Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 99

‫ﻳﺴﻲ‬

‫ﺮ‬‫ﻝﻏ‬
‫ﺎ‬‫ﻤ‬‫ﺟ‬
‫اإلهـــداء‬
‫أهدي ثمرة جهدي إلى أغلى ما في الوجود إلى روح من‬
‫ربتني‬
‫من بحر فضلها و أفاضت عليا بالحب والحنان من قلبها‬
‫وكانت‬
‫بدعواتها تساعدني وبروحها تغذيني إلى من شدني الحنين إلى‬
‫ذكراها‪.‬‬
‫إليك نفسي ايتها الحنونة طيب هللا ثراك وأسكنك فسيح جنانه‬
‫مباركة بن الجموعي‪.‬‬ ‫أمي الحنون‬
‫إلى الشعلة التي أنارت لي طريق حياتي وال زال ضوئها‬
‫النور الذي استهدي‬
‫به أبي الغالي * محمد*‬
‫إلى زوجتي الفاضلة بن الجموعي حسيبة التي شجعتني‬
‫ووقفت معي إلكمال دراستي الجامعية ‪.‬‬
‫لك مني زوجتي الغالية كل اإلحترام و التقدير ‪.‬‬
‫الى ربيع عمري وبهجة قلبي ونور عيني ابنائي *محمد‬
‫األمين – مالك لوجين ومرام‬
‫و إلى كل إخوتي و أخواتي و أخص بالذكر أخي عبد‬
‫الجبار وجميع أصدقائي وزمالئي في العمل و الدراسة ‪ .‬و‬
‫بالخصوص زمالئي في المجلس الشعبي البلدي لبلدية المرارة‪،‬‬
‫كذلك أصدقائي‪.‬‬
‫أخص بالذكر صديقي هشام نصيرة الرجل الطيب الخدوم له‬
‫شكروعرفان‬
‫اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله وإليك يرجع األمر كله‬
‫عالنيته‬
‫وسره فأهل أنت أن تحمد و أهل أن تعبد ‪.‬‬
‫وليس هناك أفضل مما قال خير الورى سيدنا محمد عليه‬
‫الصالة والسالم‬
‫* من ال يشكر الناس ال يشكر هللا * حديث‬
‫صحيح*‬
‫فنشكر هللا عز وجل على الصحة والقوة التي وهبنا‬
‫النجاز هذا البحث الذي‬
‫وجهتنا الكثير من الصعاب في انجازه ‪ .‬فالحمد هلل رب‬
‫العالمين‪.‬‬
‫ونتقدم بالشكر إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬األستاذ الفاضل المشرف ‪":‬‬
‫محمد نعرورة "‬
‫على توجيهاته ومساعدته لنا في انجاز‬
‫هذا العمل المتواضع‪.‬‬
‫‪ -‬كل أساتذتنا على مجهوداتهم المبذولة من‬
‫أجل إهدائنا بالعلم النافع‬
‫‪ -‬إلى كل زمالئي موظفي وموظفات مجلس‬
‫قضاء الوادي و المحكمة االدارية بوالية‬
‫الوادي‬
‫ﻣﻘدﻣــــــــﺔ‬

‫ﻣﻘﺪﻣــــــــــــــــﺔ‬
‫ﯾطﺎﻟﻌﻧ ــﺎ ﺗط ــور ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت واﻻﺗﺻ ــﺎل اﻟﺣ ــدﯾث ﻓ ــﻲ ﻛ ــل ﯾ ــوم ﺑﺄوﺿ ــﺎع ﺟدﯾ ــدة‪،‬‬
‫أﺻ ــﺑﺣت ﻣﻌ ــﻪ اﻟوﺳ ــﺎﺋل اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾ ــﺔ اﻟﻌﺻ ــب اﻟﻣﺣ ــرك ﻟﻠﻣﻌ ــﺎﻣﻼت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾ ــﺔ ﻓظﻬ ــرت ﻣﺎﺗﺳ ــﻣﻰ‬
‫ﺑﺎﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬أﯾن أﺻـﺑﺣت ﻣﻌظـم اﻟﻣﻌـﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾـﺔ ﺗـﺗم إﻟﻛﺗروﻧﯾـﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻟـم‬
‫ﺗﻌـد اﻟوﺳـﯾﻠﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾـﺔ ﻓـﻲ إﺛﺑـﺎت اﻟﺗﺻـرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ " اﻟﺗوﻗﯾـﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾـدي" ﻣﻼﺋﻣـﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗـدات اﻟﺣدﯾﺛـﺔ‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺗـﺗم ﻓــﻲ اﻟﺷــﻛل اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ‪ ،‬ﻟــذا ظﻬــر اﻟﺗوﻗﯾــﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ ﻟﯾﻛــون ﺑــدﯾﻼ ﻋــن اﻟﺗوﻗﯾــﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾــدي‪،‬‬
‫ﻟﯾﺗواﻓــق وطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗــدات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗــﺗم ﺑﺎﺳــﺗﺧدام اﻟوﺳــﺎﺋل واﻷﺟﻬ ـزة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ اﻟﺣدﯾﺛــﺔ‪.‬‬
‫إن ظﻬور اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌددة أدى إﻟﻰ ﺑروز ﻣﺷﺎﻛل ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺟدﯾدة‪ ،‬أي ظﻬـور ﻣـﺎ‬
‫ﯾﺳــﻣﻰ ﺑﺄزﻣــﺔ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺟﻧــﺎﺋﻲ ﻓــﻲ ﻣواﺟﻬــﺔ واﻗــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾــﺔ و ﻹﯾﺟــﺎد ﺣﻠــول ﻟﻬــﺎ ﻛ ـﺎن ﻻﺑــد ﻣــن‬
‫اﻟﺑﺣــث ﻓــﻲ اﻷوﺿــﺎع اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣــﺔ وﻣــدى ﻣﻼﺋﻣﺗﻬــﺎ ﻟﻣواﺟﻬــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻣﺷــﺎﻛل‪ ،‬وﻟﻣــﺎ ﻛــﺎن اﻟﻘﺎﺿــﻲ‬
‫اﻟﺟ ازﺋــﻲ ﻣﻘﯾــدا ﻋﻧــد ﻧظ ـرﻩ ﻓــﻲ اﻟــدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾــﺔ ﺑﻣﺑــدأ ﺷــرﻋﯾﺔ اﻟﺟ ـراﺋم‪ ،‬ﻓﺎﻧــﻪ ﻟــن ﯾﺳــﺗطﯾﻊ أن ﯾﺟــرم‬
‫أﻓﻌــﺎﻻ ﻟــم ﯾــﻧص ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﻣﺷــرع ﺣﺗــﻰ وﻟــو ﻛﺎﻧــت أﻓﻌــﺎﻻ ﻣﺳــﺗﻬﺟﻧﺔ وﻋﻠــﻰ ﻣﺳـﺗوى ﻋــﺎل ﻣــن اﻟﺧطــورة‬
‫اﻹﺟراﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫إن اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟذي ﺷﻬدﻩ اﻟﻌﺎﻟم ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد اﻻﻧﺗﺷﺎر اﻟواﺳﻊ ﻻﺳﺗﺧدام اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ‬
‫ّ‬
‫اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ أدى إﻟﻰ زﯾﺎدة‬
‫اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت واﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﺎﻻت‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻛﻣﺎ ﻫﺎﺋﻼ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬
‫واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻌد اﻟطرق اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾﻌﺎﺑﻬﺎ وﺣﻔظﻬﺎ واﺳﺗرﺟﺎﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺳرﻋﺔ‬
‫اﻟﻣطﻠوﺑﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ اﺿطر إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن أﺳﺎﻟﯾب ﺟدﯾدة ﺗﺣﻘق اﻟﻐﺎﯾﺔ وﺗﺳﻬل ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت‬
‫واﻟﺗﺑﺎدﻻت ٕواﺑرام اﻟﻌﻘود‪ ،‬ﻓظﻬر اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟذي ﯾﻌد أﻫم اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق‬
‫ﻟﻌﺟز اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻋﻠﻰ ﻣواﻛﺑﺔ ﻫذا اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻣﺷرع ﯾﺗدﺧل ﻓﻲ‬
‫اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣرات ﻷﺟل وﺿﻊ ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾواﻛب اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﺣﺎﺻل وﻣﺎ ﻧﺟم ﻋﻧﻪ ﻣن‬
‫ﺳﻠﺑﯾﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ واﻟوطﻧﻲ‪ ،‬وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﻧﺟد ﻣﺛﻼ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪23/06‬‬
‫اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‪ 20‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ 2006‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺄﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت وﻛذا‬

‫أ‬
‫ﻣﻘدﻣــــــــﺔ‬

‫اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 04/15:‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 2015/02/01:‬اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ‬


‫واﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن اﻟذي ﺣﺎول ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﻣﺷرع وﺿﻊ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ‪،‬‬
‫وﻛذﻟك ﺑث اﻟﺛﻘﺔ ﻓﯾﻪ ﻋن طرﯾق وﺿﻊ ﻧظم ﻟﻠﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن أﺟل اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﺣﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﻓرض‬
‫اﻟﺟزاءات واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫أھﻤﯿﺔ اﻟﺪراﺳﺔ‪:‬‬
‫ﺗرﺟﻊ أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع اﻟﻰ ﺗﺑﯾﺎن ﻣدى أﻫﻣﯾﺔ وﺟود اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻧد‬
‫اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻹﺿﻔﺎء اﻟﺣﺟﯾﺔ ﻋﻠﯾﻪ وزﯾﺎدة اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‬
‫ﻟذﻟك ﻻﺑد ﻣن وﺟود ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺣﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﺟزاء ﻟﻛل ﻣن‬
‫ﺗﺳول ﻟﻪ ﻧﻔﺳﻪ اﻟﻌﺑث ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ و اﻟﻣﺣررات اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫أھﺪاف اﻟﺪراﺳﺔ‪:‬‬
‫ﻧﺳﻌﻰ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أﻫﻣﻬﺎ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻹطﺎر‬
‫اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ‪ ،‬وﻛذا ﺗﺑﯾﺎن ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ وﺻورﻩ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗوﺿﯾﺢ ﺷروطﻪ ووظﺎﺋﻔﻪ وأﻫم‬
‫ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ ودراﺳﺔ ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ و اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣن‬
‫ﺧﻼل ﺗﺑﯾﺎن ﺻور اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ ‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب اﺧﺘﯿﺎر اﻟﻤﻮﺿﻮع‪:‬‬


‫ﺗﻌود أﺳﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎرﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﻟﻧوﻋﯾن ﻣن اﻷﺳﺑﺎب‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ذاﺗﯾﺔ وأﺧرى ﻋﻣﻠﯾﺔ‬
‫ﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺄﻣﺎ ﻋن اﻷﺳﺑﺎب اﻟذاﺗﯾﺔ‪ ،‬ﻓﯾﻌود اﺧﺗﯾﺎرﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع إﻟﻰ رﻏﺑﺗﻧﺎ وﻣﯾوﻟﻧﺎ ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا‬
‫اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻌﺎﻟم اﻻﻧﺗرﻧت و اﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ودراﺳﺗﻪ‪ ،‬وذﻟك ﻧظ ار ﻟﻘﻠﺔ‬
‫اﻷﺑﺣﺎث اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟدراﺳﺎت اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدرس اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك ﻟﻛوﻧﻲ ﻣوظف ﻛﺄﻣﯾن ﺿﺑط ﺑﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎء اﻟوادي وﻗد ﻛﺎﻧت ﻟﻧﺎ ﺗﺟرﺑﺔ ﻣﻊ‬
‫اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻻن و ازرة اﻟﻌدل ﻗد ﻗﺎﻣت ﯾﺗوزﯾﻊ ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ‬
‫اﻟﻣوظﻔﯾن و اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻫو ﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول اﻵن ﻟذﻟك ﻛﺎن اﻟﺗﺳﺎؤل ﻟدي ﻫل‬

‫ب‬
‫ﻣﻘدﻣــــــــﺔ‬

‫اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻟﻪ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ و ﺗﻘﻧﯾﺔ و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟذﻟك ﻛﺎن ﻟدي اﻟﻔﺿول‬
‫ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻏﻠﺑﻬﺎ ﺗﺗﻠﺧص ﻓﯾﻣﺎ ﯾطرﺣﻪ اﻟﻣوﺿوع ﻣن إﺷﻛﺎﻟﯾﺎت‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬أﺣﺎول طرﺣﻬﺎ وﻣﻧﺎﻗﺷﻬﺎ و اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ و اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﺳﺑﺑﺎ ﻗوﯾﺎ وﺑﺎﻋﺛﺎ ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻻﺧﺗﯾﺎر‬
‫اﻟﻣوﺿوع‪ ،‬ﻓﻘد ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﺛراء اﻟﻣوﺿوع ﺑﺑﻌض اﻵراء و اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس‬
‫واﻗﻊ وﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺗﻌﺗﺑر ﻣن‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﺳن ﺗﺷرﯾﻊ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ إﻻ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ‬
‫‪.2015‬‬

‫ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك دواﻓﻊ أﺧرى ﻛﺎن ﻟﻬﺎ أﺛرﻫﺎ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع‪ ،‬و اﻟﺗﻲ ﺗﻧطﻠق ﻣن ﻧﻘص‬
‫اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻟﺣداﺛﺔ ﻗﺎﻧون اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻗﻠﺔ‬
‫اﻷﺣﻛﺎم و اﻻﺟﺗﻬﺎدات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‪ ،‬وﻛذا اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذا‬
‫اﻟﻣوﺿوع اﻟﺗﻲ ﻋززﻫﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‪.‬‬

‫إﺷﻜﺎﻟﯿﺔ اﻟﺪراﺳﺔ‪:‬‬
‫إﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺢ ﯾﻛﺗﺳﺑﻬﺎ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت‬
‫واﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول‪ ،‬اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و اﻷﻓراد‪ ،‬ﺣﯾث أﻧﻪ إزداد دورﻩ و ﻣﺟﺎل إﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ‬
‫ﺿﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻋﺑر اﻟوﺳﺎﺋل اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬و ذﻟك ﻟﻌدم ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ‬
‫اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎﻣﻼت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫و أﻣﺎم ﻫذا ﻓﺈن اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﯾﻌد ﻋﻧﺻ ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﺻﺣﺔ و ﺳﻼﻣﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺣررات‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟدد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﺻرﻓﺎت و اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺟزة ﺑوﺳﺎﺋل إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫و ﯾﻣﻛن طرح اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ؟‬
‫و ﺗﺗﺿﻣن ﻫذﻩ اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ﻧوﺟزﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ؟وﻣﺎﻫﻲ أﻫم ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ؟‬
‫‪ -‬ﻣﺎﻣدى ﺣﺟﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ اﻻﺛﺑﺎت؟‬

‫ج‬
‫ﻣﻘدﻣــــــــﺔ‬

‫‪ -‬ﻣﺎﻫﻲ أﻫم ﺻور اﻻﻋﺗداءات ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ و اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت‬
‫اﻟﻐرﺑﯾﺔ و اﻟﻌرﺑﯾﺔ؟‬

‫ﻣﻨﮭﺞ اﻟﺪراﺳﺔ‪:‬‬
‫طﺑﯾﻌﺔ ﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث ﺗﻘﺗﺿﻲ اﺳﺗﺧدام ﻣﻧﺎﻫﺞ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﺳوف ﯾﺗم إﯾرادﻫﺎ ﺑﺎﻟﺗرﺗﯾب‬
‫ﺣﺳب أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺧدام‪.‬‬

‫اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻐﺎﻟب واﻷﻛﺛر اﺳﺗﺧداﻣﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻫو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﻛطرﯾﻘﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻟوﺻف‬
‫وﺗﺣﻠﯾل اﻟظﺎﻫرة ﻋن طرﯾق ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر طرﯾﻘﺔ ﻣن اﻟطرق اﻟﻣرﺗﺑطﺔ‬
‫ﺑﺎﻟظواﻫر اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﺑﺣث أﻛﺎدﯾﻣﻲ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻷﺳﻠوب اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ وﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ‬
‫طﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﺳل اﻟﻣﻧطﻘﻲ ﻟﻸﻓﻛﺎر وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ وﻋرض اﻷﻓﻛﺎر‪،‬‬
‫اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻣﻌطﯾﺎت وﻣﺑﺎدئ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﺑرﻫﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺗﻬﺎ وﻣن ﺛم ﯾﺗﺳم ﺗوظﯾﻔﻪ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل‬
‫اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪،‬واﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺟراﺋم اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ و ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ‬
‫اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬و ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﻌﻘل و اﻟﻣﻧطق‪.‬‬

‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻘﺎرن‪ ،‬اﻟذي ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻛﺄداة ﻣﻌرﻓﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺗم إﻋﻣﺎﻟﻪ أﺳﺎﺳﺎ‬
‫ﻋﻧد ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟوﺿﻌﯾﺔ‪ ،‬واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﺳﺗﺧراج أوﺟﻪ‬
‫اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ واﻻﺧﺗﻼف ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪ ،‬وﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﻣﺎ ﺑﻣﺎ أﺧذ ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬وﯾظﻬر ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ‬
‫ﺑﺻورة ﺟﻠﯾﺔ ﻋﻧد ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺟراﺋم اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ و ﺟراﺋم‬
‫اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻐرﺑﯾﺔ و ﻛذا اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺳﺑﻘت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ‪.‬‬

‫ﺻﻌﻮﺑﺎت اﻟﺪراﺳﺔ‪:‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﺻﻌوﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ ﻓﺗرﺟﻊ أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻧﺎء ﻓﻲ ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﺑﻌض اﻟﻣواﺿﯾﻊ و اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗطرﺣﻬﺎ اﻟدراﺳﺔ ﺧﺻوﺻﺎ اﻟﺟزﺋﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟدراﺳﺔ ﺗﺗﻌرض‬
‫إﻟﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣواﺿﯾﻊ و اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﻠﺳﻠﺔ‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻛﺛرة اﻟﻣراﺟﻊ ﻓﻲ ﺑﻌض‬
‫ﺟواﻧب اﻟدراﺳﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﺷﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﺟواﻧب أﺧرى‪ ،‬ﺣﯾث أن ﺟﺎﻧب اﻟﻛﺛرة ﺟﻌل ﺗوظﯾﻔﻬﺎ واﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ‬
‫أﻛﺛر ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ أﺿﺎف ﻋﻠﻰ أﻋﺑﺎء اﻟدراﺳﺔ اﻟﻌبء اﻟﻣوﺿوﻋﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق‬

‫د‬
‫ﻣﻘدﻣــــــــﺔ‬

‫ﺑﺎﻟﺣﺟم اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ ﻗﺻد اﺳﺗﯾﻌﺎب ﺟﻣﯾﻊ أﻓﻛﺎر اﻟدراﺳﺔ وﻣواﺿﯾﻌﻬﺎ‪ ،‬أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص‬
‫ﻧدرﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض ﺟواﻧب اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬ﻓرض ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺣث أن ﯾﻛون ﻓﻲ ﺑﺣث ﻣﺳﺗﻣر إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ أﺧر‬
‫ﯾوم ﻣن ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻣوﺿوع‪ ،‬ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟواﻧب وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻔرﻋﯾﺔ واﻟﺟزﺋﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻣﺎ أﺿﺎف‬
‫اﻟﻌبء اﻟزﻣﻧﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻔﺗرض أن ﺗﺳﺗﻐرﻗﻪ اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬

‫إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أن أﻛﺛر اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﺗوﻓرة ﻋن اﻟﻣوﺿوع ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب وﺗﻬﻣل اﻟﺟواﻧب‬
‫اﻷﺧرى‪ ،‬وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﺟزﺋﯾﺔ و اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﻠﺔ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎول أﺣﻛﺎم‬
‫ﻗﺎﻧون‪ 04/15‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺗوﻗﯾﻊ و اﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن ﻧظ ار ﻟﺣداﺛﺔ اﻟﻘﺎﻧون وﻗﻠﺔ اﻷﺣﻛﺎم‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻬدف اﻟوﺻول إﻟﻰ دراﺳﺔ‬
‫ﺷﺎﻣﻠﺔ وﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣوﺿوع‪.‬‬

‫ﺧﻄﺔ اﻟﺪراﺳﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻼﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﺔ ﻟﻠﻣوﺿوع‪ ،‬ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﻧﺑﺛق ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ﺗﺳﺎؤﻻت ﻓرﻋﯾﺔ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺗﻘﺳﯾم‬
‫دراﺳﺗﻧﺎ ﻫذﻩ إﻟﻰ ﻣﻘدﻣﺔ و ﻓﺻﻠﯾن و ﺧﺎﺗﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﺧﺻﺻﻧﺎ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻟدراﺳﺔ ﻟﻼطﺎر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ و ﻣدى ﺣﺟﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻻﺛﺑﺎت‬
‫أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ‪.‬‬

‫ﻟﻨﻨﮭﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻋﺮﺿﺎ ﻣﻮﺟﺰا ﻟﻤﺎ اﺣﺘﻮت ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺬﻛﺮة ﻣﻦ أﻓﻜﺎر‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬
‫ﻧﻮﺿﺢ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺎ ﺗﻢ اﺳﺘﺨﻼﺻﮫ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺒﺤﺚ وأھﻢ اﻟﺘﻮﺻﯿﺎت‪.‬‬
‫ﻧﺗﻣﻧﻰ أن ﻧﻛون ﻗد أﺻﺑﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع وﻓق ﻣﺎ ﺗوﻓر ﻟدﯾﻧﺎ ﻣن ﻣﺻﺎدر ‪ ،‬ﻓﺈذا‬
‫أﺻﺑﻧﺎ ﻣن اﷲ و ﻣﻧﻪ ‪ ،‬و إن ﻛﺎن ﻏﯾرﻩ ‪ ،‬ﺣﺳﺑﻧﺎ ﺻدق ﻧﯾﺗﻧﺎ و ﺧﺎﻟص ﺟﻬدﻧﺎ ‪ ،‬و اﻟﺗوﻓﯾق ﻣن اﷲ‬
‫وﺣدﻩ ‪.‬‬

‫ه‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬

‫حتى تكون هناك دراسة متكاملة لموضوع بحثنا والذي جاء عنوانه الحماية الجنائية‬
‫للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬البد من تسليط الضوء على اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى‬
‫حجيته في اإلثبات‪ ،‬لذلك خصصنا الفصل األول من بحثنا هذا لعرض اإلطار المفاهيمي للتوقيع‬
‫اإللكتروني ومدى حجيته في اإلثبات‪ ،‬التي خصصنا لها المبحث األول لدراسة اإلطار التنظيمي‬
‫للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬سنتعرض بالتفصيل لمفهوم التوقيع اإللكتروني من خالل تعريفه أوال‬
‫التعريف الفقهي و القضائي له ثم التعريف القانوني له من خالل قانون األونسترال و التوجيه‬
‫االوروبي و تعريفه من خالل بعض التشريعات المقارنة‪ ،‬كذلك سنسلط الضوء على صور‬
‫التوقيع اإللكتروني و خصائصه و كذلك وظائفه ومجاالت تطبيقه كل هذا سيكون في المبحث‬
‫األول‪ ،‬أما المبحث الثاني الذي خصصناه لحجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات سنعرض من‬
‫خالله شروط حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات و موقف بعض التشريعات منه‪ ،‬لذلك لزم‬
‫علينا رسم خطة نعرض من خاللها هذا الفصل‪.‬‬
‫و سنعرض هذا الفصل من خالل المبحثين التاليين ‪:‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫أدى التطور التكنولوجي السريع الذي نعيشه األن‪ ،‬والذي يطلق عليه عصر ثورة‬
‫المعلومات والبيانات الى ظهور وسائل وأساليب جديدة في إبرام العقود لم تكن معروفة منذ‬
‫سنوات قليلة وهذه الوسائل في تطور دائم ومستمر وسريع ‪ ،‬ولما كان القانون هو مرآة الواقع‬
‫كان البد للمشرع من إصدار تشريعات لمعالجة ما أستجد من وسائل وطرق إلبرام العقود‪.‬‬
‫ويعتبر التوقيع اإللكتروني من التطبيقات التي ظهرت وتوسع في إستخدامها ترتيبا على‬
‫التوسع في إستخدام الحاسب األلي وتقدم تطبيقاته وتقنياته على نحو جعل الحياة اليومية لألفراد‬
‫والدول تعتمد عليه بصفة شبه كلية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫وحيث أن ثورة االتصاالت قد إختصرت المسافات بين والدول‪ ،‬فما المانع من االستفادة من‬
‫األثار اإليجابية لهذه التقن يات في محاولة لتحديث المفاهيم التقليدية المستقرة في الفقه القانوني‬
‫التقليدي‪.1‬‬
‫وسنعرض هذا المبحث من خالل المطلبين التاليين‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم التوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬وظائف التوقيع اإللكتروني و مجاالت تطبيقه‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫مفهوم التوقيع اإللكتروني‬

‫إن االنتشار الواسع والمذهل للتجارة اإللكترونية واللّجوء المتنامي للعقود اإللكترونية‪،‬أدى‬
‫إلى ضرورة البحث عن بديل للتوقيع التقليدي‪،‬حتى ال يكون عقبة أمام التعامالت اإللكترونية‬
‫عبر اإلنترنت‪،‬األمر الذي أسفر عن إيجاد شكل جديد غير مألوف من التوقيعات وهو التوقيع‬
‫اإللكتروني‪،‬الذي يختلف في شكله ومضمونه وتكنولوجيته عن التوقيع التقليدي‪،‬بإعتباره يوضع‬
‫على محررات تختلف بدورها عن المحررات الورقية‪.2‬‬
‫نتطرق في الفرع األول لتعريف التوقيع اإللكتروني‪ ،‬أما الفرع الثاني فخصصناه لدراسة‬
‫صور و خصائص التوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫تعريف التوقيع اإللكتروني ‪.‬‬

‫سنعرض أوال التعريفات التي أدرجت للتوقيع اإللكتروني فقها وقضاء‪ ّ ،‬ثم نتطرق بعد‬
‫ذلك ألهم تعريفاته القانونية‪.3‬‬
‫عبد الرسول عبد الرضا ‪ ،‬محمد جعفر هادي ‪،‬المفهوم القانوني للتوقيع اإللكتروني ‪،‬مجلة المحقق المحلي للعلوم القانونية‬ ‫‪1‬‬

‫و السياسية ‪،‬جامعة بابل ‪ ،‬العراق ‪،‬العدد األول ‪ ،‬السنة الثانية ‪،‬ص ص‪.137،138.‬‬

‫محمد ناصر حمودي‪،‬العقد الدولي اإللكتروني المبرم عبر اإلنترنت‪،‬الطبعة األولى دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬عمان‪،2012،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.324.‬‬
‫بسمة فوغالي ‪ ،‬إثبات العقد اإللكتروني و حجيته في ظل عالم اإلنترنت‪،‬مذكرة ماجيستير في القانون الخاص ‪،‬كلية الحقوق و‬ ‫‪3‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫أوال ‪ :‬التعريف الفقهي والقضائي للتوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫قبل أن يتم تجسيد التوقيع اإللكتروني قانونا‪،‬اختلف الفقه والقضاء في تعريفه وايجاد معنى‬
‫له‪.1‬‬
‫‪/1‬التعريف الفقهي للتوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫عرف بعض الفقهاء التوقيع اإللكتروني بأنه مجموعة من اإلجراءات يتبع استخدامها عن‬
‫طريق الرموز أو األرقام‪ ،‬إخراج رسالة إلكترونية تتضمن عالمة مميزة لصاحب الرسالة‬
‫المنقولة إلكترونيا‪،‬يجري تشفيرها باستخدام زوج من المفاتيح‪ ،‬واحد معلن واآلخر خاص‬
‫بصاحب الرسالة‪.2‬‬
‫كما عرفه فقهاء آخرون بأنه مجموعة من اإلجراءات التقنية التي تمكن من تحديد شخصية‬
‫من تصدر عنه هذه اإلجراءات‪ ،‬وقبوله بمضمون التصرف الذي يصدر التوقيع بشأنه‪.3‬‬
‫وعرفه البعض اآلخر بأنه عالمة أو رمز متمايز يعود على شخص بعينه‪،‬من خالله يعبر‬
‫الشخص عن إرادته‪ ،‬ويؤكد حقيقة البيانات المتضمنة في المستند الذي وقعه‪.4‬‬
‫نستنتج من هذه التعريفات‪،‬بأن مسألة وضع تعريف فقهي دقيق للتوقيع اإللكتروني ارتكزت‬
‫في األساس على بعض المحاوالت المستندة على تحديد الوظيفة المزدوجة المتمثلة في التحقق‬
‫من الشخصية والرضا كتعبير عن اإلرادة‪ ،5‬وبالتالي متى حقق التوقيع هاتين الوظيفتين اعتبر‬
‫توقيعا‪،‬سواء اتخذ الشكل اليدوي أو اإللكتروني‪.6‬‬
‫‪ /2‬التعريف القضائي للتوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫سلكت محكمة النقض الفرنسية في تعريفها للتوقيع اإللكتروني مسلك تعريفه على ضوء‬
‫التوقيع التقليدي‪ ،‬فبعدما عرفت هذا األخير بأنه‪ ((:‬شهادة بخط اليد تكشف عن رضاء الموقع‬
‫بهذا التصرف وتمكن من التحقق من إسناد التوقيع لصاحب الوثيقة))‪ 7‬قررت بأن هذه الطريقة‬
‫الحديثة للتوقيع اإللكتروني تقدم نفس الضمانات للتوقيع اليدوي الذي يمكن أن يكون مقلدا‪،‬بينما‬
‫الرمز السري ال يمكن أن يكون إال لصاحب الكارت فقط‪. 8‬‬
‫كما كرس القضاء بعد ذلك أحكامه نحو االعتداد بهذا النوع الجديد من التوقيعات‪،‬وبين‬
‫بأنه يشكل توقيعا صحيحا معتد به قانونا‪،‬كل رمز خطي مميز وخاص يسمح بتحديد وتشخيص‬
‫صاحبه دون لبس وال غموض‪ ،‬وانصراف إرادته الصريحة االلتزام بمحتوى ما تم التوقيع عليه‬
‫وقد أقر هذا االتجاه للقضاء الفرنسي في حكم لمحكمة النقض المصرية في ‪1989/11/08‬‬
‫بخصوص قبول التوقيع الرقمي في حاالت الوفاء بالبطاقة البنكية تطبيقا لحكم محكمة النقض‬
‫الفرنسية في حكمها السابق المشهور بقضية"كريكيداس"‪.9‬‬

‫العلوم السياسية ‪،‬جامعة محمد لمين دباغين‪ ،‬سطيف‪ ،‬ص‪.59.‬‬


‫الصفحة نفسها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أسامة بن غانم العبيدي ‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات ‪ ،‬المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬المجلد ‪،28‬‬ ‫‪2‬‬

‫العدد ‪ ،56‬ص‪.145.‬‬
‫محمد ناصر حمودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.326 .‬‬ ‫‪3‬‬

‫عادل رمضان األبيوكي‪،‬التوقيع اإللكتروني في التشريعات الخليجية ‪،‬د‪.‬ط‪،‬دار المكتب الجامعي الحديث‪،‬االسكندرية‪،2009،‬‬ ‫‪4‬‬

‫ص‪.15.‬‬
‫محمد ناصر حمودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.326،327.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Alain Bensoussan et Yves le Roux, Cryptologie et signature électronique, hermes science publication ,paris, 1999,‬‬
‫‪p79 .‬‬
‫محمد ناصر حمودي‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.327.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪8‬‬
‫‪«Ce procédé moderne présente les même garanties que la signature manuscrite la quelle peut être imitée tandis que‬‬
‫‪le code secret n’est connu que du seul titulaire de la carte ».‬‬
‫محمد ناصر حمودي‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.327.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫من مجمل هذه األحكام يتضح بأن التوقيع اإللكتروني وسيلة حديثة لتحديد هوية صاحب‬
‫التوقيع ورضائه بالتصرف القانوني الموقع عليه‪ ،1‬وبالتالي يقوم بذات وظائف التوقيع التقليدي‬
‫المعهود‪،‬كل ما هنالك أنه ينشأ عبر وسيط إلكتروني‪،‬استجابة لنوعية المعامالت التي تعتبر‬
‫بدورها إلكترونية ووجب توقيعها إلكترونيا‪ ،‬كونه ال مكان فيها لإلجراءات اليدوية‪ ،‬وأيا كانت‬
‫األلفاظ أو العبارات المستعملة في تعريفه فإنّها تتحدد في المضمون وهو تحديد هوية الشخص‬
‫الموقع وتمييزه عن غيره‪،‬حيث العبرة بالمساواة الوظيفية بين النوعين من التوقيعات‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف التشريعي للتوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫اهتمت غالبية القوانين‪ ،‬وعلى جميع المستويات بالتوقيع اإللكتروني‪،‬فقد كان هذا األخير‬
‫محل اهتمام من قبل المنظمات سواء الدولية أو اإلقليمية‪ ،‬لتتبعها بعد ذلك تشريعات مختلف‬
‫الدول‪.3‬‬
‫‪ /1‬تعريف التوقيع اإللكتروني وفقا للمنظمات الدولية والتوجيهات األوروبية‪.‬‬
‫كانت الخطوة األولى الفعلية لميالد التوقيع اإللكتروني تشريعيا‪،‬هي صدور القانون‬
‫النموذجي للتجارة اإللكترونية الدولية لسنة‪ 41996‬وقد عرف التوقيع اإللكتروني في المادة‬
‫‪ 07‬على أنه » عندما يشترط القانون وجود توقيع من شخص يستوي ذلك الشرط بالنسبة‬
‫إلى رسالة البيانات إذا‪:‬‬
‫أ‪ /‬استخدمت طريقة لتعيين هوية ذلك الشخص والتدليل على موافقة ذلك الشخص على‬
‫المعلومات الواردة في رسالة البيانات‪.‬‬
‫ب‪ /‬كانت تلك الطريقة جديرة بالتعويل عليها بالقدر المناسب للغرض الذي أنشئت أو أبلغت‬
‫من أجله رسالة البيانات‪،‬في ضوء كل الظروف‪،‬بما في ذلك أي إتفاق متصل باألمر«‪. 5‬‬
‫هذا التعريف ركز على ضرورة قيام التوقيع اإللكتروني بالوظائف التقليدية للتوقيع وهي‬
‫تمييز هوية الشخص‪،‬والتعبير عن رضائه االرتباط بالعمل القانوني‪،‬على نحو ما ورد في الفقرة‬
‫‪(،‬أ) كما ركز أيضا على أنه يتعين أن تكون طريقة التوقيع اإللكتروني‪،‬والواردة في الفقرة (ب)‬
‫طريقة موثوقا بها‪،‬ولم يحدد تلك الطرق أو اإلجراءات التي يتعين إتباعها‪ ٕ ،‬واّنما تركها لكل‬
‫دولة تحددها بطريقتها ووفقا لتشريعاتها‪. 6‬‬
‫وجاء بعد ذلك قانون اليونسترال للتوقيعات اإللكترونية لعام ‪ 2001،‬وتحديدا في نص‬
‫المادة‪/2‬أ التي عرفت التوقيع اإللكتروني بأنه (( بيانات في شكل إلكتروني مدرجة في رسالة‬
‫بيانات‪ ،‬أو مضافة إليها أو مرتبطة بها منطقيا‪ ،‬يجوز أن تستخدم لتعيين هوية الموقع بالنسبة‬
‫إلى رسالة البيانات‪ ،‬ولبيان موافقة الموقع على المعلومات الواردة في رسالة البيانات))‪.7‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Santiago Cavanillas Mugica et autres, commerce électronique, Edition delta, beyrouth liban 2004,p57.‬‬
‫محمد ناصر حمودي‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.328.‬‬ ‫‪2‬‬

‫بسمة فوغالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61.‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد الوهاب مخلوفي‪،‬التجارة اإللكترونية عبر اإلنترنت‪،‬رسالة دكتوراه‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة الحاج لخضر‬ ‫‪4‬‬

‫بانتة‪،2012/2011،‬ص‪.203.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪L’article 7, loi type de la CNUDCI (A/51/628)1996, « Lorsque la loi exige la signature d’une certaine personne,‬‬
‫‪cette exigence est satisfaite dans le cas d’un message de donnée : a)Si une méthode est utilisé pour identifier la‬‬
‫; ‪personne en question et pour indiquer qu’elle approuve l’information contenue dans le message de données‬‬
‫‪et b)Si la fiabilité de cette méthode est suffisante au regard de l’objet pour lequel le message de données a été crée‬‬
‫‪ou communiqué, compte de tout accord en la matière ».‬‬
‫ايمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬إبرام العقد االلكتروني وإثباته‪ ،‬الجوانب القانونية لعقد التجارة االلكترونية‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الجامعة‬ ‫‪6‬‬

‫الجديدة لنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،2008 ،‬ص‪249 .‬‬


‫رانيا عزب‪،‬العقود الرقمية في قانون اإلثبات‪،‬د‪.‬ط ‪،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬اإلسكندرية‪ ،2012،‬ص‪.181 .‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫ويظهر من خالل التعريف السابق‪،‬أن القانون النموذجي قد اهتم بمسألتين هما هوية‬
‫الشخص الموقع وبيان موافقته على المعلومات الواردة في المحرر‪،‬وهو بذلك انسجم مع األصل‬
‫العام للتوقيع في الداللة على شخص الموقع‪ ،‬وللتأكيد على أن إرادته قد اتجهت لاللتزام بما وقع‬
‫عليه‪.1‬‬
‫أما التوجيه األوروبي رقم ‪ ،1999/93‬فقد عرف التوقيع اإللكتروني في الفقرة األولى‬
‫من المادة الثانية بأنه (( عبارة عن معطيات ذات شكل إلكتروني مرتبطة أو مدرجة بمعطيات‬
‫إلكترونية أخرى التي يمكنها أن تقوم بوظيفة التعريف))‪.2‬‬
‫وقد ميز التوجيه األوروبي المذكور بين نوعين من التوقيع‪ ،‬التوقيع اإللكتروني المتقدم‬
‫أو المؤمن والتوقيع اإللكتروني البسيط أو العادي‪ ،3‬فالتوقيع اإللكتروني المؤمن هو الذي يكون‬
‫معتمدا من أحد مقدمي خدمات التصديق اإللكتروني‪،‬والذي يمنح شهادة تفيد صحة هذا التوقيع‪،‬‬
‫بعد التحقق من نسبة التوقيع إلى صاحبه‪،‬ويتمتع هذا التوقيع بالحجية القانونية الكاملة في اإلثبات‬
‫إذا توفر على شروط معينة وفقا للفقرة الثانية من المادة الثانية من التوجيه المشار‬
‫إليه وهي‪:‬‬

‫أ‪ /‬أن يرتبط التوقيع بشخص الموقع حصرا‪.‬‬


‫ب‪ /‬أن يسمح بتحديد هوية الشخص الموقع‪.‬‬
‫ج‪ /‬أن يكون قد أنشئ بوسائل تبقى تحت رقابة الموقع الحصرية‪.‬‬
‫د‪ /‬أن يرتبط التوقيع بالبيانات التي يحيل إليها على نحو يسمح بكشف كل تعديل الحق عليها ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫أما التوقيع اإللكتروني البسيط‪ ،‬فيتمتع بالحجية القانونية في حالة عدم إنكاره‪ ،‬أما في حالة‬
‫إنكاره فيقع على عاتق من أدلى به إقامة الدليل على أنه قد تم بطريقة تقنية موثوق بها‪.5‬‬
‫وبالتالي على خالف القانون النموذجي للجنة اليونسترال التي حاولت وضع قواعد عامة‬
‫تسترشد بها الدول عند وضع قوانين وطنية متعلقة بالتوقيعات اإللكترونية وتفاديها وضع‬
‫تعريفات دقيقة قد تعيق الدول في ذلك‪،‬فإن التوجيه األوروبي وبالرغم من كونه يشكل بدوره‬
‫إطارا‬
‫عاما لقوانين الدول األعضاء في اإلتحاد األوروبي‪،‬إالّ ّ أنه فصل في مسألة التوقيع اإللكتروني‬
‫أكثر‪،‬تعريفا ّ وأنواعا وشروطا‪،‬وحتى بين القيمة القانونية فيما بين أنواع التوقيعات ذاتها‪،‬وبينها‬
‫وبين التوقيعات اليدوية التقليدية‪.6‬‬
‫‪ /2‬تعريف التوقيع اإللكتروني وفقا لتشريعات بعض الدول‪.‬‬
‫إن التعريف الذي أورده التوجيه األوروبي‪،‬أخذت به معظم التشريعات األوروبية ففي‬
‫القانون المدني الفرنسي ورد تعريف التوقيع بشكل عام والتوقيع اإللكتروني بشكل خاص في‬

‫عبد الوهاب مخلوفي‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪204 .‬‬ ‫‪1‬‬

‫رانيا عزب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.183 .‬‬ ‫‪2‬‬

‫نضال إسماعيل برهم‪ ،‬أحكام عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬عمان‪،2005،‬ص‪.171 .‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫‪L’article2/2 « On entend par signature électronique avancée, une signature électronique qui satisfait aux exigences‬‬
‫‪suivantes : a)être liée uniquement au signature ; b)permettre d’identifier le signature ; c)être créée par des moyens‬‬
‫‪que le signature puisse sous son contrôle exclusif ; d)être liée aux données auxquelles elle se rapporte de telle sorte‬‬
‫‪que toute modification ultérieure des données soit détectable ». Alain Bensoussan et Yves le Roux ,Cryptologie et‬‬
‫‪signature électronique ,op cit , p76 .‬‬
‫إلياس ناصيف‪،‬العقد اإللكتروني في القانون المقارن‪،‬الطبعة األولى‪،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬بيروت‪،2009،‬ص‪.237.‬‬ ‫‪5‬‬

‫محمد ناصر حمودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.332 ،331.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫نص المادة ‪ 1316‬فقرة ‪ 4‬المضافة بموجب القانون رقم ‪ ،1230/2000‬حيث تنص هذه المادة‬
‫على أن‪ ((:‬التوقيع اإللكتروني ضروري الكتمال التصرف القانوني وهو يحدد هوية من يحتج به‬
‫عليه و يعبر عن رضا األطراف بااللتزامات الناشئة عن هذا التصرف‪،‬وعندما يتّم بواسطة‬
‫موظف عام يكتسب هذا التصرف صفة الرسمية‪.‬وعندما يكون التوقيع إلكترونيا يقتضي استخدام‬
‫وسيلة آمنة لتحديد الشخص‪،‬بحيث تضمن صلته بالتصرف الذي وقع عليه‪،‬ويفترض أمان هذه‬
‫الوسيلة ما لم يوجد دليل مخالف بمجرد وضع التوقيع اإللكتروني الذي يجري بموجبه تحديد‬
‫شخص الموقع‪.‬‬
‫ويضمن سالمة التصرف‪ ،‬وذلك بالشروط التي يتم تحديدها بمرسوم يصدر عن مجلس‬
‫الدولة))‪. 2‬‬
‫وأضافت المادة األولى من المرسوم الفرنسي رقم‪ 272/2001‬الصادر في ‪2001/03/30‬‬
‫الذي جاء كتطبيق للقانون ‪ ،230/2000‬الشروط التي يجب توافرها في التوقيع اإللكتروني‬
‫وعموما هي‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون للتوقيع طابع متفرد يسمح بتحديد شخص الموقع عن غيره وذلك باستخدام‬
‫وسيلة تقنية آمنة تسمح بذلك وتضمن صلة الموقع بالتصرف القانوني الذي وقع عليه‪.‬‬
‫‪ ‬ارتباط التوقيع اإللكتروني بالموقع وحده دون غيره‪.‬‬
‫‪ ‬سيطرة الموقع وحده دون غيره على الوسيط اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية كشف أي تعديل أو تبديل في بيانات المحرر أو التوقيع اإللكتروني‪.3‬‬
‫يتضح مما تقدم‪ ،‬أن المشرع الفرنسي وضع مفهوما موحدا للتوقيع‪،‬من دون أن يفرق بين‬
‫توقيع تقليدي وتوقيع إلكتروني فيما يتعلق بحجية كل منهما لإلثبات‪،‬على أن يكون التوقيع مميزا‬
‫لشخص صاحبه‪،‬ويتم بإجراءات آمنة تضمن سرية بيانات هذا التوقيع‪.4‬‬
‫نظمه‬‫ومن بين القوانين الغربية التي عرفت التوقيع اإللكتروني‪،‬نجد القانون األمريكي الذي ّ‬
‫تنظيما محكما سواء على المستوى الفدرالي أو على مستوى الواليات‪،‬غير أننا نركز على‬ ‫ّ‬
‫القانون‬
‫الفدرالي والذي عرف التوقيع اإللكتروني في قانون المعامالت اإللكترونية الصادر في‬
‫‪ 2000/07/30‬بأنه‪ ((:‬أصوات أو إشارات أو رموز‪ ،‬أو أي إجراء آخر يتصل منطقيا بنظام‬
‫معالجة المعلومات إلكترونيا‪ ،‬ويقترن بتعاقد أو مستند أو محرر‪ ،‬ويستخدمه الشخص قاصدا‬
‫التوقيع على المحرر))‪.5‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه هناك تشريعات غربية أخرى تناولت مسألة تعريف التوقيع‬
‫اإللكتروني‪،‬إال أنها ال تخرج عن نطاق ما ورد بالقانون الفرنسي واألمريكي‪ ،‬التي ركزت كلّها‬

‫عبد الوهاب مخلوفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.205 .‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪2‬‬
‫‪L’article 1316- 4 ,loi 2000 - 230 , « La signature nécessaire à la perfection d’un acte juridique identifie celui qui‬‬
‫‪l’appose elle manifeste le consentement des parties aux obligation qui découlent de cet acte quand elle est apposée‬‬
‫‪par un de officier public, elle confère l’authenticité à l’acte lorsqu’elle est électronique ,elle consiste en l’usage d’un‬‬
‫‪procédé fiable d’identification garantissant son lien avec l’acte auquel elle s’attache la fiabilité de ce procédé est‬‬
‫‪présumée du signataire assurée et l’intégrité de l’acte garantie, dans des condition fixées par décret en conseil‬‬
‫‪d’état».‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.239.‬‬
‫محمد ناصر حمودي‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.333 .‬‬ ‫‪3‬‬

‫إلياس ناصيف‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.239.‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد ناصر حمودي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.232.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫على وظائف التوقيع اإللكتروني‪ ،‬بغض النظر عن الشكل اإللكتروني الذي يتخذه والوسيلة‬
‫التكنولوجية التي يتّم بها‪.1‬‬
‫أما في الدول العربية‪ ،‬فنجد أن غالبية التشريعات المنظمة لمعامالت التجارة اإللكترونية قد‬
‫عرفت التوقيع اإللكتروني‪ ،2‬حيث عرفت المادة ‪ 2‬من قانون المعامالت والتجارة اإللكترونية‬
‫لدولة اإلمارات العربية المتحدة ّ التوقيع اإللكتروني بأنه‪ ((:‬توقيع مكون من حروف أو أرقام‬
‫أو رموز أو صوت أو نظام معالجة ذي شكل إلكتروني‪ ،‬ملحق أو مرتبط منطقيا برسالة‬
‫إلكترونية وممهور بنية توثيق أو إعتماد تلك الرسالة ))‪.3‬‬
‫بينما في مصر وبصدور القانون رقم‪ 15‬لسنة ‪ 2004‬الخاص بالتوقيع اإللكتروني وفي‬
‫المادة ‪/1‬ج منه‪،‬عرف التوقيع اإللكتروني بأنه‪ ((:‬ما يوضع على محرر إلكتروني ويتخذ شكل‬
‫حروف أو أرقام أو رموز أو إشارات أو غيرها ويكون له طابع متفرد يسمح بتحديد شخص‬
‫الموقع ويميزه عن غيره))‪.4‬‬
‫أما في الجزائر وبموجب القانون رقم ‪ 04/15‬الخاص بالقواعد العامة المتعلقة بالتوقيع‬
‫والتصديق اإللكترونيين‪ ،5‬فقد عرف التوقيع اإللكتروني في مادته الثانية بأنه‪ ((:‬بيانات في شكل‬
‫إلكتروني‪ ،‬مرفقة أو مرتبطة منطقيا ببيانات إلكترونية أخرى‪،‬تستعمل كوسيلة للتوثيق))‪.‬‬
‫نالحظ من خالل التعريف السابق‪،‬أن القانون الجزائري قد أخذ بتعريف قانون اليونسترال‬
‫النموذجي‪،‬مع تغيير بعض العبارات فقط‪،‬فقد استعمل عبارة "تستعمل كوسيلة للتوثيق" والمراد‬
‫بها‬
‫هو أن تستخدم لتوثيق هوية الموقع وبيان موافقته على مضمون ما وقع عليه ‪،‬وهو ما نصت‬
‫‪6‬‬

‫عليه المادة السادسة من القانون ‪ 04/15‬سالف الذكر(( يستعمل التوقيع اإللكتروني لتوثيق هوية‬
‫الموقع واثبات قبوله مضمون الكتابة في الشكل اإللكتروني))‪.‬‬
‫كما عرفت المادة الثانية نفسها الموقع وحصرته في الشخص الطبيعي دون الشخص‬
‫المعنوي‪ ،‬حيث تنص بأن‪(:‬الموقع‪ :‬شخص طبيعي يحوز بيانات إنشاء التوقيع اإللكتروني‬
‫ويتصرف لحسابه الخاص أو لحساب الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يمثله))‪.7‬‬
‫وقد ميز المشرع الجزائري على غرار معظم التشريعات األوروبية‪،‬بين نوعين من التوقيع‬
‫اإللكتروني‪،‬التوقيع اإللكتروني العادي أو البسيط والتوقيع اإللكتروني المؤمن "أو الموصوف"‬
‫أطلق عليه في القانون ‪ 04/15‬المتعلق بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين سالف الذكر‪،‬حيث‬ ‫كما ّ‬
‫عرف التوقيع اإللكتروني الموصوف بموجب المادة‪ 7‬منه بأنه التوقيع اإللكتروني الذي تتوفر‬
‫فيه المتطلبات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ ‬أن ينشأ على أساس شهادة تصديق إلكتروني موصوفة‪.‬‬

‫عبد الوهاب مخلوفي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.205 .‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد ناصر حمودي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.334.‬‬ ‫‪2‬‬

‫القانون رقم ‪ ، 02‬المتعلق بالمعامالت والتجارة اإللكترونية اإلماراتي‪ ،‬المؤرخ في ‪،2002/02/26‬المنشور في الجريدة‬ ‫‪3‬‬

‫الرسمية العدد‪ ،277‬دبي‪.‬‬


‫إبراهيم بن شايع الحقيل‪ ،‬سليمان بن محمد بن الشدي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني وأثره في إثبات الحقوق واإللتزامات‬ ‫‪4‬‬

‫بين الشريعة اإلسالمية والنظم والقواعد القانونية‪ ،‬ورقة عمل مقدمة في ندوة التوقيع اإللكتروني‪ ،‬المنعقدة في الرباط‪،‬‬
‫المملكة المغربية‪ ،‬يونيو ‪2006،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪،2008، ،‬ص‪.221.‬‬
‫قانون رقم ‪،04/15‬الخاص بالقواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪،‬المؤرخ في ‪1‬فبراير ‪2015‬الموافق لـ‬ ‫‪5‬‬

‫‪11‬ربيع الثاني ‪1436‬هـ‪،‬ج ر‪،‬العدد‪،06‬الصادرة في ‪10‬فبراير ‪2015‬الموافق لـ ‪20‬ربيع الثاني ‪.1436‬‬


‫بسمة فوغالي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.66.‬‬ ‫‪6‬‬

‫بسمة فوغالي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.66.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ ‬أن يرتبط بالموقّع دون سواه‪.‬‬
‫‪ ‬أن يمكن من تحديد هوية الموقّع‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون مصمما بواسطة آلية مؤمنة خاصة بإنشاء التوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون منشأ بواسطة وسائل تكون تحت التحكم الحصري للموقّع‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون مرتبطا بالبيانات الخاصة به‪،‬بحيث يمكن الكشف عن التغييرات الالحقة‬
‫بهذه البيانات‪.‬‬
‫نالحظ من مجمل التعريفات السابقة‪ ،‬بأن التوقيع اإللكتروني في كافة القوانين المنظمة له‬
‫والمنظمة للتجارة اإللكترونية واحدة تقريبا‪ ،‬مع اختالف األلفاظ ولكن مع وحدة المضمون‪ ،‬فقد‬
‫اختلفت األساليب التي يتم خلعها على التعريف دونما تغيير في مضمون التعريف ذاته‪ ،‬والسبب‬
‫في ذلك هو وحدة المصدر الذي استقت منه هذه التشريعات موضوع تنظيم التوقيع اإللكتروني‪.1‬‬
‫كما ركزت هذه التعريفات على الصور واألشكال على سبيل المثال‪،‬حتى تتسع مستقبال‬
‫ألي صور أو أشكال قد تظهر للتوقيع اإللكتروني‪،‬وعلّة ذلك هي توفير مرونة أكثر للمتعاملين‬
‫في اختيار الوسيلة التي يرونها تكفل األمن والثقة في هذا التوقيع‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫صور وخصائص التوقيع االلكتروني‬

‫أدى التطور الحاصل في نطاق نظام المعلومات واالتصاالت إلى ظهور العديد من‬
‫الصور التي يتخذها التوقيع اإللكتروني‪ ،‬التي تختلف باختالف الطريقة التي تتم بها‪ ،‬كما تختلف‬
‫من حيث قدرتها على توفير الثقة واألمان ووسائل الحماية التي تعتمد على الوسيلة التقنية‬
‫المستخدمة‪ .3‬قمنا بمعالجة صور التوقيع االلكتروني أوال وخصائصه ثانيا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬صور التوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫لم يعد التوقيع اإللكتروني مقتصرا على صورة واحدة نتيجة لتقدم الهائل في‬
‫التكنولوجيا بل ظهرت صور جديدة للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬ومن هذه الصور مايلي‪:‬‬
‫‪ /1‬التوقيع الرقمي‪.‬‬
‫يعتـبر التوقـع الرقمـي مـن أهـم صـور التوقيـع اإللكـتروني نظـرا لمـا يتمتـع بـه مـن‬
‫قـدرة فائقـة علـى تحديـد هويـة أطـراف العقـد تحديـدا دقيقـا ومميـزا ‪ ،‬إضـافة لمـا يتمتـع بـه‬
‫أيضـا مـن درجـة عاليـة مـن ثقـة و األمـان في اسـتخدامه و تطبيقه عند إبرام العقود التجارية‪،‬‬
‫ويمثل التوقيع الرقمي في تلك الرموز السـرية و المفـاتيح المتماثلـة وغـير متماثلـة‪ ،‬مـن حيث‬
‫اعتماده على اللوغاريتمات و المعادالت الرياضية المعدة مـن الناحيـة الفنيـة‪ ،‬وذلـك باسـتخدامه‬
‫برنامجـا محـددا‪ ،‬بحيـث ال يمكـن ألحـد الكشـف عـن الرسـالة إال الشـخص الـذي يحمـل مفتـاح‬
‫فـك التشـفير والتحقيـق مـن أي تحويـل الرسالة قد تم باستخدام المفتاح الخاص إضافة إلى تحققه‬
‫من أن الرسالة الواردة لم يلحقها أي تغيير أو تعديل‪.4‬‬
‫محمد حسن رفاعي العطار‪،‬البيع عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬اإلسكندرية‪،2007،،‬ص‪.172 .‬‬ ‫‪1‬‬

‫إياد محمد عارف عطا سده‪،‬مدى حجية المحررات اإللكترونية في اإلثبات‪،‬مذكرة ماجستير‪،‬كلية الدراسات العليا‪،‬جامعة‬ ‫‪2‬‬

‫النجاح الوطنية‪،‬فلسطين‪،2009،،‬ص‪.61 .‬‬


‫طيموش عزولة‪ ،‬فريدة عالوات ‪ ،‬التوقيع االلكتروني في ظل القانون ‪ ، 04/15‬مذكرة ماستر تخصص القانون الخاص‬ ‫‪3‬‬

‫الشامل‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية‪ ،‬الجزائر‪ ،2016-2015 ،‬ص‪.10.‬‬
‫زينـب غريـب‪ ،‬إشـكالية التوقيـع وحجيتـه في اإلثبـات‪ ،‬مـذكرة لنيـل رسـالة ماسـتر‪ ،‬كليـة العلـوم القانونيـة واالقتصـادية‬ ‫‪4‬‬

‫واالجتماعيـة‪ ،‬جامعـة محمـد الخـامس‪ ،‬الربـاط‪ ،2010 -2009 ،‬ص ‪.36‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ /2‬التوقيع بالقلم اإللكتروني‪.‬‬
‫هـذه الطريقـة تتمثــل في اســتخدام قلــم إلكـتروني حسـاس يمكنــه الكتابــة علــى‬
‫شاشــة الكمبيــوتر عــن طريـق برنـامج هـو المسـيطر أو المحـرك لكـل العمليـة ويقـوم هـذا‬
‫البرنـامج بـوظفتين أساسـتين لهـذا النـوع مـن التوقيعـات األولى وهي خدمة التقاط التوقيع‪،‬‬
‫والثانية خدمة التحقق من صحة التوقيع‪.1‬‬
‫و تقوم هذه الطريقة على آلية عمل معينة‪ ،‬تتمثل في نقل التوقيع المحرر بخـط اليـد‬
‫بواسـطة التصـوير بالماسـح الضوئي ونقل الصورة إلى رسالة إلكترونية يراد بها إضافة هذا‬
‫التوقيع إليها إلضفاء الحجية عليها‪.‬‬
‫وبـالرغم مـن سـهولة اسـتخدام هـذه الوسـيلة إال أنها محفوفـة بالمخـاطر‪ ،‬بحيـث يكـون‬
‫مـن الصـعوبة في بعـض األحيــان نســبة الرســالة إلى موقعهــا‪ .‬ذلــك ألنــه قــد يتســنى‬
‫للمرســل إليــه االحتفـاظ بنســخة عــن صــورة التوقيــع الــتي وصلته‪ ،‬وإعادة وضعها على‬
‫أي وثيقة محررة عبر وسيط إلكتروني ويدعى أن واضعها هو صاحب التوقيع الفعلي‪.2‬‬
‫‪ /3‬التوقيع الكودي (البطاقات الممغنطة)‪.‬‬
‫هـذه الصــورة مـن أكثـر الصــور شــيوعا في حياتنـا العمليـة حيــث تقــوم البنـوك‬
‫بإصــدار بطاقــات االئتمــان ‪ ،‬والـتي تسـتخدم في السـحب النقـدي مـن خـالل بطاقـات‬
‫الصـرف اآللي والـتي تخـول حاملهـا إمكانيـة سـحب مبـالغ نقدية من حسـابه بحـد متفـق عليـه‬
‫بينـه وبـين البنـك مصـدر البطاقـة ‪ ،‬إضـافة إلى مـا تقـوم بـه أيضـا مـن عمليـات دفـع عبر‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬حيث تحتوي هذه البطاقة علـى رقـم سـري ال يعرفـه إال صـاحبه‪.‬والـذي يخـول لـه‬
‫الـدخول إلى حسـابه وإجراء العمليات التي يريـدها‪ ،‬في حالـة إتمـام العمليـة مـن خـالل‬
‫الصـراف اآللي لصـورة صـحيحة وحصـول العميـل في عملية السحب مثال علـى المبلـغ الـذي‬
‫أرادة فإنـه يحصـل علـى شـريط ورقـي يثبـت فيـه المبلـغ الـذي تم سـحبه والتـاريخ والساعة‬
‫والمبلغ المحسوب ورصيد المتبقي ‪ ،‬حيث حلت هذه اإلجراءات جميعها محل التوقيع التقليدي‬
‫لمـا تميـز بـه مـن األمان و الثقة وتميز صاحب البطاقة الذي يحمل الرقم‪.3‬‬
‫‪ /4‬التوقيع البيوميتري‪.‬‬
‫إن اإلقبال على إبرام المعامالت بشكل عـام وفي مجـال المعـامالت التجاريـة و البنكيـة‬
‫بشـكل خـاص يتوقـف على مدى ما توفره الجهات من وسائل أمان تكفـل السـرية و الخفـة في‬
‫التعامـل وتحقيقـا لهـذا الهـدف توصـلت البنـوك لعالمية الكبرى إلى االعتماد على الخواص‬
‫الذاتيـة لإلنسـان‪،4‬ويقـوم هـذا علـى أسـاس التحقـق مـن شخصـية المتعامـل باالعتمــاد علــى‬
‫الصـفات الجســمانية لألفــراد مثــل البصـمة الشخصــية ‪ ،‬مسـح العـين البشــرية‪ ،‬التعــرف‬
‫علــى الوجـه البشري‪ ،‬خواص اليد البشرية‪ ،‬التحقق من نبرة الصوت‪ ،‬والتوقيع الشخصي‪ ،‬ويتم‬
‫التأكد من شخصية المتعامـل عـن طريـق إدخـال معلومـات للحاسـب أو الوسـائل الحديثـة مثـل‬

‫خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬إثبات العقود والمراسالت اإللكترونية‪ ،‬طبعة األولى‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،2010،‬ص‪.275.‬‬ ‫‪1‬‬

‫علي أبو مارية‪ ،‬التوقيع اإللكتروني ومدى قوته في اإلثبات (دراسة مقارنة)‪،‬مجلة جامعـة الخليـل للبحـوث‪،‬المجلد‪،5‬‬ ‫‪2‬‬

‫العـدد‪،2‬جامعـة فلسـطين األهليـة‪ ،‬بيـت لحـم ‪،2010‬ص‪.111‬‬


‫نوال ترير ‪ ،‬الشـكلية في العقـود التجـارة اإللكترونيـة‪ ،‬مـذكرة لنيـل شـهادة ماسـتر‪ ،‬كليـة الحقـوق والعلـوم سياسـية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪3‬‬

‫خميس مليانة‪،2014/2013 ،‬ص‪.4.‬‬


‫سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع االلكتروني‪ :‬ماهيته‪ ،‬صوره‪ ،‬حجيته في االثبات بين التداول واالقتباس‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الجامعة الجديدة‬ ‫‪4‬‬

‫للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص‪ 6‬ومايليها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫التقـاط صـورة دقيقـة لعـين المسـتخدم أو صـوته أو يـده ويتم تخزينها بطريقة مشفرة في ذاكرة‬
‫الحاسب ليقوم بعد ذلك بالمطابقة‪.1‬‬
‫ومـا يالحـظ أن هـذا التوقيـع يعـتري العديـد مـن الصـعوبات‪ ،‬مثـل تآكـل بصـمات‬
‫األصـابع عـبر الـزمن أو بسبب ممارسة العمل في بعض المهن‪ ،‬وتطابق وجه التـوائم‪،‬‬
‫وصـعوبة االسـتخدام في شـبكة مفتوحـة كاإلنترنـت‪ ،‬مـثال جعل تطبيق هذا النوع من التوقيع‬
‫في شبكة اإلنترنت قاصرا على استخدامات محددة‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص التوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫يتميز التوقيع اإللكتروني بعدة خصائص أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التوقيع اإللكتروني يتم عبر وسائل إلكترونية وعن طريق أجهزة الحاسب اآللي‬
‫واالنترنت أو على أسطوانة‪ 3‬حيث أصبح بإمكان أطراف العقد االتصال ببعضهم البعض‬
‫واإلطالع على وثائق العقد والتفاوض بشأن شروطه وكيفية إبرامه وإفراغه في محررات‬
‫إلكترونية وأخيرا إجراء التوقيع اإللكتروني عليه‪.4‬‬
‫‪ -2‬لم يشترط في التوقيع اإللكتروني صورة معينة حيث أنه يمكن أن يأتي على شكل‬
‫حرف أو رمز أو رقم أو إشارة أو حتى صوت‪ ،‬المهم فيه أن يكون ذو طابع منفرد يسمح بتمييز‬
‫شخص صاحب التوقيع وتحديد هويته وإظهار رغبته في إقرار العمل القانوني والرضا‬
‫بمضمونه‪.5‬‬
‫‪ -3‬الوظيفة الرئيسية للتوقيع اإللكتروني هي الحفاظ على مضمون المحرر اإللكتروني‬
‫وتأمينه من التعديل باإلضافة أو الحذف‪ ،‬وذلك عن طريق ربط المحرر اإللكتروني بالتوقيع‬
‫اإللكتروني‪.6‬‬
‫‪ -4‬التوقيع اإللكتروني يحقق األمان والخصوصية والسرية في نسبته للموقع‪ ،‬وبالنسبة‬
‫للمتعاملين‪،‬وخاصة مستخدمي شبكة اإلنترنت‪ ،‬وعقود التجارة الدولية‪ ،‬وذلك عن طريق إمكانية‬
‫تحديد هوية الموقع‪ ،‬ومن ثم حماية المؤسسات من عمليات تزوير التوقيعات‪.7‬‬
‫‪ -5‬التوقيع اإللكتروني يحدد شخصية الموقع ويميزه عن غيره‪.8‬‬
‫واستنادا ً لهذه الخصائص توجد عدة فروق جوهرية بين التوقيع اإللكتروني والتوقيع‬
‫التقليدي نوردها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أن التوقيع العادي عبارة عن رسم يقوم به الشخص بمعنى أنه فن وليس علم ومن‬
‫هنا يمكن تزويره‪ ،‬أما التوقيع اإللكتروني فهو علم وليس فن ويصعب تزويره‪،‬‬
‫بحيث يتم التوقيع اإللكتروني بواسطة برنامج كمبيوتر خاص لهذه الغاية‪.1‬‬

‫نسرين عبد الحميد نبيه‪ ،‬الجانب القانوني للقانون التجاري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية ‪2008،‬ص‪.344‬‬ ‫‪1‬‬

‫سهيلة طمين ‪ ،‬الشـكلية في عقـود التجـارة اإللكترونيـة‪ ،‬مـذكرة لنيـل شـهادة ماجسـتير‪ ،‬تخصـص القـانون الـدولي لألعمال‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪-‬تيزي وزو‪ ،2011 -‬ص‪.57.‬‬


‫عباس العبودي‪ ،‬تحديات إثبات بالسندات االلكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها‪ ،‬ط‪،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫لبنان‪ ،2010،‬ص‪.149.‬‬
‫بشار محمود دودين‪،‬اإلطار القانوني للعقد المبرم عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬ط ‪،2‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬األردن‪،2010،‬‬ ‫‪4‬‬

‫ص‪.247 .‬‬
‫عباس العبودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.149 .‬‬ ‫‪5‬‬

‫بشار محمود دودين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.248 .‬‬ ‫‪6‬‬

‫عبد الحميد ثروت‪ ،‬التوقيع االلكتروني‪:‬ماهيته‪ ،‬مخاطره وكيفيته‪ ،‬مدى حجيته في االثبات‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪،2007‬ص‪.38.‬‬
‫طيموش عزولة‪ ،‬فريدة عالوات‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.17.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ّ ‬‬
‫أن التوقيع التقليدي يتخذ شكال معينا كاإلمضاء أو الختم أو بصمة األصبع‬
‫وللموقع حرية اختيار إحدى هاته الصور‪ ،‬أما التوقيع االلكتروني فإنه ال يشترط‬
‫شكل معين فالمهم أن يكون للتوقيع طابع منفرد يسمح بتمييز الشخص الموقع‬
‫وتحديد هويته‪.2‬‬

‫‪ ‬التوقيع التقليدي يوضع على دعامة مادية تكون في الغالب دعامة ورقية‪ 3‬تحاكي‬
‫الشكل الذي تم التصرف به من خالل الحضور المادي لألطراف في مجلس‬
‫واحد‪ ،‬أما التوقيع االلكتروني فيتم عبر وسيط يير مادي أي الكتروني يتم عبر‬
‫شبكة االنترنت بين أشخاص ال يجمعهم مجلس واحد‪.4‬‬
‫‪ ‬التوقيع التقليدي يقوم بوظيفتين فهو يحدد هوية الشخص الموقع ويعد دليل على‬
‫الحضور المادي أثناء التوقيع‪ ،‬أما التوقيع االلكتروني فوظائفه تنحصر في أنه‬
‫يحدد هوية الشخص الموقع ويحقق األمان والثقة في صحة التوقيع ونسبه لصاحبه‬
‫ويمنح كذلك صفة المحرر األصلي للمستند مما يجعل من هذا األخير دليال‬
‫لإلثبات‪.5‬‬

‫صالح عطا هللا‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في التجارة اإللكترونية والتحكيم اإللكتروني‪ ،‬مقال منشور بتاريخ ‪ ، 2016/06/11‬اطلع‬ ‫‪1‬‬

‫عليه في ‪ 2018/02/05‬في الموقع‪:‬‬


‫‪http://newssparrow.blogspot.com/2013/05/blog-post_4572.html‬‬

‫بشار محمود دودين‪ ،‬اإلطار القانوني للعقد المبرم عبر شبكة االنترنت‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،2010،‬ص‪.247.‬‬ ‫‪2‬‬

‫بشار محمود دودين‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.247.‬‬ ‫‪3‬‬

‫رؤى األنصاري‪ ،‬تعريف التوقيع االلكتروني‪ ،‬مقال منشور بتاريخ ‪ ، 2014/05/14‬أطلع عليه بتاريخ ‪ 2018/05/02‬في‬ ‫‪4‬‬

‫الموقع‪:‬‬
‫‪http://isdept-info.blogspot.com‬‬
‫علي مبروك ممدوح‪ ،‬مدى حجية التوقيع االلكتروني في اإلثبات‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪، 2009 ،‬ص‪.49.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫المطلب الثاني‬
‫وظائف التوقيع االلكتروني ومجاالت تطبيقه‪.‬‬

‫بعدما تعرضنا في المطلب األول لمفهوم التوقيع االلكتروني و عرضنا معظم تعريفاته و‬
‫كذلك تطرقنا لخصائصه و صوره‪ ،‬في هذا المطلب سنتعرض لوظائفه و بعض مجاالت تطبيقه‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫وظائف التوقيع االلكتروني‪.‬‬

‫من تعريف التوقيع االلكتروني في قانون االونسترال النموذجي وقوانين الدول العربية‬
‫التي أخذت به نجد أنه يحقق أكثر من وظيفة وهي تحديد هوية الشخص الملتزم باإلضافة‬
‫التزامه بمضمون السند الموقع عليه وإقراره‪ 1‬ويمكن إجمال وظائف التوقيع اإللكتروني في‬
‫ثالث وظائف أساسية وهي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تحديد هوية الموقع‪.‬‬


‫نرى أن تعريف التوقيع االلكتروني يتجه إلى لزوم أن يدقق في الشخص الموقع‪ ،‬واعتبرت‬
‫قوانين التجارة االلكترونية إن تحديد هوية الشخص الموقع هو إعطاء حجية التوقيع‬
‫االلكتروني‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعبير عن إرادة الموقع على السند‪.‬‬
‫إن الوظيفة الثانية للتوقيع االلكتروني والتي تظهر من خالل تعريف القوانين والفقه له هي‬
‫إظهار إلتزام الموقع لمحتوى العقد الذي يذيل به‪ ،‬ذلك لكي يظهر رضا الموقع بمضمونه كامال‬
‫ومن هنا نرى أنه وسيلة للتعبير عن اإلرادة‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬إثبات سالمة العقد ‪.‬‬


‫تعتبر هذه الوضعية األهم والحديثة للتوقيع االلكتروني حيث تؤدي إلى الحفاظ على مضمون‬
‫محتوى العقد وتكامله الن هذه الوثيقة االلكترونية التي يتم تبادلها عبر شبكة االنترنت تكون‬
‫أكثر عرضة للمخاطر لكن يتم التغلب ع لى هذه المخاطر عن طريق التشفير وهذا ما رأيناه في‬
‫التوقيع الرقمي‪.4‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫مجاالت تطبيق التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫كثير من المعامالت التي تتم عبر شبكة االنترنت ال تتم إالّ باالعتماد على التوقيع‬
‫االلكتروني إلثبات صحتها‪ ،‬ومن أبرز مجاالت تطبيق التوقيع االلكتروني ما يلي‪:‬‬
‫مبروك حدة‪ ،‬حجية السندات االلكترونية في اإلثبات ( دراسة مقارنة)‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و السياسية‪ ،‬عدد ‪ ،17‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫حمه لخضر الوادي‪ ،‬جانفي ‪ ،2018‬ص‪.46.‬‬


‫الصفحة نفسها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مبروك حدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47.‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد عبيدات لورنس‪ ،‬إثبات المحرر اإللكتروني‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان ‪،2009‬ص ص‪.154،156.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -1‬بطاقة االئتمان ‪:Credit card‬‬
‫تعرف بخنها بطاقة بالستيكية ومغناطيسية يصدرها البنك لصالح عمالئه بدال من حمل‬
‫النقود‪ ،‬لها شكل مستطيل تحمل اسم المؤسسة المصدرة لها‪ ،‬شعارها‪ ،‬توقيع واسم حاملها‬
‫ورقمها وتاريخ نهاية صالحيتها‪ ، 1‬يستطيع العميل من خاللها شراء مستلزماته ثم التسديد‬
‫الحقا‪ ،‬أما عن كيفية تطبيق التوقيع االلكتروني من خالل بطاقة االئتمان فإنه يتم باستخدام‬
‫التوقيع الرقمي‪.2‬‬
‫‪ -2‬بطاقة الصراف اآللي ‪:ATM‬‬
‫من خاللها يمكن للعميل سحب مبالغ نقدية من رصيده بحد أقصى متفق عليه ‪ ،‬كما تمكنه‬
‫‪3‬‬

‫من االستفسار عن رصيده أو كشف حساب مختصر أو تحويل رصيده إلى رصيد آخر وإجراء‬
‫إيداعات نقدية‪.4‬‬

‫أما عن كيفية تطبيق التوقيع االلكتروني من خالل بطاقة السحب اآللي فإنّه يتم بإدخال‬
‫بطاقة السحب اآللي في المكان الخاص لها في جهاز الصراف اآللي‪ ،‬ثم يقوم بإدخال الرقم‬
‫الخاص بالبطاقة‪ ،‬وأخيرا تحديد العملية المصرفية المراد القيام بها سحب أو إيداع أو تحويل‪.5‬‬
‫‪ -3‬بطاقة الدفع ‪:Debited card‬‬
‫من خاللها يمكن للعميل أن يسحب منها مباشرة قيمة مشترياته وأجور الخدمات المقدمة له‪،‬‬
‫وذلك بناء على السندات الموقعة منه‪ ،6‬وتعتمد هذه البطاقة على وجود رصيد للعميل لدى البنك‬
‫في حساب جاري‪.7‬‬
‫فالعميل عند قيامه بتنفيذ عملية السحب فإنه يقوم بتحويل أمواله إلى البائع التاجر‪ ،‬فإذا كانت‬
‫البطاقة ((‪ ))On-line‬أي على الخط فإنه يتم تحويل األموال يوميا‪ ،8‬وفي هذه الحالة يقوم‬
‫المشتري بتسليم بطاقته للبائع ويقوم هذا األخير بتمريرها داخل جهاز خاص‪ ،‬بعدها يقوم‬
‫المشتري بإدخال الرقم الخاص به ليعلن الموافقة على إتمام العملية‪ ،‬أما إذا كانت خارج الخط‬
‫((‪ ))Offline‬فإن التحويل يتم خالل عدة أيام‪ ،‬وفي هذه الحالة يستخدم التوقيع التقليدي من أجل‬
‫تحويل المبلغ من رصيد بطاقة المشتري إلى رصيد البائع‪.9‬‬
‫‪ -4‬البطاقة الذكية ‪:Smart card‬‬

‫محمد أمين الرومي‪ ،‬التعاقد االلكتروني عبر االنترنت‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية االسكندرية‪، 2004،‬ص‪.130.‬‬ ‫‪1‬‬

‫عيسى غسان ربضي‪ ،‬القواعد الخاصة بالتوقيع االلكتروني‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الثقافة لنشر والتوزيع‪،‬األردن‪،2012،‬ص‪.102.‬‬ ‫‪2‬‬

‫عمار لوصيف‪ ،‬استراتجيات نظام المدفوعات للقرن الحادي والعشرين مع اإلشارة إلى التجربة الجزائرية‪ ،‬مذكرة ماجستير‬ ‫‪3‬‬

‫في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪،2009/2008،‬ص‪.42.‬‬


‫ميادة بلعايش‪ /‬حياة بن اسماعين‪ ،‬مشروع الصيرفة االلكترونية في الجزائر‪ ،‬مجلة أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬العدد السادس‬ ‫‪4‬‬

‫عشر‪ ،‬ديسمبر‪،2014‬ص‪.74.‬‬
‫عيسى غسان ربضي‪ ،‬القواعد الخاصة بالتوقيع االلكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪5.102.‬‬

‫معطى سيد أحمد‪ ،‬واقع وتأثير التكنولوجيا الجديدة لإلعالم واالتصال على أنشطة البنوك الجزائرية‪ ،‬مذكرة ماجستير في‬ ‫‪6‬‬

‫إدارة األفراد وحوكمة الشركات‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان ‪، 2012/2011‬ص‪.24.‬‬
‫معطى سيد أحمد‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.40.‬‬ ‫‪7‬‬

‫عالء محمد عيد النصيرات‪ ،‬حجية التوقيع االلكتروني في االثبات‪(،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة لنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪8‬‬

‫األردن‪ ، 2001. ،‬ص‪.42.‬‬


‫عيسى غسان ربضي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.100.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫هي عبارة عن بطاقة بالستيكية‪ ،‬تحتوي على شريحة ميكروية (( ‪Micro-processor‬‬
‫‪ ))puce‬يمكن استخدامها في استخراج وتخزين ومعالجة ونقل البيانات الرقمية كالنقود‬
‫االلكترونية أو المعلومات الطبية‪.1‬‬
‫وتتم برمجة هذه البطاقة من قبل شركات متخصصة حيث تقوم بإدخال بعض المعلومات‬
‫المهمة وتبرمج دالة جبرية فتولد الرقم السري‪ ،‬وعند كل استخدام يقوم العميل بإدخال البطاقة‬
‫في آلة القراءة مع دخول الرقم السري المولد في البطاقة‪.2‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫حجية التوقيع االلكتروني في االثبات‬
‫إ ن وجود التوقيع االلكتروني ضمن المحرر على وسيط الكتروني غير مادي وانفصاله‬
‫عن شخص الموقع قد يثير الشك حول مصداقيته في تمييز هوية صاحبه وضمان ارتباطه‬
‫بالتصرف القانوني حيث يمكن للقراصنة اختراق نظام المعلومات ومعرفة التوقيع وفك شفرته‬

‫نوال بن عمارة‪ ،‬وسائل الدفع االلكتروني (األفاق والتحديات)‪ ،‬ص‪،7.‬بحث منشور بتاريخ ‪ 2017/02/03‬اطلع عليه في‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2018/06/08‬في الموقع‪:‬‬
‫‪http://dspace.univ-ouargla.dz‬‬
‫عالء محمد نصيرات‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.43.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫واستخدامه دون موافقة صاحبه كل ذلك بخالف التوقيع العادي الذي يتطلب الحضور الجسماني‬
‫لصاحبه مما يسهل التحقق منه ويتم االحتفاظ بنسخة من المحرر تكون بمنأى عن العبث‬
‫والتغيير‪ ،‬ويمكن لخبراء الخطوط كشف أي تالعب أو تزوير في التوقيع‪ ،‬إن مثل هذا التخوف‬
‫رغم ما ينطوي ع ليه من بعض الصواب لم يقف عقبة أمام استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة‬
‫في مجال اإلثبات‪ 1‬وهذا باالستعانة بجهات التوثيق االلكترونية والمرخص لها القيام بهذه‬
‫الوظيفة‪ ،‬حيث تقوم بمنح شهادات بصحة التوقيع االلكتروني وذلك بعد التحقق من شخصية‬
‫األطراف المتعاقدة وإتباع وسائل األمان التقنية التي تضفي حماية وسرية لهذا التوقيع‪.2‬‬
‫إذا استطاع التوقيع اإللكتروني تحقيق شروط معينة تؤدي إلى وصوله إلى درجة األمان‬
‫والثقة في قدرته على تحقيق الوظائف التي يحققها التوقيع التقليدي‪،‬ففي هذه الحالة فإنه سيتمتع‬
‫بالحجية القانونية في اإلثبات‪،‬واألثر القانوني للتوقيع اإللكتروني للتوقيع اإللكتروني يختلف‬
‫بحسب اختالف مدى تحقيقه لكل هذه الشروط من عدمه‪،‬فالتوقيع الذي يحقق كل الشروط التي‬
‫حددها القانون يتمتع بأثر قانوني أعلى من التوقيع اإللكتروني الذي ال يحقق كل هذه الشروط‪،3‬‬
‫ومنـه سـنقوم في ه ـذا المطلـب بـإبراز الشـروط الـتي البـد أن يتـوفر عليهـا التوقيـع ونبـين‬
‫موقف التشريعات حول األخذ بحجية التوقيع االلكتروني‪.‬‬
‫وسنعرض هذا المبحث من خالل المطلبين التاليين ‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬شروط حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬موقف التشريعات من التوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫شروط حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات‪.‬‬

‫حتى يتمتع التوقيع اإللكتروني بحجية في اإلثبات‪،‬البد أن يستوفي الشروط التي تمنحه‬
‫الحجية القانونية في اإلثبات والتي يؤدي عدم توافرها إلى عدم تحقق وصف التوقيع‬
‫اإللكتروني‪ ،4‬ويشترط في التوقيع اإللكتروني عموما حتى يقوم بوظيفته مجموعة من الشروط‬
‫يمكن تصنيفها إلى نوعين من الشروط‪،‬شروط قانونية والتي تتطلب في كل توقيع‪،‬وشروط‬
‫تكنولوجية تقنية خاصة بالتوقيع اإللكتروني‪.5‬‬
‫وسنعرض هذا المطلب من خالل الفرعين التاليين‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الشروط القانونية للتوقيع االلكتروني‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬الشروط التكنولوجية التقنية للتوقيع االلكتروني‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫الشروط القانونية للتوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫محمد حسين منصور‪ ،‬قانون االثبات – مبادئ االثبات و طرقه‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬طبع سنة ‪،1998‬ص ‪.287.‬‬ ‫‪1‬‬

‫سمير حامد عبد العزيز جمال‪ ،‬التعاقد عبر تقنيات االتصال الحديثة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬ط‪،2،2007‬ص‪23.‬‬ ‫‪2‬‬

‫بسمة فوغالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87.‬‬ ‫‪3‬‬

‫أسامة بن غانم العبيدي‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.164‬‬ ‫‪4‬‬

‫عبد هللا بن عبد العزيز بن محمد الفحام‪،‬حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات‪،‬رسالة ماجستير‪،‬جامعة اإلمام محمد بن‬ ‫‪5‬‬

‫سعود اإلسالمية‪،‬المملكة العربية السعودية‪،1428،‬ص‪.30‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫بما أن التوقيع هو شكل خاص من أشكال الكتابة‪،‬فإنه يتعين لكي يحقق وظيفته في اإلثبات‬
‫أن تتوفر فيه الشروط التالية‪ :‬أن يكون شخصيا‪،‬أن يكون مميزا لموقع التعاقد وأن يتصل التوقيع‬
‫بالمحرر الكتابي‪.1‬‬
‫أوال‪/‬أن يكون التوقيع شخصيا‪.‬‬
‫التوقيع هو عالمة شخصية‪ ،‬بمعنى أن يتولى الشخص بنفسه وضع التوقيع‪،‬فإذا وقّع‬
‫شخص آخر باسم الموقّع فال ّ يعتد بهذا التوقيع ويكون باطال‪،‬ولو تم ذلك برضاء صاحب‬
‫التوقيع‪ ،‬فالعبرة هنا بأن يكون التوقيع صادرا ممن يراد أن يحتج به عليه‪.2‬‬
‫وحتى يتسنى للتوقيع القيام بأداء وظيفته‪،‬يجب أن يكون داال على شخصية الموقع فطريقة‬
‫التعبير من خالل الوسيط اإللكتروني وجهات التصديق اإللكتروني‪،‬تسمح بالتعرف على هوية‬
‫صاحب التوقيع بطريقة محسوسة كما ّ في حالة التوقيع في شكله الكتابي‪،‬ومع تقدم التقنيات التي‬
‫تستهدف التثبت من التوقيع اإللكتروني والتي تسمح بتحديد هوية صاحب التوقيع من خالل‬
‫أنظمة فعالة تكشف عمليات التسلل والقرصنة‪،‬وحماية األطراف في ظل تقنيات عالية‬
‫وبرامج أمنية للتأكد من هوية أصحاب التوقيع بما يؤكد سالمة التوقيع ويعزز الثقة ويدل على‬
‫موافقة كل طرف على المعلومات الواردة برسالة البيانات‪،‬فكل تقنية تميز صاحبها ومستوفية‬
‫للشروط المطلوبة في التوقيع يعتمد عليها كدليل إثبات‪،‬وهي مسألة موضوعية تخضع لتقدير‬
‫قاضي الموضوع‪.3‬‬
‫يشـترط أن يكـون التوقيـع داال ومحـددا لشـخص الموقـع ليتحقـق بـذلك دوره في‬
‫اإلثبـات‪،‬‬
‫ونستطيع القول أن التوقيع اإللكتروني قادر على تحديد هوية الشخص الموقع‪،‬إذ أنه وعند‬
‫استعراض صور التوقيع اإللكتروني‪،‬نرى أنه بإمكان هذه الوسائل إذا دعمت بوسائل توفر الثقة‬
‫الكافية بها‪ ،‬تحديد هوية الشخص الموقع بصورة ممتازة ربما تفوق قدرة التوقيع العادي‪،‬‬
‫فالتوقيع البيومتري يقوم أساسا على استخدام الخواص الذاتية للشخص‪،‬األمر الذي يؤدي إلى‬
‫تحديد هويته‪،‬وأما التوقيع اإللكتروني القائم على األرقام السرية فهو قادر على تحديد هوية‬
‫الموقع‪ ،‬مادام أن التوقيع رقم سري ال يعرفه إال صاحبه‪،‬فالشخص ال يستطيع أن ينكر استخدامه‬
‫للبطاقة المقترنة برقمه السري الذي ال يعرفه غيره وال يتشابه مع غيره‪،‬وأما التوقيع بالقلم‬
‫اإللكتروني فهو إن أحسن استخدامه فهو قادر على تحديد هوية الموقع‪ ،‬إذ أن هذا النظام ال يمكن‬
‫استخدامه إال من قبل الشخص الموقع وحده والدليل على ذلك أن هذا النظام ال يعمل إذا اختلف‬
‫الموقع وكذلك إذا وقع الشخص بصورة غير مطابقة لما هو مخزن في ذاكرة‬
‫الكمبيوتر‪،‬أما التوقيع الرقمي فهو بدوره قادر على تحديد هوية الشخص الموقع‪ ،‬من خالل‬
‫المفاتيح العامة والخاصة كما يمكن االستعانة بسلطة التصديق للتحقق من هوية الشخص‪.4‬‬
‫ثانيا‪/‬أن يكون مميزا لموقع التعاقد‪.‬‬
‫حتى يقوم التوقيع بوظيفته في اإلثبات لمضمون المحرر‪،‬يلزم أن يكون التوقيع داال على‬
‫شخصية صاحبه ومميزا له عن غيره‪ ،‬فإذا لم يكن التوقيع كاشفا عن هوية صاحبه ومحددا‬
‫لذاتيته فال يع تد به وبالتالي ال يؤدي دوره في إثبات مضمون المحرر‪،‬ومن أمثلة ذلك أن يتخذ‬

‫بسمة فوغالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.94 .‬‬ ‫‪1‬‬

‫إيمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.273‬‬ ‫‪2‬‬

‫خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوني لتوقيع االلكتروني في ضوء االتفاقيات الدولية والتشريعات العربية‪ ،‬دار الجامعة‬ ‫‪3‬‬

‫الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪. 95‬‬


‫عالء محمد عيد نصيرات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.69،68.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫التوقيع شكل حروف معرجة أو رسم آخر‪،‬أو كان التوقيع بالحروف األولى من االسم واللقب‬
‫أو بواسطة ختم مطموس ال يمكن قراءته‪.1‬‬
‫وهـو مـا نـص عليـه قانون التوقيع والتصديق اإللكترونيين ‪ 04/15‬طبقا للمادة ‪» 3/7‬التوقيع‬
‫الموصوف هو التوقيـع اإللكـتروني الـذي تتوفر فيه المتطلبات التالية‪ ... :‬أن يمكن من تحديد‬
‫هوية الموقع‪. «2 ....‬‬
‫يمكن القول أن التوقيع اإللكتروني بصوره يعد من قبيل العالمات المميزة الخاصة‬
‫بالشخص وحده دون غيره وال يشاركه بها أحد‪ ،‬فالتوقيع البيومتري القائم على الخصائص‬
‫الذاتية أو بالرقم السري بكل مجاالته أو بالقلم اإللكتروني أو التوقيع الرقمي‪،‬كلها تتضمن‬
‫عالمات مميزة تميز الشخص عن غيره‪ ،‬فالتوقيع البيومتري يقوم على الخصائص الذاتية‬
‫للشخص التي يتميز بها عن غيره‪ ،‬كذلك الرقم السري فال يمكن أن يتشابه اثنان بنفس الرقم‬
‫السري داخل النظام الواحد فهو يميز كل شخص عن غيره فال يستطيع أحد استخدام الرقم‬
‫السري لشخص آخر وال يمكنه أن يعرفه بأي طريقة إال بإهمال صاحبه في حفظه‪،‬وكذلك‬
‫التوقيع بالقلم اإللكتروني فهو مثل اإلمضاء العادي في قدرته على تمييز الشخص عن غيره‬
‫ويتمتع بقدر من الحماية فال يمكن إنجازه إال إذا طابق التوقيع بالقلم اإللكتروني اإلمضاء‬
‫المخزن في الكمبيوتر‪،‬أما بالنسبة للتوقيع الرقمي فهو كالرقم السري خاص بصاحبه ويستطيع‬
‫أن يميزه عن غيره فهو يقوم على مفتاحين عام وخاص وهذا الخاص ال يعلمه إالّ الشخص‬
‫الموقع‪.3‬‬
‫مما سبق نخلص إلى أن التوقيع يجب أن يحمل في طياته ما من شأنه التعرف على صاحبه‬
‫بأن يكون مميزا ومحددا لشخص صاحبه بغض النظر عن وسيلة إصداره أي ال يشترط أن يتم‬
‫التوقيع بخط يد الموقع‪ ،‬بل يمكن إتمامه بأداة منفصلة عن شخصه‪.4‬‬
‫ثالثا‪ /‬إتصال التوقيع بالمحرر‪.‬‬
‫والمقصود بهذا الشرط أن يكون التوقيع ضمن المحرر كال ال يتجزأ‪ ،‬وذلك حتى يمنح‬
‫المحرر قيمته القانونية‪ ،‬ويكون التوقيع داال على رضاء موقعه بمضمون المحرر‪ ،‬ومعنى ذلك‬
‫أنه البد أن يكون هذا التوقيع متصال اتصاال ماديا ومباشرا بالمحرر المكتوب‪.5‬‬
‫وإذا كان المستقر هو أن يوضع التوقيع في نهاية الكتابة التي تضمنها المحرر‪،‬حتى يكون‬
‫منسجما على جميع البيانات المكتوبة الواردة فيه ويعلن عن موافقة الموقع والتزامه بمضمونه‬
‫إال أن وجود التوقيع في مكان آخر ال ينفي هذه الموافقة‪ ،‬وان كان يخضع لتقدير قاضي‬
‫الموضوع‪ ،‬فالمهم هو أن يدل التوقيع على إقرار صاحبه بمضمون المحرر وقبوله له‪ ،‬لذلك فقد‬
‫ورد في حكم ل ٕ قضاء محكمة النقض الفرنسية باعتماد التوقيع حتى وان كان الموقع قد وضعه‬
‫في أعلى الصفحة مادام يدل داللة واضحة على إقرار الموقع بمضمون المحرر‪.6‬‬
‫وتتعلق مسألة اتصال التوقيع اإللكتروني بالمحرر اإللكتروني أساسا‪،‬بكفاءة التقنيات المستخدمة‬
‫في تأمين مضمون المحرر المدون إلكترونيا‪،‬وبالتالي تأمين ارتباطه بشكل ال يقبل االنفصال‬
‫عن التوقيع‪،‬ومن أهم هذه التقنيات تقنية التوقيع الرقمي الذي يعتمد على مفتاحين عام وخاص‬
‫عبد الوهاب مخلوفي‪ ،‬مرجع سابق ‪.220 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫سماح كحول‪،‬حجية الوسائل التكنولوجية في االثبات ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر قسم الحقوق ‪،‬كلية الحقوق و العلوم‬ ‫‪2‬‬

‫السياسية‪،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪،2015/2014،‬ص‪.30.‬‬


‫عالء محمد عيد نصيرات‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪. 65‬‬ ‫‪3‬‬

‫إيمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.276‬‬ ‫‪4‬‬

‫عبد الوهاب مخلوفي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.220‬‬ ‫‪5‬‬

‫إيمان مأمون أحمد سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.277-276 .‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫وال يستطيع أحد أن يطلع على مضمون المحرر إال الشخص الذي يملك المفتاح القادر على‬
‫تمكين الشخص من ذلك‪،‬وبناء على ذلك فإن المحرر يرتبط بالتوقيع على نحو ال يمكن فصله‬
‫وال يمكن ألحد غير صاحب المحرر المدون على هذا النحو من التدخل بتعديل مضمونه‪،‬‬
‫ويمكن توافر هذا اشرط أيضا في شتى صور التوقيع اإللكتروني األخرى‪،‬من خالل إعتماد‬
‫تقنيات تكفل توافره‪،‬كما هو الحال في التوقيع بالقلم اإللكتروني‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫الشروط التكنولوجية والتقنية للتوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫نصت مجمل القوانين التي نظمت التوقيع اإللكتروني على جملة من الشروط يجب توافرها‬
‫في التوقيع اإللكتروني حتى يمكن اإلحتجاج به في اإلثبات أهمها الموثوقية‪ ،‬ونعني بالموثوقية‬
‫أن يكون التوقيع اإللكتروني توقيعا آمنا‪،‬وأن يتم التأكد من صحته بشهادة تصديق معتمدة‪.2‬‬
‫أوال‪ /‬أن يكون التوقيع اإللكتروني توقيعا آمنا‪.‬‬
‫ولكي يكون التوقيع اإللكتروني تو قيعا آمنا‪،‬يجب أن يكون التوقيع اإللكتروني الخاص‬
‫بالموقع‪ ،‬والمقصود بذلك أن تكون بيانات إنشاء التوقيع أو ما يطلق عليها القانون الفرنسي‬
‫معطيات إنشاء التوقيع‪ ،‬وهي مثل المفتاح الخاص في التوقيع الرقمي أو بصمة اإلصبع وبصمة‬
‫العين في التوقيع البيومتري أو الكود السري في التوقيع الكودي‪،‬فكل هذه المعطيات يجب أن‬
‫تكون خاصة بالموقع وحده‪ ،‬بمعنى أن تكون حصرية على شخص واحد فقط‪ 3‬وهو الموقع‪ ،‬وقد‬
‫نص على هذا الشرط معظم القوانين التي تبنت التوقيع اإللكتروني‪،‬فنجد التوجيه األوروبي نص‬
‫على هذا الشرط في الفقرة الثانية من المادة الثانية‪ 4‬والتي تنص على جملة من الشروط التي‬
‫يتعين أن تتوافر في التوقيع المؤمن من بينها ارتباط التوقيع اإللكتروني فقط بالموقع‪،‬وقد أورد‬
‫قانون اليونسترال النموذجي للتوقيع اإللكتروني الصادر عام ‪،2001‬هذا الشرط أيضا في الفقرة‬
‫األولى من المادة السادسة بنصه» ‪...‬أن تكون بيانات إنشاء التوقيع مرتبطة بالموقع«‪.5‬‬
‫وال يكفي أن يكون التوقيع اإللكتروني هو الخاص بالموقع وحده حتى يكون هذا التوقيع‬
‫توقيعا آمنا‪،‬بل يجب أن يكون الموقع مسيطرا على وسائل إنشاء التوقيع اإللكتروني وعرف‬
‫المرسوم الفرنسي في الفقرة الخامسة من المادة األولى أداة إنشاء التوقيع اإللكتروني بأنها‪:‬‬
‫» شيء مادي أو برنامج حاسب آلي إلنشاء معطيات التوقيع اإللكتروني‪ ،«6‬ونجد أن قانون‬
‫اليونسترال النموذجي الخاص بالتوقيعات اإللكترونية عند تناول هذا الشرط قد نص في المادة‬
‫‪ 3/6‬على«‪...‬إذا كانت بيانات إنشاء التوقيع خاضعة وقت التوقيع لسيطرة الموقع دون أي‬
‫شخص آخر» وهو بذلك قد خلط بين وسيلة إنشاء التوقيع وبين معطيات أو بيانات إنشاء‬
‫التوقيع‪ ،‬في حين نجد كل من القانون الفرنسي والتوجيه األوروبي قد نص على نفس العبارة‬
‫»أن تكون وسائل إنشاء التوقيع تحت سيطرة الموقع«‪ ،‬وعبر القانون المصري عن هذا الشرط‬

‫عالء محمد عيد نصيرات‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.76-66‬‬ ‫‪1‬‬

‫بسمة فوغالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97 .‬‬ ‫‪2‬‬

‫سامح عبد الواحد التهامي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.458‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد الوهاب مخلوفي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪. 223‬‬ ‫‪4‬‬

‫وهو الشرط الذي تضمنه قانون التوقيع اإللكتروني المصري رقم ‪15‬لسنة ‪2004‬في المادة ‪18،‬وتضمنه أيضا قانون‬ ‫‪5‬‬

‫المعامالت والتجارة اإللكترونية اإلماراتي لسنة ‪2002‬في المادة ‪20،‬والمرسوم التنفيذي الجزائري ‪123/01‬في المادة ‪3‬مكرر‬
‫والتي أضيفت بموجب المرسوم التنفيذي ‪162/07‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Dispositif de création de signature électronique « un matériel ou un logiciel destiné à mettre en application les‬‬
‫‪donnée de création de signature électronique ».‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫في المادة‪ 18‬بـ" سيطرة الموقع وحده دون غيره على الوسيط اإللكتروني" ويقصد بالوسيط‬
‫اإللكتروني الوسيلة التي يتم بها إنشاء التوقيع اإللكتروني‪.1‬‬
‫وبالتالي يجب أن تكون وسيلة إنشاء التوقيع اإللكتروني تحت سيطرة الموقع أو يتحكم فيها‬
‫وحده‪،‬بحيث ال يستطيع أن يتحكم فيها شخص آخر غيره‪،‬بحيث تكون البيانات أو المعطيات‬
‫الناتجة عن هذه الوسيلة خاصة بالموقع فقط ومرتبطة به‪.2‬‬
‫أما المشرع الجزائري فقد نص على هذا الشرط بموجب المادة‪ 10‬من القانون‪ 04/15‬والتي‬
‫تنص على أنه‪ »:‬يجب أن تكون آلية إنشاء التوقيع اإللكتروني الموصوف مؤمنة « لتضيف‬
‫المادة ‪ 11‬من القانون ‪ 04 / 15‬على أن اآللية المؤمنة إلنشاء التوقيع اإللكتروني هي آلية إنشاء‬
‫توقيع إلكتروني تتوفر فيها المتطلبات اآلتية‪:‬‬
‫‪1‬ــ يجب أن تضمن بواسطة الوسائل التقنية واإلجراءات المناسبة‪،‬على األقل‪ ،‬ما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ /‬أالّ يمكن عمليا مصادفة البيانات المستخدمة إلنشاء التوقيع اإللكتروني إال مرة‬
‫واحدة‪،‬وأن يتّم ضمان سريتها بكل الوسائل التقنية المتوفرة وقت اإلعتماد‪.‬‬
‫ب‪/‬أالّ يمكن إيجاد البيانات المستعملة إلنشاء التوقيع اإللكتروني عن طريق اإلستنتاج وأن‬
‫يكون هذا التوقيع محميا من أي تزوير عن طريق الوسائل التقنية المتوفرة وقت اإلعتماد‪.‬‬
‫ج‪ /‬أن تكون البيانات المستعملة إلنشاء التوقيع اإللكتروني محمية بصفة موثوقة من طرف‬
‫الموقع الشرعي من أي استعمال من قبل اآلخرين‪.‬‬
‫‪ /2‬يجب أن ال تعدل البيانات محل التوقيع وأن ال تمنع أن تعرض هذه البيانات على الموقع قبل‬
‫عملية التوقيع‪.3‬‬
‫ثانيا‪/‬التصديق اإللكتروني‪.‬‬
‫التصديق االلكتروني هو وسيلة فنية آمنة للتحقق من صحة التوقيع أو السند‪ ،‬حيث يتم نسبه‬
‫إلى شخص أو كيان معين عبر جهة موثوق بها أو طرف محايد يطلق عليه مقدم خدمات‬
‫التصديق‪.4‬‬
‫‪ / 1‬جهات التصديق اإللكتروني‪.‬‬
‫يعبر في قانون األونسيترال النموذجي بشأن التوقيعات االلكترونية على جهة التصديق‬
‫االلكتروني بمصطلح "مقدم خدمات التصديق‪ "،‬حيث عرفته المادة الثانية على أنه‪" :‬شخص‬
‫يصدر الشهادات ويجوز أن يقدم خدمات أخرى ذات صلة بالتوقيعات االلكترونية"‪.‬‬
‫أ ّما القانون الفرنسي فقد عرف مقدم خدمة التصديق في المرسوم ‪ 272‬لسنة ‪ 2001‬بأنه‪" :‬أي‬
‫شخص يقدم شهادات التصديق أو خدمات أخرى في مجال التوقيع االلكتروني"‪.5‬‬
‫أما المشرع الجزائري فقد اشترط نشوء التوقيع اإللكتروني الموصوف على أساس شهادة‬
‫تصديق إلكتروني موصوفة والتي تمنح من قبل طرف ثالث موثوق أو من قبل مؤدي خدمات‬
‫التصديق اإللكتروني‪،6‬وهذا حتى يكون له حجية في اإلثبات مماثلة للتوقيع المكتوب‪.‬‬

‫مصطفى معوان‪،‬التجارة اإللكترونية ومكافحة الجريمة المعلوماتية‪،‬الطبعة األولى‪،‬دار الكتاب الحديث‪،‬القاهرة‪،2008،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.124‬‬
‫سامح عبد الواحد التهامي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ص‪.461،462.‬‬ ‫‪2‬‬

‫بسمة فوغالي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.99.‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد حسين منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29 .‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪5‬‬
‫‪«prestataire de service de certification ‘ tout entite personne qui‬‬
‫‪délivre des certificats électroniques ou fournit d’autres services en‬‬
‫» ‪matière de signature électronique‬‬
‫إياد محمد عارف عطا سده‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.67 .‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫والمالحظ على هذه التعريفات أنّها وسعت من المجال الذي تقوم به جهات التصديق‬
‫االلكتروني‪ ،‬فإضافة إلى دورها األساسي والمتمثل في إصدار شهادات التصديق االلكتروني‬
‫فهي تقوم كذلك بنشاطات أخرى لها صلة بتقنية التوقيع االلكتروني‪.‬‬
‫غير أنّه ما يعاب على هذه التعريفات أنّها ذكرت كلمة 'شخص طبيعي'‪ ،‬ففي الواقع العملي ال‬
‫يمكن له تقديم خدمة تصديق ألنها تحتاج إلى تقنيات وأجهزة معقدة وخبرات فنية‪ ،‬لذا ال يمكن‬
‫أن يقوم بها إال شخص معنوي سواء كان عام أو خاص‪. 1‬‬
‫‪ /2‬مهام جهة التصديق اإللكتروني‪.‬‬
‫يمكن أن تسأل فيما إذا كان لجوء األطراف إلى جهات التوثيق االلكتروني إلزامي أم ال؟ إذا‬
‫نظرت إلى التوجه األوروبي السابق ذكره نرى أنه ترك حرية اللجوء إلى جهات التوثيق إلى‬
‫األطراف ولم يجعلها إلزامية‪ ،‬لكن بعض القوانين جعلتها إلزامية مثل قانون التجارة االلكترونية‬
‫اإلماراتي قض ى أنه إذا اعتمد شخص التوقيع االلكتروني البد أن يكون معزز بشهادة التصديق‬
‫ومن هنا يمكن حصر مهام جهات التوثيق في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬التحقق من هوية الموقع‪.‬‬
‫‪ ‬إثبات مضمون التبادل االلكتروني‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد لحظة إبرام العقد‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫موقف التشريعات من التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫لقـد سـاهمت الكثـير مـن الهيئـات و البلـدان المهتمـة بسـن قـوانين وتشـريعات تعـالج‬
‫قضـية التوقيـع اإللكـتروني لتضفي عليه الصفة اإللزامية وتعطيه الحجية الكاملة في اإلثبات‬
‫والذي هـو زمـام تلـك المعـامالت التجاريـة‪ .‬الـتي تـتم عبر الوسائل التكنولوجيا‪ ،3‬وسنتعرض‬
‫إلى موقف قانوني األنسيترال والتوجيه األوروبي وإلى موقف التشريع الفرنسي والتشريع‬
‫الجزائري من خالل الفرعين التاليين‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬موقف قانون التجارة الدولية االونستيرال و التوجيه االوروبي من التوقيع االلكتروني‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬موقف التشريع الفرنسي و الجزائري من التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫موقف قانون التجارة الدولية االونستيرال و التوجيه االوروبي من التوقيع االلكتروني‪.‬‬

‫اوال‪ :‬موقف قانون التجارة الدولية االونستيرال‪.‬‬


‫سامح عبد الواحد التهامي‪ ،‬التعاقد عبر االنترنت‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.412‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد حسين منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.293.‬‬ ‫‪2‬‬

‫سماح كحول‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.31.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫جـاء قـانون األونسـيترال كخطـوة رائـدة في االعـتراف بحجيـة التوقيـع اإللكـتروني‬
‫والتعـامالت التجاريـة الـتي تـتم عـبر اإلنترنـت‪ ،‬حيـث يتضـح مـن خـالل مـا ورد في المـادة‬
‫‪ 3/6‬مـن هـذا المشـروع (( يعتـبر التوقيـع اإللكـتروني قـابال للتعويل عليه لغرض الوفاء‬
‫باالشتراط المشار إليه في الفقرة‪ :‬إذا‬
‫أ‪ /‬كانت بيانات إنشاء التوقيع مرتبطة في السياق الذي تستخدم فيه بالموقع دون أي شخص‬
‫أخر‪.‬‬
‫ب‪ /‬كانت بيانات إنشاء التوقيع خاضعة‪ ،‬وقت التوقيع لسيطرة الموقع دون أي شخص آخر‬
‫ج‪ /‬كان أي تغيير في التوقيع اإللكتروني‪ ،‬يجرى بعد حدوث التوقيع قابال لالكتشاف‪.‬‬

‫د‪ /‬كان الغرض من اشـتراط التوقيـع قانونـا هـو تأكيـد سـالمة المعلومـات الـتي يتعلـق بها‬
‫التوقيـع وكـان أي تغيـير يجـرى في تلك المعلومات بعد وقت التوقيع قابال لالكتشاف ))‪.1‬‬
‫توضــح المــادة المـذكورة أعــاله أنــه البــد مــن وجــوب تــوافر هـذه االشـتراطات‬
‫حـتى يصــبح التوقيـع مقبــوال ولـه الحجية الكاملة في اإلثبات‪ ،‬فقد وردت هذه الشروط بكل‬
‫تفصيل حتى ال يدعى مجال لتوضيح أكثر‪.‬‬
‫كمـا بينـت المـادة ‪7‬مـن نفـس المشـروع السـلوك الـتي البـد أن تتـوفر في الموقـع والـتي‬
‫يجـب أن يتصـف بها في توقيعه‪.‬‬
‫وبينـت أيضــا المــادة ‪ 9‬مــن نفــس المشــروع االلتزامــات الواقعــة علــى عــاتق مقــدم‬
‫خـدمات التصـديق أو هيئـة إصـدار الشـهادات بحيـث تـوفر تلـك االلتزامـات ضـمان قيـام هـذه‬
‫الجهـة بالخدمـة المطلوبـة منهـا ممـا يزيـد مـن األمـان والثقة في التوقيع اإللكتروني‪.2‬‬
‫كمـا يـرى كـل مـن عبـد هللا مسـفر الحيـان وحسـن عبـد هللا عبـاس في تقيـيمهم لهـذا‬
‫المشـروع بـأن القـانون جـاء مفصال بالشكل الذي يقضي على أي شبهة للتالعب أو التحايل‬
‫باسـتخدام التوقيـع اإللكـتروني‪ ،‬إال أنـه أغفـل عـن التطور التكنولوجي السريع الذي يحدث في‬
‫مجال التجارة اإللكترونية‪ ،‬وبتالي فإن عباراته كانـت مـن غـير ذات المرونـة التي تسمح‬
‫بتطبيقها على بعض الحاالت قد تستجد في المستقبل‪.3‬‬
‫ثانيا‪ :‬موقف التوجيه األوروبي‪.‬‬
‫ينص التوجيه األوروبي على وجـوب االعـتراف بالحجيـة القانونيـة للتوقيـع اإللكـتروني‬
‫حيـث نصـت المـادة ‪ 1/5‬مــن التوجيــه األوروبي بشــأن التوقيعــات اإللكترونيــة علــى‬
‫الــدول األعضــاء الــتي تكفــل أن التوقيــع اإللكــتروني الــذي يستند إلى شهادة مؤهل والذي‬
‫يتم إنشائ ه بواسطة أداة إنشاء آمنة لها نفـس الحجيـة القانونيـة بالنسـبة للتوقيـع بخـط اليد وتكون‬
‫مقبولة كدليل في اإلجراءات القانونية‪.‬‬
‫وعلى الدول األعضاء تكفل أن التوقيع اإللكـتروني ال يمنـع الفعاليـة القانونيـة كـدليل في‬
‫اإلجـراءات القانونيـة وحـــدها بحجـــة أنـــه في شــكل إلكــتروني‪ ،‬أواليســـتند إلى شـــهادة‬
‫مؤهـــل‪ ،‬أو اليســـتند إلى شـــهادة مؤهــل صــادر عــن المعتمدين مقدم خدمات التصديق‪،‬‬
‫أواليتم إنشاؤها بواسطة إنشاء توقيع آمنة ‪.‬‬

‫المادة ‪ 6‬من قانون األونسيترال النمودجي بشأن التوقيعات اإللكترونية مع دليل اإلشتراع ‪.2001،‬األمم المتحدة‬ ‫‪1‬‬

‫نيويورك‪.2002‬‬
‫المادة ‪ 7‬و‪9‬من قانون األونسيترال النمودجي بشأن التوقيعات اإللكترونية مع دليل اإلشتراع ‪،2001،‬األمم المتحدة‬ ‫‪2‬‬

‫نيويورك‪.2002‬‬
‫عبد هللا مسفر الحيان‪ ،‬حسن عبد هللا عباس‪ ،‬التوقيـع اإللكـتروني‪ ،‬دراسـة نقديـة لمشـروع وزارة التجـارة والصـناعة‬ ‫‪3‬‬

‫الكويتيـة‪ ،‬مجلـة العلـوم اإلقتصـادية واإلداريـة‪ ،‬المجلد التاسع عشر‪ ،‬العدد األول‪،2013 ،‬ص‪.33.‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫يبـين مضـمون المـادة المـذكور أعـاله أن التوجيـه األوروبي سـاوى بـين التوقيـع العـادي‬
‫والتوقيـع اإللكـتروني‪ ،‬كمـا دعا إلى عدم رفض التوقيع اإللكتروني الذي ال يحوز على مصادقة‬
‫عليه من قبل مقدمي خدمات التصديق‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫موقف التشريع الفرنسي و الجزائري من التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬موقف التشريع الفرنسي‪.‬‬


‫كان وعى المشرع الفرنسي مبكرا بضرورة اعتماد وسائل االتصال الحديثة في‬
‫المعامالت‪ ،‬وعيه هذا جعله يتدخل بموجب القانون رقم ‪ 525/80‬الصادر في ‪12‬يوليو‪،1980‬‬
‫والذي عدل المادة ‪ 1348‬من القانون المدني‪ ،‬لينظم وسائل إثبات التصرفات القانونية بوجه‬
‫عام‪ ،‬بحيث تبنى مفهوما حديثا للصورة‪ ،‬إذ منحها حجية معينة في اإلثبات‪.‬‬
‫وهكذا جاءت المادة ‪ 1348‬في فقرتها الثانية باستثناء مهم‪ ،‬على وجوب إعداد الدليل‬
‫الكتابي‪ ،‬إذا كان أحد األطراف أو المودع لديه لم يحتفظ بالسند األصلي‪ ،‬وقدم صورة تعد نسخة‬
‫مطابقة لألصل‪ ،‬ويعد دائما كل نسخ لألصل ناشئا عن إحداث تغيير تصعب إزالته في مادة‬
‫الدعامة‪.2‬‬
‫والمالحظ على هذه المادة أن المشرع الفرنسي منح للصورة حجية في اإلثبات متى‬
‫توافرت شروط ذلك‪ ،‬حيث اشترط أن تكون تلك الصورة نسخة مطابقة لألصل‪ ،‬وهو شرط‬
‫بديهي وضروري فال يعقل أن تكون الصورة مخالفة للنسخة األصلية‪ ،‬إضافة إلى شرط‬
‫ا لتطابق‪ ،‬نجد شرط الدوام‪ ،‬وهو ما عبر عنه المشرع الفرنسي في نهاية المادة بقوله‪" :‬ويعد‬
‫دائما كل نسخ لألصل ناشئا عن إحداث تغيير تصعب إزالته في مادة الدعامة"‪2.‬‬
‫وهكذا كان تدخل المشرع الفرنسي جزئيا‪ ،‬اقتصر في بداياته على بعض القطاعات المحددة‬
‫مثل قانون ‪30‬أبريل‪ 1983‬بشأن السماح باستخدام الوسائط اإللكترونية كبديل عن الدفاتر‬
‫التجارية في تدوين حسابات التجار‪ ،‬وهو ما استتبع تعديل نص المادة ‪ 47‬من قانون الضرائب‬
‫الفرنسي‪ ،‬ليصبح ممكنا قبول قسائم الشراء المدونة أو المتبادلة عبر وسيط إلكتروني من قبل‬
‫جهات الربط الضريبي‪ ،‬كما صدر مرسوم بقانون في ‪03‬ماي‪ 1999‬معدال نص المادة ‪ 289‬من‬
‫قانون الضرائب‪ ،‬وليسمح بقبول جميع المحررات المدونة على وسائط إلكترونية‪ ،‬لمنحها نفس‬
‫الحجية المقررة للمحررات الورقية في اإلثبات قبل جهات الربط الضريبي‪.3‬‬
‫إلى جانب هذه القوانين وغيرها‪ ،‬وتحت ضغط اإلستجابة لمتطلبات التعامل الحديث‪ ،‬مع ما‬
‫يفرض من استعمال تقنيات إلكترونية في االتصال‪ ،‬تدخل المشرع الفرنسي بتعديل مهم على‬
‫القانون المدني تعلق باإلثبات خاصة‪ ،‬لتدخل المحررات اإللكترونية في نطاق أدلة اإلثبات‪،‬‬
‫وبالتالي تحظى بنفس القوة والحجية التي تتمتع بها المحررات الورقية أو التقليدية‪.‬‬
‫وهكذا كان صدور القانون رقم ‪ 2000/230‬الصادر في ‪13‬مارس‪ 2000‬المتعلق بتطويع‬
‫قانون اإلثبات لتكنولوجيا المعلومات والتوقيع اإللكتروني‪ ،‬حيث جاء هذا القانون بتعديل مهم‬
‫شمل خاصة المادة ‪ 1316‬من القانون المدني الفرنسي‪ ،‬إذ جاء فيها "يشمل اإلثبات عن طريق‬

‫سماح كحول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33.‬‬ ‫‪1‬‬

‫نور الدين الناصري‪" ،‬المعامالت واإلثبات في مجال االتصاالت الحديثة"‪ ،‬سلسلة الدراسات القانونية المعاصرة‪ ،‬العدد ‪،12‬‬ ‫‪2‬‬

‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2007-1428‬ص ص‪.65،64 .‬‬


‫ثروت عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.169 .‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫الكتابة كل تدوين للحروف أو العالمات أو األرقام أو أي رمز أو إشارة أخرى‪ ،‬ذات داللة‬
‫تعبيرية واضحة ومفهومة أيا كانت الدعامة التي تستخدم في إنشائها أو الوسيط الذي تنتقل‬
‫عبره"‪.1‬‬
‫وبهذا يكون المشرع الفرنسي قد وسع من مفهوم الكتابة المعدة لإلثبات‪ ،‬لتشمل كل‬
‫أنواعها‪ ،‬حيث كرس هنا مبدأ مهما‪ ،‬حاول من خالله عدم التمييز في نطاق الكتابة المعدة‬
‫لإلثبات على أساس الوسيلة المعتمدة فيها والدعامة القائمة عليها‪ ،‬وهو بذلك يعترف للكتابة‬
‫المعتمدة عبر دعامات إلكترونية بنفس الحجية التي للكتابة عبر دعامات مادية‪ ،‬فالعبرة ليست‬
‫في تقنية اعتماد الكتابة وال في الوسيلة المستخدمة فيها‪ ،‬وإنما في قدرة تلك الطريقة على إنشاء‬
‫الكتابة ونقلها بما يحفظ كمالها‪ ،‬ويجعلها ذات داللة تعبيرية واضحة‪،‬وهو ما عبرت عنه نفس‬
‫المادة ‪" 1316‬تتمتع الكتابة اإللكترونية بنفس الحجية المعترف بها للمحررات الكتابية في‬
‫اإلثبات‪ ،‬شريطة أن يكون باإلمكان تحديد شخص مصدرها على وجه الدقة‪ ،‬وأن يكون تدوينها‬
‫وحفظها قد تم في ظروف تدعو إلى الثقة"‪ ،‬غير أن المشرع جعل الحجية الممنوحة للكتابة‬
‫اإللكترونية متوقفة على شرطين‪ :‬يتمثل األول في تحديد الموقع من خالل تحديد مصدر الكتابة‪،‬‬
‫بي نما تمثل الثاني في إمكانية تدوين وحفظ هذه الكتابة اإللكترونية بشيء يدعو إلى الثقة‬
‫والطمأنينة في استعمالها‪.‬‬
‫إلى جانب هذه المـادة ‪ 1316‬التي شملها التعديـل‪ ،‬نجد بعض المواد األخـرى‪ ،‬وكمثال‬
‫عن ذلك المادة ‪ 1326‬والتي أدخل عليها المشرع الفرنسي تغييرا‪ ،‬فقد كانت المادة تتطلب بأن‬
‫تكون الكتابة والتوقيع بخط اليد في التصرفات القانونية الملزمة من جانب واحد‪ ،‬وجاء التعديل‬
‫فاكتفى المشرع بأن تكون الكتابة صادرة عن الشخص نفسه‪.2‬‬
‫وبهذا يكون المشرع الفرنسي من خالل القانون رقم ‪ ،2000/230‬قد جعل المحررات‬
‫اإللكترونية المتضمنة لتوقيع إلكتروني تتساوى مع المحررات الكتابية المختومة بتوقيع يدوي أو‬
‫تقليدي‪ ،‬من حيث الحجية في اإلثبات‪ ،‬وهو بذلك يستجيب للتوجيهات األوربية التي تسعى إلى‬
‫ضرورة مسايرة التشريعات الوطنية لدول األعضاء وذلك حتى ال تكون هناك ثغرة بين الواقع‬
‫والقانون‪.‬‬
‫‪ ‬بعض المحررات الخاصة بإثبات اتفاقات االئتمان أو اإليجار ألغراض السكن‪.‬‬
‫‪ ‬األوراق الخاصة بإلغاء أو إنهاء التأمين على الحياة أو التأمين الصحي‪ ،‬أو إلغاء‬
‫االستفادة منه‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬موقف المشرع الجزائري ‪.‬‬
‫اعـترف المشـرع الجزائـري بحجيـة التوقيـع اإللكـتروني كغـيره مـن التشـريعات األخـرى‬
‫و يظهـر ذلـك في القـانون ‪ 04/15‬المتضـمن التوقيـع والتصـديق اإللكترونيـين في المـادة‬
‫‪37‬بقولـه (( التوقيـع الموصـوف هـو التوقيـع اإللكـتروني الذي تتوفر فيه المتطلبات اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬أن ينشأ على أساس شهادة تصديق إلكتروني موصوفة‪.‬‬
‫‪ ‬أن يرتبط بالموقع دون سواه‪.‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.174 .‬‬ ‫‪1‬‬

‫نور الدين الناصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.80.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المــادة ‪7‬من القـانون رقــم ‪ 04/15‬مـؤرخ في ‪11‬ربيــع الثـاني عــام ‪1436‬الموافـق أول فبرايــر سـنة ‪ ،2015‬يحــدد‬ ‫‪3‬‬

‫القواعـد العامــة المتعلقـة بــالتوقيع والتصــديق اإللكترونيين‪ ،‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪،‬العدد ‪،06‬المؤرخ في‬
‫‪.2015/02/10‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للتوقيع اإللكتروني و مدى حجيته‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ ‬أن يكون مصمما بواسطة آلية مؤمنة خاصة بإنشاء التوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون منشأ بواسطة وسائل تكون تحت التحكم للموقع‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون مرتبطا بالبيانات الخاصة به‪ ،‬بحيث يمكن الكشف عن التغيرات الالحقة بهذه‬
‫البيانات))‪.‬‬
‫تشير المادة المذكورة أعاله أن المشرع الجزائري وضع شروط البد من أن تتـوفر في‬
‫التوقيـع اإللكـتروني حـتى يمكـن إصباغ عليه صفة الحجية في اإلثبات وهو نفس الموقف الذي‬
‫أخذت به التشـريعات السـابقة الـذكر حيـث نجـد أنها تتفـق علـى مبـدأ واحـد وهـو حـتى يعتـد‬
‫بـالتوقيع اإللكـتروني في اإلثبـات يجـب أن يـتحكم ذلـك بشـروط وإال تسـقط صفة الحجية منه‬
‫في اإلثبات‪.1‬‬

‫سماح كحول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪34.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪24‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‬
‫القواعد الجنائية الحماية لمتوقيع اإللكتروني‬
‫بعد أف درسنا في الفصؿ األوؿ اإلطار التنظيمي لمتوقيع اإللكتروني و كذلؾ حجيتو في‬
‫االثبات ‪ ،‬في ىذا الفصؿ سنتعرض لمقواعد الجنائية الحامية لمتوقيع اإللكتروني في التشريعات‬
‫الغربية و العربية ‪ ،‬لكف بما أف جريمة االعتداء عمى التوقيع اإللكتروني تعتبر مف الجرائـ‬
‫اإللكترونية لذلؾ كاف لزاما عمينا لمبحث في ماىية الجريمة االلكترونية مف خالؿ التعرض‬
‫لمتعريؼ بيا و دراسة أركانيا و التعرؼ عمى خصائصيا و صورىا ىذا سيكوف في المبحث‬
‫األوؿ أما المبحث الثاني سنتعرض مف خاللو لصور الحماية الجنائية التي توفرىا التشريعات‬
‫الغربية و العربية لمتوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماىية الجريمة االلكترونية (المعموماتية)‬


‫المبحث الثاني ‪:‬صور الحماية الجنائية لمتوقيع اإللكتروني في التشريعات الغربية‬
‫و العربية‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‬
‫ماىية الجريمة االلكترونية‬
‫عرفت البشرية في نياية القرف الماضي اتساعا وتزايدا مطردا لنطاؽ استخداـ تقنية‬
‫المعموماتية في المجتمع ونظ ار لمتطور السريع ليذه التقنية فقد مكنت مف استعماالت متعددة وفي‬
‫جميع المجاالت‪ ،‬مما أدى إلى ظيور نوع جديد مف الجرائـ أطمؽ عمييا تسمية الجرائـ‬
‫المعموماتية‪.‬‬
‫و قد أثارت ىذه الجرائـ تساؤالت كثيرة باعتبارىا ظاىرة جديدة و نظ ار لجسامة أخطارىا و‬
‫فداحة خسائرىا و سرعة انتشارىا أصبح التعامؿ مع صور ىذه الجرائـ موضع اىتماـ بالغ مف‬
‫الفنييف و الميتميف بأمف الصرح المعموماتي لتحديد مفيوميا‪ ،‬و خصائصيا و أركانيا و تحديد‬
‫صورىا و التمييز بينيا و بيف ما يقترب منيا مف ظواىر‪.1‬‬
‫سنتعرض في ىذا المبحث لمفيوـ الجريمة االلكترونية ثـ لخصائص وصور الجريمة‬
‫االلكترونية‪ ،‬سيكوف كؿ ىذا وفؽ الخطة التالية‪:‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬مفيوم الجريمة اإللكترونية ( المعموماتية)‪.‬‬


‫المطمب الثاني ‪ :‬أنواع الجريمة االلكترونية‪.‬‬

‫‪ٍ 1‬ف‪١‬بْ ٍ‪٠ٛ‬و‪ ،‬عوائُ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ ‪ِ ،‬نووح ِبعَز‪١‬و رقظض ػٍ‪ َٛ‬عٕبئ‪١‬خ ‪ ٚ‬ػٍُ اإلعواَ ‪،‬وٍ‪١‬خ اٌؾم‪ٛ‬ق‪ ،‬عبِؼخ ث‪ٛ‬ثىو ثٍمب‪٠‬ل‬
‫رٍَّبْ‪،2011/2010 ،‬ص‪.08.‬‬

‫‪35‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المطمب األول‬
‫مفيوم الجريمة المعموماتية‬

‫إف موضوع الجريمة المعموماتية يعتبر بحد ذاتو موضوع الساعة ومشكؿ كؿ الدوؿ‬
‫العامة والسيما الجزائر وتزداد أىمية تمؾ المسألة أماـ الطابع الدولي والعالمي لشبكة اإلنترنت‬
‫فيذه األخيرة تعتبر سالح ذو حديف‪ ،‬يعمؿ بيف جنبيو الظممة والنور ويعكس وجيي الخير والشر‬
‫في اإلنساف‪ ،‬فيو وسيمة لمربط واالتصاؿ والتقارب وتبادؿ المعمومات والمنافع بيف بني اإلنساف‬
‫إال أنو يمكف أف يكوف أداة تزوير وتضميؿ‪ ،‬لذا ظيرت الحاجة الماسة في الحد مف ىذا الجانب‬
‫المظؿ‪.1‬‬
‫ومف خالؿ ىذا المطمب سنحاوؿ استعراض تعريؼ الجريمة المعموماتية الفرع األول و‬
‫أركاف و خصائص الجريمة المعموماتية فرع ثاني ‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫تعريف الجريمة االلكترونية‬

‫إف مسألة وضع تعريؼ لمجريمة االلكترونية كانت محالً الجتيادات الفقياء‪ ،‬لذا ذىب‬
‫الفقياء في تعريؼ الجريمة االلكترونية مذاىب شتى ووضعوا تعريفات مختمفة‪ .‬ويتراوح تعريؼ‬
‫الجريمة االلكترونية بيف الجرائـ التي ترتكب بواسطة الحاسوب إلى الجرائـ التي ترتكب بأي نوع‬
‫مف المعدات الرقمية‪.‬وتعرؼ الجرائـ االلكترونية عمى أنيا الجرائـ التي ترتكب باستخداـ‬
‫الحاسوب والشبكات والمعدات التقنية مثؿ الجواؿ‪.2‬‬
‫وىناؾ مف عرفيا عمى أنيا الجرائـ ذات الطابع المادي التي تتمثؿ في كؿ سموؾ غير‬
‫قانوني مف خالؿ استخداـ األجيزة االلكترونية ينتج منيا حصوؿ المجرـ عمى فوائد مادية أو‬
‫معنوية مع تحميؿ الضحية خسارة مقابمة‪ ،‬وغالبا ما يكوف ىدؼ ىذه الجرائـ ىو القرصنة مف‬
‫أجؿ السرقة أو إتالؼ المعمومات الموجودة في األجيزة‪ ،‬ومف تـ ابتزاز األشخاص باستخداـ تمؾ‬
‫المعمومات‪.3‬‬
‫‪1‬‬
‫ٍّ‪١‬خ ِيغ‪١‬ش‪،‬عوائُ اٌَّبً ثأٔظّخ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ‪ِ ،‬نووح ِبٍزو لبٔ‪ ْٛ‬عٕبئ‪،ٟ‬وٍ‪١‬خ اٌؾم‪ٛ‬ق ‪ ٚ‬اٌؼٍ‪ َٛ‬اٌَ‪١‬بٍ‪١‬خ ‪ ،‬عبِؼخ ِؾّل‬
‫ف‪١‬ؼو ثَىوح ص‪.13.‬‬
‫‪2‬‬
‫ك‪٠‬بة ِ‪ ٍٝٛ‬اٌجلا‪ٕ٠‬خ‪ ،‬اٌغوائُ اٌَّزؾلصخ ف‪ ٟ‬ظً اٌّزغ‪١‬واد ‪ٚ‬اٌزؾ‪ٛ‬الد اإللٍ‪١ّ١‬خ ‪ٚ‬اٌل‪١ٌٚ‬خ‪ٍِ ،‬زم‪ ٝ‬ػٍّ‪ ٟ‬ثبٌٍّّىخ األهكٔ‪١‬خ‬
‫اٌ‪ٙ‬بشّ‪١‬خـ ثزبه‪٠‬ـ ‪ ،َ2014-09-04‬ص ‪.02‬‬
‫‪3‬‬
‫ِغٍخ رىٕ‪ٌٛٛ‬ع‪١‬ب اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد‪ ،‬لَُ ٔظُ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد‪ ،‬ثل‪ ْٚ‬كاه إٌشو‪ٚ ،‬ثل‪ٍٕ ْٚ‬خ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫لقد تعدت تعارؼ الجريمة االلكترونية فيناؾ مف تناوليا مف الزاوية التقنية أو مف‬
‫الزاوية القانونية‪ ،‬وىناؾ مف عرفيا اعتمادا عمى وسمة ارتكاب الجريمة‪ .‬كما عرفيا األستاذ جوف‬
‫فورستر بأنيا” فعؿ إجرامي يستخدـ الكمبيوتر في ارتكابو كأداة رئيسة‪ ” 1‬كما أف ىناؾ جانب‬
‫مف الفقو ال ييتـ بالوسيمة أو موضوع الجريمة المعموماتية ويعرفيا بوصفيا مرتبطة بالمعرفة‬
‫الفنية أو التقنية باستخداـ الحاسب اآللي؛ ولذلؾ ُعرفت ىذه الجريمة بأنيا ” أية جريمة يكوف‬
‫متطمبا القترافيا أف تتوافر لدى فاعميا معرفة بتقنية الحاسب”‪ ،‬وبذلؾ عرفيا الدكتور ىشاـ فريد‬
‫رستـ بأنيا ” أي فعؿ غير مشروع تكوف المعرفة بتقنية المعمومات اساسية لمرتكبو‪. ”2‬‬
‫تتكوف الجريمة االلكترونية مف مقطعييف ىما الجريمة وااللكترونية‪ ،‬ويستخدـ مصطمح‬
‫االلكترونية لوصؼ فكرة جزء مف الحاسب أو عصر المعمومات؛ أما الجريمة فيي السموكيات‬
‫واألفعاؿ الخارجة عمى القانوف‪ .‬والجرائـ االلكترونية فيي ” المخالفات التي ترتكب ضد األفراد‬
‫أو المجموعات مف األفراد بدافع الجريمة وبقصد إيذاء سمعة الضحية أو أذى مادي أو عقمي‬
‫لمضحية مباشر أو غير مباشر باستخداـ شبكات االتصاالت مثؿ االنترنت‪. ”3‬‬
‫وم ف التعريفات التي وضعيا أنصار االتجاه الضيؽ أف الجريمة المعموماتية ىي ” كؿ فعؿ‬
‫غير مشروع يكوف العمـ بتكنولوجيا الكمبيوتر بقدر كبير الزماً مف ناحية؛ ومالحقتو مف ناحية‬
‫أخرى كما عرفيا ىذا االتجاه بأنيا” ىي التي تقع عمى جياز الكمبيوتر أو داخؿ نظامو فقط”‪.‬‬
‫أما أصحاب االتجاه الموسع يعرؼ الجريمة المعموماتية بأنيا ” كؿ سموؾ إجرامي يتـ بمساعدة‬
‫الكمبيوتر” أو ىي كؿ جريمة تتـ في محيط أجيزة الكمبيوتر‪.”4‬‬
‫فقد جاء في توصيات مؤتمر األمـ المتحدة العاشر لمنع الجريمة ومعاقبة المجرميف‬
‫المنعقد في فينا سنة ‪ 2000‬تعريؼ الجريمة االلكترونية بأنيا “أية جريمة يمكف ارتكابيا بواسطة‬
‫نظاـ حاسوبي أو شبكة حاسوبية‪ ،‬أو داخؿ نظاـ حاسوبي‪،‬والجريمة تمؾ تشمؿ مف الناحية‬
‫المبدئية‪ ،‬جميع الجرائـ التي يمكف ارتكابيا في بيئة إلكترونية"‪.5‬‬

‫‪ 1‬فبٌل ػ‪١‬بك اٌؾٍج‪ ،ٟ‬ئعواءاد اٌزؾو‪ٚ ٞ‬اٌزؾم‪١‬ك ف‪ ٟ‬عوائُ اٌؾبٍ‪ٛ‬ة ‪ٚ‬االٔزؤذ‪ ،‬كاه اٌضمبفخ ٌٍٕشو ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ى‪٠‬غ‪ ،‬األهكْ‪ ،‬ثل‪ْٚ‬‬
‫ؽجؼخ‪ ،َ2011 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ 2‬ػبكي ‪ٍٛ٠‬ف ػجل إٌج‪ ٟ‬اٌجشىو‪ ،ٞ‬اٌغو‪ّ٠‬خ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ ‪ٚ‬أىِخ اٌشوػ‪١‬خ اٌغيائ‪١‬خ‪ ،‬اٌؼلك اٌَبثغ‪ ،‬اٌى‪ٛ‬فخ‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ 3‬م‪٠‬بة ِ‪ ٍٝٛ‬اٌجلأ‪١‬خ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص ‪.310‬‬
‫‪ِ 4‬ؾّ‪ٛ‬ك ئثوا٘‪ ُ١‬غبى‪ ،ٞ‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌغٕبئ‪١‬خ ٌٍقظ‪ٛ‬ط‪١‬خ ‪ٚ‬اٌزغبهح االٌىزو‪١ٔٚ‬خ‪ِ ،‬ىزجخ اٌ‪ٛ‬فبء اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ‪ ،‬اإلٍىٕله‪٠‬خ‪ ،‬اٌطجؼخ‬
‫األ‪ ،َ2014 ،ٌٝٚ‬ص ‪.118‬‬
‫‪ 5‬فبٌل ػ‪١‬بك اٌؾٍج‪ِ ،ٟ‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪37‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أما التعريؼ الدولي لمجريمة االلكترونية فيو يعتمد في الغالب عمى الغرض مف استخداـ‬
‫المصطمح؛ فيناؾ عدد محدود مف األفعاؿ التي تمس السرية والنزاىة وبيانات الكمبيوتر وأنظمة‬
‫تمثؿ جوىر الجريمة االلكترونية‪ .‬كما أف ىناؾ أعماؿ متعمقة بالكمبيوتر لتحقيؽ مكاسب‬
‫شخصية أو مالية أو ضرر بما في ذلؾ األفعاؿ المتصمة بجرائـ محتويات الكمبيوتر‪.1‬‬
‫ثمة اختالؼ كبير بشأف المصطمحات المستخدـ لمداللة عمى الظاىرة اإلجرامية الناشئة في‬
‫بيئة الكمبيوتر واالنترنت‪ ،‬وىو اختالؼ رافؽ مسيرة نشأة وتطور ظاىرة اإلجراـ المرتبط بتقنية‬
‫المعمومات واالتصاالت‪.‬فابتداء مف مصطمح استخداـ الكمبيوتر‪ ،‬مرو ار بمصطمح االحتياؿ‬
‫بواسطة ا لكمبيوتر‪ ،‬والجريمة المعموماتية و جرائـ الكمبيوتر والجريمة المرتبطة بالكمبيوتر‬
‫وجرائـ التقنية العالية‪ ،‬إلى جرائـ الياكرز أو االختراقات فجرائـ االنترنت وأخي ار السيبر كرايـ‪.2‬‬
‫مف المصطمحات التي شاعت في العديد مف الدراسات ىو اصطالح الجرائـ االقتصادية‬
‫المرتبطة بالكمبيوتر وىو تعبير يتعمؽ بالجرائـ التي تستيدؼ معمومات قطاعات األعماؿ‪ .‬أما‬
‫عف اصطالحي جرائـ الكمبيوتر و الجرائـ المرتبطة بالكمبيوتر و الجرائـ االلكترونية فيذه‬
‫المصطمحات تعتبر األكثر دقة لمداللة عمى ىذه الظاىرة بالرغـ مف أنيما ولدا قبؿ والدة‬
‫الشبكات وقبؿ االنترنت‪ ،‬تحديداً ليس لسبب إال لكوف االنترنت بالنسبة لممفيوـ الشامؿ لنظاـ‬
‫المعمومات مكوف مف مكونات ىذا النػظػاـ‪ ،‬وأف النظاـ مف جديد أصبح يعبر عنو باصطالح‬
‫نظاـ الكمبيوتر أو النظاـ ألمعموماتي‪.3‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫أركان و خصائص الجريمة المعموماتية‬
‫أوال‪ :‬أركان الجريمة المعموماتية‪.‬‬

‫تنيض الجريمة عمى ركنيف رئيسييف ىما الركف المادي والركف المعنوي‪ ،‬فال بد‬
‫لمجريمة المعموماتية إذف مف ركف مادي يمثؿ كيانيا الممموس ويعبر عف إرادة الفاعؿ بصورة‬
‫يمكف إثباتيا‪ ،‬وال بد أيضا مف ركف معنوي يعبر عف إرادة المجرـ المعموماتي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫م‪٠‬بة ِ‪ ٍٝٛ‬اٌجلا‪ٕ٠‬خ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫‪2‬‬
‫ِؾّ‪ٛ‬ك ئثوا٘‪ ُ١‬غبى‪ِ ،ٞ‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪3‬‬
‫اٌّوعغ ٔفَٗ‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪38‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ .1‬الركن المادي‪.‬‬
‫ال بد مف فعؿ أو امتناع يمكف إثباتو إذ ال عبرة بما يدور في خمد اإلنساف مف أفكار ألنيا‬
‫ال تدخؿ دائرة التجريـ ‪ ،‬والركف المادي ىنا يختمؼ مف حاؿ ألخر حسب التصنيؼ الذي يقع‬
‫عمى الفعؿ وعميو ال يمكف حصر الجريمة المعموماتية تحت تكييؼ واحد ‪ ،‬فقد تشكؿ الواقعة‬
‫المرتكبة والتي تحمؿ وصؼ الجريمة المعموماتية واقعة قذؼ أو تيديد أو تحريض وبشكؿ‬
‫تماما لما يجري عميو قانوف العقوبات مف خالؿ بعض القواعد التي ينطبؽ حكميا حتى‬
‫مطابؽ ً‬
‫عمى الجرائـ الواقعة عف طرؽ جياز الكومبيوتر‪ .‬وىذا ال يسبب إشكاال‪ ،‬إذ يمكف تطبيؽ‬
‫نصوص قانوف العقوبات عمى ىذه السموكيات التقميدية‪ ،‬إال أف ىناؾ أنواعا مف السموؾ يتطمب‬
‫التمييز بينيا وبيف سابقتيا (التقميدية) ‪ ،‬وىذا ما يدعو لمتدخؿ التشريعي‪.‬‬

‫‪ .2‬الركن المعنوي‬
‫خالصا قوامو الفعؿ وما يترتب عميو ‪ ،‬بؿ ىي فوؽ ذلؾ كياف‬
‫ً‬ ‫ماديا‬
‫الجريمة ليست كيانا ً‬
‫نفسي ‪ ،‬ذلؾ أف ماديات الجريمة ال تنشئ لمفردىا مسؤولية ‪ ،‬وىذا المنطؽ يسري عمى الجرائـ‬
‫المعموماتية شأنيا شأف أية جريمة أخرى ‪ ،‬فال بد أف ترتكب مف شخص قادر عمى تحمؿ تبعة‬
‫أفعالو (مسئوؿ جزائيا) وبذلؾ ال يسأؿ عنيا مف ال يعترؼ ليـ قانوف العقوبات بيذه الصفة وىـ‬
‫مف كاف فاقد اإلدراؾ أو اإلرادة ‪.‬والركف المعنوي بصفة عامة عالقة تربط بيف ماديات الجريمة‬
‫وشخصية الجاني وىذه العالقة تكوف محؿ لوـ لمقانوف وتتمثؿ في سيطرة الجاني عمى سموكو‬
‫ونتائج ىذا السموؾ ‪ ،‬وجوىر ىذه العالقة اإلرادة ومف ثـ فيي ذات طبيعة نفسية ‪ .‬ومعموـ أف‬
‫ىناؾ تقسيـ لمجرائـ يعتمد الركف المعنوي أساسا لو‪ ،‬وبموجبو تكوف الجرائـ إما عمديو واما غير‬
‫عمديو‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص الجريمة االلكترونية‬

‫تتميز الجريمة اإللكترونية بخصائص وصفات تميزىا عف غيرىا مف الجرائـ األخرى ومف‬
‫بيف أىـ ىذه الخصائص ما يمي‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫غب‪٠‬ت ٔظبه‪ ،‬اٌغو‪ّ٠‬خ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ‪ ،‬رُ االٍزوعبع ف‪ ِٓ 2016-11-17 ٟ‬اٌّ‪ٛ‬لغ ‪:‬‬
‫‪http://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=28397‬‬

‫‪ِ 2‬فزبػ ث‪ٛ‬ثىو اٌّطوك‪ ،ٞ‬اٌغو‪ّ٠‬خ االٌىزو‪١ٔٚ‬خ ‪ٚ‬اٌزغٍت ػٍ‪ ٝ‬رؾل‪٠‬بر‪ٙ‬ب‪ٚ ،‬هلخ ِملِخ ئٌ‪ ٝ‬اٌّإرّو اٌضبٌش ٌوؤٍبء اٌّؾبوُ اٌؼٍ‪١‬ب‬
‫ف‪ ٟ‬اٌل‪ٚ‬ي اٌؼوث‪١‬خ ثبٌَ‪ٛ‬كاْ إٌّؼمل ف‪ ،2012/9/25-23 ٟ‬ص ‪.16‬‬

‫‪39‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪.1‬مرتكب الجريمة اإللكترونية في الغالب شخص يتميز بالذكاء والدىاء ذو ميارات تقنية‬
‫عالية ودراية باألسموب المستخدـ في مجاؿ أنظمة الحاسب اآللي وكيفية تشغيمو وكيفية تخزيف‬
‫المعمومات والحصوؿ عمييا ‪ ،‬في حيف أف مرتكب الجريمة التقميدية في – الغالب – شخص‬
‫أمي بسيط ‪ ،‬متوسط التعميـ‪.‬‬

‫‪ .2‬مرتكب الجريمة اإللكترونية – في الغالب – يكون متكيفا اجتماعيا وقاد ار ماديا ‪ ،‬باعثو‬
‫مف ارتكاب جريمتو الرغبة في قير النظاـ أكثر مف الرغبة في الحصوؿ عمى الربح أو النفع‬
‫المادي‪ ،‬في حيف أف مرتكب الجريمة التقميدية – غالبا – ما يكوف غير متكيؼ اجتماعيا‬
‫وباعثو مف ارتكابو الجريمة ىو النفع المادي السريع‪.‬‬

‫‪ .3‬تقع الجريمة اإللكترونية في مجال المعالجة اآللية لممعمومات وتستيدف المعنويات ال‬
‫الماديات‪.‬‬

‫‪.4‬الجريمة اإللكترونية ذات بعد دولي ‪ ،‬أي أنيا عابرة لمحدود ‪ ،‬فيي قد تتجاوز الحدود‬
‫الجغرافية باعتبار أف تنفيذىا يتـ عبر الشبكة المعموماتية وىو ما يثير في كثير مف األحياف‬
‫تحديات قانونية إدارية فنية ‪ ،‬بؿ وسياسية بشأف مواجيتيا السيما فيما يتعمؽ بإجراءات‬
‫المالحقة الجنائية‪.‬‬

‫‪.5‬ىي جريمة ناعمة‪ ،‬تنفذ بسرعة وىي صعبة اإلثبات‪:‬ناعمة أي أنيا ال تتطمب الرتكابيا‬
‫العنؼ وال استعماؿ األدوات الخطيرة كاألسمحة وغيرىا‪ ،‬فنقؿ بيانات ممنوعة أو التالعب‬
‫بأرصدة البنوؾ مثال ال تحتاج إال إلى لمسات أزرار‪ ،‬تنفذ بسرعة أي أنيا تتميز بإمكانية تنفيذىا‬
‫بسرعة فأغمب الجرائـ المعموماتية ترتكب في وقت قصير جداً قد ال يتجاوز الثانية الواحدة‪ ،‬وفي‬
‫المقابؿ فيي صعبة اإلثبات لعدـ وجود اآلثار المادية التقميدية(مثؿ بقع الدـ‪ ،‬تكسير‪،‬‬
‫خمع…الخ) ‪ .‬وىذا ما جعؿ وسائؿ اإلثبات التقميدية غير كافية‪ ،‬مما أدى إلى البحث عف أدلة‬
‫فعالة إلثباتيا‪ ،‬كاستخراج البصمات الصوتية أو استعماؿ شبكية العيف ومضاىاتيا باستخداـ‬
‫وسائؿ آلية سريعة‪.1‬‬

‫‪ 1‬وبًِ فو‪٠‬ل اٌَبٌه‪ ،‬اٌغو‪ّ٠‬خ االٌىزو‪١ٔٚ‬خ‪ِ ،‬ؾبػوح أٌم‪١‬ذ ف‪ٔ ٟ‬ل‪ٚ‬ح اٌزّٕ‪١‬خ ‪ِٚ‬غزّغ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ ‪ 23-21‬أوز‪ٛ‬ثو ‪،2000‬‬
‫اٌغّؼ‪١‬خ اٌَ‪ٛ‬ه‪٠‬خ ٌٍّؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ‪ ،‬ؽٍت‪ٍٛ ،‬ه‪٠‬خ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ .6‬الجاذبية‪ :‬نظ ار لما تمثمو سوؽ الكمبيوتر واإلنترنت مف ثروة كبيرة لممجرميف أو األجراـ‬
‫المنظـ‪ ،‬فقد غدت أكثر جذبا الستثمار األمواؿ وغسميا وتوظيؼ الكثير منيا في تطوير تقنيات‬
‫وأساليب تمكف الدخوؿ إلى الشبكات وسرقة المعمومات وبيعيا أو سرقة البنوؾ أو اعتراض‬
‫العمميات المالية وتحويؿ مسارىا أو استخداـ أرقاـ البطاقات…الخ‪.1‬‬

‫‪ .7‬امتناع المجني عمييم عن التبميغ‪ :‬ال يتـ في غالب األحياف اإلبالغ عف جرائـ االنترنيت‬
‫إما لعدـ اكتشاؼ الضحية ليا و إما خشية مف التشيير‪ ،‬لذا نجد أف معظـ جرائـ االنترنيت تـ‬
‫اكتشافيا بالمصادفة‪ ،‬بؿ وبعد وقت طويؿ مف ارتكابيا‪.2‬‬

‫‪ .8‬سرعة محو الدليل وتوفر وسائل تقنية تعرقل الوصول إليو‪ :‬يسيؿ محو الدليؿ مف شاشة‬
‫الكمبيوتر في زمف قياسي باستعماؿ البرامج المخصصة لذلؾ‪ ،‬إذ يتـ عادة في لمح البصر‬
‫وبمجرد لمسة خاطفة عمى لوحة المفاتيح بجياز الحاسوب عمى اعتبار أف الجريمة تتـ في‬
‫صورة أوامر تصدر إلى الجياز‪ ،‬وما إف يحس الجاني بأف أمره سينكشؼ حتى يبادر بإلغاء ىذه‬
‫األوامر‪ ،‬األمر الذي يجعؿ كشؼ الجريمة وتحديد مرتكبييا‪،‬أمر في غاية الصعوبة‪.3‬‬

‫‪ 1‬ػجل اٌؼبي اٌل‪٠‬وث‪ ،ٟ‬اٌغو‪ّ٠‬خ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ‪.‬رؼو‪٠‬ف‪ٙ‬ب‪..‬أٍجبث‪ٙ‬ب‪..‬فظبئظ‪ٙ‬ب‪،‬ك‪ٚ‬ه‪٠‬بد ِفب٘‪ ُ١‬ئٍزوار‪١‬غ‪١‬خ‪ ،‬اٌّووي اٌؼوث‪ ٟ‬ألثؾبس‬
‫اٌفؼبء االٌىزو‪ِ ،ٟٔٚ‬مبي ِٕش‪ٛ‬ه ثزبه‪٠‬ـ ‪ 2013/01/13‬ػٍ‪ ٝ‬اٌواثؾ ‪:‬ربه‪٠‬ـ االؽالع ‪.2017/02/13‬‬
‫‪http://accronline.com/article_detail.aspx?id=7509‬‬
‫‪ِ 2‬ؾّل طبٌؼ اٌؼبكٌ‪ ،ٟ‬اٌغوائُ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ (ِب٘‪١‬ز‪ٙ‬ب ‪ٚ‬ط‪ٛ‬ه٘ب)‪ٚ ،‬هشخ اٌؼًّ اإللٍ‪١ّ١‬خ ؽ‪ٛ‬ي رط‪٠ٛ‬و اٌزشو‪٠‬ؼبد ف‪ِ ٟ‬غبي‬
‫ِىبفؾخ اٌغوائُ االٌىزو‪١ٔٚ‬خ‪ٍٍ ،‬طٕخ ػّبْ‪ 4-2،‬أفو‪ ،2006 ً٠‬ص ‪.7‬‬
‫‪َِ ٍِٝٛ 3‬ؼ‪ٛ‬ك أهؽ‪ِٛ‬خ‪ ،‬اإلشىبٌ‪١‬بد اإلعواِ‪١‬خ اٌز‪ ٟ‬رض‪١‬و٘ب اٌغو‪ّ٠‬خ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ ػجو اٌ‪ٛ‬ؽٓ‪ ،‬اٌّإرّو اٌّغبهث‪ ٟ‬األ‪ٚ‬ي ؽ‪ٛ‬ي‬
‫اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ ‪ٚ‬اٌمبٔ‪ ،ْٛ‬أوبك‪١ّ٠‬خ اٌلهاٍبد اٌؼٍ‪١‬ب‪ ،‬ؽواثٌٍ‪ ،2009 ،‬ص‪.3‬‬

‫‪41‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المطمب الثاني‬
‫أنواع الجريمة اإللكترونية‪.‬‬
‫بعد أف تعرضنا في المطمب األوؿ مف ىذا المبحث لتعريؼ الجريمة االلكترونية‪ ،‬أركانيا‬
‫و خصائصيا‪ ،‬سنتعرض في ىذا المطمب ألنواع الجريمة االلكترونية ‪.‬‬
‫تعددت محاوالت الفقو لتحديد أنواع الجرائـ المعموماتية و ذلؾ لصعوبة حصر ىذه األنواع‬
‫بصفة دقيقة بالنظر لحداثة ظيور ىذه الجريمة و كذا عدـ وجود تعريؼ عاـ متفؽ عميو‬
‫لمجريمة المعموماتية و تحديد مجاليا و كذا بالنظر لمتطور التكنولوجي في كؿ صوره لالرتباط‬
‫الوثيؽ بينيما‪.1‬‬
‫و نظ ار لذلؾ تعددت تقسيمات الجرائـ المعموماتية إلى طوائؼ مختمفة تتميز كؿ منيا‬
‫بسمات خاصة بالنظر إلى اختالؼ المعيار المعتمد في التقسيـ‪.‬‬

‫فيناؾ مف قسـ الجرائـ المعموماتية إلى ثالث طوائؼ تتمثؿ في جرائـ الحاسب اآللي‬
‫االقتصادية و جرائـ الحاسب اآللي التي تنطوي عمى االعتداء عمى حرمة الحياة الخاصة‬
‫و أخي ار جرائـ الحاسب اآللي التي تحدد المصالح القومية أو السالمة الشخصية لألفػراد‪.2‬‬
‫كما قسميا آخروف باالعتماد عمى معيار أنماط السموؾ المختمفة التي تمثؿ الجريمة‬
‫المعموماتية و مدى اتفاقيا أو اختالفيا مع القواعد التي تحكـ القانوف الجنائي إلى ثالث طوائؼ‬
‫رئيسية تتمثؿ األولى في الدخوؿ و االستعماؿ غير المصرح ما لنظاـ الحاسب اآللي و الثانية‬
‫تتمثؿ في طائفة االحتياؿ المعموماتي و سرقة المعمومات و الطائفة األخيرة تتمثؿ في الجرائـ‬
‫التي يساعد الحاسب اآللي عمى ارتكاب و األفعاؿ التي تساعد عمى ارتكاب جرائـ الحاسبات‬
‫اآللية‪.3‬‬
‫و مف المالحظ أف ىذه التقسيمات أو بعضيا لـ تراع بعض أو كؿ خصائص ىذه الجرائـ و‬
‫موضوعيا و الحؽ المعتدى عميو العتمادىا عمى معيار واحد لمتقسيـ متناسية معايير أخػرى‪.‬‬
‫‪ٍ 1‬ف‪١‬بْ ٍ‪٠ٛ‬و‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.32.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Sieber (Ulrich), Criminal liabijlity for the transfer of data in international computer‬‬
‫‪network, New problems for German law, European journal of Crime, law and criminal justice,‬‬
‫‪Vol. 34, 1997, b p 3-27.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Wasik (Martin),op, cit .p41.‬‬

‫‪42‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫و يرى البعض مف الفقياء أنو يجب مراعاة في كؿ محاولة لتقسيـ الجرائـ المعموماتية اعتباراف‬
‫ىما‪:‬‬
‫‪ ‬التطور المستمر الذي يط أر عمى الجريمة المعموماتية بصفة عامػة‪.‬‬
‫‪ ‬معيار الجريمة المعموماتية أي ما يدخؿ في إطار ىذه الجرائـ و ما يخرج منيا‪1‬ػ‬

‫و مراعاة لالعتباريف السابقيف ذىب الفقو الراجح إلى تقسيـ الجرائـ المعموماتية إلى طائفتيف‬
‫رئيسيتيف باالعتماد عمى محؿ الجرائـ المعموماتية التي تنصب عمى معطيات الحاسوب و تطاؿ‬
‫الحؽ في المعمومات باإلضافة إلى االعتماد عمى الدور الذي يقوـ بو الحاسب اآللي في‬
‫الجريمة إذ يستخدـ القترافيا وسائؿ تقنية تقتضي استخداـ الحاسب اآللػػي‪.2‬‬

‫وتتمثؿ الطائفة األولى في الجرائـ المعموماتية الواقعة بواسطة النظاـ المعموماتي أما الطائفة‬
‫الثانية تتمثؿ في الجرائـ المعموماتية الواقعة عمى النظاـ المعموماتي ‪ ،‬و ىذا ما سنتطرؽ لو‬
‫بشكؿ مف التفصيؿ ‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫الجرائم المعموماتية الواقعة بواسطة النظام المعموماتي‪.‬‬

‫يشتمؿ ىذا التصنيؼ أىـ الجرائـ التي تتصؿ بالمعموماتية ‪ ،‬و يعد الحاسب اآللي في ىذه‬
‫الطائفة مف الجرائـ وسيمة لتسييؿ النتيجة اإلجرامية و مضاعفا لجسامتيا‪.‬‬

‫و ييدؼ الجاني عادة مف وراء ارتكاب ىذه الجرائـ تحقيؽ ربح مادي بطريقة غير‬
‫مشروعة‪،3‬إذ تيدؼ ىذه الجرائـ االعتداء عمى أمواؿ الغير‪ ،‬فيستخدـ المجرـ المعموماتي النظاـ‬
‫المعموماتي ذاتو أو برامجو أو نظمو كوسيمة لتنفيذ الجريمة ‪ ،‬و منو ال يكوف النظاـ المعموماتي‬
‫ىو محؿ الحماية الجنائية‪.‬‬

‫‪ٔ 1‬بئٍخ ػبكي ِؾّل فو‪٠‬ل ل‪ٛ‬هح‪ ،‬عوائُ اٌؾبٍت ا‪ ٌٟ٢‬االلزظبك‪٠‬خ كهاٍخ ٔظو‪٠‬خ ‪ٚ‬رطج‪١‬م‪١‬خ‪ِٕ ،‬ش‪ٛ‬هاد اٌؾٍج‪ ٟ‬اٌؾم‪ٛ‬ل‪١‬خ‪ ،‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪،‬‬
‫ٌجٕبْ‪،2005 ،‬ؽ ‪،01‬ص‪.256.‬‬
‫‪٠ٍٛ 2‬و ٍف‪١‬بْ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.33.‬‬
‫‪ٔ 3‬بئٍخ ػبكي ِؾّل فو‪٠‬ل ل‪ٛ‬هح‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.265.‬‬

‫‪43‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫تتعدد صور الجرائـ المعموماتية المرتكبة باستخداـ النظاـ المعموماتي بعضيا ذكرىا المشرع‬
‫الجزائري‪ ،‬في حيف أف البعض اآلخر رأى الفقو إمكانية تطبيؽ القواعد القانونية القائمة في‬
‫قانوف العقوبات عمييا ‪ ،‬نتعرض ليذه األفكار بشكؿ مف التفصيؿ‪.1‬‬

‫أوال‪/‬الجرائم المعموماتية الواقعة عمى األشخاص الطبيعية‪.‬‬

‫تقع ىذه الجرائـ عمى األشخاص و تنقسـ بدورىا إلى طائفتيف بحسب نوع الحقوؽ‬
‫المعتدى عمييا و دور النظاـ المعموماتي في اقترافو‪.‬‬

‫تتمثؿ الطائفة األولى في الجرائـ الواقعة عمى حقوؽ الممكية الفكرية و األدبية‪ ،‬و أما‬
‫الطائفة الثانية تكمف في الجرائـ الواقعة عمى حرمة الحياة الخاصة نتناوليا فيما يأتي‪:2‬‬

‫‪/1‬طائفة الجرائم المعموماتية الواقعة عمى حقوق الممكية الفكرية واألدبية‬

‫يمكف أف يكوف النظاـ المعموماتي وسيمة فعالة لالعتداء عمى حقوؽ الممكية الفكرية و‬
‫األدبية‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ استخداـ النظاـ المعموماتي في السطو عمى بنوؾ المعمومات التي تتضمنيا‬
‫برامج نظاـ معموماتي آخر ‪ ،‬أو حالة تخزيف و استخداـ ىذه المعمومات أو التفريط فييا دوف‬
‫إذف صاحبيا‪ ،‬ذلؾ أف استخداـ معمومة معينة دوف إذف صاحبيا يتضمف اعتداء عمى حؽ مف‬
‫الحقوؽ المعنوية إضافة إلى كونو اعتداء عمى قيمتيا المالية كوف أف لممعمومة قيمة أدبية‬
‫بجانب قيمتيا المادية و يندرج ضمف الحقوؽ الفكرية كذلؾ براءات االختراع إذ تمثؿ فكرة‬
‫لممخترع تحتوي عمى حؽ معنوي و آخر مالي لممخترع‪.3‬‬

‫و قد نص المشرع الجزائري عمى حقوؽ الممكية الفكرية و براءات االختراع مف خالؿ عدة‬
‫نصوص قانونية نذكر مف بينيا‪:‬‬

‫‪-‬المادة‪: 38‬مف الدستور الجزائري التي تنص عمى أف "حرية االبتكار الفكري و الفني و‬
‫العممي مضمونة لممواطػف‪.‬‬
‫حقوؽ المؤلؼ يحمييا القانوف‪.‬‬

‫‪ٍ 1‬ف‪١‬بْ ٍ‪٠ٛ‬و‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.33.‬‬


‫‪ 2‬اٌّوعغ ٔفَٗ‪،‬ص‪34.‬‬
‫‪ 3‬أؽّل فٍ‪١‬فخ اٌٍّؾ ‪ ،‬اٌغوائُ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ‪،‬كاه اٌفىو اٌغبِؼ‪ ٟ‬اإلٍىٕله‪٠‬خ‪ِ ،‬ظو‪ ،2005،‬ص‪.184.‬‬

‫‪44‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ال يجوز حجز أي مطبوع أو تسجيؿ أو أية وسيمة أخرى مف وسائؿ التبميغ و اإلعالـ إال‬
‫بمقتضى أمر قضائي‪.‬‬

‫األمر ‪05/03‬المؤرخ في ‪2003.07.19‬المتعمؽ بحقوؽ المؤلؼ و الحقوؽ المجاورة ‪.‬‬

‫و األمر ‪07/03‬المؤرخ في ‪2003.07.19‬المتعمؽ ببراءات االختراع‪.1‬‬

‫‪/2‬طائفة الجرائم المعموماتية الواقعة عمى الحياة الخاصة‪.‬‬

‫لقد كفمت جؿ الدوؿ الحياة الخاصة لمواطنييا بالحماية وقد حذا الدستور الجزائري حذو‬
‫الدساتير الدولية بحرصو عمى حماية الحياة الخاصة لممواطنيف‪2‬بموجب المادة‪ :39‬مف الدستور‬
‫الجزائري والتي تنص عمى أنو"ال يجوز انتياؾ حرمة حياة المواطف الخاصة‪ ،‬وحرمة شرفو‪،‬‬
‫ويحمييما القانوف‪.‬‬

‫سرية المراسالت واالتصاالت الخاصة بكؿ أشكاليا مضمونة‪.‬‬

‫والشؾ أف الحاسبات اآللية بما ليا قدرة فائقة عمى تخزيف أكبر كـ ممكف مف المعمومات‪،‬‬
‫أصبحت مخزنا ألىـ المعمومات و أكثرىا حساسية المتعمقة باألفراد‪.‬‬
‫و ألىمية المعمومات التي تحتوييا أنظمة الحسابات اآللية أصبح ليذه الحسابات دو ار ىاما في‬
‫تسييؿ الحصوؿ عمى ىذه المعمومات عف طريؽ الغير بإفشائيا لتحقيؽ مصالح مختمفة‪.3‬‬

‫وعميو يمكف أف يستخدـ النظاـ المعموماتي في االعتداء عمى حرمة الحياة الخاصة أو‬
‫عمى الحريات العامة لمفرد‪،‬كأف يقوـ شخص يعمؿ بالنظاـ المعموماتي بإعداد ممؼ يحتوي عمى‬
‫معمومات تخص شخص آخر بدوف عممو أو إذنو ‪ ،‬أو أف يجمع المعمومات بعمـ الشخص‬
‫المعني ولكف يقوـ المكمؼ بحفظيا بإطالع الغير عمييا بدوف إذف صاحبيا‪ ،‬أو أف يقوـ شخص‬
‫اختراؽ معمومات تتمثؿ في أسرار مكتوبة و سير ذاتية و مذكرات حياة شخصية لشخص آخر‪4‬ػ‬

‫ثانيا‪/‬الجرائم المعموماتية الواقعة عمى النظم المعموماتية األخرى‪.‬‬

‫‪ٍ 1‬ف‪١‬بْ ٍ‪٠ٛ‬و‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪34.‬‬


‫‪ 2‬رٕض اٌّبكح ‪ ِٓ 45‬اٌلٍز‪ٛ‬ه اٌّغوث‪ " ٟ‬ؽ‪١‬بح اٌّ‪ٛ‬اؽٕ‪ ٓ١‬اٌقبطخ ؽوِخ ‪٠‬ؾّ‪ٙ١‬ب اٌمبٔ‪ ٚ ْٛ‬اٌّواٍالد ‪ ٚ‬اٌجول‪١‬بد ‪ ٚ‬اٌّؾبكصبد‬
‫اٌزٍ‪١‬ف‪١ٔٛ‬خ ‪ ٚ‬غ‪١‬و٘ب ِٓ ‪ٍٚ‬بئً اإلرظبي ٌ‪ٙ‬ب ؽوِز‪ٙ‬ب ‪ٍ ٚ‬و‪٠‬ز‪ٙ‬ب ِىف‪ٌٛ‬خ ‪ ٚ‬الرغ‪ٛ‬ى ِظبكهر‪ٙ‬ب أ‪ ٚ‬االؽالع ػٍ‪ٙ١‬ب أ‪ ٚ‬هلبثز‪ٙ‬ب ئال‬
‫ثأِو لؼبئ‪َِ ٟ‬جت ‪ٌّ ٚ‬لح ِؾل‪ٚ‬كح ‪ٚ‬فمب الؽىبَ اٌمبٔ‪. ْٛ‬‬
‫‪ٔ 3‬بئٍخ ػبكي ِؾّل فو‪٠‬ل ل‪ٛ‬هح‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.275.‬‬
‫‪ 4‬أؽّل فٍ‪١‬فخ اٌٍّؾ ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.187.‬‬

‫‪45‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ىذا النوع مف الجرائـ ال يستمزـ تدخال إلتالؼ الوظائؼ الطبيعية لمنظاـ المعموماتي و ال‬
‫تعديال عمى المعمومات المعالجة ‪ ،‬بؿ يقتصر في غالب األحياف عمى الولوج المادي مف جانب‬
‫الشخص في مركز المعالجة المعموماتية‪ ،‬أو استخداـ أداة إلكترونية معينة تسمح بالتقاط‬
‫المعمومات و التصنت عمييا لدى النظـ المعموماتية األخرى باإلضافة إلى إساءة استخداـ‬
‫البطاقات االئتمانية و سوؼ نبيف ىاتيف الصورتيف كاآلتي‪:1‬‬

‫‪/1‬الولوج غير المشروع لممعمومات المعالجة آليا‪.‬‬

‫تقوـ ىذه الصورة بوجود المجرـ المعموماتي داخؿ أحد المراكز المعموماتية بيدؼ الولوج إلى‬
‫المعمومات التي تمت معالجتيا آليا و اإلطالع عمييا مف دوف تصريح و قد يكوف ىذا الولوج‬
‫إما مباش ار أو غير مباشر‪.‬‬

‫فأما الولوج المباشر فيعد مف أكثر األفعاؿ المرتكبة و أسيميا تنفيذا و يتخذ عدة صور إذ‬
‫يستطيع الجاني االستيالء عمى المعمومات المخزنة لدى األنظمة المعموماتية بعدة طرؽ‬
‫باستخداـ آلة الطباعة أو استخداـ شاشة النظاـ أو اإلطالع عمى المعمومات بالقراءة عمى ما‬
‫ىو مكتوب عمييا أو باستخداـ مكبر الصوت‪.2‬‬

‫و مف أمثمة الولوج المباشر قياـ موظؼ سابؽ بأحد البنوؾ الفدرالية األمريكية الذي كاف‬
‫يعمؿ في النظاـ المعموماتي الخاص بالبنؾ نقؿ المعمومات المالية المخزنة في النظاـ و نقميا‬
‫لرئيسو الجديد بعد حصولو عمى كممة السر مف زميؿ سابؽ لو‪.3‬‬

‫و أما الولوج غير المباشر ظير بظيور تقنيات مستحدثة ‪ ،‬ليا صمة بالنظاـ المعموماتي‬
‫كالمعالجة عف بعد إذ أف ىذه التقنيات أدت إلى نشوء مخاطر جديدة نتيجة لإلمكانيات‬
‫المستحدثة لمولوج و االستفسار عف بعد مف المراكز المعموماتية ‪ ،‬إذ أنو أثناء حركتيا و بثيا‬
‫تكوف ميددة لاللتقاط و التسجيؿ غير المشروعيف في كؿ لحظة كتوصيؿ خطوط تحويمية‬
‫اللتقاط المعمومات المتواجدة ما بيف النظاـ المعموماتي و النياية الطرفية و إرساؿ المعمومات‬
‫‪٠ٍٛ 1‬و ٍف‪١‬بْ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.36.‬‬
‫‪ 2‬أؽّل فٍ‪١‬فخ اٌٍّؾ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.190.‬‬
‫‪ِ 3‬ؾّل ٍبِ‪ ٟ‬اٌش‪ٛ‬ا‪،‬ص‪ٛ‬هح اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد ‪ ٚ‬أؼبوَبر‪ٙ‬ب ػٍ‪ ٝ‬لبٔ‪ ْٛ‬اٌؼم‪ٛ‬ثبد ‪،‬كاه إٌ‪ٙ‬ؼخ اٌؼوث‪١‬خ‪،1994،‬ص‪.67.‬‬

‫‪46‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المختمسة إلى النياية الطرفية عف طريؽ إشارات إلكترونية أو الولوج غير المشروع عف طريؽ‬
‫أية طرفية بعيدة عف طريؽ نظاـ معموماتي و معرفة كممة السر أو مفتاح الشفرة المناسب‪.1‬‬

‫‪/2‬إساءة استخدام البطاقات االئتمانية‪.‬‬

‫أدى إدخاؿ النظاـ المعموماتي في مجاالت عمميات البنوؾ إلى ظيور ىذا النوع الجديد مف‬
‫الجرائـ المعموماتية‪.‬‬

‫و تعد مف أخطر الجرائـ المعموماتية السيما في المجتمعات التي تتسـ نظميا البنكية بدرجة‬
‫عالية مف التطور و الحداثة ‪ ،‬و يتخذ ىذا النوع مف الجرائـ المعموماتية صورتيف‪.‬‬

‫تتمثؿ األولى في إساءة استخداـ العميؿ البطاقات االئتمانية و ذلؾ عف طريؽ عدـ احتراـ‬
‫العميؿ المصدر إليو البطاقات االئتمانية شروط العقد المبرـ بينو و بيف البنؾ كأف يستعمؿ‬
‫بطاقة ائتمانية انتيت مدة صالحيتيا أو بطاقة تـ إلغاؤىا أو الشراء بأكثر مف قيمتيا ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫و أما الصورة الثانية تتمثؿ في إساءة استخداـ الغير البطاقات االئتمانية كأف يقوـ سارؽ‬
‫استعماؿ البطاقة االئتمانية لمحصوؿ عمى السمع و الخدمات أو سحب مبالغ مالية بموجبيا مف‬
‫أجيزة التوزيع اآللي أو السحب باستخداـ بطاقات مزورة‪.2‬‬

‫ثالثا‪/‬الجرائم المعموماتية الواقعة عمى األسرار‪.‬‬

‫تقع ىذه الجرائـ باستعماؿ النظاـ المعموماتي إلفشاء األسرار سواء كانت األسرار عامة‬
‫تخص مصالح الدولة و نظاـ الدفاع عنيا أو أسرار خاصة تتعمؽ باألفراد أو المصالح‬
‫االقتصادية لممؤسسات المختمفة أو ما يطمؽ عمييا األسرار المينية‪ ،‬و يتخذ ىذا النوع مف‬
‫الجرائـ صورتيف األولى تتعمؽ بالجرائـ الواقعة عمى أسرار الدولة و الثانية تتعمؽ بالجرائـ الواقعة‬
‫عمى األسرار المينية‪.‬‬

‫و تقع ىذه الجريمة لسرقة معمومات قصد التشيير بشخص أو جماعة معينة أو بيعيا‬
‫لتحقيؽ مصالح مختمفة كالحصوؿ عمى عائد مادي ممف ييمو األمر أو يستخدميا لمضغط عمى‬
‫أصحابيا مف أجؿ القياـ بعمؿ أو االمتناع عف القياـ بعمؿ‪.3‬‬

‫‪ 1‬أؽّل فٍ‪١‬فخ اٌٍّؾ ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.192.‬‬


‫‪ 2‬اٌّوعغ ٔفَٗ‪ ،‬ص‪.196.‬‬
‫‪ٍ 3‬ف‪١‬بْ ٍ‪٠ٛ‬و‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.38.‬‬

‫‪47‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫و ىذه الجرائـ تسبب أضرار ألصحابيا أدبية و مادية معتبرة ‪ ،‬لذا حرص المشرع الجزائري‬
‫عمى حماية ىذه األسرار مف خالؿ الباب األوؿ المتعمؽ بالجنايات و الجنح ضد الشيء‬
‫العمومي مف المادة ‪61‬إلى ‪96‬مكرر مف قانوف العقوبات‪ 1‬باإلضافة لممادة‪ 394‬مكرر‪ 03‬مف‬
‫قانوف العقوبات التي نصت " تضاعؼ العقوبات المنصوص عمييا في ىذا القسـ‪ 2‬إذا استيدفت‬
‫الدفاع الوطني أو الييئات و المؤسسات الخاضعة لمقانوف العاـ ‪ ،‬دوف إخالؿ بتطبيؽ عقوبات‬
‫أشد " ‪ ،‬و حذا بذلؾ حذو مختمؼ تشريعات الدوؿ عمى غرار المشرع المصري الذي نص عمى‬
‫ذلؾ في قانوف العقوبات في الكتاب الثاني المتعمؽ بالجنايات و الجنح المضرة بأمف الحكومة‬
‫السيما عندما يكوف إفشاء ىذه األسرار متعمقا بأسرار الدفاع الوطني‪. 3‬‬

‫كما أف القانوف الفيدرالي لمواليات المتحدة األمريكية لجرائـ الحاسبات اآللية الصادر سنة‬
‫‪ 1984‬عاقب بموجب أحكاـ المادة ‪ 03/1040،01‬كؿ مف يقوـ بالدخوؿ غير المصرح لو إلى‬
‫نظاـ الحاسب اآللي بإفشاء معمومات توجد داخؿ ىذا الحاسب اآللي متى كاف ىذا الحاسب‬
‫يستعمؿ بواسطة حكومة الواليات المتحدة األمريكية أو لمصمحتيا و ترتب عف ذلؾ اإلضرار‬
‫بيذا االستعماؿ‪. 4‬‬

‫كما أف مختمؼ التشريعات حمت األسرار المينية ذلؾ أف المعمومات التي توجد داخؿ‬
‫النظاـ المعموماتي تكوف ذات طبيعة سرية‪ ،‬و منو يفترض توافر الثقة فيمف أوكمت إليو ‪ ،‬فجؿ‬
‫التشريعات ألزمت الطبيب و المحامي بالمحافظة عمى األسرار التي يقرىا ليما المريض أو‬
‫الموكؿ في الدعػػاوى‪.5‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الجرائم المعموماتية الواقعة عمى النظام المعموماتي‪.‬‬

‫إضافة إلى الجرائـ المعموماتية التي تقع باستخداـ النظاـ المعموماتي ىناؾ نوع آخر مف‬
‫الجرائـ المعموماتية باالعتماد عمى التصنيؼ الذي يقوـ عمى محؿ الجريمة المعموماتية يتمثؿ‬
‫في الجرائـ الواقعة عمى النظاـ المعموماتي التي قد تستيدؼ إما المكونات المادية لمنظاـ‬
‫‪ 1‬األِو ‪ 156/66‬اٌّإهؿ ف‪ 1966 ٛ١ٔٛ٠ 08 ٟ‬اٌّزؼّٓ لبٔ‪ ْٛ‬اٌؼم‪ٛ‬ثبد اٌّؼلي ‪ ٚ‬اٌّزُّ‪.‬‬
‫‪ 2‬اٌمَُ اٌَبثغ ِىوه رؾذ ػٕ‪ٛ‬اْ اٌَّبً ثأٔظّخ اٌّؼبٌغخ األٌ‪١‬خ ٌٍّؼط‪١‬بد‪.‬‬
‫‪ 3‬أؽّل فزؾ‪ٍ ٟ‬و‪ٚ‬ه‪ ،‬اٌ‪١ٍٛ‬ؾ ف‪ ٟ‬لبٔ‪ ْٛ‬اٌؼم‪ٛ‬ثبد‪،‬ؽ‪ٍٕ،4‬خ ‪،1991‬ص‪.47.‬‬
‫‪ٔ 4‬بئٍخ ػبكي ِؾّل فو‪٠‬ل ل‪ٛ‬هح‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.276.‬‬
‫‪ 5‬أؽّل فٍ‪١‬فخ اٌٍّؾ ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.200.‬‬

‫‪48‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المعموماتػي‪.1‬‬ ‫المدرجة بالنظاـ‬ ‫المعمومات‬ ‫أو‬ ‫المنطقية‬ ‫المكونات‬ ‫أو‬ ‫المعموماتي‬
‫و ىذا ما سنتطرؽ لو بشيء مف التفصيؿ كاالتي‪:‬‬

‫أوال‪/‬جرائم االعتداء عمى المكونات المادية لمنظام المعموماتي‪.‬‬

‫يقصد بالمكونات المادية لمنظاـ المعموماتي تمؾ األجيزة و المعدات الممحقة بو و التي‬
‫تستخدـ في تشغيمو كاألسطوانات و الشرائط و الكابالت‪...‬إلخ‪ ،‬ونتيجة لمطبيعة المادية ليذه‬
‫المكونات فاالعتداء عمييا يكوف عف طريؽ جرائـ عادية و تقميدية‪،2‬كأف تكوف محال لمسرقة أو‬
‫خيانة األمانة أو اإلتالؼ العمدي كإحراقيا أو ضرب اآلالت بشيء ثقيؿ أو حاد أو العبث‬
‫بمفاتيح التشغيؿ أو خربشة الشريط و إفساد أسطوانات التشغيؿ مغناطيسيا بتعريضيا إلى أي‬
‫مجاؿ مغناطيس متمؼ‪ ،‬و يترتب عمى ىذا اإلتالؼ خسائر كبيرة‪.3‬‬

‫و مف أمثمة ذلؾ ما حدث في فرنسا حيث أدى إتالؼ معدات مؤسسة كبيرة متخصصة في‬
‫بيع األنظمة و توثيؽ المعمومات الحسابية إلى خسائر مالية معتبرة قدرت ب ‪ 5‬مالييف فرنؾ‬
‫فرنسي‪.4‬‬

‫و يرى البعض مف الفقياء أنو يندرج ضمف ىذه الطائفة مف الجرائـ المعموماتية سرقة وقت‬
‫اآللة‪ ،‬فقد يمجأ العامميف بالنظاـ المعموماتي إلى استخدامو في أعماؿ خاصة بيـ‪ ،‬و عميو تكوف‬
‫واقعة السرقة منصبة عمى وقت الجياز الذي يمكف تقويمو ماليا و ليس عمى األشياء المادية‬
‫بمعنى الكممة‪.5‬‬

‫و تجدر اإلشارة أف خطورة واقعة السرقة ال تكمف في الشيء المسروؽ لضآلة قيمتو‪،‬‬
‫بالمقارنة بما تحتويو ىذه المكونات المادية مف معمومات تقدر خسارتيا بأمواؿ طائمة‪.‬‬

‫‪ٍ 1‬ف‪١‬بْ ٍ‪٠ٛ‬و‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.39.‬‬


‫‪ 2‬أؽّل فٍ‪١‬فخ اٌٍّؾ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.176.‬‬
‫‪ 3‬مو‪ ٟ‬مو‪ ٟ‬أِ‪ ٓ١‬ؽَ‪، ٗٔٛ‬عوائُ اٌىّج‪ٛ١‬رو‪ ٚ‬اٌغوائُ األفو‪، ٜ‬اٌّإرّو اٌَبكً ٌٍغّؼ‪١‬خ اٌّظو‪٠‬خ ٌٍمبٔ‪ ْٛ‬اٌغٕبئ‪،ٟ‬اٌمب٘وح ‪،‬‬
‫ٍٕخ ‪، 1993‬ص‪.471.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Rose (philippe), OP-cit, p58,59.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪André Lucas, le droit de l’informatique, paris, PUF 1987, P519,521.‬‬

‫‪49‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ثانيا‪/‬جرائم االعتداء عمى المكونات المنطقية )البرامج) لمنظام المعموماتي‪.‬‬

‫تستمزـ ىذه الطائفة مف الجرائـ المعموماتية معرفة فنية عالية في مجاؿ البرمجة ‪ ،‬و قد تقع‬
‫ىذه الجرائـ إما عمى البرامج التطبيقية و إما عمى برامج التشغيؿ و سنتطرؽ لياتيف الصورتيف‬
‫فيما يأتي‪:‬‬

‫‪/1‬الجرائم المعموماتية الواقعة عمى البرامج التطبيقية‪.‬‬

‫يقوـ الجاني في ىذه الصورة بتحديد البرنامج أوال ثـ التالعب فيو لتحقيؽ أكبر قدر مف‬
‫االستفادة المادية‪.‬‬

‫*تعديل البرنامج ‪ :‬اليدؼ الرئيسي مف تعديؿ ىذه البرامج يتمثؿ في اختالس النقود و تكثر‬
‫ىذه الجرائـ في مجاؿ الحسابات‪.1‬‬

‫*التالعب في البرنامج‪ :‬يأخذ التالعب في البرنامج عدة أشكاؿ فقد يتـ عف طريؽ استعماؿ‬
‫القنبمة المنطقية‪ 2‬أو عف طريؽ قياـ أحد المبرمجيف زرع برنامج فرعي غير مسموح بو في‬
‫يسمح لو بالدخوؿ غير المشروع في العناصر الضرورية ألي نظاـ‬ ‫البرنامج األصمي‬
‫معموماتي‪ ،‬و يصعب اكتشاؼ ىذا البرنامج لصغره و دقتو‪.3‬‬

‫‪/2‬الجرائم المعموماتية الواقعة عمى برامج التشغيل‪.‬‬

‫تعد برامج التشغيؿ تمؾ البرامج المسؤولة عف عمؿ النظاـ المعموماتي مف حيث قياميا‬
‫بتنظيـ و ضبط ترتيب التعميمات الخاصة بالنظاـ‪.‬‬

‫و تقوـ الجريمة المعموماتية في ىذه الصورة عف طريؽ تزويد البرنامج بمجموعة تعميمات‬
‫إضافية يسيؿ الوصوؿ إلييا بواسطة شفرة تسمح الحصوؿ عمى جميع المعطيات التي يتضمنيا‬
‫النظاـ المعموماتي‪.4‬‬

‫‪ 1‬أؽّل فٍ‪١‬فخ اٌٍّؾ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك ‪ ،‬ص‪.173.‬‬


‫‪ 2‬اٌّوعغ ٔفَٗ‪،‬ص‪.545.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪le rapport du conseil de l’Europe, 15,18 novembre 1976.‬‬
‫‪4‬‬
‫أؽّل فٍ‪١‬فخ اٌٍّؾ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.175.‬‬

‫‪50‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ثالثا‪/‬جرائم االعتداء عمى المعمومات المدرجة بالنظام المعموماتي‬

‫لممعمومة المعالجة آليا أىمية كبيرة باعتبارىا أساس عمؿ النظاـ المعموماتي و لما ليا مف‬
‫قيمة اقتصادية‪ ،‬و بيذا تعد ىدفا لمجرائـ المعموماتية مف خالؿ التالعب فييا أو عف طريؽ‬
‫إتالفيا و ىذا ما سنتناولو فيما يأتي‪:‬‬

‫‪/1‬التالعب في المعمومات‪.‬‬

‫يتـ التالعب في المعمومات الموجودة داخؿ النظاـ المعموماتي بطريؽ مباشر أو غير‬
‫مباشر‪.‬‬
‫فأما التالعب المباشر يتـ عف طريؽ إدخاؿ معمومات بمعرفة المسؤوؿ عف القسـ‬
‫المعموماتي‪ ،‬و يأخذ ىذا التالعب عدة صور كضـ مستخدميف غير موجوديف بالعمؿ السيما‬
‫في المنشآت التي تضـ عددا كبي ار مف العامميف المؤقتيف و دائمي التغيير بيدؼ الحصوؿ عمى‬
‫مرتباتيـ‪ ،1‬أو باإلبقاء عمى ممفات مستخدميف تركوا العمؿ لمحصوؿ عمى مبالغ مالية شيرية أو‬
‫عف طريؽ عمؿ تحويالت لمبالغ وىمية لدى العامميف بالبنوؾ باستخداـ النظاـ المعموماتي‬
‫بالبنؾ و تسجيميا و إعادة ترحيميا و إرساليا لحساب آخر في بنؾ آخر بيدؼ اختالس تمؾ‬
‫النقود‪.2‬‬
‫في حيف التالعب غير المباشر يتـ عف طريؽ التدخؿ غير المباشر لدى المعمومات‬
‫المسجمة بالنظاـ المعموماتي باستخداـ أحد وسائط التخزيف أو بواسطة التالعب عف بعد‬
‫باستخداـ أدوات معينة و معرفة أرقاـ وشفرات الحسابات‪.3‬‬

‫كما قد يتحقؽ التالعب غير المباشر في المعمومات عف طريؽ التالعب عف بعد باستخداـ‬
‫الجاني كممة السر أو مفتاح الشفرة أو أداة ربط بالمركز المعموماتي ألي جية‪ ،‬و تكمف خطورة‬
‫ىذه الصورة في إمكانية تسمؿ الجاني إلى المعمومات المخزنة بالنظاـ المعموماتي و الحصوؿ‬
‫عمى المنفعة المالية التي يريدىا مف مسافات بعيدة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Escroquerie aux Assedic de paris, jugement du 2 fev 1982 TGI de paris 13 ème ch expertise n°39, avril 1982‬‬
‫‪2‬‬
‫‪l’informatique nouvelle , mai 1976n°73.‬‬
‫‪ 3‬أؽّل فٍ‪١‬فخ اٌٍّؾ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.179.‬‬

‫‪51‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪/2‬إتالف المعمومات‪:‬‬

‫قد ييدؼ الجاني مف خالؿ ارتكابو الجريمة المعموماتية إتالؼ المعمومات المخزنة بالنظاـ‬
‫المعموماتي‪.‬‬

‫ويتخذ اإلتالؼ عدة صور فقد يتـ عف طريؽ طرؽ اإلتالؼ العادية كالحريؽ أو الضرب أو‬
‫السرقة أو عف طريؽ استبداؿ أو محو المعمومات‪.‬‬

‫ويشكؿ استبداؿ المعمومات نوع مف جرائـ الغش أو التزوير المعموماتي و ىو عمى درجة‬
‫كبيرة مف الخطورة ألنو في حالة نجاحو يستمر لوقت طويؿ قبؿ اكتشافو و يتولد عنو مكاسب‬
‫كبيرة بمجرد استبداؿ رقـ بآخر أو إحالؿ رقـ مكاف آخر ‪3 ،‬فمثال ىناؾ مجموعة مف‬
‫المستخدميف اإلدارييف استطاعوا خالؿ سنوات قميمة مضاعفة رواتبيـ عف طريؽ النظاـ‬
‫المعموماتي‪.1‬‬

‫‪ِ 1‬ؾّل ٍبِ‪ ٟ‬ش‪ٛ‬ا‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.75.‬‬

‫‪52‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المبحث الثاني‬
‫صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريعات الغربية و العربية‬

‫بعد أف تطرقنا في المبحث األوؿ لمفيوـ الجريمة االلكترونية أو الجريمة المعموماتية‬


‫كما تسمى عند البعض مف خالؿ دراسة التعريؼ بيا‪ ،‬دراسة أركانيا ‪ ،‬دراسة خصائصيا و‬
‫كذلؾ صورىا‪ ،‬كاف البد مف التطرؽ في ىذا المبحث لصور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني‬
‫في التشريعات الغربية و العربية ألف بحثنا في األساس يبحث في صور الحماية الجنائية‬
‫لمتوقيع اإللكتروني و قد أخترنا أف نبحث و ندرس صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في‬
‫عدة تشريعات غربية منيا وعربية ووقع االختيار عمى التشريع االمريكي و الفرنسي بالنسبة‬
‫لمتشريعات الغربية و التشريع المصري و الجزائري بالنسبة لمتشريعات العربية ‪.‬‬
‫قمنا بتقسيـ ىذا المبحث وفؽ الخطة التالية ‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريعات الغربية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريعات العربية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المطمب األول‬
‫صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريعات الغربية‬

‫وفرت بعض التشريعات الغربية حماية جنائية لمتوقيع اإللكتروني و مف أبرزىا التشريع‬
‫الفرنسي في إطار قانوف العقوبات‪ ،‬و التشريع االمريكي في إطار قانوف جرائـ الكمبيوتر‬
‫الفدرالي‪.‬‬
‫مف خالؿ ىذا المطمب سنحاوؿ إستعراض صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في‬
‫التشريع الفرنسي فرع أول و صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريع االمريكي‬
‫فرع ثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريع الفرنسي‪.‬‬

‫أصدر المشرع الفرنسي بتاريخ ‪13‬مارس‪ 2000‬قانونا خاصا بالتوقيع اإللكتروني‬


‫رقـ‪ 230‬سنة ‪ 2000‬في شأف تعديؿ قانوف اإلثبات في مجاؿ تكنولوجيا المعمومات والمتعمؽ‬
‫بالتوقيع االلكتروني السالؼ الذكر‪ ،1‬وقد أدرج ىذا التعديؿ في نص المادة ‪1316‬مف القانوف‬
‫المدني الفرنسي في ست فقرات‪.‬‬
‫المالحظ مف خالؿ ىذه النصوص أنو لـ يورد قواعد خاصة بالحماية الجنائية لمتوقيع‬
‫اإللكتروني بؿ تركيا لمنصوص العامة‪ ،‬وبالرجوع إلى ىذه األخيرة تطبؽ عمييا جرائـ اإلعتداء‬
‫الواقعة عمى النظاـ المعموماتي وبياناتو الواردة في المواد ‪ 7/323 ،1/323‬مف قانوف العقوبات‬
‫الفرنسي‪ ،‬وجريمة التزوير المعموماتي في المادة ‪ 441‬مف نفس القانوف‪ ،‬وفيما يمي تفصيؿ ليذه‬
‫الجرائـ‪:2‬‬

‫‪1‬‬
‫ػبئشخ ثٓ لبهح ِظطف‪، ٝ‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌغٕبئ‪١‬خ ٌٍؾى‪ِٛ‬خ اإلٌىزو‪١ٔٚ‬خ (كهاٍخ ِمبهٔخ)‪،‬هٍبٌخ كوز‪ٛ‬هاٖ لبٔ‪ ْٛ‬ػبَ ‪ ،‬عبِؼخ أث‪ٛ‬ثىو‬
‫ثٍمب‪٠‬ل رٍَّبْ ‪ ،2018/2017،‬ص‪.134 .‬‬
‫‪2‬‬
‫اٌظفؾخ ٔفَ‪ٙ‬ب‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال ـ االعتداء عمى النظام المعموماتي لمتوقيع اإللكتروني وبياناتو‪:‬‬


‫مف أبرز صور اإلعتداء عمى النظاـ المعموماتي لمتوقيع االلكتروني ىو الدخوؿ إلى‬
‫النظاـ والبقاء فيو بدوف إذف‪ ،‬فضال عف جريمة اإلعتداء العمدي عمى النظاـ المعموماتي‬
‫الخاص بالتوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫‪1‬ـ جريمة الدخول أو البقاء غير المشروع في النظام المعموماتي لمتوقيع اإللكتروني‪:‬‬
‫نص المشرع الفرنسي عمى ىذه الجريمة في المادة ‪/323‬ؼ مف قانوف العقوبات الفرنسي‪،‬‬
‫ولقياميا ينبغي توافر ركنييا‪ ،‬المادي يتمثّؿ في الدخوؿ أو البقاء غير المشروع في قاعدة بيانات‬
‫تتعمؽ بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬وتصنؼ ىذه الجريمة مف جرائـ الخطر حيث يتـ تجريـ السموؾ دوف‬
‫توقؼ ذلؾ عمى نتيجة معينة‪ ،‬فيي ليست مف جرائـ الضرر التي يشترط فييا إلحاؽ ضرر‬
‫بالمجني عميو‪.1‬‬
‫وتعد ىذه الجريمة مف الجرائـ العمدية‪ ،‬وبالتالي ال يتصور وقوعيا بطريؽ الخطأ‪ ،‬وصورة‬
‫الركف المعنوي فييا ىو القصد الجنائي العاـ‪.‬‬
‫‪2‬ـ جريمة اإلعتداء العمدي عمى النظام المعموماتي لمتوقيع اإللكتروني‪:‬‬
‫نص عمييا المشرع الفرنسي في المادة ‪/323‬ؼ‪ ،2‬ويتمثؿ الركف المادي ليذه الجريمة‬
‫في التعطيؿ والتوقيؼ‪ ،‬أو بإفساده بأي وسيمة‪ ،‬ويعد ذلؾ أم ار منطقيا بالنظر لتعدد الوسائؿ‬
‫وتميز الصبغة التقنية عمييا حيث يصعب حصرىا‪ ،‬وىي مف الجرائـ العمدية يتطمب فييا األمر‬
‫توافر القصد الجنائي العاـ بعنصرية العمـ واإلرادة‪ ،‬وىو ما يستفاد مف نص المادة ‪323‬ػ ‪2‬فقرة‬
‫‪2‬مف قانوف العقوبات الفرنسي‪.‬‬
‫وبالتالي إذا ترتب إفساد أو تدمير سير النظاـ عف خطأ أو إىماؿ‪ ،‬فال وجود لجريمة‪،‬‬
‫وكمثاؿ لذلؾ الشخص الذي يستعمؿ أسطوانة تحتوي عمى فيروس مدمر‪ ،‬دوف عممو بوجوده‪.2‬‬
‫ثانيا ـ اإلعتداء عمى بيانات التوقيع اإللكتروني‪:‬‬
‫نص المشرع الفرنسي عمى جريمة التالعب ببيانات النظاـ المعموماتي بموجب المادة‬
‫‪ 2/323‬مف قانوف العقوبات الفرنسي‪ ،‬ويتمثّؿ الركف المادي ليذه الجريمة في النشاط اإلجرامي‬
‫الذي يتكوف مف ثالث أفعاؿ ىي اإلدخاؿ أو المحو أو تعديؿ بيانات التوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ػبئشخ ثٓ لبهح ِظطف‪ِ ،ٝ‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.135.‬‬
‫‪2‬‬
‫اٌظفؾخ ٔفَ‪ٙ‬ب‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أما الركف المعنوي ليذه الجريمة فيتمثؿ في القصد الجنائي العاـ‪ ،‬بعنصريو العمـ واإلرادة‪ ،‬وال‬
‫يشترط توافر القصد الخاص‪ ،‬بؿ يكفي القصد الجنائي العاـ لتحقؽ الركف المعنوي‪.1‬‬
‫ثالثا ـ تزوير التوقيع اإللكتروني‪:‬‬
‫جاء النص عمى ىذه الجريمة في المادة‪ 441‬مف قانوف العقوبات التي نصت عمى أنو‪:‬‬
‫"يعد تزوي ار كؿ تغيير تدليسي لمحقيقة‪ ،‬يكوف مف شأنو إحداث ضررا‪ ،‬ويقع بأي وسيمة كانت‪،‬‬
‫سواء وقع في محرر أو سند أيا كاف موضوعو والذي أعد مسبقا كأداة إلنشاء حؽ أو ترتيب أثر‬
‫قانوني معيف" ‪.2‬‬
‫لقياـ ىذه الجريمة ال بد مف توافر ركنيف مادي ومعنوي عمى النحو التالي‪:‬‬
‫يقوـ الركف المادي ليذه الجريمة في فعؿ تغيير الحقيقة في توقيع إلكتروني بأي وسيمة‪،‬‬
‫ومف أشير وسائؿ تزوير التوقيع اإللكتروني استخداـ برامج حاسوبية وأنظمة معموماتية خاصة‬
‫بذلؾ‪ ،‬يتـ تصميميا عمى غرار البرامج واألنظمة المشروعة أو محاولة كسر الشفرة‪.3‬‬
‫يرى بعض الفقياء‪ 4‬أف التوقيع اإللكتروني ال يمكف تقميده‪ ،‬وانما يمكف استعمالو دوف عمـ‬
‫مالكو باعتباره يتـ بواسطة منظومة إلكترونية تتخذ شكؿ حروؼ أو أرقاـ أو رموز أو إشارات‬
‫أو غيرىا‪ ،‬فيما يتـ تزوير التوقيع التقميدي بتقميد توقيع شخص آخر مما يعني أف التوقيع ذاتو‬
‫مختمؼ عف التوقيع الخاص بصاحبو‪ ،‬وذلؾ ألف التوقيع المقمد ال يمكف أف يكوف بذات خواص‬
‫التوقيع األصمي وبالتالي ال يمكف أف يكوف مماثؿ معو‪.5‬‬
‫أما الركف المعنوي ‪:‬يتمثؿ في القصد الجنائي العاـ بعنصريو العمـ واإلرادة‪ ،‬فجريمة تزوير‬
‫التوقيع اإللكتروني مف الجرائـ العمدية‪ ،‬فيجب أف يعمـ الجاني بوقائع الجريمة وكونيا مف‬
‫المحظورات‪ ،‬ومع ذلؾ تتجو إرادتو إلى الفعؿ المجرـ‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫ػبئشخ ثٓ لبهح ِظطف‪ِ ،ٝ‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.135 .‬‬
‫‪2‬‬
‫اٌّوعغ ٔفَٗ‪ ،‬ص‪.136 .‬‬
‫‪3‬‬
‫طـبٌؼ شٕ‪ ،ٓ١‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌغٕبئ‪١‬خ ٌٍزغبهح االٌىزو‪١ٔٚ‬خ)كهاٍخ ِمبهٔخ ( ‪،‬هٍبٌخ ٌٕ‪ ً١‬ش‪ٙ‬بكح اٌلوز‪ٛ‬هاٖ ف‪ ٟ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌقبص‪ ،‬عبِؼخ‬
‫أث‪ٛ‬ثىو ثٍمب‪٠‬ل رٍَّبْ وٍ‪١‬خ اٌؾـم‪ٛ‬ق‪ ،2013/2012 ،‬ص‪.239.‬‬
‫‪4‬‬
‫ِٕ‪١‬و ِؾّل اٌغٕج‪ِّ ،ٟٙ١‬ل‪ٚ‬ػ ِؾّل اٌغٕ‪ ،ٟٙ١‬ري‪٠ٚ‬و اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ اإلٌىزو‪ ،ٟٔٚ‬كاه اٌفىو اٌغبِؼ‪ ،ٟ‬اإلٍىٕله‪٠‬خ‪،2006،‬ص ‪.55.‬‬
‫‪5‬‬
‫ؽٕبْ ثواّ٘‪ ،ٟ‬عو‪ّ٠‬خ ري‪٠ٚ‬و اٌ‪ٛ‬ص‪١‬مخ اٌوٍّ‪١‬خ اإلكاه‪٠‬خ ماد اٌطج‪١‬ؼخ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ‪ ،‬هٍبٌخ ٌٕ‪ ً١‬ش‪ٙ‬بكح اٌلوز‪ٛ‬هاٖ ف‪ ٟ‬اٌمبٔ‪ْٛ‬‬
‫اٌغٕبئ‪،ٟ‬عبِؼخ ِؾّل ف‪١‬ؼو ثَىوح ‪،‬وٍ‪١‬خ اٌؾم‪ٛ‬ق ‪ ٚ‬اٌؼٍ‪ َٛ‬اٌَ‪١‬بٍ‪١‬خ‪ ،2015/2014،‬ص ‪.239.‬‬
‫‪6‬‬
‫ػبئشخ ثٓ لبهح ِظطف‪ِ ،ٝ‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص ‪.136.‬‬

‫‪56‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الفرع الثاني‬
‫صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريع األمريكي‬

‫باإلضافة إلى قانوف إساءة استعماؿ الكمبيوتر أصدر المشرع األمريكي في ‪03‬جواف سنة‬
‫‪ 2000‬قانونا اتحاديا "لمتوقيع اإللكتروني والتجارة الوطنية "‪،‬وقد سبؽ ىذا القانوف جيودا‬
‫تشريعية ومنيا القواعد االتحادية لمتوقيع والسجالت اإللكترونية الصادرة في ‪20‬مارس سنة‬
‫‪1997‬والتي وضعت لتطبيقيا في مجاؿ شركات األجيزة والقانوف االتحادي لمغذاء والدواء‬
‫ومستحضرات التجميؿ وقانوف الخدمة الصحية العامة‪.1‬‬
‫وقد وضعت مجموعة العمؿ تقري ار في يوليو سنة ‪1992‬اقتصرت فيو عمى إلقاء الضوء‬
‫عمى القواعد المتصمة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬غير أنيا في‪ 31‬أوت‪ 1994‬أصدرت تقري ار وضعت‬
‫فيو القواعد المتعمقة بالسجالت اإللكترونية ‪،‬كما وضعت قواعد لمتوقيع والسجالت اإللكترونية‬
‫صدرت في ‪20‬مارس سنة ‪.21997‬‬
‫يعد أوؿ تشريع ىو "قانوف المعامالت اإللكترونية الموحد" الذي أصدرتو والية كاليفورنيا في‬
‫‪16‬سبتمبر سنة ‪1999‬والذي دخؿ حيز النفاذ في ‪01‬يناير سنة ‪2000،‬وقانوف المعامالت‬
‫اإللكترونية الموحد الذي أصدرتو والية نورث كارولينا والذي دخؿ حيز النفاذ في ‪01‬أكتوبر‬
‫‪. 32000‬‬
‫وقد أصدرت والية نيويورؾ تشريعا في ‪28‬سبتمبر سنة ‪1999‬لمسجالت والتوقيع‬
‫اإللكتروني وكاف ىدؼ ىذا التشريع ىو تنظيـ وتشجيع التعامؿ بالسجالت اإللكترونية وقبوؿ‬
‫التوقيع اإللكتروني في التعامالت التجارية‪4، 4‬كذلؾ أصدرت والية كونتكيت قانونا لممعامالت‬
‫اإللكترونية في فبراير سنة ‪2002‬ودخؿ حيز النفاذ في األوؿ مف أكتوبر في ذات السنة ‪،‬كما‬
‫أصدرت والية بنسمفانيا قانونا مماثال في ‪16‬ديسمبر سنة‪.51999‬‬
‫‪ 1‬أشوف ر‪ٛ‬ف‪١‬ك شٌّ اٌل‪، ٓ٠‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌغٕبئ‪١‬خ ٌٍَّزٕل اإلٌىزو‪(ٟٔٚ‬كهاٍخ ِمبهٔخ ) ‪،‬اٌّإرّو اٌؼٍّ‪ ٟ‬األ‪ٚ‬ي ؽ‪ٛ‬ي اٌغ‪ٛ‬أت‬
‫اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ ‪ٚ‬األِٕ‪١‬خ ٌٍؼٍّ‪١‬بد اإلٌىزو‪١ٔٚ‬خ ِٕظُ اٌّإرّو‪:‬اوبكِ‪١‬خ شوؽخ كث‪ِ، ٟ‬ووي اٌجؾ‪ٛ‬س ‪ٚ‬اٌلهاٍبد هلُ اٌؼلك‪ِٓ ، 1:‬‬
‫‪ 26‬ئٌ‪َ١ٔ 28ٝ‬بْ ‪، 2003‬ثلث‪ - ٟ‬اإلِبهاد اٌؼوث‪١‬خ اٌّزؾلح‪.‬‬
‫‪ 2‬وّب طله ّٔ‪ٛ‬مط افز‪١‬به‪ٌ ٞ‬مبٔ‪ ْٛ‬اٌّؼبِالد اإلٌىزو‪١ٔٚ‬خ اٌّ‪ٛ‬ؽل ‪ٚ،‬مٌه ث‪ٙ‬لف ر‪ٛ‬ؽ‪١‬ل ل‪ٛ‬اػل اٌّؼبِالد اٌزغبه‪٠‬خ اإلٌىزو‪١ٔٚ‬خ‬
‫ث‪ ٓ١‬رشو‪٠‬ؼبد اٌ‪ٛ‬ال‪٠‬بد ‪ٌٍ ٚ،‬ج‪١‬بٔبد اٌّقئخ ئٌىزو‪١ٔٚ‬ب رؼّٕز‪ٙ‬ب رشو‪٠‬ؼبد ارؾبك‪٠‬خ ِٕ‪ٙ‬ب ِب ‪ٕ٠‬ض ػٍ‪ ٗ١‬اٌفظً ‪ ِٓ119‬اٌمَُ‬
‫األ‪ٚ‬ي ِٓ رمٕ‪ ٓ١‬اٌ‪ٛ‬ال‪٠‬بد اٌّزؾلح ‪ٚ‬اٌن‪٠ ٞ‬ؾًّ ػٕ‪ٛ‬اْ "اػزواع ‪ٍٚ‬بئً االرظبالد اٌٍَى‪١‬خ ‪ٚ‬اإلٌىزو‪١ٔٚ‬خ ‪ٚ‬اٌشف‪١ٙ‬خ‪.‬‬
‫‪ 3‬ػجل اٌؾّ‪١‬ل صو‪ٚ‬د ‪ِ،‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص‪ِ ٚ185 .‬بثؼل٘ب‪.‬‬
‫‪ٚ 4‬لل وٍف اٌّشوع ف‪ٚ ٟ‬ال‪٠‬خ ٔ‪ٛ٠ٛ١‬هن ثّ‪ٛ‬عت ٌّبكح اٌضبٌضخ ِٓ اٌفظً اٌواثغ ِٓ ٘نا اٌمبٔ‪ِ، ْٛ‬ىزت رمٕ‪١‬بد اٌ‪ٛ‬ال‪٠‬خ ث‪ٛ‬ػغ‬
‫رمو‪٠‬و ‪٠‬زؼّٓ ‪ٚ‬ػغ رٕظ‪ٚ ُ١‬كٌ‪ ً١‬ػًّ إلٔشبء ‪ٚ‬اٍزقلاَ ‪ٚ‬رقي‪ٚ ٓ٠‬اٌّؾبفظخ ػٍ‪ ٝ‬اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ ‪ٚ‬اٌَغالد اإلٌىزو‪١ٔٚ‬خ‪.‬‬
‫‪ 5‬أشوف ر‪ٛ‬ف‪١‬ك شٌّ اٌل‪ِ، ٓ٠‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص‪.7.‬‬

‫‪57‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وبالرغـ مف تمؾ النصوص المتعمقة بالتوقيع االلكتروني ‪،‬إال أف تمؾ القوانيف االتحادية‬
‫والوالئية لـ تأت بحماية جنائية خاصة ‪،‬بؿ تركتيا لمنصوص العامة لجرائـ الحاسوب‪.‬‬
‫وبالرجوع لمقانوف الفيدرالي األمريكي المتعمؽ باالعتداء عمى الحاسوب لسنة ‪ 1996،‬نجد أف‬
‫الفصؿ ‪1030‬تضمف نصوصا خاصة تجرـ االعتداء الحاسوب‪.‬‬
‫حيث يجرـ المشرع الدخوؿ العمدي عمى البيانات الموجودة بأجيزة الكمبيوتر بدوف تصريح‬
‫أويتجاوز التصريح الممنوح لو أيا كانت الوسيمة المستخدمة والحصوؿ عؿ معمومات سرية‬
‫متعمقة بالدفاع الوطني أو العالقات الخارجية أو الطاقة النووية ‪،‬أو الحصوؿ عمى معمومات‬
‫موجودة في سجؿ اقتصادي لمؤسسة مالية ‪،‬أويخص مصدر بطاقات مالية أوتقرير يتعمؽ‬
‫بالمستيمكيف‪.1‬‬
‫كما عاقب المشرع عمى الدخوؿ في حاسوب يستخدـ في التجارة أو االتصاؿ بيف الواليات‬
‫ويقوـ عمدا بنقؿ برامج أومعمومات أوكود أونظاـ الكمبيوتر‪ .2‬ويعاقب المشرع كذلؾ كؿ مف‬
‫يمنع أو يحرـ أو يتسبب في منع أو حرماف الغير مف استعماؿ كمبيوتر أو خدماتو أو نظاـ أو‬
‫شبكة أومعمومات أو بيانات أو برامج‪ .43‬كما يعاقب المشرع عمى نقؿ أي مكونات لبرامج‬
‫أومعمومات أو كود أو أمر دوف موافقة المسؤوليف عمى الكمبيوتر المستقبؿ لمبرامج أو‬
‫المعمومات أو الكود أو األمر إذا أدى ىذا النقؿ إلى خسارة لشخص أو أكثر‪.4‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنو يمكف توفير حماية جنائية عامة لمتوقيع االلكتروني ‪،‬لكف يالحظ أف‬
‫المشرع اىتـ بالتفصيؿ أكثر الف القانوف األمريكي مف القوانيف التي تيتـ باألمف القومي‬
‫والجانب االقتصادي ‪،‬تطمب أف تتعمؽ المعمومات المحصؿ عمييا متعمقة باألمف القومي ‪،‬أو‬
‫بإحدى المؤسسات االقتصادية ‪،‬وال يجرـ الدخوؿ إلى النظاـ المعموماتي ‪،‬بؿ البد أف يترتب‬
‫عمى الدخوؿ إتالؼ المعمومات أو البرامج التي تيتـ باألمف القومي والجانب االقتصادي‪.5‬‬

‫‪ِ 1‬ؾّل أِ‪ ٓ١‬اٌش‪ٛ‬اثىخ ‪ِ،‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص‪.20.‬‬


‫‪ 2‬ػجل اٌؾٍ‪ ُ١‬هِؼبْ ‪ِ،‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص‪.42.‬‬
‫‪٠ 3‬بٍ‪ٔ ٓ١‬بفن‪ِ ،‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص‪.348 .‬‬
‫‪ 4‬ػجل اٌفزبػ ث‪ ِٟٛ١‬ؽغبى‪،ٞ‬إٌظبَ اٌمبٔ‪ٌ ٟٔٛ‬ؾّب‪٠‬خ اٌزغبهح االٌىزو‪١ٔٚ‬خ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.356.‬‬
‫‪ 5‬طبٌؼ شٕ‪ِ ،ٓ١‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.166.‬‬

‫‪58‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المطمب الثاني‬
‫صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريعات العربية‬
‫خصت بعض التشريعات العربية التوقيع االلكتروني حماية جنائية‪ ،‬أبرزىا التشريع المصري‬
‫و التشريع التونسي المذيف كاف سباقيف في ىذا المجاؿ و لحؽ بيـ المشرع الجزائري سنة‬
‫‪ 2015‬مف خالؿ سنو لمقانوف ‪ 04/15‬المؤرخ في‪ 2015/02/01 :‬المتضمف التوقيع و‬
‫التصديؽ االلكترونييف ‪.‬‬
‫مف خالؿ ىذا المطمب سنحاوؿ إستعراض صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في‬
‫التشريع الجزائري فرع أول و صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريع المصري‬
‫فرع ثاني‪.‬‬

‫الفرع االول‬
‫صور الحماية الجنائية لمتوقيع االلكتروني في التشريع الجزائري‬

‫بالرجوع إلى القانوف الجزائري فالمشرع مف خالؿ القانوف رقـ ‪ 04/15‬المؤرخ في‪:‬‬
‫‪ 2015/02/01‬تدخؿ مرة أخرى بعد سمسة مف القوانيف التي حاوؿ مف خالليا التصدي ليذا‬
‫النوع المستحدث مف الجرائـ واالعتداءات الحاصمة عمى مستجدات ىذا العصر‪.‬‬
‫وعميو؛ يثور التساؤؿ عف صور الحماية الجزائية التي قررىا المشرع لمتوقيع والتصديؽ‬
‫االلكترونييف وفقا لمقواعد العامة المقررة في قانوف العقوبات‪ ،‬والقانوف رقـ‪ ،04/15 :‬وعميو‬
‫سوؼ نوضح ذلؾ عمى النحو التالي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬صور الحماية الجزائية المقررة في قانون العقوبات‪.‬‬
‫بعد أن اعتد المشرع الجزائري بالتوقيع االلكتروني طبقا للمادة ‪ 327‬مف القانوف المدني‬
‫التي تنص في الفقرة الثانية منيا عمى أنو "يعتد بالتوقيع االلكتروني وفؽ الشروط المذكورة في‬
‫المادة ‪ 323‬مكرر‪ 1‬أعاله‪ "،‬وقبؿ صدور القانوف رقـ‪ 40/11‬لـ ينظـ المشرع الجزائري التوقيع‬
‫االلكتروني ولـ يحض بحماية جنائية خاصة عمى غرار التشريع الفرنسي‪ ،‬مما جعؿ حمايتو‬
‫تخضع لمقواعد العامة المقررة في قانوف العقوبات مف خالؿ جرائـ االعتداء عمى أنظمة‬
‫المعالجة اآللية‪1‬وجريمة التزوير‪.‬‬
‫‪ 1‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬هلُ ‪ 23/06‬اٌّإهؿ ف‪ 20 ٟ‬ك‪َّ٠‬جو ‪ 2006‬اٌّؼلي ‪ٚ‬اٌّزُّ ٌألِو ‪ 156/66‬اٌّإهؿ ‪ 1966 ٛ١ٔٛ٠ 8‬اٌّزؼّٓ لبٔ‪ْٛ‬‬
‫اٌؼم‪ٛ‬ثبد‪ ،‬اٌغو‪٠‬لح اٌوٍّ‪١‬خ اٌؼلك ‪،84‬اٌّإهفخ ف‪ 24 ٟ‬ك‪َّ٠‬جو ‪.2006‬‬

‫‪59‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ /1‬جرائم االعتداء عمى النظام المعموماتي لمتوقيع االلكتروني‪:‬‬
‫يتحقؽ االعتداء عمى التوقيع االلكتروني مف خالؿ االعتداء عمى النظاـ المعموماتي لو‪،‬‬
‫وىذا بالدخوؿ أو البقاء غير المصرح بيما‪ ،‬وىي الجريمة المنصوص والمعاقب عمييا بموجب‬
‫المادة‪394‬مكرر مف قانوف العقوبات الجزائري التي تنص عمى أنو "يعاقب بالحبس مف ثالثة‬
‫أشير إلى سنة )‪ (5‬وبغرامة مالية مف‪ 50.000‬دج إلى‪ 200.000‬دج كؿ مف يدخؿ أو يبقى‬
‫عف طريؽ الغش في كؿ أو جزء مف منظومة‪.‬‬
‫تضاعؼ العقوبة إذا ترتب عمى ذلؾ حذؼ أو تغيير لمعطيات المنظومة واذا ترتب عمى‬
‫األفعاؿ المذكورة أعاله تخريب نظاـ اشتغاؿ المنظومة تكوف العقوبة الحبس مف ستة (‪ )6‬أشير‬
‫إلى سنتيف (‪ )2‬والغرامة مف‪ 50.000‬دج الى ‪ 300.000‬دج ‪.‬‬
‫فإف المشرع اعتبر فعؿ الدخوؿ أو البقاء غير المصرح بيما مف األفعاؿ‬ ‫وعمى ضوء ذلؾ ّ‬
‫الجرمية التي تطاؿ النظاـ المعموماتي لمتوقيع االلكتروني‪ ،‬مما يتطمب منا معرفة ما ىي أركانيا‬
‫سواء المادي المتمثؿ في فعمي الدخوؿ أو البقاء وركف معنوي يتمثؿ في القصد الجنائي‪.‬‬
‫فإف السموؾ‬
‫أ‪ /‬الركن المادي‪ :‬بناء عمى المادة ‪ 394‬مكرر مف قانوف العقوبات الجزائري ّ‬
‫اإلجرامي لمركف المادي يتخذ إما صورة الدخوؿ المنطقي وذلؾ بغرض فتح باب يؤدي إلى‬
‫فإف ىذا السموؾ قد يكوف‬
‫النظاـ المعموماتي لمتوقيع االلكتروني أو يتخذ صورة البقاء‪ ،‬وعميو؛ ّ‬
‫ايجابيا يتمثؿ في فعؿ الدخوؿ أو سمبيا يتمثؿ في االمتناع عف الخروج مف النظاـ المعموماتي‬
‫والبقاء فيو‪.‬‬
‫ويعتبر الدخوؿ أبسط تمؾ األنشطة بحيث يكوف بصورة غير مشروعة والخروج دوف‬
‫‪1‬‬
‫فإف مجرد الدخوؿ لمنظاـ المعموماتي لمتوقيع االلكتروني ال‬
‫إحداث أي تأثير سمبي ‪ ،‬وعميو؛ ّ‬
‫يشكؿ فعال غير مشروع وانما يستمد عدـ مشروعيتو مف كونو تـ بطريؽ الغش أو ضد إرادة‬
‫المسؤوؿ عمى النظاـ وبعبارة أخرى بدوف تصريح منو‪ ،2‬ويتحقؽ أيضا فعؿ الدخوؿ المعاقب‬
‫عميو في الحالة التي يتجاوز فييا التصريح بالدخوؿ إما المجاؿ المحدد لو أو الغرض الذي منح‬
‫ألجمو‪.3‬‬
‫‪ 1‬ػجل اٌؾٍ‪٠ ُ١‬ؼم‪ٛ‬ة‪ ،‬اإلػالَ اٌغل‪٠‬ل ‪ٚ‬اٌغو‪ّ٠‬خ االٌىزو‪١ٔٚ‬خ‪ ،‬كاه اٌؼبٌّ‪١‬خ‪ِ ،‬ظو‪ ، 2014 ،‬ؽ‪،01‬ص‪.218.‬‬
‫‪ِ 2‬ؾّل فٍ‪١‬فخ ‪ ،‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌغٕبئ‪١‬خ ٌّؼط‪١‬بد اٌؾبٍت ا‪ ٌٟ٢‬ف‪ ٟ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌغيائو‪ ٞ‬اٌّمبهْ‪ ،‬كاه اٌغبِؼخ اٌغل‪٠‬لح‪ ،‬اإلٍىٕله‪٠‬خ‪،‬‬
‫ِظو‪، 2008،‬ص‪.141 .‬‬
‫‪ 3‬ػجل اٌفزبػ ث‪ ِٟٛ١‬ؽغبى‪ِ ،ٞ‬ىبفؾخ عوائُ اٌىّج‪ٛ١‬رو ‪ٚ‬االٔزؤذ ف‪ ٟ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌؼوث‪ ٟ‬إٌّ‪ٛ‬مع‪ ،ٟ‬كاه إٌ‪ٙ‬ؼخ اٌؼوث‪١‬خ‪ ،‬اٌمب٘وح‪،‬‬
‫ِظو‪ ،2009،‬ص‪.356.‬‬

‫‪60‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أما البقاء فيو "التواجد داخؿ النظاـ ضد إرادة صاحب النظاـ أو مف لو السيطرة‬
‫‪1‬‬
‫فإف البقاء يبدأ مف المحظة التي كاف يجب عمى الشخص فييا أف يغير وضعو‬‫عميو ‪،‬وعميو ّ‬
‫بالخروج مف النظاـ‪ ،‬وتحديد المدة المسموح بيا لمخروج مف المسائؿ الموضوعية المتروكة‬
‫لمسمطة التقديرية لقاضي الموضوع‪.2‬‬
‫والى جانب السموؾ اإلجرامي قد يتطمب قياـ الركف المادي تحقؽ نتيجة إجرامية كما ىو‬
‫الحاؿ في جرائـ ال ضرر‪ ،‬أو ال يستمزـ قيامو تحقؽ ىذه النتيجة كما ىو الشأف في جرائـ‬
‫الخطر‪ ،‬وجريمة الدخوؿ والبقاء غير المصرح بيما المنصوص عمييا في المادة ‪ 394‬مكرر‬
‫مف قانوف العقوبات جمع فييا المشرع ىذا التقسيـ إذ اعتبرىا مف جرائـ الخطر حسب الفقرة‬
‫األولى وقرر عقوبة عمى كؿ مف يدخؿ أو يبقى عف طريؽ الغش في كؿ أو جزء مف النظاـ‬
‫المعموماتي دوف أف يترتب أي ضرر‪ ،‬أما الفقرتاف الثانية والثالثة مف ذات المادة فشددت العقوبة‬
‫إذا ما ترتب عمى ىذا الدخوؿ أو البقاء عف طريؽ الغش إما إحداث أو تغيير لبيانات النظاـ أو‬
‫تخريب نظاـ اشتغاؿ المنظومة‪.3‬‬
‫ب‪/‬الركن المعنوي‪:‬‬
‫فإف المشرع الجزائري اعتد بجريمة الدخوؿ والبقاء‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 394‬مكرر فقرة ‪ّ 1‬‬
‫غير المصرح بيما في صورتيا البسيطة كجريمة عمدية تقوـ عمى القصد الجنائي العاـ‬
‫واإلرادة‪ ،‬ويتحقؽ ذلؾ بانصراؼ إرادة الجاني إلى الدخوؿ أو البقاء غير‬ ‫بعنصريو العمـ‬
‫المصرح بيما‪ ،‬وأف يعمـ الجاني بماىية السموؾ اإلجرامي وتيديده لمصمحة يحمييا القانوف‪،‬‬
‫وبالتالي ال شأف لمعمـ واإلرادة بالنتيجة ألف ىذه األخيرة تخرج عف النموذج القانوني لمجريمة‪.4‬‬
‫أما عف الركف المعنوي لمجريمة في صورتيا المشددة فيتضح مف خالؿ الفقرتيف ‪ 3،2‬مف‬
‫المادة ‪ 394‬مكرر قانوف العقوبات أف النتيجة المشددة ىي نتيجة غير عمدية وىو األمر الذي‬
‫ذىب إليو جانب مف الفقو الفرنسي أف ىذه الجريمة تقع عف طريؽ الخطأ‪ ،‬وال يتطمب المشرع‬
‫فييا توافر القصد الجنائي العمدي‪ ،‬بحيث يعد الخطأ كافيا لقياـ الجريمة‪ ،‬ومف‬
‫‪ٙٔ 1‬ال ػجل اٌمبكه اٌّ‪ ،ِٟٕٛ‬اٌغوائُ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ‪ ،‬كاه اٌضمبفخ‪ ،‬ػّبْ‪ ،‬األهكْ‪،2008،‬ؽ‪،01‬ص‪.161.‬‬
‫‪ِ 2‬ؾّل وّبي ِؾّ‪ٛ‬ك اٌلٍ‪ٛ‬ل‪ ،ٟ‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌغٕبئ‪١‬خ ٌَو‪٠‬خ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد االٌىزو‪١ٔٚ‬خ‪ -‬كهاٍخ ِمبهٔخ‪ -‬كاه اٌفىو ‪ٚ‬اٌمبٔ‪،2015،ْٛ‬‬
‫اٌطجؼخ األ‪ ،ٌٝٚ‬ص‪.72.‬‬
‫‪ٕ٠ ٌُ 3‬ض اٌّشوع اٌغيائو‪ ٞ‬ػٍ‪ ٝ‬عو‪ّ٠‬خ االػزلاء اٌمظل‪ ٞ‬ػٍ‪ٍ ٝ‬الِخ إٌظبَ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪ ،ٟ‬ثً اوزف‪ ٝ‬ثبٌٕض ػٍ‪ ٝ‬االػزلاء‬
‫وظوف ِشلك‪ ،‬ػٍ‪ ٝ‬فالف اٌّشوع اٌفؤَ‪ ٟ‬اٌن‪ ٞ‬اػزجو٘ب عو‪ّ٠‬خ لبئّخ ثنار‪ٙ‬ب ؽَت أؽىبَ اٌّبكح ‪ ِٓ5-757‬لبٔ‪ْٛ‬‬
‫اٌؼم‪ٛ‬ثبد اٌفؤَ‪ ،ٟ‬أظو ِؾّل فٍ‪١‬فخ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص ص‪.164، 163 .‬‬
‫‪ 4‬أ‪ ّٓ٠‬ػجل هللا فىو‪ ،ٞ‬عوائُ ٔظُ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد (كهاٍخ ِمبهٔخ)‪،‬كاه اٌغبِؼخ اٌغل‪٠‬لح‪ ،‬اإلٍىٕله‪٠‬خ‪ِ ،‬ظو‪،2007،‬ص‪.244.‬‬

‫‪61‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ىنا فيي مف جرائـ اإلىماؿ‪ ،‬وبالتالي فبمجرد ارتكاب الفعؿ المادي يعد كافيا لقياـ الجريمة إال‬
‫إذا استطاع الجاني إثبات وجود قوة قاىرة أدت إلى حدوثيا‪.1‬‬
‫‪ /2‬جريمة إتالف التوقيع االلكتروني ‪:‬‬
‫نص المشرع الجزائري عمى ىذا النوع مف الجرائـ في المادة ‪ 394‬مكرر‪1‬عمى النحو‬
‫التالي "يعاقب بالحبس مف ستة (‪ )6‬أشير إلى ثالث(‪ )3‬سنوات وبغرامة مالية مف ‪500.000‬‬
‫دج إلى ‪ 4.000.000‬دج كؿ مف أدخؿ بطريؽ الغش معطيات في نظاـ المعالجة اآللية أو‬
‫أزاؿ أو عدؿ بطريؽ الغش المعطيات التي يتضمنيا"‪.‬‬
‫يتضح مف خالؿ نص المادة أنو لقياـ جريمة إتالؼ التوقيع االلكتروني البد مف توافر‬
‫ركنييف ىما الركف المادي والركف المعنوي عمى النحو التالي‪:‬‬
‫أ‪ /‬الركن المادي‪:‬‬
‫يتخذ السموؾ اإلجرامي الذي يرتكبو الجاني في جريمة إتالؼ التوقيع االلكتروني صورة‬
‫اإلدخاؿ أو التعديؿ أو المحو‪ ،‬وينصب ىذا السموؾ عمى محؿ معيف ىو التوقيع االلكتروني‬
‫ويستيدؼ تحقيؽ نتيجة معينة تتمثؿ أساسا في تغيير الحالة التي كانت عمييا بيانات أو‬
‫معمومات التوقيع االلكتروني‪.‬‬
‫فإف المقصود باإلدخاؿ ىو "تغذية النظاـ بالمعمومات المراد معالجتيا أو بتعميمات‬
‫وعميو؛ ّ‬
‫الزمة لعممية المعالجة‪.2‬‬
‫أو ىو "إضافة معطيات جديدة عمى الدعامة الخاصة بيا سواء كانت خالية أـ كاف يوجد‬
‫عمييا معطيات مف قبؿ"‪.‬‬
‫أما التعديؿ فيعني "تغيير البيانات أو المعمومات الموجودة داخؿ النظاـ واستبداليا بمعمومات‬
‫أخرى‪".‬‬
‫في حيف أف فعؿ اإلزالة عرؼ عمى أنو "إزالة جزء مف المعطيات المسجمة عمى دعامة‬
‫والموجودة داخؿ النظاـ أو تحطيـ تمؾ الدعامة أو نقؿ وتخزيف جزء مف المعطيات إلى المنطقة‬
‫الخاصة بالذاكرة ‪."3‬‬

‫‪ٔ 1‬بئٍخ ػبكي فو‪٠‬ل ل‪ٛ‬هح‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.437.‬‬


‫‪ 2‬ػٍ‪ ٟ‬ػجل اٌمبكه اٌم‪ٛٙ‬ع‪ ،ٟ‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌغٕبئ‪١‬خ ٌجواِظ اٌؾبٍت ا‪ ،ٌٟ٢‬كاه اٌغبِؼخ اٌغل‪٠‬لح‪ ،‬اإلٍىٕله‪٠‬خ‪ِ ،‬ظو‪،1999،‬‬
‫ص ص‪.134،135.‬‬
‫‪ِ 3‬ؾّل فٍ‪١‬فخ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.188.‬‬

‫‪62‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ب‪ /‬الركن المعنوي ‪:‬‬
‫يتبيف مف دراسة نص المادة ‪ 394‬مكرر‪ 1‬مف قانوف العقوبات أف جنحة إتالؼ التوقيع‬
‫االلكتروني مف الجرائـ العمدية التي يتطمب قياميا توافر الركف المعنوي الذي يتخذ صورة القصد‬
‫الجنائي العاـ بعنصريو العمـ واإلرادة‪.‬‬
‫وترتيبا عمى ذلؾ فيجب أف يعمـ الجاني أنو يقوـ بإتالؼ توقيع الكتروني عف طريؽ اإلدخاؿ‬
‫أو المحو أو التعديؿ في بياناتو‪ ،‬باإلضافة إلى اتجاه إرادتو إلى ارتكاب الفعؿ المادي المكوف‬
‫لمجريمة وتحقيؽ النتيجة اإلجرامية المترتبة عمى ذلؾ النشاط وىي إلحاؽ الضرر بصاحب‬
‫التوقيع وجعؿ توقيعو االلكتروني غير صالح لالستعماؿ أو معيبا يفقده وظيفتو وييز ثقة‬
‫المتعامميف مع صاحب التوقيع في شخصو‪.‬‬
‫أما القصد الخاص فإف المشرع الجزائري في المادة المذكورة أعاله لـ يستخدـ أي عبارات‬
‫ّ‬
‫ألف القصد‬
‫فإف توافر القصد العاـ كاؼ لقياـ ىذه الجريمة‪ّ ،‬‬
‫تدؿ عمى ضرورة توافره‪ ،‬ومف ثـ ّ‬
‫الخاص ىو انصراؼ العمـ واإلرادة إلى وقائع ال تدخؿ ضمف عناصر الجريمة وأركانيا‪ ،‬ولفظ‬
‫الغش الذي استخدمو المشرع يدؿ عمى أف الجريمة عمدية وال يدؿ عمى القصد الخاص‪.1‬‬
‫‪ /3‬جريمة تزوير التوقيع االلكتروني‪:‬‬
‫بأنو‪((:‬تغيير لمحقيقة بقصد الغش بمحرر بإحدى الطرؽ المبينة في القانوف‬
‫يعرؼ التزوير ّ‬
‫تغيي ار مف شأنو أف يسبب ضر ار لمغير))‪.2‬‬
‫ولجريمة التزوير ركناف‪ ،‬ركف مادي يقوـ بتغيير الحقيقة في محرر بإحدى الطرؽ الواردة في‬
‫القانوف تغيي ار مف شأنو أف يسبب ضر ار لمغير‪ ،‬وركف معنوي يتمثؿ في انصراؼ نية الجاني إلى‬
‫ذلؾ التغيير والى استعماؿ فيما غير الحقيقة مف أجمو‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أف المشرع الجزائري لـ ينص عمى جريمة التزوير المعموماتي بصراحة كما‬
‫فإنو لـ يتناوؿ جريمة‬
‫ثـ ّ‬‫فعؿ المشرع الفرنسي في المادة ‪ 441‬قانوف عقوبات فرنسي‪ ،‬ومف ّ‬
‫التزوير الواقعة عمى التوقيع االلكتروني‪ ،‬وىو ما أثار الجدؿ بيف مؤيد إلمكانية تطبيؽ‬
‫النصوص التقميدية وبيف معارض لذلؾ‪ ،‬وكؿ اتجاه لو أسانيده ومبرراتو‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ه‪٠‬بع فزؼ هللا ثظٍخ‪،‬ؽل‪ٚ‬ك اإلصجبد اٌؼٍّ‪ ٟ‬ف‪ ٟ‬لؼب‪٠‬ب اٌزي‪١٠‬ف ‪ٚ‬اٌزي‪٠ٚ‬و‪ِٕ ،‬شأح اٌّؼبهف‪،‬اإلٍىٕله‪٠‬خ‪ِ ،‬ظو‪،2010،‬اٌطجؼخ‬
‫اٌضبٌضخ‪ ،‬ص‪.12.‬‬
‫‪2‬‬
‫أيمف عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.366.‬‬

‫‪63‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أف الطرؽ التي حددىا القانوف والتي يتـ بيا التزوير ال تتالءـ وال‬
‫فيرى االتجاه المعارض ّ‬
‫‪1‬‬
‫فإف‬
‫تتناسب إالّ مع المحرر في صورتو المادية وىو في الغالب مف الورؽ المكتوب ‪ ،‬وعميو ّ‬
‫صور التوقيع التي حددىا المشرع وربط مفيومو بوجوب اعتماده عمى حركة اليد‪ ،‬وتتمثؿ ىذه‬
‫الصورة في اإلمضاء‪ ،‬بصمة األصبع أو الختـ‪ ،‬وىذا الشكؿ ينتفي في التوقيع االلكتروني الذي‬
‫يتكوف مف رقـ أو شفرة ال عالقة ليا باسـ الشخص أو لقبو أو مالمح بصمتو‪.‬‬
‫أف مصطمح المحررات الذي‬ ‫أما االتجاه المؤيد إلمكانية تطبيؽ النصوص التقميدية فيرى ّ‬
‫استخدمو المشرع ىو مفيوـ واسع يمكف أف تندرج ضمنو المحررات التقميدية والمعموماتية‪،‬‬
‫أف التوقيع االلكتروني يؤدي نفس وظائؼ التوقيع التقميدي حسب ما أقره المشرع في‬
‫إضافة إلى ّ‬
‫المادة ‪ 327‬قانوف مدني جزائري‪ ،‬وعميو يستوجب توفير نفس الحماية التحاد في الوظيفة‬
‫واليدؼ‪.‬‬
‫أف الصعوبات التي تعرض تطبؽ النصوص التقميدية عمى تزوير التوقيع االلكتروني‬
‫إالّ ّ‬
‫أف جريمة التزوير‬ ‫جعؿ ضرورة وجود نصوص خاصة تتالءـ وطبيعتو التقنية‪ ،‬خاصة و ّ‬
‫المعموماتي لمتوقيع االلكتروني تتحقؽ عندما ينقؿ توقيع ذلؾ الشخص عمى األوراؽ الخاصة‬
‫المسحوبة عمى الحاسب اآللي دوف عمـ منو أو رضاه ودوف ترؾ أي أثر يدؿ عمى وقوعو‪،‬‬
‫فنجد بالتعامالت البنكية يحتفظ بالتوقيع عمى الحاسب اآللي لممطابقة‪ ،‬مما يسيؿ سحبو عمى‬
‫أوراؽ متعددة‪ ،‬كذلؾ أصبح باإلمكاف التعاقد عف بعد ونقؿ التوقيع بيف الدوؿ الكترونيا‪.2‬‬
‫فإف تصديؽ الجزائر عمى االتفاقية العربية لمكافحة جرائـ تقنية المعمومات بموجب‬
‫وبالفعؿ ّ‬
‫المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 252/14‬المؤرخ ‪ 08‬سبتمبر‪ 2014‬والتي تنص في مادتيا العاشرة عمى‬
‫أنو "استخداـ وسائؿ تقنية المعمومات مف أجؿ تغيير الحقيقة في البيانات تغيي ار مف شأنو إحداث‬
‫ضرر‪ ،‬وبنية استعماليا كبيانات صحيحة" يكوف قد قضى عمى ىذا الجدؿ وأقر بالتزوير الذي‬
‫يقع بواسطة التقنية الحديثة عمى التوقيع االلكتروني وتطبؽ العقوبات المقررة في القواعد العامة‪.‬‬

‫‪ 1‬أٍبِخ أؽّل إٌّبػَخ‪ ،‬عالي ِؾّل اٌيػج‪ ،ٟ‬طب‪ ً٠‬فبػً اٌ‪ٛٙ‬ا‪ٚ‬شخ‪ ،‬عوائُ اٌؾبٍت ا‪ٚ ٌٟ٢‬االٔزؤذ‪ ،‬كاه ‪ٚ‬ائً ٌٍٕشو‪،‬‬
‫ػّبْ‪،2001،‬ؽ ‪،01‬ص‪.206 .‬‬
‫‪ 2‬أظو اٌّ‪ٛ‬اك ‪15‬ئٌ‪ 30 ٝ‬اٌمبٔ‪ 04/15 ْٛ‬اٌّزؼّٓ اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ ‪ٚ‬اٌزظل‪٠‬ك االٌىزو‪.ٓ١١ٔٚ‬‬

‫‪64‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ثانيا‪ :‬صور الحماية الجزائية المقررة في القانون ‪: 04/15‬‬
‫إف االنتشار الواسع والسريع الستخداـ التكنولوجيا والتقنية الحديثة جعؿ المشرع يتدخؿ مرة‬
‫أخرى ألجؿ بسط الحماية خاصة في المعامالت التجارية ألجؿ الحث عمى اإلقباؿ عمى إبراـ‬
‫العقود االلكترونية التي أصبحت قابمة لمتوقيع والتشفير والمصادقة االلكترونية مف قبؿ أجيزة‬
‫حددت صالحيتيا وشروط اعتمادىا بدقة‪.1‬‬
‫وبالرجوع إلى القانوف ‪ 04/15‬في الفصؿ الثاني مف الباب الرابع نجد أف المشرع أقر‬
‫حماية مف خالؿ تعداد مختمؼ الجرائـ المتعمقة بالتوقيع والتصديؽ االلكترونييف‪ ،‬وطالما أف‬
‫أف قراءتنا ليذه النصوص والجرائـ المتضمنة ليا‬
‫المشرع لـ يعتمد أي تصنيؼ ليذه الجرائـ إال ّ‬
‫نميز بيف تمؾ التي تمحؽ مؤدي خدمات المصادقة‪ ،‬وبيف تمؾ التي تجرـ بعض الممارسات‬
‫المرتبطة بطالبي الخدمة‪ ،‬كما أف االطالع عمى تمؾ النصوص القانونية نجد وأف الجرائـ التي‬
‫نظميا المشرع تتفؽ في أنيا جرائـ عمدية يتطمب قياميا توافر الركف المعنوي الذي يقوـ عمى‬
‫القصد الجنائي العاـ بعنصريو العمـ واإلرادة وال تحتاج إلى القصد الخاص‪.2‬‬
‫ويتمثؿ العمـ الواجب توافره في القصد الجنائي العاـ في إحاطة الجاني بكؿ واقعة ذات‬
‫أىمية قانونية في تكويف الجريمة‪ ،‬أي كؿ واقعة يتطمبيا القانوف لبناء أركاف الجريمة واستكماؿ‬
‫عناصرىا‪ ،‬واضافة إلى ذلؾ البد أف يشمؿ العمـ أيضا التكييؼ الذي تتصؼ بو بعض ىذه‬
‫الوقائع مف الناحية القانونية‪ ،‬أو بعبارة أخرى يتعيف عمى الجاني العمـ بموضوع الحؽ المعتدى‬
‫عميو‪.‬‬
‫أما اإلرادة التي يتطمبيا القصد العاـ فيي "حالة ذىنية أو نفسية يكوف عمييا الجاني‬
‫ساعة إقدامو عمى ارتكاب الجريمة‪ ،‬ويمكف تصور ىذه الحالة بعزـ الجاني عمى ارتكاب‬
‫الجريمة واتخاذ قرار تنفيذىا‪ ،‬ثـ إصدار األمر ألعضاء جسمو لمقياـ باألفعاؿ المكونة ليا‪،‬‬
‫وقيادة ىذه األعضاء إلى تحقيؽ النتيجة المطموبة‪ .‬وارادة الجاني في القصد الجرمي عمى ىذا‬
‫النحو يجب أف تتجو إلى ارتكاب الفعؿ‪ ،‬ولكف في الجرائـ ذات النتيجة ال يتكوف القصد الجرمي‬
‫‪3‬‬
‫أف المالحظ عمى الجرائـ التي قررىا‬
‫إال إذا اتجيت اإلرادة أيضا إلى إحداث النتيجة ‪ ،‬إالّ ّ‬
‫‪ 1‬أٔظو اٌّبكح ‪ ِٓ 11/2‬اٌمبٔ‪ 04/15 ْٛ‬اٌّزؼّٓ اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ ‪ٚ‬اٌزظل‪٠‬ك االٌىزو‪.ٓ١١ٔٚ‬‬
‫‪ 2‬ػي‪٠‬يح ٌولؾ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.118.‬‬
‫‪ 3‬ئ‪ٙ٠‬بة ف‪ٛ‬ى‪ ٞ‬اٌَمب‪ ،‬عو‪ّ٠‬خ اٌزي‪٠ٚ‬و ف‪ ٟ‬اٌّؾوهاد االٌىزو‪١ٔٚ‬خ‪ ،‬كاه اٌغبِؼخ اٌغل‪٠‬لح‪ ،‬اإلٍىٕله‪٠‬خ‪ِ ،‬ظو‪، 2008،‬ص‪.32.‬‬

‫‪65‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المشرع بموجب القانوف ‪ 04/15‬ىي جرائـ خطر وليست جرائـ ضرر وبالتالي يكفي لقياميا‬
‫توفر السموؾ اإلجرامي دوف حاجة إلى تحقؽ أو عدـ تحقؽ نتيجة معينة‪.‬‬
‫فإف دراسة ىذه الجرائـ سوؼ يقتصر عمى الركف المادي فقط مع تبياف‬
‫وترتيبا عمى ما تقدـ ّ‬
‫النص القانوني المنظـ ليا عمى النحو التالي‪:‬‬
‫‪ /1‬صور الحماية الجزائية في مواجية مؤدي خدمات المصادقة االلكترونية ‪:‬‬
‫عمؿ المشرع الجزائري عمى تعداد الجرائـ المرتبطة بمؤدي خدمات التصديؽ االلكتروني مف‬
‫خالؿ عدة مواد يمكف إيجازىا في الجرائـ التالية‪:‬‬
‫أ‪ /‬جنحة اإلخالل بإخبار السمطة االقتصادية عن التوقف ‪:‬‬
‫نصت عمى ىذه الجريمة المادة‪ 67‬مف القانوف ‪ 04/15‬عمى أنو "يعاقب بالحبس مف‬
‫شيريف إلى سنة واحدة (‪ )1‬وبغرامة مف مائتي ألؼ دينار ‪ 200.000‬دج إلى مميوف دينار‬
‫‪ 1.000.000‬دج أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف فقط‪ ،‬كؿ مؤدي خدمات التصديؽ االلكتروني‬
‫أخؿ بالتزاـ إعالـ السمطة االقتصادية بالتوقؼ عف نشاطو في اآلجاؿ المحددة في المادتيف‬
‫تعد ىذه الجريمة مف جرائـ السموؾ(الخطر) يقوـ ركنيا المادي‬
‫‪ 58،59‬مف ىذا القانوف "وعميو ّ‬
‫بمجرد اتخاذ مؤدي الخدمات موقؼ سمبي يتمثؿ في عدـ إعالـ السمطة االقتصادية بالتوقؼ‬
‫عف نشاطو المحدد حسب أحكاـ المادة ‪ 41‬مف ذات القانوف‪ ،‬ومف ثـ فإف السموؾ اإلجرامي‬
‫المكوف لمركف المادي يتحقؽ بامتناع الجية المختصة المرخص ليا إصدار شيادات التصديؽ‬
‫االلكتروني عف االستمرار في إصدار الشيادات دوف إعالـ السمطة الوصية بذلؾ سواء في‬
‫الحاالت العادية أو الحاالت االستثنائية المنصوص عمييا في المادتيف ‪ 59،58‬مف ذات‬
‫أف المشرع مف خالؿ المادة ‪ 67‬المذكورة أعاله نص عمى ضرورة القياـ بذلؾ‬ ‫القانوف‪ ،‬إالّ ّ‬
‫خالؿ آجاؿ محددة إالّ ّأنو لـ يحدد ذلؾ (مما يترؾ المجاؿ مفتوحا) ويسأؿ عف ىذه الجريمة‬
‫صاحب الترخيص أي مف تـ منحو الترخيص بإصدار شيادات التصديؽ دوف سائر العامميف‬
‫لديو في الشركة أو الجية‪.1‬‬

‫‪ 1‬ػي‪٠‬يح ٌولؾ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.119.‬‬

‫‪66‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ب‪ /‬جنحة إفشاء بيانات شيادة التصديق االلكتروني‪:‬‬
‫تناوؿ المشرع الجزائري ىذه الجريمة في المادة ‪70‬مف القانوف ‪ 04/15‬التي تنص عمى‬
‫أنو "يعاقب بالحبس مف ثالثة أشير إلى سنتيف وبغرامة مف مائتيف ألؼ دينار إلى مميوف دينار‬
‫أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف فقط كؿ مؤدي خدمات التصديؽ االلكتروني أخؿ بأحكاـ المادة ‪42‬‬
‫أف النموذج القانوني لمجريمة باإلضافة إلى‬
‫مف ىذا القانوف"‪ .‬يتضح مف نص ىذه المادة ّ‬
‫الركنيف المادي والمعنوي الشكمية التي يكفي لقياميا السموؾ اإلجرامي دوف الحاجة إلى تحقيؽ‬
‫النتيجة‪.‬‬
‫‪-1‬صفة الجاني‪:‬‬
‫حتى تقوـ ىذه الجريمة يجب أف تتوافر لدى القائـ بيا صفة العمؿ لدى الجية المختصة‬
‫بإصدار شيادات التصديؽ االلكتروني وفي المقابؿ ال تقوـ ىذه الجريمة ممف ال يعمؿ في‬
‫الييئة أو الجية المرخص ليا بإصدار شيادات التصديؽ عمى التوقيعات االلكترونية وعمة‬
‫أف الجاني في ىذه الجريمة قد أؤتمف عمى المعمومات أو البيانات بسبب‬
‫التجريـ تكمف في ّ‬
‫وظيفتو أو عممو‪ ،‬أي أف عممو ىو السبب المباشر التصاؿ الجاني بالمعمومات فمناط العقاب‬
‫ىو اإلخالؿ بالتزاـ ناشئ عف المينة وما يترتب عمييا مف واجبات التي تضمنت السير الحسف‬
‫لممينة‪.1‬‬
‫‪ ‬الركن المادي ‪:‬‬
‫إف ىذا النوع مف الجرائـ ىي مف جرائـ الخطر وبالتالي يكفي لقياـ ركنيا‬
‫سبؽ القوؿ ّ‬
‫المادي توافر السموؾ اإلجرامي وال حاجة لتحقيؽ النتيجة ويتمثؿ السموؾ اإلجرامي في قياـ‬
‫الجاني بإفشاء أو إعالـ الغير بالمعمومات أو البيانات الخاصة بالتوقيع االلكتروني لمموقع‬
‫ويتحقؽ ىذا النشاط اإلجرامي إما بصورة ايجابية حيف يتعمد الجاني إطالع الغير عمى ىذه‬
‫المعمومات أو البيانات أو بصورة سمبية حيف يسمح الجاني لمغير باالطالع عمى بيانات الموقع‬
‫دوف مبرر وسند قانوني كما تتحقؽ ىذه الصورة (الصورة السمبية) في حالة عدـ تأميف بيانات‬
‫التوقيع االلكتروني كما نصت عميو الفقرة ‪ 4‬مف المادة ‪ 07‬مف قانوف ‪ 04/15‬التي اشترطت‬
‫أف يكوف التوقيع االلكتروني مصمما بواسطة آلية مؤمنة خاصة بإنشاء التوقيع االلكتروني‪.‬‬
‫‪ 1‬ػي‪٠‬يح ٌولؾ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.120.‬‬

‫‪67‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أف ىذه الجريمة تتشابو مع الجريمة التي نص عمييا المشرع الجزائري في المادة‬
‫والمالحظ ّ‬
‫‪72‬مف قانوف ‪ 04/15‬التي جاءت عمى النحو التالي "يعاقب بالحبس مف ثالث أشير(‪ )3‬إلى‬
‫سنتيف (‪ )2‬وبغرامة مف عشريف ألؼ (‪ )20.000‬دج إلى مائتيف ألؼ (‪)200.000‬دج أو‬
‫بإحدى ىاتيف العقوبتيف فقط كؿ شخص مكمؼ بالتدقيؽ يقوـ بكشؼ معمومات سرية اطمع عمييا‬
‫أثناء قيامو بالتدقيؽ"‪.‬‬
‫ويقصد بالتدقيؽ حسب المادة الثانية مف الفصؿ الثاني التي تناولت التعاريؼ أنو "التحقؽ‬
‫أف ىذا القانوف حدد السمطات التي يمكنيا إجراء ىذا‬
‫مف مدى المطابقة وفقا لمرجعية ما‪ "،‬كما ّ‬
‫التدقيؽ والمتمثمة في السمطة الوطنية حسب الفقرة الخامسة مف المادة ‪ 18‬ويكوف ذلؾ عمى‬
‫مستوى السمطتيف الحكومية واالقتصادية‪ ،‬كما خوؿ ىذه الصالحية أيضا لمسمطة الحكومية مف‬
‫خالؿ المادة ‪ 28‬فقرة ‪ 06‬ويكوف ذلؾ عمى مستوى الطرؼ الثالث الموثوؽ‪ ،‬أما السمطة‬
‫االقتصادية فيي األخرى خوؿ ليا القانوف صالحية القياـ بالتدقيؽ مف خالؿ مكاتب معتمدة‬
‫وذلؾ وفقا لمفقرة الثامنة مف المادة ‪ 30‬مف ذات القانوف‪.1‬‬
‫أف ىذه الجريمة ال تقوـ إال بتوافر ركنييا المادي والمعنوي وكذا‬
‫وعميو؛ يترتب عمى ما تقدـ ّ‬
‫صفة الجاني عمى النحو الذي سبؽ بيانو في الجريمة السابقة‪.‬‬
‫ج‪-‬جنحة جمع البيانات الشخصية لمموقع واستخداميا في غير الغرض المخصص ليا ‪:‬‬
‫نصت المادة‪ "71‬يعاقب بالحبس مف ستة (‪ )06‬أشير إلى ثالث (‪)03‬سنوات وبغرامة مف‬
‫مائتي ألؼ دينار (‪200.000‬دج) إلى مميوف دينار(‪1.000.000‬دج) أو بإحدى ىاتيف‬
‫العقوبتيف فقط‪ ،‬كؿ مؤدي خدمات التصديؽ االلكتروني أخؿ بأحكاـ المادة ‪ 43‬مف ىذا‬
‫القانوف‪".‬‬
‫أف المشرع الجزائري اشترط لقياـ ىذه الجريمة توافر صفة معينة في‬
‫يتبف مف خالؿ نص المادة و ّ‬
‫الجاني باإلضافة إلى الركنييف المادي والمعنوي وفقا لما يمي‪:‬‬
‫‪/1‬صفة الجاني‪:‬‬
‫يتطمب لقياـ ىذه الجنحة أف تقع مف مؤدي خدمات التصديؽ االلكتروني أو أحد العامميف‬
‫بو‪ ،‬ويجب أف يستخدـ ىذه البيانات التي قاـ بجمعيا دوف رضا الموقع في غير الغرض‬
‫المخصص ليا‪ ،‬وبالتالي ال قياـ ليذه الجريمة في الحالة التي يكوف جمع ىذه البيانات‬
‫‪ 1‬ػي‪٠‬يح ٌولؾ ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص‪.121.‬‬

‫‪68‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الشخصية بموافقة صريحة مف الموقع‪ ،‬وكذلؾ استخداميا في الغرض الذي خصص ليا‪ ،‬ومف‬
‫خالؿ ما تقدـ يتعيف توافر شرطيف‪ ،‬الشرط األوؿ يتمثؿ في كوف الجاني أحد العامميف في الجية‬
‫المختصة بإصدار شيادات التصديؽ االلكتروني ‪.‬أما الشرط الثاني فيتمثؿ في القياـ بفعؿ‬
‫جمع البيانات الشخصية دوف الموافقة الصريحة مف الموقع أو استخداـ ىذه البيانات في غير‬
‫الغرض المخصص ليا‪.1‬‬
‫‪ ‬الركن المادي‪:‬‬
‫يتحقؽ الركف المادي بإتياف الجاني فعؿ ايجابي يتمثؿ في استخداـ البيانات المتعمقة‬
‫بالتوقيع االلكتروني وذلؾ في غير الغرض المخصص ليا أو جمع البيانات الشخصية لمموقع‬
‫أو المعنى دوف الحصوؿ عمى الموافقة الصريحة منو‪.‬‬
‫فإف ىذه الجريمة ال تقع بفعؿ سمبي كما أنيا ال تحتاج إلى تحقيؽ نتيجة فيكفي لقياـ‬
‫وبالتالي ّ‬
‫ركنيا المادي قياـ السموؾ اإلجرامي فقط‪.2‬‬
‫ىـ‪-‬جنحة إصدار شيادة التصديق االلكتروني دون ترخيص أو بسحبو ‪:‬‬
‫تنص المادة ‪72‬عمى أنو "يعاقب بالحبس مف سنة واحدة (‪ )01‬إلى ثالث سنوات(‪)03‬‬
‫وبغرامة مف مائتيف ألؼ دينار(‪ 200.000‬دج) إلى مميوني دينار‪ 2.000.000‬دج أو بإحدى‬
‫ىاتيف العقوبتيف فقط كؿ ما يؤدي خدمات التصديؽ االلكتروني لمجميور دوف ترخيص أو كؿ‬
‫مؤدي خدمات التصديؽ االلكتروني يستأنؼ أو يواصؿ نشاطو بالرغـ مف سحب ترخيصو‪.‬‬
‫تصادر التجييزات التي استعممت الرتكاب الجريمة طبقا لمتشريع المعموـ بو"‪.‬‬
‫يتضح مف خالؿ نص المادة أف المشرع جرـ قياـ أية جية غير مرخص ليا مف السمطات‬
‫المختصة (السمطة اإلقتصادية) حسب أحكاـ المادة ‪ 33‬مف ذات القانوف إصدار الشيادات‬
‫التصديؽ االلكتروني المعرفة بموجب الفقرة السابعة مف المادة ‪ 2‬مف ذات القانوف عمى أنيا‬
‫"وثيقة في شكؿ الكتروني تثبت الصمة بيف بيانات التحقؽ مف التوقيع االلكتروني والموقع"‬
‫كما أف ذات المادة جرمت استمرار الجية المختصة بمنح شيادات التصديؽ االلكتروني بالرغـ‬
‫مف سحب ىذا الترخيص وبالتالي لقياـ ىذه الجريمة ال بد مف توافر كؿ مف الركف المادي‬
‫والمعنوي‪.‬‬
‫‪ 1‬ػي‪٠‬يح ٌولؾ ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.122.‬‬
‫‪ 2‬اٌظفؾخ ٔفَ‪ٙ‬ب‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وترتيبا عمى ذلؾ فإف جريمة إصدار شيادة التصديؽ االلكتروني مف جية ال تممؾ رخصة‬
‫بذلؾ أو تـ سحب الرخصة منيا مف الجرائـ الشكمية التي يتطمب قياميا توافر السموؾ اإلجرامي‬
‫فقط والذي يتمثؿ في قياـ جية قبؿ الحصوؿ عمى الترخيص وفؽ اإلجراءات والشروط التي‬
‫حددىا القانوف ‪ 04/15‬خاصة المواد ‪ 33‬وما يمييا منو في إصدار شيادات التصديؽ‬
‫االلكتروني أو االستمرار في منح شيادات التصديؽ بالرغـ مف سحب الرخصة المخولة لمؤدي‬
‫خدمات التصديؽ االلكتروني في الحاالت التي حددىا ذات القانوف‪.1‬‬
‫‪ /2‬صور الحماية الجزائية المرتبطة بطمب الخدمة‪:‬‬
‫تختمؼ ىذه الجرائـ باختالؼ األفعاؿ المرتكبة وكذا بتبايف مرتكبييا‪ ،‬فيناؾ انتياكات‬
‫يرتكبيا طالبو الخدمة‪ ،‬وأخرى ترتبط باستعماؿ شيادات التصديؽ االلكتروني المسممة‪.2‬‬
‫التصديق‪:‬‬ ‫شيادات‬ ‫عمى‬ ‫لمحصول‬ ‫كاذبة‬ ‫بإق اررات‬ ‫اإلدالء‬ ‫جنحة‬ ‫أ‪/‬‬
‫نص عمييا المشرع الجزائري في المادة ‪ 66‬عمى أنو "يعاقب بالحبس مف ثالث (‪)03‬أشير‬
‫إلى ثالث (‪ )03‬سنوات وبغرامة مف عشريف ألؼ دينار(‪20.000‬دج) إلى مائتي ألؼ دينار‬
‫(‪200.000‬دج) أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف فقط‪ ،‬كؿ ما أدلى بإق اررات كاذبة لمحصوؿ عمى‬
‫شيادة تصديؽ الكتروني موصوفة"‪.‬‬
‫ألف اليدؼ‬
‫وعميو لقياـ ىذه الجريمة أيضا ال بد مف توافر الركنيف المادي والركف المعنوي ّ‬
‫مف ىذا التجريـ ىو حماية األطراؼ المتعاقدة مف الحصوؿ عمى معمومات خاطئة مما ييز‬
‫الثقة المفترضة في التعامالت التجارية‪.‬‬
‫ويتحقؽ السموؾ اإلجرامي في ىذه الجريمة قياـ الجاني بتقديـ إق اررات كاذبة سواء لمؤدى‬
‫الخدمات أو لمطرؼ الثالث الموثوؽ‪ 3‬باعتباره المسؤوؿ عف منح شيادة التصديؽ‪.‬‬
‫وتعد الجريمة كغيرىا مف الجرائـ األخرى مف جرائـ السموؾ المجرد وليست مف جرائـ‬
‫ّ‬
‫الضرر‪ ،‬وبالتالي ال يشترط المشرع لقياـ الركف المادي حموؿ ضرر معيف‪ ،‬أو تحقؽ نتيجة‬
‫معينة‪ ،‬وانما يكفي لقياميا تحقؽ النشاط أو السموؾ اإلجرامي وىو تقديـ معمومات خاطئة أو‬
‫كاذبة‪.4‬‬

‫‪ 1‬ػي‪٠‬يح ٌولؾ ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.123.‬‬


‫‪ 2‬اٌظفؾخ ٔفَ‪ٙ‬ب‪.‬‬
‫‪ 3‬أٔظو اٌّبكح ‪ ِٓ 11/2‬اٌمبٔ‪ ،04/15 ْٛ‬اٌّزؼّٓ اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ ‪ ٚ‬اٌزظل‪٠‬ك االٌىزو‪.ٓ١١ٔٚ‬‬
‫‪ 4‬ػي‪٠‬يح ٌولؾ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.124.‬‬

‫‪70‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ب‪-‬جنحة حيازة أو إفشاء أو استعمال بيانات توقيع موصوفة خاصة بالغير‪:‬‬
‫ينص المشرع في المادة‪ 68‬عمى أنو "يعاقب بالحبس مف ثالثة(‪)3‬أشير إلى ثالث(‪)3‬‬
‫سنوات وبغرامة مف مميوف دينار(‪1.000.000‬دج) إلى خمسة مالييف دينار(‪5.000.000‬دج)‬
‫أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف فقط كؿ مف يقوـ بحيازة أو إفشاء أو استعماؿ بيانات إنشاء توقيع‬
‫الكتروني موصوؼ خاصة بالغير"‪.‬‬
‫يشتمؿ نص ىذه المادة عمى عدة أفعاؿ ىي الحيازة واإلفشاء واستعماؿ بيانات إنشاء‬
‫يعد أحد ىذه األفعاؿ كاؼ لقياـ الجريمة وتوقيع العقوبة‬
‫توقيع الكتروني خاصة بالغير‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫المقررة متى توافرت األركاف األخرى وتعتبر ىذه الجريمة أيضا مف جرائـ السموؾ أو الجرائـ‬
‫الشكمية التي يعد فييا النشاط اإلجرامي كاؼ لقياـ وال ضرورة كحدوث ضر ار أو نتيجة عنيا‪.‬‬
‫فإف السموؾ اإلجرامي ليذه الجريمة يتمثؿ في قياـ الجاني إما بحيازة بيانات توقيع‬
‫وعميو؛ ّ‬
‫الكتروني خاصة بالغير‪ ،‬وتكفي في ىذه الحالة الحيازة المادية وال يشترط الحيازة القانونية‬
‫وتتحقؽ الجريمة أيضا في الحالة التي يقوـ بيا الجاني بإفشاء بيانات إنشاء التوقيع االلكتروني‬
‫والعمة في التجريـ أنو مف وضعت لديو ىذه البيانات تكوف قد أؤتمف عمييا لما تتمتع بيا أو‬
‫االستعماؿ‪.1‬‬
‫ج‪-‬جنحة استعمال شيادة التطبيق اإللكتروني الموصوفة لغير الغرض الذي منحت ألجمو‪:‬‬
‫إذا كاف المشرع الجزائري قد نص في المادة ‪ 71‬عمى استعماؿ بيانات شيادة التصديؽ‬
‫اإللكتروني ألغراض أخرى غير التي خصصت ليا فإف المادة ‪ 74‬مف ذات القانوف نصت عمى‬
‫أنو "يعاقب بغرامة مف ألفي(‪2.000‬دج)دينار إلى مائتي ألؼ دينار(‪200.000‬دج) كؿ شخص‬
‫يستعمؿ شيادتو لمتصديؽ اإللكتروني الموصوفة لغير األغراض التي منحت مف أجميا"‪.‬‬
‫يتضح جميا أف ىذه الجريمة مف الجرائـ الشكمية التي يكفي لقياميا توفر النشاط اإلجرامي‬
‫المتمثؿ في قياـ الموقع الذي منحت لو شيادة تصديؽ عمى توقيعو اإللكتروني في استعماؿ ىذه‬
‫الشيادة في غير الغرض الذي منحت ألجمو‪ ،‬وأقتصر المشرع في ىذه الحالة عمى عقوبة‬
‫الغرامة دوف الحبس‪.2‬‬
‫وعمى ضوء ما تقدـ يتضح أف المشرع ومف خالؿ النصوص القانونية المنوه عنيا أعاله‬
‫حافظ عمى السمطة التقديرية لقاضي الموضوع فيما يتعمؽ بالعقوبة المقررة وأعطى لو الخيار‬
‫‪ 1‬ػي‪٠‬يح ٌولؾ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص‪.124.‬‬
‫‪ 2‬اٌّوعغ ٔفَٗ‪،‬ص‪.125.‬‬

‫‪71‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫بيف عقوبة الحبس وعقوبة الغرامة وىو ما يستخمص مف عبارة أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف‪ ،‬كما‬
‫أف المشرع نص عمى العقوبة المقررة لمشخص المعنوي طبقا لممادة ‪ 75‬مف القانوف رقـ ‪04/15‬‬
‫وحددىا بالغرامة التي تساوي خمس مرات الحد األقصى لمغرامة المقررة لمشخص الطبيعي إالّ‬
‫أف ىذا ال يمنع مف توقيع العقوبات التكميمية المقررة وفقا لمقواعد العامة‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫صور الحماية الجنائية لمتوقيع اإللكتروني في التشريع المصري‬

‫نص المشرع المصري عمى جرائـ التوقيع اإللكتروني في المادتيف ‪ 23،21‬مف قانوف رقـ‬
‫‪15‬لسنة‪ 2004‬المتعمؽ بتنظيـ التوقيع اإللكتروني‪.2‬‬
‫أوال‪/‬الجرائم المنصوص عمييا في المادة‪ 21‬من قانون التوقيع االلكتروني‪:‬‬
‫نصت المادة‪ 21‬مف قانوف التوقيع اإللكتروني المصري عمى ‪":‬أف بيانات التوقيع اإللكتروني‬
‫والوسائط االلكترونية والمعمومات التي تقدـ إلى الجية المرخص ليا بإصدار شيادات التصديؽ‬
‫اإللكتروني سرية‪ ،‬وال يجوز لمف قدمت إليو أو بحكـ عممو إفشاؤىا لمغير أو استخداميا في غير‬
‫الغرض الذي قدمت مف أجمو‪."3‬‬
‫ويتضح مف المادة‪ 21‬مف قانوف التوقيع االلكتروني‪ ،‬أف المشرع المصري يجرـ إفشاء‬
‫بيانات التوقيع االلكتروني‪ ،‬وجريمة استخداـ ىذه البيانات في غير الغرض المخصص ليا‪،‬عمى‬
‫التفصيؿ اآلتي‪:‬‬
‫‪/1‬جريمة إفشاء بيانات التوقيع االلكتروني‪:‬‬
‫يتضح مف خالؿ المادة‪ 21‬مف قانوف التوقيع اإللكتروني المصري‪ ،‬أنو يتطمب لقياـ ىذه‬
‫الجريمة‪ ،‬توافر ركنيف مادي يتمثؿ في إفشاء لمغير بيانات التوقيع اإللكتروني والوسائط‬
‫االلكترونية والمعمومات مف قبؿ الجية المرخص ليا بإصدار شيادات التصديؽ اإللكتروني‬
‫لمغير أو استخداميا في غير الغرض الذي قدمت مف أجمو‪.4‬‬
‫‪ 1‬ػي‪٠‬يح ٌولؾ‪ِ ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.125.‬‬
‫‪ 2‬طـبٌؼ شٕ‪ ،ٓ١‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌغٕبئ‪١‬خ ٌٍزغبهح االٌىزو‪١ٔٚ‬خ)كهاٍخ ِمبهٔخ ( ‪،‬هٍبٌخ ٌٕ‪ ً١‬ش‪ٙ‬بكح اٌلوز‪ٛ‬هاٖ ف‪ ٟ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌقبص‪ ،‬عبِؼخ‬
‫أث‪ٛ‬ثىو ثٍمب ‪٠‬ل رٍَّبْ وٍ‪١‬خ اٌؾـم‪ٛ‬ق‪، 2013/2012 ،‬ص‪.169.‬‬
‫‪ 3‬اٌظفؾخ ٔفَ‪ٙ‬ب‪.‬‬
‫‪ 4‬اٌّوعغ ٔفَٗ‪ ،‬ص‪.170.‬‬

‫‪72‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫كما يتطمب فييا إلى جانب الركف المادي ركف معنوي يتخذ صورة القصد الجنائي العاـ دوف‬
‫القصد الجنائي الخاص ‪،‬عمى التفصيؿ اآلتي‪:‬‬
‫*الركن المادي‪:‬‬
‫يتمثؿ الركف المادي في ىذه الجريمة في إفشاء بيانات التوقيع اإللكتروني ‪،‬أي نشرىا‬
‫واطالع الغير عمييا ‪ ،‬السرية بعد أف كاف العمـ بيا قاص ار عمى الذيف ائتمنوا عمييا بحكـ‬
‫وظيفتيـ‪.1‬‬
‫ويتحقؽ الركف المادي لمجريمة بمجرد انتياؾ سرية البيانات وخصوصيتيا حتى ولو لـ‬
‫يترتب عمى الفعؿ أي نتيجة ‪،‬فالجريمة سموكية يكتفي فييا المشرع بتحقؽ السموؾ المادي‪.2‬‬
‫*الركن المعنوي‪:‬‬
‫ىذه الجريمة العمدية يمزـ لقياميا اتجاه إرادة الجاني إلى إفشاء بيانات التوقيع اإللكتروني أو‬
‫إساءة استخداميا ‪،‬مع عممو بذلؾ وقبوؿ النتائج المترتبة عمى ىذا السموؾ اإلجرامي الذي ال‬
‫يتصور وقوعو بطريؽ الخطأ‪.3‬‬
‫‪/2‬جريمة إساءة استخدام بيانات التوقيع االلكتروني‪:‬‬
‫لقياـ ىذه الجريمة البد مف توافر ركنيف مادي و معنوي ‪،‬عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫*الركن المادي‪:‬‬
‫ويتحقؽ الركف المادي في ىذه الجريمة بإساءة استخداـ بيانات التوقيع اإللكتروني وذلؾ‬
‫باستخداميا في غرض آخر غير ما قدمت مف أجمو‪ ،4‬ويقتصر ىنا أيضا التجريـ عمى مف‬
‫قدمت إليو أو اتصؿ بيا بحكـ عممو والذي استعمميا في الغرض الذي قدمت مف أجمو‪.5‬‬

‫‪٠ٚ 1‬الؽع أْ اٌزغو‪ٕ٘ ُ٠‬ب ‪٠‬مزظو ػٍ‪ ِٓ ٝ‬للِذ ئٌ‪ ٗ١‬أ‪ ٚ‬ارظً ث‪ٙ‬ب ثؾىُ ػٍّٗ ‪،‬ف‪ ٟ‬ؽ‪ ٓ١‬وبْ ِٓ اٌّفو‪ٚ‬ع أْ ‪٠‬غوَ اٌّشوع‬
‫أز‪ٙ‬بن ٍو‪٠‬خ ث‪١‬بٔبد اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ االٌىزو‪ ٟٔٚ‬ثظفخ ػبِخ ‪.‬أٔظو أ‪ ّٓ٠‬هػب ِؾّل أؽّل ‪ِ،‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص‪.142.‬‬
‫‪ 2‬ال ‪٠‬شزوؽ اٌّشوع اٌّظو‪ ٞ‬رؾمك ٔز‪١‬غخ ِؼ‪ٕ١‬خ ٌزؾمك اٌووٓ اٌّبك‪ ٞ‬ألْ اٌغوع ِٓ اٌزغو‪ ٛ٘ ُ٠‬اٌؾفبظ ػٍ‪ٍ ٝ‬و‪٠‬خ‬
‫‪ٚ‬فظ‪ٛ‬ط‪١‬خ اٌج‪١‬بٔبد ‪ ٌ١ٌٚ‬رؾمك ٔز‪١‬غخ ئعواِ‪١‬خ ِؼ‪ٕ١‬خ ‪ٚ،‬ثبٌزبٌ‪ ٟ‬عو‪ّ٠‬خ ٍٍ‪ٛ‬و‪١‬خ ‪َ١ٌٚ‬ذ ِٓ عوائُ اٌؼوه‪.‬‬
‫‪ 3‬طبٌؼ شٕ‪ِ ،ٓ١‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص‪.170.‬‬
‫‪ّ١ٍٍ 4‬بْ أؽّل فؼً‪ِ،‬وعغ ٍبثك‪، .‬ص‪.161.‬‬
‫‪ 5‬هاعغ اٌّبكح ‪ ِٓ21‬لبٔ‪ ْٛ‬اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ االٌىزو‪ ٟٔٚ‬اٌّظو‪.ٞ‬‬

‫‪73‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫*الركن المعنوي‪:‬‬
‫ىذه الجريمة العمدية يمزـ لقياميا توافر القصد الجنائي باتجاه إرادة الجاني إلى إساءة‬
‫استخداـ بيانات التوقيع االلكتروني‪ ،‬باستعماليا في غير الغرض المخصص ليا‪ ،‬مع عممو بذلؾ‬
‫و قبوؿ النتائج المترتبة عمى ىذا السموؾ اإلجرامي الذي ال يتصور وقوعو بطريؽ الخطأ‪.1‬‬
‫ومتى تحقؽ الركف المادي والركف المعنوي وجب إنزاؿ العقوبة عمى الجاني دوف النظر إلى‬
‫الباعث الذي دفعو إلى إساءة استخداـ بيانات التوقيع االلكتروني‪.2‬‬
‫ثانيا‪/‬الجرائم المنصوص عمييا في المادة ‪23‬من قانون التوقيع اإللكتروني‪:‬‬
‫تنص المادة‪ 23‬مف قانوف‪ 15‬لسنة ‪2004‬عمى أنو " مع عدـ اإلخالؿ بأية عقوبة اشد‬
‫منصوص عمييا في قانوف العقوبات أو في قانوف آخر يعاقب بالحبس و بغرامة ال تقؿ عف ‪10‬‬
‫آالؼ جنيو و ال تجاوز مئة ألؼ جنيو ‪،‬أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف كؿ مف‪:‬‬
‫‪ -1‬إصدار شيادة تصديق دون الحصول عمى ترخيص‪.‬‬
‫‪ - 2‬إتالف أو تعييب توقيعا أو وسيطا أو محر ار إلكترونيا‪،‬أو تزوير شيئا من ذلك بطريق‬
‫االصطناع أو التعديل أو بأي طريق آخر‪.‬‬
‫‪ - 3‬إستعمال توقيعا أو وسيطا أو محر ار إلكترونيا معيبا أو مزو ار مع عممو بذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬توصل بأية وسيمة إلى الحصول بغير حق عمى توقيع أو وسيط أو محرر إلكتروني أو‬
‫اعترضو أو تعطيمو عن أداء وظيفتو‪ ،‬وفي حالة العود تزداد بمقدار مثل العقوبة‬
‫ا‬ ‫اخترق أو‬
‫ا‬
‫المقرر ليذه الجرائم‪.3‬‬

‫‪/1‬جريمة إصدار شيادة التصديق اإللكتروني بدون ترخيص‪:‬‬


‫وقد نص المشرع المصري عمى ىذه الجريمة في المادة ‪/23‬أ مف قانوف التوقيع اإللكتروني‪،‬‬
‫ويتطمب لقياميا توافر ركف مادي‪،‬ومعنوي‪.‬‬

‫‪٘ 1‬نٖ اٌغو‪ّ٠‬خ اٌؼّل‪٠‬خ ‪ٍ٠‬يَ ٌم‪١‬بِ‪ٙ‬ب ر‪ٛ‬افو اٌمظل اٌغٕبئ‪ ٟ‬اٌؼبَ ثؼٕظو‪ ٗ٠‬اٌؼٍُ ‪ٚ‬اإلهاكح ‪ٚ،‬ثبٌزبٌ‪ ٟ‬ما ‪ٚ‬لغ اٌٍَ‪ٛ‬ن اإلعواِ‪ٟ‬‬
‫ٔز‪١‬غخ اٌقطأ ‪ٚ‬اإلّ٘بي فال ‪٠‬زؾمك اٌووٓ اٌّؼٕ‪ٌٍ .ٞٛ‬زفظ‪ ً١‬هاعغ ٍٍ‪ّ١‬بْ أؽّل فؼً ‪ِ،‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص‪.161.‬‬
‫‪ 2‬اوزف‪ ٝ‬اٌّشوع اٌّظو‪ ٞ‬ثبٌمظل اٌغٕبئ‪ ٟ‬اٌؼبَ ك‪ ْٚ‬اٌقبص ف‪ ٟ‬عو‪ّ٠‬خ ئٍبءح اٍزقلاَ ث‪١‬بٔبد اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ االٌىزو‪ٚ ٟٔٚ‬ػٍ‪ ٗ١‬ال‬
‫ػجوح ثبٌجبػش ‪ٚ‬اٌغوع ِٓ اهرىبة ٘نٖ اٌغو‪ّ٠‬خ ‪ .‬فّز‪ ٝ‬رؾمك ‪ٚ‬اٌووٓ اٌّؼٕ‪ ٞٛ‬ف‪ ٟ‬ط‪ٛ‬هح اٌمظل اٌغٕبئ‪ ٟ‬اٌؼبَ ئٌ‪ ٝ‬عبٔت‬
‫اٌووٓ اٌّبك‪ٚ، ٞ‬عت ػمبة اٌغبٔ‪ ٟ‬ك‪ ْٚ‬إٌظو ئٌ‪ ٝ‬اٌجبػش ِٓ ئٍبءح اٍزقلاَ اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ االٌىزو‪.ٟٔٚ‬‬
‫‪ 3‬طبٌؼ شٕ‪ِ ،ٓ١‬وعغ ٍبثك‪،‬ص ص‪.172،171.‬‬

‫‪74‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫*الركن المادي‪:‬‬
‫يتمثؿ السموؾ اإلجرامي في ىذه الجريمة ‪،‬في انتحاؿ الجاني صفة مزود خدمات التصديؽ‬
‫المرخص لو بخالؼ الحقيقة‪ ،‬و يصدر شيادات تصديؽ إلكتروني دوف ترخيص بذلؾ مف‬
‫الييئة العامة لتنمية صنعة تكنولوجيا المعمومات"‪.1‬‬
‫وبالتالي تقع ىذه الجريمة إذا أصدر الجاني شيادة تصديؽ الكتروني دوف الحصوؿ عمى‬
‫ترخيص مخالفة لممادة‪ 19‬مف قانوف التوقيع االلكتروني‪.2‬‬
‫والسبب في تجريـ ىذا الفعؿ ىو اآلثار الخطيرة المترتبة عمى شيادة التصديؽ اإللكترونية‬
‫في حؽ الغير‪ ،3‬حيث يكوف مضمونيا التسميـ بصحة بيانات التوقيع اإللكتروني ‪،‬أو بيانات‬
‫المعاممة المطموب صدور شيادة التصديؽ عنيا‪.4‬‬
‫ويمكف القوؿ أف ىذه الجريمة مف جرائـ الخطر‪ ،‬أو جرائـ السموؾ المجرد حيث يتكامؿ قياـ‬
‫الركف المادي فييا بمجرد إتياف الجاني لسموؾ إصدار شيادات التصديؽ االلكتروني بدوف‬
‫ترخيص ‪،‬دوف تطمب حصوؿ ضرر بجية ما أو شخص ما‪.5‬‬
‫*الركن المعنوي‪:‬‬
‫وىذه الجريمة مف الجرائـ العمدية ‪،‬البد فييا مف توافر القصد الجنائي العاـ ‪،‬وذلؾ بأف يعمـ‬
‫الجاني بأف بقوـ بإصدار الشيادة دوف ترخيص ‪،‬وأف تتجو إرادتو إلى ىذا السموؾ‪.6‬‬
‫ومف ثمة فال يتصور وقوع ىذه الجريمة بطريؽ الخطأ بؿ يجب أف تنصرؼ اإلرادة إلى ىذا‬
‫الفعؿ‪،‬انطالقا مف المادة ‪. 2/1‬‬
‫‪/2‬جريمة إتالف أوتعييب أو تزوير التوقيع اإللكتروني‪:‬‬
‫جرـ المشرع المصري ىذه األفعاؿ في المادة ‪/23‬ب مف قانوف التوقيع اإللكتروني‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪/‬جريمة إتالف أوتعييب التوقيع اإللكتروني‪:‬‬

‫‪ 1‬ػجل اٌفزبػ ث‪ ِٟٛ١‬ؽغبى‪، ٞ‬ؽّب‪٠‬خ اٌَّز‪ٍٙ‬ه ػجو شجىخ األٔزؤذ ‪،‬كاه اٌفىو اٌغبِؼ‪، ٟ‬اإلٍىٕله‪٠‬خ ِظو‪ ،2006 ،‬ص‪.157 .‬‬
‫‪ 2‬رٕض اٌّبكح ‪ ِٓ19‬لبٔ‪ ْٛ‬اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ االٌىزو‪ ٟٔٚ‬ػٍ‪ِ ٝ‬غّ‪ٛ‬ػخ ِٓ االٌزياِبد رمغ ػٍ‪ ٝ‬ػبرك ِٓ ‪٠‬وغت ف‪ِ ٟ‬يا‪ٌٚ‬خ ٔشبؽ‬
‫ئطلاه ش‪ٙ‬بكاد طل‪٠‬ك اٌىزو‪:ٟ٘ٚ، ٟٔٚ‬‬
‫‪ -‬ػو‪ٚ‬هح اٌؾظ‪ٛ‬ي ػٍ‪ ٝ‬روف‪١‬ض ِٓ ٘‪١‬ئخ رّٕ‪١‬خ طٕبػخ رىٕ‪ٌٛٛ‬ع‪١‬ب اٌّؼٍ‪ِٛ‬بد لجً ِّبهٍخ إٌشبؽ اٌّنو‪ٛ‬ه‪.‬‬
‫‪ٍ -‬لاك هٍُ اٌ‪١ٙ‬ئخ اٌنو‪ٛ‬هح ِمبثً ٘نا إٌشبؽ ‪.‬‬
‫‪ -‬ػلَ ع‪ٛ‬اى اٌز‪ٛ‬لف ػٓ إٌشبؽ اٌّوفض ثٗ أ‪ ٚ‬االٔلِبط ف‪ ٟ‬ع‪ٙ‬خ أفو‪ ٜ‬أ‪ ٚ‬اٌزٕبىي ػٓ اٌزوف‪١‬ض ٌٍغ‪١‬و ‪ ٍٜٛ،‬ثؼل اٌؾظ‪ٛ‬ي‬
‫ِ‪ٛ‬افمخ وزبث‪١‬خ ِٓ اٌ‪١ٙ‬ئخ اٌّنو‪ٛ‬هح‪.‬‬
‫‪ 3‬ػوف اٌمبٔ‪ٌَٕ15 ْٛ‬خ ‪2004‬ف‪ِ ٟ‬بكرٗ األ‪ ٌٝٚ‬ش‪ٙ‬بكح اٌزظل‪٠‬ك االٌىزو‪ ٟٔٚ‬ثأٔ‪ٙ‬ب " اٌش‪ٙ‬بكح اٌز‪ ٟ‬رظله ِٓ اٌغ‪ٙ‬خ اٌّوفض‬
‫ٌ‪ٙ‬ب ثبٌزظل‪٠‬ك ‪ٚ‬رضجذ االهرجبؽ ث‪ ٓ١‬اٌّ‪ٛ‬لغ ‪ٚ‬ث‪١‬بٔبد ئٔشبء اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ‪.‬‬
‫‪ 4‬أ‪ ّٓ٠‬هػب ِؾّل ‪ِ،‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص‪.132.‬‬
‫‪ّ١ٍٍ 5‬بْ أؽّل فؼً ‪ِ،‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص‪.167.‬‬
‫‪ 6‬ػجل اٌفزبػ ؽغبى‪، ٞ‬اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ اإلٌىزو‪، ٟٔٚ‬كاه اٌفىو اٌغبِؼ‪، ٟ‬اإلٍىٕله‪٠‬خ ِظو ‪،2006 ،‬ص‪.540.‬‬

‫‪75‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫*الركن المادي‪:‬‬
‫ويتحقؽ الركف المادي في ىذه الجريمة بإتالؼ أو تعييب التوقيع اإللكتروني ‪،‬ويتحقؽ فعؿ‬
‫اإلتالؼ بإفقاد البرنامج المعموماتي الخاص لمتوقيع اإللكتروني قدرتو عمى العمؿ‪ ،1‬إما تعييب‬
‫التوقيع اإللكتروني يكوف بفقده القدرة عمى العمؿ أو الصالحية بصورة جزئية ‪،‬كأف يصدر‬
‫التوقيع مشوىا أو غير واضح‪.2‬‬
‫ويتطمب لقياـ ىذه الجريمة ضرورة توافر الضرر ‪،‬فالضرر ىو النتيجة اإلجرامية المترتبة‬
‫عمى االعتداء و ترتبط بالفعؿ برابطة سببية قانونية حاؿ توافر أركاف الجريمة ‪،‬ويستوي أف يكوف‬
‫الضرر ضرر مادي أو معنوي‪.3‬‬
‫*الركن المعنوي‪:‬‬
‫ىذه الجريمة مف الجرائـ العمدية‪ ،‬يتطمب فييا توافر ركف معنوي يتمثؿ في القصد الجنائي‬
‫العاـ بعنصريو العمـ و اإلرادة ‪،‬فيجب أف يعمـ الجاني بأف فعؿ اإلتالؼ أو التعييب لمتوقيع‬
‫اإللكتروني محظور و معاقب عميو قانونا‪ ،‬وأف تتجو إرادتو لمفعؿ المجرـ‪ ،4‬إما إذا كاف اإلتالؼ‬
‫اإلتالؼ أوالتعييب ناتج عف حادث غير مقصود كما لو وقع مف العامؿ شيء عمى الجياز أدى‬
‫إلى إتالؼ جزء منو فال تقوـ ىذه الجريمة‪.‬‬
‫وال تتطمب ىذه الجريمة قصدا خاصا ‪،‬و إنما يكتفي بشأنيا القصد العاـ بعنصريو العمـ و‬
‫اإلرادة‪ ،‬فتقوـ الجريمة بتوافر الركف المادي والقصد الجنائي العاـ ‪.‬‬
‫ب‪/‬جريمة تزوير التوقيع اإللكتروني‪:‬‬
‫*الركن المادي‪:‬‬
‫يتمثؿ الركف المادي ليذه الجريمة في تزوير التوقيع االلكتروني بتغيير الحقيقة في التوقيع‬
‫اإللكتروني بطريؽ االصطناع أو التعديؿ أو التحويؿ ‪،‬أو بأي طريؽ عمى نحو يضر بالغير‪.5‬‬
‫ومف أشير الوسائؿ التي يمكف االعتماد عمييا في تزوير التوقيع اإللكتروني استخداـ برامج‬
‫حاسوبية وأنظمة معموماتية خاصة بذلؾ ‪،‬يتـ تصميميا عمى غرار البرامج واألنظمة المشروعة‬
‫‪٠ ٌُ 1‬ؾلك اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّظو‪ ٞ‬ف‪ ٟ‬اٌّبكح ‪23‬ؽو‪٠‬مخ ِؼ‪ٕ١‬خ إلرالف أ‪ ٚ‬رؼ‪١١‬ت اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ ‪ٚ،‬ػٍ‪٠ ٗ١‬زؾمك اإلرالف ثأ‪ٍ١ٍٚ ٞ‬خ رإك‪ ٞ‬ئٌ‪ٝ‬‬
‫ػلَ االٔزفبع ثٗ ِضً ٔشو ف‪١‬و‪ ًٚ‬أ‪ٍ ٚ‬ىت و‪ٛ‬ة ِبء أ‪ٍ ٚ‬بئً ػٍ‪ ٝ‬اٌ‪١ٍٛ‬ؾ‪.‬‬
‫‪ 2‬ػجل اٌفزبػ ث‪ ِٟٛ١‬ؽغبى‪، ٞ‬ؽّب‪٠‬خ اٌَّز‪ٍٙ‬ه ػجو شجىخ األٔزؤذ ‪ِ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.159.‬‬
‫‪ 3‬أ‪ ّٓ٠‬هػب ِؾّل ‪ِ،‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص‪.188.‬‬
‫‪ٔ 4‬بلل ‪٠‬بٍ‪ِ ٓ١‬ؾّل اٌّل٘‪ِ، ْٛ‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.362 .‬‬
‫‪٠ 5‬الؽع أْ ؽوق اٌزي‪٠ٚ‬و ٌُ روك ػٍ‪ٍ ٝ‬ج‪ ً١‬اٌؾظو ٌى‪ ْٛ‬اٌّشوع أػبف ػجبهح ) أ‪ ٚ‬أ‪ ٞ‬ؽو‪٠‬ك آفو( ألْ ؽظو٘ب غ‪١‬و‬
‫ِّىٓ ‪ٌ،‬زؼلك٘ب ‪ ٚ‬افزالف‪ٙ‬ب ‪ٚ ٚ‬رغلك٘ب ‪ٌ ٚ،‬نٌه ‪٠‬زؾمك ري‪٠ٚ‬وٖ ثأ‪ ٞ‬ؽو‪٠‬مخ ‪ٍ١ٍٚٚ‬خ ‪ٌٍ .‬زفظ‪ ً١‬هاعغ ػجل اٌفزبػ ث‪ِٟٛ١‬‬
‫ؽغبى‪،ٞ‬ؽّب‪٠‬خ اٌَّز‪ٍٙ‬ه ػجو شجىخ اإلٔزؤذ ‪ِ،‬وعغ ٍبثك‪ ،‬ص ‪.160.‬‬

‫‪76‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أو محاولة البعض كسر الشفرة والوصوؿ إلى األرقاـ الخاصة بالتوقيع اإللكتروني ‪،‬والقياـ‬
‫بنسخيا‪.1‬‬
‫*الركن المعنوي‪:‬‬
‫يمثؿ الركف المعنوي في ىذه الجريمة في القصد الجنائي العاـ ‪،‬بأف يكوف الجاني عالما بأنو‬
‫ترتكب جريمة و أف تتجو إرادتو إلى تزوير التوقيع اإللكتروني ‪،‬فمجرد إىمالو في تحري الحقيقة‬
‫ميما كانت درجتو ال تتحقؽ بو جريمة التزوير‪.2‬‬
‫ويتطمب كذلؾ توافر القصد الجنائي الخاص لدى الجاني إلى جانب القصد الجنائي العاـ‬
‫وىو نية استعماؿ التوقيع اإللكتروني فيما زور مف أجمو ‪،‬عمى خالؼ جريمة اإلتالؼ التي‬
‫اكتفى فييا المشرع المصري بالقصد الجنائي العاـ‪.3‬‬
‫ب‪/‬جريمة استعمال توقيع إلكتروني معيب أو مزور‪:‬‬
‫ورد النص عمى ىذه الجريمة في المادة ‪/23‬ج مف قانوف التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ويقصد‬
‫باستعماؿ توقيع الكتروني معيب أو مزور إبراز التوقيع االلكتروني المزور أو المعييب‬
‫واالحتجاج بو عمى اعتبار أنو صحيح‪.4‬‬
‫وتقوـ جريمة استعماؿ توقيع إلكتروني معيب أو مزور بتوافر ركنيف مادي و معنوي‪ ،‬عمى‬
‫التفصيؿ اآلتي‪:‬‬
‫*الركن المادي‪:‬‬
‫ويتمثؿ في استخداـ الجاني لمتوقيع اإللكتروني المعيب أو المزور مع عممو بذلؾ ‪،‬وال يشكؿ‬
‫المعامالت بقيمتو كما لو كاف صحيحا ‪،‬ويتحقؽ ذلؾ بكؿ سموؾ إيجابي‪.5‬‬
‫*الركن المعنوي‪:‬‬

‫‪ 1‬أ‪ ّٓ٠‬هػب ِؾّل ‪ِ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.207.‬‬


‫‪ّ١ٍٍ 2‬بْ أؽّل فؼً ‪ِ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.164 .‬‬
‫‪ 3‬ػجل اٌفزبػ ث‪ ِٟٛ١‬ؽغبى‪، ٞ‬ؽّب‪٠‬خ اٌَّز‪ٍٙ‬ه ػجو اإلٔزؤذ ‪ِ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.161.‬‬
‫‪ِٚ 4‬ؾً عو‪ّ٠‬خ اٍزؼّبي ر‪ٛ‬ل‪١‬غ ئٌىزو‪ِ ٟٔٚ‬ؼ‪١‬ت أ‪ِ ٚ‬ي‪ٚ‬ه ‪٠‬زّضً ف‪ ٟ‬اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ االٌىزو‪ ٟٔٚ‬اٌّي‪ٚ‬ه أ‪ ٚ‬اٌّؼ‪١١‬ت ‪ٌٍ .‬زفظ‪ ً١‬هاعغ‬
‫ٍٍ‪ّ١‬بْ أؽّل فؼً ‪ِ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.165.‬‬
‫‪ٚ 5‬ػٍ‪ ٗ١‬الثل أْ ‪٠‬ى‪ ْٛ‬اٌٍَ‪ٛ‬ن اإلعواِ‪ ٟ‬ا‪٠‬غبث‪ ٟ‬ثاظ‪ٙ‬به اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ االٌىزو‪ ٟٔٚ‬اٌّؼ‪١‬ت اٌّي‪ٚ‬ه أ‪ ٚ‬اٌّؼ‪١‬ت اٌغ‪١‬و ف‪ ٟ‬اٌّؼبِالد‬
‫ثم‪ّ١‬زٗ وّب ٌ‪ ٛ‬وبْ طؾ‪١‬ؾب ‪،‬فبٌؼجوح ثزمل‪ ُ٠‬اٌَّزٕل االؽزغبط ثٗ أ‪ ٚ‬االٍزٕبك ئٌ‪ ٗ١‬ف‪ ٟ‬اٌّؼبِالد ولٌ‪ ً١‬ف‪ ٟ‬اٌزَّه ثؾك أ‪ٚ‬‬
‫اٌؾظ‪ٛ‬ي ػٍ‪ ٝ‬ؽك ِؼ‪َ٠ٚ، ٓ١‬ز‪ ٞٛ‬أْ ‪٠‬ى‪٘ ْٛ‬نا االٍزؼّبي لل ث‪ٛ‬شو ف‪ِٛ ٟ‬اع‪ٙ‬خ ع‪ٙ‬خ هٍّ‪١‬خ أ‪ِٛ ٚ‬ظف ػبَ ف‪ِ ٟ‬ؼبِالد‬
‫األفواك‪ٌٍ .‬زفظ‪ ً١‬هاعغ عّ‪ ً١‬ػجل اٌجبل‪، ٟ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌغٕبئ‪ ٚ ٟ‬اٌزىٕ‪ٌٛٛ‬ع‪١‬ب اٌؾل‪٠‬ضخ ‪ِ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.180.‬‬

‫‪77‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫جريمة استعماؿ التوقيع اإللكتروني المعيب أو المزور ىي جريمة عمدية ‪،‬يمزـ لقياميا أف‬
‫يتوافر القصد الجنائي العاـ بعنصريو العمـ و اإلرادة ‪،‬فيجب أف يعمـ أو التوقيع اإللكتروني‬
‫مزو ار أو معيبا وفؽ االستعماؿ ‪،‬ومع ذلؾ تنصرؼ إرادتو إلى استعمالو فيما أعد لو‪.‬‬
‫وال عبرة باألغراض التي يتوخاىا الجاني في االستعماؿ‪ ،‬فيعد مرتكبا ليذه الجريمة مف‬
‫يستخدـ توقيعا مزو ار أو معيبا ‪،‬واف كاف يرمي إلى الوصوؿ إلى حؽ ثابتا قانونيا‪.1‬‬
‫وبالتالي إذا انتفت نية استعماؿ التوقيع اإللكتروني المعيب أو المزور فيما زور مف أجمو‬
‫‪،‬انتفت الجريمة ‪،‬ويجب تحري القصد وقت ارتكاب الجريمة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة في األخير إلى أف المشرع المصري عاقب عمى استعماؿ توقيع إلكتروني‬
‫معيب أو مزور ‪،‬دوف اإلتالؼ ‪،‬وذلؾ ألف ىذا األخير ال يعمؿ و فقاد الصالحية‪ ،‬و ال أثر لو‬
‫مف الناحيتيف العممية و القانونية‪.2‬‬
‫‪/3‬جريمة الحصول عمى التوقيع اإللكتروني أو اختراقو أو اعتراضو أو تعطيمو‪:‬‬
‫جاء النص عمى ىذه الجريمة في المادة ‪/23‬د‪ ،‬ولقياـ ىذه الجريمة ‪،‬البد مف توافر ركنيف‬
‫مادي و معنوي ‪،‬عمى التفصيؿ آلتي‪:‬‬
‫*الركن المادي‪:‬‬
‫ويتخذ السموؾ اإلجرامي في ىذه الجريمة صورة الحصوؿ بغير حؽ عمى توقيع إلكتروني‬
‫بأي وسيمة ‪،‬ويمكف االستيالء عمى التوقيع اإللكترونيف عف طريؽ السرقة أو النصب أو عف‬
‫طريؽ خيانة األمانة‪.3‬‬

‫‪ 1‬أ‪ ّٓ٠‬هػب ِؾّل ‪ِ،‬وعغ ٍبثك‪،‬ص‪.219.‬‬


‫‪ 2‬اٌّوعغ ٔفَٗ‪،‬ص‪.217.‬‬
‫‪ٌ 3‬مل أؽَٓ اٌّشوع اٌّظو‪ ٞ‬طٕؼب ؽ‪ّٕ١‬ب ٌُ ‪٠‬ؾلك ‪ٍ١ٍٚ‬خ ػٍ‪ٍ ٝ‬ج‪ ً١‬اٌؾظو الهرىبة اٌفؼً اٌّغوَ ‪ٌ،‬ىٕٗ فالفب ٌجؼغ‬
‫اٌزشو‪٠‬ؼبد ٌُ ‪٠‬غوَ ِؾب‪ٌٚ‬خ اٌؾظ‪ٛ‬ي ػٍ‪ ٝ‬ر‪ٛ‬ل‪١‬غ أ‪ِ ٚ‬ؾوه ئٌىزو‪.ٟٔٚ‬‬

‫‪78‬‬
‫القواعد الجنائية الحامية لمتوقيع االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ويتحقؽ أيضا باختراؽ التوقيع اإللكتروني بالدخوؿ غير المشروع أو غير المصرح بو لمنظاـ‬
‫المعموماتي المتضمف لمتوقيع اإللكتروني‪ ،1‬أو اعتراضو أو تعطيمو عف أداء وظيفتو بأي وسيمة‬
‫تؤدي إلى تباطؤ النظاـ و جعمو غير قادر عمى االستعماؿ دائما أو مؤقتا بشكؿ متقطع‪.2‬‬
‫*الركن المعنوي‪:‬‬
‫تعتبر ىذه الجريمة مف الجرائـ العمدية ‪،‬تتحقؽ بتوافر القصد الجنائي العاـ فالبد أف يعمـ‬
‫الجاني بأف حصولو عمى التوقيع اإللكتروني يعتبر حؽ ‪،‬وأنو يخترؽ التوقيع اإللكتروني أو‬
‫يعترضو ‪،‬أو يعطمو ‪،‬و أف تتجو إرادتو إلى ذلؾ الفعؿ ‪،‬وال يتطمب المشرع في ىذه الجريمة‬
‫قصدا جنائيا خاصا ‪،‬بؿ اكتفى بالقصد الجنائي العاـ‪.3‬‬
‫لذلؾ ينتفي القصد الجنائي إذا قاـ الشخص الذي يتعامؿ مع النظاـ بالحصوؿ عمى التوقيع‬
‫االلكتروني أو اختراقو أو اعتراضو أو تعطيمو نتيجة الخطأ ‪،‬فيذه الجريمة مف الجرائـ العمدية ال‬
‫يتصور وقوعيا بطريؽ الخطأ‪.4‬‬

‫‪ 1‬ػجل اٌؾٍ‪ ُ١‬هِؼبْ ‪ِ،‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص‪ٚ .51.‬أظو أ‪٠‬ؼب‪:‬‬


‫‪Gassin(R) op.cit.no.88.‬‬
‫‪ 2‬ػجل اٌمبكه اٌم‪ٛٙ‬ع‪ِ، ٟ‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص ص‪ٚ،141 ،140.‬أظو أ‪٠‬ؼب‪:‬‬
‫‪Gassin(R) informatique et liberté répertorie Dalloz de droit pénal ,jzniper.1987.no522.‬‬
‫‪ 3‬أ‪ ّٓ٠‬هِؼبْ اؽّل ‪ِ،‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص‪ٚ.164 .‬أظو أ‪٠‬ؼب ػجل اٌفزبػ ث‪ ِٟٛ١‬ؽغبى‪، ٞ‬اٌز‪ٛ‬ل‪١‬غ االٌىزو‪ِ، ٟٔٚ‬وعغ ٍبثك‪،‬‬
‫ص‪.133.‬‬
‫‪ 4‬ػجل اٌؾٍ‪ِ ُ١‬لؽذ هِؼبْ ‪ِ،‬وعغ ٍبثك ‪،‬ص‪.54.‬‬

‫‪79‬‬
‫ﻣﻠﺧص‬
‫ واﻻﺳﺗﺧدام اﻟواﺳﻊ ﻟﻠﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت‬،‫إن اﻟﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟذي ﺷﻬدﻩ اﻟﻌﺎﻟم‬
ّ
‫ واﺗﺟﺎﻩ اﻟدوﻟﺔ ﻧﺣو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺟﻌل اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ إﺑرام‬،‫اﻟﺣﯾﺎة‬
‫ ﻣﻣﺎ اﺿطر إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن أﺳﺎﻟﯾب ﺟدﯾدة ﺗﺣﻘق اﻟﻐﺎﯾﺔ وﺗﺳﻬل ﻋﻠﻰ‬،‫اﻟﻌﻘود ﻻ ﺗﺗﻼءم ﻣﻌﻬﺎ‬
‫ اﻟذي‬،‫ﻓﺗم ادﺧﺎل اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻟﯾﺣل ﻣﺣل اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي‬،‫اﻷﻓراد اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت واﻟﺗﺑﺎدﻻت‬
‫ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺻﺎﺣب‬، ‫ﻫو وﺳﯾﻠﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻟﺗوﺛﯾق ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت‬
.‫اﻟﺗوﻗﯾﻊ وﻣواﻓﻘﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﻧزام ﺑﻬﺎ وﺻﺣﺔ اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺑﺎدﻟﻬﺎ ﺑﯾن اﻷطراف‬
‫ﻧﺟد أن اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻣن ﺣﯾث طﺑﯾﻌﺗﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻠﻔﺎ‬
‫ وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻣﺷرع ﯾﺗدﺧل ﺑﺈﻧﺷﺎء‬،‫رﻗﻣﯾﺎ ﻣؤﻟﻔﺎ ﻣن ﺣروف أو أرﻗﺎم أو رﻣوز اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‬
‫ ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﺟﺎءت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻟﺗﺳﻠط اﻟﺿوء‬،‫ﻋﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗداءات اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﻪ‬
.‫ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗررﺗﻬﺎ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻐرﺑﯾﺔ و اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬
Résumé
Le progrès scientifique que le monde a connu et l’utilisation
massive des nouvelles technologies dans tous les domaines de la vie,
et l’orientation de l’Etat vers ce qu’on appelle le gouvernement
électronique, fait que les méthodes classiques de conclusion des
contrats sont devenus incompatibles avec ce progrès, ce qui a abouti
à la recherche de nouvelles méthodes pour atteindre les objectifs et
faciliter aux individus les transactions et les échanges, c’est pour ce la
que la signature électronique remplace la signature traditionnelle, la
signature numérique est un mécanisme permettent de garantir
l’intégrité d’un document électronique et authentifier l’auteur.
Pour documenter les transactions qui sont faites par l’internet, la
signature électronique assure l’identité des titulaires de cette
signature et leur consentement, et l’authenticité du document qui
sont échangés entre les parties.
la signature électronique a vu le jour, une signature très différente
de la signature« traditionnelle », selon sa nature, car c’est un dossier
numérique composé de lettres, chiffres ou symboles électroniques,
cela a poussé le législateur à intervenir par la création de peines en
cas d’atteinte à la signature électronique. De ce point de vu, vient
cette étude à fin de souligner cette protection pénale que les
différents législateurs sont consacré à la signature l’électronique.
‫اﻟﺨﺎﺗﻤــــــــﺔ‬

‫اﻟﺧﺎﺗﻣـــــــــــــــــــــــﺔ‬

‫ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أﻧﻪ‬
‫ﻣن أﻛﺛر اﻟﺟراﺋم ﺧطورة ‪ ،‬و ﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺗﺻف ﺑﻪ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻣن‬
‫اﺧﺗﻼف‪ ،‬أﺿف ﻋﻠﻰ ذﻟك أﻧﻬﺎ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻓرﺿﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑوﺿﻊ اﻟﻘواﻧﯾن و‬
‫إﻧﻔﺎذﻫﺎ‪.‬‬
‫ﻓﺟراﺋم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ و ﺟراﺋم اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣن‬
‫اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ أﻓرزﺗﻬﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻟﺛورة ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣﺎ ﻗدﻣﺗﻪ ﻣن ﺗﺳﻬﯾﻼت ﻟﻸﻓراد‬
‫واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗد زﻋزﻋت ﺳﻛﯾﻧﺗﻬم ﺑﻬذا اﻟﻧوع اﻟﺟدﯾد ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ‬
‫واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻘدة‪.‬‬
‫ﺑﻣﺎ أن اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻗﻌﺔ ﻣﺳﺗﺟدة ﻓرﺿﺗﻬﺎ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ و ﻛذﻟك‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول و اﻻﻓراد ﻓﻘد ﺻدرت ﻋدة ﺗﺷرﯾﻌﺎت دوﻟﯾﺔ ٕواﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ووطﻧﯾﺔ‬
‫ﻧظﻣت أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻹزاﻟﺔ اﻟﻐﻣوض ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺣدﯾث و اﻟﻣﺳﺗﺟد ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪،‬وﺑﯾﻧت‬
‫ﻣﺎﻫﯾﺗﻪ و اﻋﺗرﻓت ﺑﻪ و ﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﻗﺎﻧون اﻻوﻧﺳﺗرال اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻌﺎم ‪1996‬م ﺑﺷﺄن‬
‫اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ‪،‬و ﻗﺎﻧون اﻷوﻧﺳﺗرال اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻌﺎم ‪2001‬م ﺑﺷﺄن اﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ أﺻدرت اﻟﻣﻔوﺿﯾﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻷوروﺑﻲ رﻗم ‪ 93‬ﻟﺳﻧﺔ ‪1999‬م ﺑﺷﺄن‬
‫اﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ و ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ ذﻟك و إﺳﺗرﺷﺎدا ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ و اﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ‪،‬‬
‫ﺻدرت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ اﻋﺗرﻓت ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ و أﺿﻔت ﻋﻠﯾﻪ ﺣﺟﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫ﻣﺳﺎوﯾﺔ ﻟﺣﺟﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت‪.‬‬
‫ﻧﺟد أن ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺻور ﻋدﯾدة ﺗﺧﺗﻠف ﺣﺳب اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺷﻐﯾل‬
‫ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ‪،‬و ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺻور ﻣﺎ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻷرﻗﺎم أو اﻟﺣروف أو اﻟرﻣوز‬
‫‪...‬ﻣﺛل اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﺑﺎﻟرﻗم اﻟﺳري اﻟﻣﻘﺗرن ﺑﺎﻟﺑطﺎﻗﺔ اﻟﻣﻣﻐﻧطﺔ‪ ،‬و ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺧواص‬
‫اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و اﻟﻔﯾزﯾﺎﺋﯾﺔ و ﻫو اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺑﯾوﻣﺗري‪ ،‬ﻛذﻟك ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷﻔﯾر ﻟﻛل ﺻورة ﻣن‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺻور ﻗوة ﺛﺑوﺗﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻷﺧرى ‪ ،‬ﯾرﺗﻛز ﻗﯾﺎس ﻣﺳﺗوى اﻟﻘوة اﻟﺛﺑوﺗﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ‬
‫اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻗدرة ﻣﻧظوﻣﺔ ﺗﺷﻐﯾﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق وظﯾﻔﺗﻲ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي و ﻫﻣﺎ اﻟﺗﻌﺑﯾر‬
‫ﻋن إرادة اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ اﻹﻟﺗزام ﺑﻣﺣﺗوى اﻟﻣﺣرر و ﺗﺣدﯾد ﻫوﯾﺗﻪ ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫اﻟﺨﺎﺗﻤــــــــﺔ‬

‫ﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ان ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ و اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻗد وﺿﻌت ﺣﻣﺎﯾﺔ‬
‫ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ‪ ،‬ﻧﺟد أن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ و اﻻﻣرﯾﻛﻲ ﻟم ﯾﺧص اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ‬
‫ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑل ﯾﻣﻛن ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻓﻲ اطﺎر اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣن ﺧﻼل‬
‫ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ أﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻷﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت‪ ،‬ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر و ﻛذﻟك ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ‬
‫اﻟﻔدراﻟﻲ اﻻﻣرﯾﻛﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺟراﺋم اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺗﻠك اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺧﺻت ﺑﻌص اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ‬
‫ﺣﻧﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺻري اﻟذي ﺳﺑق اﻟﺗﻌرض ﻟﻪ ﻓﻲ اطﺎر اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪2004/15‬‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪ 23،21‬و ﺷﻣﻠت ﺗﻠك اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺟراﺋم ‪،‬‬
‫ﻟﻛن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻟم ﯾﺟرم اﻟﺷروع و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﻋﻘﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﺷروع ﻓﯾﻬﺎ وﻛذﻟك ﻧﺟدﻩ ﻟم‬
‫ﯾﻣﯾز ﺑﯾن ﺗﻌطﯾل اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﺗوﻗﯾف ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺧﺎﺻﺔ او ﻣﺻﻠﺣﺔ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ‪،‬ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﺟرم ﺻﻧﻊ او ﺣﯾﺎزة ﺑراﻣﺞ ﻣﻌدة ﻟﻼﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟم‬
‫ﯾﻛرس اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟذي ﻛﺎن اﻟﺗﺣﺎﻗﻪ ﺑﺳن ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣﺗﺄﺧ ار‬
‫ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ و ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 2015‬ﺣﯾث ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق‬
‫اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن ﺑﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﻫذا اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﺣﺎﺻل ﻓﻲ‬
‫ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬إذ ﺣدد اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺷروطﻪ وﻛذا اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻓﻲ اﻷﺧﯾر أﻧﺷﺄ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم ﻣﺣﺎوﻻ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻗرار ﺣﻣﺎﯾﺔ‬
‫ﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣؤدي ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻛذا طﺎﻟﺑﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ‪،‬‬
‫أن‬
‫إﻻّ أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ أﺗﻰ ﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت أﻫﻣﻬﺎ ّ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ‪ 04/15‬ﻋﻠﻰ ﺣﺳب أﻧﻪ ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﻧﺎول‬
‫ﻛﺎﻓﺔ اﻻﻋﺗداءات اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻠﺣق ﺑﻬﻣﺎ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺗﻼف واﻟﺗزوﯾر واﻟدﺧول واﻟﺑﻘﺎء ﻏﯾر‬
‫اﻟﻣﺻرح ﺑﻬﻣﺎ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻠزم اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣدرﺟﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎب‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺗﻧﺎول اﻟﺗزوﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون ‪ 23/06‬ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻫﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ‬
‫اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺟراﺋم ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﺎﻟﺞ اﻷﻣر‬
‫واﻋﺗد ﺑﺎﻟﺗزوﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة اﻟﻌﺎﺷرة ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺎب أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع‬

‫‪81‬‬
‫اﻟﺨﺎﺗﻤــــــــﺔ‬

‫أﻧﻪ اﻗﺗﺻر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣؤدي ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺻدﯾق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬم‬
‫وﻛذا طﺎﻟﺑﻲ اﻟﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺗﺣﺎﯾل اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻗد ﯾﻘﻊ ﻣن ﻋدة أطراف ﻛﺎﻟﻘراﺻﻧﺔ ﻣﺛﻼ‪،‬‬
‫ﻣﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺟﻣﯾﻊ ﺻور اﻟﺗﺣﺎﯾل ﻷﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ‬
‫اﻟﻣﻌﺗدى ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺿف إﻟﻰ ذﻟك أن ﺻور اﻟﺗﺟرﯾم اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣن‬
‫اﻟﻣؤﻛد ﺗزاﯾدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة املراجع‬
‫أوال‪ -‬الكتب بالمغة العربية ‪:‬‬
‫‪ -10‬محمد ناصر حمودي‪،‬العقد الدولي اإللكتروني المبرم عبر اإلنترنت‪،‬الطبعة األولى دار‬
‫الثقافة لمنشر والتوزيع‪،‬عمان‪.2012،‬‬
‫‪ -10‬عادل رمضان األبيوكي‪،‬التوقيع اإللكتروني في التشريعات الخميجية ‪،‬د‪.‬ط‪،‬دار المكتب‬
‫الجامعي الحديث‪،‬اإلسكندرية‪2009،‬‬
‫‪ -10‬إيمان مأمون أحمد سميمان‪ ،‬ابرام العقد االلكتروني واثباتو‪ ،‬الجوانب القانونية لعقد التجارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الجامعة الجديدة لنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2008 ،‬‬
‫‪ -10‬رانياعزب‪،‬العقود الرقمية في قانون اإلثبات‪،‬د‪.‬ط‪،‬دارالجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2012،‬‬
‫‪ -10‬نضال إسماعيل برىم‪ ،‬أحكام عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الثقافة لمنشر‬
‫والتوزيع‪،‬عمان‪.2005،‬‬
‫‪ -10‬إلياس ناصيف‪،‬العقد اإللكتروني في القانون المقارن‪،‬الطبعة األولى‪،‬منشورات الحمبي‬
‫الحقوقية‪،‬بيروت‪.2009،‬‬
‫‪ -10‬محمد حسن رفاعي العطار‪،‬البيع عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪،‬اإلسكندرية‪.2007،،‬‬
‫‪ -10‬خالد ممدوح إبراىيم‪ ،‬إثبات العقود والمراسالت اإللكترونية‪ ،‬طبعة األولى‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2010،‬‬
‫‪ -10‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع االلكتروني‪ :‬ماىيتو‪ ،‬صوره‪ ،‬حجيتو في االثبات بين التداول‬
‫واالقتباس‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2006 ،‬‬
‫‪ -01‬نسرين عبد الحميد نبيو‪ ،‬الجانب القانوني لمقانون التجاري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ -00‬العبودي عباس‪ ،‬تحديات إثبات بالسندات االلكترونية ومتطمبات النظام القانوني لتجاوزىا‪،‬‬
‫ط‪،1‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2010،‬‬
‫‪ -00‬بشار محمود دودين‪،‬اإلطار القانوني لمعقد المبرم عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬ط ‪،2‬دار الثقافة‬
‫لمنشر والتوزيع‪،‬األردن‪.2010،‬‬

‫‪38‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ -00‬عبد الحميد ثروت‪ ،‬التوقيع االلكتروني‪:‬ماىيتو‪ ،‬مخاطره وكيفيتو‪ ،‬مدى حجيتو في‬
‫االثبات‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2007 ،‬‬
‫‪ -00‬أحمد خميفة الممط‪ ،‬الجرائم المعموماتية‪،‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2005،‬‬
‫‪ -00‬ممدوح عمي مبروك‪ ،‬مدى حجية التوقيع االلكتروني في اإلثبات‪ ،‬دار النيضة العربية‬
‫القاىرة‪.2009 ،‬‬
‫‪ -00‬محمد عبيدات لورنس‪ ،‬إثبات المحرر اإللكتروني‪ ،‬دار الثقافة‪،‬عمان‪.2009‬‬
‫‪ -00‬محمد أمين الرومي‪ ،‬التعاقد االلكتروني عبر االنترنت‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‬
‫اإلسكندرية‪2004،‬‬
‫‪ -00‬عيسى غسان ربضي‪ ،‬القواعد الخاصة بالتوقيع االلكتروني‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الثقافة لنشر‬
‫والتوزيع‪،‬األردن‪.2012،‬‬
‫‪ -00‬عالء محمد عيد النصيرات‪ ،‬حجية التوقيع االلكتروني في االثبات‪(،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار الثقافة لنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪. 200. ،‬‬
‫‪ -01‬سمير حامد عبد العزيز جمال‪ ،‬التعاقد عبر تقنيات االتصال الحديثة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية‪ ،‬ط‪.2،2007‬‬
‫‪ -00‬خالد مصطفى فيمي‪ ،‬النظام القانوني لتوقيع االلكتروني في ضوء االتفاقيات الدولية‬
‫والتشريعات العربية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2007 ،‬‬
‫‪ -00‬مصطفى معوان‪،‬التجارة اإللكترونية ومكافحة الجريمة المعموماتية‪،‬الطبعة األولى‪،‬دار‬
‫الكتاب الحديث‪،‬القاىرة‪.2008،‬‬
‫‪ -00‬سامح عبد الواحد التيامي‪ ،‬التعاقد عبر االنترنت‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬دار الكتب القانونية‪،‬‬
‫مصر‪. 2008 ،‬‬
‫‪ -00‬نور الدين الناصري‪" ،‬المعامالت واإلثبات في مجال االتصاالت الحديثة"‪ ،‬سمسمة‬
‫الدراسات القانونية المعاصرة‪ ،‬العدد ‪ ،12‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى ‪-1428‬‬
‫‪. 2007‬‬
‫‪ -00‬خالد عياد الحمبي‪ ،‬إجراءات التحري والتحقيق في جرائم الحاسوب واالنترنت‪ ،‬دار الثقافة‬
‫لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬بدون طبعة‪.2011 ،‬‬

‫‪38‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ -00‬عادل يوسف عبد النبي البشكري‪ ،‬الجريمة المعموماتية وأزمة الشرعية الجزائية‪ ،‬العدد‬
‫السابع‪ ،‬الكوفة‪.‬‬
‫‪ -00‬محمود إبراىيم غازي‪ ،‬الحماية الجنائية لمخصوصية والتجارة االلكترونية‪ ،‬مكتبة الوفاء‬
‫القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪.2014 ،‬‬
‫‪ -00‬محمد سامي الشوا ‪،‬ثورة المعمومات و انعاكساتيا عمى قانون العقوبات ‪،‬دار النيضة‬
‫العربية‪.1994،‬‬
‫‪ -00‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانون العقوبات‪،‬ط‪،4‬سنة ‪.1991‬‬
‫‪ -01‬منير محمد الجنبييي‪ ،‬ممدوح محمد الجنييي‪ ،‬تزوير التوقيع اإللكتروني‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2006،‬‬
‫‪ -00‬عبد الحميم يعقوب‪ ،‬اإلعالم الجديد والجريمة االلكترونية‪ ،‬دار العالمية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪،01‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ -00‬محمد خميفة‪ ،‬الحماية الجنائية لمعطيات الحاسب اآللي في القانون الجزائري المقارن‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2008،‬‬
‫‪ -00‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬مكافحة جرائم الكمبيوتر واالنترنت في القانون العربي‬
‫النموذجي‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2009،‬‬
‫‪ -00‬نيال عبد القادر المومني‪ ،‬الجرائم المعموماتية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬ط‪.2008،01‬‬
‫‪ -00‬محمد كمال محمود الدسوقي‪ ،‬الحماية الجنائية لسرية المعمومات االلكترونية‪ -‬دراسة‬
‫مقارنة‪ -‬دار الفكر والقانون‪،2015،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -00‬أيمن عبد اهلل فكري‪ ،‬جرائم نظم المعمومات (دراسة مقارنة)‪،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2007،‬‬
‫‪ -00‬نائمة عادل فريد قورة‪ ،‬جرائم الحاسب اآللي االقتصادية دراسة نظرية وتطبيقية‪ ،‬منشورات‬
‫الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬ط ‪.2005 ،01‬‬
‫‪ -00‬عمي عبد القادر القيوجي‪ ،‬الحماية الجنائية لبرامج الحاسب اآللي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1999،‬‬
‫‪ -00‬رياض فتح اهلل بصمة‪،‬حدود اإلثبات العممي في قضايا التزييف والتزوير‪ ،‬منشأة‬
‫المعارف‪،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬الطبعة الثالثة‪.2010،‬‬

‫‪38‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ -01‬أسامة أحمد المناعسة‪ ،‬جالل محمد الزعبي‪ ،‬صايل فاضل اليواوشة‪ ،‬جرائم الحاسب‬
‫اآللي واالنترنت‪ ،‬دار وائل لمنشر‪ ،‬عمان‪،‬ط‪.2001،1‬‬
‫‪ -00‬إيياب فوزي السقا‪ ،‬جريمة التزوير في المحررات االلكترونية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2008،‬‬
‫‪ -00‬محمد حسين منصور‪ ،‬قانون االثبات – مبادئ االثبات و طرقو‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫لمنشر‪ ،‬طبع سنة ‪.1998‬‬

‫ثانيا‪ -‬المقاالت ‪:‬‬


‫‪ -10‬عبد الرسول عبد الرضا ‪،‬محمد جعفر ىادي ‪،‬المفيوم القانوني لمتوقيع اإللكتروني ‪،‬مجمة‬
‫المحقق المحمي لمعموم القانونية و السياسية ‪،‬جامعة بابل ‪ ،‬العراق ‪،‬العدد األول ‪ ،‬السنة‬
‫الثانية ‪.‬‬
‫‪ -10‬أسامة بن غانم العبيدي‪ ،‬حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات‪ ،‬المجمة العربية لمدراسات‬
‫األمنية والتدريب‪ ،‬المجمد ‪ ،28‬العدد ‪.56‬‬
‫‪ -10‬الشيخ إبراىيم بن شايع الحقيل‪ ،‬الشيخ سميمان بن محمد بن الشدي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‬
‫وأثره في إثبات الحقوق واإللتزامات بين الشريعة اإلسالمية والنظم والقواعد القانونية‪،‬‬
‫ورقة عمل مقدمة في ندوة التوقيع اإللكتروني‪ ،‬المنعقدة في الرباط‪ ،‬المممكة المغربية‪،‬‬
‫يونيو‪ ،2006‬منشورات المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية‪.2008،‬‬
‫‪ -10‬عمي أبو مارية‪ ،‬التوقيع اإللكتروني ومدى قوتو في اإلثبات (دراسة مقارنة)‪،‬مجمة جامعـة‬
‫الخميـل لمبحـوث‪،‬المجمد‪ ،5‬العـدد‪،2‬جامعـة فمسـطين األىميـة‪ ،‬بيـت لحـم ‪.2010‬‬
‫‪ -10‬صالح عطا اهلل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في التجارة اإللكترونية والتحكيم اإللكتروني‪ ،‬مقال‬
‫منشور في الموقع‪:‬‬
‫‪http://newssparrow.blogspot.com/2013/05/blog-post_4572.html‬‬
‫‪ -10‬مبروك حدة‪ ،‬حجية السندات االلكترونية في اإلثبات ( دراسة مقارنة)‪ ،‬مجمة العموم‬
‫القانونية و السياسية‪ ،‬عدد ‪ ،17‬جامعة حمو لخضر الوادي‪ ،‬جانفي ‪.2018‬‬
‫‪ -10‬بمعايش ميادة ‪ /‬بن اسماعين حياة‪ ،‬مشروع الصيرفة االلكترونية في الجزائر‪ ،‬مجمة أبحاث‬
‫اقتصادية وادارية‪ ،‬العدد السادس عشر‪ ،‬ديسمبر‪.2014‬‬

‫‪38‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ -10‬نوال بن عمارة‪ ،‬وسائل الدفع االلكتروني (األفاق والتحديات)‪،‬بحث منشور في‬
‫الموقع‪http://dspace.univ-ouargla.dz:‬‬
‫‪ -10‬عبد العال الديربي‪ ،‬الجريمة المعموماتية‪.‬تعريفيا‪..‬أسبابيا‪..‬خصائصيا‪،‬دوريات مفاىيم‬
‫إستراتيجية‪ ،‬المركز العربي ألبحاث الفضاء االلكتروني‪ ،‬مقال منشور بتاريخ‬
‫‪ 2013/01/13‬عمى الرابط ‪:‬تاريخ االطالع ‪.2017/02/13‬‬
‫‪http://accronline.com/article_detail.aspx?id=7509‬‬
‫‪ -01‬عبد ااهلل مسفر الحيان‪ ،‬حسن عبد ااهلل عباس‪ ،‬التوقيـع اإللكـتروني‪ ،‬د ارسـة نقديـة لمشـروع‬
‫و ازرة التجـارة والصـناعة الكويتيـة‪ ،‬مجمـة العمـوم اإلقتصـادية واإلداريـة‪ ،‬المجمد التاسع‬
‫عشر‪ ،‬العدد األول‪.2013 ،‬‬
‫‪ -00‬مجمة تكنولوجيا المعمومات‪ ،‬قسم نظم المعمومات‪ ،‬بدون دار النشر‪ ،‬وبدون سنة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬الدراسات الجامعية ‪:‬‬
‫أ‪ -/‬األطروحات ‪:‬‬
‫‪ -10‬عبد الوىاب مخموفي‪،‬التجارة اإللكترونية عبر اإلنترنت‪،‬رسالة دكتوراه‪،‬كمية الحقوق‬
‫والعموم السياسية‪،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪.2012/2011،‬‬
‫‪ -10‬بن قارة مصطفى عائشة‪،‬الحماية الجنائية لمحكومة اإللكترونية (دراسة مقارنة)‪،‬رسالة‬
‫دكتوراه قانون عام‪،‬كمية الحقوق‪،‬جامعة ابوبكر بمقايد تممسان ‪.2018/2017،‬‬
‫‪ -10‬صـالح شنين‪ ،‬الحماية الجنائية لمتجارة االلكترونية)دراسة مقارنة( ‪،‬رسالة لنيل شيادة‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كمية الحـقوق‪ ،‬جامعة أبوبكر بمقايد تممسان‪.2013/2012،‬‬
‫‪ -04‬براىمي حنان‪ ،‬جريمة تزوير الوثيقة الرسمية اإلدارية ذات الطبيعة المعموماتية‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل شيادة الدكتوراه في القانون الجنائي‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪،‬جامعة محمد‬
‫خيضر بسكرة‪.2015/2014،‬‬
‫ب‪ -/‬رسائل الماجستير‪:‬‬
‫‪-10‬فوغالي بسمة ‪ ،‬إثبات العقد اإللكتروني و حجيتو في ظل عالم اإلنترنت‪،‬مذكرة ماجيستير‬
‫في القانون الخاص‪،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪،‬جامعة محمد لمين دباغين سطيف‪،2‬‬
‫‪.2015/2014‬‬
‫‪ -10‬إياد محمد عارف عطا سده‪،‬مدى حجية المحررات اإللكترونية في اإلثبات‪،‬مذكرة‬

‫‪38‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫ماجستير‪،‬كمية الدراسات العميا‪،‬جامعة النجاح الوطنية‪،‬فمسطين‪.2009،‬‬
‫‪ -10‬طمين سـييمة‪ ،‬الشـكمية في عقـود التجـارة اإللكترونيـة‪ ،‬مـذكرة لنيـل شـيادة ماجسـتير‪،‬‬
‫تخصـص القـانون الـدولي لألعمال‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪،‬‬
‫‪.2012/2011‬‬
‫‪ -10‬لوصيف عمار‪ ،‬استراتجيات نظام المدفوعات لمقرن الحادي والعشرين مع اإلشارة إلى‬
‫التجربة الجزائرية‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة منتوري‬
‫قسنطينة‪.2009/2008‬‬
‫‪ -10‬معطى سيد أحمد‪ ،‬واقع وتأثير التكنولوجيا الجديدة لإلعالم واالتصال عمى أنشطة البنوك‬
‫الجزائرية‪ ،‬مذكرة ماجستير في إدارة األفراد وحوكمة الشركات‪ ،‬جامعة أبو بكر بمقايد تممسان‬
‫‪.2012/2011‬‬
‫‪ -10‬عبد ااهلل بن عبد العزيز بن محمد الفحام‪،‬حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات‪،‬رسالة‬
‫ماجستير‪،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪،‬المممكة العربية السعودية‪.1428،‬‬
‫‪ -10‬سوير سفيان‪ ،‬جرائم المعموماتية‪ ،‬مذكرة ماجستير تخصص عموم جنائية وعمم اإلجرام‪،‬‬
‫كمية الحقوق‪ ،‬جامعة بوبكر بمقايد‪،‬تممسان‪.2011/2010،‬‬
‫ج‪ /‬مذكزات الماستز‬
‫‪ -10‬زينـب غريـب‪ ،‬إشـكالية التوقيـع وحجيتـو في اإلثبـات‪ ،‬مـذكرة لنيـل رسـالة ماسـتر‪ ،‬كميـة‬
‫‪.2010 -2009‬‬ ‫العمـوم القانونيـة واالقتصـادية واالجتماعيـة‪ ،‬جامعـة محمـد الخـامس‪ ،‬الربـاط‪،‬‬
‫‪ -10‬عزولة طيموش‪ ،‬عالوات فريدة‪ ،‬التوقيع االلكتروني في ظل القانون ‪ ، 04/15‬مذكرة‬
‫ماستر تخصص القانون الخاص الشامل‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية ‪ ،‬جامعة عبد‬
‫الرحمان ميرة بجاية‪ ،‬الجزائر‪.2016/2015 ،‬‬
‫‪ -10‬ترير نوال‪ ،‬الشـكمية في العقـود التجـارة اإللكترونيـة‪ ،‬مـذكرة لنيـل شـيادة ماسـتر‪ ،‬كميـة‬
‫الحقـوق والعمـوم سياسـية‪ ،‬جامعة خميس مميانة‪.2014/2013 ،‬‬
‫‪ -10‬كحول سماح ‪،‬حجية الوسائل التكنولوجية في االثبات ‪،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر قسم‬
‫الحقوق ‪،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪،‬جامعة قاصدي مرباح ورقمة‪.2015/2014،‬‬
‫‪ -10‬سمية مزغيش‪،‬جرائم المساس بأنظمة المعموماتية‪ ،‬مذكرة ماستر قانون جنائي‪،‬كمية الحقوق‬
‫و العموم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫رابعا‪ -‬وثائق مختلفة ‪:‬‬


‫أ‪ /‬مداخلة في مؤتمز‪.‬‬
‫‪ -10‬مفتاح بوبكر المطردي‪ ،‬الجريمة االلكترونية والتغمب عمى تحدياتيا‪ ،‬ورقة مقدمة إلى‬
‫‪.2012/9/25-23‬‬ ‫المؤتمر الثالث لرؤساء المحاكم العميا في الدول العربية بالسودان المنعقد في‬
‫ب‪ /‬محاضزة ‪.‬‬
‫‪ -10‬كامل فريد السالك‪ ،‬الجريمة االلكترونية‪ ،‬محاضرة ألقيت في ندوة التنمية ومجتمع‬
‫المعموماتية ‪ 23-21‬أكتوبر ‪ ،2000‬الجمعية السورية لممعموماتية‪ ،‬حمب‪ ،‬سورية‪.‬‬
‫ج‪ /‬ورشة عمل‪.‬‬
‫‪ -10‬محمد صالح العادلي‪ ،‬الجرائم المعموماتية (ماىيتيا وصورىا)‪ ،‬ورشة العمل اإلقميمية حول‬
‫تطوير التشريعات في مجال مكافحة الجرائم االلكترونية‪ ،‬سمطنة عمان‪ 4-2،‬أفريل‬
‫‪.2006‬‬
‫د‪ /‬ملتقيات‪.‬‬
‫‪ -10‬موسى مسعود أرحومة‪ ،‬اإلشكاليات اإلجرامية التي تثيرىا الجريمة المعموماتية عبر‬
‫المعموماتية والقانون‪ ،‬أكاديمية الدراسات العميا‪،‬‬ ‫الوطن‪ ،‬المؤتمر المغاربي األول حول‬
‫طرابمس‪.2009 ،‬‬
‫‪ -10‬ذكي ذكي أمين حسونو‪،‬جرائم الكمبيوترو الجرائم األخرى‪،‬المؤتمر السادس لمجمعية‬
‫المصرية لمقانون الجنائي‪،‬القاىرة ‪ ،‬سنة ‪.1993‬‬
‫‪ -10‬دياب موسى البداينة‪ ،‬الجرائم المستحدثة في ظل المتغيرات والتحوالت اإلقميمية والدولية‪،‬‬
‫ممتقى عممي بالمممكة األردنية الياشميةـ بتاريخ ‪.2014-09-04‬‬

‫خامسا‪ -‬النصوص الرسمية ‪:‬‬


‫‪ -10‬قانون األونسيترال النمودجي بشأن التوقيعات اإللكترونية مع دليل اإلشتراع ‪.2001،‬األمم‬
‫المتحدة نيويورك‪.2002‬‬
‫‪ -10‬قانون رقم ‪،04/15‬الخاص بالقواعد العامة المتعمقة بالتوقيع والتصديق االلكترونيين‪،‬‬
‫المؤرخ في ‪1‬فبراير ‪2015‬الموافق لـ ‪11‬ربيع الثاني ‪1436‬ىـ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪،‬العدد ‪،06‬‬
‫الصادرة في ‪10‬فبراير ‪2015‬الموافق لـ‪ 20‬ربيع الثاني ‪.1436‬‬

‫‪38‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫ المؤرخ في‬،‫ المتعمق بالمعامالت والتجارة اإللكترونية اإلماراتي‬، 02 ‫ القانون رقم‬-10
.‫ دبي‬،277‫المنشور في الجريدة الرسمية العدد‬،2002/02/26

: ‫ المراجع باللغة الفرنسية‬-‫سادسا‬


01-Alain Bensoussan et Yves le Roux, Cryptologie et signature
électronique, hermès science publication ,paris, 1999,
02-Santiago Cavanillas Mugica et autres, commerce électronique,
Edition delta, beyrouth liban 2004.
03-Sieber (Ulrich), Criminal liabijlity for the transfer of data in
international computer network, New problems for German law,
European journal of Crime, law and criminal justice, Vol. 34, 1997.
04-André Lucas, le droit de l’informatique, paris, PUF 1987.

89
‫الفهـــــرس‬

‫الفهــــــــــــــــــــــــــــــرس‬
‫مقدم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪........................................................‬‬
‫‪.......‬أ‪-‬ه‬
‫الفصل األول‪ :‬التوقيع االلكتروني و مدى حجيته‪01...............................................‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬ماهية التوقيع االلكتروني‪02.................................................. ..‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم التوقيع اإللكتروني‪03.....................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف التوقيع اإللكتروني‪03........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التعريف الفقهي و القضائي ‪03..... ...........................................‬‬
‫ثانيا‪:‬التعريف القانوني ‪05............... ...........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صور و خصائص التوقيع االلكتروني ‪11...........................................‬‬
‫أوال‪ :‬صور التوقيع االلكتروني‪11.............. .....................................‬‬
‫ثانيا‪:‬خصائص التوقيع االلكتروني‪13............... ................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬وظائف التوقيع اإللكتروني و مجاالت تطبيقه‪16...................................‬‬
‫الفرع االول‪ :‬وظائف التوقيع اإللكتروني‪16........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تحديد هوية الموقع ‪16........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعبير عن إرادة الموقع ‪16...................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬إثبات سالمة العقد ‪17.........................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مجاالت تطبيق التوقيع اإللكتروني ‪17 ................ .............................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬حجية التوقيع االلكتروني في االثبات‪20..........................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬شروط حجية التوقيع اإللكتروني في االثبات‪21...................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الشروط القانونية ‪21 .................... .........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط التكنولوجية و التقنية ‪24 .................. ...............................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬موقف التشريعات من التوقيع اإللكتروني‪28......................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬موقف قانون التجارة الدولية األونستيرال و التوجيه األوروبي من التوقيع اإللكتروني‪28...‬‬
‫أوال‪ :‬موقف قانون التجارة الدولية األونستيرال‪28.......................................‬‬
‫ثانيا‪ : :‬موقف قانون التوجيه األوروبي‪29.............................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬موقف التشريع الفرنسي و الجزائري‪30................. ..... .....................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬القواعد الجنائية الحماية للتوقيع اإللكتروني‪34.....................................‬‬


‫المبحث األول ‪ :‬ماهية الجريمة االلكترونية (المعلوماتية)‪35......................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الجريمة اإللكترونية ( المعلوماتية)‪36.....................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الجريمة االلكترونية‪36................... ...................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أركان و خصائص الجريمة المعلوماتية‪38...........................................‬‬
‫أوال‪ :‬أركان الجريمة المعلوماتية ‪38 ........................ .........................‬‬
‫ثانيا‪:‬خصائص الجريمة المعلوماتية ‪39........................ ......................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع الجريمة االلكترونية‪42....................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الجرائم المعلوماتية الواقعة بواسطة النظام المعلوماتي‪43....................... .....‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الجرائم المعلوماتية الواقعة على النظام المعلوماتي‪48............... ................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬صور الحماية الجنائية للتوقيع اإللكتروني في التشريعات الغربية و العربية‪53.....‬‬

‫‪91‬‬
‫الفهـــــرس‬
‫المطلب األول‪ :‬صور الحماية الجنائية للتوقيع االلكتروني في التشريعات الغربية‪54................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬صور الحماية الجنائية للتوقيع االلكتروني في التشريع الفرنسي‪54........... .....‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صور الحماية الجنائية للتوقيع االلكتروني في التشريع االمريكي‪57........ ........‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬صور الحماية الجنائية للتوقيع االلكتروني في التشريعات العربية‪59...............‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬صور الحماية الجنائية للتوقيع االلكتروني في التشريع الجزائري‪59........... .....‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صور الحماية الجنائية للتوقيع االلكتروني في التشريع المصري‪72.......... .......‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــة ‪80........................ ....................................................‬‬
‫قائمة المراجع ‪83................................ ...............................................‬‬
‫الفهــــــــــــــــــــــــرس‪91..................................... ........................................‬‬

‫‪92‬‬

You might also like