Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

2021 /06/ 16 / 3 ‫ ع‬10 ‫ المجلد‬/2‫) ج وهران‬Journal of Social and Human Science Studies( ‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية‬

ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دراسة حول فينومينولوجية هوسرل وميرلوبونتي‬
Study on the Phenomenology of Husserl and Merleau-Ponty
،‫ الفلسفة‬:‫ الامنذج واملامرسات‬،‫ البنيات‬،‫ الانساق‬: ‫املختبر‬ ‫فلسفة غربية‬ Latti Hadj Ahmed *‫التي حاج أحمد‬
/‫ وهران‬/‫ العلوم االجتماعية‬/‫العلوم الاجامتعية والرتمجة‬ ‫حديثة ومعاصرة‬ Latti.hajahmed@univ-oran2.dz
‫الجزائر‬
.2 ‫ جامعة وهران‬،‫كلية العلوم االجتماعية‬ ‫فلسفة‬ Pr. Drasse Sharazade ‫ دراس شهرزاد‬.‫أد‬
derras.oran2@gmail.com
DOI : 10.46315/1714-010-003-011
2021/06/16 :‫ النشر‬2020/11/06 :‫ القبولإ‬2020/06/10 :‫ا إلإرسال‬
)‫إ(عربية إ‬:‫ملخص‬
‫ بتجاوز مرحلة الحداثة التي بدأت مع الفيلسوف االملاني‬،‫عادة ما يربط مؤرخي الفلسفة ظهور املناهج النقدية املعاصرة‬
،‫ وبالتالي انتقال الفلسفة من الفكر النسقي الى فكر الالنسق‬،‫نيتشه الذي قام بتقويض التراث الفكري والفلسفي القديم‬
‫ من بينها املنهج الفينومينولوجي الذي غالبا ما يرتبط‬،‫واتضحت معالم البدء الجديد مع ظهور املناهج الفلسفية املختلفة‬
‫ جعل من‬،‫ بحيث أسهم في تكوين علم جديد داخل الفلسفة األملانية‬.)Edmund Husserl(‫اسمه مع ادموند هوسرل‬
‫) يحاولون االستعانة بهذا املنهج من اجل‬Maurice merleau ponty(‫الفالسفة الفرنسيين أمثال موريس ميرلوبونتي‬
‫ قراءة ميرلوبونتي لهوسرل تجعله يبدا مقدمة‬...‫ اللغة وغيرها‬،‫ الوجود‬،‫فهم العديد من املشكالت الفلسفية كمشكلة االدراك‬
‫ بسؤال اساس ي ومهم ما هي الفينومينولوجيا؟ اذ سنحاول في مقالنا‬phenomenologie de la perception‫كتابه‬
.‫التعريف بفينومينولوجية هوسرل وموريس ميرلوبونتي‬
‫إ إ‬.‫إالفينومينولوجيا؛ األشياء ذاتها؛ االنطولوجيا؛ الجواهر؛ الجسد‬:‫كلماتإمفتاحية‬
Abstract: (English)
Philosophy historians usually link the emergence of contemporary critical approaches, bypassing the stage of
modernity that began with the German philosopher Nietzsche, who undermined the ancient intellectual and
philosophical heritage, and thus the transition of philosophy from systemic thought to the thought of
harmony, and the features of the new initiation became evident with the emergence of different philosophical
approaches, including the curriculum. A phenomenologist whose name is often associated with Edmund
Husserl. So that he contributed to the formation of a new science within German philosophy, he made French
philosophers like Maurice Merleau Ponty try to use this approach in order to understand many philosophical
problems such as the problem of perception, existence, language and so on ... Merleau-Ponty's reading of
Husserl makes it an introduction. His book, Phenomenology de la Perception, asked a basic and important
question: What is Phenomenology? In our article, we will try to introduce the phenomenology of Husserl and
Maurice Merleau-Ponty. Keywords : Phenomenology; The same things; Ontology; Gems; The body.

Latti.hajahmed@univ-oran2.dz :‫ الباحث ال ُمرسل‬-*

113
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪2021 /06/ 16 / 3‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إ‪-1‬املقدم إة) ‪:(l’introduction‬إ إ‬
‫يطلق املؤرخون على االتجاهات واملذاهب الفلسفية واملناهج التي ظهرت في بداية القرن ‪ 20‬تقريبا‬
‫اسم الفلسفة املعاصرة)‪ ،(philosophie contemporain‬وهذا للتمييز بين فلسفات عصرنا‬
‫وفلسفات الحداثة )‪(les philosophie modern‬التي تبدأ منذ اللحظة الديكارتية إلى غاية آخر‬
‫بأن فلسفته هي الفلسفة الشاملة التي‬ ‫فيلسوف نسقي‪ ،‬أقصد هاهنا هيغل )‪(Hegel‬الذي اعتقد ّ‬
‫تتضمن جميع الفلسفات‪ ،‬اغلبية املؤرخين لتاريخ الفلسفة أمثال "ايميل بريهيه" يعتبرون ّأن‬
‫نيتشه هو أول فيلسوف معاصر أقام شبه قطيعة مع التراث الكالسيكي‪ ،‬والتاريخ الفلسفي الذي‬
‫ّ‬
‫بدى وكأنه غارق في امليتافيزيقا التي لم يتخلص منها‪ ،‬لتبدأ مرحلة فلسفات الالنسق والتأسيس‬
‫للمناهج‪ .‬أين ظهرت على يد فالسفة كبار‪ .‬ولعل أبرز هذه املناهج‪ :‬الفينومينولوحيا‪ ،‬التأويلية‪،‬‬
‫البنيوية‪ ....،‬وغيرها من الفلسفات‪.‬‬
‫وموضوعنا في هذه الورقة البحثية‪ ،‬إعطاء القارئ حوصلة حول فلسفة هوسرل وميرلوبونتي‪ ،‬كما‬
‫نحاول تسليط الضوء على أحد هذه املناهج وهو املنهج الفينومينولوجي الذي عاد للواجهة بفضل‬
‫أعمال الفيلسوف الفرنس ي موريس ميرلوبونتي)‪( Maurice merleau ponty‬الذي طرح سؤال يتعلق‬
‫أن فينومينولوجية ميرلوبونتي‬ ‫أن هناك من يعتقد ّ‬ ‫أساسا حول ما هية الفينومينولوجيا‪ ،‬بحيث ّ‬
‫مثل فينومينولوجية هوسرل‪ ،‬من هنا سنستعين باملنهج الفينومينولوجي والتحليلي للعودة إلى‬
‫هوسرل ومعالجة اإلشكالية التالية‪ :‬ما هي التحوالت التي عرفتها الفينومينولوجيا منذ لحظة‬
‫هوسرل إلى ميرلوبونتي؟‬
‫‪ -2‬العرض‪:‬‬
‫‪ -1‬األزمة والبحث عن نقطة البدء ‪:‬‬
‫ستعرف سنة ‪ 1900‬ثورة ضد املثالية األملانية كما رأى برتراند راسل( الخولي‪)231 ،200 ،‬ـ وإذا‬
‫تساءلنا ملاذا بالضبط في هذه السنة بالذات ؟ ستكون ببساطة اإلجابة بسبب ظهور نص " ابحاث‬
‫منطقية ‪les recherches logique‬الذي يقوم فيه هوسرل بالتدشين للفلسفة الفينومينولوجية‪.‬‬
‫أن كلمة فينومينولوجيا كان‬ ‫وبالتالي االنشقاق عن املثالية األملانية التقليدية‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫لها استخدامات قديمة‪ ،‬فأول من استخدم املصطلح هو "يوهان هنريش المبرت"‪ ،‬ثم "ايمانويل‬
‫كانط" في كتابه " املباديء امليتافزيقية األولى لعلم الطبيعة" ثم في كتابه" نقد العقل الخالص"‪،‬‬
‫وهذا للتمييز بين الفينومين والنومين‪ ،‬إذ يقول" كذلك يجب االحتراز من عد الظاهرة والظاهر‬
‫شيئا واحدا"(كانت‪)185 ،1989 ،‬‬
‫في عام ‪ 1807‬يصدر كتاب بعنوان" فينومينولوجيا الروح"‪ phénoménologie de l’esprit‬لألملاني‬
‫هيغل‪ ،‬تجدر اإلشارة الى ان هيغل يلعب دورا حاسما في تاريخ الفلسفة بحيث قام جان هيبوليت‬
‫‪114‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪2021 /06/ 16 / 3‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ ،)Jean Hyppolite‬الذي عرف نفسه من خالل ترجمته األولية لكتاب فينومينولوجيا‬
‫الروح)‪ ،(phénoménologie de l’esprit‬منذ ذلك الحين بنشر "تكوين وبنية لظواهر الروح"‪،‬والتي‬
‫ستجعله بالتأكيد خطوة حاسمة في الدراسات الهيغلية في فرنسا‪ ،‬هيبوليت يعتقد بان فلسفة‬
‫هيغل لها من األهمية مثلها مثل فلسفة ارسطو في القرون الوسطى‪ .‬في نفس السياق يرى‬
‫أن هيغل )‪(Hegel‬هو أصل كل ما كان عظيما في الفلسفة خالل القرن املاض ي ‪ -‬على‬ ‫ميرلوبونتي ّ‬
‫سبيل املثال ‪ ،‬املاركسية ‪ ،‬نيتشه ‪ ،‬الفينومينولوجيا األملانية والوجودية ‪،‬التحليل النفس ي‬
‫)‪ ،(Maurice, 1966, 75‬نجد هيغل يستخدم كلمة الفينومينولوجيا استخداما مخالفا لهوسرل‪،‬‬
‫إذ يستعملها للداللة على التجليات املختلفة للروح والتي تتخذ شكل فقرة مطلقة داخل الوجود‪،‬‬
‫وفيه تشمل عدة مستويات متدرجة في املعرفة الحدسية املباشرة إلى املعرفة العقلية الشاملة‪،‬‬
‫مرورا باملستويات املختلفة للفكرة املطلقة‪ ،‬وما تشهده من تناقضات وصراعات(مخلوف‪،2013 ،‬‬
‫‪ّ )25‬أما عند هوسرل فهي وسيلة لبلوغ األرض املوعودة (أرض األنا الترستندنتالي ( ‪Ego‬‬
‫‪.)transcendantal‬‬
‫ترى "الفينومينولوجيا أن افتقاد العلم لألسس اإلنسانية وابعاد الوعي اإلنساني بمنزلة خطر‬ ‫ّ‬
‫داهم يهدد الحضارة "(الخولي‪ )234 ،2000 ،‬وكأن هوسرل يتنبأ بما سيحدث مستقبال من انعراج‬
‫العلم وفقدانه لكل معنى إنساني‪ ،‬هذا من خالل املوقف الطبيعي املمجد لكل نزعة موضوعية‬
‫(‪ )subjectivité‬ومتنكر لكل من يحمل صبغة إنسانية أو ذاتية او فردية تعود وتؤسس للذات وعلى‬
‫ـأن تشق طريقا جديدا مختلف للعلوم اإلنسانية يقيلها من عثرتها‬ ‫"هذا تعمل الفينومينولوجيا على ّ‬
‫ّ‬
‫ويحقق تقدمها املأمول ويبطل ّردها إلى العلوم الطبيعية أو اتباع طريقها"(الخولي‪)235 ،2000 ،‬‬
‫ينتقد هوسرل النصوص الفلسفية القديمة لكبار الفلسفة‪ ،‬في ّأنها لم تؤسس لنقطة البدء‬
‫الجقيقية للفلسفة‪ ،‬باستثناء العلوم الطبيعية والعلوم اإلنسانية التي وجدت لها طريق نحو‬
‫العلمية وحققت استقاللها‪" ،‬أما الفلسفة(‪ )...‬كما كانت من قبل‪ ،‬تفتقر إلى طابع العلم‬
‫الدقيق"(هوسرل‪)23 ،2004 ،‬ـ إذ أصبحت الفلسفة أو العلم تعاني من أزمة املعنى والتوجهإاألولىإ‬
‫بسببإ العلمإ الذيإأصبحإإفيإانفصالإعنإالقضاياإ املصيريةإلإلنسان‪.‬إإ إوعجزهإ عنإمنحإ معنىإ‬
‫لإلنسانإ والعالمإ علىإ حدإ سواء‪.‬إ ّأماإ مشكلةإ إالتوجه إ‪،‬إ إفبسببإ التنكرإ للعقلإ الفلسفيإ‬
‫أن هوسرل يحس بعمق األزمة‬ ‫إوالتشكيكإفيهإوفيإقدرةإمبادئهإعلىإتوجيهإهذاإالعقل ‪ .‬يبدو لنا ّ‬
‫التي آلت إليها الفلسفة‪ ،‬من هنا سيحاول البحث عن نقطة البدء الجديدة‪ ،‬لتصحيح املسار‬
‫الفلسفي‪ .‬واألمر يحتاج حسبه الى إيجاد أداة تساعد على حل هذه املفارقات التي أصابت الفكر‬
‫ّ‬
‫والفلسفة‪ .‬فتاريخ الفلسفة ال ينبغي أن نقبله على أنه معطى جاهز ويقيني ‪.‬ومن هنا يثير مشكلة‬
‫املنهج األمر الذي جعله يطرح سؤاال أساسيا في كتاب تأمالت ديكارتية" ‪»méditation‬‬
‫‪115‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪2021 /06/ 16 / 3‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫» ‪ cartésienne‬كيف يمكن لي أن أجد منهجا يوضح لي الطريق الذي أسير إليه للوصول إلى العلم‬
‫الحقيقي‪(husserl,1953, p02) ." savoir véritable‬ـ هذا األمر سيجعله يدخل في حوار عميق مع‬
‫تاريخ الفلسفة‪ .‬ليتوقف عند ديكارت ‪Descartes ،‬الذي هو أول من تنبه للمشكلة‪ ،‬والحاجة املاسة‬
‫للمنهج‪ ،‬وفلسفة جديدةـ يمكن أن تكون كنقطة بدء‪ .‬إ‬
‫يقول في محاضرة فرايبورغ عام ‪ "1917‬لقد عادت الحاجة تلح إلى فلسفة جديدة تماما‪ ،‬فلسفة‬
‫ال تعيد إنتاج النهضة‪ ،‬بل تعيد استجالء املشكلة الفلسفية بشكل جذري‪ .‬مسلطة الضوء من‬
‫جديد على معانيها وأفكارها الرئيسية‪ :‬لكي تنفذ إلى األرضية األولى التي يجب أن تصاغ على أساسها‬
‫ّ‬
‫املشكالت"(عادل‪ )92 ،2017 ،‬واألمر لن يتحقق إال بفضل علم جديد يسميه " الفينومينولوجيا"‪.‬‬
‫هذا املنهج الذي يختلف كلية عن مناهج العلوم الوضعية التي هذه العلوم نجدها تقدس النزعة‬
‫املوضوعية‪ ،‬وتتنكر لكل نزعة ذاتية‪ .‬إذ يريد هوسرل في محاضرة فرايبورغ ّأن يشرح ماهية هذه‬
‫الفلسفة فيقول‪ " :‬عن هذه الفينومينولوجيا الخالصة أريد أن أتحدث"(عادل‪)92 ،2017 ،‬‬
‫لم يؤسس هوسرل منهجه دون العودة إلى السابقين عليه‪ ،‬فتكوين هوسرل على يد أستاذه فرانز‬
‫برنتانو ‪ Franz Brentano‬وكذا صديقه الكسيس ماينونج سيجعل من آرائهم‪ ،‬أرضية من أرضيات‬
‫ّ‬
‫انطالقه‪ .‬إذ أنه لم يفترق عن أستاذه بل بقي وفيا له إلى غاية وفاته سنة ‪1911‬ـ الـأمر الذي ساعده‬
‫في تكوين نظرة متأنية لألشياء‪ .‬سيما في مجال علم النفس‪ .‬ومعروف عن فرانز برنتانو استخدامه‬
‫أن هناك عالقة بين الذات‬ ‫لفكرة القصدية ‪ l’intentionnalité‬التي أخذها منه تلميذه‪ ،‬التي تعني ّ‬
‫واملوضوع‪ " ،‬كلمة القصدية ال تدل على ش يء آخر سوى على هذه الخاصية االساسية والعمومية‪،‬‬
‫التي يتسم بها الوعي في أن يكون وعيا بأمر ما‪ ،‬وفي أن يحمل في ذاته‪ ،‬بصفته فعال تفكريا‪ ،‬ما يتناوله‬
‫بالتفكر"(‪ )Husserl, 1985, 185‬ومن هنا سيقوم بأنهاء الصراع الكالسيكي بين املذاهب املثالية‬
‫التي تعطي األولوية للعقل والفكر على املوضوع‪ ،‬واملذاهب التجريبية التي تعطي أولوية للموضوع‬
‫وبنياته‪ ،‬على الفكر والعقل متناسيين العالقة التي تجمع كليهما وهو األمر الذي تفطن إليه أيضا‬
‫ايمانويل كانط وفلسفته النقدية‪ .‬من خالل التأسيس ملشروعه الفلسفي‪ .‬وبالتالي سيتخذ قاعدة‬
‫هي العودةإإلىإاألشياءإذاتها “‪ ””Retour aux choses mêmes‬وسيدعو إليها في كتاباته‪.‬‬
‫تتخذ الفينومينولوجيا شعار" العودة إلى األشياء عينها" كنداء للعودة إلى الواقع‪ ،‬في مقابل‬
‫الهوس النقدي وطغيان الوضعية ‪ّ positivité‬إنها عودة إلى املباشر‪ ،‬ولكن مباشر متحرر من كل ما‬
‫أن هذه الدعوى لم تكن في صميمها سوى‬ ‫يلوثه من مفاهيم ونظريات( فولشيد‪)154 ،2011 ،‬ـ كما ّ‬
‫مجرد "رفض لشتى األنظار امليتافزيقية"(إبراهيم‪ ،‬دت‪ )342 ،‬فامليتافزيقا عبر تاريخها قد حجبت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الحقيقة كما يرى هايدغر‪ ،‬وكأنه على حسب هوسرل ال توجد حقيقة إال عبر تحليل خبرة الوعي‬
‫وتجلياته‪ ،‬إذ "ينبغي تحليل معطيات الشعور نفسها على نحو ما نعيشه في صميم خبرتنا‪ ،‬دون‬
‫‪116‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪2021 /06/ 16 / 3‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التقيد باي رأي سابق ودون األخذ بأي تفسير مؤقت"(إبراهيم‪ ،‬دت ‪ ،)342 ،‬واالكتفاء فقط بالوعي‬
‫فإن االتجاه الوضعي‪ ،‬أفرغ العلوم من معناها وجوهرها‪ .‬وبالتالي الدعوة‬ ‫الخالص‪ .‬بالنسبة إليه ّ‬
‫لوضعية جديدة‪ ،‬وضعية تحافظ على معنى االنسان لهذا يقول" "نحن علماء الفينومينولوجيا‪،‬‬
‫وكأن الفينومينولوجيا جاءت لتطهير وتنقية التلوث‬ ‫ّإننا الوضعيون الحقيقيون")‪ّ (Husserl, p69‬‬
‫الذي أصاب النزعات الوضعية والوعي‪ ،‬قد نتساءل ملاذا الوعي بالضبط؟ الن الوعي لديه قابلية الن‬
‫يسيطر عليه الظن والوهم والتخيالت‪ ،‬تجعله ينغمس في هذه التمثالت ويعتبرها كحقائق‬
‫ومسلمات ازلية لذلك تسعى الفينومينولوجيا الى تنقية هذا الوعي‪.‬‬
‫ّ‬
‫يميز هوسرل بين املوقف الطبيعي واملوقف الفينومينولوجي في أن األول يتناس ى العودة إلى‬
‫األشياء عينها وهو ما يمثله في كتابه" أفكار ممهدة لعلم الظاهريات الخاص والفلسفة الظاهراتية"‬
‫بقوله " ففي املوقف الطبيعي نحقق ببساطة كل األفعال نحققها باألفعال التي بفضلها يوجد‬
‫العالم بالنسبة إلينا‪ ،‬ونعيش على نحو ساذج في اإلدراك والتجريب (‪ )...‬ـ ّأما في املوقف الظاهرياتي‬
‫ّ‬
‫فإننا نعطل بمقتض ى الكلية املبدئية تحقيق مثل هذه األوضاع الفكرية"(هوسرل‪،2011 ،‬‬
‫‪)133 132‬‬
‫من هنا يمكننا القول أن الفينومينولوجيا‪ phénoménologie‬إحدى أهم الحركات‬ ‫ّ‬
‫الفلسفية في القرن العشرين ‪،‬أسسها إدموند هوسرل بداية القرن ولها أتباع كثيرون في الوقت‬
‫الراهن‪ ،‬منهم مورتس جيجر‪ ،‬الكسندر لفيندر‪ ،‬ماكس شيلر‪ ،‬أوسكار بيكر(تدهوندرتش)‪.‬دليل‬
‫أكسفورد للفلسفة ‪ ،‬ص ‪ )706‬تتكون كلمة "فينومينولوجيا" من مقطعين‪ Phénomène :‬وتعني‬
‫الظاهرة‪ ،‬و‪ Logie‬وتعني الدراسة العلمية ملجال ما‪ ،‬وبذلك يكون معنى الكلمة العلم الذي يدرس‬
‫الظواهر‪ ،‬وتعني في أصلها اللغوي الالتيني ((علم الظواهر)) ويترجمها البعض في اللغة العربية‬
‫بكلمة ((الظاهراتية)) لكن الترجمة الحرفية للكلمة الالتينية وهي األكثر شيوعا وأدق استعماال من‬
‫غيرها‪ ،‬ويقصد بها العلم الذي يكتفي بدراسة الظواهر املتبدية في الشعور (الوعي)‪ ،‬دراسة‬
‫وصفية‪ ،‬مع تحليل الشعور وكشف حقيقة أفعال اإلدراك ومكوناتها"(سماح‪ ،‬د ت‪)95 ،‬‬
‫ّ‬
‫تجدر اإلشارة إلى أنه ينبغي التمييز بين ‪ phénoménisme‬الذي هو مذهب يقول بعدم وجود ش يء‬
‫سوى الظواهر‪ ،‬والفينومينولوجيا ‪phénoménologie‬التي هي دراسة وصفية ملجموعة ظواهر‪،‬‬
‫كما تتجلى في الزمان واملكان وهي تختلف عن العلم الذي يدرس أسبابها وقوانينها‪ ،‬وتقال بصفة‬
‫خاصة على مذهب هوسرل ومنهجه(الالند‪ ،)973 ، 2001،‬ما يهمها هو املاهية » ‪« essence‬‬
‫والعودة إلى األشياء ذاتها‪ ،‬لدراسة الظواهر دراسة دقيقة وصارمة كما تتبدى للوعي ومن ثم "يقوم‬
‫حد ذاتها أو وضعها بين قوسين‪ ،‬ثم إعادة بنائها عن‬ ‫املنهج الفينومينولوجي على تعليق الظاهرة في ّ‬
‫طريق تحليلها كما هي معطاة للوعي‪ ،‬أي من حيث هي خبرة شعورية مندرجة في الزمان"(الخولي‪،‬‬
‫‪117‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪2021 /06/ 16 / 3‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ )235 ،2000‬كما تتمثل مهمة الفينومينولوجيا في وصف الظواهر بكل دقة والبحث في نمط ظهور‬
‫أي ش يء كان(قارة‪ )34، 1998،‬أو كما يرى بول ريكور" في الحقيقة ظهرت الفينومينولوجيا بعد أن‬
‫وضعت بين قوسين بصفة مؤقتة أو نهائية مسالة الكينونة‪ ،‬للبحث في نمط ظهور األشياء كمشكلة‬
‫مستقلة"(‪(Ricoeur, 2004, 114‬‬
‫بأن الفينومينولوجيا هي طريقة‪ ،‬أو كيفية السترجاع مكانة الفلسفة كعلم كلي‬ ‫يعتبر هوسرل ّ‬
‫بأنها مذهب‪ ،‬إذ يقول في كتابه ‪ :‬فكرة الفينومينولوجيا ‪idée de‬‬ ‫(منهج) عكس ما يروج له البعض ّ‬
‫‪"la phénoménologie‬الفينومينولوجيا‪[:‬لفظ] يدل على علم ونظام من امليادين العلمية‪ ،‬غير ّأن‬
‫((الفينومينولوجيا)) تدل كذلك وفي األصل على منهج وعلى موقف للفكر‪(( :‬موقف الفكر‬
‫الفلسفي)) بخاصة‪ ،‬و((املنهج الفلسفي)) بخاصة"(هوسرل‪ )56 ،2009 ،‬كما يصف فلسفته ّ‬
‫بأنها‬
‫ديكارتية جديدة‪ nouveau cartésienne‬تنطلق من الش يء الذي غيبه ديكارت بحيث يقول في كتابه‬
‫ّ‬
‫''تأمالت ديكارتية " » ‪« méditation cartésienne‬إن كان ديكارت قام بأعظم اكتشاف فإنه لم‬
‫يدرك معناه الخاص أي معنى الذاتية الترستندنتالية (املتعالية)‪ subjectivité transcendantal‬ولم‬
‫يمر إلى املمر املؤدي إلى الفلسفة الترستندنتالية الحقيقية ‪la philosophie transcendantal‬‬
‫ّ‬
‫" ‪ ) Husserl, , .,sd p 21( véritable‬بمعنى اخر ما يعاب على ديكارت أنه عزل األنا عن موضوعه‪،‬‬
‫وجعل الذات تعود إلى نفسها‪ ،‬ولم يفكر في البحث عن املاهيات بواسطة التعليق املاهوي قصد‬
‫املسك بالجوهر الترستندنتالي الذي ليس ماثل أمامنا‪ ،‬بحيث " ال يقوم الفينومينولوجي على البحث‬
‫في املاهيات التي لها مناظر متحقق بالفعل‪ ،‬بل يمتد إلى البحث أيضا في املاهيات التي ليس لها‬
‫مناظر عيني‪ ،‬مثل املوضوع بوجه عام ‪ l’objet en général‬أو أي موضوع كان(بدوي ‪ ،1970 ،‬ص‪:‬‬
‫‪)133 132‬‬
‫‪ -2‬ميرلوبونتيإقارئاإللفينومينولوجياإ‪ :‬إ‬
‫موقف ميرلوبونتي من فينومينولوجيا هوسرل سيأخذ طريقا آخر عكس سارتر الذي غرق في‬
‫ّ‬
‫املفاهيم اإلنطولوجية عن الوعي‪ ،‬إذ أنه انتقده في مسالة وجود ذات ترستندنتالية خلف الوعي هي‬
‫ّ‬
‫التي تتحكم في املوضوعات‪" .‬لهذا رأى سارتر أنه ليس هناك ذات فقط ألجل الوعي‪ ،‬فالذات تبقى‬
‫هناك في الخارج ّأما الوعي فليس فيه ش يء"(توفيق‪ )202 ،2016 ،‬لكن رغم هذا النقد فقد بقي‬
‫سارتر هوسرليا أكثر من هوسرل نفسه‪ .‬ولم يستطع أن يكشف عن اشتباك الوعي بعامله في فعل‬
‫املعرفة "(توفيق‪)201 ،2016 ،‬‬
‫سيحاول ميرلوبونتي "تطوير وصف هوسرل ملشكلة اتصال الوعي بعامله دون تورط قي مفاهيم‬
‫بأن كتابات هوسرل املتأخرة‬ ‫سارتر اإلنطولوجية عن الوعي"(توفيق‪ )202 ،2016 ،‬إذ ّأنه الحظ ّ‬
‫بدأت تبتعد عن مفهوم الذات الترستندنتالية‪ ،‬وتتجه أكثر إلى الوجود وعالم املعيش‪ ،‬األمر الذي‬
‫‪118‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪2021 /06/ 16 / 3‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ّ‬
‫جعل بعض املفكرين يفترض أنه تاثر بتلميذه هايدغر‪ ،‬وهو تفسير طبعا محل جدال بين مؤيد‬
‫ومعارض(باكويل‪ )187 ،186 ،2018 ،‬خصوصا توتر العالقة التي بدات بين هايدغر وهوسرل بعد‬
‫إصراره على مواقف "الكينونة والزمان" » ‪ « être et temp‬لطاملا أشار ميرلوبونتي في نصوصه إلى‬
‫ّ‬
‫فضل هوسرل في التأسيس للفينومينولوجيا إذ يقول في كتابه" العالمات" "‪" signe‬أننا نريد أن‬
‫نبحث في الالمفكر فيه عند هوسرل" (بن سباع‪ ،2012،‬ص‪88:‬‬
‫لقد ترك لنا ميرلوبونتي مؤلفات مهمة جدا أدخلته ميدان الفينومينولوجيا‪ ،‬وأخص بذكر كتابه‬
‫"فينومينولوجيا اإلدراك" )‪ (la phénoménologie de la perception‬الذي قام فيه بالتأسيس‬
‫أن ما يقصده من كلمة اإلدراك الحس ي ليس اإلدراك‬ ‫ملشروعه الفلسفي‪ ،‬وينبغي التنويه هاهنا إلى ّ‬
‫التي تتناوله السيكولوجيا‪ .‬لذلك يقول في كتابه املرئي والالمرئي )‪( visible et l’invisible‬بشأن هذه‬
‫أن ما يمكن أن نعتبره ك((سيكولوجيا)) في (فينومينولوجيا‬ ‫أبين ّ‬ ‫املسألة "يجب أن أقول ّأنه علي أن ّ‬
‫االدراك الحس ي )هو في حقيقة األمر انطولوجيا"( ميرلوبونتي‪ ،)276 ،2008 ،‬تلخص نظرته‬
‫للفلسفة والحياة اإلنسانية في نهاية كتابه " فينومينولوجيا اإلدراك" يقول‪ " :‬أنا بنية سيكولوجية‬
‫وتاريخية‪ ،‬بالوجود العيني‪ ،‬تلقيت طريقة كياني الحالي أو أسلوبه‪ ،‬وكل أفكاري وأسلوبي مرتبط‬
‫بهذه البنية‪ .‬وحتى فكر الفيلسوف ليس سوى إال طريقة إلبراز فهمه للعالم الذي هو كل ما يكون‬
‫ّ‬
‫عليه الفيلسوف‪ .‬وأنا حر ليس رغم هذه الدوافع أو دونها‪ ،‬وإنما بواسطتها‪ .‬فهذه الحياة الهادفة ال‬
‫تحد تمكني من العالم‪ ،‬بل هي وسيلتي للتواصل معه") باكويل‪ ،2019 ،‬ص‪(294 :‬فمهمة "‬
‫الفيلسوف ان يعرف ويقيم اتصال مع االدراك‪ ،‬وكيف يقيم عالقة مع الوجود بهدف جعل من‬
‫املمكن القيام بتحليل جديد (‪.) Maurice Merleau-Ponty , 1968, p 11‬‬
‫يرفض ميرلوبونتي جميع الفلسفات الكالسيكية التي بنت الثنائيات بين الفكر واملادة‪ ،‬العقل‬
‫أن هذه النظرة تعود جذورها إلى الفلسفة‬ ‫والجسم‪ ،‬معتبرا ّأنها تجعل الجسد ش يء منحط‪ .‬والواقع ّ‬
‫اليونانية‪ ،‬أين كانوا يرون ان عقاب النفس هو الجسد وهو سجنها الذي لوثها‪ ،‬فأفالطون نظر إلى‬
‫ّ‬
‫الجسد أنه زائل وهو مرتبط بعالم الحس‪ .‬املتغير الفاني في مقابل عالم املثل ‪ idéal‬الذي هو عالم‬
‫الفكر والعقل‪ ،‬كما امتدت هذه الثنائية بين النفس‪-‬جسد إلى غاية الفلسفة الحديثة خصوصا مع‬
‫ّ‬
‫ديكارت وكانط باستثناء فريدريك نيتشه'" الذي اعتبر الجسد بأنه العقل الكبير"‪ ،‬فبحلول اللحظة‬
‫الحداثية الديكارتية التي جعلت العقل أحد اهم مقوالت الحداثة وباإلمكان تأسيس الذات كذاتية‬
‫أن اإلنسان هو مركز الكون‪ ،‬إذ في هذه النقطة وهنا تكمن أصالة فلسفة‬ ‫متعالية على العالم‪ ،‬و ّ‬
‫ميرلوبونتي الثورة على هذا التقليد الفلسفي القديم " لتثبت وحدتنا الوجودية والجسم وحدتنا‬
‫الوجودية والعالم‪ ،‬هذا اإلثبات هو أساس الوصف الفينومينولوجي في نظرية اإلدراك الحس ي"(‬
‫موريس ميرلوبونتي‪ ، ،‬دط‪،‬دت ص‪)15 :‬‬
‫‪119‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪2021 /06/ 16 / 3‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ّ‬
‫يتفق ميرلوبونتي مع هوسرل في مسالة قصور الكوجيتو الديكارتي‪ ،‬بحيث إن االعتماد على‬
‫ألن اإلنسان يبقى حبيس نفسه وفي كتابه‬ ‫الكوجيتو في عملية اإلد اك يجعل املعرفة ناقصة‪ ،‬ذلك ّ‬
‫ر‬
‫فينومينولوجيا اإلدراك يستخدم كلمة "االنسان الباطني" ‪ l’homme intérieur‬لوصف الكوجيتو‬
‫ّ‬
‫الديكارتي‪ ،‬ويرى أنه بعيد كل البعد عن إدراك الحقائق فيقول‪ :‬الحقيقة ال تسكن االنسان‬
‫ّ‬
‫الداخلي‪ ou plutôt ،‬إجماال ليس هناك إنسان داخلي‪ ،‬فاإلنسان في العالم وال يعرف ذاته إال في‬
‫العالم‪(merleau ponty, 1945, 11)"،‬و بالتالي اذا كانت قصدية ‪ l’intentionnalité‬هوسرل تربط‬
‫فإن قصدية ميرلوبونتي تربط اإلنسان بالعالم ككل وليس املوضوع وحده‪..‬‬ ‫الذات باملوضوع‪ّ ،‬‬
‫حينما يتحدث ميرولونتي عن الكوجيتو ال يتحدث عن كوجيتو فردي ينكشف فيه وجود الذات‬
‫من خالل الفكر كما رأى ديكارت‪ ،‬بل التحدث عن كوجيتو وجودي يكشف لي منذ البداية عن‬
‫[وجود في العالم] و[ووجودي مع األخرين] (زكرياء‪،‬د‪،‬ت ‪ )514 ،‬هذا اآلخر يوجد معي في العالم‬
‫وأتواصل معه‪ّ " ،‬إن اآلخر واألنا يشكالن وحدة واحدة في العالم الحقيقي " ( ‪merleau ponty,‬‬
‫ّ ّ‬
‫أن االتصال بين الذوات محكوم بحكم تلك العالقة التي تربطنا بعالم مشترك‪ .‬وليس‬ ‫‪ )1945, p10‬و‬
‫من شأن وجودية ميرلوبونتي أن تعيد إلينا ((حضورنا امام االخرين فحسب))‪ ،‬بل هي تعيد أمامنا‬
‫((حضورنا أمام االخرين))أيضا(زكرياء‪ ،‬دت‪.)519 ،‬و بالتالي هو يعارض كلية الصديق القريب‬
‫البعيد وأقصد ها هنا جون بول سارتر صديقه في مجلة األزمنة الحديثة التي انفصل عنها بسبب‬
‫أن العالقة التي تجمعني أنا‬ ‫معارضته لبعض التوجهات التي أصبحت تنتهجها‪ ،‬فسارتر اعتبر ّ‬
‫كذات بالغير كموضوع‪ ،‬ال يمكن أن تخرج عن أمرين اثنين‪ّ " :‬إما أن أجعل من نفس ي ((ذاتا))‬
‫ّ‬
‫فأحيل اآلخر إلى ((موضوع)) و ّإما أن أنظر إلى ((اآلخر)) على أنه ((ذات)) فأدعه يحيلني إلى‬
‫ّ‬
‫((موضوع)) (زكرياء‪ ،‬دت‪ ،)519 ،‬وبالتالي إنه ال يمكنني أن أحيل اآلخر إلى موضوع وليس بإمكان‬
‫اآلخر أن يحيلني إلى موضوع‪ .‬فنحن لدينا وجود مشترك مع اآلخرين مبني على أساس التواصل‬
‫ّ‬
‫واملشاركة واالتحاد ‪.‬‬
‫نجده كذلك ينتقد أهم خطوة من خطوات املنهج الفينومينولوجي والتي يسميها "الرد‬
‫الفينومينولوجي" ‪réduction phénoménologie la‬الذي أعطاها هوسرل العديد من النصوص‬
‫ّ‬
‫والكتابات‪ .‬إذ تكمن أهمية هذا الرد في الحصول على أكبر قدر من املوضوعية‪ ،‬إنه "العودة إلى‬
‫الوعي املتعالي الذي يجعل العالم ينكشف بصورة شفافة ومطلقة")‪(merleau ponty, 1945, p10‬‬
‫ّ‬
‫يعيب على هوسرل اعتبار أنه يمكننا استخدام الرد الفينومينولوجي بصفة مطلقة وهذا األمر ال‬
‫يمكن له أن يتحقق أبدا‪ ،‬كما ّأن الرد الفينومينولوجي سيتحول مع ميرلوبونتي من صيغة لفلسفة‬
‫مثالية إلى صيغة لفلسفة وجودية‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪2021 /06/ 16 / 3‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يحتل الجسد مكانة مهمة داخل فينومينولوجية ميرلوبونتي ‪ ،‬وهو األمر الذي غيبه هوسرل نهائيا‬
‫أن مشروعه" يريد اكتشاف من يحرك ويدعم عمليات التفكير‪ ،‬والذي يتبين‬ ‫في فينومينولوجيته‪ .‬إذ ّ‬
‫أن تحليل الجسد هو املؤسس لكل الحياة غير الواعية للشعور‪ .‬ووصف اإلدراك دون أحكام‬ ‫له ّ‬
‫مسبقة‪ ،‬ومنه العودة إلى الجسد باعتباره تعبيرا وتجل" (سواريت وآخ‪ ،)177 ،2009 ،‬في كتابه"‬
‫فينومينولوجيا اإلدراك" يميز بين الجسد املوضوعي » ‪ « corps objectif‬الذي له وجود الش يء‬
‫‪ chose‬والجسد الحيوي وأخيرا الجسد الفينومينولوجي الذي يظهر في ذاته وبذاته ويؤدي جميع‬
‫وظائفه داخل العالم ‪le corps phénoménal (qui est désormais appelé chair (Dupond.‬‬
‫)‪ ، 2001, p9‬ومصطلح الجسد عند ميرلوبونتي يقابل مصطلح ‪ leib‬عند هوسرل ويقصد‬
‫به"الجسد الحي" النشيط في مقابل "الجسد املوضوعي" ويطلق عليه ميرلوبونتي تسميات عدة منها"‬
‫الجسد الخالص" ‪ le corp propre‬والجسد الظاهر‪(corp phénoménal‬زروقي‪)149 ،2009 ،‬‬
‫يواصل ميرلوبونتي املشروع الهوسرلي في جعل الفينومينولوجيا تخطو أولى خطواتها‪ ،‬إقامة أرضية‬
‫متعالية ترتد إليها كل املعارف بغية جعل الفلسفة علما دقيقا‪ ،‬ينبغي أن يؤسس على إعطاء قيمة‬
‫أكبر للكوجيتو بدل املوضوع‪ .‬التي تجمعه عالقة قصدية تجعل الوعي هو الذي يسيطر دائما‬
‫واملوضوع هو التابع له‪،‬‬
‫ّ‬
‫في نظر ميرلوبونتي‪ :‬لقد أخطأ هوسرل في جعل املاهيات منفصلة عن الواقع‪ ،‬بحيث أنها ذات كيان‬
‫متعالي‪ ،‬فبعد قيامنا بالرد الفينومينولوجي نحصل على الجوهر أو ايديتيك ‪ ،eidétique‬إذ ال ينبغي‬
‫أن نجعل املاهية هي موضوع الفلسفة فقط‪ ،‬بل هي فقط وسيلة‪ ،‬إذ يقول" ّإن ضرورة املرور‬
‫أن الفلسفة نتخذها كموضوع‪ ،‬بل على العكس تعني ّأن وجودنا راسخ تماما في‬ ‫بالجواهر ال تعني ّ‬
‫العالم للتعرف على ذاته في اللحظة التي يرمي نفسه فيها في العالم‪ ،‬هذا الوجود يحتاج إلى حقل من‬
‫املثالية لكي يعرف ويغزو تصنعه" (ميرلوبونتي‪)12 ،1998 ،‬هذا النسيان يجعل من سؤال الوجود‬
‫منسيا دائما وغير مهم وهو األمر الذي يرفضه كذلك مارتن هايدغر‪ ،‬لكن ميرلوبونتي يعطي الدور‬
‫الكبير للغة‪ ،‬فهي التي تحفظ املاهيات وتعطيها صبغة وجودية مع العالم‪ ،‬ليست املاهيات فقط من‬
‫يريد التحدث بل كذلك األشياء لها كلمتها‪ ،‬وهذا هو الش يء الذي أهمله هوسرل كذلك‪.‬‬
‫يتساءل ميرلوبونتي عن سبب تخلف الفينومينولوجيا في إنشاء نفسها‪ ،‬ويربط هذه املسالة أساسا‬
‫"فإن تحليلنا للنصوص الفلسفية لن يفيد في ش يء‬ ‫باالعتماد على التفسير والتأويل بدل الوصف‪ّ ،‬‬
‫ألننا ال نجد في النصوص إال ماكتبه الفالسفة وحده تاريخ الفلسفة بحاجة إلى تأويل ان تطلب‬
‫األمر التأويل"(موريس ميرلوبونتي‪ )12 ،1998،‬فال يمكننا بلوغ الفينومينولوجيا إال عندما نعود إلى‬
‫أنفسنا " فالفينومينولوجيا ال نبلغها إال بطريقة وكيفية فينومينولوجية" ‪(merleau ponty,‬‬
‫)‪ phenomenlogie de la perception, p08‬فإذا كان هدف الفينومينولوجيا ضبط املفاهيم‪،‬‬
‫‪121‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪2021 /06/ 16 / 3‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ضبط الجواهر ‪ c’est l’étude des essence‬فإن هذه الجواهر ليست منفصلة عن الواقع الحس ي‬
‫الذي خرجت منه‪ ،‬وعلى هذا األساس عمل ميرلوبونتي على " إعادة الجواهر الى الوجود(الحي)"و‬
‫إعادة تصورها متجسدة في العالم املعيش(خليل قويعة‪ ،2019 ،‬ص‪ )102 :‬وهذا ما يعرف عند‬
‫هوسرل بالفينومينولوجيا الوصفية ‪phénoménologie descriptive‬‬
‫يتساءل أيضا في كتاباته عن املعرفة‪ ،‬ما معنى أن يعرف االنسان ؟ لتجيب نصوصه أن يعرف‬
‫االنسان هو أن يتاخم العالم ويعيش ويتفاعل معه(خليل قويعة‪ )102:،2019‬عكس ما ذهب إليه‬
‫بأن العالم هو ش يء داخلي‪ .‬إذ أ ّن عبارة العودة‬ ‫كل من ديكارت والفالسفة الكالسيكيين الذي أوا ّ‬
‫ر‬
‫إلى األشياء ذاتها‪ ،‬ليست ماهيات هوسرل وال دزاين هايدغر‪ ،‬بل "العودة إلى العالم الذي تعيش فيه‬
‫قبل املعرفة التي نتناولها من خالل اللغة‪ ،‬فال وجود إلنسان داخلي‪ ،‬فاإلنسان يوجد في العالم وهو‬
‫في العالم يعرف"( املرجع نفسه‪ )103 ،‬لهذا فنحن ذات وعالم وجسد‪ ،‬األمر الذي جعله يعطي‬
‫مكانة مهمة للجسد داخل فينومينولوجيته اإلدراكية‪ ،‬ألنه هو الذي احتك به في العالم‪ ،‬فالحقيقة‬
‫ف ي الفترة املعاصرة أصبح هناك اهتمام كبير بالجسد‪ ،‬إذ هو الذي يجعل الغير يحكم عليا من‬
‫خالله‪ ،‬من خالل النظرة األولى وهنا يستعمل ميرلوبونتي مفهوم الرؤية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ينبغي ّأن ال نضيع وقتنا في البحث عن وجود العالم‪ ،‬آلنه سؤال ساذج وغير مجدي "فالعالم هو‬
‫ذلك الذي ندركه" ‪le monde est cela que nous percevons(Maurice Merleau-Ponty, 1945,‬‬
‫)‪ ، p17‬يجعل ميرلوبونتي السؤال عن جوهر اإلدراك هو بداية الحقيقة‪ ،‬دون الفصل بين الذات‬
‫واملوضوع أي بين املثالي والواقعي واملنهج املستخدم ها هنا هو الفينومينولوجيا‪ ،‬يرى البعض ّأن‬
‫ميرلوبونتي كان هايدغريا بامتياز في هذه املشكلة‪ ،‬إذ نالحظ حضورا قويا لجملة "الحضور في‬
‫أن فينومينولوجيته بحاجة إلى تصحيح املسار فعال‪،‬‬ ‫العالم" إذ كان على د اية بعد قراءته لهوسرل ّ‬
‫ر‬
‫أن مفهوم(الوجود‪-‬في‪-‬العالم) لم‬ ‫أو تعد استكماال ملا بداه هوسرل‪ ،‬على ّأن البعض االخر قد أى في ّ‬
‫ر‬
‫إال في املرحلة املتأخرة من حياته الفكرية نظرا ّ‬ ‫ّ‬
‫ألنها كانت ذات توجهات هيدجرية( بدر الدين‪،‬‬ ‫ينبثق‬
‫أ‪)235 ،2017 ،‬‬
‫‪ -‬خاتمةإ‪:‬إ إ‬
‫مما سبق يتضح لنا أن الفلسفة املعاصرة حاولت إحداث شبه قطيعة مع الفلسفات السابقة‬ ‫ّ‬
‫سواء اليونانية أو السكوالئية أو الحديثة‪ .‬هذا من خالل دراسة املواضيع الكالسيكية بكيفيات‬
‫ومناهج جديدة والتفتيش في تاريخ الفلسفة عن الش يء الالمفكر فيه‪ .‬وهذا من خالل التأسيس‬
‫ملناهج جديدة من بينها املنهج الفينومينولوجي‪.‬‬
‫تكمن أهمية الفينومينولوجيا في شعارها الذي يحمل داللة ايتيقية لكل باحث وشغوف إلى‬
‫املعرفة‪ .‬لكل باحث ال يريد التكاسل وصنع نفسه‪ ،‬وصنع فكر أصيل خاص به وليس مجرد تقليد‬
‫‪122‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪2021 /06/ 16 / 3‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ملن سبقه‪ .‬أي أن يتعلم أن يفكر ضد وليس مع‪ .‬وهذا السر الذي تتمتع به الفلسفة ‪PARADOX‬‬
‫واالختالف وتقبل الرأي والرأي املخالف‪ .‬واملنهج الفينومينولوجي يجعل الباحث دائما يفتش في‬
‫النصوص والتاريخ الفلسفي الذي ال يزال ملف ملغم‪ ،‬ينتظر من الباحث أن يفككه ويبحث ما وراء‬
‫ألن التاريخ مكتوب بكلمات تقف خلفها ذلك البعيد‬ ‫الكلمات التي تحمل الكينونة بلغة هايدغر‪ّ .‬‬
‫الذي يحتاج ليكون قريب‪ .‬البعيد الذي يحتاج ألن نطلق العنان ألذاننا لكي نستمع له وهذا جعل‬
‫هايدغر يقول‪ :‬الكينونة هي ما اشد قربا واشد بعدا ‪.‬‬
‫أسئلة‪ :‬الحرية‪ ،‬اللغة‪ ،‬الوجود‪ ،‬املوت‪ ،‬الغير‪ ،‬الوعي ‪ ..........‬الزالت تشكل ألغازا منذ اللحظة‬
‫البابلية أين تعلمنا ملحمة جلجامش درسا في العودة وطرح األسئلة األصيلة التي تهم اإلنسان‪.‬‬
‫بهدف معرفة ماهيته في الحياة‪ .‬والتفتيش عن الدزاين بلغة هايدغر والجسد الخاص بلغة‬
‫ميرلوبونتي كي ال يفنى‪.‬‬
‫ألن مشكلة نجاحها أم ال‪ ،‬هي مشكلة‬ ‫نقطة أخرى تحسب للفينومينولوجيا وهي ّأنها حاولت‪ّ - ،‬‬
‫ّ‬
‫أخرى‪، -‬أن تشتغل عن األزمة التي أملت باإلنسان‪ ،‬أزمة سببها املناهج العلمية التي تقص ي كل ذاتية‬
‫التي جردت اإلنسان من انسانيته ونظرت إليه نظرت تشييئية‪.‬‬
‫أن امتداد الفينومينولوجيا سواءا الفرنسية أو األملانية هو تطوير لهذا املنهج الذي استطاع‬ ‫كما ّ‬
‫أن يؤسس أرضية صلبة أخرجت العديد من الفالسفة مثل ‪ :‬بول ريكور‪ ،‬جون لوك ماريون‪ ،‬جورج‬
‫غادامير وغيرهم‪ .‬والدليل على ذلك تأسيس مخابر علمية خاصة بالفينومينولوجيا داخل الحقل‬
‫الفلسفي‪.‬و العلمي والسيكولوجي حتى ان هناك طريقة عالج بالفينومينولوجيا الطبية‪.‬‬

‫قائمةإاملصادرإ إواملراجعإ إ‪ :‬إ‬


‫إ‬
‫‪-‬‬ ‫‪Heidegger, (sans date), les problèmes fondamentaux de la phénoménologie, paris, Gallimard‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Husserl, méditation cartésienne et les conférence de paris, trad : peiffer, et Levinas, paris, j.vrin‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Maurice merleau ponts, (1966) sens et no sens, (paris) Galimard‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Maurice merleau ponty, (1964), visible et l’invisible , paris, Edition Gallimard.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Maurice merleau–Ponty ,(1945), la phénoménologie de la perception, paris, édition Gallimard.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Maurice Merleau-Ponty,(1968), résume de cours Collège de France 1952-1960., Edition‬‬
‫‪Galimard.‬‬
‫‪- Paul Ricoeur,(2004), a l’école de la phénoménologie, paris, libraire philosophique‬‬
‫‪ -‬جمال مفرج‪ ،‬وآخرون‪ )2009( ،‬الطريق الى الفلسفة (دراسات في مشروع ميرلوبونتي الفلسفي)‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫منشورات االختالف‪.‬‬
‫‪ -‬ادموند هوسرل‪ ،)2011( ،‬أفكار ممهدة‪ ،‬ترجمة أبو يعقوب املرزوقي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬جداول للنشر والتوزيع‬
‫‪ -‬ادموند هوسرل‪( ،‬د ت)‪ ،‬تأمالت ديكارتيةـ القاهرة مصر‪ ،‬دار املعارف‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪2021 /06/ 16 / 3‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬ادموند هوسرل‪ ،)2004(،‬الفلسفة علما دقيقا‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬املجلس األعلى للثقافة‪.‬‬
‫‪ -‬ادموند هوسرل‪ ،)2009(،‬فكرة الفينومينولوجيا‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬املنظمة العربية للترجمة‪.‬‬
‫‪ -‬أنطوان خوري‪ ،)1984( ،‬مدخل الى الفلسفة الظاهراتية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار التنوير للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ -‬بدوي عبد الرحمن‪ ،)1970(،‬مدخل جديد الى الفلسفة‪ ،‬الكويت‪ ،‬وكالة املطبوعات‪.‬‬
‫‪ -‬تدهوندرتش‪ ،‬دليل أكسفورد للفلسفة ‪،‬ترجمة ‪،‬نجيب الحصادي‪ ،‬املكتب الوطني للبحث والتطوير‬
‫‪،‬الجماهيرية العربية الليبية‪.‬‬
‫‪ -‬حسن حنفي‪ (1990)،‬الفكر الغربي املعاصر‪(،‬الطبعة الرابعة)‪ ،‬املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‬
‫‪ -‬خليل قويعة‪ )2009( ،‬العمل الفني وتحوالته بين النظر والنظرية (محاولة في إنشائية النظر)‪ ،‬املركز العربي‬
‫لألبحاث ودراسة السياسات‪(.‬الكتروني)‬
‫‪ -‬سارة باكويل‪ ،)2019( ،‬على مقهى الوجودية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ، ،‬دار التنوير للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ -‬سعيد توفيق‪ ،)2016(،‬الخبرة الجمالية (دراسة في فلسفة الجمال الظاهراتية)‪( ،‬الطبعة الثانية)‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الدار املصرية اللبنانية‬
‫‪ -‬عمانوئيل كانت‪ )1989( ،‬نقد العقل املحض‪ ،‬ترجمة‪ :‬موس ى وهبة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬مركز االنماء القومي‪.‬‬
‫‪ -‬فؤاد كامل‪ ،)1993(،‬اعالم الفكر الفلسفي املعاصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الجيل‬
‫‪ -‬محمد سامح رافع‪( ،‬د ت)‪ ،‬مذاهب الفلسفية املعاصرة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬مكتبة مدبولي‪.‬‬
‫‪ -‬محمد سامح رافع‪ ،‬الفينومينولوجيا عند هوسرل‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة‬
‫‪ -‬موريس ميرلوبونتي‪)2008( ،‬املرئي والالمرئي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪ ،‬املنظمة العربية للترجمة‪.‬‬
‫‪ -‬موريس ميرلوبونتي‪( ،‬د ت)‪ ،‬العين والعقل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر ‪ ،‬منشاة املعارف باإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -‬نبيهة قارة‪ ،)1998( ،‬الفلسفة والتأويل‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنشر‬
‫‪ -‬يمنى طريف الخولي‪ ،)2000(،‬فلسفة العلم في القرن العشرين‪ ،‬الكويت‪ ،‬املجلس الوطني للثقافة والفنون‬
‫واآلداب‬
‫االطروحات‪:‬‬
‫‪ -‬محمد بن سباع‪،‬فينومينولوجيا ميرلوبونتي بين املعرفة والوجود‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫العلوم‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬اشراف‪ :‬جمال مفرج سنة ‪2013/2012‬‬
‫‪ -‬مخلوف سيد احمد‪ ،‬التصور الفينومينولوجي للغة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‪ ،‬جامعة‬
‫وهران‪ ،‬اشراف‪ :‬الزاوي الحسين ‪2012/2011‬‬
‫‪ -‬نادية بونفقة‪ ،‬دور الرد الفينومينولوجي في مشروع هوسرل‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجسيتر‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬اشراف‪ :‬عبد الرحمن بوقاف‪1998/1997 ،‬‬
‫املوسوعات‪:‬‬
‫‪- Dupond,(2001) Le vocabulaire de Merleau-Ponty, Paris-France, Ellipses Edition Marketing,‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمن بدوي‪ ،)1984( ،‬املوسوعة الفلسفية الكاملة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬املؤسسة العربية للدراسات‬
‫والنشر‪.‬‬
‫‪ -‬الالند اندري‪ ،)2001( ،‬موسوعة الالند الفلسفية‪ ،‬باريس‪ ،‬منشورات العويدات (الطبعة الثانية)‪.‬‬

‫‪124‬‬

You might also like