Professional Documents
Culture Documents
بحث حول الحمل خارج الرحم
بحث حول الحمل خارج الرحم
باعداد من:
ضيف ياسمين
ضاد لينا
زايدي محمد حديفة
.
حمل خارج الرحم
الحمل خارج الرحم أو الحمل المنتبذ هو أحد مضاعفات الحمل التي ينغرس فيها الحمل خارج التجويف الرحمي ]1[.وعلى الرغم من
وجود بعض االستثناءات النادرة ،فإن الحمل خارج الرحم ال يستطيع االستمرار .وباإلضافة إلى ذلك ،يكون هذا الشكل من أشكال الحمل
خطًر ا على األم حيث يكون النزيف الداخلي من المضاعفات شائعة الحدوث في هذه الحالة .وتحدث معظم حاالت الحمل خارج الرحم في
قناة فالوب (وهي الحاالت التي يطلق عليها اسم حاالت الحمل األنبوبي) .ويمكن أن يحدث انغراس الجنين -أيًض ا -في عنق الرحم
والمبيضين والبطن .ويمكن اعتبار الحمل خارج الرحم حالة طبية طارئة محتملة ،وهي حالة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم عالجها
بالشكل السليم.
كان أول من أعطى وصفا معروفا عن الحمل خارج الرحم هو الطبيب العربي األندلسي أبو القاسم الزهراوي في القرن الحادي
عشر.
[ ]2
قناة البيض وبداخلها حمل خارج الرحم (حمل أنبوبي) ،ويظهر فيها جنين يقدر عمره بحوالي ستة أو سبعة أسابيع من تاريخ آخر دورة
شهرية لألم
وبعبارة أخرى ،يمكن القول بإنه في حالة الحمل خارج الرحم يتم انغراس الجنين خارج الرحم .ويحدث ذلك في معظم األحيان
داخل قناتي فالوب ،ولكنه يحدث أيًض ا في مواضع أنبوبية أخرى .وتمثل هذه الحالة خطًر ا على الصحة العامة وكذلك على
الصحة اإلنجابية لألم.
ويمثل الحمل خارج الرحم نسبة 2%من إجمالي عدد حاالت الحمل التي ترد إلى مركز مكافحة األمراض والوقاية منها (
)Center for Disease Control and Prevention - CDC
وقد لوحظ أن حاالت الحمل خارج الرحم تتزايد بشكل مطرد وثابت منذ عام .1970ففي الفترة ما بين عامي 1970و،1992
سجلت التقارير ارتفاًعا في نسبة حدوث حاالت الحمل خارج الرحم من نسبة 4.5في األلف إلى نسبة 19.7في األلف
(وتضمنت الحاالت التي تم إحصاؤها :المواليد األحياء وعمليات اإلجهاض القانونية وحاالت الحمل خارج الرحم).
[ ]5 []4
وبفضل اإلمكانيات التشخيصية المتقدمة ،يمكن اكتشاف حاالت الحمل خارج الرحم في مراحله المبكرة.
وعلى الرغم من النجاحات التي تم تحقيقها بفضل تقدم علم التشخيص وتقنيات الكشف عن األمراض ،يبقى الحمل خارج الرحم
سبًبا خطيًر ا من أسباب مرض األمهات ووفاتهن في كل أرجاء العالم.
وفي الحالة التقليدية لحدوث الحمل خارج الرحم ،ال يتمكن الجنين من الوصول إلى الرحم ،ولكنه يلتصق بالغشاء المبطن لقناة
فالوب .ويعمل الجنين المنغرس -في نشاط -لحفر ملجأ له داخل الغشاء المبطن لقناة فالوب .وفي معظم األحيان ،يتم غزو
األوعية الدموية أثناء القيام بذلك مما يسبب نزيًفا .ويطرد النزيف الذي يحدث داخل قناة فالوب (نزيف قناة فالوب) الجنين
المنغرس إلى خارج نهاية القناة مما يسبب حالة اإلجهاض األنبوبي .وفي هذه الحالة ،تعتقد بعض السيدات أنهن مصابات بحالة
إجهاض تلقائي .ولكن ،في حقيقة األمر تكون الحالة هي حالة إجهاض أنبوبي .وفي حالة الحمل خارج الرحم ،ال يحدث التهاب
في القناة .وينتج األلم في حالة الحمل خارج الرحم بسبب مواد البروستجالندين التي يتم إطالقها في موضع االنغراس ،وكذلك
بسبب الدماء التي تتحرك بحرية في منطقة التجويف البريتوني؛ وهي مهيجات موضعية .وأحياًنا ما يكون النزيف من القوة
بحيث يهدد حياة السيدة الحامل .وعادًة ما تنتج هذه الدرجة من النزيف عن التأخر في تشخيص الحالة .ولكن أحياًنا يمكن أن
يغزو الجنين الشريان المعروف باسم شريان ( Sampsonالشريان الموجود أسفل الرباط المستدير) ليتسبب في نزيف شديد في
وقت مبكر عن المعتاد .ويحدث ذلك بشكل خاص إذا ما تم االنغراس في الجزء األقرب من القناة (أي في الجزء الذي يسبق
الدخول إلى الرحم مباشرًة).
وإذا تركت حاالت الحمل خارج الرحم دون عالج ،فسوف ينتهي األمر دون الحاجة لعالج بالنسبة لنصف الحاالت المصابة
تقريًبا .وتعتبر هذه الحاالت هي حاالت اإلجهاض األنبوبي .وقد أدى استخدام عقار ميثوتركسيت لعالج حاالت الحمل خارج
الرحم إلى الحد من اللجوء إلى التدخل الجراحي لعالج المشكلة .وعلى الرغم من ذلك ،ال يزال التدخل الجراحي أمًرا مطلوًبا
في الحاالت التي تتعرض فيها قناة فالوب للتمزق أو تكون عرضة لحدوث ذلك .وقد يتم هذا التدخل الجراحي باستخدام منظار
البطن أو عن طريق شق أكبر حجًم ا؛ يطلق عليه اسم فتح البطن جراحًيا.
في الغالبية العظمي من حاالت الحمل خارج الرحم ،يتم انغراس الجنين في قناة فالوب .ويمكن أن ينمو الحمل داخل أكثر من
مكان داخل قناة فالوب :فقد ينمو في النهاية الخملية ذات األهداب لقناة فالوب (وهو األمر الذي يحدث في نسبة 5%من حاالت
الحمل خارج الرحم) أو في الجزء األمبولي من القناة (وذلك في نسبة 80%من الحاالت) أو في منطقة البرزخ (وهو األمر
الذي يحدث في نسبة 12%من الحاالت) أو في الجزء القرني والجزءالخاللي (وينغرس الحمل الخاللي داخل الرحم في ذلك
الجزء من قناة فالوب الذي يتوغل في الطبقة العضلية من الرحم؛ لهذا يكون بعيًدا عن التجويف الرحمي) (وهو ما يحدث في
وتتحقق أعلى نسب للوفاة في حاالت الحمل خارج الرحم في حاالت الحمل األنبوبي في منطقة نسبة 2%من الحاالت).
[ ]6
البرزخ أو في حالة الحمل الخاللي؛ وهي إحدى حاالت الحمل خارج الرحم التي يتم فيها الحمل داخل الرحم ولكنه يكون خارج
التجويف الرحمي .ويتم ذلك بسبب تمدد األوعية الدموية؛ وهي الحالة التي قد تؤدي إلى حدوث نزيف داخلي شديد ومفاجئ.
وأيدت إحدى الدراسات التي تم نشرها في عام 2010االفتراض الذي يقول إن الحمل األنبوبي خارج الرحم يرجع إلى حدوث
مزيج من حالتي احتباس الجنين داخل قناة فالوب -نتيجة خلل في عملية نقل الجنين عبر قناة فالوب -وكذلك إلى التغيرات التي
تطرأ على البيئة الداخلية للقناة والتي تسمح لعملية االنغراس المبكر للجنين أن تتم هناك.
[ ]7
تحدث نسبة اثنين بالمائة من حاالت الحمل خارج الرحم في المبيض أو عنق الرحم أو داخل التجويف البطني .ويمكن للفحص
باستخدام أشعة الموجات فوق الصوتية عبر المهبل أن يكشف حالة الحمل في عنق الرحم .أما الحمل في المبيض ،فيتم تمييزه
عن الحمل األنبوبي باستخدام معايير تمييز أنواع الحمل خارج الرحم التي وضعها Otto Spiegelberg؛ وهو طبيب ألماني
متخصص في أمراض النساء وهي أربعة معايير تختص بتمييز حالة الحمل في المبيض عن غيرها من حاالت الحمل خارج
الرحم.
[ ]8
وعلى الرغم من أن حالة الحمل خارج الرحم عادًة ال يكتب لها االستمرار ،ففي حاالت نادرة للغاية خرجت مواليد إلى الدنيا بعد
رحلة من الحمل في التجويف البطني .وفي مثل هذه الحالة ،تستقر المشيمة على أعضاء التجويف البطني أو على الغشاء
البريتوني حيث يستطيع الجنين أن يجد ما يكفيه من اإلمداد الدموي .وعادًة ما يكون المكان الذي تستقر فيه المشيمة هو األمعاء
أو المساريقا على الرغم من أنه قد تم تسجيل حدوث حاالت للحمل خارج الرحم في مواضع أخرى مثل :الشريان الكلوي
(الكلى) أو الكبد أو الشريان الكبدي أو حتى الشريان األورطي .وبين الحين والحين ،تم تسجيل حاالت تؤكد على إمكانية أن
تظل األجنة في مثل هذه الحاالت من الحمل خارج الرحم على قيد الحياة .غير أنه من الشائع أن يتم تشخيص حالة الحمل خارج
الرحم في فترة تتراوح بين األسبوع السادس عشر واألسبوع العشرين من بداية الحمل؛ ويتم ذلك حتى في دول العالم الثالث.
ويجب أن تتم الوالدة في مثل هذه الحاالت من الحمل عن طريق فتح البطن جراحًيا .وترتفع معدالت المرض والوفاة نتيجة
للحمل خارج الرحم ألن المحاوالت التي يتم بذلها إلزالة المشيمة عن األعضاء التي التصقت بها عادًة ما تفضي إلى نزيف من
الموضع الذي التصقت به ال يمكن التحكم فيه .فإذا كان يمكن استئصال المكان الذي تلتصق به المشيمة -مثل استئصال قسم من
األمعاء -عندئذ يجب أن يتم استئصال المشيمة بصحبة هذا العضو .ونادًر ا ما يتم تنفيذ ذلك بالفعل حيث ال تتوافر بيانات كافية
عن نجاح هذا اإلجراء ،وكل ما هو متوافر من بيانات حول هذا الموضوع جاء من التقارير التي تم تناقلها ]11[]10[]9[.وعلى الرغم
من ذلك ،تستلزم الغالبية العظمى من حاالت الحمل التي تحدث في تجويف البطن التدخل الطبي قبل ظهور عالمات الحيوية
على الجنين بفترة كافية بسبب إمكانية تعرض األم لخطر النزيف.
الحمل المزدوج:
في حاالت نادرة من الحمل خارج الرحم ،قد توجد بويضتان مخصبتان؛ إحداهما خارج الرحم واألخرى بداخله .وهي الحالة
التي يطلق عليها اسم الحمل المزدوج .وفي هذه الحالة ،عادًة ما يتم اكتشاف الحمل الموجود داخل الرحم بعد اكتشاف الحمل
خارج الرحم .ويحدث ذلك عادًة بسبب األلم الذي ينتج عن الحالة الطبية الطارئة الخاصة بالحمل خارج الرحم .وألن حاالت
الحمل خارج الرحم عادًة ما يتم اكتشافها واستئصالها في فترة مبكرة للغاية من الحمل ،قد ال تستطيع أشعة الموجات فوق
الصوتية أن تعثر على الحمل اإلضافي الموجود داخل الرحم .وعندما تستمر مستويات هرمون hCGأو الجونادوتروبين
المشيمي ( )Human Chorionic Gonadotropinفي االرتفاع بعد استئصال الحمل الذي كان موجوًدا خارج جدار الرحم،
يظل االحتمال قائًم ا بوجود الحيوية في حمل موجود داخل الرحم .وفي العادة يتم اكتشاف ذلك باستخدام أشعة الموجات فوق
الصوتية.
وعلى الرغم من ندرة حدوث هذه الحاالت ،أصبحت حاالت الحمل المزدوج أكثر شيوًعا عن ذي قبل .ويقترب معدل البقاء
الخاص بالجنين الموجود داخل الرحم في هذه الحالة من نسبة .70%
[ ]12
وأوردت التقارير حاالت حمل ناجحة كتب لها االستمرار بعد تعرض الحمل األنبوبي للتمزق عندما انغرست المشيمة فوق
أعضاء التجويف البطني أو على السطح الخارجي للرحم.
يشير استمرار الحمل خارج الرحم إلى استمرار نمو األرومة المغذية حتى بعد التدخل الجراحي الذي يتم الستئصال الحمل
الموجود خارج الرحم .وبعد اتخاذ اإلجراء الطبي المناسب الذي يهدف إلى الحفاظ على قناة فالوب المصابة ،مثل إجراء عملية
استئصال الحمل دون قناة فالوب .وفي نسبة تتراوح ما بين 15%و 20%من الحاالت ،يتم استئصال الجزء األكبر من الحمل
الذي كان قد تكون خارج الرحم ،ولكن قد ينجو بعض نسيج األرومة المغذية من عملية االستئصال ويستمر في النمو نظًرا
النطماره العميق داخل القناة .عندئذ يطرأ ارتفاع جديد على مستويات هرمون hCGنتيجة الستمرار وجود هذا الجزء من
النسيج ]13[.وبعد مرور أسابيع ،قد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض سريرية أخرى تتضمن النزيف .ولهذا السبب ،يجب أن تتم
مراقبة مستويات هرمون hCGبعد استئصال الحمل الذي كان موجوًدا خارج الرحم للتأكد من انخفاض هذه المستويات؛ األمر
الذي يدل على أنه قد تم التخلص من الحمل نهائًيا .كذلك ،يمكن إعطاء المريضة عقار ميثوتركسيت في وقت إجراء الجراحة
كإجراء وقائي.
اإلحساس باأللم في الجزء السفلي من البطن ،وكذلك االلتهاب (وقد يختلط اإلحساس باأللم في حالة الحمل خارج الرحم مع
األلم الشديد في منطقة البطن .كذلك ،يمكن أن يبدو هذا اإلحساس كتقلص شديد)
األلم المصاحب للتبول
اإلحساس باأللم وعدم الشعور بالراحة؛ وعادًة ما تكون هذه األعراض معتدلة في حدتها وقد يؤدي تكون الجسم األصفر على
المبيض -في حالة الحمل العادي -إلى اإلحساس بأعراض شديدة الشبه بهذه األعراض.
حدوث نزيف مهبلي؛ وعادًة ما يكون النزيف معتدًال في شدته .وعادًة ال يكتب االستمرار للحمل المتكون خارج الرحم ،وتتسبب
المستويات المتدنية لهرمون البروجسترون الذي ينتجه الجسم األصفر الموجود على المبيض في انحسار النزيف .وقد ال يمكن
تمييز هذه الحالة عن حالة اإلجهاض المبكر أو عن "النزيف المصاحب النغراس الجنين"؛ وذلك في حاالت الحمل العادية.
اإلحساس باأللم أثناء حركة األمعاء
أما المريضات الالتي تعانين من أعراض متأخرة لحالة الحمل خارج الرحم ،فتكون األعراض النمطية التي تظهر عليهن هي
األلم والنزيف .ويكون هذا النزيف مهبلًيا وداخلًيا ،ويعمل وفًقا الثنين من اآلليات المنفصلة للفيزيولوجيا المرضية:
وعند هذه النقطة ،يكون التشخيص التفريقي بين حاالت اإلجهاض التلقائي والحمل خارج الرحم والمرحلة المبكرة من الحمل
العادي .فإذا كانت نتيجة اختبار الحمل إيجابية يتم استثناء اإلصابة بعدوى في منطقة الحوض ألنه نادًرا ما يحدث حمل في
وجود مرض التهاب الحوض (الذي تتم اإلشارة إليه اختصاًرا بالحروف .)PIDويكون مرض التهاب الحوض هو أكثر
األمراض شيوًعا التي يتم الخلط بين تشخيصها وبين المراحل المبكرة من الحمل خارج الرحم.
اإلحساس باأللم في الجزء األسفل من الظهر وكذلك ألم في البطن أو الحوض.
ألم الكتفين .ويتسبب في ذلك الدم الذي يسير في غير مساره الطبيعي ليأخذ مساره ألعلى إلى التجويف البطني ويثير الحجاب
الحاجز؛ وهي عالمة تنذر بالخطر.
قد يحدث تشنج أو ألم في أحد جوانب الحوض.
وال يكون قد مر على بداية اإلحساس باأللم وقت طويل ،ويعني ذلك أنه يجب التمييز بين األلم الذي يتسبب فيه النزيف الداخلي
وبين ألم الحوض الدوري .وعادًة ما يزداد اإلحساس بهذا األلم سوًءا بمرور الوقت.
قد تتشابه األعراض المصاحبة لحالة الحمل خارج الرحم مع أعراض بعض األمراض األخرى مثل :التهاب الزائدة الدودية،
واضطرابات الجهاز الهضمي األخرى ،والمشكالت الخاصة بالجهاز البولي ،باإلضافة إلى مرض التهاب الحوض وغيرها من
المشكالت الصحية التي يمكن أن تصيب السيدات.
األسباب:
يوجد عدد من عوامل الخطر التي يمكن أن تتسبب في حدوث الحمل خارج الرحم .وعلى الرغم من ذلك -وفي نسبة تتراوح ما
بين الثلث[ ]14والنصف[ ]15من حاالت الحمل خارج الرحم -ال يمكن تحديد عوامل الخطر التي ترتبط بحدوث الحالة .وتشمل
عوامل الخطورة التي ترتبط بحدوث حاالت الحمل خارج الرحم :مرض التهاب الحوض والعقم ،واستخدام موانع الحمل
الرحمية ( ،)intrauterine contraceptive device - IUDواإلصابة باإلندوميترويوزيس (،)endometriosis
والتعرض لمركب الداي إيثيل ستيلبسترول ( ،)diethylstilbestrol - DESوجراحات قناة فالوب ،وجراحات الرحم (ومثال
ذلك :عملية التوسيع والكحت ( )diltion and curettage - D&Cوالتدخين ،والتعرض السابق لحاالت حمل خارج الرحم،
وعملية ربط قناة فالوب.
[ ]16
تقوم األهداب التي تشبه الشعيرات والموجودة على السطح الداخلي لقناتي فالوب بحمل البويضة المخصبة إلى الرحم .وأحياًنا ما
يتم اكتشاف تراجع أعداد أهداب قناة فالوب بعد وجود حالة للحمل خارج الرحم؛ األمر الذي يؤدي إلى وجود افتراض يقول بإنه
من المحتمل أن يؤدي التلف الذي يلحق بالخاليا المهدبة الموجودة داخل قناة فالوب إلى حدوث حالة من الحمل خارج الرحم.
[ ]17
ويرتفع معدل حدوث الحمل خارج الرحم بالنسبة للسيدات المصابات بالمرض المعروف باسم مرض التهاب الحوض ]18[.ويرجع
ذلك إلى تكون نسيج ندبي داخل قناتي فالوب؛ األمر الذي يتسبب في تلف األهداب ]6[.أما إذا تعرضت كلتا القناتين لالنسداد التام،
ولم يتمكن الحيوان المنوي والبويضة من االلتقاء بالصورة المادية الطبيعية .عندئذ ،سيكون تخصيب البويضة بالشكل الطبيعي
أمًرا مستحيًال ولن يحدث أًيا من الحمل الطبيعي أو الحمل خارج الرحم .وقد تؤدي الجراحات التي يتم إجراؤها في قناتي فالوب
لعالج ما بها من أضرار إلى إزالة الحماية التي توفرها األهداب داخل هاتين القناتين وبالتالي تزيد احتمالية حدوث الحمل خارج
الرحم[بحاجة لمصدر] .أما االلتصاقات الرحمية (التي تتم اإلشارة إليها اختصاًرا بالحروف )IUAوالمصاحبة لوجود متالزمة أشرمان،
فيمكن أن تؤدي إلى حدوث الحمل المنتبذ في عنق الرحم أو إلى حدوث الحمل المنتبذ األنبوبي إذا أدت هذه االلتصاقات إلى سد
طريق الوصول إلى قناتي فالوب عبر الفوهة الخاصة بهما بشكل جزئي ]21[]20[]19[.وعادًة ما تنتج اإلصابة بمتالزمة أشرمان عن
الجراحات التي يتم إجراؤها في الرحم ،وتكون أكثر حاالت اإلصابة بها شيوًعا هي الحاالت التي تعقب عملية التوسيع والكحت.
[ ]19أما السل الذي يمكن أن يصيب كل من بطانة الرحم والحوض واألعضاء التناسلية -والذي يمكن اعتباره سبًبا آخر لإلصابة
بمتالزمة أشرمان -فيمكن أن يؤدي أيًض ا إلى حدوث حمل خارج الرحم ألن هذا النوع من العدوى قد يؤدي إلى حدوث
التصاقات في قناة فالوب باإلضافة إلى االلتصاقات الرحمية.
[ ]22
ويجعل ربط قناة فالوب السيدة التي تتعرض لهذا اإلجراء أكثر عرضة لحدوث الحمل خارج الرحم .وتكون نسبة سبعين بالمائة
من حاالت الحمل التي تحدث بعد التعرض لعملية كي قناة فالوب من حاالت الحمل خارج الرحم بينما تكون نسبة 70%من
حاالت الحمل التي تعقب غلق قناة فالوب باستخدام مشبك أو حلقة من حاالت الحمل داخل الرحم[بحاجة لمصدر] .وتحمل عملية عكس
التعقيم األنبوبي (عكس الربط األنبوبي) في طياتها مخاطرة بحدوث حمل خارج الرحم .وتزداد فرصة حدوث ذلك في حالة
استخدام أساليب لربط قناتي فالوب تتسبب في حدوث تلف أكبر للقناتين (مثل :كي قناتي فالوب واالستئصال الجزئي لهما) وذلك
في حالة المقارنة مع األساليب التي تلحق تلًفا أقل بالقناتين (مثل :استخدام حلقة أو مشبك حول قناة فالوب لغلقها) .وتزداد
احتمالية حدوث حالة الحمل خارج الرحم مستقبًال بالنسبة للسيدات الالتي تعرضن سابًقا لمثل هذه الحالة ،وذلك بنسبة .10%
[ ]6
وال تقل هذه النسبة بعد استئصال القناة المصابة ،حتى وإن بدت القناة األخرى في حالة طبيعية .وتعتبر أفضل األساليب
لتشخيص هذه الحالة هي إجراء فحص مبكر باستخدام أشعة الموجات فوق الصوتية.
على الرغم من أن بعض الدراسات قد أظهرت أن السيدات تصبحن أكثر عرضة لخطر حدوث الحمل خارج الرحم مع تقدم
العمر ،يسود اعتقاد بأن العمر ما هو إال عامل متغير يمكن أن يكون بديًال لغيره من عوامل الخطر .كذلك ،لوحظ أن التدخين
يرتبط بخطر التعرض لحدوث الحمل خارج الرحم .أما استخدام الدش المهبلي ،فيسود اعتقاد لدى البعض بأن استخدامه يزيد
من فرص حدوث الحمل خارج الرحم ]6[.أما اإلناث الالتي تعرضن الستخدام مركب الداي إيثيل ستيلبسترول وهن في أرحام
أمهاتهن؛ (والالتي تعرفن باسم "بنات داي إيثيل ستيلبسترول") فهن أكثر عرضة لإلصابة بحالة الحمل خارج الرحم ،وذلك
بمعدل يصل إلى ثالثة أضعاف غيرهن من اإلناث الالتي لم تتعرضن لهذا المركب[.بحاجة لمصدر] ويعتقد أن التكون المرضي لمركب
أحادي أكسيد النيتروجين الذي يتم بزيادة إفراز اإلنزيم المعروف باسم iNOSيقلل من حركات أهداب قناة فالوب ويهدئ من
انقباضات العضالت فيها؛ األمر الذي يؤثر سلًبا على عملية نقل الجنين وبالتالي قد يؤدي إلى حدوث الحمل خارج الرحم.
[ ]23
التشخيص:
يجب التفكير في احتمال حدوث حمل خارج الرحم بالنسبة ألية سيدة تكون نتيجة إجراء اختبار الحمل إيجابية بالنسبة لها بينما
تعاني من األلم في منطقة البطن أو النزيف المهبلي .أما أشعة الموجات فوق الصوتية التي تظهر كيس جنيني يحتوي على قلب
الجنين داخل قناة فالوب فهي الدليل الواضح على وجود حالة للحمل خارج الرحم.
أما االرتفاع غير الطبيعي لمستويات هرمون ( β-hCGهرمون الجونادوتروبين المشيمي البشري من النوع بيتا) ،فقد يشير إلى
وجود حمل خارج الرحم .تكون بداية تمييز حدوث حمل رحمي هي وجود هرمون β-hCGبكمية تقترب من 1500وحدة
دولية في كل ملليجرام من الدم .ويفسح الفحص باستخدام أشعة الموجات فوق الصوتية عبر المهبل عالية الدقة الذي لم يظهر
وجود حالة حمل رحمي مجاًال واسًعا الفتراض وجود حالة حمل خارج الرحم ،إذا وصل هرمون β-hCGإلى القيمة المشار
إليها آنًفا .وقد يكون الرحم الذي يخلو من وجود أي جنين باإلضافة إلى ارتفاع مستوى هرمون β-hCGعن 1500وحدة دولية
في كل ملليجرام من الدم دليًال على وجود حالة الحمل خارج الرحم ،وذلك على الرغم من أن سبب الحالة قد يرجع إلى وجود
حمل رحمي صغير الحجم إلى درجة ال يمكن أن تكتشفها أشعة الموجات فوق الصوتية .فإذا لم يتم التأكد من تشخيص الحالة ،قد
يكون من الضروري االنتظار لبضعة أيام قبل تكرار قياس مستوى الهرمون في الدم .ويمكن القيام بذلك إذا تم قياس مستوى
الهرمون β-hCGبعد مرور 48ساعة تقريًبا ثم تكرار إجراء أشعة الموجات فوق الصوتية .فإذا تراجع مستوى الهرمون β-
hCGبتكرار القياس ،فإن ذلك قد يكون دليًال قوًيا على حدوث إجهاض تلقائي أو تمزق رحمي.
ويمكن -أيًض ا -عمل منظار البطن أو عملية فتح البطن جراحًيا للتأكد بصرًيا من تحقق حالة الحمل خارج الرحم .وعادًة ما
يكون من الصعب العثور على النسيج المتخلف عن الحمل في حالة حدوث اإلجهاض األنبوبي أو التمزق األنبوبي .ونادًرا ما
تظهر قناة فالوب بشكل طبيعي أثناء عمل منظار البطن في المراحل األولى من الحمل خارج الرحم.
أما عملية بزل الردبة المستقيمية الرحمية ( )Culdocentesisوهي تلك العملية التي يتم فيها سحب سائل من الحيز الذي يفصل
بين المهبل والمستقيم ،فهي من عمليات الفحص األقل شيوًعا من ناحية التطبيق .ويمكن استخدامها للتأكد من وجود نزيف
داخلي .وفي هذا االختبار ،يتم إدخال إبرة في المساحة الموجودة في أعلى جزء من المهبل في المنطقة الواقعة خلف الرحم
وأمام المستقيم .وقد يكون أي دم أو سائل موجود في هذه المنطقة نتاًج ا لحمل خارج الرحم تعرض للتمزق.
ويمكن أن تشير العالمة المعروفة باسم عالمة كولين ( ظهور كدمات سطحية في النسيج الدهني الموجود تحت الجلد حول منطقة
السرة) إلى حدوث حالة تمزق لحمل خارج الرحم.
العالج:
العالج باستخدام العقاقير:
يمكن اعتبار العالج المبكر للحمل خارج الرحم باستخدام عقار ميثوتركسيت بديًال قابًال للتطبيق للعالج بالتدخل الجراحي[ ]24منذ
عام - 1993على األقل ]25[.فإذا تم استخدام هذا العقار في مرحلة مبكرة من الحمل ،فإنه يعمل على إنهاء عملية نمو الجنين الذي
ال يزال في طور التكوين؛ وهو أمر قد يؤدي إلى اإلجهاض أو إلى أن يقوم جسم السيدة بامتصاص األنسجة المتخلفة عن الجنين
أو يقوم بطردها مع الدورة الشهرية.
إذا كان النزيف قد حدث بالفعل ،قد يكون من الضروري اللجوء للتدخل الجراحي لعالج الحالة .وعلى الرغم من ذلك ،يكون
قرار اللجوء للتدخل الجراحي قراًر ا يصعب اتخاذه في حالة المريضات من ذوات الحالة المستقرة الالتي بالكاد يظهر في فحص
األشعة بالموجات فوق الصوتية الخاص بهن تجلط دموي.
[بحاجة لمصدر]
ويستخدم الجراحون منظار البطن أو عملية فتح البطن جراحًيا ليتمكنوا من الوصول إلى الحوض والقيام بأحد إجرائين :أولهما
شق قناة فالوب المصابة واستئصال الحمل فقط من داخلها دون استئصال القناة (استئصال الحمل مع فتح فوهة لقناة فالوب) .أما
اإلجراء الثاني ،فهو استئصال قناة فالوب المصابة مع الحمل الموجود بداخلها (استئصال الحمل مع قناة فالوب) .وتعتبر أولى
الجراحات الناجحة للتعامل مع حالة الحمل خارج الرحم هي الجراحة التي قام بإجرائها الطبيب الرائد في طب النساء روبرت
لوسون تيت وذلك في عام .1883
[ ]26
المضاعفات:
تعتبر أكثر مضاعفات الحمل خارج الرحم شيوًعا هي حدوث تمزق مصاحب لنزيف داخلي؛ األمر الذي يمكن أن يؤدي لحدوث
صدمة دموية .ومن النادر أن تفقد المريضة حياتها نتيجة لحدوث التمزق؛ وخاصًة بالنسبة للسيدات الالتي تتوافر لهن سبل
العناية الطبية الحديثة .ويصيب العقم نسبة تتراوح ما بين 10%و 15%من السيدات الالتي تتعرضن لتجربة الحمل خارج
الرحم.
يعتمد مستقبل خصوبة السيدة التي تعرضت لتجربة الحمل خارج الرحم على عدة عوامل .وأهم هذه العوامل هو التاريخ السابق
لها فيما يختص بمسألة العقم ]27[.ويلعب الخيار الخاص بأسلوب عالج الحالة -سواًء أكان الخيار باللجوء إلى التدخل الجراحي أو
عدم اللجوء إليه -دوره المهم في هذا الصدد .فعلى سبيل المثال ،قد تكون فرصة حدوث الحمل الرحمي أعلى بعد استخدام عقار
الميثوتركسيت في حالة المقارنة مع الحاالت التي يتم اللجوء فيها للتدخل الجراحي ]28[.وقد تصبح م:ات الخصوبة أعلى في حالة
استئصال الحمل مع فتح فوهة لقناة فالوب عنها في حالة استئصال الحمل مع قناة فالوب.
[ ]28
ففي التاسع عشر من أبريل من عام ،2008وضعت سيدة إنجليزية في السابعة والثالثين من عمرها تدعى جين جونز مولودها
بعدما اجتازت تجربتها لحمل خارج الرحم ملتصًقا بالثرب -وهو النسيج الدهني الذي يغطي سطح األمعاء الغليظة .وقد وضعت
حملها بعد إجراء عملية فتح البطن جراحًيا في األسبوع الثامن والعشرين من بداية الحمل .ونجحت هذه الجراحة -التي تعتبر
األولى من نوعها التي يتم إجراؤها في المملكة المتحدة -ونجت األم وولداها كالهما.
[ ]29
أما في التاسع والعشرين من شهر مايو من عام ،2008وضعت األسترالية - Meera Thangarajahالتي كانت تبلغ الرابعة
والثالثين في ذلك الوقت -وليدها بعدما اجتازت فترة حملها الذي كان داخل المبيض .وأثمرت والدة التمام القيصرية التي تم
إجراؤها لألم عن طفلة مكتملة الصحة تزن ستة أرطال وثالث أوقيات (أي ما يعادل 2.8كيلو جرام) تدعى .Durgaولم
تتعرض األم ألي نوع من أنواع المشكالت أو المضاعفات خالل فترة حملها التي استغرقت ثمانية وثالثين أسبوًعا.
[ ]31 []30
أما حالة الشقيقات الثالثة أوليفيا وماري ورونان ،فقد كانت لجنين واحد خارج الرحم (رونان) وتوأم ثنائي داخل الرحم .ونجت
ًال [ ]32
الشقيقات الثالثة جميعهن .وقد تم إخراج التوأم الثنائي من داخل الرحم أو .