Professional Documents
Culture Documents
المقابلة
المقابلة
المقابلة
الفوج األول
وحدة مناهج البحث العلمي
عرض تحت عنوان:
المقابلة
يعتبر البحث العلمي وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل لمشكلة محددة وذلك عن
طريق التقصي الشامل والدقيق لجمع الشواهد واألدلة التي يمكن التحقق منها والتي تتصل بمشكلة
محددة .أو أنه استقاء منظم بهدف إضافة معارف يمكن التوصل والتحقق من صحتها باختبارها
علميا .وال يكون ذلك إال بالمنهج ،فيعد هذا األخير الطريقة أو األسلوب في البحث الذي يسلكه
الباحث لدراسته سلوك ظاهرة معينة قصد الوصول إلى كشف حقيقة تطورها والبحث عن حلول
المعالجة المشاكل المرتبطة بها .
فالطالب الباحث ال يحتاج فقط للمنهج إلنجاز البحث العلمي ،بل يحتاج كذلك أدوات معينة
لجمع المادة العلمية وتعتبر المقابلة من أهم هذه الوسائل .فتعرف المقابلة أنها محادثة أو حوار
موجه بين الباحث من جهة أو أشخاص أخرين من جهة بغرض الوصول إلى معلومات تعكس
حقائق أو مواقف محددة يحتاح الباحث الوصول إليها بضوء أهداف بحته كما عرفها أحد الدراسين
بأنها « حوار لفظي مباشر هادف وواعي يتم بين شخصين باحث ومبحوث أو بين مجموعة
من األشخاص بغرض الحصول على المعلومات دقيقة يتعذر الحصول عليها باألدوات والتقنيات
األخرى ويتم تقيده بالكتابة أوالتسجيل الصوتي أو المرئي »..
إن المقابلة باعتبارها من أدوات البحث العلمي كانت في األول المقابلة الشخصية بين الباحث و
المبحوث وجها لوجه لكن مع التطور التكنولوجي في وسائل االتصال و التواصل الذي أفرز لنا
عدة أنواع من المقابالت كالمقابالت الهاتفية أو المقابالت التلفزية ،أو المقابلة التي تتم عبر وسائل
التواصل االجتماعي فهذا التطور أعطى للمقابلة مكانة سامية كأداة للبحث و جمع المادة العلمية
كما أنه منح لهذه األخيرة الدقة و الصرامة.
2
وتتجلى أهمية المقابلة خاصة على مستوى العملي في كونها تعتبر من أهم اآلليات التي يتبعها
الباحث لجمع البيانات و المعلومات الالزمة لدراسته ،ناهيك أنها أداة أساسية لدراسة الظواهر
اإلجتماعية و اإلقتصادية و السياسية ،كما أنها تمكن الباحث من اإلحاطة بالجوانب المهمة
للموضوع قيد الدراسة و البحث وتعتبر أنها أداة للتعبير و التوعية و التفاعل الديناميكي حيث
يستطيع الباحث من خاللها التعرف على مشاعر و إنفعاالت المبحوث و كذلك اتجاهاته و
ميوالته.
ومن خالل ما سبق و لمعالجة هذا الموضوع يمكن طرح اإلشكالية التالية :
إلى أي حد يمكن إعتماد المقابلة كأداة بحثية تحقق الموضوعية في البحث العلمي؟
➢ سنعتمد من أجل دراسة هذا الموضوع المنهج الوصفي التحليلي وبه إرتأينا إعتماد التصميم
التالي:
3
ا لمبحث األول :األحكام العامة للمقابلة كأداة للبحث العلمي
تعد المقابلة من بين التقنيات واألدوات المنهجية أكثر أهمية ،باإلضافةإلي أنها من أهم أنواع
اإلتصال الشفوي المباشر،ألنها تعتمد على المحادثة حول العديد من المعلومات واإلجابات
واإلستفسارات ،والهدف األساسي الذي يسعى الباحث من ورائه في إستخدام المقابلة هو الحصول
على معلومات والبيانات حول المبحوثين ،ومعرفة إتجاهتهم الفكرية وتوجهاتهم ،أو أنه يرغب في
التأكد من معلومات معينة ،ومن هذا المنطلق سنخصص الحديث في المطلب األول(اإلطار
المفاهيمي للمقابلة )ثم مرو اًر في المطلب التاني( شروط المقابلة وأنواعها).
سنحاول من خالل هذا المطلب أن نتحدث عن اإلطار المفاهيمي للمقابلة (الفقرة األولى )،على
أن نتناول في (الفقرة الثانية ) أهداف العامة المقابلة
ال شك في القول ان المقابلة بصوره عامة ،هي قيام الباحث بزيارة المبحوثين في بيوتهم أو مكان
عملهم من أجل الحصول منهم علي معلومات يعتقد الباحث أن المبحوثين يتوفرون عليها
وعليه تعتبر المقابلة نوعا من اإلستبيان ،لكنه يتم بطريقة شفوية ،حيث يترتب الباحث اللقاء يعقده
مع أحد المهتمين سواء بالتشريع او الفقه او القضاء أو المحاماة ،لما قد يتوفر عليهم من خبرات
علمية و عملية.
4
في واقع األمر يجب على الباحث أن تكون أسئلته واضحة و ودقيقة ،حتى يتلقى اإلجابة عليها
بوضوح ،ويجب على الباحث ان يدون هذه اادإلجابة على الفور إما كتابتها او تسجيلها على أحد
األجهزة التسجيل ليقوم بعد ذلك بتحليلها والتعليق عليها وتكون بعد ذلك وثيقة صالحةيعتمد عليها
في بحثه وبالطبيعه الحال ،المقابلة تكون بين شخصين ،مرسل ومستقبل ،يتحاوران ويتناقشون،
وهناك سؤال وجواب وذالك للحصول على المعلومات والبيانات المراد الحصول عليها ،وهكذا
يتبين أن المقابلة من أفضل الطرق الخاصة بجمع البيانات المتعلقة بالصفات الشخصية
وخالصة القول يمكن ،تعريف القابلة بأنها :حوار لفطي مباشر وهادف يتم بين شخصين( باحث
و مبحوث) أو بين ( شخص باحث ) ومجموعة من األشخاص بغرض الحصول على معلومات
دقيقة يتعذر الحصول عليها باألدوات أو التقنيات األخري ويتم قيده بالكآبة أو التسجيل الصوتي
1
أو المرئي.
مواجهة لفظية هادفة ومقصودة بين طرفين ،هما المقابل أي الباحث والمقابل أي
المبحوث ،تسمح للباحث بجمع المعلومات وبيانات عن انفعاالت الموضوع وردود أفعاله
ومواقفه المبحوث تجاه قضية أوقضايا ما تشكل موضوع البحث واالنشغال لدي الباحثين.
ومن خصائصها أيضا أنها تتم بين طرفين :واحد يسعى للحصول على المعلومات ،وهو الباحث،
والثاني يعمل على اإلجابة على انشغاالت والتساؤالت الباحث وتزويده بالمعلومات.
وأيضا أن هذه التقنيه تمتاز بالهدف الدقيق المرجو الوصول إليه ،وعليهالمقابلة ليست مجرد
2
حوار بين طرفين أو ثرثرة ،بل هي مواجهة مقصودة.
1ماستر قانون المنازعات الفوج الثاني وحدة منهج البحث القانوني و اإلجتماعي،عرض تحت عنوان تقنية المقابلة ،ص و4و 5و 9
ماستر وسائل الب ديلة لحل المنازعات ،وحدة منهجية البحث القانوني و اإلجتماعي ،عرض المقابلة ،السنة الجامعية .2022 /2023 2
5
الفقرة الثانية :األهداف العامة للمقابلة
كما هو معلوم ،أن أهداف القابلة تختلف من باحث أخر ،ولعل ذالك راجع إلى اإلختالف المجاالت
التي يختص فيها كل باحث على حدى ،ولكن إجماال يمكن تلخيص األهداف العامة للمقابلة فيما
يلي:
المقابلة هي أداة تشخيصية :من أهداف المقابلة الحصول على معلومات وبيانات بشأن أحداث
موضوع معين قد يصعب عليه الوصول إليها عن طريق الوسائل النطرية (كتب ،مجالت،)...
على اعتبارأن الشخص المبحوث لديه تجربة ميدانية و خبرة حول الموضوع قيد الناقش
المقابلة أداة لجمع المعطيات الميدانية :فالغرض األساسي من المقابلة هو الحصول على حقائق
أو مواقف أو سلوك أو معتقدات أواجاهات ،يحتاجها الباحث إلى تجميعها في ضوء أهداف
بحيثه،من أجل فهم أوضح للموضوع المبحث فيه من جميع أبعادها ومؤشراتها
المقابلة أداة لتعميق المعرفة :فالباحث تكون لديه رؤية أو فكرة حول موضوع معين ،لكنه ال
يعرف بشكل كاف توضيح أي من مظاهره.
وعموما فللمقابلة أهداف متعددة تحددحسب مجال استعمالها ويمكن القول أن هذه األهداف
3
المذكورة كانت أبرز غايات المقابلة كيفما كان نوعها .
يمكن القول إن هناك عدة انواع في المقابلة ،لكننا سنقتصر فقط على ذكر بعضها والمتعرف
عليها بين الباحثين وهي كالتالي:
3مرجع سابق
6
• المقابلة الفردية :وهي التي تجري بين الباحث وشخص واحد وهو المستجوب المعني باألمر،4
حيث تتم في جلسة خاصة وفي جو ودي حتى يشعر المبحوث باالطمئنان والثقة فتصبح
استجاباته أكثر صدقا وانطالقا وتكامال ،5فهذا النوع من المقابلة يتم بين شخصين فقط وهما
الباحث والمبحوث ،حيث يقوم األول يقوم بطرح االسئلة بينما يقوم الثاني باإلجابة .ومن مزايا
المقابلة الفردية أنها تتيح للباحث ان يسجل التعبيرات التلقائية التي تصدر بعفوية من المبحوث،
والتي قد تحمل مغزى علمي ومهم في عملية تحليل البيانات.6
• المقابلة الجماعية فهي التي تحدث بين الباحث وبين مجموعة من األشخاص حول نفس
الموضوع ،ومن مميزاتها أنها تغني الحوار وتحفز المبحوثين على التذكر فيساعد كل شخص
األخر في توضيح جوانب الموضوع ،7مما يساهم في منح معلومات كثير حول الموضوع
ويتسم هذا الصنف من المقابلة بالمرونة وأن الضوابط المفروضة على استجابات المبحوثين
قليلة ،كما يمكن تعديل األسئلة الموجهة للمبحوث والحصول على المعلومات بطريقة عرضية
وباإلمكان تتبع اإلشارات واإليماءات المتوقعة .8ويتم اعتماد هذا النوع من المقابلة حين يعجز
أو يفشل الباحث عن الحصول عن المعلومات الصحيحة والدقيقة والواضحة المرتبطة بموضوع
البحث في إطار المقابلة قيد النقاش.
إال أن ما يعاب حول المقابلة الجماعية أن المبحوثين قد يحجمون عن قول أسرارهم أمام جماعة
من األشخاص اآلخرين.
7
• المقابلة الرسمية ويطلق عليها أيضا المقابلة ،المقننة ،حيث يستخدم فيها الشخص الذي
يجري المقابلة بشكل ثابت من حيث يتم إعداد األسئلة والموضوعات التي ستناقش مسبًقا
وترتيبها وفقا نظام تسلسلي.
ففي هذا النوع من المقابلة يتعين على الباحث طرح االسئلة بكيفية واحدة وأسلوب منسق ألن هذا
سيمكنه من الحصول على المعلومات الجيدة التي تخدم بحثه وتزيد من درجته العلمية.9
• المقابلة غير الرسمية أو المقابلة غير المقننة ،ويتسم هذا الصنف من المقابلة بالمرونة و
أن الظوابط المفروضة على است جابات المبحوثين قليلة ،كما يمكن تعديل األسئلة الموجهة
للمبحوث والحصول على المعلومات بطريقة عرضية وباإلمكان تتبع اإلشارات واإليماءات
المتوقعة ويتم اعتماد هذا النوع من المقابلة حين يعجز او يفشل الباحث عن الحصول عن
المعلومات الصحيحة والدقيقة والواضحة المرتبطة بموضوع البحث في إطار مقابلة الرسمية
،ويمكننا القول أن المقابلة غير الرسمية تعتبر بديال عن المقابلة الرسمية في حالة تعذر 10
إن حرص الباحث على استخدام المقابلة باعتبارها أنسب أدوات البحث التربوي لنوع المبحوثين
عمل غير كاف على الرغم من أهميته إذا لم يراع عددا من الشروط والعوامل المسؤولة على
إنجاح المقابلة الجيدة ،وبالتالي تحقيق الهدف من استخدامها ووفقا لتراث المنهجية فإن شروط
المقابلة العلمية هي:
.1تحديد أهداف المقابلة ،وأن تكون واضحة ومفهومة.
8
2قيام شخص ماهر ومدرب بالمقابلة.
.3تحديد زمان ومكان ،وقائمة أسئلة المقابلة.
.4أن ال يُشعر من يقوم بالمقابلة الطرف اآلخر بأنه سيقوم بإعطاء إجابة معينة أو تحيزا.
. 5يفضل أن يكتب من يقوم بالمقابلة مالحظاته عنها أثناء إجرائها.
. 6أن يكتب من يقوم بالمقابلة تقري ار مفصال عن المقابلة فور انتهائها.
.7أن يقوم المقابل بإعالم المستجيب بطبيعة المشروع ويشجعه على التعاون معه.
.8أن يكون صريحا مع المستجيب بحيث ال يخفي عنه الحقيقة.
.9مراعاة المقاييس العلمية عند اختيار األشخاص.
10التعاون وذلك بطلب اإلذن بتسجيل المقابلة ،إذا كانت على شريط مسجل.
. 11اعتماد التلقائية والعفوية في طرح األسئلة ،التي من شأنها أن تبسط موقف المقابلة ،وتخفض
من توتر
المبحوث إلى المستوى الذي يناسب نجاح موقف المقابلة ،وال يقتصر هدف القائم بالمقابلة على
الوصول إلى البيانات بصورة مجردة
.12اعتماد الموضوعية في محاورة المبحوث وأال يميل القائم بالمقابلة من خالل صياغة أسئلته
إلى رأي معين ،أو توحي طريقة حواره أن يتبنى موقفا مسبقا .فهذا من شأنه أن يؤثر على اتجاه
أو رأي المبحوث ،إما في اتجاه اإلذعان أو في اتجاه اإلعداد بالذات والتعصب ،وكالهما موقفان
ال يخدمان هدف البحث.
. 13المرونة في الحوار ،بحيث ال يصر القائم بالمقابلة أن يطرح أسئلة معينة كما ال يضغظ
على المبحوث بأن يجيب على األسئلة بحد ذاتها ،وإنما يكون مرنا بأن يتنقل من سؤال إلى آخر
ويتجاوز بعض األسئلة التي تثير حساسية معينة ،ويعيد طرحها بصيغة أخرى في سياق الحديث
دون أن يثير المبحوث.
9
. 14أن يكون القائم بالمقابلة محض ار بشكل جيد لألسئلة التي سيطرحها على المبحوثين بحيث
ال يستعمل ورقة إال في حاالت الضرورة .وأن يكون هاضما ومتمرنا على خطوات إجراءات
المقابلة وأدبياتها ،بحيث تحول موقف المقابلة مع المبحوثين إلى موقف شاعري منبسط.
. 15الحرص على إعطاء الفرصة الكاملة للمبحوث للتعبير عن كوامن نفسه ،وما يشعر به،
وهذا ما يتطلب من القائم بالمقابلة أن يكون صبو ار رزينا ثقيال ال يستعجل اإلجابة على األسئلة
وال يستعجل إنهاء المقابلة.
.16يجب تسجيل اإلجابات كما هي دون تحريف أو حشو .ولخدمة هذا الهدف من األحسن
االستعانة بجهاز تسجيل حتى ال يفوت الباحث أي معلومة يدلي بها المبحوث ،وال ينشغل إال
بالكتابة ،فيهمل التركيز على االسئلة والجو العام للمقابلة.
إن المقابلة كأداة بحثية تحتاج تخطيطا و إعداد مسبقا كما تتطلب تدريب و تأهيل خاص ،ومن
أجل الحصول على معلومات موثوقة و الوصول إلى نتائج جيدة يتطلب من الباحث العبور على
مجموعة من المراحل ( المطلب األول) .وصوال في األخير إلى تقييم نجاعة المقابلة كأداة للبحث
العلمي (المطلب الثاني).
إن المقابلة كأداة بحثية تتطلب تخطيطا و إعدادا مسبقا كما تتطلب تأهيال و تدريبا خاصا ،كما
يتعين على الباحث الذي يستخدم هذه التقنية أن يكون قاد ار على استخدام تقنيات خاصة بإجراء
المقابالت يتعلق بعضها باإلعداد للمقابلة متل اختيار المفحوص أو إعداد المكان المناسب وتوفير
10
الوقت الالزم و األسئلة الالزمة ،ويتعلق بعضها بتدريج الباحث أو جامع البيانات على إجراء
المقابلة و توجيه األسئلة و إقامة الجو اإلنساني األمن للمقابلة.
وعليه من أجل الحصول على معلومات موثوقة و الوصول إلى نتائج جيدة يتوجب على الباحث
مراعاة مجموعة من األمور الهامة عند التحظير للمقابلة أو في أتناء المقابلة نفسها .ومن أجل
توضيح هذه المراحل و الخطوات سنسلط الضوء عليها بنوع من التفصيل على الشكل التالي :
-1تحديد نوع المقابلة ،وتحديد ما إذا كان من سيجري المقابلة الباحث نفسه أو شخص أو
أشخاص آخرون يمتلونه ،وفي حالة إختيار أشخاص آخرين إلجراء المقابلة نيابة عن الباحث
ينبغي على الباحث أن يقوم بتدريبهم و شرح المهمة المطلوبة منهم أدائها.
-2تحديد األفراد و الجهات المشمولة بالمقابلة ،بحيث تكون وافية و كافية بأغراض البحت و
متناسبة مع وقت و جهد الباحث.
-3إعالم األشخاص و الجهات المعنية بالمقابلة بغرض المقابلة و الجهة التي ينتسب إليها
الباحث و تأمين التعاون المسبق و الرغبة في إعطاء البيانات المطلوبة للبحث.
-4تحديد مكان وموعد مناسب مع األفراد و الجهات المعنية بالبحت و اإللتزام بهما من قبل
الباحث.
-5صياغة األسئلة و وترتيبها و يستحسن إرسالها أو تسليمها قبل إجراء المقابلة بغرض إعطاء
فكرة لألشخاص المبحوتين عن موضوع البحت و تهيأتهم للبيانات المطلوبة للباحث.11
11محمد سرحان علي المحمودي ،مناهج البحث العلمي الطبعة التالتة سنة 2019ص 143
11
يتطلب من الباحث في هذه المرحلة التدرب على أسلوب المقابلة ،إذ أن أحد األهداف األساسية
للقيام بالمقابلة (الباحث) أن يستشير مع المبحوت و يوضح له أهداف المقابلة و عليه يتطلب من
الباحث التدريب الكافي إلكتساب مهارات إجراءات المقابالت منها :
-2مراعاة التدرج في توجيه األسئلة حيت يبدأ باألسئلة العامة تم ينتقل إلى األسئلة الفرعية.
-3أن يكون التدرج في توجيه األسئلة متماشيا مع التدرج في تكوين العالقة الودية بين الباحث
و المبحوت ومن األفضل أن تكون األسئلة األولى من الذي تتير اهتمام المبحوث وبعدها تأتي
األسئلة المتخصصة تم تليها األسئلة التي تعتبر أكتر تخصصا.
-4يستحسن أن توجه األسئلة وفقا لترتيبها في اإلستمارة حتى ال تشتت أفكار الباحث ،وأن يكون
كل سؤال مرتبطا بالذي قبله.
يتعين على الباحث أن يكون بشوشا ومرحا يشجع المبحوث على التكلم بطالقة
-7على الباحث أن يظهر إحترامه آلراء المبحوث و أن ال يسخر أو يظهر تحي از اتجاه معتقدات
اإلنسان الذي يجيب على األسئلة.
-8يجب أن تكون المقابلة في شكل مناقشة و أن ال تلقى األسئلة بجفاء أو شكل جامد.
-9توجيه سؤال واحد و اإلجابة عليه بدقة ،ألن تعدد األسئلة في وقت واحد يؤدي إلى إرتباكات
في إجابة المبحوث.
-10يجب أن ال يرهق أو يجهد الباحث المبحوث بتوجيه أسئلة كتيرة إليه إذ البد أن يراعي
ظروف المبحوث الصحية و النفسية و العملية.
12
-11يتعين على الباحث أن يكسب تقة المبحوث ،و يكون ممسوكا بزمام المقابلة و إدارتها بشكل
جيد.
-12يستحسن أن تكون األسئلة معبرة عن الموضوع ،و أن ال تكون مشتملة على نقاط فيها
تطرف.
-13و إذا وجد الشخص الذي وجهت إليه األسئلة صعوبة في فهمها ،يتعين على الباحث أن
يوضح الهدف من السؤال أو صياغته بطريقة أخرى أكتر وضوحا.12
و بإختصار ،فإن المقابلة تختلف عن اإلستبانة ألن الباحث و المبحوث يتقابالن و يتحاوران ،و
بذلك يحصل الباحث على معلومات أكتر دقة و أكثر غ ازرة.
تتطلب هذه المرحلة من الباحث تسجيل الوقائع و البيانات التي يحصل عليها من المبحوث و
ذلك بعد التأكد من صحتها و التسجيل يتم بإحدى الطريقتين األتيتين :
● التسجيل اآللي :باستخدام آلة التسجيل (األجهزة) ،و بعد إنتهاء المقابلة يتم تفريغ ما سجل
آليا في دليل المقابلة ،إال أن هذه الطريقة تبقى مرهونة بموافقة المفحوص ،كما أنها تنتقد من
حيث إحتمالية رد فعل هذا األخير السلبية بتسجيل ما يدلي به و بالتالي يكون حذ ار في إعطاء
اإلجابات .كما أن التسجيل ال يظهر بعض المالمح و التعابير التي قد تظهر على وجه المبحوث
الكن رغم ذلك فإن التسجيل اآللي يبقا ذو أهمية كبيرة في تسجيل جميع ما أدلي به المبحوث و
بالتالي تقلل من إمكانية النسيان و الخطأ إضافة إلى أن ذلك يتيح للباحث فرصة المتابعة مع
المبحوث في طرح األسئلة و اإلجابات.
12عمار بوحوش ،محمد الدنيبات ،مناهج البحث العلمي و طرق إعداد البحوث ،الطبعة الرابعة 2007ص 81
13
● الكتابة اليدوية :حيث يضمن الباحث إجابات األسئلة في الدليل المخصص للمقابلة و عليه
إستخدام اإلختزال و اإلختصار حتى يكون قادر على مالحظة و مسايرة المقابلة،ويتمكن بذلك
من تسجيل كل المعلومات...
وفي النهاية يمكن للباحث القائم بالمقابلة أن يقوم بإنهائها في حالة ما إذا تأكد من كونها قد حققت
الغرض الذي خصصت له ،كما يمكن أن ينهيها حينما يحس أن المبحوث على وشك التعب و
ظهور الملل العام محياه ،و إنهاء المقابلة كخطوة مهمة من الضروري أن يكون تدريجيا و ليس
بشكل مفاجئ.13
تعد المقابلة من أهم التقنيات الميدانية المستخدمة ،يرجع ذلك لما تمتاز به ( الفقرة األولى) ،
لكن بالرغم من هذه المزايا فالمقابلة باعتبارها أداة هامة للحصول على المعلومات من مصادرها
المباشرة تتخللها مجموعة من العيوب (الفقرة الثانية ) .
المقابلة أداة من أدوات البحث العلمي ،وهي وسيلة فعالة في البحوث العلمية ،ولها عدة مزايا
منها :
➢ المرونة وقابلية توضيح األسئلة للمبحوث في حال عدم فهمه السؤال ،كما من جهة أخرى
تعطي فرصة االستفسار إذا كانت أجوبة المبحوث غير واضحة .
13محمد عبيدات ومحمد أبو نصار وعقلة مبضيين ،منهجية البحث العلمي المراحل و القواعد و التطبيقات ،دار وائل للطباعة و النشر عمان الطبعة
التانية 1999ص 58
14
➢ وللمقابلة أهميتها بالنسبة لبعض الباحثين حيث يتعرف الباحث حينما يستفسر القائمين
على تطبيق القانون ( المحامون ،و القضاة ) على حقيقة النصوص القانونية بعد التطبيق
14
.
➢ تساعد المقابلة على التقليل من احتمالية نقل اإلجابة عن اآلخرين ،أو إعطاء االستمارة
15
ألشخاص آخرين ليقوموا بملئها .
➢ مفيدة جدا في التعرف على الصفات الشخصية لألفراد المطلوب مقابلتهم وتقويم شخصياتهم
16
،والحكم على إجابتهم .
➢ من مزايا المقابلة اإلدالء بالمعلومات في اتصال شخصي مباشر ،في الحالة التي يكون
فيها من غير ممكن اإلدالء كتابة ،وذلك عندما يكون المستجيبون ال يريدون االلتزام بشيء
كتابة ولكن يرغبون في قوله مباشرة لشخص آخر .
➢ أن المقابلة توفر فرصة لجمع معلومات إضافية ،كما أنها تساعد الباحث على ظبط سير
األمور واالستفادة من التلميحات الصغيرة ،بما في ذلك التلميحات غير اللفظية .
➢ المقابلة تعد أحسن وسيلة لجمع المعلومات في المجتمعات األمية وفي وسط األطفال
17
واألشخاص الذين ال يستطيعون الكتابة.
➢ تسلسل األسئلة ،حيث يضمن الباحث إجابة المستجيب بشكل منطقي ،دون القفز من
سؤال إلى آخر ،وذلك على اعتبار أن الباحث يتحكم في طرح األسئلة .18 .
14جودية خليل ،المنهجية القانونية ،المطبعة والوراقة الوطنية ،الطبعة الثانية ، 2021 ،الصفحة .74
15محمد العروصي ،المرشد في المنهجية القانونية ،مطبعة أناسي ،الطبعة الثانية ، 2022 ،الصفحة .134
16عابر ابراهيم قنديلجي ،منهجية البحث العلمي ،المطبعة غير مذكورة ،الطبعة غير مذكورة ،الصفحة .175
17الحاج شكرة ،المدخل لدراسة مناهج العلوم القانونيه واالجتماعيه ،مطبعة دعاية ،طبعة ، 2021مطبعة دعاية ،سال ،الصفحة . 165
18كمال دشلي ،منهجية البحث العلمي ،منشورات جامعة حماة ،الصفحة .96
15
➢ تحتاج المقابلة لوقت وجهد كبيرين كما تكون باهظة التكاليف إذا كان عدد المبحوثين كبي ار
كما ان نجاحها رهين برغبة المستجوبين في الحديث .
➢ المقابلة تستغرق الكثير من الوقت في شكل التفكير المسبق والتخطيط والتصميم والجمع
الفعلي للبيانات .
➢ خطورة تشويه االستجابات ،فإن المقابل ليس عالما بالغيب فقد تخطئ ذاكرة المستجيب
19
او قد يشوه الحقائق عن غير عمد او قد يتعمد تضليل المقابل .
➢ الصعوبات تواجه المقابل عندما يتعلق االمر بالترخيص األمكنة التي تجرى فيها المقابلة.
➢ تتأثر المقابلة أحيانا بالحالة النفسية للباحث والمبحوث ،فإذا كانت الحالة النفسية ألي
منهما غير جيدة إبان إجراء المقابلة ،فإن ذلك سيؤثر على البيانات والمعلومات المعطاة
20
➢ قد يخطئ الباحث في تسجيل المعلومات ،لذا ينصح باستخدام جهاز تسجيل او إرسال
21
اإلجابة لألشخاص المعنيين بالمقابلة للتأكد منها .
16
خاتمة :
نخلص في األخير ،أن المقابلة تعد وسيلة من الوسائل المعتمدة في جمع المعلومات عن
طريق مصادرها ،باعتبارها تتم بين طرفين حول موضوع محدد ،يكون هدفها التعرف
على الظاهرة أو الموضوع ،عن طريق أسئلة تهدف إلى توضيح الحقائق و لها عالقة بالحالة
موضوع الدراسة ،عبر تمحيص المعلومات .
فالمقابلة تقوم على فلسفة التعرف على جوهر اإلنسان الذي ال يمكن ان نصل إليه عن طريق
المشاهدة ،ألنه ال يرى ،ولكنه ينعكس في سلوكيات وأفعال يمكن مشاهدتها ويمكن مالحظة
الجوهر إذا صدق السلوك معه وتطابق مع الفعل .
تأكيدا لذلك ،ينبغي ان تكون المقابلة واضحة للباحث والمبحوث حتى يحسا بأهميتها العلمية
واالنسانية في الدراسة ،والتشخيص ،والعالج ،ومن المقابلة تعرف األسباب وفيها تكمن
الحلول .
17
الئحة المراجع
الكتب:
ٌ
والتوزع، إبراهٌم أبراش ،المنهج العل ًم وتطبيقاته فًالعلوم االجتماعية ،الطبعة األولى ،دار الشروق للنشر
عمان
أحميدوش مدني ،الوجيز فمنهجية البحث القانونً ،الطبعة الثالثة،2015.،
ف العلوم االجتماعية ،الطبعة األولى ،منشورات جامعة 12أكتوبر-اإلدارة علي معمر عبد المؤمن ،البحث ً
العامة للمكتبات -إدارة المطبوعات والنشر ،لٌبٌا
ربحي مصطفى عليان 2001،:البحث العلمي ،أسسه ،مناهجه ،وأساليبه ،وإجراءاته ،بيت األفكار الدولية،
عمان ،طبعة .1
جودية خليل ،المنهجية القانونية ،المطبعة والوراقة الوطنية ،الطبعة الثانية . 2021 ،
محمد العروصي ،المرشد في المنهجية القانونية ،مطبعة أناسي ،الطبعة الثانية . 2022 ،
عابر ابراهيم قنديلجي ،منهجية البحث العلمي ،المطبعة غير مذكورة ،الطبعة غير مذكورة .
الحاج شكرة ،المدخل لدراسة مناهج العلوم القانونيه واالجتماعيه ،مطبعة دعاية ،طبعة ، 2021مطبعة
دعاية ،سال .
كمال دشلي ،منهجية البحث العلمي ،منشورات جامعة حماة .
محمد سرحان علي المحمودي ،مناهج البحث العلمي ،مطبعة دار الكتاب ،صنعاء ،سنة . 2015
محمد عبيدات ومحمد أبو نصار وعقلة مبضيين ،منهجية البحث العلمي المراحل و القواعد و التطبيقات،
دار وائل للطباعة و النشر عمان الطبعة التانية 1999
عمار بوحوش ،محمد الدنيبات ،مناهج البحث العلمي و طرق إعداد البحوث ،الطبعة الرابعة .
المواقع االلكترونية:
http://uobabylon.edu.iq/uobcoleges/lecture.aspx?fid=13&lcid=41932
18
الفهرس
المقدمة 2 ......................................................................................
المبحث األول :األحكام العامة للمقابلة كأداة للبحث العلمي 3 ............................
المطلب األول :اإلطار المفاهيمي للمقابلة 4.................................................
الفقرة األولى :المقابلة من حيث المفهوم والخصائص 4 ..................................
الفقرة الثانية :األهداف العامة للمقابلة 6 ...................................................
المطلب الثاني :أنواع المقابلة و شروطها 6 ..............................................
الفقرة األولى :أنواع المقابلة6 ..............................................................
الفقرة الثانية :الشروط الواجب توفرها في المقابلة 8 ...................................
المبحث الثاني :المقابلة من الجانب اإلجرائي و التقييم 10................................
المطلب األول :كيفية إجراء مقابلة في البحث العلمي 10 .................................
أوال :مرحلة إعداد المقابلة 11 ............................................................
ثانيا :مرحلة تنفيذ المقابلة 11 ........................................................... :
ثالثا :مرحلة تسجيل المقابلة 13 ...........................................................
المطلب الثاني :تقييم تقنية المقابلة14 ...........…......................................
الفقرة األولى :مزايا المقابلة14 .............................................................
الفقرة الثانية :عيوب المقابلة15 ...........................................................
خاتمة 17 ................................................................................... :
الئحة المراجع 18 ......................................................................... :
الفهرس 19 ................................................................................ :
19
20