Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 9

‫أوﺻﺎف اﻹﻟﺗزام )اﻟﺷرط واﻷﺟل وﺗﻌدد أطراف اﻻﻟﺗزام(‬

‫ﺗﻣﮭﯾد‪:‬‬
‫أوﺻﺎف اﻻﻟﺗزام ﻋﺑﺎرة ﻋن أﻣور ﻋﺎرﺿﺔ ﺗﻠﺣﻖ اﻻﻟﺗزام‪ ،‬وﻟذﻟك ﯾﻣﻛن ﺗﺻور وﺟود اﻻﻟﺗزام ﺑدوﻧﮭﺎ‪ ،‬وﻟﻣﺎ‬
‫ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام ﻋﺑﺎرة ﻋن راﺑطﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن‪ ،‬ﻓﺈن ھذه اﻷوﺻﺎف ﻗد ﺗﻠﺣﻖ أﺣد ﻋﻧﺎﺻر ﺗﻠك‬
‫اﻟراﺑطﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﻠﺣﻖ ﺑﺎﻟراﺑطﺔ ﻓﻲ ذاﺗﮭﺎ‪ ،‬أي اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ذاﺗﮭﺎ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﻛون وﺟود اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ﻣرﺗﺑط ﺑﺄﻣر ﻣﻌﯾن‬
‫ﻓﻧﻛون أﻣﺎم ﺷرط‪ ،‬أو ﯾﻛون اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟدﯾن ﻣرﺗﺑط ﺑﺄﻣر ﻣﺎ ﻓﻧﻛون أﻣﺎم أﺟل‪ ،‬وﻗد ﺗﻠﺣﻖ اﻷوﺻﺎف أطراف‬
‫اﻟراﺑطﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﻧﺟد ﺗﻌدد إﻣﺎ ﻓﻲ اﻟداﺋﻧﯾن أو ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﯾن‪ ،‬وﻗد ﺗﻠﺣﻖ اﻷوﺻﺎف ﻣﺣل اﻟراﺑطﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻧﻛون أﻣﺎم ﺗﻌدد ﻓﻲ اﻟﻣﺣل ﺑﺣﯾث ﺗﺟب ﻛﻠﮭﺎ أو ﯾﺟب أﺣدھﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﺧﯾﯾر أو ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر‬
‫أﻧﮫ ﺑدل ﻓﻘط ﻋن اﻟﻣﺣل اﻷﺻﻠﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﺷرط )م ‪ 203 :‬إﻟﻰ ‪ 208‬ﻣدﻧﻲ(‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﻔﮭوم اﻟﺷرط وﺷروطﮫ‬
‫ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺷرط أن ﯾﻌﻠﻖ وﺟود أو زوال اﻻﻟﺗزام ﻋﻠﻰ أﻣر ﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣﻣﻛن اﻟوﻗوع‪ ،‬وﻋﻠﻰ ھذا اﻷﺳﺎس إن‬
‫ﺗﻌﻠﻖ وﺟود اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺷرط‪ ،‬ﻛﺎن اﻟﺷرط واﻗﻔﺎ )ﻛﺄن ﺗﺗﻌﮭد ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾن ﺑدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ‬
‫إذا ﺗﺣﻘﻖ اﻟﺧطر اﻟﻣؤﻣن ﺿده ﻛﺎﻟﺣرﯾﻖ( أﻣﺎ أن ﺗﻌﻠﻖ زوال اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻘﻖ اﻟﺷرط‪ ،‬ﻛﺎن اﻟﺷرط ﻓﺎﺳﺧﺎ‬
‫)ﻛﺄن ﯾﺗﻧﺎزل اﻟداﺋن ﻟﻣدﯾﻧﮫ ﻋن ﺟزء ﻣن اﻟدﯾن ﻣﺗﻰ وﻓﻰ اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻷﻗﺳﺎط اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ ﻟﻠداﺋن ﻓﻲ ﻣﯾﻌﺎدھﺎ(‪.‬‬
‫ﻣﻣﺎ ﺳﺑﻖ‪ ،‬ﻧﺗﺑﯾن أﻧﮫ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺷرط أن ﯾﻛون أﻣرا ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ‪ ،‬ﻻ أن ﯾﻛون ﻗد ﺗﺣﻘﻖ وﻗت اﻟﺗﻌﮭد‪ ،‬ﻷن‬
‫اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون ﻣﻧﺟزا ﻻ ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺷرط )ﻛﻣن ﯾﻌد ﺑﺟﺎﺋزة ﻟﻣن ﯾﻌﺛر ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﺑﺔ‪ ،‬ﻓﻲ‬
‫ﺣﯾن ﯾﺗﺑﯾن أﻧﮫ ﻋﺛر ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﻌﮭد ذاﺗﮫ( ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﻛون اﻟﺷرط ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ‪ ،‬وإﻻ ﺑطل اﻻﻟﺗزام‬
‫واﻟﺷرط ﻣﻌﺎ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ھذا اﻷﺧﯾر واﻗف‪ ،‬أو ﺑطل اﻟﺷرط وﺣده ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻓﺎﺳﺧﺎ )ﻛﻣن ﯾﻌد ﺑﺟﺎﺋزة ﻟﻣن‬
‫ﯾﻛﺗﺷف دواءا ﯾﺣﻲ اﻟﻣوﺗﻰ‪ ،‬أو أن ﯾﻘطﻊ ﻋن اﻟداﺋن اﻹﯾراد إن ﻟﻣس ھذا اﻷﺧﯾر اﻟﺳﻣﺎء ﺑﯾدﯾﮫ(‪ ،‬وﻗد ﯾﺣﺻل‬
‫اﻟﺑطﻼن ﻻ ﻟﻛون اﻟﺷرط ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ‪ ،‬ﺑل ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو ﻟﻶداب اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﺛل ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﯾﺳري ﻧﻔس اﻟﺣﻛم اﻟﺳﺎﺑﻖ )اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ(‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﮫ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ ﯾﺑطل اﻻﻟﺗزام واﻟﺷرط‬
‫أﯾﺿﺎ )ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ( إن ﻛﺎن اﻟﺷرط ھو اﻟداﻓﻊ إﻟﻰ اﻻﻟﺗزام )ﻛﺄن ﯾﻌﻠﻖ دﻓﻊ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ‬
‫دورﯾﺔ ﻻﻣرأة ﻋﻠﻰ ﺷرط اﺳﺗﻣرار اﻟﻣﻌﺎﺷرة ﻏﯾر اﻟﺷرﻋﯾﺔ(‪ ،‬وﯾﺑطل اﻟﺷرط واﻻﻟﺗزام اﻟﻣﻌﻠﻖ ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺗﻰ‬
‫ﻛﺎن اﻟﺷرط واﻗﻔﺎ ﻟﻛن ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺈرادة اﻟﻣدﯾن وﺣده‪ ،‬إن ﺷﺎء أﻧﺷﺄ اﻻﻟﺗزام وإن ﺷﺎء أﺑﻘﺎه ﻏﯾر ﻧﺎﺷﺊ )ﻛﻣن ﯾﻌﻠﻖ‬
‫ﻧﺷﺄة اﻻﻟﺗزام )ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﻣﺛﻼ( ﺑﺈرادﺗﮫ اﻟﻣﺣﺿﺔ وﯾطﻠﻖ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺷرط ﺑﺎﻟﺷرط اﻹرادي اﻟﻣﺣض وھو ﯾدل‬
‫ﻋﻠﻰ ﻏﯾﺎب اﻹرادة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام ﻟذﻟك أﺑطﻼ ﻣﻌﺎ )أي اﻟﺷرط واﻻﻟﺗزام(‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺣﻛﺎم اﻟﺷرط‬
‫ﺗﺧﺗﻠف أﺣﻛﺎم اﻟﺷرط ﺑﺣﺳب ﻣﺎ إذا ﻛﺎن واﻗﻔﺎ أو ﻓﺎﺳﺧﺎ‪ ،‬وﺑﺣﺳب اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑﻖ أو ﺗﻠﻲ ﺗﺣﻘﻖ اﻟﺷرط‪.‬‬
‫أوﻻ – ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل ﺗﺣﻘﯾﻖ أو ﺗﺧﻠف اﻟﺷرط‬
‫أ ( اﻟﺷرط اﻟواﻗف‪:‬‬
‫ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ وﺟود اﻻﻟﺗزام ذاﺗﮫ ﻣرﺗﺑط ﺑﺗﺣﻘﻖ اﻟﺷرط )ﻛﻣن ﯾﻌﻠﻖ ھﺑﺔ ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ﻵﺧر ﻋﻠﻰ زواﺟﮫ ﻣن‬
‫اﻣرأة ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬وﻛﺗﻌﮭد ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾن ﺑدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض إن ﺣدث اﻟﺧطر اﻟﻣؤﻣن ﺿده ‪ (..‬واﻟﺣﻖ اﻟذي‬
‫ﻋﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرط ﻟﯾس ﻣوﺟودا ﺗﻣﺎﻣﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻟﯾس ﻣﻧﻌدﻣﺎ‪ ،‬وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﯾل أﻧﮫ ﯾﺟوز ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺣﻖ‬
‫اﻟﻣﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺷرط واﻗف أن ﯾﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﮭﺑﺔ أو اﻟوﺻﯾﺔ ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﻘﺑل ﻟﺗورﯾث‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ أن ھذه اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺣﻖ اﻟﻣﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺷرط واﻗف ﻻ ﺗﺻل إﻟﻰ ﺣد إﺟﺑﺎر اﻟﻣدﯾن ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟوﻓﺎء ﺑذﻟك اﻟﺣﻖ وﻻ ﯾﺟوز اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺿد اﻟﻣدﯾن‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻻﻟﺗزام ﻟم ﯾﺗﺄﻛد ﺛﺑوﺗﮫ‬
‫ﺑﻌد ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣدﯾن‪ ،‬ﻛون أن ذﻟك ﻣرﺗﺑط ﺑﺗﺣﻘﻖ اﻟﺷروط‪ ،‬وھو ﻟم ﯾﺣﺻل ﺑﻌد‪.‬‬
‫ب( اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ‪:‬‬
‫اﻟﺣﻖ اﻟﻣﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺷرط ﻓﺎﺳﺦ‪ ،‬ﯾﻌد ﻣوﺟودا ﺗﻣﺎم اﻟوﺟود وﻧﺎﻓذا‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﻣﮭدد ﻓﻘط ﺑﺎﻟزوال ﺑﺗﺣﻘﻖ اﻟﺷرط‪،‬‬
‫وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻘول‪ ،‬أﻧﮫ واﺟب اﻷداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﺎل إﻣﺎ اﺧﺗﯾﺎر أو ﺟﺑرا ﻋﻠﯾﮫ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن ﺣﻖ‬
‫اﻟداﺋن ﻓﻲ ﻣطﻠﻖ اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮫ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ – ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد ﺗﺣﻘﻖ أو ﺗﺧﻠف اﻟﺷرط‬
‫أ( اﻟﺷرط اﻟواﻗف‪:‬‬
‫ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﻖ اﻟﺷرط ھﻧﺎ أن ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺣﻖ ﻣﻛﺗﻣل اﻟوﺟود وﻧﺎﻓذا‪ ،‬وﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺣﻘﻖ اﻟﺷرط ﻓﺣﺳب‬
‫ﺑل ﻣﻧذ ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷﺄة اﻟﺣﻖ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن أﺛر ﺗﺣﻘﻖ ﻟﺷرط ﯾﺳري ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ‪ ،‬وﯾﺻﺑﺢ اﻟﺣﻖ ھﻧﺎ واﺟب‬
‫اﻷداء ﻓﻲ ﻟﺣﺎل إﻣﺎ اﺧﺗﯾﺎر أو ﺟﺑرا ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن وإذا ﺗﺧﻠف اﻟﺷرط اﻟواﻗف‪ ،‬وﺑﺳﺑب اﻷﺛر اﻟرﺟﻌﻲ أﯾﺿﺎ‬
‫ﯾﻌﺗﺑر أن اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن )أي ﺣﻖ اﻟداﺋن اﻟﻣﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺷرط واﻗف( ﻛﺄن ﻟم ﯾﻛن‪ ،‬وﺗﻧﻣﺣﻲ ﺟﻣﯾﻊ آﺛﺎره )ﻛﺄن‬
‫ﯾﻘوم اﻟداﺋن ﺑﺑﯾﻊ ﺣﻘﮫ اﻟﻣﺷروط أو رھﻧﮫ أو ھﺑﺗﮫ إﻟﺦ(‪.‬‬
‫ب( اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ‪:‬‬
‫ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﻖ اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳﺦ أن ﯾزول ﺣﻖ اﻟداﺋن ﺗﻣﺎﻣﺎ وھذا ﻣﻧذ ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷوﺋﮫ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻸﺛر اﻟرﺟﻌﻲ‬
‫ﻟﻠﺷرط وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك وﺟوب إﻋﺎدة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗﺑل إﺑرام اﻟﺗﺻرف‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾرد ﻛل‬
‫واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ إﻟﻰ اﻵﺧر ﻣﺎ ﺗﺳﻠﻣﮫ ﻣﻧﮫ )ﻛﺎﻟﻣﺑﯾﻊ واﻟﺛﻣن(‪ ،‬ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻘواﻋد رد ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﺣﻖ‪ ،‬أﻣﺎ إن ﺗﺧﻠف‬
‫اﻟﺷرط ﻓﻘد ﺗﺄﻛد اﻟﺣﻖ وﻻ ﻣﺣل ﻟزواﻟﮫ‪ ،‬ھذا ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة أن اﻷﺛر اﻟرﺟﻌﻲ ﻟﻠﺷرط ﻟﯾس ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﮫ ﯾﺟﻌﻠﮫ ﯾﺳري أﺛره ﻣﻧذ ﺗﺣﻘﻘﮫ ﻓﻘط ﻻ ﻣﻧذ ﻧﺷوء اﻟﺣﻖ ﻛﻣﺎ أن طﺑﯾﻌﺔ‬
‫ﺑﻌض اﻟﻌﻘود )ﻛﺎﻟﻌﻘود اﻟزﻣﻧﯾﺔ ‪ :‬اﻹﯾﺟﺎز‪ ،‬اﻟﻌﻣل( ﺗﺳﺗﻌﺻﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺛر اﻟرﺟﻌﻲ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳري أﺛر اﻟﺷرط‬
‫ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺣﻘﻘﮫ )أي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎﺿﻲ(‪.‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻷﺟل )م‪ 209.‬إﻟﻰ ‪ 212‬ﻣدﻧﻲ(‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﻔﮭوم اﻷﺟل وﺷروطﮫ‬


‫اﻷﺟل ﻋﺑﺎرة ﻋن أﻣر ﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣﺣﻘﻖ اﻟوﻗوع‪ ،‬ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺣﻠوﻟﮫ إﻣﺎ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻻﻟﺗزام أو زواﻟﮫ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ھذا‬
‫اﻷﺳﺎس ﻧﻔرق ﺑﯾن اﻷﺟل اﻟواﻗف وھو اﻟذي ﺑﺣﻠوﻟﮫ ﯾﺻﺑﺢ اﻻﻟﺗزام ﻣﺳﺗﺣﻖ اﻷداء )ﻛﺎﻻﻟﺗزام ﺑرد ﻣﺑﻠﻎ‬
‫اﻟﻘرض ﺑﺣﻠول ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﻌﯾن أو ﻋﻧد وﻓﺎة ﺷﺧص ﻣﻌﯾن( وﯾﻛون اﻷﺟل ﻓﺎﺳﺧﺎ‪ ،‬ﻣﺗﻰ ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺣﻠوﻟﮫ زوال‬
‫اﻻﻟﺗزام )ﻛﺎﻧﻘﺿﺎء ﺣﻖ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻟوﻓﺎة اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ )م‪ 852 :‬ﻣدﻧﻲ(‪ ،‬وﺗﻌﮭد ﺷرﻛﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﺻﯾﺎﻧﺔ آﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻣدة‬
‫ﺳﻧﺔ ﻣﺛﻼ ‪.(...‬‬
‫وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﯾل‪ ،‬أن اﻷﺟل أﻣر ﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣن ﺟﮭﺔ )ﻛﺗﺎرﯾﺦ ﻣﻌﯾن أو واﻗﻌﺔ ﻣﺣﻘﻘﺔ( وﻣﺣﻘﻖ اﻟوﻗوع ﻣن‬
‫ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻋﻠﯾﮫ ﻟو أن اﻷﺟل اﻟذي ارﺗﺑط ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﻛﺎن ﻗد ﺗﺣﻘﻖ ﻣن ﻗﺑل ﻓﻼ ﻧﻛون أﻣﺎم اﻟﺗزام ﻣؤﺟل ﺑل‬
‫ﺣﺎل اﻷداء‪.‬‬
‫واﻷﺟل ﻗد ﯾﻛون ﻣﺻدره اﻻﺗﻔﺎق ﺳواء ﻧص ﻋﻠﯾﮫ ﺻراﺣﺔ أو ﺗم اﺳﺗﺧﻼﺻﮫ ﺿﻣﻧﺎ ﻣن طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻟﺗزام‬
‫)ﻛﻣن ﯾﺗﻌﮭد ﺑﺗورﯾد ﺑﺿﺎﺋﻊ ﻟﻣدرﺳﺔ‪ ،‬ﻓﮭم ﺿﻣﻧﺎ أن ذﻟك ﯾﻛون ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﻌﺎم اﻟدراﺳﻲ(‪ ،‬وﻗد ﯾﻛون ﻣﺻدره‬
‫اﻟﻘﺿﺎء )وھو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﻧظره اﻟﻣﺳﯾرة وﻓﻖ ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﮫ م‪ 2/281 :‬ﻣدﻧﻲ‪ :‬أي ﻣﻧﺢ اﻟﻣدﯾن أﺟﻼ ﻟﻠوﻓﺎء‬
‫ﺑﺎﻟﺗزاﻣﮫ( وﻗد ﯾﻛون ﻣﺻدره ﻧص اﻟﻘﺎﻧون )ﻣن ذﻟك اﻹﯾراد اﻟﻣرﺗب ﻣدى اﻟﺣﯾﺎة )م‪ 1/613 :‬ﻣدﻧﻲ( وﺣﻖ‬
‫اﻻﻧﺗﻔﺎع )م‪ 852:‬ﻣدﻧﻲ( واﻟوﺻﯾﺔ )م‪ 184 :‬أﺳرة(‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺣﻛﺎم اﻷﺟل‬


‫ﺗﺧﺗﻠف أﺣﻛﺎم اﻷﺟل ﺑﯾن أن ﯾﻛون واﻗﻔﺎ أو ﻓﺎﺳﺧﺎ‪ ،‬وﺑﯾن أن ﯾﻛون أﺛﻧﺎء ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻖ أو ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬
‫أوﻻ – ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل ﺣﻠول اﻷﺟل‪:‬‬
‫إذا ﻣﺎ ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام ﻣﻘﺗرﻧﺎ ﺑﺄﺟل واﻗف‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﯾزة ھذا اﻻﻟﺗزام أﻧﮫ ﻣوﺟود ﺑل وﻣؤﻛد‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺟﯾز ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ﻟﻠداﺋن أن ﯾﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﮭﺑﺔ‪ ،‬ﺑل وﻟﮫ أن ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣدﯾن ﺗﻘدﯾم ﺗﺄﻣﯾن ﻛﺎف ﻣﺗﻰ ﺧﺷﻲ إﻋﺳﺎر‬
‫اﻟﻣدﯾن أو إﻓﻼﺳﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟم ﯾﻔﻌل اﻟﻣدﯾن ذﻟك ﺳﻘط أﺟل اﻟﺗزاﻣﮫ وﺻﺎر ﺣﺎل اﻷداء‪ ،‬وﯾﺳﻘط اﻷﺟل أﯾﺿﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ إﻓﻼس اﻟﻣدﯾن‪ ،‬أو ﻣﺗﻰ أﻧﻘض ﺑﻔﻌﻠﮫ اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﺧﺎص اﻟذي أﻋطﺎه ﻟﻠداﺋن‪ ،‬أو ﺣﺗﻰ ﻧﻘص ذﻟك ﺑﺳﺑب‬
‫أﺟﻧﺑﻲ إﻻ أن ﯾﻘدم ﺗﺄﻣﯾﻧﺎ ﻛﺎﻓﯾﺎ‪.‬‬
‫واﻟﻣﯾزة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ‪ ،‬أﻧﮫ ﻏﯾر ﺣﺎل اﻷداء ﺑﻌد‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن ﺟﺑر اﻟﻣدﯾن‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﺎل‪ ،‬ھذا ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أن وﻓﺎء اﻟﻣدﯾن ﺑدﯾﻧﮫ ﻗﺑل ﺣﻠول اﻷﺟل‪ ،‬ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﺳﺗرداد ﻣﺎ‬
‫دﻓﻌﮫ‪ ،‬ﺑل ﻟﮫ ﻓﺣﺳب اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎﺑﮫ ﻧﺗﯾﺟﺔ ھذا اﻟوﻓﺎء اﻟﻣﻌﺟل ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم‬
‫اﻹﺛراء ﺑﻼ ﺳﺑب )م‪ 145 :‬ﻣدﻧﻲ(‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺟل اﻟﻔﺎﺳﺦ ﻓﺎﻻﻟﺗزام ﻓﯾﮫ ﻧﺎﻓذ ﻏﯾر أن زواﻟﮫ ﻣؤﻛد ﺑﺣﻠول اﻷﺟل وﻛل ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻣﺗﻧﻊ ﻣﻊ اﻷﺟل‬
‫اﻟواﻗف ﻓﮭو ﺟﺎﺋز ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻔﺎﺳﺦ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ – ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد ﺣﻠول اﻷﺟل‬
‫واﻷﺟل ﻣﺗﻰ ﺣل )ﺳواء ﺑﺻﻔﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ) ﻛﺣﻠول ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﻌﯾن( أو ﺑﺳﻘوطﮫ )ﻛﻣﺎ ﻣر ﻣﻌﻧﺎ ﺑﺳﺑب إﻓﻼس‬
‫اﻟﻣدﯾن أو إﻋﺳﺎره أو إﺧﻼﻟﮫ ﺑﺗﻌﮭده ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت أو إﻧﻘﺎﺻﮫ اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﺧﺎص ﺑﻔﻌﻠﮫ أو ﺑﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ )م‪:‬‬
‫‪ 211‬ﻣدﻧﻲ( أو ﺣﺗﻰ ﺑﺎﻟﻧزول ﻋﻧﮫ ﻣن طرف ﻣن ﺿرب اﻷﺟل ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﮫ( ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك أن ﯾﺻﺑﺢ‬
‫اﻻﻟﺗزام ﻣﺳﺗﺣﻖ اﻷداء وﻧﺎﻓذا وھذا ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻷﺟل واﻗﻔﺎ‪ ،‬وﯾﺻﺑﺢ ﺑذﻟك اﻟﺣﻖ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺧﺗﯾﺎري‬
‫واﻟﺟﺑري ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء‪ ،‬أﻣﺎ إن ﻛﺎن اﻷﺟل ﻓﺎﺳﺧﺎ‪ ،‬ﻓﺳﯾرﺗب ﻋﻠﻰ ﺣﻠوﻟﮫ زوال اﻻﻟﺗزام ﻋﻠﻰ أن ﻣﯾزة اﻷﺟل‪،‬‬
‫أﻧﮫ ﻻ ﯾﺳري ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ ﻋﻧد ﺣﻠوﻟﮫ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟدﯾن ﻻ ﯾﻛون ﻣﺳﺗﺣﻘﺎ إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺣﻠول اﻷﺟل‪ ،‬أو ﻻ‬
‫ﯾزول إﻻ ﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻓﻔﻲ إﯾﺟﺎر ﻣﺛﻼ ‪ ،‬ﻣﺗﻰ ﺣل اﻷﺟل اﻟذي ﺑﮫ ﯾﻧﺗﮭﻲ اﻟﻌﻘد‪ ،‬ﻓﺈن زوال اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﻛون‬
‫إﻻ ﻣﻧذ ﺣﻠول اﻷﺟل‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺎ دﻓﻊ ﻣن أﺟرة ﻋن اﻟﻣدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺻﺣﯾﺣﺎ وﻛذﻟك اﻟﺣﻛم ﻣﻊ اﻻﻧﺗﻔﺎع‬
‫ﺑﺎﻟﻌﯾن اﻟﻣؤﺟرة‪.‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺗﻌدد أطراف اﻻﻟﺗزام وﻣﺣﻠﮫ‬
‫ﺗﻣﮭﯾد‪:‬‬
‫ﻗد ﻧﺟد ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام ﻣﺣﻼ واﺣد ﻣﻌﯾﻧﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ داﺋن وﻣدﯾن‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ھذه اﻟﺻورة اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﻗد ﺗﺗﻌﻘد‬
‫ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ ﻟﻼﻟﺗزام اﻟواﺣد ﻋدة ﻣﺣﺎل‪ ،‬ﻗد ﺗﺟب ﻛﻠﮭﺎ أو أﺣدھﺎ ﻓﻘط أو ﺑدﻟﮭﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ذات اﻻﻟﺗزام ﻗد‬
‫ﯾﻛون ﻟﮫ ﻋدة ﻣدﯾﻧﯾن أو ﻋدة داﺋﻧﯾن ﻗد ﯾﻛون ﺑﯾﻧﮭم ﺗﺿﺎﻣن وﻗد ﻻ ﯾﻛون‪ ،‬ﻓﮭذه اﻟﺻور اﻟﻣﻌﻘدة ھﻲ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺳﻧﺗوﻟﻰ دراﺳﺗﮭﺎ اﻵن‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺗﻌدد أطراف اﻻﻟﺗزام‬
‫ﯾﺗﺧذ ھذا اﻟﺗﻌدد ﺻورا ﺛﻼﺛﺔ‪) :‬اﻷوﻟﻰ(‪ :‬أن ﯾﺗﻌدد اﻷطراف )أي اﻟداﺋن واﻟﻣدﯾن( دون أن ﺗﻛون ﺑﯾﻧﮭم‬
‫راﺑطﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﯾﺳﻣﻰ اﻻﻟﺗزام ھﻧﺎ ﺑﺎﻟﻣﺗﻌدد اﻷطراف‪) :‬اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(‪ :‬أن ﯾﺗﻌدد اﻟداﺋﻧون أو اﻟﻣدﯾﻧون )أي أطراف‬
‫اﻻﻟﺗزام( ﻣﻊ وﺟود ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺗﺿﺎﻣن ﺑﯾﻧﮭم‪ ،‬ﻓﻧﻛون ﺣﯾﻧﺋد أﻣﺎم اﻟﺗزام ﺗﺿﺎﻣﻧﻲ )إﯾﺟﺎﺑﻲ إن ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟداﺋﻧﯾن‪،‬‬
‫وﺳﻠﺑﻲ إن ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧﯾن( )اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ(‪ :‬أن ﯾﺗﻌدد أطراف اﻻﻟﺗزام ﻣﻊ ﻛون اﻻﻟﺗزام ذاﺗﮫ ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻼﻧﻘﺳﺎم أو‬
‫اﻟﺗﺟزﺋﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺗﻌدد اﻷطراف‬
‫أوﻻ – ﻣﻔﮭوﻣﮫ ‪:‬‬
‫ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺗﻌدد اﻷطراف أن ﯾﺗﻌدد اﻟداﺋﻧون أو اﻟﻣدﯾﻧون ﺑﺣﯾث أن اﻟدﯾن أو اﻻﻟﺗزام ﯾﻧﻘﺳم ﻋﻠﻰ ﻋدد‬
‫رؤوس اﻟداﺋﻧﯾن أو اﻟﻣدﯾﻧﯾن‪ ،‬أي ﻟﯾس ﻟﻛل داﺋن أن ﯾطﺎﻟب إﻻ ﺑﻧﺻﯾﺑﮫ ﻓﻲ اﻟدﯾن ﻛﻣﺎ أن ﻛل ﻣدﯾن ﻻ ﯾﻠﺗزم‬
‫إﻻ ﺑﺄداء ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻓﺣﺳب‪ ،‬وھذه اﻟﺻورة ﻣن اﻻﻟﺗزام ھﻲ اﻷﺻل وھذا ﻓﻲ ﻏﯾﺎب ﻧص اﻟﻘﺎﻧون أو اﻻﺗﻔﺎق أو‬
‫طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺣﺗم أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﺑﮭذا اﻟﻣﺑدأ‪ ،‬واﻷﺻل أﯾﺿﺎ أن ﺗﻛون أﻧﺻﺑﺔ اﻟداﺋﻧﯾن‬
‫أو اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ إﻻ أن ﯾﻘﺿﻲ ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻐﯾر ذﻟك‪ ،‬أﻣﺎ ﻋن ﻣﺻدر ھذا اﻟﺗﻌدد ﻓﻲ اﻟداﺋﻧﯾن أو‬
‫اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﻓﻘد ﯾﻛون اﻻﺗﻔﺎق )ﻛﺄن ﯾﺷﺗري ﻋدة أﺷﺧﺎص أرﺿﺎ‪ ،‬أو ﯾﺑﯾﻊ ﺷرﻛﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾوع أرﺿﺎ ﻟﮭم‪،‬‬
‫ﻓﻧﻛون أﻣﺎم ﻋدة ﻣدﯾﻧﯾن أو داﺋﻧﯾن ﺑﺎﻟﺛﻣن( وﻗد ﯾﻛون ﻧص اﻟﻘﺎﻧون )ﻛﺣﺎﻟﺔ اﻟورﺛﺔ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟﻣورث داﺋﻧﺎ‬
‫ﻟﻠﻐﯾر(‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ – أﺣﻛﺎﻣﮫ‪:‬‬
‫ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌدد أن ﯾﻧﻘﺳم اﻟدﯾن ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻣدﯾﻧﯾﮫ أو داﺋﻧﯾﮫ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣدﯾن وﻟﯾس ﻟﻛل داﺋن‬
‫إﻻ أداء واﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻧﺻﯾﺑﮫ ﻓﻲ اﻟدﯾن ﻓﻘط‪ ،‬واﻷﺻل ﻓﻲ اﻷﻧﺻﺑﺔ اﻟﺗﺳﺎوي إﻻ أن ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺧﻼف ذﻟك‪ ،‬ھذا‬
‫وﻣﺗﻰ ﺑطل اﻟﺗزام ﻣدﯾن ﻣﻌﯾن اﻗﺗﺻر ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻓﻘط وﻻ ﯾﺗﺄﺛر اﻟﺑﻘﯾﺔ ﺑذﻟك إﻻ أن ﯾﻛون ﺳﺑب اﻟﺑطﻼن‬
‫ﯾﺷﻣﻠﮭم ﺟﻣﯾﻌﺎ‪ ،‬وﻧﻔس اﻟﺣﻛم ﯾﻧطﺑﻖ ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن‪ ،‬ﻛﻣﺎ إن إﻋذار ﻣدﯾن ﻣﻌﯾن أو ﻗطﻊ ﺗﻘﺎدم دﯾﻧﮫ‪ ،‬ﻻ ﯾﺗﻌدى‬
‫أﺛر ذﻟك إﻟﻰ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﺑل ﯾﻧﺣﺻر ﻓﯾﮫ ﻓﻘط‪ ،‬وﻟو أﻋﺳر أﺣد اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﺗﺣﻣل اﻟداﺋن وﺣده إﻋﺳﺎر ذﻟك‬
‫اﻟﻣدﯾن‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ – اﻻﻟﺗزام اﻟﺗﺿﺎﻣﻧﻲ‬
‫أوﻻ – اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ‪) :‬م‪ 217 :‬إﻟﻰ ‪ 221‬ﻣدﻧﻲ(‬
‫أ ( ﻣﻔﮭوﻣﮫ‪:‬‬
‫ﯾﻘﺻد ﺑﮫ أن ﯾﺗﻌدد اﻟداﺋﻧون ﻓﻲ دﯾن واﺣد ﺳواء ﻓﻲ ذﻟك ﺗﻌدد اﻟﻣدﯾﻧون أو ﻟم ﯾﺗﻌددوا و ﻣﯾزﺗﮫ أن ﯾؤدي إﻟﻰ‬
‫ﻋدم ﺗﺟزﺋﺔ اﻟدﯾن ﻋﻠﻰ ﻋدد اﻟداﺋﻧﯾن‪ ،‬ﺑل ﯾﺣﻖ ﻟﻛل داﺋن أن ﯾطﺎﻟب اﻟﻣدﯾن ﺑﻛل اﻟدﯾن‪،‬ﻏﯾر أن ھذا اﻟﺗﺿﺎﻣن‬
‫اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻧﺎدر اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﺛم إﻧﮫ ﯾﻣﺛل ﺧطرا ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ اﻟداﺋﻧﯾن‪ ،‬ﻓﺎﻟداﺋﻧون ﯾﺳﺗطﯾﻌون‬
‫اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻧﻔس ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻋﻘد اﻟوﻛﺎﻟﺔ‪ ،‬ﺛم إن ھذا اﻟﺗﺿﺎﻣن ﯾﻣﺛل‬
‫ﺧطرا ﻋﻠﯾﮭم ﻓﯾﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن اﻟداﺋن اﻟذي اﺳﺗوﻓﻰ اﻟدﯾن ﻛﻠﮫ ﺳﯾﺊ اﻟﻧﯾﺔ أو أﻋﺳر ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد‪ ،‬ﻟﮭذا ﻧﺟد أﯾﺿﺎ أن‬
‫اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻻ ﯾﻔﺗرض ﺑل ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﻧص ﻋﻠﯾﮫ ﺻراﺣﺔ أو اﺳﺗﺧﻼﺻﮫ ﺿﻣﻧﺎ‪.‬‬
‫ب( أﺣﻛﺎﻣﮫ‪:‬‬
‫ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ أن ﻟﻛل داﺋن أن ﯾطﺎﻟب اﻟﻣدﯾن ﺑﺄن ﯾﻔﻲ ﻟﮫ ﺑﻛل اﻟدﯾن )إﻻ أن ﯾﻌﺗرض ﻋﻠﻰ‬
‫ھذا اﻟوﻓﺎء ﺑﻘﯾﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب ﻣﻌﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن اﻟوﻓﺎء ﺑﻧﺻﯾب ذﻟك اﻟداﺋن ﻓﺣﺳب(‪ ،‬وﻟﯾس ﻟﻠﻣدﯾن أن‬
‫ﯾدﻓﻊ ﺗﻠك اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺄوﺟﮫ دﻓﻊ )ﻛﺑطﻼن اﻟﺗزاﻣﮫ أو ﻓﺳﺧﮫ‪ ،‬أو اﻧﻘﺿﺎﺋﮫ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺻﺔ أو اﻹﺑراء ‪ (...‬ﻏﯾر ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑذﻟك اﻟداﺋن‪ ،‬أﻣﺎ أوﺟﮫ اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن ﻛل اﻟداﺋﻧﯾن )ﻛﺑطﻼن اﻻﻟﺗزام ﻟﻌدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‪ ،‬أو ﻟﺳﺑﻖ اﻟوﻓﺎء(‬
‫ﻓﻠﮫ أن ﯾدﻓﻊ ﺑﮭﺎ‪ ،‬ھذا وﯾطﻠﻖ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺗﺿﺎﻣن اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﺑوﺣدة اﻟدﯾن‪.‬‬
‫واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﺿﺎﻣن اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ‪ ،‬وﯾطﻠﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺗﻌدد اﻟرواﺑط‪ ،‬ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزام‪ ،‬ﻏﯾر‬
‫اﻟوﻓﺎء‪ ،‬ﻛﺎﻟﻣﻘﺎﺻﺔ واﻹﺑراء واﺗﺣﺎد اﻟذﻣﺔ إﻟﺦ ‪ ،‬ﻻ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﺑﻘﯾﺔ اﻟداﺋﻧﯾن إﻻ ﺑﻘدر ﻧﺻﯾب اﻟداﺋن اﻟذي ﻗﺎم ﻓﻲ‬
‫ﺣﻘﮫ ﺳﺑب ذﻟك اﻻﻧﻘﺿﺎء‪ ،‬ﻓذﻟك اﻟﺳﺑب ﺧﺎص ﺑذﻟك اﻟداﺋن ﻓﻘط ﻓﻼ ﯾﺿﺎر ﻣﻧﮫ ﺑﻘﯾﺔ اﻟداﺋﻧﯾن‪.‬‬
‫واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن اﻟداﺋﻧﯾن ﯾﻌﺗﺑرون ﻧﺎﺋﺑﯾن ﻋن ﺑﻌﺿﮭم اﻟﺑﻌض ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻧﻔﻊ ﻓﻘط ﻻ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺿر‪ ،‬أي‬
‫أن ھﻧﺎك ﻧﯾﺎﺑﺔ ﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم‪ ،‬ﻟﻛن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻧﻔﻊ ﻻ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺿر‪ ،‬وﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك أن اﻹﻋذار اﻟذي ﯾوﺟﮭﮫ‬
‫أﺣد اﻟداﺋﻧﯾن إﻟﻰ اﻟﻣدﯾن ﻟﻠوﻓﺎء ﻣﺛﻼ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﮫ ﺑﻘﯾﺔ اﻟداﺋﻧﯾن‪ ،‬ﻓﯾﻌد اﻹﻋذار وﻛﺄﻧﮫ ﺻدر ﻣﻧﮭم ﺟﻣﯾﻌﺎ‪ ،‬وھذا‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻹﻋذار اﻟذي ﯾوﺟﮭﮫ اﻟﻣدﯾن ﻷﺣد اﻟداﺋﻧﯾن ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺳري ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ﻓﻼ ﯾﺿﺎرون‬
‫ﻣﻧﮫ‪،‬وﻧﻔس اﻟﺣﻛم ﯾﺻدق ﻋﻠﻰ اﻹﻗرار ﺑﺎﻟدﯾن واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﯾﮫ وﻗطﻊ اﻟﺗﻘﺎدم ‪ ، ...‬وإن ﻛﺎﻧت اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ‬
‫ذﻛرﻧﺎھﺎ ﺗﺧص ﻋﻼﻗﺔ اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن ﺑﺎﻟﻣدﯾن‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﻼﻗﺔ اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن ﺑﺑﻌﺿﮭم اﻟﺑﻌض‬
‫ﯾﺣﻛﻣﮭﺎ أن اﻟدﯾن اﻟذي اﺳﺗوﻓﺎه أﺣد اﻟداﺋﻧﯾن‪ ،‬ﯾﻔﺗﺢ ﻟﺑﻘﯾﺔ اﻟداﺋﻧﯾن ﺣﻖ اﻟرﺟوع ﻋﻠﯾﮫ ﻟﻛن ﻛل ﺑﺣﺳب ﺣﺻﺗﮫ‬
‫ﻓﻲ اﻟدﯾن‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻧﻘﺳﺎم اﻟدﯾن ﻋﻠﯾﮭم‪ ،‬واﻷﺻل ﻓﻲ ﺣﺻص اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﺗﺳﺎوي إﻻ أن ﯾﻘﺿﻲ اﻻﺗﻔﺎق أو‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻐﯾر ذﻟك‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ – اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟﺳﻠﺑﻲ‪) :‬م‪ 222 :‬إﻟﻰ ‪ 235‬ﻣدﻧﻲ(‬

‫أ ( ﻣﻔﮭوﻣﮫ‪:‬‬
‫اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟﺳﻠﺑﻲ ﯾﺧص ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد اﻟﻣدﯾﻧﯾن‪ ،‬واﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟﻣوﺟود ﺑﯾﻧﮭم ﻻ ﯾﻔﺗرض‪ ،‬وﻟﻛن ﯾﺟب اﻟﻧص ﻋﻠﯾﮫ‬
‫ﺻراﺣﺔ أو اﺳﺗﺧﻼﺻﮫ ﺿﻣﻧﺎ‪ ،‬أﻣﺎ ﻣﺻدر ھذا اﻟﺗﺿﺎﻣن‪ ،‬ﻓﻘد ﯾﻛون ﻧص اﻻﺗﻔﺎق أو ﻧص اﻟﻘﺎﻧون )ﻛﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ )م‪ 1 / 554 :‬ﻣدﻧﻲ( واﻟوﻛﺎﻟﺔ )م‪ 1/579 :‬ﻣدﻧﻲ( واﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﺷروع )م‪ 126 :‬ﻣدﻧﻲ( ‪ (..‬وﯾﻣﺛل‬
‫اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟﺳﻠﺑﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺑﯾد اﻟداﺋن ﻟذي ﯾﺧﺷﻰ إﻋﺳﺎر أﺣد ﻣدﯾﻧﯾﮫ ﻷﻧﮫ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣطﺎﻟﺑﺔ أﯾﺎ ﻣﻧﮭم ﺑﻛل‬
‫اﻟدﯾن‪.‬‬
‫ب( أﺣﻛﺎﻣﮫ‪:‬‬
‫اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻛﺎﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﺗﺣﻛﻣﮫ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺗﻲ ذﻛرﻧﺎھﺎ‪ ،‬أي وﺣدة اﻟدﯾن وﺗﻌدد اﻟرواﺑط واﻟﻧﯾﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻧﻔﻊ‪ ،‬وھذا ﻛﻠﮫ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣدﯾﻧﯾن اﻟﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن ﺑﺎﻟداﺋن‪.‬‬
‫ﻓﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ وﺣدة اﻟدﯾن ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋن اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟﺳﻠﺑﻲ ‪ :‬ﻓﯾﺣﻖ ﻷي ﻣدﯾن‬
‫اﻟوﻓﺎء ﺑﻛل اﻟدﯾن ﺑل وﯾﻠﺗزم ﺑذﻟك ﻣﺗﻰ رﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ اﻟداﺋن‪ ،‬وﻟﯾس ﻟﮭذا اﻟﻣدﯾن أن ﯾﺣﺗﺞ ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن ﺑدﻓوع‬
‫ﺗﺧص ﻏﯾره ﻣن اﻟﻣدﯾﻧﯾن‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﺎﻟدﻓوع اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﮫ ھو )ﻛﻛوﻧﮫ ﻗﺎﺻرا‪ ،‬أو ﺷﺎب‬
‫رﺿﺎه ﻋﯾﺑﺎ‪ ،‬أو ﺗم إﺑراؤه ﻣن اﻟدﯾن‪ ،‬أو ﺗﻣت ﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑﯾن دﯾﻧﮫ ودﯾن اﻟداﺋن(‪ ،‬وﺑﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗرك ﻓﯾﮭﺎ ﻛل‬
‫اﻟﻣدﯾﻧﯾن )ﻛﺑطﻼن اﻻﻟﺗزام ﺑﺳﺑب ﻋدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ أو ﻏﯾﺎب اﻟﻣﺣل أو اﻟﺳﺑب‪ ،‬وﻏﯾﺎب ﺷﻛل اﻧﻌﻘﺎد اﻟﺗﺻرف‬
‫وﺗﻘﺎدم اﻟدﯾن‪ ،‬وإﺑراء اﻟدﯾن ﻋن ﻛل اﻟﻣدﯾﻧﯾن(‪.‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﺗﻌدد اﻟرواﺑط‪ ،‬ﻓﺈن أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزام‬
‫ﻏﯾر اﻟوﻓﺎء )ﻛﺎﻟﻣﻘﺎﺻﺔ واﺗﺣﺎد اﻟذﻣﺔ‪ ،‬واﻹﺑراء ﻣن اﻟدﯾن‪ ،‬واﻟﺗﻘﺎدم( ﻛﻠﮭﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﯾﺳﻘط ﻋن ﺑﻘﯾﺔ‬
‫اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﻗدر ﺣﺻﺔ اﻟﻣدﯾن اﻟذي ﻗﺎم ﻓﻲ ﺣﻘﮫ ﺳﺑب ذﻟك اﻻﻧﻘﺿﺎء‪ ،‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﺟدﯾد اﻟدﯾن )وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ‬
‫اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﯾن اﻟﻘدﯾم ﺑﻛل ﻣﻘوﻣﺎﺗﮫ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺗﺿﺎﻣن وﺣﻠول دﯾن ﺟدﯾد ﻣﺣﻠﮫ( ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن ﻟﺋﻼ‬
‫ﯾﻧﻘﺿﻲ دﯾﻧﮫ ﻛﻠﯾﺔ ﻣﻊ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣدﯾﻧﯾن اﻟذﯾن ﻟم ﯾﺣﺻل ﻣﻌﮭم ﺗﺟدﯾد ﻟﻠدﯾن أن ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﺣﻘﮫ ﻗﺑﻠﮭم‪ ،‬وﺑذﻟك ﯾﺳﻘط‬
‫ﻋن ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﺣﺻﺔ اﻟﻣدﯾن اﻟذي ﺣﺻل ﻣﻌﮫ اﻟﺗﺟدﯾد ﻟﻠدﯾن‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻧﻔﻊ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣدﯾﻧﯾن )ﻛﺈﻋذار اﻟداﺋن‪ ،‬وﺻدور ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻟﺻﺎﻟﺢ أﺣد‬
‫اﻟﻣدﯾﻧﯾن( ﻻ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺿرھم )ﻛﺎﻋذار ﻣدﯾن ﻣﻌﯾن وإﻗراره ﺑﺎﻟدﯾن‪ ،‬واﻟﻧﻛول ﻋن ﺣﻠف اﻟﯾﻣﯾن ‪ ،(..‬إذ ﻓﻲ ھذه‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷﺧﯾرة ﯾﻘﺗﺻر أﺛر ذﻟك اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻓﻘط دون ﻏﯾره‪.‬أﻣﺎ ﻋن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣدﯾﻧﯾن‬
‫اﻟﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن ﺑﺑﻌﺿﮭم اﻟﺑﻌض‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻣدﯾن اﻟذي وﻓﻰ ﺑﺎﻟدﯾن ﻟﮫ اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﻛل ﺑﺣﺳب‬
‫ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻓﻲ اﻟدﯾن‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟدﯾن ﯾﻧﻘﺳم ﻋﻠﯾﮭم ھذه اﻟﻣرة‪ ،‬وإن ﺣدث أن اﻋﺳر أﺣد اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﺣﯾن‬
‫رﺟوﻋﮫ ﻋﻠﯾﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ھذا اﻹﻋﺳﺎر ﯾﺗﺣﻣﻠﮫ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣدﯾﻧﯾن اﻟﻣوﺳرﯾن‪ ،‬أﻣﺎ اﻟرﺟوع ﻓﯾﺗم ﺑﻣوﺟب دﻋوى ﺷﺧﺻﯾﺔ‬
‫)ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻛﺎﻟﺔ أو اﻟﻔﺿﺎﻟﺔ( أو ﺑﻣوﺟب دﻋوى اﻟﺣﻠول‪ ،‬ھذا واﻷﺻل ﻓﻲ ﺣﺻص اﻟﻣدﯾﻧﯾن أﻧﮭﺎ‬
‫ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ إﻻ أن ﯾﻘﺿﻲ اﻻﺗﻔﺎق أو ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻐﯾر ذﻟك‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث – ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻻﻟﺗزام ﻟﻼﻧﻘﺳﺎم )م‪ 236 :‬إﻟﻰ ‪ 238‬ﻣدﻧﻲ(‬

‫أوﻻ – ﻣﻔﮭوﻣﮭﺎ‪:‬‬
‫ﯾﻘﺻد ﺑﻌدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻻﻟﺗزام ﻟﻼﻧﻘﺳﺎم أو اﻟﺗﺟزﺋﺔ أن ﯾﺗم اﻟوﻓﺎء ﺑﮫ ﻛﻣﻼ وﻏﯾر ﻣﺟزء‪ ،‬وﻻ ﺗظﮭر أھﻣﯾﺔ ﻋدم‬
‫ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟدﯾن ﻟﻼﻧﻘﺳﺎم إﻻ ﺣﯾن ﺗﻌدد اﻟداﺋﻧﯾن أو اﻟﻣدﯾﻧﯾن ذﻟك أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ھذا اﻟﺗﻌدد ﺳﯾﻧﻘﺳم ﻋﻠﯾﮭم اﻟدﯾن‬
‫ﺑﺣﺳب اﻷﺻل إﻻ أن ﯾﻛون اﻟدﯾن ذاﺗﮫ ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻼﻧﻘﺳﺎم‪ ،‬إذ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب اﻟوﻓﺎء أو اﺳﺗﯾﻔﺎؤه ﻛﺎﻣﻼ‬
‫وﻟو ﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك ﺗﺿﺎﻣن ﺑﯾن اﻟداﺋﻧﯾن أو اﻟﻣدﯾﻧﯾن أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﻧﻛون ﻓﯾﮭﺎ أﻣﺎم ﺗﻌدد اﻟداﺋﻧﯾن أو‬
‫اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﻓﻼ ﺗظﮭر أھﻣﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ أو ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻻﻟﺗزام ﻟﻼﻧﻘﺳﺎم ﻷن اﻟﻣدﯾن ﻻ ﯾﻘﺑل ﻣﻧﮫ اﻟوﻓﺎء اﻟﺟزﺋﻲ ﺑدﯾﻧﮫ‬
‫)م‪ 1/277 :‬ﻣدﻧﻲ(‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻋن ﺳﺑب ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟدﯾن ﻟﻼﻧﻘﺳﺎم ﻓﻘد ﯾﻛون طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻟﺗزام ذاﺗﮫ أو اﺗﻔﺎق اﻷطراف ﻓﺑﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ‬
‫اﻻﻟﺗزام ﻧﺟد أﻧﮫ ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام ﺑﻌﻣل ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺟزﺋﺔ ﺗﺳﻠﯾم ﻣﺑﯾﻊ واﺣد ﻣﻌﯾن ﺑذاﺗﮫ ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺋﻊ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻻ‬
‫ﯾﻣﻛن ﺗﺟزﺋﺔ اﻟﺗزام اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن ﻛﻣﺎ أن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﻋﻣل ﯾﻛون داﺋﻣﺎ‬
‫ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻼﻧﻘﺳﺎم ﻓﮭو إﻣﺎ أن ﯾﻛون أوﻻ ﯾﻛون‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام ﺑﺈﻋطﺎء ﺷﻲء )أي ﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺷﻰء أو ﻧﻘل‬
‫ﺣﻖ ﻋﯾﻧﻲ آﺧر( ﻓﺈن ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ إن أﻣﻛن ﺗﺻور ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟزﺋﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾث أن ﻛل ﺑﺎﺋﻊ ﯾﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﯾﻊ‪ ،‬إﻻ أن ﺣﻘوﻗﺎ ﻋﯾﻧﯾﺔ أﺧرى ﻛﺎﻻرﺗﻔﺎق )م‪ 877 :‬ﻣدﻧﻲ( أو اﻟرھن اﻟرﺳﻣﻲ )م‪ 892 :‬ﻣدﻧﻲ( ﻏﯾر ﻗﺎﺑل‬
‫ﻟﻼﻧﻘﺳﺎم‪.‬‬
‫وﻗد ﯾﻛون ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻻﻟﺗزام ﻟﻼﻧﻘﺳﺎم ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺗﻔﺎق ﺻرﯾﺢ أو ﺿﻣﻧﻲ ﻷطراف اﻻﻟﺗزام وﺧﺎﺻﺔ اﻟداﺋن ﺣﯾث‬
‫ﯾﻛون ﻣن ﻣﺻﻠﺣﺗﮫ اﻟﻧص ﻋﻠﯾﮫ )ﻛﺟﻌل ﺑدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ ﻧﻘدي ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻼﻧﻘﺳﺎم‪ ،‬ﻣﻊ أﻧﮫ ﺑطﺑﯾﻌﺗﮫ ﯾﻘﺑل اﻟﺗﺟزﺋﺔ(‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ – أﺣﻛﺎﻣﮭﺎ‪:‬‬
‫ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟدﯾن ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﺑﺎﻟداﺋن‪ ،‬أن ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟداﺋن أن ﯾطﺎﻟب أي ﻣدﯾن‬
‫ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﻛل اﻟدﯾن‪ ،‬وﯾﻛون ﺑذﻟك ﻗد ﺑرﺋت ذﻣﺔ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣدﯾﻧﯾن‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﻟﮭذا اﻟﻣدﯾن أن ﯾﺣﺗﺞ ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن‬
‫ﺑﺎﻟدﻓوع اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﮫ )ﻛﻌﯾب ﺷﺎب رﺿﺎه ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﺗزاﻣﮫ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻺﺑطﺎل( وﺑﺗﻠك اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ )ﻛﺑطﻼن اﻟﺗزام‬
‫ﻛل اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﻟﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻣﺣل ﻣﺛﻼ أو ﻟﻐﯾﺎب اﻟﺳﺑب ‪ (...‬ﻻ ﺑﺗﻠك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣدﯾن آﺧر‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ أن أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزام اﻷﺧرى ﻏﯾر اﻟوﻓﺎء )ﻛﺎﻟﻣﻘﺎﺻﺔ واﻹﺑراء واﺗﺣﺎد اﻟذﻣﺔ واﻟﺗﺟدﯾد( ﺗؤدي‬
‫ﻛﻠﮭﺎ إﻟﻰ اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﯾن ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﯾن وھذا ﺑﺳﺑب طﺑﯾﻌﺔ ﻻﻟﺗزام اﻟذي ﻻ ﯾﻘﺑل اﻻﻧﻘﺳﺎم‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﮫ طﺎﻟﻣﺎ ﻻ ﺗوﺟد ﺑﯾن اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﻧﯾﺎﺑﺔ ﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺿﺎﻣن ﻓﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن أﺣد‬
‫اﻟﻣدﯾﻧﯾن أو اﻟداﺋن‪ ،‬ﺗﺳري ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﺑﺳﺑب وﺣدة اﻟدﯾن )وھذا ﻛوﻗف اﻟﺗﻘﺎدم أو اﻧﻘطﺎﻋﮫ‪ ،‬وﺻدور‬
‫ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺿد ﻣدﯾن ﻣﻌﯾن ﻣﺗﻰ ﺗﻌﻠﻖ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟدﯾن ذاﺗﮫ‪ ،‬أﻣﺎ إﻋذار أﺣد اﻟﻣدﯾﻧﯾن أو إﻗرار أﺣدھم أو‬
‫ﺗﺻﺎﻟﺣﮫ ﻣﻊ اﻟداﺋن ﻓﻼ ﯾﺳري ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﻟﻌدم ﺗﻌﻠﻖ ذﻟك ﺑﺎﻟدﯾن ﻓﻲ ذاﺗﮫ(‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﺑﺑﻌﺿﮭم ﻓﻼ ﯾﺧﺗﻠف اﻟﺣﻛم ﻋﻣﺎ ﺳﺑﻖ أن ﻗررﻧﺎه ﺑﺻدد اﻟﺗﺿﺎﻣن‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣدﯾن اﻟذي وﻓﻰ‬
‫ﺑﺎﻟدﯾن ﻛﺎﻣﻼ ﻟﮫ اﻟرﺟوع – ﺑدﻋوى ﺷﺧﺻﯾﺔ أو ﺑدﻋوى اﻟﺣﻠول – ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣدﯾﻧﯾن‪ ،‬ﻟﻛن ﻛل ﺑﺣﺳب‬
‫ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻓﻲ اﻟدﯾن‪ ،‬ﻷن اﻟدﯾن ﯾﻧﻘﺳم ﻋﻠﯾﮭم ھذه اﻟﻣرة‪ ،‬واﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﺣﺻص اﻟﺗﺳﺎوي إﻻ إن ﯾﻘﺿﻲ اﻻﺗﻔﺎق‬
‫أو ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺧﻼف ذﻟك‪ ،‬ھذا وﻋﺳر أﺣد اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﯾﺗﺣﻣﻠﮫ اﻟﺑﻘﯾﺔ ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧوا ﻣوﺳرﯾن‪.‬‬
‫ھذا وﻣﺎ ﺳﺑﻖ أن ذﻛرﻧﺎه ﻣن أﺣﻛﺎم ﻋﻧد ﺗﻌدد اﻟﻣدﯾﻧﯾن‪ ،‬ﯾﺻدق أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد اﻟداﺋﻧﯾن واﻟدﯾن ﻏﯾر ﻗﺎﺑل‬
‫ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﻔرق ﻓﻲ أن أي داﺋن ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻣدﯾن ﺑﻛل اﻟدﯾن‪ ،‬وأن ﻣﺎ اﺳﺗوﻓﺎه داﺋن ﻣﻌﯾن‪،‬‬
‫ﯾﻣﻛن ﺑﻘﯾﺔ اﻟداﺋﻧﯾن اﻵﺧرﯾن ﻣن اﻟرﺟوع ﻋﻠﯾﮫ ﻟﯾﺳﺗوﻓوا ﻣﻧﮫ ﺣﺻﺻﮭم اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻘﺳم ﻋﻠﯾﮭم ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرة ﻓﻲ‬
‫ﻋﻼﻗﺗﮭم ﺑﺑﻌﺿﮭم اﻟﺑﻌض‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻌدد ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام‬
‫ﻟﺗﻌدد اﻟﻣﺣل ﺛﻼث ﺻور ‪ :‬ﻓﺈﻣﺎ أن ﯾﻛون اﻟﻣدﯾن ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﺑﺄداء ﻋدة ﻣﺣﺎل ﻓﻲ أن واﺣد )ﻛﺄن ﯾﺗﻘﺎﯾض اﺛﻧﺎن‬
‫ﻓﯾﻠﺗزم أﺣدھﻣﺎ ﺑﺈﻋطﺎء ﺳﯾﺎرة وﻣﺑﻠﻎ ﻧﻘدي(‪ ،‬وإﻣﺎ إن ﯾﻠﺗزم اﻟﻣدﯾن ﺑﺄداء ﻣﺣل واﺣد ﻣن ﻋدة ﻣﺣﺎل‪ ،‬وإﻣﺎ أن‬
‫ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﺣل واﺣد ﻟﻛن ﯾﻣﻛﻧﮫ أن ﯾﺑرئ ذﻣﺗﮫ ﻣن اﻟدﯾن إن ھو أدى ﺑدﻻ ﻣن اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ‪ ،‬وﯾطﻠﻖ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺻورة اﻷوﻟﻰ اﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺗﻌدد اﻟﻣﺣل‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻻﻟﺗزام اﻟﺗﺧﯾﯾري‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﯾطﻠﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻻﻟﺗزام‬
‫اﻟﺑدﻟﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول – اﻻﻟﺗزام اﻟﺗﺧﯾﯾري )م ‪ 213 :‬إﻟﻰ ‪ 215‬ﻣدﻧﻲ(‬

‫أوﻻ – ﻣﻔﮭوﻣﮫ‪:‬‬
‫ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻟﺗﺧﯾﯾري أن ﯾﻛون ﻣﺣل اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ﻋدة ﻣﺣﺎل‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﺗﺑرأ ذﻣﺗﮫ إن ھو أدى واﺣدا ﻓﻘط‬
‫ﻣن ﺗﻠك اﻟﻣﺣﺎل )ﻣن ذﻟك أن ﯾﻠﺗزم اﻟﺷرﯾك ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ ﺑﺗﻘدﯾم ﺣﺻﺔ ﻣن ﻣﺎل أو أرض أو ﻋﻣل‪ ،‬أو أن‬
‫ﯾﺷﺗرط اﻟواھب ﻋﻠﻰ اﻟﻣوھوب ﻟﮫ إﺳﻛﺎﻧﮫ أو إطﻌﺎﻣﮫ أو ﺗرﺗﯾب إﯾراد ﻟﮫ ‪ (..‬واﻟذي ﯾظﮭر ﻣن ھذا اﻟﻧوع ﻣن‬
‫اﻻﻟﺗزاﻣﺎت أن اﻟداﺋن ﯾرﯾد أن ﯾﺿﻣن ﻟﻧﻔﺳﮫ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻟﻼﻟﺗزام ﺑﺣﯾث أﻧﮫ ﺣﺗﻰ وﻟو ﺗﻠف أﺣد اﻟﻣﺣﺎل‬
‫ﺑﻘﯾت اﻷﺧرى ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫ھذا وﻻ ﻧﻛون أﻣﺎم اﻟﺗزام ﺗﺧﯾﯾري إﻻ أن ﺗﻛون ھﻧﺎك ﻋدة ﻣﺣﺎل‪ ،‬ﻣﻧذ ﻧﺷﺄة اﻻﻟﺗزام ﻣﺳﺗوﻓﯾﺔ ﻟﺷروط اﻟﻣﺣل‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وأن ﯾﻛون اﻟوﻓﺎء ﺑواﺣد ﻣﻧﮭﺎ ﻓﺣﺳب‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ – أﺣﻛﺎﻣﮫ‪:‬‬
‫اﻷﺻل ﻓﻲ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن اﻟﻣﺣﺎل اﻟﻣﺗﻌددة أن ﯾﻛون ﻟﻠﻣدﯾن إﻻ أن ﯾﻘﺿﻲ ﻧص اﻟﻘﺎﻧون أو اﻻﺗﻔﺎق ﺑﺧﻼف‬
‫ذﻟك‪ ،‬وﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻟﻠﻣدﯾن وﻟم ﯾﻔﻌل‪ ،‬أو ﺗﻌدد اﻟﻣدﯾﻧون إﻻ أﻧﮭم ﻟم ﯾﺗﻔﻘوا‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻠداﺋن ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ‬
‫رﻓﻊ اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﯾﺣدد أﺟﻼ ﻟﻠﻣدﯾن ﻟﻣﺑﺎﺷرة اﺧﺗﯾﺎره‪ ،‬ﻓﺈن ﻟم ﯾﻔﻌل ﺑﻌدھﺎ ﺗوﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻔﺳﮫ‬
‫اﻻﺧﺗﯾﺎر‪ ،‬ھذا وﯾﻛﯾف اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺗﺻرف ﺑﺈرادة ﻣﻧﻔردة‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺟب ﻣﻌﮫ ﺗواﻓر ﺷروط ذﻟك اﻟﺗﺻرف‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻌﮭود‪ ،‬وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺣﺻول اﻻﺧﺗﯾﺎر‪ ،‬أن ﯾﻧﻘﻠب اﻻﻟﺗزام اﻟﺗﺧﯾﯾري إﻟﻰ اﻟﺗزام ﺑﺳﯾط وھذا ﻣﻧذ‬
‫ﻧﺷﺄة اﻻﻟﺗزام ﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ وﻗوﻋﮫ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن اﻟﻣﺣﺎل اﻟﻣﺗﻌدد ﻟﻠداﺋن وﻟم ﯾﻔﻌل‪ ،‬أو ﺗﻌدد اﻟداﺋﻧون‪ ،‬وﻟم ﯾﺗﻔﻘوا ﻓﯾﻣﺎ‬
‫ﺑﯾﻧﮭم‪ ،‬ﻛﺎن ﻟﻠﻣدﯾن أن ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﺗﻌﯾﯾن أﺟل ﻟﻠداﺋن ﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻻﺧﺗﯾﺎر‪ ،‬ﻓﺈن ﻟم ﯾﺣﺻل ﺷﻲء ﻣن ذﻟك‪،‬‬
‫آل أﻣر اﻻﺧﺗﯾﺎر إﻟﻰ اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﺻﺎﺣب اﻟﺣﻖ اﻷﺻﻠﻲ‪.‬‬
‫وﻣﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﺎﻻﺧﺗﯾﺎر أن ﻧواﺟﮫ ھﻼك إﺣدى اﻟﻣﺣﺎل أو ھﻼﻛﮭﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ إﻣﺎ ﺑﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ أو ﺑﺧطﺄ أﺣد‬
‫اﻟطرﻓﯾن ‪ ،‬وﺗﻧﺎوﻟت )م‪ 215 :‬ﻣدﻧﻲ( ﺣﺎﻟﺔ ھﻼك ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺣﺎل ﺑﺳﺑب اﻟﻣدﯾن أو أﻧﮫ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ھﻼك‬
‫إﺣداھﺎ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﺛل ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن أن ﯾﻔﻲ ﺑﻘﯾﻣﺔ آﺧر ﺷﻲء ھﻠك‪ ،‬أﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن ھﻼك ﺟﻣﯾﻊ‬
‫اﻟﻣﺣﺎل ﺑﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ ﻓﻘد ﺑرﺋت ذﻣﺔ اﻟﻣدﯾن ﺗﻣﺎﻣﺎ‪ ،‬أﻣﺎ إن ھﻠك أﺣد اﻟﻣﺣﺎل ﺑﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ أو ﺑﺳﺑب اﻟﻣدﯾن‪،‬‬
‫وﺟب ﻋﻠﻰ اﻷﺧﯾر اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﻣﺣل اﻟﺑﺎﻗﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ – اﻻﻟﺗزام اﻟﺑدﻟﻲ )م‪ 216 :‬ﻣدﻧﻲ(‬

‫أوﻻ – ﻣﻔﮭوﻣﮫ‪:‬‬
‫وھو أن ﯾﻘﺗﺻر ﻣﺣل اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ ﺷﻲء واﺣد‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﯾﺧول ﻣﻊ ذﻟك ﻟﻠﻣدﯾن ﺗﺑرﺋﺔ ﻟذﻣﺗﮫ‪ ،‬أن ﯾؤدي‬
‫ﺑدﯾﻼ ﻋن اﻟﻣﺣل اﻷﺻﻠﻲ )وھذا ﻛﺄن ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﻘﺗرض ﺑرد ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻘرض وﻟﻛن ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق أﯾﺿﺎ أﻧﮫ ﯾﺳﺗطﯾﻊ‬
‫اﻟوﻓﺎء ﺑﺷﻲء ﺑدﯾل وھذا ﻛﺳﯾﺎرة أو ﻗطﻌﺔ أرض ‪ (...‬وﻣﯾزة اﻻﻟﺗزام اﻟﺑدﻟﻲ‪ ،‬أن اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ﯾﺗﺣدد ﺑﺎﻟﺷﻲء‬
‫اﻷﺻﻠﻲ ﻓﻘط ﻛﻛوﻧﮫ ﻋﻘﺎرا أو ﻣﻧﻘوﻻ ﻣن ذﻟك ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎء ‪ ،‬ﺛم إﻧﮫ ﺣﺗﻰ وﻟو اﺧﺗﺎر‬
‫اﻟﻣدﯾن اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺑدﯾل ﻓﺈن اﻟﺗزاﻣﮫ ﻻ ﯾﻧﻘﻠب إﻟﻰ اﻟﺗزام ﺑﺳﯾط‪ ،‬ﺑل ﯾﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺗﮫ اﻷﺻﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ – أﺣﻛﺎﻣﮫ‪:‬‬
‫ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻘول أن اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن ﯾﺗﺣدد ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻷﺻﻠﻲ )ﻻ اﻟﺑدﯾل( أﻧﮫ ﻣﺗﻰ ھﻠك اﻟﻣﺣل اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺳﺑب‬
‫أﺟﻧﺑﻲ ﺑرﺋت ذﻣﺔ اﻟﻣدﯾن‪ ،‬أﻣﺎ إن ﻛﺎن ﺳﺑب اﻟﮭﻼك اﻟداﺋن‪ ،‬ﻓﯾﻌد ﻛﻣن اﺳﺗوﻓﻰ ﺣﻘﮫ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ھﻼك اﻟﺑدل‬
‫ﻓﺣﺳب‪ ،‬وﻛﺎن ذﻟك راﺟﻊ إﻟﻰ ﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ‪ ،‬ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﻣﺣل اﻷﺻﻠﻲ‪ ،‬أﻣﺎ إن ﻛﺎن ﺑﺳﺑب‬
‫اﻟداﺋن ﻓﻠﻠﻣدﯾن أن ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن ﺑﻘﯾﻣﺔ ذﻟك اﻟﺑدل‪ ،‬وﻟو أن اﻟﻣﺣل اﻷﺻﻠﻲ ھﻠك ﺑﺳﺑب اﻟﻣدﯾن ﻓﯾﻛون ﻓﻲ‬
‫ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺳؤوﻻ ﻋن اﻟﺗﻌوﯾض إﻻ أﻧﮫ ﯾﻣﻠك – ﻛﻣﺎ ھو اﻻﺗﻔﺎق – ﻋﻠﻰ ﺑذل اﻟﺑدل وﺑذﻟك ﺗﺑرأ ذﻣﺗﮫ‪ ،‬وﻧﺟد‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ أﻣﺛﻠﺔ ﻋن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺑدﻟﯾﺔ )ﻛﺗوﻗﻲ دﻋوى اﻹﺑطﺎل ﺑﺳﺑب اﻻﺳﺗﻐﻼل ﺑﻌرض اﻟﺛﻣن‬
‫اﻟذي ﯾراه اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻟرﻓﻊ اﻟﻐﺑن )م‪ 3/90 :‬ﻣدﻧﻲ(‪،‬وﺗوﻗﻲ اﻟﺑﺎﺋﻊ دﻋوى ﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﺑرد ﻣﺎ دﻓﻌﮫ‬
‫اﻟﻣﺷﺗري ﻟﻠﻐﯾر ﻣن ﻧﻘود أو أداء آﺧر )م‪ 374 :‬ﻣدﻧﻲ( ودﻓﻊ اﻟﻣﺗﻧﺎزل ﺿده ﻟﻠﺛﻣن اﻟذي ﺗﻠﻘﺎه اﻟﻣﺗﻧﺎزل ﻟﮫ ﻣن‬
‫اﻟﻣﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﻓﯾﮭﺎ )م ‪ 1/400 :‬ﻣدﻧﻲ(‪.‬‬

‫اﻟﻣرﺟﻊ‪:‬‬
‫أ‪ .‬درﺑﺎل ﻋﺑد اﻟرزاق‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2004 ،‬ﻣن ص ‪ 41‬إﻟﻰ ص ‪.62‬‬

You might also like