Professional Documents
Culture Documents
مصوغة تكوينية في مادة التاريخ والجغرافيا
مصوغة تكوينية في مادة التاريخ والجغرافيا
نونبر 2009
مدخل منهجي
يعتبر تأليف وإنتاج مصوغات تكوينية في ديداكتيك المواد الدراسية مظهرا من مظاهر التجديد
التربوي المرتبطة بتفعيل برنامج العمل التربوي لوزارة التربية الوطنية ( )2009-2010في
تكامل وتمفصل مع االنطالقة الفعلية ألجرأة المخطط االستعجالي في مشاريعه البيداغوجية
(.)2009-2012
ويتوطن هذا العمل اإلنتاجي في خريطة المجال الخاص بالتكوين األساس والمستمر (المجال،6 :
اإلجراء 7 :من برنامج العمل التربوي لموسم 2009ـ)2010
وإذ يضع فريق التأليف بين أيد هيئة التفتيش التربوي التخصصي لمواد االجتماعيات هذه المصوغة
فهو يراهن على إمكانيات أطر هذه الهيئة النابعة أوال وأساسا من رصيدهم ومكتسباتهم األكاديمية
والمهنية .وثانيا من انخراطهم اإليجابي في تنزيل برامج التكوين المستمر للميدان لتصل إلى قلب
المؤسسة التعليمية عن طريق التأطير المالئم للمدرسين في منهجية تدريس المادة وتقويم التعلمات
المرتبطة بها.
ويشكل هذا المدخل المنهجي دعامة ديداكتيكية وأداة عمل مساعدة للمكونين تيسر لهم تنفيذ مكونات
مجزوءة تخطيط وبناء وضعبات تعلمية وتقويمية انطالقا من المرجعية الديدكتيكية للمادة.
ويتضمن هذا المدخل 3عناصر :
1ـ بنية المجزوءة ومكوناتها ؛
2ـ الكفايات والموارد والتدبير الزمني:
3ـ تقديم إرشادات منهجية حول أساليب تنفيذها وتنشيط االشتغال بها مع المستهدفين وتقويم أثرها.
شق نظري
وظائف الجغرافيا • منهاج التاريخ وتنمية الحس النقدي؛ •
المفاهيم المهيكلة للخطاب الجغرافي • المفاهيم المهيكلة للخطاب التاريخي (الزمن ـ المجال ـ المجتمع) •
مكون الديداكتيك
النهج الفكري لمادة الجغرافيا (الو • النهج الفكري لمادة التاريخ (التعريف ـ التفسير ـ التركيب) •
أجرأة خطوات التفكير الجغرافي من خالل مو أجرأة خطوات التفكير التاريخي من خالل مقاربة مجزوءاتية لمثال من تاريخ المغرب في
شق نظري
ـ الوضعيات االختبارية ،مكوناتها ومنهجية بنائها مع أمثلة؛
ـ األطر المرجعية لتقويم التعلمات.
مكون التقويم
وضع سيناريو تقويمي على خلفية الشق النظري وضع سيناريو تقويمي على خلفية الشق النظري يتضمن ما يلي:
120دقيقة عرض رقمي ـ بطاقة منهجية المكتسبات االشتغال على ـ توظيف نهج 2ـ ضبط
مع العمل وتوجيهية المعرفية وثيقة المنهاج ؛ مادة الجغرافيا: المنظومة
بالمجموعات للمنتوج المنظر والمنهجية ـ نصوص حول الوصف ـ المنهجية لتدريس
مرفقة بوثائق السابقة إبيستمولوجيا التفسير ـ مادة الجغرافيا
مادة الجغرافيا. التعميم. وكيفية توظيفها
في الدرس
الجغرافي
120دقيقة عرض رقمي ـ بطاقة منهجية المكتسبات االشتغال على: استعمال 3ـاستعمال وسائل
مع العمل وتوجيهية ـ وثيقة المنهاج ؛ المعرفية وسائل التعبير التعبير الجغرافي
بالمجموعات للمنتوج المنظر ـ عينة من الكتب والمنهجية الجغرافي وضوابط
مرفقة بوثائق ـ نصوص حول السابقة استثمارها في
ديداكتيك مادة الدرس الجغرافي
الجغرافيا.
5
2ـ3ـ بالنسبة لمكون التقويم في التاريخ والجغرافيا:
الغالف أساليب الدعامات الموارد المقاطع األهداف الكفايات
الزمني التنشيط
120دقيقة عرض رقمي مع ـ بطاقة منهجية المكتسبات االشتغال على -ضبط 1ـ استيعاب
وتوجيهية للمنتوج العمل المعرفية الوثائق منطلقات التقويم التربوي
بالمجموعات المنظر مرفقة والمنهجية الرسمية وعلى ومرجعيات من منظور
بوثائق السابقة أدبيات منتقاة التدريس بالكفايات ومبادئ التقويم
التربوي . .
120دقيقة عرض رقمي مع ـ بطاقة منهجية المكتسبات التمرن على -تخطيط 2ـ االشتغال
وتوجيهية للمنتوج العمل المعرفية وضعيات وضعيات بالتقويم التربوي
بالمجموعات المنظر مرفقة والمنهجية تقويمية تقويمية وفق من منظور
بوثائق السابقة مختلفة: المرجعية التدريس
ـ االشتغال الديداكتيكية بالكفايات من
بالوثائق؛ خالل وضعيات
ـ إنتاج مقال تقويمية مختلفة.
120دقيقة عرض رقمي مع ـ بطاقة منهجية المكتسبات التمرن على -تخطيط 3ـ االشتغال
وتوجيهية للمنتوج العمل المعرفية وضعيات وضعيات بالتقويم التربوي
بالمجموعات المنظر مرفقة والمنهجية تقويمية ادماجية وفق من منظور
بوثائق السابقة اندماجية المرجعية التدريس بالكفايات
توليفية بين الديداكتيكية من خالل
االشتغال على وضعيات تقويمية
وثائق وإنتاج اندماجية.
المقال.
1ـ استحضار الهدف العام والكفايات المسطرة للمصوغة ومرتكزاتها األساسية ألجل
توحيد الخطاب التربوي بين فرق التكوين والمستهدفين منه؛
2ـ االستئناس بما ورد في المصوغة واالجتهاد في إثراءها وإغنائها نظريا وديداكتيكيا؛
3ـ االجتهاد في تهييئ الدعامات المنهجية والوثائقية الميسرة لالشتغال على مكونات
المصوغة؛
4ـ اعتماد أساليب التنشيط التشاركية والتفاعلية واإلنتاجية.
5ـ التحلي بالمرونة في التدبير الزمني لتنفيذ المصوغة؛
6ـ العمل على التتبع والتقويم المستمر لسير المصوغة وقياس أثرها على المستهدفين.
6
القسم األول :
المكون الديداكتيكي
7
المصوغة الفرعية األولى
8
ـ تخطيط وضعيات تعليمية تعلمية في مادة التاريخ استنادا إلى المرجعية
الديداكتيكية ـ
اإلطار النظري
تقديم:
لقد استمد المنهاج الحالي لمادة التاريخ منطلقاته العامة من نتائج البحث في المجال اإلبستيمولوجي
والديداكتكي ،إذ انطلقت اللجنة التقنية المتعددة التخصصات والتي أوكلت لها مهمة مراجعة منهاج مادة التاريخ ،من
مجموعة من المبادئ ،وهي المرة األولى في تاريخ تدريس هذه المادة في المغرب ،التي تم فيها تحديد المنطلقات
العامة بكيفية صريحة ،حيث تم استحضار ما يلي:
خصوصيات مادة التاريخ المدرسي ،إذ اعتبرتها الوثيقة الصادرة عن اللجنة المذكورة:
ـ “ مادة أساسية في التكوين الفكري والمعرفي للمتعلم ” ؛
ـ المرتكزات األساسية التي نص عليها الميثاق الوطني للتربية والتكوين والوثيقة اإلطار المنبثقة عنه
والخاصة بمراجعة المناهج التربوية ؛
ـ ما راكمته مادة التاريخ في مسار تطورها العلمي ،المعرفي والمنهجي...؛
ـ هوية المتعلم ،وتعدد انتماءاته مع التفتح على اآلخر؛
1
ـ المستوى السيكولوجي للمتعلم في بناء المنهاج :التدرج من الزمن المعيش إلى الزمن المبني .
إن قراءة متأنية لهذه المبادئ ،تجعلنا نقف على المالحظات التالية:
للمرة األولى تشير وثيقة رسمية صادرة عن وزارة التربية الوطنية المغربية إلى :
خصوصيات التاريخ المدرسي ( )HISTOIRE SCOLAIREوتميزه عن التاريخ العالِم ( HISTOIRE
. )SAVANTE
وتجدر اإلشارة إلى أن التوجيهات الرسمية السابقة لصدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،لم تكن تميز
بينهما ،بل كانت تتحدث عن التاريخ كمادة عالِمة ،يتعين على التلميذ حفظها وتذكر أحداثها وسنواتها...
أما الوثيقة الصادرة عن اللجنة التقنية المتعددة التخصصات ،فتشير إلى أهداف تدريس التاريخ وتختصرها في
-1وزارة التربية الوطنية (مارس )2002منهاج التاريخ والجغرافيا والتربية على المواطنة.
9
ما يلي:
” تنمية الذكاء االجتماعي ( للمتعلم) وحسه النقدي وتزويده باألدوات المعرفية والمنهجية إلدراك
أهمية الماضي في فهم الحاضر والتطلع إلى المستقبل وتأهيله لحل المشاكل التي تواجهه ”
وهي بذلك تحرص على مواكبة المستجدات التي يعرفها حقل البحث في ديداكتيك التاريخ.
ـ فما هي مقومات المرجعية الديداكتيكية لمادة التاريخ ؟
ـ وكيف يمكن توظيفها في تخطيط العملية التعليمية التعلمية؟
1ـ مقومات المرجعية الديداكتيكية لمادة التاريخ:
1ـ , 1األسس اإلبستمولوجية:
• منهاج التاريخ وتنمية الذكاء االجتماعي:
فبخصوص تنمية الذكاء االجتماعي للمتعلم ،نحاول ،في ما يلي تحليل هذه المنطلقات في ضوء األدبيات
اإلبستيمولوجية.
لقد حددت الوثيقة ،بمثابة منهاج لمواد التاريخ والجغرافيا والتربية على المواطنة ،في معرض حديثها عن
السياق االجتماعي ،الوظيفة المجتمعية للتاريخ ولخصتها في التالي:
” يستمد التاريخ وظيفته المجتمعية من مساهمته مع العلوم االجتماعية األخرى في تكوين إنسان يفهم مجتمعه (الوطني
والدولي) ويتموضع فيه ،حتى يصبح مشاركا وفاعال فيه.
فالتاريخ يساهم في التكوين الشخصي لإلنسان بتلقينه ذاكرة جماعية تتسع من المجموعة المحلية إلى األمة ثم
الكون ،كما يمده بالمعالم األساسية لفهم العالم ،والتنظيم المعقلن للماضي والحاضر“
وعليه ،فإن الوثيقة تساير مستجدات البحث اإلبستيمولوجي والديداكتيكي الخاص بتدريس التاريخ ،إذ خلصت
مجموعة من األبحاث إلى أن التاريخ كان دائما عبارة عن حاجة اجتماعية( )Besoin socialقبل أن يكون حاجة
2
علمية ( ، )Besoin scientifiqueمما جعل له وظائف اجتماعية يمكن اختصارها فيما يلي :
ـ تحرير الحاضر من ثقل الماضي ؛
ـ تأصيل الحاضر بربطه بالماضي ؛
ـ التعريف بالهوية الجماعية.
وهي أهداف أساسية تم استحضارها في وضع المنهاج الجديد لمادة التاريخ :لتنمية الفكر النقدي لدى األشخاص .
ومن شأن تنمية هذا الفكر ،أو ما عبرت عنه الوثيقة المذكورة ”بالحس النقدي“ تحقيق ما يلي:
ـ تفسير الحاضر؛
ـ التحرر من ثقل الماضي .
2
- Mostafa Hassani Idrissi(1/5/2001), « A l’heure de réforme,Quelles fonctions éducative » In Libération
10
• منهاج التاريخ وتنمية الحس النقدي:
تجمع األدبيات اإلبستيمولوجية الخاصة بالتاريخ على قيام هذا الفرع المعرفي ،إضافة إلى الوظيفة االجتماعية،
بتنمية الحس النقدي لدى المتعلم ،أي ما يعبر عنه بالوظيفة النقدية ( ، )Fonction critiqueأو كما تقول الباحثة
الفرنسية” ،مونيك فلونو“( ” : )Monique Flonneauالتاريخ لتكوين الفكر النقدي“ ( l’Histoire pour
الذي يسعى إلى تفسير الحاضر وتحرير الفرد من ثقل الماضي وإكسابه الحس 3
)former l’esprit critique
النقدي عند تعامله مع أحداث هذا الماضي .ويمكن اختزال هذه الوظيفة في الخطاطة التالية :
* تربية تاريخية
* تربية على المواطنة
3
- Monique Flonneau,(1996),De la découverte du Monde aux cycle II et III, Nathan,P.4
4
- Micheline JOHNSON;(,1976) Le concept de Temps dans l’enseignement de l’Histoire,cahier Clio,No 45-46
11
( ) Dimensionsلشبكة المعلومات العامة في التاريخ ويتوقف عليها الفهم في هذا الحقل المعرفي .5ويرى بعض
الباحثين في ابيستمولوجية التاريخ بأن العملية التاريخية“ هي عملية ثالثية األبعاد ،إذ أنها تقوم على العالقة الجدلية
بين اإلنسان وبيئته في إطار الزمن. 6“.
-1مفهوم المجال:
ويسميه بعض الباحثين،أيضا” ،التوطين ” الذي يلخص عبد هللا العروي وظيفته في تحديد مكان الحادث،
بالجواب عن السؤال :أين؟“ .
أما الباحثة المغربية ” واهمي خديجة“ فتعرف المجال بأنه “:مجال تصرف البشر عبر التاريخ ،وهو مجال
مادي مرتبط بمفهوم الطبيعة بمعنى االمتداد ،ومرتبط كذلك ،بمجال انتفع به البشر عبر التاريخ وتعامل معه“ .
والمجال مفهوم مركب تتعدد مستوياته من المجال القريب إلى المجال البعيد ،من الجهة إلى الوطن إلى األمة
( )Nationإلى مجال حضارة من الحضارات ...وهو يعبر عن مكان تواجد مجموعة بشرية ،تربطها به
عالقات اقتصادية ووجدانية وتحده حدود وتتولى أموره فئة حاكمة تباشر عليه سلطة سياسية ،مما يجعله مرتبطا
بالتوطين ،توطين مواقع ما يجري عليه من أحداث ووقائع ،وهي مسألة ال تخلو من صعوبات بالنظر إلى كون هذا
المجال ي عرف تحوال وتغيرا وتطورا مستمرا نتيجة لتفاعل اإلنسان معه ،إضافة إلى كونه ينتزع الدارس من حاضره
لينقله إلى الماضي ،الماضي البعيد, .
ولدراسة المجال والتأمل فيه أهمية ال تقل عن أهمية التأمل في مفهوم المجتمع.
2ـ مفهوم المجتمع:
اعتبارا لكون مفهوم المجتمع من المفاهيم الجامعة ( ،)Concept intégrateurترتبط به مجموعة من
المفاهيم الفرعية ،منها الفئة والطبقة والمؤسسات االجتماعية واالقتصادية والدهنيات ( ، )Mentalitéفإن
التعامل معه يستدعي “ فهم األفراد والجماعات المكونة للمجتمعات التي عاشت في مجال ما في الماضي،
واستيعاب دوافعها وأحكامها ومبادئها وعاداتها من خالل معرفة شروط حياتها :
ـ السوسيوـ اقتصادية :شروط العيش والعمل وأنشطة اقتصادية( ثروة ،فقر)...
ـ السوسيو ـ سياسية :بنية األمم والدول ( الحرب ،السلم ،الحق ،السلطة)...
ـ السوسيو ـ ثقافية :عادات ،عبادات ،أساطير ،تقنيات ،علوم‘‘ 7 ...
5ـ خديجة واهمي ( ) 2002محاولة وضع نموذج ديداكتيكي في التاريخ ،دار القرويين ،الدار البيضاء .ص24 .
6ـ قاسم عبده قاسم ( )1979تطور مناهج البحث في الدراسات التاريخية ،مجلة عالم الفكر ،المجلد 20
8ـ عبد هللا العروي ( )1992مفهوم التاريخ ،الجزء ،IIبيروت ،ص 243 .وما بعدها.
ـ عبد هللا العروي ،مرجع سابق ،ص2759 .
11
» -Mostafa Hassani Idrissi(1/5/2001), « A l’heure de réforme,Quelles fonctions éducative
12
-Charles Heimberg(2002) ,L’Histoire à l’école, ESF éditeur, pp.41-80
13
-- Monique Flonneau, op. cit. p.17
14
-Monique Flonneau, op.cit,p. 17
15
-Mostafa Hassani Idrissi, op. cit.
16
- Ibid
15
غير أن تدريب المتعلمين على خطاطات التفكير ،هذه ،ال يعني بأي حال من األحوال تغييب المعارف التاريخية
( )les connaissances historiquesأو التقليل من أهميتها ،بل إنها أساسية والزمة لتحقيق أي تعلم مفاهيمي
( )Conceptuelأو منهجي ) ،)Méthodiqueفبدونها لن تكتسب المهارات العملية والتي تبلور المفاهيم المهيكلة
للخطاب التاريخي والمرتبطة بالمجال والمجتمع والزمن .
وعليه ،فهذه الوظيفة النقدية ( المتمثلة في التعلم القائم على المفاهيم المهيكلة للخطاب التاريخي ) وتعلم
الخطوات المنهجية للمؤرخ ،وإن كانتا تتكامالن فيما بينهما ،فإنهما ال تقصيان الوظيفة االجتماعية المتمثلة في تحديد
الهوية( )La fonction Identitaireالمرتبطة بالهوية الجماعية (. )Identité collective
وبالرجوع إلى الوثيقة المرجعية للمنهاج الحالي لمواد :التاريخ والجغرافيا والتربية على المواطنة والتي
أشارت بكيفية صريحة ،وعلى غرار مادة الجغرافيا إلى“النهج التاريخي“ ،واعتبرته أحد مقومات مادة التاريخ.
17
وحددت خصائصه كالتالي:
لقد سبقت اإلشارة إلى تعدد الخطوات المنهجية المعتمدة في إكساب المتعلم النهج التاريخي ،ويعود هذا التعدد
إلى تنوع المرجعيات التي يستند إليها واضعو هذه المقاربات المنهجية.
وبخصوص الخطوات المنهجية التي حددتها الوثيقة /المنهاج الحالي لمواد التاريخ و الجغرافيا والتربية على
المواطنة ،كما هو مبين في الجدول ،أعاله ،فإنها تستمد مرجعيتها من األدبيات اإلبيستمولوجية التي ألفها المؤرخ
18
المغربي األستاذ عبد هللا العروي ،وخاصة ما جاء في كتابه الذي يحمل عنوان ” :مفهوم التاريخ“.
لقد تناول عبد هللا العروي الحديث عن مفهوم النهج التاريخي في معرض حديثه عما أسماه ” بمنطق المؤرخ“،
” ه ُّم (المؤرخ ) األول واألخير هو اإلجابة عن السؤال مه؟ (? )Quoiوالتعيين يكون بالكشف عن
مختلف العالقات التي تربط األمر الذي يبحث فيه بكل ما سواه .هدف العملية التوضيحية نطلق عليها اسم
”التعريف“ ( ، )Identificationبعدها يأتي دور االستيعاب بشتى أشكاله ( االستحضار ،التفسير،
التعليل) ونطلق عليها بشيء من التجاوز اسم التعليل“ ونصل إلى مرحلة الجمع والضم التي نسميها
اصطالحا ”التألفة“()Synthèse
إن مقارنة أولية بين النهج التاريخي ،كما حددته الوثيقة /المنهاج ومنطق المؤرخ ،كما حدده المفكر والمؤرخ
المغربي عبد هللا العروي ،من شأنها أن تكشف عن بعض أوجه التشابه واالختالف في التسميات ،فقط ،وليس في
المعنى أو المفهوم.
فبالنسبة للعملية األولى ،عملية التعريف ،تتفق الوثيقة /المنهاج والعروي على إعطائها نفس التسمية .أما العملية
الثانية ،فإذا كانت الوثيقة المشار إليها سابقا تسميها بالتفسير ،فإن العروي يعطيها تسمية أخرى ،أي ” التعليل“ ،وهو
يعتبر التفسير ) ) L’Explicationمرحلة فرعية من مراحل التعليل .وإذا كانت الوثيقة تطلق على العملية الثالثة
واألخيرة تسمية ”التركيب“ ،فإن المؤرخ المغربي األستاذ عبد هللا العروي ،يطلق عليها إسم الـتألفة ()Synthèse
ويميزها عن التأليفة (.)Combinaison
وبالرجوع إلى مؤلف األستاذة خديجة واهمي ،السابق الذكر ،وبالنظر إلى مشاركتها في وضع منهاج التاريخ،
يمكن فهم مكونات النهج التاريخي كما أوردته الوثيقة بمثابة منهاج لمواد االجتماعيات الثالث .
لقد خصصت الباحثة الفصل الثالث من مؤلفها لتحديد النهج الديداكتيكي لمادة التاريخ واختصرته في :التعريف
والتفسير والتركيب ،وقد سجلت إخضاع هذا النهج للتجريب في الميدان على مدى عقد من الزمان.
وإذا كانت الوثيقة /المنهاج تقدم إشارات جد مركزة عن خطوات النهج التاريخي ،وال تتجاوز ما يتضمنه الجدول
السابق (الصفحة ،)9:فإن توضيح هذه الخطوات يستدعي الرجوع إلى مؤلف األستاذة خديجة واهمي ،التي تستند في
مرجعيتها النظرية ،بصفة خاصة ،إلى كتابي األستاذ عبد هللا العروي( مفهوم التاريخ -الجزء الثاني) و“هنري
مونيو“ (. ) Didactique de l’Histoire ( ) Henri Moniot
-1.1التعريف )Identification(:
تستشهد الباحثة المذكورة بما أورده األستاذ عبد هللا العروي بخصوص هذه الخطوة الفكرية من كون التعريف
هو:
-إطالق اسم على حادثة أو مجموعة حوادث،
-عملية جد صعبة ،يتوقف عليها عمل المؤرخ،
-يتلخص فيها كل عمل المؤرخ،
ويترجم األستاذ العروي هذه العملية (التعريف) بالعنونة ( ،)Nomenclatureالتي يربطها ربطا وثيقا بعملية
20
التأويل ( )Herméneutiqueويجعلها خطوة سابقة على خطوة التعيين (. )Spécification
23
- Henri Moniot(1993) Didactique de L’’Histoire,Nathan, Paris,p. 48
24ـ واهمي خديجة ،مرجع سابق ،ص43 .
25ـ شكير عكي( ،) 2003التفسير التاريخي في المرحلة الثانوية التأهيلية :دراسة تشخيصية ،بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في علوم التربية ،كلية علوم
التربية ،الرباط .ص .ص55-54 .
26
- MARROU, H.I(1975) De la connaissance historique, ed. Seuil,p.35
19
ـ ترتيب العوامل:
يقوم المؤرخ خالل هذه العملية بترتيب العوامل ،بعد تقييمها وتصنيفها حسب أهميتها في صنع الحدث.
فبعدما يكون المؤرخ قد استحضر العديد من األسباب أو العوامل التي تكون في اعتقاده ُمفسِّرة للحدث التاريخي،
يقوم بعزل سبب أو عامل ما ،يشكل في نظره العنصر األهم والفاعل في صنع الحدث .وفي أعقاب ذلك يبلور
مسارات ويبني تطورات افتراضية تقوده إلى العملية الفكرية الموالية.
ـ ربط العالقات بين العوامل واألحداث:
إن القصد من العمليتين السابقتين ( انتقاء العوامل وترتيبها) هو تهيئ األرضية للقيام بعملية الربط ،جوهر
العملية التفسيرية في مجال التاريخ ،والتي تفضي إلى بلورة المعنى والمفهومية التاريخية.
وعملية الربط هاته ،بين العوامل أو األسباب والحدث ،تقوم على أساس استخدام منهجية دقيقة تستند على البرهنة
واالستدالل المنطقي.
ويمكن تمثيل خطوات التفسير التاريخي في الخطاطة التالية:
خطوات التفسير التاريخي
ربط العالقات بين ترتيب األسباب/العوامل حسب فعاليتها في انتقاء وتصنيف
األسباب/العوامل وموقعتها في صنع الحدث األسباب/العوامل حسب
صيرورة التحول معايير محددة
27ـ محمد صهود( ، ) 2003التحقيب التاريخي في المرحلة الثانوية التأهيلية ،بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،كلية علوم التربية ،الرباط ،ص31 .
28ـ العروي ،مرجع سابق ،ص 244 .وما بعدها.
29ـ خ .واهمي ،مرجع سابق،ص48 .
21
“ فاالكتفاء بمرحلتي ”التعريف“ و“التفسير“ في التاريخ المدرسي شيء غير مجد ،والتوصل إلى مرحلة التركيب
مسألة ضرورية وأساسية ألنها تمكن التلميذ من التوصل إلى استنتاجات والخروج باقتراحات أساسية في بناء
30
المعرفة ...كما تساعده على اكتساب المفاهيم المتناولة خالل مقطع التعلم“.
مثال :التركيب (التوليف) (من خالل الربط بين :الجزئي والكلي أو بين الكلي والجزئي واالنتقال من الخاص إلى
العام ومن العام إلى الخاص) :
-أبين تأثير فكر األنوار في اندالع الثورة الفرنسية.
-أبرز دور االكتشافات الجغرافية في النهضة األوربية.
-أبين دور الترجمة العربية في تطور الفكر األوربي في بداية النهضة األوربية.
التركيب
المجتم
ع
األشكلة
المجا الزمن
ل
التعريف
التفسير المفهمة
المهيأة الوثائق
المادية الشفوية
خالصة عامة:
هكذا إذن ،نستخلص استناد المنهاج الحالي لمادة التاريخ إلى المرجعية اإلبيستمولوجية في وضع تصور جديد
لألسس والمنطلقات العامة لمنهاج هذه المادة الدراسية ،تصور يأخذ بعين االعتبار مستجدات البحث األكاديمي
30
ـ خ .واهمي ،نفس المرجع ،ص50 .
31ـ محمد صهود ،مرجع سابق ,ص 24.اقتبسه من األطروحة التالية التي تمت مناقشتها في رحاب كلية علوم التربية بالرباط بتاريخ 25 :يناير : 2005
Mostafa Hassani Idrissi (2005) ,Contribution à une didactique de la penseé historienne, De l’éclairage méthodologique et
épistémologique à la pratique en classe d’histoire dans les lysées du Maroc.
22
32
والديداكتكي .
وأخيرا ،فمن ضمن أهم مميزات المنهاج الحالي لمادة التاريخ أيضا ،استناده ،باإلضافة إلى األسس
اإلبيستمولوجية المشار إليها سابقا ،إلى مدخل الكفايات البيداغوجية من خالل تنصيصه صراحة على »:التعامل مع
المعرفة التاريخية المنظمة تتيح للمتعلم إمكانية امتالكها وتوظيفها في وضعيات جديدة،
التأكيد على مسار المعرفة التاريخية أكثر من التركيز على منتوجها في أفق إكساب المتعلم االستقاللية
( ،)L’Autonomieولن يتسنى له ذلك إال باكتساب األدوات المنهجية لمساءلة التاريخ بفكر نقدي يستدمج نسبيته
ويعرف معناه ويثمن الثقل التاريخي لجملة مفرداته ،فيصبح مؤهال للتموضع في الماضي الذي مازال حاضرا حولنا
وفي المجال الذي نعيش فيه « . 33فكيف يمكن أن تتحقق هذه الكفايات من خالل درس التاريخ؟
:باللغة الفرنسية
.
- Charles Heimberg(2002) ,L’Histoire à l’école, ESF éditeur.
- Dossiers du C.P.E.C.No=15 (juin1984), Quelles compétences garantir en HIST/GEO , 1er cycle?
-Guy Michaud et Cie (1981), Vers une science des civilisations? Éditions complexe.
– Geneviève Meyer(1991) Cheminement en maternelle,coll. L’école au quotidien,Hachette, Paris.
- G.Meyer(1995),in : Profession enseignant, Évaluer,Pourquoi?Hachette.
- Henri Moniot(1993) Didactique de L’Histoire,Nathan, Paris.
- Micheline JOHNSON;(,1976) Le concept de Temps dans l’enseignement de l’Histoire,cahier Clio,No
45-46.
- Monique Flonneau,(1996),De la découverte du Monde aux cycle II et III, Nathan.
-Mostafa Hassani Idrissi (1/5/2001), « A l’heure de réforme,Quelles fonctions éducative pour
l’Histoire? » In Libération.
- Mostafa Hassani Idrissi (2005) ,Contribution à une didactique de la penseé historienne, De l’éclairage
méthodologique et épistémologique à la pratique en classe d’histoire dans les lysées du Maroc.
- Paule Maréchal, (1969), l’Histoire en question, les voies éducatives, Armand Colin, Paris..
- Robert MORTINEAU (1998) L’Histoire,Voie Royale vers la citoyenneté? In Revue EDUCATION ,
No 16.
- René Van Santbergen(1972) , Pour une méthode thématique
d’ enseignement de l’Histoire, cahier Clio, no 29, Bruxelles, Belgique.
24
الشق التطبيقي
25
المجزوءة
الوجه المرئي
للحدث/المشكل
السؤال بأبعاده الثالثة
الوجه الخفي
للحدث.المشكل
26
تصميم المجزوءة و محتوياتها
▪ الهدف العام
▪ الكفايات
-4البطاقات الديداكتيكية
▪ اإلشكالية
▪ التعريف
▪ التفسير
27
-1الهدف العام و الكفايات
1-1الهدف العام
أن تكون(ي) في نهاية المجزوءة قادر(ت)ا على بناء معرفة تاريخية بإتباع خطوات التفكير التاريخي.
2-1الكفايات
▪ أن تتمكن(ي) من طرح إشكالية تاريخية وفق مراحل تدريجية.
▪ أن تمحص(ي) الفرضيات انطالقا من تحليل الوثائق المختارة.
▪ أن تفسر(ي) المشكل المطروح.
▪ نقترح عليك درسا في التاريخ بصيغة جديدة تتمحور حول تعلم التفكير التاريخي ،باالعتماد
على مشاركتك في بناء المعارف المرتبطة بهذه المجزوءة .فماذا نعني بالتفكير التاريخي ؟
▪ إنه تفكير تم تفكيكه إلى خطوات وعمليات متكاملة تيسر لك اكتساب المعرفة التاريخية بناء
على مجهودك الذاتي وفي ضوء توجيهات عملية ستقدم لك في الوقت المناسب.
▪ وبعد أن توضح لك مختلف خطوات هذا التفكير ستنخرط(ين) في تجربة تعلمية جديدة حول
مثال ملموس من تاريخ المغرب يتعلق بالفترة االنتقالية بين الوطاسيين و السعديين في نهاية
القرن 15م وبداية 16م.
▪ وترتكز المجزوءة التي ستشتغل(ين) عليها على ما يلي:
-إ ن الهدف المنتظر ليس هو معرفة أكبر قدر من المعلومات التاريخية حول
الموضوع بقدر ما هو االستئناس بالتفكير التاريخي والتدرب عليه.
-إن االشتغال بهذا التفكير سيكون تدريجيا بحيث يتم استيعاب كل عملية وكل خطوة من هذا التفكير قبل
تطبيقها على مراحل المثال المقترح ،من أجل منحك أكبر قدر من االستقاللية في التعلم.
-إن االشتغال سيكون على مجموعة من الوثائق التاريخية هيئت لهذا الغرض ،وستتفرع هذه المجزوءة
إلىثالث بطاقات تعلمية توافق كل منها خطوة أساسية من خطوات التفكير التاريخي :كل بطاقة تتضمن
توضيحات حول األنشطة المطلوبة منك.
28
.
-3خطوات التفكير التاريخي
تتضمن هذه الخطاطة مختلف خطوات التفكير التاريخي التي تتمحور حول المفهمة (استعمال المفاهيم
والمصطلحات) .وتشمل اإلشكالية -االستكشاف الوثائقي – التعريف – التفسير -التركيب.
-1اإلشكالية:
تعتبر اإلشكالية أول خطوة في التفكير التاريخي تحول موضوع دراسة إلى مشكل تاريخي يستلزم تفسيرا.
وهي بالتالي بداية لعملية استكشاف أحداث مجهولة انطالقا من أحداث معروفة .ويتم وضع اإلشكالية من
خالل العمليات الفكرية التالية:
▪ طرح المشكل أو وضع سؤال مركزي.
▪ تفريعه إلى تساؤالت.
▪ وضع فرضية لكل تساؤل.
29
1.1ينطلق السؤال المركزي أصال من قضايا الحاضر التي يعيشها المجتمع وانطالقا مما تتيحه الوثائق
بمراعاة األبعاد الثالثة :الزمن –المجال-المجتمع.
2.1ولتسهيل تحليل السؤال المركزي نقسمه إلى تساؤالت فرعية.
3.1ونقترح لكل سؤال جوابا مؤقتا انطالقا من دراسة الوثائق ،ويسمي
هذا الجواب المؤقت فرضية ،هذه األخيرة قابلة للتأكيد أو النفي أو التعديل.
-2االستكشاف الوثائقي:
الشك أن الوثيقة التاريخية هي المادة األولية لبناء الحدث .وتستمد أهميتها في كتابة التاريخ من كونها أوال
مصدرا للمعلومات وثانيا برهانا إلثبات أو نفي وجهة نظر.
-4التفسير:
وبعد استقراء الوثائق وتحليلها ،نقوم بعملية التفسير التي تتوج باإلجابة على المشكل المطروح .ويتخذ
التفسير شكلين:
.1 .4التفسير العاملي :ننطلق فيه من الحدث/المشكل المراد تفسيره للرجوع زمنيا إلى الوراء من أجل
اختيار وتصنيف العوامل حسب طبيعتها أو مدتها أو فعاليتها.
.2 .4التفسير القصدي :ونتموقع هنا قبل وقوع الحدث/المشكل من أجل تحليل مختلف االحتماالت
المرتبطة باختيارات سلوك الفاعلين .وهنا يكون الحدث/المشكل واحدا من بين أحداث أخرى كانت محتملة
الوقوع ولم تقع .والمطلوب هنا هو البحث عن األسباب التي جعلتها لم تقع.
30
.3.4البحث عن المعنى :ويتوج التفسير عامة بجواب تركيبي لإلشكال يضع الحدث/المشكل في سياق
تعاقبي أو تزامني من أجل الوصول إلى معنى.
-5التركيب
يتخلل التركيب مختلف مراحل التفكير التاريخي .وعملية التركيب ال تعني فقط تجميع عناصر معينة ،بل
تعني كذلك إدماج هذه العناصر حسب تنظيم مقصود.
فهي إذن عملية تستهدف جمع وتلخيص نتائج تمحيص الفرضيات انطالقا من تحليل الوثائق التاريخية
المختارة ،في اتجاه تقديم إجابة تفسيرية للمشكل التاريخي المطروح.
-6المفهمة:
-هي عملية صياغة مفاهيم لتسمية األشياء واألحداث أو تنظيم لهذه األشياء أو األحداث حسب مفاهيم
معينة .والمفهوم هو تمثل ذهني ألحداث لها خصائص مشتركة أساسية.
وعملية المفهمة ال تقتصر على مرحلة بعينها ،بل هي حاضرة طيلة فترة التحليل وعرض األحداث. -
وتستهدف المفهمة توجيه البحث وفق اإلشكاليات المطروحة ،وجمع شتات الوثائق المعتمدة وتحويلها
إلى معطيات منظمة وقابلة للفهم.
-ثالثة أنواع من المفاهيم تهيكل التفكير والكتابة التاريخية :المجتمع ،المجال ،الزمن .وهي مفاهيم تمكن
من تحديد موضوع الدراسة وتساعد على التأويل .وفي هذا الصدد يقع التمييز بين ثالثة أنواع من
األحداث يتزايد دورها التفسيري مع تزايد مدتها الزمنية:
oالواقعة :وهي حدث مدته قصيرة .مثال :اغتيال فرانسوا فردينند بسارايفو يوم 28يونيو .1914
oالظرفية :وهي وضعية تتظافر فيها عدة عوامل لتطبع مدة زمنية متوسطة .مثال :التحالفات والسباق نحو
التسلح.
oالبنية :وهي بصمة عميقة تطبع مدة طويلة تتخللها أحداث أقصر مدة .مثال :الروح القومية والتناقضات
الداخلية للرأسمالية.
تتضمن خطاطة "التفكير التاريخي" إذن مجموعة من الخطوات يمكن تحديدها في
اإلشكالية -االستكشاف الوثائقي -التعريف -التفسير – التركيب والمفهمة .وال تتخذ هذه
الخطوات بالضرورة شكال خطيا ،بحيث أن المؤرخ يعيشها بشكل لولبي ال بشكل تعاقبي.
31
-4البطاقات التعلمية
32
4-1بطاقة تعلمية للكفاية األولى :اإلشكالية
-1الكفاية المستهدفة :التمكن من وضع إشكالية للحدث /المشكل .وفق مراحل تدريجية.
-2القدرات المستهدفة.
انطالقا من 1.2طرح المشكل أو صياغة سؤال مركزي للحدث في أبعاده الزمنية والمجالية والمجتمعية
وثيقة أو وثائق.
2.2تفريع المشكل أو السؤال المركزي إلى تساؤالت.
3.2صياغة فرضية لكل تساؤل.
طرح اإلشكالية
33
ب-تقديم حول اإلشكالية
▪ تعتبر اإلشكالية خطوة أساسية في التفكير التاريخي تحول موضوع دراسة إلى مشكل تاريخي يستلزم
تفسيرا .وهي بالتالي بداية لعملية استكشاف أحداث مجهولة انطالقا من أحداث معروفة .وينطلق هذا
االستكشاف من معطيات تاريخية توفرها الوثائق .وبما أن االستكشاف الوثائقي قدرة تستدعي ظروفا
خاصة الكتسابها ،ال تتوفر في هذه التجربة التعلمية ،فقد تم اختيار مجموعة من الوثائق تساعدك على
تحليل إشكالية هذا الموضوع.
في الخطوة األولى من التفكير التاريخي نبدأ بطرح مشكل حول قضية تاريخية انطالقا أوال من قضايا
الحاضر ،وثانيا مما تتيحه الوثائق .فانطالقا من الحاضر ،يمكن اعتبار الدور الذي الزالت تلعبه الزوايا في
الحياة االجتماعية خاصة في المناطق القروية ،وكذا الصراع الحالي بين أنصار السلفية وأنصار الحداثة،
محفزا للنظر في الظروف التاريخية التي كانت وراء هذا الدور.
ولتسهيل عملية طرح المشكل/السؤال المركزي نقترح عليك بعض األنشطة :
▪ النشاط 1
تجيب(ين) فيه عن األسئلة (ما ومن؟ –متى؟-أين؟) من أجل التمكن من سرد الحدث في أبعاده الزمنية
والمجالية والمجتمعية.
34
في سنة 1510التجأ زعماء قبائل سوس إلى شيخ
الزاوية الجزولية محمد بن مبارك بأقا ،فدار الحوار
التالي بينهما:
تاريخ المغرب المصور:تحت إشراف محمد المعزوزي ،مطبعة المعارف 1993 ،الجزء ،2ص 65بتصرف.
الوثيقة 1
1ـ ما هو موضوع الوثيقة 1؟
................................................................................................
................................................................................................
2ـ متى وأين وقع الحدث الوارد في الوثيقة؟
...............................................................................................
................................................................................................
3ـ ما هو طلب شيوخ القبائل؟
..............................................................................................
.............................................................................................
4ـ ما هو جواب زعيم الزاوية ؟
.................................................................................................
...............................................................................................
5ـ ركب(ي) ما توصلت إليه مستحضر(ة)ا األبعاد الثالثة (الزمن-المجال -المجتمع)
................................................................................................
................................................................................................
▪ النشاط 2
اآلن وقد تعرفت على الحدث في أبعاده الزمنية والمكانية والمجتمعية المطلوب :وضع الحدث في سياقه
العام حسب نفس األبعاد ( .معنى السياق في القاموس :ال تتضح فكرة واردة في نص إال بالرجوع إليه كامال
أي إلى ما تقدم الفكرة وما لحق بها) .ووضع الحدث في سياقه التاريخي عملية مستمرة ال تنتهي إال باإلجابة
النهائية على المشكل المطروح .فكل معرفة جديدة عن هذا السياق تزيد في إبراز داللة الحدث/المشكل.
.....................................................
ا لزمن
...................................................... المكان
....................................................... المجتمع
35
▪ النشاط 3
اآلن وقد تعرفت على الحدث في أبعاده الزمنية والمكانية والمجتمعية وكذا في سياقه العام ،إليك هذا
الجدول الذي يتضمن المعطيات التاريخية المستخرجة من الوثيقة.
المطلوب :تعبئة الجدول بصياغة تساؤالت حول كل بعد من هذه األبعاد .3
التساؤالت المقترحة المعطيات التاريخية المستخرجة
........................... ..................................
ا لزمن
........................... .................................. المكان
........................... ........................................... المجتمع
▪ النشاط 4
انطالقا من التساؤالت التي أوحت لك بها الوثيقة1
المطلوب :أن تصوغ(ي) مشكال تاريخيا /سؤاال مركزيا ،تستحضر(ين) فيه األبعاد الثالثة (الزمن ،المكان،
المجتمع).
......................................................................................................
-2توجيه عملي للقدرة الثانية :التساؤالت.
إن المشكل الذي صغته يطرح عدة إمكانيات للتساؤل ال يمكن اإلجابة عنها إال بتوفر الوثائق ▪
الضرورية.
إذا علمت أن القوى التي كانت تتحرك في مسرح األحداث بالمغرب في بداية القرن16م متنوعة ▪
أهمها :السلطة المركزية -االحتالل األجنبي -الزوايا
فالنشاط المطلوب هو:
طرح أسئلة مالئمة انطالقا من المشكل الذي صغته مستحضرا هذه القوى ،ومن األفضل أن تطرح(ي) سؤاال
فرعيا خاصا بكل واحدة من هذه القوى.
3
37
4-2بطاقة تعلمية للكفاية الثانية :التعريف
تمحيص الفرضيات
انطالقا من التوفر -القدرة على فهم الفكرة -القدرة على -كيف نمحص
على معطيات تتعلق العامة لكل وثيقة. استخراج الفرضيات؟
بالوثيقة ومؤلفها، -القدرة على فهم الفكرة المعطيات من -ما هي نقطة
القدرة على تقويمها وفق العامة لمجموع الوثائق الوثائق. االنطالق في هذا
مؤشرات معنية. المرتبطة بتمحيص -القدرة على التمحيص؟
الفرضية. تصنيفها.
-القدرة على عنونة
الوثيقة أو الوثائق.
38
ب -ربط منهجي انتقالي
لقد انتهت مرحلة اإلشكالية بصياغة 3فرضيات ،لنعد إليها ولنحاول أن نستخرج المفاهيم التاريخية
المضمنة فيها وفق الجدول التالي:
المفاهيم التاريخية المضمنة فيها الفرضيات
.......................................................................... األولى
.......................................................................... الثانية
.......................................................................... الثالثة
الحظ(ي) أن هذه المفاهيم التاريخية تحيل على أحداث تاريخية ينبغي معالجتها في إطار تمحيص
الفرضيات وهي الكفاية التي أنت مقبل(ة) عليها وتسمى التعريف.
ج -تقديم حول التعريف
إن الهدف األساس من التعريف هو أن تتمكن(ي) من بناء الحدث عن طريق توظيف المعطيات التاريخية
المنتقاة من الوثائق لتمحيص الفرضيات .وبناء الحدث يقوم على ثالث قدرات متكاملة ومترابطة هي :
-1الفهم:
وهو ذو بعدين :
▪ البعد األول هو فهم الوثائق .والمقصود هنا هو ما يحدث خالل المراحل األولى من دراسة
وثيقة ما ،وهو نتاج التفحص األولي السابق ألي دراسة معمقة والمرتبط بخصائص الوثيقة
األكثر تجليا (نوع الوثيقة ،تاريخها ،لغتها ،موضوعها)...
▪ البعد الثاني هو وضع األحداث المضمنة في هذه الوثائق في سياقها التاريخي ( تذكر(ي) أن
وضع الحدث في سياقه التاريخي عملية مستمرة)
-2االنتقاء:
والمقصود هنا اختيار المعطيات التاريخية التي لها صلة وثيقة بالفرضيات ،وبالتالي المالئمة
للمشكل/السؤال المطروح .في هذا االنتقاء تقويم للمعطيات التاريخية من حيث أهميتها وعالقتها بالسؤال
المطروح .وهناك تقنيتان النتقاء األحداث هما :التعاقب و التزامن.
39
-3النقد:
ويتعلق األمر بالتأكد من مصداقية المضمون التاريخي الوارد في الوثائق ،ومدى صحته العلمية أو خضوعه
النحرافات منبثقة من تاريخ الوثيقة ،نوعها ،أو صاحبها .وهذا يتطلب تعامال نقديا مع هذه الوثائق.
وانطالقا من هذه القدرات الثالث تكون هذه الكفاية -التعريف -عملية بناء للحدث التاريخي ال
مجرد استخراج للوقائع من الوثائق.
تذكر(ي) الفرضيات والمفاهيم التاريخية المضمنة فيها ثم تعرف(ي) على الوثائق التاريخية التي
ستشتغل(ين) عليها تبعا للجدول التالي:
40
المطلوب:
انتق(ي) من الوثائق المخصصة لهذه الفرضية ( )2-3-4-5مختلف المؤشرات الدالة على أزمة السلطة
المركزية الوطاسية.
"واستحكمت شوكة الروم وبقي المسلمون في أمر "وتجبى هذه الضرائب على وجوه
مريج* لعدم أمير يجتمعون عليه وتجتمع به كلمة شتى[ ]...واتخذ الملوك [الوطاسيون]
اإلسالم ألن بني وطاس كانت قد فشلت ريح ملكهم تدابير جبرية .ولم يكفهم اغتصاب تلك
في بالد السوس ،وإنما كان لهم الملك في حواضر اإليرادات جملة وإنفاقها بحسب هواهم ،بل
المغرب ،ولم يكن لهم من السلطة في سوس إال أضافوا إليها ضرائب جديدة بحيث ال يوجد
اإلسم" سوى القليل من الفالحين الذين يستطيعون
محمد اإلفراني -نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي -مكتبة توفير ما يلزمهم من لباس وطعام"
حسن الوزان ـ وصف افريقيا -ج -1الترجمة العربية -الطالب -ص.10
منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر-
-1980ص 289 – 281
محمد االفراني :ولد حوالي 1670م 1080 /هـ تلقى بداية تعليمه في الحسن الوزان :ازداد بغرناطة سنة 1485قبل أن
مراكش على يد علماء هذه المدينة ،ورحل إلى فاس طلبا للعلم ثم عاد يغادرها صحبة أسرته ليستقر بفاس حيث تلقى تكوينه.
إلى مراكش لممارسة مهنة التدريس .من أهم مؤلفاته نزهة الحادي ومكنته أنشطته التجارية ثم الدبلوماسية من السفر عبر
بأخبار ملوك القرن الحادي ،الذي يعتبر أكمل تاريخ للدولة السعدية العالم اإلسالمي وخاصة منه اإلفريقي ,عاصر األحداث
بعد مناهل الصفا للفشتالي. التي عرفها المغرب أواخر العهد الوطاسي وقبيل قيام
مريج :في حيرة من أمرهم أسره القراصنة األوروبيون قرب الدولة السعدية.
الشاطئ التونسي سنة 1517ونقلوه إلى إيطاليا حيث تبناه
البابا ليون العاشر وحيث كتب وصف إفريقيا حوالي
1525
الوثيقة 4
" كل هذا يوضح كيف أن الملوك في أيامنا لم يعينوا ال بموجب وراثة حقيقية وال بحسب انتخاب من طرف
الشعب أو كبار الشخصيات أو قائد الجيش .وإنما يعمد كل أمير قبل موته إلى إرغام أهل الحل والعقد وأقوى
أفراد الحاشية على مبايعة* ابنه أو أخيه خلفا له بأداء القسم على ذلك .وفي كثير من األحيان ال يبر هؤالء
بقسمهم فيعينون ملكا من اختيارهم .وهذه هي الطريقة التي يعين بها ملك فاس”
حسن الوزان ـ وصف افريقيا ج ،1ص 286-285
بين المبايعة :تعني تبادل البيعة وهي ركن من أركان إقامة السلطة السياسية في الدولة اإلسالمية ،وهي بمثابة تعاهد وتعاقد
السلطان والرعية من أجل صيانة أمور الدين ورعاية شؤون الدول
41
0 200 Km
42
▪ النشاط -1عبئ(ي) الجدول التالي بما يناسب.
المؤشرات الدالة على أزمة السلطة المركزية الوطاسية رقم الوثيقة
2
3
4
5
▪ النشاط -3ضع(ي) عنوانا مناسبا لكل وثيقة في ضوء المعطيات التي استخلصتها.
العنوان المقترح رقم الوثيقة
2
3
4
5
▪ النشاط -4ضع(ي) في الخانة التالية عنوانا تركيبيا لهذه الوثائق مجتمعة ارتباطا بمضمون الفرضية
التي أنت بصدد تمحيصها.
43
▪ النشاط -5بما أن النقد التاريخي قدرة دقيقة ومعقدة تتطلب أحيانا تخصصا معينا سنقتصر هنا على
بعض األسئلة المالئمة والمستوحاة من هذه الخطوة المنهجية.
التبرير االختيارات خطوات التقويم
............................. متكاملة ومتطابقة؟ هل المعطيات التي استخرجتها
............................. من هذه الوثائق
.............................
متناقضة؟
............................. من خالل اإلطالع على نوعية كافية؟
............................. الوثائق وتاريخها والمعلومات غير كافية؟
.............................
الخاصة بأصحابها :هل ترى /تثير بعض التحفظات؟
ترين أن هذه الوثائق
.............................. هل المعطيات التي أمدتك بها هذه تؤكد األزمة؟
.............................. تنفيها؟ الوثائق تجعلك
44
الوثيقة 6
45
الوثيقة 7
46
الوثيقة 8
" انطلقوا ليال ليصبحوا بالقرب من آزرو* ......ثم أسرعوا نحو األبواب المفتوحة وقتلوا كثيرا من
سكان القرية .....وسيطروا على كل ما فيها .فأخذوا معهم كثيرا من الشبان والشابات ومن قطعان
الماشية ،ومن البضائع على اختالف أنواعها ......ولم تبق قرية وال دوار وال أي مسكن في أعلى
الجبل أو أسفله إال وتعرض للنهب أو تمت السيطرة عليه"
نص برتغالي لمؤلف مجهول عاش بالمغرب في النصف األول من القرن 16م ،مترجم بتصرف عن :دوسنيفال )بيير(
-تواريخ سانتاكروز دي كاب دوكي – منشورات القسم التاريخي للمغرب – الجزء الثالث ،باريس ،1934 ،ص 37
* آزرو:قرية بالقرب من أكادير بسوس.
▪ النشاط -1قارن(ي) بين الخريطتين 6و 7واستنتج(ي) مكانة المغرب في التجارة البعيدة المدى قبل
االحتالل اإليبيري للشواطئ المغربية وبعده.
مكانة المغرب في التجارة البعيدة المدى
بعد االحتالل اإليبيري قبل االحتالل اإليبيري
................................................ ................................................
................................................ ................................................
............................................... ...............................................
............................................... ...............................................
................................................ ................................................
................................................ ................................................
▪ النشاط -2حدد(ي) السياق العالمي الذي يندرج فيه االحتالل اإليبيري للشواطئ المغربية خالل هذه
المرحلة.
...................................................................................................
........................................................................................................................
........................................................................................................................
........................................................
47
▪ النشاط -3عبئ(ي) الجدول التالي بما يناسب
المؤشرات الدالة على االحتالل اإليبيري ومضاعفاته على سكان المغرب رقم الوثيقة
وخاصة الجنوب.
............................................................................. 5
.............................................................................
.............................................................................
............................................................................. 6
.............................................................................
..............................................................................
.............................................................................. 7
..............................................................................
.............................................................................
............................................................................. 8
.............................................................................
.............................................................................
▪ النشاط -4صنف(ي) المؤشرات التي توصلت إليها في ضوء المفهوم المركزي (االحتالل اإليبيري
ومضاعفاته على سكان المغرب وخاصة الجنوب) في الجدول التالي:
مؤشرات اجتماعية مؤشرات اقتصادية مؤشرات سياسية
▪ النشاط -5ضع(ي) عنوانا مناسبا لكل وثيقة في ضوء المعطيات التي استخلصتها.
العنوان المقترح رقم الوثيقة
5
6
7
8
48
▪ النشاط -6ضع(ي) في الخانة التالية عنوانا تركيبيا لهذه الوثائق مجتمعة ارتباطا بمضمون الفرضية التي
أنت بصدد تمحيصها.
▪ النشاط -7سبق أن أكدنا أن النقد التاريخي قدرة دقيقة ومعقدة تتطلب أحيانا تخصصا معينا لذا سنقتصر
هنا على بعض األسئلة المالئمة والمستوحاة من هذه العملية المنهجية.
التبرير االختيارات خطوات التقويم
............................. هل المعطيات التي استخرجتها متكاملة ومتطابقة؟
............................. من هذه الوثائق
.............................
متناقضة؟
............................. من خالل اإلطالع على نوعية كافية؟
............................. الوثائق وتاريخها والمعلومات غير كافية؟
.............................
تثير بعض التحفظات؟ الخاصة بأصحابها :هل ترى/
تري أن هذه الوثائق
.............................. هل المعطيات التي أمدتك بها تؤكداالحتالل اإليبيري
.............................. ومضاعفاته؟ هذه الوثائق تجعلك
..............................
تنفيه؟
49
الوثيقة رقم 9
أبو عثمان سعيد بن أبي بكر المشترائي نزيل مكناس" صاحب البركة الظاهرة ،والخوارق الباهرة...
يطعم الطعام ويكفل الضعفاء واأليتام"
عبد هللا بن عجال الغزواني بمراكش " كان[ .]..دأبه الحركة في أسباب الحراثة واستخراج المياه[]...
وكل ما يأتيه من أسباب الدنيا يدفعه لذوي الحاجات وشأنه مالزمة الذكر والذكرى واألمر بالمعروف
والنهي عن المنكر[ ]...وخلف المئات من المشايخ "
أبو عبد هللا محمد بن مبارك "كان هذا الرجل أعجوبة من عجائب الدهر[ ]...وكان إذا هاجت فتن
القبائل يبعث لهم بالكف عن القتال ،فمن تعدى أمره عجلت عقوبته في الوقت[ ]...ثم إنه وضع أياما
معلومة في كل شهر يسمونها أيام سيدي محمد بن المبارك ،ال يحمل فيها أحد سالحا وال يقدر أحد على
المشاجرة فيها[ ]...وذلك شائع عند قبائل العرب والبربر من أهل سوس وبالد القبلة[ ]...وهو الذي أمر
قبائل سوس باالنقياد إلى السلطانين الشريفين أبي العباس أحمد و أخيه أبي عبد هللا محمد الشيخ،
وأمرهما بالعدل والجهاد في سبيل هللا تعالى لما رأى النصارى تغلبوا على سواحل تلك البالد"
ابن عسكر ،دوحة الناشر ،مطبوعات دار المغرب ،1976 ،ص 114 -113 -98 -77-97
محمدابن عسكر :ولد بشفشاون سنة .1529ألف دوحة الناشر عام 1577يقدم فيه صورة ألعالم المغرب من الفقهاء
وشيوخ التصوف في القرن 16سواء لقيهم أو لم يلقهم وحتى الذين لم يعاصرهم.
محمد بن امبارك :من قبائل المصامدة ،وهو شيخ زاوية أقا في منطقة سوس وهي فرع من الزاوية الجزولية
السالطين األشراف :هم السعديون ،من آل البيت ،هاجروا من الشرق في حدود القرن 14واستقروا في درعة ثم انتقل
فرع منهم خالل القرن 15واستقر بسوس حيث استطاعوا كسب احترام السكان.
▪ النشاط -2صنف(ي) المؤشرات التي توصلت إليها في ضوء المفهوم المركزي (أهمية الزاوية
الجزولية وإشعاعها) في الجدول التالي:
50
مؤشرات اجتماعية مؤشرات اقتصادية مؤشرات سياسية
▪ النشاط -3ضع(ي) عنوانا مناسبا لكل وثيقة في ضوء المعطيات التي استخلصتها.
العنوان المقترح رقم الوثيقة
5
6
9
▪ النشاط -4ضع(ي) في الخانة التالية عنوانا تركيبيا لهذه الوثائق مجتمعة ارتباطا بمضمون الفرضية التي
أنت بصدد تمحيصها.
▪ النشاط -5سبق أن أكدنا أن النقد التاريخي قدرة دقيقة ومعقدة تتطلب أحيانا تخصصا معينا .والهدف من
نقد الوثيقة هو التأكد من مدى صحة معطياتها حتى يتم تفسير المشكل التاريخي المطروح على أسس
ذات مصداقية .لذا سنقتصر هنا على بعض األسئلة المالئمة والمستوحاة من هذه العملية المنهجية.
51
3-4بطاقة تعلمية للكفاية الثا لثة :التفسير
أ -الكفاية المستهدفة والقدرات المرتبطة بالتفسير
ب -ربط منهجي انتقالي
ج -تقديم حول التفسير
د -توجيهات عملية وأنشطة مرتبطة بالتفسير
تفسير الحدث
52
ب -ربط منهجي انتقالي
انتهت مرحلة تحليل الوثائق التي كانت الغاية منها التعريف باألحداث ذات العالقة بالفرضيات وبالتالي بالمشكل
المطروح .لكن األحداث ليست إال مواد أو لوازم في كتابة التاريخ .فهي ال تفسر شيئا في حد ذاتها .فالتفسير يتطلب
ربط عالقات بين األحداث وتفصيلها وتحديد أهميتها حتى تفضي إلى تفسير مقنع .فالتعامل مع األحداث بهذه الكيفية
هو الذي يجعل منها عوامل مفسرة.
ج ـ تقديم حول التفسير
ال يكتفي المؤرخ بإثبات األحداث بل يسعى إلى تفسير الحدث/المشكل في نظام من العالقات والداللة .ويمكن تقسيم
التفسير إلى نوعين غير منفصلين بل متكاملين هما:
التفسير العاملي :يفسر الحدث وفق الظروف الموضوعية التي أنتجته .وهكذا يلجأ المؤرخ أوال إلى انتقاء العوامل
الموضوعية ،وثانيا إلى تصنيفها حسب طبيعتها أو مدتها أو فعاليتها.
التفسير القصدي :ينفتح التفسير على الممكنات حتى ال يصبح حتميا .هكذا نلجأ إلى نوايا الفاعلين من أجل تحليل
االحتماالت سواء التي تحققت أو التي لم تتحقق مع تفسير العوامل التي حالت دون تحقيق هذه األخيرة.
البحث عن المعنى :ويتوج التفسير عامة بجواب تركيبي لإلشكال يضع الحدث/المشكل في سياق تعاقبي أو تزامني
من أجل الوصول إلى معنى.
القدرة األولى :انتقاء العوامل المفسرة للمشكلة وربط العالقات السببية بينها حسب تسلسل منطقي. -1
النشاط -1تذكر المشكلة التاريخية التي انطلقت منها والتي تريد تفسيرها ودونها في هذا اإلطار: ▪
.............................................................................................
.............................................................................................
.............................................................................................
▪ النشاط -2عد(ي) إلى األحداث التي توصلت إليها من خالل مرحلة التعريف وقم(ي) بجردها حسب
الجدول التالي:
جرد لألحداث ذات العالقة بالفرضيات حسب طبيعتها
بالنسبة للفرضية الثالثة بالنسبة للفرضية الثانية بالنسبة للفرضية األولى
أحـــــــــــــــداث سيــــــــــــــــــاسية
53
أحـــــــــــــــداث اقتصـــــــــــــــــادية
أحـــــــــــــــداث اجتمـــــــــــــــــاعية
▪ النشاط -3حول(ي) األحداث المتوصل إليها في الجدول أعاله إلى عوامل مفسرة واربط العالقات بينها
بشكل منطقي ،مستأنسا بالمثال التالي:
54
استنتاج:
من خالل هذه العالقات يتضح أن االحتالل اإليبيري وضعف السلطة الوطاسية ساهما
بشكل كبير في تزايد دور الزوايا في وسط المجتمع المغربي .فكالهما يفسر من جهة
خروج كثير من المناطق عن سيطرة الوطاسيين وكذا سخط المغاربة على سلطة
الوطاسيين وحاجتهم إلى من يقود حركتهم الجهادية ضد االحتالل اإليبيري.
المطلوب :قم(ي) بنفس العملية بالنسبة للمستويين ،االقتصادي واالجتماعي ،مستحضرا التسلسل المنطقي
في العالقات السببية بين األحداث الخاصة بهذين المستويين.
ماذا تستنتج(ي)؟
..........................................................................................................
..........................................................................................................
..........................................................................................................
.........................................................................................................
.........................................................................................................
55
على المســــــــتوى االجتمـــــــــــــــــــــــاعي
الفرضية 3 الفرضية 2 الفرضية 1
ماذا تستنتج(ي)؟
......................................................................................................
......................................................................................................
.....................................................................................................
.....................................................................................................
.....................................................................................................
56
-2القدرة الثالثة :ترتيب العوامل حسب فعاليتها في تفسير الحدث.
إن التفسير التاريخي ال ينتهي عند رصد العوامل وربط العالقات فيما بينها والخروج ببعض االستنتاجات،
بل البد من وضع تراتبية للعوامل المفسرة للحدث المشكل ،حسب طبيعتها أو مدتها أو فعاليتها .
هكذا إذا اعتبرنا أن الحدث/المشكل هو التالي:
لجوء أهالي سوس إلى شيخ الزاوية الجزولية في الظرفية المتأزمة التي تعرفها البالد يبرز أهمية
الدور السياسي الذي أصبح للزاوية الجزولية في أواخر القرن 15م وبداية القرن16م .فكيف يفسر
هذا الدور السياسي ؟
فيمكن تفسير الدور السياسي الذي أصبحت تقوم به الزاوية الجزولية بثالثة عوامل حسب تراتبية تختلف
من تأويل إلى آخر.
المطلوب :أن تختار أو أن تقترح تراتبية للعوامل المفسرة للدور السياسي الذي أصبح للزاوية الجزولية في
أواخر القرن 15م وبداية القرن16م بالمغرب .احرص على أن يأتي العامل األكثر تفسيرا للحدث/المشكل
واألقل تأثرا بالعوامل األخرى في مقدمة التراتبية.
د (اقتراح آخر) ج ب أ
..........................-1 -1إشعاع الزاوية الجزولية اإليبيري -1االحتالل -1ضعف السلطة المركزية
............................. في أوساط السكان للسواحل المغربية -2االحتالل اإليبيري
............................. -2ضعف السلطة المركزية -2إشعاع الزاوية الجزولية للسواحل المغربية
..........................-2 -3االحتالل اإليبيري في أوساط السكان -3إشعاع الزاوية الجزولية
............................. للسواحل المغربية -3ضعف السلطة المركزية في أوساط السكان
.............................
..........................-3
.............................
.............................
ضع(ي) عالمة أمام (أ) (ب) (ج) أو (د) وبرر(ي) جوابك في الخانة التالية:
.................................................................................................
.................................................................................................
.................................................................................................
.................................................................................................
.................................................................................................
57
-استحضار المشكل المطروح والفرضيات المقترحة عند صياغة هذا الجواب.
....................................................................................................
....................................................................................................
....................................................................................................
....................................................................................................
....................................................................................................
....................................................................................................
....................................................................................................
....................................................................................................
....................................................................................................
....................................................................................................
....................................................................................................
....................................................................................................
...................................................................................................
الخاتمة :مدى صحة الفرضيات وأي مشكل جديد يطرحه التفسير؟
المطلوب هنا:
-1ما مدى صحة الفرضيات التي انطلقت منها على ضوء الدراسة التي قمت بها؟
-هل تؤكدها؟
-هل تنفيها؟
-هل تعدلها؟
...................................................................................................
...................................................................................................
...................................................................................................
...................................................................................................
...................................................................................................
...................................................................................................
-3أي مشكل جديد استنتجته من هذه الدراسة؟
...................................................................................................
...................................................................................................
...................................................................................................
...................................................................................................
58
مصوغة فرعية :
ـ تخطيط وضعيات تعليمية ـ تعلمية في مادة الجغرافيا استنادا إلى
المرجعية الديداكتيكية ـ
59
اإلطار النظري
تقديم :
يرتكز المنهاج الحالي لمادة الجغرافيا بالمدرسة المغربية شأنه في ذلك ،شأن منهاجي التاريخ والتربية على
المواطنة ،على مجموعة من المرتكزات والمنطلقات المرتبطة بوظائف المادة ،وبالسياق التربوي العام ،وبمرجعيتها
الديداكتيكية .
لقد اقتضى تجاوز وضع الجغرافيا المدرسية على المستويين المعرفي والمنهجي كما هو قائم قبل اإلصالح الجاري ،
إعتماد المقومات اإلبستمولوجية للمادة ومسايرة البحث األكاديمي و الديداكتيكي ،لجعل الجغرافيا تقوم بدورها بشكل
فعال في تنمية الفكر العلمي ،وحصر الموارد المجالية ،والمساهمة في بناء مخططات إعداد التراب الوطني ،وتتبع
التوازنات البيئية ،وبالتالي تمكين الجغرافيا كمادة دراسية القيام بوظيفتها الفكرية والمجتمعية .
• وكيف يمكن توظيف وبلورة هذه المقومات في تخطيط وضعيات تعليمية -تعلمية مندمجة مع كفايات
وقدرات مادة الجغرافيا تخدم الوظائف المجتمعية والفكرية لهذه المادة ؟
إن لكل علم موضوعا يبحث فيه ،ومفاهيم مهيكلة ينظم بها معرفته ،وأهدافا معرفية يتوخى بلوغها ،ووسائل
يعمل بها على تحقيق تلك األهداف .ونظرا إلرتباط الجغرافيا بالعلوم اإلجتماعية ،فإنها التخرج عن هذا اإلطار ،
مع إعتبار الترابط العام بينها وبين مادة التاريخ والتربية على المواطنة وخصوصيات المادة ووظائفها المجتمعية
والفكرية باعتبار الجغرافيا ركنا أساسيا في التكوين الفكري واإلجتماعي والمدني للناشئة لتكون على بينة من
ميكانزمات المجال الجغرافي ،ودور اإلنسان كفاعل فيه ،ولتحقق لديها تربية مجالية مسؤولة .
وفي هذا السياق حددت وثيقة منهاج مواد التاريخ والجغرافيا والتربية على المواطنة ،الوظيفة المجتمعية لمادة
الجغرافيا داعية إلى اإلنتقال بالجغرافيا من مادة إخبارية عن الظواهر المجالية إلى مادة تكوينية تدرب المتعلم على
التفكير المجالي وتستند المرجعية الديداكتيكية على المبادئ التالية :
• مجاالت الجغرافيا ؛
60
1-1مجاالت الجغرافيا :الميادين وموضوعات الجغرافيا :
تعتبر الجغرافيا دراسة للمجتمع من خالل مجاله ،والمجال الذي تعنى به الجغرافبا هو مجال يحمل منشآت
ساكنته ووسائل إنتاجها وبعكس تاريخها وإرغاماتها وتطلعاتها وبذلك فالمجال الجغرافي هو نتيجة للتفاعالت
المستمرة بين المجتمع ومحيطه الطبيعي بجميع عناصره وموارده ومحيطه البشري بجميع مكوناته ومقوماته
(الديموغرافية واإلقتصادية والثقافية والتكنولوجية والعمرانية ) مع ما يرافق ذلك من توازنات أو إختالالت بيئية
واجتماعية كما أن الجغرافيا علم يدرس التوطنات البشرية على سطح األرض وتفاعل اإلنسان مع بيئته ومما سبق
يمكن تلخيص مجاالت الجغرافبا فيما يلي :
مجاالت الجغرافيا
يتضمن الخطاب الجغرافي مفاهيم مهيكلة ويقصد بها الواجهات التي تعالج من خاللها الكيانات الجغرافية وهي
:
مفهوم المورفولوجيا :تعني الخاصيات المتعلقة بهيئة الكيان المدروس ،وتختزل هذا المفهوم شبكة من المفاهيم
الفرعية توظف تبعا للموضوع المدروس ومقياس الدراسة وهي :الشكل والبنية والبعد .
61
مفهوم الورفولوجيا
مفهوم التوطين :يعتبر التوطين من اإلنشغاالت األساسية التي واكبت أهم تطورات الجغرافيا بل نسب اليه اسم
ّ
األماكن مع أوائل القرن 20م .يهدف التوطين الى تحديد مواقع الظواهرالجغرافية .يتنوع المادة نفسها ّعلم
توطين الظواهرتبعا للشكل الذي توجد عليه في المجال وللمقياس الذي تعالج به حيث نجد ثالثة أنواع من التوطين :
62
ويحدد التوطين على مستويين :
• مستوى أول عام يهم موقع الكيان الجغرافي على سطح األرض باعتماد اإلحداثيات الجغرافية ،
• مستوى ثاني يهم موقع الكيان بالنسبة لكيانات جغرافية مجاورة .
إن تحديد موقع الكيانات الجغرافية اليفرض بالضرورة المرور بالمستويين ،فذلك يخضع لطبيعة الكيان المدروس
وللهدف من تحديد موقعه .
يتصل هذا المفهوم بنشاط المجال الجغرافي عن طريق التحول أوالتغير عبر الزمن والتنقل عبر المكان .
إن المجال الجغرافي يتضمن آثار الماضي أي اإلرث التاريخي ،لذلك فالجغرافي يستعين ،أثناء تحليله للظواهر
الجغرافية ،بالتاريخ .وتدخل مساءلة التاريخ بالنسبة للجغرافي في إطار استجالء العناصر المستدامة في تأثيرها في
المجال .
لكن الظواهر الجغرافية تتطور حسب إيقاعات مختلفة،فالتغيرات الجيومورفولوجية،التحدث بنفس اإليقاع أوالسرعة
التي تحدث بها التحوالت اإلجتماعية واإلقتصادية
مظاهر هذه الحركة و الممثلة فيما يلي :الهجرات بمختلف أنواعها التوافد والنزوح واالنتجاع وحركة التبادالت
والتيارات.
وهي تختلف حسب المقاييس أو المعايير التالية :الكثافة واإلشعاع واالتجاه واإليقاع.
-الكثافة :وتالحظ من خالل السرعة التي تنتقل بها الظاهرة الجغرافية من جهة ،ومن خالل حجمها أو
أعدادها من جهة ثانية.
-اإلشعاع :وتالحظ من خالل المساحة التي تمتد فيها الظاهرة الجغرافية ،وهي تختلف بين الظواهر الممتدة
على مستوى المجال األرضي والظواهر التي تمتد محليا أوجهويا أ وطنيا.
-االتجاه :يرتبط بتحديد مسار الظاهرة الجغرافية ومن ثم الوجهة التي تنتقل نحوها ،اعتمادا على الجهات
األصلية ،بحيث نحدد منطقة االنطالق (أو تشعب الظاهرة) ونقطة الوصول (التالقي).
-اإليقاع :ويبرز طبيعة التنقل أو الحركة من مكان إلى آخر (حركة دائمة وموسمية ومؤقتة).
63
oتأثير الحركة في المجال:
وتتجلى من خالل البنية التحتية التي تضم مختلف أنواع المواصالت :الطرق و الشبكات وهي تكون إما طبيعية
أو مشيدة ،ناتجة عن النشاط البشري ،وهي تعكس درجة تحكم اإلنسان في المجال وممارسة النفوذ عليه .كما تبرز
أيضا من خالل التنظيم الذي يخضع له المجال الجغرافي وهو يختلف حسب درجة التطور االقتصادي والتكنولوجي
للمجتمعات ،والذي يبرز من خالل الشبكات الحضرية ،التي تنتظم في عالقات تفاعلية تعكس حركية معينة.
يستخلص من التعريف بهذه المفاهيم أنها ،تمثل أدوات يتم اعتمادها في التعامل مع الظواهر الجغرافية ،إال أن
هذه األخيرة ال تخضع لنفس المعالجة وفق المفاهيم ،ذلك أن كل ظاهرة جغرافية لها خصوصيتها تفرض التركيز
على مفهوم معين من المفاهيم المشار إليها.
يقصد بالنهج الفكري لمادة الجغرافيا ،المنهجية التي تعتمد عليها في معالجة الكيانات الجغرافية ،وتشمل ثالث
عمليات تخضع كل منها لخطوات منهجية محددة ،وهذه العمليات هي :الوصف ،التفسير ،والتعميم.
• الوصف الجغرافي:
ارتبطت عملية الوصف بالجغرافيا منذ القديم .ولقب العرب خالل القرون الوسطى الجغرافيا بألقاب تعكس
دورها ال وصفي لمكونات سطح األرض مثل" :علم عجائب البلدان" "علم عجائب الدنيا" ،...فكانت اهتماماتهم
تنصب على الوصف ذي الطابع األدبي الموسوعي ،وهذا نموذج من الجغرافيا العربية في القرن 8م من كتاب
"المسالك و الممالك".
"إن األرض مدورة كتدوير الكرة ،موضوعة في جوف الفلك كالمحة في جوف البيضة
والنسيم حول األرض هو جاذب لها من جميع جوانبها إلى الفلك".
وبتطور الجغرافيا تطورت مختلف عملياتها الفكرية في مقدمتها الوصف الذي أصبح يخضع لمنهجية تميزه عن
الوصف الكالسيكي.
"الوصف الجغرافي عملية فكرية تتبنى التحليل و التركيب من أجل إبراز المنبهات Stimulisالمتعلقة
بالظواهر المجالية و رصدها من حيث مورفولوجيتها ،مكانها وحركتها ،ويعتمد الوصف على مختلف وسائل التعبير
الجغرافي" زكور 1 990ص 45
"إن الوصف ال يقف عند تعداد العناصر التي تدخل في تشكيل موضوع البحث ،ولكن على الوصف أن يعبر
على تشكيلة الموضوع أي نتاج هذه العناصر مجتمعة ،فالوصف أكثر من تحليل إنه تركيب" .
64
وتخضع عملية الوصف إلى ثالث مراحل :التحليل ،التركيب ،التقييم.
التحليل :بهتم برصد مكونات الظاهرة المدروسة عن طريق تفكيكها و العمل على تصنيفها و ترتيبها في شكل
وحدات تساعد على عملية الوصف.
كل مكون مما يعكس بوضوح التركيب :حيث يتم جمع شتات المكونات بشكل تبرز من خالله خصائص
مميزات الظاهرة المدروسة.
التقييم :يشكل التقييم حصيلة الربط بين المرحلة التحليلية و المرحلة التركيبية ،حيث يتم االحتفاظ بالعناصر
األساسية وتهميش األقل أهمية ،أي أن التقييم عملية انتقائية لمكونات الظاهرة المدروسة ولخصائصها.
الوصف الجغرافي
عملية فكرية
"الوصف فعل فكري un acte intellectuelيعكس وجهة نظرنا حول األشياء" Choley 1951 dans
Zgor 1990, p :51.
وإن إخضاع ظواهر جغرافية لعملية الوصف وتحديد الجوانب التي ينصب عليها هذا الوصف ،يجب أن يكون
وفق مبررات تبرز تدريجيا بشكل ضمني أو صريح وفق مختلف مراحل هذه العملية .ويؤدي ذلك إلى وضوح الفائدة
من هذا الوصف بل ويعلن عن انخراط هذا الوصف في مشروع التفسير الذي يليه مباشرة.
هذا التحليل المهيكل لعملية الوصف جعل زكور يلقبه بالوصف الممنهج la description raisonnéeإذ
يخضع لتصميم يساير خصائص المجال المدروس ويؤكد تمييزه عن باقي أنواع الوصف التي خضعت لها الجغرافيا
description عبر مراحل تطورها :الوصف الخطي description linéaireوالوصف الموسوعي
.encyclopédique
التفسير الجغرافي:
لقد تساءلت الجغرافيا كثيرا عما يكن أن يبعدها عن طابعها الوصفي الموسوعي وأحيانا األدبي ويكسبها منهجية
تؤطر عمل الجغرافي وتبعده عن مخلفات التيارات الفكرية الماضية.
65
"إن الجغرافي إما أن يتمكن من القدرة على تفسير ما يهم المجال فيساهم في التحضير للمستقبل من خالل إعداد
التراب أو التخطيط له ...وبذلك يلج المنهج العلمي ...أو أنه على الرغم ما يبذله من مجهود في وصف هذا المجال
فإنه يبقى مجرد واصف بل ورسام لما يشاهده ،بعيد عن ذلك المفسر الذي يدعيهB.Garnier.1971.p.31. ،
لقد وعت الجغرافيا منذ القرن التاسع عشر ومنذ توجهها العلمي مع ،Humboldtبأن وصف مكونات المجال
ليس هدفا في حد ذاته وإنما خطوة أولى توصل الجغرافي إلى خطوة ثانية أساسية وهي التفسير.
"تكمن طموحات الجغرافي في تفسير مكونات المجال التي شكلت موضوع مالحظته ووصفه" J.B-Garnier.
1971.p3
"لقد تحولت الجغرافيا من طابعها البياني اإلحصائي الوصفي إلى علم تفسيري ،علم للمالحظة واإلستدالل"
P.Dagenais 1970.p.27
"التفسير هو البحث عن األسباب التي ولدت الظاهرة الجغرافية موضوع الدراسة ،وتنبني منهجية التفسير
وفق المنهجية التي سايرتها عملية الوصف و التي ترتبط ارتباطا قويا بطبيعة الكيان موضوع الدراسة و
بالمفاهيم المهيكلة للخطاب الجغرافي :المورفوجيا ،التوطين ،الحركة" زكور .1990ص.104 :
في تفسير الكيانات المجالية ،يعتمد الجغرافي على العمليتين المرافقتين للتفسير:
عملية الوصف التي تنطلق من صفات الظاهرة المدروسة والبحث عن صفات الظاهرة المفسرة ،لتقوم عملية
التفسير بالربط بينهما ،وثانيهما عملية التعميم التي تمد التفسير بمرجعية نظرية تفسر الظواهر المجالية.
منطلقات التفسير
يشكل التفسير إذن عملية الربط بين الظاهرة وأسبابها ،وهو يخضع لمقاربتين:
66
مقاربة كالسيكية تطبعها العمومية:
تساير هذه المقاربة انشغال الجغرافيا بالتفسير وبالتالي إبراز العال قات التفاعلية بين الميدان البشري و الميدان
الطبيعي ،وعلى مستوى ثاني يجمع بين مكونات ا لميدانين ،وهي عالقات تأثير أو تأثر أو هما معا (تفاعل).
مـجـال جـغــرافــي
من أجل تعزيز عملية التفسير وجعلها تقوي أسسها المنهجية يقترح زكور إخضاعها للمفاهيم المهيكلة للخطاب
الجغرافي ،وهي نفس المفاهيم التي تهيكل عملية الوصف :االمورفولوجيا التوطين و الحركة.
تختلف الظواهر المجالية من حيث المكونات والعالقات التي تحكمها مما يخلق مرجعيات مختلفة للتفسير،
يعكسها هذا الرسم:
يتضمن الرسم خانتين :تضم األولى كيانا مفسَّرا والثانية كيانا مفسِّرا ،وكال الكيانين يجب أن يخضعا للوصف
من حيث المورفولوجيا ،التوطين ،الحركة حسب طبيعة كل كيان لتنطلق عملية التفسير و التي تتخذ ثالث وضعيات
تخضع دائما لطبيعة الظاهرة:
oوضعية :1يتمحور فيها التفسير حول مورفولجية الكيان المفسِّر لتفسير كلي أو جزئي مختلف جوانب الكيان
المفسِّر (مورفولوجيا ،توطين ،حركة).
oوضعية :2يتمحور فيها التفسير على توطين الكيان المفسِّر لتفسير كلي أو جزئي مختلف جوانب الكيان
المفسِّر (مورفولوجيا ،توطين ،حركة).
oوضعية :3يتمحور فيها التفسير على حركة الكيان المفسِّر لتفسير كلي أو جزئي مختلف جوانب الكيان
المفسِّر (مورفولوجيا ،توطين ،حركة).
67
كيان مفسـر كيان مفسـر
1
مورفلوجيا مورفلوجيا
توطين
2 توطين
3 حركة
حركة
إن عملية التفسير دعمت بشكل كبير عملية الوصف وأعادت هيكلتها ووظيفتها في المنهج الجغرافي ،فال
ينحصر الوصف على الظواهر موضوع الدراسة بل تخضع له كذلك الظواهر التي اعتمدت في التفسير حيث يتم
وصفها قبل إبراز عالقتها بالظواهر المفسرة.
التفسير الجغرافي
عملية فكرية
مراحل التفسير خطوات التفسير
مرحلة التحليل تحديد الكيانات المفسرة
التعميم الجغرافي:
"يعتبر التعميم روح كل عمل علمي فكري ،حيث يهتم بإنتاج أو توظيف المفاهيم ،المبادئ
و النظريات" زكور 1990ص.121.
التعميم الجغرافي عملية فكرية يتم بمقتضاها توظيف أو إنتاج مفاهيم أو مبادئ أو نظريات تساعد الجغرافيا على
تجاوز الحاالت الخاصة إلى ما هو عام كوني ،وتمكن الجغرافي من أجهزة نظرية تنير له عمليتي الوصف
والتفسير.
لقد دافعت الجغرافيا باستمرا عن التعميم اقتناعا من الجغرافيين بأهميته في فهم المجال ،و في منحها المشروعية
العلمية التي تصارعت من أجلها منذ . Humboldtكما أن عملية وصف الكيانات المجالية وتفسيرها لن يكون لها
جدوى بالنسبة للحقل العلمي الجغرافي إال إذا ساهمت في إنتاج رصيد من المفاهيم و المبادئ و النظريات ليشكل
الرصيد بدوره شبكة تعالج من خاللها القضايا المجالية.
68
"يرتبط تجاوز التعبير العادي و السائد في دراسة المجال الجغرافي بوضع رصيد من المفاهيم ذات بعد معرفي
شامل يساعد على فهم ما هو عام أوكوني ...هذا الرصيد المفاهيمي يجب أن يخدم ويساير التفسير النظري".
التعميم الخاص بالمفاهيم:
وهو ما يرتبط بالرصيد المفاهيمي الذي يستعمل للتمييز ما بين كيانات المجال الجغرافي مما يجعله يرتبط أكثر
بعملية الوصف في المنهج الجغرافي .وينبني التركيب المفاهيمي على منبهات تميز بين كل مفهوم وآخر .ويتخذ هذا
النوع من التعميم صيغتين:
oتتجلى الصيغة األولى في توظيف مفاهيم جاهزة تستعمل لتحديد كيانات المجال الجغرافي ،لكن هذا التوظيف
يفرض المعرفة الدقيقة بخصائص المفاهيم مما يساعد على اكتساب رصيد مفاهيمي يقوي القدرة على فهم
المجال الجغرافي.
oتتجلى الصيغة الثانية في وضع مفاهيم جديدة ،وهي عملية ال تقل أهمية عن األولى ،تواكب ما تنتجه المادة
من مبادئ ونظريات.
"الرصيد المفاهيمي ال يمكن أن يوجد خارج التأطير النظري الذي ينسج بين المفاهيم"
يقصد به إنتاج أو توظيف قوانين (مبادئ) ونظريات من أجل تفسير الكيانات المجالية ورصد العوامل
المتحكمة فيها .فإنتاج المبادئ ينطلق من تعداد دراسة الحاالت المتشابهة من المجاالت الجغرافية حيث يتم إبراز ما
هو ثابت بينها عن ما هو محلي وخاص بحاالت دون غيرها و بذلك يتم صقل هذه الثوابت في شكل مبادئ توظفها
الجغرافيا في تفسير مكونات مجالية تنطبق عليها تلك المفاهيم.
أما النظريات فهي عملية أكثر تعقيدا حيث تتعدى مكوناتها لتشكل نسيجا من المفاهيم و المبادئ ،ويتطلب
توظيفها إدراك مختلف هذه المكونات.
هكذا يتضح البناء الذي يتخذه النهج الجغرافي :فعملياته الفكرية الثالث (الوصف،التفسير ،التعميم) تشكل
أساسا منهجيا لمعالجة القضايا المجالية .وهي عمليات بقدر ما تختلف أدوارها في هذه المعالجة بقدر ما تتكامل لتكون
بناء منهجيا متناسق المكونات.
فالواصف يقدم الظواهر المجالية ويحدد صفاتها من حيث مورفولوجيتها ،توطينها و حركتها .و التفسير يبحث
عن العوامل المتحكمة في هذه الصفات التي أنتجها الوصف .ويستدعي التفسير عملية التعميم من خالل األجهزة
المفاهيمية و النظرية لتسا عده في مهمته .ونظرا لهذا التناغم بين العمليات الثالث ،فقد اعتبر زكور عمليتي الوصف
والتفسير هيكال للنهج الجغرافي و التعميم بمثابة روح لهذا النهج.
69
أنواع التعميم
تسمح هذه الوسائل بتقديم المعطيات التي تنصب عليها الدراسات الجغرافية ،وبالتعريف بها ،وهي بذلك تمثل
قنوات أساسية تخدم ،عمليات فكرية في إطار المنهج الجغرافي من جهة ،وتقدم المعرفة الجغرافية بطرق تختلف من
حيث فائدتها وخصوصيتها من جهة ثانية ،وهي تصنف كما يلي:
يتمثل في استعمال الكلمة بوصفها قناة لتبليغ المعرفة الجغرافية ،على مستوى الوصف أو التفسير أو التعميم،
ويوصف أيضا بالتعبير الكيفي ،ويمكن التمييز فيه بين مستويين:
-المستوى العام :ويشمل األساليب و الجوانب البالغية ،ويتوخى اإليجاز و المهارة في تقريب الظاهرة
الجغرافية من ذهن المتلقي ،ويفترض خلو ذلك من اإلطناب و الحشو.
-المستوى الخاص بالمفاهيم أو المصطلحات التقنية ذات العالقة بخصوصية الحقل المعرفي (الجغرافيا)،
بحيث إن حسن استعمالها وتوظيفها سيخدم دون شك وضوح الخطاب وإدراكه بأقل كلفة ذهنية.
يتم عن طريق هذا الشكل من التعبير ،تقديم المعطيات الجغرافية بواسطة األعداد في جداول ،ويختلف
استعمال وسائل التعبير العددي حسب طبيعة الظواهر الجغرافية .حيث يسهل استعماله في حاالت :المعطيات
المناخية و الديموغرا فية واإلنتاجية .لكن في المقابل يمكن اعتماد التقديرات الكيفية في جغرافية األرياف مثال
وصف التضاريس.
70
وبالرغم من أهمية التعبير العددي ،ينبغي االحتياط من استعماالته العشوائية بالتأكد من اإلحصائيات وتدعيمه
للتعبير اللغوي ،بتدقيق المصطلحات وتسهيل التصنيفات و المقارنات ،وتدعيم التعبير المبياني.
يعد وسيلة أساسية للتعبير عن الظواهر الجغرافية ،ويساهم في تسهيل إدراك القارئ للمعطيات الجغرافية بأقل
كلفة ذهنية ،و ينقسم إلى :
• التعبير المبياني:
هو نظام من الرموز ،يسمح بالتعبير عن معطيات جغرافية بطرق دقيقة ،تحكمه قواعد تتوخى الدقة و
التركيز( .االختصار) وهو متنوع األشكال (منحنيات – دوائر -أعمدة )...وتخضع هذه األشكال لقواعد وصالحيات
محدودة بالنظر إلى طبيعة الظواهر الجغرافية التي تمثلها .وهذا يحيلنا على تعبير معقلن ،يرتكز على تقليص كلفة
اإلدراك.
• التعبير الكارطوغرافي:
يرتبط التعبير الكارطوغرافي بالتعبير عن الظواهر المجالية المنتشرة على سطح األرض وآثار األنشطة التي
يمارسها اإلنسان في المجال .يستعمل التعبير الكراطوغرافي نظاما من الرموز يتم توظيفها وفق قواعد معينة ،
ويمكن تصنيفها إلى ثالثة أصناف من الرموز:
النقطة و الخط و المساحة ،وتتغير هذه الرموز داخل كل صنف حسب متغيرات بصرية وهي :الحجم القيمة،
وتوظف هذه الرموز للتعبير عن نوعية الظاهرة الجغرافية أو على التركيب الحبيبي ،االتجاه ،اللون ثم الشكل.
حجمها أو على ترتيبها.
-5.1اإلنتاج الجغرافي:
يتمثل اإلنتاج الجغرافي في حصيلة مكونات المعرفة الجغرافية الخاصة بالمجال الجغرافي .ويمكن تصنيفها
على النحو اآلتي:
• األحداث الجغرافية:
-إن الحدث حسب فيدال دوالبالش هو "عنصر بنائي للمنظر" ،و هو يتميز بالصفات اآلتية:
-تتعدد تصنيفات الحدث الجغرافي وفق معايير معينة ،وتعكس يشكل عام توجهات الدراسات الجغرافية
(طرق ومنازل واستغالل منجمي وغابوي).
71
-تخضع األحداث الجغرافية للوصف والتفسير والتعميم باالعتماد على قاعدة المفاهيم المهيكلة (المورفولوجيا-
التوطين-الحركة).
• المفاهيم الجغرافية:
-يمكن تعريف المفهوم بأنه مجموعة من الصفات المشتركة ،والتي يمكن أن تكون مواضع (هضبة) أو أحداثا
(ثورة زراعية) أو أشخاصا يمارسون مهام في إطار عالقات إنتاج (بيزار مثال).
-يتم تمييز المفاهيم بواسطة صفات أو خاصيات تتعلق بالحجم – الشكل – البنية ،وتفرد هذه الصفات بواسطة
قيمها (الطول – العرض -واالنبساط) ،وقد تكون هذه المفاهيم عامة ،أو أكثر عمومية ،وتنضوي تحتها
مفاهيم أخرى،و في هذه الحالة نتكلم عن مفاهيم أساسية وأخرى فرعية ،كما نميز بين المجموعات األصلية
و المجموعات الفرعية.
ويمكن أن نخلص إلى أن الجغرافيا تتوفر على مجموعة من المفاهيم يتم التعبير عنها بلغة متفق عليها ،وهي
ترتبط بشكل جدلي بعمليات الوصف و التفسير و التعميم.
"يقصد باالقتراحات المجردة ،الصياغات النظرية المعدة أو المطبقة في إطار دراسة الظواهر
الجغرافية ،وتمثل إطارات مرجعية نظرية تتم على ضوئها ،المالحظة و التفكير المرتبط بالظواهر
المجالية" (زكور ،1990ص.)152:
وتتمثل هذه االقتراحات في رصيد الجغرافيا من المبادئ والقوانين والنظريات التي يتم االستناد إليها لتوجيه
وإنارة الطريق للدراسة العلمية للظواهر الجغرافية.
-تصنف هذه االقتراحات المجردة حسب انتمائها إلى الوسط الطبيعي أو الوسط البشري .وهذه االقتراحات
المجردة (مبادئ وقوانين و نظريات) ذات دور أساسي في النشاط الفكري الجغرافي.
يشكل اإلنتاج الجغرافي إذن نسيجا من المعرفة المنظمة ،و يتضح أن هذه المعرفة تشكل ،إلى جانب المنهج
الجغرافي بعملياته الفكرية ووسائل التعبير الجغرافي والمفاهيم المهيكلة ،وسيلة لترسيخ المنطق أو التفكير الجغرافي
لدى المتعلم.
ويربط زكور (من خالل الشكل الموالي) ،هذا النموذج في كليته ،بمختلف مكونات منهاج دراسي يساير في
جانبه المعرفي و المنهجي المستجدات المعرفية والديداكتيكية في انسجام مع المستويات التعليمية التي يخضع لها
نظامنا التعليمي.
72
مالمسة النموذج الديداكتيكي لمختلف جوانب العملية التعليمية /التعلمية زكور 2000
يختزل الشكل التالي مكونات النموذج الديداكتيكي الخاص بالجغرافيا المعتمد كمرجعية ديداكتيكية لمادة
الجغرافيا في المنهاج الحالي.
تلخص التوجيهات التربوية و البرامج الخاصة بتدريس التاريخ والجغرافيا بسلك التعليم التأهيلي الصادرة في
نونبر 2007المرجعية الديداكتيكية لمادة الجغرافيا في الجدول التالي:
73
تجمع بين الخدمة المجتمعية مجموع الميادين التي تهتم بها الجغرافيا (الطبيعية ،البشرية ،اإلقليمية )...تشكل "سجالت تحمل
للجغرافيا والمجاالت التي تهتم مميزات المجال على شكل خامات يتم توظيفها في سياق تصور معالم المجال الجغرافي "... مجاالت
وتعرف هذه الميادين تفرعات (جغرافيا بشرية ،جغرافيا حضرية )...كما تعيش تطورا تساير بدراستها. الجغرافيا
عبره الحاجيات المتجددة للمجتمع بقدر ما تتطور اآلليات الفكرية التي توظفها.
الوصف :عملية فكرية تهدف إلى تحديد وتقديم الكيان المدروس وبالتالي اإلفصاح عن هوية هذا يشمل العمليات التي يتم من خاللها
الكيان وتحديد مواصفاته. الكشف عن الكيان الجغرافي
موضوع الدراسة ،وهي ثالث:
التفسير :عملية فكرية تهدف إلى إبرازاألسباب التي تفسر مواصفات الكيان المدروس ،والتي تم
وصفها سابقا .وهو بذلك يقتضي الجمع بين ظواهر مفسرة وأخرى مفسرة وإبراز تفاعالتها. -الوصف النهج
الجغرافي
التعميم :عملية فكرية تهدف إلى تقنين تجربة من خالل صياغة مبادئ أو اقتراحات مجردة تترجم -التفسير
االنتقال من الحاالت الخاصة إلى ما هو عام أو كوني ،والتعميم بقوم بوظيفتين :العناية بصقل
-التعميم
المفاهيم لفائدة الوصف .سبك المبادئ والقوانين لفائدة التفسير .ويتم هذا السبك من خالل تتبع
حاالت ورصد العالقات وتقنينها وبلورتها في شكل تعبير وجيز.
المورفولوجية :وتعني الخاصيات المتعلقة بهيئة الكيان المدروس من حيث :الشكل ،البنية األبعاد. تدل على الواجهات التي تخضع
التوطين :يدل على المرجعيات المعتمدة في تحديد الموقع ورصد التوزيعات الجغرافية ،ويعتمد للمعالجة من حيث الوصف و
مفهوم التوطين حسب الحاجيات على مرجعية مطلقة (اإلحداثيات) وأخرى نسبية (توطين كيان التفسير والتعميم وهي ثالث
المفاهيم
جغرافي بالنسبة لكيانات أخرى). واجهات:
المهيكلة
الحركة :تدل على انتقال بيانات جغرافية عبر المكان ،وذلك من حيث االتجاه ،الحدة ،وثيرة التنقل، ـ المورفولوجية
كما يشمل مفهوم الحركة تطور الكيانات عبر الزمان من خالل مساءلة تاريخها بهدف يرتبط -التوطين
باانشغال جغرافي. ـ الحركة
التعبير اللفظي :يعتمد الكلمة في تقديم الكيانات الجغرافية وذلك بإبراز صفاتها النوعية وا لقيم قنوات التواصل المستعملة في
المرتبة لها. الخطاب الجغرافي:
التعبير العددي :يوظف األرقام في إبراز الجوانب الكمية و القيم المرتبة. -التعبير اللفظي وسائل التعبير
التعبير المبياني :ينقسم إلى قسمين :رسوم بيانية وأشكال كرتوغرافية ،علما بأن هذه األخيرة تمتاز -التعبير العددي الجغرافي
بطاقات كبيرة في اختزال المعلومات النوعية والكمية مع توطينها. -التعبير المبياني
األحداث الجغرافية :تعني األوضاع التي يوجد عليها المجال المدروس .ويتم الكشف عنها من الحصيلة المعرفية التي حققتها
خالل مقياس محدد ومرجعية نظرية. الجغرافيا من خالل الدراسات
المفاهيم الجغرافية :وهي موضوعاتية تشمل المفردات االصطالحية التي تستعمل في تحديد هوية المجالية:
الكيانات المجالية حسب المرجعية المعتمدة .وتؤدي هذه المفاهيم دورا كبيرا في التواصل العملي -األحداث اإلنتاجات
الشفاف.. -المفاهيم الجغرافية
االقتراحات المجردة :تعني اإلطارات النظرية المجردة المصاغة أو المطبقة في سياق دراسة -االقتراحات المجردة
الظواهر المجالية ،وتشمل المبادئ والقوانين والنظريات .وتقدم هذه اإلطارات النظرية نماذج
تفسيرية تنير طريق الدراسة.
74
خالصة :
إن اإلصالح الذي انخرطت فيه الجغرافيا والمواد المتآخية معها (التاريخ والتربية على المواطنة) استند ألول
مرة لمرجعيات ديداكتيكية تأخذ بعين االعتبار مستجدات البحث األكاديمي و الديداكتيكي وما يحصل من تطورات
معرفية منهجية في هذه الحقول المعرفية ،كما أن هذا اإلصالح اتخذ من الكفايات والقيم مدخال بيداغوجيا ،وهو
مدخل يتبنى النموذج المتمركز حول المتعلم في تفاعله مع المحيط ،ويقوم على جملة من الكفايات المفاهيمية و
المعرفية و المنهجية و التواصلية و المواقفية.
فكيف يمكن توظيف وأجراة مكونات هذه المرجعية الديداكتيكية في بناء وضعيات تدريسية و تقويمية قائمة
على هذه الكفايات؟
75
المراجع:
• باللغة العربية:
-عبد المولى بركيعة ( )2003التفسير الجغرافي في الكتاب المدرسي بالسلك التأهيلي (السنة الثانية من سلك
الباكالوريا نموذجا) بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،كلية علوم التربية ،الرباط.
-نورة الزرهوني ( )2003النهج الجغرافي في الكتاب المدرسي ،بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة،
كلية علوم التربية ،الرباط.
-وزارة التربية الوطنية )2007( ،التوجيهات التربوية و البرامج الخاصة بتدريس التاريخ و الجغرافيا بسلك
التعليم الثانوية التأهيلي.
-أمينة المريني الوهابي ( )1997النهج الجغرافي في المدرسة بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا ،كلية علوم
التربية -الرباط.
Zgor, M. (1990) Géographie et formation intellectuelle : Contribution à l’élaboration d’un modèle -
)didactique, (thèse doctorat
76
الشق التطبيقي
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
القسم الثاني:
مكون التقويم:تخطيط وضعيات تقويمية استنادا إلى المرجعية الديداكتيكية
111
تقديم عام:
يكتسي التقويم في المقاربة بالكفايات صبغة خاصة ،على الرغم من السجال الدائر بين الباحثين بخصوصه ،إذ
يرى البعض بأن الكفاية غير قابلة للتقويم .وتقول الباحثة "جونفيف مايير" ( )G.Meyerفي هذا الصدد " :إن
اإلقرار بكون كفاية ما بلغت مستوى االكتساب ( )acquiseأو أنها في مرحلة التحكم ()en cours de maîtrise
أو في طور االكتساب أو لم تكتسب ،يعتبر مجرد زعم .فكيف لنا أن نعرف بأن شيئا غير مرئي قد استقر في
34
الذاكرة؟"
غير أن أغلب الباحثين يقرون بعكس ذلك .فإذا كانت القدرة ـ في وضعها الخالص ـ غير قابلة للتقويم ،فإنه يمكن
35
تقويم الكفاية ،إذ يمكن قياسها بالنظر إلى جودة إنجاز مهمة ما وإلى جودة النتائج المحصلة.
وتجدر اإلشارة إلى أن المقاربة بالكفايات احتفظت من ضمن ما احتفظت به من بيداغوجيا األهداف اإلجرائية:
مبدأ التعاقد ( )Contratودقة الصياغة ،وظروف اإلنجاز والمعيار المقبول ،غير أن التقويم في مدخل الكفايات،
وعلى عكس المقاربات األخرى (بيداغوجيا المضمون ،األهداف الصنافية )...ال يقوم على أساس مقارنة أداء المتعلم
بأداء غيره ،وإنما يتأسس على تقويم األداء بالنظر إلى القدرات والكفايات المسطرة في اإلطار المرجعي للكفايات
( )Référentiel des compétencesواستنادا لإلطار المرجعي للتقويم (. )Référentiel d’évaluation
-1أنواع التقويم:
احتفظت المقاربة بالكفايات بنفس أنواع التقويم التي كانت متداولة من قبل ،وهي التقويم القبلي – التشخيصي
والمرحلي – التكويني واإلجمالي – اإلشهادي ( ، (certificativeغير أن هذه المقاربة حددت وظائف جديدة لكل
نوع من أنواع التقويم:
- Geneviève Meyer (1995) Profession enseignant, Evaluer, pourquoi ?, Hachette, Paris ,p . 40 34
35
- Xavier Rogiers (1999), Savoirs,Capacités et Compétences à l’école :une quête de sens,Forum Pédagogies, PP.24-31
112
أنواع التقويم
تقويم بعدي تقويم مرحلي تقويم تشخيصي
نهاية مرحلة /سنة العملية التكوينية بداية السنة
"يتيح التقويم اإلجمالي إمكانية اإلشهاد المرحلي( )Intermédiaireأو النهائي ( )Finaleباكتساب كفايات
معينة ،كما يتيح إمكانية جرد حصيلة بما تعلمه التلميذ لتقرير انتقاله إلى المستوى األعلى أو الحصول على
شهادة أو دبلوم معين .ويقوم على التواصل مع الخارج ،أي مع أولياء التالميذ أو مع مؤسسات أخرى ...كما
يتخذ قرار التوجيه أو اإلشهاد من خالل االشتغال على عينة ممثلة من األهداف المسطرة للدروس ".
36
- Charles HADJI in Evaluer, règles du jeu, E.S.F. éditeur, Paris, 2000 6ème édition
113
وتتفق وجهة النظر) ، (Ch. Hadjiمع وجهة نظر ) (L. Allalبخصوص التواصل مع أطراف
خارجية ،وبخاصة مع اآلباء .فالنقطة المحصلة أو االنتقال إلى القسم األعلى يترجمان المجهود المبذول خالل إنجاز
الدروس ،كما يعبران عن مستوى التالميذ .فبواسطة هذه النقطة أو قرار االنتقال يمكننا الحكم على مصداقية ونجاعة
تعليم معين وعلى فعالية المدرسين.
2ـ خصوصيات التقويم في مدخل الكفايات:
يأخذ التقويم في العملية التكوينية ،في هذا المدخل ،أشكاال مختلفة ،اعتبارا لتوقيت إجرائه ،إذ يتيح ما يلي:
ـ جرد حصيلة كفاية معينة،
ـ االنتقاء القبلي أو إعادة التوجيه،
ـ إعادة التوازن أو اإلشهاد أو الحسم في توجيه مستقبلي...
ـ إعادة النظر في أهداف التعلم والمعارف ال ُمدرَّس ِة .
ـ يسمح للمتعلم والمدرس بالتموقع في سياق العملية التكوينية :
37
-Geneviève Meyer (1991) , Cheminement en maternelle, Coll .l’école au Quotidien, Hachette, Paris, P.72
115
نموذج لشبكة التقويم الفردية
المادة :الجغرافيا
أقوم نفسي يقومني األستاذ (ة ) الكفاية :قراءة مبيان
سؤال ... سؤال5 سؤال4 سؤال 3 سؤال 2 سؤال 1 أنا قادر على :
1ـ قراءة العنوان
116
3ـ1ـ1ـ .2الشبكات الفردية لتقويم المدرس ألداء المتعلم:
نموذج لشبكة التقويم :الثورة الفرنسية
الكفاية :القدرة على موضعة أحداث في سياقها التاريخي :موضعة الثورة الفرنسية في سياقها التاريخي
سلم التقدير: الوضعية التقويمية :إنجاز خط زمني المعيار
أـبـجـدـ
هـ
أ خط الزمن جد واضح وجد دقيق؛
جميع األحداث موطنة في المكان المناسب على خط الزمن؛
جميع األحداث مفسرة بوضوح تام.
ب خط الزمن واضح ودقيق؛
أغلب األحداث موطنة في المكان المناسب على خط الزمن؛
أغلب األحداث مفسرة بوضوح. تحديد
ج خط الزمن واضح ،لكن اليستجيب لكل المتطلبات التقنية؛ السياق
أغلب األحداث موطنة في المكان المناسب على خط الزمن؛ المجالي
أغلب األحداث مفسرة. والتاريخي
د خط الزمن غير واضح ،و اليستجيب ألغلب المتطلبات التقنية؛ والمجتمعي
بعض األحداث موطنة في المكان المناسب على خط الزمن؛
بعض األحداث مفسرة.
هـ خط الزمن غير مقرؤ؛
أغلب األحداث غير موطنة في المكان المناسب على خط الزمن؛
تفسير األحداث غير كاف.
التعليق :
د ـ أقل مما هو مطلوب ج ـ يتجاوز شيئا ما هو مطلوب ب ـ يناسب ما هو مطلوب أ ـ يتجاوز ما هو مطلوب
هـ ـ أضعف مما هو مطلوب في االنجاز
117
نموذج لشبكة التقويم :الثورة الفرنسية
الكفاية :القدرة على التفسير التاريخي :تفسير التحوالت التي عرفتها فرنسا غداة الثورة.
سلم التقدير: الوضعية التقويمية :الربط بين أسباب ونتائج الثورة الفرنسية. المعيار
أـبـجـدـ
هـ
تمكن التلميذ بوضوح من الربط بين أسباب ونتائج الثورة أ
الفرنسية في جميع الجوانب. تحديد
تمكن التلميذ بوضوح من الربط بين أسباب الثورة الفرنسية ب األسباب
ونتائجها بالنسبة ألغلب الجوانب . والنتائج
تمكن التلميذ من ربط أسباب الثورة الفرنسية بنتائجها بالنسبة ج والتحوالت
ألغلب الجوانب .
تمكن التلميذ من ربط بعض أسباب الثورة الفرنسية بنتائجها د
بالنسبة لبعض الجوانب .
وجد التلميذ صعوبات كثيرة في الربط بين أسباب ونتائج الثورة هـ
الفرنسية
التعليق :
د ـ أقل مما هو مطلوب ج ـ يتجاوز شيئا ما هو مطلوب ب ـ يناسب ما هو مطلوب أ ـ يتجاوز ما هو مطلوب
هـ ـ أضعف مما هو مطلوب في االنجاز
118
.2-1-3الشبكات الجماعية للتقويم (:)Grille Collective d'évaluation
وهي بمثابة إطار مرجعي للتقويم ( ،)Référentiel d'évaluationوتتضمن الكفايات والقدرات
واألهداف المراد تقييم مستوى اكتسابها من طرف المتعلمين في مادة دراسية معينة ،وفي مرحلة تعليمية
ما .وتوضع من طرف متخصصين في التقويم ،وخاصة التقويم اإلشهادي وتراعى في وضعها مجموعة
من المبادئ :كالتغطية والشمولية والتدرج والصدق...وهي وعلى عكس الشبكات الفردية تذيل بنقط
مرمزة (( )Codéمثال :1=1. 9 .0 :صحيح :9 /خطأ :0 /دون جواب) لتسهل معالجتها بواسطة
الحاسوب في أفق تحديد عتبات التحكم في الكفايات المستهدفة واإلشهاد بحدوث هذا التحكم أو عدم
38
حدوثه.
الجماعية39 نموذج لشبكة التقويم
ـ شكير حسن ( ،)2002مدخل الكفايات والمجزوءات ،المتقي برينتر ،المحمدية ،ص ص116 -103 .
39ـ المصدر :وزارة التربية الوطنية والثقافة ،مديرية التقويم والتوقعات المستقبلية ( ، )D.E.Pفرنسا 1992
119
وفيما يلي مثال لوضعية اختبارية مستمدة من هذه الشبكة:
وفيما يلي جدول يوضح الخطوات المنهجية إلعداد شبكة التقويم :
40
Ministère de l’éducation (2006) L’évaluation des Apprentissages au secondaire , Cadre de référence, Version
préliminaire, Québec, pp.20-22
41
- Ibid , p .22
120
العمليات الخطوات
انتقاء كفاية واحدة الخطوة األولى
ـ تحديد نوعية الشبكة المرغوب في بلورتها (فردية ـ جماعيةـ تحليليةـ الخطوة الثانية
شمولية)...
ـ اختيار سلم التقدير ( : )Echelle d’appréciationوصفي /غير
وصفي...
ـ تحديد عدد الدرجات ()échelons
تحديد العناصر القابلة للمالحظة في ارتباط بمعايير التقويم ( فيما عدا الحالة الخطوة الثالثة
التي يتعلق األمر فيها بشبكة ذات سلم غير وصفي).
بناء سلم التقدير الخطوة الرابعة
وضع الشبكة الخطوة الخامسة
إخضاع الشبكة للتجريب الخطوة السادسة
تحديد درجات اختيارية ( ) échelons facultatifs الخطوة السابعة
وتجدر اإلشارة إلى أن انتقاء كفاية نوعية خاصة واحدة ( Une Compétence disciplinaire
) spécifiqueيجعل من السهل على واضعي شبكات التقويم تعرف عناصر الشبكة وكيفية بنائها
وتمريرها في الفصل الدراسي ،أما الكفايات العرضانية أو الممتدة ،فيمكن إدماجها في هذه الشبكة أو
جعلها موضوعا لشبكة خاصة.
42
- Evaluation formative, Département primaire- outils pour /par des enseignants
121
4ـ المعايير والمؤشرات والوضعيات االختبارية:
4ـ .1المعايير( )Critèresوالمؤشرات(:)Indicateur
إن التقويم من منظور بيداغوجيا الكفايات ،وانسجاما مع الطابع اإلدماجي لهذه البيداغوجيا ،يقضي
باالهتمام بما يتوصل إليه المتعلم من منتوجات في شموليتها بدل االهتمام بالمعارف الجزئية المش ِّكلة لهذه
المنتوجات والممثلة في المعارف والمهارات المنعزلة (.)Des savoirs ponctuels
فهذا المعطى الجديد ،المرتبط بوضع التقويم في مدخل الكفايات يدعو المقوم إلى أن يأخذ بعين
االعتبار عددا من المبادئ الجديدة ،أيضا.
من الناحية الكيفية ( ،)qualificatifينبغي ،تحديد الوضعيات االختبارية بدقة ،وضبط التعليمات
( )Consignesومعايير التصحيح والمؤشرات .
المعيار حسب الباحثين ( )F. Raynalو(:)A. Rieunier
"هو بمثابة عنصر إخباري ( )élément d’informationيتم تحديده في إطار تقويم معين ،وهو يتيح إمكانية
اإلقرار بحضور أو غياب خاصية ما ( )une qualitéفي الموضوع المقوم ...فالمعيار بصفة عامة ،عبارة عن
حزمة مؤشرات"...
" كل سلوك( )Comportementيقدم معلومة معينة حول حضور كفاية ما" .ويرى كل من ()F. Raynal
و( )A. Rieunierأنه عندما نُق ِّو ُم كفاية معينة أو مهارة محددة ،ينبغي أن نأخذ بعين االعتبار مجموعة من
المؤشرات الدالة على االنجاز ( . )Performanceفبالنسبة لهؤالء المؤلفين ،فإن المؤشرات " تطابق العتبات
التي تشكل الحد األدنى لوجود الكفاية" ،ففي أقل من هذه العتبات ال يمكن الحديث عن الكفاية.
كما ينبغي ترتيب المعايير وتصنيفها إلى معايير الحد األدنى ( ،)Critères minimauxومعايير
التميز ( : )Critères de Perfectionnement
معايير التميزCritères de ( : معايير الحد األدنى (،)Critères minimaux
)Perfectionnement
فبواسطتها يُشهد ( ، )Certifierبنجاح أو فشل ـ ال يحُو ُل عدم التحكم فيها دون مواصلة التلميذ
المتعلم .ويشكل عدم التحكم فيها عقبة أمام المتعلم لتعلمه ؛
ـ تمكن من الكشف عن مستوى أداء التلميذ؛ لمواصلة التعلم موضوع التقويم.
ـ تسمح بتصنيف التالميذ وترتيبهم ترتيبا تفاضليا
مثال :استعمال النهج التاريخي في كتابة المقال مثال:
التاريخي ـ التحكم في المفاهيم الزمنية(الجيل ،ـ شكل تقديم المنتوج؛
القرن ،العصر )...ـ قراءة نصوص تاريخيةـ ـ األسلوب
موضعة أحداث على خط زمني ـ التمييز بين
المقاييس الزمنية...
.
4ـ .2المؤشرات (:)Indicateurs
إن ما يميز المعايير عن المؤشرات ،كون المعايير تبقى قارة ،وال تتغير في نفس فئة الوضعيات
المشكلة .وعلى العكس من ذلك ،فإن المؤشرات ينبغي أن تتوافق وطبيعة الوضعية ،اعتبارا لخصوصيات
كل وضعية على حدة.
122
مثال :شبكة تحدد معايير الحد األدنى ومعايير التميز والمؤشرات في كتابة المقال التاريخي:
المؤشرات المعايير
إما سببي أو كرونولوجي أو موضوعاتي أو مقارنة ...وارتباطه بإشكالية الموضوع -وضوح التصميم بمداخله الممكنة
استخالص عام وفتح الموضوع على امتدادات وتطورات الحقة ؛ -الخاتمة المناسبة
-انتقاء األفكار والمعلومات :التاريخية المناسبة وضبط العالقات بينها -انتقاء األفكار والمعلومات:
-تنوع المعلومات التاريخية (أحداث ووقائع – أوضاع –تطورات – مفاهيم –أعالم تنوع المعلومات
ومواقع – محددات كرونولوجية)...
لغة سليمة ومناسبة ـ ترتيب المعلومات وترابطها ( جودة التمفصل) ـ إدراج االستشهادات -التعبير التاريخي
المنتوج المتوصل إليه يستجيب لما هو مطلوب ( جمالية وتنظيم الورقة) -بنية المنتوج وشكل تقديمه
123
4.4ـ مراحل بناء الوضعيات االختبارية :
على غرار كل الوضعيات التقويمية ،تتأسس الوضعيات االختبارية عبر المراحل اآلتية :
.1التحديد الدقيق للهدف من بناء الوضعيات االختبارية :هل لهدف تكويني أو لإلشهاد؟
.2التحديد القبلي للحظة تمرير هذه الوضعيات .
.3حصر المحتوى :ويتعلق األمر بمضمون الكفاية المراد تقويم درجة اكتسابها مترجمة إلى قدرات
وأهداف.
.4اختيار شكل الوضعيات االختبارية :هل هي وضعيات تطبيقية أو شفوية...؟
.5تحديد نوع وعدد األسئلة :هل األسئلة مفتوحة أو مغلقة ؟ ما عددها ؟
.6صياغة األسئلة وشبكة التقويم :وذلك باعتماد صياغة تأخذ بعين االعتبار دقة تقديم المعطيات
والسياقات المؤطرة لألسئلة....
.7توقع شكل إخراج الوضعيات :من خالل اختيار ترتيب معين خاضع لمنطق ما.
.8توقع الشروط المادية لتمرير الوضعيات االختبارية :بتهيئة الوسائل والشروط والفضاءات التي
سيتم فيها تمرير الوضعيات االختبارية وتحديد الموارد البشرية التي ستتولى السهر على هذا
الحظُ)...
التمرير (ال ُم ِ
.9توقع إجراءات التصحيح :تحديد من سيتولى عملية التصحيح ،وإمداد المصححين بتعليمات
وتوجيهات وكذا بعناصر اإلجابة...
43
4ـ1ـ .1نموذج لوضعية اختبارية في مادة التاريخ:
43ـ اإلطار المرجعي لالمتحان الموحد الجهوي للسنة األولى من سلك البكالوريا شعبة العلوم التجريبية والعلوم الرياضية وعلوم االقتصاد والتدبير
)
ومسلك العلوم الشرعية مادتا التاريخ والجغرافيا -إطار مرجعي محين( -المذكرة 160بتاريخ 2007/12/27
124
44
4ـ1ـ .2نموذج لوضعية اختبارية في مادة الجغرافيا :
توزيع سلم التنقيط مكوناتها نوعية الوضعية
()10/10 االختبارية
3نقط • بناء أدوات التعبير المبياني أوالخريطي أو تقديم وثيقة : االشتغال بالوثائق
· إنجاز مبيان -:بالمنحنى /المنحنيات – باألعمدة -بالدائرة أو -خرائط
بنصف الدائرة... -مبيانات
-جداول
· أو توطين معطيات جغرافية ( طبيعية – بشرية -اقتصادية)... -نصوص
على خريطة. -صور...
• أو وضع الوثائق في سياقها العام و تحديد معاني بعض المفاهيم
والمصطلحات الواردة في الوثائق.
• استثمار الوثائق الجغرافية والمكتسبات المعرفية إلنجاز
عمليات فكرية تخص:
7نقط الوصف الجغرافي:استخراج خصائص ،إبراز تطور ،مقارنة معطيات
التفسير الجغرافي :استخراج عوامل ،تصنيف عوامل ،ربط عالقات بين
عوامل...
التعميم الجغرافي :استخالص عام من خالل إنتاج فقرة .
125
-1 اإلطار المرجعي:
– 1-1تعريفه:
-1-1-1التعريف اللغوي:
يقصد بمصطلح "مرجعي" (" )Référentielمنظومة للمرجعيات أو معالم معينة" ( Système de
.)références ,de repères
فمن حيث االشتقاق اللغوي للكلمة ،فإنها تتكون باللغة الفرنسية من " "reالتي تعني الرجوع إلى
الوراء و" "ferreالتي تعني باللغة الالتينية ( ، )porterفهي إذن تفيد( ،)se porterأي الرجوع إلى نظام
مبني ( )Structuréصالح ليكون دليال موجها لنا كلما تقدمنا إلى اإلمام.
وعليه ،فينبغي التعامل مع اإلطار المرجعي باعتباره دليال وخريطة للطريق ،يتيح إمكانية التموضع
ومعرفة مدى التقدم الذي تم تحقيقه في مشروع معين بالقياس إلى نقطة انطالق ما وهدف معين.
-2-1-1التعريف االصطالحي:
يعتبر اإلطار المرجعي في مدخل الكفايات أداة منهجية يستهدف منها تيسير تحليل العمليات الفكرية
والمهارية المرتبطة بأنشطة التعلم .فهي أداة للحوار والتفاهم ،تتم بلورتها بالتوافق بين المعنيين بالعملية
التعليمية ،بصفة خاصة ،والتكوينية ،بصفة عامة.
ووجود هذا اإلطار المرجعي يعبر عن كون هؤالء يتوفرون على رؤية واضحة للكفايات المنتظرة،
ويشترط فيه أن يحظى بقبول هؤالء المعنيين ويتم تبنيه من طرفهم لكي ال يصبح مجرد إجراء شكلي،
غير صالح لالستعمال.
-2-1أهدافه:
من ضمن ما يهدف اإلطار المرجعي إلى تحقيقه من الناحية التربوية ما يلي:
-تحديد الكفايات المطلوب اكتسابها من طرف المتعلم (ة) في فرع معرفي معين أو سلك دراسي ما .
-استجالء األنشطة التعلمية المكسبة للكفايات ،أي ما يعرف بالنواة الصلبة لألنشطة التعلمية.
-تحليل األنشطة التعلمية التي تبدو اإلنجازات المرتبطة بها غير كافية لقياس الكفايات المرغوب في
تنميتها لدى المتعلم(ة).
-توضيح الكفايات الضرورية والمكتسبات القبلية المرتبطة بها لإلشهاد بتحقيق هذه الكفايات أو عدم
تحقيقها.
-رصد حصيلة التحكم في كفاية ما.
-تحديد مسار التكوين والتعلم والرفع من مستوياتهما.
-توجيه المتعلم(ة) باالتفاق معه على تحديد حقيبته من الكفايات التي تحكم أو سيتحكم فيها...
126
األطر
المرجعية
اإلطار المرجعي
اإلطار المرجعي اإلطار المرجعي اإلطار المرجعي اإلطار المرجعي
الخاص بالنشاط
الخاص بالتصديق الخاص بالتقويم الخاص بالكفايات الخاص بالتكوين
التعلمي
127
اإلطار المرجعي للتكوين التخصصي:
وهو إطار مرجعي يقدم الكفايات التي تم بناؤها بإحكام ،ويتوخى اكتسابها بغية الحصول على شهادة
للتأهيل التخصصي أو على شهادة للكفايات.
128
...انطالقا منها نحدد طبيعة ...
المنهاج الدراسي:
...سحنات نوعية للكفايات كفايات
قدرات
برامج ...
...بالرجوع إلى...
اإلشهاد
بتحقق الكفايات انطالقا منه تتم
بلورة
(بلورة الدبلوم -الشهادة)
129
-إعداد مشاريع األطر المرجعية من طرف لجن وطنية تخصصية تضم مفتشين تربويين مكلفين بالتنسيق المركزي أو
التنسيق الجهوي ومن مفتشين تربويين يعملون بالمقاطعات التربوية ومن بعض المدرسين .
-إثبات صالحية مشاريع األطر المرجعية التي أعدتها اللجن الوطنية التخصصية من طرف موفدين عن األكاديميات
الجهوية للتربية والتكوين.
-المصادقة على األطر المرجعية من طرف المصالح المركزية المعنية.
أن يغطي االمتحان كل المجاالت الواردة في اإلطار المرجعي الخاص بكل مادة دراسية.
* التمثيلية:
أن تعتمد درجة األهمية المحددة في اإلطار المرجعي لكل مجال مضموني ولكل مستوى مهاري في بناء
موضوع االختبار وذلك لضمان تمثيلية هذا األخير للمنهاج الرسمي المقرر.
* المطابقة:
الوضعيات االختبارية للمحددات الواردة في اإلطار المرجعي على ثالثة أن يتم التحقق من مطابقة
مستويات:
الكفايات والمهارات؛ -
المضامين والمحتويات المعرفية؛ -
شروط اإلنجاز. -
130
2ـ اإلطار التطبيقي:
الوضعية التقويمية األولى
مادة التاريخ
األسس والمنطلقات
األسس والمنطلقات الالزم مراعاتها في إعداد الوضعيات التقويمية لمواد االجتماعيات من منظور
مدخل الكفايات:
-مقتضيات المنهاج للسلك المستهدف وخاصة :
+قائمة الكفايات والقدرات المرتبطة بها .
+المقومات الديداكتيكية للمواد وخاصة نهج مادتي التاريخ والجغرافيا ودورة التعلم لمادة
التربية على المواطنة .
+التوجيهات المؤطرة للتقويم التربوي لمواد االجتماعيات
( ينتظر صدور مذكرة جديدة في الموضوع بالنسبة للسنة الثالثة إعدادي)
-اإلطار المرجعي للمادة .
-طبيعة التقويم بالكفايات الموصوف باالندماجية وبالتنويع في األدوات والدعامات.
-التنويع في الوضعيات التقويمية بين االشتغال على الوثائق والمقال الذي يتجاوز مجرد التذكر.
-أهمية التصحيح واالستثمار البعدي في مدخل الكفايات ،وبالتالي إعداد معايير التقويم قبليا.
تقديم الوضعية:
تشكل هذه الوضعية تقويما مرحليا لمكتسبات التالميذ ،في أفق إعدادهم للوضعية التقويمية اإلجمالية.
و يرتكز على االشتغال على ثالث وثائق متكاملة عبارة عن نصين و جدول ،مرفقة بمجموعة من المهام.
القدرات المستهدفة:
القدرة على االشتغال على وثائق:
ـ قراءة وفهم الوثائق التاريخية :نصان تاريخيان وجدول ؛
ـ موضعة الوثائق في إطارها الزمني والمكاني والتعريف بموضوعها؛
ـ تحليل وتركيب الوثائق التاريخية.
131
القدرة على استدعاء تعلمات محددة ( بيوغرافية السلطان الحسن األول /معطيات حول األوضاع
التي أصبح عليها المغرب غداة عقد الحماية سنة .)1912
نص الوضعية التقويمية المقترحة:
تعرض المغرب خالل القرن 19م لضغوطات استعمارية ،عمل على مواجهتها بالقيام
بمجموعة من اإلصالحات اتسمت بالمحدودية ،و لم تمنع من عقد الحماية عليه سنة
. 1912
و المطلوب منك:
ـ قراءة الوثائق الثالث.
ـ اإلجابة عن جميع األسئلة المذيلة لها.
ـ االعتناء بتنظيم المنتوج.
الوثيقة :1
" كان السلطان ( الحسن األول )قد أدرك بأنه ال سالمة للمغرب دون تحديثه ...و من تم جاء إنشاء بعثات
عسكرية ،وشراء عتاد من مختلف الدول األوربية ،و إيفاد بعثات مغربية إلى أوربا . . .للتدريب على
الطرق األوربية . . .لكن هذا لم يكن كافيا إذ كان على المغرب في حالة وقوع حرب مع دولة أوربية أن
يكون قادرا على صنع األسلحة وإصالحها ،فقرر موالي الحسن( الحسن األول ) إحداثها ( الماكنة ) بفاس
الجديد قرب قصره ،ووكل القضية لضباط إيطاليين "
"روجي لوتورنو" ،فاس قبل الحماية ،الجزء األول ، ،دار الغرب اإلسالمي ،بيروت ، 1992 ،ص.ص 509 .ـ510
الوثيقة : 2
بعض اإلصالحات التي عرفها المغرب خالل القرن التاسع عشر في عهد السلطانين
عبد الرحمان بن هشام وموالي الحسن األول
الهدف منه اإلصالح السلطان
حصر رؤساء البعثات األجنبية في أوربا تأسيس دار النيابة عبد الرحمان بن هشام
مواجهة المشاكل الناجمة عن تصاعد النفوذ إحداث وزارة األمور موالي الحسن
األوربي البرانية( الخارجية )
حسن تدبير موارد الخزينة و مصاريفها إحداث وزارة المالية موالي الحسن
مصطفى الشابي ،النخبة المغربية في مغرب القرن التاسع عشر ،مطبعة فضالة ،المحمدية ، 1995 ،ص.ص 29 .ـ . 38
الوثيقة :3
" الفصل األول :اتفقت حكومة الجمهورية الفرنسية مع جاللة السلطان (موالي عبد الحفيظ ) على إنشاء نظام
جديد في مراكش ( المغرب ) يسمح باإلصالحات اإلدارية و القضائية و التعليمية
و المالية و العسكرية التي ترى الحكومة الفرنسية فائدة إدخالها.
الفصل الثاني :يقبل جاللة السلطان أن تشرع الحكومة الفرنسية بعد إعالم حكومته في االحتالالت العسكرية
التي تراها ضرورية"...
وضع بفاس يوم 30مارس .1912
مذكرات من التراث المغربي ،ج ،5 .ص. 80 .
132
1ـ حدد السياق التاريخي للوثائق الثالث ( الزمن ـ المكان ـ الموضوع ).
2ـ عرف بالشخصية التاريخية التي تشير إليها الوثيقة رقم. 1
3ـ استخرج من الوثيقتين 1و 2المجاالت التي شملها اإلصالح في المغرب ،وبين مضمون كل منها.
4ـ استخرج من الوثيقة 3الوضع الذي أصبح عليه المغرب ،وفسر ذلك اعتمادا على تعلماتك.
5ـ ركب الفكرة الرابطة بين الوثائق الثالث.
المعايير
نوعية
2ن ـ دقة تحديد السياق التاريخي
2ن ـ صحة المعلومات البيوغرافية المتعلقة بالشخصية التاريخية
معايير الحد
األدنى
2ن ـ صحة التعامل مع الوثائق
1ن ـ مالءمة التفسير المعتمد على التعلمات المكتسبة
2ن ـ دقة التركيب
1ن ـ دقة األسلوب
معايير
التميز
ـ جمالية التقديم
133
تقديم الوضعية :
تشكل الوضعية اآلتية تقويما مرحليا لمكتسبات التالميذ في مادة الجغرافيا ،في أفق إعدادهم للتعامل مع
الوضعية التقويمية اإلجمالية و،يرتكز هذا التقويم على االشتغال على ثالث وثائق عبارة عن :
-إطار لخريطة حوض البحر األبيض المتوسط
-جدول لبيانات إحصائية حول اقتصاد االتحاد األوربي
-نص حول التفاوت في درجة التنمية باالتحاد األوربي
هذه الوثائق الثالث مرفقة بمجموعة من المهام – األسئلة تستهدف القدرات التالية :
-االشتغال على الوثائق بتوظيف نهج المادة .
-استثمار المكتسب في إنجاز مهام فكرية مرتبطة بالمادة.
نص الوضعية التقويمية :
يحظى االتحاد األوروبي بإمكانات هامة تجعل منه قوة اقتصادية عالمية ،إذ يعد من األقطاب العالمية
الثالثة المتحكمة في عولمة االقتصاد الدولي إلى جانب الواليات المتحدة األمريكية واليابان .ورغم ذلك لم
يحقق االندماج الشامل بعد .
هذه اإلشكالية هي موضوع الوضعية التقويمية التي نقترح عليك معالجتها منطلقا من الوثائق التالية:
134
الوثيقة رقم : 2بعض البيانات اإلحصائية حول اقتصاد االتحاد األوروبي.
" ليس للدول المنضمة لالتحاد األوروبي نفس الوزن في السوق الموحدة الموسعة والتي تضم زهاء
500مليون نسمة ،فمستوى العيش في أوروبا الوسطى والشرقية منخفض مقارنة بباقي دول االتحاد
".
1ـ وطن على الوثيقة رقم 1ست دول من دول االتحاد مستعمال مفتاحا مناسبا على أساس ما يلي :
(3نقط)
-ثالث دول مؤسسة للمجموعة االقتصادية األوروبية؛
-الدولتان المنضمة لالتحاد سنة 2007؛
-دولة عضو باالتحاد ال تعمل بالعملة الموحدة (األورو ).
2ـ صف انطالقا من الوثيقة رقم 2المكانة االقتصادية لالتحاد األوروبي وفسرها اعتمادا على تعلماتك
(4نقط )
3ـ انطلق من الوثيقة رقم 3واكتب فقرة حول معيقات االندماج الشامل لالتحاد األوروبي (2نقط 1 +ن
.لتنظيم المنتوج )
135
توزيع النقط معايير تقويم الوضعية
المعايير
نوعية
3ن التوطين السليم:
ـ دقة التوطين.
ـ مفتاح مناسب.
معايير
التميز
ـ خط مقبول.
ـ شكل تقديم المنتوج.
خالصة :
وأخيرا ،فمن خالل إجراء تقويم جيد ،ينبغي إتباع الخطوات المنهجية التالية:
ـ معرفة وفهم الكفايات الواردة في المنهاج؛
ـ تخطيط عمليات التقويم؛
ـ معرفة مختلف األدوات المتاحة أمام المدرس وتوظيفها في وضعيات تقويمية جيدة.
علما بأن تقويم الكفاية الواحدة يتم على المدى الطويل ،وليس في لحظة محددة ،كما أن هذا التقويم
يتم في إطار وضعيات ( )Tâchesمعقدة ،يعتبر المدرس الشخص الرئيسي ،المؤهل أكثر من غيره
الختيار لحظة إجرائه.
وتجدر اإلشارة إلى أن التقويم في مدخل الكفايات ال ينصب على المعارف وحدها ،بل إنه يركز
أساسا ،على خطوات التفكير ( ، )Les démarches de réflexionمما يستدعي صرف كثير من
الوقت وبذل كثير من الجهد في إكسابها وتقويمها .أما تقويم المعارف ،فإنه يندرج ضمن التقويم التكويني،
وإن كان هذا ال يقلل من أهمية هذه المعارف ،إذ بواسطتها يعبر المتعلم عن اكتسابه للكفاية من خالل
معرفته الجيدة بالموضوع وبالمفاهيم المهيكلة له. 45
45
- Martin Lafrenière, (2006), L'évaluation des compétences en histoire, Commission scolaire Des- Trois- Lacs,
Canada , pp.1 - 6
136
:المراجع
137