Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫أسلحة‬

‫المبحث االول‪ :‬االسلحة المستخدمة و محرمة بالنسبة‬


‫للقانون الدولي‪:‬‬
‫المطلب االول‪ :‬اإلطار القانوني لألسلحة المستخدمة في الحرب‪:‬‬
‫توجد أنواع كثيرة من األسلحة‪ ،‬والتي يمكن استخدامها بعدة طرق مختلفة‪.‬‬

‫☜ ينظم القانون الدولي اإلنساني استخدام األسلحة‬

‫بعض األسلحة هي ببساطة محرمة‪ ،‬ليس فقط ألن استخدامها محظور بشكل صارم‪ ،‬بل إنتاجها ونقلها وتخزينها محرم أيضًا‪.‬‬
‫أسلحة أخرى مرخصة‪ ،‬ولكن استخدامها منظم بحظر بعض أشكال استخدامها؛ وعلى سبيل المثال‪ ،‬يُمنع استخدامها إذا كان عشوائيًّا‬
‫بدون تمييز أو غير متناسب‪.‬‬
‫على الدول التأكد من مدى توافق أي أسلحة جديدة مع مبادئ القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬وذلك بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب‬
‫األحمر‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال القانون اإلنساني هو الذي يقيد اختيار األسلحة‬
‫مبرر لها” وكذلك أي سالح يمكن أن يحدث‬ ‫يحظر القانون اإلنساني بوجه عام أي سالح “ذي طبيعة تسبّب إصابات أو آال ًما ال ّ‬
‫أضرارا بالغة أو بدون تمييز‪ .‬وهذا مبدأ قديم متصل ببديهية « ‪ -‬إن حقّ أطراف أي نزاع مسلح في اختيار أساليب ووسائل القتال‬
‫ً‬
‫ليس حقًا ال تقيده قيود» (البروتوكول ‪ 1‬المادة ‪.)35‬‬

‫ولذلك يجوز للقانون اإلنساني أن يحظر استعمال‪ ،‬أو إنتاج‪ ،‬أو تخزين‪ ،‬أو بيع‪ ،‬أنواع محدّدة من األسلحة‪ ،‬وهذا ما عليه الحال‬
‫بالنسبة لألسلحة البيولوجية والكيماوية وإلى ح ّد ما األلغام األرضية‪ .‬ومنذ سنة ‪( 1977‬عندما ت ّم تبنّي البروتوكول األول اإلضافي‬
‫أقر القانون اإلنساني أيضًا بأنه من المحظور استخدام وسائل أو أساليب للقتال‪ ،‬يكون من المؤكد‪ ،‬أو‬‫التفاقيات جنيف للعام ‪ّ ،)1949‬‬
‫أضرارا بالغة واسعة االنتشار وطويلة األمد (البروتوكول ‪ 1‬المادة ‪.)35‬‬
‫ً‬ ‫قد يتوقّع منها أن تلحق بالبيئة الطبيعية‬

‫وعالوةً على ذلك‪ ،‬فإن القواعد التي تحكم استخدام مثل تلك األسلحة ت ّم وضعها الحقًا في اتفاقيات جنيف التي تتناول هذه القضايا‬
‫بشكل محدّد‪ .‬ولذلك فهي تطبق فقط على الدول األطراف في هذه االتّفاقيات‪ .‬واالستثناء الوحيد لذلك‪ ،‬هو اتفاقيات جنيف‬
‫وبروتوكوالها اإلضافيان التي صادقت عليها الدول على نطاق واسع وتأخذ صفة القانون الدولي العرفي – والتي تعمل على تنظيم‬
‫وسائل وطرق الحرب‪.‬‬

‫القانون الدولي اإلنساني؛ أساليب (ووسائل) الحرب‪.‬‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬ومن خالل دراسة‪ ،‬تطوير‪ ،‬أو تملك‪ ،‬أو استخدام أي سالح جديد‪ ،‬يجب على الدول التأكد إن كان استخدام ذلك‬
‫محظورا بموجب القانون الدولي في بعض أو كل الظروف (البروتوكول ‪ 1‬المادة ‪ .)36‬وتلعب اللجنة الدولية للصليب‬
‫ً‬ ‫السالح‬
‫دورا استشاريًا بهذا الشأن‪.‬‬
‫األحمر ً‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القانون الدولي اإلنساني يحدد طريقة استعمال االسلحة‪:‬‬


‫قد وضعت اتفاقيات جنيف األربع للعام ‪ 1949‬وبروتوكوالها اإلضافيان للعام ‪ 1977‬الحقًا القيود المنظمة الستخدام األسلحة‪ ،‬وهذه‬
‫القيود تعتبر حاليًّا ملزمة لك ّل الدول‪ .‬وبعض هذه القواعد الرئيسية هي كما يلي‪:‬‬

‫يجب على أطراف النزاع التمييز بين األهداف المدنية والعسكرية‪ ،‬ويجب أن يراعوا عند استخدامهم لألسلحة احترام هذا األمر‪.‬‬

‫يجب أال تستخدم األسلحة بطريقة غير مطابقة للمعايير العسكرية المحترفة أو بطريقة ال تتطلبها المصلحة العسكرية أو ردًّا على‬
‫تهديد عسكري مفترض‪ .‬والغاية من هذه الضوابط هي تقليل حجم الدمار الشامل أو المعاناة غير الضرورية‪.‬‬

‫يجب على أطراف النزاع (وبالتحديد على قادتهم) االلتزام باتّخاذ احتياطات مؤكدة أثناء الهجمات لجعل إمكانية تأثير تلك األسلحة‬
‫محدودة على المدنيين وعلى األعيان المدنية‬

‫هجمات؛ واجب القادة‪.‬‬

‫ُنظّم القانون الدولي اإلنساني العرفي أيضًا استخدام األسلحة‪ .‬وتنص القاعدة ‪ 70‬من قواعد هذا القانون التي نشرتها اللجنة الدولية‬
‫ي ِّ‬
‫ظر استخدام وسائل وأساليب للقتال من شأنها إحداث إصابات أو آالم ال مبرر لها”‪ .‬وتنص‬ ‫للصليب األحمر في ‪ 2005‬على أنه “يُح َ‬
‫ظر استخدام األسلحة عشوائية الطابع”‪.‬‬ ‫القاعدة ‪ 71‬على أنه “يُح َ‬

‫من العالمات الفارقة المهمة في تقييد استخدام األسلحة بصورة عامة‪ ،‬تبنّي اتفاقيّة حظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليدية معينة يمكن‬
‫(تعرف باتفاقيّة األسلحة التقليدية)‪ ،‬والتي صدرت في جنيف بتاريخ ‪ 10‬تشرين األول‪/‬‬‫ّ‬ ‫اعتبارها مفرطة الضرر أو عشوائية األثر‬
‫أكتوبر ‪( 1980‬صادقت عليها ‪ 116‬دولة طرفًا بحلول نيسان‪ /‬أبريل ‪ )2013‬وبروتوكولها اإلضافي المتعلق بأسلحة الليزر المسببة‬
‫للعمى الذي صدر في فيينا في ‪ 13‬تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪( 1995‬صادقت عليه ‪ 104‬دول أطراف في نيسان‪ /‬أبريل ‪.)2013‬‬

‫ثالثًا فئات األسلحة‬


‫من المعلوم أنه تتوفر أنواع مختلفة من األسلحة‪ ،‬وبعض هذه األسلحة مسموح به‪ ،‬باستثناء استخدامات محدّدة لها (األسلحة الحادة‬
‫والنارية) بينما األنواع األخرى يحظر استخدامها (الحارقة والبيولوجية والكيميائية)‪ .‬والقاعدة العامة التي تحكم حظر الهجوم ض ّد‬
‫المدنيين تنطبق على جميع أنواع األسلحة‪.‬‬

‫‪1.‬‬ ‫األسلحة الحادّة‬


‫تعرف هذه األسلحة‪ ،‬بأنها أي سالح له حواف حادة أو أية أسلحة أخرى مصنوعة من المعدن أو الفوالذ‪ ،‬مثل السكاكين‪ ،‬والسيوف‪،‬‬
‫والمناجل‪ ،‬والخناجر أو الحراب‪ .‬لقد قيّد استعمالها بموجب األحكام العامة للقانون اإلنساني والذي حرم مهاجمة غير المقاتلين‪ ،‬أو‬
‫القتل أو الجرح بطريقة غادرة والتي تتسبّب بضرر واسع أو بمعاناة غير ضرورية (المادة ‪ 23‬من اتفاقيّة الهاي الرابعة؛‬
‫البروتوكول ‪ 1‬الموا ّد ‪.)37-35‬‬

‫‪2.‬‬ ‫األسلحة النارية‬


‫وهذه تشمل الئحة عريضة من األسلحة‪ ،‬مثل البنادق‪ ،‬والمسدسات‪ ،‬والقنابل‪ ،‬والصواريخ وغيرها‪ ،‬والتي تطلق الخرطوش أو‬
‫المقذوفات الخطيرة المتفجرة‪ .‬فقط بعض من هذه األسلحة التالية محرم‪:‬‬
‫المقذوفات المتفجرة التي يق ّل وزنها عن أربعمائة غرام (أربع عشرة أونصة) وذلك طبقًا لما ورد في إعالن سان بطرس بورغ لسنة‬
‫‪ 1868‬بشأن استخدام المقذوفات المتفجرة في أوقات الحرب؛‬

‫الرصاص المنتشر أو المتسطح بسهولة في جسم اإلنسان‪ ،‬كما ت ّم تحديده الحقًا في إعالن الهاي للسالم في العام ‪1899‬؛‬

‫أي سالح يكون تأثيره الرئيسي التسبّب بالضرر من خالل شظايا ال يمكن كشفها بواسطة األشعة السينية في حال دخولها إلى جسم‬
‫اإلنسان‪ ،‬حسبما حدّده البروتوكول األول التفاقيّة األسلحة التقليدية سنة ‪( 1980‬البروتوكول المتعلق بالشظايا الخفية)‪.‬‬

‫الذخائر العنقودية كما حدَّدتها اتفاقية الذخائر العنقودية التي تم تبنيها في دبلن في ‪ 30‬أيار‪ /‬مايو ‪ 2008‬ودخلت حيز التنفيذ في آب‪/‬‬
‫أغسطس ‪ 2010‬وتحظر كل أشكال االستخدام والتخزين واإلنتاج والنقل للذخائر العنقودية‪ .‬وحتى حزيران‪ /‬يونيو ‪ 2015‬كان عدد‬
‫تقرر أن تجتمع الدول األطراف بشكل دوري التخاذ‬‫الدول التي صادقت على االتفاقية اثنتين وتسعين دولة‪ .‬ولمراقبة تطبيق االتفاقية‪َّ ،‬‬
‫قرارات فيما يتصل بأي موضوع خاص بتطبيق االتفاقية‪ ،‬ومن ذلك عمليات االتفاقية ووضعها‪ .‬وعقدت الجمعية األولى للدول‬
‫األطراف في فينتيان في الوس في المدة من ‪ 9‬إلى ‪ 12‬من أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ .2010‬وعقدت الجمعية الثانية في بيروت بلبنان من ‪12‬‬
‫وفضال عن ذلك‪ ،‬سيدعو األمين العام لألمم المتحدة إلى عقد مؤتمر للمراجعة بعد مرور خمس‬‫ً‬ ‫إلى ‪ 16‬من أيلول‪ /‬سبتمبر ‪.2011‬‬
‫سنوات على دخول هذه االتفاقية حيز التنفيذ‪( .‬المادة ‪ .) 12‬والغرض من مؤتمر المراجعة‪ ،‬بين أمور أخرى‪ ،‬هو مراجعة عمليات‬
‫هذه االتفاقية ووضعها‪.‬‬

‫في ‪ 30‬نيسان‪ /‬أبريل ‪ ، 2010‬تم توقيع اتفاقية وسط أفريقيا للسيطرة على األسلحة الصغيرة واألسلحة الخفيفة وذخائرها واألجزاء‬
‫والمكونات التي يمكن استخدامها في تصنيعها وإصالحها وتجميعها والمعروفة باسم اتفاقية كينشاسا في برازافيل بجمهورية الكونغو‬
‫في االجتماع الوزاري الخامس والثالثين للجنة الدائمة لألمم المتحدة بشأن قضايا األمن في وسط أفريقيا‪ .‬والدول اإلحدى عشرة‬
‫الموقعة على االتفاقية هي أنجوال وبوروندي والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية‬
‫والجابون وجمهورية الكونغو ورواندا وساوتومي وبرنس يب وغينيا االستوائية‪ .‬ولم تدخل االتفاقية بعد حيز التنفيذ وسيتم ذلك حينما‬
‫تصادق عليها ست من الدول الموقعة‪ .‬وهدف هذه االتفاقية هو منع ومكافحة واستئصال التجارة غير المشروعة والتهريب لألسلحة‬
‫الصغيرة واألسلحة الخفيفة من أجل مكافحة العنف المسلح وتسهيل االتجار في البشر الذي تسببه هذه التجارة غير المشروعة في هذه‬
‫األسلحة (المادة ‪ 1‬الفقرتان ‪ 1‬و‪.) 3‬‬

‫وااللتزامات التي تقع على عاتق الدول األطراف هي –بين أمور أخرى‪ -‬هي حظر أي نقل لألسلحة الصغيرة واألسلحة الخفيفة إلى‬
‫جماعات مسلحة من غير الدول (المادة ‪ ،)4‬وتحديد هيئة وطنية تكون مسؤولة عن مباشرة القضايا التي تتصل بإصدار تراخيص‬
‫النقل إلى مؤسسات عامة وجهات فاعلة مؤهلة (المادة ‪ ،) 5‬وصياغة شهادة المستخدم النهائي التي يتم إصدارها لكل شحنة استيراد‬
‫(المادة ‪ ،) 6‬وحظر ومعاقبة حيازة وحمل واستخدام واالتجار في األسلحة الصغيرة والخفيفة من جانب المدنيين داخل األراضي‬
‫التابعة لها (المادة ‪ ،) 7‬وإجراء معاينات نصف سنوية لتقييم ورصد مخزونات هذه األسلحة التي تكون في حيازة الجماعات المسلحة‬
‫وغيرها من الجماعات األمنية المرخص لها‪ ،‬وجمع ومصادرة وتسجيل وتدمير أي من هذه األسلحة التي تكون فائضة أو متقادمة أو‬
‫غير مشروعة (المادة ‪ .) 15‬ولمتابعة تطبيق االتفاقية‪ ،‬تساند الدول األطراف قيام المجموعة االقتصادية لدول وسط أفريقيا بتكوين‬
‫فريق من الخبراء المسؤولين عن المتابعة والتقييم لتنفيذ األنشطة (المادة ‪.)32‬‬

‫ويحظر القانون اإلنساني العرفي أيضًا استخدام أنواع معينة من األسلحة النارية في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية‪ .‬وتنص‬
‫القاعدة ‪ 77‬من القانون الدولي اإلنساني العرفي على أنه “يحظر استخدام الطلقات النارية التي تتمدد وتتفلطح بسهولة في جسم‬
‫اإلنسان”‪ ،.‬وتشير المادة ‪ 78‬إلى أنه “يحظر استخدام الطلقات النارية ضد األفراد التي تتفجر في جسم اإلنسان”‪ .‬وتُذكِّّر المادة ‪79‬‬
‫بأنه “يحظر استخدام األسلحة النارية التي يكون أثرها الرئيسي اإلصابة بشظايا ال يمكن كشفها في الجسم باألشعة السينية”‪ .‬وتنص‬
‫القاعدة ‪ 80‬على أنه ” يُحظر استخ دام الشراك الخداعية المتصلة أو المترافقة على أي نحو مع أشياء أو أشخاص مؤهلين لحماية‬
‫خاصة بموجب القانون الدولي اإلنساني أو أشياء قد تجتذب المدنيين”‪.‬‬
‫‪3.‬‬ ‫األسلحة الحارقة‬
‫تندرج هذه األسلحة ضمن الئحة األسلحة النارية‪ ،‬حيث يكون الغرض من استخدامها إشعال النيران في الهدف أو التسبّب بجروح‬
‫وحروق لإلنسان‪ .‬وكما هو بالنسبة لك ّل األسلحة‪ ،‬فإنه من المحرم استخدامها ض ّد األفراد أو ض ّد أهداف محمية بموجب القانون‬
‫اإلنساني (مثل‪ :‬المدنيين‪ ،‬والبضائع المدنية‪ ،‬بما في ذلك المباني‪ ...‬إلخ)‪.‬‬

‫وكذلك فإنه من المحظور استخدامها ض ّد المقاتلين واألهداف العسكرية التي توجد داخل تجمعات المدنيين‪ ،‬بموجب البروتوكول ‪3‬‬
‫من معاهدة األسلحة التقليدية للعام ‪( 1980‬بروتوكول األسلحة الحارقة)‪.‬‬

‫وتنص القاعدة ‪ 84‬من دراسة اللجنة الدولية للصليب األحمر للقانون الدولي اإلنساني العرفي على أنه “إذا استخدمت األسلحة‬
‫المحرقة وجب إيالء عناية خاصة لتجنُّب الخسائر العارضة في أرواح المدنيين أو إيقاع إصابات بينهم أو اإلضرار باألعيان المدنية‬
‫والتقليل من هذه الخسائر واألضرار في كل األحوال”‪ .‬وتقضي القاعدة ‪ 85‬بأنه “يحظر استخدام األسلحة المحرقة ضد األفراد إال إذا‬
‫ضررا للوصول إلى جعل شخص عاجزً ا عن القتال”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تعذر استخدم سالح أقل‬

‫‪4.‬‬ ‫أسلحة الدمار الشامل‬


‫تحتوي هذه الفئة على ثالثة مستويات من األسلحة‪ :‬البيولوجية‪ ،‬الكيميائية‪ ،‬والنووية‪ .‬وما دامت هذه األسلحة غير مميزة بطبيعتها فإن‬
‫استخدامها يصعب حسمه باستعمال روح القانون اإلنساني‪ ،‬الذي يرتكز على القدرة العسكرية للتمييز بين األهداف المدنية والعسكرية‬
‫وبين المدنيين وأعضاء القوات المسلحة‪.‬‬

‫أ‪.‬األسلحة الجرثومية (أو البيولوجية)‬


‫األسلحة الجرثومية (التي تعرف عمو ًما باألسلحة البيولوجية أو البكتريولوجية) هي تلك األسلحة التي تهدف لنشر األمراض التي‬
‫تهدّد صحة الكائنات اإلنسانية‪ ،‬والحيوانات والمزروعات‪ .‬ويحظر القانون الدولي اإلنساني العرفي استخدام األسلحة البيولوجية في‬
‫ً‬
‫وفضال عن ذلك فإن‬ ‫النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية (القاعدة ‪ 73‬من دراسة اللجنة الدولية للصليب األحمر للقانون العرفي)‪.‬‬
‫استخدامها‪ ،‬وإنتاجها‪ ،‬وتخزينها محرم بموجب اثنين من النصوص الدولية األساسية‪:‬‬

‫بروتوكول حظر االستعمال الحربي للغازات الخانقة أو السامة أو ما شابهها وللوسائل البكتريولوجية‪ ،‬الذي ت ّم تبنّيه في جنيف في ‪17‬‬
‫حزيران‪ /‬يونية ‪ – 1925‬هذه المعاهدة بلغ عدد الدول الموقعة عليها ‪ 137‬دولة بحلول نيسان‪ /‬أبريل ‪2013‬؛‬

‫اتفاقيّة حظر استحداث وإنتاج وتكديس األسلحة البكتريولوجية (البيولوجية) والتكسينية وتدمير تلك األسلحة التي ت ّم فتح باب التوقيع‬
‫عليها في ‪ 10‬نيسان‪ /‬أبريل ‪ 1972‬وأصبحت تض ّم ‪ 172‬دولة حتى حزيران‪ /‬يونية عام ‪ .2015‬وانطالقًا من الحقيقة القائلة بأن هذه‬
‫االتّفاقيّة قد جاءت متأخرة نسبيًا‪ ،‬وقائمة المحظورات فيها واسعة جدًا‪ّ ،‬‬
‫إال أنها تع ّد نقطة مرجعية في مجال الح ّد من األسلحة‬
‫البيولوجية‪.‬‬

‫الممنوعات الرئيسية التي تض ّمها المادة ‪ :1‬تتعهد كل دولة عضو – في جميع الظروف – بعدم تطوير‪ ،‬أو إنتاج‪ ،‬أو تخزين أو‬
‫بطريقة أخرى الحصول أو االحتفاظ بعناصر ميكروبية أو بيولوجية أو س ّمية (‪ )...‬أو أسلحة‪ ،‬معدات أو نقل مثل تلك العناصر أو‬
‫السميات بقصد استخدامها‪ .‬وال تقدّم االتّفاقيّة تعريفًا إضافيًا‪ ،‬األمر الذي يمثل مشكلة ألن معنى “األسلحة‪ ،‬أو المعدات‪ ،‬أو وسائل‬
‫مثارا للخالف بين الدول‪.‬‬
‫ً‬ ‫نقلها” قد أصبح اآلن‬
‫دخلت اتفاقية األسلحة البيولوجية حيز التنفيذ في عام ‪ 1975‬وكانت أول معاهدة متعددة األطراف لنزع السالح تحظر فئة كاملة من‬
‫تعرضت النتقادات‪ ،‬ال سيما بسبب افتقارها إلى تعريفات واضحة لمثل هذه‬ ‫أسلحة الدمار الشامل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن االتفاقية سرعان ما َّ‬
‫األسلحة‪ ،‬وكذلك إلى آلية للمراقبة‪ .‬وفي مؤتمر المراجعة الثالث في عام ‪ 1991‬قررت الدول األطراف في االتفاقية دراسة أساليب‬
‫سودة بروتوكول ملحق باالتفاقية‬ ‫التحقق الممكنة‪ .‬بيد أنه تم التخلِّّي عن هذه الفكرة في عام ‪ 2001‬حينما رفضت الواليات المتحدة ُم َّ‬
‫كان سيلزم الدول األطراف بالكشف عن المنشآت ذات الصلة وإخضاعها للتفتيش‪ .‬وفي عام ‪ ،2006‬أثناء مؤتمر المراجعة السادس‪،‬‬
‫قرارا يقضي بإنشاء وحدة دعم التنفيذ لمساندة الدول األطراف في تنفيذ االتفاقية‪ .‬ويأتي تمويل هذه‬
‫ً‬ ‫تبنَّت الدول األطراف باإلجماع‬
‫الوحدة من الدول األطراف وتؤدي عدة مهام مثل تقديم الدعم اإلداري وإجراءات بناء الثقة وتقوم بدور آلية لتبادل المعلومات‬
‫للمساعدة في التنفيذ الوطني لالتفاقية‪ .‬مهما يكن من أمر‪ ،‬فإن وحدة دعم التنفيذ كانت قدراتها في الرصد والمتابعة محدودة بسبب‬
‫صغر حجمها (ثالثة موظفين بدوام كامل)‪ ،‬والتمويل (تم تمويلها لمدة أربع سنوات ‪ )2011-2007‬وكذلك التفويض الممنوح لها فلم‬
‫يكن بوسعها تنفيذ أعمال تفتيش أو فرض االمتثال بأحكام االتفاقية‪.‬‬

‫وعقد مؤتمر المراجعة السابع التفاقية األسلحة البيولوجية في جنيف في المدة من ‪ 5‬إلى ‪ 22‬من كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪.2011‬‬
‫وكانت هذه أول فرصة للدول األطراف لدراسة تنفيذ االتفاقية منذ عام ‪ .2006‬ويقول الرئيس الجديد للمؤتمر السفير الهولندي بول‬
‫فان دن جيسيل إن االتفاقية يجب تقويتها باإلجماع‪ .‬وتركَّز هذا المؤتمر على عدة قضايا ومنها بين أمور أخرى‪( :‬أ) طرق وأساليب‬
‫تعزيز التنفيذ الوطني لالتفاقية؛ و(ب) طرق إنشاء إطار للمساءلة لرصد االمتثال باالتفاقية؛ و(ج) سبل إنشاء تدابير وطنية وإقليمية‬
‫ودولية لتحسين السالمة البيولوجية واألمن البيولوجي؛ و(د) طرق تحسين الثقة بين الدول؛ و(ه) طرق زيادة قدرات وحدة دعم‬
‫التنفيذ‪.‬‬

‫ب‪ .‬األسلحة الكيميائية‬


‫إن األسلحة الكيماوية – التي يوجد أوضح تعريف لها في اتفاقيّة ‪ -1992‬تسبّب الموت‪ ،‬أو العجز المؤقت أو األذى الدائم لإلنسان أو‬
‫الحيوان‪ .‬وهي بصورة رئيسية تشمل ذخائر وأدوات تطلق س ّميات كيميائية‪ .‬وهناك اتفاقيات متعددة تحظر استخدامها‪ ،‬وإنتاجها‬
‫وتخزينها‪:‬‬

‫إعالن الهاي لحظر إطالق القذائف بهدف إطالق ونشر الغازات الخانقة والسامة والذي ت ّم تبنّيه في ‪ 29‬تموز‪ /‬يولية ‪.1899‬‬

‫بروتوكول حظر االستعمال الحربي للغازات الخانقة أو السامة أو ما شابهها وللوسائل البكتريولوجية (انظر أعاله) وال تحتوي هذه‬
‫االتفاقية أي آلية لإلنفاذ أو التحقُّق‪ ،‬فهي تحظر استخدام األسلحة الكيميائية والبيولوجية خالل أوقات النزاع الدولي‪ ،‬وفي الوقت نفسه‬
‫ال تحظر إنتاجها أو تخزينها‪ .‬وعالوة على ذلك فهي تجيز استخدام هذه األسلحة كر ٍّ ّد (انتقا ًما) ض ّد الدول التي باشرت باستخدامها‬
‫أوال‪ ،‬أو ض ّد الدول التي ليست طرفًا في البروتوكول‪.‬‬ ‫ً‬

‫اتفاقيّة حظر استحداث وإنتاج وتكديس واستخدام األسلحة الكيميائية وتدمير تلك األسلحة والتي أبرمت في جنيف في ‪ 3‬أيلول‪ /‬سبتمبر‬
‫‪ 1992‬ودخلت حيّز التنفيذ في ‪ 29‬نيسان‪ /‬أبريل عام ‪ ،1997‬وبلغ عدد الدول الموقعة عليها ‪ 190‬دولة حتى شهر حزيران‪ /‬يونية‬
‫ومقرها الهاي‪ ،‬ويتكون هذا الجهاز الرقابي من أمانة عامة‬ ‫ّ‬ ‫من العام ‪ .2015‬لقد أنشأت هذه االتّفاقيّة منظمة حظر األسلحة الكيميائية‬
‫وفرق من المفتشين‪ ،‬وهي تحلل التقارير حول التزام الدول المنضوية فيها بالتقيد بها فيما يتعلّق بنشاطاتها المتعلقة بالعناصر‬
‫الكيميائية وتقوم بمهمات التفتيش ال روتينية والمفاجئة على مواقع اإلنتاج وهي تقوم كذلك بمراقبة إتالف المخزونات الموجودة منها‪.‬‬

‫يحظر القانون العرفي أيضًا استخدام األسلحة الكيميائية في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية (القاعدة ‪ 74‬من دراسة القانون‬
‫الدولي اإلنساني العرفي)‪ .‬وتنص القاعدة ‪ 75‬على أنه “يحظر استخدام وسائل مكافحة الشغب كأسلوب للحرب” وتذكر القاعدة ‪76‬‬
‫أنه “يحظر استخدام مبيدات األعشاب كأسلوب للحرب إذا كانت (أ) ذات طبيعة تجعلها أسلحة كيميائية محظورة؛ و(ب) ذات طبيعة‬
‫تجعلها أسلحة بيولوجية محظورة؛ و(د) تستهدف الحياة النباتية التي ليست هدفًا عسكريًّا؛ (د) تسبب خسائر عارضة في أرواح‬
‫أضرارا لألعيان أو مجموعة من هذه التأثيرات وتكون مفرطة في تجاوز ما ينتظر أن تسفر عنه من‬ ‫ً‬ ‫المدنيين أو إصابات بينهم أو‬
‫أضرارا بالغة واسعة االنتشار وطويلة األمد للبيئة الطبيعية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة؛ و(ه) تسبب‬
‫ج‪ .‬األسلحة النووية‬
‫ال يوجد حظر بصورة عامة على استخدام األسلحة النووية‪ .‬أما االعتقاد السائد اليوم فيحمل في طياته أن األسلحة النووية هي‬
‫األسلحة ذات الدمار الشامل والتي لها آثار عشوائية بال تمييز‪ .‬وانطالقًا من هذا المفهوم يجب حظرها بموجب أحكام البروتوكول‬
‫أضرارا واسعة وبدون تمييز (انظر إلى القسم األول من هذا‬
‫ً‬ ‫األول اإلضافي التفاقيات جنيف والتي تحظر األسلحة التي تسبّب‬
‫المدخل)‪ .‬والدول الثماني التي تمتلك األسلحة النووية صادقت على البروتوكول اإلضافي ‪ 1‬مع بعض التحفظات على تفسيره‪.‬‬

‫في ‪ 8‬تموز‪ /‬يولية ‪ 1996‬قدمت محكمة العدل الدولية رأيًا استشاريًا بخصوص شرعية التهديد باستخدام األسلحة النووية أو‬
‫استخدامها بناء على طلب الجمعية العامة لألمم المتحدة حيث توصل هذا الرأي الغامض إلى أربعة استنتاجات رئيسية (‪ )1‬استخدام‬
‫محظورا بشكل رسمي وال هو مسموح به رسميًا؛ (‪ ) 2‬التهديد باستخدام األسلحة النووية أو استخدامها يعتبر‬
‫ً‬ ‫األسلحة النووية ال يعتبر‬
‫مخالفًا ألصول قواعد القانون اإلنساني؛ (‪ )3‬يُحظر استخدام السالح النووي في الصراع خالل العمليات القتالية التي يُسمح فيها‬
‫باستخدام األسلحة التكتيكية؛ و(‪ )4‬إنه ليس من الممكن االستنتاج األكيد فيما إذا كان التهديد باستخدام األسلحة النووية مشروعًا أو‬
‫غير مشروع في حالة الدفاع عن النفس‪ ،‬إذا واجهت دولة معينة ظروفًا تهدّد بقاءها‪.‬‬

‫ومن الناحية الرسمية توجد خمس قوى نووية‪ :‬األعضاء الخمسة الدائمون في مجلس األمن الدولي التابع لألمم المتحدة (الصين‪،‬‬
‫وفرنسا‪ ،‬وروسيا االتحادية‪ ،‬والمملكة المتحدة‪ ،‬والواليات المتحدة)‪ .‬وعلى كل حال في سنة ‪ 1998‬قامت كل من الهند وباكستان‬
‫بإجراء عدة تجارب نووية‪ .‬وتعتبر هاتان الدولتان وكذلك إسرائيل من الدول التي تمتلك العناصر الضرورية إلنتاج األسلحة النووية‬
‫ولكنها ال تعلن رسميًا أنها تمتلك تلك األسلحة‪.‬‬

‫ومقرها في فيينا (النمسا) بالرقابة على استخدام الطاقة النووية بما في ذلك األسلحة النووية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وتقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬
‫وهنالك اتفاقيتان دوليتان رئيسيتان تهدفان إلى فرض رقابة على األسلحة النووية‪:‬‬

‫اتفاقيّة الح ّد من انتشار األسلحة النووية (تعرف بمعاهدة منع انتشار األسلحة النووية) والتي ت ّم تبنّيها تحت رعاية األمم المتحدة في‬
‫‪ .1968‬وقد دخلت حيّز التنفيذ في ‪ 5‬آذار‪ /‬مارس ‪ 1970‬ولكن ت ّم تعليقها لمدة غير محدّدة سنة ‪ .1995‬وبحلول نيسان‪ /‬أبريل ‪2013‬‬
‫بلغ عدد الدول األطراف فيها ‪ 190‬دولة بما في ذلك الدول الخمس النووية الدائمة العضوية في مجلس األمن بينما لم تصادق بعد‬
‫إسرائيل والهند وباكستان عليها‪.‬‬

‫معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية والتي ت ّم تبنّيها في مؤتمر األمم المتحدة لنزع السالح‪ ،‬وهي لم تدخل حيّز التنفيذ حتى اآلن‪،‬‬
‫حيث يجب أن تصادق عليها أربع وأربعون دولة بما في ذلك الدول الثالث المذكورة قبل أن تدخل حيّز التنفيذ‪ .‬وبحلول شهر‬
‫حزيران‪ /‬يونية ‪ 2015‬وقّعت عليها ‪ 183‬دولة ولكن ‪ 164‬دولة فقط صادقت عليها فعليًا (من بينها ‪ 20‬دولة فحسب من ضمن الدول‬
‫القادرة نوويًا إضافة إلى الهند وباكستان وإسرائيل التي أعلنت أنها لن تصادق عليها)‪ .‬وهذه المعاهدة تك ّمل معاهدة سابقة لها‪ ،‬هي‬
‫معاهدة موسكو للعام ‪( 1963‬معاهدة حظر تجارب األسلحة النووية في الجو وفي الفضاء الخارجي وتحت سطح الماء)‪ ،‬والتي‬
‫تطالب بحظر جزئي لألسلحة النووية‪.‬‬

‫يُق ِّيّد القانون اإلنساني العرفي أيضًا استخدام األلغام األرضية‪ .‬وتنص القاعدة ‪ 81‬من دراسة القانون الدولي اإلنساني العرفي على أنه‬
‫“يجب إيالء عناية خاصة لدى استخدام األلغام األرضية للتقليل من آثارها العشوائية”‪ .‬وتُذكِّّر القاعدة ‪ 83‬بأنه “عند انتهاء العمليات‬
‫العدائية الفعلية يقوم طرف النزاع الذي استخدم ألغا ًما أرضية بإزالتها أو إبطال ضررها على المدنيين أو تسهيل إزالتها”‪ .‬وتنطبق‬
‫القاعدتان ‪ 81‬و‪ 83‬في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية‪ .‬وتنص القاعدة ‪ 82‬على أنه “يقوم طرف النزاع الذي يستخدم األلغام‬
‫األرضية بتسجيل مو اقعها كلما أمكن ذلك”‪ .‬وهي تنطبق حسب القانون العرفي على النزاعات المسلحة الدولية ويمكن القول بأنها‬
‫تنطبق أيضًا في النزاعات غير الدولية‪.‬‬

‫‪5.‬‬ ‫نظم القتال اآللية‪ :‬الطائرات بال طيار والمركبات الجوية المقاتلة غير المأهولة‬
‫يثور الجدال اليوم في ما يتعلق بالوضع القانوني بموجب القانون الدولي للمركبات الجوية غير المأهولة والطائرات بال طيار‪.‬‬
‫وتتركَّز المناقشات على األعمال الحربية بطائرات بال طيار‪ .‬ومع أنه ال توجد معاهدة أو قاعدة عرفية تحظر استخدام تكنولوجيا‬
‫الهجمات اآللية فإن مثل هذه الممارسة تثير سؤالين رئيسيين‪ .‬األول يطعن في التشغيل الذاتي للبرمجيات في قرار الهجوم‪ .‬ويثير‬
‫الثاني تساؤالت بشأن إمكانية تحديد هذا القرار الذاتي مع واجب التمييز والحذر الملزمين في كل قواعد االستهداف (البروتوكول ‪1‬‬
‫المادتان ‪ 36‬و‪ .) 51‬وال يمكن ترك المتطلبات القانونية التي تقتضي تقييم المخاطر على المدنيين والموازنة بين هذه المخاطر والميزة‬
‫العسكرية المتوقعة لتكنولوجيا التشغيل الذاتي ويشير هذا ضمنًا إلى شكل ما من المشاركة البشرية المباشرة حتى وإن كانت عن بعد‪.‬‬
‫وهناك عنصر مهم آخر يكمن في البعد المتصل بالوقوع خارج اإلقليم لمثل هذا الهجوم الذي يحدث بعيدًا عن األراضي الوطنية للبلد‬
‫المعني ويفاقم منه سرية المؤسسات التي تقوم في الغالب بتشغيل األسلحة خارج القيادة العسكرية الرسمية‪.‬‬

‫راب ًعا من أجل معاهدة لحظر االتجار في األسلحة‬


‫استنادًا إلى معهد ستوكهولم الدولي ألبحاث السالم في السويد نمت تجارة السالح الدولية بنسبة ‪ 24‬في المائة بين عامي ‪1994‬‬
‫مليارا في ‪.1997‬‬
‫ً‬ ‫و‪ .1997‬وفي عام ‪ 1998‬تراجعت تجارة السالح ً‬
‫قليال إلى ‪ 22‬مليار دوالر من ‪25‬‬

‫ويهيمن على سوق السالح خمسة مصدّرين‪ :‬االتحاد الروسي‪ ،‬والواليات المتحدة‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬والمملكة المتحدة‪ ،‬وألمانيا‪ .‬أما المناطق‬
‫الرئيسية لشراء األسلحة فهي آسيا (‪ 39‬بالمائة من واردات األسلحة) والشرق األوسط (‪ 31‬في المائة)‪ .‬وتراجع اإلنفاق العسكري‬
‫وعلى األسلحة على مستوى العالم باطراد منذ عام ‪ 1987‬إال في هاتين المنطقتين‪ .‬وفي عام ‪ 1998‬بلغت القيمة اإلجمالية لسوق‬
‫األسلحة ‪ 745‬مليار دوالر‪.‬‬

‫بموجب التقرير الصادر عن خبراء األمم المتحدة في أغسطس ‪ 1999‬فإن النزاعات الداخلية (التي تمثل ‪ %90‬من النزاعات القائمة‬
‫اليوم) وقودها جيوش صغيرة وأسلحة خفيفة‪ .‬وهناك خمسمائة مليون قطعة من تلك األسلحة متداولة في أنحاء العالم و‪ %40‬من‬
‫تجارة تلك األسلحة غير قانونية وغالبًا ما تمثل انتهاكًا للحظر المفروض‪.‬‬

‫وفي عام ‪ ، 2003‬في أعقاب نجاح حملة من أجل حظر األلغام األرضية‪ ،‬أطلقت منظمة العفو الدولية ومنظمة أوكسفام الدولية حملة‬
‫“الحد من األسلحة” وهي حملة عالمية لتحالف منظمات المجتمع المدني من أجل صياغة اتفاقية دولية ملزمة قانونًا بشأن تجارة‬
‫السالح‪ .‬وفي كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ 2006‬تبنت الجمعية العامة لألمم المتحدة القرار ‪ 89/61‬الذي أقرت فيه ‪ 153‬دولة بأن الحد من‬
‫األسلحة ونزع السالح ضروريان لحفظ السالم واألمن الدوليين‪ .‬ولذلك قررت هذه الدول بدء العمل من أجل إعداد معاهدة عالمية‬
‫نظّم استيراد وتصدير ونقل األسلحة التقليدية‪ ،‬وفي كانون الثاني‪ /‬يناير ‪ 2009‬تبنت الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫لتجارة األسلحة تُ ِّ‬
‫إطارا زمنيًّا للتفاوض بشأن معاهدة تجارة األسلحة‪ .‬واشتمل هذا على االجتماع التحضيري في عام‬ ‫ً‬ ‫القرار ‪ 240/63‬الذي أطلق‬
‫‪ 2010‬واجتماعين في عام ‪ 2011‬واجتماع في تموز‪ /‬يولية ‪ 2012‬قبل مؤتمر التفاوض النهائي في آذار‪ /‬مارس ‪ .2013‬وفي نهاية‬
‫مؤتمر األمم المتحدة النهائي بشأن تجارة األسلحة عجزت الدول عن التوصل إلى اتفاق‪ .‬وعرضت المعاهدة لذلك على الدول‬
‫أخيرا تبني القرار الذي يحتوي على نص المعاهدة في ‪ 2‬نيسان‪ /‬أبريل ‪ 2013‬بموافقة ‪ 154‬صوتًا‬ ‫ً‬ ‫للتصويت في الجمعية العامة‪ .‬وتم‬
‫عضوا عن التصويت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ورفض ثالثة أصوات (جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية‪ ،‬وإيران وسوريا) وامتناع ثالثة وعشرين‬
‫وفتحت المعاهدة للتصديق منذ ‪ 3‬حزيران‪ /‬يونية ‪ 2013‬وستدخل حيز التنفيذ بعد ‪ 90‬يو ًما من مصادقة العضو الخمسين عليها‪.‬‬

‫ومعاهدة تجارة األسلحة شاملة وملزمة قانونًا وترسي معايير دولية مشتركة الستيراد وتصدير ونقل األسلحة التقليدية‪ .‬والهدف من‬
‫مثل هذه المعاهدة هو إنشاء آلية دولية قاطعة وشفافة لمنع وحظر نقل األسلحة والذخائر التقليدية من السوق الشرعية إلى السوق غير‬
‫الشرعية التي يمكن فيها استخدامها في أعمال إرهابية والجريمة المنظمة وأنشطة إجرامية أخرى‪.‬‬
‫هجمات؛ القانون الدولي اإلنساني؛ أساليب (ووسائل) الحرب؛ ألغام؛ حرب‪.‬‬

You might also like