Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 12

‫بحث حول الحمل خارج الرحم‬

‫باعداد من‪:‬‬
‫ضيف ياسمين‬
‫ضاد لينا‬
‫زايدي محمد حديفة‬
‫‪.‬‬
‫حمل خارج الرحم‬
‫الحمل خارج الرحم أو الحمل المنتبذ هو أحد مضاعفات الحمل التي ينغرس فيها الحمل خارج التجويف الرحمي‪ ]1[.‬وعلى الرغم من‬
‫وجود بعض االستثناءات النادرة‪ ،‬فإن الحمل خارج الرحم ال يستطيع االستمرار‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يكون هذا الشكل من أشكال الحمل‬
‫خطًر ا على األم حيث يكون النزيف الداخلي من المضاعفات شائعة الحدوث في هذه الحالة‪ .‬وتحدث معظم حاالت الحمل خارج الرحم في‬
‫قناة فالوب (وهي الحاالت التي يطلق عليها اسم حاالت الحمل األنبوبي)‪ .‬ويمكن أن يحدث انغراس الجنين ‪ -‬أيًض ا ‪ -‬في عنق الرحم‬
‫والمبيضين والبطن‪ .‬ويمكن اعتبار الحمل خارج الرحم حالة طبية طارئة محتملة‪ ،‬وهي حالة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم عالجها‬
‫بالشكل السليم‪.‬‬

‫كان أول من أعطى وصفا معروفا عن الحمل خارج الرحم هو الطبيب العربي األندلسي أبو القاسم الزهراوي في القرن الحادي‬
‫عشر‪.‬‬
‫[ ‪]2‬‬

‫نظرة عامة على حالة الحمل خارج الرحم‪:‬‬


‫حمل خارج الرحم انتهى بالتمزق‪ .‬وعمر الجنين في هذا الحمل يقدر بحوالي ستة أسابيع‪ .‬أما العمر الحملي‪ ،‬فهو ثمانية أسابيع‪ .‬ويظهر‬
‫الكيس األمينوسي (السلى) سليًما تماًما‬

‫قناة البيض وبداخلها حمل خارج الرحم (حمل أنبوبي)‪ ،‬ويظهر فيها جنين يقدر عمره بحوالي ستة أو سبعة أسابيع من تاريخ آخر دورة‬
‫شهرية لألم‬

‫رسم توضيحي لوضع الجنين بين الحمل الطبيعي والحمل المنتبذ‬


‫في حالة الحمل الطبيعي تدخل البويضة المخصبة إلى الرحم وتستقر داخل الغشاء المبطن للرحم؛ وهو المكان الذي يوفر لها‬
‫مساحة واسعة لالنقسام والنمو‪ .‬وتتم نسبة ‪ 1%‬من حاالت الحمل في مواضع منتبذة حيث ال يتم انغراس الجنين داخل الرحم‪،‬‬
‫وتحدث نسبة ‪ 98%‬من هذه الحاالت في قناتي فالوب‪.‬‬
‫[ ‪]3‬‬

‫وبعبارة أخرى‪ ،‬يمكن القول بإنه في حالة الحمل خارج الرحم يتم انغراس الجنين خارج الرحم‪ .‬ويحدث ذلك في معظم األحيان‬
‫داخل قناتي فالوب‪ ،‬ولكنه يحدث أيًض ا في مواضع أنبوبية أخرى‪ .‬وتمثل هذه الحالة خطًر ا على الصحة العامة وكذلك على‬
‫الصحة اإلنجابية لألم‪.‬‬

‫ويمثل الحمل خارج الرحم نسبة ‪ 2%‬من إجمالي عدد حاالت الحمل التي ترد إلى مركز مكافحة األمراض والوقاية منها (‬
‫‪)Center for Disease Control and Prevention - CDC‬‬

‫وقد لوحظ أن حاالت الحمل خارج الرحم تتزايد بشكل مطرد وثابت منذ عام ‪ .1970‬ففي الفترة ما بين عامي ‪ 1970‬و‪،1992‬‬
‫سجلت التقارير ارتفاًعا في نسبة حدوث حاالت الحمل خارج الرحم من نسبة ‪ 4.5‬في األلف إلى نسبة ‪ 19.7‬في األلف‬
‫(وتضمنت الحاالت التي تم إحصاؤها‪ :‬المواليد األحياء وعمليات اإلجهاض القانونية وحاالت الحمل خارج الرحم)‪.‬‬
‫[ ‪]5 []4‬‬

‫وبفضل اإلمكانيات التشخيصية المتقدمة‪ ،‬يمكن اكتشاف حاالت الحمل خارج الرحم في مراحله المبكرة‪.‬‬

‫وعلى الرغم من النجاحات التي تم تحقيقها بفضل تقدم علم التشخيص وتقنيات الكشف عن األمراض‪ ،‬يبقى الحمل خارج الرحم‬
‫سبًبا خطيًر ا من أسباب مرض األمهات ووفاتهن في كل أرجاء العالم‪.‬‬

‫وفي الحالة التقليدية لحدوث الحمل خارج الرحم‪ ،‬ال يتمكن الجنين من الوصول إلى الرحم‪ ،‬ولكنه يلتصق بالغشاء المبطن لقناة‬
‫فالوب‪ .‬ويعمل الجنين المنغرس ‪ -‬في نشاط ‪ -‬لحفر ملجأ له داخل الغشاء المبطن لقناة فالوب‪ .‬وفي معظم األحيان‪ ،‬يتم غزو‬
‫األوعية الدموية أثناء القيام بذلك مما يسبب نزيًفا‪ .‬ويطرد النزيف الذي يحدث داخل قناة فالوب (نزيف قناة فالوب) الجنين‬
‫المنغرس إلى خارج نهاية القناة مما يسبب حالة اإلجهاض األنبوبي‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬تعتقد بعض السيدات أنهن مصابات بحالة‬
‫إجهاض تلقائي‪ .‬ولكن‪ ،‬في حقيقة األمر تكون الحالة هي حالة إجهاض أنبوبي‪ .‬وفي حالة الحمل خارج الرحم‪ ،‬ال يحدث التهاب‬
‫في القناة‪ .‬وينتج األلم في حالة الحمل خارج الرحم بسبب مواد البروستجالندين التي يتم إطالقها في موضع االنغراس‪ ،‬وكذلك‬
‫بسبب الدماء التي تتحرك بحرية في منطقة التجويف البريتوني؛ وهي مهيجات موضعية‪ .‬وأحياًنا ما يكون النزيف من القوة‬
‫بحيث يهدد حياة السيدة الحامل‪ .‬وعادًة ما تنتج هذه الدرجة من النزيف عن التأخر في تشخيص الحالة‪ .‬ولكن أحياًنا يمكن أن‬
‫يغزو الجنين الشريان المعروف باسم شريان ‪( Sampson‬الشريان الموجود أسفل الرباط المستدير) ليتسبب في نزيف شديد في‬
‫وقت مبكر عن المعتاد‪ .‬ويحدث ذلك بشكل خاص إذا ما تم االنغراس في الجزء األقرب من القناة (أي في الجزء الذي يسبق‬
‫الدخول إلى الرحم مباشرًة)‪.‬‬

‫وإذا تركت حاالت الحمل خارج الرحم دون عالج‪ ،‬فسوف ينتهي األمر دون الحاجة لعالج بالنسبة لنصف الحاالت المصابة‬
‫تقريًبا‪ .‬وتعتبر هذه الحاالت هي حاالت اإلجهاض األنبوبي‪ .‬وقد أدى استخدام عقار ميثوتركسيت لعالج حاالت الحمل خارج‬
‫الرحم إلى الحد من اللجوء إلى التدخل الجراحي لعالج المشكلة‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬ال يزال التدخل الجراحي أمًرا مطلوًبا‬
‫في الحاالت التي تتعرض فيها قناة فالوب للتمزق أو تكون عرضة لحدوث ذلك‪ .‬وقد يتم هذا التدخل الجراحي باستخدام منظار‬
‫البطن أو عن طريق شق أكبر حجًم ا؛ يطلق عليه اسم فتح البطن جراحًيا‪.‬‬

‫تصنيف حاالت الحمل خارج الرحم‪:‬‬


‫الحمل األنبوبي‪:‬‬

‫في الغالبية العظمي من حاالت الحمل خارج الرحم‪ ،‬يتم انغراس الجنين في قناة فالوب‪ .‬ويمكن أن ينمو الحمل داخل أكثر من‬
‫مكان داخل قناة فالوب‪ :‬فقد ينمو في النهاية الخملية ذات األهداب لقناة فالوب (وهو األمر الذي يحدث في نسبة ‪ 5%‬من حاالت‬
‫الحمل خارج الرحم) أو في الجزء األمبولي من القناة (وذلك في نسبة ‪ 80%‬من الحاالت) أو في منطقة البرزخ (وهو األمر‬
‫الذي يحدث في نسبة ‪ 12%‬من الحاالت) أو في الجزء القرني والجزءالخاللي (وينغرس الحمل الخاللي داخل الرحم في ذلك‬
‫الجزء من قناة فالوب الذي يتوغل في الطبقة العضلية من الرحم؛ لهذا يكون بعيًدا عن التجويف الرحمي) (وهو ما يحدث في‬
‫وتتحقق أعلى نسب للوفاة في حاالت الحمل خارج الرحم في حاالت الحمل األنبوبي في منطقة‬ ‫نسبة ‪ 2%‬من الحاالت)‪.‬‬
‫[ ‪]6‬‬

‫البرزخ أو في حالة الحمل الخاللي؛ وهي إحدى حاالت الحمل خارج الرحم التي يتم فيها الحمل داخل الرحم ولكنه يكون خارج‬
‫التجويف الرحمي‪ .‬ويتم ذلك بسبب تمدد األوعية الدموية؛ وهي الحالة التي قد تؤدي إلى حدوث نزيف داخلي شديد ومفاجئ‪.‬‬
‫وأيدت إحدى الدراسات التي تم نشرها في عام ‪ 2010‬االفتراض الذي يقول إن الحمل األنبوبي خارج الرحم يرجع إلى حدوث‬
‫مزيج من حالتي احتباس الجنين داخل قناة فالوب ‪ -‬نتيجة خلل في عملية نقل الجنين عبر قناة فالوب ‪ -‬وكذلك إلى التغيرات التي‬
‫تطرأ على البيئة الداخلية للقناة والتي تسمح لعملية االنغراس المبكر للجنين أن تتم هناك‪.‬‬
‫[ ‪]7‬‬

‫الحمل غير األنبوبي‪:‬‬

‫تحدث نسبة اثنين بالمائة من حاالت الحمل خارج الرحم في المبيض أو عنق الرحم أو داخل التجويف البطني‪ .‬ويمكن للفحص‬
‫باستخدام أشعة الموجات فوق الصوتية عبر المهبل أن يكشف حالة الحمل في عنق الرحم‪ .‬أما الحمل في المبيض‪ ،‬فيتم تمييزه‬
‫عن الحمل األنبوبي باستخدام معايير تمييز أنواع الحمل خارج الرحم التي وضعها ‪Otto Spiegelberg‬؛ وهو طبيب ألماني‬
‫متخصص في أمراض النساء وهي أربعة معايير تختص بتمييز حالة الحمل في المبيض عن غيرها من حاالت الحمل خارج‬
‫الرحم‪.‬‬
‫[ ‪]8‬‬

‫وعلى الرغم من أن حالة الحمل خارج الرحم عادًة ال يكتب لها االستمرار‪ ،‬ففي حاالت نادرة للغاية خرجت مواليد إلى الدنيا بعد‬
‫رحلة من الحمل في التجويف البطني‪ .‬وفي مثل هذه الحالة‪ ،‬تستقر المشيمة على أعضاء التجويف البطني أو على الغشاء‬
‫البريتوني حيث يستطيع الجنين أن يجد ما يكفيه من اإلمداد الدموي‪ .‬وعادًة ما يكون المكان الذي تستقر فيه المشيمة هو األمعاء‬
‫أو المساريقا على الرغم من أنه قد تم تسجيل حدوث حاالت للحمل خارج الرحم في مواضع أخرى مثل‪ :‬الشريان الكلوي‬
‫(الكلى) أو الكبد أو الشريان الكبدي أو حتى الشريان األورطي‪ .‬وبين الحين والحين‪ ،‬تم تسجيل حاالت تؤكد على إمكانية أن‬
‫تظل األجنة في مثل هذه الحاالت من الحمل خارج الرحم على قيد الحياة‪ .‬غير أنه من الشائع أن يتم تشخيص حالة الحمل خارج‬
‫الرحم في فترة تتراوح بين األسبوع السادس عشر واألسبوع العشرين من بداية الحمل؛ ويتم ذلك حتى في دول العالم الثالث‪.‬‬
‫ويجب أن تتم الوالدة في مثل هذه الحاالت من الحمل عن طريق فتح البطن جراحًيا‪ .‬وترتفع معدالت المرض والوفاة نتيجة‬
‫للحمل خارج الرحم ألن المحاوالت التي يتم بذلها إلزالة المشيمة عن األعضاء التي التصقت بها عادًة ما تفضي إلى نزيف من‬
‫الموضع الذي التصقت به ال يمكن التحكم فيه‪ .‬فإذا كان يمكن استئصال المكان الذي تلتصق به المشيمة ‪ -‬مثل استئصال قسم من‬
‫األمعاء ‪ -‬عندئذ يجب أن يتم استئصال المشيمة بصحبة هذا العضو‪ .‬ونادًر ا ما يتم تنفيذ ذلك بالفعل حيث ال تتوافر بيانات كافية‬
‫عن نجاح هذا اإلجراء‪ ،‬وكل ما هو متوافر من بيانات حول هذا الموضوع جاء من التقارير التي تم تناقلها‪ ]11[]10[]9[.‬وعلى الرغم‬
‫من ذلك‪ ،‬تستلزم الغالبية العظمى من حاالت الحمل التي تحدث في تجويف البطن التدخل الطبي قبل ظهور عالمات الحيوية‬
‫على الجنين بفترة كافية بسبب إمكانية تعرض األم لخطر النزيف‪.‬‬

‫الحمل المزدوج‪:‬‬

‫في حاالت نادرة من الحمل خارج الرحم‪ ،‬قد توجد بويضتان مخصبتان؛ إحداهما خارج الرحم واألخرى بداخله‪ .‬وهي الحالة‬
‫التي يطلق عليها اسم الحمل المزدوج‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬عادًة ما يتم اكتشاف الحمل الموجود داخل الرحم بعد اكتشاف الحمل‬
‫خارج الرحم‪ .‬ويحدث ذلك عادًة بسبب األلم الذي ينتج عن الحالة الطبية الطارئة الخاصة بالحمل خارج الرحم‪ .‬وألن حاالت‬
‫الحمل خارج الرحم عادًة ما يتم اكتشافها واستئصالها في فترة مبكرة للغاية من الحمل‪ ،‬قد ال تستطيع أشعة الموجات فوق‬
‫الصوتية أن تعثر على الحمل اإلضافي الموجود داخل الرحم‪ .‬وعندما تستمر مستويات هرمون ‪ hCG‬أو الجونادوتروبين‬
‫المشيمي (‪ )Human Chorionic Gonadotropin‬في االرتفاع بعد استئصال الحمل الذي كان موجوًدا خارج جدار الرحم‪،‬‬
‫يظل االحتمال قائًم ا بوجود الحيوية في حمل موجود داخل الرحم‪ .‬وفي العادة يتم اكتشاف ذلك باستخدام أشعة الموجات فوق‬
‫الصوتية‪.‬‬

‫وعلى الرغم من ندرة حدوث هذه الحاالت‪ ،‬أصبحت حاالت الحمل المزدوج أكثر شيوًعا عن ذي قبل‪ .‬ويقترب معدل البقاء‬
‫الخاص بالجنين الموجود داخل الرحم في هذه الحالة من نسبة ‪.70%‬‬
‫[ ‪]12‬‬

‫وأوردت التقارير حاالت حمل ناجحة كتب لها االستمرار بعد تعرض الحمل األنبوبي للتمزق عندما انغرست المشيمة فوق‬
‫أعضاء التجويف البطني أو على السطح الخارجي للرحم‪.‬‬

‫استمرار الحمل خارج الرحم‪:‬‬

‫يشير استمرار الحمل خارج الرحم إلى استمرار نمو األرومة المغذية حتى بعد التدخل الجراحي الذي يتم الستئصال الحمل‬
‫الموجود خارج الرحم‪ .‬وبعد اتخاذ اإلجراء الطبي المناسب الذي يهدف إلى الحفاظ على قناة فالوب المصابة‪ ،‬مثل إجراء عملية‬
‫استئصال الحمل دون قناة فالوب‪ .‬وفي نسبة تتراوح ما بين ‪ 15%‬و‪ 20%‬من الحاالت‪ ،‬يتم استئصال الجزء األكبر من الحمل‬
‫الذي كان قد تكون خارج الرحم‪ ،‬ولكن قد ينجو بعض نسيج األرومة المغذية من عملية االستئصال ويستمر في النمو نظًرا‬
‫النطماره العميق داخل القناة‪ .‬عندئذ يطرأ ارتفاع جديد على مستويات هرمون ‪ hCG‬نتيجة الستمرار وجود هذا الجزء من‬
‫النسيج‪ ]13[.‬وبعد مرور أسابيع‪ ،‬قد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض سريرية أخرى تتضمن النزيف‪ .‬ولهذا السبب‪ ،‬يجب أن تتم‬
‫مراقبة مستويات هرمون ‪ hCG‬بعد استئصال الحمل الذي كان موجوًدا خارج الرحم للتأكد من انخفاض هذه المستويات؛ األمر‬
‫الذي يدل على أنه قد تم التخلص من الحمل نهائًيا‪ .‬كذلك‪ ،‬يمكن إعطاء المريضة عقار ميثوتركسيت في وقت إجراء الجراحة‬
‫كإجراء وقائي‪.‬‬

‫عالمات حدوث الحمل خارج الرحم وأعراضه‪:‬‬


‫تكون األعراض المبكرة لحالة الحمل خارج الرحم غير موجودة أو غير واضحة‪ .‬وتظهر المظاهر السريرية لحدوث حالة‬
‫الحمل خارج الرحم في فترة تقترب في المتوسط من ‪ 7.2‬أسبوع بعد حدوث آخر دورة شهرية عادية‪ ،‬مع األخذ في االعتبار أن‬
‫هذه الفترة تتراوح ما بين خمسة وثمانية أسابيع‪ .‬أما المظاهر التالية للحالة فتكون أكثر شيوًعا في المجتمعات المحرومة من‬
‫الوسائل التشخيصية الحديثة‪.‬‬

‫وتتضمن العالمات المبكرة لحدوث حالة الحمل خارج الرحم ما يلي‪:‬‬

‫اإلحساس باأللم في الجزء السفلي من البطن‪ ،‬وكذلك االلتهاب (وقد يختلط اإلحساس باأللم في حالة الحمل خارج الرحم مع‬ ‫‪‬‬
‫األلم الشديد في منطقة البطن‪ .‬كذلك‪ ،‬يمكن أن يبدو هذا اإلحساس كتقلص شديد)‬
‫األلم المصاحب للتبول‬ ‫‪‬‬
‫اإلحساس باأللم وعدم الشعور بالراحة؛ وعادًة ما تكون هذه األعراض معتدلة في حدتها وقد يؤدي تكون الجسم األصفر على‬ ‫‪‬‬
‫المبيض ‪ -‬في حالة الحمل العادي ‪ -‬إلى اإلحساس بأعراض شديدة الشبه بهذه األعراض‪.‬‬
‫حدوث نزيف مهبلي؛ وعادًة ما يكون النزيف معتدًال في شدته‪ .‬وعادًة ال يكتب االستمرار للحمل المتكون خارج الرحم‪ ،‬وتتسبب‬ ‫‪‬‬
‫المستويات المتدنية لهرمون البروجسترون الذي ينتجه الجسم األصفر الموجود على المبيض في انحسار النزيف‪ .‬وقد ال يمكن‬
‫تمييز هذه الحالة عن حالة اإلجهاض المبكر أو عن "النزيف المصاحب النغراس الجنين"؛ وذلك في حاالت الحمل العادية‪.‬‬
‫اإلحساس باأللم أثناء حركة األمعاء‬ ‫‪‬‬

‫أما المريضات الالتي تعانين من أعراض متأخرة لحالة الحمل خارج الرحم‪ ،‬فتكون األعراض النمطية التي تظهر عليهن هي‬
‫األلم والنزيف‪ .‬ويكون هذا النزيف مهبلًيا وداخلًيا‪ ،‬ويعمل وفًقا الثنين من اآلليات المنفصلة للفيزيولوجيا المرضية‪:‬‬

‫ينتج النزيف الخارجي عن تدني مستويات هرمون البروجسترون‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫وينتج النزيف الداخلي (البريتون المدمي) عن النزيف الموجود في القناة المصابة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وعند هذه النقطة‪ ،‬يكون التشخيص التفريقي بين حاالت اإلجهاض التلقائي والحمل خارج الرحم والمرحلة المبكرة من الحمل‬
‫العادي‪ .‬فإذا كانت نتيجة اختبار الحمل إيجابية يتم استثناء اإلصابة بعدوى في منطقة الحوض ألنه نادًرا ما يحدث حمل في‬
‫وجود مرض التهاب الحوض (الذي تتم اإلشارة إليه اختصاًرا بالحروف ‪ .)PID‬ويكون مرض التهاب الحوض هو أكثر‬
‫األمراض شيوًعا التي يتم الخلط بين تشخيصها وبين المراحل المبكرة من الحمل خارج الرحم‪.‬‬

‫أما النزيف الداخلي األكثر حدة‪ ،‬فقد يتسبب فيما يلي‪:‬‬

‫اإلحساس باأللم في الجزء األسفل من الظهر وكذلك ألم في البطن أو الحوض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ألم الكتفين‪ .‬ويتسبب في ذلك الدم الذي يسير في غير مساره الطبيعي ليأخذ مساره ألعلى إلى التجويف البطني ويثير الحجاب‬ ‫‪‬‬
‫الحاجز؛ وهي عالمة تنذر بالخطر‪.‬‬
‫قد يحدث تشنج أو ألم في أحد جوانب الحوض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وال يكون قد مر على بداية اإلحساس باأللم وقت طويل‪ ،‬ويعني ذلك أنه يجب التمييز بين األلم الذي يتسبب فيه النزيف الداخلي‬ ‫‪‬‬
‫وبين ألم الحوض الدوري‪ .‬وعادًة ما يزداد اإلحساس بهذا األلم سوًءا بمرور الوقت‪.‬‬

‫قد تتشابه األعراض المصاحبة لحالة الحمل خارج الرحم مع أعراض بعض األمراض األخرى مثل‪ :‬التهاب الزائدة الدودية‪،‬‬
‫واضطرابات الجهاز الهضمي األخرى‪ ،‬والمشكالت الخاصة بالجهاز البولي‪ ،‬باإلضافة إلى مرض التهاب الحوض وغيرها من‬
‫المشكالت الصحية التي يمكن أن تصيب السيدات‪.‬‬

‫األسباب‪:‬‬
‫يوجد عدد من عوامل الخطر التي يمكن أن تتسبب في حدوث الحمل خارج الرحم‪ .‬وعلى الرغم من ذلك ‪ -‬وفي نسبة تتراوح ما‬
‫بين الثلث[‪ ]14‬والنصف[‪ ]15‬من حاالت الحمل خارج الرحم ‪ -‬ال يمكن تحديد عوامل الخطر التي ترتبط بحدوث الحالة‪ .‬وتشمل‬
‫عوامل الخطورة التي ترتبط بحدوث حاالت الحمل خارج الرحم‪ :‬مرض التهاب الحوض والعقم‪ ،‬واستخدام موانع الحمل‬
‫الرحمية (‪ ،)intrauterine contraceptive device - IUD‬واإلصابة باإلندوميترويوزيس (‪،)endometriosis‬‬
‫والتعرض لمركب الداي إيثيل ستيلبسترول (‪ ،)diethylstilbestrol - DES‬وجراحات قناة فالوب‪ ،‬وجراحات الرحم (ومثال‬
‫ذلك‪ :‬عملية التوسيع والكحت (‪ )diltion and curettage - D&C‬والتدخين‪ ،‬والتعرض السابق لحاالت حمل خارج الرحم‪،‬‬
‫وعملية ربط قناة فالوب‪.‬‬
‫[ ‪]16‬‬

‫تلف أهداب قناة فالوب وانسداد القناة‪:‬‬

‫تقوم األهداب التي تشبه الشعيرات والموجودة على السطح الداخلي لقناتي فالوب بحمل البويضة المخصبة إلى الرحم‪ .‬وأحياًنا ما‬
‫يتم اكتشاف تراجع أعداد أهداب قناة فالوب بعد وجود حالة للحمل خارج الرحم؛ األمر الذي يؤدي إلى وجود افتراض يقول بإنه‬
‫من المحتمل أن يؤدي التلف الذي يلحق بالخاليا المهدبة الموجودة داخل قناة فالوب إلى حدوث حالة من الحمل خارج الرحم‪.‬‬
‫[ ‪]17‬‬

‫ويرتفع معدل حدوث الحمل خارج الرحم بالنسبة للسيدات المصابات بالمرض المعروف باسم مرض التهاب الحوض‪ ]18[.‬ويرجع‬
‫ذلك إلى تكون نسيج ندبي داخل قناتي فالوب؛ األمر الذي يتسبب في تلف األهداب‪ ]6[.‬أما إذا تعرضت كلتا القناتين لالنسداد التام‪،‬‬
‫ولم يتمكن الحيوان المنوي والبويضة من االلتقاء بالصورة المادية الطبيعية‪ .‬عندئذ‪ ،‬سيكون تخصيب البويضة بالشكل الطبيعي‬
‫أمًرا مستحيًال ولن يحدث أًيا من الحمل الطبيعي أو الحمل خارج الرحم‪ .‬وقد تؤدي الجراحات التي يتم إجراؤها في قناتي فالوب‬
‫لعالج ما بها من أضرار إلى إزالة الحماية التي توفرها األهداب داخل هاتين القناتين وبالتالي تزيد احتمالية حدوث الحمل خارج‬
‫الرحم[بحاجة لمصدر]‪ .‬أما االلتصاقات الرحمية (التي تتم اإلشارة إليها اختصاًرا بالحروف ‪ )IUA‬والمصاحبة لوجود متالزمة أشرمان‪،‬‬
‫فيمكن أن تؤدي إلى حدوث الحمل المنتبذ في عنق الرحم أو إلى حدوث الحمل المنتبذ األنبوبي إذا أدت هذه االلتصاقات إلى سد‬
‫طريق الوصول إلى قناتي فالوب عبر الفوهة الخاصة بهما بشكل جزئي‪ ]21[]20[]19[.‬وعادًة ما تنتج اإلصابة بمتالزمة أشرمان عن‬
‫الجراحات التي يتم إجراؤها في الرحم‪ ،‬وتكون أكثر حاالت اإلصابة بها شيوًعا هي الحاالت التي تعقب عملية التوسيع والكحت‪.‬‬
‫[‪ ]19‬أما السل الذي يمكن أن يصيب كل من بطانة الرحم والحوض واألعضاء التناسلية ‪ -‬والذي يمكن اعتباره سبًبا آخر لإلصابة‬
‫بمتالزمة أشرمان ‪ -‬فيمكن أن يؤدي أيًض ا إلى حدوث حمل خارج الرحم ألن هذا النوع من العدوى قد يؤدي إلى حدوث‬
‫التصاقات في قناة فالوب باإلضافة إلى االلتصاقات الرحمية‪.‬‬
‫[ ‪]22‬‬

‫ويجعل ربط قناة فالوب السيدة التي تتعرض لهذا اإلجراء أكثر عرضة لحدوث الحمل خارج الرحم‪ .‬وتكون نسبة سبعين بالمائة‬
‫من حاالت الحمل التي تحدث بعد التعرض لعملية كي قناة فالوب من حاالت الحمل خارج الرحم بينما تكون نسبة ‪ 70%‬من‬
‫حاالت الحمل التي تعقب غلق قناة فالوب باستخدام مشبك أو حلقة من حاالت الحمل داخل الرحم[بحاجة لمصدر]‪ .‬وتحمل عملية عكس‬
‫التعقيم األنبوبي (عكس الربط األنبوبي) في طياتها مخاطرة بحدوث حمل خارج الرحم‪ .‬وتزداد فرصة حدوث ذلك في حالة‬
‫استخدام أساليب لربط قناتي فالوب تتسبب في حدوث تلف أكبر للقناتين (مثل‪ :‬كي قناتي فالوب واالستئصال الجزئي لهما) وذلك‬
‫في حالة المقارنة مع األساليب التي تلحق تلًفا أقل بالقناتين (مثل‪ :‬استخدام حلقة أو مشبك حول قناة فالوب لغلقها)‪ .‬وتزداد‬
‫احتمالية حدوث حالة الحمل خارج الرحم مستقبًال بالنسبة للسيدات الالتي تعرضن سابًقا لمثل هذه الحالة‪ ،‬وذلك بنسبة ‪.10%‬‬
‫[ ‪]6‬‬

‫وال تقل هذه النسبة بعد استئصال القناة المصابة‪ ،‬حتى وإن بدت القناة األخرى في حالة طبيعية‪ .‬وتعتبر أفضل األساليب‬
‫لتشخيص هذه الحالة هي إجراء فحص مبكر باستخدام أشعة الموجات فوق الصوتية‪.‬‬

‫أسباب أخرى لحدوث الحمل خارج الرحم‪:‬‬

‫على الرغم من أن بعض الدراسات قد أظهرت أن السيدات تصبحن أكثر عرضة لخطر حدوث الحمل خارج الرحم مع تقدم‬
‫العمر‪ ،‬يسود اعتقاد بأن العمر ما هو إال عامل متغير يمكن أن يكون بديًال لغيره من عوامل الخطر‪ .‬كذلك‪ ،‬لوحظ أن التدخين‬
‫يرتبط بخطر التعرض لحدوث الحمل خارج الرحم‪ .‬أما استخدام الدش المهبلي‪ ،‬فيسود اعتقاد لدى البعض بأن استخدامه يزيد‬
‫من فرص حدوث الحمل خارج الرحم‪ ]6[.‬أما اإلناث الالتي تعرضن الستخدام مركب الداي إيثيل ستيلبسترول وهن في أرحام‬
‫أمهاتهن؛ (والالتي تعرفن باسم "بنات داي إيثيل ستيلبسترول") فهن أكثر عرضة لإلصابة بحالة الحمل خارج الرحم‪ ،‬وذلك‬
‫بمعدل يصل إلى ثالثة أضعاف غيرهن من اإلناث الالتي لم تتعرضن لهذا المركب‪[.‬بحاجة لمصدر] ويعتقد أن التكون المرضي لمركب‬
‫أحادي أكسيد النيتروجين الذي يتم بزيادة إفراز اإلنزيم المعروف باسم ‪ iNOS‬يقلل من حركات أهداب قناة فالوب ويهدئ من‬
‫انقباضات العضالت فيها؛ األمر الذي يؤثر سلًبا على عملية نقل الجنين وبالتالي قد يؤدي إلى حدوث الحمل خارج الرحم‪.‬‬
‫[ ‪]23‬‬

‫التشخيص‪:‬‬
‫يجب التفكير في احتمال حدوث حمل خارج الرحم بالنسبة ألية سيدة تكون نتيجة إجراء اختبار الحمل إيجابية بالنسبة لها بينما‬
‫تعاني من األلم في منطقة البطن أو النزيف المهبلي‪ .‬أما أشعة الموجات فوق الصوتية التي تظهر كيس جنيني يحتوي على قلب‬
‫الجنين داخل قناة فالوب فهي الدليل الواضح على وجود حالة للحمل خارج الرحم‪.‬‬

‫أما االرتفاع غير الطبيعي لمستويات هرمون ‪( β-hCG‬هرمون الجونادوتروبين المشيمي البشري من النوع بيتا)‪ ،‬فقد يشير إلى‬
‫وجود حمل خارج الرحم‪ .‬تكون بداية تمييز حدوث حمل رحمي هي وجود هرمون ‪ β-hCG‬بكمية تقترب من ‪ 1500‬وحدة‬
‫دولية في كل ملليجرام من الدم‪ .‬ويفسح الفحص باستخدام أشعة الموجات فوق الصوتية عبر المهبل عالية الدقة الذي لم يظهر‬
‫وجود حالة حمل رحمي مجاًال واسًعا الفتراض وجود حالة حمل خارج الرحم‪ ،‬إذا وصل هرمون ‪ β-hCG‬إلى القيمة المشار‬
‫إليها آنًفا‪ .‬وقد يكون الرحم الذي يخلو من وجود أي جنين باإلضافة إلى ارتفاع مستوى هرمون ‪ β-hCG‬عن ‪ 1500‬وحدة دولية‬
‫في كل ملليجرام من الدم دليًال على وجود حالة الحمل خارج الرحم‪ ،‬وذلك على الرغم من أن سبب الحالة قد يرجع إلى وجود‬
‫حمل رحمي صغير الحجم إلى درجة ال يمكن أن تكتشفها أشعة الموجات فوق الصوتية‪ .‬فإذا لم يتم التأكد من تشخيص الحالة‪ ،‬قد‬
‫يكون من الضروري االنتظار لبضعة أيام قبل تكرار قياس مستوى الهرمون في الدم‪ .‬ويمكن القيام بذلك إذا تم قياس مستوى‬
‫الهرمون ‪ β-hCG‬بعد مرور ‪ 48‬ساعة تقريًبا ثم تكرار إجراء أشعة الموجات فوق الصوتية‪ .‬فإذا تراجع مستوى الهرمون ‪β-‬‬
‫‪ hCG‬بتكرار القياس‪ ،‬فإن ذلك قد يكون دليًال قوًيا على حدوث إجهاض تلقائي أو تمزق رحمي‪.‬‬

‫ويمكن ‪ -‬أيًض ا ‪ -‬عمل منظار البطن أو عملية فتح البطن جراحًيا للتأكد بصرًيا من تحقق حالة الحمل خارج الرحم‪ .‬وعادًة ما‬
‫يكون من الصعب العثور على النسيج المتخلف عن الحمل في حالة حدوث اإلجهاض األنبوبي أو التمزق األنبوبي‪ .‬ونادًرا ما‬
‫تظهر قناة فالوب بشكل طبيعي أثناء عمل منظار البطن في المراحل األولى من الحمل خارج الرحم‪.‬‬

‫أما عملية بزل الردبة المستقيمية الرحمية (‪ )Culdocentesis‬وهي تلك العملية التي يتم فيها سحب سائل من الحيز الذي يفصل‬
‫بين المهبل والمستقيم‪ ،‬فهي من عمليات الفحص األقل شيوًعا من ناحية التطبيق‪ .‬ويمكن استخدامها للتأكد من وجود نزيف‬
‫داخلي‪ .‬وفي هذا االختبار‪ ،‬يتم إدخال إبرة في المساحة الموجودة في أعلى جزء من المهبل في المنطقة الواقعة خلف الرحم‬
‫وأمام المستقيم‪ .‬وقد يكون أي دم أو سائل موجود في هذه المنطقة نتاًج ا لحمل خارج الرحم تعرض للتمزق‪.‬‬

‫ويمكن أن تشير العالمة المعروفة باسم عالمة كولين ( ظهور كدمات سطحية في النسيج الدهني الموجود تحت الجلد حول منطقة‬
‫السرة) إلى حدوث حالة تمزق لحمل خارج الرحم‪.‬‬

‫العالج‪:‬‬
‫العالج باستخدام العقاقير‪:‬‬

‫يمكن اعتبار العالج المبكر للحمل خارج الرحم باستخدام عقار ميثوتركسيت بديًال قابًال للتطبيق للعالج بالتدخل الجراحي[‪ ]24‬منذ‬
‫عام ‪ - 1993‬على األقل‪ ]25[.‬فإذا تم استخدام هذا العقار في مرحلة مبكرة من الحمل‪ ،‬فإنه يعمل على إنهاء عملية نمو الجنين الذي‬
‫ال يزال في طور التكوين؛ وهو أمر قد يؤدي إلى اإلجهاض أو إلى أن يقوم جسم السيدة بامتصاص األنسجة المتخلفة عن الجنين‬
‫أو يقوم بطردها مع الدورة الشهرية‪.‬‬

‫العالج عن طريق التدخل الجراحي‪:‬‬

‫إذا كان النزيف قد حدث بالفعل‪ ،‬قد يكون من الضروري اللجوء للتدخل الجراحي لعالج الحالة‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬يكون‬
‫قرار اللجوء للتدخل الجراحي قراًر ا يصعب اتخاذه في حالة المريضات من ذوات الحالة المستقرة الالتي بالكاد يظهر في فحص‬
‫األشعة بالموجات فوق الصوتية الخاص بهن تجلط دموي‪.‬‬
‫[بحاجة لمصدر]‬
‫ويستخدم الجراحون منظار البطن أو عملية فتح البطن جراحًيا ليتمكنوا من الوصول إلى الحوض والقيام بأحد إجرائين‪ :‬أولهما‬
‫شق قناة فالوب المصابة واستئصال الحمل فقط من داخلها دون استئصال القناة (استئصال الحمل مع فتح فوهة لقناة فالوب)‪ .‬أما‬
‫اإلجراء الثاني‪ ،‬فهو استئصال قناة فالوب المصابة مع الحمل الموجود بداخلها (استئصال الحمل مع قناة فالوب)‪ .‬وتعتبر أولى‬
‫الجراحات الناجحة للتعامل مع حالة الحمل خارج الرحم هي الجراحة التي قام بإجرائها الطبيب الرائد في طب النساء روبرت‬
‫لوسون تيت وذلك في عام ‪.1883‬‬
‫[ ‪]26‬‬

‫المضاعفات‪:‬‬
‫تعتبر أكثر مضاعفات الحمل خارج الرحم شيوًعا هي حدوث تمزق مصاحب لنزيف داخلي؛ األمر الذي يمكن أن يؤدي لحدوث‬
‫صدمة دموية‪ .‬ومن النادر أن تفقد المريضة حياتها نتيجة لحدوث التمزق؛ وخاصًة بالنسبة للسيدات الالتي تتوافر لهن سبل‬
‫العناية الطبية الحديثة‪ .‬ويصيب العقم نسبة تتراوح ما بين ‪ 10%‬و‪ 15%‬من السيدات الالتي تتعرضن لتجربة الحمل خارج‬
‫الرحم‪.‬‬

‫التكهن بمردود حدوث الحمل خارج الرحم‪:‬‬


‫الخصوبة المستقبلية‪:‬‬

‫يعتمد مستقبل خصوبة السيدة التي تعرضت لتجربة الحمل خارج الرحم على عدة عوامل‪ .‬وأهم هذه العوامل هو التاريخ السابق‬
‫لها فيما يختص بمسألة العقم‪ ]27[.‬ويلعب الخيار الخاص بأسلوب عالج الحالة ‪ -‬سواًء أكان الخيار باللجوء إلى التدخل الجراحي أو‬
‫عدم اللجوء إليه ‪ -‬دوره المهم في هذا الصدد‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬قد تكون فرصة حدوث الحمل الرحمي أعلى بعد استخدام عقار‬
‫الميثوتركسيت في حالة المقارنة مع الحاالت التي يتم اللجوء فيها للتدخل الجراحي‪ ]28[.‬وقد تصبح م‪:‬ات الخصوبة أعلى في حالة‬
‫استئصال الحمل مع فتح فوهة لقناة فالوب عنها في حالة استئصال الحمل مع قناة فالوب‪.‬‬
‫[ ‪]28‬‬

‫حاالت الحمل خارج الرحم التي أثمرت عن مواليد أحياء‪:‬‬


‫تم تسجيل وجود بعض الحاالت التي استمر فيها الحمل خارج الرحم لعدة شهور وأثمرت عن خروج مواليد أحياء إلى الدنيا بعد‬
‫إجراء عملية فتح البطن جراحًيا‪.‬‬

‫ففي التاسع عشر من أبريل من عام ‪ ،2008‬وضعت سيدة إنجليزية في السابعة والثالثين من عمرها تدعى جين جونز مولودها‬
‫بعدما اجتازت تجربتها لحمل خارج الرحم ملتصًقا بالثرب ‪ -‬وهو النسيج الدهني الذي يغطي سطح األمعاء الغليظة‪ .‬وقد وضعت‬
‫حملها بعد إجراء عملية فتح البطن جراحًيا في األسبوع الثامن والعشرين من بداية الحمل‪ .‬ونجحت هذه الجراحة ‪ -‬التي تعتبر‬
‫األولى من نوعها التي يتم إجراؤها في المملكة المتحدة ‪ -‬ونجت األم وولداها كالهما‪.‬‬
‫[ ‪]29‬‬

‫أما في التاسع والعشرين من شهر مايو من عام ‪ ،2008‬وضعت األسترالية ‪ - Meera Thangarajah‬التي كانت تبلغ الرابعة‬
‫والثالثين في ذلك الوقت ‪ -‬وليدها بعدما اجتازت فترة حملها الذي كان داخل المبيض‪ .‬وأثمرت والدة التمام القيصرية التي تم‬
‫إجراؤها لألم عن طفلة مكتملة الصحة تزن ستة أرطال وثالث أوقيات (أي ما يعادل ‪ 2.8‬كيلو جرام) تدعى ‪ .Durga‬ولم‬
‫تتعرض األم ألي نوع من أنواع المشكالت أو المضاعفات خالل فترة حملها التي استغرقت ثمانية وثالثين أسبوًعا‪.‬‬
‫[ ‪]31 []30‬‬

‫أما حالة الشقيقات الثالثة أوليفيا وماري ورونان‪ ،‬فقد كانت لجنين واحد خارج الرحم (رونان) وتوأم ثنائي داخل الرحم‪ .‬ونجت‬
‫ًال [ ‪]32‬‬
‫الشقيقات الثالثة جميعهن‪ .‬وقد تم إخراج التوأم الثنائي من داخل الرحم أو ‪.‬‬

You might also like