Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫ارتفاع أسعار الخضر و"المواد األساسية" ينذر بموجة‬

‫جديدة للتضخم في المغرب‬


‫األحد ‪ 12‬نونبر ‪20:00 - 2023‬‬

‫عادت أسعار الخضر وبعض المواد األساسية إلى االرتفاع مؤخرًا‪ ،‬رغم الجهود الحكومية الُم علنة‬
‫لمحاصرة التضخم وتحقيق نسبة نمو تصل إلى ‪ 3,7‬في المائة سنة ‪ ،2024‬وفقًا لفرضيات مشروع القانون‬
‫المالي للسنة المقبلة‪ .‬فيما يوّض ح هذا االرتفاع الفجائّي ‪ ،‬في ما يخّص الخضر األكثر استهالكا من لدن‬
‫المغاربة‪ ،‬وفق متتّبعين‪ ،‬أن “شبَح ” التضخم مازال حاضرًا‪.‬‬

‫ويبدو أن “عوامل الّتضخم داخلّيا وخارجّيا” مازالت تلقي بتداعياتها على السوق الوطنية‪ ،‬وأيضا على‬
‫“جيوب المغاربة”‪ ،‬خصوصًا بعدما صارت الّسنوات الفالحية متأّثرة بالجفاف وبالتغيرات المناخية‬
‫الحادة‪ ،‬وبات اإلنتاج بدوره متأثرًا‪ ،‬ما جعل التوقعات تقضي بأن “نسبة التضخم ستواصل االرتفاع‬
‫مجددًا‪ ،‬مع احتمال أن تصل إلى أزيد من ‪ 10‬في المائة”‪ ،‬رغم أن “توقعات أخرى تستبعد هذه الفرضية”‪.‬‬

‫حدة مستبعدة‬
‫لم ينف الخبير االقتصادي عبد الخالق التهامي أن التضخم مازال مشكًال اقتصاديا مطروحا بالمغرب‪ ،‬لكن‬
‫ليس بـ”الحّد ة القديمة” نفسها‪ ،‬إذ قال‪“ :‬من المستبعد أن يوصل االرتفاع المسجل في أثمان الخضراوات‬
‫والمواد الغذائية نسبة التضخم إلى ما كانت عليه في أوقات سابقة‪ ،‬ما عدا إذا صاحبت هذا االرتفاع زيادة‬
‫أخرى في أثمان المحروقات‪ ،‬أو إذا ظهرت زيادات تهّم الّضريبة على القيمة المضافة بالّنسبة لبعض‬
‫المواد”‪.‬‬

‫التهامي أضاف‪ ،‬في حديثه إلى جريدة هسبريس‪ ،‬أنه “باإلمكان أن تصل نسبة التضخم بالبالد مجددا إلى ‪6‬‬
‫في المائة‪ ،‬إّال أنه من الّصعب أن تبلغ مجددًا ما يفوق نسبة ‪ 10‬في المائة التي سجلتها في وقت سابق”‪،‬‬
‫موضحًا أن “الغالء المسجل حاليا في أثمان المحروقات ليس بالحجم والحدة اللذين سبق أن تم تسجيلهما؛‬
‫لذلك ال يمكن أن تصل النسبة إلى مستويات قياسية‪ ،‬بالنظر إلى التغير في العوامل القديمة التي كانت‬
‫مطروحة آنفًا”‪.‬‬

‫وأكد المتحدث ذاته أن “األوضاع الجيو‪-‬إستراتيجية مستقرة في الفترة الحالية‪ ،‬وهو ما سينعكس إيجابا‬
‫على أسعار المحروقات‪ ،‬إذ ُسجل في الوقت الراهن تراجع في السعر الدولي للبترول الذي نزل عن ‪80‬‬
‫دوالرا للبرميل الواحد”‪ ،‬موردا‪“ :‬بالتالي حتى أثمان الطاقة عالميا ستصبح رهينة إما شتاء قاس بأوروبا‬
‫أو استمرار النزاع بمناطق مختلفة‪ ،‬ولذلك فاألمور ستبقى متحكما فيها ما دام سعر البرميل عالميا لم‬
‫يالمس المائة دوالر”‪.‬‬

‫التقشف والترشيد‬
‫ال يتقاطع الخبير االقتصادي عمر الكتاني مع الّتهامي في طرحه الذي “يستبعد بلوغ الّتضخم مستويات‬
‫قياسّية على هامش االرتفاع األخير في األسعار”‪ ،‬فقد أفاد بأن “الغالء والتضخم المسّجلين حتى اآلن‬
‫يرتبطان بأسباب متراكمة‪ ،‬منها ما هو داخلي يرتبط باقتصاد الريع وسوء التدبير‪ ،‬ومنها ما يتعلق بما هو‬
‫خارجي”‪ ،‬مشيرًا إلى أن “إنهاء التضخم أو القضاء عليه لن يكون ممكنا على المستوى المتوسط أو‬
‫القريب‪ ،‬اعتبارا لكون األرقام الرسمية تشير إلى انحصاره ما بين ‪ 6‬و‪ 7‬في المائة”‪.‬‬

‫الكتاني ذهب‪ ،‬ضمن إفادات قدمها لهسبريس‪ ،‬إلى أن “هذه النسب تبقى أعلى مرتين من نسبة النمو‬
‫االقتصادي المتوقع سنة ‪ ،2024‬بمعنى أنها ستلقي بتداعياتها على النسبة المفترضة للنمو التي ُأعلنت في‬
‫مشروع قانون المالية للسنة المقبلة‪ ،‬وهو األمر الذي يستدعي من الدولة تبني سياسة التقشف وترشيد‬
‫اإلنفاق لمواجهة هذه اإلشكاالت وتهيئة أسس الدولة االجتماعية الحقيقية وتنزيل مشاريعها”‪.‬‬

‫وتابع المتحدث شارحًا‪“ :‬ال أستبعد عودة نسبة التضخم إلى ما يفوق نسبة ‪ 10‬في المائة مادامت مجموعة‬
‫من الشروط الموضوعية المتحّك مة‪ ،‬ومنها قلة التساقطات وارتفاع وتيرة الجفاف والحروب‪ ،‬تواصل إدامة‬
‫األزمة االقتصادية الحالية”‪ ،‬مسجًال أن “تبني الّد ولة سياسة القطاع االجتماعي عبر دعم السكن والتغطية‬
‫الصحية أمر مهم‪ ،‬غير أن مردودية هذا القطاع االجتماعي يجب أن تكون هيكلية على المستوى البعيد‪،‬‬
‫فمردوديته تظل رهينة تغيير الهياكل االستهالكية واإلنتاجية لالقتصاد الوطني”‪.‬‬

You might also like