Professional Documents
Culture Documents
2- الانظمة النقدية العالمية
2- الانظمة النقدية العالمية
:أ -محليا
ال تستطيع أي دولة تحقيق النمو واالستقرار االقتصادي ما لم تضم في انظمتها نظام نقدي قادر على توفير السيولة
الالزمة لالقتصاد ومراقبة وتحكم مختلف المؤشرات التي تعكس األداء االقتصادي
:ب -دوليا
على الصعيد الدولي فال تكون هناك تجارة مزدهرة وال عالقات تجارية متطورة بين الدول ما لم يكن هناك نظام نقدي
يتوفر على قواعد وآليات التي تضمن استقرار نقدي دولي وتوفير السيولة للمدفوعات الدولية واإلشراف على تنظيم
.المعامالت الدولية
:النظام النقدي
هو مجموعة من القواعد التنظيمية واالجراءات الخاصة بالتداول النقدي ( عملية اصدار النقود و تداولها ) في اي
.مجتمع من المجتمعات بما يضمن تحقيق السياسة النقدية للدولة
بدأت قاعدة الذهب في االنتشار في الثلث األول من القرن التاسع عشر باتخاذ بريطانيا لها كقاعدة نقدية ثم لحقت بها
.بعض الدول األخرى مثل ألمانيا ،فرنسا ،الواليات المتحدة
وفي ظل قاعدة الذهب قامت كل دولة بتحديد عملتها بمقدار من الذهب أي معادلة قيمة العملة مع قيمة وزن معين من
.الذهب الخالص بحيث يمكن مبادلة هذه العملة بالذهب أو العكس بسعر رسمي ثابت
:عرف العالم قاعدة الذهب على ثالث أشكال توالت حسب الظروف السائدة في العالم هي كالتالي
وهو أول أنظمة الذهب المعروفة وعرف كنظام للتداول الذهب كمسكوكات ذهبية بين األفراد وتحتوي كل وحدة نقدية
.على وزن محدد من الذهب يكون مساويًا لقيمتها االسمية
في ظل هذا النظام تظل النقود مرتبطة بالذهب ويجوز تحويل أوراق البنكنوت إلى سبائك ذهبية بقدر معين ولكن ال يتم
تداول المس كوكات في السوق ولكن السلطات النقدية تقوم بشراء ما يعرض عليها من الذهب بسعر ثابت حتى ال ترتفع
.قيمة الذهب وتصدر بالمقابل أوراق نقدية بقيمة هذا الذهب
وهو الشكل األخير لقاعدة الذهب حيث أنه بموجب هذا النظام ال تتحدد قيمة الوحدة النقدية لبلد معين على أساس الذهب
مباشرة بل ترتبط بنسبة ثانية مع عملة بلد أخر يتخذ نظام السبائك الذهبية قاعدة نقدية له بحيث تكون هناك دولة تابع
ودولة متبوعة ويتحدد غطاء العملة بصورة عمالت أجنبية قابلة للتمويل إلى ذهب أو سندات صادرة عن الدولة
.األخرى
بعد الحرب العالمية األولى استفاقت الدول على خراب ودمار هياكلها االقتصادية األساسية وأزمات اقتصادية انعكست
:مباشرة على قاعدة الذهب وأدت إلى انهيارها وذلك في عام 1931م .واألسباب التي أدت إلى ذلك هي ما يلي
انخفاض اإلنتاج العالمي من الذهب أمام حجم الطلب المتزايد عليه ألغراض تغطية العمالت أو ألغراض صناعية. .1
استحواذ كل من الواليات المتحدة وفرنسا على النصيب األعلى من الذهب في العالم أي سوء توزيع االحتياطات الذهبية بين دول .2
العالم ودفع ذلك الدول الفقيرة إليه تقدير حركة دخوله وخروجه منها وهذا التصرف تخل بأهم أركان قاعدة الذهب.
توسع الحكومات في اإلصدار النقدي دون االهتمام بتوفير االحتياطي من الذهب وذلك سبب المشاريع االستثمارية لتنشيط .3
اقتصادياتها.
قيام البلدان الصناعية المتقدمة بإتباع سياسة الحماية التجارية لتقوية مراكزها االقتصادية وذلك من خالل القيود الجمركية والسياسية .4
النقدية وبالتالي اختلفت األسعار بين الدول وأصبحت العالقات بين قيمة العملة الوطنية وسعر الذهب الموحد محليًا ودوليًا مختلفة.
االزدياد باستمرار ألسعار السلع والخدمات سبب هيمنت االحتكارات الصناعية وارتفاع األجور أدى ذلك إلصدارات نقدية ال تقابلها .5
غطاءات ذهبية .
مازال الذهب يحتفظ بمكانته كأصل احتياطي لدى السلطات النقدية في العالم على الرغم من إنهاء دوره النقدي في إطار
النظام النقدي الدولي
)1شكل الدوالر المحور األساسي للنظام النقدي الدولي الذي جاء به مؤتمر بريتون وودز ونقطة االرتكاز في نظام
استقرار أسعار الصرف ويعود السبب في ذلك لكون الواليات المتحدة األمريكية خرجت منتصرة من الحرب
وبكامل قوتها االقتصادية ألن الحرب لم تدر في أراضي أمريكية على عكس أوروبا التي دمرتها الحرب فأصبح
الدوالر سيد العمالت بال منازع .
)2أمام هذا الوضع لم يمكن ألمريكا سوى اقتراح خطة مارشال والتي عرفت باسم برنامج اإلنعاش األوروبي و قد
قامت الدول األوروبية بتخفيض قيمة عملتها بغرض تشجيع صادراتها .
)3أدى هذا إلى تحسين موازين مدفوعات الدول األوروبية وزيادة احتياطاتها النقدية كما جلب رؤوس أموال أمريكا
ووضع هذا األمر حدا أمام ندرة الدوالر وأصبح العالم يعرف وفرة الدوالر حيث تراكم لدى الدول الفائض مع
الواليات المتحدة خاصة الدول األوروبيةو ارتفاع معدالت التضخم العالمي .
بعد الحرب العالمية الثانية ،شهد االقتصاد العالمي هزات واضطرابات عنيفة في نظامه النقدي ومعدالت منخفضة لحركة
التجارة العالمية .مما أدى بأمريكا وبريطانيا للتفكير في خلق نظام نقدي جديد يكون أساسا لعالقات نقدية دولية لعالم لفترة
ما بعد الحرب ولهذا الغرض نظمت مؤتمر في بريتون وودز بالواليات المتحدة في يوليو 1944وحضر هذا المؤتمر
44دولة في ظل وجود اقتصاديين عالميين هما جون ماينار دكيز وهاري ديكستو واتيت
من أهم نتائج المؤتمر انشاء صندوق النقد الدولي (و الذي مارس دورهاما في استقرار أسعار الصرف واإلشراف على
تنفيذ قواعد النظام النقدي العالمي الجديد ).و إنشاء البنك الدولي للتعمير واإلنشاء أو ما يعرف باسم البنك العالمي
(والغرض منه هو مساعدة الدول األوروبية التي دمرنها الحرب ثم مساعدة الدول األخرى على التنمية االقتصادية)
وقد تميزت هذه المرحلة التي ساد فيها نظام بريتون وودز بعدة مراحل:
.1المرحلة األولى :1958-1945
وهي مرحلة أفول االستعمار وحصول معظم المستعمرات وأشباه المستعمرات على استقاللها السياسي ،ويالحظ في هذه
المرحلة أن الدول حديثة االستقالل لم تعاني من مشكالت عويصة في موازين مدفوعاتها ،ولم تضطر إلى تخفيض
عملتها أو التورط في استدانة خارجية كبيرة وذلك بسبب مرحلة اإلنشاء والتعمير التي انشغلت فيها أوروبا بعد الحرب
وبالتالي حجم الطلب الكبير لهذه البلدان على المنتجات التي كانت هذه الدول قد تخصصت في إنتاجها (المواد الغذائية-
موارد الطاقة -المواد األولية…الخ) وكذلك الحرب الكورية باإلضافة إلى الرقابة على الصرف ،وكان حجم ما تملكه هذه
البلدان من مجموع االحتياطيات العالمية %20عام 1957وهو ما كان يتناسب مع نصيبها في التجارة العالمية.
أوال -أدى توفر الدوالر لدى دول الفائض مع الواليات المتحدة إلى فقدان الثقة في احتياطاتها الدوالرية ومن ثم عمدت
.إلى تحويل هذا الفائض إلى ذهب مما أدى إلى هبوط مخزون الرصيد الذهبي الموجود في حوزة الواليات المتحدة
ثانيا -وقد زاد من سوء الوضع انخفاض أسعار الفائدة في الواليات المتحدة مع بقائها مرتفعة في أوروبا وهذا أدى إلى
.هروب رؤوس األموال من أمريكا إلى اوربا
ثالثا -بدأت حركات المضاربة في االشتعال مرة أخرى .ووقعت ضغوط شديدة على الجنيه اإلسترليني األمر الذي أدى
بالحكومة للعودة إلى تعويم الجنيه مرة أخرى في حين قامت كل من هولندا وسويسرا واليابان إلى اتخاذ إجراءات تهدف
.إلى وقف تدفق الدوالرات إلى أسواقها
رابعا -أعلنت اليابان تعويم الين كما أعلنت الواليات المتحدة تخفيض ثاني في قيمة الدوالر بنسبة %10وكان هذا
.إلجراء طبيعي تنص عليه االتفاقيات األخيرة
حنان الجشعم Page 4
نقود و بنوك دولية
خامسا -وبهذا التخفيض فقد الدوالر تماما مكانته كنقطة ارتكاز في النظام النقدي .كما أن تخلي الدول األوروبية
واليابان عن التزاماتها بالتدخل لدعم الدوالر وترك عملتها لتعويم بمثابة إعالن عن وفاة نظام بريتون وودز وأسعار
الصرف الثابتة .
:ه -التطورات النقدية العالمية بعد انهيار بريتون وودز
لقد أجبرت التغيرات الحاصلة على المستوى العالمي من سقوط نظام بريتون وودز إلى تعويم العمالت و من اهم
االتفاقيات التي برزت بعد انهيار بريتون وودز هي اتفاقية جامايكا و قد جاءت اتفاقية جاميكا للتأكد على ضرورة
اإلصالح النقدي ولعل أهم إصالح قامت به هو إلغاء أو تعديل المادة الرابعة من اتفاق الصندوق التي كانت تلزم بتحديد
أسعار الصرف الخاصة بعمالت وفقا لنظام استقرار أسعار الصرف أو أسعار التعادل بمادة أخرى تنص على حربة
أسعار الصرف نظام تعويم العمالت وقد اعتبر هذا التعديل مجرد تحصيل حاصل ألن أغلب الدول قامت بذلك بدون
.اللجوء إلى الصندوق
:وأما القرارات األخرى التي جاءت بها اإلصالحات الخاصة بالنظام النقدي الدولي فهي
-إلغاء سعر الصرف تسمي للذهب (السعر الثابت) وترك الحرية الكاملة للبنوك في تعامل في الذهب وتحديد أسعاره.
-إنهاء دور الذهب كوحدة مرجعية لتقييم حقوق السحب الخاصة وكذلك كأساس لتقويم العمالت الوطنية للدول األعضاء.
-إلغاء أي بند من االتفاقية تنص على التعامل بالذهب إال أنه لم يفقد أهميته بالكامل من قبل الدول .
-تطوير حقوق السحب الخاصة لكي يكون لها وزن في األصول االحتياطية الدولية.