Professional Documents
Culture Documents
المال المرهون 2
المال المرهون 2
المال المرهون 2
الشيء المرهون هو محل الرهن الحيازي ومن خالل نص المادة 787من القانون
المدني بقولها «ال يكون محال للرهن الحيازي إال ما يمكن بيعه استقالل بالمزاد العلني من
منقول وعقار» .1ويالحظ من هذا النص أن المشرع الجزائري اقتصر على ذكر شرطين وهما
أن يكون المحل عقا ار أو منقوال ،وأن يجوز بيعه بصفة مستقلة ،إال أن الفقه أضاف شروط
أخرى.
الفرع األول :شروط الواجب توفرها في المال المرهون.
المال المرهون رهنا حيازيا يكون محله إما عقا ار أو منقوال أو على الديون ويجب توفر
فيه شروط هي:
أوال :يجب أن يكون المال المرهون قابال للتعامل
يشترط في الرهن أن يكون من األشياء الداخلة في التعامل ،أي األشياء التي يجوز بيعها
2
،والمعنى في ورهنها ،ألن الرهن قد يقضي ببيع المرهون إذا امتنع المدين على الوفاء بدينه
ذلك أن ال يكون خارجا من دائرة التعامل بحكم القانون طبقا للمادة 682من القانون المدني،
وتبعا لذلك ال يجوز رهن األمالك الوطنية العمومية أو األمالك الوطنية الخاصة أو األمالك
الوقفية أو األمالك الخاصة أو حتى الحقوق التقاعدية ،ألنه ال يمكن التصرف 3فيها ،وال يمكن
رهن األشياء التي اشترط فيها عدم التصرف ،ومن أمثلة ذلك:
_0األمالك الوطنية العمومية:
نصت المادة 12من القانون 2070المؤرخ في 1770 /12/01المتضمن األمالك
الوطنية أنه ال يمكن أن تكون موضوع تمليك خاص أو موضوع حقوق تمليكية ،باعتبارها من
-1األمر رقم 88-98المؤرخ في 1798-07-26المتضمن القانون المدني ،و تقابلها المادة 1079من القانون المدني
المصري.
-2القاضي حسين عبد اللطيف حمدان ،المرجع السابق ،ص.77
-3محمد وحيد الدين سوار ،المرجع السابق ،ص .171
المال العام ،وال يمكن الحجز عليها طبقا للمادة 08من القانون 2070وبالتالي ال يمكن توقيع
الرهن عليها. 1
_ 9األمالك الوطنية الخاصة:
عرف المشرع األمالك الوطنية في القانون20 /70بأنها األمالك الوطنية الخاصة التي
ال تدخل ضمن األمالك العمومية ،غير أن المادة 87من ذات القانون نصت على أن األمالك
الوطنية الخاصة يمكن بيعها بعد إلغاء التخصيص وبالتالي يمكن توقيع الرهن
عليها ،وهو ما نجده في نص المادة 16من المرسوم التنفيذي رقم 29278أنه يمكن الصاحب
االمتياز توقيع رهن على حق االمتياز الممنوح له كضمان للقرض وذلك لتسهيل تمويل المشروع
المراد إقامته على القطعة األرضية وتشجيعا لعملية االستصالح.2
.3األمالك الوقفية:
لقد عرفتها المادة 212من قانون األسرة و المادة 02من قانون األمالك الوقفية ،وهي
األمالك العقارية التي يحبسها مالكها عن التملك على وجه التأبيد و التصديق بالمنفعة على
الفقراء والمساكين ،وطبقا للقاعدة العامة أنه ال يجوز التصرف في أصل الملك الوقفي وهو ما
جاءت به المادة 22من قانون األوقاف << ال يجوز التصرف في أصل الملك الوقفي المنتفع
به بأية صفة من صفات التصرف سواء بيع أو هبة أو تنازل أو غيرها >>....وعليه يفهم من
النص أنه ال يمكن توقيع الرهن على الملك الوقفي ،إال أنه جاء االستثناء على األصل من
3
التي أقرت بمنح إجازة للموقوف عليه في جعل حصته خالل المادة 21من نفس القانون
ضمانا لدينه حيث يمكن الحجز و التنفيذ ،و مقصود باإلجازة التصرف تتعلق بالمنفعة دون
-1رمول خالد ،اإلطار القانوني و التنظيمي ألمالك الوقف في الجزائر ،الطبعة الثانية ،دار هوامة ،الجزائر ،2006 ،صل
28
-2محمد وحيد الدين سوار ،المرجع السابق ،ص .171
-3القاضي حسين عبد اللطيف ،المرجع السابق ،ص 100
-4محمد سوار ،المرجع السابق ،ص 172
-5همام محمد محمود زهران ،المرجع السابق ،ص 282
1086وكذلك لو كانت األشياء المرهونة بضاعة موجودة في مخزن ،فإن تسليمها إلى المرتهن
يكون بتسليمه مفتاح هذا المخزن.1
رابعا :يجب أن يكون المال المرهون معينا
طبقا للمادة 78من القانون المدني الجزائري «إذ لم يكن محل االلتزام معينا بذاته وجب
أن يكون معينا بنوعه ومقداره واال كان باطال.
ويكفي أن يكون المحل معينا بنوعه فقط إذا تضمن العقد ما يستطاع به تعين مقداره،
واذا لم يتفق المتعاقدان على درجة الشيء من حيث جودته ولم يمكن تبين ذلك من العرف أو
من أي طرف آخر ،التزم المدين بتسلم الشيء من صنف متوسط».2
إذ يشترط في محل العقد بوجه عام أن يكون معينا فإن لم يكن معينا بذاته وجب أن
يكون معينا بنوعه ومقداره واال كان باطال ،و يكفي أن يكون المحل معينا بنوعه فقط إذا تضمن
العقد ما يستطاع به تعيين مقداره ،ونظ ار ألن اإلرادة التشريعية لم تحل في المادة 780من
القانون المدني الجزائري إلى المادة 886من القانون المدني الجزائري الواردة في الرهن
الرسمي ،لذا نرى أنه يكفي في الرهن الحيازي تطبيق القواعد العامة في تعيين المحل بتلك
القواعد الواردة في المادة 78من المجموعة المدنية ،فيكفي أن يكون المحل معينا تعيينا نافيا
للجهالة بأن يكون معينا بالذات أو معينا بالنوع مع ذكر مقداره ،أو قابال للتعيين.3
خامسا :أن يكون المال المرهون موجودا وقت الرهن
يجب أن يكون المرهون موجودا وقت الرهن ،فرهن األشياء المستقبلية رهنا حيازيا باطال
بطالنا مطلقا ،طبقا إلى نص المادة 72من القانون المدني الجزائري بقولها «يجوز أن يكون
محل االلتزام شيئا مستقال ومحققا.