Professional Documents
Culture Documents
الحماية الجنائية للتوقيع الالكتروني الوادي
الحماية الجنائية للتوقيع الالكتروني الوادي
ﺮﻝﻏ
ﺎﻤﺟ
اإلهـــداء
أهدي ثمرة جهدي إلى أغلى ما في الوجود إلى روح من
ربتني
من بحر فضلها و أفاضت عليا بالحب والحنان من قلبها
وكانت
بدعواتها تساعدني وبروحها تغذيني إلى من شدني الحنين إلى
ذكراها.
إليك نفسي ايتها الحنونة طيب هللا ثراك وأسكنك فسيح جنانه
مباركة بن الجموعي. أمي الحنون
إلى الشعلة التي أنارت لي طريق حياتي وال زال ضوئها
النور الذي استهدي
به أبي الغالي * محمد*
إلى زوجتي الفاضلة بن الجموعي حسيبة التي شجعتني
ووقفت معي إلكمال دراستي الجامعية .
لك مني زوجتي الغالية كل اإلحترام و التقدير .
الى ربيع عمري وبهجة قلبي ونور عيني ابنائي *محمد
األمين – مالك لوجين ومرام
و إلى كل إخوتي و أخواتي و أخص بالذكر أخي عبد
الجبار وجميع أصدقائي وزمالئي في العمل و الدراسة .و
بالخصوص زمالئي في المجلس الشعبي البلدي لبلدية المرارة،
كذلك أصدقائي.
أخص بالذكر صديقي هشام نصيرة الرجل الطيب الخدوم له
شكروعرفان
اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله وإليك يرجع األمر كله
عالنيته
وسره فأهل أنت أن تحمد و أهل أن تعبد .
وليس هناك أفضل مما قال خير الورى سيدنا محمد عليه
الصالة والسالم
* من ال يشكر الناس ال يشكر هللا * حديث
صحيح*
فنشكر هللا عز وجل على الصحة والقوة التي وهبنا
النجاز هذا البحث الذي
وجهتنا الكثير من الصعاب في انجازه .فالحمد هلل رب
العالمين.
ونتقدم بالشكر إلى :
-األستاذ الفاضل المشرف ":
محمد نعرورة "
على توجيهاته ومساعدته لنا في انجاز
هذا العمل المتواضع.
-كل أساتذتنا على مجهوداتهم المبذولة من
أجل إهدائنا بالعلم النافع
-إلى كل زمالئي موظفي وموظفات مجلس
قضاء الوادي و المحكمة االدارية بوالية
الوادي
ﻣﻘدﻣــــــــﺔ
ﻣﻘﺪﻣــــــــــــــــﺔ
ﯾطﺎﻟﻌﻧ ــﺎ ﺗط ــور ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت واﻻﺗﺻ ــﺎل اﻟﺣ ــدﯾث ﻓ ــﻲ ﻛ ــل ﯾ ــوم ﺑﺄوﺿ ــﺎع ﺟدﯾ ــدة،
أﺻ ــﺑﺣت ﻣﻌ ــﻪ اﻟوﺳ ــﺎﺋل اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾ ــﺔ اﻟﻌﺻ ــب اﻟﻣﺣ ــرك ﻟﻠﻣﻌ ــﺎﻣﻼت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾ ــﺔ ﻓظﻬ ــرت ﻣﺎﺗﺳ ــﻣﻰ
ﺑﺎﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،أﯾن أﺻـﺑﺣت ﻣﻌظـم اﻟﻣﻌـﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾـﺔ ﺗـﺗم إﻟﻛﺗروﻧﯾـﺎ ،وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻟـم
ﺗﻌـد اﻟوﺳـﯾﻠﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾـﺔ ﻓـﻲ إﺛﺑـﺎت اﻟﺗﺻـرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ " اﻟﺗوﻗﯾـﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾـدي" ﻣﻼﺋﻣـﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗـدات اﻟﺣدﯾﺛـﺔ
اﻟﺗــﻲ ﺗـﺗم ﻓــﻲ اﻟﺷــﻛل اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ ،ﻟــذا ظﻬــر اﻟﺗوﻗﯾــﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ ﻟﯾﻛــون ﺑــدﯾﻼ ﻋــن اﻟﺗوﻗﯾــﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾــدي،
ﻟﯾﺗواﻓــق وطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗــدات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗــﺗم ﺑﺎﺳــﺗﺧدام اﻟوﺳــﺎﺋل واﻷﺟﻬ ـزة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ اﻟﺣدﯾﺛــﺔ.
إن ظﻬور اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌددة أدى إﻟﻰ ﺑروز ﻣﺷﺎﻛل ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺟدﯾدة ،أي ظﻬـور ﻣـﺎ
ﯾﺳــﻣﻰ ﺑﺄزﻣــﺔ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺟﻧــﺎﺋﻲ ﻓــﻲ ﻣواﺟﻬــﺔ واﻗــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾــﺔ و ﻹﯾﺟــﺎد ﺣﻠــول ﻟﻬــﺎ ﻛ ـﺎن ﻻﺑــد ﻣــن
اﻟﺑﺣــث ﻓــﻲ اﻷوﺿــﺎع اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣــﺔ وﻣــدى ﻣﻼﺋﻣﺗﻬــﺎ ﻟﻣواﺟﻬــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻣﺷــﺎﻛل ،وﻟﻣــﺎ ﻛــﺎن اﻟﻘﺎﺿــﻲ
اﻟﺟ ازﺋــﻲ ﻣﻘﯾــدا ﻋﻧــد ﻧظ ـرﻩ ﻓــﻲ اﻟــدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾــﺔ ﺑﻣﺑــدأ ﺷــرﻋﯾﺔ اﻟﺟ ـراﺋم ،ﻓﺎﻧــﻪ ﻟــن ﯾﺳــﺗطﯾﻊ أن ﯾﺟــرم
أﻓﻌــﺎﻻ ﻟــم ﯾــﻧص ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﻣﺷــرع ﺣﺗــﻰ وﻟــو ﻛﺎﻧــت أﻓﻌــﺎﻻ ﻣﺳــﺗﻬﺟﻧﺔ وﻋﻠــﻰ ﻣﺳـﺗوى ﻋــﺎل ﻣــن اﻟﺧطــورة
اﻹﺟراﻣﯾﺔ.
إن اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟذي ﺷﻬدﻩ اﻟﻌﺎﻟم ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد اﻻﻧﺗﺷﺎر اﻟواﺳﻊ ﻻﺳﺗﺧدام اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ
ّ
اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ أدى إﻟﻰ زﯾﺎدة
اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت واﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﺎﻻت ،ﻣﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻛﻣﺎ ﻫﺎﺋﻼ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ،اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻌد اﻟطرق اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾﻌﺎﺑﻬﺎ وﺣﻔظﻬﺎ واﺳﺗرﺟﺎﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺳرﻋﺔ
اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ،ﻣﻣﺎ اﺿطر إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن أﺳﺎﻟﯾب ﺟدﯾدة ﺗﺣﻘق اﻟﻐﺎﯾﺔ وﺗﺳﻬل ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
واﻟﺗﺑﺎدﻻت ٕواﺑرام اﻟﻌﻘود ،ﻓظﻬر اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟذي ﯾﻌد أﻫم اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق
ﻟﻌﺟز اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻋﻠﻰ ﻣواﻛﺑﺔ ﻫذا اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ،وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻣﺷرع ﯾﺗدﺧل ﻓﻲ
اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣرات ﻷﺟل وﺿﻊ ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾواﻛب اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﺣﺎﺻل وﻣﺎ ﻧﺟم ﻋﻧﻪ ﻣن
ﺳﻠﺑﯾﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ واﻟوطﻧﻲ ،وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﻧﺟد ﻣﺛﻼ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 23/06
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 20دﯾﺳﻣﺑر 2006اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺄﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت وﻛذا
أ
ﻣﻘدﻣــــــــﺔ
أھﻤﯿﺔ اﻟﺪراﺳﺔ:
ﺗرﺟﻊ أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع اﻟﻰ ﺗﺑﯾﺎن ﻣدى أﻫﻣﯾﺔ وﺟود اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻧد
اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻹﺿﻔﺎء اﻟﺣﺟﯾﺔ ﻋﻠﯾﻪ وزﯾﺎدة اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
ﻟذﻟك ﻻﺑد ﻣن وﺟود ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺣﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﺟزاء ﻟﻛل ﻣن
ﺗﺳول ﻟﻪ ﻧﻔﺳﻪ اﻟﻌﺑث ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ و اﻟﻣﺣررات اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
أھﺪاف اﻟﺪراﺳﺔ:
ﻧﺳﻌﻰ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أﻫﻣﻬﺎ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻹطﺎر
اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ،وﻛذا ﺗﺑﯾﺎن ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ وﺻورﻩ ،ﻣﻊ ﺗوﺿﯾﺢ ﺷروطﻪ ووظﺎﺋﻔﻪ وأﻫم
ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ ودراﺳﺔ ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ و اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣن
ﺧﻼل ﺗﺑﯾﺎن ﺻور اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ .
ب
ﻣﻘدﻣــــــــﺔ
اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻟﻪ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ و ﺗﻘﻧﯾﺔ و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟذﻟك ﻛﺎن ﻟدي اﻟﻔﺿول
ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ.
أﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ،ﻓﺎﻏﻠﺑﻬﺎ ﺗﺗﻠﺧص ﻓﯾﻣﺎ ﯾطرﺣﻪ اﻟﻣوﺿوع ﻣن إﺷﻛﺎﻟﯾﺎت
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،أﺣﺎول طرﺣﻬﺎ وﻣﻧﺎﻗﺷﻬﺎ و اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ و اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﺳﺑﺑﺎ ﻗوﯾﺎ وﺑﺎﻋﺛﺎ ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻻﺧﺗﯾﺎر
اﻟﻣوﺿوع ،ﻓﻘد ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﺛراء اﻟﻣوﺿوع ﺑﺑﻌض اﻵراء و اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس
واﻗﻊ وﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺗﻌﺗﺑر ﻣن
اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﺳن ﺗﺷرﯾﻊ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ إﻻ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ
.2015
ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك دواﻓﻊ أﺧرى ﻛﺎن ﻟﻬﺎ أﺛرﻫﺎ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع ،و اﻟﺗﻲ ﺗﻧطﻠق ﻣن ﻧﻘص
اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،ﻟﺣداﺛﺔ ﻗﺎﻧون اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻗﻠﺔ
اﻷﺣﻛﺎم و اﻻﺟﺗﻬﺎدات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،وﻛذا اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذا
اﻟﻣوﺿوع اﻟﺗﻲ ﻋززﻫﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل.
إﺷﻜﺎﻟﯿﺔ اﻟﺪراﺳﺔ:
إﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺢ ﯾﻛﺗﺳﺑﻬﺎ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
واﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول ،اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و اﻷﻓراد ،ﺣﯾث أﻧﻪ إزداد دورﻩ و ﻣﺟﺎل إﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ
ﺿﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻋﺑر اﻟوﺳﺎﺋل اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،و ذﻟك ﻟﻌدم ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ
اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎﻣﻼت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ.
و أﻣﺎم ﻫذا ﻓﺈن اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﯾﻌد ﻋﻧﺻ ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﺻﺣﺔ و ﺳﻼﻣﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺣررات
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟدد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﺻرﻓﺎت و اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺟزة ﺑوﺳﺎﺋل إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ.
و ﯾﻣﻛن طرح اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
-ﻣﺎﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ؟
و ﺗﺗﺿﻣن ﻫذﻩ اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ﻧوﺟزﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
-ﻣﺎﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ؟وﻣﺎﻫﻲ أﻫم ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ؟
-ﻣﺎﻣدى ﺣﺟﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ اﻻﺛﺑﺎت؟
ج
ﻣﻘدﻣــــــــﺔ
-ﻣﺎﻫﻲ أﻫم ﺻور اﻻﻋﺗداءات ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ و اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻟﻐرﺑﯾﺔ و اﻟﻌرﺑﯾﺔ؟
ﻣﻨﮭﺞ اﻟﺪراﺳﺔ:
طﺑﯾﻌﺔ ﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث ﺗﻘﺗﺿﻲ اﺳﺗﺧدام ﻣﻧﺎﻫﺞ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﺳوف ﯾﺗم إﯾرادﻫﺎ ﺑﺎﻟﺗرﺗﯾب
ﺣﺳب أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺧدام.
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻐﺎﻟب واﻷﻛﺛر اﺳﺗﺧداﻣﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻫو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﻛطرﯾﻘﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻟوﺻف
وﺗﺣﻠﯾل اﻟظﺎﻫرة ﻋن طرﯾق ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر طرﯾﻘﺔ ﻣن اﻟطرق اﻟﻣرﺗﺑطﺔ
ﺑﺎﻟظواﻫر اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﺑﺣث أﻛﺎدﯾﻣﻲ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻷﺳﻠوب اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ وﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ
طﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﺳل اﻟﻣﻧطﻘﻲ ﻟﻸﻓﻛﺎر وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ وﻋرض اﻷﻓﻛﺎر،
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻣﻌطﯾﺎت وﻣﺑﺎدئ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﺑرﻫﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺗﻬﺎ وﻣن ﺛم ﯾﺗﺳم ﺗوظﯾﻔﻪ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل
اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ،واﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺟراﺋم اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ و ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ
اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ ،و ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﻌﻘل و اﻟﻣﻧطق.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻘﺎرن ،اﻟذي ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻛﺄداة ﻣﻌرﻓﯾﺔ ،وﯾﺗم إﻋﻣﺎﻟﻪ أﺳﺎﺳﺎ
ﻋﻧد ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟوﺿﻌﯾﺔ ،واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﺳﺗﺧراج أوﺟﻪ
اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ واﻻﺧﺗﻼف ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،وﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﻣﺎ ﺑﻣﺎ أﺧذ ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ،وﯾظﻬر ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ
ﺑﺻورة ﺟﻠﯾﺔ ﻋﻧد ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺟراﺋم اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ و ﺟراﺋم
اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻐرﺑﯾﺔ و ﻛذا اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺳﺑﻘت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل .
ﺻﻌﻮﺑﺎت اﻟﺪراﺳﺔ:
أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﺻﻌوﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ ﻓﺗرﺟﻊ أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻧﺎء ﻓﻲ ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺑﻌض اﻟﻣواﺿﯾﻊ و اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗطرﺣﻬﺎ اﻟدراﺳﺔ ﺧﺻوﺻﺎ اﻟﺟزﺋﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟدراﺳﺔ ﺗﺗﻌرض
إﻟﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣواﺿﯾﻊ و اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﻠﺳﻠﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻛﺛرة اﻟﻣراﺟﻊ ﻓﻲ ﺑﻌض
ﺟواﻧب اﻟدراﺳﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﺷﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﺟواﻧب أﺧرى ،ﺣﯾث أن ﺟﺎﻧب اﻟﻛﺛرة ﺟﻌل ﺗوظﯾﻔﻬﺎ واﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ
أﻛﺛر ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟدراﺳﺔ ،وﻫو ﻣﺎ أﺿﺎف ﻋﻠﻰ أﻋﺑﺎء اﻟدراﺳﺔ اﻟﻌبء اﻟﻣوﺿوﻋﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق
د
ﻣﻘدﻣــــــــﺔ
ﺑﺎﻟﺣﺟم اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ ﻗﺻد اﺳﺗﯾﻌﺎب ﺟﻣﯾﻊ أﻓﻛﺎر اﻟدراﺳﺔ وﻣواﺿﯾﻌﻬﺎ ،أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص
ﻧدرﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض ﺟواﻧب اﻟدراﺳﺔ ،ﻓرض ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺣث أن ﯾﻛون ﻓﻲ ﺑﺣث ﻣﺳﺗﻣر إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ أﺧر
ﯾوم ﻣن ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻣوﺿوع ،ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟواﻧب وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻔرﻋﯾﺔ واﻟﺟزﺋﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،ﻣﻣﺎ أﺿﺎف
اﻟﻌبء اﻟزﻣﻧﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻔﺗرض أن ﺗﺳﺗﻐرﻗﻪ اﻟدراﺳﺔ.
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أن أﻛﺛر اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﺗوﻓرة ﻋن اﻟﻣوﺿوع ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب وﺗﻬﻣل اﻟﺟواﻧب
اﻷﺧرى ،وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﺟزﺋﯾﺔ و اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﻠﺔ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎول أﺣﻛﺎم
ﻗﺎﻧون 04/15اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺗوﻗﯾﻊ و اﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن ﻧظ ار ﻟﺣداﺛﺔ اﻟﻘﺎﻧون وﻗﻠﺔ اﻷﺣﻛﺎم
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،وﻫﻲ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻬدف اﻟوﺻول إﻟﻰ دراﺳﺔ
ﺷﺎﻣﻠﺔ وﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣوﺿوع.
ﺧﻄﺔ اﻟﺪراﺳﺔ:
ﻟﻼﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﺔ ﻟﻠﻣوﺿوع ،ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﻧﺑﺛق ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ﺗﺳﺎؤﻻت ﻓرﻋﯾﺔ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺗﻘﺳﯾم
دراﺳﺗﻧﺎ ﻫذﻩ إﻟﻰ ﻣﻘدﻣﺔ و ﻓﺻﻠﯾن و ﺧﺎﺗﻣﺔ .
ﺧﺻﺻﻧﺎ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻟدراﺳﺔ ﻟﻼطﺎر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ و ﻣدى ﺣﺟﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻻﺛﺑﺎت
أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ.
ﻟﻨﻨﮭﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻋﺮﺿﺎ ﻣﻮﺟﺰا ﻟﻤﺎ اﺣﺘﻮت ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺬﻛﺮة ﻣﻦ أﻓﻜﺎر ،ﻛﻤﺎ
ﻧﻮﺿﺢ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺎ ﺗﻢ اﺳﺘﺨﻼﺻﮫ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺒﺤﺚ وأھﻢ اﻟﺘﻮﺻﯿﺎت.
ﻧﺗﻣﻧﻰ أن ﻧﻛون ﻗد أﺻﺑﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع وﻓق ﻣﺎ ﺗوﻓر ﻟدﯾﻧﺎ ﻣن ﻣﺻﺎدر ،ﻓﺈذا
أﺻﺑﻧﺎ ﻣن اﷲ و ﻣﻧﻪ ،و إن ﻛﺎن ﻏﯾرﻩ ،ﺣﺳﺑﻧﺎ ﺻدق ﻧﯾﺗﻧﺎ و ﺧﺎﻟص ﺟﻬدﻧﺎ ،و اﻟﺗوﻓﯾق ﻣن اﷲ
وﺣدﻩ .
ه
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
الفصل األول
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته
حتى تكون هناك دراسة متكاملة لموضوع بحثنا والذي جاء عنوانه الحماية الجنائية
للتوقيع اإللكتروني ،البد من تسليط الضوء على اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى
حجيته في اإلثبات ،لذلك خصصنا الفصل األول من بحثنا هذا لعرض اإلطار المفاهيمي للتوقيع
اإللكتروني ومدى حجيته في اإلثبات ،التي خصصنا لها المبحث األول لدراسة اإلطار التنظيمي
للتوقيع اإللكتروني ،سنتعرض بالتفصيل لمفهوم التوقيع اإللكتروني من خالل تعريفه أوال
التعريف الفقهي و القضائي له ثم التعريف القانوني له من خالل قانون األونسترال و التوجيه
االوروبي و تعريفه من خالل بعض التشريعات المقارنة ،كذلك سنسلط الضوء على صور
التوقيع اإللكتروني و خصائصه و كذلك وظائفه ومجاالت تطبيقه كل هذا سيكون في المبحث
األول ،أما المبحث الثاني الذي خصصناه لحجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات سنعرض من
خالله شروط حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات و موقف بعض التشريعات منه ،لذلك لزم
علينا رسم خطة نعرض من خاللها هذا الفصل.
و سنعرض هذا الفصل من خالل المبحثين التاليين :
المبحث االول :اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني.
المبحث الثاني :حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات.
المبحث األول
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني.
أدى التطور التكنولوجي السريع الذي نعيشه األن ،والذي يطلق عليه عصر ثورة
المعلومات والبيانات الى ظهور وسائل وأساليب جديدة في إبرام العقود لم تكن معروفة منذ
سنوات قليلة وهذه الوسائل في تطور دائم ومستمر وسريع ،ولما كان القانون هو مرآة الواقع
كان البد للمشرع من إصدار تشريعات لمعالجة ما أستجد من وسائل وطرق إلبرام العقود.
ويعتبر التوقيع اإللكتروني من التطبيقات التي ظهرت وتوسع في إستخدامها ترتيبا على
التوسع في إستخدام الحاسب األلي وتقدم تطبيقاته وتقنياته على نحو جعل الحياة اليومية لألفراد
والدول تعتمد عليه بصفة شبه كلية.
1
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
وحيث أن ثورة االتصاالت قد إختصرت المسافات بين والدول ،فما المانع من االستفادة من
األثار اإليجابية لهذه التقن يات في محاولة لتحديث المفاهيم التقليدية المستقرة في الفقه القانوني
التقليدي.1
وسنعرض هذا المبحث من خالل المطلبين التاليين:
المطلب األول :مفهوم التوقيع اإللكتروني.
المطلب الثاني :وظائف التوقيع اإللكتروني و مجاالت تطبيقه.
المطلب األول
مفهوم التوقيع اإللكتروني
إن االنتشار الواسع والمذهل للتجارة اإللكترونية واللّجوء المتنامي للعقود اإللكترونية،أدى
إلى ضرورة البحث عن بديل للتوقيع التقليدي،حتى ال يكون عقبة أمام التعامالت اإللكترونية
عبر اإلنترنت،األمر الذي أسفر عن إيجاد شكل جديد غير مألوف من التوقيعات وهو التوقيع
اإللكتروني،الذي يختلف في شكله ومضمونه وتكنولوجيته عن التوقيع التقليدي،بإعتباره يوضع
على محررات تختلف بدورها عن المحررات الورقية.2
نتطرق في الفرع األول لتعريف التوقيع اإللكتروني ،أما الفرع الثاني فخصصناه لدراسة
صور و خصائص التوقيع اإللكتروني.
الفرع األول
تعريف التوقيع اإللكتروني .
سنعرض أوال التعريفات التي أدرجت للتوقيع اإللكتروني فقها وقضاء ّ ،ثم نتطرق بعد
ذلك ألهم تعريفاته القانونية.3
عبد الرسول عبد الرضا ،محمد جعفر هادي ،المفهوم القانوني للتوقيع اإللكتروني ،مجلة المحقق المحلي للعلوم القانونية 1
و السياسية ،جامعة بابل ،العراق ،العدد األول ،السنة الثانية ،ص ص.137،138.
محمد ناصر حمودي،العقد الدولي اإللكتروني المبرم عبر اإلنترنت،الطبعة األولى دار الثقافة للنشر والتوزيع،عمان،2012، 2
ص.324.
بسمة فوغالي ،إثبات العقد اإللكتروني و حجيته في ظل عالم اإلنترنت،مذكرة ماجيستير في القانون الخاص ،كلية الحقوق و 3
2
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
أوال :التعريف الفقهي والقضائي للتوقيع اإللكتروني.
قبل أن يتم تجسيد التوقيع اإللكتروني قانونا،اختلف الفقه والقضاء في تعريفه وايجاد معنى
له.1
/1التعريف الفقهي للتوقيع اإللكتروني.
عرف بعض الفقهاء التوقيع اإللكتروني بأنه مجموعة من اإلجراءات يتبع استخدامها عن
طريق الرموز أو األرقام ،إخراج رسالة إلكترونية تتضمن عالمة مميزة لصاحب الرسالة
المنقولة إلكترونيا،يجري تشفيرها باستخدام زوج من المفاتيح ،واحد معلن واآلخر خاص
بصاحب الرسالة.2
كما عرفه فقهاء آخرون بأنه مجموعة من اإلجراءات التقنية التي تمكن من تحديد شخصية
من تصدر عنه هذه اإلجراءات ،وقبوله بمضمون التصرف الذي يصدر التوقيع بشأنه.3
وعرفه البعض اآلخر بأنه عالمة أو رمز متمايز يعود على شخص بعينه،من خالله يعبر
الشخص عن إرادته ،ويؤكد حقيقة البيانات المتضمنة في المستند الذي وقعه.4
نستنتج من هذه التعريفات،بأن مسألة وضع تعريف فقهي دقيق للتوقيع اإللكتروني ارتكزت
في األساس على بعض المحاوالت المستندة على تحديد الوظيفة المزدوجة المتمثلة في التحقق
من الشخصية والرضا كتعبير عن اإلرادة ،5وبالتالي متى حقق التوقيع هاتين الوظيفتين اعتبر
توقيعا،سواء اتخذ الشكل اليدوي أو اإللكتروني.6
/2التعريف القضائي للتوقيع اإللكتروني.
سلكت محكمة النقض الفرنسية في تعريفها للتوقيع اإللكتروني مسلك تعريفه على ضوء
التوقيع التقليدي ،فبعدما عرفت هذا األخير بأنه ((:شهادة بخط اليد تكشف عن رضاء الموقع
بهذا التصرف وتمكن من التحقق من إسناد التوقيع لصاحب الوثيقة)) 7قررت بأن هذه الطريقة
الحديثة للتوقيع اإللكتروني تقدم نفس الضمانات للتوقيع اليدوي الذي يمكن أن يكون مقلدا،بينما
الرمز السري ال يمكن أن يكون إال لصاحب الكارت فقط. 8
كما كرس القضاء بعد ذلك أحكامه نحو االعتداد بهذا النوع الجديد من التوقيعات،وبين
بأنه يشكل توقيعا صحيحا معتد به قانونا،كل رمز خطي مميز وخاص يسمح بتحديد وتشخيص
صاحبه دون لبس وال غموض ،وانصراف إرادته الصريحة االلتزام بمحتوى ما تم التوقيع عليه
وقد أقر هذا االتجاه للقضاء الفرنسي في حكم لمحكمة النقض المصرية في 1989/11/08
بخصوص قبول التوقيع الرقمي في حاالت الوفاء بالبطاقة البنكية تطبيقا لحكم محكمة النقض
الفرنسية في حكمها السابق المشهور بقضية"كريكيداس".9
أسامة بن غانم العبيدي ،حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات ،المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ،المجلد ،28 2
العدد ،56ص.145.
محمد ناصر حمودي ،مرجع سابق ،ص.326 . 3
عادل رمضان األبيوكي،التوقيع اإللكتروني في التشريعات الخليجية ،د.ط،دار المكتب الجامعي الحديث،االسكندرية،2009، 4
ص.15.
محمد ناصر حمودي ،مرجع سابق ،ص ص.326،327. 5
6
Alain Bensoussan et Yves le Roux, Cryptologie et signature électronique, hermes science publication ,paris, 1999,
p79 .
محمد ناصر حمودي ،مرجع سابق ،ص.327. 7
8
«Ce procédé moderne présente les même garanties que la signature manuscrite la quelle peut être imitée tandis que
le code secret n’est connu que du seul titulaire de la carte ».
محمد ناصر حمودي ،مرجع سابق ،ص.327. 9
3
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
من مجمل هذه األحكام يتضح بأن التوقيع اإللكتروني وسيلة حديثة لتحديد هوية صاحب
التوقيع ورضائه بالتصرف القانوني الموقع عليه ،1وبالتالي يقوم بذات وظائف التوقيع التقليدي
المعهود،كل ما هنالك أنه ينشأ عبر وسيط إلكتروني،استجابة لنوعية المعامالت التي تعتبر
بدورها إلكترونية ووجب توقيعها إلكترونيا ،كونه ال مكان فيها لإلجراءات اليدوية ،وأيا كانت
األلفاظ أو العبارات المستعملة في تعريفه فإنّها تتحدد في المضمون وهو تحديد هوية الشخص
الموقع وتمييزه عن غيره،حيث العبرة بالمساواة الوظيفية بين النوعين من التوقيعات.2
ثانيا :التعريف التشريعي للتوقيع اإللكتروني.
اهتمت غالبية القوانين ،وعلى جميع المستويات بالتوقيع اإللكتروني،فقد كان هذا األخير
محل اهتمام من قبل المنظمات سواء الدولية أو اإلقليمية ،لتتبعها بعد ذلك تشريعات مختلف
الدول.3
/1تعريف التوقيع اإللكتروني وفقا للمنظمات الدولية والتوجيهات األوروبية.
كانت الخطوة األولى الفعلية لميالد التوقيع اإللكتروني تشريعيا،هي صدور القانون
النموذجي للتجارة اإللكترونية الدولية لسنة 41996وقد عرف التوقيع اإللكتروني في المادة
07على أنه » عندما يشترط القانون وجود توقيع من شخص يستوي ذلك الشرط بالنسبة
إلى رسالة البيانات إذا:
أ /استخدمت طريقة لتعيين هوية ذلك الشخص والتدليل على موافقة ذلك الشخص على
المعلومات الواردة في رسالة البيانات.
ب /كانت تلك الطريقة جديرة بالتعويل عليها بالقدر المناسب للغرض الذي أنشئت أو أبلغت
من أجله رسالة البيانات،في ضوء كل الظروف،بما في ذلك أي إتفاق متصل باألمر«. 5
هذا التعريف ركز على ضرورة قيام التوقيع اإللكتروني بالوظائف التقليدية للتوقيع وهي
تمييز هوية الشخص،والتعبير عن رضائه االرتباط بالعمل القانوني،على نحو ما ورد في الفقرة
(،أ) كما ركز أيضا على أنه يتعين أن تكون طريقة التوقيع اإللكتروني،والواردة في الفقرة (ب)
طريقة موثوقا بها،ولم يحدد تلك الطرق أو اإلجراءات التي يتعين إتباعها ٕ ،واّنما تركها لكل
دولة تحددها بطريقتها ووفقا لتشريعاتها. 6
وجاء بعد ذلك قانون اليونسترال للتوقيعات اإللكترونية لعام 2001،وتحديدا في نص
المادة/2أ التي عرفت التوقيع اإللكتروني بأنه (( بيانات في شكل إلكتروني مدرجة في رسالة
بيانات ،أو مضافة إليها أو مرتبطة بها منطقيا ،يجوز أن تستخدم لتعيين هوية الموقع بالنسبة
إلى رسالة البيانات ،ولبيان موافقة الموقع على المعلومات الواردة في رسالة البيانات)).7
1
Santiago Cavanillas Mugica et autres, commerce électronique, Edition delta, beyrouth liban 2004,p57.
محمد ناصر حمودي ،مرجع سابق ،ص.328. 2
عبد الوهاب مخلوفي،التجارة اإللكترونية عبر اإلنترنت،رسالة دكتوراه،كلية الحقوق والعلوم السياسية،جامعة الحاج لخضر 4
بانتة،2012/2011،ص.203.
5
L’article 7, loi type de la CNUDCI (A/51/628)1996, « Lorsque la loi exige la signature d’une certaine personne,
cette exigence est satisfaite dans le cas d’un message de donnée : a)Si une méthode est utilisé pour identifier la
; personne en question et pour indiquer qu’elle approuve l’information contenue dans le message de données
et b)Si la fiabilité de cette méthode est suffisante au regard de l’objet pour lequel le message de données a été crée
ou communiqué, compte de tout accord en la matière ».
ايمان مأمون أحمد سليمان ،إبرام العقد االلكتروني وإثباته ،الجوانب القانونية لعقد التجارة االلكترونية ،ط ،1دار الجامعة 6
4
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
ويظهر من خالل التعريف السابق،أن القانون النموذجي قد اهتم بمسألتين هما هوية
الشخص الموقع وبيان موافقته على المعلومات الواردة في المحرر،وهو بذلك انسجم مع األصل
العام للتوقيع في الداللة على شخص الموقع ،وللتأكيد على أن إرادته قد اتجهت لاللتزام بما وقع
عليه.1
أما التوجيه األوروبي رقم ،1999/93فقد عرف التوقيع اإللكتروني في الفقرة األولى
من المادة الثانية بأنه (( عبارة عن معطيات ذات شكل إلكتروني مرتبطة أو مدرجة بمعطيات
إلكترونية أخرى التي يمكنها أن تقوم بوظيفة التعريف)).2
وقد ميز التوجيه األوروبي المذكور بين نوعين من التوقيع ،التوقيع اإللكتروني المتقدم
أو المؤمن والتوقيع اإللكتروني البسيط أو العادي ،3فالتوقيع اإللكتروني المؤمن هو الذي يكون
معتمدا من أحد مقدمي خدمات التصديق اإللكتروني،والذي يمنح شهادة تفيد صحة هذا التوقيع،
بعد التحقق من نسبة التوقيع إلى صاحبه،ويتمتع هذا التوقيع بالحجية القانونية الكاملة في اإلثبات
إذا توفر على شروط معينة وفقا للفقرة الثانية من المادة الثانية من التوجيه المشار
إليه وهي:
أما التوقيع اإللكتروني البسيط ،فيتمتع بالحجية القانونية في حالة عدم إنكاره ،أما في حالة
إنكاره فيقع على عاتق من أدلى به إقامة الدليل على أنه قد تم بطريقة تقنية موثوق بها.5
وبالتالي على خالف القانون النموذجي للجنة اليونسترال التي حاولت وضع قواعد عامة
تسترشد بها الدول عند وضع قوانين وطنية متعلقة بالتوقيعات اإللكترونية وتفاديها وضع
تعريفات دقيقة قد تعيق الدول في ذلك،فإن التوجيه األوروبي وبالرغم من كونه يشكل بدوره
إطارا
عاما لقوانين الدول األعضاء في اإلتحاد األوروبي،إالّ ّ أنه فصل في مسألة التوقيع اإللكتروني
أكثر،تعريفا ّ وأنواعا وشروطا،وحتى بين القيمة القانونية فيما بين أنواع التوقيعات ذاتها،وبينها
وبين التوقيعات اليدوية التقليدية.6
/2تعريف التوقيع اإللكتروني وفقا لتشريعات بعض الدول.
إن التعريف الذي أورده التوجيه األوروبي،أخذت به معظم التشريعات األوروبية ففي
القانون المدني الفرنسي ورد تعريف التوقيع بشكل عام والتوقيع اإللكتروني بشكل خاص في
نضال إسماعيل برهم ،أحكام عقود التجارة اإللكترونية ،د.ط ،دار الثقافة للنشر والتوزيع،عمان،2005،ص.171 . 3
4
L’article2/2 « On entend par signature électronique avancée, une signature électronique qui satisfait aux exigences
suivantes : a)être liée uniquement au signature ; b)permettre d’identifier le signature ; c)être créée par des moyens
que le signature puisse sous son contrôle exclusif ; d)être liée aux données auxquelles elle se rapporte de telle sorte
que toute modification ultérieure des données soit détectable ». Alain Bensoussan et Yves le Roux ,Cryptologie et
signature électronique ,op cit , p76 .
إلياس ناصيف،العقد اإللكتروني في القانون المقارن،الطبعة األولى،منشورات الحلبي الحقوقية،بيروت،2009،ص.237. 5
5
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
نص المادة 1316فقرة 4المضافة بموجب القانون رقم ،1230/2000حيث تنص هذه المادة
على أن ((:التوقيع اإللكتروني ضروري الكتمال التصرف القانوني وهو يحدد هوية من يحتج به
عليه و يعبر عن رضا األطراف بااللتزامات الناشئة عن هذا التصرف،وعندما يتّم بواسطة
موظف عام يكتسب هذا التصرف صفة الرسمية.وعندما يكون التوقيع إلكترونيا يقتضي استخدام
وسيلة آمنة لتحديد الشخص،بحيث تضمن صلته بالتصرف الذي وقع عليه،ويفترض أمان هذه
الوسيلة ما لم يوجد دليل مخالف بمجرد وضع التوقيع اإللكتروني الذي يجري بموجبه تحديد
شخص الموقع.
ويضمن سالمة التصرف ،وذلك بالشروط التي يتم تحديدها بمرسوم يصدر عن مجلس
الدولة)). 2
وأضافت المادة األولى من المرسوم الفرنسي رقم 272/2001الصادر في 2001/03/30
الذي جاء كتطبيق للقانون ،230/2000الشروط التي يجب توافرها في التوقيع اإللكتروني
وعموما هي:
أن يكون للتوقيع طابع متفرد يسمح بتحديد شخص الموقع عن غيره وذلك باستخدام
وسيلة تقنية آمنة تسمح بذلك وتضمن صلة الموقع بالتصرف القانوني الذي وقع عليه.
ارتباط التوقيع اإللكتروني بالموقع وحده دون غيره.
سيطرة الموقع وحده دون غيره على الوسيط اإللكتروني.
إمكانية كشف أي تعديل أو تبديل في بيانات المحرر أو التوقيع اإللكتروني.3
يتضح مما تقدم ،أن المشرع الفرنسي وضع مفهوما موحدا للتوقيع،من دون أن يفرق بين
توقيع تقليدي وتوقيع إلكتروني فيما يتعلق بحجية كل منهما لإلثبات،على أن يكون التوقيع مميزا
لشخص صاحبه،ويتم بإجراءات آمنة تضمن سرية بيانات هذا التوقيع.4
نظمهومن بين القوانين الغربية التي عرفت التوقيع اإللكتروني،نجد القانون األمريكي الذي ّ
تنظيما محكما سواء على المستوى الفدرالي أو على مستوى الواليات،غير أننا نركز على ّ
القانون
الفدرالي والذي عرف التوقيع اإللكتروني في قانون المعامالت اإللكترونية الصادر في
2000/07/30بأنه ((:أصوات أو إشارات أو رموز ،أو أي إجراء آخر يتصل منطقيا بنظام
معالجة المعلومات إلكترونيا ،ويقترن بتعاقد أو مستند أو محرر ،ويستخدمه الشخص قاصدا
التوقيع على المحرر)).5
وتجدر اإلشارة إلى أنه هناك تشريعات غربية أخرى تناولت مسألة تعريف التوقيع
اإللكتروني،إال أنها ال تخرج عن نطاق ما ورد بالقانون الفرنسي واألمريكي ،التي ركزت كلّها
6
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
على وظائف التوقيع اإللكتروني ،بغض النظر عن الشكل اإللكتروني الذي يتخذه والوسيلة
التكنولوجية التي يتّم بها.1
أما في الدول العربية ،فنجد أن غالبية التشريعات المنظمة لمعامالت التجارة اإللكترونية قد
عرفت التوقيع اإللكتروني ،2حيث عرفت المادة 2من قانون المعامالت والتجارة اإللكترونية
لدولة اإلمارات العربية المتحدة ّ التوقيع اإللكتروني بأنه ((:توقيع مكون من حروف أو أرقام
أو رموز أو صوت أو نظام معالجة ذي شكل إلكتروني ،ملحق أو مرتبط منطقيا برسالة
إلكترونية وممهور بنية توثيق أو إعتماد تلك الرسالة )).3
بينما في مصر وبصدور القانون رقم 15لسنة 2004الخاص بالتوقيع اإللكتروني وفي
المادة /1ج منه،عرف التوقيع اإللكتروني بأنه ((:ما يوضع على محرر إلكتروني ويتخذ شكل
حروف أو أرقام أو رموز أو إشارات أو غيرها ويكون له طابع متفرد يسمح بتحديد شخص
الموقع ويميزه عن غيره)).4
أما في الجزائر وبموجب القانون رقم 04/15الخاص بالقواعد العامة المتعلقة بالتوقيع
والتصديق اإللكترونيين ،5فقد عرف التوقيع اإللكتروني في مادته الثانية بأنه ((:بيانات في شكل
إلكتروني ،مرفقة أو مرتبطة منطقيا ببيانات إلكترونية أخرى،تستعمل كوسيلة للتوثيق)).
نالحظ من خالل التعريف السابق،أن القانون الجزائري قد أخذ بتعريف قانون اليونسترال
النموذجي،مع تغيير بعض العبارات فقط،فقد استعمل عبارة "تستعمل كوسيلة للتوثيق" والمراد
بها
هو أن تستخدم لتوثيق هوية الموقع وبيان موافقته على مضمون ما وقع عليه ،وهو ما نصت
6
عليه المادة السادسة من القانون 04/15سالف الذكر(( يستعمل التوقيع اإللكتروني لتوثيق هوية
الموقع واثبات قبوله مضمون الكتابة في الشكل اإللكتروني)).
كما عرفت المادة الثانية نفسها الموقع وحصرته في الشخص الطبيعي دون الشخص
المعنوي ،حيث تنص بأن(:الموقع :شخص طبيعي يحوز بيانات إنشاء التوقيع اإللكتروني
ويتصرف لحسابه الخاص أو لحساب الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يمثله)).7
وقد ميز المشرع الجزائري على غرار معظم التشريعات األوروبية،بين نوعين من التوقيع
اإللكتروني،التوقيع اإللكتروني العادي أو البسيط والتوقيع اإللكتروني المؤمن "أو الموصوف"
أطلق عليه في القانون 04/15المتعلق بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين سالف الذكر،حيث كما ّ
عرف التوقيع اإللكتروني الموصوف بموجب المادة 7منه بأنه التوقيع اإللكتروني الذي تتوفر
فيه المتطلبات اآلتية :
أن ينشأ على أساس شهادة تصديق إلكتروني موصوفة.
القانون رقم ، 02المتعلق بالمعامالت والتجارة اإللكترونية اإلماراتي ،المؤرخ في ،2002/02/26المنشور في الجريدة 3
بين الشريعة اإلسالمية والنظم والقواعد القانونية ،ورقة عمل مقدمة في ندوة التوقيع اإللكتروني ،المنعقدة في الرباط،
المملكة المغربية ،يونيو 2006،منشورات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية،2008، ،ص.221.
قانون رقم ،04/15الخاص بالقواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين،المؤرخ في 1فبراير 2015الموافق لـ 5
7
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
أن يرتبط بالموقّع دون سواه.
أن يمكن من تحديد هوية الموقّع.
أن يكون مصمما بواسطة آلية مؤمنة خاصة بإنشاء التوقيع اإللكتروني.
أن يكون منشأ بواسطة وسائل تكون تحت التحكم الحصري للموقّع.
أن يكون مرتبطا بالبيانات الخاصة به،بحيث يمكن الكشف عن التغييرات الالحقة
بهذه البيانات.
نالحظ من مجمل التعريفات السابقة ،بأن التوقيع اإللكتروني في كافة القوانين المنظمة له
والمنظمة للتجارة اإللكترونية واحدة تقريبا ،مع اختالف األلفاظ ولكن مع وحدة المضمون ،فقد
اختلفت األساليب التي يتم خلعها على التعريف دونما تغيير في مضمون التعريف ذاته ،والسبب
في ذلك هو وحدة المصدر الذي استقت منه هذه التشريعات موضوع تنظيم التوقيع اإللكتروني.1
كما ركزت هذه التعريفات على الصور واألشكال على سبيل المثال،حتى تتسع مستقبال
ألي صور أو أشكال قد تظهر للتوقيع اإللكتروني،وعلّة ذلك هي توفير مرونة أكثر للمتعاملين
في اختيار الوسيلة التي يرونها تكفل األمن والثقة في هذا التوقيع.2
الفرع الثاني
صور وخصائص التوقيع االلكتروني
أدى التطور الحاصل في نطاق نظام المعلومات واالتصاالت إلى ظهور العديد من
الصور التي يتخذها التوقيع اإللكتروني ،التي تختلف باختالف الطريقة التي تتم بها ،كما تختلف
من حيث قدرتها على توفير الثقة واألمان ووسائل الحماية التي تعتمد على الوسيلة التقنية
المستخدمة .3قمنا بمعالجة صور التوقيع االلكتروني أوال وخصائصه ثانيا.
أوال :صور التوقيع اإللكتروني.
لم يعد التوقيع اإللكتروني مقتصرا على صورة واحدة نتيجة لتقدم الهائل في
التكنولوجيا بل ظهرت صور جديدة للتوقيع اإللكتروني ،ومن هذه الصور مايلي:
/1التوقيع الرقمي.
يعتـبر التوقـع الرقمـي مـن أهـم صـور التوقيـع اإللكـتروني نظـرا لمـا يتمتـع بـه مـن
قـدرة فائقـة علـى تحديـد هويـة أطـراف العقـد تحديـدا دقيقـا ومميـزا ،إضـافة لمـا يتمتـع بـه
أيضـا مـن درجـة عاليـة مـن ثقـة و األمـان في اسـتخدامه و تطبيقه عند إبرام العقود التجارية،
ويمثل التوقيع الرقمي في تلك الرموز السـرية و المفـاتيح المتماثلـة وغـير متماثلـة ،مـن حيث
اعتماده على اللوغاريتمات و المعادالت الرياضية المعدة مـن الناحيـة الفنيـة ،وذلـك باسـتخدامه
برنامجـا محـددا ،بحيـث ال يمكـن ألحـد الكشـف عـن الرسـالة إال الشـخص الـذي يحمـل مفتـاح
فـك التشـفير والتحقيـق مـن أي تحويـل الرسالة قد تم باستخدام المفتاح الخاص إضافة إلى تحققه
من أن الرسالة الواردة لم يلحقها أي تغيير أو تعديل.4
محمد حسن رفاعي العطار،البيع عبر شبكة اإلنترنت ،الطبعة األولى،دار الجامعة الجديدة،اإلسكندرية،2007،،ص.172 . 1
إياد محمد عارف عطا سده،مدى حجية المحررات اإللكترونية في اإلثبات،مذكرة ماجستير،كلية الدراسات العليا،جامعة 2
الشامل ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية ،الجزائر ،2016-2015 ،ص.10.
زينـب غريـب ،إشـكالية التوقيـع وحجيتـه في اإلثبـات ،مـذكرة لنيـل رسـالة ماسـتر ،كليـة العلـوم القانونيـة واالقتصـادية 4
8
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
/2التوقيع بالقلم اإللكتروني.
هـذه الطريقـة تتمثــل في اســتخدام قلــم إلكـتروني حسـاس يمكنــه الكتابــة علــى
شاشــة الكمبيــوتر عــن طريـق برنـامج هـو المسـيطر أو المحـرك لكـل العمليـة ويقـوم هـذا
البرنـامج بـوظفتين أساسـتين لهـذا النـوع مـن التوقيعـات األولى وهي خدمة التقاط التوقيع،
والثانية خدمة التحقق من صحة التوقيع.1
و تقوم هذه الطريقة على آلية عمل معينة ،تتمثل في نقل التوقيع المحرر بخـط اليـد
بواسـطة التصـوير بالماسـح الضوئي ونقل الصورة إلى رسالة إلكترونية يراد بها إضافة هذا
التوقيع إليها إلضفاء الحجية عليها.
وبـالرغم مـن سـهولة اسـتخدام هـذه الوسـيلة إال أنها محفوفـة بالمخـاطر ،بحيـث يكـون
مـن الصـعوبة في بعـض األحيــان نســبة الرســالة إلى موقعهــا .ذلــك ألنــه قــد يتســنى
للمرســل إليــه االحتفـاظ بنســخة عــن صــورة التوقيــع الــتي وصلته ،وإعادة وضعها على
أي وثيقة محررة عبر وسيط إلكتروني ويدعى أن واضعها هو صاحب التوقيع الفعلي.2
/3التوقيع الكودي (البطاقات الممغنطة).
هـذه الصــورة مـن أكثـر الصــور شــيوعا في حياتنـا العمليـة حيــث تقــوم البنـوك
بإصــدار بطاقــات االئتمــان ،والـتي تسـتخدم في السـحب النقـدي مـن خـالل بطاقـات
الصـرف اآللي والـتي تخـول حاملهـا إمكانيـة سـحب مبـالغ نقدية من حسـابه بحـد متفـق عليـه
بينـه وبـين البنـك مصـدر البطاقـة ،إضـافة إلى مـا تقـوم بـه أيضـا مـن عمليـات دفـع عبر
اإلنترنت ،حيث تحتوي هذه البطاقة علـى رقـم سـري ال يعرفـه إال صـاحبه.والـذي يخـول لـه
الـدخول إلى حسـابه وإجراء العمليات التي يريـدها ،في حالـة إتمـام العمليـة مـن خـالل
الصـراف اآللي لصـورة صـحيحة وحصـول العميـل في عملية السحب مثال علـى المبلـغ الـذي
أرادة فإنـه يحصـل علـى شـريط ورقـي يثبـت فيـه المبلـغ الـذي تم سـحبه والتـاريخ والساعة
والمبلغ المحسوب ورصيد المتبقي ،حيث حلت هذه اإلجراءات جميعها محل التوقيع التقليدي
لمـا تميـز بـه مـن األمان و الثقة وتميز صاحب البطاقة الذي يحمل الرقم.3
/4التوقيع البيوميتري.
إن اإلقبال على إبرام المعامالت بشكل عـام وفي مجـال المعـامالت التجاريـة و البنكيـة
بشـكل خـاص يتوقـف على مدى ما توفره الجهات من وسائل أمان تكفـل السـرية و الخفـة في
التعامـل وتحقيقـا لهـذا الهـدف توصـلت البنـوك لعالمية الكبرى إلى االعتماد على الخواص
الذاتيـة لإلنسـان،4ويقـوم هـذا علـى أسـاس التحقـق مـن شخصـية المتعامـل باالعتمــاد علــى
الصـفات الجســمانية لألفــراد مثــل البصـمة الشخصــية ،مسـح العـين البشــرية ،التعــرف
علــى الوجـه البشري ،خواص اليد البشرية ،التحقق من نبرة الصوت ،والتوقيع الشخصي ،ويتم
التأكد من شخصية المتعامـل عـن طريـق إدخـال معلومـات للحاسـب أو الوسـائل الحديثـة مثـل
خالد ممدوح إبراهيم ،إثبات العقود والمراسالت اإللكترونية ،طبعة األولى ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية،2010،ص.275. 1
علي أبو مارية ،التوقيع اإللكتروني ومدى قوته في اإلثبات (دراسة مقارنة)،مجلة جامعـة الخليـل للبحـوث،المجلد،5 2
9
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
التقـاط صـورة دقيقـة لعـين المسـتخدم أو صـوته أو يـده ويتم تخزينها بطريقة مشفرة في ذاكرة
الحاسب ليقوم بعد ذلك بالمطابقة.1
ومـا يالحـظ أن هـذا التوقيـع يعـتري العديـد مـن الصـعوبات ،مثـل تآكـل بصـمات
األصـابع عـبر الـزمن أو بسبب ممارسة العمل في بعض المهن ،وتطابق وجه التـوائم،
وصـعوبة االسـتخدام في شـبكة مفتوحـة كاإلنترنـت ،مـثال جعل تطبيق هذا النوع من التوقيع
في شبكة اإلنترنت قاصرا على استخدامات محددة.2
ثانيا :خصائص التوقيع اإللكتروني.
يتميز التوقيع اإللكتروني بعدة خصائص أهمها ما يلي:
-1التوقيع اإللكتروني يتم عبر وسائل إلكترونية وعن طريق أجهزة الحاسب اآللي
واالنترنت أو على أسطوانة 3حيث أصبح بإمكان أطراف العقد االتصال ببعضهم البعض
واإلطالع على وثائق العقد والتفاوض بشأن شروطه وكيفية إبرامه وإفراغه في محررات
إلكترونية وأخيرا إجراء التوقيع اإللكتروني عليه.4
-2لم يشترط في التوقيع اإللكتروني صورة معينة حيث أنه يمكن أن يأتي على شكل
حرف أو رمز أو رقم أو إشارة أو حتى صوت ،المهم فيه أن يكون ذو طابع منفرد يسمح بتمييز
شخص صاحب التوقيع وتحديد هويته وإظهار رغبته في إقرار العمل القانوني والرضا
بمضمونه.5
-3الوظيفة الرئيسية للتوقيع اإللكتروني هي الحفاظ على مضمون المحرر اإللكتروني
وتأمينه من التعديل باإلضافة أو الحذف ،وذلك عن طريق ربط المحرر اإللكتروني بالتوقيع
اإللكتروني.6
-4التوقيع اإللكتروني يحقق األمان والخصوصية والسرية في نسبته للموقع ،وبالنسبة
للمتعاملين،وخاصة مستخدمي شبكة اإلنترنت ،وعقود التجارة الدولية ،وذلك عن طريق إمكانية
تحديد هوية الموقع ،ومن ثم حماية المؤسسات من عمليات تزوير التوقيعات.7
-5التوقيع اإللكتروني يحدد شخصية الموقع ويميزه عن غيره.8
واستنادا ً لهذه الخصائص توجد عدة فروق جوهرية بين التوقيع اإللكتروني والتوقيع
التقليدي نوردها فيما يلي:
أن التوقيع العادي عبارة عن رسم يقوم به الشخص بمعنى أنه فن وليس علم ومن
هنا يمكن تزويره ،أما التوقيع اإللكتروني فهو علم وليس فن ويصعب تزويره،
بحيث يتم التوقيع اإللكتروني بواسطة برنامج كمبيوتر خاص لهذه الغاية.1
نسرين عبد الحميد نبيه ،الجانب القانوني للقانون التجاري ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية 2008،ص.344 1
سهيلة طمين ،الشـكلية في عقـود التجـارة اإللكترونيـة ،مـذكرة لنيـل شـهادة ماجسـتير ،تخصـص القـانون الـدولي لألعمال، 2
لبنان ،2010،ص.149.
بشار محمود دودين،اإلطار القانوني للعقد المبرم عبر شبكة اإلنترنت ،ط ،2دار الثقافة للنشر والتوزيع،األردن،2010، 4
ص.247 .
عباس العبودي ،مرجع سابق ،ص.149 . 5
عبد الحميد ثروت ،التوقيع االلكتروني:ماهيته ،مخاطره وكيفيته ،مدى حجيته في االثبات ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية، 7
،2007ص.38.
طيموش عزولة ،فريدة عالوات ،مرجع سابق ،ص.17. 8
10
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
ّ
أن التوقيع التقليدي يتخذ شكال معينا كاإلمضاء أو الختم أو بصمة األصبع
وللموقع حرية اختيار إحدى هاته الصور ،أما التوقيع االلكتروني فإنه ال يشترط
شكل معين فالمهم أن يكون للتوقيع طابع منفرد يسمح بتمييز الشخص الموقع
وتحديد هويته.2
التوقيع التقليدي يوضع على دعامة مادية تكون في الغالب دعامة ورقية 3تحاكي
الشكل الذي تم التصرف به من خالل الحضور المادي لألطراف في مجلس
واحد ،أما التوقيع االلكتروني فيتم عبر وسيط يير مادي أي الكتروني يتم عبر
شبكة االنترنت بين أشخاص ال يجمعهم مجلس واحد.4
التوقيع التقليدي يقوم بوظيفتين فهو يحدد هوية الشخص الموقع ويعد دليل على
الحضور المادي أثناء التوقيع ،أما التوقيع االلكتروني فوظائفه تنحصر في أنه
يحدد هوية الشخص الموقع ويحقق األمان والثقة في صحة التوقيع ونسبه لصاحبه
ويمنح كذلك صفة المحرر األصلي للمستند مما يجعل من هذا األخير دليال
لإلثبات.5
صالح عطا هللا ،التوقيع اإللكتروني في التجارة اإللكترونية والتحكيم اإللكتروني ،مقال منشور بتاريخ ، 2016/06/11اطلع 1
بشار محمود دودين ،اإلطار القانوني للعقد المبرم عبر شبكة االنترنت ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،2010،ص.247. 2
رؤى األنصاري ،تعريف التوقيع االلكتروني ،مقال منشور بتاريخ ، 2014/05/14أطلع عليه بتاريخ 2018/05/02في 4
الموقع:
http://isdept-info.blogspot.com
علي مبروك ممدوح ،مدى حجية التوقيع االلكتروني في اإلثبات ،دار النهضة العربية القاهرة، 2009 ،ص.49. 5
11
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
المطلب الثاني
وظائف التوقيع االلكتروني ومجاالت تطبيقه.
بعدما تعرضنا في المطلب األول لمفهوم التوقيع االلكتروني و عرضنا معظم تعريفاته و
كذلك تطرقنا لخصائصه و صوره ،في هذا المطلب سنتعرض لوظائفه و بعض مجاالت تطبيقه.
الفرع األول
وظائف التوقيع االلكتروني.
من تعريف التوقيع االلكتروني في قانون االونسترال النموذجي وقوانين الدول العربية
التي أخذت به نجد أنه يحقق أكثر من وظيفة وهي تحديد هوية الشخص الملتزم باإلضافة
التزامه بمضمون السند الموقع عليه وإقراره 1ويمكن إجمال وظائف التوقيع اإللكتروني في
ثالث وظائف أساسية وهي :
كثير من المعامالت التي تتم عبر شبكة االنترنت ال تتم إالّ باالعتماد على التوقيع
االلكتروني إلثبات صحتها ،ومن أبرز مجاالت تطبيق التوقيع االلكتروني ما يلي:
مبروك حدة ،حجية السندات االلكترونية في اإلثبات ( دراسة مقارنة) ،مجلة العلوم القانونية و السياسية ،عدد ،17جامعة 1
محمد عبيدات لورنس ،إثبات المحرر اإللكتروني ،دار الثقافة ،عمان ،2009ص ص.154،156. 4
12
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
-1بطاقة االئتمان :Credit card
تعرف بخنها بطاقة بالستيكية ومغناطيسية يصدرها البنك لصالح عمالئه بدال من حمل
النقود ،لها شكل مستطيل تحمل اسم المؤسسة المصدرة لها ،شعارها ،توقيع واسم حاملها
ورقمها وتاريخ نهاية صالحيتها ، 1يستطيع العميل من خاللها شراء مستلزماته ثم التسديد
الحقا ،أما عن كيفية تطبيق التوقيع االلكتروني من خالل بطاقة االئتمان فإنه يتم باستخدام
التوقيع الرقمي.2
-2بطاقة الصراف اآللي :ATM
من خاللها يمكن للعميل سحب مبالغ نقدية من رصيده بحد أقصى متفق عليه ،كما تمكنه
3
من االستفسار عن رصيده أو كشف حساب مختصر أو تحويل رصيده إلى رصيد آخر وإجراء
إيداعات نقدية.4
أما عن كيفية تطبيق التوقيع االلكتروني من خالل بطاقة السحب اآللي فإنّه يتم بإدخال
بطاقة السحب اآللي في المكان الخاص لها في جهاز الصراف اآللي ،ثم يقوم بإدخال الرقم
الخاص بالبطاقة ،وأخيرا تحديد العملية المصرفية المراد القيام بها سحب أو إيداع أو تحويل.5
-3بطاقة الدفع :Debited card
من خاللها يمكن للعميل أن يسحب منها مباشرة قيمة مشترياته وأجور الخدمات المقدمة له،
وذلك بناء على السندات الموقعة منه ،6وتعتمد هذه البطاقة على وجود رصيد للعميل لدى البنك
في حساب جاري.7
فالعميل عند قيامه بتنفيذ عملية السحب فإنه يقوم بتحويل أمواله إلى البائع التاجر ،فإذا كانت
البطاقة (( ))On-lineأي على الخط فإنه يتم تحويل األموال يوميا ،8وفي هذه الحالة يقوم
المشتري بتسليم بطاقته للبائع ويقوم هذا األخير بتمريرها داخل جهاز خاص ،بعدها يقوم
المشتري بإدخال الرقم الخاص به ليعلن الموافقة على إتمام العملية ،أما إذا كانت خارج الخط
(( ))Offlineفإن التحويل يتم خالل عدة أيام ،وفي هذه الحالة يستخدم التوقيع التقليدي من أجل
تحويل المبلغ من رصيد بطاقة المشتري إلى رصيد البائع.9
-4البطاقة الذكية :Smart card
محمد أمين الرومي ،التعاقد االلكتروني عبر االنترنت ،دار المطبوعات الجامعية االسكندرية، 2004،ص.130. 1
عيسى غسان ربضي ،القواعد الخاصة بالتوقيع االلكتروني ،ط ،2دار الثقافة لنشر والتوزيع،األردن،2012،ص.102. 2
عمار لوصيف ،استراتجيات نظام المدفوعات للقرن الحادي والعشرين مع اإلشارة إلى التجربة الجزائرية ،مذكرة ماجستير 3
عشر ،ديسمبر،2014ص.74.
عيسى غسان ربضي ،القواعد الخاصة بالتوقيع االلكتروني ،المرجع السابق،ص5.102.
معطى سيد أحمد ،واقع وتأثير التكنولوجيا الجديدة لإلعالم واالتصال على أنشطة البنوك الجزائرية ،مذكرة ماجستير في 6
إدارة األفراد وحوكمة الشركات ،جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان ، 2012/2011ص.24.
معطى سيد أحمد ،مرجع سابق ،ص.40. 7
عالء محمد عيد النصيرات ،حجية التوقيع االلكتروني في االثبات(،دراسة مقارنة) ،ط ،1دار الثقافة لنشر والتوزيع، 8
13
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
هي عبارة عن بطاقة بالستيكية ،تحتوي على شريحة ميكروية (( Micro-processor
))puceيمكن استخدامها في استخراج وتخزين ومعالجة ونقل البيانات الرقمية كالنقود
االلكترونية أو المعلومات الطبية.1
وتتم برمجة هذه البطاقة من قبل شركات متخصصة حيث تقوم بإدخال بعض المعلومات
المهمة وتبرمج دالة جبرية فتولد الرقم السري ،وعند كل استخدام يقوم العميل بإدخال البطاقة
في آلة القراءة مع دخول الرقم السري المولد في البطاقة.2
المبحث الثاني
حجية التوقيع االلكتروني في االثبات
إ ن وجود التوقيع االلكتروني ضمن المحرر على وسيط الكتروني غير مادي وانفصاله
عن شخص الموقع قد يثير الشك حول مصداقيته في تمييز هوية صاحبه وضمان ارتباطه
بالتصرف القانوني حيث يمكن للقراصنة اختراق نظام المعلومات ومعرفة التوقيع وفك شفرته
نوال بن عمارة ،وسائل الدفع االلكتروني (األفاق والتحديات) ،ص،7.بحث منشور بتاريخ 2017/02/03اطلع عليه في 1
2018/06/08في الموقع:
http://dspace.univ-ouargla.dz
عالء محمد نصيرات ،مرجع سابق ،ص .43. 2
14
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
واستخدامه دون موافقة صاحبه كل ذلك بخالف التوقيع العادي الذي يتطلب الحضور الجسماني
لصاحبه مما يسهل التحقق منه ويتم االحتفاظ بنسخة من المحرر تكون بمنأى عن العبث
والتغيير ،ويمكن لخبراء الخطوط كشف أي تالعب أو تزوير في التوقيع ،إن مثل هذا التخوف
رغم ما ينطوي ع ليه من بعض الصواب لم يقف عقبة أمام استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة
في مجال اإلثبات 1وهذا باالستعانة بجهات التوثيق االلكترونية والمرخص لها القيام بهذه
الوظيفة ،حيث تقوم بمنح شهادات بصحة التوقيع االلكتروني وذلك بعد التحقق من شخصية
األطراف المتعاقدة وإتباع وسائل األمان التقنية التي تضفي حماية وسرية لهذا التوقيع.2
إذا استطاع التوقيع اإللكتروني تحقيق شروط معينة تؤدي إلى وصوله إلى درجة األمان
والثقة في قدرته على تحقيق الوظائف التي يحققها التوقيع التقليدي،ففي هذه الحالة فإنه سيتمتع
بالحجية القانونية في اإلثبات،واألثر القانوني للتوقيع اإللكتروني للتوقيع اإللكتروني يختلف
بحسب اختالف مدى تحقيقه لكل هذه الشروط من عدمه،فالتوقيع الذي يحقق كل الشروط التي
حددها القانون يتمتع بأثر قانوني أعلى من التوقيع اإللكتروني الذي ال يحقق كل هذه الشروط،3
ومنـه سـنقوم في ه ـذا المطلـب بـإبراز الشـروط الـتي البـد أن يتـوفر عليهـا التوقيـع ونبـين
موقف التشريعات حول األخذ بحجية التوقيع االلكتروني.
وسنعرض هذا المبحث من خالل المطلبين التاليين :
المطلب األول :شروط حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات.
المطلب الثاني :موقف التشريعات من التوقيع اإللكتروني.
المطلب األول
شروط حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات.
حتى يتمتع التوقيع اإللكتروني بحجية في اإلثبات،البد أن يستوفي الشروط التي تمنحه
الحجية القانونية في اإلثبات والتي يؤدي عدم توافرها إلى عدم تحقق وصف التوقيع
اإللكتروني ،4ويشترط في التوقيع اإللكتروني عموما حتى يقوم بوظيفته مجموعة من الشروط
يمكن تصنيفها إلى نوعين من الشروط،شروط قانونية والتي تتطلب في كل توقيع،وشروط
تكنولوجية تقنية خاصة بالتوقيع اإللكتروني.5
وسنعرض هذا المطلب من خالل الفرعين التاليين:
الفرع األول :الشروط القانونية للتوقيع االلكتروني.
الفرع الثاني:الشروط التكنولوجية التقنية للتوقيع االلكتروني.
الفرع األول
الشروط القانونية للتوقيع اإللكتروني.
محمد حسين منصور ،قانون االثبات – مبادئ االثبات و طرقه ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،طبع سنة ،1998ص .287. 1
سمير حامد عبد العزيز جمال ،التعاقد عبر تقنيات االتصال الحديثة ،دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية،ط،2،2007ص23. 2
عبد هللا بن عبد العزيز بن محمد الفحام،حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات،رسالة ماجستير،جامعة اإلمام محمد بن 5
15
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
بما أن التوقيع هو شكل خاص من أشكال الكتابة،فإنه يتعين لكي يحقق وظيفته في اإلثبات
أن تتوفر فيه الشروط التالية :أن يكون شخصيا،أن يكون مميزا لموقع التعاقد وأن يتصل التوقيع
بالمحرر الكتابي.1
أوال/أن يكون التوقيع شخصيا.
التوقيع هو عالمة شخصية ،بمعنى أن يتولى الشخص بنفسه وضع التوقيع،فإذا وقّع
شخص آخر باسم الموقّع فال ّ يعتد بهذا التوقيع ويكون باطال،ولو تم ذلك برضاء صاحب
التوقيع ،فالعبرة هنا بأن يكون التوقيع صادرا ممن يراد أن يحتج به عليه.2
وحتى يتسنى للتوقيع القيام بأداء وظيفته،يجب أن يكون داال على شخصية الموقع فطريقة
التعبير من خالل الوسيط اإللكتروني وجهات التصديق اإللكتروني،تسمح بالتعرف على هوية
صاحب التوقيع بطريقة محسوسة كما ّ في حالة التوقيع في شكله الكتابي،ومع تقدم التقنيات التي
تستهدف التثبت من التوقيع اإللكتروني والتي تسمح بتحديد هوية صاحب التوقيع من خالل
أنظمة فعالة تكشف عمليات التسلل والقرصنة،وحماية األطراف في ظل تقنيات عالية
وبرامج أمنية للتأكد من هوية أصحاب التوقيع بما يؤكد سالمة التوقيع ويعزز الثقة ويدل على
موافقة كل طرف على المعلومات الواردة برسالة البيانات،فكل تقنية تميز صاحبها ومستوفية
للشروط المطلوبة في التوقيع يعتمد عليها كدليل إثبات،وهي مسألة موضوعية تخضع لتقدير
قاضي الموضوع.3
يشـترط أن يكـون التوقيـع داال ومحـددا لشـخص الموقـع ليتحقـق بـذلك دوره في
اإلثبـات،
ونستطيع القول أن التوقيع اإللكتروني قادر على تحديد هوية الشخص الموقع،إذ أنه وعند
استعراض صور التوقيع اإللكتروني،نرى أنه بإمكان هذه الوسائل إذا دعمت بوسائل توفر الثقة
الكافية بها ،تحديد هوية الشخص الموقع بصورة ممتازة ربما تفوق قدرة التوقيع العادي،
فالتوقيع البيومتري يقوم أساسا على استخدام الخواص الذاتية للشخص،األمر الذي يؤدي إلى
تحديد هويته،وأما التوقيع اإللكتروني القائم على األرقام السرية فهو قادر على تحديد هوية
الموقع ،مادام أن التوقيع رقم سري ال يعرفه إال صاحبه،فالشخص ال يستطيع أن ينكر استخدامه
للبطاقة المقترنة برقمه السري الذي ال يعرفه غيره وال يتشابه مع غيره،وأما التوقيع بالقلم
اإللكتروني فهو إن أحسن استخدامه فهو قادر على تحديد هوية الموقع ،إذ أن هذا النظام ال يمكن
استخدامه إال من قبل الشخص الموقع وحده والدليل على ذلك أن هذا النظام ال يعمل إذا اختلف
الموقع وكذلك إذا وقع الشخص بصورة غير مطابقة لما هو مخزن في ذاكرة
الكمبيوتر،أما التوقيع الرقمي فهو بدوره قادر على تحديد هوية الشخص الموقع ،من خالل
المفاتيح العامة والخاصة كما يمكن االستعانة بسلطة التصديق للتحقق من هوية الشخص.4
ثانيا/أن يكون مميزا لموقع التعاقد.
حتى يقوم التوقيع بوظيفته في اإلثبات لمضمون المحرر،يلزم أن يكون التوقيع داال على
شخصية صاحبه ومميزا له عن غيره ،فإذا لم يكن التوقيع كاشفا عن هوية صاحبه ومحددا
لذاتيته فال يع تد به وبالتالي ال يؤدي دوره في إثبات مضمون المحرر،ومن أمثلة ذلك أن يتخذ
خالد مصطفى فهمي ،النظام القانوني لتوقيع االلكتروني في ضوء االتفاقيات الدولية والتشريعات العربية ،دار الجامعة 3
16
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
التوقيع شكل حروف معرجة أو رسم آخر،أو كان التوقيع بالحروف األولى من االسم واللقب
أو بواسطة ختم مطموس ال يمكن قراءته.1
وهـو مـا نـص عليـه قانون التوقيع والتصديق اإللكترونيين 04/15طبقا للمادة » 3/7التوقيع
الموصوف هو التوقيـع اإللكـتروني الـذي تتوفر فيه المتطلبات التالية ... :أن يمكن من تحديد
هوية الموقع. «2 ....
يمكن القول أن التوقيع اإللكتروني بصوره يعد من قبيل العالمات المميزة الخاصة
بالشخص وحده دون غيره وال يشاركه بها أحد ،فالتوقيع البيومتري القائم على الخصائص
الذاتية أو بالرقم السري بكل مجاالته أو بالقلم اإللكتروني أو التوقيع الرقمي،كلها تتضمن
عالمات مميزة تميز الشخص عن غيره ،فالتوقيع البيومتري يقوم على الخصائص الذاتية
للشخص التي يتميز بها عن غيره ،كذلك الرقم السري فال يمكن أن يتشابه اثنان بنفس الرقم
السري داخل النظام الواحد فهو يميز كل شخص عن غيره فال يستطيع أحد استخدام الرقم
السري لشخص آخر وال يمكنه أن يعرفه بأي طريقة إال بإهمال صاحبه في حفظه،وكذلك
التوقيع بالقلم اإللكتروني فهو مثل اإلمضاء العادي في قدرته على تمييز الشخص عن غيره
ويتمتع بقدر من الحماية فال يمكن إنجازه إال إذا طابق التوقيع بالقلم اإللكتروني اإلمضاء
المخزن في الكمبيوتر،أما بالنسبة للتوقيع الرقمي فهو كالرقم السري خاص بصاحبه ويستطيع
أن يميزه عن غيره فهو يقوم على مفتاحين عام وخاص وهذا الخاص ال يعلمه إالّ الشخص
الموقع.3
مما سبق نخلص إلى أن التوقيع يجب أن يحمل في طياته ما من شأنه التعرف على صاحبه
بأن يكون مميزا ومحددا لشخص صاحبه بغض النظر عن وسيلة إصداره أي ال يشترط أن يتم
التوقيع بخط يد الموقع ،بل يمكن إتمامه بأداة منفصلة عن شخصه.4
ثالثا /إتصال التوقيع بالمحرر.
والمقصود بهذا الشرط أن يكون التوقيع ضمن المحرر كال ال يتجزأ ،وذلك حتى يمنح
المحرر قيمته القانونية ،ويكون التوقيع داال على رضاء موقعه بمضمون المحرر ،ومعنى ذلك
أنه البد أن يكون هذا التوقيع متصال اتصاال ماديا ومباشرا بالمحرر المكتوب.5
وإذا كان المستقر هو أن يوضع التوقيع في نهاية الكتابة التي تضمنها المحرر،حتى يكون
منسجما على جميع البيانات المكتوبة الواردة فيه ويعلن عن موافقة الموقع والتزامه بمضمونه
إال أن وجود التوقيع في مكان آخر ال ينفي هذه الموافقة ،وان كان يخضع لتقدير قاضي
الموضوع ،فالمهم هو أن يدل التوقيع على إقرار صاحبه بمضمون المحرر وقبوله له ،لذلك فقد
ورد في حكم ل ٕ قضاء محكمة النقض الفرنسية باعتماد التوقيع حتى وان كان الموقع قد وضعه
في أعلى الصفحة مادام يدل داللة واضحة على إقرار الموقع بمضمون المحرر.6
وتتعلق مسألة اتصال التوقيع اإللكتروني بالمحرر اإللكتروني أساسا،بكفاءة التقنيات المستخدمة
في تأمين مضمون المحرر المدون إلكترونيا،وبالتالي تأمين ارتباطه بشكل ال يقبل االنفصال
عن التوقيع،ومن أهم هذه التقنيات تقنية التوقيع الرقمي الذي يعتمد على مفتاحين عام وخاص
عبد الوهاب مخلوفي ،مرجع سابق .220 ، 1
سماح كحول،حجية الوسائل التكنولوجية في االثبات ،مذكرة لنيل شهادة الماستر قسم الحقوق ،كلية الحقوق و العلوم 2
17
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
وال يستطيع أحد أن يطلع على مضمون المحرر إال الشخص الذي يملك المفتاح القادر على
تمكين الشخص من ذلك،وبناء على ذلك فإن المحرر يرتبط بالتوقيع على نحو ال يمكن فصله
وال يمكن ألحد غير صاحب المحرر المدون على هذا النحو من التدخل بتعديل مضمونه،
ويمكن توافر هذا اشرط أيضا في شتى صور التوقيع اإللكتروني األخرى،من خالل إعتماد
تقنيات تكفل توافره،كما هو الحال في التوقيع بالقلم اإللكتروني.1
الفرع الثاني
الشروط التكنولوجية والتقنية للتوقيع اإللكتروني.
نصت مجمل القوانين التي نظمت التوقيع اإللكتروني على جملة من الشروط يجب توافرها
في التوقيع اإللكتروني حتى يمكن اإلحتجاج به في اإلثبات أهمها الموثوقية ،ونعني بالموثوقية
أن يكون التوقيع اإللكتروني توقيعا آمنا،وأن يتم التأكد من صحته بشهادة تصديق معتمدة.2
أوال /أن يكون التوقيع اإللكتروني توقيعا آمنا.
ولكي يكون التوقيع اإللكتروني تو قيعا آمنا،يجب أن يكون التوقيع اإللكتروني الخاص
بالموقع ،والمقصود بذلك أن تكون بيانات إنشاء التوقيع أو ما يطلق عليها القانون الفرنسي
معطيات إنشاء التوقيع ،وهي مثل المفتاح الخاص في التوقيع الرقمي أو بصمة اإلصبع وبصمة
العين في التوقيع البيومتري أو الكود السري في التوقيع الكودي،فكل هذه المعطيات يجب أن
تكون خاصة بالموقع وحده ،بمعنى أن تكون حصرية على شخص واحد فقط 3وهو الموقع ،وقد
نص على هذا الشرط معظم القوانين التي تبنت التوقيع اإللكتروني،فنجد التوجيه األوروبي نص
على هذا الشرط في الفقرة الثانية من المادة الثانية 4والتي تنص على جملة من الشروط التي
يتعين أن تتوافر في التوقيع المؤمن من بينها ارتباط التوقيع اإللكتروني فقط بالموقع،وقد أورد
قانون اليونسترال النموذجي للتوقيع اإللكتروني الصادر عام ،2001هذا الشرط أيضا في الفقرة
األولى من المادة السادسة بنصه» ...أن تكون بيانات إنشاء التوقيع مرتبطة بالموقع«.5
وال يكفي أن يكون التوقيع اإللكتروني هو الخاص بالموقع وحده حتى يكون هذا التوقيع
توقيعا آمنا،بل يجب أن يكون الموقع مسيطرا على وسائل إنشاء التوقيع اإللكتروني وعرف
المرسوم الفرنسي في الفقرة الخامسة من المادة األولى أداة إنشاء التوقيع اإللكتروني بأنها:
» شيء مادي أو برنامج حاسب آلي إلنشاء معطيات التوقيع اإللكتروني ،«6ونجد أن قانون
اليونسترال النموذجي الخاص بالتوقيعات اإللكترونية عند تناول هذا الشرط قد نص في المادة
3/6على«...إذا كانت بيانات إنشاء التوقيع خاضعة وقت التوقيع لسيطرة الموقع دون أي
شخص آخر» وهو بذلك قد خلط بين وسيلة إنشاء التوقيع وبين معطيات أو بيانات إنشاء
التوقيع ،في حين نجد كل من القانون الفرنسي والتوجيه األوروبي قد نص على نفس العبارة
»أن تكون وسائل إنشاء التوقيع تحت سيطرة الموقع« ،وعبر القانون المصري عن هذا الشرط
وهو الشرط الذي تضمنه قانون التوقيع اإللكتروني المصري رقم 15لسنة 2004في المادة 18،وتضمنه أيضا قانون 5
المعامالت والتجارة اإللكترونية اإلماراتي لسنة 2002في المادة 20،والمرسوم التنفيذي الجزائري 123/01في المادة 3مكرر
والتي أضيفت بموجب المرسوم التنفيذي 162/07سالف الذكر.
6
Dispositif de création de signature électronique « un matériel ou un logiciel destiné à mettre en application les
donnée de création de signature électronique ».
18
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
في المادة 18بـ" سيطرة الموقع وحده دون غيره على الوسيط اإللكتروني" ويقصد بالوسيط
اإللكتروني الوسيلة التي يتم بها إنشاء التوقيع اإللكتروني.1
وبالتالي يجب أن تكون وسيلة إنشاء التوقيع اإللكتروني تحت سيطرة الموقع أو يتحكم فيها
وحده،بحيث ال يستطيع أن يتحكم فيها شخص آخر غيره،بحيث تكون البيانات أو المعطيات
الناتجة عن هذه الوسيلة خاصة بالموقع فقط ومرتبطة به.2
أما المشرع الجزائري فقد نص على هذا الشرط بموجب المادة 10من القانون 04/15والتي
تنص على أنه »:يجب أن تكون آلية إنشاء التوقيع اإللكتروني الموصوف مؤمنة « لتضيف
المادة 11من القانون 04 / 15على أن اآللية المؤمنة إلنشاء التوقيع اإللكتروني هي آلية إنشاء
توقيع إلكتروني تتوفر فيها المتطلبات اآلتية:
1ــ يجب أن تضمن بواسطة الوسائل التقنية واإلجراءات المناسبة،على األقل ،ما يأتي:
أ /أالّ يمكن عمليا مصادفة البيانات المستخدمة إلنشاء التوقيع اإللكتروني إال مرة
واحدة،وأن يتّم ضمان سريتها بكل الوسائل التقنية المتوفرة وقت اإلعتماد.
ب/أالّ يمكن إيجاد البيانات المستعملة إلنشاء التوقيع اإللكتروني عن طريق اإلستنتاج وأن
يكون هذا التوقيع محميا من أي تزوير عن طريق الوسائل التقنية المتوفرة وقت اإلعتماد.
ج /أن تكون البيانات المستعملة إلنشاء التوقيع اإللكتروني محمية بصفة موثوقة من طرف
الموقع الشرعي من أي استعمال من قبل اآلخرين.
/2يجب أن ال تعدل البيانات محل التوقيع وأن ال تمنع أن تعرض هذه البيانات على الموقع قبل
عملية التوقيع.3
ثانيا/التصديق اإللكتروني.
التصديق االلكتروني هو وسيلة فنية آمنة للتحقق من صحة التوقيع أو السند ،حيث يتم نسبه
إلى شخص أو كيان معين عبر جهة موثوق بها أو طرف محايد يطلق عليه مقدم خدمات
التصديق.4
/ 1جهات التصديق اإللكتروني.
يعبر في قانون األونسيترال النموذجي بشأن التوقيعات االلكترونية على جهة التصديق
االلكتروني بمصطلح "مقدم خدمات التصديق "،حيث عرفته المادة الثانية على أنه" :شخص
يصدر الشهادات ويجوز أن يقدم خدمات أخرى ذات صلة بالتوقيعات االلكترونية".
أ ّما القانون الفرنسي فقد عرف مقدم خدمة التصديق في المرسوم 272لسنة 2001بأنه" :أي
شخص يقدم شهادات التصديق أو خدمات أخرى في مجال التوقيع االلكتروني".5
أما المشرع الجزائري فقد اشترط نشوء التوقيع اإللكتروني الموصوف على أساس شهادة
تصديق إلكتروني موصوفة والتي تمنح من قبل طرف ثالث موثوق أو من قبل مؤدي خدمات
التصديق اإللكتروني،6وهذا حتى يكون له حجية في اإلثبات مماثلة للتوقيع المكتوب.
مصطفى معوان،التجارة اإللكترونية ومكافحة الجريمة المعلوماتية،الطبعة األولى،دار الكتاب الحديث،القاهرة،2008، 1
ص.124
سامح عبد الواحد التهامي ،مرجع سابق،ص ص.461،462. 2
19
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
والمالحظ على هذه التعريفات أنّها وسعت من المجال الذي تقوم به جهات التصديق
االلكتروني ،فإضافة إلى دورها األساسي والمتمثل في إصدار شهادات التصديق االلكتروني
فهي تقوم كذلك بنشاطات أخرى لها صلة بتقنية التوقيع االلكتروني.
غير أنّه ما يعاب على هذه التعريفات أنّها ذكرت كلمة 'شخص طبيعي' ،ففي الواقع العملي ال
يمكن له تقديم خدمة تصديق ألنها تحتاج إلى تقنيات وأجهزة معقدة وخبرات فنية ،لذا ال يمكن
أن يقوم بها إال شخص معنوي سواء كان عام أو خاص. 1
/2مهام جهة التصديق اإللكتروني.
يمكن أن تسأل فيما إذا كان لجوء األطراف إلى جهات التوثيق االلكتروني إلزامي أم ال؟ إذا
نظرت إلى التوجه األوروبي السابق ذكره نرى أنه ترك حرية اللجوء إلى جهات التوثيق إلى
األطراف ولم يجعلها إلزامية ،لكن بعض القوانين جعلتها إلزامية مثل قانون التجارة االلكترونية
اإلماراتي قض ى أنه إذا اعتمد شخص التوقيع االلكتروني البد أن يكون معزز بشهادة التصديق
ومن هنا يمكن حصر مهام جهات التوثيق في النقاط اآلتية:
التحقق من هوية الموقع.
إثبات مضمون التبادل االلكتروني.
تحديد لحظة إبرام العقد.2
المطلب الثاني
موقف التشريعات من التوقيع اإللكتروني.
لقـد سـاهمت الكثـير مـن الهيئـات و البلـدان المهتمـة بسـن قـوانين وتشـريعات تعـالج
قضـية التوقيـع اإللكـتروني لتضفي عليه الصفة اإللزامية وتعطيه الحجية الكاملة في اإلثبات
والذي هـو زمـام تلـك المعـامالت التجاريـة .الـتي تـتم عبر الوسائل التكنولوجيا ،3وسنتعرض
إلى موقف قانوني األنسيترال والتوجيه األوروبي وإلى موقف التشريع الفرنسي والتشريع
الجزائري من خالل الفرعين التاليين:
الفرع األول :موقف قانون التجارة الدولية االونستيرال و التوجيه االوروبي من التوقيع االلكتروني.
الفرع الثاني :موقف التشريع الفرنسي و الجزائري من التوقيع اإللكتروني.
الفرع األول
موقف قانون التجارة الدولية االونستيرال و التوجيه االوروبي من التوقيع االلكتروني.
20
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
جـاء قـانون األونسـيترال كخطـوة رائـدة في االعـتراف بحجيـة التوقيـع اإللكـتروني
والتعـامالت التجاريـة الـتي تـتم عـبر اإلنترنـت ،حيـث يتضـح مـن خـالل مـا ورد في المـادة
3/6مـن هـذا المشـروع (( يعتـبر التوقيـع اإللكـتروني قـابال للتعويل عليه لغرض الوفاء
باالشتراط المشار إليه في الفقرة :إذا
أ /كانت بيانات إنشاء التوقيع مرتبطة في السياق الذي تستخدم فيه بالموقع دون أي شخص
أخر.
ب /كانت بيانات إنشاء التوقيع خاضعة ،وقت التوقيع لسيطرة الموقع دون أي شخص آخر
ج /كان أي تغيير في التوقيع اإللكتروني ،يجرى بعد حدوث التوقيع قابال لالكتشاف.
د /كان الغرض من اشـتراط التوقيـع قانونـا هـو تأكيـد سـالمة المعلومـات الـتي يتعلـق بها
التوقيـع وكـان أي تغيـير يجـرى في تلك المعلومات بعد وقت التوقيع قابال لالكتشاف )).1
توضــح المــادة المـذكورة أعــاله أنــه البــد مــن وجــوب تــوافر هـذه االشـتراطات
حـتى يصــبح التوقيـع مقبــوال ولـه الحجية الكاملة في اإلثبات ،فقد وردت هذه الشروط بكل
تفصيل حتى ال يدعى مجال لتوضيح أكثر.
كمـا بينـت المـادة 7مـن نفـس المشـروع السـلوك الـتي البـد أن تتـوفر في الموقـع والـتي
يجـب أن يتصـف بها في توقيعه.
وبينـت أيضــا المــادة 9مــن نفــس المشــروع االلتزامــات الواقعــة علــى عــاتق مقــدم
خـدمات التصـديق أو هيئـة إصـدار الشـهادات بحيـث تـوفر تلـك االلتزامـات ضـمان قيـام هـذه
الجهـة بالخدمـة المطلوبـة منهـا ممـا يزيـد مـن األمـان والثقة في التوقيع اإللكتروني.2
كمـا يـرى كـل مـن عبـد هللا مسـفر الحيـان وحسـن عبـد هللا عبـاس في تقيـيمهم لهـذا
المشـروع بـأن القـانون جـاء مفصال بالشكل الذي يقضي على أي شبهة للتالعب أو التحايل
باسـتخدام التوقيـع اإللكـتروني ،إال أنـه أغفـل عـن التطور التكنولوجي السريع الذي يحدث في
مجال التجارة اإللكترونية ،وبتالي فإن عباراته كانـت مـن غـير ذات المرونـة التي تسمح
بتطبيقها على بعض الحاالت قد تستجد في المستقبل.3
ثانيا :موقف التوجيه األوروبي.
ينص التوجيه األوروبي على وجـوب االعـتراف بالحجيـة القانونيـة للتوقيـع اإللكـتروني
حيـث نصـت المـادة 1/5مــن التوجيــه األوروبي بشــأن التوقيعــات اإللكترونيــة علــى
الــدول األعضــاء الــتي تكفــل أن التوقيــع اإللكــتروني الــذي يستند إلى شهادة مؤهل والذي
يتم إنشائ ه بواسطة أداة إنشاء آمنة لها نفـس الحجيـة القانونيـة بالنسـبة للتوقيـع بخـط اليد وتكون
مقبولة كدليل في اإلجراءات القانونية.
وعلى الدول األعضاء تكفل أن التوقيع اإللكـتروني ال يمنـع الفعاليـة القانونيـة كـدليل في
اإلجـراءات القانونيـة وحـــدها بحجـــة أنـــه في شــكل إلكــتروني ،أواليســـتند إلى شـــهادة
مؤهـــل ،أو اليســـتند إلى شـــهادة مؤهــل صــادر عــن المعتمدين مقدم خدمات التصديق،
أواليتم إنشاؤها بواسطة إنشاء توقيع آمنة .
المادة 6من قانون األونسيترال النمودجي بشأن التوقيعات اإللكترونية مع دليل اإلشتراع .2001،األمم المتحدة 1
نيويورك.2002
المادة 7و9من قانون األونسيترال النمودجي بشأن التوقيعات اإللكترونية مع دليل اإلشتراع ،2001،األمم المتحدة 2
نيويورك.2002
عبد هللا مسفر الحيان ،حسن عبد هللا عباس ،التوقيـع اإللكـتروني ،دراسـة نقديـة لمشـروع وزارة التجـارة والصـناعة 3
الكويتيـة ،مجلـة العلـوم اإلقتصـادية واإلداريـة ،المجلد التاسع عشر ،العدد األول،2013 ،ص.33.
21
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
يبـين مضـمون المـادة المـذكور أعـاله أن التوجيـه األوروبي سـاوى بـين التوقيـع العـادي
والتوقيـع اإللكـتروني ،كمـا دعا إلى عدم رفض التوقيع اإللكتروني الذي ال يحوز على مصادقة
عليه من قبل مقدمي خدمات التصديق.1
الفرع الثاني
نور الدين الناصري" ،المعامالت واإلثبات في مجال االتصاالت الحديثة" ،سلسلة الدراسات القانونية المعاصرة ،العدد ،12 2
22
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
الكتابة كل تدوين للحروف أو العالمات أو األرقام أو أي رمز أو إشارة أخرى ،ذات داللة
تعبيرية واضحة ومفهومة أيا كانت الدعامة التي تستخدم في إنشائها أو الوسيط الذي تنتقل
عبره".1
وبهذا يكون المشرع الفرنسي قد وسع من مفهوم الكتابة المعدة لإلثبات ،لتشمل كل
أنواعها ،حيث كرس هنا مبدأ مهما ،حاول من خالله عدم التمييز في نطاق الكتابة المعدة
لإلثبات على أساس الوسيلة المعتمدة فيها والدعامة القائمة عليها ،وهو بذلك يعترف للكتابة
المعتمدة عبر دعامات إلكترونية بنفس الحجية التي للكتابة عبر دعامات مادية ،فالعبرة ليست
في تقنية اعتماد الكتابة وال في الوسيلة المستخدمة فيها ،وإنما في قدرة تلك الطريقة على إنشاء
الكتابة ونقلها بما يحفظ كمالها ،ويجعلها ذات داللة تعبيرية واضحة،وهو ما عبرت عنه نفس
المادة " 1316تتمتع الكتابة اإللكترونية بنفس الحجية المعترف بها للمحررات الكتابية في
اإلثبات ،شريطة أن يكون باإلمكان تحديد شخص مصدرها على وجه الدقة ،وأن يكون تدوينها
وحفظها قد تم في ظروف تدعو إلى الثقة" ،غير أن المشرع جعل الحجية الممنوحة للكتابة
اإللكترونية متوقفة على شرطين :يتمثل األول في تحديد الموقع من خالل تحديد مصدر الكتابة،
بي نما تمثل الثاني في إمكانية تدوين وحفظ هذه الكتابة اإللكترونية بشيء يدعو إلى الثقة
والطمأنينة في استعمالها.
إلى جانب هذه المـادة 1316التي شملها التعديـل ،نجد بعض المواد األخـرى ،وكمثال
عن ذلك المادة 1326والتي أدخل عليها المشرع الفرنسي تغييرا ،فقد كانت المادة تتطلب بأن
تكون الكتابة والتوقيع بخط اليد في التصرفات القانونية الملزمة من جانب واحد ،وجاء التعديل
فاكتفى المشرع بأن تكون الكتابة صادرة عن الشخص نفسه.2
وبهذا يكون المشرع الفرنسي من خالل القانون رقم ،2000/230قد جعل المحررات
اإللكترونية المتضمنة لتوقيع إلكتروني تتساوى مع المحررات الكتابية المختومة بتوقيع يدوي أو
تقليدي ،من حيث الحجية في اإلثبات ،وهو بذلك يستجيب للتوجيهات األوربية التي تسعى إلى
ضرورة مسايرة التشريعات الوطنية لدول األعضاء وذلك حتى ال تكون هناك ثغرة بين الواقع
والقانون.
بعض المحررات الخاصة بإثبات اتفاقات االئتمان أو اإليجار ألغراض السكن.
األوراق الخاصة بإلغاء أو إنهاء التأمين على الحياة أو التأمين الصحي ،أو إلغاء
االستفادة منه.
ثانيا :موقف المشرع الجزائري .
اعـترف المشـرع الجزائـري بحجيـة التوقيـع اإللكـتروني كغـيره مـن التشـريعات األخـرى
و يظهـر ذلـك في القـانون 04/15المتضـمن التوقيـع والتصـديق اإللكترونيـين في المـادة
37بقولـه (( التوقيـع الموصـوف هـو التوقيـع اإللكـتروني الذي تتوفر فيه المتطلبات اآلتية:
أن ينشأ على أساس شهادة تصديق إلكتروني موصوفة.
أن يرتبط بالموقع دون سواه.
المــادة 7من القـانون رقــم 04/15مـؤرخ في 11ربيــع الثـاني عــام 1436الموافـق أول فبرايــر سـنة ،2015يحــدد 3
القواعـد العامــة المتعلقـة بــالتوقيع والتصــديق اإللكترونيين ،الجريدة الرسمية الجزائرية،العدد ،06المؤرخ في
.2015/02/10
23
اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته الفصل األول
أن يكون مصمما بواسطة آلية مؤمنة خاصة بإنشاء التوقيع اإللكتروني.
أن يكون منشأ بواسطة وسائل تكون تحت التحكم للموقع.
أن يكون مرتبطا بالبيانات الخاصة به ،بحيث يمكن الكشف عن التغيرات الالحقة بهذه
البيانات)).
تشير المادة المذكورة أعاله أن المشرع الجزائري وضع شروط البد من أن تتـوفر في
التوقيـع اإللكـتروني حـتى يمكـن إصباغ عليه صفة الحجية في اإلثبات وهو نفس الموقف الذي
أخذت به التشـريعات السـابقة الـذكر حيـث نجـد أنها تتفـق علـى مبـدأ واحـد وهـو حـتى يعتـد
بـالتوقيع اإللكـتروني في اإلثبـات يجـب أن يـتحكم ذلـك بشـروط وإال تسـقط صفة الحجية منه
في اإلثبات.1
24
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
الفصل الثاني
القواعد الجنائية الحماية لمتوقيع اإللكتروني
بعد أف درسنا في الفصؿ األوؿ اإلطار التنظيمي لمتوقيع اإللكتروني و كذلؾ حجيتو في
االثبات ،في ىذا الفصؿ سنتعرض لمقواعد الجنائية الحامية لمتوقيع اإللكتروني في التشريعات
الغربية و العربية ،لكف بما أف جريمة االعتداء عمى التوقيع اإللكتروني تعتبر مف الجرائـ
اإللكترونية لذلؾ كاف لزاما عمينا لمبحث في ماىية الجريمة االلكترونية مف خالؿ التعرض
لمتعريؼ بيا و دراسة أركانيا و التعرؼ عمى خصائصيا و صورىا ىذا سيكوف في المبحث
األوؿ أما المبحث الثاني سنتعرض مف خاللو لصور الحماية الجنائية التي توفرىا التشريعات
الغربية و العربية لمتوقيع اإللكتروني.
34
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
المبحث األول
ماىية الجريمة االلكترونية
عرفت البشرية في نياية القرف الماضي اتساعا وتزايدا مطردا لنطاؽ استخداـ تقنية
المعموماتية في المجتمع ونظ ار لمتطور السريع ليذه التقنية فقد مكنت مف استعماالت متعددة وفي
جميع المجاالت ،مما أدى إلى ظيور نوع جديد مف الجرائـ أطمؽ عمييا تسمية الجرائـ
المعموماتية.
و قد أثارت ىذه الجرائـ تساؤالت كثيرة باعتبارىا ظاىرة جديدة و نظ ار لجسامة أخطارىا و
فداحة خسائرىا و سرعة انتشارىا أصبح التعامؿ مع صور ىذه الجرائـ موضع اىتماـ بالغ مف
الفنييف و الميتميف بأمف الصرح المعموماتي لتحديد مفيوميا ،و خصائصيا و أركانيا و تحديد
صورىا و التمييز بينيا و بيف ما يقترب منيا مف ظواىر.1
سنتعرض في ىذا المبحث لمفيوـ الجريمة االلكترونية ثـ لخصائص وصور الجريمة
االلكترونية ،سيكوف كؿ ىذا وفؽ الخطة التالية:
ٍ 1ف١بْ ٍ٠ٛو ،عوائُ اٌّؼٍِٛبر١خ ِ ،نووح ِبعَز١و رقظض ػٍ َٛعٕبئ١خ ٚػٍُ اإلعواَ ،وٍ١خ اٌؾمٛق ،عبِؼخ ثٛثىو ثٍمب٠ل
رٍَّبْ،2011/2010 ،ص.08.
35
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
المطمب األول
مفيوم الجريمة المعموماتية
إف موضوع الجريمة المعموماتية يعتبر بحد ذاتو موضوع الساعة ومشكؿ كؿ الدوؿ
العامة والسيما الجزائر وتزداد أىمية تمؾ المسألة أماـ الطابع الدولي والعالمي لشبكة اإلنترنت
فيذه األخيرة تعتبر سالح ذو حديف ،يعمؿ بيف جنبيو الظممة والنور ويعكس وجيي الخير والشر
في اإلنساف ،فيو وسيمة لمربط واالتصاؿ والتقارب وتبادؿ المعمومات والمنافع بيف بني اإلنساف
إال أنو يمكف أف يكوف أداة تزوير وتضميؿ ،لذا ظيرت الحاجة الماسة في الحد مف ىذا الجانب
المظؿ.1
ومف خالؿ ىذا المطمب سنحاوؿ استعراض تعريؼ الجريمة المعموماتية الفرع األول و
أركاف و خصائص الجريمة المعموماتية فرع ثاني .
الفرع األول
تعريف الجريمة االلكترونية
إف مسألة وضع تعريؼ لمجريمة االلكترونية كانت محالً الجتيادات الفقياء ،لذا ذىب
الفقياء في تعريؼ الجريمة االلكترونية مذاىب شتى ووضعوا تعريفات مختمفة .ويتراوح تعريؼ
الجريمة االلكترونية بيف الجرائـ التي ترتكب بواسطة الحاسوب إلى الجرائـ التي ترتكب بأي نوع
مف المعدات الرقمية.وتعرؼ الجرائـ االلكترونية عمى أنيا الجرائـ التي ترتكب باستخداـ
الحاسوب والشبكات والمعدات التقنية مثؿ الجواؿ.2
وىناؾ مف عرفيا عمى أنيا الجرائـ ذات الطابع المادي التي تتمثؿ في كؿ سموؾ غير
قانوني مف خالؿ استخداـ األجيزة االلكترونية ينتج منيا حصوؿ المجرـ عمى فوائد مادية أو
معنوية مع تحميؿ الضحية خسارة مقابمة ،وغالبا ما يكوف ىدؼ ىذه الجرائـ ىو القرصنة مف
أجؿ السرقة أو إتالؼ المعمومات الموجودة في األجيزة ،ومف تـ ابتزاز األشخاص باستخداـ تمؾ
المعمومات.3
1
ٍّ١خ ِيغ١ش،عوائُ اٌَّبً ثأٔظّخ اٌّؼٍِٛبر١خِ ،نووح ِبٍزو لبٔ ْٛعٕبئ،ٟوٍ١خ اٌؾمٛق ٚاٌؼٍ َٛاٌَ١بٍ١خ ،عبِؼخ ِؾّل
ف١ؼو ثَىوح ص.13.
2
ك٠بة ِ ٍٝٛاٌجلإ٠خ ،اٌغوائُ اٌَّزؾلصخ ف ٟظً اٌّزغ١واد ٚاٌزؾٛالد اإللٍ١ّ١خ ٚاٌل١ٌٚخٍِ ،زم ٝػٍّ ٟثبٌٍّّىخ األهكٔ١خ
اٌٙبشّ١خـ ثزبه٠ـ ،َ2014-09-04ص .02
3
ِغٍخ رىٌٕٛٛع١ب اٌّؼٍِٛبد ،لَُ ٔظُ اٌّؼٍِٛبد ،ثل ْٚكاه إٌشوٚ ،ثلٍٕ ْٚخ.
36
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
لقد تعدت تعارؼ الجريمة االلكترونية فيناؾ مف تناوليا مف الزاوية التقنية أو مف
الزاوية القانونية ،وىناؾ مف عرفيا اعتمادا عمى وسمة ارتكاب الجريمة .كما عرفيا األستاذ جوف
فورستر بأنيا” فعؿ إجرامي يستخدـ الكمبيوتر في ارتكابو كأداة رئيسة ” 1كما أف ىناؾ جانب
مف الفقو ال ييتـ بالوسيمة أو موضوع الجريمة المعموماتية ويعرفيا بوصفيا مرتبطة بالمعرفة
الفنية أو التقنية باستخداـ الحاسب اآللي؛ ولذلؾ ُعرفت ىذه الجريمة بأنيا ” أية جريمة يكوف
متطمبا القترافيا أف تتوافر لدى فاعميا معرفة بتقنية الحاسب” ،وبذلؾ عرفيا الدكتور ىشاـ فريد
رستـ بأنيا ” أي فعؿ غير مشروع تكوف المعرفة بتقنية المعمومات اساسية لمرتكبو. ”2
تتكوف الجريمة االلكترونية مف مقطعييف ىما الجريمة وااللكترونية ،ويستخدـ مصطمح
االلكترونية لوصؼ فكرة جزء مف الحاسب أو عصر المعمومات؛ أما الجريمة فيي السموكيات
واألفعاؿ الخارجة عمى القانوف .والجرائـ االلكترونية فيي ” المخالفات التي ترتكب ضد األفراد
أو المجموعات مف األفراد بدافع الجريمة وبقصد إيذاء سمعة الضحية أو أذى مادي أو عقمي
لمضحية مباشر أو غير مباشر باستخداـ شبكات االتصاالت مثؿ االنترنت. ”3
وم ف التعريفات التي وضعيا أنصار االتجاه الضيؽ أف الجريمة المعموماتية ىي ” كؿ فعؿ
غير مشروع يكوف العمـ بتكنولوجيا الكمبيوتر بقدر كبير الزماً مف ناحية؛ ومالحقتو مف ناحية
أخرى كما عرفيا ىذا االتجاه بأنيا” ىي التي تقع عمى جياز الكمبيوتر أو داخؿ نظامو فقط”.
أما أصحاب االتجاه الموسع يعرؼ الجريمة المعموماتية بأنيا ” كؿ سموؾ إجرامي يتـ بمساعدة
الكمبيوتر” أو ىي كؿ جريمة تتـ في محيط أجيزة الكمبيوتر.”4
فقد جاء في توصيات مؤتمر األمـ المتحدة العاشر لمنع الجريمة ومعاقبة المجرميف
المنعقد في فينا سنة 2000تعريؼ الجريمة االلكترونية بأنيا “أية جريمة يمكف ارتكابيا بواسطة
نظاـ حاسوبي أو شبكة حاسوبية ،أو داخؿ نظاـ حاسوبي،والجريمة تمؾ تشمؿ مف الناحية
المبدئية ،جميع الجرائـ التي يمكف ارتكابيا في بيئة إلكترونية".5
1فبٌل ػ١بك اٌؾٍج ،ٟئعواءاد اٌزؾوٚ ٞاٌزؾم١ك ف ٟعوائُ اٌؾبٍٛة ٚاالٔزؤذ ،كاه اٌضمبفخ ٌٍٕشو ٚاٌزٛى٠غ ،األهكْ ،ثلْٚ
ؽجؼخ ،َ2011 ،ص .29
2ػبكي ٍٛ٠ف ػجل إٌج ٟاٌجشىو ،ٞاٌغوّ٠خ اٌّؼٍِٛبر١خ ٚأىِخ اٌشوػ١خ اٌغيائ١خ ،اٌؼلك اٌَبثغ ،اٌىٛفخ ،ص .113
3م٠بة ِ ٍٝٛاٌجلأ١خِ ،وعغ ٍبثك ،ص .310
ِ 4ؾّٛك ئثوا٘ ُ١غبى ،ٞاٌؾّب٠خ اٌغٕبئ١خ ٌٍقظٛط١خ ٚاٌزغبهح االٌىزو١ٔٚخِ ،ىزجخ اٌٛفبء اٌمبٔ١ٔٛخ ،اإلٍىٕله٠خ ،اٌطجؼخ
األ ،َ2014 ،ٌٝٚص .118
5فبٌل ػ١بك اٌؾٍجِ ،ٟوعغ ٍبثك ،ص .30
37
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
أما التعريؼ الدولي لمجريمة االلكترونية فيو يعتمد في الغالب عمى الغرض مف استخداـ
المصطمح؛ فيناؾ عدد محدود مف األفعاؿ التي تمس السرية والنزاىة وبيانات الكمبيوتر وأنظمة
تمثؿ جوىر الجريمة االلكترونية .كما أف ىناؾ أعماؿ متعمقة بالكمبيوتر لتحقيؽ مكاسب
شخصية أو مالية أو ضرر بما في ذلؾ األفعاؿ المتصمة بجرائـ محتويات الكمبيوتر.1
ثمة اختالؼ كبير بشأف المصطمحات المستخدـ لمداللة عمى الظاىرة اإلجرامية الناشئة في
بيئة الكمبيوتر واالنترنت ،وىو اختالؼ رافؽ مسيرة نشأة وتطور ظاىرة اإلجراـ المرتبط بتقنية
المعمومات واالتصاالت.فابتداء مف مصطمح استخداـ الكمبيوتر ،مرو ار بمصطمح االحتياؿ
بواسطة ا لكمبيوتر ،والجريمة المعموماتية و جرائـ الكمبيوتر والجريمة المرتبطة بالكمبيوتر
وجرائـ التقنية العالية ،إلى جرائـ الياكرز أو االختراقات فجرائـ االنترنت وأخي ار السيبر كرايـ.2
مف المصطمحات التي شاعت في العديد مف الدراسات ىو اصطالح الجرائـ االقتصادية
المرتبطة بالكمبيوتر وىو تعبير يتعمؽ بالجرائـ التي تستيدؼ معمومات قطاعات األعماؿ .أما
عف اصطالحي جرائـ الكمبيوتر و الجرائـ المرتبطة بالكمبيوتر و الجرائـ االلكترونية فيذه
المصطمحات تعتبر األكثر دقة لمداللة عمى ىذه الظاىرة بالرغـ مف أنيما ولدا قبؿ والدة
الشبكات وقبؿ االنترنت ،تحديداً ليس لسبب إال لكوف االنترنت بالنسبة لممفيوـ الشامؿ لنظاـ
المعمومات مكوف مف مكونات ىذا النػظػاـ ،وأف النظاـ مف جديد أصبح يعبر عنو باصطالح
نظاـ الكمبيوتر أو النظاـ ألمعموماتي.3
الفرع الثاني
أركان و خصائص الجريمة المعموماتية
أوال :أركان الجريمة المعموماتية.
تنيض الجريمة عمى ركنيف رئيسييف ىما الركف المادي والركف المعنوي ،فال بد
لمجريمة المعموماتية إذف مف ركف مادي يمثؿ كيانيا الممموس ويعبر عف إرادة الفاعؿ بصورة
يمكف إثباتيا ،وال بد أيضا مف ركف معنوي يعبر عف إرادة المجرـ المعموماتي.
1
م٠بة ِ ٍٝٛاٌجلإ٠خِ ،وعغ ٍبثك ،ص .313
2
ِؾّٛك ئثوا٘ ُ١غبىِ ،ٞوعغ ٍبثك ،ص .120
3
اٌّوعغ ٔفَٗ ،ص .122
38
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
.1الركن المادي.
ال بد مف فعؿ أو امتناع يمكف إثباتو إذ ال عبرة بما يدور في خمد اإلنساف مف أفكار ألنيا
ال تدخؿ دائرة التجريـ ،والركف المادي ىنا يختمؼ مف حاؿ ألخر حسب التصنيؼ الذي يقع
عمى الفعؿ وعميو ال يمكف حصر الجريمة المعموماتية تحت تكييؼ واحد ،فقد تشكؿ الواقعة
المرتكبة والتي تحمؿ وصؼ الجريمة المعموماتية واقعة قذؼ أو تيديد أو تحريض وبشكؿ
تماما لما يجري عميو قانوف العقوبات مف خالؿ بعض القواعد التي ينطبؽ حكميا حتى
مطابؽ ً
عمى الجرائـ الواقعة عف طرؽ جياز الكومبيوتر .وىذا ال يسبب إشكاال ،إذ يمكف تطبيؽ
نصوص قانوف العقوبات عمى ىذه السموكيات التقميدية ،إال أف ىناؾ أنواعا مف السموؾ يتطمب
التمييز بينيا وبيف سابقتيا (التقميدية) ،وىذا ما يدعو لمتدخؿ التشريعي.
.2الركن المعنوي
خالصا قوامو الفعؿ وما يترتب عميو ،بؿ ىي فوؽ ذلؾ كياف
ً ماديا
الجريمة ليست كيانا ً
نفسي ،ذلؾ أف ماديات الجريمة ال تنشئ لمفردىا مسؤولية ،وىذا المنطؽ يسري عمى الجرائـ
المعموماتية شأنيا شأف أية جريمة أخرى ،فال بد أف ترتكب مف شخص قادر عمى تحمؿ تبعة
أفعالو (مسئوؿ جزائيا) وبذلؾ ال يسأؿ عنيا مف ال يعترؼ ليـ قانوف العقوبات بيذه الصفة وىـ
مف كاف فاقد اإلدراؾ أو اإلرادة .والركف المعنوي بصفة عامة عالقة تربط بيف ماديات الجريمة
وشخصية الجاني وىذه العالقة تكوف محؿ لوـ لمقانوف وتتمثؿ في سيطرة الجاني عمى سموكو
ونتائج ىذا السموؾ ،وجوىر ىذه العالقة اإلرادة ومف ثـ فيي ذات طبيعة نفسية .ومعموـ أف
ىناؾ تقسيـ لمجرائـ يعتمد الركف المعنوي أساسا لو ،وبموجبو تكوف الجرائـ إما عمديو واما غير
عمديو.1
ثانيا :خصائص الجريمة االلكترونية
تتميز الجريمة اإللكترونية بخصائص وصفات تميزىا عف غيرىا مف الجرائـ األخرى ومف
بيف أىـ ىذه الخصائص ما يمي.2
1
غب٠ت ٔظبه ،اٌغوّ٠خ اٌّؼٍِٛبر١خ ،رُ االٍزوعبع ف ِٓ 2016-11-17 ٟاٌّٛلغ :
http://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=28397
ِ 2فزبػ ثٛثىو اٌّطوك ،ٞاٌغوّ٠خ االٌىزو١ٔٚخ ٚاٌزغٍت ػٍ ٝرؾل٠برٙبٚ ،هلخ ِملِخ ئٌ ٝاٌّإرّو اٌضبٌش ٌوؤٍبء اٌّؾبوُ اٌؼٍ١ب
ف ٟاٌلٚي اٌؼوث١خ ثبٌَٛكاْ إٌّؼمل ف ،2012/9/25-23 ٟص .16
39
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
.1مرتكب الجريمة اإللكترونية في الغالب شخص يتميز بالذكاء والدىاء ذو ميارات تقنية
عالية ودراية باألسموب المستخدـ في مجاؿ أنظمة الحاسب اآللي وكيفية تشغيمو وكيفية تخزيف
المعمومات والحصوؿ عمييا ،في حيف أف مرتكب الجريمة التقميدية في – الغالب – شخص
أمي بسيط ،متوسط التعميـ.
.2مرتكب الجريمة اإللكترونية – في الغالب – يكون متكيفا اجتماعيا وقاد ار ماديا ،باعثو
مف ارتكاب جريمتو الرغبة في قير النظاـ أكثر مف الرغبة في الحصوؿ عمى الربح أو النفع
المادي ،في حيف أف مرتكب الجريمة التقميدية – غالبا – ما يكوف غير متكيؼ اجتماعيا
وباعثو مف ارتكابو الجريمة ىو النفع المادي السريع.
.3تقع الجريمة اإللكترونية في مجال المعالجة اآللية لممعمومات وتستيدف المعنويات ال
الماديات.
.4الجريمة اإللكترونية ذات بعد دولي ،أي أنيا عابرة لمحدود ،فيي قد تتجاوز الحدود
الجغرافية باعتبار أف تنفيذىا يتـ عبر الشبكة المعموماتية وىو ما يثير في كثير مف األحياف
تحديات قانونية إدارية فنية ،بؿ وسياسية بشأف مواجيتيا السيما فيما يتعمؽ بإجراءات
المالحقة الجنائية.
.5ىي جريمة ناعمة ،تنفذ بسرعة وىي صعبة اإلثبات:ناعمة أي أنيا ال تتطمب الرتكابيا
العنؼ وال استعماؿ األدوات الخطيرة كاألسمحة وغيرىا ،فنقؿ بيانات ممنوعة أو التالعب
بأرصدة البنوؾ مثال ال تحتاج إال إلى لمسات أزرار ،تنفذ بسرعة أي أنيا تتميز بإمكانية تنفيذىا
بسرعة فأغمب الجرائـ المعموماتية ترتكب في وقت قصير جداً قد ال يتجاوز الثانية الواحدة ،وفي
المقابؿ فيي صعبة اإلثبات لعدـ وجود اآلثار المادية التقميدية(مثؿ بقع الدـ ،تكسير،
خمع…الخ) .وىذا ما جعؿ وسائؿ اإلثبات التقميدية غير كافية ،مما أدى إلى البحث عف أدلة
فعالة إلثباتيا ،كاستخراج البصمات الصوتية أو استعماؿ شبكية العيف ومضاىاتيا باستخداـ
وسائؿ آلية سريعة.1
1وبًِ فو٠ل اٌَبٌه ،اٌغوّ٠خ االٌىزو١ٔٚخِ ،ؾبػوح أٌم١ذ فٔ ٟلٚح اٌزّٕ١خ ِٚغزّغ اٌّؼٍِٛبر١خ 23-21أوزٛثو ،2000
اٌغّؼ١خ اٌَٛه٠خ ٌٍّؼٍِٛبر١خ ،ؽٍتٍٛ ،ه٠خ.
40
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
.6الجاذبية :نظ ار لما تمثمو سوؽ الكمبيوتر واإلنترنت مف ثروة كبيرة لممجرميف أو األجراـ
المنظـ ،فقد غدت أكثر جذبا الستثمار األمواؿ وغسميا وتوظيؼ الكثير منيا في تطوير تقنيات
وأساليب تمكف الدخوؿ إلى الشبكات وسرقة المعمومات وبيعيا أو سرقة البنوؾ أو اعتراض
العمميات المالية وتحويؿ مسارىا أو استخداـ أرقاـ البطاقات…الخ.1
.7امتناع المجني عمييم عن التبميغ :ال يتـ في غالب األحياف اإلبالغ عف جرائـ االنترنيت
إما لعدـ اكتشاؼ الضحية ليا و إما خشية مف التشيير ،لذا نجد أف معظـ جرائـ االنترنيت تـ
اكتشافيا بالمصادفة ،بؿ وبعد وقت طويؿ مف ارتكابيا.2
.8سرعة محو الدليل وتوفر وسائل تقنية تعرقل الوصول إليو :يسيؿ محو الدليؿ مف شاشة
الكمبيوتر في زمف قياسي باستعماؿ البرامج المخصصة لذلؾ ،إذ يتـ عادة في لمح البصر
وبمجرد لمسة خاطفة عمى لوحة المفاتيح بجياز الحاسوب عمى اعتبار أف الجريمة تتـ في
صورة أوامر تصدر إلى الجياز ،وما إف يحس الجاني بأف أمره سينكشؼ حتى يبادر بإلغاء ىذه
األوامر ،األمر الذي يجعؿ كشؼ الجريمة وتحديد مرتكبييا،أمر في غاية الصعوبة.3
1ػجل اٌؼبي اٌل٠وث ،ٟاٌغوّ٠خ اٌّؼٍِٛبر١خ.رؼو٠فٙب..أٍجبثٙب..فظبئظٙب،كٚه٠بد ِفب٘ ُ١ئٍزوار١غ١خ ،اٌّووي اٌؼوث ٟألثؾبس
اٌفؼبء االٌىزوِ ،ٟٔٚمبي ِٕشٛه ثزبه٠ـ 2013/01/13ػٍ ٝاٌواثؾ :ربه٠ـ االؽالع .2017/02/13
http://accronline.com/article_detail.aspx?id=7509
ِ 2ؾّل طبٌؼ اٌؼبكٌ ،ٟاٌغوائُ اٌّؼٍِٛبر١خ (ِب٘١زٙب ٚطٛه٘ب)ٚ ،هشخ اٌؼًّ اإللٍ١ّ١خ ؽٛي رط٠ٛو اٌزشو٠ؼبد فِ ٟغبي
ِىبفؾخ اٌغوائُ االٌىزو١ٔٚخٍٍ ،طٕخ ػّبْ 4-2،أفو ،2006 ً٠ص .7
َِ ٍِٝٛ 3ؼٛك أهؽِٛخ ،اإلشىبٌ١بد اإلعواِ١خ اٌز ٟرض١و٘ب اٌغوّ٠خ اٌّؼٍِٛبر١خ ػجو اٌٛؽٓ ،اٌّإرّو اٌّغبهث ٟاألٚي ؽٛي
اٌّؼٍِٛبر١خ ٚاٌمبٔ ،ْٛأوبك١ّ٠خ اٌلهاٍبد اٌؼٍ١ب ،ؽواثٌٍ ،2009 ،ص.3
41
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
المطمب الثاني
أنواع الجريمة اإللكترونية.
بعد أف تعرضنا في المطمب األوؿ مف ىذا المبحث لتعريؼ الجريمة االلكترونية ،أركانيا
و خصائصيا ،سنتعرض في ىذا المطمب ألنواع الجريمة االلكترونية .
تعددت محاوالت الفقو لتحديد أنواع الجرائـ المعموماتية و ذلؾ لصعوبة حصر ىذه األنواع
بصفة دقيقة بالنظر لحداثة ظيور ىذه الجريمة و كذا عدـ وجود تعريؼ عاـ متفؽ عميو
لمجريمة المعموماتية و تحديد مجاليا و كذا بالنظر لمتطور التكنولوجي في كؿ صوره لالرتباط
الوثيؽ بينيما.1
و نظ ار لذلؾ تعددت تقسيمات الجرائـ المعموماتية إلى طوائؼ مختمفة تتميز كؿ منيا
بسمات خاصة بالنظر إلى اختالؼ المعيار المعتمد في التقسيـ.
فيناؾ مف قسـ الجرائـ المعموماتية إلى ثالث طوائؼ تتمثؿ في جرائـ الحاسب اآللي
االقتصادية و جرائـ الحاسب اآللي التي تنطوي عمى االعتداء عمى حرمة الحياة الخاصة
و أخي ار جرائـ الحاسب اآللي التي تحدد المصالح القومية أو السالمة الشخصية لألفػراد.2
كما قسميا آخروف باالعتماد عمى معيار أنماط السموؾ المختمفة التي تمثؿ الجريمة
المعموماتية و مدى اتفاقيا أو اختالفيا مع القواعد التي تحكـ القانوف الجنائي إلى ثالث طوائؼ
رئيسية تتمثؿ األولى في الدخوؿ و االستعماؿ غير المصرح ما لنظاـ الحاسب اآللي و الثانية
تتمثؿ في طائفة االحتياؿ المعموماتي و سرقة المعمومات و الطائفة األخيرة تتمثؿ في الجرائـ
التي يساعد الحاسب اآللي عمى ارتكاب و األفعاؿ التي تساعد عمى ارتكاب جرائـ الحاسبات
اآللية.3
و مف المالحظ أف ىذه التقسيمات أو بعضيا لـ تراع بعض أو كؿ خصائص ىذه الجرائـ و
موضوعيا و الحؽ المعتدى عميو العتمادىا عمى معيار واحد لمتقسيـ متناسية معايير أخػرى.
ٍ 1ف١بْ ٍ٠ٛوِ ،وعغ ٍبثك ،ص.32.
2
Sieber (Ulrich), Criminal liabijlity for the transfer of data in international computer
network, New problems for German law, European journal of Crime, law and criminal justice,
Vol. 34, 1997, b p 3-27.
3
Wasik (Martin),op, cit .p41.
42
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
و يرى البعض مف الفقياء أنو يجب مراعاة في كؿ محاولة لتقسيـ الجرائـ المعموماتية اعتباراف
ىما:
التطور المستمر الذي يط أر عمى الجريمة المعموماتية بصفة عامػة.
معيار الجريمة المعموماتية أي ما يدخؿ في إطار ىذه الجرائـ و ما يخرج منيا1ػ
و مراعاة لالعتباريف السابقيف ذىب الفقو الراجح إلى تقسيـ الجرائـ المعموماتية إلى طائفتيف
رئيسيتيف باالعتماد عمى محؿ الجرائـ المعموماتية التي تنصب عمى معطيات الحاسوب و تطاؿ
الحؽ في المعمومات باإلضافة إلى االعتماد عمى الدور الذي يقوـ بو الحاسب اآللي في
الجريمة إذ يستخدـ القترافيا وسائؿ تقنية تقتضي استخداـ الحاسب اآللػػي.2
وتتمثؿ الطائفة األولى في الجرائـ المعموماتية الواقعة بواسطة النظاـ المعموماتي أما الطائفة
الثانية تتمثؿ في الجرائـ المعموماتية الواقعة عمى النظاـ المعموماتي ،و ىذا ما سنتطرؽ لو
بشكؿ مف التفصيؿ .
الفرع األول
يشتمؿ ىذا التصنيؼ أىـ الجرائـ التي تتصؿ بالمعموماتية ،و يعد الحاسب اآللي في ىذه
الطائفة مف الجرائـ وسيمة لتسييؿ النتيجة اإلجرامية و مضاعفا لجسامتيا.
و ييدؼ الجاني عادة مف وراء ارتكاب ىذه الجرائـ تحقيؽ ربح مادي بطريقة غير
مشروعة،3إذ تيدؼ ىذه الجرائـ االعتداء عمى أمواؿ الغير ،فيستخدـ المجرـ المعموماتي النظاـ
المعموماتي ذاتو أو برامجو أو نظمو كوسيمة لتنفيذ الجريمة ،و منو ال يكوف النظاـ المعموماتي
ىو محؿ الحماية الجنائية.
ٔ 1بئٍخ ػبكي ِؾّل فو٠ل لٛهح ،عوائُ اٌؾبٍت ا ٌٟ٢االلزظبك٠خ كهاٍخ ٔظو٠خ ٚرطج١م١خِٕ ،شٛهاد اٌؾٍج ٟاٌؾمٛل١خ ،ث١وٚد،
ٌجٕبْ،2005 ،ؽ ،01ص.256.
٠ٍٛ 2و ٍف١بِْ ،وعغ ٍبثك،ص.33.
ٔ 3بئٍخ ػبكي ِؾّل فو٠ل لٛهحِ ،وعغ ٍبثك ،ص.265.
43
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
تتعدد صور الجرائـ المعموماتية المرتكبة باستخداـ النظاـ المعموماتي بعضيا ذكرىا المشرع
الجزائري ،في حيف أف البعض اآلخر رأى الفقو إمكانية تطبيؽ القواعد القانونية القائمة في
قانوف العقوبات عمييا ،نتعرض ليذه األفكار بشكؿ مف التفصيؿ.1
تقع ىذه الجرائـ عمى األشخاص و تنقسـ بدورىا إلى طائفتيف بحسب نوع الحقوؽ
المعتدى عمييا و دور النظاـ المعموماتي في اقترافو.
تتمثؿ الطائفة األولى في الجرائـ الواقعة عمى حقوؽ الممكية الفكرية و األدبية ،و أما
الطائفة الثانية تكمف في الجرائـ الواقعة عمى حرمة الحياة الخاصة نتناوليا فيما يأتي:2
يمكف أف يكوف النظاـ المعموماتي وسيمة فعالة لالعتداء عمى حقوؽ الممكية الفكرية و
األدبية ،ومثاؿ ذلؾ استخداـ النظاـ المعموماتي في السطو عمى بنوؾ المعمومات التي تتضمنيا
برامج نظاـ معموماتي آخر ،أو حالة تخزيف و استخداـ ىذه المعمومات أو التفريط فييا دوف
إذف صاحبيا ،ذلؾ أف استخداـ معمومة معينة دوف إذف صاحبيا يتضمف اعتداء عمى حؽ مف
الحقوؽ المعنوية إضافة إلى كونو اعتداء عمى قيمتيا المالية كوف أف لممعمومة قيمة أدبية
بجانب قيمتيا المادية و يندرج ضمف الحقوؽ الفكرية كذلؾ براءات االختراع إذ تمثؿ فكرة
لممخترع تحتوي عمى حؽ معنوي و آخر مالي لممخترع.3
و قد نص المشرع الجزائري عمى حقوؽ الممكية الفكرية و براءات االختراع مف خالؿ عدة
نصوص قانونية نذكر مف بينيا:
-المادة: 38مف الدستور الجزائري التي تنص عمى أف "حرية االبتكار الفكري و الفني و
العممي مضمونة لممواطػف.
حقوؽ المؤلؼ يحمييا القانوف.
44
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
ال يجوز حجز أي مطبوع أو تسجيؿ أو أية وسيمة أخرى مف وسائؿ التبميغ و اإلعالـ إال
بمقتضى أمر قضائي.
لقد كفمت جؿ الدوؿ الحياة الخاصة لمواطنييا بالحماية وقد حذا الدستور الجزائري حذو
الدساتير الدولية بحرصو عمى حماية الحياة الخاصة لممواطنيف2بموجب المادة :39مف الدستور
الجزائري والتي تنص عمى أنو"ال يجوز انتياؾ حرمة حياة المواطف الخاصة ،وحرمة شرفو،
ويحمييما القانوف.
والشؾ أف الحاسبات اآللية بما ليا قدرة فائقة عمى تخزيف أكبر كـ ممكف مف المعمومات،
أصبحت مخزنا ألىـ المعمومات و أكثرىا حساسية المتعمقة باألفراد.
و ألىمية المعمومات التي تحتوييا أنظمة الحسابات اآللية أصبح ليذه الحسابات دو ار ىاما في
تسييؿ الحصوؿ عمى ىذه المعمومات عف طريؽ الغير بإفشائيا لتحقيؽ مصالح مختمفة.3
وعميو يمكف أف يستخدـ النظاـ المعموماتي في االعتداء عمى حرمة الحياة الخاصة أو
عمى الحريات العامة لمفرد،كأف يقوـ شخص يعمؿ بالنظاـ المعموماتي بإعداد ممؼ يحتوي عمى
معمومات تخص شخص آخر بدوف عممو أو إذنو ،أو أف يجمع المعمومات بعمـ الشخص
المعني ولكف يقوـ المكمؼ بحفظيا بإطالع الغير عمييا بدوف إذف صاحبيا ،أو أف يقوـ شخص
اختراؽ معمومات تتمثؿ في أسرار مكتوبة و سير ذاتية و مذكرات حياة شخصية لشخص آخر4ػ
45
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
ىذا النوع مف الجرائـ ال يستمزـ تدخال إلتالؼ الوظائؼ الطبيعية لمنظاـ المعموماتي و ال
تعديال عمى المعمومات المعالجة ،بؿ يقتصر في غالب األحياف عمى الولوج المادي مف جانب
الشخص في مركز المعالجة المعموماتية ،أو استخداـ أداة إلكترونية معينة تسمح بالتقاط
المعمومات و التصنت عمييا لدى النظـ المعموماتية األخرى باإلضافة إلى إساءة استخداـ
البطاقات االئتمانية و سوؼ نبيف ىاتيف الصورتيف كاآلتي:1
تقوـ ىذه الصورة بوجود المجرـ المعموماتي داخؿ أحد المراكز المعموماتية بيدؼ الولوج إلى
المعمومات التي تمت معالجتيا آليا و اإلطالع عمييا مف دوف تصريح و قد يكوف ىذا الولوج
إما مباش ار أو غير مباشر.
فأما الولوج المباشر فيعد مف أكثر األفعاؿ المرتكبة و أسيميا تنفيذا و يتخذ عدة صور إذ
يستطيع الجاني االستيالء عمى المعمومات المخزنة لدى األنظمة المعموماتية بعدة طرؽ
باستخداـ آلة الطباعة أو استخداـ شاشة النظاـ أو اإلطالع عمى المعمومات بالقراءة عمى ما
ىو مكتوب عمييا أو باستخداـ مكبر الصوت.2
و مف أمثمة الولوج المباشر قياـ موظؼ سابؽ بأحد البنوؾ الفدرالية األمريكية الذي كاف
يعمؿ في النظاـ المعموماتي الخاص بالبنؾ نقؿ المعمومات المالية المخزنة في النظاـ و نقميا
لرئيسو الجديد بعد حصولو عمى كممة السر مف زميؿ سابؽ لو.3
و أما الولوج غير المباشر ظير بظيور تقنيات مستحدثة ،ليا صمة بالنظاـ المعموماتي
كالمعالجة عف بعد إذ أف ىذه التقنيات أدت إلى نشوء مخاطر جديدة نتيجة لإلمكانيات
المستحدثة لمولوج و االستفسار عف بعد مف المراكز المعموماتية ،إذ أنو أثناء حركتيا و بثيا
تكوف ميددة لاللتقاط و التسجيؿ غير المشروعيف في كؿ لحظة كتوصيؿ خطوط تحويمية
اللتقاط المعمومات المتواجدة ما بيف النظاـ المعموماتي و النياية الطرفية و إرساؿ المعمومات
٠ٍٛ 1و ٍف١بِْ ،وعغ ٍبثك،ص.36.
2أؽّل فٍ١فخ اٌٍّؾِ ،وعغ ٍبثك ،ص.190.
ِ 3ؾّل ٍبِ ٟاٌشٛا،صٛهح اٌّؼٍِٛبد ٚأؼبوَبرٙب ػٍ ٝلبٔ ْٛاٌؼمٛثبد ،كاه إٌٙؼخ اٌؼوث١خ،1994،ص.67.
46
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
المختمسة إلى النياية الطرفية عف طريؽ إشارات إلكترونية أو الولوج غير المشروع عف طريؽ
أية طرفية بعيدة عف طريؽ نظاـ معموماتي و معرفة كممة السر أو مفتاح الشفرة المناسب.1
أدى إدخاؿ النظاـ المعموماتي في مجاالت عمميات البنوؾ إلى ظيور ىذا النوع الجديد مف
الجرائـ المعموماتية.
و تعد مف أخطر الجرائـ المعموماتية السيما في المجتمعات التي تتسـ نظميا البنكية بدرجة
عالية مف التطور و الحداثة ،و يتخذ ىذا النوع مف الجرائـ المعموماتية صورتيف.
تتمثؿ األولى في إساءة استخداـ العميؿ البطاقات االئتمانية و ذلؾ عف طريؽ عدـ احتراـ
العميؿ المصدر إليو البطاقات االئتمانية شروط العقد المبرـ بينو و بيف البنؾ كأف يستعمؿ
بطاقة ائتمانية انتيت مدة صالحيتيا أو بطاقة تـ إلغاؤىا أو الشراء بأكثر مف قيمتيا ...إلخ.
و أما الصورة الثانية تتمثؿ في إساءة استخداـ الغير البطاقات االئتمانية كأف يقوـ سارؽ
استعماؿ البطاقة االئتمانية لمحصوؿ عمى السمع و الخدمات أو سحب مبالغ مالية بموجبيا مف
أجيزة التوزيع اآللي أو السحب باستخداـ بطاقات مزورة.2
تقع ىذه الجرائـ باستعماؿ النظاـ المعموماتي إلفشاء األسرار سواء كانت األسرار عامة
تخص مصالح الدولة و نظاـ الدفاع عنيا أو أسرار خاصة تتعمؽ باألفراد أو المصالح
االقتصادية لممؤسسات المختمفة أو ما يطمؽ عمييا األسرار المينية ،و يتخذ ىذا النوع مف
الجرائـ صورتيف األولى تتعمؽ بالجرائـ الواقعة عمى أسرار الدولة و الثانية تتعمؽ بالجرائـ الواقعة
عمى األسرار المينية.
و تقع ىذه الجريمة لسرقة معمومات قصد التشيير بشخص أو جماعة معينة أو بيعيا
لتحقيؽ مصالح مختمفة كالحصوؿ عمى عائد مادي ممف ييمو األمر أو يستخدميا لمضغط عمى
أصحابيا مف أجؿ القياـ بعمؿ أو االمتناع عف القياـ بعمؿ.3
47
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
و ىذه الجرائـ تسبب أضرار ألصحابيا أدبية و مادية معتبرة ،لذا حرص المشرع الجزائري
عمى حماية ىذه األسرار مف خالؿ الباب األوؿ المتعمؽ بالجنايات و الجنح ضد الشيء
العمومي مف المادة 61إلى 96مكرر مف قانوف العقوبات 1باإلضافة لممادة 394مكرر 03مف
قانوف العقوبات التي نصت " تضاعؼ العقوبات المنصوص عمييا في ىذا القسـ 2إذا استيدفت
الدفاع الوطني أو الييئات و المؤسسات الخاضعة لمقانوف العاـ ،دوف إخالؿ بتطبيؽ عقوبات
أشد " ،و حذا بذلؾ حذو مختمؼ تشريعات الدوؿ عمى غرار المشرع المصري الذي نص عمى
ذلؾ في قانوف العقوبات في الكتاب الثاني المتعمؽ بالجنايات و الجنح المضرة بأمف الحكومة
السيما عندما يكوف إفشاء ىذه األسرار متعمقا بأسرار الدفاع الوطني. 3
كما أف القانوف الفيدرالي لمواليات المتحدة األمريكية لجرائـ الحاسبات اآللية الصادر سنة
1984عاقب بموجب أحكاـ المادة 03/1040،01كؿ مف يقوـ بالدخوؿ غير المصرح لو إلى
نظاـ الحاسب اآللي بإفشاء معمومات توجد داخؿ ىذا الحاسب اآللي متى كاف ىذا الحاسب
يستعمؿ بواسطة حكومة الواليات المتحدة األمريكية أو لمصمحتيا و ترتب عف ذلؾ اإلضرار
بيذا االستعماؿ. 4
كما أف مختمؼ التشريعات حمت األسرار المينية ذلؾ أف المعمومات التي توجد داخؿ
النظاـ المعموماتي تكوف ذات طبيعة سرية ،و منو يفترض توافر الثقة فيمف أوكمت إليو ،فجؿ
التشريعات ألزمت الطبيب و المحامي بالمحافظة عمى األسرار التي يقرىا ليما المريض أو
الموكؿ في الدعػػاوى.5
الفرع الثاني
إضافة إلى الجرائـ المعموماتية التي تقع باستخداـ النظاـ المعموماتي ىناؾ نوع آخر مف
الجرائـ المعموماتية باالعتماد عمى التصنيؼ الذي يقوـ عمى محؿ الجريمة المعموماتية يتمثؿ
في الجرائـ الواقعة عمى النظاـ المعموماتي التي قد تستيدؼ إما المكونات المادية لمنظاـ
1األِو 156/66اٌّإهؿ ف 1966 ٛ١ٔٛ٠ 08 ٟاٌّزؼّٓ لبٔ ْٛاٌؼمٛثبد اٌّؼلي ٚاٌّزُّ.
2اٌمَُ اٌَبثغ ِىوه رؾذ ػٕٛاْ اٌَّبً ثأٔظّخ اٌّؼبٌغخ األٌ١خ ٌٍّؼط١بد.
3أؽّل فزؾٍ ٟوٚه ،اٌ١ٍٛؾ ف ٟلبٔ ْٛاٌؼمٛثبد،ؽٍٕ،4خ ،1991ص.47.
ٔ 4بئٍخ ػبكي ِؾّل فو٠ل لٛهحِ ،وعغ ٍبثك ،ص.276.
5أؽّل فٍ١فخ اٌٍّؾ ِ ،وعغ ٍبثك ،ص.200.
48
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
المعموماتػي.1 المدرجة بالنظاـ المعمومات أو المنطقية المكونات أو المعموماتي
و ىذا ما سنتطرؽ لو بشيء مف التفصيؿ كاالتي:
يقصد بالمكونات المادية لمنظاـ المعموماتي تمؾ األجيزة و المعدات الممحقة بو و التي
تستخدـ في تشغيمو كاألسطوانات و الشرائط و الكابالت...إلخ ،ونتيجة لمطبيعة المادية ليذه
المكونات فاالعتداء عمييا يكوف عف طريؽ جرائـ عادية و تقميدية،2كأف تكوف محال لمسرقة أو
خيانة األمانة أو اإلتالؼ العمدي كإحراقيا أو ضرب اآلالت بشيء ثقيؿ أو حاد أو العبث
بمفاتيح التشغيؿ أو خربشة الشريط و إفساد أسطوانات التشغيؿ مغناطيسيا بتعريضيا إلى أي
مجاؿ مغناطيس متمؼ ،و يترتب عمى ىذا اإلتالؼ خسائر كبيرة.3
و مف أمثمة ذلؾ ما حدث في فرنسا حيث أدى إتالؼ معدات مؤسسة كبيرة متخصصة في
بيع األنظمة و توثيؽ المعمومات الحسابية إلى خسائر مالية معتبرة قدرت ب 5مالييف فرنؾ
فرنسي.4
و يرى البعض مف الفقياء أنو يندرج ضمف ىذه الطائفة مف الجرائـ المعموماتية سرقة وقت
اآللة ،فقد يمجأ العامميف بالنظاـ المعموماتي إلى استخدامو في أعماؿ خاصة بيـ ،و عميو تكوف
واقعة السرقة منصبة عمى وقت الجياز الذي يمكف تقويمو ماليا و ليس عمى األشياء المادية
بمعنى الكممة.5
و تجدر اإلشارة أف خطورة واقعة السرقة ال تكمف في الشيء المسروؽ لضآلة قيمتو،
بالمقارنة بما تحتويو ىذه المكونات المادية مف معمومات تقدر خسارتيا بأمواؿ طائمة.
49
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
ثانيا/جرائم االعتداء عمى المكونات المنطقية )البرامج) لمنظام المعموماتي.
تستمزـ ىذه الطائفة مف الجرائـ المعموماتية معرفة فنية عالية في مجاؿ البرمجة ،و قد تقع
ىذه الجرائـ إما عمى البرامج التطبيقية و إما عمى برامج التشغيؿ و سنتطرؽ لياتيف الصورتيف
فيما يأتي:
يقوـ الجاني في ىذه الصورة بتحديد البرنامج أوال ثـ التالعب فيو لتحقيؽ أكبر قدر مف
االستفادة المادية.
*تعديل البرنامج :اليدؼ الرئيسي مف تعديؿ ىذه البرامج يتمثؿ في اختالس النقود و تكثر
ىذه الجرائـ في مجاؿ الحسابات.1
*التالعب في البرنامج :يأخذ التالعب في البرنامج عدة أشكاؿ فقد يتـ عف طريؽ استعماؿ
القنبمة المنطقية 2أو عف طريؽ قياـ أحد المبرمجيف زرع برنامج فرعي غير مسموح بو في
يسمح لو بالدخوؿ غير المشروع في العناصر الضرورية ألي نظاـ البرنامج األصمي
معموماتي ،و يصعب اكتشاؼ ىذا البرنامج لصغره و دقتو.3
تعد برامج التشغيؿ تمؾ البرامج المسؤولة عف عمؿ النظاـ المعموماتي مف حيث قياميا
بتنظيـ و ضبط ترتيب التعميمات الخاصة بالنظاـ.
و تقوـ الجريمة المعموماتية في ىذه الصورة عف طريؽ تزويد البرنامج بمجموعة تعميمات
إضافية يسيؿ الوصوؿ إلييا بواسطة شفرة تسمح الحصوؿ عمى جميع المعطيات التي يتضمنيا
النظاـ المعموماتي.4
50
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
ثالثا/جرائم االعتداء عمى المعمومات المدرجة بالنظام المعموماتي
لممعمومة المعالجة آليا أىمية كبيرة باعتبارىا أساس عمؿ النظاـ المعموماتي و لما ليا مف
قيمة اقتصادية ،و بيذا تعد ىدفا لمجرائـ المعموماتية مف خالؿ التالعب فييا أو عف طريؽ
إتالفيا و ىذا ما سنتناولو فيما يأتي:
/1التالعب في المعمومات.
يتـ التالعب في المعمومات الموجودة داخؿ النظاـ المعموماتي بطريؽ مباشر أو غير
مباشر.
فأما التالعب المباشر يتـ عف طريؽ إدخاؿ معمومات بمعرفة المسؤوؿ عف القسـ
المعموماتي ،و يأخذ ىذا التالعب عدة صور كضـ مستخدميف غير موجوديف بالعمؿ السيما
في المنشآت التي تضـ عددا كبي ار مف العامميف المؤقتيف و دائمي التغيير بيدؼ الحصوؿ عمى
مرتباتيـ ،1أو باإلبقاء عمى ممفات مستخدميف تركوا العمؿ لمحصوؿ عمى مبالغ مالية شيرية أو
عف طريؽ عمؿ تحويالت لمبالغ وىمية لدى العامميف بالبنوؾ باستخداـ النظاـ المعموماتي
بالبنؾ و تسجيميا و إعادة ترحيميا و إرساليا لحساب آخر في بنؾ آخر بيدؼ اختالس تمؾ
النقود.2
في حيف التالعب غير المباشر يتـ عف طريؽ التدخؿ غير المباشر لدى المعمومات
المسجمة بالنظاـ المعموماتي باستخداـ أحد وسائط التخزيف أو بواسطة التالعب عف بعد
باستخداـ أدوات معينة و معرفة أرقاـ وشفرات الحسابات.3
كما قد يتحقؽ التالعب غير المباشر في المعمومات عف طريؽ التالعب عف بعد باستخداـ
الجاني كممة السر أو مفتاح الشفرة أو أداة ربط بالمركز المعموماتي ألي جية ،و تكمف خطورة
ىذه الصورة في إمكانية تسمؿ الجاني إلى المعمومات المخزنة بالنظاـ المعموماتي و الحصوؿ
عمى المنفعة المالية التي يريدىا مف مسافات بعيدة.
1
Escroquerie aux Assedic de paris, jugement du 2 fev 1982 TGI de paris 13 ème ch expertise n°39, avril 1982
2
l’informatique nouvelle , mai 1976n°73.
3أؽّل فٍ١فخ اٌٍّؾِ ،وعغ ٍبثك ،ص.179.
51
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
/2إتالف المعمومات:
قد ييدؼ الجاني مف خالؿ ارتكابو الجريمة المعموماتية إتالؼ المعمومات المخزنة بالنظاـ
المعموماتي.
ويتخذ اإلتالؼ عدة صور فقد يتـ عف طريؽ طرؽ اإلتالؼ العادية كالحريؽ أو الضرب أو
السرقة أو عف طريؽ استبداؿ أو محو المعمومات.
ويشكؿ استبداؿ المعمومات نوع مف جرائـ الغش أو التزوير المعموماتي و ىو عمى درجة
كبيرة مف الخطورة ألنو في حالة نجاحو يستمر لوقت طويؿ قبؿ اكتشافو و يتولد عنو مكاسب
كبيرة بمجرد استبداؿ رقـ بآخر أو إحالؿ رقـ مكاف آخر 3 ،فمثال ىناؾ مجموعة مف
المستخدميف اإلدارييف استطاعوا خالؿ سنوات قميمة مضاعفة رواتبيـ عف طريؽ النظاـ
المعموماتي.1
52
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
المبحث الثاني
صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريعات الغربية و العربية
53
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
المطمب األول
صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريعات الغربية
وفرت بعض التشريعات الغربية حماية جنائية لمتوقيع اإللكتروني و مف أبرزىا التشريع
الفرنسي في إطار قانوف العقوبات ،و التشريع االمريكي في إطار قانوف جرائـ الكمبيوتر
الفدرالي.
مف خالؿ ىذا المطمب سنحاوؿ إستعراض صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في
التشريع الفرنسي فرع أول و صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريع االمريكي
فرع ثاني.
الفرع األول
صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريع الفرنسي.
1
ػبئشخ ثٓ لبهح ِظطف، ٝاٌؾّب٠خ اٌغٕبئ١خ ٌٍؾىِٛخ اإلٌىزو١ٔٚخ (كهاٍخ ِمبهٔخ)،هٍبٌخ كوزٛهاٖ لبٔ ْٛػبَ ،عبِؼخ أثٛثىو
ثٍمب٠ل رٍَّبْ ،2018/2017،ص.134 .
2
اٌظفؾخ ٔفَٙب.
54
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
55
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
أما الركف المعنوي ليذه الجريمة فيتمثؿ في القصد الجنائي العاـ ،بعنصريو العمـ واإلرادة ،وال
يشترط توافر القصد الخاص ،بؿ يكفي القصد الجنائي العاـ لتحقؽ الركف المعنوي.1
ثالثا ـ تزوير التوقيع اإللكتروني:
جاء النص عمى ىذه الجريمة في المادة 441مف قانوف العقوبات التي نصت عمى أنو:
"يعد تزوي ار كؿ تغيير تدليسي لمحقيقة ،يكوف مف شأنو إحداث ضررا ،ويقع بأي وسيمة كانت،
سواء وقع في محرر أو سند أيا كاف موضوعو والذي أعد مسبقا كأداة إلنشاء حؽ أو ترتيب أثر
قانوني معيف" .2
لقياـ ىذه الجريمة ال بد مف توافر ركنيف مادي ومعنوي عمى النحو التالي:
يقوـ الركف المادي ليذه الجريمة في فعؿ تغيير الحقيقة في توقيع إلكتروني بأي وسيمة،
ومف أشير وسائؿ تزوير التوقيع اإللكتروني استخداـ برامج حاسوبية وأنظمة معموماتية خاصة
بذلؾ ،يتـ تصميميا عمى غرار البرامج واألنظمة المشروعة أو محاولة كسر الشفرة.3
يرى بعض الفقياء 4أف التوقيع اإللكتروني ال يمكف تقميده ،وانما يمكف استعمالو دوف عمـ
مالكو باعتباره يتـ بواسطة منظومة إلكترونية تتخذ شكؿ حروؼ أو أرقاـ أو رموز أو إشارات
أو غيرىا ،فيما يتـ تزوير التوقيع التقميدي بتقميد توقيع شخص آخر مما يعني أف التوقيع ذاتو
مختمؼ عف التوقيع الخاص بصاحبو ،وذلؾ ألف التوقيع المقمد ال يمكف أف يكوف بذات خواص
التوقيع األصمي وبالتالي ال يمكف أف يكوف مماثؿ معو.5
أما الركف المعنوي :يتمثؿ في القصد الجنائي العاـ بعنصريو العمـ واإلرادة ،فجريمة تزوير
التوقيع اإللكتروني مف الجرائـ العمدية ،فيجب أف يعمـ الجاني بوقائع الجريمة وكونيا مف
المحظورات ،ومع ذلؾ تتجو إرادتو إلى الفعؿ المجرـ.6
1
ػبئشخ ثٓ لبهح ِظطفِ ،ٝوعغ ٍبثك ،ص.135 .
2
اٌّوعغ ٔفَٗ ،ص.136 .
3
طـبٌؼ شٕ ،ٓ١اٌؾّب٠خ اٌغٕبئ١خ ٌٍزغبهح االٌىزو١ٔٚخ)كهاٍخ ِمبهٔخ ( ،هٍبٌخ ٌٕ ً١شٙبكح اٌلوزٛهاٖ ف ٟاٌمبٔ ْٛاٌقبص ،عبِؼخ
أثٛثىو ثٍمب٠ل رٍَّبْ وٍ١خ اٌؾـمٛق ،2013/2012 ،ص.239.
4
ِٕ١و ِؾّل اٌغٕجِّ ،ٟٙ١لٚػ ِؾّل اٌغٕ ،ٟٙ١ري٠ٚو اٌزٛل١غ اإلٌىزو ،ٟٔٚكاه اٌفىو اٌغبِؼ ،ٟاإلٍىٕله٠خ،2006،ص .55.
5
ؽٕبْ ثواّ٘ ،ٟعوّ٠خ ري٠ٚو اٌٛص١مخ اٌوٍّ١خ اإلكاه٠خ ماد اٌطج١ؼخ اٌّؼٍِٛبر١خ ،هٍبٌخ ٌٕ ً١شٙبكح اٌلوزٛهاٖ ف ٟاٌمبْٔٛ
اٌغٕبئ،ٟعبِؼخ ِؾّل ف١ؼو ثَىوح ،وٍ١خ اٌؾمٛق ٚاٌؼٍ َٛاٌَ١بٍ١خ ،2015/2014،ص .239.
6
ػبئشخ ثٓ لبهح ِظطفِ ،ٝوعغ ٍبثك ،ص .136.
56
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
الفرع الثاني
صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريع األمريكي
باإلضافة إلى قانوف إساءة استعماؿ الكمبيوتر أصدر المشرع األمريكي في 03جواف سنة
2000قانونا اتحاديا "لمتوقيع اإللكتروني والتجارة الوطنية "،وقد سبؽ ىذا القانوف جيودا
تشريعية ومنيا القواعد االتحادية لمتوقيع والسجالت اإللكترونية الصادرة في 20مارس سنة
1997والتي وضعت لتطبيقيا في مجاؿ شركات األجيزة والقانوف االتحادي لمغذاء والدواء
ومستحضرات التجميؿ وقانوف الخدمة الصحية العامة.1
وقد وضعت مجموعة العمؿ تقري ار في يوليو سنة 1992اقتصرت فيو عمى إلقاء الضوء
عمى القواعد المتصمة بالتوقيع اإللكتروني ،غير أنيا في 31أوت 1994أصدرت تقري ار وضعت
فيو القواعد المتعمقة بالسجالت اإللكترونية ،كما وضعت قواعد لمتوقيع والسجالت اإللكترونية
صدرت في 20مارس سنة .21997
يعد أوؿ تشريع ىو "قانوف المعامالت اإللكترونية الموحد" الذي أصدرتو والية كاليفورنيا في
16سبتمبر سنة 1999والذي دخؿ حيز النفاذ في 01يناير سنة 2000،وقانوف المعامالت
اإللكترونية الموحد الذي أصدرتو والية نورث كارولينا والذي دخؿ حيز النفاذ في 01أكتوبر
. 32000
وقد أصدرت والية نيويورؾ تشريعا في 28سبتمبر سنة 1999لمسجالت والتوقيع
اإللكتروني وكاف ىدؼ ىذا التشريع ىو تنظيـ وتشجيع التعامؿ بالسجالت اإللكترونية وقبوؿ
التوقيع اإللكتروني في التعامالت التجارية4، 4كذلؾ أصدرت والية كونتكيت قانونا لممعامالت
اإللكترونية في فبراير سنة 2002ودخؿ حيز النفاذ في األوؿ مف أكتوبر في ذات السنة ،كما
أصدرت والية بنسمفانيا قانونا مماثال في 16ديسمبر سنة.51999
1أشوف رٛف١ك شٌّ اٌل، ٓ٠اٌؾّب٠خ اٌغٕبئ١خ ٌٍَّزٕل اإلٌىزو(ٟٔٚكهاٍخ ِمبهٔخ ) ،اٌّإرّو اٌؼٍّ ٟاألٚي ؽٛي اٌغٛأت
اٌمبٔ١ٔٛخ ٚاألِٕ١خ ٌٍؼٍّ١بد اإلٌىزو١ٔٚخ ِٕظُ اٌّإرّو:اوبكِ١خ شوؽخ كثِ، ٟووي اٌجؾٛس ٚاٌلهاٍبد هلُ اٌؼلكِٓ ، 1:
26ئٌَ١ٔ 28ٝبْ ، 2003ثلث - ٟاإلِبهاد اٌؼوث١خ اٌّزؾلح.
2وّب طله ّٔٛمط افز١بهٌ ٞمبٔ ْٛاٌّؼبِالد اإلٌىزو١ٔٚخ اٌّٛؽل ٚ،مٌه ثٙلف رٛؽ١ل لٛاػل اٌّؼبِالد اٌزغبه٠خ اإلٌىزو١ٔٚخ
ث ٓ١رشو٠ؼبد اٌٛال٠بد ٌٍ ٚ،ج١بٔبد اٌّقئخ ئٌىزو١ٔٚب رؼّٕزٙب رشو٠ؼبد ارؾبك٠خ ِٕٙب ِب ٕ٠ض ػٍ ٗ١اٌفظً ِٓ119اٌمَُ
األٚي ِٓ رمٕ ٓ١اٌٛال٠بد اٌّزؾلح ٚاٌن٠ ٞؾًّ ػٕٛاْ "اػزواع ٍٚبئً االرظبالد اٌٍَى١خ ٚاإلٌىزو١ٔٚخ ٚاٌشف١ٙخ.
3ػجل اٌؾّ١ل صوٚد ِ،وعغ ٍبثك ،صِ ٚ185 .بثؼل٘ب.
ٚ 4لل وٍف اٌّشوع فٚ ٟال٠خ ٔٛ٠ٛ١هن ثّٛعت ٌّبكح اٌضبٌضخ ِٓ اٌفظً اٌواثغ ِٓ ٘نا اٌمبِٔ، ْٛىزت رمٕ١بد اٌٛال٠خ ثٛػغ
رمو٠و ٠زؼّٓ ٚػغ رٕظٚ ُ١كٌ ً١ػًّ إلٔشبء ٚاٍزقلاَ ٚرقيٚ ٓ٠اٌّؾبفظخ ػٍ ٝاٌزٛل١غ ٚاٌَغالد اإلٌىزو١ٔٚخ.
5أشوف رٛف١ك شٌّ اٌلِ، ٓ٠وعغ ٍبثك ،ص.7.
57
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
وبالرغـ مف تمؾ النصوص المتعمقة بالتوقيع االلكتروني ،إال أف تمؾ القوانيف االتحادية
والوالئية لـ تأت بحماية جنائية خاصة ،بؿ تركتيا لمنصوص العامة لجرائـ الحاسوب.
وبالرجوع لمقانوف الفيدرالي األمريكي المتعمؽ باالعتداء عمى الحاسوب لسنة 1996،نجد أف
الفصؿ 1030تضمف نصوصا خاصة تجرـ االعتداء الحاسوب.
حيث يجرـ المشرع الدخوؿ العمدي عمى البيانات الموجودة بأجيزة الكمبيوتر بدوف تصريح
أويتجاوز التصريح الممنوح لو أيا كانت الوسيمة المستخدمة والحصوؿ عؿ معمومات سرية
متعمقة بالدفاع الوطني أو العالقات الخارجية أو الطاقة النووية ،أو الحصوؿ عمى معمومات
موجودة في سجؿ اقتصادي لمؤسسة مالية ،أويخص مصدر بطاقات مالية أوتقرير يتعمؽ
بالمستيمكيف.1
كما عاقب المشرع عمى الدخوؿ في حاسوب يستخدـ في التجارة أو االتصاؿ بيف الواليات
ويقوـ عمدا بنقؿ برامج أومعمومات أوكود أونظاـ الكمبيوتر .2ويعاقب المشرع كذلؾ كؿ مف
يمنع أو يحرـ أو يتسبب في منع أو حرماف الغير مف استعماؿ كمبيوتر أو خدماتو أو نظاـ أو
شبكة أومعمومات أو بيانات أو برامج .43كما يعاقب المشرع عمى نقؿ أي مكونات لبرامج
أومعمومات أو كود أو أمر دوف موافقة المسؤوليف عمى الكمبيوتر المستقبؿ لمبرامج أو
المعمومات أو الكود أو األمر إذا أدى ىذا النقؿ إلى خسارة لشخص أو أكثر.4
وتجدر اإلشارة إلى أنو يمكف توفير حماية جنائية عامة لمتوقيع االلكتروني ،لكف يالحظ أف
المشرع اىتـ بالتفصيؿ أكثر الف القانوف األمريكي مف القوانيف التي تيتـ باألمف القومي
والجانب االقتصادي ،تطمب أف تتعمؽ المعمومات المحصؿ عمييا متعمقة باألمف القومي ،أو
بإحدى المؤسسات االقتصادية ،وال يجرـ الدخوؿ إلى النظاـ المعموماتي ،بؿ البد أف يترتب
عمى الدخوؿ إتالؼ المعمومات أو البرامج التي تيتـ باألمف القومي والجانب االقتصادي.5
58
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
المطمب الثاني
صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريعات العربية
خصت بعض التشريعات العربية التوقيع االلكتروني حماية جنائية ،أبرزىا التشريع المصري
و التشريع التونسي المذيف كاف سباقيف في ىذا المجاؿ و لحؽ بيـ المشرع الجزائري سنة
2015مف خالؿ سنو لمقانوف 04/15المؤرخ في 2015/02/01 :المتضمف التوقيع و
التصديؽ االلكترونييف .
مف خالؿ ىذا المطمب سنحاوؿ إستعراض صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في
التشريع الجزائري فرع أول و صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريع المصري
فرع ثاني.
الفرع االول
صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريع الجزائري
بالرجوع إلى القانوف الجزائري فالمشرع مف خالؿ القانوف رقـ 04/15المؤرخ في:
2015/02/01تدخؿ مرة أخرى بعد سمسة مف القوانيف التي حاوؿ مف خالليا التصدي ليذا
النوع المستحدث مف الجرائـ واالعتداءات الحاصمة عمى مستجدات ىذا العصر.
وعميو؛ يثور التساؤؿ عف صور الحماية الجزائية التي قررىا المشرع لمتوقيع والتصديؽ
االلكترونييف وفقا لمقواعد العامة المقررة في قانوف العقوبات ،والقانوف رقـ ،04/15 :وعميو
سوؼ نوضح ذلؾ عمى النحو التالي.
أوال :صور الحماية الجزائية المقررة في قانون العقوبات.
بعد أن اعتد المشرع الجزائري بالتوقيع االلكتروني طبقا للمادة 327مف القانوف المدني
التي تنص في الفقرة الثانية منيا عمى أنو "يعتد بالتوقيع االلكتروني وفؽ الشروط المذكورة في
المادة 323مكرر 1أعاله "،وقبؿ صدور القانوف رقـ 40/11لـ ينظـ المشرع الجزائري التوقيع
االلكتروني ولـ يحض بحماية جنائية خاصة عمى غرار التشريع الفرنسي ،مما جعؿ حمايتو
تخضع لمقواعد العامة المقررة في قانوف العقوبات مف خالؿ جرائـ االعتداء عمى أنظمة
المعالجة اآللية1وجريمة التزوير.
1اٌمبٔ ْٛهلُ 23/06اٌّإهؿ ف 20 ٟكَّ٠جو 2006اٌّؼلي ٚاٌّزُّ ٌألِو 156/66اٌّإهؿ 1966 ٛ١ٔٛ٠ 8اٌّزؼّٓ لبْٔٛ
اٌؼمٛثبد ،اٌغو٠لح اٌوٍّ١خ اٌؼلك ،84اٌّإهفخ ف 24 ٟكَّ٠جو .2006
59
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
/1جرائم االعتداء عمى النظام المعموماتي لمتوقيع االلكتروني:
يتحقؽ االعتداء عمى التوقيع االلكتروني مف خالؿ االعتداء عمى النظاـ المعموماتي لو،
وىذا بالدخوؿ أو البقاء غير المصرح بيما ،وىي الجريمة المنصوص والمعاقب عمييا بموجب
المادة394مكرر مف قانوف العقوبات الجزائري التي تنص عمى أنو "يعاقب بالحبس مف ثالثة
أشير إلى سنة ) (5وبغرامة مالية مف 50.000دج إلى 200.000دج كؿ مف يدخؿ أو يبقى
عف طريؽ الغش في كؿ أو جزء مف منظومة.
تضاعؼ العقوبة إذا ترتب عمى ذلؾ حذؼ أو تغيير لمعطيات المنظومة واذا ترتب عمى
األفعاؿ المذكورة أعاله تخريب نظاـ اشتغاؿ المنظومة تكوف العقوبة الحبس مف ستة ( )6أشير
إلى سنتيف ( )2والغرامة مف 50.000دج الى 300.000دج .
فإف المشرع اعتبر فعؿ الدخوؿ أو البقاء غير المصرح بيما مف األفعاؿ وعمى ضوء ذلؾ ّ
الجرمية التي تطاؿ النظاـ المعموماتي لمتوقيع االلكتروني ،مما يتطمب منا معرفة ما ىي أركانيا
سواء المادي المتمثؿ في فعمي الدخوؿ أو البقاء وركف معنوي يتمثؿ في القصد الجنائي.
فإف السموؾ
أ /الركن المادي :بناء عمى المادة 394مكرر مف قانوف العقوبات الجزائري ّ
اإلجرامي لمركف المادي يتخذ إما صورة الدخوؿ المنطقي وذلؾ بغرض فتح باب يؤدي إلى
فإف ىذا السموؾ قد يكوف
النظاـ المعموماتي لمتوقيع االلكتروني أو يتخذ صورة البقاء ،وعميو؛ ّ
ايجابيا يتمثؿ في فعؿ الدخوؿ أو سمبيا يتمثؿ في االمتناع عف الخروج مف النظاـ المعموماتي
والبقاء فيو.
ويعتبر الدخوؿ أبسط تمؾ األنشطة بحيث يكوف بصورة غير مشروعة والخروج دوف
1
فإف مجرد الدخوؿ لمنظاـ المعموماتي لمتوقيع االلكتروني ال
إحداث أي تأثير سمبي ،وعميو؛ ّ
يشكؿ فعال غير مشروع وانما يستمد عدـ مشروعيتو مف كونو تـ بطريؽ الغش أو ضد إرادة
المسؤوؿ عمى النظاـ وبعبارة أخرى بدوف تصريح منو ،2ويتحقؽ أيضا فعؿ الدخوؿ المعاقب
عميو في الحالة التي يتجاوز فييا التصريح بالدخوؿ إما المجاؿ المحدد لو أو الغرض الذي منح
ألجمو.3
1ػجل اٌؾٍ٠ ُ١ؼمٛة ،اإلػالَ اٌغل٠ل ٚاٌغوّ٠خ االٌىزو١ٔٚخ ،كاه اٌؼبٌّ١خِ ،ظو ، 2014 ،ؽ،01ص.218.
ِ 2ؾّل فٍ١فخ ،اٌؾّب٠خ اٌغٕبئ١خ ٌّؼط١بد اٌؾبٍت ا ٌٟ٢ف ٟاٌمبٔ ْٛاٌغيائو ٞاٌّمبهْ ،كاه اٌغبِؼخ اٌغل٠لح ،اإلٍىٕله٠خ،
ِظو، 2008،ص.141 .
3ػجل اٌفزبػ ث ِٟٛ١ؽغبىِ ،ٞىبفؾخ عوائُ اٌىّجٛ١رو ٚاالٔزؤذ ف ٟاٌمبٔ ْٛاٌؼوث ٟإٌّٛمع ،ٟكاه إٌٙؼخ اٌؼوث١خ ،اٌمب٘وح،
ِظو ،2009،ص.356.
60
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
أما البقاء فيو "التواجد داخؿ النظاـ ضد إرادة صاحب النظاـ أو مف لو السيطرة
1
فإف البقاء يبدأ مف المحظة التي كاف يجب عمى الشخص فييا أف يغير وضعوعميو ،وعميو ّ
بالخروج مف النظاـ ،وتحديد المدة المسموح بيا لمخروج مف المسائؿ الموضوعية المتروكة
لمسمطة التقديرية لقاضي الموضوع.2
والى جانب السموؾ اإلجرامي قد يتطمب قياـ الركف المادي تحقؽ نتيجة إجرامية كما ىو
الحاؿ في جرائـ ال ضرر ،أو ال يستمزـ قيامو تحقؽ ىذه النتيجة كما ىو الشأف في جرائـ
الخطر ،وجريمة الدخوؿ والبقاء غير المصرح بيما المنصوص عمييا في المادة 394مكرر
مف قانوف العقوبات جمع فييا المشرع ىذا التقسيـ إذ اعتبرىا مف جرائـ الخطر حسب الفقرة
األولى وقرر عقوبة عمى كؿ مف يدخؿ أو يبقى عف طريؽ الغش في كؿ أو جزء مف النظاـ
المعموماتي دوف أف يترتب أي ضرر ،أما الفقرتاف الثانية والثالثة مف ذات المادة فشددت العقوبة
إذا ما ترتب عمى ىذا الدخوؿ أو البقاء عف طريؽ الغش إما إحداث أو تغيير لبيانات النظاـ أو
تخريب نظاـ اشتغاؿ المنظومة.3
ب/الركن المعنوي:
فإف المشرع الجزائري اعتد بجريمة الدخوؿ والبقاء
بالرجوع إلى المادة 394مكرر فقرة ّ 1
غير المصرح بيما في صورتيا البسيطة كجريمة عمدية تقوـ عمى القصد الجنائي العاـ
واإلرادة ،ويتحقؽ ذلؾ بانصراؼ إرادة الجاني إلى الدخوؿ أو البقاء غير بعنصريو العمـ
المصرح بيما ،وأف يعمـ الجاني بماىية السموؾ اإلجرامي وتيديده لمصمحة يحمييا القانوف،
وبالتالي ال شأف لمعمـ واإلرادة بالنتيجة ألف ىذه األخيرة تخرج عف النموذج القانوني لمجريمة.4
أما عف الركف المعنوي لمجريمة في صورتيا المشددة فيتضح مف خالؿ الفقرتيف 3،2مف
المادة 394مكرر قانوف العقوبات أف النتيجة المشددة ىي نتيجة غير عمدية وىو األمر الذي
ذىب إليو جانب مف الفقو الفرنسي أف ىذه الجريمة تقع عف طريؽ الخطأ ،وال يتطمب المشرع
فييا توافر القصد الجنائي العمدي ،بحيث يعد الخطأ كافيا لقياـ الجريمة ،ومف
ٙٔ 1ال ػجل اٌمبكه اٌّ ،ِٟٕٛاٌغوائُ اٌّؼٍِٛبر١خ ،كاه اٌضمبفخ ،ػّبْ ،األهكْ،2008،ؽ،01ص.161.
ِ 2ؾّل وّبي ِؾّٛك اٌلٍٛل ،ٟاٌؾّب٠خ اٌغٕبئ١خ ٌَو٠خ اٌّؼٍِٛبد االٌىزو١ٔٚخ -كهاٍخ ِمبهٔخ -كاه اٌفىو ٚاٌمبٔ،2015،ْٛ
اٌطجؼخ األ ،ٌٝٚص.72.
ٕ٠ ٌُ 3ض اٌّشوع اٌغيائو ٞػٍ ٝعوّ٠خ االػزلاء اٌمظل ٞػٍٍ ٝالِخ إٌظبَ اٌّؼٍِٛبر ،ٟثً اوزف ٝثبٌٕض ػٍ ٝاالػزلاء
وظوف ِشلك ،ػٍ ٝفالف اٌّشوع اٌفؤَ ٟاٌن ٞاػزجو٘ب عوّ٠خ لبئّخ ثنارٙب ؽَت أؽىبَ اٌّبكح ِٓ5-757لبْٔٛ
اٌؼمٛثبد اٌفؤَ ،ٟأظو ِؾّل فٍ١فخِ ،وعغ ٍبثك ،ص ص.164، 163 .
4أ ّٓ٠ػجل هللا فىو ،ٞعوائُ ٔظُ اٌّؼٍِٛبد (كهاٍخ ِمبهٔخ)،كاه اٌغبِؼخ اٌغل٠لح ،اإلٍىٕله٠خِ ،ظو،2007،ص.244.
61
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
ىنا فيي مف جرائـ اإلىماؿ ،وبالتالي فبمجرد ارتكاب الفعؿ المادي يعد كافيا لقياـ الجريمة إال
إذا استطاع الجاني إثبات وجود قوة قاىرة أدت إلى حدوثيا.1
/2جريمة إتالف التوقيع االلكتروني :
نص المشرع الجزائري عمى ىذا النوع مف الجرائـ في المادة 394مكرر1عمى النحو
التالي "يعاقب بالحبس مف ستة ( )6أشير إلى ثالث( )3سنوات وبغرامة مالية مف 500.000
دج إلى 4.000.000دج كؿ مف أدخؿ بطريؽ الغش معطيات في نظاـ المعالجة اآللية أو
أزاؿ أو عدؿ بطريؽ الغش المعطيات التي يتضمنيا".
يتضح مف خالؿ نص المادة أنو لقياـ جريمة إتالؼ التوقيع االلكتروني البد مف توافر
ركنييف ىما الركف المادي والركف المعنوي عمى النحو التالي:
أ /الركن المادي:
يتخذ السموؾ اإلجرامي الذي يرتكبو الجاني في جريمة إتالؼ التوقيع االلكتروني صورة
اإلدخاؿ أو التعديؿ أو المحو ،وينصب ىذا السموؾ عمى محؿ معيف ىو التوقيع االلكتروني
ويستيدؼ تحقيؽ نتيجة معينة تتمثؿ أساسا في تغيير الحالة التي كانت عمييا بيانات أو
معمومات التوقيع االلكتروني.
فإف المقصود باإلدخاؿ ىو "تغذية النظاـ بالمعمومات المراد معالجتيا أو بتعميمات
وعميو؛ ّ
الزمة لعممية المعالجة.2
أو ىو "إضافة معطيات جديدة عمى الدعامة الخاصة بيا سواء كانت خالية أـ كاف يوجد
عمييا معطيات مف قبؿ".
أما التعديؿ فيعني "تغيير البيانات أو المعمومات الموجودة داخؿ النظاـ واستبداليا بمعمومات
أخرى".
في حيف أف فعؿ اإلزالة عرؼ عمى أنو "إزالة جزء مف المعطيات المسجمة عمى دعامة
والموجودة داخؿ النظاـ أو تحطيـ تمؾ الدعامة أو نقؿ وتخزيف جزء مف المعطيات إلى المنطقة
الخاصة بالذاكرة ."3
62
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
ب /الركن المعنوي :
يتبيف مف دراسة نص المادة 394مكرر 1مف قانوف العقوبات أف جنحة إتالؼ التوقيع
االلكتروني مف الجرائـ العمدية التي يتطمب قياميا توافر الركف المعنوي الذي يتخذ صورة القصد
الجنائي العاـ بعنصريو العمـ واإلرادة.
وترتيبا عمى ذلؾ فيجب أف يعمـ الجاني أنو يقوـ بإتالؼ توقيع الكتروني عف طريؽ اإلدخاؿ
أو المحو أو التعديؿ في بياناتو ،باإلضافة إلى اتجاه إرادتو إلى ارتكاب الفعؿ المادي المكوف
لمجريمة وتحقيؽ النتيجة اإلجرامية المترتبة عمى ذلؾ النشاط وىي إلحاؽ الضرر بصاحب
التوقيع وجعؿ توقيعو االلكتروني غير صالح لالستعماؿ أو معيبا يفقده وظيفتو وييز ثقة
المتعامميف مع صاحب التوقيع في شخصو.
أما القصد الخاص فإف المشرع الجزائري في المادة المذكورة أعاله لـ يستخدـ أي عبارات
ّ
ألف القصد
فإف توافر القصد العاـ كاؼ لقياـ ىذه الجريمةّ ،
تدؿ عمى ضرورة توافره ،ومف ثـ ّ
الخاص ىو انصراؼ العمـ واإلرادة إلى وقائع ال تدخؿ ضمف عناصر الجريمة وأركانيا ،ولفظ
الغش الذي استخدمو المشرع يدؿ عمى أف الجريمة عمدية وال يدؿ عمى القصد الخاص.1
/3جريمة تزوير التوقيع االلكتروني:
بأنو((:تغيير لمحقيقة بقصد الغش بمحرر بإحدى الطرؽ المبينة في القانوف
يعرؼ التزوير ّ
تغيي ار مف شأنو أف يسبب ضر ار لمغير)).2
ولجريمة التزوير ركناف ،ركف مادي يقوـ بتغيير الحقيقة في محرر بإحدى الطرؽ الواردة في
القانوف تغيي ار مف شأنو أف يسبب ضر ار لمغير ،وركف معنوي يتمثؿ في انصراؼ نية الجاني إلى
ذلؾ التغيير والى استعماؿ فيما غير الحقيقة مف أجمو.
والجدير بالذكر أف المشرع الجزائري لـ ينص عمى جريمة التزوير المعموماتي بصراحة كما
فإنو لـ يتناوؿ جريمة
ثـ ّفعؿ المشرع الفرنسي في المادة 441قانوف عقوبات فرنسي ،ومف ّ
التزوير الواقعة عمى التوقيع االلكتروني ،وىو ما أثار الجدؿ بيف مؤيد إلمكانية تطبيؽ
النصوص التقميدية وبيف معارض لذلؾ ،وكؿ اتجاه لو أسانيده ومبرراتو.
1
ه٠بع فزؼ هللا ثظٍخ،ؽلٚك اإلصجبد اٌؼٍّ ٟف ٟلؼب٠ب اٌزي١٠ف ٚاٌزي٠ٚوِٕ ،شأح اٌّؼبهف،اإلٍىٕله٠خِ ،ظو،2010،اٌطجؼخ
اٌضبٌضخ ،ص.12.
2
أيمف عبد اهلل ،مرجع سابؽ ،ص.366.
63
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
أف الطرؽ التي حددىا القانوف والتي يتـ بيا التزوير ال تتالءـ وال
فيرى االتجاه المعارض ّ
1
فإف
تتناسب إالّ مع المحرر في صورتو المادية وىو في الغالب مف الورؽ المكتوب ،وعميو ّ
صور التوقيع التي حددىا المشرع وربط مفيومو بوجوب اعتماده عمى حركة اليد ،وتتمثؿ ىذه
الصورة في اإلمضاء ،بصمة األصبع أو الختـ ،وىذا الشكؿ ينتفي في التوقيع االلكتروني الذي
يتكوف مف رقـ أو شفرة ال عالقة ليا باسـ الشخص أو لقبو أو مالمح بصمتو.
أف مصطمح المحررات الذي أما االتجاه المؤيد إلمكانية تطبيؽ النصوص التقميدية فيرى ّ
استخدمو المشرع ىو مفيوـ واسع يمكف أف تندرج ضمنو المحررات التقميدية والمعموماتية،
أف التوقيع االلكتروني يؤدي نفس وظائؼ التوقيع التقميدي حسب ما أقره المشرع في
إضافة إلى ّ
المادة 327قانوف مدني جزائري ،وعميو يستوجب توفير نفس الحماية التحاد في الوظيفة
واليدؼ.
أف الصعوبات التي تعرض تطبؽ النصوص التقميدية عمى تزوير التوقيع االلكتروني
إالّ ّ
أف جريمة التزوير جعؿ ضرورة وجود نصوص خاصة تتالءـ وطبيعتو التقنية ،خاصة و ّ
المعموماتي لمتوقيع االلكتروني تتحقؽ عندما ينقؿ توقيع ذلؾ الشخص عمى األوراؽ الخاصة
المسحوبة عمى الحاسب اآللي دوف عمـ منو أو رضاه ودوف ترؾ أي أثر يدؿ عمى وقوعو،
فنجد بالتعامالت البنكية يحتفظ بالتوقيع عمى الحاسب اآللي لممطابقة ،مما يسيؿ سحبو عمى
أوراؽ متعددة ،كذلؾ أصبح باإلمكاف التعاقد عف بعد ونقؿ التوقيع بيف الدوؿ الكترونيا.2
فإف تصديؽ الجزائر عمى االتفاقية العربية لمكافحة جرائـ تقنية المعمومات بموجب
وبالفعؿ ّ
المرسوـ الرئاسي رقـ 252/14المؤرخ 08سبتمبر 2014والتي تنص في مادتيا العاشرة عمى
أنو "استخداـ وسائؿ تقنية المعمومات مف أجؿ تغيير الحقيقة في البيانات تغيي ار مف شأنو إحداث
ضرر ،وبنية استعماليا كبيانات صحيحة" يكوف قد قضى عمى ىذا الجدؿ وأقر بالتزوير الذي
يقع بواسطة التقنية الحديثة عمى التوقيع االلكتروني وتطبؽ العقوبات المقررة في القواعد العامة.
1أٍبِخ أؽّل إٌّبػَخ ،عالي ِؾّل اٌيػج ،ٟطب ً٠فبػً اٌٛٙاٚشخ ،عوائُ اٌؾبٍت اٚ ٌٟ٢االٔزؤذ ،كاه ٚائً ٌٍٕشو،
ػّبْ،2001،ؽ ،01ص.206 .
2أظو اٌّٛاك 15ئٌ 30 ٝاٌمبٔ 04/15 ْٛاٌّزؼّٓ اٌزٛل١غ ٚاٌزظل٠ك االٌىزو.ٓ١١ٔٚ
64
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
ثانيا :صور الحماية الجزائية المقررة في القانون : 04/15
إف االنتشار الواسع والسريع الستخداـ التكنولوجيا والتقنية الحديثة جعؿ المشرع يتدخؿ مرة
أخرى ألجؿ بسط الحماية خاصة في المعامالت التجارية ألجؿ الحث عمى اإلقباؿ عمى إبراـ
العقود االلكترونية التي أصبحت قابمة لمتوقيع والتشفير والمصادقة االلكترونية مف قبؿ أجيزة
حددت صالحيتيا وشروط اعتمادىا بدقة.1
وبالرجوع إلى القانوف 04/15في الفصؿ الثاني مف الباب الرابع نجد أف المشرع أقر
حماية مف خالؿ تعداد مختمؼ الجرائـ المتعمقة بالتوقيع والتصديؽ االلكترونييف ،وطالما أف
أف قراءتنا ليذه النصوص والجرائـ المتضمنة ليا
المشرع لـ يعتمد أي تصنيؼ ليذه الجرائـ إال ّ
نميز بيف تمؾ التي تمحؽ مؤدي خدمات المصادقة ،وبيف تمؾ التي تجرـ بعض الممارسات
المرتبطة بطالبي الخدمة ،كما أف االطالع عمى تمؾ النصوص القانونية نجد وأف الجرائـ التي
نظميا المشرع تتفؽ في أنيا جرائـ عمدية يتطمب قياميا توافر الركف المعنوي الذي يقوـ عمى
القصد الجنائي العاـ بعنصريو العمـ واإلرادة وال تحتاج إلى القصد الخاص.2
ويتمثؿ العمـ الواجب توافره في القصد الجنائي العاـ في إحاطة الجاني بكؿ واقعة ذات
أىمية قانونية في تكويف الجريمة ،أي كؿ واقعة يتطمبيا القانوف لبناء أركاف الجريمة واستكماؿ
عناصرىا ،واضافة إلى ذلؾ البد أف يشمؿ العمـ أيضا التكييؼ الذي تتصؼ بو بعض ىذه
الوقائع مف الناحية القانونية ،أو بعبارة أخرى يتعيف عمى الجاني العمـ بموضوع الحؽ المعتدى
عميو.
أما اإلرادة التي يتطمبيا القصد العاـ فيي "حالة ذىنية أو نفسية يكوف عمييا الجاني
ساعة إقدامو عمى ارتكاب الجريمة ،ويمكف تصور ىذه الحالة بعزـ الجاني عمى ارتكاب
الجريمة واتخاذ قرار تنفيذىا ،ثـ إصدار األمر ألعضاء جسمو لمقياـ باألفعاؿ المكونة ليا،
وقيادة ىذه األعضاء إلى تحقيؽ النتيجة المطموبة .وارادة الجاني في القصد الجرمي عمى ىذا
النحو يجب أف تتجو إلى ارتكاب الفعؿ ،ولكف في الجرائـ ذات النتيجة ال يتكوف القصد الجرمي
3
أف المالحظ عمى الجرائـ التي قررىا
إال إذا اتجيت اإلرادة أيضا إلى إحداث النتيجة ،إالّ ّ
1أٔظو اٌّبكح ِٓ 11/2اٌمبٔ 04/15 ْٛاٌّزؼّٓ اٌزٛل١غ ٚاٌزظل٠ك االٌىزو.ٓ١١ٔٚ
2ػي٠يح ٌولؾِ ،وعغ ٍبثك ،ص.118.
3ئٙ٠بة فٛى ٞاٌَمب ،عوّ٠خ اٌزي٠ٚو ف ٟاٌّؾوهاد االٌىزو١ٔٚخ ،كاه اٌغبِؼخ اٌغل٠لح ،اإلٍىٕله٠خِ ،ظو، 2008،ص.32.
65
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
المشرع بموجب القانوف 04/15ىي جرائـ خطر وليست جرائـ ضرر وبالتالي يكفي لقياميا
توفر السموؾ اإلجرامي دوف حاجة إلى تحقؽ أو عدـ تحقؽ نتيجة معينة.
فإف دراسة ىذه الجرائـ سوؼ يقتصر عمى الركف المادي فقط مع تبياف
وترتيبا عمى ما تقدـ ّ
النص القانوني المنظـ ليا عمى النحو التالي:
/1صور الحماية الجزائية في مواجية مؤدي خدمات المصادقة االلكترونية :
عمؿ المشرع الجزائري عمى تعداد الجرائـ المرتبطة بمؤدي خدمات التصديؽ االلكتروني مف
خالؿ عدة مواد يمكف إيجازىا في الجرائـ التالية:
أ /جنحة اإلخالل بإخبار السمطة االقتصادية عن التوقف :
نصت عمى ىذه الجريمة المادة 67مف القانوف 04/15عمى أنو "يعاقب بالحبس مف
شيريف إلى سنة واحدة ( )1وبغرامة مف مائتي ألؼ دينار 200.000دج إلى مميوف دينار
1.000.000دج أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف فقط ،كؿ مؤدي خدمات التصديؽ االلكتروني
أخؿ بالتزاـ إعالـ السمطة االقتصادية بالتوقؼ عف نشاطو في اآلجاؿ المحددة في المادتيف
تعد ىذه الجريمة مف جرائـ السموؾ(الخطر) يقوـ ركنيا المادي
58،59مف ىذا القانوف "وعميو ّ
بمجرد اتخاذ مؤدي الخدمات موقؼ سمبي يتمثؿ في عدـ إعالـ السمطة االقتصادية بالتوقؼ
عف نشاطو المحدد حسب أحكاـ المادة 41مف ذات القانوف ،ومف ثـ فإف السموؾ اإلجرامي
المكوف لمركف المادي يتحقؽ بامتناع الجية المختصة المرخص ليا إصدار شيادات التصديؽ
االلكتروني عف االستمرار في إصدار الشيادات دوف إعالـ السمطة الوصية بذلؾ سواء في
الحاالت العادية أو الحاالت االستثنائية المنصوص عمييا في المادتيف 59،58مف ذات
أف المشرع مف خالؿ المادة 67المذكورة أعاله نص عمى ضرورة القياـ بذلؾ القانوف ،إالّ ّ
خالؿ آجاؿ محددة إالّ ّأنو لـ يحدد ذلؾ (مما يترؾ المجاؿ مفتوحا) ويسأؿ عف ىذه الجريمة
صاحب الترخيص أي مف تـ منحو الترخيص بإصدار شيادات التصديؽ دوف سائر العامميف
لديو في الشركة أو الجية.1
66
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
ب /جنحة إفشاء بيانات شيادة التصديق االلكتروني:
تناوؿ المشرع الجزائري ىذه الجريمة في المادة 70مف القانوف 04/15التي تنص عمى
أنو "يعاقب بالحبس مف ثالثة أشير إلى سنتيف وبغرامة مف مائتيف ألؼ دينار إلى مميوف دينار
أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف فقط كؿ مؤدي خدمات التصديؽ االلكتروني أخؿ بأحكاـ المادة 42
أف النموذج القانوني لمجريمة باإلضافة إلى
مف ىذا القانوف" .يتضح مف نص ىذه المادة ّ
الركنيف المادي والمعنوي الشكمية التي يكفي لقياميا السموؾ اإلجرامي دوف الحاجة إلى تحقيؽ
النتيجة.
-1صفة الجاني:
حتى تقوـ ىذه الجريمة يجب أف تتوافر لدى القائـ بيا صفة العمؿ لدى الجية المختصة
بإصدار شيادات التصديؽ االلكتروني وفي المقابؿ ال تقوـ ىذه الجريمة ممف ال يعمؿ في
الييئة أو الجية المرخص ليا بإصدار شيادات التصديؽ عمى التوقيعات االلكترونية وعمة
أف الجاني في ىذه الجريمة قد أؤتمف عمى المعمومات أو البيانات بسبب
التجريـ تكمف في ّ
وظيفتو أو عممو ،أي أف عممو ىو السبب المباشر التصاؿ الجاني بالمعمومات فمناط العقاب
ىو اإلخالؿ بالتزاـ ناشئ عف المينة وما يترتب عمييا مف واجبات التي تضمنت السير الحسف
لممينة.1
الركن المادي :
إف ىذا النوع مف الجرائـ ىي مف جرائـ الخطر وبالتالي يكفي لقياـ ركنيا
سبؽ القوؿ ّ
المادي توافر السموؾ اإلجرامي وال حاجة لتحقيؽ النتيجة ويتمثؿ السموؾ اإلجرامي في قياـ
الجاني بإفشاء أو إعالـ الغير بالمعمومات أو البيانات الخاصة بالتوقيع االلكتروني لمموقع
ويتحقؽ ىذا النشاط اإلجرامي إما بصورة ايجابية حيف يتعمد الجاني إطالع الغير عمى ىذه
المعمومات أو البيانات أو بصورة سمبية حيف يسمح الجاني لمغير باالطالع عمى بيانات الموقع
دوف مبرر وسند قانوني كما تتحقؽ ىذه الصورة (الصورة السمبية) في حالة عدـ تأميف بيانات
التوقيع االلكتروني كما نصت عميو الفقرة 4مف المادة 07مف قانوف 04/15التي اشترطت
أف يكوف التوقيع االلكتروني مصمما بواسطة آلية مؤمنة خاصة بإنشاء التوقيع االلكتروني.
1ػي٠يح ٌولؾِ ،وعغ ٍبثك،ص.120.
67
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
أف ىذه الجريمة تتشابو مع الجريمة التي نص عمييا المشرع الجزائري في المادة
والمالحظ ّ
72مف قانوف 04/15التي جاءت عمى النحو التالي "يعاقب بالحبس مف ثالث أشير( )3إلى
سنتيف ( )2وبغرامة مف عشريف ألؼ ( )20.000دج إلى مائتيف ألؼ ()200.000دج أو
بإحدى ىاتيف العقوبتيف فقط كؿ شخص مكمؼ بالتدقيؽ يقوـ بكشؼ معمومات سرية اطمع عمييا
أثناء قيامو بالتدقيؽ".
ويقصد بالتدقيؽ حسب المادة الثانية مف الفصؿ الثاني التي تناولت التعاريؼ أنو "التحقؽ
أف ىذا القانوف حدد السمطات التي يمكنيا إجراء ىذا
مف مدى المطابقة وفقا لمرجعية ما "،كما ّ
التدقيؽ والمتمثمة في السمطة الوطنية حسب الفقرة الخامسة مف المادة 18ويكوف ذلؾ عمى
مستوى السمطتيف الحكومية واالقتصادية ،كما خوؿ ىذه الصالحية أيضا لمسمطة الحكومية مف
خالؿ المادة 28فقرة 06ويكوف ذلؾ عمى مستوى الطرؼ الثالث الموثوؽ ،أما السمطة
االقتصادية فيي األخرى خوؿ ليا القانوف صالحية القياـ بالتدقيؽ مف خالؿ مكاتب معتمدة
وذلؾ وفقا لمفقرة الثامنة مف المادة 30مف ذات القانوف.1
أف ىذه الجريمة ال تقوـ إال بتوافر ركنييا المادي والمعنوي وكذا
وعميو؛ يترتب عمى ما تقدـ ّ
صفة الجاني عمى النحو الذي سبؽ بيانو في الجريمة السابقة.
ج-جنحة جمع البيانات الشخصية لمموقع واستخداميا في غير الغرض المخصص ليا :
نصت المادة "71يعاقب بالحبس مف ستة ( )06أشير إلى ثالث ()03سنوات وبغرامة مف
مائتي ألؼ دينار (200.000دج) إلى مميوف دينار(1.000.000دج) أو بإحدى ىاتيف
العقوبتيف فقط ،كؿ مؤدي خدمات التصديؽ االلكتروني أخؿ بأحكاـ المادة 43مف ىذا
القانوف".
أف المشرع الجزائري اشترط لقياـ ىذه الجريمة توافر صفة معينة في
يتبف مف خالؿ نص المادة و ّ
الجاني باإلضافة إلى الركنييف المادي والمعنوي وفقا لما يمي:
/1صفة الجاني:
يتطمب لقياـ ىذه الجنحة أف تقع مف مؤدي خدمات التصديؽ االلكتروني أو أحد العامميف
بو ،ويجب أف يستخدـ ىذه البيانات التي قاـ بجمعيا دوف رضا الموقع في غير الغرض
المخصص ليا ،وبالتالي ال قياـ ليذه الجريمة في الحالة التي يكوف جمع ىذه البيانات
1ػي٠يح ٌولؾ ِ ،وعغ ٍبثك ،ص.121.
68
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
الشخصية بموافقة صريحة مف الموقع ،وكذلؾ استخداميا في الغرض الذي خصص ليا ،ومف
خالؿ ما تقدـ يتعيف توافر شرطيف ،الشرط األوؿ يتمثؿ في كوف الجاني أحد العامميف في الجية
المختصة بإصدار شيادات التصديؽ االلكتروني .أما الشرط الثاني فيتمثؿ في القياـ بفعؿ
جمع البيانات الشخصية دوف الموافقة الصريحة مف الموقع أو استخداـ ىذه البيانات في غير
الغرض المخصص ليا.1
الركن المادي:
يتحقؽ الركف المادي بإتياف الجاني فعؿ ايجابي يتمثؿ في استخداـ البيانات المتعمقة
بالتوقيع االلكتروني وذلؾ في غير الغرض المخصص ليا أو جمع البيانات الشخصية لمموقع
أو المعنى دوف الحصوؿ عمى الموافقة الصريحة منو.
فإف ىذه الجريمة ال تقع بفعؿ سمبي كما أنيا ال تحتاج إلى تحقيؽ نتيجة فيكفي لقياـ
وبالتالي ّ
ركنيا المادي قياـ السموؾ اإلجرامي فقط.2
ىـ-جنحة إصدار شيادة التصديق االلكتروني دون ترخيص أو بسحبو :
تنص المادة 72عمى أنو "يعاقب بالحبس مف سنة واحدة ( )01إلى ثالث سنوات()03
وبغرامة مف مائتيف ألؼ دينار( 200.000دج) إلى مميوني دينار 2.000.000دج أو بإحدى
ىاتيف العقوبتيف فقط كؿ ما يؤدي خدمات التصديؽ االلكتروني لمجميور دوف ترخيص أو كؿ
مؤدي خدمات التصديؽ االلكتروني يستأنؼ أو يواصؿ نشاطو بالرغـ مف سحب ترخيصو.
تصادر التجييزات التي استعممت الرتكاب الجريمة طبقا لمتشريع المعموـ بو".
يتضح مف خالؿ نص المادة أف المشرع جرـ قياـ أية جية غير مرخص ليا مف السمطات
المختصة (السمطة اإلقتصادية) حسب أحكاـ المادة 33مف ذات القانوف إصدار الشيادات
التصديؽ االلكتروني المعرفة بموجب الفقرة السابعة مف المادة 2مف ذات القانوف عمى أنيا
"وثيقة في شكؿ الكتروني تثبت الصمة بيف بيانات التحقؽ مف التوقيع االلكتروني والموقع"
كما أف ذات المادة جرمت استمرار الجية المختصة بمنح شيادات التصديؽ االلكتروني بالرغـ
مف سحب ىذا الترخيص وبالتالي لقياـ ىذه الجريمة ال بد مف توافر كؿ مف الركف المادي
والمعنوي.
1ػي٠يح ٌولؾ ِ ،وعغ ٍبثك،ص.122.
2اٌظفؾخ ٔفَٙب.
69
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
وترتيبا عمى ذلؾ فإف جريمة إصدار شيادة التصديؽ االلكتروني مف جية ال تممؾ رخصة
بذلؾ أو تـ سحب الرخصة منيا مف الجرائـ الشكمية التي يتطمب قياميا توافر السموؾ اإلجرامي
فقط والذي يتمثؿ في قياـ جية قبؿ الحصوؿ عمى الترخيص وفؽ اإلجراءات والشروط التي
حددىا القانوف 04/15خاصة المواد 33وما يمييا منو في إصدار شيادات التصديؽ
االلكتروني أو االستمرار في منح شيادات التصديؽ بالرغـ مف سحب الرخصة المخولة لمؤدي
خدمات التصديؽ االلكتروني في الحاالت التي حددىا ذات القانوف.1
/2صور الحماية الجزائية المرتبطة بطمب الخدمة:
تختمؼ ىذه الجرائـ باختالؼ األفعاؿ المرتكبة وكذا بتبايف مرتكبييا ،فيناؾ انتياكات
يرتكبيا طالبو الخدمة ،وأخرى ترتبط باستعماؿ شيادات التصديؽ االلكتروني المسممة.2
التصديق: شيادات عمى لمحصول كاذبة بإق اررات اإلدالء جنحة أ/
نص عمييا المشرع الجزائري في المادة 66عمى أنو "يعاقب بالحبس مف ثالث ()03أشير
إلى ثالث ( )03سنوات وبغرامة مف عشريف ألؼ دينار(20.000دج) إلى مائتي ألؼ دينار
(200.000دج) أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف فقط ،كؿ ما أدلى بإق اررات كاذبة لمحصوؿ عمى
شيادة تصديؽ الكتروني موصوفة".
ألف اليدؼ
وعميو لقياـ ىذه الجريمة أيضا ال بد مف توافر الركنيف المادي والركف المعنوي ّ
مف ىذا التجريـ ىو حماية األطراؼ المتعاقدة مف الحصوؿ عمى معمومات خاطئة مما ييز
الثقة المفترضة في التعامالت التجارية.
ويتحقؽ السموؾ اإلجرامي في ىذه الجريمة قياـ الجاني بتقديـ إق اررات كاذبة سواء لمؤدى
الخدمات أو لمطرؼ الثالث الموثوؽ 3باعتباره المسؤوؿ عف منح شيادة التصديؽ.
وتعد الجريمة كغيرىا مف الجرائـ األخرى مف جرائـ السموؾ المجرد وليست مف جرائـ
ّ
الضرر ،وبالتالي ال يشترط المشرع لقياـ الركف المادي حموؿ ضرر معيف ،أو تحقؽ نتيجة
معينة ،وانما يكفي لقياميا تحقؽ النشاط أو السموؾ اإلجرامي وىو تقديـ معمومات خاطئة أو
كاذبة.4
70
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
ب-جنحة حيازة أو إفشاء أو استعمال بيانات توقيع موصوفة خاصة بالغير:
ينص المشرع في المادة 68عمى أنو "يعاقب بالحبس مف ثالثة()3أشير إلى ثالث()3
سنوات وبغرامة مف مميوف دينار(1.000.000دج) إلى خمسة مالييف دينار(5.000.000دج)
أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف فقط كؿ مف يقوـ بحيازة أو إفشاء أو استعماؿ بيانات إنشاء توقيع
الكتروني موصوؼ خاصة بالغير".
يشتمؿ نص ىذه المادة عمى عدة أفعاؿ ىي الحيازة واإلفشاء واستعماؿ بيانات إنشاء
يعد أحد ىذه األفعاؿ كاؼ لقياـ الجريمة وتوقيع العقوبة
توقيع الكتروني خاصة بالغير ،وبالتالي ّ
المقررة متى توافرت األركاف األخرى وتعتبر ىذه الجريمة أيضا مف جرائـ السموؾ أو الجرائـ
الشكمية التي يعد فييا النشاط اإلجرامي كاؼ لقياـ وال ضرورة كحدوث ضر ار أو نتيجة عنيا.
فإف السموؾ اإلجرامي ليذه الجريمة يتمثؿ في قياـ الجاني إما بحيازة بيانات توقيع
وعميو؛ ّ
الكتروني خاصة بالغير ،وتكفي في ىذه الحالة الحيازة المادية وال يشترط الحيازة القانونية
وتتحقؽ الجريمة أيضا في الحالة التي يقوـ بيا الجاني بإفشاء بيانات إنشاء التوقيع االلكتروني
والعمة في التجريـ أنو مف وضعت لديو ىذه البيانات تكوف قد أؤتمف عمييا لما تتمتع بيا أو
االستعماؿ.1
ج-جنحة استعمال شيادة التطبيق اإللكتروني الموصوفة لغير الغرض الذي منحت ألجمو:
إذا كاف المشرع الجزائري قد نص في المادة 71عمى استعماؿ بيانات شيادة التصديؽ
اإللكتروني ألغراض أخرى غير التي خصصت ليا فإف المادة 74مف ذات القانوف نصت عمى
أنو "يعاقب بغرامة مف ألفي(2.000دج)دينار إلى مائتي ألؼ دينار(200.000دج) كؿ شخص
يستعمؿ شيادتو لمتصديؽ اإللكتروني الموصوفة لغير األغراض التي منحت مف أجميا".
يتضح جميا أف ىذه الجريمة مف الجرائـ الشكمية التي يكفي لقياميا توفر النشاط اإلجرامي
المتمثؿ في قياـ الموقع الذي منحت لو شيادة تصديؽ عمى توقيعو اإللكتروني في استعماؿ ىذه
الشيادة في غير الغرض الذي منحت ألجمو ،وأقتصر المشرع في ىذه الحالة عمى عقوبة
الغرامة دوف الحبس.2
وعمى ضوء ما تقدـ يتضح أف المشرع ومف خالؿ النصوص القانونية المنوه عنيا أعاله
حافظ عمى السمطة التقديرية لقاضي الموضوع فيما يتعمؽ بالعقوبة المقررة وأعطى لو الخيار
1ػي٠يح ٌولؾِ ،وعغ ٍبثك ،ص.124.
2اٌّوعغ ٔفَٗ،ص.125.
71
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
بيف عقوبة الحبس وعقوبة الغرامة وىو ما يستخمص مف عبارة أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف ،كما
أف المشرع نص عمى العقوبة المقررة لمشخص المعنوي طبقا لممادة 75مف القانوف رقـ 04/15
وحددىا بالغرامة التي تساوي خمس مرات الحد األقصى لمغرامة المقررة لمشخص الطبيعي إالّ
أف ىذا ال يمنع مف توقيع العقوبات التكميمية المقررة وفقا لمقواعد العامة.1
الفرع الثاني
صور الحماية الجنائية لمتوقيع اإللكتروني في التشريع المصري
نص المشرع المصري عمى جرائـ التوقيع اإللكتروني في المادتيف 23،21مف قانوف رقـ
15لسنة 2004المتعمؽ بتنظيـ التوقيع اإللكتروني.2
أوال/الجرائم المنصوص عمييا في المادة 21من قانون التوقيع االلكتروني:
نصت المادة 21مف قانوف التوقيع اإللكتروني المصري عمى ":أف بيانات التوقيع اإللكتروني
والوسائط االلكترونية والمعمومات التي تقدـ إلى الجية المرخص ليا بإصدار شيادات التصديؽ
اإللكتروني سرية ،وال يجوز لمف قدمت إليو أو بحكـ عممو إفشاؤىا لمغير أو استخداميا في غير
الغرض الذي قدمت مف أجمو."3
ويتضح مف المادة 21مف قانوف التوقيع االلكتروني ،أف المشرع المصري يجرـ إفشاء
بيانات التوقيع االلكتروني ،وجريمة استخداـ ىذه البيانات في غير الغرض المخصص ليا،عمى
التفصيؿ اآلتي:
/1جريمة إفشاء بيانات التوقيع االلكتروني:
يتضح مف خالؿ المادة 21مف قانوف التوقيع اإللكتروني المصري ،أنو يتطمب لقياـ ىذه
الجريمة ،توافر ركنيف مادي يتمثؿ في إفشاء لمغير بيانات التوقيع اإللكتروني والوسائط
االلكترونية والمعمومات مف قبؿ الجية المرخص ليا بإصدار شيادات التصديؽ اإللكتروني
لمغير أو استخداميا في غير الغرض الذي قدمت مف أجمو.4
1ػي٠يح ٌولؾِ ،وعغ ٍبثك،ص.125.
2طـبٌؼ شٕ ،ٓ١اٌؾّب٠خ اٌغٕبئ١خ ٌٍزغبهح االٌىزو١ٔٚخ)كهاٍخ ِمبهٔخ ( ،هٍبٌخ ٌٕ ً١شٙبكح اٌلوزٛهاٖ ف ٟاٌمبٔ ْٛاٌقبص ،عبِؼخ
أثٛثىو ثٍمب ٠ل رٍَّبْ وٍ١خ اٌؾـمٛق، 2013/2012 ،ص.169.
3اٌظفؾخ ٔفَٙب.
4اٌّوعغ ٔفَٗ ،ص.170.
72
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
كما يتطمب فييا إلى جانب الركف المادي ركف معنوي يتخذ صورة القصد الجنائي العاـ دوف
القصد الجنائي الخاص ،عمى التفصيؿ اآلتي:
*الركن المادي:
يتمثؿ الركف المادي في ىذه الجريمة في إفشاء بيانات التوقيع اإللكتروني ،أي نشرىا
واطالع الغير عمييا ،السرية بعد أف كاف العمـ بيا قاص ار عمى الذيف ائتمنوا عمييا بحكـ
وظيفتيـ.1
ويتحقؽ الركف المادي لمجريمة بمجرد انتياؾ سرية البيانات وخصوصيتيا حتى ولو لـ
يترتب عمى الفعؿ أي نتيجة ،فالجريمة سموكية يكتفي فييا المشرع بتحقؽ السموؾ المادي.2
*الركن المعنوي:
ىذه الجريمة العمدية يمزـ لقياميا اتجاه إرادة الجاني إلى إفشاء بيانات التوقيع اإللكتروني أو
إساءة استخداميا ،مع عممو بذلؾ وقبوؿ النتائج المترتبة عمى ىذا السموؾ اإلجرامي الذي ال
يتصور وقوعو بطريؽ الخطأ.3
/2جريمة إساءة استخدام بيانات التوقيع االلكتروني:
لقياـ ىذه الجريمة البد مف توافر ركنيف مادي و معنوي ،عمى النحو اآلتي:
*الركن المادي:
ويتحقؽ الركف المادي في ىذه الجريمة بإساءة استخداـ بيانات التوقيع اإللكتروني وذلؾ
باستخداميا في غرض آخر غير ما قدمت مف أجمو ،4ويقتصر ىنا أيضا التجريـ عمى مف
قدمت إليو أو اتصؿ بيا بحكـ عممو والذي استعمميا في الغرض الذي قدمت مف أجمو.5
٠ٚ 1الؽع أْ اٌزغوٕ٘ ُ٠ب ٠مزظو ػٍ ِٓ ٝللِذ ئٌ ٗ١أ ٚارظً ثٙب ثؾىُ ػٍّٗ ،ف ٟؽ ٓ١وبْ ِٓ اٌّفوٚع أْ ٠غوَ اٌّشوع
أزٙبن ٍو٠خ ث١بٔبد اٌزٛل١غ االٌىزو ٟٔٚثظفخ ػبِخ .أٔظو أ ّٓ٠هػب ِؾّل أؽّل ِ،وعغ ٍبثك ،ص.142.
2ال ٠شزوؽ اٌّشوع اٌّظو ٞرؾمك ٔز١غخ ِؼٕ١خ ٌزؾمك اٌووٓ اٌّبك ٞألْ اٌغوع ِٓ اٌزغو ٛ٘ ُ٠اٌؾفبظ ػٍٍ ٝو٠خ
ٚفظٛط١خ اٌج١بٔبد ٌ١ٌٚرؾمك ٔز١غخ ئعواِ١خ ِؼٕ١خ ٚ،ثبٌزبٌ ٟعوّ٠خ ٍٍٛو١خ َ١ٌٚذ ِٓ عوائُ اٌؼوه.
3طبٌؼ شِٕ ،ٓ١وعغ ٍبثك ،ص.170.
ّ١ٍٍ 4بْ أؽّل فؼًِ،وعغ ٍبثك، .ص.161.
5هاعغ اٌّبكح ِٓ21لبٔ ْٛاٌزٛل١غ االٌىزو ٟٔٚاٌّظو.ٞ
73
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
*الركن المعنوي:
ىذه الجريمة العمدية يمزـ لقياميا توافر القصد الجنائي باتجاه إرادة الجاني إلى إساءة
استخداـ بيانات التوقيع االلكتروني ،باستعماليا في غير الغرض المخصص ليا ،مع عممو بذلؾ
و قبوؿ النتائج المترتبة عمى ىذا السموؾ اإلجرامي الذي ال يتصور وقوعو بطريؽ الخطأ.1
ومتى تحقؽ الركف المادي والركف المعنوي وجب إنزاؿ العقوبة عمى الجاني دوف النظر إلى
الباعث الذي دفعو إلى إساءة استخداـ بيانات التوقيع االلكتروني.2
ثانيا/الجرائم المنصوص عمييا في المادة 23من قانون التوقيع اإللكتروني:
تنص المادة 23مف قانوف 15لسنة 2004عمى أنو " مع عدـ اإلخالؿ بأية عقوبة اشد
منصوص عمييا في قانوف العقوبات أو في قانوف آخر يعاقب بالحبس و بغرامة ال تقؿ عف 10
آالؼ جنيو و ال تجاوز مئة ألؼ جنيو ،أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف كؿ مف:
-1إصدار شيادة تصديق دون الحصول عمى ترخيص.
- 2إتالف أو تعييب توقيعا أو وسيطا أو محر ار إلكترونيا،أو تزوير شيئا من ذلك بطريق
االصطناع أو التعديل أو بأي طريق آخر.
- 3إستعمال توقيعا أو وسيطا أو محر ار إلكترونيا معيبا أو مزو ار مع عممو بذلك.
-4توصل بأية وسيمة إلى الحصول بغير حق عمى توقيع أو وسيط أو محرر إلكتروني أو
اعترضو أو تعطيمو عن أداء وظيفتو ،وفي حالة العود تزداد بمقدار مثل العقوبة
ا اخترق أو
ا
المقرر ليذه الجرائم.3
٘ 1نٖ اٌغوّ٠خ اٌؼّل٠خ ٍ٠يَ ٌم١بِٙب رٛافو اٌمظل اٌغٕبئ ٟاٌؼبَ ثؼٕظو ٗ٠اٌؼٍُ ٚاإلهاكح ٚ،ثبٌزبٌ ٟما ٚلغ اٌٍَٛن اإلعواِٟ
ٔز١غخ اٌقطأ ٚاإلّ٘بي فال ٠زؾمك اٌووٓ اٌّؼٌٍٕ .ٞٛزفظ ً١هاعغ ٍٍّ١بْ أؽّل فؼً ِ،وعغ ٍبثك ،ص.161.
2اوزف ٝاٌّشوع اٌّظو ٞثبٌمظل اٌغٕبئ ٟاٌؼبَ ك ْٚاٌقبص ف ٟعوّ٠خ ئٍبءح اٍزقلاَ ث١بٔبد اٌزٛل١غ االٌىزوٚ ٟٔٚػٍ ٗ١ال
ػجوح ثبٌجبػش ٚاٌغوع ِٓ اهرىبة ٘نٖ اٌغوّ٠خ .فّز ٝرؾمك ٚاٌووٓ اٌّؼٕ ٞٛف ٟطٛهح اٌمظل اٌغٕبئ ٟاٌؼبَ ئٌ ٝعبٔت
اٌووٓ اٌّبكٚ، ٞعت ػمبة اٌغبٔ ٟك ْٚإٌظو ئٌ ٝاٌجبػش ِٓ ئٍبءح اٍزقلاَ اٌزٛل١غ االٌىزو.ٟٔٚ
3طبٌؼ شِٕ ،ٓ١وعغ ٍبثك،ص ص.172،171.
74
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
*الركن المادي:
يتمثؿ السموؾ اإلجرامي في ىذه الجريمة ،في انتحاؿ الجاني صفة مزود خدمات التصديؽ
المرخص لو بخالؼ الحقيقة ،و يصدر شيادات تصديؽ إلكتروني دوف ترخيص بذلؾ مف
الييئة العامة لتنمية صنعة تكنولوجيا المعمومات".1
وبالتالي تقع ىذه الجريمة إذا أصدر الجاني شيادة تصديؽ الكتروني دوف الحصوؿ عمى
ترخيص مخالفة لممادة 19مف قانوف التوقيع االلكتروني.2
والسبب في تجريـ ىذا الفعؿ ىو اآلثار الخطيرة المترتبة عمى شيادة التصديؽ اإللكترونية
في حؽ الغير ،3حيث يكوف مضمونيا التسميـ بصحة بيانات التوقيع اإللكتروني ،أو بيانات
المعاممة المطموب صدور شيادة التصديؽ عنيا.4
ويمكف القوؿ أف ىذه الجريمة مف جرائـ الخطر ،أو جرائـ السموؾ المجرد حيث يتكامؿ قياـ
الركف المادي فييا بمجرد إتياف الجاني لسموؾ إصدار شيادات التصديؽ االلكتروني بدوف
ترخيص ،دوف تطمب حصوؿ ضرر بجية ما أو شخص ما.5
*الركن المعنوي:
وىذه الجريمة مف الجرائـ العمدية ،البد فييا مف توافر القصد الجنائي العاـ ،وذلؾ بأف يعمـ
الجاني بأف بقوـ بإصدار الشيادة دوف ترخيص ،وأف تتجو إرادتو إلى ىذا السموؾ.6
ومف ثمة فال يتصور وقوع ىذه الجريمة بطريؽ الخطأ بؿ يجب أف تنصرؼ اإلرادة إلى ىذا
الفعؿ،انطالقا مف المادة . 2/1
/2جريمة إتالف أوتعييب أو تزوير التوقيع اإللكتروني:
جرـ المشرع المصري ىذه األفعاؿ في المادة /23ب مف قانوف التوقيع اإللكتروني ،كاآلتي:
أ/جريمة إتالف أوتعييب التوقيع اإللكتروني:
1ػجل اٌفزبػ ث ِٟٛ١ؽغبى، ٞؽّب٠خ اٌَّزٍٙه ػجو شجىخ األٔزؤذ ،كاه اٌفىو اٌغبِؼ، ٟاإلٍىٕله٠خ ِظو ،2006 ،ص.157 .
2رٕض اٌّبكح ِٓ19لبٔ ْٛاٌزٛل١غ االٌىزو ٟٔٚػٍِ ٝغّٛػخ ِٓ االٌزياِبد رمغ ػٍ ٝػبرك ِٓ ٠وغت فِ ٟياٌٚخ ٔشبؽ
ئطلاه شٙبكاد طل٠ك اٌىزو:ٟ٘ٚ، ٟٔٚ
-ػوٚهح اٌؾظٛي ػٍ ٝروف١ض ِٓ ٘١ئخ رّٕ١خ طٕبػخ رىٌٕٛٛع١ب اٌّؼٍِٛبد لجً ِّبهٍخ إٌشبؽ اٌّنوٛه.
ٍ -لاك هٍُ اٌ١ٙئخ اٌنوٛهح ِمبثً ٘نا إٌشبؽ .
-ػلَ عٛاى اٌزٛلف ػٓ إٌشبؽ اٌّوفض ثٗ أ ٚاالٔلِبط ف ٟعٙخ أفو ٜأ ٚاٌزٕبىي ػٓ اٌزوف١ض ٌٍغ١و ٍٜٛ،ثؼل اٌؾظٛي
ِٛافمخ وزبث١خ ِٓ اٌ١ٙئخ اٌّنوٛهح.
3ػوف اٌمبٌَٕٔ15 ْٛخ 2004فِ ٟبكرٗ األ ٌٝٚشٙبكح اٌزظل٠ك االٌىزو ٟٔٚثأٔٙب " اٌشٙبكح اٌز ٟرظله ِٓ اٌغٙخ اٌّوفض
ٌٙب ثبٌزظل٠ك ٚرضجذ االهرجبؽ ث ٓ١اٌّٛلغ ٚث١بٔبد ئٔشبء اٌزٛل١غ.
4أ ّٓ٠هػب ِؾّل ِ،وعغ ٍبثك ،ص.132.
ّ١ٍٍ 5بْ أؽّل فؼً ِ،وعغ ٍبثك ،ص.167.
6ػجل اٌفزبػ ؽغبى، ٞاٌزٛل١غ اإلٌىزو، ٟٔٚكاه اٌفىو اٌغبِؼ، ٟاإلٍىٕله٠خ ِظو ،2006 ،ص.540.
75
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
*الركن المادي:
ويتحقؽ الركف المادي في ىذه الجريمة بإتالؼ أو تعييب التوقيع اإللكتروني ،ويتحقؽ فعؿ
اإلتالؼ بإفقاد البرنامج المعموماتي الخاص لمتوقيع اإللكتروني قدرتو عمى العمؿ ،1إما تعييب
التوقيع اإللكتروني يكوف بفقده القدرة عمى العمؿ أو الصالحية بصورة جزئية ،كأف يصدر
التوقيع مشوىا أو غير واضح.2
ويتطمب لقياـ ىذه الجريمة ضرورة توافر الضرر ،فالضرر ىو النتيجة اإلجرامية المترتبة
عمى االعتداء و ترتبط بالفعؿ برابطة سببية قانونية حاؿ توافر أركاف الجريمة ،ويستوي أف يكوف
الضرر ضرر مادي أو معنوي.3
*الركن المعنوي:
ىذه الجريمة مف الجرائـ العمدية ،يتطمب فييا توافر ركف معنوي يتمثؿ في القصد الجنائي
العاـ بعنصريو العمـ و اإلرادة ،فيجب أف يعمـ الجاني بأف فعؿ اإلتالؼ أو التعييب لمتوقيع
اإللكتروني محظور و معاقب عميو قانونا ،وأف تتجو إرادتو لمفعؿ المجرـ ،4إما إذا كاف اإلتالؼ
اإلتالؼ أوالتعييب ناتج عف حادث غير مقصود كما لو وقع مف العامؿ شيء عمى الجياز أدى
إلى إتالؼ جزء منو فال تقوـ ىذه الجريمة.
وال تتطمب ىذه الجريمة قصدا خاصا ،و إنما يكتفي بشأنيا القصد العاـ بعنصريو العمـ و
اإلرادة ،فتقوـ الجريمة بتوافر الركف المادي والقصد الجنائي العاـ .
ب/جريمة تزوير التوقيع اإللكتروني:
*الركن المادي:
يتمثؿ الركف المادي ليذه الجريمة في تزوير التوقيع االلكتروني بتغيير الحقيقة في التوقيع
اإللكتروني بطريؽ االصطناع أو التعديؿ أو التحويؿ ،أو بأي طريؽ عمى نحو يضر بالغير.5
ومف أشير الوسائؿ التي يمكف االعتماد عمييا في تزوير التوقيع اإللكتروني استخداـ برامج
حاسوبية وأنظمة معموماتية خاصة بذلؾ ،يتـ تصميميا عمى غرار البرامج واألنظمة المشروعة
٠ ٌُ 1ؾلك اٌمبٔ ْٛاٌّظو ٞف ٟاٌّبكح 23ؽو٠مخ ِؼٕ١خ إلرالف أ ٚرؼ١١ت اٌزٛل١غ ٚ،ػٍ٠ ٗ١زؾمك اإلرالف ثأٍ١ٍٚ ٞخ رإك ٞئٌٝ
ػلَ االٔزفبع ثٗ ِضً ٔشو ف١و ًٚأٍ ٚىت وٛة ِبء أٍ ٚبئً ػٍ ٝاٌ١ٍٛؾ.
2ػجل اٌفزبػ ث ِٟٛ١ؽغبى، ٞؽّب٠خ اٌَّزٍٙه ػجو شجىخ األٔزؤذ ِ،وعغ ٍبثك،ص.159.
3أ ّٓ٠هػب ِؾّل ِ،وعغ ٍبثك ،ص.188.
ٔ 4بلل ٠بٍِ ٓ١ؾّل اٌّلِ٘، ْٛوعغ ٍبثك،ص.362 .
٠ 5الؽع أْ ؽوق اٌزي٠ٚو ٌُ روك ػٍٍ ٝج ً١اٌؾظو ٌى ْٛاٌّشوع أػبف ػجبهح ) أ ٚأ ٞؽو٠ك آفو( ألْ ؽظو٘ب غ١و
ِّىٓ ٌ،زؼلك٘ب ٚافزالفٙب ٚ ٚرغلك٘ب ٌ ٚ،نٌه ٠زؾمك ري٠ٚوٖ ثأ ٞؽو٠مخ ٍ١ٍٚٚخ ٌٍ .زفظ ً١هاعغ ػجل اٌفزبػ ثِٟٛ١
ؽغبى،ٞؽّب٠خ اٌَّزٍٙه ػجو شجىخ اإلٔزؤذ ِ،وعغ ٍبثك ،ص .160.
76
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
أو محاولة البعض كسر الشفرة والوصوؿ إلى األرقاـ الخاصة بالتوقيع اإللكتروني ،والقياـ
بنسخيا.1
*الركن المعنوي:
يمثؿ الركف المعنوي في ىذه الجريمة في القصد الجنائي العاـ ،بأف يكوف الجاني عالما بأنو
ترتكب جريمة و أف تتجو إرادتو إلى تزوير التوقيع اإللكتروني ،فمجرد إىمالو في تحري الحقيقة
ميما كانت درجتو ال تتحقؽ بو جريمة التزوير.2
ويتطمب كذلؾ توافر القصد الجنائي الخاص لدى الجاني إلى جانب القصد الجنائي العاـ
وىو نية استعماؿ التوقيع اإللكتروني فيما زور مف أجمو ،عمى خالؼ جريمة اإلتالؼ التي
اكتفى فييا المشرع المصري بالقصد الجنائي العاـ.3
ب/جريمة استعمال توقيع إلكتروني معيب أو مزور:
ورد النص عمى ىذه الجريمة في المادة /23ج مف قانوف التوقيع اإللكتروني ،ويقصد
باستعماؿ توقيع الكتروني معيب أو مزور إبراز التوقيع االلكتروني المزور أو المعييب
واالحتجاج بو عمى اعتبار أنو صحيح.4
وتقوـ جريمة استعماؿ توقيع إلكتروني معيب أو مزور بتوافر ركنيف مادي و معنوي ،عمى
التفصيؿ اآلتي:
*الركن المادي:
ويتمثؿ في استخداـ الجاني لمتوقيع اإللكتروني المعيب أو المزور مع عممو بذلؾ ،وال يشكؿ
المعامالت بقيمتو كما لو كاف صحيحا ،ويتحقؽ ذلؾ بكؿ سموؾ إيجابي.5
*الركن المعنوي:
77
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
جريمة استعماؿ التوقيع اإللكتروني المعيب أو المزور ىي جريمة عمدية ،يمزـ لقياميا أف
يتوافر القصد الجنائي العاـ بعنصريو العمـ و اإلرادة ،فيجب أف يعمـ أو التوقيع اإللكتروني
مزو ار أو معيبا وفؽ االستعماؿ ،ومع ذلؾ تنصرؼ إرادتو إلى استعمالو فيما أعد لو.
وال عبرة باألغراض التي يتوخاىا الجاني في االستعماؿ ،فيعد مرتكبا ليذه الجريمة مف
يستخدـ توقيعا مزو ار أو معيبا ،واف كاف يرمي إلى الوصوؿ إلى حؽ ثابتا قانونيا.1
وبالتالي إذا انتفت نية استعماؿ التوقيع اإللكتروني المعيب أو المزور فيما زور مف أجمو
،انتفت الجريمة ،ويجب تحري القصد وقت ارتكاب الجريمة.
وتجدر اإلشارة في األخير إلى أف المشرع المصري عاقب عمى استعماؿ توقيع إلكتروني
معيب أو مزور ،دوف اإلتالؼ ،وذلؾ ألف ىذا األخير ال يعمؿ و فقاد الصالحية ،و ال أثر لو
مف الناحيتيف العممية و القانونية.2
/3جريمة الحصول عمى التوقيع اإللكتروني أو اختراقو أو اعتراضو أو تعطيمو:
جاء النص عمى ىذه الجريمة في المادة /23د ،ولقياـ ىذه الجريمة ،البد مف توافر ركنيف
مادي و معنوي ،عمى التفصيؿ آلتي:
*الركن المادي:
ويتخذ السموؾ اإلجرامي في ىذه الجريمة صورة الحصوؿ بغير حؽ عمى توقيع إلكتروني
بأي وسيمة ،ويمكف االستيالء عمى التوقيع اإللكترونيف عف طريؽ السرقة أو النصب أو عف
طريؽ خيانة األمانة.3
78
القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني الفصل الثاني
ويتحقؽ أيضا باختراؽ التوقيع اإللكتروني بالدخوؿ غير المشروع أو غير المصرح بو لمنظاـ
المعموماتي المتضمف لمتوقيع اإللكتروني ،1أو اعتراضو أو تعطيمو عف أداء وظيفتو بأي وسيمة
تؤدي إلى تباطؤ النظاـ و جعمو غير قادر عمى االستعماؿ دائما أو مؤقتا بشكؿ متقطع.2
*الركن المعنوي:
تعتبر ىذه الجريمة مف الجرائـ العمدية ،تتحقؽ بتوافر القصد الجنائي العاـ فالبد أف يعمـ
الجاني بأف حصولو عمى التوقيع اإللكتروني يعتبر حؽ ،وأنو يخترؽ التوقيع اإللكتروني أو
يعترضو ،أو يعطمو ،و أف تتجو إرادتو إلى ذلؾ الفعؿ ،وال يتطمب المشرع في ىذه الجريمة
قصدا جنائيا خاصا ،بؿ اكتفى بالقصد الجنائي العاـ.3
لذلؾ ينتفي القصد الجنائي إذا قاـ الشخص الذي يتعامؿ مع النظاـ بالحصوؿ عمى التوقيع
االلكتروني أو اختراقو أو اعتراضو أو تعطيمو نتيجة الخطأ ،فيذه الجريمة مف الجرائـ العمدية ال
يتصور وقوعيا بطريؽ الخطأ.4
79
ﻣﻠﺧص
واﻻﺳﺗﺧدام اﻟواﺳﻊ ﻟﻠﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت،إن اﻟﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟذي ﺷﻬدﻩ اﻟﻌﺎﻟم
ّ
واﺗﺟﺎﻩ اﻟدوﻟﺔ ﻧﺣو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺟﻌل اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ إﺑرام،اﻟﺣﯾﺎة
ﻣﻣﺎ اﺿطر إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن أﺳﺎﻟﯾب ﺟدﯾدة ﺗﺣﻘق اﻟﻐﺎﯾﺔ وﺗﺳﻬل ﻋﻠﻰ،اﻟﻌﻘود ﻻ ﺗﺗﻼءم ﻣﻌﻬﺎ
اﻟذي،ﻓﺗم ادﺧﺎل اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻟﯾﺣل ﻣﺣل اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي،اﻷﻓراد اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت واﻟﺗﺑﺎدﻻت
ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺻﺎﺣب، ﻫو وﺳﯾﻠﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻟﺗوﺛﯾق ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
.اﻟﺗوﻗﯾﻊ وﻣواﻓﻘﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﻧزام ﺑﻬﺎ وﺻﺣﺔ اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺑﺎدﻟﻬﺎ ﺑﯾن اﻷطراف
ﻧﺟد أن اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻣن ﺣﯾث طﺑﯾﻌﺗﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻠﻔﺎ
وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻣﺷرع ﯾﺗدﺧل ﺑﺈﻧﺷﺎء،رﻗﻣﯾﺎ ﻣؤﻟﻔﺎ ﻣن ﺣروف أو أرﻗﺎم أو رﻣوز اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﺟﺎءت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻟﺗﺳﻠط اﻟﺿوء،ﻋﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗداءات اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﻪ
.ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗررﺗﻬﺎ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻐرﺑﯾﺔ و اﻟﻌرﺑﯾﺔ
Résumé
Le progrès scientifique que le monde a connu et l’utilisation
massive des nouvelles technologies dans tous les domaines de la vie,
et l’orientation de l’Etat vers ce qu’on appelle le gouvernement
électronique, fait que les méthodes classiques de conclusion des
contrats sont devenus incompatibles avec ce progrès, ce qui a abouti
à la recherche de nouvelles méthodes pour atteindre les objectifs et
faciliter aux individus les transactions et les échanges, c’est pour ce la
que la signature électronique remplace la signature traditionnelle, la
signature numérique est un mécanisme permettent de garantir
l’intégrité d’un document électronique et authentifier l’auteur.
Pour documenter les transactions qui sont faites par l’internet, la
signature électronique assure l’identité des titulaires de cette
signature et leur consentement, et l’authenticité du document qui
sont échangés entre les parties.
la signature électronique a vu le jour, une signature très différente
de la signature« traditionnelle », selon sa nature, car c’est un dossier
numérique composé de lettres, chiffres ou symboles électroniques,
cela a poussé le législateur à intervenir par la création de peines en
cas d’atteinte à la signature électronique. De ce point de vu, vient
cette étude à fin de souligner cette protection pénale que les
différents législateurs sont consacré à la signature l’électronique.
اﻟﺨﺎﺗﻤــــــــﺔ
اﻟﺧﺎﺗﻣـــــــــــــــــــــــﺔ
ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أﻧﻪ
ﻣن أﻛﺛر اﻟﺟراﺋم ﺧطورة ،و ﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺗﺻف ﺑﻪ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻣن
اﺧﺗﻼف ،أﺿف ﻋﻠﻰ ذﻟك أﻧﻬﺎ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻓرﺿﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑوﺿﻊ اﻟﻘواﻧﯾن و
إﻧﻔﺎذﻫﺎ.
ﻓﺟراﺋم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ و ﺟراﺋم اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣن
اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ أﻓرزﺗﻬﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ،ﻓﻬذﻩ اﻟﺛورة ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣﺎ ﻗدﻣﺗﻪ ﻣن ﺗﺳﻬﯾﻼت ﻟﻸﻓراد
واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗد زﻋزﻋت ﺳﻛﯾﻧﺗﻬم ﺑﻬذا اﻟﻧوع اﻟﺟدﯾد ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ
واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻘدة.
ﺑﻣﺎ أن اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻗﻌﺔ ﻣﺳﺗﺟدة ﻓرﺿﺗﻬﺎ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ و ﻛذﻟك
اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول و اﻻﻓراد ﻓﻘد ﺻدرت ﻋدة ﺗﺷرﯾﻌﺎت دوﻟﯾﺔ ٕواﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ووطﻧﯾﺔ
ﻧظﻣت أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻹزاﻟﺔ اﻟﻐﻣوض ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺣدﯾث و اﻟﻣﺳﺗﺟد ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ،وﺑﯾﻧت
ﻣﺎﻫﯾﺗﻪ و اﻋﺗرﻓت ﺑﻪ و ﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﻗﺎﻧون اﻻوﻧﺳﺗرال اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻌﺎم 1996م ﺑﺷﺄن
اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،و ﻗﺎﻧون اﻷوﻧﺳﺗرال اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻌﺎم 2001م ﺑﺷﺄن اﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،
ﻛﻣﺎ أﺻدرت اﻟﻣﻔوﺿﯾﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻷوروﺑﻲ رﻗم 93ﻟﺳﻧﺔ 1999م ﺑﺷﺄن
اﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ و ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ ذﻟك و إﺳﺗرﺷﺎدا ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ و اﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ،
ﺻدرت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ اﻋﺗرﻓت ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ و أﺿﻔت ﻋﻠﯾﻪ ﺣﺟﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻣﺳﺎوﯾﺔ ﻟﺣﺟﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت.
ﻧﺟد أن ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺻور ﻋدﯾدة ﺗﺧﺗﻠف ﺣﺳب اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺷﻐﯾل
ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ،و ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺻور ﻣﺎ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻷرﻗﺎم أو اﻟﺣروف أو اﻟرﻣوز
...ﻣﺛل اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﺑﺎﻟرﻗم اﻟﺳري اﻟﻣﻘﺗرن ﺑﺎﻟﺑطﺎﻗﺔ اﻟﻣﻣﻐﻧطﺔ ،و ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺧواص
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و اﻟﻔﯾزﯾﺎﺋﯾﺔ و ﻫو اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺑﯾوﻣﺗري ،ﻛذﻟك ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷﻔﯾر ﻟﻛل ﺻورة ﻣن
ﻫذﻩ اﻟﺻور ﻗوة ﺛﺑوﺗﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻷﺧرى ،ﯾرﺗﻛز ﻗﯾﺎس ﻣﺳﺗوى اﻟﻘوة اﻟﺛﺑوﺗﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ
اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻗدرة ﻣﻧظوﻣﺔ ﺗﺷﻐﯾﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق وظﯾﻔﺗﻲ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي و ﻫﻣﺎ اﻟﺗﻌﺑﯾر
ﻋن إرادة اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻹﻟﺗزام ﺑﻣﺣﺗوى اﻟﻣﺣرر و ﺗﺣدﯾد ﻫوﯾﺗﻪ .
80
اﻟﺨﺎﺗﻤــــــــﺔ
ﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ان ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ و اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻗد وﺿﻌت ﺣﻣﺎﯾﺔ
ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﻧﺟد أن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ و اﻻﻣرﯾﻛﻲ ﻟم ﯾﺧص اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑل ﯾﻣﻛن ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻓﻲ اطﺎر اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣن ﺧﻼل
ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ أﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻷﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت ،ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر و ﻛذﻟك ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﻔدراﻟﻲ اﻻﻣرﯾﻛﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺟراﺋم اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر.
ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺗﻠك اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺧﺻت ﺑﻌص اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ
ﺣﻧﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺻري اﻟذي ﺳﺑق اﻟﺗﻌرض ﻟﻪ ﻓﻲ اطﺎر اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 2004/15
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 23،21و ﺷﻣﻠت ﺗﻠك اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺟراﺋم ،
ﻟﻛن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻟم ﯾﺟرم اﻟﺷروع و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﻋﻘﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﺷروع ﻓﯾﻬﺎ وﻛذﻟك ﻧﺟدﻩ ﻟم
ﯾﻣﯾز ﺑﯾن ﺗﻌطﯾل اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﺗوﻗﯾف ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺧﺎﺻﺔ او ﻣﺻﻠﺣﺔ
ﻋﺎﻣﺔ،ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﺟرم ﺻﻧﻊ او ﺣﯾﺎزة ﺑراﻣﺞ ﻣﻌدة ﻟﻼﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟم
ﯾﻛرس اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟذي ﻛﺎن اﻟﺗﺣﺎﻗﻪ ﺑﺳن ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣﺗﺄﺧ ار
ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ و ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2015ﺣﯾث ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن ﺑﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﻫذا اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﺣﺎﺻل ﻓﻲ
ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة ،إذ ﺣدد اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺷروطﻪ وﻛذا اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
ﺑﺎﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻓﻲ اﻷﺧﯾر أﻧﺷﺄ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم ﻣﺣﺎوﻻ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻗرار ﺣﻣﺎﯾﺔ
ﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣؤدي ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻛذا طﺎﻟﺑﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ،
أن
إﻻّ أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ أﺗﻰ ﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت أﻫﻣﻬﺎ ّ
اﻟﻘﺎﻧون 04/15ﻋﻠﻰ ﺣﺳب أﻧﻪ ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﻧﺎول
ﻛﺎﻓﺔ اﻻﻋﺗداءات اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻠﺣق ﺑﻬﻣﺎ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺗﻼف واﻟﺗزوﯾر واﻟدﺧول واﻟﺑﻘﺎء ﻏﯾر
اﻟﻣﺻرح ﺑﻬﻣﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻠزم اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣدرﺟﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎب
ﻋﻠﯾﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺗﻧﺎول اﻟﺗزوﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون 23/06ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻫﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ
اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ،إﻻ أن اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺟراﺋم ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﺎﻟﺞ اﻷﻣر
واﻋﺗد ﺑﺎﻟﺗزوﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة اﻟﻌﺎﺷرة ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺎب أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع
81
اﻟﺨﺎﺗﻤــــــــﺔ
أﻧﻪ اﻗﺗﺻر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣؤدي ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺻدﯾق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬم
وﻛذا طﺎﻟﺑﻲ اﻟﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺗﺣﺎﯾل اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻗد ﯾﻘﻊ ﻣن ﻋدة أطراف ﻛﺎﻟﻘراﺻﻧﺔ ﻣﺛﻼ،
ﻣﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺟﻣﯾﻊ ﺻور اﻟﺗﺣﺎﯾل ﻷﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻣﻌﺗدى ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺿف إﻟﻰ ذﻟك أن ﺻور اﻟﺗﺟرﯾم اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣن
اﻟﻣؤﻛد ﺗزاﯾدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
82
قائمة المراجع
قائمة املراجع
أوال -الكتب بالمغة العربية :
-10محمد ناصر حمودي،العقد الدولي اإللكتروني المبرم عبر اإلنترنت،الطبعة األولى دار
الثقافة لمنشر والتوزيع،عمان.2012،
-10عادل رمضان األبيوكي،التوقيع اإللكتروني في التشريعات الخميجية ،د.ط،دار المكتب
الجامعي الحديث،اإلسكندرية2009،
-10إيمان مأمون أحمد سميمان ،ابرام العقد االلكتروني واثباتو ،الجوانب القانونية لعقد التجارة
االلكترونية ،ط ،1دار الجامعة الجديدة لنشر ،اإلسكندرية.2008 ،
-10رانياعزب،العقود الرقمية في قانون اإلثبات،د.ط،دارالجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2012،
-10نضال إسماعيل برىم ،أحكام عقود التجارة اإللكترونية ،د.ط ،دار الثقافة لمنشر
والتوزيع،عمان.2005،
-10إلياس ناصيف،العقد اإللكتروني في القانون المقارن،الطبعة األولى،منشورات الحمبي
الحقوقية،بيروت.2009،
-10محمد حسن رفاعي العطار،البيع عبر شبكة اإلنترنت ،الطبعة األولى،دار الجامعة
الجديدة،اإلسكندرية.2007،،
-10خالد ممدوح إبراىيم ،إثبات العقود والمراسالت اإللكترونية ،طبعة األولى ،الدار
الجامعية ،اإلسكندرية.2010،
-10سعيد السيد قنديل ،التوقيع االلكتروني :ماىيتو ،صوره ،حجيتو في االثبات بين التداول
واالقتباس ،ط ،2دار الجامعة الجديدة لمنشر ،اإلسكندرية.2006 ،
-01نسرين عبد الحميد نبيو ،الجانب القانوني لمقانون التجاري ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية،
.2008
-00العبودي عباس ،تحديات إثبات بالسندات االلكترونية ومتطمبات النظام القانوني لتجاوزىا،
ط،1منشورات الحمبي الحقوقية ،لبنان.2010،
-00بشار محمود دودين،اإلطار القانوني لمعقد المبرم عبر شبكة اإلنترنت ،ط ،2دار الثقافة
لمنشر والتوزيع،األردن.2010،
38
قائمة المراجع
-00عبد الحميد ثروت ،التوقيع االلكتروني:ماىيتو ،مخاطره وكيفيتو ،مدى حجيتو في
االثبات ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2007 ،
-00أحمد خميفة الممط ،الجرائم المعموماتية،دار الفكر الجامعي اإلسكندرية ،مصر.2005،
-00ممدوح عمي مبروك ،مدى حجية التوقيع االلكتروني في اإلثبات ،دار النيضة العربية
القاىرة.2009 ،
-00محمد عبيدات لورنس ،إثبات المحرر اإللكتروني ،دار الثقافة،عمان.2009
-00محمد أمين الرومي ،التعاقد االلكتروني عبر االنترنت ،دار المطبوعات الجامعية
اإلسكندرية2004،
-00عيسى غسان ربضي ،القواعد الخاصة بالتوقيع االلكتروني ،ط ،2دار الثقافة لنشر
والتوزيع،األردن.2012،
-00عالء محمد عيد النصيرات ،حجية التوقيع االلكتروني في االثبات(،دراسة مقارنة) ،ط،1
دار الثقافة لنشر والتوزيع ،األردن. 200. ،
-01سمير حامد عبد العزيز جمال ،التعاقد عبر تقنيات االتصال الحديثة ،دراسة مقارنة ،دار
النيضة العربية ،ط.2،2007
-00خالد مصطفى فيمي ،النظام القانوني لتوقيع االلكتروني في ضوء االتفاقيات الدولية
والتشريعات العربية ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2007 ،
-00مصطفى معوان،التجارة اإللكترونية ومكافحة الجريمة المعموماتية،الطبعة األولى،دار
الكتاب الحديث،القاىرة.2008،
-00سامح عبد الواحد التيامي ،التعاقد عبر االنترنت-دراسة مقارنة ،-دار الكتب القانونية،
مصر. 2008 ،
-00نور الدين الناصري" ،المعامالت واإلثبات في مجال االتصاالت الحديثة" ،سمسمة
الدراسات القانونية المعاصرة ،العدد ،12مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة األولى -1428
. 2007
-00خالد عياد الحمبي ،إجراءات التحري والتحقيق في جرائم الحاسوب واالنترنت ،دار الثقافة
لمنشر والتوزيع ،األردن ،بدون طبعة.2011 ،
38
قائمة المراجع
-00عادل يوسف عبد النبي البشكري ،الجريمة المعموماتية وأزمة الشرعية الجزائية ،العدد
السابع ،الكوفة.
-00محمود إبراىيم غازي ،الحماية الجنائية لمخصوصية والتجارة االلكترونية ،مكتبة الوفاء
القانونية ،اإلسكندرية ،الطبعة األولى.2014 ،
-00محمد سامي الشوا ،ثورة المعمومات و انعاكساتيا عمى قانون العقوبات ،دار النيضة
العربية.1994،
-00أحمد فتحي سرور ،الوسيط في قانون العقوبات،ط،4سنة .1991
-01منير محمد الجنبييي ،ممدوح محمد الجنييي ،تزوير التوقيع اإللكتروني ،دار الفكر
الجامعي ،اإلسكندرية.2006،
-00عبد الحميم يعقوب ،اإلعالم الجديد والجريمة االلكترونية ،دار العالمية ،مصر ،ط،01
.2014
-00محمد خميفة ،الحماية الجنائية لمعطيات الحاسب اآللي في القانون الجزائري المقارن ،دار
الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،مصر.2008،
-00عبد الفتاح بيومي حجازي ،مكافحة جرائم الكمبيوتر واالنترنت في القانون العربي
النموذجي ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،مصر.2009،
-00نيال عبد القادر المومني ،الجرائم المعموماتية ،دار الثقافة ،عمان ،األردن،ط.2008،01
-00محمد كمال محمود الدسوقي ،الحماية الجنائية لسرية المعمومات االلكترونية -دراسة
مقارنة -دار الفكر والقانون،2015،الطبعة األولى.
-00أيمن عبد اهلل فكري ،جرائم نظم المعمومات (دراسة مقارنة)،دار الجامعة الجديدة،
اإلسكندرية ،مصر.2007،
-00نائمة عادل فريد قورة ،جرائم الحاسب اآللي االقتصادية دراسة نظرية وتطبيقية ،منشورات
الحمبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان،ط .2005 ،01
-00عمي عبد القادر القيوجي ،الحماية الجنائية لبرامج الحاسب اآللي ،دار الجامعة الجديدة،
اإلسكندرية ،مصر.1999،
-00رياض فتح اهلل بصمة،حدود اإلثبات العممي في قضايا التزييف والتزوير ،منشأة
المعارف،اإلسكندرية ،مصر،الطبعة الثالثة.2010،
38
قائمة المراجع
-01أسامة أحمد المناعسة ،جالل محمد الزعبي ،صايل فاضل اليواوشة ،جرائم الحاسب
اآللي واالنترنت ،دار وائل لمنشر ،عمان،ط.2001،1
-00إيياب فوزي السقا ،جريمة التزوير في المحررات االلكترونية ،دار الجامعة الجديدة،
اإلسكندرية ،مصر.2008،
-00محمد حسين منصور ،قانون االثبات – مبادئ االثبات و طرقو ،دار الجامعة الجديدة
لمنشر ،طبع سنة .1998
38
قائمة المراجع
-10نوال بن عمارة ،وسائل الدفع االلكتروني (األفاق والتحديات)،بحث منشور في
الموقعhttp://dspace.univ-ouargla.dz:
-10عبد العال الديربي ،الجريمة المعموماتية.تعريفيا..أسبابيا..خصائصيا،دوريات مفاىيم
إستراتيجية ،المركز العربي ألبحاث الفضاء االلكتروني ،مقال منشور بتاريخ
2013/01/13عمى الرابط :تاريخ االطالع .2017/02/13
http://accronline.com/article_detail.aspx?id=7509
-01عبد ااهلل مسفر الحيان ،حسن عبد ااهلل عباس ،التوقيـع اإللكـتروني ،د ارسـة نقديـة لمشـروع
و ازرة التجـارة والصـناعة الكويتيـة ،مجمـة العمـوم اإلقتصـادية واإلداريـة ،المجمد التاسع
عشر ،العدد األول.2013 ،
-00مجمة تكنولوجيا المعمومات ،قسم نظم المعمومات ،بدون دار النشر ،وبدون سنة.
ثالثا -الدراسات الجامعية :
أ -/األطروحات :
-10عبد الوىاب مخموفي،التجارة اإللكترونية عبر اإلنترنت،رسالة دكتوراه،كمية الحقوق
والعموم السياسية،جامعة الحاج لخضر باتنة.2012/2011،
-10بن قارة مصطفى عائشة،الحماية الجنائية لمحكومة اإللكترونية (دراسة مقارنة)،رسالة
دكتوراه قانون عام،كمية الحقوق،جامعة ابوبكر بمقايد تممسان .2018/2017،
-10صـالح شنين ،الحماية الجنائية لمتجارة االلكترونية)دراسة مقارنة( ،رسالة لنيل شيادة
الدكتوراه في القانون الخاص ،كمية الحـقوق ،جامعة أبوبكر بمقايد تممسان.2013/2012،
-04براىمي حنان ،جريمة تزوير الوثيقة الرسمية اإلدارية ذات الطبيعة المعموماتية ،رسالة
لنيل شيادة الدكتوراه في القانون الجنائي ،كمية الحقوق و العموم السياسية،جامعة محمد
خيضر بسكرة.2015/2014،
ب -/رسائل الماجستير:
-10فوغالي بسمة ،إثبات العقد اإللكتروني و حجيتو في ظل عالم اإلنترنت،مذكرة ماجيستير
في القانون الخاص،كمية الحقوق والعموم السياسية،جامعة محمد لمين دباغين سطيف،2
.2015/2014
-10إياد محمد عارف عطا سده،مدى حجية المحررات اإللكترونية في اإلثبات،مذكرة
38
قائمة المراجع
ماجستير،كمية الدراسات العميا،جامعة النجاح الوطنية،فمسطين.2009،
-10طمين سـييمة ،الشـكمية في عقـود التجـارة اإللكترونيـة ،مـذكرة لنيـل شـيادة ماجسـتير،
تخصـص القـانون الـدولي لألعمال ،كمية الحقوق ،جامعة مولود معمري تيزي وزو،
.2012/2011
-10لوصيف عمار ،استراتجيات نظام المدفوعات لمقرن الحادي والعشرين مع اإلشارة إلى
التجربة الجزائرية ،مذكرة ماجستير في العموم االقتصادية ،جامعة منتوري
قسنطينة.2009/2008
-10معطى سيد أحمد ،واقع وتأثير التكنولوجيا الجديدة لإلعالم واالتصال عمى أنشطة البنوك
الجزائرية ،مذكرة ماجستير في إدارة األفراد وحوكمة الشركات ،جامعة أبو بكر بمقايد تممسان
.2012/2011
-10عبد ااهلل بن عبد العزيز بن محمد الفحام،حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات،رسالة
ماجستير،جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية،المممكة العربية السعودية.1428،
-10سوير سفيان ،جرائم المعموماتية ،مذكرة ماجستير تخصص عموم جنائية وعمم اإلجرام،
كمية الحقوق ،جامعة بوبكر بمقايد،تممسان.2011/2010،
ج /مذكزات الماستز
-10زينـب غريـب ،إشـكالية التوقيـع وحجيتـو في اإلثبـات ،مـذكرة لنيـل رسـالة ماسـتر ،كميـة
.2010 -2009 العمـوم القانونيـة واالقتصـادية واالجتماعيـة ،جامعـة محمـد الخـامس ،الربـاط،
-10عزولة طيموش ،عالوات فريدة ،التوقيع االلكتروني في ظل القانون ، 04/15مذكرة
ماستر تخصص القانون الخاص الشامل ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،جامعة عبد
الرحمان ميرة بجاية ،الجزائر.2016/2015 ،
-10ترير نوال ،الشـكمية في العقـود التجـارة اإللكترونيـة ،مـذكرة لنيـل شـيادة ماسـتر ،كميـة
الحقـوق والعمـوم سياسـية ،جامعة خميس مميانة.2014/2013 ،
-10كحول سماح ،حجية الوسائل التكنولوجية في االثبات ،مذكرة لنيل شيادة الماستر قسم
الحقوق ،كمية الحقوق و العموم السياسية،جامعة قاصدي مرباح ورقمة.2015/2014،
-10سمية مزغيش،جرائم المساس بأنظمة المعموماتية ،مذكرة ماستر قانون جنائي،كمية الحقوق
و العموم السياسية ،جامعة محمد خيضر بسكرة .
33
قائمة المراجع
38
قائمة المراجع
المؤرخ في، المتعمق بالمعامالت والتجارة اإللكترونية اإلماراتي، 02 القانون رقم-10
. دبي،277المنشور في الجريدة الرسمية العدد،2002/02/26
89
الفهـــــرس
الفهــــــــــــــــــــــــــــــرس
مقدم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة........................................................
.......أ-ه
الفصل األول :التوقيع االلكتروني و مدى حجيته01...............................................
المبحث االول :ماهية التوقيع االلكتروني02.................................................. ..
المطلب األول :مفهوم التوقيع اإللكتروني03.....................................................
الفرع األول :تعريف التوقيع اإللكتروني03........................................................
أوال :التعريف الفقهي و القضائي 03..... ...........................................
ثانيا:التعريف القانوني 05............... ...........................................
الفرع الثاني :صور و خصائص التوقيع االلكتروني 11...........................................
أوال :صور التوقيع االلكتروني11.............. .....................................
ثانيا:خصائص التوقيع االلكتروني13............... ................................
المطلب الثاني :وظائف التوقيع اإللكتروني و مجاالت تطبيقه16...................................
الفرع االول :وظائف التوقيع اإللكتروني16........................................................
أوال :تحديد هوية الموقع 16........................................................
ثانيا :التعبير عن إرادة الموقع 16...................................................
ثالثا :إثبات سالمة العقد 17.........................................................
الفرع الثاني :مجاالت تطبيق التوقيع اإللكتروني 17 ................ .............................
المبحث الثاني :حجية التوقيع االلكتروني في االثبات20..........................................
المطلب األول :شروط حجية التوقيع اإللكتروني في االثبات21...................................
الفرع األول :الشروط القانونية 21 .................... .........................................
الفرع الثاني :الشروط التكنولوجية و التقنية 24 .................. ...............................
المطلب الثاني :موقف التشريعات من التوقيع اإللكتروني28......................................
الفرع األول :موقف قانون التجارة الدولية األونستيرال و التوجيه األوروبي من التوقيع اإللكتروني28...
أوال :موقف قانون التجارة الدولية األونستيرال28.......................................
ثانيا : :موقف قانون التوجيه األوروبي29.............................................
الفرع الثاني :موقف التشريع الفرنسي و الجزائري30................. ..... .....................
91
الفهـــــرس
المطلب األول :صور الحماية الجنائية للتوقيع االلكتروني في التشريعات الغربية54................
الفرع األول :صور الحماية الجنائية للتوقيع االلكتروني في التشريع الفرنسي54........... .....
الفرع الثاني :صور الحماية الجنائية للتوقيع االلكتروني في التشريع االمريكي57........ ........
المطلب الثاني :صور الحماية الجنائية للتوقيع االلكتروني في التشريعات العربية59...............
الفرع األول :صور الحماية الجنائية للتوقيع االلكتروني في التشريع الجزائري59........... .....
الفرع الثاني :صور الحماية الجنائية للتوقيع االلكتروني في التشريع المصري72.......... .......
الخاتمــــــــــــــــــــــــــة 80........................ ....................................................
قائمة المراجع 83................................ ...............................................
الفهــــــــــــــــــــــــرس91..................................... ........................................
92