بحث حول انواع العقوبات وتدابير الامـن في القانون

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 5

‫بحث قانوني قيم عن انواع العقوبات وتدابير االمـن في القانون‬

‫المبحث األول‪:‬عموميـات على العقوبات‬


‫المطلب األول‪:‬التصنيف النوعي للعقوبات في القانون الجزائري*‬
‫‪.‬الفرع األول ‪ :‬العقوبة األصلية –‬
‫‪ .‬الفرع الثاني ‪ :‬العقوبة التكميلية –‬
‫المطلب الثاني‪:‬التصنيف الموضوعي للعقوبات في القانون الجزائري*‬
‫الفرع األول ‪ :‬العقوبة البدنية (اإلعدام) –‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬العقوبة السالبة للحرية –‬
‫‪ .‬الفرع الثالث ‪ :‬العقوبة المالية –‬
‫‪ .‬الفرع الرابع ‪ :‬العقوبة السالبة للحقوق –‬
‫‪.‬المطلب الثالث‪ :‬األعذار والظروف في العقوبات*‬
‫الفرع األول ‪ :‬األعذار القانونية الفرع –‬
‫‪.‬الفرع الثاني ‪ :‬الظروف المخففة والظروف المشددة –‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التــدابير األمنيــة‬
‫‪ .‬المطلب األول‪ :‬طبيعة التدابير وعالقتها بالعقوبة*‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع التدابير األمنية في القانون الجزائري*‬
‫‪.‬المطلب الثالث‪:‬انعكاسات التدابير األمنية على الحريات الشخصية*‬
‫‪ .‬الفرع األول ‪ :‬االنعكاسات المباشرة –‬
‫‪ .‬الفرع الثاني ‪ :‬االنعكاسات غير المباشرة –‬

‫‪:‬مقـدمـة‬

‫يأخذ الجزاء الجنائي صورتين هما العقوبة وتدابير األمن أو تدابير االحتراز ‪ ،‬وإلى وقت غير بعيد كانت العقوبة هي الصورة‬
‫الوحيدة للجزاء الجنائي ‪ ،‬إذ يعود تدابير األمن إلى منتصف القرن ‪ 19‬فقط ‪ ،‬ويرجع الفضل في ذلك إلى المدرسة الوضعية التي أتت‬
‫‪ .‬بهذه الفكرة (تدابير األمن) لمواجهة الخطورة الكامنة في شخص الجاني منعا لوقوع الجريمة أو تكرارها‬
‫وتتعدد العقوبات التي نص عليها القانون ويمكن تقسيمها إلى عدة تصنيفات حسب المعيار الذي يستند إليه الشارح ‪ ،‬فقد يستند إلى‬
‫جسامة العقوبة أو موضوعها أو نوعها أو مدتها …‪ .‬ومنه يكمن طرح التساؤل اآلتي ‪ :‬ما هي أنواع العقوبات المقررة في القانون‬
‫الجزائري ؟ وماهي تصنيفاتها ؟ وما طبيعة التدابير األمنية وعالقتها بالعقوبة ؟‬
‫ومن هذا المنطلق قسمنا بحثنا إلى مبحثين‪ :‬فتناولنا في األول عموميات عن العقوبات من تصنيفها سواء نوعيا أو موضوعيا‪ ،‬إلى‬
‫‪.‬األعذار في العقوبات‬
‫أما المبحث الثاني فقد تطرقنا إلى التدابير األمنية‪ ،‬حيث أشرنا إلى طبيعة هذه التدابير ثم أنوعها‪ ،‬إلى انعكاسات التدابير على الحرية‬
‫‪.‬الشخصية‬

‫المبحث األول ‪ :‬عموميات على العقوبات‬

‫المطلب األول ‪ :‬التصنيف النوعي للعقوبات في القانون الجزائري‬

‫‪ .‬وقد تناول هذا التصنيف قانون العقوبات في المواد من ‪ 15‬إلى ‪ 18‬إذ يقسمها إلى قسمين عقوبات أصلية وأخرى تكميلية‬
‫‪.‬نشير هنا فقط إلى أن العقوبات التبعية تم إلغاؤها بموجب القانون ‪ 23 – 06‬في المواد ‪8 -7 -6‬‬

‫‪:‬الفرع األول ‪ :‬العقوبة األصلية‬


‫وتكون كذلك إذا صدر الحكم بها دون أن تلحق بها أية عقوبة أخرى وهي تعتبر جزاءا رئيسا وأصيال للجريمة ‪ ،‬وتختلف في كل من‬

‫الجنايات والجنح إذ لكل منها عقوبتها األصلية الخاصة بها ‪ ،‬وتختلف أيضا من الشخص الطبيعي إلى الشخص المعنوي‬
‫أوال‪:‬العقوبات المطبقة على األشخاص الطبيعية‬
‫‪ :‬فتكون في مواد الجنايات‬
‫‪.‬اإلعدام‪-‬‬
‫‪.‬السجن المؤبد‪-‬‬
‫‪.‬السجن المؤقت لمدة تتراوح بين ‪ 5‬سنوات و‪ 20‬سنة‪-‬‬
‫‪ :‬وتكون في مادة الجنح‬
‫‪ .‬الحبس لمدة تتجاوز شهرين إلى ‪ 5‬سنوات ما عدا الحاالت التي يقرر فيها القانون حدود أخرى‪-‬‬
‫‪ .‬الغرامة التي تتجاوز ‪ 20.000‬دج‪-‬‬
‫‪ :‬أما في مادة المخالفات‬
‫الحبس من يوم واحد على األقل إلى شهرين على األكثر‪-‬‬
‫الغرامة من ‪ 2000‬إلى ‪-20.000‬‬
‫كما تقرر المادة ‪ 5‬مكرر المضافة بالقانون ‪( 23-06‬إن عقوبات السجن المؤقت ال تمنع من الحكم بعقوبة غرامة )‪-‬‬
‫كما تجدر اإلشارة أيضا هنا إلى المادة ‪ 5‬مكرر ‪ 1‬والمضافة بالقانون ‪ 01-09‬التي تنص على أن (أنه يمكن للجهات القضائية أن‬
‫تستبدل عقوبة الحبس المنطوق بها بقيام المحكوم عليه بعمل للنفع العام بدون أجرى لمدة تتراوح بين ‪ 40‬و ‪ 600‬ساعة بحساب ‪2‬‬
‫‪:‬ســا عن كل يوم حبس في أجل أقصاه ‪ 18‬شهرا لدى شخص معنوي من القانون العام) وذلك بتوفر الشوط اآلتية‬
‫إذا كان المتهم غير مسبوق قضائيا‪-‬‬
‫إذا كان المتهم يبلغ ‪ 16‬سنة على األقل وقت إرتكاب الوقائع المجرمة‪-‬‬
‫إذا كانت العقوبة المقررة للجريمة ال تتجاوز ‪ 3‬سنوات حبس‪-‬‬
‫إذا كانت العقوبة المنطوق بها ال تتجاوز سنة حبس‪-‬‬
‫كما يجب أن ال تقل مدة العمل للنفع العام المنطوق بها في حق القاصر عن ‪ 20‬سـا وال تزيد عن ‪ 300‬سـا كما يجب أن يتم النطق‬
‫بها في حضور المحكوم عليه ويتعين ن الجهة القضائية قبل النطق بها إعالمه بحقه في قبولها أو رفضها والتنويه بذلك في‬
‫الحكم‪،‬وفي حالة إخالل المحكوم عليه بااللتزامات المترتبة على هذه العقود بدون عذر جدي يخطر قاضي تطبيق العقوبات النيابة‬
‫‪ .‬العامة التخاذ اإلجراءات الالزمة لتنفيذ عقوبة الحبس المحكوم بها عليه‬
‫‪ :‬ثانيا‪ :‬العقوبات المطبقة على األشخاص المعنوية‬
‫‪ :‬وتقررها المادة ‪ 18‬مكرر معدلة بالقانون ‪ 23-06‬ففي مواد الجنايات والجنح‬
‫الغرامة التي تساوي من ‪ 1‬مرة إلى ‪ 5‬مرات الحد األقصى للغرامة المقررة للشخص الطبيعي في القانون الذي يعاقب على الجريمة‪-‬‬
‫أما بالنسبة للمخالفات فهي نفس العقوبة كما أشارت إليه المادة ‪ 18‬مكرر ‪ 1‬المضافة بالقانون ‪15-04‬‬
‫وفي الحالة التي ينص القانون على عقوبة الغرامة بالنسبة للشخص الطبيعي سواء في الجنايات أو الجنح فقد أشارت المادة ‪-18‬‬
‫مكرر ‪ 2‬المضافة للقانون ‪ 23-06‬إلى كيفية تقدير الغرامة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬العقوبة التكميلية‬


‫هي عقوبات إضافية أو ثانوية تابعة لعقوبة أصلية ال يجوز الحكم بها منفردة كما نصت على ذلك الفقرة الثالثة من المادة ‪ 4‬من قانون‬
‫‪.‬العقوبات فيما عدا الحاالت التي يقررها القانون صراحة‬
‫‪ :‬وقد حددتها المادة ‪ 9‬من قانون العقوبات‬
‫الحجر القانوني ‪ -2‬الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية والمدنية العائلية ‪ -3‬تحديد اإلقامة أو المنع منها ‪ -4‬المصادرة الجزئية‪1-‬‬
‫لألموال‬
‫المنع المؤقت من ممارسة مهنة أو نشاط ‪ -6‬إغالق المؤسسة ‪ -7‬اإلقصاء من الصفقات العمومية ‪5-‬‬
‫الحظر من إصدار الشيكات و‪ /‬أو إستعمال بطاقات دفع ‪ -9‬تعليق أو سحب رخصة السياقة أو إلغاؤها مع المنع من إستصدار ‪8-‬‬
‫‪ .‬رخصة جديدة ‪ -10‬سحب جواز سفر‪ -11‬نشر أو تعليق حكم أو قرار اإلدانة‬
‫‪ :‬أما فيما يخص الشخص المعنوي فقد حددتها المادة ‪ 18‬مكرر السالفة الذكر وتكون بعقوبة واحدة أو أكثر وهي‬
‫حل الشخص المعنوي ؛‪-‬‬
‫غلق المؤسسة أو أحد فروعها لمدة ال تتجاوز ‪ 5‬سنوات ؛‪-‬‬
‫اإلقصاء من الصفقات العمومية لمدة ال تتجاوز ‪ 5‬سنوات ؛‪-‬‬
‫المنع من مزاولة نشاط أو عدة أنشطة مهنية أو إجتماعية نهائيا أو لمدة ال تتجاوز ‪ 5‬سنوات؛‪-‬‬
‫مصادرة الشيء الذي أستعمل في الجريمة أو نتج عنها ؛‪-‬‬
‫نشر أو تعليق حكم اإلدانة ؛‪-‬‬
‫‪ .‬الوضع تحت الحراسة القضائية لمدة ال تتجاوز ‪ 5‬سنوات‪-‬‬
‫‪ .‬المطلب الثاني ‪ :‬التصنيف الموضوعي للعقوبات في القانون الجزائري‬
‫وتصنف العقوبات حسب الموضوع الذي تحل به العقوبة إلى عقوبات بدنية وأخرى سالبة للحرية وعقوبات مالية و أخرى سالبة‬
‫‪ .‬للحقوق‬
‫الفرع األول ‪ :‬العقوبة البدنية (اإلعدام)‬
‫يعتبر اإلعدام عقوبة أصلية تقرره القوانين ألخطر الجرائم وهو – اإلعدام – إزهاق روح المحكوم عليه واستئصاله من المجتمع وفق‬
‫‪ .‬إجراءات محددة سلفا‬
‫‪ .‬نشير هنا إلى أنه قد أوقف العمل بهذه العقوبة في الجزائر منذ سنة ‪ 1994‬و تستبدل بعقوبة السجن‬

‫‪ .‬الفرع الثاني ‪ :‬العقوبة السالبة للحرية‬


‫العقوبة السالبة للحرية أو المانعة لها تعني السجن بنوعيه المؤبد والمؤقت والحبس وهي العقوبات التي يتحقق اإليالم فيها عن طريق‬
‫حرمان المحكوم عليه من حقه في التمتع بحريته إما نهائيا أو ألجل معلوم يحدده الحكم الصادر باإلدانة وقد أخد المشرع الجزائري‬
‫‪ .‬بهذه العقوبات في أغلب الجرائم تتفاوت في مقدارها من جنايات إلى الجنح إلى المخالفات‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬العقوبة المالية‬


‫أوال ‪ :‬الغرامة كعقوبة أصلية بدورها يقررها القانون في جميع أنواع الجرائم وينطق الحكم بها على المحكوم عليه بإلزامه بدفع مبلغ‬
‫‪ .‬مالي من النقود من الخزينة العمومية يقدره القاضي وفق القواعد المقررة لهذا الشأن وعمال بمبدأ الشرعية‬
‫كما يقرر القاضي أحيانا سلطة تقديرية للقاضي لالختيار بين عقوبتي الحبس والغرامة وأحيانا ال يترك هذا المجال للقاضي فيقرر‬
‫‪ .‬وجوب توقيع عقوبتي الحبس والغرامة معا وفي آن واحد‬
‫ثانيا ‪ :‬المصادرة ‪ :‬قد عرفتها المادة ‪ 15‬من ق‪.‬ع وهي ( األيلولة النهائية للدولة لمال أو مجموعة أموال معينة) حيث تستولي‬
‫السلطات العامة على أشياء ذات صلة بالجريمة قهرا عن صاحبها وهي من العقوبات التكميلية ‪ ،‬وال تكون إال بحكم قضائها وتعتبر‬
‫جوازيه الجنايات إال إذا ورد نص بإيجابها‪ .‬كما هو الشأن في المادة ‪ 263‬الفقرة األخيرة حيث تنص على (وفي جميع الحاالت‬
‫المنصوص عليها يجب القضاء بمصادرة األسلحة واألشياء واآلالت التي استعملت في ارتكاب الجناية مع حفظ حقوق الغير حسن‬
‫‪.‬النية )‬
‫‪ .‬أما في الجنح والمخالفات فال يجوز الحكم بها إال إذا نص القانون عليها صراحة عمال بالمادة ‪ 15‬مكرر في الفقرة الثانية‬
‫ويستثنى من هذا المصادر التي تشكل مداخيل ضرورية لمعيشة الزوج أو أوالد المحكوم عليه وكذلك األصول الذين يعيشون تحت‬
‫‪ .‬كفالته بإجراءات يحددها القانون إذ حددت ذلك المادة ‪ 378‬في الفقرات ‪ .8.7.6.5.4.3.2‬من قانون اإلجراءات المدنية والجزائية‬

‫‪ .‬الفرع الرابع ‪ :‬العقوبة السالبة للحقوق‬


‫وتقع هذه العقوبات على بعض حقوق المحكوم عليه حيث أن يمنع من ممارسة هذه الحقوق وقد نصت عليها المادة ‪ 9‬كما سلف ذكره‬
‫وهذه العقوبات ال تنطبق إال على الجنايات والجنح يعني أنه ال يجوز الحكم بها على المخالف وتكون تارة إجبارية كما هو الحال في‬
‫‪ .‬الحجر القانوني تطبيقا للمادة ‪ 9‬مكرر‬
‫الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية بحكم المادة ‪ 9‬مكرر ‪ 1‬والصادرة تطبيقا للمادة ‪ 15‬مكرر ‪ 1‬وال يتعلق الحكم به إال عقوبة‬
‫الجناية فقط وثارة أخرى اختيارية يجوز الحكم بها ونترك السلطة التقديرية للقضاء الجنائي في تقدير مدى الحاجة للحكم بها وفي‬
‫ضمنتها (المواد من ‪ 11‬إلى ‪ 18‬مكرر ‪ .‬وهي تحديد اإلقامة أو المنع منها‪ ،‬الحرمان من مباشرة بعض الحقوق مثال ( الترشح‪،‬‬
‫االنتخابات‪ ،‬األهلية لمن يكون وصيا أو قيسا ‪ ،‬سقوط حقوق الوالية كلها أو بعضها …‪..‬إلخ ) المصادرة الجزئية لألموال ‪ ،‬حل‬
‫‪ .‬الشخص االعتباري‪ ،‬نشر الحكم(‪)1‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬األعذار والظروف في العقوبات‬


‫لقد وضع القانون لكل جريمة نص عليها عقوبة مقابلة ‪ ،‬لها حد أعلى وآخر أدنى ‪ ،‬ال يجوز في األصل الخروج عنهما‪ ،‬ولكن‬
‫العتبارات تتعلق أساسا بمبدأي شخصية العقوبة وتفريد العقاب‪ ،‬أجاز القانون الخروج عن هذا الحد المقرر مانحا سلطة تقديرية‬
‫‪ :‬للقاضي تتمثل في مظاهر ثالثة هي‬
‫‪.‬اإلعفاء من العقوبة أو تشديدها أو تخفيفها بناء على أعذار وظروف قانونية‬
‫الفرع األول ‪ :‬األعذار القانونية‬
‫أجازت المادة ‪ 52‬ق‪.‬ع في حاالت محددة في القانون على سبيل الحصر إعفاء المتهم مع قيام الجريمة وبذلك يمحو المسؤولية‬
‫‪ :‬القانونية عن الجانب رغم تبوث اإلدانة ‪ ،‬وهذه األعذار نص عليها المشرع الجزائري في حاالت ثالث‬
‫عذر المبلغ ‪ :‬المادة ‪ 92‬ق‪.‬ع في فقرتها األولى ويكون لمن يبلغ السلطات اإلدارية أو القضائية عن جنايات أو جنح ضد أمن الدولة‪1-‬‬
‫أو عن جنايات جمعيات أشرار‬
‫عذر القرابة العائلية ‪ :‬المادة ‪ 91‬ق‪.‬ع في فقرتها األخيرة وهي إعفاء األقارب واألصهار إلى الدرجة الثالثة من العقوبة المقررة‪2-‬‬
‫لعدم التبليغ‬
‫عذر التوبة ‪ :‬المادة ‪ 182‬ق‪.‬ع في فقرتها الثالثة وهو عذر مقرر لمن يعلم الدليل على براءة شخص محبوس ويتقدم بشهادته من‪3-‬‬
‫‪ .‬تلقاء نفسه‬
‫وأخرى مخففة ال تعفي من العقوبة نص عليها المشرع في فئتين هما عذر صغر السن في المواد من ‪ 49‬إلى ‪51‬ق‪.‬ع‪ ،‬وكذا أعذار‬
‫االستفزاز إذا ارتكبت هذه الجرائم من فئات محددة مثال‪:‬كمن دفعه إلى إرتكابها وقوع ضرب شديد من أحد األشخاص (م ‪ 277‬ق‪.‬ع)‬
‫‪ ،‬أو أحد الزوجين إذا ارتكبها ضد زوجته أو شريكه في اللحظة التي يفاجئه فيها في حالة تلبس بالزنا (م ‪ 279‬ق‪.‬ع) وقد حددت‬
‫‪ .‬المادة ‪ 283‬ق‪.‬ع جدوال لذلك‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الظروف المشددة والظروف المخففة‬


‫أوال‪ :‬تخضع الظروف المشددة لتحديد القانون شأنها شأن األعذار القانونية ‪ ،‬فال يملك القاضي أن يتجاوز العقوبة األصلية إال بوجود‬
‫ظرف مشدد نص عليه القانون‪ ،‬والظروف المشددة بعضها عام يتعلق بكل الجرائم مثل العود وبعضها خاص‪ ،‬يختلف من جريمة إلى‬
‫أخرى تارة بتعلق بجانب كما هو الحال في جريمة القتل العمد مع سابق اإلصرار والترصد وتارة أخرى بالمجني عليه كما هو الحال‬
‫‪.‬إذا كان هذا األخير أحد األصول ‪ ،‬أو كان قاصر في جريمة الضرب والجرح‬
‫وتتعلق أحيانا بوسيلة ارتكاب جريمة كالقتل بالتسميم أو تحت التعذيب ‪ ،‬وأحيانا أخرى بالزمان والمكان ‪ ،‬إذ يعتبر الليل ظرفا مشددا‬
‫‪ .‬في جريمة السرقة كما أن السرقة من األماكن العامة تعتبر ظرفا مشددا‬
‫ثانيا‪ :‬أما في ما يخص الظروف المخففة فقد عرفتها المادة ‪ 53‬ق‪.‬ع وحددت المادة ‪ 283‬جدوال لذلك كما رأينا ويبقى اعتبارها‬
‫موكوال للقاضي وليس حقا للمتهم فال يجوز أن يطالب بإفادته بها ‪ ،‬كما أنها مقتصرة على تخفيف العقوبة ال إلغائها إذ ال يجوز‬
‫للقاضي أن يقدر ظرفا مخففا فيحكم بالبراءة‬

‫‪ .‬المبحث الثاني ‪ :‬التدابير األمنية‬

‫ويطلق عليها أيضا التدابير االحترازية والهدف منها منع وقوع الجريمة أو منع إعادتها ‪ ،‬وقد عرفها قانون العقوبات في مادته الرابعة‬
‫‪.‬بـ (يكون الجزاء الجرائم تطبيق العقوبات وتكون الوقاية منها اتخاذ تدابير األمن )‬

‫‪.‬المطلب األول‪ :‬طبيعة التدابير األمنية وعالقتها بالعقوبة‬

‫ترمي التدابير األمنية إلى حماية المجتمع من الجريمة وذلك بمواجهة الخطورة اإلجرامية لدى بعض األشخاص للحيلولة دون تحقيقها‬
‫‪ ،‬وتتخذ هذه األخيرة ‪-‬التدابير المنية‪ -‬عدة صورا منها ما هو عالجي سببه مرض عقلي أو نفسي وتدابير أخرى تهذيبية تنزل بدوي‬
‫الخطورة التي مردها إلى نقس في القيم أو فسادها أو لعالقة بأسباب خارجية تساعدها على اإلجرام ‪ ،‬فتقضي بتجريده منها لقطع‬
‫‪.‬الصلة بينه وبين هذه العوامل الضارة الخارجية أ بإبعاده عن المجتمع لدرء الخطر إن كان ميئوسا من إعادة تأهيله‬
‫‪ :‬وهي تختلف عن العقوبة من عدة نواحي أهمها‬
‫‪.‬إذا كان الهدف من العقوبة هو إيالم الجاني فالهدف من التدابير هو إصالح الشخص أو عالجه ومنه فتدابير يعتبر وقائيا‪-‬‬
‫العقوبة محددة تتناسب مع جسامة الجريمة أما التدبير فهي ليست محددة فهي متروكة للقاضي يحكم بها وفق الخطورة اإلجرامية‪-‬‬
‫‪.‬للشخص ‪ ،‬كما أن مدتها مرتبطة بمدى استقامة هذا الشخص‬
‫ال يحكم بالعقوبة إال على مستوى إدانته ‪ ،‬بينما قد يحكم بالتدابير حتى على من تثبت براءته مع وجود الخطورة اإلجرامية كامنة فيه‪-‬‬
‫‪.‬‬

‫‪ .‬المطلب الثاني ‪ :‬أنواع التدابير األمنية في القانون الجزائري‬

‫سبق القول أن قانون العقوبات الجزائري قد أخذ بنظام التدابير األمنية مع نظام العقوبات‪ ،‬وذلك ما نصت عليه المادة ‪ 4‬منه ‪ ،‬وقد‬
‫‪ :‬نظمها في مواده ‪ 22-21-19‬الخاصة بالمجرمين البالغين وهي‬
‫الحجز القضائي في مؤسسة استشفائية وهي وضع الشخص في هذه األخيرة بسبب خلل في قواه العقلية بعد إثباته بالفحص الطبي ‪-،‬‬
‫ويكون هذا الخلل معاصرا الرتكاب الجريمة سواء تعلق األمر باإلدانة أو العفو‪ ،‬أما في حالة انتفاء وجه الدعوة فيجب أن تكون‬
‫‪ .‬مشاركة هذا الشخص في الوقائع ثابتة ماديا‬
‫الوضع تحت المراقبة في مؤسسة عالجية وتخص المصابين بحاالت اإلدمان االعتيادي الناتج عن تعطي المخدرات أو المواد‪-‬‬
‫الكحولية وال يكون ذلك إال بناءا على أمر أو قرار قضائي كما هو الشأن في الحالة األولى‬
‫أما عن التدابير الموجهة لغير البالغين فقد نصت عليها المادة ‪ 444‬أ‪.‬ج‪.‬م بـ (وال يجوز اتخاذها إال في مواد الجنايات والجنح بتوقيع‬
‫‪ :‬تدبير أو أكثر من تدابير الحماية والتهذيب والتي منها على سبيل المثال‬
‫‪ .‬تسليمه لوالديه أو لشخص جدير بالثقة‪-‬‬
‫‪ .‬وضعه في مؤسسة طبية أو تربوية مهيأة لذلك‪-‬‬
‫وضعه في مدرسة داخلية صالحة إليواء األحداث المجرمين في سن الدراسة إلى غير ذلك من اإلجراءات التي حددتها المادة آنفا ‪-،‬‬
‫كما يتعين أن ال يتجاوز الحكم بهذه التدابير التاريخ الذي يبلغ فيه القاصر سن الرشد المدني‬

You might also like