Professional Documents
Culture Documents
بحث حول انواع العقوبات وتدابير الامـن في القانون
بحث حول انواع العقوبات وتدابير الامـن في القانون
بحث حول انواع العقوبات وتدابير الامـن في القانون
:مقـدمـة
يأخذ الجزاء الجنائي صورتين هما العقوبة وتدابير األمن أو تدابير االحتراز ،وإلى وقت غير بعيد كانت العقوبة هي الصورة
الوحيدة للجزاء الجنائي ،إذ يعود تدابير األمن إلى منتصف القرن 19فقط ،ويرجع الفضل في ذلك إلى المدرسة الوضعية التي أتت
.بهذه الفكرة (تدابير األمن) لمواجهة الخطورة الكامنة في شخص الجاني منعا لوقوع الجريمة أو تكرارها
وتتعدد العقوبات التي نص عليها القانون ويمكن تقسيمها إلى عدة تصنيفات حسب المعيار الذي يستند إليه الشارح ،فقد يستند إلى
جسامة العقوبة أو موضوعها أو نوعها أو مدتها … .ومنه يكمن طرح التساؤل اآلتي :ما هي أنواع العقوبات المقررة في القانون
الجزائري ؟ وماهي تصنيفاتها ؟ وما طبيعة التدابير األمنية وعالقتها بالعقوبة ؟
ومن هذا المنطلق قسمنا بحثنا إلى مبحثين :فتناولنا في األول عموميات عن العقوبات من تصنيفها سواء نوعيا أو موضوعيا ،إلى
.األعذار في العقوبات
أما المبحث الثاني فقد تطرقنا إلى التدابير األمنية ،حيث أشرنا إلى طبيعة هذه التدابير ثم أنوعها ،إلى انعكاسات التدابير على الحرية
.الشخصية
.وقد تناول هذا التصنيف قانون العقوبات في المواد من 15إلى 18إذ يقسمها إلى قسمين عقوبات أصلية وأخرى تكميلية
.نشير هنا فقط إلى أن العقوبات التبعية تم إلغاؤها بموجب القانون 23 – 06في المواد 8 -7 -6
الجنايات والجنح إذ لكل منها عقوبتها األصلية الخاصة بها ،وتختلف أيضا من الشخص الطبيعي إلى الشخص المعنوي
أوال:العقوبات المطبقة على األشخاص الطبيعية
:فتكون في مواد الجنايات
.اإلعدام-
.السجن المؤبد-
.السجن المؤقت لمدة تتراوح بين 5سنوات و 20سنة-
:وتكون في مادة الجنح
.الحبس لمدة تتجاوز شهرين إلى 5سنوات ما عدا الحاالت التي يقرر فيها القانون حدود أخرى-
.الغرامة التي تتجاوز 20.000دج-
:أما في مادة المخالفات
الحبس من يوم واحد على األقل إلى شهرين على األكثر-
الغرامة من 2000إلى -20.000
كما تقرر المادة 5مكرر المضافة بالقانون ( 23-06إن عقوبات السجن المؤقت ال تمنع من الحكم بعقوبة غرامة )-
كما تجدر اإلشارة أيضا هنا إلى المادة 5مكرر 1والمضافة بالقانون 01-09التي تنص على أن (أنه يمكن للجهات القضائية أن
تستبدل عقوبة الحبس المنطوق بها بقيام المحكوم عليه بعمل للنفع العام بدون أجرى لمدة تتراوح بين 40و 600ساعة بحساب 2
:ســا عن كل يوم حبس في أجل أقصاه 18شهرا لدى شخص معنوي من القانون العام) وذلك بتوفر الشوط اآلتية
إذا كان المتهم غير مسبوق قضائيا-
إذا كان المتهم يبلغ 16سنة على األقل وقت إرتكاب الوقائع المجرمة-
إذا كانت العقوبة المقررة للجريمة ال تتجاوز 3سنوات حبس-
إذا كانت العقوبة المنطوق بها ال تتجاوز سنة حبس-
كما يجب أن ال تقل مدة العمل للنفع العام المنطوق بها في حق القاصر عن 20سـا وال تزيد عن 300سـا كما يجب أن يتم النطق
بها في حضور المحكوم عليه ويتعين ن الجهة القضائية قبل النطق بها إعالمه بحقه في قبولها أو رفضها والتنويه بذلك في
الحكم،وفي حالة إخالل المحكوم عليه بااللتزامات المترتبة على هذه العقود بدون عذر جدي يخطر قاضي تطبيق العقوبات النيابة
.العامة التخاذ اإلجراءات الالزمة لتنفيذ عقوبة الحبس المحكوم بها عليه
:ثانيا :العقوبات المطبقة على األشخاص المعنوية
:وتقررها المادة 18مكرر معدلة بالقانون 23-06ففي مواد الجنايات والجنح
الغرامة التي تساوي من 1مرة إلى 5مرات الحد األقصى للغرامة المقررة للشخص الطبيعي في القانون الذي يعاقب على الجريمة-
أما بالنسبة للمخالفات فهي نفس العقوبة كما أشارت إليه المادة 18مكرر 1المضافة بالقانون 15-04
وفي الحالة التي ينص القانون على عقوبة الغرامة بالنسبة للشخص الطبيعي سواء في الجنايات أو الجنح فقد أشارت المادة -18
مكرر 2المضافة للقانون 23-06إلى كيفية تقدير الغرامة
ويطلق عليها أيضا التدابير االحترازية والهدف منها منع وقوع الجريمة أو منع إعادتها ،وقد عرفها قانون العقوبات في مادته الرابعة
.بـ (يكون الجزاء الجرائم تطبيق العقوبات وتكون الوقاية منها اتخاذ تدابير األمن )
ترمي التدابير األمنية إلى حماية المجتمع من الجريمة وذلك بمواجهة الخطورة اإلجرامية لدى بعض األشخاص للحيلولة دون تحقيقها
،وتتخذ هذه األخيرة -التدابير المنية -عدة صورا منها ما هو عالجي سببه مرض عقلي أو نفسي وتدابير أخرى تهذيبية تنزل بدوي
الخطورة التي مردها إلى نقس في القيم أو فسادها أو لعالقة بأسباب خارجية تساعدها على اإلجرام ،فتقضي بتجريده منها لقطع
.الصلة بينه وبين هذه العوامل الضارة الخارجية أ بإبعاده عن المجتمع لدرء الخطر إن كان ميئوسا من إعادة تأهيله
:وهي تختلف عن العقوبة من عدة نواحي أهمها
.إذا كان الهدف من العقوبة هو إيالم الجاني فالهدف من التدابير هو إصالح الشخص أو عالجه ومنه فتدابير يعتبر وقائيا-
العقوبة محددة تتناسب مع جسامة الجريمة أما التدبير فهي ليست محددة فهي متروكة للقاضي يحكم بها وفق الخطورة اإلجرامية-
.للشخص ،كما أن مدتها مرتبطة بمدى استقامة هذا الشخص
ال يحكم بالعقوبة إال على مستوى إدانته ،بينما قد يحكم بالتدابير حتى على من تثبت براءته مع وجود الخطورة اإلجرامية كامنة فيه-
.
سبق القول أن قانون العقوبات الجزائري قد أخذ بنظام التدابير األمنية مع نظام العقوبات ،وذلك ما نصت عليه المادة 4منه ،وقد
:نظمها في مواده 22-21-19الخاصة بالمجرمين البالغين وهي
الحجز القضائي في مؤسسة استشفائية وهي وضع الشخص في هذه األخيرة بسبب خلل في قواه العقلية بعد إثباته بالفحص الطبي -،
ويكون هذا الخلل معاصرا الرتكاب الجريمة سواء تعلق األمر باإلدانة أو العفو ،أما في حالة انتفاء وجه الدعوة فيجب أن تكون
.مشاركة هذا الشخص في الوقائع ثابتة ماديا
الوضع تحت المراقبة في مؤسسة عالجية وتخص المصابين بحاالت اإلدمان االعتيادي الناتج عن تعطي المخدرات أو المواد-
الكحولية وال يكون ذلك إال بناءا على أمر أو قرار قضائي كما هو الشأن في الحالة األولى
أما عن التدابير الموجهة لغير البالغين فقد نصت عليها المادة 444أ.ج.م بـ (وال يجوز اتخاذها إال في مواد الجنايات والجنح بتوقيع
:تدبير أو أكثر من تدابير الحماية والتهذيب والتي منها على سبيل المثال
.تسليمه لوالديه أو لشخص جدير بالثقة-
.وضعه في مؤسسة طبية أو تربوية مهيأة لذلك-
وضعه في مدرسة داخلية صالحة إليواء األحداث المجرمين في سن الدراسة إلى غير ذلك من اإلجراءات التي حددتها المادة آنفا -،
كما يتعين أن ال يتجاوز الحكم بهذه التدابير التاريخ الذي يبلغ فيه القاصر سن الرشد المدني