Professional Documents
Culture Documents
تدبير السلوك في الادارة
تدبير السلوك في الادارة
تدبير السلوك في الادارة
سناء كرطوح
2024-2023
مقدمة
تعد اإلدارة التربوٌة أحد مجاالت اإلدارة العامة؛ ألن هذا المجال ٌعد من المجاالت
الحدٌثة التً اعتمد تطورها على تطورات المجاالت األخرى ال سٌما فً مجال الصناعة
والمزاٌا التً تستمدها من علم اإلدارة ،ومن الصناعة وإدارة األعمال ،وانتقل علم اإلدارة
ومبادبها إلى التع لٌم ،ثم عُدت اإلدارة التعلٌمٌة أحد المجاالت التطبٌقٌة لإلدارة العامة،
وللمجال طبٌعته الخاصة ،فهو ٌبدأ باألفراد وٌنتهً بهم أٌضا.
تعد اإلدارة التربوٌة نظامًا له مدخالته وعملٌاته ومخرجاته ،وٌرتبط بالمجتمع وبالجو
العام السابد فٌه ،فإن هذا المستوى من اإلدارة التعلٌمٌة ٌمثل إحدى نقاط التماسك القوي بٌن
النظام التعلٌمً واإلطار العام للمجتمع مع ع ِّد أهداف التعلٌم والمبادئ التً ٌقوم علٌها نظام
ً
مستقال عن مإسسات وهٌبات التعلٌم وإدارته من المسابل التً ال ٌمكن تقرٌرها تقرٌرً ا
الدولة األخرى.
وبالنظر إلى البعد اإلنسانً ٌتجه البعض إلى تعرٌف معنى اإلدارة التربوٌة بؤنها نشاط
إنسانً علمً ومنظم ٌهدف إلى استثمار الموارد البشرٌة والمادٌة المتاحة بهدف تحقٌق
األهداف التربوٌة ،وعلى هذا فإن اإلدارة التربوٌة بهذا المعنى مثل اإلدارة فً المجاالت
األخرى ،هً وسٌلة لتحقٌق أهداف التربٌة فً المجتمع.
إذا كان الغرض الربٌس من اإلدارة فً أي منظمة هو تنظٌم وتنسٌق جهود األفراد
لتحقٌق أهدافها ،فإن أهدافها التعلٌمٌة ترتبط بعملٌتً التعلم والتدرٌس ،وإن الغرض األساس
من اإلدارة فً المإسسات التعلٌمٌة هو خدمة ودعم عملٌتً التعلم والتدرٌس؛ لذلك ٌمكن
تعرٌف اإلدارة التعلٌمٌة بؤنها المشاركة فً تحدٌد السٌاسات واألنشطة والمتطلبات المتعددة
الالزمة لتؤمٌن الموارد البشرٌة والمادٌة وتوجٌهها نحو تحقٌق األهداف التعلٌمٌة للمدرسة.
Page 2
.Iمفهوم السلوك
ٌعرف السلوك هو مجموع أفعال الكابن العضوي الداخلٌة والخارجٌة والتفاعل بٌن
الكابن العضوي وبٌبته الفٌزٌقٌة واالجتماعٌة والسلوك كذلك مختلف أنواع األنشطة التً
ٌقوم بها اإلنسان والحٌوان والسلوك جزء من الكل الذي ٌشمل العملٌات الحٌوٌة وتتضمن
هذه العملٌات (النمو ،الهضم ،اإلخراج ،الدورة الدموٌة).
واصطالحا
ً مفهوم السلوك لغة
السّلوك بالضم مصدر َسلَك ،وهو ٌعنً سٌرة اإلنسان وتص ّرفاته
ٌُع ّرف السّلوك بؤنه كل األنشطة واألفعال التً تصدر عن اإلنسان ،سوا ًء كانت هذه
األفعال ظاهرة أم غٌر ظاهرة ،وٌعرفّه آخرٌن بؤ ّنه أي نشاط ٌقوم به اإلنسان سوا ًء كان
ً
أفعاال ٌمكن قٌاسها ومالحظتها كالنشاطات الفسٌولوجٌة والحركٌة ،أو نشاطات تحدث على
نحو غٌر مربً كالتفكٌر والذاكرة والوساوس وغٌرها
ٍ
1-1أًىاع السلىك
السلىك االستجابً:
وهو السلوك الذي ٌؤتً كر ّد ِة فعل للمثٌرات السابقة له ،فبمج ّرد حدوث المثٌر ٌحدث
السلوك ،مثل نزول الدموع من العٌن عند تقطٌع البصل ،أو إفراز اللعاب فً الفم عند
األكل ،و ُتعرف المثٌرات التً تسبق القٌام بالسلوك بالمثٌرات القبلٌّة أو االستباقٌة ،والسلوك
ً
فمثال إذا وضع اإلنسان ٌده على شًء ساخن فإ ّنه ٌسحبها االستجابً هو سلوك ال إرادي،
تلقاب ًٌّا ،وهذا السلوك ثابت ،والذي ٌتغٌّر هو المثٌر الذي ٌسبقه.
Page 3
السلوك اإلجرائي:
هو السلوك المحكوم بالعوامل البٌبٌة المحٌطة بالفرد ،مثل العوامل االقتصادٌة
والتربوٌة واالجتماعٌة والدٌنٌة والجغرافٌة وغٌرها ،والتً ُتسمّى المثٌرات البعدٌّة ،وهً قد
تإثر على السلوك اإلجرابً كثٌرً ا ،أوقد ٌكون تؤثٌرها ضعٌ ًفا أوقد ال ٌكون لها أي تؤثٌر
علٌه ،وٌُستنتج من هذا أنّ السلوك اإلجرابً سلوك إرادي إلى ح ٍّد كبٌر للغاٌة.
2-1خصائص السلوك:
القابلية للضبط:
ٌتضمّن ضبط السلوك والتحكم به تغٌٌر أو تعدٌل العوامل البٌبٌة التً تسبق حدوث
السلوك أو تقع بعده ،كما أنّ الضبط الذاتً للسلوك قد ٌتحقّق بتح ّكم الفرد بنفسه مُستخدمًا فً
ذلك المبادئ والقوانٌن التً ٌعتمد علٌها اآلخرٌن عند ضبطهم ألنفسهم ،والتعدٌل المراد هنا
هو التعدٌل اإلٌجابً ولٌس السلبً ،لذلك فإنّ المختصٌن فً مجال تعدٌل السلوك ٌ ّتبعون
أسلوب التعزٌز والتحفٌز وٌبتعدون عن أسلوب العقاب.
القابلية للقياس:
ك أنّ السلوك اإلنسانً معقّد ومتشابك ،فجزء منه ٌمكن مالحظته وقٌاسه
ال ش ّ
وتحدٌده ،والجزء اآلخر غٌر ظاهر وال ٌمكن تحدٌده وقٌاسه مباشر ًة ،لذلك اختلف علماء
Page 4
النفس فً تحلٌل السلوك اإلنسان ،وبالرغم من ذلك فإ ّنهم استطاعوا تطوٌر أسالٌب مباشرة
لقٌاس السلوك مثل المالحظة وال ّتقٌٌم ،وأسالٌب غٌر مباشرة مثل اختبارات الذكاء
واالختبارات الشخصٌة ،وإذا ّ
تعذر قٌاس سلوك الفرد مباشر ًة فٌمكن قٌاسه بنا ًء على
مالحظة مظاهره.
الؼىاهل الشخصٍت:
العمر:
إنّ العالقة بٌن العمر واألداء الوظٌفً هً عالقة زٌادة األداء ،فمن المفترض أن
ٌكون الشباب أكثر حٌوٌة ونشاط وطموح ومغامرة من كبار السن ،الذٌن عاد ًة ٌكونون
منضبطٌن وأقل قدرة على مجاراة التغٌٌر ،كما أنهم أقل قدرة على التحمّل والتذ ّكر وما إلى
ذلك ،لذلك تقل تزداد فرص الشباب فً إٌجاد عمل ،بٌنما تقل فرص األشخاص األكبر س ًّنا
فً ذلك.
Page 5
الجنس:
د ّحضت األبحاث العلمٌة النظرة التقلٌدٌة للمرأة على أ ّنها أقل قدرة من الرجل على
العمل وتحمّل المسإولٌات ،من جمٌع النواحً مثل القدرة على حل المشكالت ،والمهارات
التحلٌلٌة ،والتحفٌز والقٌادة والتواصل االجتماعً ،والقدرة على التعلّم ،ففعل ًٌّا ال توجد
فروقات واضحة وعلمٌّة بٌن قدرات المرأة والرجل ،بل أنّ هناك مجاالت كانت فً
الماضً حصرً ا على الرجال مثل الطٌران والوظابف القٌادٌة الكبرى ،ث ّم دخلتها النساء
وتفوّ قت فٌها ،كما أنّ هناك مجاالت كانت مخصّصة للنساء فقط مثل التمرٌض ،ودخلها
الرجال وأبدعوا فٌها.
الدين:
على الرغم من عدم وجود أبحاث علمٌة ُتثبت وجود رابط بٌن السلوك والدٌنّ ،إال أنّ
المتعارف علٌه أنّ الدٌن ٌإثر للغاٌة فً بعض جوانب سلوك الفرد ،فمن المتوقّع من
الشخص المتدٌّن أن ٌتم ّتع بقٌم أخالقٌة عالٌة ،مثل الصدق واألمانة.
الحالة االجتماعية:
غالبًا ما ٌفرض الزواج مسإولٌات إضافٌة على الفرد ،لذلك غالبًا ما ٌكون األشخاص
ً
مقارنة باألشخاص غٌر المتزوجٌن. المتزوجٌن أكثر التزامًا بعملهم وتصرفاتهم،
الذكاء:
ً
أطفاال أذكٌاء ،ولكن ٌعد الذكاء عام ًّة صفة موروثة ،فغالبًا ٌنجب األشخاص األذكٌاء
ً
إضافة ً
أطفاال أذكٌاء للغاٌة، صا أقل ذكا ًء
هذه لٌست قاعدة ٌمكن تعمٌمها ،فقد ٌُنجب أشخا ً
إلى ذلك فإ ّنه ٌمكن لألشخاص تنمٌة ذكابهم بالعمل الجاد والبٌبة المالبمة والتحفز واإلرادة،
وسواء كان الذكاء موروث أو مكتسب فإ ّنه عامل من عوامل التؤثٌر على سلوك الفرد.
Page 6
الؼىاهل االقتصادٌت:
ٌتؤثر سلوك اإلنسان إلى ح ٍّد كبٌر بالبٌبة االقتصادٌة المحٌطة به ،ومنها ما ٌؤتً:
فرص العمل المتاحة له ونوعٌتها ،فكلّما كان الفرد أكثر رضا عن عمله فإ ّنه سٌكون أكثر
إنجازا وإبدا ًعا .معدالت األجور ،فكلّما حصل الشخص على أجر ٌتناسب مع أحواله
ً
المعٌشٌة فإنه سٌستمر فً وظٌفته ولن ٌبحث عن وظٌفة أخرى .التطور التكنولوجً ،إنّ
الشخص الذي لدٌه معرفة بالتكنولوجٌا سٌحصل على فرص عمل أكبر من الشخص غٌر
المإهل للتعامل مع األجهزة واآلالت واألنظمة التكنولوجٌة الحدٌثة.
تتضمّن هذه العوامل عالقة الشخص بؤفراد أسرته وزمالبه وأصدقابه ومرإوسٌه فً
العمل ومعاملتهم له ،فاإلنسان جزء من بٌبته ،وكلما تم ّتع الشخص بخلفٌة ثقافٌة أصبح لدٌه
معتقدات وأفكار سلٌمة ،ممّا ٌإثر على سلوكه.
الؼىاهل السٍاسٍت:
تإثر البٌبة السٌاسٌة لكل بلد على سلوك أفرادها مباشر ًة ،فالبلد المستقر سٌاس ًٌّا
عال من االستثمار ووجود فرص العمل ،بٌنما البلد غٌر المستقر ٍ سٌكون على مستوى
سٌاس ًٌّا فسٌكون عكس ذلك تمامًا ،كما ٌرتبط االستقرار السٌاسً واألمنً للبالد بمدى حرٌة
ًّ
مستقرا فإنّ أفراده سٌتم ّتعون بمساحة حرٌة أكبر. أفرادها ،فكلما كان البلد
البيئة القانونية:
عندما ُتطبّق األحكام والقوانٌن بصرامة على الجرابم التً تحدث فً داخل المجتمع
فإنّ سلوك األفراد سٌكون أكثر التزامًا ونظامًا.
Page 7
مفهوم التدبير .II
تشتق كلمة التدبٌر من فعل دبر تدبٌرا .ومن ثم ،فكلمة "دبر نقٌض كلمة القبل ،ودبر
البٌت مإخرته وزاوٌته ،ودبر األمر وتدبره :نظر فً عاقبته ،واستدبره :رأى فً عاقبته ما
لم ٌر فً صدره ،والتدبٌر فً األمر :أن تنظر إلى ما تإول إلٌه عاقبته ،والتدبر :التفكٌر
فٌه...والتدبٌر :أن ٌتدبر الرجل أمره وٌدبره .أيٌ :نظر فً عواقبه".
وهكذا ،فالتدبٌر هو التخطٌط المعقلن ،وترصد العواقب قبل اإلقدام على فعل شًء ما،
والتفكٌر فً األمور بجدٌة وعقالنٌة .وقد ورد التدبٌر فً القرآن الكرٌم بمعنى تدبر المعنى
فهما وتفسٌرا وتؤوٌال ،كما ذهب إلى ذلك ابن كثٌر فً كتابه (تفسٌر القرآن العظٌم).وفً هذا
آن َولَ ْو َك َ
ان الصددٌ ،قول ابن كثٌر فً تفسٌر هذه الكلمة" :قد قال تعالى ﴿:أَ َف َال ٌَ َت َد َّبر َ
ُون ْالقُرْ َ
اخت َِال ًفا َك ِثٌرً ا﴾ [النساءٌ ،]28 :قول تعالى آمرا لهم بتدبر مِنْ عِ ْن ِد َغٌ ِْر َّ ِ
َّللا لَ َو َج ُدوا فٌِ ِه ْ
القرآن ،وناهٌا لهم عن اإلعراض عنه ،وعن تفهم معانٌه المحكمة وألفاظه البلٌغة...".
وعلٌه ،فالتدبٌر فً مدلوله اللغوي بمعنى إعمال النظر والفكر ،وتوقع العواقب قبل
اإلقدام علٌها حذرا واحترازا واجتنابا.
أما التدبٌر -اصطالحا -فهو عبارة عن مجموعة من العملٌات والتقنٌات واآللٌات
وا لخطط اإلجرابٌة التً ٌعتمد علٌها المدبر لتنفٌذ األنشطة والتعلمات والمشارٌع فً إطار
زمكانً معٌن ،انطالقا من كفاٌات وأهداف محددة ،واعتمادا كذلك على مجموعة من
الموارد والطرابق والوسابل ،سواء أكانت مادٌة أم معنوٌة.
و تإدي كلمة التدبٌر ) (Gestion/Managementفً المعاجم والقوامٌس
األجنبٌة المعانً نفسها التً تإدٌها فً اللغة العربٌة ،حٌث تدل هذه الكلمة على القٌادة
والتخطٌط والتسٌٌر والتنظٌم والقٌادة والمراقبة لتحقٌق الجودة والفعالٌة.
Page 8
1-2سٍاق ػلن التذبٍر:
من األكٌد ،أن التدبٌر قد ارتبط باإلنسان قدٌما منذ تواجده فً المجتمع البشري؛ فقد
كان ٌنهج فً حٌاته العملٌة سلوكا تدبٌرٌا قابما على التخطٌط والتنظٌم والتنسٌق والقٌادة
والمراقبة ،لكن بطرٌقة عفوٌة الواعٌة والشعورٌة ،تنقصها المبادئ العلمٌة والتقنٌن
الموضوعً.
بٌد أن علم التدبٌر لم ٌظهر إال فً حضن علم االقتصاد ،وقد تبلور فً البداٌة فً شكل
تصورات ونظرٌات وأفكار فً القرن التاسع عشر ،مع انبثاق الثورة الصناعٌة األولى فً
أوروبا الغربٌة ،حٌنما تطورت الرأسمالٌة اإلنتاجٌة بفضل استخدام اآللة ،وتطبٌق نظمها فً
جمٌع مرافق ا لحٌاة ،فحلت اآللة محل اإلنسان .و كان الهدف من ذلك هو الرفع من اإلنتاج،
وتدبٌر الموارد بطرٌقة عقالنٌة وعلمٌة منظمة ،بغٌة فهم النسق االقتصادي إنتاجا وتوزٌعا
وتبادال واستهالكا .وبالتالً ،فقد ارتبط علم التدبٌر فً هذه الفترة بنشؤة المقاولة ،لكن
النظرٌات العلمٌة المتعلقة بهذا العلم لم تتشكل إال فً القرن العشرٌن.
وعلٌه ،فقد كان علم التدبٌر ٌسعى إلى فهم طبٌعة العمل بالمصانع والمعامل ،وكٌفٌة
التعامل مع التقنٌات الجدٌدة ،وكٌفٌة معالجة طرابق اإلنتاج من أجل تحقٌق مردودٌة ممكنة
وبشكل أفضل.
هذا ،ومن أهم رواد علم التدبٌر نذكر كال من :أدم سمٌث ) (Adam Smithالذي
ركز على فكرة تقسٌم العمل فً كتابه (ثروة األمم) ،وشارل بابٌج (Charles
) Babbageالذي طرح مجموعة من األفكار التً تتعلق بعلم التدبٌر ،مثل :رصد تكالٌف
اإلنتاج الصناعً ،وكٌفٌة تقدٌره ،وتبٌان المعاٌٌر الالزمة الختٌار المكان األفضل لتوطٌن
الصناعة ،و التركٌز على أهمٌة مدة اإلنجاز لكل عملٌة صناعٌة ،مع العمل على كٌفٌة
تطوٌر عملٌات اإلنتاج الصناعً.
وهناك أٌضا هنري تاون ) (Henry Towneالذي نشر مجموعة من األفكار
التدبٌرٌة فً مجلة (المعامالت) التً كانت تشرف علٌها الجمعٌة األمرٌكٌة للمهندسٌن
المٌكانٌكٌٌن ،وقد ركز على النظرة الشاملة فً تصرٌف األعمال االقتصادٌة ،واإللمام
Page 9
بالمعلومات التقنٌة فً مجال التدبٌر ،وتحدٌد أماكن تواجد المواد األولٌة ،والتثبت من تغٌر
أسعارها ،والتعرض إلى قضٌة األجور والتكالٌف وغٌرها...
ٌمكن الحدٌث عن مجموعة من المدارس فً علم التدبٌرٌ ،مكن حصرها فٌما ٌلً:
الوذرست الكالسٍكٍت:
تبلورت هذه المدرسة فً المجال الصناعً مع بداٌة القرن العشرٌن ،وكان هدفها هو
رفع كفاءة العمل واإلنتاج ،وقد ساهمت هذه المدرسة فً طرح مجموعة من األفكار التً
أصبحت من صلب عمل التدبٌر .وتتفرع هذه المدرسة إلى ثالثة اتجاهات .فاالتجاه األول
ٌعنى بالتنظٌم العلمً للعمل من خالل التركٌز على زاوٌة إنتاجٌة العمل ،ومن أهم ممثلٌه:
رالف تاٌلور) ، (F.Taylorوفرانك ولٌلٌان جلبرث )،(Frank et Liliane Gilberth
وهنري جانت(Henry Gantt).
وٌهتم االتجاه الثانً بالتنظٌم الشامل إلدارة المقاولة ،وبالطرابق التً تجعلها أكثر
فاعلٌة.ومن أهم ممثلٌه :هنري فاٌول ) (Henry Fayolكما فً كتابه (اإلدارة الصناعٌة
الشاملة) الذي صدر سنة 1116م .وقد بنى فاٌول تدبٌر اإلدارة على مجموعة من القواعد،
مثل :التنبإ (تصور الهدف الذي ٌنبغً تحقٌقه) ،والتنظٌم ،والتسٌٌر أو القٌادة ،والتنسٌق،
والرقابة .وٌعرف فاٌول فً أدبٌات علم التدبٌر بالمبادئ األربعة عشرة التً تتمثل فً:
تقسٌم العمل (احترام التخصص) ،والتوازن بٌن السلطة والمسإولٌة ،وااللتزام بالنظام
(معرفة الواجبات والحدود الفاصلة بٌن المقررٌن والمنفذٌن) ،ووحدة األمر (مسإول
واحد) ،والمركزٌة ،والتراتبٌة اإلدارٌة ،ورفع األجور والمكافآت حسب اإلنتاجٌة والكفاءة
العلمٌة والعملٌة ،ووحدة الهدف ،وإرساء النظام المالً واالجتماعً ،ومبدأ المساواة ،ومبدأ
االستقرار فً العمل ،ومبدأ المبادرة ،ومبدأ روح الفرٌق.
فً حٌن ،اهتم االتجاه الثالث بالبٌروقراطٌة من خالل التركٌز على السلطة فً مجال
اإلدارة واالقتصاد ،وتبٌان أشكال تنظٌمها .ومن أهم ممثلٌه :مٌشٌل كروزٌٌر (Michel
) ،Crozierوماكس فٌبر ) (Max weberالذي قسم السلطة إلى أنواع ثالثة :السلطة
Page 10
الكارٌزمٌة التً تعود إلى شخصٌة المسإول اآلسرة التً تجعل اآلخرٌن ٌلتزمون بؤوامرها
اقتناعا وإعجابا .والسلطة التقلٌدٌة القابمة على األعراف والتقالٌد والوراثة ،والسلطة
الوظٌفٌة الرسمٌة (البٌروقراطٌة)...
إذا كانت المدرسة الكالسٌكٌة مدرسة تقنٌة آلٌة ،فإن مدرسة العالقات ذات طبٌعة
إنسانٌة ،تهتم بالعامل من حٌث الجوانب النفسٌة واالجتماعٌة واإلنسانٌة ،وقد تبلورت
أفكارها ما بٌن 1181و1151م مع ألتون ماٌو (Alton Mayo).بٌد أن هناك أسماء
أخرى سابقة مهدت لهذه المدرسة كروبرت أوٌن ) ،(Robert Owenوهٌجو مانستر
بٌرج ) ،(Hugo Munster Bergوماري باركر فولت(Mary Parker Follett).
الوذرست السلىكٍت:
ترتبط المدرسة السلوكٌة بالمثٌر واالستجابة ،ولها عالقة بمدرسة العالقات اإلنسانٌة.
وتعنً هذه النظرٌة أن تحقٌق الفعالٌة اإلنتاجٌة ال تكون إال بالتحفٌز المادي والمعنوي،
وإشباع رغبات العمال وحاجٌاتهم العضوٌة والنفسٌة .واآلتً ،أن هذه المدرسة تركز كثٌرا
على مفهوم التحفٌز من خالل ربط العالقة بٌن العامل والمعمل .وإذا كانت مدرسة العالقات
تركز كثٌرا على الحوافز المادٌة ،فإن المدرسة السلوكٌة تركز على الحوافز المعنوٌة.
ومن أهم نظرٌات هذه المدرسة نظرٌة أبراهام ماسلو ) (Abraham Maslowالتً
تنبنً على مجموعة من الحاجات التً ٌنبغً تلبٌتها وإشباعها ،كالحاجة الفٌزٌولوجٌة،
والحاجة إلى األمن ،والحاجة إلى االنتماء ،والحاجة إلى احترام الذات ،والحاجة إلى تحقٌق
الذات.
الوذرست الحذٌثت:
لم ٌتؤسس علم التدبٌر فً الحقٌقة إال مع المدرسة الحدٌثة فً سنوات الخمسٌن األخٌرة
من القرن الماضً ،وقد انقسمت هذه المدرسة بدورها إلى اتجاهات وتٌارات مختلفة ،ولكل
تٌار رواده ومفكروه .ومن أهم هذه االتجاهات نذكر :اتجاه طرق التدبٌر الكمٌة الذي ٌعتمد
Page 11
على الرٌاضٌات والهندسة واإلحصاء والمعلوماتٌة ،واتجاه السلوك التنظٌمً الذي ٌهتم
بالعالقات اإلنسانٌة بٌن المدٌرٌن وفرق العمال ،واتجاه نظرٌة النظم .ومن جهة أخرى،
هناك اتجاهات حدٌثة فً مجال التدبٌر ،مثل :أهمٌة عمل الفرق ،وأهلٌة األطر ،وثورة
معاٌٌر الجودة.
لعلم التدبٌر وظٌفة مركزٌة تتمثل فً الوظٌفة اإلدارٌة ،لكن تتفرع عنها مجموعة من
الوظابف الفرعٌة التً ٌمكن حصرها فً :الوظٌفة التقنٌة القابمة على التصنٌع ،والتحوٌل،
واإلنتاج ،والوظٌفة التجارٌة القابمة على الشراء والبٌع والتبادل ،والوظٌفة المالٌة التً
تتمثل فً التوظٌف األمثل للموارد المالٌة ،والوظٌفة األمنٌة التً تكمن فً حفظ األموال
واألشخاص ،والوظٌفة الحسابٌة التً تعنى بحساب المداخٌل والمصارٌف بطرٌقة إحصابٌة.
ومن ناحٌة أخرىٌ ،رى هنري فاٌول أن للتدبٌر أربع وظابف أساسٌة هً:
التخطٌط (التنبإ) ،والتنظٌم ،والقٌادة أو اإلدارة ،والمراقبة على النحو التالً:
التخطٍط:
ٌعرف التخطٌط بؤنه بمثابة مسار من خالله ٌحدد المدبر مجموعة من األهداف
لتحقٌقها إجرابٌا ،مع اختٌار إستراتٌجٌات العمل المناسبة لتبلٌغ هذه األهداف .أيٌ :هدف
التخطٌط إلى رسم الخطة العامة التً توصل المدبر أو المإسسة إلى تحقٌق مجموعة من
األهداف ،فً ضوء اإلمكانٌات البشرٌة و المادٌة والمالٌة والظروف السٌاقٌة.
هذا ،وٌنبنً التخطٌط على مجموعة من األبعاد ،مثل :البعد الزمنً (متى) ،والبعد
الغرضً (تحقٌق األهداف) ،والبعد الشخوصً (من) ،والبعد الكٌفً( الطرٌقة والوسٌلة)،
والعراقٌل الممكنة (العوابق).
التٌظٍن :
الوظٌفة الثانٌة للتدبٌر هً التنظٌم .بمعنى تقسٌم المنفذٌن إلى فرق عمل ،والتنسٌق بٌن
أنشطتها .بمعنى أن هذه الوظٌفة تسعى إلى مساعدة األفراد والجماعات لتحقٌق أهدافها
Page 12
المشتركة .وال تتحقق هذه الوظٌفة إال بتوفٌر الموارد البشرٌة والمادٌة والمالٌة والتقنٌة
والوسابل الممكنة والنماذج المناسبة ،ورصد مختلف التفاعالت الموجودة بٌن األفراد
والجماعات...
القٍادة:
ٌسعى المدبر إلى إدارة الموظفٌن الذٌن ٌقومون بمهمة تنفٌذ األعمال وتصرٌفها،
والعمل على تطوٌرها ،والرفع من وتٌرة سرعتها بطرٌقة إٌجابٌة .ومن ثم ،تقوم وظٌفتا
التواصل والتحفٌز بؤدوار هامة على مستوى التدبٌر والقٌادة واإلدارة واإلشراف والتوجٌه.
والهدف من ذلك كله ه و تسهٌل العمل ،والرفع من وتٌرة اإلنتاج ،وتخفٌض تكلفته ،وتحفٌز
العاملٌن من أجل تحقٌق األهداف المرسومة .ومن هنا ،تتوفر فً القابد المدبر مجموعة من
الشروط :روح المبادرة واإلبداعٌة ،وقوة التؤثٌر ،وكفاءة التنبإ ،والمرونة ،والصبر ،والعمل
باألهداف ،والتركٌز على العمل بدقة.
الوراقبت:
تسعى المراقبة إلى اختبار الخطط المرسومة من خالل نتابجها المتحققة فً عالقتها
باألهداف المسطرة .بمعنى أن المراقبة هً معالجة نقدٌة وسٌرورة للبحث عن جودة
المالءمة بٌن العمل وأهداف المإسسة .وٌعنً هذا كله أن مهمة المراقبة مبنٌة على قٌاس
التق دم المتحقق عبر خطط ومستوٌات لتبلٌغ هدف معٌن ،مع تبٌان درجة االنحراف الحاصلة
عن الوضعٌة الحالٌة والوضعٌة المرغوب فً تحقٌقها ،بله عن رصد األسباب والمعالجات
الضرورٌة.
وعلى العمومٌ ،رى هنري مٌنتزبٌرج ) (Henry Mintzbergبؤن للتدبٌر أدوارا
أساسٌة ثالثة :دور عالبقً ،ودور إعالمً ،ودور تقرٌري ٌتمثل فً أخذ القرار الصحٌح
والصابب والحسم فً ذلك.
وخالصة القولٌ ،تبٌن لنا -مما سبق قوله -بؤن علم التدبٌر نشؤ فً أحضان علم
االقتصاد منذ القرن التاسع عشر المٌالدي ،وتطور كثٌرا فً القرن العشرٌن وسنوات األلفٌة
الثالثة ،وقد غزا كل مرافق الحٌاة ،وأصبحت نظرٌاته وتوجهاته تطبق إن نظرٌة وإن تطبٌقا
Page 13
فً مجاالت متنوعة ومختلفة ،مثل :علم اإلدارة ،والتربٌة والتعلٌم ،والسٌاسة ،والثقافة،
والتسوٌق ،والصناعة ،والتجارة ،والمالٌة واألبناك ...بل ٌمكن القول بؤن التدبٌر هو محك
التخطٌط التنببً ،مادام هو أداة إجرابٌة تنفٌذٌة وعملٌة وتطبٌقٌة بامتٌاز .واآلتً ،أنه ال
ٌمكن تحقٌق الجودة الكمٌة والكٌفٌة إال بتمثل علم التدبٌر منهجا وسلوكا وفلسفة ،مادام هذا
العلم ٌقوم على التخطٌط ،والتنظٌم ،والقٌادة ،والتحكم ،والتنفٌذ ،والمراقبة ،والتغذٌة
الراجعة.
Page 14
.IIIمفهوم اإلدارة التربوية
اإلدارة التربوٌة هً أحد فروع االدارة العامة وهو فرع ٌشترك فً وظابفه وإطاره
النظري وأدواته المنهجٌة معها ،لكنه ٌختلف عنها.
وبغض النظر عن ذلك فإن مراجعة التعرٌفات السابقة لإلدارة التعلٌمٌة تتٌح لنا أن
نستنتج ما ٌؤتً:
وإذا أردنا تحدٌد أهمٌة اإلدارة فٌمكننا أن نتصور مإسسة بال إدارة تشرف علٌها
وتوجه شإونها ،فٌوجد بون كبٌر بٌن مإسسة لها من ٌدٌرها ،ولدٌه أهداف واضحة وخطة
عمل ثابتة ،وبٌن مإسسة األمور تحدث فٌها عشوابًٌا حسب الظروف واألجواء األخرى
التً تجعل جمٌع المشاركٌن فً العمل والمستفٌدٌن منه ال ٌشعرون باالستقرار ،وعمومًا
ٌمكن تحدٌد أهمٌة اإلدارة على النحو اآلتً:
)1إن وجود إدارة تعلٌمٌة ٌعنً إمكانٌة توسٌع وتطوٌر النظم التعلٌمٌة فً الوقت
الحاضر.
)8إن وجود اإلدارة وفعالٌتها ٌجعل من الممكن تعظٌم العوابد وزٌادة أرباح
المإسسات التعلٌمٌة.
)3وجود اإلدارة سٌسهل العملٌة المحاسبٌة.
)4وجود اإلدارة ٌمكن أن ٌسهم فً التنسٌق مع بقٌة مإسسات المجتمع إسهامًا علم ًٌّا.
Page 15
سؤال اإلدارة التربوية بالمغرب .IV
تعزى فعالٌة مإسسة تعلٌمٌة وحٌوٌتها إلى طبٌعة وفعالٌة النظام اإلداري الذي ٌشرف
على تدبٌرها وتوجٌهها ،فقد بٌنت الدراسات أن سبق الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة وتفوقها
بالمقارنة مع أوربا ،ال ٌعود الى نقص القاعدة المادٌة أو فقر فً االكتشاف العلمً ،وإنما
مرده اعتبارات أخرى منها تصلب الجهاز االداري ونقص فاعلٌته ،وهذا ما نجم عنه
ضعف فً اإلنتاجٌة والمردودٌة.
ٌواجه قطاع التربٌة والتكوٌن فً المغرب فً الوقت الراهن مشكلة عوٌصة على
صعٌد االدارة التربوٌة ،وبصفة خاصة على مستوى المإسسة التعلٌمٌة ،وإذا كانت آلٌة
االفتحاص البٌداغوجً للمإسسة التعلٌمٌة ترمً الى تحقٌق رهان الجودة فً تدبٌر الشؤن
االداري والتربوي ،فإن هذا الرهان كما نرى رهٌن بتؤهٌل المإسسات التعلٌمٌة أوال ،وكل
اشتغال فً هذا االتجاه ال ٌؤخذ بعٌن االعتبار تقوٌة البنٌة اإلدارٌة وتكوٌن الموارد البشرٌة
المعنٌة بالتدبٌر االداري للمإسسات التعلٌمٌة ستكون نتابجه قلٌلة الفابدة على مستوى جودة
التعلمات.
ما تزال االدارة التربوٌة للمإسسة التعلٌمٌة فً المغرب ،رغم محاوالت تنظٌمها
وإعادة هٌكلتها ،تعانً من نقص فً الوعً بؤهدافها ،فبالرغم من التغٌر الحاصل على
مستوى القاموس المستعمل ،فتنظٌم االدارة التربوٌة وأسسها لم ٌتغٌرا كثٌرا ,فإذا كان مفهوم
التسٌٌر – القابم على القٌادة الفردٌة للمإسسة التعلٌمٌة ومن ثم نجاحها أو فشلها مرهون
بنجاح وفشل القابد – قد توارى واختفى تدرٌجٌا من االستعمال والتداول فً مجال االدارة
وحل محله مفهوم التدبٌر كمفهوم عصري فً االدارة ٌحقق شرطٌن أساسٌٌن هما :
الدٌمقراطٌة والتشاركٌة ،فإن االدارة التربوٌة ببالدنا – وفً كثٌر من الحاالت – ما تزال
تعنى بتدبٌر األشخاص ،ولٌس بتشخٌص المشاكل وإٌجاد الحلول لها وتطوٌر المشارٌع
وإنجازها وتقوٌمها ،فغالبا ما ٌقصر اهتمامها على أعمال روتٌنٌة مرتبطة بتدبٌر الٌومً
أكثر من عناٌتها بتوجٌه طاقتها وبرمجة نشاطها لتحقٌق أهداف مدروسة ومراقبة األداء
Page 16
وضبط النوعٌة ،عالوة أنها ماتزال بعٌدة عن األخذ بمبدأ اإلشراك الفعلً للمعنٌٌن بالشؤن
التربوي ،و ال تهتم بتوفٌر مناخ العمل الذي ٌحفز الشركاء على العطاء والتضحٌة وٌزرع
الرضى المهنً فً نفوسهم.
ن العمل االداري على صعٌد المإسسة التعلٌمٌة ٌبقى أسٌرا لتمثالت كثٌرة ،فالرإى
والمواقف التً ٌحملها االدارٌون حول أدوارهم وأنماط تفاعلهم غالبا ما تشكل قواعد
ومحددات للسلوك والتنظٌمٌن االدارٌٌن ،ومن المفٌد التفكٌر فً رإٌة جدٌدة للعمل اإلداري
باعتباره سٌرورة تقتضً القدرة على تشخٌص الحاجٌات اآلنٌة وتوقع الحاجٌات المستقبلٌة
وتطوٌر مشارٌع جدٌدة ذات قابلٌة لتؤوٌل الرإى السٌاسٌة وترجمتها .وٌعد إدماج هذه
العناصر فً بنٌة العمل االداري ضرورة إلضفاء الوظٌفٌة علٌه ،وبالتالً إنماء السلوك
اإلٌجابً لدى القابمٌن علٌه.
ٌعتبر التمثل الذي ٌحمله اإلداري حول عمله إحدى معضالت االدارة التربوٌة ،فعندما
ٌقتصر العمل اإلداري على مجرد تنفٌذ روتٌنً لقرارات ،وٌختزل اإلداري مهمته فً تدبٌر
الٌومً ،فإننا نكون بصدد مفهوم تقلٌدي وضٌق لإلدارة ما ٌزال خاضعا لمنطق التسٌٌر،
وهذا ما ٌجعل وضعٌات التدبٌر اإلداري خالٌة من حٌث اإلبداع ،ضعٌفة من حٌث اإلنجاز
والمردودٌة.
فً الغالب ٌمنح المشرفون على العمل اإلداري للسلطة التً ٌخولها القانون لهم طابعا
شخصٌا ،وٌنظرون بمقتضى ذلك إلى أنفسهم باعتبارهم مالكٌن لإلدارة ولٌس مدبرٌن للعمل
ومساهمٌن فٌه ،لذا وفضال عما ٌلحق الموارد المادٌة ،والتفاعالت بٌن مكونات الجهاز
االداري فٌم ا بٌنها أو فً عالقتها بالمجتمع من تدهور من جراء التدبٌر السٌا ،فإن تدبٌر
المإسسات التعلٌمٌة بواسطة هذا األسلوب ٌنتج انسحابا وجدانٌا لدى المعنٌٌن بشكل مباشر
بحاضر المإسسة ومستقبلها من مدرسٌن وإدارٌٌن وغٌرهم ممن تفتر عزٌمتهم وإرادتهم،
فٌتخلون عن االنخراط النقدي والواعً فً اهتمامات مإسساتهم من أجل انجاز أهدافها ،بل
وٌتحولون إلى كابنات ال تتطور من خالل ما تقوم به ،فاإلدارة التربوٌة مركب من معرفة
Page 17
وخبرة وأخالقٌات .وامتالك القدرة على إنجازها مطلوب لدى كافة المعنٌن من إدارٌٌن
ومدرسٌن على السواء.
ترتبط فاعلٌة االد ارة التربوٌة بجملة من العناصر ٌندرج فٌها تحدٌد قواعد العمل
ووضوحها ،وضبط مسإولٌات األفراد ،وأسلوب عمل الفرٌق واالقتناع بؤن اإلجراءات
المتخذة تستهدف فً نهاٌة األمر تحقٌق جودة التعلم ،وبذلك ٌبقى الفصل على مستوى التمثل
بٌن مهمة المدرس واإلداري فصال تعسفٌا ،بدلٌل أن الغاٌة من المشروع التربوي للمإسسة
التعلٌمٌة ،وبالتالً ما ٌتم تنظٌمه على مستوى الحٌاة المدرسٌة من أنشطة تربوٌة موازٌة
ومندمجة ،وما ٌتم إبرامه من اتفاقٌات الشراكة والتعاون هو اإلسهام فً تحقٌق جودة التعلم
تمثل نوعٌة األطر اإلدارٌة عامال مإسسا لنظام االفتحاص البٌداغوجً قصد ضمان
إعمال ناجع له ،ومن هذا المنطلق فإن تؤهٌل األطر اإلدارٌة وإعدادها وتكوٌنها تكوٌنا جٌدا
مدخل ربٌس وشرط أساس ٌضمن اشتغال آلٌة االفتحاص المإسساتً بفاعلٌة ونجاعة ،وفً
هذا الصدد لٌس مجانبا للصواب القول أن أطر االدارة التربوٌة ال تخضع لتدرٌب إداري –
تربوي حقٌقً ،كما أن المقاٌٌس المعتمدة فً إسناد المسإولٌة االدارٌة تفتقر للصرامة
العلمٌة ،فهل معٌار األقدمٌة المعتمد فً الترشٌح لتحمل المسإولٌة اإلدارٌة كاف لضمان
المردودة المنشودة؟ هل التكوٌن األكادٌمً وحده ٌكفً لتدبٌر مهام اإلدارة التربوٌة بنجاعة؟
إن ظروف التكوٌن والغالف الزمنً المخصص للمجزوءات خالل فترات التدرٌب
والتكوٌن فً الوقت الراهن لٌست مساعدة كما ٌبدو على تكوٌن إطار إداري مإهل لتدبٌر
المإسسة التعلٌمٌة بفاعلٌة ونجاح ،فالنصوص التنظٌمٌة المإطرة للتكوٌن الذي تخضع له
األطر المكلفة باإلدارة التربوٌة تحصر الغالف الزمنً للتكوٌن فً دورات قصٌرة ال تكفً
لتؤهٌل األطر االدارٌة فً مجاالت عدٌدة منها المجال المالً واالداري والتربوي
واالعالمً ،عالوة على أن األعداد الكبٌرة للمكونٌن تحول دون تحقٌق المنتوج المنتظر من
التكوٌن طالما أن الحد األدنى المطلوب لعدد المكونٌن ال ٌجب أن ٌتجاوز عتبة 81فردا
كما تحدده المعاٌٌر العالمٌة.
Page 18
4-4هي أجل هؤسست تؼلٍوٍت هىاطٌت
ا ن إحدى مشكالت اإلدارة التربوٌة تكمن فً النسق القٌمً الذي ٌحمله اإلدارٌون،
فالعدٌد منهم ال ٌنخرط بحماس فً القٌام بالواجب ،وال ٌبذلون الجهود المطلوبة لالرتقاء
بمإشرات التمدرس وتحقٌق جودة التعلمات إال فٌما ندر ،بل ال ٌعون مسإولٌاتهم فً تطوٌر
التعلم طالما ال ٌملكون المعنى الحقٌقً لمفهوم العمل ،إذا كان اتخاذ إجراءات ذات طبٌعة
تشرٌعٌة وتنظٌمٌة ال ٌستغرق وقتا أطول ،وال ٌحتاج إلى جهد أكبر فإن تغٌٌر السلوك
والنسق القٌمً ٌكتسً صعوبات جمة ،وٌحتاج الى وقت أطول باعتبار طبٌعته الثقافٌة،
والتخلص تدرٌجٌا من هذا العابق الثقافً ٌقتضً اعتماد استراتٌجٌة التقوٌم الواضح والفعال
وكذا التتبع والمراقبة الصارمة قصد تشخٌص الممارسات السلبٌة وتصحٌحها لضمان
اإلنجاز الجٌد ،وٌمكن فً هذا الصدد تطوٌر نماذج وأطر مرجعٌة لتغذٌة القٌم اإلٌجابٌة
ومحاربة القٌم السلبٌة.
خالصة القول فإن وظٌفٌة آلٌة االفتحاص البٌداغوجً ونجاعتها ٌتطلب بالدرجة
األولى تؤهٌال للمإسسة التعلٌمٌة ،وإذا كان التحدٌث على مستوى البنٌات التحتٌة
والتجهٌزات وتوفٌر الموارد المادٌة ٌمكن تداركه بسهولة ،فإن تغٌٌر السلوكات وخلخلة
األنساق القٌمٌة تحدي حقٌقً ٌتطلب عمال دإوبا ،ومن ثم ال مناص من االهتمام بالمدخل
الثقافً لمقاربة االفتحاص البٌداغوجً باعتباره ورشا مفتوحا للتطوٌر فً أفق كسب رهان
مدرسة مواطنة.
Page 19
خاتوت:
فً الختام ،تعد اإلدارة عملٌة ضرورٌة فً جمٌع المنظمات .من خالل اإلدارة الفعالة،
ٌمكن للمدٌرٌن تحقٌق األهداف وتحسٌن الكفاءة واإلنتاجٌة.
Page 20
:الوراجغ
https://mawdoo3.com/
https://www.ammonnews.net/article/781464
https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/
Page 21
الفهرس:
مقدمة 2 ............................................................................................................
Page 22
المدرسة الكالسٌكٌة00 ........................................................................................ :
Page 23