Professional Documents
Culture Documents
5 تعلّميّة المواد
5 تعلّميّة المواد
5 تعلّميّة المواد
تؤكد على أهمية التعلُّم الذي يقوم به األطفال داخل الفصل -
تجعل ال َّتعليم في خدمة التعلُّم -
هو المثلث الذي يسمح بتبيان العالقة بين المعلم و التلميذ و المعرفة ،و هو عبارة عن تشكيلة
مكونة من ثالث عالقات هي :
عالقة بين المعلم و المتعلم :يركز على النشاط التعليمي الموكل للمعلم. -
عالقة بين المعلم و المعرفة :الذي يجسد مبادراته في عملية تحضير و هيكلة الدرس من طرف< -
المعلم.
عالقة بين المعرفة و المتعلم :يركز على عملية التعلم عند التلميذ. -
224
الوضعية التعلمية التعليميةـ : .2
تمتاز الوضعية التعلمية التعليمية بأنها تمازج بين التعليم والتعلم< وتراوح بينهما :
* التعلُّم :مجموع التمشيات والعمليات التي يق<وم به<ا الف<رد في ظ<روف معين<ة قص<د اكتس<اب م<ؤهالت
جديدة (معارف -مواقف -مهارات)
* التعليم :مجموع العمليات ال<تي يوفره<ا< الوس<ط ال<<تربوي (المعلم<ون -األولي<<اء -المؤسس<<ة التربوي<<ة)
بقصد تسهيل التعلم الذي يقوم به األطفال.
هذا التقسيم منهجي ،وإال ففي الواقع تتالزم عمليتا التعليم والتعلم داخل الوضعيات التربوية المختلفة.
يهتم بالتحوالت التي تطرأ على المعرفة العلمية حتى تصبح صالحة للتعلّم:
225
العقد التعلّمي التعليمي : .4
هو مجموعة العالقات التي تح ّدد بصفة صريحة في بعض الحاالت وبصفة ضمنية في أغلبها م<<ا
هو مطلوب من ك ّل من المعلّم والمتعلم< خالل حصة تعلمية تعليمية معينة.
ال ب ّد من * :إخراج بنود هذا العقد من المستوى الضمني< إلى المستوى الصريح:
ال يأتي التالميذ إلى القسم "صفحة بيضاء" بل يأتون بنظ<<ام< متكام<<ل من التص<<ورات يفس<<رون ب<<ه
العالم وظواهره.
ال ب ّد من إعانة التالميذ على تمرير< تصوّ راتهم< من الضمني< إلى الصريحبقاء هذه التص<<ورات< في
المستوى< الضمني من شأنه أن يعرقل امتالك المعرفة العلمية من طرف المتعلمين
226
الوضعية المشكل : .8
هي وضعية تعلمية تعليمية منظمة بحيث ال يستطيع< المتعلّم ح<<ل المش<<كل المط<<روح< فيه<<ا بمج<<رد<
تكرار تطبيقات ألفكار أو لمهارات مكتسبة.
227
تتمث<<ل الق<<راءة في اس<<تثمار معلوم<<ات بص<<رية م<<أخوذة من س<<ند مكت<<وب به<<دف الفهم .والق<<راءة
الخبيرة مقارنة بمرحلة تعلمها هي نشاط ذهني مركب يهدف إلى تحويل المعلومات اللسانية إلى صورتها<
النهائية و المتمثلة في فهم النص المقروء.
النظريات التقليدية المعرفة للقراءة على أنها تهجئة وفك رموز: .1
تنطلق هذه الطرق من المسلمة القائلة بأن القراءة تقوم أساس<ا على الرب<ط بين الرم<ز المكت<وب و
الص<<وت المواف<ق< ل<<ه ،و أن عملي<<ة التص<<ويت< تتم بتجمي<<ع األص<<وات إلى بعض<<ها< البعض ل<<ذلك ف<<أن تعلم
القراءة وفق هذه الطرق يتم من الحرف إلى المقطع إلى الكلمة أي من البسيط إلى الم<<ركب و من السهـل
إلى الصعب و نجد هذا التوجه في تصور< القراءة وكيفية تعليمها صدى لدى الب<<احث الفرنس <ي< Marrou
الذي يقول في هذا اإلطار "يسير التعليم من البسيط إلى المركب و من السهل 1948 Henri Iréné
إلى الصعب ...لذلك يجب أن نبدأ في تعلم القراءة بتعلم الحروف ثم المقاطع ثم الكلمات منعزلة ثم الجمل
و أخيرا النصوص"
فمنذ القديم يبدأ األطفال في تعلم الحروف الهجائية منغمة ثم يتعلمون مختلف المق<<اطع ليم<<روا في
مرحلة ثالثة إلى تعلم قراءة النصوص المتدرج<<ة في ع<<دد الجم<<ل و المع<<اني .وتتم الق<<راءة دائم<<ا في ه<<ذا
اإلطار جهرية ألنها تتمثل في إطار هذا التصور تمرينا ض<<روريا إليج<<اد التمفص<<ل المناس<<ب بين الرم<<ز
والصوت< المناسب له .
228
الطرق اللسانية في تعلم القراءة : .2
وهي طرق جدي<<دة مقارن<ة ب<الطرق< التحليلي<ة ظه<<رت خالل الس<<تينات من الق<<رن العش<رين ت<أثرا
باللسانيات الهيكلية و قد تأثرت هذه الطرق بالمعارف< اللغوية الجديدة في مظهريها< الش<فوي والكت<ابي< بم<ا
مكنها من تجاوز التصور< الذي تقوم عليه الطرق التقليدية القائمة على التحليل.
إن المتأمل في مختلف الطرق التقليدية في تعلم القراءة يالحظ تركيزه<<ا على التص<<ويت كمرحل<<ة
أساسية للتعلم فالتصويت يمثل في هذا التوجه المجه<<ود األك<<بر ال<<ذي يجب أن يق<<وم ب<<ه المتعلم و اعتم<<ادا
على ذلك تع<رف< الق<راءة على أنه<ا الق<درة على ف<ك الرم<وز< و التهجئ<ة و التص<ويت و ح<تى المجلوب<ات
اللسانية لم تكن صالحة إال إلعادة تجديد نظرية قديمة تعتمد التصويت.
النظريات الحديثة لتعلم القراءة و المؤكدة على بناء المعنى : .2
تعرف النظريات< الحديثة الفعل القرائي باالعتماد على مالحظة القارئ الخبير الذي يمكن اعتباره
نموذجا< يمكن دراسته لتحديد الكفايات الواجب امتالكها من قبل القارئ المبتدئ.
لقد تأثر أول المنظرين المحدثين و المهتمين بالقراءة بالنظري<<ة القش<<طلتية ( أو بعلم نفس الش<<كل)
التي يصفها Edouard Claprèdeبالنظرية التي تعتبر الظواهر المركبة ال مج<<رد تجمي<<ع للعناص<<ر
التي يجب أن تعزل و تحدد و تحلل بل هي مجموع عناصر تؤلف وحدات مستقلة تتميز بتماسك داخلي و
عالقات منظمة لها ...
لقد كان الباحث التربوي< Ovide Decrolyسنة 1901يعتمد بي<<داغوجيا جدي<<دة تتأس<<س على
النشاط الشامل ال<ذي يعت<بره الجس<ر الراب<<ط بين النش<<اط الحدس<ي و النش<اط ال<<ذهني ال<<ذكي و تتم<<يز ه<ذه
البيداغوجيا الجديدة بطابع عام حيث يمكن تطبيقها في كل األنشطة بما في ذلك القراءة .
وتتمثل الطريقة الشاملة لتعلم القراءة كما يقترحها Ovide Decrolyفي عرض جمل مكتوبة
في قصاص<<ات< تس<<تجيب لحاج<<ات التالمي<<ذ بم<<ا يس<<هل حفظه<<ا بص<<فة ش<<املة .ذل<<ك أن اإلدراك البص<<ري
للكلمات المعروضة هو الذي يمكن القارئ من بلوغ معنى المكتوب ,ويرى هذا الباحث أن ه<<ذه المرحل<<ة
229
الشاملة يجب أن تدوم عدة أسابيع أو أشهر حتى يتمكن المتعلمون بصفة مرنة و حس<<ب نس<<ق تعلمهم من
تحليل المقروء ,لذلك فان مرحلة التحليل ال تدرس بصفة آلية ب<ل ت<أتي مباش<رة بع<د التحق<ق من اإلدراك
الشامل للجمل المقروءة و في هذا اإلطار يؤكد Robert Dottrensأن العمل التحليلي يبقى ضروريا<
و يجب أن يفضي إلى بناء جداول مقاطع و انجاز تمارين لغوية .
وتعتبر< جل الدراسات النقدية اليوم أن الطريقة الشاملة كانت منطلق< الطريقة المزدوج<<ة المعتم<<دة
اليوم والمنتشرة في أقسامنا< كما كانت أيضا سببا مباشرا الختالالت القراءة.
النظريات الجديدة التي تعرف القراءة على أنها إنتاج للمعنى : .2
لقد ظهرت هذه النظريات خالل السبعينات مت<أثرة بمجلوب<ات علم النفس اللس<اني فأك<<دت المكان<ة
الهامة التي يحظى بها المتعلم فكم<<ا يتعلم الطف<<ل و ه<<و يتكلم م<<دفوعا فق<<ط بالحاج<<ة إلى التواص<<ل و دون
التحكم في القواعد اللغوية المنظمة إلنت<<اج الكالم فان<<ه يتعلم الق<<راءة أيض<<ا و ه<<و يق<<رأ ليبحث عن مع<<اني
يخفيها النص المكتوب داخل المجلة أو الكتاب.
بعض التعريف<<ات ال<<تي تؤك<<د على أن الق<<راءة نش<<اط< ذه<<ني يق<<وم ب<<ه الق<<ارئ ليب<<ني مع<<اني من
المكتوب:
تعريف< " : Louis Legrandالقراءة تعني بلوغ فكر اآلخر باالعتماد فقط على موارد القارئ
نفسه "
تعريف< " : François Richaudeauالقراءة تعني القدرة على إنتاج المعنى ".
تعريف< ": Faucombertالقراءة نشاط إدراكي يؤدي بالقارئ إلى إعطاء معاني للنص
المقروء وذلك بالجمع بين هذه المعاني و التجارب الشخصية للقارئ و الرموز المكتوبة المدركة
بهدف تخزين ذكرى النص المقروء في شكل انطباع أو حكم أو أفكار"
فالقراءة تعني في كل األحوال أخذ معلومات من سند مكتوب و ما يختلف من وضعية قرائي<<ة إلى
أخرى هو ما نفعله بتلك المعلومات و ما يصل إليه القارئ من تأويالت "...القراءة نشاط ذهني ذو معنى
ألنه يندرج ضمن مشروع< قرائي< خاص بالقارئ " و يالحظ المتأمل في كل هذه التعريف<<ات اش<<تراكها في
اعتبار القراءة نش<<اطا ذهني<<ا يق<<وم على اإلدراك و يه<<دف إلى بن<<اء مع<<نى النص<<وص المق<<روءة في إط<<ار
مشاريع< قرائية يبنيها القارئ نفسه .
230
تقوم القراءة على فعل إدراكي تؤمنه عين القارئ من خالل مسح بصري من اليمين إلى اليسار و
من األعلى إلى أسفل مع تكرار العودة إلى ال<<وراء في م<<رات متتالي<<ة و ال تق<<وم العين خالل ه<<ذه العملي<<ة
بقراءة كل الحروف بل يتثبت البصر في محطات مح<ددة ع<ادة م<ا يختاره<ا الق<ارئ و ذل<ك لـ " :إدراك
مجموعة من الرموز تكون أكثر أو اق<ل من الكلم<<ات و ال تك<ون بالض<<رورة مس<<اوية له<ا " .و باالعتم<<اد
على هذه الرموز و مجموعة أخرى من المؤشرات يتم إنتاج أص<<وات و مع<<اني :مع<<اني أراد الك<<اتب أن
يبلغها و معاني يصل إليها القارئ من خالل تأويله للكلمات المقروءة .
ويلخص " "Georges Belbenoitهذه التعريفات المعاص<<رة للق<<راءة بقول<<ه "ك<<ل ق<راءة هي
بحث نشيط عن معنى قد يختلف باختالف سن القارئ و ثقافته كما تتمث<<ل الق<<راءة أيض<<ا في إدراك مع<<نى
واحد وهو المعنى الذي أراد الكاتب أن يبلغه من خالل نصه .وه<<ذا م<<ا يجع<<ل الق<<راءة فعال تواص<<ليا م<<ع
اآلخر فالقراءة بناء نشيط للمعنى يتم من خالل وضع فرض<<يات و التثبت منه<<ا لبن<<اء إدراك موض<<وعي :
كل هذه األنشطة تؤلف< الفعل القرائي.
ال يمكن للفرد أن يقرأ نص<<ا و يفهم<ه إال إذا ك<<انت ل<ه رغب<<ة في الق<<راءة وتمكن من ترجم<<ة ه<<ذه
الرغبة إلى أسئلة و توقعات< منظمة في مشروع متكامل من ناحية أخرى.
وهو تمش ذه<<ني ال يوظ<ف< فق<ط في الفع<<ل الق<<رائي ب<ل في ك<<ل تمش<يات التعلم ال<<تي يك<<ون فيه<<ا
المتعلم في حالة بناء نشيط ’ فلكي نجعل القارئ نشيطا ذهني<<ا يجب أن ندرب<<ه على ص<<ياغة الفرض<<يات و
مساءلة النص قبل االنطالق< في القراءة الخطية.
وهو أساس كل قراءة أصيلة فالقارئ يستبق المعنى باالعتماد على بعض الكلمات التي تم خزنه<<ا
و توقع معاني الكلمات غير المقروءة باالعتماد على السياق و على طبيع<<ة الكلم<<ات األخ<<يرة المق<<روءة و
على اكتشاف المقروء ’ فالقراءة بهذا تعني التثبت من س<<المة االس<<تباق و يع<<ني االس<<تباق< حينئ<<ذ التمش<<ي
231
الم<<ركب ال<<ذي يأخ<<ذ بعين االعتب<<ار ثقاف<<ة الق<<ارئ و التحكم في اللغ<<ة و في أبعاده<<ا المعجمي<<ة و النحوي<<ة
والداللية و األسلوبية.
232
التثبت من المعاني التي تم استباقها :
ويتم ذلك باالستناد إلى المؤشرات< المختلفة المرصودة من النص سواء كانت ذات بعد معجمي أو
نحوي أو داللي:
الصورة الكاملة للكلمة التي تم تخزينها و التي يمكن التعرف إليها بسياقها< أو دونه -
نمط النص المتمثل في شكله و كلماته و أسلوب كتابته و عالمات تنقيطه. -
المؤشرات< و العالقات النحوية بين مفردات النص. -
233
إن المهارات اللغوي<<ة تتمث<<ل في ج<<انبين أولهم<<ا مه<<ارات االس<<تقبال و ثانيهم<ا< مه<<ارات اإلرس<<ال
يضاف< إلى ذلك مهارات القراءة واإلنتاج الكتابي .والبدء بتعلم التواصل الشفوي يساير مراحل مرت به<<ا
المجتمعات البشرية فالطفل يفهم األلفاظ قبل أن ينطق بها ويأتي< الكالم ثاني<ا ' ف<القراءة والكتاب<ة ' من ه<ذا
المنط<<ق ليس غريب<<ا أن ت<<ولي ال<<برامج الرس<<مية الحديث<<ة ك<<ل ه<<ذه األهمي<<ة لتعليمي<<ة التواص<<ل الش<<فوي
باعتبارها ركيزة أساسية في نجاح العملية التعلمية التعليمية .
"هو عملية السيرورات التي يمكن بموجبها< تبادل المعلومات و المعاني و الدالالت بين أشخاص
في وضعية محددة فالتواصل هو فعل اجتماعي يتحدد داخل ظاهرة التفاعل و كل تواصل إنما هو تفاعل
انه ظاهرة حركية ديناميكية محدثة لتغيرات" .
فالتواصل هو إذا تفاع<ل مباش<ر و مقص<ود أو غ<ير مقص<ود لم<دلوالت بين األف<راد و يمث<ل أح<د
العناصر< األساسية المعقدة للحياة االجتماعية التي تجع<<ل التفاع<<ل بين األف<<راد ممكن<<ا و من أهم خاص<<يات
التواصل حسب "دنيال القاش "D.Lagacheالتبادل الذي يوجد< العالقات اإلنسانية.
234
يمكن أن يصبح الباث متقبال و المتقبل باثا لذلك يمكن اعتبارهما< طرفي وضعية التواصل
قناة التواصل :هي لغة مشتركة يمتلكها كل من الباث و المتقبل تحمل الرسالة بينهما -
الرسالة اللغوية :يقوم الباث بتوجيه رسالة نحو المتقب<<ل ,و في<<ه محت<<وى< كالمي ع<<بر نظ<<ام من -
الرموز< المشتركة كليا و جزئيا ,يطلق عليه االصطالح و هو مجموعة عالم<<ات و إش<<ارات له<<ا
مدلول متفق عليه و ذلك قصد< حسن أداء الرسالة.
ويالح <ظ< "ك<<والي" أن ح<<دوث التواص<<ل الحقيقي من الب<<اث و المتقب<<ل في وض<<عيات< التواص <ل<
الطبيعية يتوقف< على توفر< الشروط التالية :
قيام عالقة جدلية بين الباث و المتقبل أي إمكانية أن يصبح المتقبل باثا والباث متقبال .
وج<<ود< نم<<ط مش<<ترك< بين الب<<اث والمتقب<<ل (نفس اللغ<<ة,نفس المس<<توى في معرف<<ة اللغ<<ة ,نفس
السجل )..و من البديهي انه كلما ك<بر مج<ال التق<اطع بين الب<اث والمتقب<ل كلم<ا حص<ل التواص<ل
وتعمق< .
انعدام المؤثرات الخارجية المؤثرة سلبا في مرور الرسالة من الباث إلى المتقبل .
وجود< إطار مرجعي موحد بين الباث و المتقبل ,ذل<<ك ان عملي<<ة التنمي<<ط codageال<<تي يق<<وم
بها الباث تعتمد على إطار مرجعي< من المستحسن معرفته من قبل المتقب<<ل إذا ه<<و أراد ف<<ك نم<<ط
الرسالة المتقبلة بطريقة سليمة.
توليد الدافع وإيجاد الحافز للتعبير ،وذلك من خالل خل<<ق أنش<<طة ناجع<<ة ت<<وفر للطف<<ل أوض<<اعا و
ظروفا تعبيرية مالئمة
تنمية قدرات الطفل على الخلق و االبتكار عن طريق< موضوع ثري يوفر< للطفل أسباب التواصل
تقديم أوضاع تعبيرية حية مستمدة من حياة الطفل و محيطه
مساعدة المتعلم على بناء شخصيته و تركيزها< حتى يكون قادرا< على التعبير عن عواطفه بدق<<ة و
وضوح<.
استئصال< المركبات كالخجل و الخوف و التردد و تأصيل الثقة بالنفس ل<<دى المتعلم و الرغب<ة في
التعبير عبر تحطيم< العالقة العمودية بين الباث و المتقبل.
االرتقاء باللهجة العامية إلى العربية الفصحى .
235
إنماء ثروة المتعلم اللغوية لتهيئته للتحرير< السليم.
مراحل اكتساب اللغوية عند الطفل وعالقتها بالتواصل الشفوي :
يعت<<بر اكتس<<اب اللغ<<ة ل<<دى الف<<رد المتعلم محط<<ة هام<<ة في مس<<ار التحكم في الوظيف<<ة الترميزي<<ة
وركيزة أساسية لتطوير التفكير و أداة فعالة تساعد عمليات التواصل الشفوي و يمكن للدارس أن يتط<<رق<
إلى قضية اكتساب اللغة لدى الطفل من وجهتين متكاملتين :المقاربة الوصفية و المقاربة الهيكلية .
تفيد مباحث األلسنية أن الطفل يمر في اكتساب اللغة بمراحل أربع هي كاآلتي :
مرحلة الفهم :و خاللها نرى الطفل يم<<ر في اكتس<<ابه اللغ<<ة بفهم أغلب م<<ا يق<<ال إلي<<ه لكن<<ه يبقى -
عاجزا عن التفوه بكلمة.
مرحلة الكلمة–الجملة :نرى خاللها الطفل يبدأ باستعمال< كلمات متوحدة عوض الجم<<ل س<<واء -
كان ذلك لمجرد إعادة المفردات التي تتداول في محيطه أو للتعبير< عن مقصوده
مرحلة بين االسم و الفعل :نرى خاللها الطفل يبدأ في التفريق بين األسماء و األفعال. -
مرحلة الجملة الكاملة :و خاللها يبدأ الطفل في التدرب على استعمال الض<<مائر< و التفري<<ق بين -
المذكر و المؤنث ،الجمع و المفرد...
إن ه<ذه المعلوم<ات النفس<<ية األلس<نية ج<<د هام<<ة بالنس<بة لم<<درس التواص<ل ألنه<<ا تن<<ير س<بيله في
خصوص المجهود الذي سيطالب به تالميذه خالل حصص التعبير.
إن اكتس<<اب اللغ<<ة يتط<<ور< حس<<ب خ<<ط يب<<دأ باألنوي<<ة و يب<<دأ بالجمعن<<ة و ق<<د بينت أبح<<اث بياجي<<ه
piagetالمقامة حول اللغة التلقائية لألطفال وجود ثالثة مظاهر تدل على ذلك :
يتمثل المظهر األول في الشعور< بطغيان الكهل على الطفل في ح<<ديث األطف<<ال المج<<رد عليهم، -
فالكهل يكون متعاليا بالنسبة للطفل وهو مصدر األوامر و النواهي الواجب االمتثال لها.
236
أما المظهر الثاني فيتمثل في كون الحوارات الطفولية غالبا ما تنحص<<ر في إق<<رارات متناقض<<ة -
تدل على أن الطفل في هذه المرحلة غير قادر على التحاور ويضع نفسه في مكان الغير .
أما المظهر الثالث فيتمثل في أن الطفل ال<<ذي يبقى لوح<<ده يب<<دأ في مخاطب<<ة نفس<<ه س<<واء ليقص -
قصة أو يعيد حادثة.
تمثل هذه المظاهر مرجعا ينير سبيل المدرس خاصة في السنة األولى من التعليم االبتدائي.
إن الصعوبات التي قد تعترض المتعلم في حصة التواصل الشفوي إنم<<ا هي ص<<عوبات في حقيق<ة
األمر تعترض المدرس أثناء تسيير< حصة ما .و له<<ذا يلتج<<أ الم<<درس إلى ميكانيزم<<ات< مختلف<<ة تمكن<<ه من
تسيير< الحصة أو الدرس بنجاح في مادة التواصل الشفوي فهو يعمل على :
تخير أساليب و محامل بيداغوجية متنوعة تتماشى مع وضعيات< مرتبطة بواق<<ع الطف<<ل و بيئت<<ه -
لترغيبه في التعبير.
فسح المجال لمختلف وجهات النظر و تقبل كل اآلراء. -
تمكين جميع المتعلمين من المشاركة في حصة التواصل. -
237
تقبل األخطاء ضمن حق المتعلم في ارتكاب األخطاء و التدخل إلصالحها. -
ضرورة التأكيد على استعمال العربية الفصحى في حصة التواصل. -
تقتضي حياة اإلنسان التواصل بين األفراد< و تبقى اللغة جسر التواصل و تستوجب عملية اإلنت<<اج
الكتابي حسن استعمال قواعد اللغة و مفرداتها و أساليبها البياني<<ة ألن األفك<<ار< ال تنم<<و و تتض<<ح إال بنم<<و
اللغة .فالفكرة و الكلمات شرطان متالزم<<ان لحص<<ول عملي<<ة اإلنت<<اج الكت<<ابي .فم<<ادة اإلنت<<اج الكت<<ابي من
أصعب مواد التعليم و التعلم على اإلطالق نظرا لألهمية التي تكتسبها< كمادة تعلم.
لغــــة :هو التبيين و األعراب عما ي<<دور في النفس بط<<رق متع<<ددة مث<<ل الحرك<<ة ،الموس<<يقى ،الرس<<م ،
الكالم ،الرقص...،
اصطالحــا :هو ترتيب المعاني التي تختلج في النفس وصوغها في قالب لفظي صحيح.
و يقصد به أيضا عملية نقل للص<<يغ المنطوق<<ة و المرئي<<ة إلى ص<<يغة مكتوب<<ة باس<<تعمال< رم<<وز< و
مصطلحات< و بني لغوية تخضع لقواعد و أحكام متفق عليها في لغة معينة .فاإلنتاج< الكت<<ابي يمث<<ل عملي<<ة
تأليف مزدوجة .إنها تأليف بين األفك<ار< و بين عناص<ر اللغ<ة.فه<<و عملي<ة معق<دة تخض<<ع لعوام<<ل عدي<<دة
أهمها:تقدم العمر الزمني والعقلي للمتعلم ،نمو عمليتي التحليل و التركيب و توفر الثروة اللغوية .
238
" اللغات ملكات شبيهة بالص<<ناعة ،إذ هي ملك<<ات في اللس<<ان للعب<<ارة عن مع<<اني وجودته<<ا تجس<<د تن<<امي
الملكة أو نقصانها".
فاإلنتاج الكتابي يختلف عن اإلنت<<اج الش<<فوي فلك<<ل منهم<<ا خاص<<ياته المم<<يزة حيث توج<<د ف<<روق<
كبيرة بين الشفرة المنطوقة و الشفرة المكتوبة.
يقتضي تعلم اللغات و امتالك القدرة على اإلنتاج الس<<ليم تج<<اوز جمل<<ة من الص<<عوبات< و في ه<<ذا
اإلطار تفيدنا أبحاث "مارتيناي" Martinetبأن اللغة تشغل 4وظائف رئيسية هي التواصل ،التفك<<ير،
و السند للتفكير و الوظيفة الجمالية
و لع<<ل الوظيف<<ة األساس<<ية تكمن في التواص<<ل ألنه<<ا أداة تمكن من رب<<ط العالق<<ات بين أف<<راد
المجموعة التي تعتمدها إال أن هذا التحكم في االستعمال يقتضي تسليط األضواء على بعض القضايا.
التداخل اللغــوي :اس<<تعمال ص<ياغات ص<<وتية أو ص<<رفية أو تركيبي<ة أو معجمي<ة في اللغ<ة ال<<تي
نتعلمها وتختص بها لغتنا األصلية –يثير ه<<ذا التعري<<ف ع<<دة مالحظ<<ات منه<<ا تعام<<ل المتعلم م<<ع
أكثر من لغة ( أصلية /متعلمة) و التداخالت تتم من اللغة األصلية إلى اللغة المتعلمة.
239
مراحل اكتساب اللغة :يمر الطفل في اكتساب اللغة من مرحل<<ة الفهم إلى الكلم<<ة فالجمل<<ة الكامل<<ة
من وجهة نظر المقاربة الوصفية أما من وجهة نظ<<ر المقارب<<ة الهيكلي<<ة فاكتس<<ابها< يتط<<ور< حس<<ب
خط يبدأ باألنوية و ينتهي بالجمعنة.
االختالالت النحويــة :تكمن فيم<ا يعاني<ه بعض األطف<ال من اختالالت في الوظيف<ة النحوي<ة وهي
نوعان :
اختالالت فيزيولوجية مثل ضعف السمع أو اختالل الجهاز الصوتي -
اختالالت نفسية كالتمتمة و البغبغة -
الخطأ :الخطأ التلمذي سلوك شائع و قد بينت الدراسات الحديثة أن الخطأ سلوك إيج<<ابي يؤس<<س
لتعلمات جديدة إذا ما حددت أسبابه و أحسن استغالله.
يرب<<ط التص<ور< الق<ديم لتعلم اللغ<<ة بين م<<ادتي اإلنت<اج الكت<ابي واإلنت<<اج الش<فوي ،فمن خالل ه<ذا
المنظور< يمهد التواص<<ل الش<<فوي إلى اإلنت<<اج الكت<<ابي و بالنس<<بة إلي<<ه هم<<ا س<<جالن متك<<امالن إال أن ه<<ذا
التصور< خاطئ ألن هناك فوارق< عديدة بين الشفرة المنطوقة و الشفرة المكتوبة بما يجع<<ل بن<<اء المكت<<وب
في المنطوق< أمرا عسيرا و عندما يك<<ون اإلق<<رار ب<<أن المكت<<وب ال ينس<<ل إال من خالل س<<ج ّل ذي طبيع<<ة
مكتوبة و بالتالي تبرز العالقة وطيدة و قوي<<ة و منطقي<<ة بين الق<<راءة و اإلنت<<اج الكت<<ابي .و تتم<<يز الش<<فرة
المنطوقة باالعتماد على الصوت ( حضور الباث و المتقبل) أما الشفرة المكتوبة فتمتاز< بالرسم< و غياب
أحد الطرفين.
العالق<<ة متين<<ة بين اإلنت<<اج الكت<<ابي و ه<<ذه الم<<واد نلمس<<ها مثال في دروس الق<<راءة و المطالع<<ة و
دراسة النص إذ تزوّ د المتعلم بالمادة و ألوان المعرفة الثقافية.
و قد وردت هذه التوطئة الخاصة ببرامج اللغة .إن تدريس اللغ<<ة العربي<<ة يجب أن يك<<ون إجمالي<<ا
متواصال <.أما قواعد اللغة فتعد دروسها< غاية في ح<د ذاته<ا و ال قيم<<ة له<<ا إن لم تس<اهم في تنمي<ة ق<<درات
الطفل التعبيرية.
240
أما المقطوعة الش<<فوية فتس<<اهم في توف<<ير< ق<<وة ال<<ذاكرة و تربي<<ة ال<<ذوق و تق<<ويم ال<<ذاكرة و تق<<ويم
اللسان و توفر أيضا أسباب االرتقاء باال نتاج من خالل تفسير بعض الكلمات و إدراك المقاصد.
241
اإلنتاج الكتابي من وجهة نظر المتعلم : .4
عن<<دما نتح<<دث عن ت<<دريب المتعلمين على اإلنت<<اج الكت<<ابي فإنن<ا< نتح<<دث في الواق<<ع عن كف<<ايتين
أساسيتين و هما :
الكفاية البيانية :و تتمثل في تطوير و اكتساب عادات تعبيرية و اكتساب عادة التخطيط< و الهيكلة و
اكتساب عادة مراجعة اإلنتاج المكتوب ثم إعادة كتابته.
الكفاية الفرعية :و تتمثل في بناء النص المكتوب و القدرة على استغالل حص<<ص قواع<<د اللغ<<ة و ال
يمكن تطوير< الكفاية البيانية إال بـــ:
اكتس<<اب ع<<ادات تعبيري<<ة :تتمث<<ل في ت<<دريب المتعلمين على اتخ<<اذ مق<<ام المتقب<<ل وذل<<ك لكي -
يكتشفوا مدى وضوح الرسالة ألن ماهـو واضح بالنسبة للباث ليس بالضرورة واضحا بالنسبة
للمتقبل.
الت<<درب على حس<<ن اس<<تعمال أدوات الرب<<ط و التنص<<يص ألنه<<ا تس<<اعد على فهم المكت<<وب و -
التدرب على هيكلة النص المكتوب بتقسيم النص إلى فقرات.
اكتساب عادة التخطيط< و الهيكلة :التدرب على سرد كل األفكار التي يجب تحليلها وهو عم<<ل -
بإمكان المتعلمين القيام به في المنزل و التدريب على تحليل المواقف و على اختيار المناسب.
تدريب المتعلم على رسم الخطوط العريضة إلنتاج النص و ت<<رتيب األفك<<ار و ت<<أليف المقدم<<ة -
والخاتمة.
الكفاية اللغوية( الفرعية) :ال يمكن التحدث عن كفاية لغوية ما مل تتوفر< لدى المتعلم كفاية بيانية فإن
بقي عاجزا عن بناء النص المكتوب والجمل فإن الكفاية اللغوي<<ة ال يتم تطويره<ا< و تتأس<<س ه<<ذه النظري<<ة
على ركيزتين:
بناء الجملة :و ذلك بإعادة جمل مركب<ة انطالق<ا من مجموع<ة من العناص<<ر المكون<ة له<ا .إذ من .1
الضروري تدريب المتعلمين على أنواع جميع الجمل.
بناء النص المكتوب :إذ من الضروري< تدريب المتعلم على إعادة بناء النص انطالقا من أح<<داث .2
مشوشة و يحتاج المتعلم هنا إلى مجموعة من المع<<ارف< تتمث<<ل في اس<<تعمال األزمن<<ة و توظيفه<ا<
توظيفا وجيها< و امتالك لغة سليمة.
242
اإلنتاج الكتابي في مستوىـ المعلم .5
يقوم المعلم بدور أساسي في تحسيس المتعلم بأهمية اإلنتاج الكتابي و تحف<<يزه على ممارس<<ته ،و
يكون ذلك من خالل التهيئة المسبقة أو اإلعداد المسبق الذي ينقسم إلى قسمين:
اإلعداد المباشر :بمناس<<بة دروس الق<<راءة و النح<<و الص<<رف< و أثن<<اء المطالع<<ة بمطالب<<ة األطف<<ال -
ب<<البحث عن المع<<اني المتعلق<<ة بالموض<<وع< المط<<الب بتحري<<ره في نص<<وص الق<<راءة و في كتب
المطالعة و بأخذ مذكرات يستعينون بها عند التحرير .كما يطالبون بتحريره في القراءة بمالحظة
ما من شانهم أن يعينهم على إيجاد األفكار< و الصور< الالزمة.
اإلعداد الغير المباشــر :يقع أثناء الدرس و يشرف عليه المدرس و يكون بمثابة التمهيد للتحري<<ر< -
و يه<<دف إلى ت<<دريب األطف<<ال على التفك<<ير المنظم وتعوي<<دهم< على تحلي<<ل المواض<<يع و ت<<رتيب
األفكار< و المعاني.
و المواضيع التي يجب اختيارها< في عملية اإلنتاج الكتابي يجب أن تك<ون المواض<يع ال<تي تعطى
في المرحلة االبتدائية متناسبة مع إمكانيات التالميذ العقلي<<ة و اللغوي<<ة و أن يتم اختياره<<ا من ب<<يئتهم< و ق<<د
ورد في البرامج الرسمية ما يـلي:
اعتبار حصص اإلنتاج الكتابي فترات مميزة يتدرب فيها المتعلمون على إنتاج نص<<وص متنوع<<ة -
أصيلة تخلق لديهم الحاجة إلى التواصل كتابيا.
إتاحة فرص كافية يمارس فيها المتعلم<<ون تق<<ييم م<<ا ينتجون<<ه من نص<<وص تقييم<<ا ذاتي<<ا أو تقييم<<ا -
متبادال.
إيالء األخطاء المتصلة باتساق النص و انسجامه األولوية عند اإلصالح. -
243
مفهوم ال ّتاريخ : .1
ال ّتاريخ يدرس الحضارات< البشريّة ،يصف حياة المجتمع ويروي< األحداث الماضيّة وهو يختل<<ف
عن القصّة أو الرّواية أل ّنه ي<<ذكر أح<<داثا وقعت بالفع<<ل أ ّدى فيه<<ا اإلنس<<ان دورا أساس<يّا فال ّت<<اريخ إذن علم
وليس خرافة وبما أ ّنه يبحث في ماضي اإلنسان فإ ّنه يص ّنف ضمن العلوم اإلنسانيّة .
ال ّتاريخ يساعد اإلنسان على معرفة ماضيه كي يبني مستقبله ويجني فائدة من تج<<ارب الماض<<ي ،
كما يساعده على اكتشاف ذاته ،وبناء مقوّ مات شخصيته فال ّتاريخ هو ذاكرة اإلنسان وال حياة لإلنسان بال
ذاكرة .
ال ّتاريخ مدرسة نتعلّم من خاللها األطوار< الّتي مررن<<ا به<ا في طري<<ق تكوينن<<ا ونض<<جنا ،مدرس<ة
تعيننا على إدراك ذاتيتنا ،وإخراج ذلك من حيّز ال ّتصوّ ر الغامض إلى حيّز ال ّ
شعور< الواضح البيّن .
يس<<أل الم<<ؤرّ خ باس<<تمرار " لم<<اذا ؟ " ،وليس بوس<<عه أن يتو ّق<<ف طالم<<ا ظ< ّل يأم<<ل في ج<<واب ،
فالمؤ ّرخ أو المف ّكر العظيم هو الّذي يسأل " لماذا ؟ " بصدد األشياء الجديدة أو في البيئات الجديدة .
لقد ح ّدد هيرودوتس ،أب ال ّت<<اريخ غرض<<ه في مس<<ته ّل عمل<<ه :أن يحف<<ظ ذك<<رى أعم<<ال اليون<<ان
والبرابرة ،وباألخصّ أن يق ّدم أسشباب القتال فيما بينهم " .
مع البدء في إرساء اسس علم ال ّتاريخ الحديث في القرن الثامن عشر فإنّ " مونتسكيو" ا ّتخذ نقطة
انطالقه في كتابه " أبحاث في أس<<باب عظم<<ة الرّوم<<ان وفي ص<<عودهم وانحط<<اطهم< " المب<<ادئ القائل<<ة أنّ
هناك اسبابا عامّة ،معنويّة أو ما ّدية ،تفعل فعلها في ك ّل مملكة فترفعها ن وتحفظها ،أو تقلبها .وأنّ ك ّل
ما يحدث إ ّنما يخضع لتلك األسباب .
244
ط<<وّ ر مونتس<<كيو فكرت<<ه وعمّقه<<ا وج<<اء في كتاب<<ه " روح ّ
الش<رائع" بع<<د بض<<ع س<<نوات ان<<ذه من
السّخف االعتقاد أنّ القدر األعمى أنتج ك ّل اآلثار الّتي نشاهدها في الع<<الم ،وال ّن<<اس ال يخض<<عون< ألحك<<ام
أوهامهم< وحدها ،ذلك ألنّ سلوكهم< يتبع ق<<وانين أو مب<<ادئ معيّن<<ة مس<<تقاة من طبيع<<ة األش<<ياء .وإ ّب<<ان م<<ا
يقرب من مائتي سنة بعد مونتسكيو< كان المؤرّ خون منهمكين في محاولة لتنظيم ال ّتجربة الماضية للبش<<ريّة
بواسطة اكتشاف أسباب األح<<داث ال ّتاريخ ّي<<ة والق<<وانين الّ<<تي تح ّكمت فيه<<ا .يجرّن<<ا ه<<ذا إلى الح<<ديث عن
الحتمية الّتي يمكن تعريفها بأ ّنها " اإليمان بأنّ لك ّل ما حدث سببا أو أسبابا ،وأ ّنه ما كان يمكن أن يح<<دث
الس<لوك البش<<ري<
بصورة مختلفة ما لم يتغ ّير< شيء في السّبب أو األسباب .إنّ الحتميّة هي إح<<دى قض<<ايا< ّ
كلّه ،وليس ال ّتاريخ وحده ،إنّ اإلنسان الّذي تفتقد أفعاله إلى األسباب ،بحيث تص<<بح غ<<ير مح< ّددة ،ه<<و
عبارة عن تجري<د تمام<ا ك<الفرد الموج<ود خ<ارج المجتم<ع .وح ّتى الحي<اة اليوميّ<ة تص<بح مس<تحيلة م<ا لم
يفترض المرء أنّ السّلوك البشري يتح ّدد بأسباب يمكن ال ّتي ّقن منها من حيث المبدأ .
إنّ ال ّنظريات الّتي تش ّدد على دور اال ّتفاق أو المص<<ادفة في ال ّت<<اريخ ال ب< ّد من أن تس<<ود< ل<<دى أ ّي<<ة
جماع<<ة أو أ ّم<<ة تك<<ون في حض<<يض األوض<<اع وليس في ذروته<<ا <.وبالمث<<ل ف<<إنّ وجه<<ة ال ّنظ<<ر القائل<<ة أنّ
االمتحانات مسألة ّ
حظ رائجة دائما بين المتخلّفين والمتقاعسين .
ّ
الحظ سوى طريقة مفضّلة لل ّتهرّ ب من ال<<واجب المره<<ق في البحث عن وليس إطالق تعبير سوء
السّبب .فحين يصرّ ح أحد ما بأنّ ال ّتاريخ عبارة عن فص<<ل من المص<<ادفات فإ ّنم<<ا م<<ر ّد ذل<<ك كس<<له العقلي
وضعف< حيويّته الفكريّة .
ال ّتاريخ يبدأ مع اختيار المؤرّ خ للوق<<ائع وترتيب<<ه له<<ا بحيث تتح<<وّ ل إلى وق<<ائع< تاريخ ّي<<ة .وليس<<ت
الوقائع< جميعا وقائع< تاريخيّة .ولكنّ ال ّتمييز م<ا بين الوق<ائع< ال ّتاريخيّ<ة وغ<ير ال ّتاريخي<ة ليس ص<ارما وال
مستمرّ ا< ،والعمليّة مماثلة إلى ح< ّد م<<ا في المنحى الّ<<ذي ي ّتخ<<ذه الم<<ؤرّ خ تج<<اه األس<<باب ،فاألس<<باب< تح< ّدد
تعليله للعمليّة ال ّتاريخيّة ،في حين يح ّدد تعليله اختياره لألحداث وترتيب<<ه إياه<<ا .ذل<<ك أنّ ت<<رتيب األس<<باب
والمغزى< ال ّنسبي لسبب ما أو لسلسلة من األسباب بال ّنسبة لسلسلة أخرى هو جوهر عملية ال ّتعليل ،ويو ّفر
ذلك المدخل إلى مسألة العارض في ال ّتاريخ .
245
تمثل المدرسة المصدر< الوحيد< الّذي يتل ّقى فيه ال ّتلميذ تعليم<<ا في ال ّت<<اريخ ب<<ل ي<<أتي إلى المعلّم ول<<ه
بعض ال ّدراية حول األحداث ال ّتاريخيّة ،ومن الممكن أن يأتي بتصوّ رات< خاطئة يفترض بالمعلّم أن يق<<وم
بتقويمها< ويمكن إجمال ذلك في ال ّنقاط ال ّتالية :
ال<زمن ال ّت<اريخي بع<<د
الطفل في هذه المرحلة لم يبلغ بعد مرحلة ال ّتفكير المجرّد أي أ ّن<ه ال يتمث<ل ّ ّ
خاصّة فيما يتعلّق بالحقب ال ّتاريخيّة القديمة .
الطفل في بيت وحضارة تختلف تماما عن الحضارات السّابقة الّتي يدرسها< . ّ
الطف<ل الق<درة على فهم المص<طلحات االقتص<اديّة واالجتماعيّ<ة والسّياس<يّة المعتم<دة في ال يمتلك ّ
دراسة ال ّتاريخ .
غير قادر< على استيعاب تتالي الحقبات ال ّتاريخيّة في رقعة جغرافيّة واحدة وهذا ما يطرح مش<<كال
موازيا< هو عدم تجريده للفضاء الجغرافي الجغ<<رافي< السّياس<<ي الت<<اريخي من ذل<<ك مثال ،قرط<<اج<
في عهد البونيين
قرطاج< في العهد الرّوماني< – تونس في العهد العثماني /...في العهد االستعماري الفرنسي ...
ص<<عوبة في فهم ال ّتراب<<ط بين األس<<باب والمظ<<اهر< والمراح<<ل وال ّنت<<ائج أي ع<<دم امتالك<<ه لل ّتفك<<ير
ال ّتحليلي .
عدم فهمه لوسائل ال ّتوضيح (.مثال رسم محاسبة أوزيريس للميّت )
الخلط بين ل ّتقويم الهجري< وال ّتقويم< الميالدي .
وعلى ه<<ذا األس<<اس ف<<إنّ المعلّم م<<دعوّ إلى اعتم<<اد وس<<ائل ووس<<ائط< وطرق<<ا بيداغوجي<<ة تتالءم
والمستوى الذهني للمتعلّم .
يقول أحم<<د شبش<<وب " تعيش األح<<داث ال ّتاريخ ّي<<ة بينن<<ا فاآلث<<ار< ت<<ذ ّكرنا به<<ا واألس<<طورة ّ
الش<عبيّة
تحكيها لنا والعائلة تتناقش حوله<<ا ووس<<ائل اإلعالم تح< ّدثنا< عنه<<ا ،وهي وض<<عيّة تجع<<ل ّ
الطف<<ل ي<<أتي إلى
المدرسة وهو مشبع بال ّتاريخ .فالرّومان جهلة سكنوا قديما البالد واآلثار الّتي تركوها تفرغ من محتواه<<ا<
ال ّتاريخي< لتصبح خربا ورأس الغول يصبح شخصيّة تاريخيّة ،وتنسى< غزوة بني هالل وال تبقى منها إالّ
أسطورة الجازية الهالليّة ...
هذا الباحث قام ببحث سنة 1991حول منزلة ال ّتاريخ في المدرس<<ة ال ّتونس<يّة وط<<رح على عيّن<<ة
من 500تلميذ من السّنتين الخامسة والسّادسة ابتدائي األسئلة ال ّتاليّة :
لماذا تصلح دراسة ال ّتاريخ حسب رأيك ؟ -
ر ّتب هذه الموا ّد حسب أهمّيته<<ا :ال ّت<<اريخ ،الرّياض<<يات ،اإليق<<اظ ،الق<<راءة ،ال ّتعب<<ير< ، -
الرّياضة .
246
هل تعطي أهمّية لدروس< ال ّتاريخ في مراجعاتك ؟ -
استخلص الباحث أنّ ترتيب ال ّتاريخ جاء رابعا قب<<ل الق<<راءة والرّياض<<ة وأنّ 13بالمائ<<ة فق<<ط من
العيّنة تق ّر بإعطائها أهمّية لل ّتاريخ في المراجعة المنزليّة ،أمّا دراسة ال ّتاريخ فإ ّنه<<ا حس<<ب 78بالمائ<<ة من
تالميذ العيّنة ،تخبرن<<ا عن المل<<وك والمع<<ارك< الّ<<تي ق<<ام به<<ا ه<<ؤالء ،والبل<<دان الّ<<تي احتلّوه<<ا ،واس<<تنتج
الباحث أنّ ما ّدة ال ّتاريخ تكاد تكون مهمّشة في ال ّتصوّ رات .
نتائج هذا البحث تؤ ّكد ما كتبه الباحث الفرنسي< أوديجي " :نحن نعتق<<د أنّ ك< ّل تلمي<<ذ يب<<ني لنفس<<ه
وبصفة تدريجيّة تصوّ را< معيّنا حول ك ّل ما ّدة مدرسيّة وهو تص<<وّ ر< ي<<ؤثر< بص<<فة فاعل<<ة في ّ
الطريق<<ة الّ<<تي
سيتعامل بها مع الما ّدة وبصيغة أخرى نقول أ ّنه توجد عالق<ة وطي<دة بين تص<وّ ر ال ّتلمي<ذ للم<ا ّدة واالقت<دار<
المعرفي< الّذي يبنيه هذا األخير داخل نفس الما ّدة "
المطلوب من المعلّم هو ال ّنقل البيداغوجي أي نقل المعرفة من العلميّة إلى معرفة مدرسيّة ،وهن<<ا
يواجه ع ّدة صعوبات :
عدم ارتقاء المستوى< ّ
الذهني لل ّتلميذ لمعرفة ال ّتاريخ العلمي .
تبليغ ال ّتاريخ المدرسي .
غياب مصطلحات< خاصّة بال ّتاريخ المدرسي وخلط ال ّتلميذ بين المصطلحات واألحداث .
على ه<<ذا األس<<اس يك<<ون المعلّم مج<<برا على اعتم<<اد وس<<ائل ومعين<<ات ووث<<ائق تاريخ ّي<<ة وطرق<ا<
وأساليب بيداغوجيّة تتالءم والمستوى الذهني للمتعلّم .
247
الفخارية المصنوعة في بلد اليون<<ان والّ<<تي يع<<ثر عليه<<ا في القب<<ور القرطاج ّي<<ة
كبرى ،فاألواني< ّ
مثال تم < ّدنا بمعلوم<<ات< ها ّم<<ة عن المب<<ادالت ال ّتجار ّي<<ة في عه<<د ازده<<ار قرط<<اج< ،وعن مس<<الك
ال ّتجارة البحريّة في ذلك ال ّزمن .
ك ّل هذه الوثائق مصادرها< مباشرة ال يمكن تأويله<ا أو ال ّتش<كيك فيه<<ا كم<ا أنّ تع< ّددها يس<<اعد على
المقارنة فيما بينها إضافة إلى أ ّنها مكمّلة لبعضها إذ تم ّكننا من دراسة شاملة ،لذلك وجب اعتم<<اد ال ّتنوي<<ع
في الوثائق وعدم االقتصار< على نوع واحد ح ّتى تتس ّنى المقارنة بين الوثائق ّ
الص<امتة والوث<<ائق المكتوب<<ة
ذلك أنّ ال ّتاريخ هو محاولة تفسير األحداث تفسيرا علميّا أي البحث في كا ّفة األبع<<اد االقتص<<اديّة والثقاف ّي<<ة
واالجتماعيّة والسّياسيّة والعقائديّة لمجتمع أو حضارة معيّنة .
كيف ّية توظيف هذه الوثائق :إنّ الغاي<<ة من ت<<دريس ال ّت<<اريخ هي الرّب<<ط بين ّ
الظ<<اهرات وتحليله<ا<
تحليال علمي<<ا دقيق<<ا ث ّم نق<<دها نق<<دا منهج ّي<<ا ه<<ذه الغاي<<ة ال يت ّم الوص<<ول< إليه<<ا إالّ باعتم<<اد الوس<<ائل
والطرق البيداغوجية المالئمة . ّ والمعينات ال ّتوضحية
والس<لّم
ّ مبس<طة
الص<امتة وخرائ<<ط ّ
تتمثل الوسائل والمعينات في الوثائق< المكتوبة وصور< الوثائق ّ
ال ّتاريخي< والرّسوم< المبسّطة مثل تركيبة مجلس السّيناتور< القرط<<اجي أو ال ّنظ<<ام< السّياس<ي< وع<<ادة م<<ا نج<<د
صورا< هذه الوثائق< في الكتاب المدرسي الّذي يتضمّن جانبا توثيقيّا يمكن استغالله لبناء المعلومة .
عالوة على هذه الوسائل فإ ّنه للمعلّم أن يسعى إلى اعتماد وسائل بصريّة تك<<ون في ش<<كل ص<<ور<
لمعالم تاريخيّة يشاهدها التلميذ فتم ّكنه من االنتق<<ال من المعلوم<<ة المج<<رّ دة إلى المعلوم<<ة المباش<<رة ،وإلى
توظيف< ت .م .إ في هذا الغرض وتنظيم زيارات للمتاحف والمواقع< األثر ّي<<ة كلّم<<ا ك<<ان ذل<<ك متاح<<ا بم<<ا
يم ّكن التلميذ من مشاهدة حقائق على طبيعتها< .
248
تعريف الجغرافيا : .1
تعريــف معجم الروس « :الجغرافي<ا< كلم<<ة من أص<<ل يون<<اني وهي مركب<<ة من كلم<<تين GEO :و
تعني األرض و GRAPHÉوتعني الوصف إذا يعني أص<<ل الكلم<<ة "جغرافي<<ا"< علم يهتم بوص<<ف
المظاهر الطبيعية و البشرية لسطح األرض وتفسيره »
تعري<<<ف< Paul Clavelفي كتاب<<<هGéographie humaine et économique :
"ال تهتم الجغرافيا< اليوم بوصف الكون أو بتفسير توزيع السكان و أنشطتهم ب<<ل هي تبحث في كيفي<<ة
إدراك البشرية لوجودهم< قصد تعرف كيفية تج<<ذرهم في محي<<ط وج<<دوا في<<ه ،يت<<أثرون ب<<ه وي<<ؤثرون<
فيه"..
ّ
التوطنات فيشكل معطاة. مساحة األرض كمجال جغرافي< يوصف وتحدد< عليه المواقع و
المجال الجغرافي الذي يبنيه علماء الجغرافيا< لفهم العالم وهناء يصبح المجال بناء.
السببية الجغرافية :ت<<دريب التالمي<<ذ على ص<<ياغة االش<<كالية وط<<رح األس<<ئلة(أين؟ لم<<اذا؟ وكم؟)
وعلى صياغة الفرضية.
ّ
يتمث<<ل عم<<ل الجغ<<رافي في وص<<ف االختالف<<ات بين الفض<<اءات االجتماعي<<ة و تفس<<يرها باالعتم<<اد على
السببية الجغرافية ".األحياء الراقية ،األحياء الشعبية ،القرى ،المدن"...
249
الس<كان على الخريط<<ة و توزي<<ع
تنظيم< الفضاء :يهدف إلى فهم العالق<<ة ال<<تي ترب<<ط بين توزي<<ع ّ
الخبرات على ال ّتجمّعات السّكانية.
االستغالل االيكولوجي للمحيط الجغرافي :يحلل الجغرافي< الضاغطات الطبيعية في عالقته<<ا م<<ع
الوسائل التقنية التي تستعملها< المجموعة الستغالل المحيط استغالال منتجا و ايكولوجيّا<.
السلم الجغرافي :الحيّ ،المدينة ،الجهة ،البلد ،ال ّتجمّع الجهوي...
خرائط ،كرة أرضية ،نصوص ،صور ،جداول ،رسوم< بيانيّة إلخ...
يجب تبس<<يط< ه<<ذه الوث<<ائق< لتس<<اعد المتعلم على تفتح آفاق<<ه و إخراج<<ه من بوتقت<<ه الض<<يقة ليعيش
عالمه الفسيح .
تهدف حصص الجغرافيا إلى إعانة المتعلم على االرتقاء تدريجيا من التصورات التي يحملها عن المج<<ال
الجغرافي< الذي يحيي فيه إلى األحداث والمعاني والمفاهيم الجغرافية.
يتمثل عمل المعلم في التعرف على التصورات المتعلّم قبل مدرسية وذلك قصد< إصالحها إن كانت خاطئة
واالعتماد عليها إن كانت سليمة.
تفيدنا النظريّة البنائية بأنّ المعارف الجغرافية ال تكتسب حقيقة إال إذا بناها المتعلّم بنفسه.
اعتبار المعلومات موارد ال تدرس لذاتها بل تكون في خدمة الكفايات ومقاصد الم<<ادة ،في اتج<<اه الترك<<يز<
على التعلمات األساسية وتجاوز الصيغة التلقينية للدروس.
اعتماد اإلدم<<اج ال<<ذي يتج<<اوز تجزئ<<ة المع<<ارف< والق<<درات والمه<<ارات< ح<<تى تص<<بح المكتس<<بات
موظفة توظيفا ناجحا لحل المسائل والمشكالت.
250
االنطالق< من وضعيات تعطي معنى لل ّتعلمات وتدعم دافعية التعلم لدى التالميذ.
استثمار< الوثائق في أنش<<طة متنوع<<ة باعتباره<<ا أساس<<ية في بن<<اء المعرف<<ة التاريخي<<ة وفي تنش<<يط
الفصل كما تيسر استنتاج المعلومات وتمكن التالميذ من التعلم الذاتي.
تشجيع أنشطة التوسع واإلثراء مثل إنج<از بح<وث وملف<ات والقي<ام بتحقيق<ات وزي<ارات< ميداني<ة،
والتعامل مع مصادر< تاريخية متنوعة وتوظيف< الوسائل التكنولوجية الحديثة.
اعتبار التقييم عملية مالزمة للتعلم ،وهو يش<<تمل على التق<<ييم الشخص<<ي في بداي<<ة ك<<ل تعلم جدي<<د
للوق<<وف< على مكتس<<بات التالمي<<ذ ،وعلى التق<<ييم التكوي<<ني أثن<<اء التعلم به<<دف إدخ<<ال التع<<ديالت
المستوجبة من خالل تحليل النقائص واألخطاء ومعالجتها<.
251
األنشطة التعليميةـ – التعلمية في التربية المدنية : .1
الوضعية المشكل الدالة :أي ذات المعنى و القريبة من واق<<ع المتعلمين فتث<<ير< إليهم إس<<تجابة تحف<<زهم على
التفكير و التفاعل معها و تستثيرهم المتالك معانيها و داللتها .و يتطلب إعداد الوضعية من المعلم تحديد
الهدف و السعي لتحقيقه و هيكلة الوضعية معرفيا و منهجي<ا أي بش<كل يفس<ح المج<ال أم<ام المتعلم للعم<ل
المنظم و اإلجتهاد.
اإلدمــــــاج :الذي يقوم على مبدإ أن الكل يفوق مجموع< األجزاء و النش<<اط اإلدم<<اجي< ه<<و نش<<اط
تعلمي يهدف إلى اإلدماج بين عناصر منفصلة لتصبح وظفية و ذات معنى
و ترتب المراحل و الوضعيات< التي يمر بها الدرس عن النحو التالي :
إن التربية المدنية مادة تعليمي<<ة أساس<<ية في تك<<وين الف<<رد وتنش<<ئته على جمل<<ة من القيم والمب<<ادئ
اإلنسانية التي تحظى باإلجماع كحب الوطن والتعلق به والعمل من أج<<ل الص<<الح الع<<ام واح<<ترام الق<<انون
تيس<ر ان<<دماج المتعلم في مجتمع<<ه والته ّي<ؤ< للتكي<<ف م<<ع
وال<<دفاع< عن الحري<<ات ...وهي قيم من ش<<أنها أن ّ
مقتضيات التطور.
252
الزمان .في تونس تطوّ رت ال ّتس<<مية من
وتختلف تسمية هذه الما ّدة من نظام تربوي< إلى آخر وكذلك< عبر ّ
التربية الوطنية إلى ال ّتربية المدنية ...
* ينخرط< المتعلم في الحياة العامة اعتمادا على قيم المواطنة وحقوق اإلنسان .
253
مفهوم التربية اإلسالمية .1
255
تعلمية العلوم هي دراسة علمية لتمش<<يات التعليم والتعلم المتعلق<<ة بت<دريس العل<<وم ،قص<<د تط<وير
هذه التمشيات وتحسينها< ،وتغطي< هذه الدراسة حقوال متعددة .ومن حقول اشتغال تعلمية العلوم :
حقل المادة التعليمية من حيث تاريخها وتطور مفاهيمها ومناهجها الداخلية والعالقات< بين مفاهيمها )1
ونظمها ونماذجها ونظرياتها< و تقصي المفاهيم األساسية الرائجة في المواد وتحلل العالق<<ات بينه<<ا.
وترصد< تاريخها أو التعديالت التي أدخلت عليها وإجراءات ومقتضيات إدخاله<<ا في التعليم وكيفي<<ة
ت<<داولها< في المجتم<<ع ،حيث تحي<<ل إلى النس<<يج المف<<اهيمي ومس<<تويات ص<<ياغتها والنق<<ل التعليمي
والممارسة االجتماعية.
حقل التعلم ويتعلق< بعمليات تعلم المعارف العلمية وتهتم تعلمي<ة العل<وم في ه<ذا المج<<ال بتص<<ورات )2
التالميذ حول الظواهر العلمية وتحليل أخطائهم كما تهتم بقض<<ية التغي<<ير المفه<<ومي وبقض<<ية ص<<لة
المتعلمين بالمعرف<.
حقل التدريس ويتعلق< بأشكال العمل التعليمي و طرقه و وسائله وأدوات التقييم وب<<األخص ت<<دريس )3
المفاهيم وحل المسائل وتكوين< المدرسين
يقول " باشالر " تمثل كل معرفة علمية جوابا عن سؤال مطروح ولوال وجود< المشاكل لما
وجدت المعرفة العلمية.
إن منهجية ت<<دريس اإليق<<اظ العلمي تعتم<<د على الممارس<<ة و التج<<ريب و تتأس<<س على النظري<<ات
البنائية للمعرفة العلمية مطلقة العنان للمتعلمين كي يالحظوا ،يجرّبوا و يستنتجوا< و يبينوا معارفهم بص<<فة
ذاتية و لعلّها اعتمدت في ذلك ما أكد عليه باشالر في قوله " :ال وجود لش<<يء معطى و ال معرف<<ة بديهي<<ة
بل ك ّل شيء يبنى".
فالبناء ال يت ّم إال بفضل نشاط الطفل الذاتي فهو نشاط ال يمكن أن يكون مجانيا بل يأتي دائما
استجابة لحاجة و تلبية لرغبة بحيث تتجسّد الرغبة في تفسير ظاهرة علميّة معينة .ولكي يتوصّل إلى
256
تفسيرها فال ب ّد أن يطرح أسئلة و يحاول اإلجابة عنها عبر التجربة إلحداث التوازن لديه و الذي اخت ّل
بسبب المشكل ال ّدال المطروح< عليه
وفي< ميدان العلوم تقوم المقاربة العلمية للظواهر< الطبيعية على النهج التجريبي الذي ضبط<
معالمه " كلود برنار " على المراحل الثالث التالية :المالحظة االفتراض التجريب
ينبني تدريس العلوم على اكتساب عادات سلوكية أي مهارات تؤهل الطفل للتأثر بمحيطه.
فالطفل له تصور< مسبق للعالم وتفسير< ما قبل علمي للظواهر< العلمية التي تحيط به حيث يمتاز طفل 3و
8سنوات باألنوية ،ولألنوية 3مظاهر حسب " بياجي " :
الغائية :يرى األطفال أن الكائنات وجدت لخدمة اإلنسان عامة ولألطفال خصوصا <.فالطفل )1
غائي التفكير ويطرح سؤال لماذا ؟
اإلحيائية :أعطاء الحياة للكائنات الجامدة. )2
االصطناعية :التصورات القبل العلمية يجب االنطالق منها في درس اإليقاظ قصد< دعمها أو )3
تعديلها أو دحضها.
العلمية.لّمة المعرفة
المعرفة المع من : عملمستقاة
المدرس
النقل الداخلي المفاهيم المقرر تعليمها،
المتعلمة المعرفة
القسم عمل المتعلم :
الطفل في التي يتعلمها
257
التمشي البيداغوجي القائم على حل ّ وضعية مشكل : .2
تحليل الوضعية: -1
تقديم الوضعية المشكل ( وثيقة ،نص ،نشاط علمي ،ظاهرة طبيعية ،وضعية من الحياة)... -
فهمها والتعبير< عنها بصيغ مالئمة -
الكشف عن تصورات< المتعلمين ومعالجتها< -
حل الوضعية المشكل: -2
اقتراح التجارب -
مناقشة طريقة العمل. -
التنبؤ بالنتائج -
تعليل االقتراحات -
انجاز التجربة والتعبير عن النتائج عن طريق< الرسم أو النص التعبير عن -
التعبير عن امتالك المفهوم: -3
مقارنة التنبؤ بالنتيجة -
صياغة االستنتاج -
توظيف المفهومـ من وضعيات جديدة -4
اقتراح وضعية جديدة -
تعهد المتسببات وإثرائها تدريجيا< -
التقييم: -5
-توظيف< المفهوم في حل وضعية المشكل الجديدة
259
تعرف الرياضيات على أنها علم يهتم بالكميات وقياس العالقات بين الكميات والكم نوعان:
كم منفصل (علم العدد) وكم متصل ( الهندسة )
260
التعام<<ل م<<ع المجموع<<ات الطريق<<ة الوحي<<دة الكفيل<<ة لض<<مان التالزم الض<<روري< للمع<<نى واآللي<<ة لتعلّم
الرياضيات<.
العدد حاجة اجتماعية مؤ ّكدة: .3
الرياضيات< في عصرنا الخاص تتوغل في حياتنا اليومي<<ة بش<<كل كب<<ير ون<<رتكب خطئ<<ا فادح<<ا إذا
اعتبرنا أن الطفل يؤم المدرسة وهو حال الذهن من القضايا الرياضية ،بل هو يجعل من سطر االجتماعي
إدراكا حسيا لألعداء وطرقا< بدائية في حل المشاكل الرياضية.
طفل خمس وستة سنوات يحذق بالحدس القضايا الرياضية التالية :
العد التصاعدي من 20 1تقريبا ولكن في صيغة محفوظات يرددها الطفل دون الوقوف على -1
معناها.
إدراك حدسي -2
معرفة حدسية وعملية باألعداد المتداولة عن طريق العملة أساسا قدرة على القيام ببعض األعداد -3
البسيطة على األعداد المعروفة.
يعتمد العدد على الكمية باألساس ولذلك ال يمكن بناء مفهوم العدد دون تمثل الكميات في استقرارها.
العدد ال يعدو< أن يكون رمزا.
261
في 6سنوات يفترض أن الطفل قادرا على استثمار< الفضاء -
سنوات ال يدرك . 6
سنوات يدرك عالقة التكافئ 7
262