬نؤم ًن‬
‫كسلم‪ ( :-‬ي‬
‫الَّتبية‪،‬‬
‫َُِٗ ـ‪ ،‬صُٓٓ‪ ،‬حَِٖٔ) فالقوة ٕنثل قوة الشرخصيرة‪ ،‬كىي الغاية الكبل من ر‬
‫للَّتبية فقط على مكارـ األخبلؽ؛‬‫كاألمانة ىي مكارـ األخبلؽ؛ لذلك فهناؾ خطورة كبًنة ر‬
‫يرىب فقط على مكارـ األخبلؽ يكوف عرضةن للسقوط كاال‪٥‬نراؼ‪ ،‬ك‪٣‬نا يدؿ‬ ‫ألف الطفل الذم ر‬
‫الَّتبية عليها ُب األعمار ا‪ٞ‬نتقدمة‪ ،‬لكن األمانة ‪٬‬نكن‬
‫الَّتبية على القوة‪ :‬أنو يصعب ر‬
‫على أ‪٨‬نية ر‬
‫بناؤىا ُب أم عمر كاف‪ ،‬فهناؾ من أسلم من صحابة رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كىم‬
‫كح يسنىت أخبلقهم (َُِٗـ‪ ،‬صِٔ)‪.‬‬
‫كبار ى‬
‫الَّتبية على القوة تبدأ من الدقيقة األكىل من عمر الطفل؛‬ ‫لذلك على ا‪ٞ‬نربٌن أف يدركوا أف ر‬
‫ألف ا‪ٛ‬نميع يولىدكف أقوياء لكن ىمن ييضعًفهم ىم الوالداف كا‪ٞ‬نربوف‪.‬‬
‫ك‪٣‬نا يدؿ على ذلك من أحاديث رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ما كرد ُب "صحيح‬
‫البخارم" أف أبا ىريرة رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ ( :-‬يكل‬
‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ًً‬ ‫ًً‬ ‫ًً‬ ‫ً ً‬ ‫و‬
‫ىم ٍوليود ييولى يد علىى الفطٍىرة‪ ،‬فأبىػ ىواهي يػي ىهوىدانو‪ٍ ،‬أك يػينىصىرانو‪ٍ ،‬أك ‪٬‬نيىج ىسانو‪ ،‬ىك ىمثى ًل البىهي ىمة تػيٍنتى يج البىه ى‬
‫يمةى‪،‬‬
‫ىل تىػىرل فً ىيها ىج ٍد ىعاءى؟) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬جّ‪ ،‬صِّْ‪ ،‬حُّٖٓ)‪ .‬كلما ضعفت‬ ‫ٍ‬

‫ٕٓ‬
‫شخصيات األطفاؿ كانوا عيرضةن للتمرد أك لبلنقياد‪ ،‬لذلك ‪٤‬ند بعضهم ينجرؼ كينساؽ مع‬
‫ٗناعات ‪٢‬نالفة تدعو للقتل كاإلرىاب‪ ،‬كبعضهم يتمرد كيتجرد من دينو كيعلن إ‪ٜ‬ناده‪.‬‬
‫كلكي ‪٪‬نافظ األبواف على قوة شخصية الطفل عليهما أف يىبتعًدا عن األساليب السلبية‬
‫ُب التعامل مع السلوكيات ا‪ٞ‬نزعجة للطفل‪ ،‬اليت ذكرىا أبو السعد (َُِٔـ) "كىي الصراخ‪،‬‬
‫كيػي ىعد أسوأ ىذه الطرؽ كآثاره السلبية أكثر من آثار الضرب كغًنىا من أساليب العقاب‬
‫األخرل‪ ،‬كما أف الصراخ ي‪٪‬ن ًدث ما يسمى بالرابط السلب لدل الطفل‪ ،‬كالذم يدكـ مع الطفل‬
‫ٌن ‪ ،‬كاسلوب األكامر‬ ‫طيلة حياتو ‪ ،‬كاسلوب اللوـ؛ فهو يقتل ا‪ٞ‬نشاعر اإل‪٩‬نابية بٌن الطرفى ً‬
‫الكيفية‪ ،‬فكثرة األكامر دكف عملية إقناع ْنعل من االبن آلة لتنفيذ األكامر‪ ،‬كتلغي شخصيتو‬
‫مستسلما ‪ ،‬كاسلوب التهديدات‪ ،‬فكثرهتا ال تساعد على‬ ‫ن‬ ‫شخصا انقياديًّا‬ ‫ن‬ ‫كتضعفها‪ ،‬كْنعل منو‬
‫حل ا‪ٞ‬نشكلة أك إبعاد الطفل عن السلوؾ ا‪ٞ‬نزعج‪ ،‬كإف تركو فسيكوف بشكل مؤقت كبدافع‬
‫ا‪ٝ‬نوؼ‪ ،‬كليس من خبلؿ قناعات كمعتقدات كدكافع داخلية ‪ ،‬كاسلوب السخرية من السلوؾ‬
‫ا‪ٞ‬نرفوض؛ فهي تسحب الثقة من الطفل‪ ،‬كتقنعو بعدـ قدرتو على التخلي عن سلوكياتو‬
‫بعيدا عن التفاعل مع ‪١‬نيطو بشكل‬ ‫ا‪ٞ‬نزعجة‪ ،‬كٓنطم معنوياتو كتدخلو ُب عامل منط وو على ذاتو ن‬
‫إ‪٩‬نايب كاسلوب الشتم ككصف الطفل بنعوت سلبية تثبت ىذه األكصاؼ‪ ،‬كيقتنع الطفل هبا‪،‬‬
‫كما أف الشتم يعلم الطفل البذاءة كسوء ا‪ٝ‬نلق ك‪٩‬نعلو ضحية آفات لسانو ‪ ،‬كاسلوب ا‪ٞ‬نقارنة؛‬
‫فا‪ٞ‬نقارنة بٌن طفل كغًنه تنزع ثقة الطفل بنفسو كقدراتو‪ ،‬كتشعره بعدـ قدرتو أف يكوف مثل غًنه‬
‫‪ ،‬كاسلوب ا‪ٞ‬نبالغة ُب الوعظ؛ فالنفس البشرية ترفضها كيصيبها ا‪ٞ‬نلل‪ ،‬كىذا ىو منهج النب ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مع أصحابو؛ فعن عبد اهلل بن مسعود رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬كا ىف النب‬
‫آم ًة ىعلىٍينا) (البخارم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫صلرى اهللي عليو كسلر ىم‪ -‬يىػتى ىخ رولينا با‪ٞ‬نىٍوعظىة ُب األيراـ؛ ىكر ىاىةى ال رس ى‬
‫‪-‬ى‬
‫َُِٗـ‪ ،‬صُِّٓ‪ ،‬حَِْٔ) ‪ ،‬كاسلوب سوء الظن بالط ٍفل‪ ،‬كتفسًن سلوكياتو بشكل‬
‫الد ًيو‪،‬‬
‫سلب‪ ،‬كىذا يؤكد عدـ الثقة فيو كُب أخبلقو‪ ،‬كىذا يؤدم إىل انعداـ الثقة بٌن االبن كك ى‬
‫كإذا انعدمت الثقة أيغلًقت أبواب التواصل بينهما ‪ ،‬كاسلوب االهتاـ‪ ،‬كىذا األسلوب يدفع‬
‫الطفل إىل الكذب كالتهرب ‪ ،‬كاسلوب العقاب‪ ،‬كىذا األسلوب ‪٩‬نعل ا‪ٞ‬نريب ال يركز على‬
‫ا‪ٜ‬نلوؿ‪ ،‬بل يركز على شفاء الغليل‪ ،‬كالطفل الذم ‪٫‬نضع لعقاب قد يستجيب بشكل مؤقت أك‬
‫الدي ًن سلوؾ‪ ،‬كُب غياهبما سلوؾ ‪٢‬نالف ‪ ،‬كاسلوب‬ ‫يتعلم االزدكاجية ُب السلوؾ‪ ،‬فأماـ الو ى‬

‫ٖٓ‬
‫جرما‪ ،‬كاسلوب ا‪ٞ‬نن‪ ،‬فكثرة ا‪ٞ‬نن على الطفل‬‫التجرمي‪ ،‬كىذا ‪٩‬نعل كل سلوؾ يصدر من االبن ن‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫كتذكًنه بأتعابك كأعمالك ‪٩‬نعلو يشعر بتأنيب الضمًن‪ ،‬كقد يلجأ إىل السرقة لتوفًن احتياجاتو‬
‫اىدا ُب العمل‬‫أك ا‪ٟ‬نركب من ا‪ٞ‬ننزؿ الح نقا‪ ،‬كاسلوب االنتقاد ا‪ٞ‬نستمر‪ ،‬كىذا ‪٩‬نعل االبن ز ن‬
‫كاإل‪٤‬ناز مفض نبل العزلة ‪ ،‬كاسلوب التحذير؛ فقد يؤدم التحذير من السلوكيات غًن ا‪ٞ‬نقبولة‬
‫مثبل مع االبن‬
‫أصبل إىل فتح ملفات التحذيرات ُب ذىنو‪ ،‬فا‪ٜ‬نديث ن‬ ‫كاليت ال تصدر من الطفل ن‬
‫ملفا عن التدخٌن ُب ذىنو ‪٬‬نكنو أف‬ ‫بأسلوب التحذير‪ :‬ال تدخن‪ ،‬إياؾ كالتدخٌن‪ ،‬ينشٌ ًّ‬
‫الد ًيو؛ ليجعل ‪ٛ‬نوءه للتدخٌن ردة فعل أك ٓنديًّا‬
‫يفتحو ُب أم ‪ٜ‬نظة ضعف أك سوء تفاىم مع ك ى‬
‫ميبل للمعاكسة (صصُِ‪.)ُٓ-‬‬ ‫أك ن‬
‫الَّتبية كإعداد اإلنساف ا‪ٞ‬نسلم القوم األمٌن يبدأ من ا‪ٞ‬نراحل األكىل من‬
‫فلما كانت ر‬
‫الط يفولة‪ ،‬كاف من حق األبناء الدعاء آلبائهم ‪ٜ‬نسن تربيتهم ‪ٟ‬نم ُب الصغر‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﱡﭐﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﱠﭐ[اإلسراء‪ ]ِْ :‬يقوؿ‬
‫السعدم ر٘نو اهلل (َََِـ)‪" :‬أم‪ :‬ادع ‪ٟ‬نما بالر٘نة أحياء كأمواتنا جزاء على تربيتهما إياؾ‬
‫الَّتبية ازداد ا‪ٜ‬نق‪ ،‬ككذلك من توىل تربية اإلنساف ُب‬ ‫صغًنا‪ ،‬كفهم من ىذا أنو كلما ازدادت ر‬
‫ن‬
‫الَّتبية" (صْٔٓ)‪.‬‬
‫دينو كدنياه تربيةن صا‪ٜ‬نة غًن األبوين؛ فإف لو على من رباه حق ر‬
‫متميزا بالقوة‬
‫لذلك على األبوين كا‪ٞ‬نربٌن أف يدركوا أف تربية الطفل ليكوف مواطننا صا‪ٜ‬ننا ن‬
‫كاألمانة تبدأ من الساعات األكىل ُب حياة الطفل‪ ،‬فاألبواف ‪٨‬نا من ‪٩‬نعل الطفل قويًّا أك ضعي نفا؛‬
‫لذلك توجب عليهم االبتعاد عن األساليب السلبية ُب التعامل مع سلوكيات الطفل ا‪ٞ‬نزعجة‪،‬‬
‫كمن ىذه األساليب لومو كهتديده كالسخرية منو كشتمو كمقارنتو بغًنه‪.‬‬

‫ّ‪ -‬األساس الثالث‪ :‬األىداف التفصيلية للتربية‪:‬‬


‫ذكر (ا‪ٟ‬ننيدم‪ََِٔ ،‬ـ‪ ،‬ص صُٓ‪ )ُِ-‬أىم األىداؼ التفصيلية لَّتبية الطفل ُب‬
‫اإلسبلـ‪ ،‬كىي كالتايل‪:‬‬
‫أ‪ -‬إعداد الطفل عقديا‪ :‬فقد حرصت ر‬
‫الَّتبية اإلسبلمية على غرس البعد العقائدم لدل‬
‫الطفل؛ ألنو األساس الذم ستى ًبين عليو ر‬
‫الَّتبية اإلسبلمية كافٌةى األبعاد األخرل من عبادة‬
‫كأخبلؽ ك‪٥‬نوىا‪ ،‬كمن الثابت أف أكؿ ما كاف يهتم بو التعليم ُب مرحلة الط يفولة ىو تعميق‬
‫العقيدة اإلسبلمية ُب نفس الطفل‪ ،‬فبصبلحها يصلح الدين‪ ،‬كبفسادىا يفسد الدين‪ ،‬كالنب‬

‫ٗٓ‬
‫‪١‬نمد ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كضع لنا الطرؽ اليت من خبل‪ٟ‬نا يستطيع ا‪ٞ‬نربوف غرس العقيدة ُب‬
‫نفوس أبنائهم من خبلؿ سننو القولية كالفعلية كالتقريرية‪.‬‬
‫كمن أىم ىذه الطرؽ كما ذكرىا (أبو السعد ََِٕـ‪ ،‬ص صُٔٓ‪ )ُٖٓ -‬إحياء‬
‫بذرة الفطرة من خبلؿ تلقٌن الطفل كلمة التوحيد باألذاف ُب أذنو اليمىن‪ ،‬كاإلقامة ُب أذنو‬
‫اليسرل‪ ،‬فيكوف أكؿ شيء ييلقى ُب ‪ٚ‬نعو ذكر اهلل كتوحيده‪ٍ ،‬ب تثبيت اعتقادىم بوحدانية اهلل‬
‫تعاىل كترسيخ حب اهلل تعاىل ُب قلوهبم‪ ،‬فالطفل يجبًل على التعل ًق كحب من أحسن إليو‪ ،‬فإذا‬
‫عرؼ الطفل أف اهلل ىو خالقو كرازقو ازداد حبًّا لو‪.‬‬
‫أيضا من طرؽ ترسيخ العقيدة ُب نفس الطفل‪ :‬تنمية طاعة اهلل تعاىل كمراقبتو ُب السر‬ ‫ك ن‬
‫كالعبلنية‪ ،‬كإشعار الطفل بأف اهلل تعاىل يسمعو كيراه كيعلم ما يي ًسر كييعلًن‪ ،‬كىذا يوقظ لديهم‬
‫ا‪ٝ‬نوؼ من اهلل فيبتعدكف عن ا‪ٞ‬نعاصي‪ ،‬كينمي فيهم ا‪ٜ‬نياء‪.‬‬
‫أيضا تنمية الصلة باهلل كحسن الظن بو كاللجوء إليو‪ ،‬فالعبادات َنميع أنواعها كالدعاء‬ ‫ن‬
‫ٓنقق ىذه الصلة‪.‬‬
‫كذلك ترسيخ حب النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ُ -‬ب نفس الطفل كحثو على االقتداء‬
‫بو‪ ،‬كتشجيعو على امتثاؿ سنتو كالتأسي بو‪.‬‬
‫أيضا اإل‪٬‬ناف با‪ٞ‬نبلئكة من خبلؿ شرح بسيط للطفل بتعريفو ىمن ىم ا‪ٞ‬نبلئكة‪ ،‬كم رم يخلًقوا‬ ‫ن‬
‫كما طبيعتهم كأعما‪ٟ‬نم؟ كىكذا‪ ،‬كاإل‪٬‬ناف بكتب اهلل كرسلو‪ ،‬كذلك بإعطاء نبذة عن أىم‬
‫الكتب‪ ،‬كا‪ٜ‬نديث بأسلوب قصصي عن أنبياء اهلل تعاىل‪ ،‬كاإل‪٬‬ناف باليوـ اآلخر‪ ،‬كاإلجابة عن‬
‫تساؤالت الطفل عن كضع األرض كالشمس كغًنىا ُب اآلخرة‪ ،‬كاإل‪٬‬ناف بالقدر خًنه كشره‬
‫كتبسيط ىذا ا‪ٞ‬نفهوـ ‪ٟ‬نم‪ ،‬كتعليم الطفل القرآف الكرمي كالسنة النبوة‪.‬‬
‫كمن ٍبىر يكوف‬ ‫ب‪ -‬إعداد الطفل اجتماعيا‪ُ :‬نيث يتشرب الثقافة اإلسبلمية كقيمها‪ً ،‬‬
‫ناج نحا ُب تعاملو مع اجملتمع ا‪ٞ‬نسلم‪ ،‬فيكوف ‪١‬نبًّا للناس ك‪١‬نبًّا للخًن‪ ،‬كمتعاكنا مع اجملتمع على‬
‫الب كالتقول‪.‬‬
‫ت‪ -‬إعداد الطفل ألساسيات الثقافة اإلسالمية‪ :‬كتشمل حفظ القرآف الكرمي كالسنرة‬
‫النربويرة‪ ،‬كاللغة كا‪ٜ‬نساب كالشعر‪ ،‬فتعل يمها ُب مرحلة الط يفولة يساعد على النبوغ ُب ‪٠‬ناالت شّت‬
‫ُب ا‪ٜ‬نياة‪.‬‬

‫َٔ‬
‫ث‪ -‬إعداد الطفل أخالقيا‪ :‬كذلك بتنمية عادات سليمة تتفق مع الفكرة اإلسبلمية عن‬
‫اإلنساف؛ ليسًن عليها ُب حياتو فيكوف إنسا نا خيػنرا‪.‬‬
‫ج‪ -‬إعداد الطفل نفعيا‪ :‬إذ هتدؼ ر‬
‫الَّتبية إىل إعداده لنفع نفسو ككطنو‪ ،‬فيتم تدريبو‬
‫كتعليمو بعض ا‪ٞ‬نهن كالفنوف كالصناعات؛ إلعدادىم لكسب عيشهم كرزقهم ُب ا‪ٜ‬نياة‪.‬‬
‫ح‪ -‬العمل على توازن جميع الجوانب والقوى واالستعدادات لدى الطفل‪ :‬فَّتبية‬
‫أيضا شاملة ُب‬‫الفرد ا‪ٞ‬نسلم ‪٩‬نب أف تكوف شاملةن ُب غاياهتا لكافة جوانب شخصيتو‪ ،‬ك ن‬
‫عواملها ككسائلها ُنيث يتحقق ما يسمى بتكامل ا‪ٝ‬نبة اإلنسانية ُب شّت جوانبها‪.‬‬
‫كبناءن على ما سبق يتضح أف أىم أىداؼ الَّتبية التفصيلية ىي إعداد الطفل على‬
‫عقيدة التوحيد؛ ألنو األساس الذم تىبين عليو الَّتبية اإلسبلمية كافة األبعاد األخرل من عبادة‬
‫كأخبلؽ‪ ،‬كإعداده اجتماعيان ليكوف ناجحان ُب تعاملو مع ‪٠‬نتمعو‪ ،‬كإعداده ألساسيات الثقافة‬
‫اإلسبلمية كحفظ القرآف كالسنة‪ ،‬كإعداده أخبلقيان كتنمية عادتو السليمة‪ ،‬كإعداده نفعيان لينفع‬
‫نفسو ككطنو‪ ،‬كالعمل على توازف ٗنيع ىذه ا‪ٛ‬نوانب كالقول كاالستعدادات لدل الطفل‪.‬‬

‫ْ‪ -‬األساس الرابع‪ :‬الرؤية والمنهج‪:‬‬


‫كنستقيها من كتاب اهلل تعاىل‪ ،‬كلكن عمليًّا من سنة رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪-‬‬
‫ألف السنة ىي ا‪ٞ‬نمارسة العملية لكتاب اهلل‪ ،‬فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ىو ا‪ٞ‬نثل األعلى ُب‬
‫ﱡﭐ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﱠ‬ ‫كل فضيلة‪ ،‬فكاف خلي نقا بثناء اهلل تعاىل عليو؛ كقولو تعاىل‪:‬‬
‫ﱡﭐ ﱈ ﱉ ﱊ‬ ‫[القلم‪ ،]ِ :‬كحسبو من التشريف اإل‪ٟ‬ني أف اهلل تعاىل أقسم ُنياتو ُب قولو‪:‬‬
‫ﱋ ﱌ ﱍ ﱠ [ا‪ٜ‬نجر‪ ،]ِٕ :‬كمل يقسم ُنياة أحد غًن ‪١‬نمد ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪.-‬‬
‫كذكر علي (ََِِـ) أنو من البديهي أف يكوف الكماؿ التطبيقي النبوم صورنة ‪٣‬ناثًلةن‬
‫للكماؿ الذم ك رجو القرآف لو كرغرب فيو‪ ،‬ك‪ٞ‬نا كاف الرسوؿ ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬أعلى مثل‬
‫ُب كل صفاتو ا‪ٝ‬نلقية كالسلوكية‪ ،‬كاف أكىل با‪ٞ‬نؤمنٌن من أنفسهم‪ ،‬كبذلك كصفو اهلل تعاىل‬
‫ﱡﭐﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫﲬ ﲭ ﲮﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ‬ ‫بقولو‪:‬‬
‫ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ‬
‫ﳆﳇﱠ [األحزاب‪( ]ٔ :‬صصِٔٗ‪.)ِٕٗ -‬‬

‫ُٔ‬
‫الَّتبويرة الشاملة اليت حث عليها النب ‪-‬صلى اهلل‬
‫كمن أبرز الصفات اليت ٓندد لنا الرؤية ر‬
‫ت‬
‫عليو كسلم‪ -‬من خبلؿ سلوكو كتعاملو مع الطفل‪ ،‬ىي صفة الرأفة كالر٘نة؛ فاهلل تعاىل ام ر‬
‫على ىذه األمة بنب ىو أزكى عباد اهلل تعاىل ر٘نةن‪ ،‬كأكسعهم عاطفةن؛ لذلك قاؿ اهلل تعاىل فيو‪:‬‬
‫ﱡﭐ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ‬

‫[آؿ عمراف‪ ]ُٓٗ :‬كْنلرت فضيلة‬ ‫ﱝ ﱞ ﱟﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱠ‬


‫الر٘نة بالط ٍفل ُب ىذا الفيض الكبًن ُب كثًن من أحاديثو ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم منها ‪:‬‬
‫رسوؿ اللر ًو ‪-‬صلى‬ ‫الحديث األول‪ :‬مػا ركاه الػبخارم عن ا‪ٜ‬نارث بن ربعي‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ ي‬
‫فأْنى رويز ُب‬‫صًب‪ ،‬ى‬ ‫يد أ ٍف أيطىوىؿ فً ىيها‪ٍ ،‬‬
‫فأ‪ٚ‬نى يع بي ىكاءى ال ر‬ ‫ص ىبلةً كأىنىا أي ًر ي‬‫وـ إىل ال ر‬
‫اهلل عليو كسلم‪( :-‬إين ىألىقي ي‬
‫أش رق علىى أيم ًو) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُٖٓ‪ ،‬حُٕٓ) كي يدؿ ىذا‬ ‫ص ىبلٌب ىكىراىيةى أ ٍف ي‬ ‫ى‬
‫ا‪ٜ‬نديث كما ذكر (ابن حجر‪" )َُِِ ،‬على شفقة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬على‬
‫أصحابو‪ ،‬كمراعاة أحواؿ الكبًن منهم كالصغًن" (صَِٖ)‪.‬‬
‫صلرى اهللي عليو‬ ‫الحديث الثاني‪ :‬ما ركاه أبو قتادة ُب البخارم‪ ( :‬ىخىر ىج ىعلىٍيػنىا النب ‪ -‬ى‬
‫ًً ً‬
‫كض ىعها‪ ،‬كإذىا ىرفى ىع ىرفىػ ىع ىها)‬ ‫صلرى‪ ،‬فىًإذىا ىرىك ىع ى‬
‫اص علىى ىعاتقو‪ ،‬فى ى‬ ‫الع ً‬
‫ت ًأيب ى‬ ‫كسلر ىم‪ ،-‬كأ ىيم ىامةي بٍن ي‬
‫النب ‪-‬‬
‫ت ر‬ ‫(البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬جٗ‪ ،‬صُِْٕ‪ ،‬ح ََُٔ)‪ ،‬كُب ركاية مسلم‪ ،‬قاؿ‪ ( :‬ىرأىيٍ ي‬
‫صلرى‬ ‫ً‬ ‫الع ً‬ ‫ر‬ ‫ىر ر‬
‫ب بٍنت النب ‪ -‬ى‬ ‫اص ‪-‬كىي ابٍػنىةي ىزيٍػنى ى‬ ‫ت ًأيب ى‬ ‫راس كأ ىيم ىامةي بٍن ي‬
‫صلى اللوي عليو كسل ىم‪ -‬يىػ يؤـ الن ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًً ً‬
‫أع ىاد ىىا) (َُِٗـ‪،‬‬ ‫كض ىع ىها‪ ،‬كإ ىذا ىرفى ىع م ىن الس يجود ى‬ ‫اللروي عليو كسلر ىم‪ -‬علىى ىعاتقو‪ ،‬فىًإ ىذا ىرىك ىع ى‬
‫صََُ‪ ،‬حّْٕ) فقد ذكر (ابن حجر‪َُِِ ،‬ـ) ُب ىذا ا‪ٜ‬نديث داللةن على تواضعو ‪-‬‬
‫جبا ‪ٟ‬نم كلوالديهم (صُِٖ) ‪.‬‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كشفقتو على األطفاؿ‪ ،‬كإكرامو ‪ٟ‬نم ن‬
‫الحديث الثالث‪ :‬ما جاء من أحاديث مسلم‪ ،‬باب ُب ر٘نة رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫اس ًمن‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كسلم‪ -‬للصبياف كالعياؿ كالرقيق‪ ،‬حديث ىعائ ىشةى رضي اهلل عنها‪ ،‬قىالىت‪( :‬قىد ىـ نى ه‬
‫صلرى اللروي ىعلى ًيو ىك ىسلر ىم‪ -‬فىػ ىقاليوا‪ :‬أىتيػ ىقبػليو ىف ًصبيىانى يكم؟ فىػ ىقاليوا‪ :‬نىػ ىعم‪،‬‬ ‫ً ً‬
‫ىعراب ىعلىى ىر يسوؿ اللرو ‪ -‬ى‬
‫األ ً‬
‫ى‬
‫ً‬
‫ك إف ىكا ىف اللروي نىػىز ى‬
‫ع‬ ‫صلرى اللروي ىعلى ًيو ىك ىسلر ىم‪ " :-‬ىكأىمل ي‬ ‫قىاليوا‪ :‬لى ًكنرا كاللر ًو ما نػي ىقبل! فىػ ىق ىاؿ رس ي ً‬
‫وؿ اللرو ‪ -‬ى‬ ‫ىي‬ ‫ى ى ي‬
‫ًمن يكم الر٘نىةى؟") (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُِٕٓ‪ ،‬ح ٖٗٗٓ) (مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صْٖٕ‪،‬‬
‫حُِّٕ)‪.‬‬

‫ِٔ‬
‫كمعىن ا‪ٜ‬نديث كما ذكر (القرطب‪ُُْٕ ،‬ق)‪ :‬نفي قدرتو ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬عن‬
‫كحنيػو ‪٩‬نده اإلنساف ُب نفسو‬ ‫اإلتياف ّنا نزع اهلل من قلبو من الر٘نة‪ ،‬كالر٘نة ُب حقنا‪ :‬ىي رقرة ي‬
‫ضعيف‪ ،‬أك صغًن‪٪ ،‬نملو على اإلحساف إليو‪ ،‬كاللطف بو‪ ،‬كالرفق‪،‬‬ ‫و‬ ‫عند مشاىدة مبتلنى‪ ،‬أك‬
‫كالسعي ُب كشف ما بو‪ .‬كقد جعل اهلل ىذه الر٘نة ُب ا‪ٜ‬نيواف كلو عاقًلًو كغًن عاقلو‪ ،‬فبها‬
‫عطف ا‪ٜ‬نيوانات على نوعها‪ ،‬كأكالدىا‪ ،‬فتحنو عليها‪ ،‬كتىػ ٍلطيف هبا ُب حاؿ ضعفها كصغرىا‪.‬‬ ‫تى ً‬
‫ظ نوعيو‪ ،‬كتتم‬ ‫كحكمة ىذه الر٘نة‪ :‬تسخًني القوم للضعيف‪ ،‬كالكب ًًن للصغًن حّت يتحف ى‬
‫مصلحتو‪ ،‬كذلك تدبًن اللطيف ا‪ٝ‬نبًن (صَُٖ)‪.‬‬
‫صلرى‬ ‫رب ‪ -‬ى‬ ‫ىبصىر النً ر‬
‫سأ ى‬ ‫بن ىحابً و‬ ‫ع ى‬ ‫الحديث الرابع‪ :‬ىعن أًىيب يىىر ىيرىة رضي اهلل عنو‪( ،‬أى رف األ ى‬
‫ىقر ى‬
‫اح ندا ًم ينهم! فىػ ىق ىاؿ‬ ‫اللرو على ًيو كسلرم‪ -‬يػ ىقبل ا‪ٜ‬نسن‪ ،‬فىػ ىق ىاؿ‪ :‬إً رف ًيل ع ىشرنة ًمن الولى ًد ما قىػبرلت ك ً‬
‫ي ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى‬ ‫ي ى ىى ى ي ي ىىى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫رس ي ً‬
‫رحم") (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪،‬‬ ‫رحم ىال يي ى‬ ‫صلرى اللروي ىعلىيو ىك ىسلر ىم‪" :-‬إنروي ىمن ىال يى ى‬ ‫وؿ اللرو ‪ -‬ى‬ ‫ىي‬
‫صُِٕٓ‪ ،‬ح ٕٗٗٓ) (مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صْٖٕ‪ ،‬حُِّٖ)‪.‬‬
‫وؿ اللر ًو‬‫ىيت أىح ندا ىكا ىف أىرحم بًالعًي ًاؿ ًمن رس ً‬
‫ىي‬ ‫ىى ى‬ ‫الحديث الخامس‪ :‬ىعن أىنىس‪ ،‬قى ىاؿ‪ ( :‬ىما ىرأ ي ى‬
‫سَّت ًض نعا لىوي ًُب ىع ىوًايل ا‪ٞ‬ن ًدينى ًة‪ ،‬فى ىكا ىف يىنطىلً يق ىكى‪٥‬ن ين‬
‫ى‬ ‫يم يم‬
‫ى ي‬
‫‪-‬صلرى اللرو على ًيو كسلرم‪ -‬قى ىاؿ‪ :‬ىكا ىف إًبر ً‬
‫اى‬ ‫ي ى ىى ى‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫مرك‪ :‬فىػلى رما‬‫أخ يذهي فىػييػ ىقبػليوي‪ٍ ،‬بير يىرج يع‪ ،‬قى ىاؿ ىع ه‬‫رخ ين‪ ،‬ىكىكا ىف ظ يئرهي قىيننا فىػيى ي‬‫يت ىكإًنروي لىييد ى‬
‫دخ يل البى ى‬
‫ىم ىعوي فىػيى ي‬
‫ات ًُب الثرد ًم‪ ،‬ىكإً رف‬ ‫يم ً‬ ‫ً ً ً‬ ‫وؿ اللر ًو ‪ -‬ى ر ر ً ر‬ ‫تيػو ً ً‬
‫ابين ىم ى‬ ‫صلى اللوي ىعلىيو ىك ىسل ىم‪" :-‬إ رف إ ىبراى ى‬ ‫يم‪ ،‬قى ىاؿ ىر يس ي‬‫ُب إ ىبراى ي‬ ‫يى‬
‫اعوي ًُب ا‪ٛ‬نىن ًرة") (مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صْٖٕ‪ ،‬حِِْْ)‪.‬‬ ‫ضى‬
‫ً‬
‫لىوي لىظ ىئري ًن ت ىكم ىبل ًف ىر ى‬
‫صلرى اللروي ىعلى ًيو‬ ‫بد اللر ًو‪ ،‬قى ىاؿ‪ :‬قى ىاؿ رس ي ً‬ ‫الحديث السادس‪ :‬عن ج ًري ًر ب ًن ع ً‬
‫وؿ اللرو ‪ -‬ى‬ ‫ىي‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ر٘نوي اللروي) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُِٕٓ‪ ،‬ح ََِٔ)‬ ‫راس ىال يى ى‬
‫رحم الن ى‬ ‫ىك ىسلر ىم‪ ( :-‬ىمن ىال يى ى‬
‫(مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صْٖٕ‪ ،‬حِِْٓ)‪.‬‬
‫الحديث السابع‪ :‬عن أسامة بن زيد رضي اهلل عنهما‪( :‬كا ىف ر ي ً‬
‫سوؿ اللرو ‪-‬صلرى اهللي‬ ‫ى‬
‫ً ًً‬ ‫ً ًً ً‬ ‫ً‬
‫ضم يه ىما‪ٍ ،‬بير‬ ‫يخىرل‪ٍ ،‬بير يى ي‬ ‫عليو كسلرم‪ -‬يىأٍ يخ يذًين فييػ ٍقع يدًين علىى فىخذه‪ ،‬كيػي ٍقع يد ا‪ٜ‬نى ىس ىن علىى فىخذه األ ٍ‬
‫يقوؿ‪" :‬اللر يه رم ٍار٘نىٍ يهما؛ فإين ٍأر ى٘ني يه ىما") (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُِٕٓ‪ ،‬ح ََٖٔ) ذكر‬ ‫ي‬
‫(ابن حجر‪َُِِ ،‬ـ) أنو يستفاد من ىذا ا‪ٜ‬نديث الرفق باألطفاؿ‪ ،‬كالصب على ما ‪٪‬ندث‬
‫منهم‪ ،‬كعدـ مؤاخذهتم؛ لعدـ تكليفهم (صّٖٓ)‪.‬‬

‫ّٔ‬
‫سوؿ ً‬
‫اهلل‬ ‫ال ح دي ث ال ث امن‪ :‬حديث أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪ ،‬حيث قاؿ‪( :‬كا ىف ىر ي‬
‫ً‬ ‫راس خلينقا‪ ،‬فأرسلىًين يػوما ً‪ٜ‬ن و‬ ‫ً‬
‫ب‬ ‫لت‪ :‬ىكاللرو ال أى ٍذ ىى ي‬ ‫اجة‪ ،‬فىػ يق ي‬ ‫ٍ ى ىٍ ن ى ى‬ ‫ىح ىس ًن الن ً ي‬‫‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬من أ ٍ‬
‫ً‬ ‫كُب نىػ ٍف ًسي أى ٍف أى ٍذى ً‬
‫حّت أ يىمر علىى‬ ‫ت ر‬ ‫ب لما أ ىىمىرًين بو نىًب اهلل ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬فى ىخىر ٍج ي‬ ‫ى ى‬
‫ام ًمن‬ ‫ض ب ىق ىف ى‬ ‫سوؿ اهلل ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬ق ٍد قىػبى ى‬
‫وؽ‪ ،‬فىًإ ىذا ر ي ً‬
‫ى‬
‫اف كىم يػ ٍلعبو ىف ُب الس ً‬
‫صٍبػيى ى ي ٍ ى ىي‬
‫ً و‬
‫لت‪:‬‬ ‫قاؿ‪ :‬قي ي‬ ‫ك؟" ى‬ ‫ث أ ىىم ٍرتي ى‬
‫ت ىحٍي ي‬‫س‪ ،‬أىذى ىىٍب ى‬‫قاؿ‪" :‬يا أينػىٍي ي‬
‫ك‪ ،‬فى ى‬ ‫ض ىح ي‬‫ت إلىٍي ًو ىكىو يى ٍ‬ ‫ىكىرائًي‪ ،‬ى‬
‫قاؿ‪ :‬فىػنىظىٍر ي‬
‫سوؿ اللر ًو) (مسلم‪ َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُِٓ‪ ،‬حّْٓٗ)‪.‬‬ ‫ب يا ىر ى‬ ‫نػى ىع ٍم‪ ،‬أىنىا أى ٍذ ىى ي‬
‫الَّتبويرة الشاملة اليت حث عليها‬ ‫ىذا ا‪ٜ‬نديث يبٌن أف من الصفات اليت ٓندد لنا الرؤية ر‬
‫النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬من خبلؿ سلوكو كتعاملو مع الطفل ىي ا‪ٜ‬نكمة كا‪ٜ‬نًٍلم ُب‬
‫تعاملو مع الطفل‪ ،‬فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬تعامل مع أنس بن مالك ًُن ٍلم كحكمة‬
‫مراعينا ًصغىر ًسنو‪ ،‬كىذا من كماؿ خلقو ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كعظيم حلمو‪.‬‬
‫سوؿ اللر ًو‬ ‫ت ىر ى‬ ‫ال ح دي ث ال ت اس ع‪ :‬حػديػث أـ خػالد بػنػت خػالػد بن سعيد‪ ،‬قالت‪( :‬أتىػٍي ي‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪:-‬‬ ‫أص ىف ير‪ ،‬قى ىاؿ ىر ي‬ ‫يص ٍ‬
‫ً‬
‫‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬مع ًأيب ى‬
‫كعلى ري قىم ه‬
‫اًب النبيػ روةً‪ ،‬فىػىزبىػىرًين‬
‫ت ألٍ ىعب ِنى ىً‬
‫ت‪ :‬فى ىذ ىىٍب ي ي‬
‫ًً‬ ‫"سنىو سنىو" ‪-‬قى ىاؿ ي ً‬
‫عبد اللرو‪ :‬كىي با‪ٜ‬نىبىشيرة‪ :‬ىح ىسنىةه‪ -‬قىالى ٍ‬ ‫ىٍ ىٍ‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو‬ ‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ " :-‬ىد ٍع ىها"‪ٍ .‬بير قى ىاؿ ىر ي‬ ‫ًأيب‪ ،‬قى ىاؿ ىر ي‬
‫كسلرم‪" :-‬أبلًي كأىخلً ًقي‪ٍ ،‬بير أبلًي كأىخلً ًقي‪ٍ ،‬بير أبلًي كأىخلً ًقي"‪ ،‬قى ىاؿ ي ً ً‬
‫حّت ذى ىكىر‪،‬‬ ‫ت ر‬ ‫عبد اللرو‪ :‬فىػبىقيى ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يىػ ٍع ًين‪ً :‬من بىػ ىقائً ىها") (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُِٕٓ‪ ،‬ح ََِٔ)‪.‬‬
‫الَّتبويرة الشاملة اليت حث‬ ‫فهذا ا‪ٜ‬نديث يدؿ على أف من الصفات اليت ٓندد لنا الرؤية ر‬
‫عليها النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬من خبلؿ سلوكو كتعاملو مع الطفل‪ :‬ىي ا‪ٜ‬نكمة كا‪ٜ‬نًٍلم‬
‫ُب تعاملو مع الطفل‪ ،‬فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مدح الطفلة الصغًنة ُب لباسها‪ ،‬ككما ىو‬
‫كخصوصا مدح ا‪ٛ‬نوانب ا‪ٛ‬نمالية اليت ٔنصها‪.‬‬ ‫ن‬ ‫معلوـ شدة حب البنات للمدح كالثناء‪،‬‬
‫مد ىحها اختار كلمة تفهمها بلغتها كىي‬ ‫كما أف النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬عندما ى‬
‫" ىسنى ٍو" كاليت تعين‪ :‬ىح ىسنة بلغة أىل ا‪ٜ‬نبشة‪.‬‬
‫حليما معها كمل يزجرىا كما فعل كالدىا‪ ،‬بل قاؿ‪:‬‬ ‫كعندما لعبت ِناًب النبوة كاف ن‬
‫"دعها"؛ أم‪ :‬اتركها‪ ،‬كمل يكتف بذلك بل دعا ‪ٟ‬نا‪ ،‬فكانت نتيجة ىذا التعامل الرحيم كا‪ٜ‬نكيم‬

‫ْٔ‬
‫مع ىذه الطفلة أف بقي ىذا القميص "حّت ىدكً ىن؛ أم‪ :‬صار أى ٍد ىك ىن؛ أم‪ :‬أسود" (العسقبلين‪،‬‬
‫َُِٗـ‪ ،‬صُٕٓ)‪.‬‬
‫الحديث العاشر‪ :‬ما ركاه أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬كا ىف النرب ‪-‬صلرى اهللي‬
‫قاؿ‪ً ً :‬‬
‫يما‪ -‬ككا ىف‬ ‫اؿ لو‪ :‬أبيو عي ىم ٍوًن ‪ -‬ى ٍ‬
‫أحسبيوي فىط ن‬ ‫أخ يػي ىق ي‬
‫راس يخلينقا‪ ،‬ككا ىف يل ه‬ ‫عليو كسلرم‪ٍ -‬‬
‫أح ىس ىن الن ً‬
‫ص ىبلةى كىو ُب‬
‫ضىر ال ر‬‫ب بو‪ .‬فىػ يرّنرا ىح ى‬ ‫و‬
‫إذىا ىجاءى ق ىاؿ‪ :‬يا أبىا عي ىم ًٍن‪ ،‬ما فىػ ىع ىل النػغىٍيػ ير؟ نػيغىهر كا ىف يىػ ٍل ىع ي‬
‫صلي بنىا) (البخارم‪،‬‬ ‫بػيتًنىا‪ ،‬فىػيأٍمر بالبًس ً‬
‫وـ ىخ ٍل ىفوي‪ ،‬فيي ى‬
‫وـ كنػى يق ي‬
‫ض يح‪ٍ ،‬بير يػى يق ي‬ ‫س كيػيٍن ى‬
‫ي‬ ‫ٍن‬
‫ى‬ ‫ك‬ ‫في‬
‫ي‬ ‫و‬
‫ي‬ ‫ت‬
‫ى‬ ‫ٓن‬
‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫الذم‬ ‫اط‬ ‫ىٍ ى ي ي ى‬
‫َُِٗـ‪ ،‬صُُُّ‪ ،‬ح َُِٔ)‪.‬‬
‫ىذا ا‪ٜ‬نديث يوضح كماؿ ا‪ٝ‬نلق النبوم كا‪ٜ‬نكمة ُب التعامل مع الطفل‪ :‬فالنب ‪-‬صلى‬
‫صغًنا ى‪٨‬نرو فيسألو عن طًنه الصغًن‪ ،‬كيناديو‬ ‫طفبل ن‬ ‫اهلل عليو كسلم‪ -‬يَّتؾ ‪٨‬نوـ األمة ليشارؾ ن‬
‫بكنية ليشعره بأنو كبًن كيتحاكر معو كيشاركو ى‪٨‬نرو‪ ،‬بل إف أثر ىذا ا‪ٜ‬نوار ٔنطى ىذا الطفل‬ ‫و‬
‫الصغًن إىل أخيو أنس‪ ،‬فهو عندما ركل ىذا ا‪ٜ‬نديث كقدـ لو قاؿ‪ :‬كاف النب ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫أحس ىن الناس يخلينقا؛ لشدة تأثره ُنسن تعامل رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مع‬ ‫كسلم‪ -‬ى‬
‫أخيو الصغًن‪.‬‬
‫ك‪٣‬نا سبق فإننا نستػقػي الػرؤيػة كالػمنهج من كتاب اهلل تعاىل‪ ،‬كعمليان من سنة رسوؿ اهلل‬
‫‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ ،-‬فالسنة ىي الَّتٗنة العملية لكتاب اهلل تعاىل‪.‬‬

‫ٓ‪ -‬األساس الخامس‪ :‬إعداد المربي‪:‬‬


‫الَّتبويرة‪ ،‬كبقدر علمو كجهده‬‫عتب ا‪ٞ‬نريب ىو العنصر األساسي كاألخطر ُب العملية ر‬ ‫يي ى‬
‫الَّتبية كيبدع ُب‬
‫كصبه على أداء رسالتو يكوف األثر الَّتبوم‪ ،‬فا‪ٞ‬نريب الناجح ىو من يىف ىقو علم ر‬
‫فنوهنا‪.‬‬
‫ك يرل عزب (ََِْـ ) أف ىناؾ آداب ‪٩‬نب أف يتحلى هبا ا‪ٞ‬نريب حّت يستطيع القياـ‬
‫بدكره ُب ٓنقيق أىداؼ الَّتبية كىذه اآلداب ّنثابة عناصر خلقية كنفسية ‪٩‬نب أف يتمتع هبا‬
‫ا‪ٞ‬نريب ُب الطريق الذم ر‪ٚ‬نو لنفسو كعمل بو مع ا‪ٞ‬نَّتبٌن كمع نفسو (صُِٕ)‪.‬‬
‫ك‪٫‬نطٌ الكثًن ‪٣‬نن يعتقدكف أف التعامل مع الطفل كتربيتو من أيسر األمور‪ ،‬فهو على‬
‫العكس من ذلك ‪٪‬نتاج إىل تعلم كمهارة للتعامل مع األطفاؿ؛ لذلك فهناؾ عناصر ال بد من‬

‫ٓٔ‬
‫توافرىا ُب ا‪ٞ‬نريب ليكوف موفرػ نقا بإذف اهلل ُب مهمتو‪ ،‬كىي كما ذكرىا ا‪ٜ‬نازمي (َُِِـ‪ ،‬ص‬
‫صِٗٗ‪:)َّٔ-‬‬
‫ُ‪ -‬إخالص النية هلل تعالى‪ :‬النية من أىم األعماؿ اليت ينبغي أف ‪٪‬نرص عليها ا‪ٞ‬نريب‬
‫ﱡﭐ ﲬ ﲭ ﲮ‬ ‫ك‪٩‬ناىد نفسو فيها؛ ألف أساس قىبوؿ العمل ىو إخبلصو هلل تعاىل‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫عمر‬
‫ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﱠ [البينة‪ ،]ٓ :‬كعن ى‬
‫ب ًن ا‪ٝ‬نطاب رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪ٚ :‬نعت النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬يقوؿ‪( :‬يا أيها ي‬
‫الناس‪،‬‬
‫إ‪٧‬نا األعماؿ بالن ًية‪ ،‬كإ‪٧‬نا لكل امر وئ ما نول‪ ،‬فمن كانت ىجرتو إىل دنيا يصيبها أك امرأةو‬
‫نك يحها‪ ،‬فهجرتو إىل ما ىاجر إليو) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُٓ‪ ،‬حُ)‪.‬‬ ‫ي ً‬
‫ى‬
‫ليضاعف لو الثواب‬
‫ى‬ ‫عمبل إال بنية‪ ،‬حّت إف ا‪ٞ‬نسلم‬
‫قاؿ ابن يىبىًنة ر٘نو اهلل‪" :‬ال يىقبل اهلل ن‬
‫على أكلو كشربو‪ ،‬كقيامو كقعوده‪ ،‬كنومو كيقظتو على حسب نيتو ُب ذلك‪ ،‬كرّنا ى‪٩‬ن ىمع الشيءي‬
‫الواحد ع ٌد ىة كجوه من العبادات بالنية" (ُُْٕق‪ ،‬صُّٔ) فإذا كاف الثواب يتضاعف عند‬
‫إخبلص النية ُب ا‪ٞ‬نأكل كا‪ٞ‬نشرب‪ ،‬فكيف بإخبلص النية ُب تربية الطفل الذم ‪٬‬نثل مستقبل‬
‫األمة كأملها؟!‬

‫ِ‪ -‬العلم‪ :‬كثًن من الناس يستهينوف ب ر‬


‫الَّتبية كبناء اإلنساف‪ ،‬غًن مدركٌن ما تتطلبو ىذه‬
‫الَّتبية اليوـ ليست‬
‫ا‪ٞ‬نهمة من جهد كعناء‪ ،‬كما تفتقر إليو من علوـ كخبات كمهارات‪ ،‬ف ر‬
‫كالسابق‪ ،‬فهي ساب نقا كانت تتم بطريقة عفوية‪ ،‬لكن اليوـ بسبب تعقد ا‪ٜ‬نياة كتغًن األحواؿ‬
‫و‬
‫ُناجة إىل تطوير ا‪ٝ‬نبات كاالرتقاء باألداء‬ ‫الَّتبية‪ ،‬كتعاظم جهد الَّتبويٌن‪ ،‬كأصبحوا‬ ‫تعقدت ر‬
‫الَّتبية‪.‬‬
‫كزيادة العلم ُب ‪٠‬ناؿ ر‬
‫الَّتبية دراسة السنة النبوية ا‪ٞ‬نطهرة‪ ،‬فهي تعد ا‪ٞ‬نصدر الثاين الذم‬
‫كمػن أىػم مػصػادر تػعػلٌػم ر‬
‫تستقي منو الَّتبية اإلسبلمية منهجها الَّتبوم‪ ،‬فمن خبل‪ٟ‬نا نستنبط األساليب الَّتبوية من‬
‫أحاديث النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كمواقفو مع أصحابو كأكالده‪ ،‬فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫كسلم‪ -‬كانت شخصيتو أ‪٧‬نوذجان تربويان كامبلن لئلنساف فقد كاف مربيان عظيمان ذا أسلوب تربوم‬
‫ف ٌذ‪ ،‬يراعي حاجات الطفولة كطبيعتها‪.‬‬

‫ّ‪ -‬التطبيق التربوي الصادق لما تعلم‪ :‬ذكر ا‪ٜ‬نازمي (ُّّْق) أف تعل ىم العلم ال‬
‫جاعبل‬
‫يكفي ليستقيم اإلنساف‪ ،‬فبل بد للمريب من العمل بو حّت يكوف قدكةن صا‪ٜ‬نة لغًنه‪ ،‬ن‬
‫ٔٔ‬
‫ظاىره مواف نقا لباطنو متحلينا باألخبلؽ ا‪ٜ‬نميدة من العفة كالصدؽ كاإلخبلص كاألمانة كحثهم‬
‫مَّتفعا عنها سامينا بأخبلقو أل‪ٚ‬نى‬
‫على فعلها‪ ،‬كمتجنبنا للرذائل ككافة منكرات األخبلؽ‪ ،‬ن‬
‫الدرجات (صَِّ)‪ ،‬فالعلم نعمة من اهلل تعاىل سيحاسب اإلنساف عليها‪ :‬ىل شكرىا؟ كىل‬
‫استخدمها فيما يرضي اهلل تعاىل؟ كذلك سييسأىؿ عن علمو‪ :‬ماذا عمل بو؟ لذلك فعلى ا‪ٞ‬نريب‬
‫أف ‪٪‬نرص على طلب العلم‪ ،‬كأف ‪٩‬نعل سلوكو ىكفٍق ما تعلمو حّت يكوف قدكةن حسنة للمَّتبٌن‪.‬‬

‫ْ‪ -‬تعليمو لغيره‪ :‬ح رذ ىر القرآف الكرمي العلماء من ىكٍتم العلم‪ ،‬فيتبعوف بذلك سنن ىمن‬
‫قبلهم من علماء اليهود كالنصارل الذين كتى ىم بعضهم ما أنزؿ اهلل من البينات‪ ،‬فأصابتهم اللعنة‬
‫تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ‬ ‫من اهلل كالطرد من ر٘نتو‪ ،‬قاؿ‬
‫ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﱠ [البقرة‪.]ُٓٗ :‬‬
‫كىذا ما فهمو الصحايب ا‪ٛ‬نليل أبو ىريرة رضي اهلل عنو من اآلية‪ ،‬فقد ركل البخارم ُب‬
‫اف ُب‬ ‫صحيحو عن أيب ىريرة رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬إ رف النراس يقولو ىف‪ :‬أ ٍكثىػر أبو ىريػرىة‪ ،‬كلىوىال آيػتى ً‬
‫ى ي ي ىٍ ى ٍ ى‬ ‫ى‬
‫ح ًديثنا‪ٍ ،‬بير يىػٍتػليو‪ :‬ﱡﭐ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﱠ [البقرة‪:‬‬ ‫ت ى‬
‫كًتى ً ً‬
‫اب اللرو ما ىح ردثٍ ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًً‬
‫ص ٍف يق‬ ‫ين كا ىف يى ٍشغىلي يه يم ال ر‬ ‫إخ ىوانىػنىا م ىن ا‪ٞ‬نيىهاج ًر ى‬
‫ُٗٓ] إىل قىػ ٍولو‪ :‬ﱡﭐ ﲯ ﱠ [البقرة‪ ،]َُٔ :‬إ رف ٍ‬
‫الع ىم يل ُب ٍأم ىوا‪ٟ‬نًً ٍم‪ ،‬كإ رف أبىا يىىريٍػىرىة كا ىف يىػ ٍلىزيـ‬
‫صا ًر كا ىف يى ٍشغىلي يه يم ى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫باألس ىواؽ‪ ،‬كإ رف ٍ‬
‫إخ ىوانىػنىا م ىن األنٍ ى‬ ‫ٍ‬
‫ًً‬ ‫ً‬ ‫رس ى ً‬
‫ظ ما ال‬ ‫ك‪٪‬ن ىف ي‬
‫ض يرك ىف‪ ،‬ىٍ‬ ‫ض ير ما ال ىٍ‪٪‬ن ي‬ ‫وؿ اللرو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬بشبى ًع بىطٍنو‪ ،‬ىٍ‬
‫ك‪٪‬ن ي‬ ‫ى‬
‫ىٍ‪٪‬ن ىفظيو ىف)‪( .‬البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُِّ‪ ،‬حُُٖ)‪.‬‬
‫فعلى ا‪ٞ‬نريب أف يب يذ ىؿ العلم الذم تعلر ىمو ُب إصبلح الناس كتربية ا‪ٛ‬نيل كتعليمهم؛ ليكوف‬
‫مسا‪٨‬ننا ُب بناء اجملتمع كإصبلحو‪.‬‬
‫الَّتبويرة عملية شاقة كليست بالسهلة؛ لذلك فهي ُناجة إىل‬ ‫ٓ‪ -‬الصبر‪ :‬إف العملية ر‬
‫لحظ ىذه الصفةى ُب تعاملو ىمن حولو‪،‬‬ ‫الصب‪ ،‬كبالتأمل ُب سًنة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬يى ى‬
‫ت ٍأم ًشي مع‬ ‫كخصوصا أثناء تعليمهم كتوجيههم‪ ،‬فعن أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪ ( :‬يكٍن ي‬ ‫ن‬
‫أعىرًايب فى ىجبى ىذ ب ًرىدائًًو‬ ‫ً‬
‫ا‪ٜ‬ناشي ًة‪ٍ ،‬‬
‫فأد ىرىكوي ٍ‬ ‫ظ ً‬ ‫رسوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬كعليو بػيٍرهد ىٍ‪٤‬نرًاين ىغلي ي‬ ‫ً‬
‫ت‬ ‫ص ٍف ىح ًة ىعاتً ًق النب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬كق ٍد أثػرىر ٍ‬ ‫ت إىل ى‬ ‫س‪ :‬فىػنىظىٍر ي‬ ‫قاؿ أنى ه‬
‫يد نة‪ ،‬ى‬ ‫ىجٍب ىذ نة ىش ًد ى‬
‫ت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قاؿ‪ :‬يا ي‪١‬نى رم يد‪ ،‬يم ٍر يل من ىم ًاؿ اللرو الذم عٍن ىد ىؾ‪ .‬فىالٍتىػ ىف ى‬ ‫اشيىةي الرىد ًاء ًمن ًشدرةً ىجٍب ىذتًًو‪ٍ ،‬بير ى‬
‫هبا ح ً‬
‫ى ى‬
‫ك‪ٍ ،‬بير ىأمىر لو ىبعطى واء) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صِْ‪ ،‬حَٖٖٔ)‪ .‬فرغم ًش ٌدة‬ ‫ض ًح ى‬ ‫ً‬
‫إلىٍيو فى ى‬

‫ٕٔ‬
‫كغلظىتًو إال أنو صب عليو لعلمو‬‫األعرايب ُب تعاملو مع رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ً -‬‬
‫َنهلو‪ ،‬كلعلمو بأف الصب سبب ‪ٟ‬نداية ا‪ٞ‬نَّتيب كصبلح لشأنو؛ لذلك فعلى ا‪ٞ‬نريب أف يتحلى هبذه‬
‫الصفة ُب تعاملو مع ا‪ٞ‬نَّتيب كُب تعليمو‪ ،‬فبصبه يناؿ الثواب كالرفعة ُب الدرجات‪ ،‬كُب صبلح‬
‫ا‪ٞ‬نَّتيب صبلح لؤلمة‪.‬‬
‫ك‪٣‬نا سبق تتأكد أ‪٨‬نية ا‪ٞ‬نريب ُب العملية الَّتبوية فهو العنصر األساسي فيها ك‪٩‬نب أف‬
‫تتوفر فيو عدة عناصر من أ‪٨‬نها إخبلص النية هلل تعاىل كالتطبيق الَّتبوم الصادؽ ‪ٞ‬نا تعلمو‬
‫كتعليمو لغًنه كالصب‪.‬‬
‫لقد استعرضت الباحثة ُب ىذا الفصل ‪ٙ‬نس أسس للَّتبية النفسية للطفل كىي فهم‬
‫طبيعة الطفل كالغاية الكبل من الَّتبية‪ ،‬كاألىداؼ التفصيلية‪ ،‬كالرؤية كا‪ٞ‬ننهج‪ ،‬كإعداد ا‪ٞ‬نريب‬
‫كىذه األسس أكد عليو كذكرىا (أبو السعد َُِٗ)‪.‬‬

‫ٖٔ‬
‫الفصل الرابع‬

‫جوانب التربية النفسية للطفل في السنة النبوية‬


‫ا‪ٞ‬نبحث األكؿ‪ :‬جانب الدكافع السلوكية‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نبحث الثاين‪ :‬جانب االنفعاالت‪.‬‬
‫الَّتبية العقلية للطفل‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نبحث الثالث‪ :‬جانب ر‬
‫جوانب التربية النفسية للطفل في السنة النبوية‪.‬‬
‫من خبلؿ ىذا الفصل ستجيب الباحثة عن السؤاؿ الرابع من أسئلة الدراسة‪ ،‬كىو‪ :‬ما‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة؟ كستتناكؿ الباحثة ىذه ا‪ٛ‬نوانب ُب ثبلثة‬
‫جوانب ر‬
‫مباحث‪ ،‬كىي‪:‬‬
‫‪ -‬ا‪ٞ‬نبحث األكؿ‪ :‬جانب الدكافع السلوكية‪.‬‬
‫‪ -‬ا‪ٞ‬نبحث الثاين‪ :‬جانب االنفعاالت‪.‬‬
‫‪ -‬ا‪ٞ‬نبحث الثالث‪ :‬جانب العمليات العقلية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬جوانب الدوافع السلوكية‪.‬‬


‫فػي بػدايػة ىػذا الػمبػحػث كقبػل أف نػتناكؿ جوانب الدكافع السلوكية للطفل كتعامل النب‬
‫اصطبلحا‪.‬‬
‫ن‬ ‫‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬معها‪ ،‬سنتناكؿ معىن الدكافع لغةن ك‬
‫فمعنى الدوافع في اللغة كما ذكره الفيومي‪ :‬فإف معىن دفعتو‪٥ :‬نىرٍيتيو فاندفع‪ ،‬كدفعت‬
‫ت‬
‫كدفىػ ٍع ي‬
‫بعضا‪ ،‬ى‬
‫بعضهم ن‬
‫القوـ؛ أم‪ :‬دفى ىع ي‬
‫ت‪ ،‬كتدافى ىع ي‬‫حاج ٍج ي‬
‫عنو األذل كدافعت عنو‪ ،‬مثل‪ :‬ى‬
‫عت الوديعة إىل صاحبها؛ أم‪ :‬ىرىد ٍد يهتا إليو (َُِٔـ‪،‬‬ ‫كدفى ي‬
‫القوؿ؛ أم‪ :‬ىرىد ٍدتيو با‪ٜ‬ني ٌجة‪ ،‬ى‬
‫ى‬
‫صُٔٗ)‪.‬‬
‫كيقوؿ أبو ا‪ٜ‬نسٌن‪ :‬إف "الداؿ كالفاء كالعٌن أصل كاحد مشهور يدؿ على تنحية الشيء‪،‬‬
‫دفعا (ُّٗٗ‪ ،‬صِٖٖ)‪.‬‬ ‫يقاؿ‪ :‬دفعت الشيء أدفىػعيو ن‬
‫ستخدـ و‬
‫ّنعاف أمشل كأكسع من ا‪ٞ‬نعىن‬ ‫كيرل فهمي أف كلمة "الدافع" ُب ا‪ٜ‬نياة ا‪ٛ‬نارية تي ى‬
‫السيكولوجي ا‪ٝ‬ناص‪ ،‬فتشمل بذلك ا‪ٜ‬ناجات كا‪ٜ‬نوافز كا‪ٞ‬نثًنات كالبواعث كاالنفعاالت‬
‫(ُٓٓٗ‪ ،‬صّْ)‪.‬‬
‫بلحظ أف معىن الدكافع ُب اللغة يدكر حوؿ معىن التحريك أك الدفع‪.‬‬ ‫كا‪ٞ‬ن ى‬
‫أما المعنى االصطالحي للدافع‪ :‬فًنل ‪١‬نمد كمرسي أف الدافع مفهوـ افَّتاضي يدؿ‬
‫ا‪ٞ‬نلحة الناْنة عن نقص فسيولوجي أك نفسي (حاجة)‪ ،‬كتدفع الكائن إىل‬
‫على حالة من اإلثارة ٌ‬

‫َٕ‬
‫النشاط كبذؿ ا‪ٛ‬نهد حّت يسد النقص (ييشبًع ا‪ٜ‬ناجة) فينخفض التوتر كيعود االتزاف الداخلي‬
‫(ََِٔـ‪ ،‬صٖٔ)‪.‬‬
‫كييعرؼ صاحل الدكافع بأهنا ىي‪" :‬ا‪ٜ‬ناجة األكلية الناشئة من داخل الكائن ا‪ٜ‬ني‪ ،‬كاليت‬
‫تدفعو إىل النشاط‪ ،‬كإذا يكًجدت ىذه ا‪ٜ‬ناجة فإهنا تسبب حالة توتر نفسي ُب الكائن ا‪ٜ‬ني‪،‬‬
‫رفسي اليت‬
‫كيظل الكائن ا‪ٜ‬ني ُب حالة نشاط حّت تشبع ىذه ا‪ٜ‬ناجة كتزكؿ حالة التوتر الن ٌ‬
‫سببتها" (ُِٕٗ‪ ،‬صِّٔ)‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نبلحظ أف ا‪ٞ‬نعىن االصطبلحي للدكافع يتوافق مع ا‪ٞ‬نعىن اللغوم‪ ،‬فهو يدؿ على ا‪ٜ‬نركة‬‫ك ى‬
‫لحظ أف الدكافع تقوـ بعمل إما تنشيطي‪ ،‬فتحرؾ‬ ‫ً‬
‫أك الدفع نتيجة كجود حاجة مل ٌحة؛ لذلك نى ى‬
‫السلوؾ كتدفعو إىل العمل كالبذؿ بعد الفتور‪ ،‬أك توجيهي فهي يٓندد ا‪ٟ‬ندؼ كتوجو النشاط‬
‫إلشباع ا‪ٜ‬ناجة‪.‬‬
‫كذكر ‪١‬نمد كمرسي (ََِٔـ) أف الدكافع تنقسم إىل قسمٌن‪ :‬فمنها ما ىو عضوم‪،‬‬
‫كمنها ما ىو غًن عضوم‪ ،‬كٗنيعها متداخلة فيما بينها‪ ،‬فإشباع الدكافع العضوية يؤثر على‬
‫إشباع الدكافع غًن العضوية‪ ،‬كا‪ٜ‬نرماف الذم قد يصيب الدكافع غًن العضوية يسيء إىل إشباع‬
‫الدكافع العضوية (صٗٔ)‪.‬‬
‫الفرد‬
‫كقسمها عبد ا‪ٝ‬نالق (َََِـ) إىل دكافع أكلية‪ ،‬كىي‪ :‬عبارة عن استعداد يولىد ي‬
‫مزكندا بو‪ ،‬كتسمى‪ :‬فطرية أك بيولوجية‪ .‬كدكافع ثانوية‪ ،‬كىي‪ :‬اليت تنشأ نتيجة تفاعل الفرد مع‬‫ر‬
‫البيئة كالظركؼ االجتماعية ا‪ٞ‬نختلفة اليت يعيش فيها (صّّٗ)‪.‬‬
‫كسنتناكؿ ُب ىذا ا‪ٞ‬نبحث أىم الدكافع الثانوية عند الطفل‪ ،‬كمنهج السنرة النربويرة ُب‬
‫التعامل معها‪ ،‬كىي كالتايل‪:‬‬
‫ُ‪ -‬دافع األمن عند الطفل ومنهج النبي ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬في التعامل معو‪:‬‬
‫‪٪‬نتاج الطفل إىل الشعور باألمن كالطمأنينة ُب ٗناعتو اليت ينتمي إليها‪ ،‬سواء أسرتو أك‬
‫مدرستو أك ‪٠‬نتمعو‪ ،‬كىي حاجة ماسة كلما افتقدىا الطفل قد تظهر عليو بعض العبلمات‬
‫الدي ًن‪ ،‬أك ي‬
‫بد ٍمية ك‪٥‬نوىا‪ ،‬أك قد تسبب انطواءىه على‬ ‫السلبية كالقلق كا‪ٝ‬نوؼ أك التعلق بأحد الو ى‬
‫ذاتو كىركبو من مواجهة الواقع‪ ،‬كيؤكد ذلك ما ذكره شيفر كملماف (ََِٔـ) أف من أىم‬
‫أسباب القلق عند الطفل ىو افتقاره لؤلمن‪ ،‬كىو السبب الرئيس لو‪ٍ ،‬ب ذكر عدة أسباب أخرل‬

‫ُٕ‬
‫من أبرزىا اإل‪٨‬ناؿ من قبل الوالدين‪ ،‬إما بقلة ا‪ٜ‬نب ا‪ٞ‬نوجو للطفل‪ ،‬أك قد يكوف بسبب‬
‫انفصا‪ٟ‬نما أك كثرة النزاعات بينهما‪ ،‬كذلك كثرة النقد ا‪ٞ‬نو رجو للطفل‪ ،‬أك قلة ا‪ٜ‬ندكد كالضوابط‬
‫الدي ًن ُب عدـ القياـ بواجب بياف ا‪ٜ‬ندكد كالقوانٌن‪ ،‬كالبلئق كغًن البلئق من‬ ‫كتساىل الو ى‬
‫السلوكيات‪ ،‬فينتج عن ذلك فً ٍقداف األمن كالطمأنينة (صٖٓ)‪.‬‬
‫الَّتبويرة لتحقيق األمن كالطمأنينة لدل‬ ‫كيرل أبو السعد (َُِٓـ) أف من أىم الوسائل ر‬
‫الطفل‪ :‬أسلوب الرفق كاللٌن‪ ،‬كْننب الشدة كالقسوة ككثرة احملاسبة‪ ،‬فالرفق كاللٌن يبين لدل‬
‫الطفل الثقة كاالطمئناف‪ ،‬بينما القسوة كالشدة قد تصيبو باضطرابات سلوكية كا‪ٝ‬نوؼ كا‪ٝ‬نجل‬
‫أيضا من أساليب ٓنقيق األمن للطفل‪ :‬البحث ا‪ٞ‬نستمر‬ ‫ً‬
‫كف ٍقداف الثقة بالنفس كالتبوؿ البلإرادم‪ ،‬ن‬
‫عن كسائل إلدخاؿ البهجة كالسركر عليو كال يقٍبلة كا‪ٞ‬نداعبة كالسبلـ كاالبتسامة أك ا‪ٟ‬ندايا ا‪ٞ‬نادية‪.‬‬
‫أيضا من الوسائل‪ :‬االىتماـ ا‪ٞ‬نستمر بالط ٍفل كتىفق يده الدائم‪ ،‬كمتابعة أخباره كمشاركتو‬ ‫ن‬
‫الدي ًن كاليت من أكثرىا أف كالديو ال‬ ‫أفراحو‪ ،‬كذلك إزالة كل ا‪ٟ‬نواجس لدل الطفل عن الو ى‬
‫يعدالف ُب تعاملهما مع األبناء‪ ،‬ليس ُب األمور ا‪ٞ‬نادية فقط‪ ،‬بل حّت ُب ا‪ٞ‬نعنوية (صِّ)‪،‬‬
‫كبالنظر ُب سًنة ا‪ٜ‬نبيب ‪١‬نمد ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪٤ -‬ند حسن تعاملو مع الطفل كحرصو‬
‫على كل ما ييشعًره باألمن كاالطمئناف‪ ،‬كمن األحاديث الدالة على ذلك‪:‬‬
‫سوؿ ً‬ ‫ت مع ر ً‬
‫اهلل‬ ‫صلرٍي ي ى‬ ‫ال ح دي ث األول‪ :‬مػا ركاه جػابػر بػن ى‪ٚ‬ن ػيرة رضػي اهلل عػنػو‪ ،‬قاؿ‪ ( :‬ى‬
‫ًً‬
‫استىػ ٍقبىػلىوي ًكلٍ ىدا هف‪ ،‬فى ىج ىع ىل‬
‫ت معوي‪ ،‬فى ٍ‬
‫يكىل‪ٍ ،‬بير ىخىر ىج إىل أ ٍىىلو ىك ىخىر ٍج ي‬ ‫‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬ى‬
‫ص ىبلةى األ ى‬
‫ت لًيى ًدهً بىػ ٍرندا‪ ،‬أ ٍىك‬ ‫قاؿ‪ :‬ىكأىرما أىنىا فى ىم ىس ىح ىخدم‪ ،‬ى‬
‫قاؿ‪ :‬فىػ ىو ىج ٍد ي‬
‫اح ندا ك ً‬
‫اح ندا‪ ،‬ى‬ ‫‪٬‬نىٍسح خدرم أ ً ً ً‬
‫ىحدى ٍم ىك ى‬ ‫ىي ى ٍ ى‬
‫ىخىر ىج ىها ًمن يج ٍؤنىًة ىعطرا ور) (مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صَْٖ‪ ،‬حِِٓٓ)‪ ،‬كركل مسلم‬ ‫ًر‪٪‬ننا ىكأر‪٧‬نا أ ٍ‬
‫(َُِٗـ) فا‪ٜ‬نديث يدؿ على حرص رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬على السبلـ على‬
‫الصغار‪.‬‬
‫الحديث الثاني‪ :‬عن أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪( :‬أف رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫كسلم‪ -‬مر على ًغ و‬
‫لماف فسلرم عليهم) (صُْٖ‪ ،‬ح َِْٓ)‪ .‬فقد ذكر النوكم ر٘نو اهلل ُب‬
‫كبذؿ‬
‫الندب إىل التواضع‪ ،‬ى‬
‫شرحو أف ُب ىذا ا‪ٜ‬نديث بيا ىف استحباب السبلـ على الصبياف‪ ،‬ك ى‬
‫السبلـ للناس كلهم‪ ،‬كبيا ىف تواضعو ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ككماؿ شفقتو على العا‪ٞ‬نٌن‬
‫(ُّٖٗق‪ ،‬صُْٖ)‪.‬‬

‫ِٕ‬
‫الحديث الثالث‪ :‬عن أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪( :‬أنو مر على صبياف فسلم عليهم‪،‬‬
‫كقاؿ‪ :‬كاف النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬يفعلو) (البخارم‪ َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُُِّ‪ ،‬ح‬
‫ِْٓٔ)‪ .‬كىذا يدؿ على أف النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كاف من عادتو السبلـ على‬
‫الصبياف‪ ،‬كىذا ‪٣‬نا ييسعًد الطفل كييب ًهجو كييشعًر باألمن كاالطمئناف‪.‬‬
‫عددا من فوائد السبلـ على الصبياف‪ ،‬منها‪ :‬اتباع سنة‬ ‫كقد ذكر ابن عثيمٌن ر٘نو اهلل ن‬
‫أيضا ‪٩‬نلب‬ ‫النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ ،-‬كالتواضع‪ ،‬كتعويد الصبياف على ‪١‬ناسن األخبلؽ‪ ،‬ك ن‬
‫أبدا؛ ألف‬ ‫ا‪ٞ‬نودة للصب؛ يعين‪ :‬أف الصب ‪٪‬نب الذم يسلم عليو كيفرح لذلك‪ ،‬كرّنا ال ينساه ن‬
‫الصب ال ينسى من مر بو (ُُْٗق‪ ،‬صِٕ)‪.‬‬
‫ً‬
‫ت‬‫الحديث الرابع‪ :‬عن النعماف بن بشًن رضي اهلل عنو قاؿ‪( :‬أ ٍىعطى ًاين ًأيب ىعطيرةن‪ ،‬فىقالى ٍ‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬‬‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬فأتىى ىر ى‬ ‫حّت تي ٍش ًه ىد ىر ى‬
‫ضى ر‬ ‫احةى‪ :‬ال ٍأر ى‬
‫ت ىرىك ى‬
‫ىع ٍمىرةي بٍن ي‬
‫فأمىرتًٍين أ ٍف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صلرى اهللي عليو كسلرم‪ ،-‬فى ى‬
‫احةى ىعطيرةن‪ ،‬ى‬ ‫ت ابًٍين من ىع ٍمىرىة بٍنت ىرىك ى‬ ‫أعطىٍي ي‬
‫قاؿ‪ :‬إين ٍ‬
‫قاؿ‪ :‬فىاترػ يقوا اللروى ك ٍاع ًدليوا‬
‫قاؿ‪ :‬ىال‪ ،‬ى‬ ‫ت ىسائًىر كلى ًد ىؾ ًمثٍ ىل ىذا؟ ى‬‫أعطىٍي ى‬
‫قاؿ‪ٍ :‬‬ ‫سوؿ اللر ًو‪ ،‬ى‬
‫أي ٍش ًه ىد ىؾ يا ىر ى‬
‫طيرتىوي) (البخارم‪ َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صِٗٓ‪ ،‬حَِْٔ)‪.‬‬ ‫قاؿ‪ :‬فىػرجع فىػررد ع ً‬ ‫ً‬
‫بٌن ٍأكىالد يك ٍم! ى ى ى ى ى ى‬ ‫ٍى‬
‫لحظ ُب ىذا ا‪ٜ‬نديث ًحرص النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬على إزالة كل ما يزعزع‬ ‫نى ى‬
‫الد ًيو معو‪ ،‬فقد ذكر النوكم (ُّٖٗق) ُب‬ ‫شعور الطفل بعدـ األمن؛ كشعوره بعدـ عدؿ ك ى‬
‫ب لكل كاحد منهم مثل‬ ‫م بٌن األكالد ُب ا‪ٟ‬نبة‪ ،‬كيىػ ىه ى‬ ‫شرحو ‪ٟ‬نذا ا‪ٜ‬نديث‪ :‬أنو ينبغي أف يسو ى‬
‫اآلخر كال يفضل‪ ،‬كيسوم بٌن الذكر كاألنثى (صٔٔ)‪.‬‬
‫الحديث الخامس‪ :‬عن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫يق يً‪٪‬نب الرفٍق‪ ،‬كيػ ٍع ًطي علىى الرٍف ًق ما ال يػ ٍع ًطي علىى العٍن ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ف‪ ،‬كما‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ى ي‬ ‫كسلم‪( :-‬يا عائ ىشةي‪ ،‬إ رف اللروى ىرف ه‬
‫ال يػي ٍع ًطي علىى ما ًسواهي) (مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صِْْ‪ ،‬ح ِّٗٓ)‪ ،‬فهذا ا‪ٜ‬نديث يدؿ على‬
‫حرص النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬على ما يعزز شعور الطفل باألمن كمن ذلك التعامل معو‬
‫برفق كلٌن؛ ألف الرفق ‪٪‬نقق ‪ٟ‬نم اطمئنانا نفسيًّا؛ ألنو التعبًن ا‪ٜ‬نقيقي كاألمثل عن ‪١‬نبة الوالدين‬
‫‪ٟ‬نم‪.‬‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو‬ ‫الحديث السادس‪ :‬عن أيب ىريرة رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬قىػبر ىل ىر ي‬
‫يمي ىجالً نسا‪ ،‬فىػ ىق ىاؿ األقٍػىرعي‪ :‬إ رف يل ىع ىشىرنة‬
‫رم ً‬
‫س الت ً‬
‫بن ىحابً و‬ ‫ً ً‬
‫بن ىعلي كعٍن ىدهي األقٍػىرعي ي‬ ‫كسلرم‪ -‬ا‪ٜ‬نى ىس ىن ى‬

‫ّٕ‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ٍ -‬بير قى ىاؿ‪ :‬ىمن ال‬
‫أح ندا! فىػنىظىىر إلىٍي ًو ىر ي‬ ‫ًمن ً‬
‫منهم ى‬
‫ت ٍ‬ ‫الولىد ما قىػبرػ ٍل ي‬
‫ى ى‬
‫يىػ ٍر ىح يم ال يػيٍر ىح يم) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُِٕٓ‪ ،‬ح ََّٔ)‪ ،‬فهذا ا‪ٜ‬نديث يدؿ على أف‬
‫بعيدا عن القسوة كالشدة‪ ،‬ككاف يرحم الصغار‬ ‫النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ُ -‬ب تعاملو كاف ن‬
‫كييقبلهم‪.‬‬
‫فقد ذكر ابن عثيمٌن ر٘نو اهلل ُب شرحو ‪ٟ‬نذا ا‪ٜ‬نديث (ُُْٗق) أنو ينبغي لئلنساف أف‬
‫يستعمل الر٘نة ُب معاملة الصغار ك‪٥‬نوىم‪ ،‬كينبغي لئلنساف أف ييقبل أبناءه؛ ر٘نةن هبم كاقتداء‬
‫برسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ ،-‬أما ما يفعلو بعض الناس من ا‪ٛ‬نفاء كالغلظة بالنسبة‬
‫للصبياف‪ ،‬فتجده ال ‪٬‬نكن صبيرو من حضور ‪٠‬نلسو‪ ،‬أك ال ‪٬‬نكن صبيو من أف يطلب شيئنا‪ ،‬كإذا‬
‫رآه عند الرجاؿ انتهره‪ ،‬فهذا خبلؼ السنة كالر٘نة (صَّٖ) كما أف عدـ تقبيل الطفل أك‬
‫عدـ ضمو كا‪ٞ‬نسح على رأسو يزعزع شعوره باألمن‪ ،‬كيفقده الثقة بنفسو‪ ،‬كيصيبو باالضطرابات‬
‫النرفسيرة‪ ،‬إضافةن إىل كونو أسلوبنا يىلجأ إليو من ال يستطيع توجيو أبنائو با‪ٜ‬نسىن‪.‬‬

‫ِ‪ -‬دافع التقدير من اآلخرين عند الطفل ومنهج النبي ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬في‬
‫التعامل معو‪:‬‬
‫تعود ىذه ا‪ٜ‬ناجة إىل رغبة األطفاؿ ُب أف يىع ًَّتؼ هبم الكبار كيعاملوىم كأفراد ‪ٟ‬نم‬
‫نصت ‪ٜ‬نديثهم‪ ،‬كترل سلول (ىوساكم‪َُِِ ،‬ـ) أف‬ ‫أ‪٨‬نيتهم‪ ،‬فيتم مدحهم على ‪٤‬ناحهم‪ ،‬كيي ى‬
‫الكثًن يعتقد أف صغر سن الطفل كقلة خبتو مبر للتعامل معو بدكنية كعدـ احَّتاـ رغم شدة‬
‫حاجتو ‪ٟ‬نذا التقدير كاالحَّتاـ‪ ،‬ك‪٣‬نا يساعد على التعامل مع الطفل باحَّتاـ كتقدير‪ :‬استخداـ‬
‫ٗنلة "لو ‪ٚ‬نحت" أك "من فضلك" عند طلب شيء من الطفل‪ ،‬كشكره عند تلبية الطلب‪،‬‬
‫أيضا النظر إىل الطفل عند ‪٢‬ناطبتو كعدـ مقاطعتو أثناء حديثو‪ ،‬كتىقبل مبلحظاتو كشكره‬ ‫ن‬
‫عليها‪ ،‬كىذا يشجعو على مراقبة نفسو كالفخر بسلوكو الصحيح (صصّْ‪.)ْْ-‬‬
‫كا‪ٞ‬نتأمل ُب سًنة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪٩ -‬ند التقدير الكبًن لشخصية الطفل ُب‬
‫مواضع كثًنة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ال ح دي ث األول‪ :‬مػا ركاه سػهػل بػن سػعػد الػسػاعػدم رضػي اهلل عػنػو‪ ،‬قػاؿ‪( :‬أيتػً ىي الػنػبػي‬
‫اخ عن يى ىسا ًرهً‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً ًً‬
‫ىصغىير ال ىق ٍوـ‪ ،‬ىكاأل ٍشيى ي‬
‫ب منو‪ ،‬ىك ىع ٍن ى‪٬‬نينو غي ىبل هـ أ ٍ‬ ‫‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬ب ىق ىد وح‪ ،‬فى ىش ًر ى‬
‫قاؿ‪ :‬ما يكٍنت ًأليكثًر ب ىف ٍ ً‬
‫سوؿ‬
‫ىح ندا يا ىر ى‬ ‫كأى‬ ‫ضلي ًمٍن ى‬ ‫ي ى‬ ‫اخ؟ ى‬ ‫ً‬
‫قاؿ‪ :‬يا غي ىبل يـ‪ ،‬أىتىأٍ ىذ يف يل أى ٍف أ ٍيعطيىوي األ ٍشيى ى‬
‫فى ى‬

‫ْٕ‬
‫فأعطىاهي إيراهي) (البخارم َُِٗـ‪ ،‬صْْٕ‪ ،‬ح ُِّٓ)‪ .‬فاستئذاف النب ‪-‬صلى اهلل‬ ‫اللر ًو‪ٍ .‬‬
‫عليو كسلم‪ -‬من صب صغًن ُنضرة أشياخ كبار ييشعًر ىذا الطفل بالتقدير‪ ،‬كأنو كغًنه من‬
‫الكبار‪ ،‬فيزداد تقدير الطفل لذاتو فتقول شخصيتو كتنمو مواىبو كيي ىبعث فيو االعتماد على‬
‫النفس‪ُ ،‬ب حٌن أف التعامل معو باستخفاؼ كالتقليل من مكانتو يؤدم إىل العي ىقد كاالضطرابات‬
‫النرفسيرة‪ ،‬كالشعور با‪ٝ‬نوؼ كالقلق‪.‬‬
‫الحديث الثاني‪ :‬عن أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪( :‬أنرو مر علىى ًصب و‬
‫ياف فى ىسلر ىم ىعلىٍي ًه ٍم‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ي ى‬
‫كقى ىاؿ‪ :‬ىكا ىف النرًب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬يىػ ٍف ىعليوي) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُُِّ‪ ،‬ح‬
‫ِْٓٔ) يظهر ُب ىذا ا‪ٜ‬نديث مدل تقدير النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬لشخصية الطفل‬
‫كذلك من خبلؿ سبلمو عليهم‪.‬‬
‫فقد ذكر ابن عثيمٌن ر٘نو اهلل (ُُْٗق) أف الصبياف تعين‪ :‬صغار السن من سن‬
‫التمييز إىل سن الثانية عشرة‪ ،‬كقد جرت عادة الكثًن من الناس أٌال ييسلم على الصبياف‬
‫استخفافنا هبم‪ ،‬كىذا خبلؼ ىى ٍدم النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪( -‬صِٔ) فالسبلـ على‬
‫صغار السن يفرحهم كييشعًرىم بالتقدير كاالحَّتاـ‪ ،‬كيعطيهم الدفعة ا‪ٞ‬نعنوية ليتعودكا على ‪١‬نادثة‬
‫الكبار كاألخذ كالعطاء معهم‪ ،‬كىذا من حكمتو ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪.-‬‬
‫النب ‪-‬صلرى اهللي عليو‬ ‫الحديث الثالث‪ :‬ما ركاه عبد اهلل بن ىاشم ىككا ىف ق ٍد ٍأد ىرىؾ ر‬
‫كسلرم‪ -‬ك ىذىبت بو أيمو زيػنىب بٍنت ي٘ني ود إىل ر ً ً‬
‫ت‪( :‬يا‬ ‫سوؿ اللرو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬فىػ ىقالى ٍ‬ ‫ى‬ ‫ي ىٍ ي ي ىٍ‬ ‫ىى ٍ‬
‫سوؿ اللر ًو‪ ،‬بايًعو‪ ،‬فىػ ىق ىاؿ النب ‪-‬صلرى اهلل عليو كسلرم‪ :-‬ىو ً‬
‫صغًنه‪ ،‬فى ىم ىس ىح ىرأٍ ىسوي‪ ،‬ى‬
‫كد ىعا لو‪،‬‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى ٍي‬ ‫ىر ى‬
‫ٗني ًع ٍأىلً ًو) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُُٔٓ‪ ،‬ح َِٕٕ)‪.‬‬ ‫اح ىدةً عن ىً‬
‫ككا ىف يضحي بالشراةً الو ً‬
‫ى‬ ‫يى‬
‫فقد ذكر العسقبلين (َُِٗـ) أف ىذا ا‪ٜ‬نديث فيو داللة على عدـ انعقاد بيعة الصغًن‬
‫(صِٖٓ)‪ ،‬كرغم عدـ انعقاد ىذه البيعة إال أف النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬احَّتـ شخصية‬
‫ىذا الطفل كمنحو التقدير‪ ،‬فمسح على رأسو كدعا لو‪.‬‬
‫كىذا يؤكد أ‪٨‬نية التواصل البدين كتأثًنه الكبًن على الطفل الصغًن ‪ ،‬فالتواصل ا‪ٛ‬نسدم‬
‫‪٬‬ننحو الشعور بالعطف كالتقدير ‪ ،‬كيشعره باحملبة كاالحَّتاـ ‪.‬‬
‫الحديث الرابع‪ :‬عن عبد اهلل بن عباس رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬كا ىف عي ىم ير يي ٍد ًخليًين مع‬
‫قاؿ‪ً :‬ملى تي ٍد ًخ يل ىذا معنىا كلىنىا أبٍػنىاءه ًمثٍػليوي؟! فى ى‬
‫قاؿ‬ ‫كج ىد ُب نىػ ٍف ًس ًو‪ ،‬فى ى‬ ‫اخ بى ٍد ور‪ ،‬فى ىكأ رف بىػ ٍع ى‬
‫ض يه ٍم ى‬ ‫أ ٍشيى ً‬

‫ٕٓ‬
‫ئذ رإال‬ ‫عمر‪ :‬إنرو من ق ٍد علًمتم‪ ،‬فى ىدعاه ذىات ي ووـ فأدخلىو معهم‪ ،‬فىما رئًيت أنرو دع ًاين يوم و‬
‫ىى ى ى‬ ‫ي ي‬ ‫ى ٍيٍ ى ي ى ى ٍ ى ي ي ٍ‬ ‫ى‬ ‫ي ىي‬
‫قاؿ‪ :‬ما تىػ يقولو ىف ُب قىػ ٍوًؿ اللر ًو تىػ ىع ىاىل‪ :‬ﱡﭐ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱠ [النصر‪]ُ :‬؟‬ ‫لًيًًنيىػ يه ٍم‪ ،‬ى‬
‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ض يه ٍم فىػلى ٍم يىػ يق ٍل‬
‫ت بىػ ٍع ي‬
‫كس ىك ى‬ ‫ض يه ٍم‪ :‬أيم ٍرنىا أ ٍف ىٍ‪٥‬ن ىم ىد اللروى كنى ٍستىػ ٍغفىرهي إ ىذا نيص ٍرنىا كفيت ىح ىعلىٍيػنىا‪ .‬ى‬
‫قاؿ بىػ ٍع ي‬
‫فى ى‬
‫أج يل‬‫لت‪ :‬ىو ى‬ ‫وؿ؟ قي ي‬ ‫قاؿ‪ :‬فىما تىػ يق ي‬‫لت‪ :‬ىال‪ ،‬ى‬ ‫اس؟ فىػ يق ي‬ ‫وؿ يا ابٍ ىن ىعبر و‬ ‫قاؿ ًيل‪ :‬أ ىك ىذ ىاؾ تىػ يق ي‬ ‫شيئنا‪ ،‬فى ى‬
‫قاؿ‪ :‬ﱡﭐ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱠ ‪،‬‬ ‫أعلى ىموي لو‪ ،‬ى‬ ‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ٍ -‬‬ ‫ر ً‬
‫ى‬
‫قاؿ‬
‫ك‪ ،‬ﱡﭐﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱳ ﱴﱵ ﱶ ﱷ ﱠ [النصر‪ ،]ّ :‬فى ى‬ ‫ً‬
‫أجل ى‬‫كذلك ىع ىبل ىمةي ى‬‫ى‬
‫وؿ) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صَُٓ‪ ،‬حَْٕٗ)‪.‬‬ ‫أعلى يم منها رإال ما تىػ يق ي‬ ‫عي ىم ير‪ :‬ما ٍ‬
‫ذكر ابن عثيمٌن ر٘نو اهلل (ُُْٗق) أف عمر كاف ييدخل عبد اهلل بن عباس ككاف صغًن‬
‫السن بالنسبة ألشياخ بدر‪ ،‬ك‪ٟ‬نم أبناء مثلو كال يدخلهم‪ ،‬كأراد عمر من ذلك أف ييريىهم مكانة‬
‫عبد اهلل بن عباس رضي اهلل عنو كما لديو من العلم كالذكاء كالفطنة‪ ،‬كبعد إجابتو على سؤاؿ‬
‫ٗنيعا (صصُُٓ‪ ،)ُِٓ-‬كىذا‬ ‫عمر ظهر بذلك فضل عبد اهلل بن عباس رضي اهلل عنهما ن‬
‫ا‪ٜ‬نديث يدؿ على تقدير عمر رضي اهلل عنو البن عباس رغم صغر سنو؛ ‪ٞ‬نا رأل منو من ‪٤‬نابة‬
‫كذكاء‪.‬‬
‫إيل النب ‪-‬صلرى اهللي عليو‬ ‫الحديث الخامس‪ :‬عن أنس رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬أ ى‬
‫ىسر ىر‬
‫أخبىػ ٍرتيػ ىها ًبو) (البخارم‪،‬‬ ‫أح ندا بىػ ٍع ىدهي‪ ،‬كل ىق ٍد ىسأىلىٍت ًين أيـ يسلىٍي وم فىما ٍ‬ ‫ت بو ى‬
‫ً‬
‫كسلرم‪ -‬سًّرا‪ ،‬فىما ٍ‬
‫أخبىػ ٍر ي‬
‫َُِٗـ‪ ،‬صَُّّ‪ ،‬ح ِٖٗٔ) يتضح من ىذا ا‪ٜ‬نديث أف النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪-‬‬
‫أحدا‪ ،‬فلم ‪٫‬نب‬ ‫كاف يكلف أنس بن مالك رضي اهلل عنو كىو صغًن ّنهاـ كيوصيو ٌأال ‪٫‬نب هبا ن‬
‫أسر‬ ‫ً‬
‫أنس بذلك حّت أقرب الناس إليو‪ ،‬فرغم صغىر سنو إال أف النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ى‬
‫إليو‪ ،‬كمنحو الثقة كالتقدير‪ ،‬كىذا ‪٣‬نا يعزز قوة الشرخصيرة عنده‪ ،‬كيؤكد ذلك أف أنس رضي اهلل‬
‫أحدا رغم سؤاؿ أـ سليم لو‪ ،‬كىذا نتيجة ما‬ ‫بسر النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ن‬ ‫عنو مل ‪٫‬نب ً‬
‫يمنح من ثقة كتقدير‪.‬‬

‫ّ‪ -‬دافع التوحيد عند الطفل ومنهج النبي ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬في التعامل معو‪:‬‬
‫كبًنا ُب تشكيل عبلقة بٌن الطفل كخالقو مع عدـ كجوده أمامو؛ ألف‬
‫يواجو ا‪ٞ‬نريب ٓندينا ن‬
‫من ا‪ٞ‬نعركؼ أف ‪٧‬نو الطفل العقلي يبدأ باحملسوسات؛ لذلك فعلى ا‪ٞ‬نريب أف يربط الطفل ّنا ىو‬
‫مثبل نذكره أهنا من اهلل تعاىل‬
‫‪١‬نسوس لتقريب فكرة كجود اهلل تعاىل بالنسبة لو‪ ،‬فإذا أكل ن‬
‫ٕٔ‬
‫كىكذا‪ ،‬كبالنظر لسنة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪٤ -‬ند اىتمامو هبذه ا‪ٜ‬ناجة عند األطفاؿ‪،‬‬
‫كحرصو على إشباعها بطريقة ىسويٌة حّت ال يشوهبا ا‪ٞ‬نعتقدات ا‪ٝ‬ناطئة‪ ،‬كمن األحاديث الدالة‬
‫على ذلك‪:‬‬
‫الحديث األول‪ :‬كرد ُب صحيح البخارم‪ ،‬أف أبا ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ‬
‫ود يولى يد علىى ً‬
‫الفطٍىرةً‪ ،‬فأبىػ ىواهي يػي ىهوىدانًًو‪ٍ ،‬أك يػينىصىرانًًو‪ٍ ،‬أك‬ ‫و‬
‫اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ ( :-‬يكل ىم ٍولي ي‬
‫ىل تىػىرل فً ىيها ىج ٍد ىعاءى؟) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬جّ‪،‬‬ ‫يمةى‪ٍ ،‬‬
‫ً‬ ‫‪٬‬نيىجسانًًو‪ ،‬ىكمثى ًل الب ًه ً‬
‫يمة تػيٍنتى يج البىه ى‬
‫ى ى ى‬ ‫ى‬
‫كخصوصا ُب‬
‫ن‬ ‫صِّْ‪ ،‬حُّٖٓ) ففي ىذا ا‪ٜ‬نديث إشارة إىل قوة تأثًن ا‪ٞ‬نريب على الطفل‪،‬‬
‫ا‪ٛ‬نانب الديين للطفل‪ ،‬كما ينطبق على الدين ينطبق على عبلقة الطفل باهلل تعاىل‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نريب عندما ينسب كل شيء ُب حياة‬ ‫فقد ذكرت سلول ىوساكم (َُِِـ) أف ى‬
‫الطفل لسبب مادم‪ ،‬فكأنو بذلك ينفي كجود اهلل بطريقة غًن مباشرة‪ ،‬مثل‪ :‬نًسبة ا‪ٞ‬نرض‬
‫بسبب عادات سيئة‪ ،‬كذلك هتديد الطفل بشكل دائم بغضب اهلل كعقابو يَّتتب عليو مشاعر‬
‫خوؼ على عبلقة الطفل باهلل تعاىل‪ ،‬كالعكس صحيح فطمأنتو ا‪ٞ‬نستمرة ُنلم اهلل كعفوه ككرمو‬
‫أيضا من الضركرم ربط الطفل‬ ‫قد يَّتتب عليها استهتار الطفل‪ ،‬فالتوازف بينهما ىو األفضل‪ ،‬ن‬
‫بوسيلة دائمة كتعريفو أف ىذه الوسيلة ىي طريقة هلل كاألنس بو كالدعاء كقراءة القرآف‬
‫(صصٔٓ‪.)ٕٓ-‬‬
‫يح ود‬ ‫ً‬
‫ت يل ىجا ًريىةه تىػ ٍر ىعى ىغنى نما يل قبى ىل أ ي‬ ‫الحديث الثاني‪ :‬ما ركاه مسلم‪ ...( :‬ىكانى ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ا‪ٛ‬ن روانًير ًة‪ ،‬فىاطرلىعت ذىات ي ووـ فىًإذىا الذيب ق ٍد ذىىب ى و ً‬
‫بشاة من ىغنىم ىها‪ ،‬كأىنىا ىر يج هل من بىًين ى‬
‫آد ىـ‪،‬‬ ‫ى ى‬ ‫ي‬ ‫ٍ ي ى ى‬ ‫ك ٍى‬
‫سوؿ اهللً ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬فىػ ىعظر ىم‬ ‫ت ىر ى‬ ‫ص ركةن‪ ،‬فأتىػٍي ي‬‫ص ىك ٍكتيػ ىها ى‬
‫ً‬
‫ف كما يىأٍ ىس يفو ىف‪ ،‬لىكين ى‬ ‫آس ي‬ ‫ى‬
‫قاؿ ى‪ٟ‬نىا‪ :‬أيٍ ىن اللروي؟‬‫قاؿ‪ :‬ائٍتًًين هبىا‪ ،‬فأتىػٍيتيوي هبىا‪ ،‬فى ى‬ ‫سوؿ اهللً‪ ،‬أفبل أ ٍيعتً يق ىها؟ ى‬ ‫لت‪ :‬يا ىر ى‬ ‫ذلك ىعلى ري‪ ،‬قي ي‬‫ى‬
‫أعتً ٍق ىها؛ فإنػ ىرها يم ٍؤًمنىةه)‬
‫قاؿ‪ٍ :‬‬‫سوؿ اهللً‪ ،‬ى‬ ‫ت ىر ي‬ ‫ت‪ :‬أنٍ ى‬ ‫قاؿ‪ :‬ىمن أنىا؟ قالى ٍ‬ ‫ت‪ُ :‬ب ال رس ىم ًاء‪ ،‬ى‬ ‫قالى ٍ‬
‫(َُِٗـ‪ ،‬صُُٕ‪ ،‬ح ّٕٓ)‪ ،‬ىذا ا‪ٜ‬نديث يؤكد أف من ىدم رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫كسلم تعزيز الفطرة ُب نفوس األطفاؿ‪ ،‬فهي ُب ىذا ا‪ٜ‬نديث أثبتت الطفلة صفة العلو هلل تعاىل‪،‬‬
‫كىذا يدؿ على توحيدىا هلل كإ‪٬‬ناهنا بو سبحانو؛ لذلك جعل النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪-‬‬
‫جزاء إ‪٬‬ناهنا كإقرارىا بذلك عت ىقها‪.‬‬

‫ٕٕ‬
‫كمن ىذا ا‪ٜ‬نديث يدرؾ ا‪ٞ‬نريب أف ترسيخ العقيدة ُب نفس الطفل يكوف باالقتداء هبدم‬
‫النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪-‬؛ كذلك بتعريفهم باهلل تعاىل كترسيخ ‪١‬نبتو ُب قلوهبم‪ ،‬فإذا عرؼ‬
‫الطفل أف اهلل تعاىل ىو خالقو كرازقو كحافظو كا‪ٞ‬ننعم عليو ازداد حبًّا لو سبحانو‪ ،‬كحبًّا لشرائعو‬
‫ككبلمو‪ ،‬كنرزىىو عن الشريك‪ ،‬كاعَّتؼ بوحدانيتو سبحانو ككماؿ صفاتو‪ ،‬كعمل بطاعتو كمراقبتو‬
‫ُب السر كالعبلنية‪.‬‬
‫الع ىقدم للطفل ىو األساس الذم‬ ‫كيؤكد ذلك أبو السعد (َُِٗـ) فقد ذكر أف البناء ى‬
‫أكال ٍب غًنىا‪،‬‬ ‫تنطلق منو سائر اجملاالت األخرل‪ ،‬كأك‪ٟ‬نا‪ :‬البناء العًبادم؛ لتكتمل ر‬
‫الَّتبية اإل‪٬‬نانية ن‬
‫أكال (صٗٔ)‪.‬‬ ‫فالعقيدة ن‬
‫ْ‪ -‬دافع المبادرة والتنافس عند الطفل ومنهج النبي ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬في التعامل‬
‫معو‪:‬‬
‫كطاقات مكنونةن ال يعرفها إال عندما يضع ُب نفسو‬ ‫و‬ ‫مشاعر‬ ‫إف التنافس ‪٪‬نرؾ ُب الطفل‬
‫ى‬
‫منافسة غًنه ليتفوؽ عليهم‪ ،‬كالرسوؿ ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬يثًن ُب نفوس األطفاؿ ركح‬
‫ا‪ٞ‬ننافسة؛ ليحرؾ ىذه الطاقة ا‪ٟ‬نائلة فيهم‪ ،‬كمن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬‬ ‫الحديث األول‪ :‬الذم أخرجو البخارم عن ابن عمر رضي اهلل عنو‪( :‬أ رف ىر ى‬
‫ط ىكرقيػ ىها‪ ،‬كىي ىمثى يل ا‪ٞ‬ن ٍسلً ًم‪ ،‬ىحدثي ًوين‬ ‫رج ًر ىش ىجىرنة ال يى ٍس يق ي‬‫ى‬ ‫صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬قى ىاؿ‪ :‬إ رف ًم ىن الش‬
‫ًي‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫ت‪،‬‬ ‫عبد اللرو‪ :‬فى ٍ‬
‫استى ٍحيىػٍي ي‬ ‫رخلىةي‪ ،‬قى ىاؿ ي‬‫ككقى ىع ُب نػى ٍفسي أنػ ىرها الن ٍ‬ ‫راس ُب ىش ىج ًر البىاديىة‪ ،‬ى‬
‫ىما ى ىي؟ فىػ ىوقى ىع الن ي‬
‫سوؿ اللر ًو‪ ،‬أخًبنىا هبا؟ فىػ ىق ىاؿ ر ي ً‬
‫رخلىةي‪ .‬قى ىاؿ‬‫سوؿ اللرو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ :-‬ىي الن ٍ‬ ‫ى‬ ‫ٍٍ ى‬ ‫فىقالوا‪ :‬يا ىر ى‬
‫إيل ًمن أ ٍف يىكو ىف يل‬ ‫أحب ىر‬ ‫ً‬
‫ت ًأيب ّنا كقى ىع ُب نىػ ٍفسي‪ ،‬فىػ ىق ىاؿ‪ :‬ىألى ٍف تى يكو ىف قيػ ٍلتىػ ىها ى‬
‫ي ً‬
‫عبد اللرو‪ :‬فى ىح ردثٍ ي‬
‫ىك ىذا كىك ىذا) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صْٖ‪ ،‬حُّٓ)‪ ،‬ىذا ا‪ٜ‬نديث يبٌن ا‪ٞ‬ننافسة الفكرية اليت‬
‫كاف النب صلى هلل عليو كسلم يطرحها للصحابة رضي اهلل عنهم ّنا فيهم صغار السن ‪،‬فهذه‬
‫ا‪ٞ‬ننافسات تنشط األطفاؿ‪ ،‬كتثًن ً‪٨‬نى ىمهم‪ ،‬كتنمي مواىبهم‪ ،‬كتزيد معرفتهم‪ ،‬كتنمي ركح ا‪ٛ‬نماعة‬
‫كتدخل السركر كالنشوة عليهم‪ ،‬كتكسبهم الثقة بأنفسهم‪ ،‬كتدرهبم على مواجهة ا‪ٞ‬نواقف‬
‫الصعبة‪ ،‬كتكسبهم ا‪ٞ‬نعرفة ُندكد قدراهتم ا‪ٜ‬نقيقية‪.‬‬

‫ٖٕ‬
‫إف التشجيع ا‪ٞ‬نعنوم أك ا‪ٜ‬نسي عنصر ضركرم ُب تربية الطفل؛ ‪ٞ‬نا للتشجيع من دكر كبًن‬
‫ُب نفس الطفل‪ ،‬كُب تقدـ حركتو اإل‪٩‬نابية البىػنٌاءة‪ ،‬ككشف طاقاتو ا‪ٜ‬نيوية‪ ،‬كاستمراره ُب العمل‬
‫شرط أٌال تكوف ىذه ا‪ٞ‬ننافسة سببنا إلثارة الغًنة بٌن اإلخوة‪.‬‬
‫كثًنا من األىل ‪٫‬نطٌ ُب إثارة التنافس بٌن اإلخوة؛ ظنًّا منهم‬ ‫كيرل باشا (َُِٗـ) أف ن‬
‫حافزا ‪ٟ‬نم‪ ،‬فبل مانع من أف نبز كياف الطفل باعتداؿ‪ ،‬كنستشًنه ُب بعض األمور‬ ‫أف ُب ذلك ن‬
‫دكف إثارة للغًنة بٌن األبناء‪ ،‬أك استخداـ ا‪ٞ‬نقارنة بينهم (صِْ)‪.‬‬
‫النب ‪-‬صلرى اهللي عليو‬ ‫الحديث الثاني‪ :‬ما جاء عن ابن عباس رضي اهلل عنو‪( :‬أ رف ر‬
‫يخً ىب‪ ،‬فى ى‬
‫قاؿ‪ :‬اللر يه رم فىػق ٍهوي ُب‬ ‫كض ىع ىذا؟ فىأ ٍ‬ ‫قاؿ‪ :‬ىمن ى‬ ‫ضوءنا‪ ،‬ى‬ ‫ت لو ىك ي‬ ‫كسلرم‪ -‬ىد ىخ ىل ا‪ٝ‬نىىبلءى‪ ،‬فىػ ىو ى‬
‫ض ٍع ي‬
‫الدي ًن) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صِٓ‪ ،‬حُْٕ)‪ .‬ىذا ا‪ٜ‬نديث يدؿ على أف من ىدم النب ‪-‬‬
‫عددا من الفوائد ُب ىذا‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬تشجيع ا‪ٞ‬نبادرات كتعزيزىا‪ ،‬كقد ذكر الودعاف ن‬
‫ا‪ٜ‬نديث‪ ،‬منها‪ :‬ا‪ٞ‬نبادرة كا‪ٞ‬نسارعة إىل ا‪ٝ‬نًن‪ ،‬كعدـ انتظار أحد ليشًن إليو‪ ،‬كىذا ما فعلو ابن‬
‫عباس رغم ًصغىر ًسنو‪ ،‬فقد بادر من تلقاء نفسو إىل كضع ماء الوضوء للنب ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫كسلم‪ -‬ككانت نتيجة ىذه ا‪ٞ‬نبادرة إعجاب النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬بعملو‪ ،‬فحصل على‬
‫فقيها‬
‫يل) فأصبح ن‬ ‫ً‬ ‫دعوة من النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪( :-‬اللره رم فىػق ٍهوي ُب الدي ًن‪ ،‬ى‬
‫كعل ٍموي الترأك ى‬
‫تدل بو ُب التفسًن (األلوكة‪َُِٕ ،‬ـ)‪.‬‬ ‫كإماما يػي ٍق ى‬
‫ن‬
‫الحديث الثالث‪ :‬عن أيب ىريرة رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬قيلت‪ :‬يا ر ى ً‬
‫سوؿ اللرو‪ ،‬ىمن ٍ‬
‫أس ىع يد‬ ‫ي ى‬
‫القيام ًة؟ فىػ ىق ىاؿ‪ :‬ل ىق ٍد ظىنىػٍنت‪ ،‬يا أبا ىريػرةى‪ ،‬أٌال يسأىلىًين عن ى ىذا ا‪ٜ‬ن ً‬ ‫راس بش ىفاعتًك ي ً‬
‫ديث‬ ‫ىٍ ىٍ ى ى‬ ‫ى ي ىٍ ى‬ ‫ي‬ ‫وـ ى ى‬ ‫الن ً ى ى ى ى ى‬
‫راس بش ىفاعيت يوـ ً‬
‫القيى ىام ًة ىمن‬ ‫أح هد أ رك يؿ ًمٍن ً‬
‫أس ىع يد الن ً ى ى ى ى‬
‫ً‬
‫ك علىى ا‪ٜ‬نىديث‪ٍ ،‬‬ ‫ت ًمن ًح ٍر ًص ى‬ ‫ك؛ لما ىرأىيٍ ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫صا ًمن قًبى ًل نىػ ٍف ًس ًو) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صٗٗ‪ .)َٕٔٓ ،‬ففي ىذا‬ ‫ً‬
‫قى ىاؿ‪ :‬ال إلىوى رإال اللروي‪ ،‬ىخال ن‬
‫ا‪ٜ‬نديث يظهر فضل أيب ىريرة رضي اهلل عنو‪ ،‬كحرصو كمبادرتو لتعلم ا‪ٝ‬نًن‪ ،‬كىذا ما شهد بو‬
‫رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪.-‬‬

‫ٓ‪ -‬دافع اللعب عند الطفل ومنهج النبي ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬في التعامل معو‪:‬‬
‫رفسي‬
‫خاصةن أثناء ‪٧‬نوه ا‪ٛ‬نسمي كالن ٌ‬
‫عتب اللعب من الدكافع ا‪ٞ‬نهمة ُب حياة الطفل‪ٌ ،‬‬ ‫يي ى‬
‫كالعقلي‪ ،‬فاللعب ليس ىمضيعةن للوقت كما يظن بعض اآلباء‪ ،‬بل لو دكر كبًن ُب تنمية الطفل‪،‬‬
‫فقد ذكر حنا (ُٗٗٗـ) سبع كظائف للرعًب عند الطفل‪:‬‬

‫ٕٗ‬
‫أولها‪ :‬الوظيفة ا‪ٛ‬نسمية؛ فاللعب يساعد على تقوية الطفل ك‪٧‬نو عضبلت جسمو‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬الوظيفة ر‬
‫الَّتبويرة؛ فاللعب يفسح اجملاؿ للطفل لتعلم الكثًن من خبلؿ أدكات‬
‫اللعب؛ كمعرفة األشكاؿ أك األلواف كاألحجاـ ك‪٥‬نوىا؛ كما أف الطفل يكتسب الكثًن من‬
‫قواعد السلوؾ كالنظاـ كاالنضباط؛ ‪٣‬نا ييس ًهم ُب تشكيل شخصيتو‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬الوظيفة من الناحية االجتماعية كا‪ٝ‬نلقية؛ فاللعب يوسع دائرة معارؼ لطفل‪،‬‬
‫كيكسبو ا‪ٝ‬نبات اليت تؤىلو للتعامل مع اآلخرين‪.‬‬
‫رابعها‪ :‬الوظائف البيولوجية‪ ،‬كتتمثل ُب تفريغ الطاقة كاستعادة حالة التوازف‪.‬‬
‫خامسها‪ :‬الوظائف الشرخصيرة؛ فاللعب يكشف توافق الطفل االجتماعي كقدرات الطفل‬
‫العقلية‪ ،‬كسبلمة ‪٧‬نوه االجتماعي كالوجداين‪.‬‬
‫سادسها‪ :‬الوظائف النرفسيرة كالعبلجية‪ ،‬فمن خبلؿ اللرعًب ‪٬‬نكن أف يتعرؼ الطفل على‬
‫مشكبلتو ككيفية مواجهتها‪ ،‬ك‪٫‬نلصو من الصراعات اليت يعانيها ك‪٫‬نفف حدة توتره كإحباطو‪.‬‬
‫سابعها‪ :‬الوظائف اإلبداعية؛ ففي اللعب ‪٩‬نرب الطفل األفكار اليت ‪٪‬نملها‪ ،‬كيستطيع أف‬
‫يطور خيالو اإلبداعي (ُب مصباح كحساف‪َُِِ ،‬ق‪ ،‬ص صْٓ‪.)ٓٔ-‬‬
‫كرسولنا ‪١‬نمد ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬قد سبق ٗنيع ا‪ٞ‬نعاصرين ُب ميداف الط يفولة‪ ،‬كدعا‬
‫إىل عدـ االستهانة بألعاب الطفل أك النفور من عملو العفوم‪ ،‬كعدـ منعو من اللعب‪ ،‬كمن‬
‫األحاديث اليت تؤكد ذلك‪:‬‬
‫ات ًعنٍ ىد النب ‪-‬‬ ‫الحديث األول‪ :‬عن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ ( :‬يكٍنت ألٍعب بالبػنى ً‬
‫ي ىي ى‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو‬ ‫ب ىمعًي‪ ،‬فىكا ىف ىر ي‬ ‫ب يىػ ٍل ىع ٍ ى‬
‫ً‬
‫ص ىواح ي‬ ‫صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬ككا ىف يل ى‬
‫ب ىمعًي) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُّ‪ ،‬ح‬ ‫كسلرم‪ -‬إ ىذا ىد ىخ ىل يػىتىػ ىق رم ٍع ىن ًمٍنوي‪ ،‬فيي ىسربػي يه رن ىر‬
‫إيل فىػيىػ ٍل ىع ٍ ى‬
‫َُّٔ) (مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صََٓ‪ ،‬حِّٓٔ) فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مل ‪٬‬ننعها‬
‫إشباعا ‪ٜ‬ناجتها إىل اللعب‪.‬‬ ‫من اللعب‪ ،‬بل دعا صو‪٪‬نباهتا ليلعب معها؛ ن‬
‫وؿ اللر ًو صلرى ً‬
‫اهلل‬ ‫الحديث الثاني‪ :‬ما ركاه أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪ ( :‬ىكا ىف ىر يس ي‬
‫ى‬
‫ب! ىكًُب نىػ ٍف ًسي أى ٍف‬ ‫ً‬ ‫راس خلينقا‪ ،‬فىأىرسلىًين يػوما ً‪ٜ‬ن و‬ ‫ً‬
‫ت‪ :‬ىكاهلل الى أى ٍذ ىى ي‬‫اجة‪ ،‬فىػ يق ٍل ي‬
‫ٍ ى ىٍ ن ى ى‬ ‫ىح ىس ىن الن ً ي‬ ‫ىعلىٍيو ىك ىسلر ىم أ ٍ‬
‫أى ٍذىب لًما أىمرًين بًًو نىًب اللر ًو ‪-‬صلرى اهلل عليو كسلرم‪ -‬فىخرجت ح رّت أىمر علىى ًصبػي و‬
‫اف ىكيى ٍم‬ ‫ٍى‬ ‫ىى ٍ ي ى ي ى‬ ‫ي‬ ‫ى ى ى ىى‬
‫ام ًم ٍن ىكىرائًي‪ ،‬قى ىاؿ‪:‬‬ ‫وؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهلل عليو كسلرم‪ -‬قى ٍد قىػب ى ً‬
‫ض ب ىق ىف ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫وؽ‪ ،‬فىًإ ىذا ىر يس ي‬ ‫يػ ٍلعبو ىف ًُب الس ً‬
‫ى ىي‬

‫َٖ‬
‫فىػنىظىرت إًلىي ً‬
‫ب يىا‬ ‫ت‪ :‬نىػ ىع ٍم! أىنىا أى ٍذ ىى ي‬‫ك؟ قيػ ٍل ي‬ ‫ث أ ىىم ٍرتي ى‬
‫ت ىحٍي ي‬‫س‪ ،‬أى ىذ ىىٍب ى‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ٍ‬ ‫ػ‬
‫ى‬‫ن‬‫ي‬‫أ‬ ‫ا‬‫ى‬‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫اؿ‬
‫ى‬ ‫ق‬‫ى‬ ‫ػ‬
‫ى‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬
‫ي‬ ‫ح‬
‫ى‬ ‫ض‬
‫ٍ‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫و‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫ك‬
‫ى‬ ‫و‬ ‫ٍي ٍ‬
‫وؿ اللر ًو) (مسلم‪ َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُِٓ‪ ،‬حّْٓٗ) فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬تعامل‬ ‫ىر يس ى‬
‫مع أنس بن مالك ُنلم كحكمة مراعينا صغر سنو كحاجتو كحبو إىل اللعب‪ ،‬فلم ينهره أك يعاقبو‬
‫لعدـ تلبيتو لطلبو‪ ،‬بل أدرؾ أف تأخره بسبب انشغالو بالنظر للصبياف كىم يلعبوف‪ ،‬فراعى صغر‬
‫سنو كحبو للعب‪ ،‬كتعامل معو بلطف كحكمة‪.‬‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى‬ ‫ت ىر ى‬ ‫الحديث الثالث‪ :‬عن أـ خالد بنت خالد بن سعيد تقوؿ‪( :‬أتىػٍي ي‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ :-‬ىسنى ٍو‬ ‫أص ىف ير‪ ،‬قى ىاؿ ىر ي‬ ‫يص ٍ‬
‫ً‬
‫كعلى ري قىم ه‬ ‫اهللي عليو كسلرم‪ -‬مع ًأيب ى‬
‫اًب النبيػ روةً‪ ،‬فىػىزبىػىرًين ًأيب‪،‬‬
‫ت ألٍ ىعب ِنى ىً‬
‫ت‪ :‬فى ىذ ىىٍب ي ي‬
‫ًً‬
‫عبد اللرو‪ :‬كىي با‪ٜ‬نىبىشيرة‪ :‬ىح ىسنىةه‪ -‬قىالى ٍ‬
‫سنىو ‪-‬قى ىاؿ ي ً‬
‫ىٍ‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪:-‬‬ ‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ :-‬ىد ٍع ىها‪ٍ .‬بير قى ىاؿ ىر ي‬ ‫قى ىاؿ ىر ي‬
‫حّت ذى ىكىر‪ ،‬يىػ ٍع ًين‪ً :‬من‬ ‫أبلًي كأىخلً ًقي‪ٍ ،‬بير أبلًي كأىخلً ًقي‪ٍ ،‬بير أبلًي كأىخلً ًقي‪ ،‬قى ىاؿ ي ً ً‬
‫ت ر‬ ‫عبد اللرو‪ :‬فىػبىقيى ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بىػ ىقائً ىها) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُِٕٓ‪ ،‬ح ََِٔ)‪ .‬فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مل ‪٬‬ننع‬
‫ً‬
‫حليما معها كمل يزجرىا كما فعل كالدىا‪ ،‬بل قاؿ‪:‬‬ ‫أـ خالد من اللرعب ِناًب النبوة‪ ،‬ككاف ن‬
‫"دعها"؛ أم‪ :‬اتركها؛ ألف النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬يدرؾ أف اللعب ىو من احتياجات‬
‫الط يفولة اليت ال ‪٬‬ننع منها‪.‬‬
‫الحديث الرابع‪ :‬ما ركاه أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬كا ىف النرب ‪-‬صلرى اهللي‬
‫ً‬ ‫قاؿ‪ً :‬‬
‫يما‪،‬‬ ‫أحسبيوي‪ -‬فىط ن‬ ‫اؿ لو‪ :‬أبو عي ىم ٍوًن ‪ -‬ى ٍ‬ ‫أخ يػي ىق ي‬
‫راس يخلينقا‪ ،‬ككا ىف يل ه‬ ‫أح ىس ىن الن ً‬‫عليو كسلرم‪ٍ -‬‬
‫ص ىبل ىة كىو‬ ‫ضىر ال ر‬ ‫ب بو‪ ،‬فىػ يرّنرا ىح ى‬ ‫و‬
‫قاؿ‪ :‬يا أبىا عي ىم ًٍن‪ ،‬ما فىػ ىع ىل النػغىٍيػ ير؟ نػيغىهر كا ىف يىػ ٍل ىع ي‬ ‫ككا ىف إ ىذا ىجاءى ى‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫صلي بنىا)‬ ‫وـ ىخ ٍل ىفوي‪ ،‬فيي ى‬ ‫وـ كنىػ يق ي‬ ‫ض يح‪ٍ ،‬بير يىػ يق ي‬ ‫س كيػيٍن ى‬ ‫ُب بىػٍيتنىا‪ ،‬فىػيىأٍ يم ير بالب ىساط الذم ىٍٓنتىوي فييكٍنى ي‬
‫(البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُُُّ‪ ،‬ح َُِٔ)‪ .‬فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مل ‪٬‬ننع ىذا‬
‫الطفل من اللعب بالطًن‪ ،‬بل شاركو ُب السؤاؿ عنو كاىتمامو بو‪ ،‬كىذا من عظيم يخليق النب‬
‫صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬يدرؾ أ‪٨‬نية اللعب ُب حياة الطفل كأثره‬
‫اإل‪٩‬نايب عليو كاألثر السلب ‪ٜ‬نرمانو منو‪ ،‬كأنو حق طبيعي لو‪.‬‬
‫فقد ذكرت حصة (َِِِـ) أف حرماف الطفل من اللعب ُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة ا‪ٞ‬نهمة من‬
‫حياتو قد يعرضو إىل قصور ُب بعض الوظائف ا‪ٜ‬نيوية كالعضوية كا‪ٞ‬نعرفية كاالجتماعية كاللغوية‪،‬‬
‫كسيجد صعوبة ُب تعويض ا‪ٞ‬نهارات اليت فقدىا ُب الط يفولة‪ ،‬كُب حرمانو من اللعب ى ٍدهر لطاقتو‬
‫الكامنة كقدراتو (صُُٓ)‪.‬‬

‫ُٖ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬جانب االنفعاالت‪.‬‬
‫ُب ىذا ا‪ٞ‬نبحث سنتناكؿ أىم االنفعاالت ُب مرحلة الط يفولة‪ ،‬كتعامل النب ‪-‬صلى اهلل‬
‫عليو كسلم‪ -‬معها‪ ،‬كقبل أف نتناكؿ جوانب االنفعاالت سنتناكؿ معىن االنفعاالت لغةن‬
‫اصطبلحا‪ ،‬كسنتناكؿ العبلقة بٌن الدكافع كاالنفعاالت‪ ،‬كىي كالتايل‪:‬‬
‫ن‬ ‫ك‬
‫‪ -‬معنى االنفعاالت‪:‬‬
‫في اللغة‪ :‬ذكر عمر ُب معجمو أف االنفعاالت ىي‪ٗ" :‬نع انفعاؿ‪ ،‬كاالنفعاؿ‪ :‬مصدر‬
‫انفعل‪ ،‬كانفعل بكذا؛ ّنعىن‪ :‬اىتاج كتأثر بو" (ََِٖـ‪ ،‬صُِٕٓ)‪.‬‬
‫أيضا ذكر ا‪ٛ‬نرجاين أف االنفعاؿ "ّنعىن‪ :‬ا‪ٟ‬نيئة ا‪ٜ‬ناصلة للمتأثر عن غًنه بسبب التأثًن أك‬
‫ك ن‬
‫ال" (َُُِـ‪ ،‬صّٗ)‪.‬‬
‫وفي االصطالح‪ :‬إف االنفعاؿ مفهوـ شائع ُب علم النفس‪ ،‬كمع ذلك ال يوجد لو‬
‫تعريف كاحد مترػ ىفق عليو عند ٗنهور علماء النفس‪ ،‬كرغم كثرهتا كاختبلفها إال أهنا تتشابو ُب‬
‫‪١‬نتواىا‪ ،‬لذلك سأكتفي بذكر تعريف كاحد كىو ما ذكره عبد ا‪ٝ‬نالق بأهنا‪" :‬حالةي تنبو داخل‬
‫الكائن العضوم‪ٟ ،‬نا مكونات فسيولوجية كمعرفية كموقفيو‪ ،‬كتتسم بإحساسات كسلوؾ تعبًنم‬
‫معٌن‪ ،‬كقد تنزع إىل الظهور فجأة كيصعب التحكم فيها" (َََِـ‪ ،‬صُْٕ)‪.‬‬

‫‪ -‬العالقة بين الدوافع واالنفعاالت‪:‬‬


‫توجد عبلقة كثيقة بٌن الدكافع كاالنفعاالت؛ فقد أشار الكيبلين كخربشي (ََِِـ) إىل‬
‫كبل من الدكافع كاالنفعاالت يؤدم أحد‪٨‬نا لآلخر‪ ،‬أم‪ :‬أف العبلقة بينهما عبلقة دائرية‪،‬‬‫أف ًّ‬
‫فمثبل‪ :‬إرضاء أحد الدكافع ا‪ٞ‬نلحة‪ ،‬مثل‪ :‬ا‪ٛ‬نوع كالعطش يصاحبو انفعاؿ إ‪٩‬نايب من السركر‬ ‫ن‬
‫كاللذة‪ ،‬كىذا االنفعاؿ اإل‪٩‬نايب يدفع مرة أخرل إىل طلب إرضاء ىذه الدكافع؛ لنشعر هبذا‬
‫أيضا‪ :‬أف أم دافع أساسي غالبنا يكوف مصحوبنا‬ ‫االنفعاؿ اإل‪٩‬نايب من جديد‪ ،‬كمن مبل‪١‬نها ن‬
‫بانفعاالت ‪٣‬نيزة‪ ،‬فدافع الٍتًماس األمن مقَّتف بانفعاؿ ا‪ٝ‬نوؼ‪ ،‬كدافع األمومة مقَّتف بانفعاؿ‬
‫ا‪ٜ‬نناف‪ ،‬ككأف االنفعاؿ قوة ‪١‬نركة للدافع (صٖ‪.)ٗ-‬‬
‫كمن أىم جوانب االنفعاالت عند الطفل ما يلي‪:‬‬

‫ِٖ‬
‫ُ‪ -‬الحب عند الطفل ومنهج النبي ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬في التعامل معو‪ :‬إف ا‪ٜ‬نب‬
‫كخصوصا ُب مرحلة الط يفولة؛ ألف الطفل ُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة‬
‫ن‬ ‫من أكثر االنفعاالت العميقة كا‪ٞ‬نهمة‪،‬‬
‫الد ًيو بشكل خاص؛‬ ‫حساسا بشكل كبًن ‪ٞ‬نشاعر من حولو بشكل عاـ‪ ،‬كمشاعر ك ى‬ ‫ن‬ ‫يكوف‬
‫لذلك فمن ا‪ٞ‬نهم أف يكوف التعامل معو ُنب كعاطفة‪ ،‬كذلك من خبلؿ التعبًن لو عن ذلك‪،‬‬
‫ك‪٣‬نا يؤكد أ‪٨‬نية ا‪ٜ‬نب للطفل ما ذكرتو ىدل قناكم من أف ا‪ٜ‬نب يفيد ُب إكساب الطفل‬
‫رفسي‪ ،‬كزيادة ثقتو بنفسو كقدراتو؛ ألنو ُب ظل ا‪ٜ‬نب‪ ،‬فيشعر عند ا‪ٝ‬نطأ‬ ‫العاطفي كالن ر‬
‫ر‬ ‫األما ىف‬
‫بأنو ‪١‬ناط بأشخاص يى يشدكف من أىٍزره كيعينونو على الطريق الصحيح (ُب مطر‪َِِِ ،‬ـ‪،‬‬
‫صُِٔ)‪.‬‬
‫لذلك فمن ا‪ٞ‬نهم أف يعب الوالداف عن مدل ‪١‬نبرتًهما ألكالد‪٨‬نا كالسعادة هبم‪ ،‬ىذا التعبًن‬
‫يكوف بعدة أدكات‪ ،‬من أ‪٨‬نها‪ :‬ما ذكرتو سلول ىوساكم (َُِِـ) كىي اللمسة ا‪ٜ‬نانية‪،‬‬
‫مثل‪ :‬ال يقٍبلة كمسح الشعر كا‪ٜ‬نضن ك‪٥‬نوىا‪ ،‬كذلك بالكلمة الطيبة كمناداتو باسم تدليل ‪١‬نبرب‪،‬‬
‫أيضا يكوف التعبًن عن ا‪ٜ‬نب بتخصيص كقت خاص مع احملبوب لتبادؿ‬ ‫أك كصف ‪١‬نبرب‪ ،‬ن‬
‫أيضا من‬‫األحاديث كاألخبار‪ ،‬كذلك يكوف با‪ٟ‬ندية كلو كانت بسيطةن كقطعة ا‪ٜ‬نلول‪ ،‬ن‬
‫األدكات‪ :‬مساعدتو ُب شؤكنو ا‪ٝ‬ناصة حّت كلو كاف بإمكانو القياـ هبا دكف مساعدة‬
‫(صصُْ‪.)ِْ-‬‬
‫كا‪ٞ‬نتأمل ُب سًنة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كأحاديثو ‪٩‬ند عنايتو الكبًنة هبذا االنفعاؿ‬
‫ُب تعاملو مع الطفل‪ ،‬كُب توجيهو لآلباء للتعامل بو مع أطفا‪ٟ‬نم كمن ىذه األحاديث ‪:‬‬
‫الحديث األول‪ :‬ما جاء ُب البخارم عن الباء بن عازب رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪ ( :‬ىرأىيٍ ي‬
‫ت‬
‫يحبو ً‬
‫فأحبروي)‬ ‫ً‬ ‫بن ىعلًي علىى ىعاتًًق ًو‪ ،‬ي‬
‫يقوؿ‪ :‬اللر يه رم إين أ ي‬ ‫النب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬كا‪ٜ‬نى ىس ين ي‬
‫ر‬
‫يحبو ً‬ ‫ً‬ ‫(َُِٗـ‪ ،‬صَْٕ‪ ،‬حّْٕٗ)‪ .‬كُب ركاية مسلم‪ :‬أنرو ى ً‬
‫فأحبروي‪،‬‬ ‫قاؿ ‪ٜ‬نى ىس ون‪( :‬اللر يه رم إين أ ي‬ ‫ي‬
‫ب ىمن يً‪٪‬نبوي) (مسلم‪ َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صّٓٓ‪ ،‬حْْْٓ)‪ .‬كركل البخارم عن أسامة بن زيد‬ ‫ىحبً ٍ‬
‫ىكأ ٍ‬
‫رضي اهلل عنهما عن النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪( :-‬أنو كاف يأخذه كيأخذ ا‪ٜ‬نسن كيقوؿ‪:‬‬
‫اللهم إين أحبهما فأحبهما) أك كما قاؿ (َُِٗـ‪ ،‬صَْٕ‪ ،‬ح ّْٕٕ)‪.‬‬
‫‪ٜ‬نفيد ًيو ا‪ٜ‬نسن كا‪ٜ‬نسٌن‪ ،‬كتعبًنه أماـ ا‪ٛ‬نميع عن ىذه‬ ‫إف ‪١‬نبتو ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ى‬
‫احملبة ىو من أكضح النماذج اليت تيظهر عنايتو الكبًنة بانفعاؿ ا‪ٜ‬نب‪ ،‬فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو‬

‫ّٖ‬
‫تعبًنا عن ‪١‬نبتو لو‪ ،‬كيفصح عن ‪١‬نبتو لو‬ ‫كسلم‪ُ -‬ب ىذا ا‪ٜ‬نديث ‪٪‬نمل ا‪ٜ‬نسن كىو ‪٪‬نتضنو ن‬
‫سمع من الطفل‪ ،‬كىذا ييشبًع حاجة الطفل للحب كيشعره باألماف‬ ‫أماـ ٗنيع الصحابة كعلى ىم ى‬
‫كالسعادة‪ ،‬كيزيد ثقتو بنفسو‪ ،‬كيدفع ىمن حو‪ٟ‬نم ‪ٞ‬نراعاة مشاعرىم ك‪١‬نبرتًهم‪ ،‬فهذا أبو بكر رضي‬
‫‪١‬نمدا ُب أىل بيتو) (البخارم‪ َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صَُٓ‪ ،‬حُِّٕ)‬ ‫اهلل عنو يقوؿ للجميع‪( :‬ارقبوا ن‬
‫فقد ذكر العسقبلين (َُِٗـ) ُب شرحو ‪ٟ‬نذا ا‪ٜ‬نديث‪" :‬أف أبا بكر ‪٫‬ناطب الناس كيوصيهم‬
‫ٗنيعا‪ ،‬كا‪ٞ‬نراقبة للشيء‪ :‬احملافظة عليو‪ ،‬يقوؿ‪ :‬احفظوه فيهم فبل تؤذكىم كال تسيئوا إليهم"‬ ‫ن‬
‫(صَُٔ)‪.‬‬
‫لذلك فالتعبًن عن ‪١‬نبة األبناء كإظهار ذلك أماـ ا‪ٛ‬نميع يدفعهم الحَّتامهم كتقديرىم‬
‫أيضا‪.‬‬
‫كالبعد عن كل ما يؤذيهم؛ مراعاة ‪ٟ‬نذه احملبة الظاىرة ن‬
‫رب ‪-‬‬‫ىبصىر النً ر‬
‫سأ ى‬ ‫بن ىحابً و‬
‫ع ى‬ ‫الحديث الثاني‪ :‬ما ركاه أبو يىىر ىيرىة رضي اهلل عنو‪( :‬أى رف األ ى‬
‫ىقر ى‬
‫صلرى اللرو على ًيو كسلرم‪ -‬يػ ىقبل ا‪ٜ‬نسن‪ ،‬فىػ ىق ىاؿ‪ :‬إً رف ًيل ع ىشرنة ًمن الولى ًد ما قىػبرلت ك ً‬
‫اح ندا ًم ينهم‪،‬‬ ‫ي ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى ى‬ ‫ي ى ىى ى ي ي ىىى‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫فىػ ىق ىاؿ رس ي ً‬
‫رحم) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪،‬‬ ‫رحم ىال يي ى‬ ‫صلرى اللروي ىعلىيو ىك ىسلر ىم‪ :-‬إنروي ىمن ىال يى ى‬
‫وؿ اللرو ‪ -‬ى‬ ‫ىي‬
‫صُِٕٓ‪ ،‬ح ٕٗٗٓ)‪ ،‬ىذا ا‪ٜ‬نديث يؤكد حرص النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬على توجيو‬
‫الصحابة للتعبًن عن ‪١‬نبتهم ألطفا‪ٟ‬نم‪ ،‬فداللة الر٘نة بالط ٍفل ك‪١‬نبتو يكوف التعبًن عنها إما‬
‫بالكلمة أك قيبلة أك ضمة ك‪٥‬نوىا؛ لذلك على اآلباء الذين ‪٩‬ندكف صعوبة ُب التعبًن عن مشاعر‬
‫العمل على التغيًن‪ ،‬كاإلفصاح عن احملبة‬ ‫ي‬ ‫ا‪ٜ‬نب ألبنائهم نتيجة الثقافة ا‪ٞ‬ننتشرة ّنحيطهم‬
‫ألطفا‪ٟ‬نم كالتعبًن عنها بشّت األدكات‪ ،‬فإف كاف ا‪ٜ‬نب حاجة أساسية ُناجة لئلشباع‪ ،‬فإف أكىل‬
‫كخصوصا الطفل؛ ألف ا‪ٜ‬نب كالعطف ييشعًر الطفل براحة نفسيٌة كتكامل‬ ‫ن‬ ‫الناس بو ىم األىل‬
‫ُب شخصيتو كزيادة ُب ثقتو بنفسو‪ ،‬فتحميو بإذف اهلل من األمراض كالعي ىقد النرفسيرة‪.‬‬
‫الحديث الثالث‪ :‬عن السائب بن يزيد رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬ذىبنا نتلقى رسوؿ اهلل ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬إىل ثىنير ًة الوداع) (البخارم ‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صٕٖٔ‪ ،‬ح َّّٖ) كال‬
‫عجب أف يتلقى صبياف الصحابة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬عند قدكمو من سفر‪ ،‬من شدة‬
‫اشتياقهم لو‪ ،‬كىذا نتيجة ما منحهم من حب كعطف كاىتماـ‪.‬‬

‫ِ‪ -‬الحزن والفرح عند الطفل ومنهج النبي ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬في التعامل معو‪ :‬إف‬
‫حياة اإلنساف تتقلب ما بٌن فرح كحزف‪ ،‬كىذه االنفعاالت تيػ ىعد ُب مرحلة الط يفولة من األمور‬

‫ْٖ‬
‫األساسية اليت تكوف شخصيتو كٓندد مستقبلو بشكل كبًن؛ لذلك تكوف مسؤكلية التعامل مع‬
‫ىذه العواطف ملقاة على عاتق اآلباء كا‪ٞ‬نربٌن‪ ،‬الذين عليهم البحث عن كسائل إلدخاؿ‬
‫البهجة كالسركر على الطفل كإذىاب حزنو كضيقو‪ ،‬كىذه الوسائل قد تكوف معنويةن كال يقٍبلة‬
‫دخل‬‫كالضم كا‪ٞ‬نداعبة كالسبلـ كاالبتسامة ك‪٥‬نوىا‪ ،‬كقد تكوف مادية كا‪ٟ‬ندية‪ ،‬كىذه الوسائل تي ً‬
‫الفرح كالسركر على قلب الطفل‪ ،‬كتيشعًره بأنو ‪١‬نبوب‪ ،‬كتزيل عنو ما ي‪٪‬ن ًزنو كييكدر صفوه‪.‬‬
‫يدؿ على ذلك من أحاديث رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ما يلي‪:‬‬
‫الحديث األول‪ :‬عن سهل بن سعد رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل‬
‫عليو كسلم‪( :-‬أنا ككافل اليتيم ُب ا‪ٛ‬ننة ىكذا‪ ،‬كأشار بالسبابة كالوسطى كفر ىج بينهما) (ركاه‬
‫البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُِٕٔ‪ ،‬حََٓٔ) فرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ىو أكؿ من ‪ٞ‬نس‬
‫‪١‬نتاجا "فاليتيم‪ :‬ىو الصغًن الذم مات‬‫يتيما ن‬‫آالـ الطفل كأحزانو كاىتم بو كرعاه حينما يكوف ن‬
‫يتيما ليتمو‪ ،‬كاليتم‪ :‬ىو االنفراد؛ ألف ىذا‬
‫ذكرا أك أنثى‪ ،‬كيسمى‪ :‬ن‬
‫أبوه قبل بلوغو‪ ،‬سواء كاف ن‬
‫الصغًن انفرد عن كاسب كىو صغًن ال يستطيع الكسب‪ ،‬قد انكسر قلبو ّنوت أبيو فهو ‪١‬نل‬
‫عطف كر٘نة" (ابن عثيمٌن‪ ،ُُْٗ ،‬صٔٓ) فانكسار القلب الذم يىشعر بو اليتيم بعد فىػ ٍقد‬
‫كالده يصيبو با‪ٜ‬نزف كاألسى؛ لذلك حث النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬على كفالتو ٔنفي نفا‬
‫‪ٜ‬نزنو كمواسا نة لو ُب شدتو‪.‬‬
‫الحديث الثاني‪ :‬ما ركاه أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬كا ىف النرب ‪-‬صلرى اهللي‬
‫عليو كسلرم‪ -‬يدخل علينا كيل أخ صغًن يي ٍكىن‪ :‬أبا عمًن‪ ،‬ككاف لو نػيغىر يلعب بو‪ ،‬فمات‪،‬‬
‫فدخل عليو النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ذات يوـ فرآه حزيننا‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ما شأنو؟ قالوا‪ :‬مات‬
‫نػيغىره‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يا أبا عمًن‪ ،‬ما فعل النغًن؟) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُُُّ‪ ،‬حُْٕٗ)‬
‫يتضح ُب ىذا ا‪ٜ‬نديث مشاركة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬حز ىف الطفل كفرحو‪ ،‬فهو مل ‪٬‬ننع‬
‫الطفل من تربية الطًن كرعايتو كاللعب معو‪ ،‬كىذا دليل على أف النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪-‬‬
‫دخل السركر عليو كىو من ا‪ٞ‬نباحات‪ ،‬بشرط‪ :‬أنو يطعمو كيسقيو‪.‬‬‫ال ‪٬‬ننع الطفل ‪٣‬نا يسعًده كي ً‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫أيضا أف النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬شارؾ الطفل حزنو على طائره‪ ،‬بل كعرؼ‬ ‫كيتضح ن‬
‫ىذا ا‪ٜ‬نزف من قسمات كجهو كتغًن مبل‪١‬نو‪ ،‬فشاركو ىذا ا‪ٜ‬نزف كذلك بسؤالو عنو حّت يتحدث‬
‫معو فيخف حزنو كيطيب خاطره‪.‬‬

‫ٖٓ‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬‬ ‫ت ىر ى‬ ‫الحديث الثالث‪ :‬حديث أـ خالد بنت خالد بن سعيد‪ ،‬قالت‪( :‬أتىػٍي ي‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪:-‬‬ ‫أص ىف ير‪ ،‬قى ىاؿ ىر ي‬
‫يص ٍ‬
‫ً‬
‫كعلى ري قىم ه‬ ‫صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬مع ًأيب ى‬
‫اًب النبيػ روةً‪ ،‬فىػىزبىػىرًين‬
‫ت ألٍ ىعب ِنى ىً‬
‫ت‪ :‬فى ىذ ىىٍب ي ي‬
‫ًً‬ ‫سنىو سنىو ‪-‬قى ىاؿ ي ً‬
‫عبد اللرو‪ :‬كىي با‪ٜ‬نىبىشيرة‪ :‬ىح ىسنىةه‪ -‬قىالى ٍ‬ ‫ىٍ ىٍ‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ :-‬ىد ٍع ىها‪ٍ .‬بير قى ىاؿ ىرسو يؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو‬ ‫ًأيب‪ ،‬قى ىاؿ ىر ي‬
‫كسلرم‪ :-‬أبلًي كأىخلً ًقي‪ٍ ،‬بير أبلًي كأىخلً ًقي‪ٍ ،‬بير أبلًي كأىخلً ًقي‪ ،‬قى ىاؿ ي ً ً‬
‫حّت ذى ىكىر‪،‬‬ ‫ت ر‬ ‫عبد اللرو‪ :‬فىػبىقيى ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يىػ ٍع ًين‪ً :‬من بىػ ىقائً ىها) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُِٕٓ‪ ،‬ح ََِٔ)‪ ،‬فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫كسلم‪ -‬حرص على ما يسعد الطفلة كيبهجها‪ ،‬فأىدل ‪ٟ‬نا قميصان كمدحها عند ارتدائها لو‪،‬‬
‫كعند مدحها اختار كلمة تفهمها بلغتها كىي " ىسنى ٍو" كاليت تعين‪ " :‬ىح ىسنة" بلغة أىل ا‪ٜ‬نبشة‪،‬‬
‫حليما معها كمل يزجرىا‬ ‫ً‬
‫كىذا ‪٣‬نا ييدخل الفرح كالسركر عليها‪ ،‬كعندما لعبت ِناًب النبوة كاف ن‬
‫يكتف بذلك بل دعا ‪ٟ‬نا‪ ،‬كل ىذا حّت‬ ‫كما فعل كالدىا‪ ،‬بل قاؿ‪" :‬دعها"؛ أم‪ :‬اتركها‪ ،‬كمل ً‬
‫ال يقطعها عن لعبها الذم يسعدىا كيبهجها‪.‬‬
‫كيؤكد أبو السعد (َُِٗـ) أف سؤاؿ الطفل عن أحوالو كاالىتماـ بشؤكنو كمتابعة‬
‫أخباره كمشاركتو أفراحو كأحزانو‪ ،‬يشكل قاعدة يعتمد عليها الطفل ُب مواجهة صدمات ا‪ٜ‬نياة‪،‬‬
‫الدي ًن على علم‬ ‫أبو ًيو‪ ،‬كما أف ىذا االىتماـ كالسؤاؿ ‪٩‬نعل الو ى‬ ‫كىي كسيلة لبناء الثقة بٌن الولد ك ى‬
‫كدراية بأحواؿ ابنهما‪ ،‬كىذا يساعد‪٨‬نا ُب تنمية السلوؾ الصاحل كمعا‪ٛ‬نة الفاسد من األخبلؽ‬
‫قبل استفحا‪ٟ‬نا (صُْٖ)‪.‬‬
‫راس إذىا ىرأ ٍىكا أ رىكىؿ الث ىرم ًر‬‫الحديث الرابع‪ :‬ما ركاه أبو ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ‪( :‬أ ىف الن ي‬
‫صلرى اللروي عليو ىك ىسلر ىم‪ ،‬ى‬
‫قاؿ‪:‬‬ ‫ج ياؤكا بو إىل النب صلرى اللرو عليو كسلرم‪ ،‬فىًإ ىذا أىخ ىذه ر ي ً‬
‫سوؿ اهلل ى‬ ‫ى يى‬ ‫ىى ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫اعنىا‪ ،‬ىكبىا ًرٍؾ لىنىا ُب يمدنىا‪ ،‬اللر يه رم إ رف‬ ‫اللره رم با ًرٍؾ لىنىا ُب ىٖنىًرنىا‪ ،‬كبا ًرٍؾ لىنىا ُب م ًدينىتًنىا‪ ،‬كبا ًرٍؾ لىنىا ُب ص ً‬
‫ى‬ ‫ىى‬ ‫ى‬ ‫ىى‬ ‫ي ى‬
‫وؾ لًٍل ىم ًدينى ًة ّنًثٍ ًل‬
‫اؾ لً ىم ركةى‪ ،‬كإين أ ٍىدعي ى‬
‫ك‪ ،‬كإنرو ىد ىع ى‬ ‫ك‪ ،‬كإين ىعٍب يد ىؾ ىكنىبًي ى‬
‫ك ىكنىبًي ى‬
‫ً‬
‫يم ىعٍب يد ىؾ ىك ىخليلي ى‬
‫ً‬
‫إبٍػىراى ى‬
‫ًو‬ ‫اؾ لً ىم ركةى‪ ،‬ىكًمثٍلً ًو معوي‪ ،‬ى‬
‫ذلك الثر ىمىر) (مسلم‪،‬‬ ‫ىصغىىر ىكليد لو فييػ ٍع ًط ًيو ى‬ ‫قاؿ‪ٍ :‬بير يى ٍدعيو أ ٍ‬ ‫ما ىد ىع ى‬
‫َُِٗـ‪ ،‬صُْٔ‪ ،‬حُّّٕ) فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ُ -‬ب ىذا ا‪ٜ‬نديث حرص على‬
‫إعطاء الطفل الصغًن ذلك الثمر؛ ‪ٞ‬نا ُب ذلك من إدخاؿ الفرح كالسركر على قلبو‪ ،‬ألف الطفل‬
‫بطبيعتو يتطلع لتذكؽ ما يراه أمامو‪ ،‬خصوصان إذا كاف الطعاـ الذم أمامو من األطعمة اليت‬
‫‪٪‬نبها‪ ،‬ففي ىذا ا‪ٜ‬نديث كاف التمر الذم عيرفت بو ا‪ٞ‬ندينة كاعتاد الصغار على تناكلو ىو الثمر‬

‫ٖٔ‬
‫الذم عرض على النب صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬لذلك كاف رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪-‬‬
‫يدعو الصغًن فيعطيو الثمر لعلمو بشدة تطلعو لو‪.‬‬
‫يؤكد ذلك ما ذكره النوكم (ُّٖٗق) ُب شرحو لقولو (ٍبير ي ٍدعو أىصغىر كلً و‬
‫يد لو فييػ ٍع ًط ًيو‬ ‫ى ي ٍى ى‬
‫ذلك الث ىرمىر) بياف ‪ٞ‬نا كاف عليو ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬من مكارـ األخبلؽ‪ ،‬ككماؿ الشفقة‬ ‫ى‬
‫كالر٘نة كمبلطفة الكبار كالصغار‪ ،‬كخص الصغار هبذا لكونو أرغب كأكثر تطلعان إليو كحرصان‬
‫عليو (صُْٔ)‪.‬‬
‫لذلك فمن الواجب على ا‪ٞ‬نربٌن مساعدة الطفل على ْناكز أحزانو كمواجهة الصدمات‬
‫اليت ٕنر بو‪ ،‬كالبحث عن كل ما يدخل الفرح كالسركر على نفسو من كسائل كأساليب متنوعة‪.‬‬

‫ّ‪ -‬الخوف والخجل عند الطفل ومنهج النبي ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬في التعامل معو‪:‬‬
‫‪٬‬نر بالطفل الكثًن من ا‪ٞ‬نواقف اليت تثًن لديو انفعاؿ ا‪ٝ‬نوؼ كا‪ٝ‬نجل خبلؿ مراحل ‪٧‬نوه كىذا‬
‫ا‪ٝ‬نوؼ ينقسم إىل قسمٌن‪:‬‬
‫فهناؾ ا‪ٝ‬نوؼ اإل‪٩‬نايب‪ ،‬ك‪٪‬نتاج الطفل أف يتعلمو‪ ،‬كىو خوفو ‪٣‬نا يضره كيؤذيو‪ ،‬كىو‬
‫خوؼ ‪١‬نمود‪.‬‬
‫كىناؾ ا‪ٝ‬نوؼ السلب كالذم يكوف نتيجة عدة أسباب ذكرىا شيفر كملماف (ََِٔـ)‬
‫كمن أ‪٨‬نها‪ :‬الشعور بعدـ األمن‪ ،‬فقد يكوف نتيجة لتخويفو باألشباح ك‪٥‬نوىا‪ ،‬كىذا يفقدىم‬
‫الثقة بأنفسهم‪ ،‬كيبعدىم عن ‪٣‬نارسة ا‪ٞ‬نهارات االجتماعية‪ ،‬كذلك ا‪ٜ‬نماية الزائدة للطفل ْنعلهم‬
‫سلبيٌن خجولٌن ‪٣‬نا يقودىم للخوؼ‪ ،‬كالعكس من ذلك إ‪٨‬نا‪ٟ‬نم كعدـ االىتماـ هبم‪ ،‬كىذا‬
‫ييشعًرىم بالدكنية كالنقص‪ ،‬فتصبح شخصية الطفل خائفة كخجولة‪.‬‬
‫سخر هبم‬ ‫أيضا النقد كا‪ٞ‬نضايقة‪ ،‬فاألطفاؿ الذين يو رجو ‪ٟ‬نم النقد عبلنية أك يضايقوف كيي ى‬ ‫ن‬
‫يصبحوف خجولٌن خائفٌن كحساسٌن ًّ‬
‫جدا‪.‬‬
‫كذلك من األسباب‪ :‬التناقض كعدـ الثبات ُب معاملة الطفل‪ ،‬كىذا يساعد على كجود‬
‫ا‪ٝ‬نوؼ كا‪ٝ‬نجل‪ ،‬كذلك هتديد اآلباء ألبنائهم فيصبح ردة فعلهم ‪ٟ‬نذا التهديد ىو ا‪ٝ‬نوؼ‬
‫كا‪ٝ‬نجل (ص صُْٔ‪.)ُْٗ-‬‬
‫كا‪ٞ‬نتأمل ُب سًنة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كمواقفو مع الطفل ‪٩‬ند الرعاية النبوية‬
‫كا‪ٜ‬نماية ‪ٞ‬نشاعره من الوقوع ُب ا‪ٝ‬نوؼ أك ا‪ٝ‬نجل‪ ،‬فهذا أنس بن مالك رضي اهلل عنو يقوؿ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً ًً‬ ‫(خ ىدمت ر ى ً‬
‫ت‬‫قاؿ يل قىط‪ :‬ملى فىػ ىع ٍل ى‬ ‫سوؿ اهلل ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬ت ٍس ىع سن ى‬
‫ٌن‪ ،‬فىما أ ٍىعلى يموي ى‬ ‫ى ٍ ي ى‬
‫ٕٖ‬
‫اب ىعلى ري شيئنا قىط) (مسلم‪ َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُُٓ‪ ،‬حَِّٗ) فالنب ‪-‬صلى‬ ‫ىك ىذا ىكىك ىذا؟ ىكىال ىع ى‬
‫اهلل عليو كسلم‪ُ -‬ب تعاملو مع الطفل أنس كالذم ىو خادمو ابتعد عن كل ما ىو مسبب‬
‫لشعور ىذا الطفل با‪ٝ‬نوؼ أك ا‪ٝ‬نجل‪ ،‬فهو مل يتضجر منو أك ينتقده أك يعاتبو على أم عمل‬
‫يعملو‪ ،‬كمل يؤنػٍبو أك يوِنٍو على عمل مل يعملو‪ً :‬ملى ىملٍ يعملو؟ كمل يرفع صوتو عليو أك يضربو أك‬
‫‪٫‬نوفو‪ .‬كمن ىذا ا‪ٜ‬نديث ندرؾ أف من أىم طرؽ ٘ناية الطفل من ا‪ٝ‬نوؼ بعد تنشئتو على‬
‫اإل‪٬‬ناف باهلل تعاىل كاللجوء إليو‪ ،‬ىو إعطاؤه حرية التصرؼ كٓنمل ا‪ٞ‬نسؤكلية ك‪٣‬نارسة األمور على‬
‫قدر ‪٧‬نوه‪ ،‬كعدـ ٔنويفو من أم أمر‪.‬‬

‫ٖٖ‬
‫المبحث الثالث‪ :‬جانب التربية العقلية للطفل‪.‬‬
‫ضلو بو على سائر ا‪ٞ‬نخلوقات‪ ،‬كىو ىمناط التكليف‬ ‫لقد كرـ اهلل اإلنساف بالعقل‪ ،‬كف ر‬
‫كأساسو‪ ،‬قاؿ تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﱠ‬
‫[ا‪ٞ‬نلك‪ ،]ِّ :‬بل ىو الطاقة ا‪ٞ‬نهمة اليت خص اهلل هبا اإلنساف كبواسطتو يكسب اإلنساف العلوـ‬
‫تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ‬ ‫كا‪ٞ‬نعارؼ‪ ،‬كىو ما يشًن إليو قوؿ اهلل‬
‫صت‬ ‫حر ى‬
‫ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﱠ [النحل‪]ٕٖ :‬؛ لذلك ى‬
‫كخصوصا عند الطفل؛ ألف عقلو يػي ىعد‬
‫ن‬ ‫الشريعة اإلسبلمية على حفظو كٓنريره كتنميتو كرعايتو‪،‬‬
‫مو‪ ،‬فأسئلة الطفل الكثًنة كا‪ٞ‬نتكررة دليل على حاجة فطرية لديو إىل ا‪ٞ‬نعرفة‬
‫ُب مرحلة التطور كالن ٌ‬
‫كاالستطبلع‪ ،‬كىذه ا‪ٜ‬ناجة تستلزـ رعايتها كتنميتها الستكماؿ البناء العقلي السليم لدل‬
‫الطفل‪.‬‬
‫كقبل أف نتناكؿ كيف تعامل النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مع ا‪ٛ‬نانب العقلي للطفل‪،‬‬
‫الَّتبية العقلية للطفل كأ‪٨‬نيتها كأىدافها‪.‬‬
‫سنتناكؿ مفهوـ ر‬
‫أ‪ -‬مفهوم التربية العقلية للطفل‪:‬‬
‫‪ٞ‬نفهوـ الَّتبية العقلية للطفل تعريفات كثًنة ‪.‬كقبل أف نتناكؿ تعريف الَّتبية العقلية للطفل‪،‬‬
‫نذكر تعريف الَّتبية العقلية بشكل عاـ ىو كما ذكر أبو العينٌن (َُْٗق) "تنمية الطاقات‬
‫العقلية كتدريبها ُب سبيل استخدامها ُب ا‪ٝ‬نًن‪ ،‬كُنيث تصل إىل النضج الفكرم ُب طريق بناء‬
‫الشرخصيرة اإلسبلمية العابدة" (صُٗٓ)‪.‬‬
‫الَّتبية العقلية للطفل فعرفها الكثًن‪ ،‬منها ما ذكره أبو السعد (َُِٖـ) "بأهنا‬
‫أما مفهوـ ر‬
‫بناء كإعداد لفكر الطفل؛ لتحصيل ا‪ٞ‬نفاىيم العلمية األساسية‪ٜ ،‬نصوؿ النضج الفكرم العلمي‬
‫كالثقاُب؛ من خبلؿ التعليم كالوعي كرعاية العقل صحيًّا‪ ،‬ىذه الرعاية اليت أساسها سبلمة‬
‫التفكًن كصفاء الذىن كقوة الذاكرة" (صُُّ)‪.‬‬
‫كعرفىػٍتها فاطمة (الفكي‪َُِِ ،‬ـ) "بأهنا مساعدة الناشئة على كشف كتنمية‬
‫استعداداهتم كميو‪ٟ‬نم كمواىبهم كقدراهتم العقلية‪ ،‬كتنمية ا‪ٞ‬نهارات العقلية كا‪ٞ‬نعرفية‪ ،‬كتنمية‬
‫العادات كاالْناىات ذات االرتباط بالركح العلمية‪ ،‬كحب ا‪ٞ‬نعرفة" (صِٓ)‪.‬‬

‫ٖٗ‬
‫كالبعض ُب تعريفو كجو اىتمامو ‪٥‬نو ا‪ٞ‬نسلم‪ ،‬كمن ذلك تعريف الناصر كإدريس‬
‫منظما‬
‫الَّتبية العقلية ىي‪ :‬تنمية عقل ا‪ٞ‬نسلم بتغذيتو با‪ٞ‬نعرفة‪ ،‬كتدريبو تدريبنا ن‬
‫(ُُُْق) "بأف ر‬
‫على التفكًن الصحيح‪ ،‬كاالستدالؿ الصادؽ‪ ،‬كالنظر البعيد؛ ليحسن إدراؾ ما ‪٪‬نيط بو من‬
‫مؤثرات بقدر ما يناسب عمره كقدراتو العقلية كاستعداده الفكرم" (صَّٕ)‪.‬‬
‫الَّتبية العقلية ليست عملية ضيقة تقتصر‬
‫كمن خبلؿ التعريفات السابقة ‪٦‬نلص إىل أف ر‬
‫على ا‪ٜ‬نفظ كاالستذكار‪ ،‬كليست ‪٠‬نرد حشو لؤلذىاف با‪ٞ‬نعلومات‪ ،‬بل ىي أمشل كأكسع؛ حيث‬
‫ٗنيعا‪ ،‬بل كتنمية االْناىات ذات االرتباط‬
‫تشمل رعاية كتنمية القدرات كا‪ٞ‬نهارات العقلية ن‬
‫بالناحية العقلية‪.‬‬

‫ب‪ -‬أىمية التربية العقلية للطفل‪:‬‬


‫الَّتبويرة‬
‫الَّتبية العقلية ُب اإلسبلـ ‪٣‬نا ٓنظى بو من أ‪٨‬نية خاصة ُب العملية ر‬
‫تنطلق أ‪٨‬نية ر‬
‫بعامة‪ ،‬على اعتبار أف العقل ىو ‪١‬نورىا الرئيس‪ ،‬الذم يعد من أعظم النعم اليت منحها اهلل‬
‫لئلنساف‪ ،‬كأنو مناط التكليف الذم ‪٬‬نيز اإلنساف عن غًنه من ا‪ٞ‬نخلوقات‪.‬‬
‫الَّتبية العقلية ال تعين كال تستهدؼ ‪٠‬نرد ملء العقل بكم‬
‫كيرل أبو عراد (َُِٓـ) أف ر‬
‫كبًن من ا‪ٞ‬نعارؼ كا‪ٞ‬نعلومات لتخزينها إىل كقت ا‪ٜ‬ناجة‪ٍ ،‬ب العمل على استدعائها ك‪١‬ناكلة‬
‫الَّتبية العقلية ُب اإلسبلـ تؤدم إىل ‪٧‬نو العقوؿ كزيادة القدرات العقلية‬‫توظيفها‪ ،‬كلكن ر‬
‫كاإلدراكية‪ ،‬اليت تؤدم إىل زيادة أكب ثركة كأكب رأس ماؿ ُب حياة األمة (صَُِ)‪.‬‬

‫ت‪ -‬أىداف التربية العقلية‪:‬‬


‫للَّتبية العقلية عدة أىداؼ‪ ،‬من أ‪٨‬نها‪ :‬تربية اإلنساف ا‪ٞ‬نسلم‬
‫ذكر بكر (ُّٖٗق) أف ر‬
‫على أسلوب التفكًن العلمي كتربيتو على حب البحث كالسعي كراء ا‪ٜ‬نقيقة‪ ،‬كذلك تربيو على‬
‫أيضا على االستفادة ‪٣‬نا تعلمو‪ ،‬كذلك‬‫أسلوب التفكًن التأملي كالتعامل مع قول الكوف‪ ،‬كتربيو ن‬
‫باستخبلص النتائج كالتطبيق الذم يستفيد من نتائجو ُب نفع نفسو كنفع ‪٠‬نتمعو‪ ،‬كاحملافظة‬
‫على الطاقة العقلية لئلنساف كعدـ شغل عقلو بالتفكًن باألمور الغيبية ليتفرغ للتفكًن ُب أمور‬
‫الطبيعة ا‪ٞ‬نادية (ص صََِ‪.)َُِ-‬‬

‫َٗ‬
‫ث‪ -‬عناية النبي ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬بالجانب العقلي للطفل‪:‬‬
‫لقد كاف رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬صاحب أسلوب متميز ُب احَّتاـ عقلية‬
‫الطفل كاحَّتاـ حقوقو كآرائو‪ ،‬كمن ذلك‪:‬‬
‫الحديث األول‪ :‬ما ركاه سهل بن سعد الساعدم رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬أًيٌبى النب ‪-‬‬
‫اخ عن يى ىسا ًرهً‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً ًً‬
‫ىصغىير ال ىق ٍوـ‪ ،‬ىكاأل ٍشيى ي‬
‫ب منو‪ ،‬ىك ىع ٍن ى‪٬‬نينو غي ىبل هـ أ ٍ‬ ‫صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬ب ىق ىد وح‪ ،‬فى ىش ًر ى‬
‫قاؿ‪ :‬ما يكٍنت ًأليكثًر ب ىف ٍ ً‬
‫سوؿ‬
‫ىح ندا يا ىر ى‬ ‫كأى‬ ‫ضلي ًمٍن ى‬ ‫ي ى‬ ‫اخ؟ ى‬ ‫ً‬
‫قاؿ‪ :‬يا غي ىبل يـ‪ ،‬أىتىأٍذى يف يل أى ٍف أ ٍيعطيىوي األ ٍشيى ى‬
‫فى ى‬
‫اللر ًو‪ .‬فأ ٍعطىاهي إيراهي) (البخارم َُِٗـ‪ ،‬صْْٕ‪ ،‬ح ُِّٓ) فاستئذاف النب ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫كسلم‪ً -‬من صب صغًن ك‪١‬ناكرتو لو ُنضرة أشياخ كبار‪ ،‬ييشعًر ىذا الطفل باالحَّتاـ كالتقدير‬
‫لعقلية كرأيو‪ ،‬كأنو كغًنه من الكبار فيزداد تقدير الطفل لذاتو فتقول شخصيتو‪.‬‬
‫كقد ذكر ا‪ٟ‬نامشي (ََِٖـ) أف استئذاف النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬من طفل صغًن‬
‫رغم كجود الشيوخ على يساره‪ ،‬كاحَّتاـ رأيو‪ ،‬كاألخذ بو‪ ،‬ىو العدؿ بعينو‪ ،‬كالذم ننشده ُب‬
‫معلمي األكالد (صُّ)‪.‬‬
‫الحديث الثاني‪ :‬ما ركاه عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى‬
‫ط ىكرقيػ ىها‪ ،‬كإنػ ىرها ىمثى يل ا‪ٞ‬ن ٍسلً ًم‪ ،‬ىحدثي ًوين ىما ًى ىي؟‬‫رج ًر ىش ىجىرةن ال يى ٍس يق ي‬
‫ى‬ ‫اهلل عليو كسلم‪( :‬إ رف ًم ىن الش‬
‫ً ي‬
‫ت‪،‬‬‫عبد اللرو‪ :‬فىػ ىوقى ىع ُب نىػ ٍفسي أنػ ى ٍ ى ي ى ٍ ى ٍ ى ٍ ي‬
‫ي‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫ح‬‫ت‬ ‫اس‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ل‬‫رخ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ره‬ ‫قاؿ ي ً‬ ‫راس ُب ىش ىج ًر البىػ ىو ًادم‪ ،‬ى‬
‫قاؿ‪ :‬فىػ ىوقى ىع الن ي‬
‫ى‬
‫رخلىةي) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صََٔٓ‪ ،‬ح‬ ‫سوؿ اللر ًو؟ ى ً‬ ‫ٍبير قالوا‪ :‬ىحدثٍػنىا ىما ًى ىي يا ىر ى‬
‫قاؿ‪ :‬ى ىي الن ٍ‬
‫ُُّ)‪ .‬ففي ركاية أخرل‪ :‬ذكر ابن عمر أف ما منعو أف يتكلم ىو مكاف سنو؛ أم‪ً :‬صغىر‬
‫سنو‪ ،‬فإلقاء النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬السؤاؿ على أصحابو ّنا فيهم األطفاؿ يرغبهم ُب‬
‫التفكًن‪ ،‬ك‪٫‬نتب أفهامهم‪ ،‬كيستثًن عقو‪ٟ‬نم‪ ،‬ك‪٩‬نعلهم يفكركف بشكل مستمر للوصوؿ إىل‬
‫تفسًنات منطقية لكل ما يدكر حو‪ٟ‬نم‪.‬‬
‫الحديث الثالث‪ :‬عن ابن عباس رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬كاف رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫كسلم‪ -‬يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآف) (مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صَّْ‪ ،‬حُٔ)‬
‫يصا على تعليم‬
‫يتضح من ىذا ا‪ٜ‬نديث أف رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كاف حر ن‬
‫العلم‪.‬‬
‫الصحابة كصغارىم ‪-‬على كجو ا‪ٝ‬نصوص‪ -‬ى‬

‫ُٗ‬
‫الحديث الرابع‪ :‬عن عبد اهلل بن عباس رضي اهلل عنو قاؿ‪( :‬كا ىف النب ‪-‬صلرى اهللي عليو‬
‫إ‪ٚ‬ن ً‬
‫اؽ‪ :‬أىعيوذي‬
‫كإس ىح ى‬
‫يل ٍ‬‫كيقوؿ‪ :‬إ رف أىبىا يكما كا ىف يػي ىعوذي هبىا ٍى ى‬
‫اع‬ ‫ي‬ ‫كسلرم‪ -‬يػي ىعوذي ا‪ٜ‬نى ىس ىن كا‪ٜ‬ني ىس ٍ ى‬
‫ٌن‪،‬‬
‫ٌن ىال رم وة) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪،‬‬ ‫اف كىا رم وة‪ً ،‬‬
‫كم ٍن يكل ىع ٍ و‬ ‫و‬ ‫ً ً ً ً ً‬
‫ب ىكل ىمات اللرو الترا رمة‪ ،‬من يكل شيطى ى‬
‫صْٖٗٔ‪ ،‬حُّّٕ) فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مل يعوذ ا‪ٜ‬نسن كا‪ٜ‬نسٌن كيكتفي‬
‫بذلك‪ ،‬بل يعلمهما أف ىذا ما كاف يفعلو أبو‪٨‬نا إبراىيم عليو السبلـ؛ ليحفظا ىذا العلم‬
‫كيرسخ ُب أذىاهنما‪.‬‬
‫أخ ىذ ٕنىٍىرنة ًمن‬ ‫ً‬
‫الحديث الخامس‪ :‬ما ركاه أبو ىريرة رضي اهلل عنو‪( :‬أ رف ا‪ٜ‬نى ىس ىن ى‬
‫بن ىعلي‪ ،‬ى‬
‫ص ىدقىًة‪ ،‬فى ىج ىعلى ىها ُب فً ًيو‪ ،‬فىػ ىق ىاؿ النب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬بال ىفا ًرًسيرًة‪ :‬كً ٍخ كً ٍخ‪ ،‬أما‬
‫ٕنىًٍر ال ر‬
‫ص ىدقىةى؟!) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صْٕ‪ ،‬ح َِّٕ) فرغم صغر سن‬ ‫ؼ أنرا ال نىأٍ يك يل ال ر‬ ‫تىػ ٍع ًر ي‬
‫ا‪ٜ‬نسن مل يهمل النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬تصرفىو ا‪ٝ‬ناطٌ كجهلو ُنجة أنو طفل صغًن غًن‬
‫كبٌن لو أهنم ال يأكلوف الصدقة لَّتسخ ُب‬ ‫مدرؾ لتبعات سلوكو‪ ،‬بل تعامل معو ُنزـ كك رج ىهو ر ى‬
‫ذىنو ىذه ا‪ٞ‬نعلومة من الصغر‪.‬‬
‫ف العلوـ ينمي عقلو كيوسع مداركو‪ ،‬كقد ذكر أبو السعد‬ ‫ً‬
‫لذلك فإف تعليم الطفل ‪٢‬نتل ى‬
‫(َُِٖـ) أف تعليم العلوـ للطفل يؤدم للنمو العقلي‪ ،‬فالعلم لو ىد ٍكر ُب ترقية ا‪ٜ‬نياة اإلنسانية‬
‫كتنويرىا‪ ،‬كٓنقيق الرفاىية‪ ،‬كفهم ا‪ٜ‬نياة كالكوف كالوجود كا‪ٜ‬نقائق؛ كما أنو غذاء العقل‬
‫(صُّٔ)‪.‬‬
‫ال ح دي ث الس ادس‪ :‬فػعػن أبػي مػوسػى األشػعرم رضػي اهلل عػنو‪ ،‬قػاؿ‪ :‬قػاؿ رسػوؿ اللػو‬
‫ت ًع ٍمرا ىف‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جاؿ ىكثًًن‪ ،‬كىمل يك ً‬ ‫‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ ( :-‬ىكمل ًمن الر ً‬
‫ٍم ٍل م ىن النساء رإال ىم ٍرىميي بٍن ي‬ ‫ه ٍى ي‬ ‫يى ى‬
‫ض ًل الثر ًر ً‬ ‫ً‬
‫عاـ) (مسلم‪،‬‬ ‫يد علىى سائًًر الطر ً‬ ‫ض يل عائً ىشةى علىى النساء ىك ىف ٍ‬ ‫كآسيىةي ٍامىرأىةي فًٍر ىع ٍو ىف‪ ،‬كفى ٍ‬
‫ً‬
‫َُِٗـ‪ ،‬صَِٓ‪ ،‬ح ِِّٕ)‪ ،‬لقد كانت عائشة رضي اهلل عنها طفلةن صغًنة كزكجة للنب‬
‫‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬فكاف ىو ا‪ٞ‬نعلم ‪ٟ‬نا كا‪ٞ‬نؤثر عليها‪ ،‬فحازت مكانة عالية ُب العلم‬
‫ٗنيعا‪ ،‬كلعظم مكانتها أقرأىا جبيل عليو السبلـ سبلمو مع رسوؿ‬ ‫كفيضلت على نساء العا‪ٞ‬نٌن ن‬
‫اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬فعن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫لت‪ :‬ىكعليو ال رس ىبل يـ ىكىر ٍ٘نىةي اللر ًو‪.‬‬ ‫كسلم‪( :-‬يا ىعائًش‪ ،‬ىذا ًج ًٍبيل يػ ٍقرأي ىعلىي ً‬
‫ت‪ :‬فىػ يق ي‬ ‫ك ال رس ىبل ىـ‪ .‬قالى ٍ‬ ‫يىى ٍ‬ ‫ي‬ ‫ى‬

‫ِٗ‬
‫ت‪ :‬ىكىو يىػىرل ما ال أ ىىرل) (مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صَِٓ‪ ،‬حِّّٕ)‪ .‬كأما عن علمها‬ ‫قالى ٍ‬
‫كفقهها فقد قاؿ عنها الذىب (َُُْق)‪ :‬أفقو نساء األمة على اإلطبلؽ (صُّٓ)‪.‬‬
‫ض رم ًين النب ‪-‬صلرى اهللي عليو‬
‫الحديث السابع‪ :‬عن ابن عباس رضي اهلل عنو قاؿ‪ ( :‬ى‬
‫ً‬ ‫ص ٍد ًرهً‪ ،‬ى‬
‫ٍمةى) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صِّّ‪ ،‬ح ّٕٔٓ)‬ ‫كقاؿ‪ :‬اللر يه رم ىعل ٍموي ا‪ٜ‬نك ى‬ ‫كسلرم‪ -‬إىل ى‬
‫فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬فطن لبوادر الذكاء عند ابن عباس‪ ،‬كٕنيزه عن أقرانو‪ ،‬فكاف ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬يدعو لو بأف ييفق ىهو اهلل ُب الدين‪.‬‬
‫كلقد ىْنلرت ُب ملكاتو كصفاتو دعاء النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ ،-‬فقد قاؿ ابن عباس‬
‫قاؿ‪ً :‬ىمل‬ ‫كج ىد ُب نىػ ٍف ًس ًو‪ ،‬فى ى‬ ‫ض يه ٍم ى‬ ‫رضي اهلل عنو‪( :‬كا ىف عي ىم ير يي ٍد ًخليًين مع أ ٍشيى ً‬
‫اخ بى ٍد ور‪ ،‬فى ىكأ رف بىػ ٍع ى‬
‫و‬ ‫ً‬ ‫تي ٍد ًخ يل ىذا معنىا كلىنىا أبٍػنىاءه ًمثٍػليوي؟! فى ى‬
‫فأد ىخلىوي‬
‫ات يىوـ ٍ‬ ‫قاؿ عي ىم ير‪ :‬إنرو ىمن ق ٍد ىعل ٍمتي ٍم‪ ،‬فى ىد ىعاهي ذى ى‬
‫اىل‪ :‬ﱡﭐ ﱡ ﱢ‬ ‫قاؿ‪ :‬ما تىػ يقولو ىف ُب قىػ ٍوًؿ اللر ًو تىػ ىع ى‬ ‫ئذ رإال لًيًًنيىػ يه ٍم‪ ،‬ى‬
‫معهم‪ ،‬فىما رئًيت أنرو دع ًاين يوم و‬
‫ي ي ىى ى ى‬ ‫يٍ‬
‫ضهم‪ :‬أ ًيمرنىا أ ٍف ىٍ‪٥‬نم ىد اللرو كنىستىػ ٍغ ًفره إ ىذا ني ً‬
‫ص ٍرنىا كفيتً ىح‬ ‫ى ى ٍ ىي‬ ‫قاؿ بىػ ٍع ي ي ٍ ٍ‬ ‫ﱣﱤﱥﱦﱠﭐ[النصر‪]ُ :‬؟ فى ى‬
‫قاؿ‪:‬‬
‫لت‪ :‬ىال‪ ،‬ى‬ ‫اس؟ فىػ يق ي‬ ‫وؿ يا ابٍ ىن ىعبر و‬ ‫قاؿ ًيل‪ :‬أ ىك ىذ ىاؾ تىػ يق ي‬
‫ض يه ٍم فىػلى ٍم يىػ يق ٍل شيئنا‪ ،‬فى ى‬
‫ت بىػ ٍع ي‬‫كس ىك ى‬
‫ىعلىٍيػنىا‪ .‬ى‬
‫قاؿ‪ :‬ﱡﭐ ﱡ ﱢ‬ ‫أعلى ىموي لو‪ ،‬ى‬ ‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ٍ -‬‬ ‫لت‪ :‬ىو أجل ر ً‬
‫ىيى‬ ‫وؿ؟ قي ي‬‫فىما تىػ يق ي‬
‫ك‪ ،‬ﱡﭐ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱳ ﱴ ﱵ‬ ‫ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱠ‪ ،‬كذلك ع ىبلمةي ً‬
‫أجل ى‬‫ى ى ى ى‬
‫وؿ) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُٕٔ‪،‬‬ ‫أعلى يم منها رإال ما تىػ يق ي‬ ‫قاؿ عي ىم ير‪ :‬ما ٍ‬‫ﱶﱷ ﱠ [النصر‪ ،]ّ :‬فى ى‬
‫ح َْٕٗ)‪.‬‬
‫كُب كتب ا‪ٜ‬نديث مواقف أخرل كثًنة تؤكد ٕنيز ابن عباس عن سائر أقرانو؛ لذلك فعلى‬
‫ا‪ٞ‬نريب أف يبحث عن مواطن التميز ُب الطفل ليطورىا كينميها‪ ،‬فقد ذكر داغستاين كإ‪ٚ‬ناعيل‬
‫(ُّْٖق) أف كل طفل يولد كبداخلو موىبة خاصة على األقل‪ ،‬كلكن لؤلسف معظم‬
‫األطفاؿ ال يتم اكتشاؼ مواىبهم إىل أف ‪٩‬نتاز مرحلة الط يفولة ا‪ٞ‬نبكرة حيث ال يرغب الطفل‬
‫بتنمية ا‪ٞ‬نوىبة؛ لذلك من الواجب على ا‪ٞ‬نربٌن أف يستغلوا الوقت ُب تنمية كتعزيز موىبة الطفل‪،‬‬
‫كاكتشافها من خبلؿ مبلحظتهم لو أثناء اللعب كاستكشاؼ الطبيعة ُب مرحلة مبكرة‬
‫(صُُٔ)‪.‬‬
‫كا‪ٞ‬نتأمل ُب سًنة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪٩ -‬ند أف تعاملو مع الطفل ال يقف عند‬
‫الَّتبية النافعة كالتوجيو كالتسديد‪ ،‬فعلى‬
‫ا‪ٞ‬نبلعبة كا‪ٞ‬نبلطىفة فحسب‪ ،‬بل ْناكز ذلك إىل ر‬
‫حد ى‬

‫ّٗ‬
‫الدي ًن على كجو ا‪ٝ‬نصوص أف يدركوا أهنم مسؤكلوف عن تربية الطفل كتعليمو‪،‬‬ ‫ٗنيعا كالو ى‬
‫ا‪ٞ‬نربٌن ن‬
‫فاألسرة ىي ا‪ٞ‬ندرسة األكىل اليت يتلقى منها الطفل تعليمو‪ ،‬فيتعلم فيها النطق كالكبلـ‪،‬‬
‫غرس بذكر حب القراءة كالكتابة‪ ،‬كقد ذكر أبو السعد‬ ‫كالصواب كا‪ٝ‬نطأ‪ ،‬كا‪ٜ‬نق كالباطل‪ ،‬كفيها تي ى‬
‫استعدادا للتعليم‪،‬‬
‫ن‬ ‫(َُِٖـ) أف االىتماـ ّنرحلة الط يفولة أمر مهم؛ ألف الطفل يكوف أكثر‬
‫مزكدا بقابلية عالية لتلقي ا‪ٞ‬نبادئ العلمية األساسية كترسيخها‪ ،‬فالطفل يكوف أفرغ قلبنا‪،‬‬
‫كيكوف ن‬
‫اضعا (صُُْ)‪.‬‬ ‫تبدال‪ ،‬كأكثر تو ن‬
‫شغبل‪ ،‬كأيسر ن‬ ‫كأقل ن‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة مق رسمة على ثبلثة‬
‫ك‪٣‬نا سبق ‪٤‬ند أف جوانب ر‬
‫جوانب‪ ،‬ىي‪ :‬جانب الدكافع كالسلوؾ‪ ،‬كجانب االنفعاالت‪ ،‬كا‪ٛ‬نانب العقلي كبعض ‪٣‬نا ذكر‬
‫كل من كجداف ا‪ٞ‬نرشدم (ُُّْق) كدراسة الشهرم‬ ‫ُب ىذه ا‪ٛ‬نوانب يتفق مع نتائج دراسة ً‬
‫(ُُّْق) كدراسة عزاـ (ََِٕـ)‪.‬‬

‫ْٗ‬
‫الفصل الخامس‬

‫مبادئ التربية النفسية للطفل في السنة النبوية‬

‫ا‪ٞ‬نبحث األكؿ‪ :‬مفهوـ ا‪ٞ‬نبادئ‪.‬‬


‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة‬
‫ا‪ٞ‬نبحث الثاين‪ :‬مبادئ ر‬
‫النربويرة‪.‬‬
‫مبادئ التربية النفسية للطفل في السنة النبوية‪.‬‬

‫من خبلؿ ىذا الفصل ستجيب الباحثة على السؤاؿ الثالث من أسئلة الدراسة‪ ،‬كىو‪ :‬ما‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة؟ كلئلجابة على ىذا السؤاؿ فإف الباحثة سعت‬
‫مبادئ ر‬
‫إىل استنباط ىذه ا‪ٞ‬نبادئ من سًنة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كأحاديثو الواردة ُب صحيح‬
‫البخارم كمسلم‪ ،‬كقسمت ىذا الفصل ‪ٞ‬نبحثى ً‬
‫ٌن‪ ،‬ك‪٨‬نا‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المبادئ‪.‬‬
‫تعرف المبادئ في اللغة بأنها‪" :‬مبدأ الشيء‪ :‬أكلو كماىيتو اليت يتكوف منها أك يَّتكب‬
‫منها" (مصطفى كآخركف‪ُٖٗٗ ،‬ـ‪ ،‬صِْ)‪ .‬كعرفىها أبو ا‪ٜ‬نسٌن (ُّٗٗق) بأهنا‪ :‬افتتاح‬
‫الشيء كاالبتداء بو‪ ،‬فأصل كلمة (مبدأ) الثبلثي (بدأ) الباء كالداؿ كا‪ٟ‬نمزة من افتتاح الشيء؛‬
‫ﱡﭐ ﲣ ﲤﲥ‬ ‫يقاؿ‪ :‬بدأت باألمر كابتدأت من االبتداء‪ ،‬كاهلل تعاىل ا‪ٞ‬نبدئ كالبادئ‪ ،‬قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﱡﭐ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚﲛ ﲜ ﲝ ﲞ‬ ‫ﲦ ﲧ ﱠ [البكج‪ ،]ُّ :‬كقاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﱠ [العنكبوت‪( ]َِ :‬صُِِ)‪.‬‬
‫فالتعريف اللغوم ال ‪٫‬نرج عن عدة و‬
‫معاف‪ ،‬ىي‪ :‬االبتداء‪ ،‬كأكؿ الشيء كمادتو اليت يتكوف‬
‫منها‪ ،‬كالقواعد األساسية اليت يقوـ عليها الشيء‪ ،‬كىذا ىو ا‪ٞ‬نعىن ا‪ٞ‬نقصود ُب ىذه الدراسة‪.‬‬
‫وفي االصطالح‪ :‬ىي "القواعد األساسية كا‪ٞ‬ننطلقات العامة اليت تكوف ُب ‪٠‬نموعها‬
‫الَّتبية اإلسبلمية أك ا‪ٞ‬ننهج الَّتبوم اإلسبلمي (خياط‪ََِْ ،‬ـ‪ ،‬صِْ)‪.‬‬‫ر‬
‫كيعرفها النحبلكم (َُِْق) بأهنا‪" :‬فكرة عامة شاملة‪ ،‬تنبثق عنها أفكار فرعية‪ ،‬أك‬
‫تنظم ا‪ٞ‬نقدمات اليت تنتهي األدلة كا‪ٜ‬نجج إليها من الضركريات كا‪ٞ‬نسلرمات كا‪ٞ‬نبادئ‪ ،‬كىي اليت‬
‫ال ٓنتاج إىل برىاف؛ ِنبلؼ ا‪ٞ‬نسائل فإهنا تثبت بالبىاف القاطع" (صٓٓ)‪.‬‬
‫قصد هبا‪ :‬القواعد كاألسس العملية‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب ىذه الدراسة يي ى‬ ‫كمبادئ ر‬
‫الَّتبويرة ا‪ٞ‬نستنبىطة من السنرة النربويرة‪ ،‬كيتم االعتماد عليها ُب تربية الطفل‪.‬‬
‫كر‬

‫ٔٗ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مبادئ التربية النفسية للطفل في السنة النبوية‪.‬‬

‫سعت الباحثة إىل استنباط عدد من ا‪ٞ‬نبادئ من خبلؿ األحاديث الواردة ُب الصحيحٌن‬
‫البخارم كمسلم‪ ،‬كىي كالتايل‪:‬‬
‫ُ‪ -‬اإلنصات الفعال ومهارات حل المشكالت للطفل في السنة النبوية‪:‬‬
‫اإلنصات للجميع دكف تفرق وة‪ّ ،‬نا فيهم‬ ‫ى‬ ‫إ رف ًمن ىى ٍدم النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪-‬‬
‫الطفل الصغًن‪ ،‬فكاف خًن مستمع ‪ٟ‬نم فبل يقاطعهم ُب حديثهم كال يلتفت كجهو عنهم كىو‬
‫يتحدث معهم‪ ،‬بل ككاف يشاركهم ‪٨‬نومهم كيتعاطف معهم‪ ،‬كلعل من أكضح األمثلة على‬
‫ذلك مشاركتىو للطفل الصغًن عي ىمًن؛ فقد ركل أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬كا ىف النرب‬
‫قاؿ‪ً :‬‬
‫أحسبيوي‬ ‫اؿ لو‪ :‬أبو عي ىم ٍوًن ‪ -‬ى ٍ‬ ‫أخ يػي ىق ي‬
‫راس يخلينقا‪ ،‬ككا ىف يل ه‬ ‫‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ٍ -‬‬
‫أح ىس ىن الن ً‬
‫و‬ ‫ً‬
‫ضىر‬‫ب بو‪ ،‬فىػ يررّنا ىح ى‬ ‫قاؿ‪ :‬يا أبىا عي ىم ًٍن‪ ،‬ما فىػ ىع ىل النػغىٍيػ ير؟ نػيغىهر كا ىف يىػ ٍل ىع ي‬
‫يما‪ -‬ككا ىف إذىا ىجاءى ى‬ ‫فىط ن‬
‫صلي‬ ‫ص ىبلةى كىو ُب بػيتًنىا‪ ،‬فىػيأٍمر بالبًس ً‬
‫وـ ىخ ٍل ىفوي‪ ،‬فيي ى‬
‫وـ كنػى يق ي‬
‫ض يح‪ٍ ،‬بير يىػ يق ي‬‫س كيػيٍن ى‬
‫ي‬ ‫ى‬‫ٍن‬
‫ك‬ ‫في‬
‫ي‬ ‫و‬
‫ي‬ ‫ت‬
‫ى‬ ‫ٓن‬
‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫الذم‬ ‫اط‬ ‫ىٍ ى ي ي ى‬ ‫ال ر‬
‫بنىا) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُُُّ‪ ،‬ح َُِٔ)‪ .‬كىناؾ ركايات أي ىخر ذ ىكىرت أف النػغى ًٍن‬
‫فع ىل النػغى ًٍن؟) حّت يتحدث‬ ‫مات‪ ،‬فكاف النب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬يقوؿ‪( :‬يا أبا عي ىمًن‪ ،‬ما ى‬
‫فيستمع ‪ٜ‬نديثو فيخف عنو حزنو؛ ألف الطفل الصغًن عندما يعب عن ا‪ٜ‬نزف كاألمل ك‪٩‬ند من‬
‫يستمع لو ‪٫‬نف عنو ىذا ا‪ٜ‬نزف كهتدأ نفسو كتطيب‪.‬‬
‫كما أف االستماع للطفل ال يكوف فقط باإلنصات لو‪ ،‬بل بإظهار التعاطف معو‬
‫بتعبًنات الوجو‪ ،‬كمساعدتو إل‪٩‬ناد حلوؿ ‪ٞ‬نشكبلتو بنفسو عن طريق طرح األسئلة‪ ،‬كليس‬
‫بطريقة التوجيو ا‪ٞ‬نباشر‪ ،‬فرسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬سأؿ‪( :‬يا أبا عي ىمًن‪ ،‬ما فعل‬
‫النػغى ًٍن؟) كىو يعلم ّنوتو من أىلو‪ ،‬لكن أراد من سؤالو أف يعب الطفل عن حزنو‪ ،‬ك‪٩‬ند ًّ‬
‫حبل ‪ٞ‬نا‬
‫ىو فيو بنفسو‪ ،‬فقد ذكرت مطر (َِِِـ) "أف الطفل يشعر باالرتياح عند اإلنصات لو‬
‫باىتماـ‪ ،‬كمن خبلؿ اإلنصات يتعلم التعاطف مع اآلخرين‪ ،‬فالتعاطف يعين‪ :‬اإلنصات‬
‫معا" (صِٓ)‪.‬‬‫لآلخرين بقلبك كعقلك ن‬
‫كيرل أبو السعد (َُِْـ) "أف مفتاح اإلنصات ال ىف ٌعاؿ يكمن ُب الرسائل غًن اللفظية‪،‬‬
‫كُب االتصاؿ غًن الشفوم الذم يرسلو األب البنو‪ ،‬من خبلؿ االبتسامة كلغة ا‪ٛ‬نسد كمبلمح‬

‫ٕٗ‬
‫الوجو كنبات الصوت ا‪ٞ‬نعبة عن ا‪ٜ‬نناف كاحملبة‪ ،‬اليت تنبعث بٌن الفينة كاألخرل معبة عن‬
‫موافقتك كتفهمك ‪ٞ‬نا يقولو االبن" (صََُ)‪.‬‬
‫كما أف االستماع للطفل يساعد ُب تربيتو كتوجيهو‪ ،‬يؤكد ذلك الركف (ُّْٖق) فقد‬
‫فع ناال مع الطفل‪،‬‬
‫اصبل ٌ‬
‫‪٤‬ناحا للحوار‪ ،‬كتو ن‬
‫ذكر "أف االستماع للطفل ك‪١‬ناكرتو هبدكء ‪٪‬نقق ن‬
‫كالذم ‪٬‬نكن من خبللو تربية الطفل كتوجيهو" (صٕٓ)‪.‬‬
‫كمن خبلؿ ما سبق يتأكد لنا أ‪٨‬نية االنصات الفعاؿ للطفل كمشاركتو عاطفيان من خبلؿ‬
‫لغة ا‪ٛ‬نسد‪ ،‬فمن خبل‪ٟ‬نا ‪٬‬نكن للمريب توجيو الطفل كتعديل الكثًن من سلوكياتو السلبية‪.‬‬

‫ِ‪ -‬االحترام المتبادل للطفل في السنة النبوية‪:‬‬


‫ين أف صغر سن الطفل مبر‬ ‫ً‬ ‫يتعامل الكثًن مع الطفل ي و‬
‫بدكنيٌة كعدـ احَّتاـ‪ ،‬معتقد ى‬
‫للتعامل معو هبذا األسلوب‪ ،‬كىذا ‪٢‬نالف ‪ٟ‬ندم النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬الذم كاف‬
‫يتعامل مع الطفل الصغًن بكل احَّتاـ كتقدير‪ ،‬كلعل من أكضح األمثلة على ذلك األحاديث‬
‫التالية‪:‬‬
‫الحديث األول‪ :‬ركل سهل بن سعد الساعدم رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬أًيٌبى النب ‪-‬صلرى‬
‫اخ عن يى ىسا ًرهً‪ ،‬فى ى‬ ‫ً‬ ‫ً ًً‬
‫قاؿ‪:‬‬ ‫ىصغىير ال ىق ٍوـ‪ ،‬ىكاأل ٍشيى ي‬
‫ب منو‪ ،‬ىك ىع ٍن ى‪٬‬نينو غي ىبل هـ أ ٍ‬ ‫اهللي عليو كسلرم‪ -‬ب ىق ىد وح‪ ،‬فى ىش ًر ى‬
‫سوؿ اللر ًو‪.‬‬ ‫قاؿ‪ :‬ما يكٍنت ًأليكثًر ب ىف ٍ ً‬
‫ىح ندا يا ىر ى‬‫كأى‬‫ضلي ًمٍن ى‬ ‫ي ى‬ ‫اخ؟ ى‬ ‫ً‬
‫يا غي ىبل يـ‪ ،‬أىتىأٍذى يف يل أى ٍف أ ٍيعطيىوي األ ٍشيى ى‬
‫فأعطىاهي إيراهي) (البخارم َُِٗـ‪ ،‬صْْٕ‪ ،‬ح ُِّٓ) فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مل‬ ‫ٍ‬
‫يتجاىل كجود الطفل رغم كجود األشياخ حولو ‪ ،‬كاستأذف منو ليقدـ األشياخ عليو فلم يأذف‬
‫بذلك‪ ،‬فاحَّتـ رأيو كقىبًلو‪.‬‬
‫الحديث الثاني‪ :‬ما ركاه مسلم (َُِٗـ) عن أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪( :‬أف‬
‫فسلرم عليهم) (صُْٖ‪ ،‬ح َِْٓ)‪.‬‬ ‫ً و‬
‫رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ىمر ىعلى غ ٍلماف ى‬
‫ىذا السبلـ ييشعًر الطفل بأنو ‪١‬نبوب كمقبوؿ بٌن الناس‪ ،‬كييشعًره بقيمتو كاحَّتاـ اآلخرين لو‪،‬‬
‫فتيٍبىن شخصيتو كتقول‪.‬‬
‫الحديث الثالث‪ :‬ما ركاه ابن عباس رضي اهلل عنو قاؿ‪( :‬فلما خرج النب ‪-‬صلى اهلل‬
‫ً‬
‫جاىزا أمامو‪ ،‬قاؿ‪ :‬من كضع ىذا؟ فأي ى‬
‫خب بأف ىذا الغيلىيم ابن عباس‪،‬‬ ‫عليو كسلم‪ -‬كرأل ا‪ٞ‬ناء ن‬
‫ىذا الصغًن ىو الذم كضع لو ا‪ٞ‬ناء‪ ،‬فقاؿ‪ :‬اللهم فق ٍهوي ُب الدين) (ركاه البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪،‬‬

‫ٖٗ‬
‫صُْ‪ ،‬ح ُّْ)‪ ،‬فهذا ا‪ٜ‬نديث يدؿ على احَّتاـ النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬للطفل من‬
‫خبلؿ شكره على إ‪٤‬نازاتو‪ ،‬فابن عباس رضي اهلل عنو قاـ من تلقاء نفسو كأحضر الوضوء للنب‬
‫ؼ بفطنتو أنو إذا‬‫عر ى‬
‫‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ٞ -‬نا دخل ا‪ٝ‬نبلء مباشرنة‪ ،‬كىو صغًن ال زاؿ صبيًّا‪ ،‬ى‬
‫فبدال من أف ‪٫‬نرج ليبحث‬‫دخل ا‪ٝ‬نبلء سيخرج ليتوضأ‪ ،‬كإذا خرج ليتوضأ فبل بد لو من ماء‪ ،‬ن‬
‫عن ماء ىو ذىب مباشرةن كجهز ماءن‪ ،‬ككضعو للنب صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬بانتظار خركجو من‬
‫ا‪ٝ‬نبلء ليتوضأ‪ ،‬كدعوة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ىي شكر لو على حسن صنيعو‪ ،‬كىذا‬
‫دافع لو ‪ٞ‬نزيد من البذؿ كالعطاء‪.‬‬
‫الشكر دليل احَّتامو لشخصيتو كىو ه‬
‫ىذا االحَّتاـ ييفت ىقد ُب بعض اجملتمعات اليت ترل كجوب أف ‪٫‬ندـ الصغًن الكبًن‪ ،‬كاليت ال‬
‫تراعي شخصيتو كال ٓنَّتمها‪ ،‬لذلك ‪٤‬ند بعض ا‪ٞ‬ننظرمات كمنظمة اليونيسيف ُب اتفاقية حقوؽ‬
‫الطفل الصادرة عن األمم ا‪ٞ‬نتحدة (د‪.‬ف) تركز على احَّتاـ الطفل كاحَّتاـ آرائو كحقوقو‪ ،‬كْنعلها‬
‫كثيقة يتفق ا‪ٛ‬نميع على تطبيقها‪ ،‬بينما رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬جعل من احَّتاـ‬
‫كيؤجر عليو‪.‬‬
‫الطفل يخلي نقا يتخلق بو ا‪ٞ‬نسلم ى‬
‫كلبناء االحَّتاـ كاالعتبار مع الطفل ىناؾ عدد من ا‪ٝ‬نطوات اليت على ا‪ٞ‬نريب اتباعها‪،‬‬
‫منح الطفل الوقت للرد عليو كا‪ٛ‬نلوس معو‬ ‫كىي كما ذكرىا أبو السعد (َُِٓـ)؛ أك‪ٟ‬نا‪ :‬ي‬
‫ك‪١‬ناكرتو‪ .‬ثانيها‪ :‬منحو ا‪ٜ‬نرية ُب التعبًن كالكبلـ ضمن رقابة الوالدين‪ .‬ثالثها‪ :‬منحو حرية‬
‫االختيار إما ُب أكلو أك مبلبسو ك‪٥‬نوىا‪ .‬رابعها‪ :‬احَّتاـ رأيو كعدـ ٓنقًنه أك االستهزاء بو‪.‬‬
‫خامسها‪ :‬تكليف الطفل با‪ٞ‬نسؤكليات احملبربة لو‪ ،‬كمدحو كشكره على إ‪٤‬نازاتو‪ ،‬كالفخر بو أماـ‬
‫الناس؛ ألف ىذا ييشعًره باالحَّتاـ كالتقدير بشكل قوم (صِِ)‪.‬‬

‫ّ‪ -‬التركيز على الحلول بدل لوم الطفل في السنة النبوية‪:‬‬


‫لوـ ا‪ٞ‬نريب لو يزيد من ىذا الشعور‬
‫إف الطفل عندما ‪٫‬نطٌ يسيطر عليو الشعور بالذنب‪ ،‬ك ي‬
‫كال ‪٩‬نعلو ‪٪‬نسن التصرؼ ُب ا‪ٞ‬نرات القادمة‪ ،‬فالطفل ينتظر من ا‪ٞ‬نريب إشراكو ُب إ‪٩‬ناد ا‪ٜ‬نلوؿ‬
‫للمشكلة الناْنة عن خطئو؛ ‪٣‬نا يعزز عنده مهارة حل ا‪ٞ‬نشكبلت كيزيد ثقتو بنفسو‪ ،‬فالصراخ‬
‫كاللوـ لن يغًن السلوؾ‪ ،‬بل قد يزيد ا‪ٞ‬نشاعر السلبية بداخلو‪.‬‬
‫كلو تأملنا تعامل النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مع الطفل لوجدناه يركز على ا‪ٜ‬نلوؿ دكف‬
‫ا‪ٞ‬نشكلة كدكف تقدمي اللروـ كالعتاب‪ ،‬كلعل من أكضح األمثلة على ذلك‪ :‬تعاملو مع الغبلـ الذم‬

‫ٗٗ‬
‫ص ٍحفة‪ ،‬فهذا النب ‪١‬نمد ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬يقدـ التوجيو للطفل‬ ‫طاشت يده ُب ال ر‬
‫كيصحح أخطاءه بأسلوب يتناسب مع طبيعة ىذه ا‪ٞ‬نرحلة‪ ،‬فهو مل يىػلي ٍمو على خطئو أك يىذ يك ٍره‬
‫لو‪ ،‬كإ‪٧‬نا مباشرةن قدـ لو التوجيو ا‪ٞ‬نناسب؛ ففي ا‪ٜ‬نديث الذم ركاه عمر بن أيب سلمة أنو قاؿ‪:‬‬
‫ص ٍح ىف ًة‪ ،‬فى ى‬
‫قاؿ‬ ‫يش ُب ال ر‬ ‫سوؿ اهللً ‪-‬صلرى اهلل عليو كسلرم‪ -‬كىكانى ً ً‬ ‫ت ُب حج ًر ر ً‬
‫ت يىدم تىط ي‬ ‫ى ٍ‬ ‫ي‬ ‫ىٍ ى‬ ‫(كٍن ي‬
‫ً‬
‫يك) (مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صَِّ‪ ،‬حَُِِ)‬ ‫ًيل‪ :‬يا غي ىبل يـ‪ ،‬ىسم اللروى‪ ،‬ىكيك ٍل بيى ًمينً ى‬
‫ك‪ ،‬ىكيك ٍل ‪٣‬نرا يىل ى‬
‫فالنب صلى اهلل عليو كسلم قدـ التوجيهات للطفل مباشرة دكف لوـ أك عتاب‪ ،‬كدكف الَّتكيز‬
‫على ا‪ٝ‬نطاء‪ ،‬فا‪ٟ‬ندؼ من التوجيو ىو إصبلح السلوؾ ا‪ٝ‬ناطٌ كليس إشعار الطفل با‪ٜ‬نزف‬
‫كاالنكسار نتيجة ىذا ا‪ٝ‬نطاء الذم ىو غالبان ناتج عن طبيعتو كصغر سنو‪.‬‬

‫ْ‪ -‬العواقب ال العقاب للطفل في السنة النبوية‪:‬‬


‫كىذا من أ‪٤‬نح طرؽ التهذيب‪ ،‬كىو أف ‪٤‬نعل لكل تصرؼ خاطٌ عاقبةن تتناسب معو‪،‬‬
‫كخصوصا الضرب ‪٩‬نعلو يشعر بالغضب كعدـ احَّتاـ حقوقو‪،‬‬ ‫ن‬ ‫فاستخداـ العقاب مع الطفل‬
‫كييشعًره با‪ٝ‬نوؼ‪ ،‬كىذا يدمر عبلقة الطفل بوالديو‪ ،‬بينما ترؾ الطفل يتحمل العواقب ا‪ٞ‬نَّتتبة‬
‫الدي ًن‪ ،‬كييشعًره بأنو شخص‬ ‫على أفعالو ‪٩‬نعلو يىشعير باالحَّتاـ لشخصيتو‪ ،‬كيعزز العبلقة مع الو ى‬
‫مستقل‪.‬‬
‫فالطفل الذم يصدر منو خطأ‪ ،‬كيرغب ا‪ٞ‬نريب ُب تعديل ىذا ا‪ٝ‬نطأ كتنبيو الطفل إليو‪،‬‬
‫‪٩‬نب عليو أف ييشعًره بعواقب ىذا ا‪ٝ‬نطأ‪ ،‬كلعل من أ‪٤‬نح الوسائل اليت تيشعًر الطفل ِنطئو‪:‬‬
‫يدؿ على ذلك من سنتو ‪-‬صلى اهلل‬ ‫حرمانىو من التشجيع أك ا‪ٞ‬ندح كالثناء الذم اعتاد عليو‪ ،‬ي‬
‫عليو كسلم ما يلي‪:‬‬
‫الحديث األول‪ :‬ما ىركتٍو عائشة رضي اهلل عنها ُب قصة اإلفك‪ ( :‬ىكيىًريبيًين ًُب ىك ىجعًي‪ ،‬أين‬
‫ض‪ ،‬إر‪٧‬نا يى ٍد يخ يل‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ٌن ٍأمىر ي‬‫ت ىأرل منو ح ى‬ ‫ف الذم يكٍن ي‬ ‫ال ىأرل م ىن النرب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬اللطٍ ى‬
‫و‬
‫ت ‪( )...‬البخارم‪،‬‬ ‫حّت نىػ ىق ٍه ي‬
‫ذلك ر‬ ‫بشيء ًمن ى‬ ‫كيف تًي يك ٍم؟ ال أ ٍشعيير ى‬
‫يقوؿ‪ :‬ى‬ ‫فيي ىسل يم‪ٍ ،‬بير ي‬
‫َُِٗـ‪ ،‬صَِٓ‪ ،‬حُِٔٔ)‪ .‬فقد ذكر ابن حجر (ُّٕٗق) أف عائشة رضي اهلل عنها‬
‫استدلت هبذه ا‪ٜ‬نالة على أهنا استشعرت منو بعض ا‪ٛ‬نفاء (صْٓٔ)‪ ،‬كعائشة ُب كاقعة اإلفك‬
‫كانت طفلةن صغًننة‪ ،‬فقد قالت عنها بىًريرة عندما سأ‪ٟ‬نا رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬عن‬
‫ت ٍأمنرا أ ٍكثىػىر ًمن أنػ ىرها ىجا ًريىةه ىح ًديثىةي‬ ‫ت ًمن و‬
‫شيء ي ًريب ً‬ ‫عائشة‪ ...( :‬ىل رأىي ً‬
‫ت‪ :‬ما ىرأىيٍ ي‬
‫ك؟ قالى ٍ‬ ‫ىي‬ ‫ٍ ىٍ‬
‫ََُ‬
‫ٌن أىلًها‪ ،‬فىػتأٌٍب الد ً‬ ‫ً‬
‫راج ين فىػتىأٍ يكليوي) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صٕٗٔ‪ ،‬ح‬ ‫السن‪ ،‬تىػنى ياـ عن ىعج ً ٍ ى ى‬
‫ّٕٗٔ)‪ ،‬كمل تعتد عائشة رضي اهلل عنها من النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬إال ‪١‬نبرتىها كالترلطف‬
‫كثًنا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عد التهمة اليت نيسبت إليها افتىػ ىق ىدت لطفو كحسن تعاملو‪ ،‬فحزنت كتأ‪ٞ‬نت لذلك ن‬ ‫معها‪ ،‬كبى ى‬
‫فدؿ ىذا ا‪ٜ‬نديث كىذا التصرؼ النبوم مع عائشة رضي اهلل عنها على عظم تأثًن ىذا‬
‫األسلوب‪ ،‬كأنو من أ‪٤‬نح أساليب العقاب اليت يتم هبا تعديل السلوؾ‪ ،‬فهو ييشعًر ا‪ٞ‬نَّتيب ِنطئو‬
‫ك‪٪‬نملو مسؤكليتو‪.‬‬
‫كترل مرىج (َُِٔـ) أف العقاب الذم يعتمد على التأنيب كاالنتقاد كضرب الطفل‬
‫أساليب أخرل‪ ،‬كذكرت من ىذه‬ ‫ى‬ ‫غًن فىػ ٌعاؿ على ا‪ٞ‬ندل البعيد؛ لذلك ال بد أف نلجأ إىل‬
‫األساليب البديلة للعقاب الصارـ‪ :‬نزع االمتيازات؛ كعدـ اللعب ُب ا‪ٝ‬نارج ك‪٥‬نوىا (صُِٗ)‪،‬‬
‫كمن االمتيازات اليت ‪٬‬نكن سحبها منو‪ :‬األلقاب اليت يينادل هبا‪ ،‬أك عدـ اللعب معو‪ ،‬فهذه‬
‫األساليب تيشعًر الطفل با‪ٝ‬نطأ كتدفعو لتعديلو كاالعتذار عنها‪.‬‬
‫كا‪ٞ‬نَّتيب أيضان ُناجة إىل الشعور بالقدرة على ْناكز ا‪ٝ‬نطاء كإصبلح األمر ‪ ،‬كاالستفادة‬
‫من ىذا ا‪ٝ‬نطاء إلصبلح نفسو مستقببلن ‪.‬‬
‫الحديث الثاني‪ :‬عن أسامة بن زيد رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬بػعثىػنىا ر ي ً‬
‫سوؿ اللرو ‪-‬صلرى اهللي‬ ‫ىى ى‬
‫صا ًر ىر يج نبل ًمٍنػ يه ٍم‪،‬‬ ‫ً‬
‫ت أنىا ىكر يج هل م ىن األنٍ ى‬
‫ً‬
‫اى ٍم‪ ،‬ك ى‪ٜ‬ن ٍق ي‬
‫ً‬
‫عليو كسلرم‪ -‬إىل ا‪ٜ‬نيىرقىة‪ ،‬فى ى‬
‫صبر ٍحنىا ال ىق ٍوىـ فىػ ىهىزٍمنى ي‬
‫حّت قىػتىػ ٍلتيوي‪ ،‬فىػلى رما قى ًد ٍمنىا بىػلى ىغ‬
‫صا ًرم‪ ،‬فىطى ىعٍنتيوي يبرًٍ‪١‬ني ر‬ ‫ف األنٍ ى‬ ‫فىػلى رما ىغ ًشينىاهي‪ ،‬قى ىاؿ‪ :‬ال إلىوى رإال اللروي‪ ،‬فى ىك ر‬
‫لت‪ :‬كا ىف‬ ‫النب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬فىػ ىق ىاؿ‪ :‬يا أي ىس ىامةي‪ ،‬أقىػتىػ ٍلتىوي بىػ ٍع ىدما قى ىاؿ‪ :‬ال إلىوى رإال اللروي؟! قي ي‬ ‫ر‬
‫ذلك اليى ًوـ" (البخارم‪،‬‬ ‫ت قىػٍب ىل ى‬ ‫أسلى ٍم ي‬‫ت أين ىملٍ أ يك ٍن ٍ‬ ‫حّت ىٕنىنػٍري ي‬
‫يمتىػ ىعو نذا‪ .‬فىما ىز ىاؿ يي ىكريرىىا‪ ،‬ر‬
‫َُِٗـ‪ ،‬صٖٕٕٔ‪ ،‬ح ِْٗٔ)‪ .‬فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬بعد ىذه الواقعة أ رمىره على‬
‫أكب من ذلك رغم ًصغىر سنو‪ ،‬كشعر الناس أف ىذه ا‪ٞ‬نهمة رّنا ينوء هبا أسامة بن زيد‬ ‫جيش ى‬
‫مستحق ‪ٟ‬نا‪ ،‬فعن ابن عمر رضي‬ ‫رضي اهلل عنو‪ ،‬فبػ رٌن رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬أنو ً‬
‫ى‬
‫بن ىزيٍ ود‪،‬‬ ‫يس ىامةى ى‬ ‫سوؿ اللرو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬بىػ ٍعثنا‪ ،‬كأىرمىر عليهم أ ى‬
‫ثر ي ً‬
‫اهلل عنهما‪ ،‬قاؿ‪( :‬بىػ ىع ى ى‬
‫كقاؿ‪ :‬إ ٍف تىطٍ ىعنيوا ُب ىإم ىارتًًو‪ ،‬ف ىق ٍد يكٍنتي ٍم تىطٍ ىعنيو ىف ُب ىإم ىارةً أبً ًيو ًمن قىػٍبلً ًو‪ ،‬ك ٍاميي اللر ًو‬ ‫فىطيعً ىن ُب ىإم ىارتًًو‪ ،‬ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫إيل بىػ ٍع ىدهي)‬
‫راس ىر‬ ‫أحب الن ً‬ ‫إيل‪ ،‬كإ رف ىذا لىم ٍن ى‬ ‫راس ىر‬ ‫أحب الن ً‬ ‫إ ٍف كا ىف ى‪ٝ‬نىلي نقا ل ًٍئل ٍمىرةً‪ ،‬كإ ٍف كا ىف لىم ٍن ى‬
‫(البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صَٕٕٗ‪ ،‬ح ُٕٖٕ)‪.‬‬

‫َُُ‬
‫فإدراؾ ا‪ٞ‬نَّتيب لعواقب سلوكياتو من أ‪٤‬نح أساليب العقاب اليت يتم هبا تعديل السلوؾ‪،‬‬
‫فهو ييشعًر ا‪ٞ‬نَّتيب ِنطئو ك‪٪‬نملو مسؤكليتو كيدفعو للتغًن لؤلفضل‪.‬‬

‫ٓ‪ -‬ف هم االعتقاد خلف سلوك الطفل في السنة النبوية‪:‬‬


‫الدي ًن‪ ،‬لذلك كجب على‬ ‫قد يلجأ الطفل للكثًن من السلوكيات ا‪ٞ‬نزعجة؛ ليثًن اىتماـ الو ى‬
‫ا‪ٞ‬نريب معرفة الدكافع النرفسيرة خلف ىذا السلوؾ؛ ‪ٞ‬نعا‪ٛ‬نة أصل ىذه ا‪ٞ‬نشكلة بدؿ أعراضها‪،‬‬
‫فلكل سلوؾ ظاىرم للطفل فكرة أدت إليو‪.‬‬
‫كمن أمثلة ىذه السلوكيات‪ :‬السرقة‪ ،‬فإف أى رم يخطٍوة ‪ٞ‬نعا‪ٛ‬نة ىذا السلوؾ ىو فىػ ٍهم‬
‫عددا من دكافع السرقة عند الطفل ‪،‬‬ ‫األسباب كالدكافع كراءه‪ ،‬فقد ذكر أبو السعد (َُِٖـ) ن‬
‫من أ‪٨‬نها‪ :‬عدـ كضوح مفهوـ ا‪ٞ‬نًٍلكية الفردية لدل الطفل‪ ،‬أك قد يكوف نتيجة ا‪ٜ‬نرماف من‬
‫األبوي ًن كاىتمامهم‪ ،‬أك نتيجة للدالؿ‬ ‫متطلبات حياتو الشرخصيرة‪ ،‬أك يكوف ‪١‬ناكلةن إلثارة انتباه ى‬
‫س على ىذا الكثًن من السلوكيات األخرل؛ لذلك‬ ‫الزائد أك ا‪ٝ‬نوؼ من العقاب (صّٗ) كقً‬
‫ٍ‬
‫على ا‪ٞ‬نريب ْناكز التفكًن السطحي كاألحكاـ ا‪ٛ‬ناىزة على سلوكيات الطفل‪ ،‬كيبحث عن‬
‫الدكافع اليت تكوف خلف ىذا السلوؾ‪.‬‬
‫كلعل من أكضح األمثلة على إدراؾ النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ٞ -‬نا ىو خلف سلوؾ‬
‫وؿ اللر ًو صلرى اهللً‬ ‫الطفل كا‪ٞ‬نسبب لو‪ :‬ما ركاه أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪ ( :‬ىكا ىف ىر يس ي‬
‫ى‬
‫ب! ىكًُب نىػ ٍف ًسي أى ٍف‬ ‫ً‬ ‫راس خلينقا‪ ،‬فىأىرسلىًين يػوما ً‪ٜ‬ن و‬ ‫ً‬
‫ت‪ :‬ىكاهلل الى أى ٍذ ىى ي‬ ‫اجة‪ ،‬فىػ يق ٍل ي‬
‫ٍ ى ىٍ ن ى ى‬ ‫ىح ىس ىن الن ً ي‬ ‫ىعلىٍيو ىك ىسلر ىم أ ٍ‬
‫أى ٍذىب لًما أىمرًين بًًو نىًب اللر ًو ‪-‬صلرى اهلل عليو كسلرم‪ -‬فىخرجت ح رّت أىمر علىى ًصبػي و‬
‫اف ىكيى ٍم‬ ‫ٍى‬ ‫ىى ٍ ي ى ي ى‬ ‫ي‬ ‫ى ى ى ىى‬
‫ام ًم ٍن ىكىرائًي‪ ،‬قى ىاؿ‪:‬‬ ‫وؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهلل عليو كسلرم‪ -‬قى ٍد قىػب ى ً‬
‫ض ب ىق ىف ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬
‫يػ ٍلعبو ىف ًُب الس ً‬
‫وؽ‪ ،‬فىًإذىا ىر يس ي‬ ‫ى ىي‬
‫ب يىا‬ ‫ت‪ :‬نىػ ىع ٍم! أىنىا أى ٍذ ىى ي‬‫ك؟ قيػ ٍل ي‬ ‫ث أ ىىم ٍرتي ى‬
‫ت ىحٍي ي‬ ‫س‪ ،‬أى ىذ ىىٍب ى‬‫ك‪ ،‬فىػ ىق ىاؿ‪ :‬يىا أينىػٍي ي‬
‫ض ىح ي‬ ‫ت إًلىٍي ًو ىكيى ىو يى ٍ‬
‫فىػنىظىٍر ي‬
‫وؿ اللر ًو) (مسلم‪ َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُِٓ‪ ،‬حّْٓٗ) فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬تعامل‬ ‫ىر يس ى‬
‫مع أنس بن مالك ُنلم كحكمة‪ ،‬كأدرؾ أف عدـ تلبية أنس بن مالك ‪-‬رضي اهلل عنو‪ -‬لطلبو‬
‫ليس عصيانا‪ ،‬بل ىو نتيجة حاجتو ُب مرحلة الط يفولة إىل اللعب‪.‬‬

‫َُِ‬
‫ٔ‪ -‬األطفال يتصرفون بشكل أفضل عندما يشعرون بشعور جيد في السنة النبوية‪:‬‬
‫األطفاؿ يشعركف بشعور جيد عند كجود عدد من العوامل كمن أىم ىذه العوامل اليت‬
‫جيدا‪ ،‬تقدير أفكاره‪ ،‬كشكر جهوده‪ ،‬كاجتماعات األسرة‬ ‫تساعد على جعل شعور الطفل ن‬
‫الد ًيو‪ ،‬كالعناؽ كالسبلـ كغًنىا‪.‬‬
‫الدكرية‪ ،‬كاالجتماعات ا‪ٝ‬ناصة بالط ٍفل كأحد ك ى‬
‫كا‪ٞ‬نتأمل ُب سًنة النب ‪١‬نمد ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪٩ -‬ند أنو ىو القدكة األكىل ُب التعامل‬
‫ىح ندا كا ىف أ ٍىر ىح ىم بالعًيى ًاؿ ًمن‬
‫ت أى‬
‫مع الطفل‪ ،‬فعن أنس بن مالك رضي اهلل عنو قاؿ‪" :‬ما ىرأىيٍ ي‬
‫ً ً‬
‫ىرسوؿ اهلل ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪( "... -‬مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صّٔ‪ ،‬حُِّٔ) فكاف ن‬
‫رحيما‬
‫ُب تعاملو مع الطفل يقبلهم ك‪٪‬ننو عليهم كيعتب على من يقسو عليهم‪ ،‬ك‪٣‬نا يدؿ على ر٘نتو‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫الحديث األول‪ :‬ما جاء من أحاديث مسلم‪ ،‬باب ُب ر٘نة رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫اس ًمن‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كسلم‪ -‬للصبياف كالعياؿ كالرقيق‪ ،‬حديث ىعائ ىشةى رضي اهلل عنها‪ ،‬قىالىت‪( :‬قىد ىـ نى ه‬
‫صلرى اللروي ىعلى ًيو ىك ىسلر ىم‪ -‬فىػ ىقاليوا‪ :‬أىتيػ ىقبػليو ىف ًصبيىانى يكم؟ فىػ ىقاليوا‪ :‬نىػ ىعم‪،‬‬ ‫ً ً‬
‫ىعراب ىعلىى ىر يسوؿ اللرو ‪ -‬ى‬
‫األ ً‬
‫ى‬
‫ً‬
‫ك أ ٍف ىكا ىف اللروي نىػىز ى‬
‫ع‬ ‫صلرى اللروي ىعلى ًيو ىك ىسلر ىم‪ :-‬ىكأىمل ي‬ ‫قىاليوا‪ :‬لى ًكنرا كاللر ًو ما نػي ىقبل! فىػ ىق ىاؿ رس ي ً‬
‫وؿ اللرو ‪ -‬ى‬ ‫ىي‬ ‫ى ى ي‬
‫ًمن يكم الر٘نىةى؟) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُِٕٓ‪ ،‬ح ٖٗٗٓ) (مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صْٖٕ‪،‬‬
‫حُِّٕ)‪ .‬فتقبيل الطفل يشعره بالقبوؿ كالتقدير لو‪ ،‬فيشعر باحملبة كالسعادة بسبب العاطفة‬
‫غمر هبا فيتصرؼ بشكل جيد‪.‬‬ ‫اليت يي ى‬
‫ال ح دي ث ال ث ان ي‪ :‬مػا ركاه جػابػر بػن سػمرة رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬صلريت مع رسوًؿ اهللً‬
‫ىٍ ي ى‬
‫ًً‬
‫استىػ ٍقبىػلىوي ًكلٍ ىدا هف‪ ،‬فى ىج ىع ىل‬
‫ت معوي‪ ،‬فى ٍ‬
‫يكىل‪ٍ ،‬بير ىخىر ىج إىل أ ٍىىلو ىك ىخىر ٍج ي‬ ‫‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬ى‬
‫ص ىبلةى األ ى‬
‫ت لًيى ًدهً بىػ ٍرندا‪ ،‬أ ٍىك‬ ‫قاؿ‪ :‬ىكأىرما أىنىا فى ىم ىس ىح ىخدم‪ ،‬ى‬
‫قاؿ‪ :‬فىػ ىو ىج ٍد ي‬ ‫اح ندا‪ ،‬ى‬ ‫‪٬‬نىٍسح خدرم أ ً ً ً‬
‫اح ندا ك ً‬
‫ىحدى ٍم ىك ى‬ ‫ىي ى ٍ ى‬
‫ىخىر ىج ىها ًمن يج ٍؤنىًة ىعطرا ور) (مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صَْٖ‪ ،‬حِِٓٓ)‪.‬‬ ‫ًر‪٪‬ننا ىكأر‪٧‬نا أ ٍ‬
‫كركل مسلم (َُِٗـ) عن أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪" :‬أف رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل‬
‫لماف فسلر ىم عليهم" (صُْٖ‪ ،‬ح َِْٓ)‪ ،‬فالسبلـ على الطفل‬ ‫عليو كسلم‪ -‬مر على ًغ و‬
‫يكسبو الشعور باحملبة مع من حولو‪ ،‬كيكسبو الثقة بنفسو‪ ،‬فاألطفاؿ الذين يعيشوف ُب بيئة‬
‫ٓنيط هبا احملبة كالر٘نة ‪٬‬نتلكوف الصحة النرفسيرة ا‪ٛ‬نيدة‪ ،‬اليت تؤىلهم للتعامل ا‪ٞ‬نتزف كالسليم مع‬

‫َُّ‬
‫مشكبلت ا‪ٜ‬نياة‪ ،‬كسيكوف لذلك أثر على أدائهم للمهمات كاألعماؿ اليت تيوىكل إليهم‪،‬‬
‫فيؤدكهنا بانطبلؽ كحيوية دكف قلق أك خوؼ‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪ ،‬كاليت استنبطتها‬
‫ك‪٣‬نا سبق؛ يتضح أف مبادئ ر‬
‫الباحثة من أحاديث النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ستٌة مبادئ‪ ،‬ىي‪ :‬اإلنصات الفعاؿ‪،‬‬
‫كاالحَّتاـ ا‪ٞ‬نتبادؿ‪ ،‬كالَّتكيز على ا‪ٜ‬نلوؿ بدؿ اللوـ‪ ،‬كالعواقب ال العقاب‪ ،‬كفهم االعتقاد خلف‬
‫السلوؾ‪ ،‬كاألطفاؿ يتصرفوف بشكل جيد عندما يشعركف بشعور جيدػ كيتوافق بعض ما ذكر ُب‬
‫ىذه ا‪ٞ‬نبادئ مع بعض نتائج عدد من الدراسات السابقة منها دراسة ىناء أبو شهبة‬
‫(ََِٕـ) كدراسة حسٌن (َُِِـ) كدراسة ٗنعة (ََِٓـ)‪.‬‬

‫َُْ‬
‫الفصل السادس‬

‫أساليب التربية النفسية للطفل في السنة‬


‫النبوية‬
‫ا‪ٞ‬نبحث األكؿ‪ :‬مفهوـ األساليب‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب‬
‫ا‪ٞ‬نبحث الثاين‪ :‬أساليب ر‬
‫السنرة النربويرة‬
‫أساليب التربية النفسية للطفل في السنة النبوية‪.‬‬

‫الَّتبية النرفسيرة ا‪ٞ‬نتميزة من‬


‫لقد استطاع النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬أف يريب الطفل ر‬
‫خبلؿ عدة أساليب‪ ،‬كستتناكؿ الباحثة ىذه ألساليب ُب ىذا الفصل‪ ،‬كالذم ىو إجابة‬
‫للسؤاؿ الرابع من أسئلة الدراسة‪ ،‬من خبلؿ مبحثى ً‬
‫ٌن ‪٨‬نا‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األساليب‪.‬‬
‫األسلوب في اللغة‪" :‬الطريق أك الوجهة كا‪ٞ‬نذىب" (ابن منظور‪ََِّ ،‬ـ‪ ،‬صّْٕ)‪.‬‬
‫أما في االصطالح‪" :‬فهو الطريقة العملية اإلجرائية ‪ٞ‬نعا‪ٛ‬نة األمور ر‬
‫الَّتبويرة لتحقيق‬
‫أىدافها" (احمليميد‪ُُِْ ،‬ق‪ ،‬صُّ)‪.‬‬
‫الَّتبويرة اليت يستخدمها ا‪ٞ‬نريب لتنشئة‬
‫ؼ ا‪ٜ‬نازمي األساليب (ُّّْق) "بأهنا الطرؽ ر‬ ‫كعر ى‬
‫ا‪ٞ‬نربٌن التنشئة الصا‪ٜ‬نة" (صّْٓ)‪.‬‬
‫الَّتبويرة ا‪ٞ‬نستنبىطة من سنة النب‬
‫ؼ األساليب بأهنا‪ :‬الطرؽ ر‬‫كالباحثة فػي ىذه الدراسة تعر ي‬
‫‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كاليت يستخدمها ا‪ٞ‬نريب ُب تربية الطفل تربية نفسيٌة متميزة‪ .‬فهذا‬
‫التعريف يشَّتؾ مع التعريفات السابقة بأف األسلوب ىو الطريقة‪ ،‬لكن االختبلؼ ىو ُب‬
‫رفسي للطفل‪.‬‬‫اقتصار تعريف األسلوب ُب ىذه الدراسة على ا‪ٛ‬نانب الن ٌ‬

‫َُٔ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أساليب التربية النفسية للطفل في السنة النبوية‪.‬‬

‫ُ‪ -‬أسلوب صحبة الطفل في السنة النبوية‪:‬‬


‫كبًنا ُب التأثًن على نفسيٌة الطفل كتربيتو‪ ،‬كىي من أبرز األساليب‬
‫دكرا ن‬
‫تلعب الصحبة ن‬
‫‪٤‬ناحا؛‬
‫كأكثرىا فاعلية‪ ،‬فقد ذكر أبو عراد (َُِٓـ) أنو الصحبة من أشهر األساليب كأكثرىا ن‬
‫كذلك لًتىوافيًقها مع طبيعة النفس البشرية اليت ُب الغالب ٕنيل إىل التقليد كاحملاكاة‪ ،‬كال سيما‬
‫خبلؿ ا‪ٞ‬نراحل األكىل من عمر اإلنساف‪ ،‬كاليت يتأثر خبل‪ٟ‬نا بغًنه كيتخذ ‪٣‬نن حولو قدكنة لو‬
‫(صُّٖ)‪ ،‬كالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كاف من ىى ٍد ًيو صحبة الطفل ُب كافة ا‪ٞ‬نيادين من‬
‫غًن تأفف أك استعبلء؛ ألف صحبة الطفل للكبار ْنعلو يتعلم منهم فتيه رذب ركحو كتتحسن‬
‫عاداتو‪.‬‬
‫كلعل من أبرز النماذج على ذلك‪:‬‬
‫النموذج األول‪ :‬ىو صحبة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ألنس بن مالك ‪-‬رضي اهلل‬
‫كعظىم تأثًنىا‪ ،‬فأنس بن مالك ‪-‬رضي اهلل‬ ‫عنو‪ -‬فهي من أكضح األمثلة على أ‪٨‬نية الصحبة ً‬
‫كص ًحبىو ع ٍشىر سنٌن‪ ،‬فكاف نتيجة ذلك‪ :‬أف نقل عنو‬ ‫عنو‪ -‬خدـ النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ى‬
‫الكثًن من العلم كاألحاديث كا‪ٞ‬نواقف‪ ،‬منها‪:‬‬
‫النب ‪-‬صلرى اهللي عليو‬ ‫صا ًرم ‪ -‬ككا ىف تىبً ىع ر‬ ‫ًو‬ ‫ما كرد ُب البخارم‪( :‬أ ٍ ً‬
‫بن ىمالك األنٍ ى‬ ‫س ي‬ ‫ىخبىػىرين أنى ي‬
‫كج ًع النب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪-‬‬ ‫كسلرم‪ -‬كخ ىدمو ً‬
‫‪ٟ‬نم ُب ى‬ ‫صلي ٍ‬ ‫كصحبىوي ‪ -‬أ رف أبىا بى ٍك ور كا ىف يي ى‬ ‫ى ىي ى‬
‫ف النب ‪-‬صلرى اهللي‬
‫وؼ ُب ال ر ً‬
‫ص ىبلة‪ ،‬فى ىك ىش ى‬ ‫ص يف ه‬‫كى ٍم ي‬
‫ٌن ي‬ ‫ُب فً ًيو‪ ،‬ر‬
‫حّت إ ىذا كا ىف يىػ ٍويـ ًاالثٍػنىػ ٍ ً‬
‫الذم تيػ يو ى‬
‫صح و‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ك‪،‬‬ ‫ض ىح ي‬ ‫ف‪ٍ ،‬بير تىػبى رس ىم يى ٍ‬ ‫عليو كسلرم‪ -‬سٍتػىر ا‪ٜ‬ني ٍجىرةً يىػٍنظيير إلىٍيػنىا كىو قىائ هم ىكأ رف ٍ‬
‫كج ىهوي ىكرقىةي يم ٍ ى‬
‫ص أبو بى ٍك ور علىى ىع ًقبىػٍي ًو‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫فىػ ىهػ ىمػ ٍمػنىا أ ٍف نػى ٍفػتىػتػ ىن مػ ىن الػ ىفػىرًح بػ يرٍؤيىػة الػنبػي ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬فىػنى ىك ى‬
‫ص ىبلةً‪ ،‬ى‬ ‫لًيػ ً‬
‫فأش ىار إلىٍيػنىا النب‬ ‫ًج إىل ال ر‬ ‫ف‪ ،‬كظىػ رن أ رف الػنػبػ ري ‪-‬صػلرػى اهللي عػليو كسلرم‪ -‬ىخار ه‬ ‫صػ ر‬ ‫صػ ىل ال ر‬ ‫ى‬
‫وم ًو) (َُِٗـ‪ ،‬ص‬ ‫‪-‬صلرى اهلل عليو كسلرم‪ -‬أ ٍف ًإٔنوا ص ىبلتى يكم كأىرخى السٍتػر فىػتيػوُب ًمن ي ً‬
‫ى‬ ‫ى يى‬ ‫ى ٍ ٍى‬ ‫ي‬
‫ٕٖٔٓ‪ ،‬ح َٖٔ)‪ .‬فما كاف لينقل لنا أنس رضي اهلل عنو ىذا ا‪ٞ‬نوقف لوال صحبتو للنب صلى‬
‫اهلل عليو كسلم‪.‬‬
‫كذلك نقلو رضي اهلل عنو ‪ٞ‬نوقف النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مع أخيو عمًن‪ ،‬كعظيم‬
‫خلق النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كر٘نتو بالصغًن؛ فقد ركل أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪،‬‬
‫َُٕ‬
‫اؿ لو‪ :‬أبو عي ىم ٍوًن‬ ‫أخ يػي ىق ي‬
‫راس يخلينقا‪ ،‬ككا ىف يل ه‬ ‫أح ىس ىن الن ً‬‫قاؿ‪( :‬كا ىف النرب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ٍ -‬‬
‫ب بو‪،‬‬ ‫و‬ ‫قاؿ‪ً ً :‬‬
‫قاؿ‪ :‬يا أبىا عي ىم ًٍن‪ ،‬ما فىػ ىع ىل النػغىٍيػ ير؟ نػيغىهر كا ىف يىػ ٍل ىع ي‬
‫يما‪ -‬ككا ىف إ ىذا ىجاءى ى‬ ‫أحسبيوي فىط ن‬ ‫‪ -‬ى ٍ‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫وـ‬
‫وـ كنىػ يق ي‬‫ض يح‪ٍ ،‬بير يىػ يق ي‬ ‫س كيػيٍن ى‬ ‫ص ىبل ىة كىو ُب بىػٍيتنىا‪ ،‬فىػيىأٍ يم ير بالب ىساط الذم ىٍٓنتىوي فييكٍنى ي‬
‫ضىر ال ر‬
‫فىػ يرّنرا ىح ى‬
‫صلي بنىا) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُُُّ‪ ،‬ح َُِٔ)‪ .‬كلقد كاف لصحبتو للنب ‪-‬‬ ‫ىخ ٍل ىفوي‪ ،‬فيي ى‬
‫سبب ُب هتذيب خلقو‪ ،‬كركاية الكثًن‬ ‫صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كنشأتو منذ صباه ٓنت رعايتو‪ ،‬ه‬
‫من األحاديث عن رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كاليت ٓندث فيها عما رآه ك‪ٚ‬نعو منو‪.‬‬
‫النموذج الثاني‪ :‬ابن عباس رضي اهلل عنهما كاف طفبلن كينقل لنا ما حدث ُب ليلتو اليت‬
‫باهتا عند رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كتأثره بصحبتو صلوات ريب كسبلمو عليو‪ ،‬فعن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫لت ى‪ٟ‬نىا‪ :‬إذىا قى ىاـ‬ ‫ابن عباس رضي اهلل عنو قاؿ‪( :‬بًت لىٍيػلىةن عٍن ىد ىخالىيت ىمٍي يمونىةى بٍنت ا‪ٜ‬نىا ًرث‪ ،‬فىػ يق ي‬
‫سوؿ اهللً ‪-‬صلرى اهلل عليو كسلرم‪ -‬فأي ًق ًظ ًيين‪ .‬فىػ ىقاـ ر ي ً‬
‫ت‬ ‫سوؿ اهلل ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬فىػ يق ٍم ي‬ ‫ىى‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ىر ي‬
‫بش ٍح ىم ًة‬‫ت يىأٍ يخ يذ ى‬ ‫ت إ ىذا أى ٍغ ىفٍي ي‬ ‫فأخ ىذ بيى ًدم فى ىج ىعلىًين ًمن ًشق ًو ٍ‬
‫األ‪٬‬نى ًن‪ ،‬فى ىج ىع ٍل ي‬
‫ً‬
‫إىل ىجٍنبًو األيٍ ىس ًر‪ ،‬ى‬
‫ً‬ ‫أيذيًين‪ ،‬ى‬
‫ٌن لو‬ ‫ى‪ٚ‬نى يع نىػ ىف ىسوي ىراق ندا‪ ،‬فىػلى رما تىػبىػ ر ى‬
‫حّت إين أل ٍ‬ ‫احتى ىب ر‬
‫إح ىدل ىع ٍشىرىة ىرٍك ىعةن‪ٍ ،‬بير ٍ‬ ‫صلرى ٍ‬ ‫قاؿ‪ :‬فى ى‬
‫ٌن) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬ص ُٕٔ‪،‬ح ّٕٔ)‪ .‬كىذا ا‪ٜ‬نديث يدؿ‬ ‫ٌن ىخ ًفي ىفتىػ ٍ ً‬
‫صلرى رٍك ىعتىػ ٍ ً‬
‫ال ىف ٍج ير ى ى‬
‫على حاجة الطفل إىل أف يكوف الوالداف قدكنة حسنةن لو‪ ،‬فقد ذكر يس ىويد (ُُِْق) أف‬
‫األطفاؿ الناشئٌن يراقًبوف سلوؾ كالديهم كيقتدكف هبم‪ ،‬فإف كجدكا كالديهم صادقٌن سينشؤكف‬
‫على الصدؽ‪ ،‬كىكذا ُب باقي األمور (صَٗ)‪.‬‬
‫كلقد ذكر داغستاين كإ‪ٚ‬ناعيل (ُّْٖق) أف من العوامل اليت تؤثر على تنمية شخصية‬
‫الطفل ىي البيئة االجتماعية احمليطة بو‪ ،‬كتتمثل ُب األشخاص احمليطٌن بالط ٍفل من آباء كأفراد‬
‫العائلة‪ ،‬كأصدقاء كمعلمٌن ككل شخص يتواصل مع الطفل (صُٓ)‪.‬‬
‫لذلك كجب على ا‪ٞ‬نربٌن صحبة الطفل‪ ،‬فهي الطريق األسرع للتأثًن على شخصيتو‬
‫أيضا مراقبة اهلل تعاىل ُب حركاهتم كسكناهتم كتعاىد النفس بالتقول‪ ،‬كأٌال‬ ‫كتنميتها‪ ،‬كعليهم ن‬
‫يناقض قو‪ٟ‬نم عملهم‪ ،‬ككذلك على اآلباء ا‪ٜ‬نرص على إ‪٩‬ناد الصحبة الصا‪ٜ‬نة لؤلبناء لعظم‬
‫تأثًنىا عليهم‪ ،‬فإف أعظم ما يعٌن األبناء على االستقامة ىي مصاحبة األخيار؛ ألف اإلنساف‬
‫بطبعو يتأثر ّنن ‪٩‬نالس كيصاحب‪ ،‬كيكتسب من أخبلقهم‪.‬‬

‫َُٖ‬
‫ِ‪ -‬حسن النداء في السنة النبوية‪:‬‬
‫إف أكؿ ما يطرؽ ‪ٚ‬نع الطفل عند النداء ىو االسم الذم يينادل بو‪ ،‬فكلما كاف ىذا‬
‫االسم ‪١‬نبربنا كقريبنا لقلب الطفل‪ ،‬كانت االستجابة للنداء أسرع كأكمل؛ ألف مناداتو با‪ٚ‬نو‬
‫احملبرب لو تيشعًره باحملبة كالقرب‪ ،‬ككاف من ىديو ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مناداة األطفاؿ‬
‫الصغار باأللقاب يظهر ذلك ُب عدد من األحاديث منها‪:‬‬
‫الحديث األول‪ :‬ما ركاه أنس بن مالك رضي اهلل عنو قاؿ‪( :‬كا ىف النرب ‪-‬صلرى اهللي عليو‬
‫قاؿ‪ً ً :‬‬
‫يما‪ -‬ككا ىف إذىا‬ ‫أحسبيوي فىط ن‬‫اؿ لو‪ :‬أبو عي ىم ٍوًن ‪ -‬ى ٍ‬ ‫أخ يػي ىق ي‬
‫راس يخلينقا‪ ،‬ككا ىف يل ه‬ ‫أح ىس ىن الن ً‬ ‫كسلرم‪ٍ -‬‬
‫ص ىبلةى كىو ُب بىػٍيتًنىا‪،‬‬‫ضىر ال ر‬ ‫ب بو‪ ،‬فىػ يرّنرا ىح ى‬ ‫و‬
‫قاؿ‪ :‬يا أبىا عي ىم ًٍن‪ ،‬ما فىػ ىع ىل النػغىٍيػ ير؟ نػيغىهر كا ىف يىػ ٍل ىع ي‬ ‫ىجاءى ى‬
‫ً ً‬
‫صلي بنىا) (البخارم‪،‬‬ ‫وـ ىخ ٍل ىفوي‪ ،‬فيي ى‬‫وـ كنىػ يق ي‬
‫ض يح‪ٍ ،‬بير يىػ يق ي‬ ‫س كيػيٍن ى‬ ‫فىػيىأٍ يم ير بالب ىساط الذم ىٍٓنتىوي فييكٍنى ي‬
‫َُِٗـ‪ ،‬صُُُّ‪ ،‬ح َُِٔ)‪ .‬فتكنية النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬للطفل فيها تلطف‬
‫معو‪ ،‬كاحَّتاـ لو‪ ،‬كمراعاة ‪ٞ‬نشاعره‪.‬‬
‫ت ُب ىح ٍج ًر‬ ‫الحديث الثاني‪ :‬الذم ركاه عمر بن أيب سلمة رضي اهلل عنو أنو قاؿ‪( :‬كٍن ي‬
‫قاؿ ًيل‪ :‬يا غي ىبل يـ‪ ،‬ىسم‬ ‫ص ٍح ىف ًة‪ ،‬فى ى‬ ‫يش ُب ال ر‬ ‫سوؿ اهللً ‪-‬صلرى اهلل عليو كسلرم‪ -‬كىكانى ً ً‬ ‫ر ً‬
‫ت يىدم تىط ي‬ ‫ى ٍ‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫ً‬
‫يك ‪( )...‬مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صَِّ‪ ،‬حَُِِ)‪ .‬كُب ركاية‬ ‫ك‪ ،‬ىكيك ٍل ‪٣‬نرا يىل ى‬ ‫اللروى‪ ،‬ىكيك ٍل بيى ًمينً ى‬
‫ت يى ًدم‬ ‫سوؿ اللرو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬كىكانى ٍ‬
‫للبخارم أنو قاؿ‪( :‬كٍنت غي ىبلما ُب حج ًر ر ً ً‬
‫ىٍ ى‬ ‫ي ن‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ :-‬يا غي ىبل يـ‪ ،‬ىسم اللروى‪ ،‬كيك ٍل‬ ‫قاؿ يل ىر ي‬ ‫ص ٍح ىف ًة‪ ،‬فى ى‬‫يش ُب ال ر‬ ‫تىط ي‬
‫ً‬
‫لك ًط ٍع ىميت بىػ ٍع يد) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬جٗ‪ ،‬صَْٔ‪ ،‬ح‬ ‫ً‬
‫ت تً ى‬‫يك‪ .‬فىما ىزالى ٍ‬ ‫ك‪ ،‬كيك ٍل ‪٣‬نرا يىل ى‬ ‫بيى ًمينً ى‬
‫ّٕٔٓ)‪ .‬فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬اختار "يا غبلـ" ‪-‬اليت تعين‪ :‬الصب الصغًن‪ُ -‬ب‬
‫موقف تأديب كتعديل للسلوؾ ا‪ٝ‬ناطٌ‪ ،‬ككأنو قدـ العذر لو قبل أف يصلح خطأه‪ ،‬كىذا من‬
‫كجبا ‪ٝ‬ناطره؛ ليعرؼ أف خطأه ىو لصغر سنو‬ ‫تلطف النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مع الصغًن ن‬
‫كجهلو‪ ،‬كما أف كلمة "غبلـ" ٓنمل معىن احملبة كاإلخبلص ُب النصح كالقرب من الطفل‪.‬‬
‫كقد ذكر العلي (َُِٗـ) أف رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬يبدأ بعض أحاديثو‬
‫ا‪ٞ‬نوجهة لؤلطفاؿ بػ(يا غبلـ)؛ ألنو يوجو حديثو ُب ظاىره ‪ٞ‬نن ىو أمامو‪ ،‬فيبدأه با‪ٞ‬ننادل للتنبيو‬
‫كالَّتكيز‪ ،‬لكن ىذا النداء ‪٩‬نعلو نكرنة مقصودة‪ ،‬حيث يقوؿ‪" :‬يا غبلـ" رغم كجود ‪ٙ‬نسة أنواع‬
‫للنداء إال أنو اختار النكرة ا‪ٞ‬نقصودة؛ ألنو يوجو حديثو ُب باطنو كمعناه ‪ٛ‬نميع أطفاؿ‬

‫َُٗ‬
‫ا‪ٞ‬نسلمٌن‪ ،‬كذلك ‪ٜ‬نرصو ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬عليهم‪ ،‬كالستشعاره بأ‪٨‬نية ىذا ا‪ٛ‬نيل كضركرة‬
‫صحيحا (صِْ)‪.‬‬
‫ن‬ ‫توجيها‬
‫توجيهو ن‬
‫كذكر سويد (ُِْٓ) أف الصحابة رضواف اهلل عليهم نىػ ىهجوا منهج رسوؿ اهلل ‪-‬صلى‬
‫اهلل عليو كسلم‪ُ -‬ب النداء‪ ،‬فكانوا "ينادكف الطفل ا‪ٞ‬نسلم الذم أدرؾ كالده اإلسبلـ بالنداء‪( :‬يا‬
‫ابن أخي)كما قاؿ عمر بن خطاب البن عباس‪ :‬قل يا ابن أخي كال ٓنقر نفسك‪ .‬كأما الطفل‬
‫ا‪ٞ‬نسلم الذم مل يدرؾ كالده اإلسبلـ فكانوا ينادكنو‪ :‬يا بين" (صُّٓ)‪.‬‬
‫لذلك ى‪٪‬ن يسن با‪ٞ‬نريب عند مناداة الطفل أف يناديىو ّنا ييشعًره باحملبة كالشفقة‪ ،‬كمناداتو‪( :‬يا‬
‫خصوصا ُب مواقف النصح كالتأديب‪،‬‬ ‫ن‬ ‫بيين) فهي ٓنمل ُب معناىا التلطف كالتودد مع الطفل‬
‫خصوصا ُب ‪ٜ‬نظات النصح كالتأديب اليت يسيطر‬ ‫ن‬ ‫لذلك من ا‪ٝ‬نطأ ما يقع فيو بعض ا‪ٞ‬نربٌن‬
‫عليهم فيها الغضب‪ ،‬فينادم الطفل بعبارات جارحة لو كتقبيح ا‪ٚ‬نو‪ ،‬أك مناداتو ّنسميات‬
‫حيوانية ال تليق بو‪ ،‬فهذا النداء ‪٩‬نعل الطفل ينفر من الناصح كمن النصيحة كيرفضها‪.‬‬

‫ّ‪ -‬المدح والثناء في السنة النبوية‪:‬‬


‫حاجات اإلنساف متنوعة كمتعددة‪ ،‬كمنها‪ :‬ا‪ٜ‬ناجة للمدح كالثناء‪ ،‬كىي من أىم‬
‫ا‪ٜ‬ناجات النرفسيرة‪ ،‬فاإلنساف بفطرتو ‪٬‬نيل ‪ٞ‬نن ‪٬‬ندحو كيثين عليو‪ ،‬كالطفل أكىل كأحوج إىل أف‬
‫يسمع كلمات ا‪ٞ‬ندح كالثناء عليو؛ ‪ٞ‬نا ‪ٟ‬نا من أثر بالغ ُب تشجيعو كٓنفيزه‪ ،‬كتعزيز القيم لديو‪،‬‬
‫كتعديل سلوكياتو ا‪ٝ‬ناطئة؛ لذلك أرشد إليو النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كمارسو مع من حولو‬
‫من الصحابة ‪-‬رضواف اهلل عليهم‪ -‬كمع صغارىم كمن األحاديث اليت تدؿ على ذلك‪:‬‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى‬ ‫ت ىر ى‬ ‫الحديث األول‪ :‬كانت أـ خالد بنت خالد بن سعيد تقوؿ‪( :‬أتىػٍي ي‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ :-‬ىسنى ٍو‬ ‫أص ىف ير‪ ،‬قى ىاؿ ىر ي‬‫يص ٍ‬
‫ً‬
‫كعلى ري قىم ه‬‫اهللي عليو كسلرم‪ -‬مع ًأيب ى‬
‫اًب النبيػ روةً‪ ،‬فىػىزبىػىرًين ًأيب‪،‬‬
‫ت ألٍ ىعب ِنى ىً‬
‫ت‪ :‬فى ىذ ىىٍب ي ي‬
‫ًً‬ ‫سنىو ‪-‬قى ىاؿ ي ً‬
‫عبد اللرو‪ :‬كىي با‪ٜ‬نىبىشيرة‪ :‬ىح ىسنىةه‪ -‬قىالى ٍ‬ ‫ىٍ‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪:-‬‬ ‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ :-‬ىد ٍع ىها‪ٍ .‬بير قى ىاؿ ىر ي‬
‫قى ىاؿ ىر ي‬
‫حّت ذى ىكىر‪ ،‬يىػ ٍع ًين‪ً :‬من‬ ‫أبلًي كأىخلً ًقي‪ٍ ،‬بير أبلًي كأىخلً ًقي‪ٍ ،‬بير أبلًي كأىخلً ًقي‪ ،‬قى ىاؿ ي ً ً‬
‫ت ر‬ ‫عبد اللرو‪ :‬فىػبىقيى ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بىػ ىقائً ىها) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صُِٕٓ‪ ،‬ح ََِٔ)‪ .‬فهو مدح الطفلة الصغًنة ُب لباسها‪،‬‬
‫فأدخل بذلك البهجة كالسركر على قلبها‪ ،‬فحفظت للنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬ىذا ا‪ٞ‬ندح‬

‫َُُ‬
‫كالثناء‪ ،‬فركت عنو ىذا ا‪ٜ‬نديث‪ ،‬كذكرت فيو ثناءه على لباسها‪ ،‬كىذا يدؿ على أف عبارة ا‪ٞ‬ندح‬
‫كالثناء من النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬قد أثرت عليها‪ ،‬ككاف ‪ٟ‬نا كقع ُب نفسها‪.‬‬
‫الحديث الثاني‪ :‬ما ركاه عبداهلل ابن عمر رضي اهلل عنو كىو طفل صغًن‪ ،‬قاؿ‪( :‬كا ىف‬
‫ً ً‬
‫ص ىها علىى ىرسوؿ اللرو ‪-‬صلرى اهللي‬ ‫الر يج يل ُب ىحيىاةً النب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬إ ىذا ىرأىل يرٍؤيىا قى ر‬
‫صها علىى ر ً ً‬
‫ت‬‫سوؿ اللرو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ ،-‬كيكٍن ي‬ ‫ى‬ ‫ت أ ٍف ىأرل يرٍؤيىا‪ ،‬فأقي ر ى‬ ‫عليو كسلرم‪ -‬فىػتى ىمنػٍري ي‬
‫غي ىبلما ىشابًّا‪ ،‬كيكٍنت أنىاـ ُب ا‪ٞ‬نس ًج ًد علىى عه ًد ر ً ً‬
‫ت ُب‬ ‫سوؿ اللرو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬فىػىرأىيٍ ي‬ ‫ىٍ ى‬ ‫ي ي ىٍ‬ ‫ن‬
‫ٌن أخ ىذ ًاين‪ ،‬فى ىذىبا يب إىل النرا ًر‪ ،‬فىًإ ىذا ىي مطٍ ًويرةه ىكطىي البًٍئ ًر‪ ،‬كإ ىذا ى‪ٟ‬نا قىػرنى ً‬ ‫ً‬
‫اف‪ ،‬كإ ىذا‬ ‫ى ٍ‬ ‫ى‬ ‫ىى‬ ‫النػ ٍروـ ىكأ رف ىملى ىك ٍ ً ى‬
‫قاؿ ًيل‪:‬‬ ‫آخ ير‪ ،‬فى ى‬ ‫ك ى‬ ‫قاؿ‪ :‬فىػلى ًقيىػنىا ىملى ه‬
‫وؿ‪ :‬أعيوذي باللر ًو ًم ىن النرا ًر‪ ،‬ى‬‫ت أقي ي‬ ‫اس ق ٍد ىعىرفٍػتيػ يه ٍم‪ ،‬فى ىج ىع ٍل ي‬ ‫ف ىيها أينى ه‬
‫ً‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪-‬‬ ‫صٍتػها ح ٍفصةي علىى ر ً‬
‫ى‬ ‫صةى فىػ ىق ر ى ى ى‬ ‫صتيػ ىها علىى ىح ٍف ى‬ ‫صٍ‬‫ىملٍ تيػىر ٍع‪ .‬فىػ ىق ى‬
‫صلي ًم ىن اللرٍي ًل‪ .‬فىكا ىف بىػ ٍع يد ال يىػنى ياـ ًم ىن اللرٍي ًل رإال قىلً نيبل)‬‫عبد اللرو‪ ،‬لو كا ىف يي ى‬
‫قاؿ‪ :‬نًعم الرجل ي ً‬
‫فى ى ٍ ى ي ي‬
‫(البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صِّّ‪ ،‬حُُُِ)‪ .‬فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مدح عبد اهلل بن‬
‫عمر كأثىن عليو رغم صغر سنو‪ ،‬كنبهو على أمر غفل عنو بأسلوب رائع ك‪١‬نبب إىل النفس‪،‬‬
‫فكاف ‪ٞ‬ندح النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬أعظم األثر على حياتو كتغيًن نظرتو للدنيا‪ ،‬كأصبح‬
‫قليبل‪.‬‬
‫ملتزما بقياـ الليل كال يناـ من الليل إال ن‬ ‫ن‬
‫كقد ذكر بشقة (ََِِـ) أف من ‪١‬ناسن ا‪ٞ‬ندح كالثناء الَّتكيز على إ‪٩‬نابيات األبناء‬
‫كإ‪٨‬ناؿ سلبياهتم‪ ،‬ما يَّتتب عنها تعديل كتغيًن كإصبلح لسلوؾ األبناء‪ ،‬فا‪ٞ‬ندح ‪٫‬نفف من‬
‫الشعور بالذنب عند األبناء كيقوم شعورىم بالرضا كالسعادة عن ذكاهتم‪ ،‬برضا كالديهم عنهم‪،‬‬
‫كىذا ما يزيد ثقتهم بأنفسهم كيدفعهم لتحمل مسؤكلية ىذا ا‪ٞ‬نديح‪ ،‬كأف يكونوا ُب مستول‬
‫ىذه الصورة ا‪ٞ‬نتوقعة منهم (صَِٕ)‪.‬‬
‫كنلحظ ُب ا‪ٜ‬نديث السابق‪ :‬أف رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مل يبالغ أك يكذب‬
‫ُب مدحو لعبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنو‪ ،‬كىذا يؤكد لنا أف ا‪ٞ‬ندح كالثناء حّت يؤٌب أي يكلو ‪٩‬نب‬
‫أٌال نكذب فيو أك ‪٤‬نامل؛ ألف الطفل ‪٬‬نيز كيعرؼ الكذب كالصدؽ ُب ا‪ٞ‬ندح‪ ،‬كأف نتوجو با‪ٞ‬ندح‬
‫إىل الفعل دكف أف نغفل عن الفاعل‪.‬‬
‫لذلك على ا‪ٞ‬نريب اختيار كلمات ا‪ٞ‬ندح كالثناء الصادقة مع الطفل ‪ٞ‬نا ‪ٟ‬نا من أثر بالغ ُب‬
‫تشجيعو كٓنفيزه ‪ ،‬كتعديل السلوكيات ا‪ٝ‬ناطئة لديو‪.‬‬

‫ُُُ‬
‫ْ‪ -‬التكرار في السنة النبوية‪:‬‬
‫الَّتبية كغرس ا‪ٞ‬نبادئ كاألخبلؽ؛ لذلك كاف من هنج‬ ‫إف التكرار من األساليب ا‪ٞ‬نهمة ُب ر‬
‫النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ُ -‬ب خطابو التركرار‪ ،‬فقد ركل أنس بن مالك رضي اهلل عنو عن‬
‫ً و‬
‫حّت تيػ ٍف ىه ىم عٍنو‪،‬‬ ‫رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪( :-‬أنروي كا ىف إ ىذا تى ىكلر ىم ب ىكل ىمة ى‬
‫أع ىاد ىىا ثىىبلثنا‪ ،‬ر‬
‫كإذىا أتىى علىى قىػ ٍووـ فى ىسلر ىم عليهم‪ ،‬ىسلر ىم عليهم ثىىبلثنا) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صَْ‪ ،‬ح ِٗ)‬
‫خصوصا‬
‫ن‬ ‫أكثر من مرة يؤثر ُب نفس الطفل‪ ،‬فينصاع لؤلمر كيستجيب للنداء‪،‬‬ ‫فتى ٍكرار األمر ى‬
‫سهل فيها ترسيخ السلوكيات لصغر سنهم كسرعة تقبلهم‪.‬‬ ‫كىم ُب ىذه ا‪ٞ‬نرحلة اليت يى ي‬
‫ٓ‪ -‬التدرج في الخطوات في السنة النبوية‪:‬‬
‫الَّتبية اإلسبلمية أ‪٨‬نية التدرج ُب اكتساب ا‪ٝ‬نبة كا‪ٞ‬نهارات كا‪ٞ‬نعارؼ‪ ،‬فقد ذكر‬ ‫تؤكد ر‬
‫أبو عراد (َُِٓـ) أف ىذا األسلوب ىو من أىم األساليب كأقواىا‪ ،‬ك‪٬‬نتاز بأنو أسلوب‬
‫للَّتبية‪ ،‬كخًن دليل على ذلك‪ :‬أف التكاليف الشرعية‬ ‫أساسي‪ ،‬كيػي ٍعىن با‪ٛ‬نانب العملي التطبيقي ر‬
‫كالعبادات تعتمد على التدرج كا‪ٞ‬نمارسة العملية كما ىو ا‪ٜ‬ناؿ ُب إقامة الصبلة كالصوـ‬
‫ً ً‬
‫الع ٍفراء رضي اهلل عنها قالت‪( :‬أ ٍىر ىس ىل النرب ‪-‬صلرى اهللي‬ ‫(صُْٓ)‪ ،‬فعن الربىػيع بنت يمعوذ ب ًن ى‬
‫ً ً ًً‬ ‫ً‬
‫أصبى ىح‬
‫كمن ٍ‬ ‫صا ًر‪ :‬ىمن ٍ‬
‫أصبى ىح يم ٍفطنرا‪ ،‬فىػ ٍلييت رم بىقيرةى يىومو‪ ،‬ى‬ ‫اش ىوراءى إىل قيػىرل األنٍ ى‬ ‫عليو كسلرم‪ -‬ىغ ىدا ىة ىع ي‬
‫‪ٟ‬نم الل ٍعبىةى ًم ىن العً ٍه ًن‪ ،‬فىًإذىا‬ ‫صويـ ًصٍبػيىانىػنىا‪ ،‬ىٍ‬
‫ك‪٤‬ن ىع يل ي‬ ‫وموي بىػ ٍع يد‪ ،‬كني ى‬
‫صي‬ ‫ت‪ :‬فى يكنرا نى ي‬‫ص ٍم‪ .‬قالى ٍ‬
‫ً‬
‫صائ نما‪ ،‬فىليى ي‬
‫ى‬
‫حّت يىكو ىف ًعٍن ىد اإلفٍطىا ًر) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪،‬‬ ‫أعطىٍيػنىاهي ىذ ىاؾ ر‬ ‫أح يد يى ٍم علىى الطر ىع ًاـ‪ٍ ،‬‬ ‫بى ىكى ى‬
‫صََْ‪ ،‬ح َُٔٗ)‪ .‬ففي ىذا ا‪ٜ‬نديث يتضح أف الطفل ‪٪‬نتاج إىل ٕنرين على الصوـ بشكل‬
‫متدرج؛ حّت يعتاده كيقول عليو‪.‬‬
‫إف التدرج ُب ا‪ٝ‬نطوات ال يقتصر فقط على العبادات‪ ،‬بل يشمل كذلك األخبلؽ‬
‫الفاضلة؛ فقد ذكر النجار (ُُْٔق) أف تكوين األخبلؽ الفاضلة ال يتم بالوعظ فقط‪ ،‬كال‬
‫با‪ٜ‬نفظ كحده‪ ،‬كال باإلقناع العقلي ّنفرده‪ ،‬بل ‪٪‬نتاج إىل ‪٣‬نارسة فعلية يقوـ هبا اإلنساف بشكل‬
‫متدرج إىل أف يعتاد عليها‪ ،‬فتصبح جزءنا من كيانو كطبيعتو‪ ،‬كتتأصل تلك ا‪ٝ‬نصاؿ فيو‬
‫(صُٖٔ)‪.‬‬

‫ُُِ‬
‫لذلك على ا‪ٞ‬نريب التدرج مع الطفل ُب تعديل سلوكياتو السلبية‪ ،‬أك تنمية سلوكيات‬
‫إ‪٩‬نابية‪ ،‬ألف التدرج من أ‪٤‬نح األساليب اليت عن طريقها يكتسب الطفل الكثًن من ا‪ٝ‬نبات‬
‫كا‪ٞ‬نهارات كا‪ٞ‬نعارؼ‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬الثواب والعقاب في السنة النبوية‪:‬‬


‫لقد فطر اهلل اإلنساف على حب ا‪ٞ‬نثوبة ككراىية العقاب؛ لذلك عينًيىت السنرة النربويرة هبذا‪،‬‬
‫فهو من األساليب النرفسيرة الناجحة ُب إصبلح الطفل‪ ،‬كلقد ظهر ىذا األسلوب بشكل كاضح‬
‫الَّتبية النبوية‪ ،‬فمن أساليب الثواب ا‪ٞ‬نستنبطة من السنرة النربويرة‪ :‬ال يقٍبلة؛ فالنب ‪-‬صلى اهلل‬ ‫ُب ر‬
‫عليو كسلم‪ -‬كاف ييقبل ا‪ٜ‬نسن كا‪ٜ‬نسٌن‪ ،‬فعن أيب ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ‪ ( :‬ىخىر ىج النرب ‪-‬صلرى‬
‫رها ًر‪ ،‬ال يي ىكل يم ًين ىكال أي ىكل يموي‪ ،‬ر‬ ‫ًً‬
‫س‬ ‫وؽ بىًين قىػٍيػنيػ ىق ى‬
‫اع‪ ،‬فى ىجلى ى‬ ‫حّت أتىى يس ى‬ ‫اهللي عليو كسلرم‪ُ -‬ب طىائ ىفة النػ ى‬
‫ت أنػ ىرها تيػ ٍلبً يسوي ًس ىخابنا‪ٍ ،‬أك‬ ‫ت فى ً‬ ‫ًبفنى ًاء بػي ً‬
‫قاؿ‪ :‬أٍبىر لي ىك يع؟ أٍبىر لي ىك يع؟ فى ىحبى ىسٍتوي شيئنا‪ ،‬فىظىنىػٍن ي‬‫اط ىمةى‪ ،‬فى ى‬ ‫ىٍ‬
‫ب ىمن يً‪٪‬نبو) (البخارم‪،‬‬ ‫كقاؿ‪ :‬اللره رم أحبًبو كأ ً‬
‫ىح ر‬ ‫حّت ىعانىػ ىقوي كقىػبرػلىوي‪ ،‬ى ي ٍ ٍ ي‬ ‫تيػغىسليوي‪ ،‬فى ىجاءى يى ٍشتىد ر‬
‫َُِٗـ‪ ،‬صِْٗ‪ ،‬ح ُِِِ)‪ .‬فقد ذكر ابن حجر (َُِٗـ) أف (لي ىكع) تعين‪ :‬الصغًن‬
‫الذم ال يهتدم ‪ٞ‬ننطق (ِّْ)‪ .‬فر٘نة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬با‪ٜ‬نسٌن كتقبيلو كمعانقتو‬
‫كالدعاء لو تدخل السركر على قلبو‪ ،‬كتساعد على تكوين شخصية ىذا الطفل؛ لذلك فهي من‬
‫أقول األدكات اليت تعزز السلوؾ اإل‪٩‬نايب عند الطفل‪ ،‬ك‪ٟ‬نا أثر كبًن ُب تشجيعو كٓنفيزه‪.‬‬
‫كذلك من أساليب الثواب اليت اعتىن هبا النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ :-‬ا‪ٞ‬ندح كالثناء ‪ٞ‬نن‬
‫يستحقو‪ ،‬كمكافأتو‪ ،‬كمن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫النب ‪-‬صلرى اهللي عليو‬ ‫الحديث األول‪ :‬ما جاء عن ابن عباس رضي اهلل عنو‪( :‬أ رف ر‬
‫قاؿ‪ :‬اللر يه رم فىػق ٍهوي ُب‬‫يخً ىب‪ ،‬فى ى‬‫كض ىع ىذا؟ فىأ ٍ‬ ‫قاؿ‪ :‬ىمن ى‬ ‫ضوءنا‪ ،‬ى‬ ‫ت لو ىك ي‬ ‫ض ٍع ي‬‫كسلرم‪ -‬ىد ىخ ىل ا‪ٝ‬نىىبلءى‪ ،‬فىػ ىو ى‬
‫عددا من الفوائد ُب ىذا‬ ‫الدي ًن) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صِٓ‪ ،‬حُْٕ)‪ .‬كذكر الودعاف ن‬
‫ا‪ٜ‬نديث‪ ،‬منها‪ :‬أنو نتيجة لسرعة مبادرة ىذا الصغًن ‪ٝ‬ندمة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪-‬‬
‫عجب النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬بعملو‪ ،‬كحصل على دعوة منو ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪:-‬‬ ‫أي ً‬
‫كإماما ييقتىدل بو ُب التفسًن (األلوكة‪،‬‬ ‫فقيها ن‬ ‫التأكيل) فأصبح ن‬ ‫ى‬ ‫(اللهم فق ٍهوي ُب الدين كعل ٍموي‬
‫َُِٕـ)‪.‬‬

‫ُُّ‬
‫ً‬
‫لت‪ :‬يا ىرسوىؿ اللرو‪ ،‬ىمن ٍ‬
‫أس ىع يد‬ ‫الحديث الثاني‪ :‬ما ركاه أبو ىريرة رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬قي ي‬
‫القيام ًة؟ فىػ ىق ىاؿ‪ :‬ل ىق ٍد ظىنىػٍنت‪ ،‬يا أبا ىريػرةى‪ ،‬أٌال يسأىلىًين عن ىذا ا‪ٜ‬ن ً‬ ‫راس بش ىفاعتًك ي ً‬
‫ديث‬ ‫ى‬ ‫ىٍ‬ ‫ى ي ىٍ ى‬ ‫ي‬ ‫وـ ى ى‬ ‫الن ً ى ى ى ى ى‬
‫راس بش ىفاعيت يوـ ً‬
‫القيى ىام ًة ىمن‬ ‫أح هد أ رك يؿ ًمٍن ً‬
‫أس ىع يد الن ً ى ى ى ى‬
‫ً‬
‫ك علىى ا‪ٜ‬نىديث‪ٍ ،‬‬ ‫ت ًمن ًح ٍر ًص ى‬ ‫ك؛ لما ىرأىيٍ ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫صا ًمن قًبى ًل نىػ ٍف ًس ًو) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صٗٗ‪ .)َٕٔٓ ،‬فالنب ‪-‬‬ ‫ً‬
‫قى ىاؿ‪ :‬ال إلىوى رإال اللروي ىخال ن‬
‫صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مل يً‪٩‬نب مباشرةن على سؤاؿ أيب ىريرة‪ ،‬بل قبل أف ‪٩‬نيبو أثىن على حرصو‬
‫على طلب ا‪ٜ‬نديث‪ ،‬كىذا يرغبيو إىل ا‪ٞ‬نزيد من الطلب‪.‬‬
‫كمن األساليب ا‪ٞ‬نستنبىطة من سًنة النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬للعقاب‪ :‬ا‪ٜ‬نرما يف من‬
‫وبيخ كا‪ٟ‬نجر‪ ،‬كىذه األساليب تتضح جليٌةن ُب مواقفو ‪-‬صلى اهلل عليو‬ ‫وـ كالتر ي‬ ‫التشجيع‪ ،‬كاللر ي‬
‫كسلم كمنها موقفو ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬من عائشة رضي اهلل عنها عند كقوع حادثة‬
‫اإلفك؛ فقد قالت عائشة رضي اهلل عنها ُب حديث قصة اإلفك‪ ( :‬ىكيىًريبيًين ًُب ىك ىجعًي‪ ،‬أين ال‬
‫ض‪ ،‬إر‪٧‬نا يى ٍد يخ يل‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ٌن ٍأمىر ي‬‫ت ىأرل منو ح ى‬ ‫ف الذم يكٍن ي‬ ‫ىأرل م ىن النرب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬اللطٍ ى‬
‫و‬
‫ت ‪( )...‬البخارم‪،‬‬ ‫حّت نىػ ىق ٍه ي‬
‫ذلك ر‬‫بشيء ًمن ى‬ ‫كيف تًي يك ٍم؟ ال أ ٍشعيير ى‬ ‫يقوؿ‪ :‬ى‬ ‫فيي ىسل يم‪ٍ ،‬بير ي‬
‫َُِٗـ‪ ،‬صَِٓ‪ ،‬حُِٔٔ)‪ .‬فحرماف الطفل من التشجيع أك ا‪ٞ‬ندح كالثناء الذم اعتاد‬
‫عليو‪ ،‬ييشعًره ِنطئو فيسعى لبلعتذار كتعديل السلوؾ ا‪ٝ‬ناطٌ‪.‬‬
‫الَّتبية‪ ،‬كال ‪٬‬نارسو‬ ‫كبالنسبة للعقاب البدين بالضرب فهو أسلوب اهنزامي‪ ،‬كخطأ كبًن ُب ر‬
‫إال من ال ‪٬‬نلك أساليب تربوية ناجحة‪ ،‬كمن ال يستطيع التحكم بانفعاالتو‪ ،‬كيستشهد الكثًن‬
‫الَّتبويرة الناجحة ُنديث الضرب على الصبلة‪ " :‬يمركا‬ ‫‪٣‬نن يرل أف أسلوب الضرب من األساليب ر‬
‫لسب وع‪ ،‬كاض ًربوىم عليها لعش ور‪ ،‬كفرقوا بينىهم ُب ا‪ٞ‬نضاج ًع" (ابن باز‪ ،‬صِْ‪،‬‬ ‫ً‬
‫أكال ىدكم بالصبلة ى‬
‫فهما مشوليًّا مستحضرين أف‬ ‫فهم ا‪ٜ‬نديث ن‬ ‫حٓٓ)‪ ،‬كىذا استشهاد ُب غًن موقعو‪ ،‬ك‪٩‬نب أف يي ى‬
‫خادما عنده‪ ،‬يؤكد ذلك‬ ‫طفبل أك حّت ن‬ ‫رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مل يضرب امرأةن أك ن‬
‫سوؿ اهللً ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬تً ٍس ىع‬ ‫ت ىر ى‬ ‫ما ركاه أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪ ،‬يقوؿ‪ ( :‬ىخ ىد ٍم ي‬
‫اب ىعلى ري شيئنا قىط) (مسلم‪َُِٗ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ًً‬
‫ت ىك ىذا ىكىك ىذا؟ ىكىال ىع ى‬‫قاؿ يل قىط‪ :‬ملى فىػ ىع ٍل ى‬ ‫ٌن‪ ،‬فىما أ ٍىعلى يموي ى‬
‫سن ى‬
‫ً‬
‫ـ‪ ،‬صُُٓ‪ ،‬حَِّٗ) فإف كاف رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬مل يقل لشيء فعلو‪ :‬ملى‬
‫ينهوي عن أمر من األمور‪ ،‬كمل يىعًب عليو شيئنا قط‪ ،‬فهو من باب أكىل مل‬ ‫فعلتو؟ كمل يزجره أك ى‬

‫ُُْ‬
‫يىض ًربٍو‪ ،‬كإذا كاف ىذا ىو حالو مع خادمو فكيف بالط ٍفل الصغًن الذم ىو أحوج ما يكوف إىل‬
‫الرفق كاللٌن كاإلحساف معو؟‬
‫كالنب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬يؤكد على أ‪٨‬نية الرفق ُب كل شيء ُب قولو‪( :‬من يح ًرىـ‬
‫الرفٍ ىق يح ًرىـ ا‪ٝ‬نىٍيػىر‪ٍ ،‬أك ىمن يٍ‪٪‬نىرًـ الرفٍ ىق يٍ‪٪‬نىرًـ ا‪ٝ‬نىٍيػىر) (مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صْٖٓ‪ ،‬حِِٗٓ)‪.‬‬
‫ٕنارس على الطفل‪.‬‬
‫كىذه األحاديث تؤكد لنا أف الضرب ىو من أسوأ أنواع العقاب اليت ى‬
‫عددا من أضرار الضرب‪ ،‬من أ‪٨‬نها‪ :‬أف الضرب يولد‬ ‫كقد ذكر أبو السعد (ُّْْق) ن‬
‫الكراىية ْناه الضارب‪ ،‬ك‪٩‬نعل العبلقة معو عبلقة خوؼ‪ ،‬كما أف الضرب ينشٌ أبناء انقياديٌن‬
‫فقد الطفل‬ ‫لكل من ‪٬‬نلك سلطة‪ ،‬كيلغي ا‪ٜ‬نوار كاألخذ كالعطاء ُب ا‪ٞ‬نناقشات مع الطفل‪ ،‬كي ً‬
‫ي‬
‫ا‪ٜ‬ناجة النرفسيرة إىل القبوؿ كالطمأنينة كاحملبة‪ ،‬كيزيد ًح ٌدة العناد عنده (ص صِٓ‪.)ّٓ-‬‬
‫فعلى ا‪ٞ‬نريب أف يعتين بأسلوب الثواب كالعقاب كأف ‪٫‬نتار من الثواب ما يتناسب مع‬
‫الطفل كيشبع حاجتو كأف ‪٫‬نتار من العقاب ما يتناسب مع ا‪ٝ‬نطاء‪ ،‬ك البعد عن الضرب بشّت‬
‫صوره ألنو من أسوء األساليب اليت قد ٕنارس على الطفل كتؤثر على ‪٧‬نوه النفسي‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬المناقشة والحوار في السنة النبوية‪:‬‬


‫للحوار كا‪ٞ‬نناقشة دكر كبًن كمهم ُب تربية الطفل كتنمية شخصيتو؛ فقد ذكر خلف اهلل‬
‫تفاعبل مع الطفل‪ ،‬كىو كسيلة مهمة لبناء شخصيتو كفرد‬ ‫ن‬ ‫(ُُْٗق) أف ا‪ٜ‬نوار ‪٫‬نلق‬
‫أيضا ركح ا‪ٞ‬ننافسة بٌن األطفاؿ ك‪٪‬نملهم على الدخوؿ ُب‬ ‫ككشخصية اجتماعية‪ ،‬كىو ‪٫‬نلق ن‬
‫ميادين ا‪ٞ‬نناقشة العلمية (صُٓ)‪ ،‬يؤكد ذلك سويد (ُُِْق) فهو يرل أف ا‪ٜ‬نوار مع الطفل‬
‫ينمي عقلو‪ ،‬كيوسع مداركو‪ ،‬كيزيد من نشاطو ُب الكشف عن حقائق األمور ك‪٠‬نريات‬
‫الَّتبية كالبناء؛ إذ‬ ‫الدي ًن إىل قمة ر‬ ‫األحداث‪ ،‬كأف تدريب الطفل على ا‪ٞ‬نناقشة كا‪ٜ‬نوار يقفز بالو ى‬
‫عندىا يستطيع الطفل أف يعب عن حقوقو‪ ،‬كبإمكانو أف يسأؿ ع ٌما ‪٩‬نهلو‪ ،‬كبالتايل ٓندث‬
‫االنطبلقة الفكرية لو فيغدك ُب ‪٠‬نالس الكبار‪ ،‬فإ نذا لوجوده أثر كآلرائو صدل (ُُٗ)‪.‬‬
‫ص النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬على ‪١‬ناكرة الطفل هبدكء‪ ،‬كيؤكد ىذا ما يلي‪:‬‬ ‫حر ى‬ ‫كقد ى‬
‫أخ ىذ ٕنىٍىرنة ًمن ٕنىًٍر‬ ‫ً‬
‫بن ىعلي‪ ،‬ى‬‫الحديث األول‪ :‬ما ركاه أبو ىريرة رضي اهلل عنو‪( :‬أ رف ا‪ٜ‬نى ىس ىن ى‬
‫ؼ‬‫ص ىدقىًة‪ ،‬فى ىج ىعلى ىها ُب فً ًيو‪ ،‬فىػ ىق ىاؿ النب ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬بال ىفا ًرًسيرًة‪ :‬كً ٍخ كً ٍخ‪ ،‬أما تىػ ٍع ًر ي‬
‫ال ر‬
‫أنرا ال نىأٍ يك يل ال ر‬
‫ص ىدقىةى؟!) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صْٕ‪ ،‬حَِّٕ)‪ ،‬فالنب ‪-‬صلى اهلل عليو‬

‫ُُٓ‬
‫كسلم‪ -‬كاف بإمكانو إخراج التمر ًمن ًُب الصغًن دكف أف يتحدث معو عن سبب ذلك‪ ،‬لكن‬
‫رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬أخبه بأنو ال يصح أكلها؛ ألنو من آؿ ‪١‬نمد حّت ترسخ‬
‫مستقببل‪ ،‬كفيها تدريب لو على ا‪ٜ‬نوار كا‪ٞ‬نناقشة‪.‬‬ ‫ن‬ ‫عنده ىذه التوجيهات فيستجيب ‪ٟ‬نا‬
‫وؿ اللرػ ًو‬
‫ال ح ديث ال ث ان ي‪ :‬ال ػذم ركاه ال ػبػخ ػارم ع ػن ابػن عػمػر رضػي اهلل عػنػو‪( :‬أ رف ىرسػ ى‬
‫ط ىكرقيػ ىها‪ ،‬كىي ىمثى يل ا‪ٞ‬ن ٍسلً ًم‪،‬‬ ‫رج ًر ىش ىجىرةن ال يى ٍس يق ي‬
‫ى‬ ‫‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬قى ىاؿ‪ :‬إ رف ًم ىن الش‬
‫عبدي اللرو‪ً:‬‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫رخلىةي‪ ،‬قى ىاؿ ي‬ ‫ككقى ىع ُب نػى ٍفسي أنػ ىرها الن ٍ‬ ‫راس ُب ىش ىج ًر البىاديىة‪ ،‬ى‬‫ىحدثيوين ىما ى ىي؟ فىػ ىوقى ىع الن ي‬
‫سوؿ اللر ًو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ :-‬ىي‬ ‫أخً ٍبنىا هبىا؟ فىػ ىق ىاؿ ىر ي‬ ‫فىاستىحيػيت‪ ،‬فىقالوا‪ :‬يا ر ى ً‬
‫سوؿ اللرو‪ٍ ،‬‬ ‫ى‬ ‫ٍ ٍ ىٍ ي‬
‫إيل ًمن‬ ‫أحب ىر‬ ‫ً‬
‫ت ًأيب ّنا كقى ىع ُب نىػ ٍفسي‪ ،‬فىػ ىق ىاؿ‪ :‬ىألى ٍف تى يكو ىف قيػ ٍلتىػ ىها ى‬
‫النرخلىةي‪ .‬قى ىاؿ ي ً‬
‫عبد اللرو‪ :‬فى ىح ردثٍ ي‬ ‫ٍ‬
‫أ ٍف يىكو ىف يل ىك ىذا كىك ىذا) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صْٖ‪ ،‬حُّٓ)‪ .‬فلو أجاب ىذا الصغًن‬
‫لوجد من رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬التشجيع كا‪ٞ‬نكافأة‪ ،‬أما ما يفعلو البعض من إلزاـ‬
‫الطفل بالسكوت الدائم؛ ليدؿ على التهذيب األخبلقي كاألدب الرفيع لطفلو‪ ،‬فهذا من ا‪ٝ‬نطأ‪،‬‬
‫قادرا على التعبًن عن أفكاره ك‪١‬ناكرة غًنه‪.‬‬ ‫فاألدب كاالحَّتاـ جيد بشرط‪ :‬أف يكوف الطفل ن‬
‫الحديث الثالث‪١ :‬ناكرتو ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬للصغار‪ :‬كاستشارتو ألسامة بن زيد‬
‫كىو صغًن مل يدرؾ سن ا‪ٝ‬نامسة عشرة‪ ،‬كرغم ذلك يستشًنه ُب أمر عظيم كىو أمر السيدة‬
‫بن ىزيٍ ود‬‫يس ىامةي ي‬
‫عائشة رضي اهلل عنها ُب أمر مفارقتها لو‪ ،‬فكاف رد أسامة رضي اهلل عنو‪( :‬أ رما أ ى‬
‫ً‬ ‫ً ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫فأش ىار علىى ىرسوؿ اللرو ‪-‬صلرى اهللي عليو كسلرم‪ -‬بالرذم يىػ ٍعلى يم من بىػىراءىة ٍأىلو‪ ،‬كبًالرذم يىػ ٍعلى يم ٍ‬
‫‪ٟ‬نم‬ ‫ى‬
‫ك ىكال نىػ ٍعلى يم رإال ىخٍيػنرا) (البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪،‬‬ ‫سوؿ اللر ًو‪ٍ ،‬أىلى ى‬‫قاؿ‪ :‬يا ىر ى‬ ‫الود‪ ،‬فى ى‬ ‫ًً ً‬
‫ُب نىػ ٍفسو م ىن ي‬
‫صَِٓ‪ ،‬حُِٔٔ) ففي ىذا ا‪ٜ‬نوار تنمية كاحَّتاـ لشخصية ىذا الطفل كتقوية ‪ٟ‬نا‪ ،‬كبناء ثقتو‬
‫بنفسو‪ ،‬كاستثارة لقرائحو‪.‬‬
‫الحديث الرابع‪ :‬ركل أنس بن مالك رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪( :‬كا ىف النرب ‪-‬صلرى اهللي عليو‬
‫قاؿ‪ً ً :‬‬
‫يما‪ -‬ككا ىف إذىا‬ ‫أحسبيوي فىط ن‬‫اؿ لو‪ :‬أبو عي ىم ٍوًن ‪ -‬ى ٍ‬ ‫أخ يػي ىق ي‬
‫راس يخلينقا‪ ،‬ككا ىف يل ه‬ ‫أح ىس ىن الن ً‬‫كسلرم‪ٍ -‬‬
‫ص ىبلةى كىو ُب بىػٍيتًنىا‪،‬‬ ‫ضىر ال ر‬
‫ب بو‪ ،‬فىػ يرّنرا ىح ى‬ ‫و‬
‫قاؿ‪ :‬يا أبىا عي ىم ًٍن‪ ،‬ما فىػ ىع ىل النػغىٍيػ ير؟ نػيغىهر كا ىف يىػ ٍل ىع ي‬
‫ىجاءى ى‬
‫ً ً‬
‫صلي بنىا) (البخارم‪،‬‬ ‫وـ ىخ ٍل ىفوي‪ ،‬فيي ى‬‫وـ كنىػ يق ي‬
‫ض يح‪ٍ ،‬بير يىػ يق ي‬ ‫س كيػيٍن ى‬ ‫فىػيىأٍ يم ير بالب ىساط الذم ىٍٓنتىوي فييكٍنى ي‬
‫َُِٗـ‪ ،‬صُُُّ‪ ،‬حَُِٔ)‪ .‬ففي ىذا ا‪ٜ‬نديث يظهر عظيم تواضع النب ‪-‬صلى اهلل‬
‫عليو كسلم‪ -‬للطفل؛ حيث نزؿ َنواره يسألو عن طائر يلعب بو‪ ،‬يفعل ذلك كىو قائد األمة‪،‬‬

‫ُُٔ‬
‫ك‪٪‬نمل ىم الدعوة ‪ٟ‬نذا الدين‪ ،‬كيظهر ُب ىذا ا‪ٜ‬نديث مهارة مساعدة الطفل على فىػ ٍهم مشاعره‬
‫عن طريق ا‪ٜ‬نوار‪ ،‬كاليت ذكر خطواهتا أبو السعد (َُِٔـ)‪ ،‬كىي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬توجيو ا‪ٞ‬نشاعر إ‪٩‬نابيًّا‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيًا‪ :‬النصيحة ا‪ٝ‬نفيفة دكف اإلكثار منها‪.‬‬
‫ثالثًا‪ٍ :‬‬
‫اسأىلٍو أسئلة مفتوحة ليخرج من دكامة ا‪ٞ‬نشاعر السلبية‪ ،‬كإ‪٩‬ناد ا‪ٞ‬نشاعر اإل‪٩‬نابية‬
‫البديلة‪.‬‬
‫ف مع الطفل كعبػ ٍر عن ذلك من خبلؿ إبداء مشاعرؾ‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬تعاطى ٍ‬
‫ً‬
‫كد ٍعو يتكلم‪ ،‬فهذا ييشعًره بقيمتو كتعاطفك معو‪.‬‬ ‫ً‬
‫خامسا‪ :‬أحس ًن اإلنصات لو ى‬
‫ً‬
‫سادسا‪ :‬عب عن ْناكبك معو من خبلؿ مبلمح الوجو كحركات الرأس‪.‬‬ ‫ً‬
‫سابعا‪ً :‬‬
‫أعط أ‪ٚ‬ناء ‪ٞ‬نشاعره كنعوتنا كأكصافنا ‪ٟ‬نا‪.‬‬ ‫ً‬
‫ساع ٍده على ا‪ٝ‬نياؿ ا‪ٜ‬نر كىذا ينقلو ‪ٞ‬نشاعر إ‪٩‬نابية (صصِٓ‪.)ِٔ-‬‬ ‫ثامنًا‪ً :‬‬
‫فهم من األحاديث السابقة‪ :‬أف مسؤكلية تعليم الطفل ا‪ٜ‬نوار كتعويده عليو ىي‬ ‫كيي ى‬
‫مسؤكلية الكبار من ا‪ٞ‬نربٌن؛ فالطفل يتعلم طريقة ا‪ٜ‬نوار ‪٣‬نن حولو‪ ،‬كقد ذكرت ىوساكم‬
‫(َُِِـ) ‪٠‬نموعةن من النقاط اليت على ا‪ٞ‬نريب االلتزاـ هبا؛ ليتعلم الطفل االحَّتاـ ُب ‪١‬ناكرة من‬
‫حولو‪ ،‬كمن أ‪٨‬نها‪ٗ :‬نلة "لو ‪ٚ‬نحت" أك "من فضلك" عند طلب شيء من الطفل‪ ،‬كال ‪٩‬نب‬
‫شكرا" فهي تعين للطفل الكثًن‪ ،‬فهي‬‫أف نتحدث معو بلغة األمر عند الطلب‪ ،‬كذلك كلمة " ن‬
‫أيضا النظر إىل الطفل عند ‪١‬ناكرتو‪ ،‬كحذؼ كلمة‬ ‫ٔنصو بالتقدير ‪ٞ‬نا يفعل كتيظ ًهر لو الود‪ ،‬ن‬
‫ٕناما عندما ‪٪‬ناكؿ الطفل مقاطعة ا‪ٜ‬نديث‪ ،‬ببساطو انظر‬ ‫"اسكت" أك "اش" من قاموس ا‪ٞ‬نريب ن‬
‫قليبل إىل أف أنتهي من حديثي"‪ ،‬كعندما يصمت اشكره على‬ ‫إليو كقل‪" :‬من فضلك انتظر ن‬
‫أخًنا تقبر ٍل مبلحظات الطفل عندما ينبهك كاشكره على ىذه ا‪ٞ‬نبلحظات (صصّْ‪-‬‬ ‫ذلك‪ ،‬ن‬
‫ْْ)‪.‬‬
‫ك‪٣‬نا سبق يتضح أ‪٨‬نية ا‪ٜ‬نوار كا‪ٞ‬نناقشة مع الطفل فهي كسيلة مهمة لتنمية شخصيتو‬
‫كتقويتها‪ ،‬كتنمية ثقتو بنفسو بشكل كبًن‪.‬‬

‫ُُٕ‬
‫ٖ‪ -‬األسلوب القصصي في السنة النبوية‪:‬‬
‫للقصة دكر كبًن ُب ىشد انتباه الطفل كتنمية عقلو كالتأثًن عليو‪ ،‬فهو من األساليب‬
‫الَّتبويرة ال ىف ٌعالة اليت تساعد على تقريب ا‪ٞ‬نفاىيم اجملردة‪ ،‬كٓنرؾ العواطف كتؤثر على النفس‪ ،‬كقد‬
‫ر‬
‫ذكر أبو عراد (َُِٓـ) أف القصة ‪ٟ‬نا ‪٣‬نيزات تربوية‪ ،‬تتمثل ُب كوهنا مقبولةن عند الفئات‬
‫تأثًنا نفسيًّا‬
‫ا‪ٝ‬ناصة كالعامة كعند األفراد ٗنيعهم على اختبلؼ مستوياهتم العمرية‪ ،‬كما أف ‪ٟ‬نا ن‬
‫على السامع فتؤثر على فكره فيدفعو تلقائيًّا إىل تعديل سلوكو كتغيًن ميولو (صُْٔ)‪.‬‬
‫لذلك كاف من ىدم النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬سرد القصص ذات القيمة اإلنسانية‬
‫كاألخبلقية كمن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫الحديث األول‪ :‬أف ابن عباس رضي اهلل عنو رغم صغر سنو يركم لنا قصة سيدنا‬
‫إبراىيم عليو السبلـ اليت ‪ٚ‬نعها من رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬فعن عبد اهلل بن عباس‬
‫رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم‪( :‬أ رىكىؿ ما رأنى ىذ الن ىساءي ا‪ٞ‬نًٍنطى ىق ًمن قًبى ًل‬
‫ت ًمٍنطىنقا لًتيػعفي أىثػىرىا علىى سارىة‪ٍ ،‬بير جاء هبا إبػر ًاىيم كبًابنًها ٍ ً‬ ‫أيـ ٍ ً‬
‫يل كىي‬ ‫إ‪ٚ‬نىاع ى‬ ‫ى ى ى ٍى ي ٍ ى‬ ‫ىى‬ ‫ى ى ىى‬ ‫يل؛ رأنى ىذ ٍ‬
‫إ‪ٚ‬نىاع ى‬
‫ت ًعٍن ىد دكح وة فىػو ىؽ زمزـ ُب أىعلىى ا‪ٞ‬نس ًج ًد‪ ،‬كليس ّن ركةى يوم و‬
‫ئذ‬ ‫حّت كضعهما ًعٍن ىد البػي ً‬ ‫ً‬
‫ى ى ىى‬ ‫ٍ ىٍ‬ ‫ى ٍ ى ٍ ىٍ ىى‬ ‫ىٍ‬ ‫تيػ ٍرضعيوي‪ ،‬ر ى ى ي‬
‫ك ‪( )...‬البخارم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صَُٕ‪ ،‬ح ّّْٔ)‪.‬‬ ‫ً‬
‫ض ىع يهما يىنىال ى‬‫ليس هبىا ىماءه‪ ،‬فىػ ىو ى‬
‫ىح هد‪ ،‬ك ى‬‫أى‬
‫الحديث الثاني‪ :‬قصة األقرع كاألبرص كاألعمى‪ ،‬فعن أيب ىريرة رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ‬
‫رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪( :-‬إ رف ثىبلثىةن ُب ب ًين ً‬
‫ع‪ ،‬كأ ٍىع ىمى‪ ،‬فأر ىاد‬ ‫ص‪ ،‬كأىقٍػىر ى‬
‫يل‪ :‬أبٍػىر ى‬
‫إسرائ ى‬
‫ى ٍ‬
‫قاؿ‪ :‬لى ٍو هف‬
‫ك؟ ى‬ ‫و‬ ‫اللروي أ ٍف يىػٍبتىلًيىػ يهم‪ ،‬فىػبىػ ىع ى ً‬
‫أحب إلىٍي ى‬ ‫فقاؿ‪ :‬أم شيء ى‬ ‫ص‪ ،‬ى‬ ‫ث إليهم ىملى نكا‪ ،‬فأتىى األبٍػىر ى‬ ‫ٍ‬
‫ب عٍنو قى ىذ يرهي‪،‬‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫قاؿ‪ :‬فى ىم ىس ىحوي فى ىذ ىى ى‬
‫راس‪ ،‬ى‬‫ب ىعين الذم ق ٍد قىذ ىرين الن ي‬ ‫ىح ىس هن‪ ،‬كج ٍل هد ىح ىس هن‪ ،‬كيى ٍذ ىى ي‬
‫كج ٍل ندا ىح ىسننا ‪( )...‬مسلم‪َُِٗ ،‬ـ‪ ،‬صّْٔ‪ ،‬حِْٔٗ)‪.‬‬ ‫كأيع ًطي لىونا حسنا ً‬
‫ٍ ى ٍ ى ىن‬
‫كغًنىا من القصص اليت كاف يسردىا رسوؿ اهلل صلى اهلل عيو كسلم فيسمعها الصغار‬
‫كالكبار‪ ،‬كاليت كانت هتدؼ إىل تربية الشرخصيرة ا‪ٞ‬نسلمة كغرس القيم األخبلقية الفاضلة ُب‬
‫نفس ا‪ٞ‬نَّتيب‪.‬‬
‫الَّتبويرة من القصة‪ :‬أف‬ ‫كلقد ذكر العجمي (ََِٔـ) أف ما ‪٪‬نقق الفائدة كالقيمة ر‬
‫ييتجنرب فيها عرض القصص اليت تثًن الرعب كالفزع كاإلحباط‪ ،‬كالقصص اليت ٓنتوم على ما‬
‫يناُب األخبلؽ‪ ،‬أك اليت تعيب اآلخرين كتسخر منهم (صُّٔ) فهذه القصص تتناَب مع قيم‬

‫ُُٖ‬
‫خطرا على عقيدتو كقصص األساطًن اليت تتحدث عن‬ ‫كتعاليم الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬كقد تشكل ن‬
‫خطرا على تنشئة الطفل‬ ‫إلو البحر أك إلو الصواعق ك‪٥‬نوىا‪ ،‬كبعض القصص قد يشكل ن‬
‫كتصوراتو كالقصص ا‪ٞ‬نَّتٗنة‪ ،‬أك قصص ا‪ٞ‬نغامرات اليت تطغى فيها ا‪ٞ‬نبالغات كميكي كسوبرماف‬
‫كغًنىا‪ ،‬كالبديل عنها كثًن كقصص األنبياء كقصص من سًنة رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫كسلم‪ -‬كالصحابة كالتابعٌن‪.‬‬
‫كخصوصا قبل النوـ؛ ‪ٞ‬نا ‪ٟ‬نا من فوائد كثًنة‪،‬‬
‫ن‬ ‫لذلك من ا‪ٛ‬نيد قىص القصص على الطفل‬
‫فقد ذكر باشا (َُِٗـ) أف ‪ٜ‬نكاية ما قبل النوـ أ‪٨‬نيةن خاصةن عند الطفل؛ فهي تظل راسخةن‬
‫ُب ذاكرة الطفل كتثبت ُب ‪٢‬نو أثناء النوـ‪ ،‬كعلى األـ أف تلتزـ باختيار القصص ذات النهايات‬
‫السعيدة‪ ،‬كالبعد عن قصص العنف‪ ،‬أك ا‪ٜ‬نكايات ا‪ٝ‬نرافية (َُٔ)‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة كثًنة كمتنوعة‪ ،‬من‬
‫كيتضح ‪٣‬نا سبق أف أساليب ر‬
‫أبرزىا‪ :‬ما استنبطتو الباحثة من أحاديث النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كىي ٖنانية أساليب‪،‬‬
‫ىي‪ :‬الص ٍحبة‪ ،‬كحسن النداء‪ ،‬كا‪ٞ‬ندح كالثناء‪ ،‬كالتكرار‪ ،‬كالتدرج‪ ،‬كالثواب كالعقاب‪ ،‬كا‪ٞ‬نناقشة‬
‫كا‪ٜ‬نوار‪ ،‬كاألسلوب القصصي‪ ،‬كما جاء ُب بعض ىذه األساليب يتوافق مع عدد من نتائج‬
‫بعض الدراسات السابقة منها دراسة ىناء أبو شهبة (ََِٕـ) كدراسة عزاـ (َََِٕـ)‪.‬‬

‫ُُٗ‬
‫الفصل السابع‬
‫التطبيقات التربوية المعاصرة للتربية النفسية للطفل‬
‫المستنبطة من السنة النبوية‬
‫التطبيقات التربوية المعاصرة للتربية النفسية للطفل المستنبطة من السنة النبوية‪.‬‬

‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة باألفكار العامة‪ ،‬كا‪ٞ‬نفاىيم اليت‬


‫لقد ح ىف ىل موضوع ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل‪ ،‬كقد سعت الباحثة إىل استخراج الترطٍبيقات من‬ ‫أسهمت بشكل كبًن ُب ر‬
‫خبلؿ ما تناكلتو ُب ثنايا ىذه الدراسة من ا‪ٞ‬نواقف النبوية مع الطفل‪ ،‬ككضع ىذه الترطٍبيقات ُب‬
‫خطوات إجرائية‪ ،‬كاليت تسعى الباحثة من خبل‪ٟ‬نا لئلجابة على السؤاؿ ا‪ٝ‬نامس من أسئلة‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ا‪ٞ‬نستنبىطة من السنرة النربويرة؟‬
‫الَّتبويرة ا‪ٞ‬نعاصرة ر‬
‫الدراسة‪ ،‬كىو‪ :‬ما الترطٍبيقات ر‬
‫ٌن ‪ٟ‬نما عبلقة كبًنة‬ ‫ٌن تربويتى ً‬
‫كقد رأت الباحثة أف تقتصر ُب ىذه الترطٍبيقات على أىم مؤ رسستى ً‬
‫بالطفل‪ ،‬ك‪٨‬نا‪ :‬األسرة‪ ،‬كا‪ٞ‬ندرسة‪.‬‬
‫‪ -‬التطبيقات التربوية المعاصرة للتربية النفسية للطفل والمستنبطة من السنة النبوية في‬
‫األسرة‪:‬‬
‫خصوصا ُب سنوات عمره‬
‫ن‬ ‫الَّتبويرة ا‪ٞ‬نؤثرة على الطفل‪،‬‬
‫عتب األسرة من أىم ا‪ٞ‬نؤسسات ر‬ ‫تي ى‬
‫األكىل‪ ،‬فمن خبل‪ٟ‬نا يتشكل لديو الكثًن من السلوكيات‪ ،‬كُب ىذا ا‪ٞ‬نبحث ستتناكؿ الباحثة‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪ ،‬كقد رأت الباحثة تقسيم ىذه‬
‫الَّتبويرة ر‬
‫الترطٍبيقات ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪ ،‬كىي‪ :‬ا‪ٛ‬نانب االنفعايل‪ ،‬كجانب الدكافع‪ ،‬كا‪ٛ‬نانب‬
‫الترطٍبيقات بناءن على جوانب ر‬
‫العقلي‪ ،‬كبناءن على األساليب كا‪ٞ‬نبادئ‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التطبيقات التربوية للتربية النفسية للطفل في السنة النبوية في الجانب االنفعالي‪:‬‬
‫بضمو‪ ،‬أك تىػ ٍقبيلو‪ ،‬أك ا‪ٞ‬نسح على‬ ‫ُ‪ -‬كثرة التواصل ا‪ٛ‬نسدم مع الطفل من خبلؿ ك ى ً‬
‫الديو‪ ،‬إما ى‬
‫الدي ًن كأطفا‪ٟ‬نما‪ ،‬كيشعرىم باألمن كاالطمئناف‪.‬‬
‫رأسو‪ ،‬فهذا التواصل يزيد التقارب بٌن الو ى‬
‫ِ‪ -‬عدـ الشكول من الطفل أماـ اآلخرين‪ ،‬كخصوصا ُب حضوره‪ ،‬فهذا ي ً‬
‫فقده الثقة بنفسو‪،‬‬‫ي‬ ‫ن‬
‫كييشعًره با‪ٜ‬نزف‪.‬‬
‫عما ُب نفسو‪ ،‬كمساعدتو ُب عرض أفكاره كالتعبًن عنها‪.‬‬ ‫ّ‪ -‬تشجيع الطفل للتعبًن ٌ‬
‫ْ‪ -‬أف تكوف الفَّتة اليت تسبق نوـ الطفل فَّتنة مر‪٪‬نةن للطفل ٕننحو ا‪ٞ‬نزيد من األماف‪ ،‬فيسمعو‬
‫الوالداف‪ ،‬عبارات مثل‪ :‬أحبك‪ ،‬أنت رائع‪ ،‬ك‪٥‬نوىا‪ ،‬كترديد األذكار معو كتقبيلو كاحتضانو‪.‬‬

‫ُُِ‬
‫ٓ‪ -‬عدـ ‪٣‬نارسة العنف على الطفل؛ حّت ال يتبىن ىذا السلوؾ فيتعامل مع من حولو من‬
‫األطفاؿ هبذا األسلوب‪ ،‬كعدـ معاقبة الطفل بالتخويف‪ ،‬مثل‪ٔ :‬نويفو من الشرطة أك‬
‫األشباح ك‪٥‬نوىا؛ ألف ىذا األسلوب قد يكوف سببنا ُب إصابتو بكثًن من األمراض النرفسيرة‬
‫أك االضطرابات‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬استخداـ األساليب اإل‪٩‬نابية للتعامل مع الطفل‪ ،‬مثل‪ :‬االحَّتاـ كالتقدير لو‪ ،‬كالبعد عن‬
‫األساليب السلبية كالصراخ كالضرب كالسخرية‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬الصب كا‪ٜ‬نلم ُب التعامل مع الطفل؛ ألف الكثًن من األخطاء اليت يرتكبها ليست‬
‫مقصودةن‪ ،‬كإ‪٧‬نا ناْنة عن صغر سن الطفل‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬مشاركة الطفل ُب مناسباتو كأفراحو كيوـ ‪٤‬ناحو‪ ،‬ككذلك ُب أحزانو‪ ،‬كعدـ االستهانة‬
‫بعواطفو‪.‬‬
‫فقد الطفل األماف‪.‬‬‫ٗ‪ -‬البعد عن ا‪ٝ‬نبلفات األسرية أماـ الطفل؛ فهذه النزاعات تي ً‬
‫ٗنيل‪ ،‬كعدـ اإلصرار على اختيار االسم‬ ‫معىن و‬ ‫َُ‪ -‬حسن اختيار اسم الطفل‪ ،‬كيكوف ذا ن‬
‫القدمي الذم قد ييسبب متاعب للطفل بسبب أنو من األ‪ٚ‬ناء السيئة لفظان كمعىن ‪.‬‬
‫الدي ًن أف يتجنبا تقدمي‬
‫ُُ‪ -‬عقد اللقاءات األسرية اليت يتم فيها تبادؿ األحاديث‪ ،‬كعلى الو ى‬
‫التوجيهات ا‪ٞ‬نباشرة ُب ىذه اللقاءات؛ ألهنا تنفر الطفل من حضورىا‪ ،‬بل ‪٩‬نب أف تكوف‬
‫جلسة استماع ألحاديثهم كمشكبلهتم كتوجيههم بطرؽ غًن مباشرة كغًن جارحة ‪ٟ‬نم‪.‬‬
‫الدي ًن ْنعل الطفل يعيش ُب بيئة يشعر فيها با‪ٜ‬نب‬ ‫ُِ‪ -‬التعامل ُنب كاحَّتاـ بٌن الو ى‬
‫كاألماف‪.‬‬

‫ب‪ -‬التطبيقات التربوية للتربية النفسية للطفل في السنة النبوية في جانب الدوافع‬
‫السلوكية‪:‬‬
‫ُ‪ -‬إسناد بعض ا‪ٞ‬نسؤكليات للطفل؛ فهي تنمي عنده ا‪ٛ‬نرأة كالشجاعة‪ ،‬كتعوده ٓنمل‬
‫ا‪ٞ‬نسؤكلية‪.‬‬
‫ِ‪ -‬عدـ مقارنة الطفل بغًنه من األطفاؿ ؛ حّت ال يصبح الطفل عدكانيًّا على من حولو من‬
‫األطفاؿ‪.‬‬
‫ّ‪ٓ -‬نصٌن الطفل باألذكار مع إ‪ٚ‬ناعو كٓنفيظو شيئنا منها كمن القرآف‪.‬‬

‫ُِِ‬
‫ْ‪ -‬كضع حدكد كضوابط للطفل داخل األسرة؛ فهي ٓنقق لو األمن كاالطمئناف‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬منح الطفل الثقة كالتقدير لكل إ‪٤‬نازاتو كأعمالو‪ ،‬حّت لو كانت ُب نظرنا بسيطة‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬عقد ا‪ٞ‬ننافسات كا‪ٞ‬نسابقات األسرية‪ ،‬اليت تشعل ركح التنافس بٌن أفراد األسرة؛ كعقد‬
‫مسابقات ُب حفظ القرآف أك السنة ك‪٥‬نوىا‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬دعم السلوؾ اإل‪٩‬نايب عن الطفل كتعزيزه معنويًّا كماديًّا؛ كاستخداـ ا‪ٞ‬نلصقات كالنجوـ‬
‫صص للتعزيز‪.‬‬
‫أعلى لوح ‪٢‬ن ر‬
‫ٖ‪ -‬اإلكثار من الكلمات ا‪ٞ‬نعززة‪ ،‬مثل‪ :‬أنا فخورة بك‪ ،‬أنت شخص رائع‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬بناء العقيدة ُب نفس الطفل‪ ،‬عن طريق تلقينو كلمة التوحيد‪ ،‬كتنمية مراقبة اهلل تعاىل ُب‬
‫قلبو‪ ،‬كأف اهلل يعلم سره كعبلنيتو‪ ،‬كتعويده اللجوء هلل تعاىل ُب شّت مواقف ا‪ٜ‬نياة اليت ٕنر‬
‫عليو‪ ،‬كربطو الدائم باهلل تعاىل‪ ،‬فإذا نزؿ ا‪ٞ‬نطر ‪٫‬نب الطفل بأف اهلل ىو من أنزلو‪ ،‬كإذا أتى‬
‫شاكينا أ‪ٞ‬نا نطلب منو اللجوء هلل تعاىل كالدعاء‪.‬‬
‫ن‬
‫َُ‪ -‬إبعاد الطفل عن كل ما ‪٫‬نالف العقيدة؛ كاالحتفاالت ا‪ٞ‬نخالفة‪ ،‬مثل‪ :‬احتفاؿ‬
‫ا‪ٟ‬نالوين‪ ،‬أك االحتفاالت البدعية كاالحتفاؿ بيوـ مولده‪ ،‬ك٘نايتهم من ا‪ٞ‬نشاىدات‬
‫كاألفبلـ اليت ٓنوم ما ‪٫‬نالف فطرهتم كعقيدهتم‪.‬‬
‫صصة لًلي ىعب الطفل كتوفًن أدكاهتا‪ ،‬كإعطاء‬ ‫ُُ‪ٔ -‬نصيص كقت للعب‪ ،‬كتوفًن أماكن ‪٢‬ن ر‬
‫كخصوصا إذا كانت ُب ا‪ٟ‬نواء الطلق كاللعب بالرمل أك ا‪ٞ‬ناء‪،‬‬
‫ن‬ ‫الطفل حرية ‪٣‬نارسة األلعاب‪،‬‬
‫كاستثمار كقت اللعب بغرس القيم أك إكساب الطفل معلومات كسلوكيات ٘نيدة‪.‬‬
‫ُِ‪ -‬تشجيع الطفل على أداء العبادات؛ حّت يعتاد عليها قبل تأديبو عليها كعدـ منعو من‬
‫الذىاب للمسجد‪ ،‬بل على األب اصطحابو ‪ٟ‬نا حّت يعتاد عليها‪.‬‬

‫ج‪ -‬التطبيقات التربوية للتربية النفسية للطفل في السنة النبوية في الجانب العقلي‪:‬‬
‫ُ‪ -‬تشجيع الطفل على القراءة‪ ،‬من خبلؿ إنشاء مكتبة خاصة لقصص األطفاؿ‪ ،‬تتيح لو‬
‫حرية االختيار كالتنوع‪ ،‬كمساعدتو على قراءهتا‪.‬‬
‫ِ‪ -‬القياـ باألنشطة اليت توسع مدارؾ الطفل‪ ،‬مثل‪ :‬الرحبلت للمتاحف كا‪ٞ‬نعارض كا‪ٞ‬نزارع‪ ،‬أك‬
‫حديقة ا‪ٜ‬نيوانات ك‪٥‬نوىا‪.‬‬
‫ّ‪ -‬هتيئة ا‪ٛ‬نو ا‪ٞ‬نناسب للطفل ُب ا‪ٞ‬ننزؿ؛ لبلستذكار كا‪ٞ‬نراجعة كأداء الواجبات‪.‬‬

‫ُِّ‬
‫ْ‪ -‬توفًن األلعاب التعليمية للطفل‪ ،‬اليت تنمي ا‪ٛ‬نوانب العقلية كا‪ٜ‬نفظ كالذكاء‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬تعليم الطفل ا‪ٞ‬نناقشة كا‪ٜ‬نوار داخل األسرة‪ ،‬من خبلؿ كثرة ا‪ٜ‬نديث معو ك‪١‬ناكرتو‪ ،‬فهي‬
‫تزيد من ثقة الطفل بنفسو‪ ،‬كتزيد من قدرتو على ا‪ٜ‬نوار‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬إقامة ا‪ٞ‬نسابقات اليت تستثًن عقل الطفل كتشجعو على التفكًن‪ ،‬مثل‪ :‬مسابقات الذكاء‪،‬‬
‫كمسابقات ا‪ٜ‬نفظ كالتذكر‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬اصطحاب الطفل جملالس الكبار؛ فهي تنمي عقلو كترتقي بو‪ ،‬كتقوم شخصيتو من‬
‫خبلؿ ‪ٚ‬ناع أحاديثهم كمشاركتو معهم‪.‬‬

‫أ‪ -‬التطبيقات التربوية ألساليب التربية النفسية للطفل في السنة النبوية‪:‬‬


‫ُ‪ -‬اصطحاب الطفل إىل ‪٠‬نالس الكبار؛ فهذا يقوم شخصيتو ك‪٬‬ننحو الثقة بالنفس‪.‬‬
‫ِ‪ -‬عدـ حرماف الطفل ‪٣‬نا ‪٪‬نب بصورة مباشرة؛ كحرمانو من األجهزة اإللكَّتكنية‪ ،‬بل يتم‬
‫ذلك بشكل متدرج‪.‬‬
‫ّ‪ -‬عدـ تعويد الطفل على ا‪ٟ‬ندايا ا‪ٞ‬نادية‪ ،‬فتفقد ىذه ا‪ٟ‬ندايا قيمتها‪ ،‬بل إف التنوع ُب احملفزات‬
‫تأثًنا‬
‫ما بٌن ا‪ٞ‬نادية كا‪ٞ‬نعنوية أفضل بكثًن‪ ،‬بل قد تكوف ا‪ٞ‬نعنوية من كلمات تشجيعية أكثر ن‬
‫من ا‪ٞ‬نادية‪.‬‬
‫الدي ًن أف يتجنبا تقدمي‬‫ْ‪ -‬عقد اللقاءات األسرية اليت يتم فيها تبادؿ األحاديث‪ ،‬كعلى الو ى‬
‫التوجيهات ا‪ٞ‬نباشرة ُب ىذه اللقاءات؛ ألهنا تنفر الطفل من حضورىا‪ ،‬بل ‪٩‬نب أف تكوف‬
‫جلسة استماع ألحاديثهم كمشكبلهتم كتوجيههم بطرؽ غًن مباشرة كغًن جارحة ‪ٟ‬نم‪.‬‬
‫الدي ًن ‪٩‬نعل الطفل يعيش ُب بيئة يشعر فيها با‪ٜ‬نب كاألماف‪.‬‬ ‫ٓ‪ -‬التعامل ُنب كاحَّتاـ بٌن الو ى‬
‫كخصوصا قصة ما قبل النوـ؛ فهي تيشعًره باألماف كالراحة‪.‬‬
‫ن‬ ‫ٔ‪ -‬قىص القصص على الطفل‪،‬‬
‫ٕ‪ -‬مدح الطفل أماـ اآلخرين كاالفتخار بو؛ فهذا األمر يقوم شخصيتو‪ ،‬ك‪٬‬ننحو ثقة عالية‬
‫بنفسو‪.‬‬
‫ٖ‪٣ -‬نارسة احملاكالت ا‪ٞ‬نتكررة لتعديل سلوكيات الطفل‪ ،‬أك تعليمو سلوكيات معينة؛ فالتر ٍكرار‬
‫يرسخ السلوؾ أك يساعد على ترؾ السلوؾ ا‪ٝ‬ناطٌ‪.‬‬

‫ُِْ‬
‫ب‪ -‬التطبيقات التربوية لمبادئ التربية النفسية للطفل في السنة النبوية‪:‬‬
‫ُ‪ -‬على الوالدين اإلنصات الدائم ‪ٜ‬نديث الطفل ك‪ٚ‬ناع مشكبلتو‪ ،‬كعدـ مقاطعتو‪ ،‬فهذا‬
‫ييشعًر الطفل بالراحة كاالطمئناف‪.‬‬
‫ِ‪ -‬االحَّتاـ ا‪ٞ‬نتبادؿ مع الطفل‪ ،‬ففي حالة الطلب من الطفل ‪٩‬نب أٌال تكوف بصيغة األمر‪،‬‬
‫شكرا أك "جزيت‬
‫كأف يسبق ذلك عبارة "لو ‪ٚ‬نحت" أك "من فضلك" كيعقبها كلمة ن‬
‫خًنا"‪.‬‬
‫ن‬
‫الدي ًن ‪٩‬نب الَّتكيز على توجيهو ‪٥‬نو ا‪ٜ‬نل‬
‫ّ‪ -‬عند حدكث خطأ أك مشكلة من الطفل ْناه الو ى‬
‫طفبل آخر ‪٩‬نب أف أخبه ِنطأ السلوؾ‪ ،‬كأطلب‬ ‫دكف لومو كمعاتبتو‪ ،‬فحٌن يضرب الطفل ن‬
‫منو مباشرةن االعتذار منو‪.‬‬
‫الدي ًن على نوعية العقوبة اليت سيعاقبانو هبا‪ ،‬بل األىم‬
‫ْ‪ -‬عند خطأ الطفل ال يكوف تركيز الو ى‬
‫أف ‪٩‬نعبل الطفل يدرؾ عواقب خطئو‪ ،‬فحٌن يكسر الطفل لعبتو ‪٩‬نب أف يدرؾ الطفل أف‬
‫ىذا ا‪ٝ‬نطأ قد يَّتتب عليو حرماف من ا‪ٞ‬نصركؼ أك النزىة‪.‬‬
‫كثًنا من األخطاء اليت تصدر من الطفل‪ ،‬يكوف خلفها سلوؾ‬ ‫الدي ًن أف يدركا أف ن‬‫ٓ‪ -‬على الو ى‬
‫‪٢‬نتلف‪ ،‬مثل‪ :‬الكذب يكوف نتيجة قوة خياؿ الطفل ك‪٥‬نوىا‪.‬‬

‫‪ -‬التطبيقات التربوية للتربية النفسية للطفل في السنة النبوية في المدرسة‪:‬‬


‫الَّتبية النرفسيرة للطفل كما جاء ُب السنرة النربويرة؛ فهي‬ ‫للمدرسة دكر كبًن ُب ٓنقيق ر‬
‫احملضن الثاين الذم يضم الطفل بعد أسرتو‪ ،‬كقد رأت الباحثة أف تركز ُب الترطٍبيقات ا‪ٞ‬نتعلقة‬
‫با‪ٞ‬ندرسة على ا‪ٞ‬نعلم؛ باعتباره العنصر األساسي ُب العملية التعليمية‪ ،‬كترل الباحثة تقسيم ىذه‬
‫الترطٍبيقات إىل قسم ً‬
‫ٌن‪٨ ،‬نا‪:‬‬ ‫ى‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة ُب ا‪ٞ‬ندرسة‪.‬‬
‫أكال‪٣ :‬نارسات ا‪ٞ‬نعلم ر‬
‫ن‬
‫كثانينا‪ :‬البامج كالدكرات ا‪ٞ‬نق ردمة للمعلم لتعزيز معرفتو ب ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة‬
‫النربويرة‪.‬‬

‫ُِٓ‬
‫أوال‪ :‬ممارسات المعلم للتربية النفسية للطفل في السنة النبوية في المدرسة‪:‬‬
‫ً‬
‫داعما للسلوكيات اإل‪٩‬نابية عند الطفل بطرؽ معنوية؛ كمدحو كالثناء‬ ‫ُ‪ -‬على ا‪ٞ‬نعلم أف يكوف ن‬
‫عليو أماـ اآلخرين‪ ،‬أك بشكل مادم كتقدمي ا‪ٟ‬ندايا‪ ،‬أك التعزيز لو عن طريق النقاط‬
‫صصة للتعزيز‪.‬‬‫كا‪ٞ‬نلصقات ُب لوحة ‪٢‬ن ر‬
‫ِ‪ -‬على ا‪ٞ‬نعلم استخداـ أسلوب التحاكر مع الطفل‪ ،‬كأف يبتعد عن الشدة كالصرامة معو؛‬
‫ليشعر الطفل باالطمئناف كاألمن‪ ،‬كيتعلم الطفل ‪١‬ناكرة اآلخرين‪.‬‬
‫رفسي للطفل‪ ،‬كتقدمي النصح‬ ‫ّ‪ -‬التواصل ا‪ٞ‬نستمر بٌن األسرة كا‪ٞ‬ندرسة؛ ‪ٞ‬نتابعة الوضع الن ٌ‬
‫كالدعم كاإلرشاد ّنا ‪٫‬ندـ مصلحة الطفل‪.‬‬
‫ْ‪ -‬أف يبتعد ا‪ٞ‬نعلم عن ا‪ٞ‬نقارنة بٌن طبلبو؛ حّت ال يكوف سببنا ُب العدكانية بينهم‪.‬‬
‫ضم‬ ‫ٓ‪ -‬التواصل ا‪ٛ‬نسدم مع الطفل‪ ،‬فعند دخوؿ الطالب للمدرسة‪ ،‬ى‪٪‬ن يسن ّنعلم الصف أف يى ي‬
‫طبلبو ك‪٬‬نسح على رؤكسهم‪ ،‬فهذا ييشعًرىم بقرب معلمهم ‪ٟ‬نم‪ ،‬كمدل ‪١‬نبتو ‪ٟ‬نم‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬على ا‪ٞ‬نعلم أف يستخدـ أسلوب التر ٍكرار كالتدرج مع الطبلب؛ لتعزيز السلوكيات اإل‪٩‬نابية‬
‫لديهم‪ ،‬فهذا األسلوب يرسخها كيعززىا‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬على ا‪ٞ‬نعلم استخداـ أسلوب احملاكرة كاإلقناع مع الطفل؛ ألف ىذا األسلوب ييشعًر الطفل‬
‫باالحَّتاـ كالتقدير لشخصيتو‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬على ا‪ٞ‬نعلم فىػ ٍهم الدكافع اليت تقف خلف سلوكيات الطفل ُب الصف؛ كالسرقة كالكذب‬
‫ك‪٥‬نوىا‪ ،‬كعدـ االستعجاؿ ُب إ‪ٜ‬ناؽ العقوبة بو دكف فىػ ٍهمها‪.‬‬
‫كخصوصا ا‪ٞ‬نرتبطة بالسنرة‬
‫ن‬ ‫الَّتبية النرفسيرة‪،‬‬
‫ٗ‪ -‬على ا‪ٞ‬نعلم زيادة االطبلع على موضوعات ر‬
‫النربويرة‪ ،‬ككذلك االلتحاؽ بالدكرات التدريبية ا‪ٞ‬نتعلقة هبذا ا‪ٞ‬نوضوع‪.‬‬
‫فقد الطفل‬ ‫َُ‪ -‬أف يبتعد ا‪ٞ‬نعلم عن مقارنة الطالب بغًنه من الطبلب؛ ألف ىذا األسلوب ي ً‬
‫ي‬
‫الشعور بالثقة بالنفس‪.‬‬
‫بد ىر منو من سلوكيات‪ ،‬فكثًن من السلوكيات اليت‬ ‫ُُ‪ -‬عدـ ‪٣‬نارسة العنف مع الطفل مهما ى‬
‫تصدر من الطفل ناْنة عن طبيعة ا‪ٞ‬نرحلة‪ ،‬كليست مقصود نة بعينها؛ كالكذب أك السرقة‪.‬‬
‫فقده الشعور باألماف‪ ،‬كقد يكوف ىذا‬ ‫ُِ‪ -‬البعد عن ‪٣‬نارسة التخويف مع الطفل؛ فهذا ي ً‬
‫ي‬
‫سببنا لنفوره من ا‪ٞ‬ندرسة‪.‬‬

‫ُِٔ‬
‫كب كىو معتاد‬ ‫ُّ‪ -‬تشجيع الطفل على العبادات؛ كالصبلة مع ا‪ٞ‬نعلم ُب ٗناعة‪ ،‬حّت يى ى‬
‫عليها‪.‬‬
‫ك‪٪‬ن يسن أف‬
‫ُْ‪ٔ -‬نصيص كقت للطبلب لزيارة ا‪ٞ‬نكتبة ا‪ٞ‬ندرسية‪ ،‬كمناقشة قصة من القصص‪ ،‬ى‬
‫تكوف من قصص السًنة النبوية‪.‬‬
‫ُٓ‪ -‬عمل رحبلت تثقيفية للطبلب؛ كزيارة ا‪ٞ‬نتاحف أك حديقة ا‪ٜ‬نيوانات‪ ،‬فهي إضافة‬
‫أيضا تقرب الطالب من معلمو‪ ،‬كتزيد الَّتابط بينهم‪.‬‬
‫لفائدهتا ا‪ٞ‬نعرفية‪ ،‬فهي ن‬
‫ُٔ‪ -‬حضور الدكرات التدريبية اليت يقدمها مركز تدريب معلمات رياض األطفاؿ؛ فهو يقدـ‬
‫الكثًن من الدكرات ‪ٞ‬نعلمات األطفاؿ‪ ،‬كاليت هتتم بكثًن من جوانب الطفل‪.‬‬
‫ُٕ‪ -‬عمل أنشطة كمسابقات للطبلب‪ ،‬كٔنصيص جوائز ٓنفيزية ‪ٟ‬نا‪ ،‬كتكوف ىذه ا‪ٞ‬نسابقات‬
‫متعلقةن بالسنرة النربويرة؛ لتحبيب الطفل بسًنة النب صلى اهلل عليو كسلم‪.‬‬
‫ُٖ‪ -‬عمل األنشطة كالبامج الَّتك‪٪‬نية للطفل؛ إلسعاده كإشعاره باحملبة كالقرب منو‪ ،‬كإزالة‬
‫مشاعر ا‪ٝ‬نوؼ من معلمو‪.‬‬
‫ُٗ‪ -‬مشاركة الطفل ُب أحزانو كأفراحو؛ فا‪ٞ‬نعلم الذم يتفقد طبلبو كيشاركهم حزنىػ يهم كفرحهم‬
‫يكوف ‪١‬نبوبنا كقريبنا من طبلبو‪.‬‬
‫َِ‪ -‬على ا‪ٞ‬نعلم أف ‪٪‬نمل الطالب بعض ا‪ٞ‬نسؤكليات اليت تبين ثقتو بنفسو؛ كتكليفو با‪ٞ‬نشاركة‬
‫ُب اإلذاعة ا‪ٞ‬ندرسية ك‪٥‬نوىا‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬البرامج والدورات المقدمة للمعلم لتعزيز معرفتو بالتربية النفسية للطفل في السنة‬
‫النبوية‪:‬‬
‫توجد بوزارة التعليم إدارة عامة للطفولة ا‪ٞ‬نبكرة‪ ،‬كقد جاء ُب الدليل التنظيمي للوزارة‬ ‫ى‬
‫الصادر بقرار ‪٠‬نلس الوزراء رقم (ُُٓ) كتاريخ ِ‪ َُْْ-ٗ-‬ىػ‪" :‬أف ا‪ٟ‬ندؼ العاـ من عمل‬
‫اإلدارة العامة للطفولة ا‪ٞ‬نبكرة التابعة لوكالة التعليم العاـ‪ ،‬يرتكز على العمل على توفًن خدمات‬
‫تعليمية ‪٣‬نيزة لؤلطفاؿ (من سن ّ كحّت الصف الثالث االبتدائي)‪ ،‬كمتابعة أداء مرحلة الط يفولة‬
‫ا‪ٞ‬نبكرة كف نقا للمؤشرات ا‪ٞ‬نعتمدة لتهيئة الطلبة لبللتحاؽ بالتعليم األساسي"‪.‬‬
‫خصوصا‬
‫ن‬ ‫ىذه اإلدارة تقدـ العديد من الدكرات كالبامج ‪ٞ‬نعلمي رياض األطفاؿ‪ ،‬ك‬
‫ًّ‬
‫مستقبل يتناكؿ‬ ‫موضوعا‬
‫ن‬ ‫ا‪ٞ‬نوضوعات اليت ٔنص خصائص ا‪ٞ‬نرحلة العمرية‪ ،‬لكن مل ْند الباحثة‬

‫ُِٕ‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪ ،‬لكن يكًجدت موضوعات تتناكؿ جوانب ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة‬ ‫ر‬
‫دكف ربطها بالسنرة النربويرة‪.‬‬
‫كذلك تيع ىقد ‪ٞ‬نعلمي ا‪ٞ‬نرحلة االبتدائية العديد من الدكرات التدريبية‪ ،‬كاليت تركز بشكل‬
‫معٌن؛ كا‪ٛ‬نانب اإلبداعي عند الطفل أك جانب ا‪ٜ‬نوار‪ ،‬كمل ْند الباحثة‬ ‫أكب على جانب ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة عند الطفل بالسنرة النربويرة‪ ،‬لكن ىناؾ ملت ىقيات تقاـ ُب ا‪ٞ‬نراكز‬
‫موضوعا مرتبطنا ب ر‬
‫ن‬
‫أك ا‪ٛ‬نامعات‪ ،‬تقاـ فيها برامج يستفيد منها ا‪ٞ‬نعلم كا‪ٞ‬نريب على كجو العموـ‪ ،‬منها على سبيل‬
‫ا‪ٞ‬نثاؿ‪ :‬برنامج ملتقى دكر األسرة ُب بناء ‪٠‬نتمع حيوم‪ ،‬كالذم أقيم يوـ الثبلثاء ٖ‪/ْ/‬‬
‫ُْْْق ككاف أحد عناكين الكلمات ا‪ٞ‬نطركحة ُب ىذا البنامج‪( :‬بيوت النبوة منارات القيم)‪،‬‬
‫الَّتبية ُب السنرة النربويرة‪،‬‬
‫كىذا ا‪ٞ‬نوضوع مرتبط بعنواف ىذه الدراسة؛ لكونو متعل نقا َنانب ر‬
‫الَّتبية؛ لذلك على ا‪ٞ‬نعلم البحث عما يرتقي بو ُب ‪٠‬ناؿ‬ ‫كاالستفادة من ا‪ٞ‬نواقف النبوية ُب ر‬
‫رفسي لو كاالستفادة من سًنة رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل‬ ‫ا‪ٛ‬نانب الن ر‬
‫ى‬ ‫خصوصا‬
‫ن‬ ‫التعامل مع الطفل‪،‬‬
‫عليو كسلم‪ -‬لتحقيقها مع طبلبو‪.‬‬

‫ُِٖ‬
‫الفصل الثامن‬

‫ملخص الدراسة وتوصياتها ومقترحاتها‬


‫ملخص الدراسة وتوصياتها ومقترحاتها‪.‬‬

‫صا ‪ٞ‬نا اشتملت عليو فصوؿ الدراسة كالنتائج اليت توصلت ‪ٟ‬نا‪،‬‬‫يتناكؿ ىذا الفصل مل رخ ن‬
‫كذلك يعرض التوصيات كا‪ٞ‬نقَّتحات اليت توصلت ‪ٟ‬نا الباحثة؛ بناءن على النتائج اليت أسفرت‬
‫عنها الدراسة‪.‬‬
‫ُ‪ -‬ملخص الدراسة‪:‬‬
‫عنواف الدراسة‪( :‬التربية النفسية للطفل في السنة النبوية وتطبيقاتها المعاصرة)‪،‬‬
‫كتضمنت ٖنانية فصوؿ‪ ،‬جاءت على النحو التايل‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كاشتمل على ٕنهيد للدراسة‪ ،‬كالتعريف ّنوضوعها كأسئلتها كأىدافها‬
‫كأ‪٨‬نيتها كحدكدىا كمصطلحاهتا كمنهجها‪ ،‬ككاف ا‪ٟ‬ندؼ الرئيس من ىذه الدراسة‪ :‬ىو التعرؼ‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة كتطبيقاهتا ا‪ٞ‬نعاصرة‪ ،‬كذلك من خبلؿ استخداـ‬ ‫على ر‬
‫ا‪ٞ‬ننهج االستنباطي‪ ،‬كلتحقيق ذلك أجابت الباحثة عن األسئلة التالية‪:‬‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة؟‬
‫ُ‪ -‬ما األسس النرظريرة ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة؟‬
‫ِ‪ -‬ما جوانب ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة؟‬
‫ّ‪ -‬ما مبادئ ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة؟‬
‫ْ‪ -‬ما أساليب ر‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل‪ ،‬ا‪ٞ‬نستنبىطة من السنرة النربويرة من‬
‫الَّتبويرة ا‪ٞ‬نعاصرة ر‬
‫ٓ‪ -‬ما الترطٍبيقات ر‬
‫كجهة نظر ا‪ٝ‬نيىباء؟ كقد اقتصرت حدكد الدراسة على األحاديث الواردة ُب صحيح البخارم‬
‫كمسلم فقط‪ ،‬كقد اقتصرت حدكد الدراسة على صحيح البخارم كمسلم‪ ،‬ككاف منهج ىذه‬
‫الدراسة ىو ا‪ٞ‬ننهج االستنباطي كا‪ٞ‬ننهج الوصفي الوثائقي‪.‬‬
‫ٌن‪٨ ،‬نا‪ :‬ا‪ٞ‬نبحث األكؿ‪ :‬اإلطار النظرم‪ ،‬كقد‬ ‫ٌن رئيس ً‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬كقد تضمن مبحثى ً‬
‫ى‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪،‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪ ،‬كيشمل مفهوـ ر‬
‫اشتمل على عدة ‪١‬ناكر‪ :‬احملور األكؿ‪ :‬كىو ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪ .‬كاحملور‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪ ،‬كنظريات ‪ٟ‬نا صلة ب ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪ ،‬كخصائص ر‬
‫كأىداؼ ر‬
‫مو ‪ٞ‬نرحلة الط يفولة‪ ،‬كمطالب النمو ُب مرحلة‬ ‫الثاين‪ :‬كيشمل مفهوـ الطفل‪ ،‬كخصائص الن ٌ‬

‫َُّ‬
‫مو ُب مرحلة الط يفولة‪ .‬احملور الثالث‪ :‬الطفل ُب السنرة النربويرة‪ ،‬كيشمل‬
‫الط يفولة‪ ،‬كخصائص الن ٌ‬
‫الَّتبية النبوية‪ ،‬كالوسائل النبوية‬
‫حقوؽ الطفل ُب اإلسبلـ‪ ،‬كمكانة الطفل ُب السنة‪ ،‬كخصائص ر‬
‫الَّتبية‬
‫الَّتبية النبوية‪ .‬كاحملور الرابع‪ :‬كىو األسرة كا‪ٞ‬ندرسة‪ ،‬كدكر‪٨‬نا ُب ر‬
‫الَّتبية‪ ،‬ك‪٠‬ناالت ر‬
‫ُب ر‬
‫النرفسيرة‪.‬‬
‫‪١‬نوري ًن‪ ،‬ك‪٨‬نا‪ :‬دراسات‬
‫كا‪ٞ‬نبحث الثاين‪ :‬كىو الدراسات السابقة‪ ،‬كقد ق رس ىمتو الباحثة إىل ى‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪ ،‬كىي أربع دراسات‪ ،‬كدراسات تناكلت الطفل‪ ،‬كىي ست دراسات‪.‬‬ ‫تناكلت ر‬
‫الفصل الثالث‪ :‬كىو فصل األسس النرظريرة ر‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪،‬‬
‫‪١‬نوري ًن‪٨ ،‬نا‪ :‬مفهوـ األسس‪ .‬كاحملور الثاين‪ :‬أسس ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪ ،‬كىي‬ ‫كتناكلت فيو الباحثة ى‬
‫للَّتبية‪،‬‬
‫الَّتبية‪ ،‬كاألىداؼ التفصيلية ر‬‫‪ٙ‬نسة أسس‪ ،‬ىي‪ :‬فهم طبيعة الطفل‪ ،‬كالغاية الكبل من ر‬
‫كالرؤية كا‪ٞ‬ننهج‪ ،‬كإعداد ا‪ٞ‬نريب‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬كيشمل جوانب ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪ ،‬كىي ثبلثة‬
‫الَّتبية العقلية‪.‬‬
‫جوانب‪ ،‬كىي‪ :‬جانب الدكافع السلوكية‪ ،‬كجانب االنفعاالت‪ ،‬كجانب ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪ ،‬كيشمل مبحثى ً‬
‫ٌن‪،‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬كىو مبادئ ر‬
‫‪٨‬نا‪ :‬مفهوـ ا‪ٞ‬نبادئ‪ ،‬كمبحث مبادئ ال رَّتبية النرفسيرة‪ ،‬كىي ستة مبادئ‪( :‬اإلنصات الفعاؿ‪،‬‬
‫كاالحَّتاـ ا‪ٞ‬نتبادؿ‪ ،‬كالَّتكيز على ا‪ٜ‬نلوؿ بدؿ اللوـ‪ ،‬كالعواقب ال العقاب‪ ،‬كفهم االعتقاد خلف‬
‫السلوؾ‪ ،‬كاألطفاؿ يتصرفوف بشكل أفضل عندما يشعركف بشعور جيد)‪.‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬تضمن أساليب ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪ ،‬كيشمل‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪ ،‬كىي‪:‬‬
‫ٌن‪٨ ،‬نا‪ :‬مفهوـ األساليب‪ ،‬كأساليب ر‬ ‫مبحثى ً‬
‫أسلوب الصحبة‪ ،‬كحسن النداء‪ ،‬كا‪ٞ‬ندح كالثناء‪ ،‬كالتر ٍكرار‪ ،‬كالتدرج ُب ا‪ٝ‬نطوات‪ ،‬كالثواب‬
‫كالعقاب‪ ،‬كا‪ٞ‬نناقشة كا‪ٜ‬نوار‪ ،‬كاألسلوب القصصي‪.‬‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل كا‪ٞ‬نستنبىطة من‬ ‫الفصل السابع‪ :‬كيشمل الترطٍبيقات ر‬
‫الَّتبويرة ا‪ٞ‬نعاصرة ر‬
‫السنرة النربويرة‪ ،‬كقد اقتصرت الباحثة على األسرة كا‪ٞ‬ندرسة‪.‬‬
‫والفصل الثامن‪ :‬كيشمل مل رخص الدراسة كنتائجها كتوصياهتا كمقَّتحاهتا‪.‬‬

‫ُُّ‬
‫ِ‪ -‬أبرز النتائج‪:‬‬
‫ُب ضوء ما ًب عرضو ُب فصوؿ البحث السابقة‪ ،‬توصلت الباحثة إىل عدد من النتائج‬
‫كفيما يلي عرض أل‪٨‬نها كفقان ألسئلة الدراسة‪:‬‬
‫‪ -4‬أسس التربية النفسية للطفل في السنة النبوية ومنها ما يلي‪:‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل تتضمن ‪ٙ‬نسة أسس‪ ،‬ىي‪ :‬فهم طبيعة الطفل‪ ،‬كالغاية‬ ‫‪ -‬أف أسس ر‬
‫للَّتبية‪ ،‬كالرؤية كا‪ٞ‬ننهج‪ ،‬كإعداد ا‪ٞ‬نريب‪.‬‬
‫الَّتبية‪ ،‬كاألىداؼ التفصيلية ر‬
‫الكبل من ر‬
‫‪ -‬أف أىم ما ‪٬‬نيز مرحلة الطفولة ىو سهولة االنقياد كسرعة التأثر كتقبل التوجيو لذلك من‬
‫الواجب على ا‪ٞ‬نريب رعاية الطفل ك٘نايتو من ا‪ٞ‬نفاسد كاحملرمات‪.‬‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل‪ ،‬فهو يقي الطفل من‬ ‫‪ -‬أف فىػ ٍهم طبيعة الطفل من األسس ا‪ٞ‬نهمة ر‬
‫كثًن من ا‪ٞ‬نشكبلت اليت ‪٬‬نر هبا‪ ،‬أك عبلجها ُب كقت مبكر قبل تىفاقي ًمها‪.‬‬
‫‪ -‬أف الطفل بطبيعتو يرفض كل أشكاؿ العنف كالقهر كالتسلط كاإل‪٨‬ناؿ؛ لذلك كجب‬
‫التعامل معو برفق كإحساف‪.‬‬
‫‪ -‬أف طبيعة الطفل ىي ا‪ٝ‬نًنية؛ لذلك كجب على ا‪ٞ‬نريب ٘نايتو من األضرار كا‪ٞ‬نفاسد‬
‫كاحملرمات‪.‬‬
‫‪ -‬أف التواصل مع الطفل ‪٩‬نب أف يكوف مرركنزا كسر نيعا؛ من خبلؿ اختيار الكلمات‬
‫كالتوجيهات‪.‬‬
‫عموما‪ ،‬لكن‬
‫‪ -‬أف ٗنيع األطفاؿ يولىدكف أقوياء‪ ،‬لكن من يضعفهم ‪٨‬نا الوالداف كا‪ٞ‬نربوف ن‬
‫الدي ًن احملافظة على قوة الطفل بالبيعد عن األساليب السلبية ُب التعامل مع سلوكياتو‬
‫على الو ى‬
‫ا‪ٞ‬نزعجة‪.‬‬
‫‪ -‬أف األىداؼ التفصيلية للَّتبية تتمثل ُب إعداد الطفل عقديان كاجتماعيان كإعداده‬
‫ألساسيات الثقافة اإلسبلمية‪ ،‬كإعداده أخبلقيان كنفعيان كالعمل على توازف ٗنيع القول‬
‫كاالستعدادات لدل الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬أف الرؤية كا‪ٞ‬ننهج نستقيها من كتاب اهلل لكن عمليان من سنة رسوؿ اهلل ‪-‬صلى اهلل عليو‬
‫كسلم‪ -‬ألهنا ا‪ٞ‬نمارسة العملية لكتاب اهلل تعاىل‪.‬‬

‫ُِّ‬
‫الَّتبية ‪ٛ‬نميع‬‫‪ -‬أف أحاديث النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬زاخرة بالكثًن من جوانب ر‬
‫الَّتبويرة اليت‬
‫الفئات‪ّ ،‬نا فيها الطفل‪ ،‬كاليت ‪٬‬نكن من خبل‪ٟ‬نا استخراج عدد من االستنباطات ر‬
‫ال غىن للمسلم عنها‪ ،‬كتفيد ا‪ٞ‬نريب ُب تربية كتوجيو األطفاؿ من حولو‪.‬‬
‫الَّتبويرة‬
‫‪ -‬أف الر٘نة كالرأفة كا‪ٜ‬نلم كا‪ٜ‬نكمة من أىم كأبرز الصفات اليت ٓندد لنا الرؤية ر‬
‫الشاملة كا‪ٞ‬ننهج‪ ،‬كاليت حث عليها النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ُ -‬ب تعاملو مع الطفل‪.‬‬
‫الَّتبويرة‪ ،‬فبقدر علمو كجهده كحلمو‬‫ا‪ٞ‬نريب ىو العنصر األساسي كاألخطر ُب العملية ر‬
‫‪ -‬أف ى‬
‫كصبه على أداء رسالتو‪ ،‬يكوف األثر الَّتبوم‪.‬‬
‫‪ -‬أف اعداد ا‪ٞ‬نريب يعتب عنصر أساسي ُب العملية الَّتبوية ك‪٩‬نب أف تتوفر فيو عناصر‬
‫أساسية من أ‪٨‬نها إخبلص النية هلل تعاىل كالتطبيق الَّتبوم الصادؽ ‪ٞ‬نا تعلم كتعليمو لغًنه‬
‫كالصب على ذلك ‪.‬‬
‫‪ -2‬جوانب التربية النفسية للطفل في السنة النبوية‪:‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل تتضمن عدة جوانب‪ ،‬ىي‪ :‬جانب الدكافع كالسلوؾ كيتمثل‬ ‫‪ -‬أف ر‬
‫ُب عدة دكافع كىي‪ :‬دافع األمن‪ ،‬كدافع التقدير من اآلخرين‪ ،‬كدافع التوحيد‪ ،‬كدافع ا‪ٞ‬نبادرة‬
‫كالتنافس‪ ،‬كدافع اللعب‪ ،‬كجانب االنفعاالت كيشمل‪ :‬انفعاؿ ا‪ٜ‬نب كا‪ٜ‬نزف كالفرح ك‪ٝ‬نوؼ‬
‫كا‪ٝ‬نجل‪ ،‬كا‪ٛ‬نانب العقلي‪.‬‬
‫الع ىقدم للطفل ىو األساس الذم تى ًبين عليو ر‬
‫الَّتبية اإلسبلمية كافة األبعاد‬ ‫‪ -‬أف اإلعداد ى‬
‫األخرل؛ من عبادة كأخبلؽ ك‪٥‬نوىا‪.‬‬
‫‪ -‬أف من أىم ما يرسخ عقيدة الطفل‪ ،‬ىو ربطو باهلل تعاىل بشكل دائم‪ ،‬كترسيخ ‪١‬نبتو‬
‫ُب قلبو‪ ،‬كتنمية طاعتو‪ ،‬كمراقبتو ُب السر كالعبلنية‪.‬‬
‫‪ -‬أف الطفل ‪٪‬نتاج إىل الشعور باألمن كسط البيئة اليت يعيش فيها‪ ،‬فإذا افتقدىا ظهرت‬
‫عليو عبلمات سلبية كا‪ٝ‬نوؼ كالقلق‪.‬‬
‫‪ -‬أف أسلوب الرفق كاللٌن ىو من أىم األساليب اليت تيشعًر الطفل باألمن كاالطمئناف‪،‬‬
‫بينما القسوة كالش ٌدة تصيبو باالضطرابات كا‪ٝ‬نوؼ كفقداف الثقة بالنفس‪.‬‬
‫‪ -‬أف الطفل رغم صغر سنو فهو ُب أشد ا‪ٜ‬ناجة للتعامل معو باحَّتاـ كتقدير؛ ألف ىذا‬
‫يعزز من قوة شخصيتو‪ ،‬كيزيد ثقتو بنفسو‪.‬‬
‫ُّّ‬
‫ا‪ٞ‬نريب لو التأثًن األكب ُب تشكيل عقيدة الطفل‪ ،‬كربطو باهلل تعاىل ُب كل أموره‪.‬‬
‫أف ى‬ ‫‪-‬‬
‫أف إثارة ركح التنافس بٌن األطفاؿ ٓنرؾ مشاعرىم كطاقاهتم ا‪ٞ‬نكبوتة‪ ،‬كتنمي مواىبهم‬ ‫‪-‬‬
‫كتدفعهم لئل‪٤‬ناز كالتفوؽ‪.‬‬
‫‪ -‬أف اللعب من أىم الدكافع عند الطفل؛ فهو يساعد على تنميتو من ٗنيع النواحي‬
‫ا‪ٛ‬نسمية كالعقلية كالنرفسيرة‪ ،‬كحرمانو منو قد يسبب لو الكثًن من القصور ُب الوظائف ا‪ٜ‬نيوية‬
‫كالعضوية كا‪ٞ‬نعرفية كاللغوية كاالجتماعية‪.‬‬
‫فقده ثقتىو بنفسو‪ ،‬كييشعًره بعدـ األمن كييبعًده عن ‪٣‬نارسة مهاراتو‬‫‪ -‬أف ٔنويف الطفل ي ً‬
‫ي‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬أف جوانب االنفعاالت تشمل عدد من االنفعاالت من أ‪٨‬نها ا‪ٜ‬نب كا‪ٜ‬نزف كالفرح‬
‫كا‪ٝ‬نوؼ كا‪ٝ‬نجل‪.‬‬
‫‪ -‬أف انفعاؿ ا‪ٜ‬نب ىو من أكثر االنفعاالت العميقة كا‪ٞ‬نهمة خصوصان ‪ٞ‬نرحلة الطفولة ألف‬
‫الطفل يكوف حساسان ‪ٞ‬نشاعر من حولو ‪٥‬نوه كخصوصان كالديو‪.‬‬
‫الدي ًن؛ لذلك‬
‫‪ -‬أف مسؤكلية التعامل مع حزف الطفل كفرحو كسائر عواطفو تقع على الو ى‬
‫ض ٌمة أك‬ ‫ذىب حزنو ً‬‫عليهما البحث عما يسعده كي ً‬
‫كضي ىقو؛ كالوسائل ا‪ٞ‬نعنوية من قيػٍبلة أك ى‬ ‫ي‬
‫‪ٞ‬نسة‪ ،‬كا‪ٞ‬نادية كا‪ٟ‬ندية‪.‬‬
‫خجوال كسلبيًّا‪ ،‬كاإل‪٨‬ناؿ لو ‪٩‬نعلو يشعر بالدكنية‬
‫ن‬ ‫‪ -‬أف ا‪ٜ‬نماية الزائدة للطفل ْنعلو‬
‫كالنقص؛ لذلك على ا‪ٞ‬نريب التعامل معو دكف إفراط با‪ٜ‬نماية أك إ‪٨‬ناؿ لو‪.‬‬
‫‪ -‬أف النب صلى اهلل عليو كسلم اعتىن با‪ٛ‬نانب العقلي ُب تربية الطفل فالنب صلى اهلل‬
‫عليو كسلم ‪٪‬نَّتـ عقلية الطفل كيشعره بالتقدير كاالحَّتاـ لشخصيتو كرأيو‪ ،‬كيستثًن عقو‪ٟ‬نم‬
‫باألسئلة اليت تنمي تفكًنىم كتشعرىم بالتقدير لشخصياهتم كآراءىم‪.‬‬
‫‪ -3‬مبادئ التربية النفسية للطفل في السنة‪:‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل تتضمن اإلنصات الفعاؿ للطفل‪ ،‬كالعواقب ال‬
‫‪ -‬أف مبادئ ر‬
‫العقاب‪ ،‬كفىػ ٍهم االعتقاد خلف السلوؾ‪ ،‬كاألطفاؿ يتصرفوف بشكل أفضل عندما يشعركف‬
‫بشعور جيد‪.‬‬
‫ُّْ‬
‫‪ -‬أف االستماع للطفل ك‪١‬ناكرتو هبدكء ‪٪‬نقق التواصل الفعاؿ معو‪ ،‬ك‪٬‬نكن من خبلؿ ذلك‬
‫تربيتو كتوجيهو‪.‬‬
‫‪ -‬أف االستماع للطفل ‪٩‬نب أف يكوف مصحوبنا بالتعابًن اليت تيظ ًهر مشاركتو كالتعاطف‬
‫معو‪ ،‬كاليت تشعره باالرتياح‪.‬‬
‫ً‬
‫مبرا للتعامل معو بدكنية‪ ،‬بل ‪٩‬نب احَّتاـ شخصيتو‬ ‫‪ -‬أ رف صغىر سن الطفل ليس ن‬
‫كالتعامل معو برقي كاحَّتاـ‪.‬‬
‫بدال من لوـ الطفل كإشعاره بالذنب‪ ،‬كىذا‬
‫ا‪ٞ‬نريب الناجح ىو من يركز على ا‪ٜ‬نلوؿ ن‬
‫‪ -‬أف ى‬
‫يزيد ثقتو بنفسو‪.‬‬
‫أف من أ‪٤‬نح طرؽ التهذيب لطفل ىو أف ‪٤‬نعل لكل تصرؼ خاطٌ عاقبة تتناسب‬ ‫‪-‬‬
‫معو‪.‬‬
‫أف ضرب الطفل من األساليب اليت تشعره بعدـ احَّتاـ حقوقو كشخصيتو‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أف خلف الكثًن من سلوكيات الطفل دكافع نفسية تكوف سببان ‪ٟ‬نا‪ ،‬لذلك على ا‪ٞ‬نريب‬ ‫‪-‬‬
‫فهم معرفتها ‪ٞ‬نعا‪ٛ‬نة أصل ا‪ٞ‬نشكلة بدالن من أعراضها‪.‬‬
‫أف ىناؾ العديد من العوامل اليت ْنعل الطفل يشعر بشعور جيد مثل اجتماعات‬ ‫‪-‬‬
‫األسرة الدكرية كالعناؽ كالسبلـ عليو‪.‬‬
‫‪ -4‬أساليب التربية النفسية للطفل في السنة النبوية‪:‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل متنوعة‪ ،‬كتشمل أسلوب صحبة الطفل‪ ،‬كحسن‬ ‫أف أساليب ر‬ ‫‪-‬‬
‫النداء‪ ،‬كا‪ٞ‬ندح كالثناء‪ ،‬كالتكرار كالتدرج ُب ا‪ٝ‬نطوات‪ ،‬كالثواب كالعقاب‪ ،‬كا‪ٞ‬نناقشة‬
‫كا‪ٜ‬نوار‪ ،‬كاألسلوب القصصي‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نريب ‪٩‬نب عليو احَّتاـ عقلية الطفل كتنميتها كالعناية هبا‪ ،‬كمن ذلك‪ :‬احَّتاـ رأيو‬
‫أف ى‬ ‫‪-‬‬
‫كحقوقو‪ ،‬كتعليمو ما ينفعو ُب ‪٢‬نتلًف العلوـ‪ ،‬كتنمية حب القراءة عنده‪.‬‬
‫كبًنا ُب التأثًن على نفسيتو كتنمية شخصيتو‪.‬‬
‫دكرا ن‬‫أف مصاحبة الطفل تلعب ن‬ ‫‪-‬‬
‫أف مناداة الطفل باسم ‪١‬نبرب لو ييشعًره باحملبة كالقرب‪ ،‬كتكوف استجابتو للنداء أسرع‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ُّٓ‬
‫ٓ‪ -‬أف مدح الطفل كالثناء عليو ييسعًده كيعزز إ‪٩‬نابياتو‪ ،‬كىذا يزيد من ثقتهم بأنفسهم‪ ،‬شرط‪:‬‬
‫أف يكوف ىذا ا‪ٞ‬ندح بصدؽ كدكف مبالغة‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬أف التر ٍكرار من األساليب ا‪ٞ‬نهمة ُب تربية الطفل‪ ،‬كغرس القيم كا‪ٞ‬نبادئ لديو‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬أف التدرج مع الطفل من أىم األساليب اليت تكسبو ا‪ٝ‬نبة كا‪ٞ‬نهارات كا‪ٞ‬نعارؼ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬أف أسلوب الثواب كالعقاب من أىم أساليب إصبلح الطفل كتعديل سلوكياتو‪.‬‬
‫تفاعبل مع الطفل‪ ،‬كينمي شخصيتو‪ ،‬كيدفعو للدخوؿ ُب ميادين‬ ‫ن‬ ‫ٗ‪ -‬أف ا‪ٜ‬نوار ‪٫‬نلق‬
‫ا‪ٞ‬نناقشات العلمية‪ ،‬كيساعده على التعبًن عن حقوقو‪.‬‬
‫َُ‪ -‬أف القصة من أىم األساليب اليت تشد انتباه الطفل‪ ،‬كتنمي عقلو‪ ،‬كتؤثر عليو‪ ،‬كتثًن‬
‫عواطفو‪.‬‬
‫الَّتبويرة للطفل ُب السنرة النربويرة ُب األسرة‪ ،‬تتضمن مساعدة األسرة على‬
‫ُُ‪ -‬أف الترطٍبيقات ر‬
‫رفسي‪ ،‬كُب ا‪ٞ‬ندرسة تتضمن مساعدة ا‪ٞ‬نعلم على‬‫الَّتبية الصحيحة ُب ا‪ٛ‬نانب الن ٌ‬ ‫تربية الطفل ر‬
‫معرفة األساليب النرفسيرة للتعامل مع الطفل‪.‬‬

‫ّ‪ -‬توصيات الدراسة‪:‬‬


‫بناء على نتائج الدراسة توصي الباحثة ّنا يلي‪:‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل كا‪ٞ‬نستنبىطة من سنة‬
‫ُ‪ -‬على ا‪ٞ‬نربٌن من آباء كأمهات كمعلمٌن العناية ب ر‬
‫النب ‪-‬صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬كتطبيقها من قًبىلهم أثناء تعاملهم مع الطفل‪.‬‬
‫للَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة لآلباء كاألمهات كا‪ٞ‬نعلمٌن ُب‬ ‫ِ‪ -‬عقد دكرات تدريبية ر‬
‫مرحلة رياض األطفاؿ كا‪ٞ‬نرحلة االبتدائية‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة ُب أقساـ رياض األطفاؿ‪ ،‬كُب أقساـ‬ ‫ّ‪ -‬إدراج منهج ر‬
‫الَّتبية‪.‬‬
‫كليات ر‬
‫ْ‪ -‬تعزيز التكامل األسرم كا‪ٞ‬ندرسي كاجملتمعي‪ ،‬كتفعيل الشراكة بينهم لتقدمي برامج فعالة‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫ٔندـ موضوع ر‬
‫كخصوصا فيما‬
‫ن‬ ‫شامبل‪،‬‬
‫تأىيبل ن‬
‫ٓ‪ -‬تأىيل معلمي كمعلمات رياض األطفاؿ كا‪ٞ‬نرحلة االبتدائية ن‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫يتعلق ب ر‬

‫ُّٔ‬
‫الَّتبية‬
‫الَّتبويرة كاإلعبلـ‪ ،‬إىل تناكؿ موضوع ر‬ ‫ٔ‪ -‬دعوة ا‪ٞ‬نؤسسات األخرل ا‪ٞ‬نشا ًركة ُب العملية ر‬
‫النفسية للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنة‪،‬‬ ‫ٕ‪ -‬العمل على االستفادة من البامج ا‪ٞ‬نطركحة كا‪ٞ‬نتعلقة ب ر‬
‫كتوسيع نطاؽ تطبيقها؛ حّت تكوف الفائدة أعم كأكب‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬على ا‪ٞ‬نعلمٌن كمديرم ا‪ٞ‬ندارس ا‪ٞ‬نرتبطٌن بالط ٍفل‪ ،‬العمل على تطبيق منهج النب ‪-‬صلى‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل‪.‬‬
‫اهلل عليو كسلم‪ُ -‬ب ر‬
‫ٗ‪ -‬على ا‪ٞ‬نريب االستزادة من ا‪ٞ‬نعارؼ كالدكرات التدريبية كالبامج اليت ٔنص طبيعة الطفل؛‬
‫ليتعامل معو بصورة صحيحة‪.‬‬
‫َُ‪ -‬على ا‪ٞ‬نريب مهمة ترسيخ عقيدة الطفل‪ ،‬كذلك بربطو باهلل تعاىل كٓنبيبو ُب سنة رسولو ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليو كسلم‪ -‬عن طريق القصص كا‪ٞ‬نناقشات أك استعراض األحاديث كالوقفات‬
‫التدبرية لآليات ُب ضوء أساليب الَّتبية اإلسبلمية ‪.‬‬
‫الدي ًن اصطحاب أطفا‪ٟ‬نما جملالس الكبار‪ ،‬كتشجيعهم على ا‪ٜ‬نوار كاحَّتاـ‬ ‫ُُ‪ -‬على الو ى‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫ُِ‪ٔ -‬نصيص أكقات خاصة للطفل يناقش فيها الوالداف مع أطفا‪ٟ‬نما مشكبلهتم كأىدافهم‬
‫كطموحاهتم‪.‬‬
‫ُّ‪ٔ -‬نصيص كقت كأماكن خاصة للعب ُب ا‪ٞ‬ننزؿ أك ُب ا‪ٞ‬ندرسة؛ أل‪٨‬نيتو الكبًن ُب ‪٧‬نو‬
‫الطفل‪.‬‬
‫ُْ‪ -‬على ا‪ٞ‬نريب الَّتكيز على الثواب؛ إما بطريقة معنوية‪ ،‬أك مادية أكثر من تركيزه على‬
‫العقاب‪ ،‬كذلك للتأثًن الكبًن للثواب على الطفل‪.‬‬
‫ُٓ‪ -‬على ا‪ٞ‬نريب مناداة الطفل باس وم ‪١‬نبرب لو‪ ،‬كالبعد عن مناداتو بألفاظ تيشعًره بالدكنية‪.‬‬

‫ْ‪ -‬مقترحات الدراسة‪:‬‬


‫‪٬‬نكن اقَّتاح بعض الدراسات األخرل‪ ،‬كاليت تنطلق من ىذه الدراسة كتستفيد منها‪:‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة‪ ،‬كٔنصيصها لفئة أخرل‬ ‫ُ‪ -‬إجراء دراسات مشاهبة ‪ٟ‬نذه الدراسة حوؿ ر‬
‫كا‪ٞ‬نراىقٌن أك كبار السن‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة‪.‬‬
‫ِ‪ -‬إجراء دراسات أخرل تتعلق بدكر ا‪ٞ‬نعلم ُب ٓنقيق ر‬

‫ُّٕ‬
‫ّ‪ -‬إجراء دراسات أخرل متعلقة بفاعلية البامج كالدكرات ا‪ٞ‬نقدمة ‪ٞ‬نعلمي رياض األطفاؿ‬
‫كا‪ٞ‬نرحلة االبتدائية‪.‬‬
‫ْ‪ -‬إجراء دراسات أخرل متعلقة بفاعلية البامج كالدكرات ا‪ٞ‬نقدمة لؤلسرة‪ ،‬كاليت ٔنص تربية‬
‫للَّتبية النرفسيرة ُب ا‪ٞ‬نرحلة االبتدائية أك رياض األطفاؿ‪.‬‬
‫الطفل‪ .‬تصور مقَّتح ر‬
‫الَّتبويرة‪.‬‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل ُب السنرة النربويرة ُب ا‪ٞ‬نؤسسات ر‬
‫ٓ‪ -‬معوقات ر‬
‫الَّتبية النرفسيرة للطفل‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬دكر اإلعبلـ ُب تعزيز ر‬

‫ُّٖ‬
‫المراجع والمصادر‪.‬‬

‫إبراىيم‪١ ،‬نمد ضياء الدين خليل (َُِْـ‪ -‬ذك القعدة)‪ ،‬حقوؽ الطفل مفهومها كتطورىا عب التاريخ البشرم‪ ،‬ورقة‬
‫مقدمة إلى المؤتمر الدولي السادس‪ :‬الحماية الدولية للطفل‪ ،‬طرابلس‪َُِْ/ُُ /ِِ-َِ ،‬ـ‪.‬‬
‫أنيس‪ ،‬إبراىيم كمنصر‪ ،‬عبد ا‪ٜ‬نليم كالصوا‪ٜ‬ني‪ ،‬عطية كأ٘ند‪١ ،‬نمد (ََِْـ)‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬طْ‪ ،‬مصر‪ :‬مكتبة‬
‫الشركؽ الدكلية‪.‬‬
‫ابن قيم ا‪ٛ‬نوزية‪ ،‬مشس الدين أبو عبد اهلل ‪١‬نمد بن أيب بكر الزرعي الدمشقي (ت ُٕٓق)‪ ،‬زاد المعاد في ىدي خير‬
‫العباد‪ٓ ،‬نقيق‪ :‬شعيب األرناؤكط ‪ -‬عبد القادر األرناؤكط‪ ،‬طّ‪ ،‬لبناف‪ :‬الرسالة‪ُُْٖ ،‬ق‪.‬‬
‫ابن قيم ا‪ٛ‬نوزية‪ ،‬مشس الدين أبو عبد اهلل ‪١‬نمد بن أيب بكر الزرعي الدمشقي‪ ،‬تحفة المودود بأحكام المولود ‪ٓ ،‬نقيق‪:‬‬
‫عثماف بن ٗنعة ضمًنية ‪ ،‬طُ‪ ،‬جدة ‪٠ :‬نمع الفقو اإلسبلمي ‪ُُّْ ،‬ق‪.‬‬
‫ابن ىبًنة‪ ،‬اإلفصاح عن معاني الصحاح‪ٓ ،‬نقيق‪ :‬فؤاد عبد ا‪ٞ‬ننعم أ٘ند‪ ،‬الرياض‪ :‬دار الوطن‪ُُْٕ ،‬ق‪.‬‬
‫أبو ا‪ٜ‬نسٌن‪ ،‬أ٘ند بن فارس بن زكريا‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ٓ ،‬نقيق‪ :‬عبد السبلـ ىاركف‪ ،‬بًنكت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫ابن قيم ا‪ٛ‬نوزية‪ ،‬مشس الدين أيب عبد اهلل ‪١‬نمد بن أيب بكر الزرعي الدمشقي (ت ُٕٓىػ) (ُّّٗىػ)‪ ،‬الفوائد‪ ،‬طِ‪،‬‬
‫لبناف‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫ابن حجر‪ ،‬أ٘ند بن علي (ُّٕٗق)‪ ،‬فتح الباري في شرح صحيح البخاري‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬بًنكت‪ :‬دار ا‪ٞ‬نعرفة‪.‬‬
‫ابن حنبل‪ ،‬أ٘ند (تُِْق)‪ ،‬مسند اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬الرياض‪ :‬بيت األفكار الدكلية ُُْٗق‪.‬‬
‫ابن كثًن‪ ،‬إ‪ٚ‬ناعيل بن عمر (َََِـ)‪ ،‬المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير‪ ،‬الرياض‪ :‬دار السبلـ للنشر‬
‫كالتوزيع‪.‬‬
‫ابن عثيمٌن‪١ ،‬نمد بن صاحل (ُُْٗق)‪ ،‬شرح رياض الصالحين من كالم سيد المرسلين لإلمام الحافظ الفقيو أبي‬
‫زكريا محيي الدين يحيى النووي‪ ،‬بًنكت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل ٗناؿ الدين ‪١‬نمد (ََِّـ)‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬القاىرة‪ :‬دار ا‪ٞ‬نعارؼ‪.‬‬
‫أبو ا‪ٜ‬نسٌن‪ ،‬أ٘ند بن فارس بن زكريا (ُّٗٗ)‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫أبو السعد‪ ،‬مصطفى (ُّْْق)‪ ،‬رخصة القيادة التربوية‪ ،‬طِ‪ ،‬الكويت‪ :‬اإلبداع الفكرم‪.‬‬
‫أبو السعد‪ ،‬مصطفى (ُّْٔق)‪ ،‬التربية اإليجابية من خالل إشباع الحاجات النفسية للطفل‪ ،‬الكويت‪ :‬دار اقرأ‬
‫للنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫أبو السعد‪ ،‬مصطفى (ُّْٕق)‪ ،‬الوالدية اإليجابية من خالل استراتيجيات التربية اإليجابية‪ ،‬الكويت‪ :‬دار اقرأ‪.‬‬
‫أبو السعد‪ ،‬مصطفى (ُّْٗق)‪ ،‬ىكذا نربي‪ ،‬الكويت‪ :‬اإلبداع الفكرم‪.‬‬
‫أبو السعد‪ ،‬مصطفى (َُِٗـ)‪ ،‬التربية من منظور ومنهجية إسالمية‪ ،‬الكويت‪ :‬اإلبداع الفكرم‪.‬‬
‫أبو العينٌن‪ ،‬علي خليل (َُْٖق)‪ ،‬القيم اإلسالمية في التربية‪ ،‬ا‪ٞ‬ندينة ا‪ٞ‬ننورة‪ :‬مكتب إبراىيم حلب‪.‬‬
‫أبو العينٌن‪ ،‬علي خليل (َُْٗق)‪ ،‬من أعالم التربية العربية واإلسالمية‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتب ر‬
‫الَّتبية العريب لدكؿ ا‪ٝ‬نليج‪.‬‬
‫أبو شعًنة‪ ،‬خالد ‪١‬نمد (َُّْق)‪ ،‬المدخل إلى علم التربية‪ ،‬ع رماف‪ :‬مكتبة اجملتمع العريب للنشر كالتوزيع‪.‬‬

‫ُّٗ‬
‫أبو شهبة‪ ،‬ىناء ليحٍن (ََِٕ‪ -‬أبريل)‪ ،‬السنة النبوية وتوجيو المسلم إلى الصحة النفسية‪ُ ،‬نث مق ردـ إىل مؤٕنر‬
‫السنرة النربويرة كالدراسات ا‪ٞ‬نعاصرة‪ ،‬كلية الشريعة كالدراسات اإلسبلمية‪ ،‬جامعة الًنموؾ‪ ،‬األردف‪ ُٖ-ُٕ ،‬أبريل‪،‬‬
‫ََِٕـ‪.‬‬
‫أ٘ند‪ ،‬عبد اهلل (َُُْق)‪ ،‬بناء األسرة الفاضلة‪ ،‬بًنكت‪ :‬دار البياف العريب‪.‬‬
‫آؿ عرفة‪ ،‬خالد بن ىشاـ (د‪ .‬ف)‪ ،‬األساليب النبوية في تربية األبناء والذرية‪ ،‬نسخة إلكَّتكنية‪ ،‬مسَّتجع بتاريخ‬
‫ُٓ‪َُْْ/ٕ/‬ق‪:‬‬
‫‪https://archive.org/details/Tmp_18873-----476462357/mode/2up‬‬
‫الباين‪ ،‬عبد الر٘نن (َُّْق)‪ ،‬مدخل إلى التربية في ضوء اإلسالم‪ ،‬ط ِ‪ ،‬ا‪ٞ‬نكتب اإلسبلمي‪.‬‬
‫بقنة‪ ،‬مبارؾ (تقدير الذات)‪ ،‬مقاؿ ُب موقع صيد الفوائد‪ ،‬تاريخ االسَّتجاع (ِٕ‪َُْْ/ِ/‬ق)‪:‬‬
‫‪http://www.saaid.net/aldawah/190.htm‬‬
‫بكر‪ ،‬عبد ا‪ٛ‬نواد سيد (ُّٖٗق)‪ ،‬فلسفة التربية اإلسالمية في الحديث الشريف‪ ،‬القاىرة‪ :‬دار الفكر العريب‪.‬‬
‫باشا‪ ،‬حساف مشسي (َُِٗـ)‪ ،‬كيف تربي أبناءك في ىذا الزمن؟ دمشق‪ :‬دار القلم‪.‬‬
‫بشقة‪ ،‬عز الدين (ََِِـ)‪ ،‬المدح والثناء منهج نبوي تربوي أصيل الحدود والضوابط‪٠ ،‬نلة الباحث ُب العلوـ‬
‫اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬جامعة باتنة‪( ،‬عُِ)‪.‬‬
‫بين عطا‪ ،‬سهاد عبد اهلل (َُِٕـ)‪ ،‬المنهج النبوي في تربية الطفل‪٠ ،‬نلة العلوـ اإلنسانية كاالجتماعية (ُّ)‪،‬‬
‫صُْٕ‪.ِْٖ-‬‬
‫البيشي‪ ،‬غالية ‪١‬نمد (ُِّْق)‪ ،‬الطفل في ضوء القرآن الكريم‪ ،‬رسالة ماجستًن غًن منشورة‪ ،‬جامعة اإلماـ‬
‫‪١‬نمد بن سعود اإلسبلمية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫ٗنعة‪ ،‬أ٘ند خليل (ُُِْق)‪ ،‬الطفل في ضوء القرآن والسنة واألدب‪ ،‬بًنكت‪ :‬اليمامة للطباعة كالنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫ا‪ٛ‬نمل‪ ،‬أ٘ند عبد الغين (َََِـ)‪ ،‬تربية الطفل ورعايتو في اإلسالم‪٠ ،‬نلة كلية ر‬
‫الَّتبية‪ ،‬جامعة ا‪ٞ‬ننصورة‪( ،‬عْْ)‪،‬‬
‫صَُ‪.ُٔ-‬‬
‫ا‪ٛ‬نرجاين‪ ،‬السيد الشريف (َُُِـ)‪ ،‬معجم التعريفات‪ٓ ،‬نقيق‪١ :‬نمد صديق ا‪ٞ‬ننشاكم‪ ،‬القاىرة‪ :‬دار الفضيلة‪.‬‬
‫ٗنيعاف‪ ،‬إبراىيم (َُِٖـ‪ -‬يوليو)‪ ،‬الخطاب النبوي إلى األطفال‪ :‬أساليبو والحاجات النفسية واالجتماعية‬
‫المتضمنة فيو‪٠ ،‬نلة الدراسات ر‬
‫الَّتبويرة كالنرفسيرة‪ ،)ّ(ُِ ،‬صِٔٔ‪.ِٕٔ-‬‬
‫ٗنعة‪ ،‬أ٘ند خليل (ََِٓـ)‪ ،‬األطفال والطفولة بين األدب والثقافة رؤية إسالمية نفسية‪ ،‬بًنكت‪ :‬اليمامة للطباعة‬
‫كالنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫ا‪ٜ‬نازمي‪ ،‬خالد بن حامد (ُّّْق)‪ ،‬أصول التربية اإلسالمية‪ ،‬ا‪ٞ‬ندينة ا‪ٞ‬ننورة‪ :‬مكتبة دار الزماف للنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫ا‪ٜ‬نسٌن‪ ،‬فهد بن سعد (َُِْـ)‪ ،‬التوجيهات التربوية المستنبطة من حديث أنس بن مالك ‪-‬رضي اهلل عنو‪ -‬في‬
‫خدمتو للنبي الكريم ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬وتطبيقاتها في األسرة والمدرسة‪٠ ،‬نلة البحث العلمي ُب‬
‫الَّتبية‪ ،‬مصر‪ ،‬مسَّتجعة من‪:‬‬
‫ر‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/777542‬‬
‫حسٌن‪١ ،‬نمد حسٌن (َُِِـ)‪ ،‬منهج السنة النبوية في التربية النفسية‪ ،‬رسالة دكتوراه منشورة‪ ،‬كلية أصوؿ الدين ‪-‬‬
‫جامعة األزىر‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫َُْ‬
‫خليل‪١ ،‬نمد ضياء الدين (ُّْٔ‪ ،)ُُ-‬حقوق الطفل مفهومها وتطورىا عبر التاريخ البشري‪ُ ،‬نث مقدـ للمؤٕنر‬
‫الدكيل السادس‪ :‬ا‪ٜ‬نماية الدكلية للطفل‪ ،‬طرابلس‪ُّْٕ/ُُ/ِِ-َِ ،‬ق‪.‬‬
‫خلف اهلل‪ ،‬سلماف (ُُْٗق)‪ ،‬الحوار وبناء شخصية الطفل‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة العبيكاف‪.‬‬
‫خياط‪١ ،‬نمد ٗنيل (ََِْـ)‪ ،‬المبادئ والقيم في التربية اإلسالمية‪ ،‬مكة ا‪ٞ‬نكرمة‪ :‬ا‪ٞ‬نكتبة الفيصلية‪.‬‬
‫داغستاين‪ ،‬بلقيس إ‪ٚ‬ناعيل كإ‪ٚ‬ناعيل‪١ ،‬نمد خليفة (ُّْٖق)‪ ،‬كيف تربي شخصية طفلك؟ الرياض‪ :‬قرطبة للنشر‬
‫كالتوزيع‪.‬‬
‫الدحيم‪ ،‬إبراىيم بن صاحل (ُِْْق)‪ ،‬من أجل تربية أفضل‪ ،‬البياف‪.‬‬
‫الذىب‪ ،‬مشس الدين أبو عبد اهلل ‪١‬نمد بن أ٘ند بن عثماف بن قا‪٬‬ناز (َُُْق)‪ ،‬سير أعالم النبالء‪ ،‬بًنكت‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪.‬‬
‫راجح‪ ،‬أ٘ند عزت (َُِْق) ‪ .‬أصوؿ علم النفس ‪ ،‬االسكندرية ‪ :‬ا‪ٞ‬نكتب ا‪ٞ‬نصرم ‪.‬‬
‫الركف‪ ،‬عبد اهلل بن ٘ند (ُّْٖق)‪ ،‬أسئلة الطفل اإليمانية‪ ،‬الرياض‪ :‬مركز دالئل‪.‬‬
‫زىراف‪ ،‬حامد عبد السبلـ (ُٖٔٗـ)‪ ،‬علم نفس النمو "الطفولة والمراىقة"‪ ،‬مصر‪ :‬دار ا‪ٞ‬نعارؼ‪.‬‬
‫زىراف‪ ،‬حامد عبد السبلـ (ََِِـ)‪ ،‬التوجيو واإلرشاد النفسي‪ ،‬ط ّ‪ ،‬مصر‪ :‬عامل الكتب‪.‬‬
‫الزىًن‪ ،‬شريف عبد العزيز (التربية النفسية للطفل)‪ ،‬مقاؿ ُب موقع األلوكة‪ ،‬تاريخ االسَّتجاع (ُٗ‪ُْْْ/ْ/‬ق)‪:‬‬
‫‪https://www.alukah.net/social/0/131007/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D‬‬
‫‪-8%A8%D9%8A%D8%A9‬‬
‫سندم‪ ،‬حسن بن خالد حسن (ُِْٗق)‪ ،‬عناية الشريعة اإلسالمية بحقوق األطفال‪٠ ،‬نلة أـ القرل لعلوـ الشريعة‬
‫كالدراسات اإلسبلمية (ْْ)‪ ،‬صِٗ‪.ُٓ-‬‬
‫سينج ما‪ٟ‬ني‪ ،‬را‪٤‬نيت‪ ،‬ريزنز‪ ،‬ركبرت دبيلو (ََِٓـ)‪ ،‬تعزيز تقدير الذات إعادة بناء وتنظيم نفسك للنجاح في‬
‫األلفية الجديدة‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة جرير‪.‬‬
‫السعدم‪ ،‬عبد الر٘نن بن ناصر (َََِـ)‪ ،‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان‪ ،‬بًنكت‪ :‬مؤسسة الرسالة‬
‫للطباعة كالنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫السويد‪١ ،‬نمد نور (ُِْٓق)‪ ،‬منهج التربية النبوية للطفل‪ ،‬دمشق‪ :‬دار ابن كثًن‪.‬‬
‫شرفاكم‪ ،‬حاج عبو (َُِِـ)‪ ،‬عالقة البنية المعرفية االفتراضية بالبنية المعرفية المالحظة‪ :‬دراسة تحليلية في ضوء‬
‫نظرية بياجيو لدى عينة من طلبة المتوسطات والثانويات‪ ،‬رسالة دكتوراه منشورة‪ ،‬قسم علم النفس‪ ،‬جامعة‬
‫كىراف‪ :‬ا‪ٛ‬نزائر‪.‬‬
‫الشريفٌن‪ ،‬عماد عبد اهلل ‪١‬نمد (ُِِْق)‪ ،‬تعديل السلوك اإلنساني في التربية اإلسالمية‪ ،‬رسالة ماجستًن منشورة‪،‬‬
‫جامعة الًنموؾ‪ ،‬األردف‪.‬‬
‫الشهرم‪ ،‬عزة عابس ‪١‬نمد (َُِٓـ)‪ ،‬مبادئ التربية النفسية في القرآن الكريم وتطبيقاتها المعاصرة‪ ،‬رسالة دكتوراه‬
‫الَّتبية‪ ،‬جامعة أـ القرل‪ ،‬مكة ا‪ٞ‬نكرمة‪.‬‬
‫غًن منشورة‪ ،‬كلية ر‬
‫الشهرم‪١ ،‬نمد علي أ٘ند (َُّْق)‪ ،‬التربية الوجدانية للطفل وتطبيقاتها التربوية في المرحلة االبتدائية‪ ،‬رسالة‬
‫الَّتبية‪ ،‬جامعة أـ القرل‪ ،‬مكة ا‪ٞ‬نكرمة‪.‬‬
‫ماجستًن غًن منشورة‪ ،‬كلية ر‬

‫ُُْ‬
‫الصبيح‪ ،‬عبد اهلل بن ناصر (ََِٗـ)‪ ،‬تمهيد في التأصيل رؤية في التأصيل اإلسالمية لعلم النفس‪ ،‬ط ِ‪ ،‬الرياض‪:‬‬
‫دار كنوز إشبيليا للنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫صليبا‪ٗ ،‬نيل (ُِٖٗ)‪ ،‬المعجم الفلسفي‪ ،‬بًنكت‪ :‬الشركة العا‪ٞ‬نية للكتاب‪.‬‬
‫صاحل‪ ،‬أ٘ند زكي (ُِٕٗ)‪ ،‬علم النفس التربوي‪ ،‬القاىرة‪ :‬مكتبة النهضة ا‪ٞ‬نصرية‪.‬‬
‫صحيفة ا‪ٜ‬نياة ا‪ٛ‬نديدة (األحد ٓ‪ََُِ /ُِ /‬ـ)‪ ،‬العدد ُْٗٓ‪ ،‬صِٕ "ىل تلقي بظاللها الكثيفة على الشخصية؟‬
‫أسماء الدلع صراعات كل الثقافات واألزمان" ًب االسَّتجاع من‪:‬‬
‫‪http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:_6VLlLIzgGgJ:www.alhaya.ps‬‬
‫‪/pdf/2010/12/5/page27.pdf+&cd=7&hl=ar&ct=clnk&gl=sa‬‬
‫عثماف‪ ،‬حسن مبل (َُِْق)‪ ،‬الطفولة في اإلسالم مكانتها وأسس تربية الطفل‪ ،‬الرياض‪ :‬دار ا‪ٞ‬نريخ‪.‬‬
‫عبد ا‪ٝ‬نالق‪ ،‬أ٘ند ‪١‬نمد (َََِـ)‪ ،‬أسس علم النفس‪ ،‬مصر‪ :‬دار ا‪ٞ‬نعرفة ا‪ٛ‬نامعية‪.‬‬
‫العجمي‪١ ،‬نمد عبد السبلـ (ََِٔـ)‪ ،‬التربية اإلسالمية‪ :‬األصول والتطبيقات‪ ،‬الرياض‪ :‬دار الناشر الدكيل‪.‬‬
‫عرادة‪ ،‬صاحل بن علي (َُِٓـ)‪ ،‬مقدمة في التربية اإلسالمية‪ ،‬الدماـ‪ :‬مكتبة ا‪ٞ‬نتنب‪.‬‬
‫عزاـ‪ ،‬أ٘ند (ََِٕـ)‪ ،‬اإلعداد النفسي للطفل في ضوء الكتاب والسنة‪ :‬مجلة جامعة القدس المفتوحة لألبحاث‬
‫والدراسات‪( ،‬العدد التاسع)‪.ٖ-ٔ ،‬‬
‫العساؼ‪ ،‬صاحل بن ٘ند (ُّْٖق)‪ ،‬المراحل الثالث إلعداد البحث في العلوم السلوكية‪ ،‬الرياض‪ :‬دار الزىراء للنشر‬
‫كالتوزيع‪.‬‬
‫العلي‪١ ،‬نمد (َُِٗـ)‪ ،‬تربية محمد ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬لإلنسان من الطفولة حتى الكهول‪ ،‬الكويت‪ :‬دار‬
‫‪ٚ‬نا‪.‬‬
‫العجمي‪١ ،‬نمد عبد السبلـ (ََِٔـ)‪ ،‬التربية اإلسالمية األصول والتطبيقات‪ ،‬الرياض‪ :‬دار الناشر الدكيل‪.‬‬
‫عقل‪١ ،‬نمود عطا حسٌن (ُُْٗق)‪ ،‬النمو اإلنساني (الطفولة والمراىقة)‪ ،‬الرياض‪ :‬دار ا‪ٝ‬نر‪٩‬ني للنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫علي‪ ،‬سعيد إ‪ٚ‬ناعيل‪ ،‬ا‪ٜ‬نامد‪ ،‬معجب‪ ،‬إبراىيم‪ ،‬عبد الراضي (ََِٖـ)‪ ،‬التربية اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة ابن رشد‪.‬‬
‫علي‪ ،‬سعيد إ‪ٚ‬ناعيل (ََِِـ)‪ ،‬السنة النبوية رؤية تربوية‪ ،‬القاىرة‪ :‬دار الفكر العريب‪.‬‬
‫علي‪ ،‬كاظم جعفر ‪١‬نمد (َُِِـ)‪ ،‬التربية النفسية لمرحلة الطفولة من منظور إسالمي‪ ،‬رسالة ماجستًن غًن منشورة‪،‬‬
‫كلية اإلماـ األكزاعي للدراسات اإلسبلمية‪ ،‬بًنكت‪.‬‬
‫عمر‪ ،‬أ٘ند ‪٢‬نتار (ََِٖـ)‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬القاىرة‪ :‬عامل الكتب‪.‬‬
‫أنموذجا‪ ،‬مقاؿ ُب موقع نب الر٘نة‪،‬‬
‫ً‬ ‫فطيمة الزىرة ا‪ٞ‬نسارم‪ ،‬تربية األطفال في ضوء الشمائل النبوية‪ :‬التربية بالقدوة‬
‫تاريخ االسَّتجاع ِٕ‪َُْْ/ِ/‬ق‪:‬‬
‫‪http://mercyprophet.org/mul/ar/content/%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%‬‬
‫‪A9-%‬‬
‫فودة‪ ،‬حلمي‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬عبد الر٘نن (ُِْٖق)‪ ،‬المرشد في كتابة األبحاث‪ ،‬مكة‪ :‬دار الشركؽ‪.‬‬
‫فهمي‪ ،‬مصطفى (ُٓٓٗ)‪ ،‬الدوافع النفسية‪ ،‬مصر‪ :‬دار مصر للطباعة‪.‬‬
‫القرشي‪ ،‬نايف (ُّْْق)‪ ،‬طفلي‪ :‬أفكار عملية في تربية األطفال‪ ،‬الرياض‪ :‬دار كجوه للنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫القرطب‪١ ،‬نمد (ُْٔٗ)‪ ،‬تفسير القرطبي‪ ،‬القاىرة‪ :‬دار الكتب ا‪ٞ‬نصرية‪.‬‬

‫ُِْ‬
‫القرطب‪ ،‬أبو العباس أ٘ند بن عمر بن إبراىيم (ُُْٕق)‪ ،‬المفهم لما أشكل من كتاب تلخيص مسلم‪ ،‬بًنكت‪ :‬دار‬
‫ابن كثًن‪.‬‬
‫الكيبلين‪ ،‬عبد الر٘نن إبراىيم كخربشي‪ ،‬مىن عبد ا‪ٜ‬نليم (ََِِـ)‪ ،‬الدوافع اإلنسانية واالنفعاالت النفسية في التصور‬
‫األصولي والفقهي حقيقة وتطبيقات‪ ،‬مجلة الجامعة اإلسالمية للدراسات الشرعية والقانونية‪-ٖ( ،)َِٗ( ،‬‬
‫ٗ)‪.‬‬
‫الكثًنم‪ ،‬طالب بن عمر بن حيدرة (ُّْٕق)‪ ،‬خصائص النمو في المراحل العمرية‪ ،‬األلوكة االجتماعية‪ ،‬مسَّتجع‬
‫من‪:‬‬
‫‪https://www.alukah.net/social/0/97810/1/%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8‬‬
‫‪%B5%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%85%D9%88%20%D9%81%D9%8‬‬
‫‪A%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D9%84%2‬‬
‫‪0%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%8A%D8%A9/‬‬
‫‪١‬نمد‪١ ،‬نمد عودة كمرسي‪ ،‬كماؿ إبراىيم (ََِٔـ)‪ ،‬الصحة النفسية في ضوء علم النفس واإلسالم‪ ،‬مصر‪ :‬دار‬
‫العلم‪.‬‬
‫مطر‪ ،‬حصة (َِِِـ)‪ 65 ،‬مهارة لتربية واقعية سعيدة‪ ،‬الرياض‪ :‬العبيكاف‪.‬‬
‫ملماف‪ ،‬شيفر (ََِٔـ)‪ ،‬سيكولوجية الطفولة والمراىقة مشكالتها وأسبابها وطرق حلها (ترٗنة‪ :‬سعيد حسين العزة)‪،‬‬
‫عماف‪ :‬دار الثقافة للنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫مصباح‪ ،‬جبلب كحساف‪ ،‬بعايرم (َُِِـ)‪ ،‬أىمية اللعب في حياة الطفل ووظائفو ونظرياتو وأدواره التربوية‬
‫واالجتماعية مقاربة نظرية‪.ٓٔ-ْٓ ،)ُ(ُ ،‬‬
‫مصطفى‪ ،‬إبراىيم كالزيات‪ ،‬أ٘ند كعبد القادر‪ ،‬حامد كالنجار‪١ ،‬نمد (ُٖٗٗـ)‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬جِ‪ ،‬إسطنبوؿ‪ :‬دار‬
‫الدعوة‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نرسي‪ ،‬أبو ا‪ٜ‬نسٌن علي بن إ‪ٚ‬ناعيل بن سيده (ُُِْق)‪ ،‬المحكم والمحيط األعظم‪ ،‬بًنكت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫احمليميد‪ ،‬عبد العزيز (ُُِْق)‪ ،‬الحوافز في التربية اإلسالمية‪ ،‬رسالة دكتوراه غًن منشورة‪ ،‬جامعة اإلماـ ‪١‬نمد بن‬
‫سعود اإلسبلمية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫ا‪ٞ‬نرشدم‪ ،‬كجداف عبد العزيز (َُّْق)‪ ،‬دراسة تربوية لحياة صغار الصحابة‪ ،‬رسالة ماجستًن غًن منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫اإلماـ ‪١‬نمد بن سعود اإلسبلمية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫مرىج‪ ،‬ريتا (َُِٔـ)‪ ،‬أوالدنا من الوالدة حتى المراىقة المرشد الشامل في تطور األوالد‪ ،‬بًنكت‪ :‬أكاد‪٬‬نيًّا‪.‬‬
‫منظمة التعاكف اإلسبلمية‪ ،‬تاريخ االسَّتجاع‪ُُْْ/ْ/ٓ ،‬ق من‪:‬‬
‫‪https://www.oic-oci.org/home/?lan=ar‬‬
‫النوكم‪١ ،‬نيي الدين أبو زكريا (ُُْٔق)‪ ،‬صحيح مسلم بشرح اإلمام محيي الدين النووي‪ ،‬القاىرة‪ :‬دار السبلـ‬
‫(نسخة إلكَّتكنية)‪:‬‬
‫‪http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=7513&idto=7515&bk‬‬
‫‪_no=53&ID=1188‬‬
‫الناصر‪١ ،‬نمد حامد كإدريس‪ ،‬خولة عبد القادر (ُُُْق)‪ ،‬تربية األطفال في رحاب اإلسالم في البيت والروضة‪،‬‬
‫جدة‪ :‬مكتبة السوادم للتوزيع‪.‬‬
‫النجار‪ ،‬زغلوؿ راغب (ُُْٔق)‪ ،‬أزمة التعليم المعاصر وحلولها اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪ :‬الدار العا‪ٞ‬نية للكتاب اإلسبلمي‪.‬‬

‫ُّْ‬
‫النحبلكم‪ ،‬عبد الر٘نن (َُِْق)‪ ،‬التربية اإلسالمية والمشكالت المعاصرة‪ ،‬بًنكت‪ :‬ا‪ٞ‬نكتب اإلسبلمي‪.‬‬
‫الفكي‪ ،‬فاطمة مهدم ‪١‬نمد (َُِِـ)‪ ،‬التربية العقلية في السنة النبوية‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬رسالة ماجستًن منشورة‪،‬‬
‫جامعة أـ درماف‪ ،‬السوداف‪.‬‬
‫ا‪ٟ‬ننيدم‪ٗ ،‬ناؿ ‪١‬نمد ‪١‬نمد (ََِٔـ)‪ ،‬تربية الطفل في اإلسالم المفاىيم والتطبيقات‪ ،‬مصر‪ :‬دار هنر النيل للطبع‬
‫كالنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫ا‪ٟ‬نامشي‪ ،‬عبد ا‪ٞ‬ننعم (ََِٖـ)‪ ،‬النبي ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬واألوالد‪ ،‬الكويت‪ :‬شركة مكتبة ا‪ٞ‬نعارؼ ا‪ٞ‬نتحدة‪.‬‬
‫طفال ممي ًزا؟ اإلمارات العربية ا‪ٞ‬نتحدة‪ :‬ملهموف للنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫ىوساكم‪ ،‬سلول (َُِِـ)‪ ،‬كيف أربي ً‬
‫الودعاف‪ ،‬إبراىيم بن فهد (َُِٕـ)‪ ،‬شرح حديث‪ :‬اللهم فقهو في الدين‪ ،‬األلوكة‪ ،‬مسَّتجع من‪:‬‬
‫‪//https://www.alukah.net/sharia/0/119767‬‬
‫يا‪ٛ‬نن‪ ،‬مقداد (ُُْٗق)‪ ،‬مناىج البحث وتطبيقاتو في التربية اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪ :‬دار عامل الكتب‪.‬‬
‫يا‪ٛ‬نن‪ ،‬مقداد (ُِّْق)‪ ،‬التربية األخالقية اإلسالمية‪ ،‬ط ّ‪ ،‬الرياض‪ :‬دار عامل الكتب‪.‬‬
‫يا‪ٛ‬نن‪ ،‬مقداد (ُّّْق)‪ ،‬علم التربية اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪ :‬دار عامل الكتب‪.‬‬
‫يونيسف لكل طفل (د‪.‬ف)‪ ،‬اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن األمم المتحدة ‪ -‬نسخة األطفاؿ‪ ،‬مسَّتجع من‪:‬‬
‫‪https://www.unicef.org/ar/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8‬‬
‫‪A%D8%A9-%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-‬‬

‫ُْْ‬

You might also like