Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 30

‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫سية بين األمراء والسالطين على عمارة الجامع األزهر فى العصر المملوكى‬
‫أثر الت َنافُ ّ‬
‫‪3‬‬
‫أحمد مجدى سالم‪ 1 ،‬محمد عبدالستار عثمان‪ 2،‬هبة اهلل محمد فتحى‪.‬‬

‫الملخص‬ ‫معلومات المقالة‬


‫وصفته الجامعية كمعهد‬ ‫ظل الجامع األزهر زهاء قرنين َيتمتع بالرعاي ِة الرسمي ِة كمسجد الدولة ِ‬ ‫الكلمات المفتاحية‬
‫َ‬
‫للقراءة والدرس إلى أن تولى صالح الدين األيوبى و ازرة العاضد‪ ،‬حيئذ َع َم َد إلى إزالة شعائر الدولة‬ ‫التنافسية؛ الجامع‬
‫الفاطمية وكل رسومها وآثارها المذهبية كما أبطل صالح الدين إقامة الجمعة بالجامع األزهر ولبثت‬ ‫األزهر؛ األمراء؛‬
‫إقامة الجمعة ُمعطلة بالجامع األزهر نحو مائة عام وأضحى األزهر فى طى النسيان منذ سنة‬ ‫السالطين؛ الدولة‬
‫يلق األزهر االعتناء واالهتمام إال فى عصر‬ ‫المملوكية‪.‬‬
‫‪565‬هـ‪1169 /‬م حتى سنة ‪665‬هـ‪1266 /‬م‪ .‬فلم َ‬
‫الدولة المملوكية بشقيها البحرى والجركسى حيث تبارى األمراء والسالطين وتنافسوا فيما بينهم على‬
‫االهتمام بتجديد عمارة الجامع األزهر كأحد وجوه البر وفعل الخير ونيل الثواب‪ .‬ويهدف هذا البحث‬
‫)‪(JAAUTH‬‬
‫إلى الكشف عن مظاهر التنافسية بين سالطين وأمراء المماليك كثقافة عامة وذلك من خالل التراث‬
‫المجلد ‪ ،22‬العدد ‪3‬‬
‫المكتوب ُمتمثال فى المصادر التاريخية و ُكتب التراث والتراجم‪ ،‬كما تُحاول هذه الدراسة اثبات أثر‬ ‫(يونيه ‪)2022‬‬
‫التنافسية على ازدهار عمارة الجامع األزهر اإلبداع فيه سواء كانت هذه التنافسية بين سالطين‬ ‫ص‪84-55 :‬‬
‫ثم إبراز‬
‫مصر المملوكية أنفسهم أو بين السالطين واألمراء‪ ،‬أو حتى بين األمراء أنفسهم‪ ،‬ومن َّ‬
‫الوحدات المعمارية التى أُنشئت بدافع التنافس‪ .‬وقد اتُبع فى إعداد هذه الدراسة المنهج التاريخى‬
‫الوصفى باالضافة إلى منهج االستقراء والقياس واالستنباط‪ .‬هذا وقد فسَّرت الدراسة التنافسية على‬
‫أنها أحد المكونات األساسية فى ثقافة المماليك وقد أوضحت شواهدها التاريخية واآلثارية المعمارية حيث‬
‫كانت التنافسية أحد أسباب ازدهار العمارة وبخاصة عمارة الجامع األزهر إبان العصر المملوكى‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬الكشف عن مظاهر التنافسية بين سالطين وأمراء المماليك كثقافة عامة وذلك من خالل التراث المكتوب ُمتمثال فى‬
‫المصادر التاريخية و ُكتب التراث والتراجم‪.‬‬

‫‪ -‬اثبات أثر التنافسية على ازدهار عمارة الجامع األزهر اإلبداع فيه سواء كانت هذه التنافسية بين سالطين مصر المملوكية‬
‫أنفسهم أو بين السالطين واألمراء‪ ،‬أو حتى بين األمراء أنفسهم‪.‬‬

‫‪ -‬ابراز الوحدات المعمارية التى أُنشئت بدافع التنافس فى عمارة الجامع األزهر إبان العصر المملوكى‪.‬‬

‫المدرس المساعد بقسم اإلرشاد السياحى– كلية السياحة والفنادق – جامعة قناة السويس‪( .‬للمراسلة‪)ahmed_salem@tourism.suez.edu.eg :‬‬ ‫‪1‬‬

‫أستاذ اآلثار اإلسالمية المتفرغ – كلية اآلثار – جامعة سوهاج‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫أستاذ اآلثار اإلسالمية المتفرغ – كلية السياحة والفنادق – جامعة قناة السويس‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪55 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخى الوصفى‪ ،‬باالضافة إلى اتباع منهج االستقراء والقياس واالستنباط‪.‬‬

‫محاور الدراسة‪:‬‬

‫تُركز الدراسة بشكل أساسى على محاور عديدة أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬ترميم واصالح عمارة الجامع األزهر واإلضافة له من ِقَبل سالطين وأمراء مصر المملوكية فى إطار التنافسية‪.‬‬

‫‪ -‬مجاورة الجامع األزهر بالمنشآت التعليمية بدافع المنافسة‪.‬‬

‫‪ -‬االهتمام بعمارة مآذن األزهر إبان العصر المملوكى وتزايد أعدادها والـتأنق فى زخارفها كأحد مؤشرات الظهور الذى ُيحقق‬

‫الغرض التنافسى فى األساس‪.‬‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫اصطلح تعريف التنافسية على أنها نزعة فطرية تدعو إلى بذل الجهد فى سبيل تحقيق التفوق‪ 4 .‬والتنافس من المنافسة وهى‬
‫ويقال تََنافَس القوم فى كذا‪ :‬أى‬
‫المغالبة عليه‪ ،‬وأصلها من الشىء النفيس فى نوعه‪ُ .‬‬
‫‪5‬‬
‫الرغبة فى الشىء ومحبة االنفراد به و ُ‬
‫افست فى الشىء ُمنافسة ونِفاساً‪ :‬إذ رغبت فيه‬
‫ويقال أيضا َن ُ‬
‫تسابقوا فيه وتباروا دون أن يلحق بعضهم الضرر ببعض‪ُ .‬‬
‫‪6‬‬

‫أقر القرآن الكريم مبدأ التنافس فى قوله تعالى‪َ ":‬وِفي ََٰذِل َك َف ْل َيتََناف ِ‬
‫َس‬ ‫وقد ّ‬
‫‪7‬‬
‫المباراة وتنافسوا فيه أى رغبوا‪.‬‬
‫على وجه ُ‬

‫المعجم الوجيز‪ ،‬طبعة خاصة بو ازرة التربية والتعليم (القاهرة‪ :‬الهيئة العامة لشئون المطابع األميرية‪ )2002 ،‬ص‬
‫مجمع اللغة العربية‪ُ :‬‬
‫‪4‬‬

‫‪227‬‬
‫ابن حجر العسقالنى (العالمة الحافظ أحمد بن على بن محمد المشهور بابن حجر العسقالنى) ت ‪852‬هـ‪1448 /‬م‪ :‬فتح البارى‬ ‫‪5‬‬

‫البخارى‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالعزيز بن عبداهلل بن باز‪ 13 ،‬جزء‪ ،‬الطبعة األولى (القاهرة‪:‬‬


‫بشرح صحيح اإلمام ابى عبداهلل محمد بن إسماعيل ُ‬
‫المكتبة السلفية‪ ،‬د‪ .‬ت) ج‪ ،11‬ص ‪245‬‬
‫المعجم الوسيط‪ ،‬الطبعة الرابعة (القاهرة‪ :‬مكتبة الشروق الدولية‪ )2004 ،‬ص ‪940‬‬
‫مجمع اللغة العربية‪ُ :‬‬
‫‪6‬‬

‫الصحاح تَاج اللغة ِ‬


‫وصحاح العربية‪ ،‬تحقيق محمد محمد‬ ‫حماد الجوهرى) ت ‪398‬هـ‪1008 /‬م‪ِّ :‬‬ ‫‪ 7‬الجوهرى (أبى نصر إسماعيل بن َّ‬
‫تامر وآخرين (القاهرة‪ :‬دار الحديث‪ )2009 ،‬ص ‪1158‬؛ ابن منظور األفريقى المصرى ( اإلمام العالمة أبى الفضل جمال الدين‬
‫ومنقحة (القاهرة‪ :‬الهيئة‬ ‫ِ‬
‫سان العرب‪ 18 ،‬جزء‪ ،‬طبعة جديدة ُ‬
‫محمد بن مكرم ابن منظور األفريقى المصرى) ت ‪711‬هـ‪1311 /‬م‪ :‬ل ُ‬
‫المصرية العامة للكتاب‪ )2014 ،‬ج‪ ،14‬ص ‪322‬؛ الفيروزآبادى (مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادى) ت ‪817‬هـ‪1414 /‬م‪:‬‬
‫المحيط‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبوالوفا نصر الهُورينى (القاهرة‪ :‬دار الحديث‪ )2008 ،‬ص ‪1635‬؛ وهناك دراسات عرضت لماهية التنافس‬ ‫القاموس ُ‬
‫وأسبابه وتأثيراته‪ ،‬لالستزادة راجع‪ :‬حامد عبدالسالم زهران‪ِ :‬علم النفس االجتماعى‪ ،‬الطبعة الخامسة (القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪ )1984 ،‬ص‬
‫‪394-393 ،51-7‬؛ عدنان عبداهلل عبيدات‪ ،‬التنافس السياسى فى الدولة العباسية بين التيارين الفارسى والعربى ‪187-170‬هـ‪-786 /‬‬
‫‪ 802‬م "والية العهد أنموذجا"‪ ،‬مجلة الجامعة اإلسالمية للبحوث اإلنسانية ُمجلد ‪ ،25‬عدد ‪ )2017( 2‬ص ص‪174-157 .‬‬

‫‪56 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫ون ِفي‬ ‫سِ‬


‫ار ُع َ‬ ‫َٰ ِ‬ ‫ون " ‪ 8‬كما َّ‬ ‫ِ‬
‫حث التنزيل العزيز أيضا على التسابق والتبارى فى أعمال الخير‪ ،‬فقال تعالى‪ ":‬أُولَئ َك ُي َ‬ ‫س َ‬ ‫ا ْل ُمتَ َناف ُ‬
‫ون " ‪ 9‬وقوله تعالى فى ذات السياق‪ ":‬فَاستَِبقُوا ا ْل َخ ْير ِ‬
‫ات "‪.‬‬ ‫سا ِبقُ َ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َخ ْي َرات َو ُه ْم لَ َها َ‬
‫‪10‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬

‫تجلت التنافسية فى أبهى صورها إبان فترة حكم الدولة المملوكية بشقيها‪ :‬البحرى والجركسى حيث تنافس السالطين‬
‫واألمراء فيما بينهم فى مناحى ومجاالت شتى‪ ،‬تلمس هذه الدراسة التنافس والتبارى فى مجال العمارة الدينية وباألخص عمارة‬
‫الجامع األزهر‪ .‬فكان من سمات العصر المملوكى أن ُينشئ السالطين واألمراء وكبار رجال الدولة المنشآت الدينية والخيرية‬
‫ويتنافسون فى تشييدها بما يتناسب مع درجة كل منهم ومكانته تقربا إلى اهلل واسترضاء للشعب ورغبة فى التعمير والتجديد‬
‫ناقدا‬ ‫‪11‬‬
‫ومن لم يفعل ذلك اعتُبر شاذا‪ ،‬ويؤكد ذلك المؤرخ ابن تغرى بردى فى معرض حديثه عن األمير يشبك السودونى‬
‫له عدم مشاركته فى تبنى رعاية العمارة فى إطار المنافسة قائال‪:‬‬

‫" كان ذى ثروة زائدة ومكانة عظيمة‪ ،‬ومع هذا التمكن العظيم لم يفعل فى حياته من‬
‫ٍ‬
‫ومساجد على عادة ُعظماء الملوك‪ ،‬بل أنشأ تربة بالصحراء‬ ‫س ُب ٍل‬
‫المعروف ما يُذكر به‪ :‬من ُ‬
‫‪12‬‬
‫ودفن بها من غير تكملة "‪.‬‬
‫بجوار تربة األشرف برسباى ولم تُكتمل‪ ،‬ومات ُ‬

‫ليكون موطناً للفقه الشيعى وشعائره أيام الدولة الفاطمية‪ ،‬فظل زهاء قرنين يتمتع‬ ‫‪13‬‬
‫ِّد الجامع األزهر منذ البداية‬
‫شي َ‬‫وقد ُ‬
‫بالرعاية الرسمية كمسجد الدولة وصفته الجامعية كمعهد للقراءة والدرس‪ ،‬وحينما انهارت دعائم الدولة الفاطمية إبان عهد‬
‫– آخر الخلفاء الفاطميين – وتولى صالح الدين األيوبى و ازرة العاضد‪َ ،‬ع َم َد إلى إزالة شعائر‬ ‫‪14‬‬
‫الخليفة العاضد لدين اهلل‬

‫سورة المطففين‪ ،‬آية رقم ‪26‬‬ ‫‪8‬‬

‫سورة المؤمنون‪ ،‬آية رقم ‪61‬‬ ‫‪9‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬آية رقم ‪148‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ 11‬األمير يشبك السودونى األتابكى المعروف بالمشد‪ ،‬وكان متحدثا على أوالد الناصر فرج‪ .‬لالستزادة راجع‪ :‬ابن تغرى بردى ( جمال‬
‫الدين أبى المحاسن يوسف بن تغرى بردى األتابكى ) ت ‪874‬هـ‪1470/‬م‪ :‬الدليل الشافى على المنهل الصافى‪ ،‬جزءان‪ ،‬تحقيق‪ :‬فهيم‬
‫محمد شلتوت‪ ،‬الطبعة الثانية ( القاهرة‪ :‬دار الكتب والوثائق القومية‪ )1998 ،‬ج‪ ،2‬ص ‪785‬؛ السخاوى (شمس الدين محمد بن‬
‫عبدالرحمن السخاوى) ت ‪902‬هـ‪1497/‬م‪َّ :‬‬
‫الض ْو ُء الالمع ألهل القرن التاسع‪ 12 ،‬جزء‪ ،‬الطبعة األولى (بيروت‪ :‬دار الجيل‪)1992 ،‬‬
‫ج‪ ،10‬ص ‪278-277‬‬
‫ادث الدهور فى َمدى األيام‬
‫ابن تغرى بردى ( جمال الدين أبى المحاسن يوسف بن تغرى بردى األتابكى ) ت ‪874‬هـ‪1470/‬م‪ :‬حو ُ‬
‫‪12‬‬

‫والشهُور‪ ،‬جزءان‪ ،‬تحقيق محمد كمال الدين عزالدين‪ ،‬الطبعة األولى (بيروت‪ :‬عالم الكتب‪ )1990 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪131-130‬‬
‫‪ُ 13‬شرع فى بناء الجامع األزهر فى ‪ 24‬من جمادى اآلخرة سنة ‪359‬هـ‪ 4 /‬إبريل سنة ‪970‬م‪ ،‬واستغرقت ُمدة بنائه عامين وثالثة أشهر‬
‫حتى افتُتح للصالة فى يوم الجمعة ‪ 7‬رمضان سنة ‪361‬هـ‪ 22 /‬يونيه ‪972‬م‪ .‬لإلستزادة راجع‪ :‬أحمد فكرى‪ :‬مساجد القاهرة ومدارسها‪:‬‬
‫العصر الفاطمى‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثانية (القاهرة‪ :‬دار المعارف‪ )2008 ،‬ص ‪41‬؛ أيمن فؤاد سيد‪ :‬الدولة الفاطمية فى مصر‪:‬‬
‫تفسير جديد (القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ )2007 ،‬ص ‪614‬‬
‫‪ 14‬هو الخليفة العاضد لدين اهلل أبو محمد عبداهلل بن األمير يوسف بن الحافظ لدين اهلل أبى الميمون عبدالمجيد‪ .‬لإلستزادة راجع‪:‬‬
‫الحنفا بأخبار األئمة الفاطميين الخلفا‪4 ،‬‬
‫المقريزى ( تقى الدين أحمد بن على بن عبدالقادر المقريزى ) ت ‪ 845‬هـ ‪1442 /‬م ‪ :‬اتعاظ ُ‬
‫مجلدات‪ ،‬تحقيق‪ :‬جمال الدين الشيال ومحمد حلمى‪( ،‬القاهرة‪ :‬المجلس األعلى للشئون اإلسالمية ‪ )1996 ،‬ج‪ ،3‬ص ‪328-242‬‬

‫‪57 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫فى شأن خطبة الجمعة‬ ‫‪16‬‬


‫كما استفتى قاضى قضاة الشافعية ابن ِدرباس‬ ‫‪15‬‬
‫الدولة الفاطمية وكل رسومها وآثارها المذهبية‪،‬‬
‫بالجامع األزهر‪ ،‬فأفتى ابن ِدرباس بأنه ال يجوز إقامة خطبتين للجمعة فى بل ٍد واحد بالتالى أبطل صالح الدين إقامة الجمعة‬
‫بالجامع األزهر‪ ،‬وأقرها بالجامع الحاكمى بحجة أنه أوسع رحاباً‪ ،‬فكان الجامع الحاكمى آنذاك من المساجد الفاطمية وكان‬
‫ولبثت‬ ‫‪17‬‬
‫فى وقت ما يتمتع إلى جانب األزهر بالصفة الرسمية‪ ،‬ولكن األزهر كان ُمنذ البداية مسجد الدولة ومنبرها الرسمى‪.‬‬
‫منذ سنة ‪565‬هـ‪1169 /‬م حتى‬ ‫‪18‬‬
‫إقامة الجمعة ُمعطلة بالجامع األزهر نحو مائة عام وأضحى األزهر فى طى النسيان‬
‫يلق األزهر االعتناء واالهتمام إال فى عصر الدولة المملوكية بشقيها البحرى والجركسى حيث‬
‫فلم َ‬
‫‪19‬‬
‫سنة ‪665‬هـ‪1266 /‬م‪.‬‬
‫تبارى األمراء والسالطين وتنافسوا فيما بينهم على االهتمام بتجديد عمارة الجامع األزهر كأحد وجوه البر وفعل الخير ونيل‬
‫‪20‬‬
‫الثواب‪.‬‬

‫المتنافسين – سواء‬
‫وبالنسبة لألطر الزمنية للتنافسية فتُعرض التنافسية هنا فى اإلطار الزمنى المتعاصر‪ :‬أى أن ُ‬
‫كانوا سالطين أو أمراء – ُمتعاصرين زمنيا وشاهدين على عمائر واسهامات بعضهم‪ ،‬كما تُعرض التنافسية فى اإلطار الزمنى‬
‫للمتنافسين لم تكن بعيدة‪ .‬ونعرض لمحاور هذه الدراسة بشكل تفصيلى على النحو‬
‫المتقارب أيضا‪ :‬أى أن الفترة الزمنية ُ‬
‫التالى‪:‬‬

‫‪ 15‬من صور إزالة صالح الدين لشعائر الدولة الفاطمية ورسومها‪ :‬عزل قُضاة مصر من الشيعة واستبدالهم بقضاة السنة وقطع اسم‬
‫محمد وعلى خير البشر‪ ،‬وكثرة إنشاء‬
‫الخليفة العاضد من الخطبة والدعاء للخليفة العباسى‪ ،‬وابطال اآلذان بحى على خير العمل َّ‬
‫الحنفا بأخبار األئمة الفاطميين الخلفا‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪328-317‬؛ محمد عبداهلل عنان‪:‬‬ ‫السّنية‪ .‬لإلست ازدة راجع‪ :‬المقريزى‪ :‬اتعاظ ُ‬
‫المدارس ُ‬
‫تاريخ الجامع األزهر (القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ )2012 ،‬ص ‪110‬‬
‫هو صدر الدين أبوالقاسم عبدالملك بن عيسى بن ِدرباس بن ِف ْير بن جهم بن َع ُ‬
‫بدوس الما ارنى ال ُكردى الشافعى‪ُ .‬ولِ َد فى الموصل فى‬ ‫‪16‬‬

‫حدود سنة ‪510‬هـ‪1116/‬م‪ ،‬ونشأ وطلب العلم حتى جمعه من أعالم عصره‪ ،‬فاستقر قاضى القضاة الشافعية بمصر أيام الناصر صالح‬
‫الدين األيوبى‪ .‬لإلستزادة راجع‪ :‬الذهبى ( اإلمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبى) ت ‪748‬هـ‪1374 /‬م‪ِ :‬سير أعالم‬
‫عواد َمعروف‪ 25 ،‬جزء‪ ،‬الطبعة الحادية عشر (بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ )1996 ،‬ج‪ ،21‬ص ‪476-474‬‬ ‫النبالء‪ ،‬تحقيق‪ :‬بشار ّ‬
‫ُ‬
‫محمد عبداهلل عنان‪ :‬تاريخ الجامع األزهر‪ ،‬ص ‪111-110‬؛ سيدة اسماعيل الكاشف‪ :‬الجامع األزهر ودوره فى نشر الثقافة العربية‬ ‫‪17‬‬

‫اإلسالمية‪ :‬مقالة ضمن كتاب تاريخ المدارس فى مصر اإلسالمية (القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ )2000 ،‬ص ‪61‬‬
‫‪ 18‬فقد األزهر صفته المذهبية طليلة عصر الدولة األيوبية إلى أن تربع السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى على ُسدة الحكم‪ ،‬ولكن األزهر‬
‫خالل هذه الفترة ظل ُمحتفظاً ٍ‬
‫بقدر من صفته الجامعية كمعهد للقراءة والدرس‪ ،‬ونراه مقصد علماء بارزين مثل عبداللطيف البغداى –‬
‫الذى وفد على مصر سنة ‪589‬هـ‪1193 /‬م‪ ،‬فى أيام الملك العزيز ولد السلطان صالح الدين األيوبى – وغيره‪ .‬لإلستزادة راجع‪ :‬محمد‬
‫عبداهلل عنان‪ :‬تاريخ الجامع األزهر‪ ،‬ص ‪111‬‬
‫أحمد فكرى‪ :‬مساجد القاهرة ومدارسها‪ :‬العصر الفاطمى‪،‬ج‪ ،1‬ص ‪42‬؛ محمد عبداهلل عنان‪ :‬تاريخ الجامع األزهر‪ ،‬ص ‪113‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪20‬‬
‫‪Nasser Rabbat, Al-Azhar Mosque: An Architectural Chronicle of Cairo’s History, Muqarnas, Vol.‬‬
‫)‪13 (1996), PP. 45-67 (p. 57‬‬

‫‪58 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫‪ -1‬التنافسية بين األمراء فى اإلضافة للجامع األزهر ‪:‬‬

‫‪ -1-1‬إضافات األمير عز الدين ْأي َد ُمر ال ِحلِّى للجامع األزهر بدافع المنافسة‪:‬‬

‫ِ ِّ ‪21‬‬
‫المتنافسين فى تجديد عمارة الجامع األزهر واإلضافة له ُبغية التقرب إلى‬ ‫الحلى أول األمراء ُ‬ ‫كان األمير عز الدين ْأي َد ُمر‬
‫ويظهر عظمته وهيبته‪ .‬فكان األمير ْأي َد ُمر ال ِحلِّى جار هذا الجامع ُيقيم فى داره‬ ‫ُيخلِّد اسمه ُ‬ ‫ثم‬
‫اهلل وفعل الخيرات‪ ،‬ومن ّ‬
‫المجاورة لألزهر من الجهة الغربية البحرية فى المكان الذى أقيمت عليه المدرسة األقبغاوية فيما بعد‪ ،‬فََرَعى ُحرمة الجوار‬
‫ُ‬
‫أشياء مغصوبة كان‬
‫ً‬ ‫وأحسن إلى جاره من خالل توظيف وتكريس كل ما بوسعه من إمكانات لخدمة الجامع األزهر فانتزع له‬
‫شئ منها فى أيدى جماعة‪ ،‬وحاط أموره حتى جمع له شيئا صالحا‪ ،‬كما تبرع ْأي َد ُمر ال ِحلِّى للجامع بجملة ُمستكثرة من المال‬
‫عمر الواهى من‬
‫الجزيل‪ ،‬واستطلق له من السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى جملة من المال‪ ،‬وشرع كذلك فى عمارته‪ ،‬فَ َّ‬
‫وبلَّطه وفَر َشه و َك َساه حتى عاد َح َرماً فى وسط المدينة كما استجد به مقصورة حسنة‬
‫سقوفه‪َ ،‬‬
‫وبيَّضه وأصلح ُ‬
‫أركانه وجدرانه‪َ ،‬‬
‫‪22‬‬
‫وعمل فيه منب اًر‪ ،‬وآثر فيه آثا اًر صالحة أثابه اهلل عليها‪.‬‬

‫ليس هذا فحسب بل سعى األمير عز الدين ْأي َد ُمر ال ِحلِّى إلى إعادة الجمعة بالجامع األزهر – بعدما انقطعت مدة‬
‫ومفاوضات بينه وبين السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى آنذاك ولم ُيبدى الظاهر بيبرس أى‬ ‫قرن كامل – فجرت ُمحادثات ُ‬
‫اعتراض من جانبه بل ساند ودعم األمير عز الدين ْأي َد ُمر ال ِحلِّى‪ ،‬وما كان على هذا األخير إال أن يستفتى علماء العصر‬
‫فى هذا الشأن‪ ،‬فأفتى بعضهم بجواز إقامة الخطبة باألزهر‪ ،‬وأفتى بالمنع قاضى القضاة تاج الدين بن بنت األعز وغيره‬
‫أصر ابن بنت األعز على فتواه رغم تدخل السلطان الظاهر بيبرس‪ ،‬وما كان على األمير ْأي َدمر ِ‬
‫الحلِّى إال أن عمل بفتوى‬ ‫و َّ‬
‫ُ‬
‫المجيزين‪ ،‬وأقيمت خطبة الجمعة بالجامع األزهر يوم الجمعة ‪ 18‬ربيع اآلخر سنة ‪665‬هـ‪ 15 /‬يناير سنة ‪1267‬م‪ ،‬ولم‬
‫ُ‬
‫وحضر الصفوة أمثال األتابك فارس الدين‬ ‫‪23‬‬
‫يحضر السلطان حفل افتتاح هذه الخطبة وال قاضى القضاة ابن بنت األعز‪،‬‬

‫الحلِّى الصالحى النجمى‪ :‬أحد المماليك الصالحية نجم الدين أيوب ترقى فى الخدمة حتى صار أكابر‬ ‫‪ 21‬هو األمير عز الدين ْأي َدمر ِ‬
‫ُ‬
‫أمراء مصر وأعظمهم محالً عند الملك الظاهر بيبرس البندقدارى‪ ،‬وينوب عنه فى غيبته لثقته به واعتماده عليه‪ ،‬وظل ْأي َدمر ِ‬
‫الحلِّى فى‬ ‫ُ‬
‫عز من حاله حتى تُوفى بدمشق سنة ‪667‬هـ‪1269 /‬م‪ ،‬وقد أناف عن الستين عاما‪ .‬لإلستزادة راجع‪ :‬المقريزى ( تقى الدين أحمد بن‬ ‫ٍ‬
‫المقفَّى الكبير‪ 8 ،‬أجزاء‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد َ‬
‫اليعالوى‪ ،‬الطبعة األولى (بيروت‪:‬‬ ‫على بن عبدالقادر المقريزى ) ت ‪ 845‬هـ ‪1442 /‬م ‪ِ :‬ك ُ‬
‫تاب ُ‬
‫دار الغرب اإلسالمى‪ )1991 ،‬ج‪ ،2‬ص ‪352‬‬

‫المقريزى ( تقى الدين أحمد بن على بن عبدالقادر المقريزى ) ت ‪ 845‬هـ ‪1442 /‬م ‪ :‬المواعظ واالعتبار فى ذكر الخطط واآلثار‪،‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪ 6‬مجلدات ‪ ،‬تحقيق‪ :‬أيمن فؤاد سيد ( لندن‪ :‬مؤسسة الفرقان ‪ ) 2003-1995،‬ج‪ ،4‬ص ‪101‬؛ المقريزى ( تقى الدين أحمد بن على‬
‫بن عبدالقادر المقريزى ) ت ‪ 845‬هـ ‪1442 /‬م ‪ :‬السلوك لمعرفة دول الملوك‪ 12 ،‬جزء‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد مصطفى زيادة وسعيد عبدالفتاح‬
‫عاشور ( القاهرة‪ :‬مطبعة دار الكتب والوثائق القومية ‪ )1997 ،‬ج‪ ،1‬ق‪ ،2‬ص ‪556‬؛ عبدالعزيز محمد الشناوى‪ :‬األزهر جامعا وجامعة‪،‬‬
‫جزءان (القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ )2013 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪105‬؛ محمد عبداهلل عنان‪ :‬تاريخ الجامع األزهر‪ ،‬ص ‪113‬؛ سيدة‬
‫اسماعيل الكاشف‪ :‬الجامع األزهر ودوره فى نشر الثقافة العربية اإلسالمية‪ ،‬ص ‪63‬‬
‫أيدمر ِ‬
‫الحِّلى السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى فى الحضور الفتتاح الجمعة بالجامع األزهر فامتنع من‬ ‫سأل األمير عز الدين َ ُ‬
‫‪23‬‬

‫الحضور مالم يحضر قاضى القضاة ابن بنت األعز‪ .‬لإلستزادة راجع‪ :‬المقريزى‪ :‬السلوك‪ ،‬طبعة دار الكتب‪ ،‬ج‪ ،1‬ق‪ ،2‬ص ‪557‬‬

‫‪59 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫والصاحب بهاء الدين على بن حنا‪ ،‬وولده الصاحب فخر الدين محمد‪ ،‬وجماعة من األمراء والكبراء وأصناف العالم على‬

‫اختالفهم‪ ،‬ولما فُ ِرغ من الجمعة َجلَ َس األمير عز الدين ْأي َد ُمر ال ِحلِّى واألتابك والصاحب‪ ،‬وقُ ِرئ القرآن‪ُ ،‬‬
‫ودعى للسلطان‪ ،‬وقام‬
‫فقدم لهم كل ما تشتهى األنفس وتَلذ األعين‪ ،‬فكان يوم جمعة‬ ‫الحلِّى ودخل إلى داره‪ ،‬ودخل معه األمراء‪َّ ،‬‬ ‫األمير ْأي َدمر ِ‬
‫ُ‬
‫‪24‬‬
‫مشهوداً استعاد فيه األزهر مركزه الدينى وهيبته القديمة‪.‬‬

‫والحق أن إعادة صالة الجمعة فى الجامع األزهر واعادة األوقاف إليه بفضل جهود األمير عز الدين ْأي َدمر ِ‬
‫الحلِّى‬ ‫ُ‬
‫وهكذا استرد األزهر مركزه القديم بل وتفوق على هذا المركز‪ ،‬فمنذ أن أُعيدت له‬ ‫‪25‬‬
‫كان بمثابة رد اعتبار لألزهر كجامع‪،‬‬
‫‪26‬‬
‫خطبة الجمعة أخذ يتزايد أمره حتى صار أرفع الجوامع بالقاهرة قد اًر‪.‬‬

‫وتمتع األزهر فيما بعد برعاية سالطين الدولة المملوكية‪ ،‬فضال عن رعاية األمراء الكبار ذوى النفوذ والجاه الذين‬
‫كانوا لهم السبق بهذه الرعاية‪ ،‬ولقد مثَّل األمير عز الدين ْأي َد ُمر ال ِحلِّى أسمى وأبهى صورة لرعاية األمراء وعنايتهم بعمارة‬
‫األزهر األمر الذى أدى إلى منافسة األمراء له فيما بعد‪.‬‬

‫‪ -2-1‬إضافة األمير بدر الدين َب ْيلَ َبك لألزهر مضاهيا األمير عز الدين ْأي َدمر ِ‬
‫الحلِّى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫ُو ِج َد األمير بدر الدين َبْيلََبك الخازندار يتبارى ويتنافس مع األمير عز الدين ْأي َد ُمر ال ِحلِّى ٌ‬
‫ويزود الجامع األزهر بمقصورة‬ ‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬

‫كما رتَّب فيها أيضا جماعة من الفقهاء لقراءة الفقه على مذهب‬ ‫ب فيها ُم ّح ِّدثا ُيس ِمعُ الحديث النبوى والرَّقائق‬
‫‪29‬‬
‫كبيرة رتَّ َ‬
‫هذا وقد‬ ‫‪30‬‬
‫الد ّارة‪ ،‬كذلك َرتَّب بالجامع األزهر سبعة لقراءة القرآن ومعهم شيخهم‪،‬‬
‫اإلمام الشافعى ووقف على ذلك األوقاف َّ‬

‫المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪102‬؛ المقريزى‪ :‬السلوك‪ ،‬طبعة دار الكتب‪ ،‬ج‪ ،1‬ق‪ ،2‬ص ‪557‬؛ محمد عبداهلل عنان‪ :‬تاريخ الجامع‬ ‫‪24‬‬

‫األزهر‪ ،‬ص ‪114-113‬‬


‫سيدة اسماعيل الكاشف‪ :‬الجامع األزهر ودوره فى نشر الثقافة العربية اإلسالمية‪ ،‬ص ‪63‬‬ ‫‪25‬‬

‫القلقشندى ( الشيخ أبى العباس أحمد القلقشندى ) ت ‪821‬هـ‪1418 /‬م‪ :‬صبح األعشى فى صناعة اإلنشا ‪ 14‬جزء (القاهرة‪ :‬دار‬ ‫‪26‬‬

‫الكتب والوثائق القومية ‪ )1922 ،‬ج‪ ،3‬ص ‪364‬‬

‫‪ 27‬هو األمير بدر الدين بيلبك األيدمرى‪ ،‬أحد األمراء الصالحية النجمية‪ .‬تنقل فى الخدمة من أيام الصالح نجم الدين أيوب حتى صار‬
‫وحسن الرأى مع الحرمة الوافرة‪ .‬لإلستزادة راجع‪ :‬المقريزى‪ِ :‬ك ُ‬
‫تاب‬ ‫من أعيان الدولة الظاهرية والمنصورية‪ ،‬واشتهر بالشجاعة والكرم ُ‬
‫المقفَّى الكبير‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪352‬‬
‫ُ‬
‫‪ 28‬الخازندار أصله ِخ َزْندار بكسر الخاء وفتح الزين‪ ،‬وهو لقب يعنى متولى اإلشراف على خزائن األموال السلطانية من نقد وقماش وغير‬
‫ذلك‪ ،‬وهو لفظ ُمركب من لفظتين‪ :‬أحدهما عربى وهو ِخزانة‪ :‬وهى ما ُيخزن فيه المال‪ ،‬والثانى فارسى وهو دار‪ ،‬ومعناه ُممسك‪ .‬لإلست ازدة‬
‫راجع‪ :‬القلقشندى‪ :‬صبح األعشى فى صناعة اإلنشا‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪463-462‬؛ حسن الباشا‪ :‬الفنون اإلسالمية والوظائف على اآلثار‬
‫العربية‪ 3 ،‬أجزاء (القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪ )1966-1965 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪453‬‬
‫ويقال الرقائق أيضا ومفردها رقيق – لفظ اصطالحى ُيطلق فى كتب الحديث الكبرى على باب خاص من‬ ‫الرقائق – والمفرد رقيقة‪ُ ،‬‬
‫‪29‬‬

‫وسميت أحاديث ذلك الباب بهذا االسم ألن فيها من الوعظ والرحمة والتنبيه ما يجعل القلب رقيقا حميما؛ فيقال‬
‫أبواب الحديث البنوى‪ُ ،‬‬
‫باب الرقائق‪ ،‬وباب الرقاق‪ ،‬والتسمية الثانية أكثر شيوعا‪ .‬لإلستزادة راجع‪ :‬المقريزى‪ :‬السلوك‪ ،‬طبعة دار الكتب‪ ،‬ج‪ ،1‬ق‪ ،2‬ص ‪،557‬‬
‫هامش (‪)1‬‬
‫المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪102-101‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪60 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫ضاهى األمير َبْيلََبك فى إضافة منبر للجامع على نسق المنبر الذى أضافه األمير ْأي َد ُمر ال ِحلِّى واستعاد َبْيلََبك لألزهر أيضا‬
‫‪31‬‬
‫– على إِثر ال ِحلِّى – الكثير من األوقاف المحبوسة عليه والتى كان بعض الناس قد اغتصبوها إبان حكم الدولة األيوبية‪.‬‬

‫‪ُ -3-1‬مجاورة األمير عالء الدين طيبرس لألزهر بدافع المنافسة‪:‬‬

‫وقد ساهم األمير عالء الدين طيبرس الخازندار ‪ -‬نقيب الجيوش – فى مضمار التنافسية هذه بأن جاور األزهر ُمتبعا ظاهرة‬
‫مجاورة المنشآت التعليمية للمساجد العتيقة‪ 32 ،‬فشيَّد مدرسة ُمالصقة للجامع األزهر من الناحية الغربية على يمين الداخل‬

‫من باب المزينين وجعلها مسجداً هلل تعالى يكون زيادة للجامع األزهر فى أوقات الصالة (شكل رقم‪ .)1 :‬كما رتَّب درساً‬
‫للشافعية واماما راتبا وأنشأ بجوارها ميضأة وفسقية‪ ،‬وزودها بحوض ماء سبيل تَ ِرُده الدواب‪ .‬وقد تأنق األمير طيبرس فى‬
‫ترخيم هذه المدرسة وتذهيب سقوفها حتى جاءت فى أبدع زى وأحسن قالب‪ ،‬وأبهج ترتيب؛ لما فيها من إتقان العمل وجودة‬
‫ولعل صناعة الرخام فى محراب هذه المدرسة من‬ ‫أحد على ُمحاكاة ما فيها من صناعة الرخام‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫الصناعة بحيث لم يقدر ُ‬
‫أدق وأندر ما ُو ِجد آنذاك‪ :‬فالجزء األسفل من المحراب ُمكون من طاقات مقرنصة محمولة على ُعمد رخامية صغيرة لها‬
‫تيجان رخامية أيضا‪ ،‬وتواشيحها من رخام مدقوق به فروع زخرفية بارزة‪ ،‬وباقى المحراب من رخام أبيض لُبِّست فيه ألوان‬
‫هذا وقد بلغت نفقة عمارة هذه المدرسة‬ ‫‪34‬‬
‫وحلِّيت تواشيحه وأعاله بفسيفساء ُم ّذهبة (لوحة رقم‪.)1:‬‬
‫الرخام بأشكال زخرفية ُ‬

‫عبدالعزيز محمد الشناوى‪ :‬األزهر جامعا وجامعة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪106-105‬؛ بيارد دودج‪ :‬األزهر فى ألف عام‪ ،‬ترجمة‪ :‬حسين فوزى‬ ‫‪31‬‬

‫النجار (القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ )2010 ،‬ص ‪71‬‬


‫كان صالح الدين األيوبى أول من تبنى فكرة مجاورة المنشآت التعليمية للمساجد العتيقة بمصر حيث أنشأ مدرستين سنة ‪566‬هـ‪/‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪1170‬م بجوار جامع عمرو بن العاص‪ ،‬خصص إحداهما وهى التى تُعرف بالناصرية للشافعية وخصص الثانية التى ُعرفت بالقمحية‬
‫للمالكية‪ .‬لالستزادة راجع‪ :‬المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪456-454‬؛ ابن تغرى بردى ( جمال الدين أبى المحاسن يوسف بن تغرى‬
‫بردى األتابكى ) ت ‪874‬هـ‪1470/‬م‪ :‬النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة ‪ 16 ،‬جزء ‪ ،‬تحقيق‪ :‬نخبة من العماء‪ ،‬نسخة ُمصورة من‬
‫طبعة دار الكتب ( القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر ‪ )1971 ،‬ج‪ ،5‬ص ‪385‬؛ أحمد فكرى‪ :‬مساجد القاهرة ومدارسها‪:‬‬
‫العصر األيوبى‪ ،‬الجزء الثانى‪ ،‬الطبعة الثانية (القاهرة‪ :‬دار المعارف‪ )2008 ،‬ص ‪53-52‬؛ محمد عبدالستار عثمان‪ :‬نظرية الوظيفية‬
‫بالعمائر الدينية المملوكية الباقية بمدينة القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى (اإلسكندرية‪ :‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪ )2005 ،‬ص ‪66‬؛‬
‫عبدالرحمن عزام‪ :‬صالح الدين واعادة إحياء المذهب السنى‪ ،‬ترجمة قاسم عبده قاسم‪ ،‬الطبعة الثانية (قطر‪ :‬مؤسسة قطر للنشر‪،‬‬
‫‪ )2013‬ص ‪117-116‬؛‬
‫‪Ahmed Magdy Abdelgawwad Salem: A Comparative Study between the Madrasa and the Khanqa in‬‬
‫‪Mamluk Egypt (648-923/1250-1517), a master thesis (Suez Canal University: Faculty of Tourism‬‬
‫‪and Hotels, 2016) p. 21‬‬

‫المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪538-536‬؛ على باشا مبارك (على بن مبارك بن سليمان) ت ‪1310‬هـ‪1893 /‬م‪ :‬الخطط التوفيقية‬ ‫‪33‬‬

‫الجديدة لمصر والقاهرة ومدنها وبالدها القديمة والشهيرة‪ 20 ،‬جزء (القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ )2008 ،‬ج‪ ،4‬ص ‪44‬؛‬
‫عبدالعزيز محمد الشناوى‪ :‬األزهر جامعا وجامعة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪121‬؛ بيارد دودج‪ :‬األزهر فى ألف عام‪ ،‬ص ‪73‬؛‬

‫)‪Nasser Rabbat, Al-Azhar Mosque: An Architectural Chronicle of Cairo’s History, (p. 57‬‬
‫حسن عبدالوهاب‪ :‬تاريخ المساجد األثرية‪ ،‬جزءان (القاهرة‪ :‬دار الكتب المصرية‪ )1945 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪57‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪61 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫ويحكى عن طيبرس أنه لما فرغ من بناء هذه المدرسة‬


‫ُ‬
‫‪35‬‬
‫ُجملة ُمستكثرة حتى تم االنتهاء منها فى سنة ‪709‬هـ‪1309 /‬م‪.‬‬
‫أحضروا إليه كشفاً ُيبين مقدار ما أنفقه فى بنائها من مال‪ ،‬فطلب طستاً به ماء وغسل أوراق الحساب كلها من غير أن يقف‬
‫‪36‬‬
‫على شئ منها وقال‪ ":‬شئ خرج منا هلل ال نحاسب عليه "‪.‬‬

‫‪ -4-1‬مجاورة األمير آقبغا لألزهر ُمضاهيا األمير طيبرس‪:‬‬

‫أن ُينشئ مدرسة له تكون ُمحاكية للمدرسة الطيبراسية فى‬ ‫‪37‬‬


‫وفى ُمقابل المدرسة الطيبراسية قرر األمير آقبغا عبدالواحد‬
‫كونها زيادة للجامع األزهر وقت الصالة‪ ،‬فشغلت الجهة البحرية الغربية لواجهة األزهر الرئيسية (الشمالية الغربية) على يسار‬
‫أيد ُمر ال ِحلِّى – نائب‬
‫دار األمير الكبير ِعز الدين ّ‬
‫الداخل من باب المزينيين (شكل رقم‪ .)1 :‬وكان موضع هذه المدرسة ُ‬
‫السلطنة فى عهد الظاهر بيبرس البندقدارى – وميضأة للجامع األزهر‪ ،‬ولكى تؤل أرض هذه المدرسة لألمير آقبغا – ُلينشئ‬
‫عليها مدرسته التى يصبو إليها – كان عليه أن يشتريها أو يستبدلها من ورثة ال ِحلِّى‪ ،‬ولكنه كان يتسم بالظلم‪ ،‬والطمع‪،‬‬
‫والتعاظم‪ ،‬والعسف‪ :‬فأقرض ورثة ال ِحلِّى ماالً وأمهلهم حتى تصرفوا فيه‪ ،‬ثم أعسفهم فى الطلب‪ ،‬وألجأهم إلى أن أعطوه الدار‬
‫فأخذها غصباً وهدمها‪ ،‬وبنى موضعها هذه المدرسة‪ ،‬فبناها بأنواع من الغصب والعسف‪ ،‬ولم يكتف باغتصاب‬ ‫التى لهم‬
‫المرخمين‪،‬‬
‫الصناع من البنائين‪ ،‬والنجارين‪ ،‬والحجارين‪ ،‬و ُ‬
‫األرض والسطوة عليها فحسب‪ ،‬بل حشر لبناء وانجاز هذا المدرسة ُ‬
‫وقرر مع الجميع أن يعمل كل منهم فى مدرسته هذه يوماً فى كل أسبوع بغير‬ ‫‪38‬‬
‫والفعلة الذين كانوا فى عمائر السلطان‬
‫لصناع الموجودين بالقاهرة ومصر‪ُّ ،‬‬
‫فيجدون فى العمل نهارهم كله بغير أجرة وعليهم‬ ‫أجره‪ ،‬فكان يجتمع فيها كل أسبوع سائر ا ُ‬
‫الناس أظلم منه وال أعتى وال أشد بأساً وال أقسى قلباً‪ ،‬وال أكثر عنتاً‪ ،‬فلقى العمال‬
‫مملوك من مماليكه والّه َش ّد العمارة لم َي َر ُ‬
‫‪39‬‬
‫منه مشقات ال توصف‪ ،‬وجاء ُمناسباً لمواله‪.‬‬

‫المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪538-536‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪ 36‬المقريزى‪ :‬السلوك‪ ،‬طبعة دار الكتب‪ ،‬ج‪ ،2‬ق‪ ،1‬ص ‪199‬؛ سعاد ماهر محمد‪ :‬مساجد مصر وأولياؤها الصالحون‪ 5 ،‬أجزاء (القاهرة‪:‬‬
‫المجلس األعلى للشئون اإلسالمية‪ )2012 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪201‬‬

‫هو األمير عالء الدين آقبغا بن عبداهلل بن عبدالواحد الناصرى‪ ،‬كان من مماليك الناصر محمد بن قالوون وأخو زوجته طغاى‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫وشد العمائر السلطانية‪ ،‬ولم يزل آقبغا ُمقرباً عند‬


‫تنّقلت به األحوال من الجمدارية إلى أن صار أستادار ومقدم المماليك السلطانية‪ّ ،‬‬
‫المقفَّى‬ ‫أستاذه الملك الناصر محمد بن قالوون إلى أن تُوفى فى شهر ذى الحجة ‪741‬هـ‪ /‬مايو ‪ .1341‬لإلستزادة راجع‪ :‬المقريزى‪ِ :‬ك ُ‬
‫تاب ُ‬
‫الكبير‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪ 261-259‬؛ ابن تغرى بردى ( جمال الدين أبى المحاسن يوسف بن تغرى بردى األتابكى ) ت ‪874‬هـ‪1470/‬م‪:‬‬
‫المنهل الصافى والمستوفى بعد الوافى‪ 12 ،‬جزء ‪ ،‬تحقيق‪ :‬نبيل محمد عبدالعزيز ومحمد محمد أمين ( القاهرة‪ :‬مركز تحقيق‪ :‬التراث‪،‬‬
‫‪ )2006 -1984‬ج‪ ،2‬ص ‪482-480‬‬
‫‪ُ 38‬يقصد بالسلطان الناصر محمد بن المنصور قالوون والذى كان عاشقا لحركة التشييد والعمارة‪ ،‬وظل فترات حكمه ُيشجع على تشييد‬
‫العمائر ورعايتها‪.‬‬
‫‪ 39‬شمس الدين الشجاعى ت ‪756‬هـ‪1355/‬م‪ :‬تاريخ الملك الناصر محمد بن قالوون الصالحى وأوالده‪ ،‬تحقيق‪ :‬بربارة ِشيفر (فيسبادن‬
‫بألمانيا‪ :‬فرانتس شتاينر‪ )1977 ،‬ص ‪28‬؛ المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪544-540‬؛ المقريزى‪ :‬السلوك‪ ،‬طبعة دار الكتب‪ ،‬ج‪ ،1‬ق‪،2‬‬
‫ص ‪455-456‬؛ عبدالعزيز محمد الشناوى‪ :‬األزهر جامعا وجامعة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪122‬؛ بيارد دودج‪ :‬األزهر فى ألف عام‪ ،‬ص ‪73‬‬

‫‪62 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫ولم يغرم األمير آقبغا من ماله الخاص على عمارة هذه المدرسة شيئا البتة‪ ،‬فحمل إلى هذه العمارة سائر ما يحتاج‬
‫إليه من األمتعة وأصناف اآلالت‪ ،‬وأنواع االحتياجات من الحجر والرخام وغيره من غير أن يدفع فى شئ منه ثمناً على‬
‫اإلطالق‪ ،‬وانما كان يأخذ ذلك إما بطريق الغصب من الناس أو على سبيل الخيانة من عمائر السلطان‪ ،‬فإنه كان من جملة‬
‫ما بيده َش ّد العمائر السلطانية‪ .‬وتناسب هذه األفعال أنه ما ُعرف عنه قط أنه نزل إلى هذه العمارة إال وضرب فيها ِع َّدة من‬
‫الصناع ضرباً ُمبرحاً‪ ،‬فيصير ذلك الضرب زيادة على َعمله بغير أجرة وظل آقبغا يقهر من يعمل فى هذه المدرسة حتى‬
‫انتهت عمارتها سنة ‪738‬هـ‪1340 /‬م‪ ،‬فجاءت ُمظلمة – على حد تعبير المقريزى – ليست عليها من بهجة المساجد وال أنس‬
‫‪40‬‬
‫بيوت العبادة شئ البتة؛ لما استُخدم فيها من غصوبة األرض وقهر الصناع والفعلة وتسخيرهم بغير أجرة‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن أقبغا لم يُنشئ هذه المدرسة ويختار ُمجاورة األزهر رغبة منه فى عمل الخير أو التبارى‬
‫عز وجل‪ ،‬بل أراد هذا األمير أن يلحق بركب حركة البناء النشطة التى سادت إبان عصره من حيث تبنى‬
‫بالتقرب إلى اهلل ّ‬
‫السالطين واألمراء الممالك حركة إنشاء المنشآت الدينية‪ ،‬فتنافسوا فيما بينهم على تشييد تلك العمائر وتباهوا بعمائرهم وما‬
‫أوقفوه عليها من أوقاف‪ 41 ،‬ومن لم يشارك فى حركة البناء النشطة هذه أعتُبر شاذاً‪ 42 .‬بالتالى شارك األمير أقبغا فى حركة‬
‫البناء السائدة آنذاك غير ُمكترث بتعاليم اإلسالم السمحة والناهية عن اغتصاب األرض‪ ،‬وتسخير العمال بغير أجرة‪ ،‬واستخدام‬
‫السطوة واستغالل النفوذ فى تعمير المنشآت الدينية وغيرها‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫وقصد األمير آقبغا فى مجاورة األزهر أن ُيشيِّد مدرسة تكون ُمناظرة‪ ،‬ومنافسة لمدرسة األمير عالء الدين طيبرس‬
‫خصوصاً أن هذان األميران اعتُ َبر من كبار أمراء الناصر محمد بن قالوون وتمتعا بامتيازات َقلَّما تَمتع بها غيرهم آنذاك‬
‫فقد الحظنا أن سبق األمير طيبرس بإنشائه مدرسته لتكون زيادة وتوسعة للجامع األزهر والتقرب هلل تعالى كأحد وجوه البر‬
‫فزادت شهرته وعلت فى اآلفاق سمعته‪ ،‬ويبدو أن األمير آقبغا حينما نافس طيبرس هذا لم يشغله سوى السمعة‪ ،‬والشهرة‬
‫وتخليد االسم‪ ،‬فكان عليه أن ُيميِّز مدرسته بمميزات لم تتوفر فى مدرسة ُمنا ِفسه طيبرس المقابلة‪ ،‬ومن َّ‬
‫ثم يتفوق عليه‬
‫ويزدهر‪ 44.‬فأوقفها آقبغا لتدريس المذهب الشافعى والمذهب الحنفى‪ ،‬وجعل فيها ِعدة من الصوفية وقرر لهم شيخا يجتمعون‬

‫المنشئ‪ ،‬كما قرر بها طائفة من القراء يقرءون القرآن بشباكها‪ ،‬وعين لها إماماً‬
‫به لحضور التصوف فى أوقات معينة ُيحددها ُ‬
‫راتباً‪ ،‬ومؤذنا‪ ،‬وفراشين‪ ،‬وق ومة‪ ،‬ومباشرين‪ ،‬وجعل النظر للقاضى الشافعى بديار مصر‪ ،‬وشرط فى كتاب وقفه أن ال يلى‬

‫المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪544-542‬‬ ‫‪40‬‬

‫سوسن سعد على الشامى‪ :‬دراسة أثرية معمارية لظاهرة الحاق المدارس بالجامع األزهر فى العصر المملوكى‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬ ‫‪41‬‬

‫منشورة (جامعة القاهرة‪ :‬كلية اآلثار‪ )1994 ،‬ص ‪173‬‬


‫ادث الدهور فى َمدى األيام‬
‫ابن تغرى بردى ( جمال الدين أبى المحاسن يوسف بن تغرى بردى األتابكى ) ت ‪874‬هـ‪1470/‬م‪ :‬حو ُ‬
‫‪42‬‬

‫والشهُور‪ ،‬جزءان‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد كمال الدين عزالدين‪ ،‬الطبعة األولى (بيروت‪ :‬عالم الكتب‪)1990 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪131-130‬؛ محمد‬
‫محمد أمين‪ :‬األوقاف والحياة االجتماعية فى مصر (‪923-648‬هـ‪1517-1250 /‬م)‪ :‬دراسة تاريخية وثائقية (القاهرة‪ :‬دار الكتب‬
‫والوثائق القومية‪ )2014 ،‬ص ‪95-94‬‬
‫شمس الدين الشجاعى‪ :‬تاريخ الملك الناصر محمد بن قالوون الصالحى وأوالده‪ ،‬ص ‪28‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪44‬‬
‫)‪Nasser Rabbat, Al-Azhar Mosque: An Architectural Chronicle of Cairo’s History, (p. 57‬‬

‫‪63 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫وهذا لم يتفق‬ ‫‪45‬‬


‫النظر أحد من ذريته‪ ،‬كما أوقف عليها حوانيت خارج باب زويلة بخط تحت الربع‪ ،‬وقرية بالوجه القبلى‪.‬‬
‫لمدرسة األمير طيبرس إذ ُوقفت مدرسته لتدريس الفقه الشافعى فقط وخلت من حضور التصوف وال المتصوفة‪ ،‬بالتالى حقق‬
‫آقبغا تفوقا ملحوظا فى ترتيب الوظائف بها‪ ،‬ليس هذا فحسب بل جعل مدرسته تفوق فى الوحدات المعمارية بأن زودها بقبة‬
‫ضريحية ضخمة شغلت الطرف الجنوبى من المدرسة‪ ،‬وقد تميزت بثراء زخارفها وزخارف محرابها البديعة‪ ،‬فكانت هذه القبة‬
‫أكثر اتساعا وأبهى ُحلة من قبة األمير طيبرس الذى لم يجنح إلى التعقيد واضافة العديد من الملحقات‪ ،‬والمبالغة فى ثراء‬
‫زخارفها‪ ،‬وحينما رغب طيبرس فى أن ُيدفن بمدرسته؛ تبركاً وقربا من الجامع األزهر لم يشأ أن ُيشيِّد قبة ضخمة تحتل مساحة‬
‫كبيرة من المدرسة كما فعل آقبغا‪ ،‬بل َع َم َد طيبرس إلى إضافة قبة دفن على مساحة صغيرة داخل المدرسة فى الركن الشمالى‬
‫‪46‬‬
‫منها بحيث تطل فقط بشباك صغير على الطريق المؤدى لباب األزهر الرئيسى‪.‬‬

‫على الرغم من رغبة آقبغا فى تخليد ذكراه من خالل دفنه فى قبته الضخمة المالصقة ألقدم مساجد القاهرة وأكثرها‬
‫شهرة إال أنه لم يتمكن من تحقيق تلك الرغبة‪ ،‬فقد اتهمه السلطان الصالح عماد الدين اسماعيل ابن الناصر محمد بن قالوون‬
‫باالنحياز هو وجماعة من األمراء إلى أخيه الناصر أحمد حينما أعلن عصيانه عليه بالكرك‪ ،‬فأمر السلطان الصالح إسماعيل‬
‫وسجن بقلعة دمشق‪ ،‬ثم ُنقل إلى اإلسكندرية وقُتِل بها فى أواخر سنة ‪744‬هـ‪1344 /‬م‪ ،‬وبقيت‬
‫بالقبض عليه مع بقية األمراء ُ‬
‫‪47‬‬
‫قبته الضخمة دون أن ُيدفن بها‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن حقق األمير آقبغا فى مدرسته تفوقاً ملحوظا على مدرسة األمير طيبرس‪ ،‬بأن زود األول مدرسته‬
‫بمئذنة حجرية افتقدتها المدرسة الطيبراسية‪ .‬ويذكر المقريزى أن مئذنة المدرسة األقبغاوية هى أول مئذنة ُعملت بديار مصر‬
‫من الحجر بعد مئذنة مجموعة المنصور قالوون الكائنة بشارع المعز لدين اهلل الفاطمى‪ ،‬وانما كانت المآذن قبل ذلك تُبنى‬
‫‪48‬‬
‫باآلجر‪.‬‬

‫وعن تخطيط المدرسة األقبغاوية والطيبراسية فإنهما قد صمما على نمط األروقة وليست اإليوانات‪ ،‬فلٌ ِ‬
‫وحظ أن‬ ‫ُ‬
‫تكونت المدرسة الطيبراسية من مساحة مستطيلة ُمقسمة ثالثة أروقة بواسطة بائكتين عقودها موازية لجدار القبلة دون وجود‬
‫صحن أو دورقاعة (لوحة رقم‪ )2:‬وجاء تخطيط المدرسة األقبغاوية ُمتبعا نظام األروقة حول صحن أوسط ُمغطى بسقف‬
‫يتوسطه شخشيخة على شكل قبة (لوحة رقم‪ .)3:‬وكان على األمير آقبغا أن يرتفع بالبناء حتى يتساوى فى االرتفاع مع‬

‫المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪544‬؛ عبدالعزيز محمد الشناوى‪ :‬األزهر جامعا وجامعة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪122‬؛ بيارد دودج‪ :‬األزهر فى‬ ‫‪45‬‬

‫ألف عام‪ ،‬ص ‪73‬‬


‫‪ 46‬سوسن سعد على الشامى‪ :‬دراسة أثرية معمارية لظاهرة الحاق المدارس بالجامع األزهر فى العصر المملوكى‪ ،‬ص ‪174 ،171‬‬
‫المقفَّى الكبير‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪260‬؛ ابن تغرى بردى‪ :‬المنهل الصافى‬ ‫المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪547-546‬؛ المقريزى‪ِ :‬ك ُ‬
‫تاب ُ‬
‫‪47‬‬

‫والمستوفى بعد الوافى‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪481‬؛ سوسن سعد على الشامى‪ :‬دراسة أثرية معمارية لظاهرة الحاق المدارس بالجامع األزهر فى‬
‫العصر المملوكى‪ ،‬ص ‪174‬‬
‫‪ 48‬المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪542‬؛ ونعتقد أن هذه المعلومة غير دقيقة‪ ،‬فهناك مآذن ُبنيت بالحجر قبل مئذنة األمير آقبغا مثل‬
‫مئذنة جامع أحمد بن طولون‪ ،‬ومئذنتى جامع الحاكم بأمر اهلل الفاطمى‪.‬‬

‫‪64 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫‪49‬‬
‫جدران المدرسة الطيبراسية المواجهة‪ ،‬فأخذ قطعة من سور الجامع األزهر حتى ساوى بها المدرسة الطيبراسية المقابلة‪،‬‬
‫األمر الذى أدى إلى إحداث نوع من التناسق المعمارى للمنشأتين‪ ،‬فاحتلت المدرسة الطيبراسية الجانب الغربى أمام مدخل‬
‫األزهر القديم على جانبه األيمن‪ ،‬بينما شغلت المدرسة األقبغاوية الجانب الشمالى على يسار الداخل فأحدث هذا التقابل نوعا‬
‫‪50‬‬
‫من التوازن المعمارى المالئم لطبيعة العمارة آنذاك‪.‬‬

‫‪ُ -5-1‬مجاورة األمير بشير الجمدار للجامع األزهر فى إطار التنافسية‪:‬‬

‫وقد توالت اإلضافات على الجامع األزهر بعد ذلك من ِقبل األمراء المتنافسين بغرض التقرب إلى اهلل وتخليد الذكرى‪ ،‬فكان‬
‫من بين األمراء المتنافسين على اإلضافة هذه المرة األمير الطواشى بشير الجمدار الناصرى‪ 51 ،‬حيث سكن دار األمير فخر‬
‫وعمرها داره التى ُعرفت بدار بشير‬
‫بجوار األزهر بعدما هدمها َّ‬ ‫‪52‬‬
‫الدين أبان الذاهدى الصالحى النجمى بِ ُخط األبَّارين‬
‫الجمدار‪ ،‬وقد أوحى إليه قُربه من األزهر أن يتبارى مع األمراء السابقين ويترك فى الجامع األزهر أث اًر صالحاً ُيخلد ذكراه‬
‫خصوصا أنه كان يتولى اإلشراف على هذا الجامع‪ ،‬فاستأذن السلطان الناصر حسن بن الناصر محمد بن المنصور قالوون‬
‫فى أن ُيضيف إلى عمارة الجامع األزهر‪ ،‬فأ ِذن له السلطان فى ذلك‪ ،‬فقام الطواشى سنة ‪761‬هـ‪1359 /‬م بإزالة المقاصير‬
‫العديدة التى استُجدت بالجامع‪ ،‬وأخرج الخزائن والصناديق التى ُوضعت به حتى ضاق المكان بها وزحمت رحاب الجامع‪،‬‬
‫فنزع كل ذلك‪ ،‬وتتبع ُجدران الجامع وسقوفه باإلصالح حتى عاد إليها رونقها وبدت وكأنها جديده‪ ،‬كما طلى الجامع بالدهان‪،‬‬
‫ُ‬
‫وبلَّ َ‬
‫ط أرضيته‪ ،‬ومنع الناس من المرور فيه‪ ،‬ورتَّب فيه مصحفا وجعل له قارئاً‪ ،‬كما أنشأ على الباب القبلى للجامع حانوتاً‬ ‫َ‬
‫لسبل الماء العذب فى كل يوم‪ ،‬وجعل فوق الحانوت مكتبا إلقراء أيتام المسلمين كتاب اهلل العزيز‪ ،‬ورتَّب أيضا للطلبة الفقراء‬
‫باألزهر طعاماً ُيطبخ فى كل يوم‪ ،‬وأنزل إليه قدو اًر من نحاس جعلها فيه ليس هذا فحسب‪ ،‬بل رتَّب بالجامع درساً للفقهاء من‬
‫الحنفية لدراسة فقه المذهب الحنفى‪ ،‬وحدد لهم المحراب الكبير بالجامع كموضع جلوسهم أثناء إلقاء الدرس‪ ،‬ووقف على ذلك‬
‫‪53‬‬
‫أوقافا جليلة فترك بالفعل أث اًر صالحاً خلَّده من جملة األمراء الذين أسهموا بوجوه البر لهذا الجامع فى إطار التنافسية‪.‬‬

‫المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪542‬‬ ‫‪49‬‬

‫سوسن سعد على الشامى‪ :‬دراسة أثرية معمارية لظاهرة الحاق المدارس بالجامع األزهر فى العصر المملوكى‪ ،‬ص ‪175‬‬ ‫‪50‬‬

‫الطواشى بشير الجمدار هو الذى تولى إتمام بناء مدارس السلطان حسن وتكملته بعد اغتيال السلطان‪ .‬لإلستزادة راجع‪ :‬المقريزى‪:‬‬ ‫‪51‬‬

‫المحاضرة فى‬
‫الخطط‪ ،‬مجلد ‪ ،4‬ج‪ ،1‬ص ‪274‬؛ السيوطى ( الحافظ جالل الدين عبدالرحمن السيوطى) ت ‪911‬هـ‪1505 /‬م‪ُ :‬حسن ُ‬
‫تاريخ مصر والقاهرة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أبوالفضل إبراهيم‪ ،‬جزءان‪ ،‬الطبعة األولى (القاهرة‪ :‬دار إحياء الكتب العربية‪ )1968 ،‬ج‪ ،2‬ص‬
‫‪270‬‬
‫‪ 52‬كان يقع ُخط األبَّارين ما بين الجامع األزهر والمشهد الحسينى‪ ،‬وكان طريق سير للخلفاء الفاطميين من القصر إلى الجامع األزهر‪.‬‬
‫لإلستزادة راجع‪ :‬على باشا مبارك‪ :‬الخطط التوفيقية الجديدة لمصر والقاهرة ومدنها وبالدها القديمة والشهيرة‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪25‬‬
‫المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪104-103‬؛ على باشا مبارك‪ :‬الخطط التوفيقية الجديدة لمصر والقاهرة ومدنها وبالدها القديمة‬ ‫‪53‬‬

‫والشهيرة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪32-31‬؛ سوسن سعد على الشامى‪ :‬دراسة أثرية معمارية لظاهرة الحاق المدارس بالجامع األزهر فى العصر‬
‫المملوكى‪ ،‬ص ‪176‬؛ عبدالعزيز محمد الشناوى‪ :‬األزهر جامعا وجامعة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪118-117‬؛ بيارد دودج‪ :‬األزهر فى ألف عام‪،‬‬
‫ص ‪75‬؛ ؛ سعاد ماهر محمد‪ :‬مساجد مصر وأولياؤها الصالحون‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪204-203‬‬

‫‪65 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫‪ُ -6-1‬مجاورة األمير جوهر القنقبائى لألزهر بدافع التنافسية‪:‬‬

‫اختتم األمير جوهر القنقبائى ‪ – 54‬خازندار ‪ 55‬الملك األشرف برسباى – اإلضافات األميرية للجامع األزهر‪ ،‬ورأى أن ُيضيف‬
‫فشيَّد مدرسة سنة ‪844‬هـ‪1440 /‬م بالطرف البحرى‬ ‫‪56‬‬
‫مدرسة خاصة به للجامع األزهر ُمضاهيا األمير آقبغا وطيبرس‪.‬‬
‫وعلى الرغم من صغر حجم هذه المدرسة إال‬ ‫‪58‬‬
‫الجامع األزهر تجاه زاوية العميان‪،‬‬ ‫‪57‬‬
‫لجدار الجامع الشرقى عند باب سر‬
‫أنها اشتملت على كل تفاصيل المدراس (شكل رقم‪ )1 :‬فهى تحتوى على أربعة إيوانات يتوسطها صحن أرضيته من الرخام‬
‫الملون وكذا أرضية اإليوانات (لوحة رقم‪ .)4:‬كما تمتاز المدرسة الجوهرية بتماثل أجزائها تماثال تاماً‪ ،‬أما أبواب هذه المدرسة‬
‫ودواليبها الحائطية فقد عنى بنجارتها عناية فائقة‪ :‬فقد ُحفرت فى أخشابها زخارف نباتية وهندسية‪ ،‬باإلضافة إلى أشرطة‬
‫كتابية طُعمت بالعاج والصدف واألبنوس‪ ،‬فجاءت تحفة فنية رائعة‪ .‬وبالطرف الغربى للمدرسة توجد القبة الضريحية وهى‬
‫عبارة عن غرفة مربعة صغيرة فُرشت أرضيتها بالرخام الملون‪ ،‬ويعلو هذه الغرفة قُبة ُنقش عليها من الخارج زخارف نباتية‬
‫وفى وسط القبة الضريحية هذه توجد تركيبة‬ ‫‪59‬‬
‫جميلة‪ ،‬وتعتبر هذه القبة أصغر قبة فى مصر بعد قبة المدرسة القاصدية‪،‬‬
‫‪60‬‬
‫رخامية تعلو قبر منشئ المدرسة جوهر القنقبائى (لوحة رقم‪.)5:‬‬

‫جوهر القنقبائى نسبة لقنقباى الشركسى الطواشى الحبشى الخازندار الزمام بالباب السلطانى‪ .‬والزمام بالباب السلطانى هو الشخص‬ ‫‪54‬‬

‫الموكل بالمحافظة على الحريم السلطانى ويتحدث من الخارج على باب ستارة السلطان وظل فى ٍ‬
‫عز حتى وافته المنية فى ُمستهل شهر‬
‫شعبان سنة ‪844‬هـ‪ /‬ديسمبر سنة ‪1440‬م‪ .‬لإلستزادة راجع‪ :‬القلقشندى‪ :‬صبح األعشى فى صناعة اإلنشا‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪460-459‬؛ ابن‬
‫تغرى بردى‪ :‬النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة ‪،‬ج‪ ،15‬طبعة دار الكتب‪ ،‬ص ‪345‬‬
‫تم تحقيقه فى نفس الفصل‪ ،‬هامش ‪16‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪56‬‬
‫)‪Nasser Rabbat, Al-Azhar Mosque: An Architectural Chronicle of Cairo’s History, (p. 57‬‬
‫ٍ‬
‫بشكل عام والمنشآت المملوكية بصفة خاصة‬ ‫‪ُ 57‬يعتبر باب السر أحد عناصر الوقاية التى سادت فى المنشآت المعمارية اإلسالمية‬
‫سواء الدينية منها أو المدنية‪ ،‬وكان هذا الباب عنص اًر يتقى به السلطان أو األمير ما قد يتعرض له من محاصرة أثناء تواجده فى المبنى‬
‫فيهرب دون علم محاربيه‪ ،‬وامعاناً فى التمويه ُجعلت أبواب السر صغيرة الحجم ُمنزوية فى أحد أركان المبنى ال تلقى من العناية بزخرفها‬
‫وجمالها ما تلقاه المداخل األخرى‪ .‬لالستزادة راجع‪ :‬محمد عبدالستار عثمان‪ :‬نظرية الوظيفية بالعمائر الدينية المملوكية الباقية بمدينة‬
‫القاهرة‪ ،‬ص ‪413‬‬
‫تجاور زاوية العميان المدرسة الجوهرية‪ ،‬ويفصل بينهما ممر من الحجر يمشى عليه المتوضئون من ميضأتها‪ ،‬وهى من إنشاء عثمان‬ ‫‪58‬‬

‫كتخدا والد عبدالرحمن كتخدا‪ .‬لإلستزادة راجع‪ :‬على باشا مبارك‪ :‬الخطط التوفيقية الجديدة لمصر والقاهرة ومدنها وبالدها القديمة‬
‫والشهيرة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪258‬‬
‫تقع المدرسة القاصدية بين باب النصر ورحبة جامع الحاكم بأمر اهلل‪ ،‬وأطلق عليها فيما بعد زاوية القاصد وبداخلها ضريح الشيخ‬ ‫‪59‬‬

‫أحمد القاصد الذى ُعرفت به التسمية‪ .‬لإلستزادة راجع‪ :‬المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪253‬؛ على باشا مبارك‪ :‬الخطط التوفيقية الجديدة‬
‫لمصر والقاهرة ومدنها وبالدها القديمة والشهيرة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪202‬‬
‫عبدالعزيز محمد الشناوى‪ :‬األزهر جامعا وجامعة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪122‬؛ بيارد دودج‪ :‬األزهر فى ألف عام‪ ،‬ص ‪78‬؛ سعاد ماهر محمد‪:‬‬ ‫‪60‬‬

‫مساجد مصر وأولياؤها الصالحون‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪207-206‬‬

‫‪66 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫‪ -2‬التنافسية بين سالطين الدولة المملوكية على اإلضافة للجامع األزهر‪:‬‬

‫َعلِمنا أن أمراء الدولة المملوكية الكبار كان لهم السبق فى العناية بالجامع األزهر ورعايته فتباروا وتنافسوا فيما بينهم على‬
‫اإلضافة لهذا الجامع ومجاورته‪ ،‬وانعكس ذلك باالزدهار على عمارة الجامع األزهر‪ .‬ولم يقف سالطين مصر المملوكية‬
‫البَّن َائة الحسنة‪ ،‬فأضافوا إلى األزهر‬
‫مكتوفى األيدى أمام ُعلو همة األمراء فى رعايتهم لهذا الجامع‪ ،‬بل نالتهم يد الغيرة َ‬
‫وتنافسوا فيما بينهم ُمحاكين هؤالء األمراء‪ ،‬فَخلَّفوا سجال حافال من الوحدات المعمارية مازال يحكى عظمتهم ويعكس لنا ُعلو‬
‫همتهم‪ .‬ويظهر هذا جلياً إبان دولة المماليك الجركسية‪ ،‬فكان أول سلطان مملوكى ُيوِلى اهتمامه برعاية عمارة الجامع األزهر‬
‫‪61‬‬
‫بدافع المنافسة وتخليد الذكرى كان السلطان الظاهر برقوق بن آنص‪.‬‬

‫‪ -1-2‬منافسة السلطان الظاهر برقوق على اإلضافة للجامع األزهر‪:‬‬

‫والمآذن‬ ‫‪62‬‬
‫ويظهر بها ُعلو همته بين نظرائه‪،‬‬
‫السلطوية‪ُ ،‬‬
‫المنشئ عن مكانته االجتماعية و ُ‬
‫اعتُبرت المآذن رم اًز ُيعبِّر به ُ‬
‫الرأسية فى العمارة اإلسالمية التى تُحقق الغرض التنافسى فى األساس‬ ‫‪63‬‬
‫بارتفاعها الشاهق تُعد أحد أهم عناصر الظهور‬

‫‪ 61‬لم ُيشارك سالطين مصر المملوكية البحرية فى هذه التنافسية‪ ،‬ولم يضيفوا بأنفسهم للجامع األزهر‪ ،‬بل كانت إضافاتهم لألزهر ُمجرد‬
‫فقيل أن الظاهر بيبرس أضاف منبر للجامع األزهر من الخشب إلى جانب المحراب‪ ،‬لم‬ ‫استجابة لظروف معينة خارج نطاق التنافسية‪ِ .‬‬
‫يتبق من هذا المنبر سوى لوحة تذكارية محفوظة بمتحف الجزائر‪ ،‬ورُبما كان هذا المنبر من إضافات األمير أيدمر ِ‬
‫الحلِّى أو بيلبك‬ ‫َ‬
‫الخازندار‪ ،‬وكان من الطبيعى أن ُيذكر اسم السلطان عليها كنوع من الوالء والخضوع‪ .‬ولو كان الظاهر بيبرس هو الذى أضاف المنبر‬
‫لوجب عليه حضور االفتتاح بيوم الجمعة الذى دعاه لحضوره أيدمر ِ‬
‫الحلِّى ولم ُيلبى الدعوة‪ ،‬ولو صحت رواية اضافة بيبرس لهذا المنبر‬
‫بنفسه لم ُيشار أن هذه اإلضافة كانت بدافع المنافسة‪ ،‬ورُبما كانت لها ظروف أخرى لم ُيكشف عنها النقاب لليوم‪ .‬أما عن إضافة قالوون‬
‫فكان هذا بسبب شكوة قاضى القضاة وناظر األحباس تقى الدين أبوالقاسم عبدالرحمن بن عبدالوهاب بن بنت األعز للسلطان قالوون‬
‫فحوى هذه الشكوة ُسوء حال جامع عمرو بن العاص بمصر‪ ،‬وسوء حال الجامع األزهر بالقاهرة‪ ،‬فاألحباس ساء حالها‪ ،‬وتلبية لشكوى‬ ‫ْ‬
‫قاضى القضاة‪ :‬أمر قالوون األمير حسام الدين طرنطاى بعمارة الجامع األزهر‪ ،‬كما عهد إلى األمير عزالدين األفرم بعمارة جامع عمرو‬
‫بن العاص‪ .‬لإلستزادة راجع‪ :‬ابن دقماق‪ :‬االنتصار لواسطة عقد األمصار‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪70‬؛ المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪25‬؛ بيارد‬
‫دودج‪ :‬األزهر فى ألف عام‪ ،‬ص ‪71‬؛ سعاد ماهر محمد‪ :‬مساجد مصر وأولياؤها الصالحون‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪200‬‬
‫‪62‬‬
‫;‪Oleg Grabar: The Formation of Islamic Art, 3rd edn (London: Yale University Press, 1978) p. 120‬‬
‫‪R. Stephen Humphreys, The Expressive Intent of the Mamluk Architecture of Cairo: A Preliminary‬‬
‫)‪Essay, Studia Islamica, Vol. 35 (1972), PP. 69-119 (p. 112‬‬

‫‪ 63‬الظهور (‪ )Exposure‬هو مفهوم يعنى االتجاه بالعمارة نحو الخارج‪ ،‬ولعل منارات المساجد هى إحدى العناصر األبرز التى تُجسد‬
‫مفهوم الظهور فى عمارة المدينة اإلسالمية‪ ،‬ويأتى هذا العنصر الرأسى لكسر التمدد األفقى للمدينة اإلسالمية ويكسبها ُبعداً رأسيا‪ ،‬وبغير‬
‫هذه العناصر الرأسية تُصبح المدينة اإلسالمية امتداداً أفقياً خاليا من أى إشارة لوجود الحياة بها‪ ،‬وبطبيعة الحال فإن للمآذن – باعتبارها‬
‫المدن‪ .‬لالستزادة راجع‪ :‬هانى محمد الجواهرة‬
‫أحد العناصر الرأسية – تأثيرات بصرية ورمزية فى النسيج الذهنى والثقافى لساكنى تلك ُ‬
‫القحطانى‪ :‬تحليل بنيوى للعمارة اإلسالمية‪ :‬االحتواء‪ ،‬الظهور‪ ،‬التحول‪ ،‬الطبقات‪ ،‬التكرار‪ ،‬ودورها فى تكوين العمارة اإلسالمية‪ ،‬المجلة‬
‫العربية للعلوم اإلنسانية‪ُ ،‬مجلد ‪ ،25‬العدد ‪ )2007( 98‬ص ص‪( 51-11 .‬ص‪)23-19‬؛ محمد عبدالستار عثمان‪ :‬سامرائيات‪:‬‬

‫‪67 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫ولهذا لُو ِحظ اهتمام السالطين بهذه الوحدة المعمارية خصوصا فى الجامع األزهر‪ .‬فأضحى كل سلطان مملوكى يتبارى مع‬
‫نظيره على هذه الوحدة المعمارية‪ ،‬وأصبح هناك عملية تحسين مستمرة أثَّرت باالزدهار على شكل المئذنة وأبعادها‪ ،‬وعناصرها‬
‫المعمارية وكذلك الزخرفية‪ .‬وكان السلطان الظاهر برقوق أول من اهتم من السالطين بهذه الوحدة المعمارية الطريفة‪ ،‬فكان‬
‫للجامع األزهر مئذنة قصيرة وبسيطة بالجهة البحرية‪ ،‬فشرع السلطان برقوق سنة ‪800‬هـ‪1397 /‬م بهدم هذه المئذنة المتواضعة‬
‫فيعد‬
‫ُ‬
‫‪64‬‬
‫وأمر أن تُبنى مئذنة أخرى مكانها بحيث تكون أعلى منها ارتفاعاً وبالفعل ُع ِّمرت أطول مما كانت عليه فى السابق‪.‬‬
‫وربما أدرك السلطان برقوق هذا جيداً‪ ،‬بالتالى دفع من ماله‬
‫االرتفاع هنا أحد مؤشرات الظهور الذى ُيحقق الغرض التنافسى ُ‬
‫الخاص نفقات بناء هذه المئذ نة التى بلغت خمسة عشر ألف درهم نقرة‪ ،‬وتم بناؤها فى شهر ربيع اآلخر من ذات السنة‬
‫وعلِّقت القناديل فى أعالها وأُوقدت‪ ،‬واجتمع القُّراء والوعاّظ فى الجامع وتلوا ختمة‬
‫واحتفل بإقامتها فى ليلة جمعة هذا الشهر‪ُ ،‬‬
‫‪65‬‬
‫شريفة ودعوا للسلطان‪.‬‬

‫‪ -2-2‬األزهر فى عهد السلطان المؤيد شيخ واإلضافة له بدافع المنافسة‪:‬‬

‫حرص المؤيد شيخ على االهتمام بالجامع األزهر؛ لما له من أهمية دعائية ودور سياسى رفيع فسار على نهج أستاذه الملك‬
‫الظاهر برقوق فى رعايته لألزهر وخصوصاً المآذن‪ .‬فبعد زهاء سبع عشرة سنة من إضافة برقوق مئذنة للجامع األزهر‪ ،‬ظهر‬
‫بها خلل ومالت فى شهر شوال من سنة ‪817‬هـ‪ /‬يناير سنة ‪1415‬م‪ ،‬وخشى المؤيد شيخ من سقوطها‪ ،‬فأمر بهدمها وتجديدها‪.‬‬
‫وهنا لم يستجدها السلطان المؤيد شيخ كما كانت على حالها فى عهد السلطان برقوق‪ ،‬بل َع َم َد المؤيد أن ُيضفى عليها‬
‫ثم يجعلها أفخم مما كانت عليه فى السابق بحيث يزهو على أستاذه برقوق ويفوقه‪ ،‬فاستجدها كلها‬
‫بصمته المعمارية ومن ّ‬
‫بالحجر المنحوت وجدد تحتها بوابة جديدة أعاد بناءها بالحجر ونقش اسمه عليها كنوع من التخليد‪ 66 .‬ولم تستغرق ُمدة بناء‬
‫مئذنة المؤيد والبوابة سوى تسعة أشهر فقط حيث اكتمل البناء وأنجز فى جمادى اآلخرة من سنة ‪818‬هـ‪ /‬أغسطس سنة‬

‫فصول فى التخطيط العمرانى والمنشآت المعمارية فى مدينة سامراء (‪221-267‬هـ‪880-836 /‬م) تفسير جديد‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫(اإلسكندرية‪ :‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪ )2022 ،‬ص ‪291-279‬‬
‫‪ 64‬المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪104‬‬
‫المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪104‬؛ على باشا مبارك‪ :‬الخطط التوفيقية الجديدة لمصر والقاهرة ومدنها وبالدها القديمة والشهيرة‪،‬‬ ‫‪65‬‬

‫ج‪ ،4‬ص ‪32‬؛ عبدالعزيز محمد الشناوى‪ :‬األزهر جامعا وجامعة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪119‬؛ بيارد دودج‪ :‬األزهر فى ألف عام‪ ،‬ص ‪77‬‬
‫‪ 66‬المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪104‬؛ ابن حجر العسقالنى (العالمة الحافظ أحمد بن على بن محمد المشهور بابن حجر العسقالنى)‬
‫ِ‬
‫مر‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسن حبشى‪ 4 ،‬أجزاء (القاهرة‪ :‬المجلس األعلى للشئون اإلسالمية‪)2011 ،‬‬‫الع ْ‬
‫مر بأَبناء ُ‬
‫الغ ْ‬ ‫ت ‪852‬هـ‪1448 /‬م‪ :‬إِ ُ‬
‫نباء ُ‬
‫ج‪ ،3‬ص ‪40‬؛ الصيرفى (الخطيب الجوهرى على بن داود) ت ‪900‬هـ‪1495 /‬م‪ :‬نزهة النفوس واألبدان فى تواريخ الزمان‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫حسن حبشى‪ 3 ،‬أجزاء (القاهرة‪ :‬مطبعة دار الكتب‪ )1970 ،‬ج‪ ،2‬ص ‪492‬على باشا مبارك‪ :‬الخطط التوفيقية الجديدة لمصر والقاهرة‬
‫ومدنها وبالدها القديمة والشهيرة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪32‬؛ عبدالعزيز محمد الشناوى‪ :‬األزهر جامعا وجامعة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪119‬؛ بيارد دودج‪:‬‬
‫األزهر فى ألف عام‪ ،‬ص ‪77‬؛‬

‫)‪Nasser Rabbat, Al-Azhar Mosque: An Architectural Chronicle of Cairo’s History, (p. 58‬‬

‫‪68 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫ويسر والتى ُجلبت من مدرسة الملك‬


‫وقد ساعد على انجاز العمل توافر األحجار المنحوتة الالزمة له بسهولة ُ‬
‫‪67‬‬
‫‪1415‬م‪.‬‬
‫وقد تهدمت هذه المدرسة على يد السلطان الناصر فرج بن برقوق‪.‬‬ ‫‪68‬‬
‫األشرف شعبان بن حسين بالصوة‬

‫‪ -3-2‬األزهر فى عهد السلطان برسباى والتبارى على اإلضافة له‪:‬‬

‫أسهم السلطان برسباى فى المنافسة على اإلضافة للجامع األزهر وباألخص المئذنة التى استجدها السلطان المؤيد شيخ سالفة‬
‫ِ‬
‫الذكر والتى ظهر فيها تصدع وميول حيث أوشكت على السقوط‪ ،‬فهدمها السلطان برسباى فى شهر صفر سنة ‪827‬هـ‪/‬‬
‫ومن‬ ‫‪69‬‬
‫يناير سنة ‪ 1424‬م‪ ،‬وأعاد بناءها على أصح ما يكون‪ ،‬فجاءت غاية فى الحسن أكثر مما كانت عليه فى السابق‪.‬‬
‫المالحظ أن هذه المئذنة قد استُجدت على ِيد ثالثة سالطين ُمتعاقيبن تحقيقا لمؤشر الظهور الذى ُيحقق الغرض التنافسى‬
‫ُ‬
‫فى األساس‪ ،‬إذ حاول كل سلطان منهم أن يتسامى على اآلخر ويتفاخر برعايته واضافته لهذه المئذنة‪ ،‬ولسوء الحظ لم تبق‬
‫هذه المئذنة بل ُهدمت فى ظروف غير معلومة وبالتالى لم نستطع أن ُنحصى مظاهر التنافسية التى حظيت بها‪.‬‬

‫وجه أنظاره لتزويد الجامع بإحدى مصادر المياه كنوع من‬


‫كما أن برسباى لم يكتف بتجديد هذه المئذنة فحسب‪ ،‬بل ّ‬
‫وجوه البر‪ ،‬فابتدأ فى شوال سنة ‪827‬هـ‪ /‬سبتمبر سنة ‪1424‬م بحفر صهريج للمياه بوسط الجامع األزهر‪ ،‬وأثناء الحفر ُو ِجد‬

‫ِ‬
‫مر‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪40‬‬ ‫الع ْ‬
‫مر بأَبناء ُ‬
‫الغ ْ‬ ‫المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪105‬؛ ابن حجر العسقالنى‪ :‬إِ ُ‬
‫نباء ُ‬
‫‪67‬‬

‫‪ُ 68‬ذكر فى نسخة المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واآلثار للمقريزى‪ ،‬والتى طُبعت بمكتبة الثقافة الدينية‪ ":‬أن الحجر الذى استُخدم فى‬
‫بناء منارة المؤيد شيخ والبوابة جئ به من مدرسة األشرف خليل التى كانت تجاه قلعة الجبل‪ ،‬وهدمها الملك الناصر فرج بن برقوق‪ ،‬وقام‬
‫ومحتسبها – إلى أن تمت فى جمادى اآلخرة سنة ثمان عشرة وثمانمائة "‪ .‬وقد‬
‫بعمارة ذلك األمير تاج الدين الشوبكى – والى القاهرة ُ‬
‫نقل هذه الرواية عديد من الباحثين ‪ -‬أمثال الدكتور عبدالعزيز الشناوى‪ ،‬والدكتورة دوريس أبو سيف – دون تدقيق وتمحيص بأن األشرف‬
‫خليل لم ُيشيِّد مدرسة تجاه القلعة‪ ،‬بل شيَّد مدرسته مجاورة لقبة شجر الدر بالقرب من المشهد النفيسى‪ ،‬وأن الذى شيد مدرسته مواجهة‬
‫للقلعة هو الملك األشرف شعبان بن حسين بن الملك الناصر محمد بن المنصور قالوون‪ ،‬حيث شيدها فى مواجهة القلعة لمنافسة عمه‬
‫السلطان حسن‪ .‬ونسخة الخطط التى طبعتها مكتبة الثقافة الدينية والتى اعتمد عليها الباحثين سالفى الذكر كانت مشوبة باألخطاء؛‬
‫ٍ‬
‫بشكل جلى هذا اللغط وأشار فى تحقيقة أن المدرسة التى‬ ‫بالتالى أعيد تحقيق الخطط للمقريزى على يد الدكتور أيمن فؤاد سيد‪ ،‬وأوضح‬
‫استُمدت منها أحجار هذه المئذنة والبوابة هى مدرسة األشرف شعبان بن حسين بن قالوون وليست مدرسة األشرف خليل‪ .‬لإلستزادة‬
‫راجع‪ :‬المقريزى ( تقى الدين أحمد بن على بن عبدالقادر المقريزى ) ت ‪ 845‬هـ‪1442 /‬م‪ :‬المواعظ واالعتبار فى ذكر الخطط واآلثار‪:‬‬
‫المعروف بالخطط المقريزية ‪ ،‬جزأين‪ ،‬الطبعة الثانية ( القاهرة‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ) 1987 ،‬ج‪ ،2‬ص ‪276‬؛ المقريزى‪ :‬الخطط‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬أيمن فؤاد سيد‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪105-104‬؛ ابن إياس ( محمد بن أحمد بن إياس الحنفى ) ت ‪930‬هـ‪1524 /‬م‪ :‬بدائع الزهور فى‬
‫وقائع الدهور ‪ 5 ،‬أجزاء‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد مصطفى‪ ،‬الطبعة األولى ( القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ )1984 ،‬ج‪ ،1‬ق‪ ،1‬ص‬
‫‪376‬؛ عبدالعزيز محمد الشناوى‪ :‬األزهر جامعا وجامعة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪119‬؛‬

‫‪Doris Behrens Abouseif: Cairo of the Mamluks: A History of the Architecture and its Culture (Cairo:‬‬
‫‪American University in Cairo press, 2007) p. 143‬‬

‫ِ‬
‫مر‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪325‬؛ عبدالعزيز محمد الشناوى‪:‬‬
‫الع ْ‬
‫مر بأَبناء ُ‬
‫الغ ْ‬ ‫المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪105‬؛ ابن حجر العسقالنى‪ :‬إِ ُ‬
‫نباء ُ‬
‫‪69‬‬

‫األزهر جامعا وجامعة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪120‬؛‬


‫)‪Nasser Rabbat, Al-Azhar Mosque: An Architectural Chronicle of Cairo’s History, (p. 58‬‬

‫‪69 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫هناك آثار فسقية ماء قديمة‪ ،‬فلما أُزيلت ُوجد تحتها بقايا ِرِمم أموات‪ ،‬فتم إزالتهم ودفنهم‪ ،‬واستمرت أعمال الحفر والبناء حتى‬
‫كمل الصهريج فى شهر ربيع األول سنة ‪828‬هـ‪ /‬فبراير سنة ‪1425‬م‪ ،‬وبنى بأعاله مصطبة فوقها قُبة برسم تسبيل المياه‪،‬‬
‫‪70‬‬
‫كما غرس بصحن الجامع أربع شجرات نارنج فلم تفلح وهلكت من الذباب‪.‬‬

‫‪ -4-2‬السلطان األشرف قايتباى يفوق فى إضافاته للجامع األزهر ُجل نُظرائه‪:‬‬

‫شغف السلطان األشرف قايتباى بحركة اإلنشاء والتعمير أيما شغف‪ ،‬ومن نوادره كثرة العمائر واألبنية – سواء التى أنشأها‬
‫وكان للجامع األزهر نصيب وافر فى جملة اهتمامات ومشروعات‬ ‫‪71‬‬ ‫أو جددها – التى َّ‬
‫قل إن وقعت أو لم تقع لملك مثله‪.‬‬
‫قايتباى المعمارية‪ ،‬فقد شهد تجديداً شامالً وانشاءات عديدة على يد كبار سالطين دولة المماليك الجراكسة سالفى الذكر‪،‬‬
‫فكان‬ ‫‪72‬‬
‫ولعل أهم العمارة التى أُجريت لألزهر إبان فترة حكم دولة المماليك الجراكسة هى ِعمارة واضافات السلطان قايتباى‪.‬‬
‫اعتناء بالجامع األزهر وصدى أعماله فيه تؤكد المناخ التنافسى حيث فاق كل من سبقه حتى‬
‫قايتباى أكثر السالطين رعاية و ً‬
‫وقد عنى بوحدة المئذنة التى تبارى فى تجديدها أسالفه من السالطين‪ ،‬فكانت مئذنة‬ ‫‪73‬‬
‫نُعت " بحامى األزهر وراعيه "‬
‫الجامع األزهر أول مشروعاته المعمارية على اإلطالق؛ لما لها من ُبعد تنافسى خصوصا فى هذا الجامع‪ ،‬ففى شهر رجب‬
‫سنة ‪873‬هـ‪ /‬يناير سنة ‪1468‬م – أى بعد اعتالئه الحكم بسنة واحدة فقط – هدم باب الجامع األزهر الكبير الغربى وهو‬
‫الباب القديم للجامع‪ ،‬وجدده على ما هو عليه اآلن‪ :‬فجاء غاية فى الثراء الزخرفى والنقوش الكتابية‪ ،‬كما حِفل بنقوش وكتابات‬
‫كوفية مزخرفة نادر وجودها إبان عصر األشرف قايتباى وأقام على ُيمنة هذا الباب منارة رشيقة غاية فى اإلبداع‪ 74 ،‬فجاءت‬
‫هذه المئذنة بحق تُحفة فنية ومعما رية رائعة أبدع فى تصميمها المعمار المملوكى حيث تميزت بالرشاقة والتناسق‪ ،‬كما أبدع‬

‫المقريزى‪ :‬الخطط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪106‬؛ المقريزى‪ :‬السلوك‪ ، ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،2‬ص ‪682 ،668‬؛ على باشا مبارك‪ :‬الخطط التوفيقية الجديدة‬ ‫‪70‬‬

‫لمصر والقاهرة ومدنها وبالدها القديمة والشهيرة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪32‬؛ عبدالعزيز محمد الشناوى‪ :‬األزهر جامعا وجامعة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪-120‬‬
‫‪121‬‬
‫العمر‬
‫ابن شاهين الحنفى (زين الدين عبدالباسط بن خليل بن شاهين الحنفى) ت ‪920‬هـ‪1514 /‬م‪ :‬كتاب الروض الباسم فى حوادث ُ‬
‫‪71‬‬

‫والتَّراجم‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمر عبدالسالم تدمرى‪ 4 ،‬أجزاء‪ ،‬الطبعة األولى (بيروت‪ :‬المكتبة العصرية‪ )2014 ،‬ج‪ ،3‬ص ‪354‬‬
‫حسن عبدالوهاب‪ :‬تاريخ المساجد األثرية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪55‬‬ ‫‪72‬‬

‫محمد الشناوى‪ :‬األزهر جامعا وجامعة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪119‬؛ محمد عبداهلل عنان‪ :‬تاريخ الجامع األزهر‪ ،‬ص ‪129‬‬ ‫‪73‬‬

‫‪ 74‬حسنى محمد نويصر‪ُ :‬منشآت السلطان قايتباى الدينية بمدينة القاهرة‪ :‬دراسة معمارية وأثرية‪ ،‬رسالة دكتوراة غير منشورة (جامعة‬
‫القاهرة‪ :‬كلية اآلثار‪ )1975 ،‬ص ‪11‬؛ حسن عبدالوهاب‪ :‬تاريخ المساجد األثرية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪55‬؛ سعاد ماهر محمد‪ :‬مساجد مصر‬
‫وأولياؤها الصالحون‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪207‬؛‬

‫‪Amy Whittier Newhall: The Patronage of the Mamluk Sultan Qāʼit Bay (872-901/1468-1496), a‬‬
‫‪doctorate thesis (Harvard University: The Graduate School of Arts and Sciences, 1987) p. 92‬‬

‫‪70 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫فى زخرفتها الفنان المملوكى بحيث لم يترك فيها قدر أُنملة إال ومألها بالزخارف النباتية أو الهندسية الرائعة‪ ،‬وكذلك النقوش‬
‫‪76‬‬
‫ونسخية‪.‬‬ ‫‪75‬‬
‫الكتابية التى تنوعت على بدنها ما بين كتابات كوفية‬

‫وقد ُبنيت هذه المئذنة من قاعدتها إلى قمتها بالحجر‪ ،‬وتتكون من ثالثة مستويات‪ :‬فتبدأ بقاعدة ُمربعة قصيرة‪ ،‬ثم‬
‫ويعد هذا المستوى تحفة فنية رائعة ال مثيل له فى مآذن القاهرة حيث‬
‫مستوى ُمثمن أول مشطوف األركان بمثلثات ركنية‪ُ ،‬‬
‫تناهى فى زخرفته الفنان المسلم‪ ،‬فقد قُسِّم هذا المستوى إلى جزأين من خالل جفت العب بديع ذو ميمات دائرية رائعة‪ :‬فبدأ‬
‫الجزء األول أعلى مناطق االنتقال بشريط كتابى بالخط الكوفى المزهر المحفور حف اًر بار اًز تتخلله زخارف نباتية غاية فى‬
‫الدقة واالتقان‪ ،‬يعلو هذا الشريط فى األضالع األربعة المقابلة للجهات األصلية مقرنصات تتألف من ثالث حطات ‪ 77‬تحمل‬
‫الشرفات األربعة الحجرية التى يزدان بها الجزء الثانى فى نفس المستوى‪ ،‬وتزدان األضالع األربعة الباقية بالجزء األول هذا‬
‫بجفوت العبة وميمات تكون أشكال مستطيالت تحصر بداخلها زخارف هندسية قوامها وحدات من الطبق النجمى وزخارف‬
‫نباتية قوامها أفرع وأرواق ُمتعددة الفصوص‪ ،‬ويفصل بين األضالع الثمانية فى هذا الجزء فى األركان جفت العب ذى‬
‫ميمات‪.‬‬

‫كما يزدان الجزء الثانى من المستوى األول فى األضالع األربعة المقابلة للجهات األصلية بأربع فتحات مستطيلة‬
‫فصص يتقدمه شرف ة حجرية بارزة محمولة على كوابيل حجرية مقرنصة‪ ،‬أما األضالع األربعة األخرى فهى‬
‫على شكل عقد ُم ّ‬
‫ُمضاهيات وفيها أبدع الفنان المسلم حيث لم يتركها دون زخرفة‪ ،‬بل قام بزخرفتها بتكوينات هندسية ونباتية بالتعاقب‪ .‬هذا‬

‫وقد ُزينت زوايا هذا البدن بِ ِحزم من ثالثة أعمدة مدمجة‪ُ ،‬‬
‫وعدت هذه األعمدة أكمل األمثلة من الناحية الفنية التى تفرد بها‬
‫قايتباى على غيره‪ ،‬فنجد فى هذه األعمدة غ ازرة فنية من ناحية استخدام الحفر البارز على بدن العمود وتنوع زخارفه ما بين‬
‫ورقة نباتية ثُالثية‪ ،‬وأشكال هندسية ُخماسية وسداسية‪ ،‬وخطوط زجزاجية‪ 78 .‬وينتهى هذا البدن المثمن بحنايا جمالونية محدودة‬
‫بجفوت حجرية بارزة وميمات‪ ،‬ثم شريط كتابى يعلوه مقرنصات حاملة لشرفة حجرية مستديرة يعلوها المستوى الثانى‪ :‬وهو‬
‫وهذا الطابق مزخرف بزخارف حجرية‬ ‫‪79‬‬
‫ُمثمن المسقط امتاز بوجود سلمين بداخله فيما بين الشرفة األولى والشرفة الثانية‪،‬‬
‫مجدولة بارزة رائعة التكوين ومحدودة بإطارات حجرية من أعلى ومن أسفل تزدان بتكوينات هندسية قوامها زخارف حجرية‬

‫أصبح استخدام الكتابة الكوفية فى العصر المملوكى الجركسى من النوادر‪ ،‬وقد حاول قايتباى إحياء الخط الكوفى خصوصاً على‬ ‫‪75‬‬

‫عمائر عصره‪ .‬لإلستزادة راجع‪:‬‬


‫‪Doris Behrens Abouseif: The Minarets of Cairo (Cairo: American University in Cairo press, 2010) p. 260‬‬

‫عبداهلل كامل موسى عبده‪ :‬تطور المئذنة المصرية بمدينة القاهرة من الفتح العربي وحتى نهاية العصر المملوكى‪ :‬دراسة معمارية‬ ‫‪76‬‬

‫زخرفية مقارنة مع مآذن العالم اإلسالمى‪ ،‬رسالة دكتوراة غير منشورة (جامعة القاهرة‪ :‬كلية اآلثار‪ )1994 ،‬ص ‪422‬؛ سعاد ماهر محمد‪:‬‬
‫مساجد مصر وأولياؤها الصالحون‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪196‬؛ ‪Doris Behrens Abouseif: The Minarets of Cairo, p. 260- 261‬‬

‫يشغل األضالع األربعة مقرنصات من ثالث حطات ما عدا الضلع بالجهة الجنوبية الغربية‪ ،‬فإنه ِ‬
‫خال من المقرنصات ويوجد به‬ ‫‪77‬‬

‫كابولى حجرى يجمل الشرفة الحجرية أعاله‪ ،‬وال ُيعلم لماذا خال هذا الضلع من المقرنصات‪ ،‬فربما خضع لترميم الحق‬
‫‪ 78‬حسنى محمد نويصر‪ُ :‬منشآت السلطان قايتباى الدينية بمدينة القاهرة‪ :‬دراسة معمارية وآثرية‪ ،‬ص ‪281‬‬
‫عبداهلل كامل موسى عبده‪ :‬تطور المئذنة المصرية بمدينة القاهرة من الفتح العربي وحتى نهاية العصر المملوكى‪ ،‬ص ‪426‬‬ ‫‪79‬‬

‫‪71 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫متداخله ويلى هذا البدن شرفة حجرية ثانية ُمستديرة ُحملت على مقرنصات يعلوها جوسق حجرى ُمستدير‪ ،‬ثم يلى الجوسق‬
‫شرفة ثالثة محمولة على مقرنصات يلها بدن حجرى مستدير يحمل رقبة ترتكز عليها خوذة المئذنة ذات الشكل ال ُكمثرى‬
‫يعلوها قائم معدنى ُمحلى بهالل (لوحة رقم‪ .)6:‬فجاءت هذه المئذنة غاية فى اإلبداع الزخرفى الفريد مما جعلها آية من‬
‫جماليات الفن المملوكى‪ ،‬فضال عن رشاقتها وتناسقها األمر الذى أثار السلطان قانصوه الغورى فيما بعد لمنافستها ومحاولة‬
‫التفوق عليها من خالل إضافة مئذنة له بالجامع األزهر‪.‬‬

‫ولم تقتصر رعاية قايتباى لألزهر على تشييد وتجديد المئذنة والبوابة كأحد عناصر الظهور التى تحقق الغرض‬
‫التنافسى‪ ،‬بل كان دائم التردد على األزهر إما ُمضيفاً أو ُمرمماً فى كل زيارة له‪ ،‬فتجسدت صور رعايته لألزهر فى ذى‬
‫الحجة سنة ‪881‬هـ‪ /‬إبريل سنة ‪1477‬م حيث ركب السلطان قايتباى وتوجه إلى األزهر وكان معه كاتب السر وبعض أمراؤه‬
‫فلما دخل الجامع طلب قاضى القضاة وصعد واياهم إلى سطح الجامع‪ ،‬فرسَّم بهدم ما كان بسطح الجامع من الخالوى وحكم‬
‫القاضى المالكى بهدم الجميع‪ ،‬ثم إنه رسَّم بترميم ما فسد من عمارة الجامع وصرف على ذلك نحواً من عشرة آالف دينار‪،‬‬
‫‪80‬‬
‫كما أنفق على الفقراء المقيمين بالجامع نحو من ألف دينار‪ ،‬ثم ركب وعاد إلى القلعة‪.‬‬

‫كما عمل‬ ‫‪81‬‬


‫وفى سنة ‪891‬هـ‪1486 /‬م أضاف قايتباى لألزهر فسقية ُمعتبرة وسبيالً ومكتباً على باب الجامع‪،‬‬
‫بمشارفة الخواجا مصطفى بن‬ ‫ِ‬
‫السلطان قايتباى عدة إصالحات وتجديدات باألزهر فى حدود سنة ‪900‬هـ‪1495 /‬م‪ ،‬وذلك ُ‬
‫فيبدو أن‬ ‫‪83‬‬
‫وكانت من أهم هذه التجديدات عمل مقصورة خشبية على وجه أروقة الجامع الثالثة حول الصحن‪.‬‬ ‫‪82‬‬
‫رستم‪،‬‬
‫قايتباى كان با لفعل أكثر سالطين دولة المماليك الجراكسة اهتماما باألزهر وراعيا له حتى استحق لقب حامى األزهر‬
‫‪84‬‬
‫وراعيه‪.‬‬

‫‪ -5-2‬منافسة السلطان قانصوه الغورى ألستاذه قايتباى على اإلضافة للجامع األزهر‪:‬‬

‫سبق أن أوضحنا ُمضاهات السلطان قانصوه الغورى ألستاذه قايتباى وخصوصا فى عمارة مجموعته بالشرابشيين‪ ،‬هذا وقد‬
‫نافس الغورى أستاذه أيضا وتبارى معه على دكة المحاكمات بالحوش السلطانى بقلعة الجبل‪ ،‬وبالتالى ازدهرت عمارته‬
‫وذاعت فى اآلفاق سمعته‪ .‬وكان للجامع األزهر نصيب وافر من إسهامات واضافات السلطان الغورى بدافع التنافس مع‬
‫أستاذه قايتباى الذى شيَّد مئذنة ُع َّدت من أهم وأجمل مآذن العصر المملوكى الجركسى والتى أظهرت عمارتها جمال النِسب‬

‫‪ 80‬ابن شاهين الحنفى (زين الدين عبدالباسط بن خليل بن شاهين الحنفى) ت ‪920‬هـ‪1514 /‬م‪ :‬ني ُل األمل فى ذيل الدول‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫عمر عبدالسالم تدمرى‪ 9 ،‬أجزاء‪ ،‬الطبعة األولى (بيروت‪ :‬المكتبة العصرية‪ )2002 ،‬ج‪ ،7‬ص ‪178‬؛ ابن إياس‪ :‬بدائع الزهور‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫ص ‪124‬‬
‫على باشا مبارك‪ :‬الخطط التوفيقية الجديدة لمصر والقاهرة ومدنها وبالدها القديمة والشهيرة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪33‬‬ ‫‪81‬‬

‫هو الخواجا مصطفى بن الخواجا محمود بن الخواجا رستم‬ ‫‪82‬‬

‫حسن عبدالوهاب‪ :‬تاريخ المساجد األثرية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪55‬‬ ‫‪83‬‬

‫محمد الشناوى‪ :‬األزهر جامعا وجامعة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪119‬؛ محمد عبداهلل عنان‪ :‬تاريخ الجامع األزهر‪ ،‬ص ‪129‬؛ بيارد دودج‪ :‬األزهر‬ ‫‪84‬‬

‫فى ألف عام‪ ،‬ص ‪80-79‬‬

‫‪72 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫وبراعة التناسق والرشاقة‪ ،‬بالتالى كان لها تأثير فاعل على طموحات السلطان الغورى المعمارية‪ ،‬ورُبما استرعت أنظاره‪،‬‬
‫عمر مئذنة باألزهر تكون ُمضاهية لمئذنة أستاذه‪ ،‬فَاستغل المساحة المتاحة جنوب‬
‫وشغلت لُبه وأفكاره‪ ،‬فقرر الغورى أن ُي ّ‬
‫وعمر مئذنة ُمعتبرة عام ‪915‬هـ‪1514 /‬م‪ 85 ،‬وبناها من قاعدتها إلى قمتها بالحجر‪ ،‬فتكونت من‬
‫غرب مئذنة أستاذه قايتباى َّ‬
‫قاعدة حجرية ُمربعة تميزت بارتفاعها وضخامتها‪ ،‬ثم مستوى أول مشطوف األركان بمثلثات ركنية‪ ،‬ويشبه هذا المستوى إلى‬
‫ٍ‬
‫حد كبير فى العناصر المعمارية والزخرفية للمستوى األول بمئذنة قايتباى المجاورة إال أنه ليس بمستوى فخامة وثراء زخارف‬
‫مئذنة قايتباى‪ .‬ويلى المستوى األول بمئذنة قانصوه الغورى باألزهر الشرفة الحجرية األولى يعلوها مستوى ثان ُمثمن المسقط‬
‫يتألف من ستة عشر ضلعا ويزدان بزخارف قاشانى ملبس فى الحجر عبارة عن أسهم متقابلة فى توازن بديع وتناسق رائع‬
‫باللون األزرق‪ ،‬وتؤطر زخارف القاشانى هذه من أسفل بشريط زخرفى قوامه زخارف نباتية محفورة فى الحجر‪ ،‬كما يزدان من‬
‫أعلى بشريط آخر قوامه زخرفة هندسية مجدولة تتوج المستوى الثانى‪ ،‬كما تَميَّز هذا المستوى أيضا بميزة احتوائه على سلمين‬
‫وهذه الميزة قد استعارها السلطان‬ ‫‪86‬‬
‫بين الشرفة األولى والثانية بحيث ال يرى الصاعد فى أحدهما الهابط من السلم اآلخر‪،‬‬
‫ويعلو المستوى الثانى هذا شرفة حجرية‬ ‫‪87‬‬
‫قانصوه من مئذنة أستاذة قايتباى المجاورة والتى تميزت بسلمين بنفس المستوى‪.‬‬
‫يليها الدورة الثالثة والتى تميزت بازدواج الرءوس‪ 88 ،‬حيث تقام كل رأس على بدن حجرى مستطيل ومنفصل بذاته عن اآلخر‪،‬‬
‫وقد ازدانت واجهات البدنين بعقود مدببة بواقع عقد فى كل واجهة من الواجهات األربع بالبدن‪ ،‬كما يعلو كل بدن منهما شرفة‬
‫بدن حجرى آخر مستدير تعلوه رقبة حجرية‬
‫ثالثة لآلذان ُمربعة المسقط محمولة على مقرنص من حطتين‪ ،‬ثم يعلو كل شرفة ٌ‬
‫تحمل خوذة المئذنة الحجرية التى على هيئة كمثرية الشكل (لوحة رقم‪.)7:‬‬

‫المالحظ أن قانصوه الغورى لم يكن ُمضاهياً لمئذنة أستاذه فى تصميمها فحسب بل حاول تحقيق التفوق‬
‫ومن ُ‬
‫عليه بأن جعل مئذنته أعلى فى االرتفاع من مئذنة أستاذه المجاورة‪ 89 .‬فقد استغل معمار قايتباى الرواق الشمالى الغربى‬
‫شيِّدت مئذنة قايتباى أعلى سطح الرواق وجاء ارتفاعها من‬
‫للجامع األزهر كأساس جاهز ُيساعد على إظهار المئذنة ومن ثم ُ‬
‫مستوى أرضية واجهة الرواق الشمالى الغربى نحو ‪ 39‬متر‪ ،‬وجدير بالذكر أن َع َم َد الغورى االرتفاع بمئذنته بحيث تفوق‬
‫شيِّدت مئذنة الغورى‬
‫مئذنة أستاذه المجاورة‪ :‬فاستغل المعمار نفس األساس الجاهز الذى استغله معمار قايتباى من قبل و ُ‬
‫أعلى الرواق الشمالى الغربى باألزهر بحيث بلغ ارتفاعها نحو ‪ 51‬متر من مستوى أرضية الرواق‪ ،‬بالتالى حقق الغورى تفوقا‬
‫ملحوظا على أستاذه بأن جاءت مئذنته أعلى فى االرتفاع من مئذنة قايتباى وذلك بفارق ‪12‬متر (شكل رقم‪( )2:‬لوحة رقم‪.)8:‬‬

‫على باشا مبارك‪ :‬الخطط التوفيقية الجديدة لمصر والقاهرة ومدنها وبالدها القديمة والشهيرة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪33‬؛ محمد فهيم‪ :‬مدرسة‬ ‫‪85‬‬

‫السلطان الغورى‪ :‬دراسة آثرية معمارية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة (جامعة القاهرة‪ :‬كلية اآلثار‪ )1977 ،‬ص ‪41‬‬
‫‪ 86‬سعاد ماهر محمد‪ :‬مساجد مصر وأولياؤها الصالحون‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪208‬‬
‫‪87‬‬
‫‪Doris Behrens Abouseif: The Minarets of Cairo, p. 278-279‬‬
‫ابن إياس‪ :‬بدائع الزهور‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪94‬‬ ‫‪88‬‬

‫عبداهلل كامل موسى عبده‪ :‬تطور المئذنة المصرية بمدينة القاهرة من الفتح العربي وحتى نهاية العصر المملوكى‪ ،‬ص ‪527‬؛ سعاد‬ ‫‪89‬‬

‫ماهر محمد‪ :‬مساجد مصر وأولياؤها الصالحون‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪208‬‬

‫‪73 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫فضال عن تفرد هذا البدن الذى تألف من ستة‬ ‫‪90‬‬


‫كما امتازت مئذنة الغورى بتلبيس القاشانى ببدن دورتها الثانية‬
‫المكون من ثمانية أضالع فقط – وفاق مآذن القاهرة ُجلها التى لم تتجاوز‬
‫عشر ضلعاً وبالتالى تجاوز بدن مئذنة قايتباى – ُ‬
‫الثمانة أضالع‪ 91 .‬هذا وقد حقق قانصوه الغورى ازدها ار ملحوظا على أستاذه قايتباى بأن ضاعف الدورة األخيرة بمئذنته‬
‫بحيث أصبحت تزدان برأسين غاية فى االبداع والتناسق بدال من رأس واحدة كما فى مئذنة قايتباى المجاورة‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫من تفوق مئذنة الغورى على مئذنة قايتباى فى االرتفاع والحجم‪ ،‬وكذلك ازدواج الرءوس إالّ أنها لم تستطع أن تُنافس مئذنة‬
‫ففقدت مئذنة الغورى عنصر الرشاقة والجمال‪ ،‬واإلثراء الزخرفى إذا‬ ‫‪92‬‬
‫قايتباى فى رشاقتها وحسن تناسقها وثرائها الزخرفى‪،‬‬
‫‪93‬‬
‫ما قورنت بمئذنة قايتباى المجاورة لها‪.‬‬

‫النتــائــج‪:‬‬

‫‪ -‬اعتُبرت التنافسية من المكونات األساسية فى ثقافة المماليك وقد أوضحت الدراسة شواهدها التاريخية واآلثارية المعمارية‬

‫حيث كانت التنافسية أحد أسباب ازدهار العمارة المملوكية وبخاصة عمارة الجامع األزهر إبان الفترة المملوكية‪.‬‬

‫‪ -‬اثبتت الدراسة أن أمراء مصر المملوكية كان لهم السبق فى هذه التنافسية عن السالطين حيث تباروا األمراء وتسابقوا فيما‬

‫فعمروا الواهى من أركان الجامع وأصلحوا سقوفه واستجدوا به المقاصير فى‬


‫بينهم على تجديد عمارة األزهر واإلضافة له‪َّ :‬‬

‫إطار التنافس على أعمال الخير وتخليد الذكرى‪ ،‬ليس هذا فحسب بل ألحق األمراء البارزين – أمثال األمير طيبرس‪ ،‬واألمير‬

‫أقبغا‪ ،‬واألمير جوهر القنقبائى ‪ -‬المدارس التعليمية باألزهر فى إطار التنافس على المجاورة ومن ثم تكون زيادة للجامع‬

‫األزهر فى أوقات الصالة‪.‬‬

‫‪ -‬كشفت الدراسة عن إسهامات سالطين مصر المملوكية وابداعاتهم حيث لم يقفوا مكتوفى األيدى أمام علو همة األمراء‬

‫البَّنائة‪ ،‬فأضافوا إلى األزهر وتنافسوا فيما بينهم ُمحاكين هؤالء األمراء‬
‫فى رعايتهم واعتنائهم باألزهر‪ ،‬بل نالتهم يد الغيرة َ‬

‫المتنافس عليها من ِقَبل هؤالء السالطين؛ لكونها أحد مؤشرات‬


‫وأشارت الدراسة إلى المئذنة كأحد الوحدات المعمارية الهامة ُ‬

‫الظهور التى تحقق الغرض التنافسى فى األساس‪ ،‬فحرص كل سلطان أن يظهر تفوقه فى عمارة مئذنته من حيث االرتفاع‬

‫‪ 90‬من المتعارف عليه أن رقاب القباب وقمم المآذن وبعض األجزاء فى أبدانها بدأت تُكسى بالقاشانى فى عصر المماليك البحرية إال‬
‫أن فترة ازدهار اسختدام القاشانى كان إبان فترة حكم السطان قانصوه الغورى‪ .‬لإلستزادة راجع‪ :‬زكى محمد حسن‪ :‬فنون اإلسالم‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى (القاهرة‪ :‬مكتبة النهضة المصرية‪ )1948 ،‬ص ‪148‬‬
‫‪ 91‬سعاد ماهر محمد‪ :‬مساجد مصر وأولياؤها الصالحون‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪197‬‬
‫محمد فهيم‪ :‬مدرسة السلطان الغورى‪ :‬دراسة آثرية معمارية‪ ،‬ص ‪41‬‬ ‫‪92‬‬

‫‪93‬‬
‫)‪Nasser Rabbat, Al-Azhar Mosque: An Architectural Chronicle of Cairo’s History, (p. 58‬‬

‫‪74 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫والحجم واإلثراء الزخرفى‪ ،‬وتعد مئذنة السلطان قايتباى ومئذنة السلطان قانصوه الغورى من أبرز الشواهد المعمارية الباقية‬

‫التى تُشير إلى التنافسية فى إطار التفوق واإلبداع‪ ،‬وقد أثبت الواقع األثرى تفوق الغورى على أستاذه قايتباى فى القياسات‬

‫بأن جعل مئذنته أعلى ارتفاعا من مئذنة أستاذه بفارق ‪ 12‬متر فضال عن مضاعفة الدورة األخيرة بمئذنة الغورى حيث‬

‫أ صبحت تزدان برأسين غاية فى االبداع والتناسق بدال من رأس واحدة كما فى مئذنة قايتباى المجاورة‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫المصادر العربية‪:‬‬

‫‪ -‬ابن إياس ( محمد بن أحمد بن إياس الحنفى ) ت ‪930‬هـ‪1524 /‬م‪ :‬بدائع الزهور فى وقائع الدهور ‪ 5 ،‬أجزاء‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد مصطفى‪ ،‬الطبعة األولى ( القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪)1984 ،‬‬

‫‪ -‬ابن تغرى بردى ( جمال الدين أبى المحاسن يوسف بن تغرى بردى األتابكى ) ت ‪874‬هـ‪1470/‬م‪ :‬المنهل الصافى‬
‫والمستوفى بعد الوافى‪ 12 ،‬جزء ‪ ،‬تحقيق‪ :‬نبيل محمد عبدالعزيز ومحمد محمد أمين ( القاهرة‪ :‬مركز تحقيق‪ :‬التراث‪-1984 ،‬‬
‫‪)2006‬‬

‫‪ -‬ابن تغرى بردى ( جمال الدين أبى المحاسن يوسف بن تغرى بردى األتابكى ) ت ‪874‬هـ‪1470/‬م‪ :‬الدليل الشافى على‬
‫المنهل الصافى‪ ،‬جزءان‪ ،‬تحقيق‪ :‬فهيم محمد شلتوت‪ ،‬الطبعة الثانية ( القاهرة‪ :‬دار الكتب والوثائق القومية‪)1998 ،‬‬

‫دث الدهور فى‬


‫‪ -‬ابن تغرى بردى ( جمال الدين أبى المحاسن يوسف بن تغرى بردى األتابكى ) ت ‪874‬هـ‪1470/‬م‪ :‬حوا ُ‬
‫َمدى األيام والشهُور‪ ،‬جزءان‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد كمال الدين عزالدين‪ ،‬الطبعة األولى (بيروت‪ :‬عالم الكتب‪)1990 ،‬‬

‫‪ -‬ابن تغرى بردى ( جمال الدين أبى المحاسن يوسف بن تغرى بردى األتابكى ) ت ‪874‬هـ‪1470/‬م‪ :‬النجوم الزاهرة فى‬
‫ملوك مصر والقاهرة ‪ 16 ،‬جزء ‪ ،‬تحقيق‪ :‬نخبة من العماء‪ ،‬نسخة ُمصورة من طبعة دار الكتب ( القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية‬
‫العامة للتأليف والنشر ‪)1971 ،‬‬

‫‪ -‬ابن حجر العسقالنى (العالمة الحافظ أحمد بن على بن محمد المشهور بابن حجر العسقالنى) ت ‪852‬هـ‪1448 /‬م‪:‬‬
‫ِ‬
‫مر‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسن حبشى‪ 4 ،‬أجزاء (القاهرة‪ :‬المجلس األعلى للشئون اإلسالمية‪)2011 ،‬‬
‫الع ْ‬
‫مر بأَبناء ُ‬
‫الغ ْ‬ ‫إِ ُ‬
‫نباء ُ‬

‫‪ -‬ابن حجر العسقالنى (العالمة الحافظ أحمد بن على بن محمد المشهور بابن حجر العسقالنى) ت ‪852‬هـ‪1448 /‬م‪ :‬فتح‬
‫البخارى‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالعزيز بن عبداهلل بن باز‪ 13 ،‬جزء‪ ،‬الطبعة‬
‫البارى بشرح صحيح اإلمام ابى عبداهلل محمد بن إسماعيل ُ‬
‫األولى (القاهرة‪ :‬المكتبة السلفية‪ ،‬د‪ .‬ت)‬

‫‪ -‬ابن شاهين الحنفى (زين الدين عبدالباسط بن خليل بن شاهين الحنفى) ت ‪920‬هـ‪1514 /‬م‪ :‬كتاب الروض الباسم فى‬
‫العمر والتَّراجم‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمر عبدالسالم تدمرى‪ 4 ،‬أجزاء‪ ،‬الطبعة األولى (بيروت‪ :‬المكتبة العصرية‪)2014 ،‬‬
‫حوادث ُ‬

‫‪75 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫‪ -‬ابن شاهين الحنفى (زين الدين عبدالباسط بن خليل بن شاهين الحنفى) ت ‪920‬هـ‪1514 /‬م‪ :‬ني ُل األمل فى ذيل الدول‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬عمر عبدالسالم تدمرى‪ 9 ،‬أجزاء‪ ،‬الطبعة األولى (بيروت‪ :‬المكتبة العصرية‪)2002 ،‬‬

‫‪ -‬ابن منظور األفريقى المصرى ( اإلمام العالمة أبى الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور األفريقى المصرى) ت‬
‫ومنقحة (القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪)2014 ،‬‬ ‫ِ‬
‫سان العرب‪ 18 ،‬جزء‪ ،‬طبعة جديدة ُ‬
‫‪711‬هـ‪1311 /‬م‪ :‬ل ُ‬
‫حماد الجوهرى) ت ‪398‬هـ‪1008 /‬م‪ :‬الصِّحاح تَاج اللغة ِ‬
‫وصحاح العربية‪ ،‬تحقيق‬ ‫‪ -‬الجوهرى (أبى نصر إسماعيل بن َّ‬
‫محمد محمد تامر وآخرين (القاهرة‪ :‬دار الحديث‪)2009 ،‬‬

‫‪ -‬الذهبى ( اإلمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبى) ت ‪748‬هـ‪1374 /‬م‪ِ :‬سير أعالم ُ‬
‫النبالء‪ ،‬تحقيق‪ :‬بشار‬
‫عواد َمعروف‪ 25 ،‬جزء‪ ،‬الطبعة الحادية عشر (بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪)1996 ،‬‬
‫ّ‬

‫المحيط‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبوالوفا نصر‬


‫‪ -‬الفيروزآبادى (مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادى) ت ‪817‬هـ‪1414 /‬م‪ :‬القاموس ُ‬
‫الهُورينى (القاهرة‪ :‬دار الحديث‪)2008 ،‬‬

‫‪ -‬القلقشندى ( الشيخ أبى العباس أحمد القلقشندى ) ت ‪821‬هـ‪1418 /‬م‪ :‬صبح األعشى فى صناعة اإلنشا‪ 14 ،‬جزء‬
‫(القاهرة‪ :‬دار الكتب والوثائق القومية ‪)1922 ،‬‬

‫َّو ُء الالمع ألهل القرن التاسع‪ 12 ،‬جزء‪،‬‬


‫‪ -‬السخاوى (شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوى) ت ‪902‬هـ‪1497/‬م‪ :‬الض ْ‬
‫الطبعة األولى (بيروت‪ :‬دار الجيل‪)1992 ،‬‬

‫المحاضرة فى تاريخ مصر والقاهرة‪،‬‬


‫‪ -‬السيوطى ( الحافظ جالل الدين عبدالرحمن السيوطى) ت ‪911‬هـ‪1505 /‬م‪ُ :‬حسن ُ‬
‫تحقيق‪ :‬محمد أبوالفضل إبراهيم‪ ،‬جزءان‪ ،‬الطبعة األولى (القاهرة‪ :‬دار إحياء الكتب العربية‪)1968 ،‬‬

‫‪ -‬الصيرفى (الخطيب الجوهرى على بن داود) ت ‪900‬هـ‪1495 /‬م‪ :‬نزهة النفوس واألبدان فى تواريخ الزمان‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسن‬
‫حبشى‪ 3 ،‬أجزاء (القاهرة‪ :‬مطبعة دار الكتب‪)1970 ،‬‬

‫‪ -‬المقريزى ( تقى الدين أحمد بن على بن عبدالقادر المقريزى ) ت ‪ 845‬هـ ‪1442 /‬م ‪ :‬المواعظ واالعتبار فى ذكر الخطط‬
‫واآلثار ‪ 6 ،‬مجلدات ‪ ،‬تحقيق‪ :‬أيمن فؤاد سيد ( لندن‪ :‬مؤسسة الفرقان ‪) 2003-1995،‬‬

‫‪ -‬المقريزى ( تقى الدين أحمد بن على بن عبدالقادر المقريزى ) ت ‪ 845‬هـ ‪1442 /‬م ‪ :‬السلوك لمعرفة دول الملوك‪12 ،‬‬
‫جزء‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد مصطفى زيادة وسعيد عبدالفتاح عاشور ( القاهرة‪ :‬مطبعة دار الكتب والوثائق القومية‪)1997 ،‬‬

‫الحنفا بأخبار األئمة‬


‫‪ -‬المقريزى ( تقى الدين أحمد بن على بن عبدالقادر المقريزى ) ت ‪ 845‬هـ ‪1442 /‬م ‪ :‬اتعاظ ُ‬
‫الفاطميين الخلفا‪ 4 ،‬مجلدات‪ ،‬تحقيق‪ :‬جمال الدين الشيال ومحمد حلمى‪( ،‬القاهرة‪ :‬المجلس األعلى للشئون اإلسالمية ‪،‬‬
‫‪ )1996‬ج‪ ،3‬ص ‪328-242‬‬

‫المقفَّى الكبير‪ 8 ،‬أجزاء‪،‬‬ ‫‪ -‬المقريزى ( تقى الدين أحمد بن على بن عبدالقادر المقريزى ) ت ‪ 845‬هـ ‪1442 /‬م ‪ِ :‬ك ُ‬
‫تاب ُ‬
‫اليعالوى‪ ،‬الطبعة األولى (بيروت‪ :‬دار الغرب اإلسالمى‪)1991 ،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد َ‬

‫‪76 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫‪ -‬المقريزى ( تقى الدين أحمد بن على بن عبدالقادر المقريزى ) ت ‪ 845‬هـ‪1442 /‬م‪ :‬المواعظ واالعتبار فى ذكر الخطط‬
‫واآلثار‪ :‬المعروف بالخطط المقريزية ‪ ،‬جزأين‪ ،‬الطبعة الثانية ( القاهرة‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية‪) 1987 ،‬‬

‫‪ -‬على باشا مبارك (على بن مبارك بن سليمان) ت ‪1310‬هـ‪1893 /‬م‪ :‬الخطط التوفيقية الجديدة لمصر والقاهرة ومدنها‬
‫وبالدها القديمة والشهيرة‪ 20 ،‬جزء (القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.)2008 ،‬‬

‫‪ -‬شمس الدين الشجاعى ت ‪756‬هـ‪1355/‬م‪ :‬تاريخ الملك الناصر محمد بن قالوون الصالحى وأوالده‪ ،‬تحقيق‪ :‬بربارة ِشيفر‬
‫(فيسبادن بألمانيا‪ :‬فرانتس شتاينر‪)1977 ،‬‬

‫الرسائل العلمية العربية‪:‬‬

‫‪ -‬حسنى محمد نويصر‪ُ :‬منشآت السلطان قايتباى الدينية بمدينة القاهرة‪ :‬دراسة معمارية وأثرية‪ ،‬رسالة دكتو اره غير منشورة‬
‫(جامعة القاهرة‪ :‬كلية اآلثار‪)1975 ،‬‬

‫‪ -‬سوسن سعد على الشامى‪ :‬دراسة أثرية معمارية لظاهرة الحاق المدارس بالجامع األزهر فى العصر المملوكى‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة (جامعة القاهرة‪ :‬كلية اآلثار‪)1994 ،‬‬

‫‪ -‬عبداهلل كامل موسى عبده‪ :‬تطور المئذنة المصرية بمدينة القاهرة من الفتح العربي وحتى نهاية العصر المملوكى‪ :‬دراسة‬
‫معمارية زخرفية مقارنة مع مآذن العالم اإلسالمى‪ ،‬رسالة دكتو اره غير منشورة (جامعة القاهرة‪ :‬كلية اآلثار‪)1994 ،‬‬

‫‪ -‬محمد فهيم‪ :‬مدرسة السلطان الغورى‪ :‬دراسة آثرية معمارية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة (جامعة القاهرة‪ :‬كلية اآلثار‪،‬‬
‫‪)1977‬‬

‫األبحاث العربية‪:‬‬

‫‪ -‬عدنان عبداهلل عبيدات‪ ،‬التنافس السياسى فى الدولة العباسية بين التيارين الفارسى والعربى ‪187-170‬هـ‪802-786 /‬م‬
‫"والية العهد أنموذجا"‪ ،‬مجلة الجامعة اإلسالمية للبحوث اإلنسانية ُمجلد ‪ ،25‬عدد ‪ )2017( 2‬ص ص‪174-157 .‬‬

‫‪ -‬هانى محمد الجواهرة القحطانى‪ :‬تحليل بنيوى للعمارة اإلسالمية‪ :‬االحتواء‪ ،‬الظهور‪ ،‬التحول‪ ،‬الطبقات‪ ،‬التكرار‪ ،‬ودورها‬
‫فى تكوين العمارة اإلسالمية‪ ،‬المجلة العربية للعلوم اإلنسانية‪ُ ،‬مجلد ‪ ،25‬العدد ‪ )2007( 98‬ص ص‪51-11 .‬‬

‫المراجع العربية‪:‬‬

‫‪ -‬أحمد فكرى‪ :‬مساجد القاهرة ومد ارسها‪ :‬العصر الفاطمى‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثانية (القاهرة‪ :‬دار المعارف‪)2008 ،‬‬

‫‪ -‬أحمد فكرى‪ :‬مساجد القاهرة ومدارسها‪ :‬العصر األيوبى‪ ،‬الجزء الثانى‪ ،‬الطبعة الثانية (القاهرة‪ :‬دار المعارف‪)2008 ،‬‬

‫‪ -‬أيمن فؤاد سيد‪ :‬الدولة الفاطمية فى مصر‪ :‬تفسير جديد (القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪)2007 ،‬‬

‫‪ -‬حامد عبدالسالم زهران‪ِ :‬علم النفس االجتماعى‪ ،‬الطبعة الخامسة (القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪)1984 ،‬‬

‫‪77 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫‪ -‬حسن عبدالوهاب‪ :‬تاريخ المساجد األثرية‪ ،‬جزءان (القاهرة‪ :‬دار الكتب المصرية‪)1945 ،‬‬

‫‪ -‬حسن الباشا‪ :‬الفنون اإلسالمية والوظائف على اآلثار العربية‪ 3 ،‬أجزاء (القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪)1966-1965 ،‬‬

‫‪ -‬زكى محمد حسن‪ :‬فنون اإلسالم‪ ،‬الطبعة األولى (القاهرة‪ :‬مكتبة النهضة المصرية‪)1948 ،‬‬

‫‪ -‬سعاد ماهر محمد‪ :‬مساجد مصر وأولياؤها الصالحون‪ 5 ،‬أجزاء ( القاهرة‪ :‬المجلس األعلى للشئون اإلسالمية‪)2012 ،‬‬

‫‪ -‬عب دالعزيز محمد الشناوى‪ :‬األزهر جامعا وجامعة‪ ،‬جزءان (القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪)2013 ،‬‬

‫‪ -‬سيدة اسماعيل الكاشف‪ :‬الجامع األزهر ودوره فى نشر الثقافة العربية اإلسالمية‪ :‬مقالة ضمن كتاب تاريخ المدارس فى‬
‫مصر اإلسالمية (القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪)2000 ،‬‬

‫‪ -‬محمد عبدالستار عثمان‪ :‬سامرائيات‪ :‬فصول فى التخطيط العمرانى والمنشآت المعمارية فى مدينة سامراء (‪267-221‬هـ‪/‬‬
‫‪880-836‬م) تفسير جديد‪ ،‬الطبعة األولى (اإلسكندرية‪ :‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪)2022 ،‬‬

‫‪ -‬محمد محمد أمين‪ :‬األوقاف والحياة االجتماعية فى مصر (‪648-923‬هـ‪1517-1250 /‬م)‪ :‬دراسة تاريخية وثائقية‬
‫(القاهرة‪ :‬دار الكتب والوثائق القومية‪)2014 ،‬‬

‫‪ -‬محمد عبداهلل عنان‪ :‬تاريخ الجامع األزهر (القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪)2012 ،‬‬

‫‪ -‬محمد عبدالستار عثمان‪ :‬نظرية الوظيفية بالعمائر الدينية المملوكية الباقية بمدينة القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى (اإلسكندرية‪:‬‬
‫دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪)2005 ،‬‬

‫المعجم الوسيط‪ ،‬الطبعة الرابعة (القاهرة‪ :‬مكتبة الشروق الدولية‪)2004 ،‬‬


‫‪ -‬مجمع اللغة العربية‪ُ :‬‬

‫المعجم الوجيز‪ ،‬طبعة خاصة بو ازرة التربية والتعليم (القاهرة‪ :‬الهيئة العامة لشئون المطابع األميرية‪،‬‬
‫‪ -‬مجمع اللغة العربية‪ُ :‬‬
‫‪)2002‬‬

‫المراجع األجنبية المترجمة‪:‬‬

‫‪ -‬عبدالرحمن عزام‪ :‬صالح الدين واعادة إحياء المذهب السنى‪ ،‬ترجمة قاسم عبده قاسم‪ ،‬الطبعة الثانية (قطر‪ :‬مؤسسة قطر‬
‫للنشر‪)2013 ،‬‬

‫‪ -‬بيارد دودج‪ :‬األزهر فى ألف عام‪ ،‬ترجمة‪ :‬حسين فوزى النجار (القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪)2010 ،‬‬

‫الرسائل العلمية األجنبية‪:‬‬

‫‪- Ahmed Magdy Abdelgawwad Salem: A Comparative Study between the Madrasa and the‬‬
‫‪Khanqa in Mamluk Egypt (648-923/1250-1517), a master thesis (Suez Canal University:‬‬
‫)‪Faculty of Tourism and Hotels, 2016‬‬

‫‪78 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
84-55 ‫ ص‬،‫م‬2022 ،3 ‫ العدد‬،22 ‫) المجلد‬JAAUTH( ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

- Amy Whittier Newhall: The Patronage of the Mamluk Sultan Qāʼit Bay (872-901/1468-
1496), a doctorate thesis (Harvard University: The Graduate School of Arts and Sciences,
1987)

- Heba Sheta, The Interpretation of Islamic Art and Architecture of Cairo in European Paintings
in the 9th Century, a master thesis (American University of Cairo: School of Humanities and
Social Sciences, 2017),

:‫األبحاث األجنبية‬

- Nasser Rabbat, Al-Azhar Mosque: An Architectural Chronicle of Cairo’s History, Muqarnas,


Vol. 13 (1996), PP. 45-67

- R. Stephen Humphreys, The Expressive Intent of the Mamluk Architecture of Cairo: A


Preliminary Essay, Studia Islamica, Vol. 35 (1972), PP. 69-119

:‫المراجع األجنبية‬

- Doris Behrens Abouseif: Cairo of the Mamluks: A History of the Architecture and its Culture
(Cairo: American University in Cairo press, 2007)

- Doris Behrens Abouseif: The Minarets of Cairo (Cairo: American University in Cairo press,
2010)

- Oleg Grabar: The Formation of Islamic Art, 3rd edn (London: Yale University Press, 1978)

79 | P a g e
https://jaauth.journals.ekb.eg/
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫األشكــــــال‪:‬‬

‫المدرسة الطيبراسية‬

‫المدرسة األقبغاوية‬

‫المدرسة الجوهرية‬

‫(شكل رقم‪ )1 :‬مسقط أفقى يوضح تخطيط الجامع األزهر وإلحاق المدارس به فى العصر المملوكى من قِبل األمراء‪.‬‬

‫نقال بتصرف عن‪ :‬مركز تسجيل اآلثار بالقلعة‬

‫‪80 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫(شكل رقم‪ )2:‬رسم توضيحى يُظهر الفارق فى االرتفاع والحجم بين مئذنتى قايتباى والغورى باألزهر‬

‫نقال بتصرف عن‪:‬‬

‫‪Doris Behrens Abouseif: The Minarets of Cairo, p. 109‬‬

‫‪81 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫اللوحــــات‪:‬‬

‫(لوحة رقم‪ )3:‬توضح سقف صحن المدرسة األقبغاوية والشخشيخة‪.‬‬ ‫(لوحة رقم‪ )1:‬توضح محراب المدرسة الطيبراسية وما به من زخارف‪.‬‬

‫تصوير الباحث‬ ‫تصوير الباحث‬

‫(لوحة رقم‪ )2:‬توضح تخطيط المدرسة األقبغاوية من الداخل‪ .‬تصوير الباحث (لوحة رقم‪ )4:‬توضح تخطيط المدرسة الجوهرية من الداخل‪ .‬تصوير الباحث‬

‫(لوحة رقم‪ )5:‬توضح التركيبة الرخامية بقبة المدرسة الجوهرية‬

‫تصوير الباحث‬

‫‪82 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
‫(‪ )JAAUTH‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪2022 ،3‬م‪ ،‬ص ‪84-55‬‬ ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

‫(لوحة رقم‪ )7:‬توضح مئذنة قانصوه الغورى باألزهر‪ .‬تصوير الباحث‬ ‫(لوحة رقم‪ )6:‬توضح مئذنة قايتباى باألزهر‪ .‬تصوير الباحث‬

‫(لوحة رقم‪ )8:‬توضح الفارق فى االرتفاع بين مئذنتى قايتباى‬

‫والغورى باألزهر‪( .‬ال ُتقطت هذه الصورة قبل عام ‪1887‬م)‬

‫نقال عن‪:‬‬

‫‪Heba Sheta, The Interpretation of Islamic Art and‬‬

‫‪Architecture of Cairo in European, P. 118‬‬

‫‪83 | P a g e‬‬
‫‪https://jaauth.journals.ekb.eg/‬‬
84-55 ‫ ص‬،‫م‬2022 ،3 ‫ العدد‬،22 ‫) المجلد‬JAAUTH( ‫أحمد مجدى سالم وآخرون‬

The Influence of Competitive Between Emirs and Sultans on the


Architecture of al-Aẓhar Mosque in Mamluk Era

Ahmad M. Salem, Muhammad A. Osman, Hebatullah M. Fathy.

Email: ahmed_salem@tourism.suez.edu.eg

ARTICLE INFO Abstract

Keywords: Al-Aẓhar mosque was built from the beginning to be a home for Shiite
jurisprudences and its rituals during the Fatimid state. When Ṣalāḥ al-
Competitive; al-Aẓhar Dīn had come to power, he deliberately removed the rituals of Fatimid
Mosque; Emirs; state and its doctrinal effects: abolishment of Friday sermon was one
Sultans; Mamluk era. of the policies of Ṣalāḥ al-Dīn. Therefore, al-Aẓhar mosque was
neglected for a hundred years. Fortunately, its architecture was revived
during Mamluk era where emirs and sultans competed to return its
splendor. The aim of this research is to Reveal the manifestations of
(JAAUTH) rivalry between Mamluk sultans and emirs as a general culture through
Vol. 22, No. 3, the written heritage represented in primary sources and heritage books.
(2022) It proves the impact of rivalry on prosperity and creativity of al-
pp. 55-84 Azhar's architecture whether this rivalry is between sultans
themselves, sultans and emirs, or among emirs themselves. shed light
on the influence of competitive among emirs and sultans on the
architecture of al- Aẓhar mosque. It illustrates which architectural
unites added as a result of this competitive. It was used historical,
descriptive, deductive and measurement approach in preparing this
study. The study revealed that competitive is one of the reasons for
prosperity of the mamluk architecture, especially the architecture of
Aẓhar mosque through mamluk era in Egypt.

84 | P a g e
https://jaauth.journals.ekb.eg/

You might also like