Professional Documents
Culture Documents
1
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
اﻟﺳداﺳﻲ :اﻷول
اﺳم اﻟوﺣدة :اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
اﺳم اﻟﻣﺎدة :اﻷرﻏوﻧوﻣﯾﺎ اﻟﺗﺻﻣﯾﻣﯾﺔ
اﻟرﺻﯾد05 :
اﻟﻣﻌﺎﻣل02 :
أھداف اﻟﺗﻌﻠﯾم:
أن ﯾﻔﮭم اﻟطﺎﻟب اﻟﺧطوات اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣﺑدأ ﺗﻛﯾﯾف اﻵﻻت واﻟﺗﺟﮭﯾزات ﻣﻊ اﻷﻓراد اﻟذﯾن
ﯾﺳﺗﻌﻣﻠوﻧﮭﺎ .
:اﻟﻣراﺟﻊ
ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ) أﺳﺳﮫ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮫ ( ﻛﻠﯾﺔ رﯾﺎض: (2001)أﺷرف ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ -
اﻟﻌدد-( ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻌﻣل – ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺎ2005) . اﻷطﻔﺎل – ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ –ﺑوﺑﻛر ﻣﻧﺻور
. اﻷول – أﻓرﯾل
. دار اﻟﻐرب ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ، اﻟﻌﻣل اﻟﺑﺷري اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.(2004) .ﺑوﺣﻔص ﻣﺑﺎرﻛﻲ -
، ﻋﻣﺎن، دار اﻟﺷروق ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ، ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻣﮭﻧﻲ.(2010). اﺣﻣد اﺣﻣد ﺣرزﷲ -
.اﻻردن
Levy leboyer, jean claude sperandio, traité de psychologie de travail, -
presse universitaire de France, 1988
Montmollin M. de (1995). Ergonomie du travail mental. Octarès -
Edition, Toulouse.
Montmollin M. de (1997). Charge de travail. In Vocabulaire de -
l’ergonomie, ed M. de Montmollin, 2e Edition, p. 42-44. Octarès Edition,
Toulouse.
Neboit M., Vézina M. (2002). Chapitre introductif - Évolutions du -
travail, santé psychique et stress : points de repères. In Stress au travail et
santé psychique, M. Neboit et M. Vézina, p. 25-44. Octarès Éditions,
Toulouse.
3
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
ﻣﻘدﻣﺔ :
اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻗد اﺻﺑﺢ ﻣﺟﺎﻻ ﻣﻌرﻓﯾﺎ ﻣﺗﻣﯾزا ،ﺗﺗﻘﺎطﻊ ﻓﻲ ﺗﻧﺎوﻟﮫ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ و اﻟﺑﺣث
"ﺗﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول ﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎن وﻗدراﺗﮫ و اﻟﺗﻘﺻﻲ ﻛﻣﯾدان ﻣﺗﻌدد اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺑﺣﯾث
وﺣدوده وﺧﺻﺎﺋﺻﮫ اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﺗﺻﻣﯾم اﻷﺷﯾﺎء واﻵﻻت واﻷﻧظﻣﺔ واﻟﻣﮭﺎم واﻷﻋﻣﺎل
واﻟﻣﺣﯾط ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﺻﻣﯾم آﻣن وﻣﻧﺗﺞ وﻣرﯾﺢ وﻓﻌﺎل"Chapanis, .
ﯾﻌﺗﺑر ﻣوﺿوع اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻣن اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﻣﺣورﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﻣل و اﻟﺗﻧظﯾم ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ان
اﻻﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ھو ﻣن ﺻﻣﯾم اھﺗﻣﺎﻣﺎت ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﻣل ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ ظﮭوره ﻛﻌﻠم ﻣﺳﺗﻘل اﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ
ھذا .ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ذﻛر ﻟوﺟﯾﺑﮫ ﺑﻘوﻟﮫ " :ﻧرﯾد اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
،اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ،ﻓﻲ اﻹدارات و ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻟﺑﯾداﻏوﺟﯾﺔ و ﻓﻲ ﻣراﻛز اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ و ﻛل
اﻟﺗﻘﻧﯾﯾن اﻟذﯾن ﺗواﺟﮭﮭم ﺻﻌوﺑﺎت ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺗﺷﻣل ﻛل اﻷدوار اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻣﺎرﺳﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﮭﯾﺋﺔ ظروف
اﻟﻌﻣل و ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ" H. Laugier .
و ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟدﻋم اﻟﺑﯾداﻏوﺟﻲ ،ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺗﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﺄﻟﯾف ﻣطﺑوﻋﺔ ﻣﻘرر ﻣﺣﺎﺿرات ﻟطﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
ﺗﺧﺻص ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﻣل و اﻟﺗﻧظﯾم ،ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ .و ﻗد ﺣرﺻﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻧﺎ ھذا ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗزام
ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﮭﺎ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﻛوﯾﻧﻲ .ﺑدءا ﻣن ﺗﻌرﯾف اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ و ﻣﺟﺎﻻت ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮭﺎ اﻟﻰ
ﻣراﺣل اﻟﺑﺣث و اﻟظروف اﻟﻔﯾزﯾﻘﯾﺔ و اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ ،و ﺗﺛﻣﯾن ھذه اﻟﻣﺣﺎور ﺑﺗﺎرﯾﺦ ظﮭور اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
و اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ذﻟك ،اﺗﺟﺎھﺎﺗﮭﺎ و اھداﻓﮭﺎ دون اﻻﻏﻔﺎل ﻋن دور اﻟﻣﺧﺗص اﻻرﻏوﻧوﻣﻲ و
ﺣﺎﻻت ﺗدﺧﻠﮫ .
ان ھذا اﻟﻣﻘرر ﻣﺧﺗﺻر ﻋن اھم اﻟﻣﺣﺎور اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻣﻊ ﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ وﺿﻌﯾﺎت اﻟﻌﻣل
و طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻟﺟﮭﺎ .و ﺳﯾﺟد اﻟطﺎﻟب اھﺗﻣﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت و اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ذات
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟواﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻣل .
ﻧﺗﻣﻧﻰ ان ﯾﻛون ھذا اﻟﺟﮭد اﻟﻣﺗواﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى ﺗطﻠﻌﺎت اﻟﻘﺎرئ و اﻟطﺎﻟب اﻟﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس
اﻟﻌﻣل و اﻟﺗﻧظﯾم و ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﻌﻣل و اﻟﺗﻧظﯾم .
4
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
ﻣﺣﺎﺿرة اﻷوﻟﻰ
ﺑﻌد ان ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻠوم ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻓروﻋﮭﺎ ﺗﻌﯾش ﺗﺣت ﺳﻘف واﺣد ﺑﯾن اﺣﺿﺎن اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ،ﺷﮭدت
اﻟﻘرون اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ اﺳﺗﻘﻼﻻ ﻟﻠﺗﺧﺻﺻﺎت واﺣد ﺑﻌد اﻻﺧر .و ﻧﻔس اﻟﻣﻧطﻖ اﺗﺑﻌﺗﮫ اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
ﺧﻼل ﻣراﺣل ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ .و ﻟو ان ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻟم ﯾظﮭر اﻟﻰ اﻟوﺟود اﻻ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف ھذا أﻟﻘرن ﻏﯾر
ان ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ و اھﺗﻣﺎم اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻛﺎن ﻣوﺟودا ﻛﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻗدﯾﻣﺔ ﻗدم اﻻﻧﺳﺎن .ﺑﺣﯾث ﻛﺎﻧت
ﺑداﯾﺗﮭﺎ ﺗرﺗﺑط ﺑﻣﺣﺎوﻻت اﻻﻧﺳﺎن اﻟﻘدﯾم ﺗﻛﯾﯾف ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺳﺗﺧدﻣﮫ ﻣن ادوات و آﻻت ﺑﺳﯾطﺔ و طراﺋﻖ
ﻋﻣل ﻟﺗﻼﺋم ﺣواﺳﮫ و اطراﻓﮫ و ﺟﺳﻣﮫ .اﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﯾﻼد ﻛﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻔراﻋﻧﺔ ﻟﻘطﻊ اﺷﺟﺎر اﺳطواﻧﯾﺔ
اﻟﺷﻛل ﻟدﺣرﺟﺔ اﻟﺣﺟﺎرة ﻓوﻗﮭﺎ و ﺻﻣﻣوا و ﺑﻧوا اﻻھراﻣﺎت ﺛم اﻟﻘرون اﻟوﺳطﻰ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت ﺗﺣوﻻت
ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﺣرﻛﺔ أﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺳﺎھﻣت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدراﺳﺎت ﻷواﺋل اﻟرواد ﻣﻣن أوﻟوا ﻋﻧﺎﯾﺔ ﻛﺑﯾرة
ﻟﻠﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ أﺿﺣت ﻣواﺿﯾﻊ اھﺗﻣﺎم ﻣﺗزاﯾد ﻟﻼرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻣن ﺑﯾﻧﮭم إﻗزﯾﻔون Xénophonﺳﻧﺔ
355-426ق.م اﻟذي أھﺗم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﺳﻠﺳل ﻹدارة اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت واﻵﻟﯾﺎت اﻟﺣرﺑﯾﺔ .ﺑﻠوت Plaute
ﻓﻲ اﻟﻘرن 3ق.م إﻧﻛب ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ وﺿﻌﯾﺎت اﻟﻌﻣل postures de travailﻟﺑﻌض اﻟﻣﮭن واﻟوظﺎﺋف
ﺧﺎﺻﺔ ﻣﮭﻧﺔ اﻟﺧﯾﺎط .ج .ﺑن ﺳﯾرة J. Ben Siraق.م وﺻف ﺑﺎﻟدراﺳﺔ ﻋﻣل اﻟﺣدادﯾن ﺑﺎﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.
ﻧﯾﻛﺎﻧدر دو ﻛوﻟوﻓن Nicandre de Colophonﻋﺎﻟﺞ ﻣوﺿوع اﻟﺗﺳﻣم ﺑﻣﺎدة اﻟرﺻﺎص اﻟﻣﻼﺣظﺔ
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﮭن ﻛﻣﺎ ﻛﺗب ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎﻻت ﺷﻛﻠت اﻟﻠﺑﻧﺔ اﻻوﻟﻰ ﻟطب اﻟﻌﻣل .ﻛﻣﺎ ﻗدم ﻧﺻﺎﺋﺢ ھﺎﻣﺔ
ﻟﻠﻌﻣﺎل ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد .إﺑن ﺳﯾﻧﺎ Avicenneاﻟﻣﻠﻘب ﺑﻛﺑﯾر اﻷطﺑﺎء اﻟذي درس ﻋدة ﻣواﺿﯾﻊ ﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﻋل واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﺑﯾن اﻹﻧﺳﺎن واﻟﻌﻣل أو وﺳﺎﺋل اﻟﻌﻣل ،واﻟذي أﺻﺑﺢ اﻵن ﯾﺳﻣﻰ
ﺑﻧﺳﻖ اﻹﻧﺳﺎن واﻵﻟﺔ ،اﻣﺎ ﻣﺎﻣوﻧﯾد Maïmonideاﻟذي اھﺗم ﺑﻣوﺿوع اﻟﻧظﺎﻓﺔ واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة
اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ و إﻗﺗراح ﻓﺗرات اﻟراﺣﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣل واﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ اﺣﺗراﻣﮭﺎ ،ﺗﺟﻧب اﻟﺣﻣوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔوق ﻗدرة
اﻹﻧﺳﺎن واﻹﻓراط واﻻﺳﺗﻐﻼل واﻹﺳراف .اﻣﺎ ﻣن أواﺋل اﻟﻣﮭﻧدﺳﯾن اﻻرﻏوﻧوﻣﯾن ﻧﺟد ﻟﯾوﻧﺎر دو ﻓﺎﻧﺷﻲ
Léonard de Vinciﺣﯾث أﺟرى ﻗﯾﺎﺳﺎت ﻟﻸﺑﻌﺎد اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن اﻟﻌﺎﻣل و درس ﺗﺣرﻛﺎت أﺟزاء
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن ﻣن اﺟل ﺗﺻﻣﯾم وﺳﺎﺋل وأدوات اﻟﻌﻣل .ﻛﻣﺎ اﺧﺗراع أﻵت ﺗﻌﯾن اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ
5
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
ﺗﺟﺎوز ﻗدرﺗﮫ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺣﻣل أو ﻧﻘل اﻟﺣﻣوﻻت اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ ....ﺑﻌد ھذه اﻟﻔﺗرة ،ﺑدأ اﻟﻣﮭﻧدﺳون
واﻷطﺑﺎء ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺻﺣﺔ اﻹﻧﺳﺎن ،ﻣن أﺟل ﺗﺣﺳﯾن اﻷداء اﻟوظﯾﻔﻲ.ﻣن ﺑﯾﻧﮭم ﻓوﺑﺎن
Vaubinوﺑﯾﻠﯾدور Belidorاﻟذﯾن ﺣﺎوﻟوا ﻗﯾﺎس ﺣﻣل اﻟﻌﻣل اﻟﺑدﻧﻲ اﻟﯾوﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل.اﻣﺎ
ﻓﯾﻼرﻣﻲ Villemereاﻟﺗﻲ أﺟرت ﻣﺳﺣﺎ ﻛﺑﯾرا ﻟدراﺳﺔ ظروف ﻋﻣل اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن ﻧﺷرت ﻋﻠﻰ
اﺛرھﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم 1840و اﻋطت ﺻورة ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﯾﻌﻣﻠون ﻓﻲ ﺗﺻﻧﯾﻊ
اﻟﻘطن ،اﻟﺻوف واﻟﺣرﯾر .ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻌدﯾل و ﺗﻛﯾﯾف ﻣﻊ أول اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﺎرس ، 1841ﺑﺣﯾث ﺣدد ﺳن اﻟﺗوظﯾف ﻟﻸطﻔﺎل وﻣدة اﻟﻌﻣل اﻟﯾوﻣﻲ .وﺻوﻻ إﻟﻰ ﻋﺻر اﻟﺛورة
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ و أﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻌﺻر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ واﻻﻧﻔﺟﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ أو اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﺣدﯾث .و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن
ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﺣدﯾد أو ﺗﻣﯾﯾز ﻣﯾﻼد ظﮭور أي ﻋﻠم ﺑدﻗﺔ ﻣن ﻗﺑل أﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﺈن ﺗﺎرﯾﺦ ظﮭور اﻷرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
ﯾرﺗﺑط ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ظﮭور ﻋﻠم ﻧﻔس اﻟﻌﻣل اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ و ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ ﺧﻼل ﻣﻧﺗﺻف
اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ .ﯾﻣﻛن ﺳرد اﻣﺛﻠﺔ ﻋدﯾدة اﺧرى ﺗﻣس اﻏﻠب ﻣﺣﺎور اھﺗﻣﺎم اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻛدراﺳﺎت
ھﯾﺋﺔ اﻟﺑﺣوث اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻌﻣﺎل اﻟذﺧﯾرة اﻟﺣرﺑﯾﺔ 1914-1918ذات ﺻﯾﻐﺔ ارﻏوﻧوﻣﯾﺔ.
ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻧﺎ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ ھذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﯾﻧﺎ:
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف ﻣﺻطﻠﺢ اﻷرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﺑﺳﺗﯾﻣوﻟوﺟﯾﺔ ،ﻛﻠﻣﺔ اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻣن أﺻل ﯾوﻧﺎﻧﻲ
ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ) )ergonﻋﻣل nomos) ) ،ﻗواﻧﯾن .وأول ظﮭور ﻟﮫ ﻓﻲ اﻷدﺑﯾﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﻣن طرف Wojciech Jastrzebowskiﺳﻧﺔ 1857اﻟذي أﺳﺗﻌﻣل
ﻣﺻطﻠﺢ اﻷرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ ، précis d’ ergonomie ou de la science du travailﺟﺎء
ﻓﯾﮫ ﺳرد وﻗﺎﺋﻊ ﻋﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻣﺣﯾطﮫ اﻟﻌﻣﻠﻲ ،Sasha kocovski ) ،2009)2و ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﺣرب
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﻌدﯾد ﻣن رواد ھذا اﻟﻌﻠم ﻣﻧﮭم أطﺑﺎء و ﻓﺳﯾوﻟوﺟﯾﯾن ﻣن أﻣﺛﺎل Mareyو
Kraepelin،Chauveauو Imbertإﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﺳﮭﺎﻣﺎت ﻛل ﻣن Henri Laugierو Jean-
Maurice Lahyاﻟﺗﻲ ﻛﻠﻠت ﺑﺈﺻدار أول ﻣﺟﻠﺔ ﻟﻸرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﺳﻧﺔ 1933و اﻟﻣوﺳوﻣﺔ ﺑـ " اﻟﻌﻣل
اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ " .ﻛﻣﺎ أن اﻷطﺑﺎء اھﺗﻣوا ﺑﺻﺣﺔ وﻧظﺎﻓﺔ اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل ،ﻓﻔﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻧﺟد أن
Ramaziniاﻟﻣؤﺳس ﻟطب اﻟﻌﻣل أول ﻣن ﺗﺣدث ﻋن اﻷﻣراض اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋدة أﻋﻣﺎل وﻧﺷﺎطﺎت
6
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أﻣﺎ Villemereﻓﮭو ﺟراح ﻗﺎم ﺑدراﺳﺎت إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﺣول أوﺿﺎع اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻋدة ﻣﺻﺎﻧﻊ ﻓﻲ
ﻣﻧﺎطﻖ ﻣﺗﻌددة ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ واﻟﺗﻲ ﻧﺷرھﺎ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﺳﻧﺔ 1840ﺣول اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﯾزﯾوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل.
ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻗﺗرح اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ھﯾوال ﻣﯾرال Murrell Keith Frank
)Hywell (1949ﻣﺻطﻠﺢ اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻛدراﺳﺔ ﻟﻠﻌواﻣل اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ l’études des
،و ﻗد ﺗرﺳم ھذا اﻟﻣﯾﻼد ﺑﺗﻛوﯾن ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ facteurs humais
ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﯾد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن،2009) 2 Ergonomies Research Society
) ،Sasha kocovskiاﻣﺎ اﻟﺗﻧﺎول اﻟﻣﻧﮭﺟﻲ ) اﻟﻣﻧظم ( ﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻷرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻗد ﻛﺎن إﺑﺗداءا ﻣن
ﺳﻧوات اﻟﺳﺗﯾﻧﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ أﯾن أﺻﺑﺣت اﻟوﺿﻌﯾﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻣﻧﺗﺷرة ﺑﺷﻛل واﺳﻊ،
ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺗﺣﻠﯾل ﻋﻣل اﻟﻣراﻗﺑﯾن اﻟﺟوﯾﯾن ﻣﺛل دراﺳﺎت Sperandioﯾﻣﻛن إدراﺟﮭﺎ ﻓﻲ
ھذا اﻹطﺎر اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻋدت ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗطور ھذا اﻟﻌﻠم .و ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1959ﺗم إﻧﺷﺎء اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻟﻼرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻟﺗرﺑط ﺑﯾن ﺟﻣﻌﯾﺎت اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗم إﻧﺷﺎؤھﺎ ﻓﻲ ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺳواء اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
أو اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ) 3ﻣﺣﻣد ﻣﻘداد ، (2010،و ﻋﻠﻰ ھذا اﻷﺳﺎس ﺣدد ﺗﻌرﯾف ﻣﺻطﻠﺢ اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ " ﺑﺄﻧﮭﺎ
ﺗﻠك اﻟدراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﻧﺳﺎن و ﻣﺣﯾط ﻋﻣﻠﮫ ،و ﯾﻘﺻد ﺑﻣﺣﯾط اﻟﻌﻣل ﻛل ﻣن
اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻔرد إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ آﻻت و اﻷدوات اﻟﻌﻣل وﻛذا طرق اﻟﻌﻣل و ﺗﻧظﯾﻣﮫ ﺳواء
ﻛﺎن ﺟﻣﺎﻋﯾﺎ أو ﻓردﯾﺎ .ﻛل ھذه اﻟﻌواﻣل ﻟﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻧﻔﺳﮫ ،ﺑﻘدراﺗﮫ و ﻣﯾوﻟﮫ و اﺳﺗﻌداداﺗﮫ
"و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ان ﺛﻣﺔ ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻣﺗﻌددة ،ﻓﻘد ظﮭرت ﺑﺎﺳم اﻟﻌواﻣل اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ Human
factorsو ھﻧدﺳﺔ اﻟﻌواﻣل اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ factors engineering Humanو اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ
Human engineeringو ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﮭﻧدﺳﻲ psychology Engineeringو ﻋﻠم اﻟﻧﻔس
Applied psychologyو اﻟﺑﻌض اﻻﺧر ﯾﻔﺿﻠون اﺳم ظروف اﻟﻌﻣل les condition اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ
و ﻋرﻓت ﻣؤﺧرا ﺑﺑﯾوﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ biotechnologiqueو ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ان ﺛﻣﺔ du travail
ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻣﺗﻌددة ،اﻻ ﻣﺎھو ﺷﺎﺋﻊ ﻣﻧﮭﺎ اﺛﻧﺎن و ھﻣﺎ :
ﺛﺎﻧﯾﺎ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻌواﻣل اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ :و ھو ﺗرﺟﻣﺔ اﻟﺣرﻓﯾﺔ ﻟﻣﺻطﻠﺢ Human factorsو ھذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ
ﺷﺎﺋﻊ اﻻﺳﺗﺧدام ﻓﻲ اﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ و ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻻﺧرى و ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺻر.
7
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
وداﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ،ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﺗﻧﺎول اﻟﻣﻧﮭﺟﻲ ) اﻟﻣﻧظم ( ﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻷرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻛﻣﺎ
ﻋرﻓﮭﺎ وﯾﺳﻧﯾر " Alain wisner :اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ھﻲ ذﻟك اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻌرﻓﺔ
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن وأھﻣﯾﺗﮭﺎ ﻣن اﺟل ﺗﺻﻣﯾم اﻟوﺳﺎﺋل ،اﻵﻻت ،واﻟوﺿﻌﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ او ﺗﺳﺗﻌﻣل
ﺑﺄﻗﺻﻰ ﺣد ﻟﻠراﺣﺔ واﻷﻣن واﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ".
* -إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣواﺋﻣﺔ أدوات اﻟﻌﻣل ﻟﻠﺧﺻﺎﺋص اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ و اﻟﻣورﻓوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻠﻔرد اﻟﻌﺎﻣل ،و اﻟﺗﻲ ھﻲ
اﻷرﻏوﻧوﻣﯾﺎ اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ.
* -إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣواﺋﻣﺔ أدوات اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻟﻠﻔرد اﻟﻌﺎﻣل ،و اﻟﺗﻲ ھﻲ اﻷرﻏوﻧوﻣﯾﺎ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ.
اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن ﻣوﺳوﻋﺔ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻧﺷرت ﻓﻲ ﻋﺎم 1983ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻓﻘط،
وﻟﯾس ﻣﺧﺻص ﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻣن ﻣﻘﺎل ﻣن أرﺑﻊ ﺻﻔﺣﺎت .وﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن ،ﺣدﺛت ﺗﻐﯾرات ﻋﻣﯾﻘﺔ
ﺗﺣدث ﻓﻲ إدراك وﻓﮭم اﻟﺻﻼت اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﺑﯾن اﻷﻣن واﻟﺻﺣﺔ :ﻋﺎﻟم اﻟﯾوم ﻟم ﺗﻌد ﺗﺣﺗﻣل ذﻟك ﺑﺳﮭوﻟﺔ
ﻟﻘطﻊ ﻓﻲ "اﻟطب" و "اﻟﺻﺣﺔ"" ،ﺳﻼﻣﺔ "و" اﻟوﻗﺎﯾﺔ " .ﻋﻠﻰ ﻣدى اﻟﺳﻧوات اﻟﻌﺷر اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،ﺑذﻟت
ﺟﮭود ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻓروع ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻣن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺗﺣﺳﯾن اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﺟودة؛ ﺗﻣت زﯾﺎرﺗﮭﺎ
ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ آﺛﺎر ﻋﻣﻠﯾﺔ ھﺎﻣﺔ وأظﮭر ﺑوﺿوح أن اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﺟودة ھﻲ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟظروف
اﻟﻌﻣل .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻏﯾﺎب اﻟﻣرض ،ﻣؤﺷر اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺑﺎﺷر ﻣن إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﯾﻌﺗﻣد ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ
ظروف اﻟﻌﻣل .وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك ،ﯾﺟب ﻣﻧﺢ اھﺗﻣﺎم أﻛﺑر ﻟﺗطوﯾر ھذه اﻟظروف زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﺟودة
وﻟﻣﻧﻊ اﻟﺗﻐﯾب ﻋن اﻟﻌﻣل.
ﯾﻣﻛن اﻟﻘول اﻟﺑدﯾﮭﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ :اﻟﺗﻌب واﻹرھﺎق ﺗوﻟد اﻟﻣﺧﺎطر
اﻟﺻﺣﯾﺔ ،واﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻧﺧﻔﺎض اﻟﺟودة اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻣؤﺷرات اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ /ﻓواﺋد اﻟﻌﻣل اﻟﺑﺷري.
ھذه اﻟﺑدﯾﮭﯾﺔ ﯾﻣﯾز اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻓﻲ اﻟطب اﻟﻣﮭﻧﻲ ،واﻟﺗﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء اﻟﻣﺳﺑﺑﺎت اﻟﻣرﺿﯾﺔ
ﻟﻸﻣراض اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ وﺗﺣدﯾد اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺣد ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن ﻣن اﺣﺗﻣﺎل ﺣدوﺛﮭﺎ .ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻣﺑﺎدئ
اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ،ﻓﻣن اﻟﺳﮭل ﺟدا ﻟﺟﻌل ظروف اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺷﻛل ﺷروط وﺣدود اﻟﺣﻣوﻟﺔ .اﻟﮭدف ﻣن
اﻟطب اﻟﻣﮭﻧﻲ ھو ،ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر ،وﺿﻊ ﺣدود وذﻟك ﻓﻲ ﺿوء اﻟدراﺳﺎت اﻟطﺑﯾﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﺑﯾﺋﺔ
اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ،ﻋن طرﯾﻖ ﺗﺻﻣﯾم ﻋﻘﻼﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣل واﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺟﯾد
ﻟﻠﻌﻣل ،ﻟﺗطﺑﯾﻖ اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ وﺿﻌﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟطب اﻟﻣﮭﻧﻲ .ﻟذا ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول أن اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر
8
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
ﺗﺻوﯾﺑﺎت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت" اﻟﺗﻲ ﺗﻐطﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗوﺻﯾﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﮭدف إﻟﻰ إدراج ﺣدود اﻟﺣﻣوﻟﺔ ﻣن أﺟل ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﮭﺎ اﻟﺻﺣﺔ .ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﻣن
ﻧﮭﺞ ﻣﺗﻌدد اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت ،وﻣﻣﺎرس ﯾﻧﺗﮭﻲ وﺣدھﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣر ﺑﺗﻧﻔﯾذ ھذه اﻟﺗوﺻﯾﺎت.
وﻛﺎن اﻟﻐرض اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻼرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻓﻲ وﻗت اﺧﺗراع ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم 1857وذﻟك ﯾﺧﺗﻠف اﺧﺗﻼﻓﺎ
ﺟذرﯾﺎ ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ "اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﯾﺔ" ،وھﻲ [...]:وﻣﻧﮭﺞ ﻋﻠﻣﻲ ﻟﺣﺻﺎد ،ﻷﻧﻔﺳﻧﺎ وﻟﻶﺧرﯾن،
وأﻓﺿل ﺛﻣﺎر اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻌﻣر ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻣن اﻟﺟﮭد وأﻗﺻﻰ ﻗدر ﻣن اﻻرﺗﯾﺎح
ﻣﺻطﻠﺢ "اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ" ﺗﺄﺗﻲ ﻣن اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ " " ERGONاﻟﻌﻣل ،و "ﻧوﻣوس" اﻟﻘﺎﻧون .ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر
ﻛﻠﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﮭدف ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﺗطوﯾر "ﻗواﻋد" ﻧﮭﺞ ﻣوﺟﮭﺔ أﻛﺛر ﻧﺣو اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻟذﻟك أﻛﺛر إﻟﻰ اﻷﻣﺎم
ﻓﻲ ﺗطوﯾر ظروف اﻟﻌﻣل .وﺧﻼﻓﺎ ﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﯾﺔ ،ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗطﺑﯾﻖ
ﺗوﺻﯾﺎت اﻟﻣرﯾﺣﺔ أﯾﺿﺎ أن ﺗﺄﺧذ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن اﻋﺗﺑﺎرات اﻟرﺑﺣﯾﺔ .
وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻘواﻋد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻣﺛل ھذا اﻟﻧﮭﺞ اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑرة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ وﻋززﺗﮭﺎ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻧظﺎﻓﺔ
واﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ اﻟﺑﺣوث اﻟﻣﮭﻧﻲ .ﻟذا ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن ﯾﻘﺗرح ﻻﺳﺗﻛﺷﺎف ﺳﺑل ﺟدﯾدة ﻣن ﺣﯾث
ﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻟﻌﻣل ﻟﻣﻧﻊ اﻟﺗﻌب واﻹرھﺎق ﻣن اﻟﻌﻣﺎل وﺗﻌزﯾز إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن .ھذا اﻟﻧﮭﺞ اﻟﺷﺎﻣل
ﻟﻼرﻏوﻧوﻣﯾﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ وﯾﺷﻣل ﺗﺻﻣﯾم ﻣﺣطﺎت اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻌدات ،ﻓﺿﻼ ﻋن ظروف اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم
ﺑﺎﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل .وھذا ھو ،ﻛﻣﺎ ﻧرى ،اﺗﺑﺎع ﻧﮭﺞ
ﻣﺗﻌدد اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن واﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت ،وﻟﻛن ﯾﺟﻣﻌﮭم ھدف
ﻣﺷﺗرك .اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ھﻲ واﺣدة ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻔﮭم اﻟﺣدﯾث ﻟﻠﺳﻼﻣﺔ واﻟﺻﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل .
ھذا اﻟﻔﺻل ﯾﺷﻣل ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣﻌرﻓﺔ وﺗﺑﺎدل اﻟﺧﺑرات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺧﺻﺎﺋص وﻗدرات اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣن
أﺟل ﺗﺣدﯾد اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل ﻟل"اﻟﻌﻣل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ" ﺑﺟﻌﻠﮫ أﻛﺛر "ﻣرﯾﺢ" ،ج
وھذا ھو اﻟﻘول ،أﻛﺛر إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ.
9
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
إن ﻧﺷﺄة وﺗطور ﻋﻠم اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﺗﺷﺑﮫ ﻧﺷﺄة وﺗطور ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻠوم ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ،ذﻟك أن اﻟﻌﻠم ﻣﮭﻣﺎ
ﻛﺎن ﻣﯾدان دراﺳﺗﮫ ﻟم ﯾﻧﺷﺄ دﻓﻌﺔ واﺣدة وﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺣدد ،وإﻧﻣﺎ ﯾﻛﺗﺳب ﻧﻣوه وﻧﺿﺟﮫ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻣن
ﺧﻼل ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻷﺑﺣﺎث اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﯾف ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺷﯾﺋﺎ ﻟرﺻﯾد ھذا اﻟﻌﻠم أو ذﻟك ،و ﻧﺳﺗﮭل
ﺑوادر اﻟﻔﻛر اﻻرﻏوﻧوﻣﻲ اﻟﻰ اﻹﺷﺎرة ﻟﺑﻌض اﻟﺗﺎﻣﻼت اﻟﺧﺻﺑﺔ ﻣﺗﻧﺎﺛرة ﻓﻲ ارﺟﺎء اﻟﺣﻛﻣﺔ اﻟﺷرﻗﯾﺔ و
اﻟدﯾﺎﻧﺎت اﻟﻘدﯾﻣﺔ .ﺑدا ﺑﺳﯾﺎق اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺧﺎﻣس ﻗﺑل اﻟﻣﯾﻼد ﺣﯾث وﺿﻌت اﻟﻣﺑﺎدئ
واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺧطﯾط وﺳﺎﺋل اﻷﻣﺎن واﻟﺳﻼﻣﺔ ﻓﻲ أدوات اﻟﻌﻣل وﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧدﻣﮫ اﻻﻧﺳﺎن ﻣن
اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت 1.دورة اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ ھﻧدﺳﺔ اﻟﻌﻣﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،و اﺑرز روادھﺎ ھم
10
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
ﻟﻘد أﺣدﺛت اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ 1830-1760اﻧﻘﻼﺑﺎ ﻋظﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻧﺎس وطرق ﻣﻌﯾﺷﺗﮭم
وﺟوھر ﻧﺷﺎطﮭم و أﺳﺎﻟﯾب ﻋﻣﻠﮭم .ﻓﺑﻌد ان ﻛﺎن اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﯾﺗم أﺳﺎﺳﺎ داﺧل اﻟﺑﯾوت أﺻﺑﺢ
اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﻌظﻣﮫ ﯾﻧﺗﺞ داﺧل ﻣﺻﺎﻧﻊ وﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ .وﻗد ﻛﺎن ﻣن ﻧﺗﯾﺟﺔ ھذه اﻟﺛورة
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ان اﺑرزت ﻣﺷﻛﻼت ﻻ ﺣﺻر ﻟﮭﺎ داﺧل ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ وﻣﻧظﻣﺎﺗﮭﺎ ﺳواء ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ
ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج او اﻟﺗﺳوﯾﻖ او اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﮫ او ﺑﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﺑظروف اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
و ﻧظرا ﻻن اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣﺳت ﺣﯾﺎة اﻟﻧﺎس و اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻛﻠﮭﺎ ﻣﺳﺎ ﻣﺑﺎﺷرا و ﺧطﯾرا ﻓﻘد ﺗﺳﺎﺑﻘت
ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻠوم ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ و اﻻﻧﺗﺎج و اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ،ﻓﻠوﻻ اﻟﺗﻘدم اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟذي ﺳﺑﻘﮭﺎ و ﻣﮭدﻟﮭﺎ ﺣﻘل
اﻟﺗﺟﺎرب ﺧﺻب ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
و اﻟﻣﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮫ ﻋﺎﻣﺔ ان اﻻﺻول اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺗﻌود اﻟﻰ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻰ ﺑرزت ﻓﯾﮭﺎ
ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟورﺷﺎت ،ﺣﯾث ﺗطور ذﻟك ﻓﻲ اﺗﺟﺎھﯾن ،اﻻول ﺧﺎص ﺑﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ،و اﻟﺛﺎﻧﻲ
G.R.Perronet (1794- ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ،ﻓﺿﻣن اﻻﺗﺟﺎه اﻻول ﻧﺷﯾر اﻟﻰ اﻋﻣﺎل ﺑﯾروﻧﺎي
) 1708ﺣول ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺻﻧﻊ اﻹﺑر .اﻣﺎ اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻓﻧﺳﺟل اﻋﻣﺎل ﻛوﻟﻣب
(C.A.Coulomde )1736-1806و اﯾﺿﺎ اﻋﻣﺎل ﻟﻔوازي ( ،Lavoisier )1743-1794ﻓﺎﻷول
اﻛﺗﺷف ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﮫ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﮭن ﻣﻔﺎھﯾم ﻣﺛل اﻟﺟودة ،اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺟﺎز اﻟﺗﻰ اﺳﺗﻧد ﺑﻌض
اﻟﻣﻧظرﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﻣن اﺟل اﻟﺑﺣث ﻋن ﺻﯾﻎ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻛﺗﺷف ﻻﻓوازي دور ﻗﯾﻣﺔ
اﻻﻛﺳﺟﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔس ،ﺣﯾث ﺑﯾن ان ﻛﻣﯾﺔ اﺳﺗﮭﻼﻛﮫ ﺗﺣدد اﻟﺟﮭد اﻟﻣﺑذول.
اواﺧر اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﻋﻧد ﺑروز ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ ﻛﺄﻗدم ﺷﻛل ﻣن اﺷﻛﺎل ﻋﻠم اﻟﻧﻔس
اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﮭﺎ ،و ﯾرﺗﺑط ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ظﮭور ﻋﻠم اﻟﻧﻔس و اﻟﻌﻣل .ﻓﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠم اﻟﻧﻔس
اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ ﺑﺗطور ﻛﺎﺧﺗﺻﺎص اﻛﺎدﯾﻣﻲ ،ﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﺟﺎرﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺛﺑﯾت ﻧظرﯾﺗﯾن ھﻧدﺳﯾﺗﯾن ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺗﯾن
ﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﻠوك اﻟﺑﺷري ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﺗﺗﻣﺛل اﻟﻧظرة اﻻوﻟﻰ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺣرﻛﺔ
Motion Studyﻛﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟرﻓﻊ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ،ﻋﻠﻰ ﯾد ﻓراﻧك و ﻟﯾﻠﯾﺎن ﺟﯾﻠﺑﯾرث Frank
and Lilian Gilbrethﺧﻼل اواﺧر اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر و ﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،ﺣﯾث ﯾرﯾﺎن ان
أي ﻣﮭﻣﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎ اﻟﻰ ﺣرﻛﺎت اﺳﺎﺳﯾﺔ او ﺟزﺋﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺣذف اﻟﺣرﻛﺎت اﻟزاﺋدة و ﯾﻌطﻲ
ﻛﻔﺎءة اﻋﻠﻰ ،و ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة ،اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻛﺎن اﻟﻣﮭﻧدس اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓرﯾدرﯾك ﺗﺎﯾﻠور )(1915-1856
F. W. Taylorﯾطور ﻣﻔﮭوﻣﺎ ﺑدﯾﻼ ﻟرﻓﻊ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﺳﻣﻲ ﺑدراﺳﺔ اﻟزﻣن اﻟذي ﻛﺎن ﻟﮫ،
11
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر ،اﻟدور اﻷﻛﺛر ﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﻣﯾﻼد ﻋﻠم اﻷرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﺑدراﺳﺔ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟطرق اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ) )O.S.T
اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﮭﺎ طرﯾﻘﺔ ﺗﺳﯾر و ﺗﻧظﯾم ورﺷﺎت اﻹﻧﺗﺎج ﻣن اﺟل رﻓﻊ ﻣردود اﻟﻌﻣﺎل ﺑﺗﺣﻠﯾل و ﻋﻘﻠﻧﺔ
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج .
و ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻔﺗرة اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﺣرﺑﯾن اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺗﯾن ﻓﺗرة رﻛود ﻓﻲ ﻣﺳﺎر دراﺳﺎت اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،
ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺑﻌض اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺟﺎدة ﻓﻲ ھذا اﻻطﺎر ﻧذﻛر ﻣﻧﮭﺎ ﺗﺄﺳﯾس ﻣﺧﺑر ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﺑﻛﺎﻣﺑرﯾﺞ ﺳﻧﺔ
، 1921ﺛم ﻣﺎ ﺳﻣﻰ ﺑدراﺳﺎت ھﺎوﺛورن Hawthorne stydieل اﻟﺗون ﻣﺎﯾو Elton mayoو
اﺧرون ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣل Hawthorne works of the western electric companyﻓﻛﺎﻧت ذات
اھﻣﯾﺔ ،رﻏم ان ھدﻓﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻛﺎن ﺗﺣدﯾد اﺛر ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻻﺿﺎءة ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ﻓﺎن
ﻧﺗﺎﺋﺟﮭﺎ دﻟت ﻋﻠﻰ ان اھم ﻋﺎﻣل ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻛﺎن ذا طﺎﺑﻊ ﻧﻔﺳﻲ و ﻟﯾس ﻓﺳﯾوﻟوﺟﻲ 1 .ﺑﺣﯾث
ﻻﺣظ ﻓوﺑون j. fombonneان ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻺطﺎرات و اﻟﻣوظﻔﯾن ﺣوﻟت
اﻧظﺎرھﺎ اﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﺳﻔر ﻣن اﺟل ﺗﺑﺎدل اﻟﺧﺑرات واﻟﻣﻼﺣظﺎت و طرق و
اﻟﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﺣﺛﺎ ﻋن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌواﻣل اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ﻧﺷرت ﻋﻠﻰ اﺛرھﺎ ﻋدد ﻣن
اﻟﺗﻘﺎرﯾر ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ .وظﮭرت دراﺳﺎت ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ،ﻓرﻧﺳﺎ وﺑﻠﺟﯾﻛﺎ .ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ
Human engeneering,أﻣﺎ ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﺗﺳﻣﯾﺎت ﻓﻔﻲ و.م.أ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ
ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻓﻛﺎﻧت ﺗﺳﻣﻰ Ergonomicsأﻣﺎ اﻷﻟﻣﺎن ﻓﻘد اﻗﺗرﺣوا ﺗﺳﻣﯾﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟـ Enthropotecnologie
.ﻛﻣﺎ ﺷﮭدت ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﯾﻼد اﻟﻣﻌﮭد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ، 1929و
ﺟﻣﻊ ﺷﻣل اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻧذاك .واھم اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﻰ ﺗﻧﺎوﻟﺗﮭﺎ اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧت اﺟﮭزة اﻟﻌرض و ادوات اﻟﺗﺣﻛم و اﻻﻧﺛروﺑوﻣﺗﯾرﯾﺔ و دراﺳﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻔﯾزﯾﻘﻲ و
اﻟظروف اﻟﻔﯾزﯾﻘﯾﺔ .
ﺗوﺳﻌت ﻣﺑﺎدئ ﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺧﻼل أواﺧر اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت اﻟﻰ اﻟوﺟﮭﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﻌد اﻟﻧﻘﻠﺔ اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ و أوروﺑﺎ رﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ودراﺳﺔ اﻟﻣواﻗف،
ﻛﺄﺳﺎﻟﯾب اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﻣوﺟﮭﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج أو ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﻠﺧﺻﺔ ﻓﻲ اﻋﻣﺎل رﯾﻧﺳﯾس ﻟﯾﻛرت Rensis
، Likertﻣؤﺳس ﻣﻌﮭد اﻟﺑﺣوث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .ﻛرﯾس ارﺟرﯾس Argyris Chrisﻗﺎم ﺑﺗﺣﻠﯾل و ﺗﻔﺳﯾر
اﻟﺳﻠوك ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﯾن اﻷﺳﻠوب اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﺗﺣت ﺿﻐوطﺎت وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻧظﯾم و
ﻣدى ﺗﺄﺛﯾره ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸﻓراد .وﯾﻠﺧص دوﻏﻼس ﻣﺎك ﺟرﯾﺟور Douglas Mc Gregorأﻋﺎد
12
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
اﻷﺑﺣﺎث اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﺻﯾﺎﻏﺔ ﻧظرﯾﺔ ،xﻧظرة ﻣﺗﺷﺎﺋﻣﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻌﺎدي اﻟذي ﻻ ﯾﮭﺗم ﺑﻌﻣﻠﮫ ،و ﻧظرﯾﺔ y
ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ دواﻓﻊ ذاﺗﯾﺔ ﻟﻸﻓراد .اﻣﺎ اﻋﻣﺎل اﺑراھم ﻣﺎﺳﻠو Maslow Aﺣول ﺗﺳﻠﺳل ھرﻣﻲ
ﻟﻼﺣﺗﯾﺎﺟﺎت وھﯾرزﺑﯾرج Herzbergﻋﻠﻰ اﻟرﺿﺎ اﻟوظﯾﻔﻲ ﺗرﻛت ﺗﺄﺛﯾر ﻗوي .اﻧﺗﻘﻠت ﺑﻣوﺟﺑﮭﺎ
اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻣن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻰ اﻷﺑﻌﺎد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ.
ﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ
ﻣﻊ اﻧدﻻع اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ظﮭر ﺗطور ﺳرﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﻌﺳﻛري و اﺻﺑﺣت
اﻻﺟﮭزة ﺟد ﻣﻌﻘدة ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺳرﻋﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻣﻣﺎ ادى اﻟﻰ وﺟود ﺿﻐط ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺳﺎن
اﻟذي إﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﺳﺗﻐﻼل ھذه اﻻﺟﮭزة اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛل او ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻋدم اﻟﻘدرة او
ﺣﺗﻰ اﻟﻔﺷل ﻓﻲ ﺗﺳﯾرھﺎ .و ﻟﮭذا اﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺿروري اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﺣدودﯾﺔ و ﻗدرات
اﻻﻧﺳﺎن ،و ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل اﻋطت ھذه اﻟﺿرورة دﻓﻌﺎ ﺟدﯾدا ﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻻﺧﺗﯾﺎر و ﺑرزت
اھﻣﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻧطﺎق دراﺳﺔ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ،اوﻗﺎت اﻟراﺣﺔ و اﻟظروف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل .
ﺑﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﻧﺻﺔ وﺛب ﻟﺗﺣﺳﯾن و ﺗطوﯾر اﻻﺳﺎﻟﯾب او
اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و ﻗﻠﺑت وﺿﻌﯾﺔ اﻟرﻛود اﻟﻌﻠﻣﻲ .ﻓﺎﻟﺗﺟﻧﯾد اﻟﺳرﯾﻊ ﺳواء ﻋﻠﻰ
ﺟﺑﮭﺎت اﻟﻣﻌﺎرك او ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ اﻟﺣرﺑﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﮭﺎ اﻋطﻰ ﻧﻔﺳﺎ ﺟدﯾدا ﻟﻼھﺗﻣﺎم ﺑﺗﻘﻧﯾﺎت
اﻟﺗدرﯾب و اﻧﺗﻘﺎء اﻻﻓراد و دراﺳﺔ اﺛﺎر اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدود ﻗدرات اﻻداء .ﻧﺷرت
ﻋﻠﻰ اﺛرھﺎ اوراق ﺑﺣﺛﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﻌدﯾد ﻣن رواد ھذا اﻟﻌﻠم ﻣن أطﺑﺎء و ﻓﺳﯾوﻟوﺟﯾﯾن أﻣﺛﺎل
Mareyو ، Chauveauإﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﺳﮭﺎﻣﺎت ﻛل ﻣن Henri Laugierو Jean-
Maurice Lahyاﻟﺗﻲ ﻛﻠﻠت ﺑﺈﺻدار أول ﻣﺟﻠﺔ ﻟﻸرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﺳﻧﺔ 1933و اﻟﻣوﺳوﻣﺔ ﺑـ
" اﻟﻌﻣل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ " .ﻛﻣﺎ أن اﻷطﺑﺎء اھﺗﻣوا ﺑﺻﺣﺔ وﻧظﺎﻓﺔ اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل ،ﻓﻔﻲ
ﻓرﻧﺳﺎ ﻧﺟد أن Ramaziniاﻟﻣؤﺳس ﻟطب اﻟﻌﻣل أول ﻣن ﺗﺣدث ﻋن اﻷﻣراض اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ
ﻓﻲ ﻋدة أﻋﻣﺎل وﻧﺷﺎطﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺣﯾث ﻧﺷرﻋﻠﻰ اﺛرھﺎ ﻛﺗﺎب ﺗﺣت ﻋﻧوان " traité des
" maladies des artisansأﻣﺎ Villemereﻓﮭو ﺟراح ﻗﺎم ﺑدراﺳﺎت إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﺣول
13
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
أوﺿﺎع اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻋدة ﻣﺻﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﻣﻧﺎطﻖ ﻣﺗﻌددة ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ واﻟﺗﻲ ﻧﺷرھﺎ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﺳﻧﺔ
1940ﺣول اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل ،ﻏﯾر ان ﻣﻊ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
ﺑدأت ﺗﺗﺣدد ﻣﻌﺎﻟم ھذه اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت ﻓﻘد ذﻛر ھﯾول ﻣﯾرال )Hywell Murrel (1965
اﻧﮫ ﻓﻲ ﺷﮭر ﺟوﯾﻠﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1949ﺑﺄﻛﺳﻔورد ) إﻧﺟﻠﺗرا ( *، gallois Keith Frank
اﻗﺗرح ﻣﺻطﻠﺢ اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻛدراﺳﺔ ﻟﻠﻌواﻣل اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ l’études des facteurs
، humainsﺧﻼل اﺟﺗﻣﺎع اﻟﺗﻘﻰ ﻋدد ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ اﻧﺟﻠﺗرا اﻟذﯾن اوﻛﻠت اﻟﯾﮭم ﻣﮭﺎم
ﻋﻠﻣﯾﺔ اﺛﻧﺎء اﻟﺣرب .ﺑﮭدف ﺗﻘﯾﯾم ﻣدى ﻧﺟﺎح او ﻓﺷل ﺗدﺧﻼﺗﮭم اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ ظروف اﻟﺣرب
.و ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﻰ ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻐل ﺑﺎل اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻋدﯾدة و
طرﺣت اﺛﻧﺎء ھذا اﻟﻠﻘﺎء .
ﺗطور اﻟﻔﻛر اﻻرﻏوﻧوﻣﻲ ﺧﻼل ﻓﺗرة 1955-1945ﻣﮭﺗﻣﺎ ﺑﺎﻟوﺻف اﻟوظﯾﻔﻲ و رﻛز ﻓﻲ
اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺻب ﻋﻣل اﻟﻔرد ،ﻣﻊ ﺗرﻛﯾز ﻗوي ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺎد اﻟوﺿﻌﯾﺔ واﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ
ﻟﻠﻌﻣل .ھذا ﻻ ﯾزال ﺟزءا ھﺎﻣﺎ ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺳﯾن
ظروف اﻟﻌﻣل ،إﻟﻰ إﻧﺷﺎء اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗﺣﺳﯾن ظروف اﻟﻌﻣل ) ،Anactوﻣﻌﺎﯾﯾر ISO
أو اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ ﻣﺣطﺎت اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻣﻌوﻗﯾن.
14
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
15
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ دﻓﻌﺔ ﻗوﯾﺔ ﻟﻸﺑﺣﺎث ،ھذه اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﺗﺣوﻟت ﺳﻧﺔ 1976اﻟﻰ ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﮭﻧدﺳﺔ
اﻟﺑﺷرﯾﺔ Society Ergonomiesﻣﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺗوﺳﻊ ﻓﻲ داﺋرة اھﺗﻣﺎﻣﮭﺎ ﻛﮭﯾﺋﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ
.وﻋﻘد أول ﻣﻠﺗﻘﻰ ﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻓﻲ ﻟﯾﻧﯾﻧﻐراد ،Léningrad,اﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1964ﻧظم
اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟدوﻟﻲ اﻷول ﻓﻲ ﻋﺎم .1969ﻟﺗﺗوﺳﻊ داﺋرة اﻻھﺗﻣﺎم اﻟﻰ ﻣﺟﺎﻻت أﺧرى .ﻛﻣﺎ
ﺑﻘوﻟﮫ " :ﻧرﯾد اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ذﻛر ﻟوﺟﯾﺑﮫ H. Laugier
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ،ﻓﻲ اﻹدارات و ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻟﺑﯾداﻏوﺟﯾﺔ و ﻓﻲ ﻣراﻛز
اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ و ﻛل اﻟﺗﻘﻧﯾﯾن اﻟذﯾن ﺗواﺟﮭﮭم ﺻﻌوﺑﺎت ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺗﺷﻣل ﻛل
اﻷدوار اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻣﺎرﺳﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﮭﯾﺋﺔ ظروف اﻟﻌﻣل و ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣل أﻹﻧﺳﺎﻧﻲ .
اﻣﺎ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن 1990-1980ﺷﮭدت ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻛوارث اﻟﺗﻲ ﺳﺎھﻣت
ﻓﻲ ﺗطور اﻷرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ،ﻛﺣﺎدث ﻧووي ،ﺧطﺄ اﻟطﯾﺎر ،ﺗﺻﺎدم ﻗطﺎر ،اﻟﺦ
اﻟﺣوادث اﻟﻛﺑرى ﻣﺛل ﺟزﯾرة ﺛري ﻣﺎﯾل ) ،(1979ﺑوﺑﺎل ) ،(1984ﻣﻛوك اﻟﻔﺿﺎء
ﺗﺷﺎﻟﻧﺟر ) (1986وﻛوﻧﻛورد ) (2000ﺗﺛﯾر ﺗﺳﺎؤﻻت ﻋن أﺳﺑﺎب اﻟﺣوادث واﻷﺟﮭزة
ﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ .إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻛوارث ﻣؤﻟﻣﺔ راح ﺿﺣﯾﺗﮭﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻرواح
وﺗدﻣﯾر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ،ﻣﻣﺎ ﺗم اﺳﺗﺧﻼﺻﮫ ﻣﻧﮭﺎ ﻣن دروس ھﻲ ﺿرورة اﻋﺗﺑﺎر
اﻷرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﺻﻣﯾم اﻵﻻت واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت واﻟﻌﻣل ﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟوﻗوع ﻣﺛل ﺗﻠك اﻟﻛوارث ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ.
ﻛﻣﺎ اھﺗﻣت ھذه اﻻﺧﯾرة ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﻠزم اﻻﻧﺳﺎن ﻣن ﻣﮭﺎم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﻣن واﻷﻣﺎن واﻟﺳﻼﻣﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ أﻗﺻﻰ ﻗدر ﻣن اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﺟودة ﻓﻲ ﻧظﺎم
اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ ودراﺳﺔ ﻋواﻣل اﻷﻣن واﻷﻣﺎن واﻟﺳﻼﻣﺔ ﻹﺧراج
اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﺟﯾد اﻟﻣﺗﻛﺎﻣل اﻟﻌﻧﺎﺻر داﺧل اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﻌﯾش ﻓﯾﮫ اﻵﻧﺳﺎن ﻓﺗرة ﻣن اﻟزﻣن
ﺳواء ﻛﺎن ھذا اﻟﻣﻛﺎن ﺳﻛﻧﻲ ،ﺗﺟﺎري ،ﺳﯾﺎﺣﻲ ،رﯾﺎﺿﻲ ،ﺗرﻓﯾﮭﻲ ،واﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ،
واﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ.
16
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
ﻣﺣﺎﺿرة اﻟراﺑﻌﺔ
ﻟﯾﺗوﻗﻊ ان ﺗﺷﮭد اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟراھﻧﺔ اﻟﻣﻣﺗدة ﻣن 1990اﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ھذا ﺗطورا ﻛﺑﯾرا ﺑﻔﻌل ﻋدد
ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻣﻧﮭﺎ :
17
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن اوروﺑﺎ و اﻣرﯾﻛﺎ ﻓﻲ اطﺎر اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﻌﻠﻣﻲ و اﻟﺑﺣﺛﻲ
:ان ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﺣوﻟت اﻧظﺎرھﺎ اﻟﻰ اﻟوﺟﮭﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﻌد اﻟﻧﻘﻠﺔ اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ و اﻋﻣﺎل اﻟﺗون ﻣﺎﯾو elton mayo
ﻣن اﻟظروف اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻋرﻓت ﻧﻔس اﻷﺑﺣﺎث
ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﺳﻧوات 1950ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ و أوروﺑﺎ و ازدادت اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ و
اﻟﺗرﺑﺻﺎت اﻹطﺎرات و اﻟﺗﺷﻛﯾﻼت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اطﺎر ﺗﺑﺎدل اﻟﺧﺑرات
18
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
19
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
،او ﺑﺄﻛﺛر واﻗﻌﯾﺔ ﻟﺗﺧﻔﯾﺿﮭﺎ و ﺗﺣﺳﯾن ﻣﻧﺎﺧﮭﺎ و ﺗﮭﯾﺋﺔ ظروﻓﮭﺎ و اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ إﯾﺟﺎد
اﻟﺣﻠول اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷﻛﻼت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل و اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ .
ﻣﻌﺎﻣل و ﻣﺧﺎﺑر ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ
ﺳﺎھﻣت ﻛل ھذه اﻟﻌواﻣل ﻓﻲ اﺻدار اﻟراﺑطﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌواﻣل اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻋﺎم 2007
ﺑﺗﻌﻠﯾﻣﺎت إرﺷﺎدﯾﺔ وأﺳس وﻗواﻧﯾن وﻣﺣددات وﻗﯾﺎﺳﺎت ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮭﺎ اﻷﺟﺳﺎم اﻟﺑﺷرﯾﺔ أﺛﻧﺎء
ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﯾﺎﺗﮭم اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ أﻗﺻﻰ درﺟﺎت اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﺟودة ﻟﺗﺟﻧب
اﻷﺧطﺎر واﻹرھﺎق واﻷﻟم واﻹزﻋﺎج ﺣﺗﻰ ﯾﺟد اﻻﻧﺳﺎن اﻟﺗواﻓﻖ ﻣﻊ ﻗدراﺗﮫ اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟراﺣﺔ
اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ واﻷﻣﺎن واﻟﺳﻼم اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﻧﻔس اﻟراﺿﯾﺔ.
وﻣن ھﻧﺎ ﻧﺟد أن ﻋﻠم ااﻻرﻏﻧوﻣﯾﺎ ﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟﺣداﺛﺔ واﻟﺗطور ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ اﻟﺣدﯾث ﯾﻌﻣل
ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل ﻋن طرﯾﻖ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﺻﯾﻣم وﺗﻘﯾﯾم وﺗﺣﻠﯾل أﻧﺷطﺔ ووظﺎﺋف اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﺑﮭدف ﺟﻌل اﻟﻧظﺎم ﻣرﯾﺣﺎ ً وآﻣﻧﺎ ً ﯾﺗدﻓﻖ واﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮫ وإﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﮫ وﻣواﺻﻔﺎﺗﮫ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣﻊ
اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺳرﻋﺔ اﻷداء واﻟﻛﻔﺎءة اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
ﻧﺳﺗﺧﻠص
ﻟﺗﺗوﺳﻊ داﺋرة اﻻھﺗﻣﺎم اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻌﺳﻛري ﻓﻲ اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت اﻟﻘرن
اﻟﻣﺎﺿﻲ و ﺳﺎھﻣت ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗطور ھذا اﻟﻌﻠم ،ﻣﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول اﻟﻰ
اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﺿرورة اﺳﺗﻌﺎرة ھذا اﻷﺳﻠوب اﻻرﻏوﻧوﻣﻲ اﻟﻔﻌﺎل ﻣن ﻣﻧﺑﻌﮫ اﻟﻌﺳﻛري ﻋﻠﻰ
ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ﻻﺣﻘﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت أﺧرى ﻛﺎﻟﺻﻧﺎﻋﻲ و اﻟﺗرﺑوﯾﺔ و اﻟﻣدرﺳﯾﺔ و اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ .و اﻟﺗﻲ
ﻧﻠﺧﺻﮭﺎ ﻓﻲ اھم اﻟﺗﯾﺎرات اﻻﺗﯾﺔ :
اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﺎﯾﻠورﯾﺔ taylor :ﺗﮭدف اﻟﻰ ﺗﺟزﺋﺔ اﻟﺣرﻛﺔ و ﺗوﻗﯾﺗﮭﺎ ﺗﻘوم
ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﻧﺷﺎط اﻟﻣﺗﻌﻠم ﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺑﺎﻷھداف أدﺧﻠت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ
اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺗﻲ اﻟﺗوﺟﯾﮫ و اﻻﺧﺗﯾﺎر و اﻟﺗدرﯾب .
20
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
Maslo :ﻓﻛرﺗﮭﺎ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺣواﻓز اﻟداﺧﻠﯾﺔ و اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻧظرﯾﺔ ﻣﺳﻠو
ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻔرد و ﺗﮭدف اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻔرد و اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗرﺑوﯾﺔ و
رﺿﻰ اﻟﻣﺗﻌﻠم " دراﺳﺔ ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ﺗﻘوم ﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻔرد
ﻛﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣواﻓز و اﻟﺣﺎﺟﺎت .
Herzberg:ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺻﺣﻲ و ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ھﯾزﻧﺑرق
ﻋﺎﻣل داﻓﻊ إﻋﺎدة ﺗﺻﻣﯾم اﻟﺗﻌﻠﯾم و اﺛراء اﻟﻌﻣل اﻟﺗرﺑوي ﺗﮭدف اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ ﺣﺎﺟﺎت
اﻟﻔرد و ﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﺗﻌب و اﻟﻣﻠل و ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﺑﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻧﺷﺎط
اﻟﺗرﺑوي .
Elton Mayo :ﺟﺎءت ﻟﺣل اﻟﺻراﻋﺎت و ﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ
ﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر و ﺗﺣﺳﯾن ظروف اﻟﻌﻣل و
اﻟظروف اﻟﻔﯾزﯾﻘﯾﺔ ،ﺗدرﯾب ،ﻋﻼﻗﺎت ،ﻗﯾﺎدة ،روح ﻣﻌﻧوﯾﺔ ،اﻟﻣﻛﺎﻓﺎة ،ﺗﻌﺗﻣد
ﻋﻠﻰ ﻧﺳﻖ ﻣﻔﺗوح ،اﻧﺳﺎن -اﻟﺔ ،ﻋﻼﻗﺎت اﻧﺳﺎن اﻧﺳﺎن .ﺗﮭدف اﻟﻰ اﻣن و رﺿﻰ
اﻟﻌﺎﻣل ﻣن اﺟل ﺗﺣﻘﯾﻖ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﺗرﺑوﯾﺔ و ﻛﻔﺎءة ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت – ظروف اﻟﻌﻣل ،اﻟﻧﺷﺎط ،ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻧﺷﺎط .
اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ :ﺗﻛﯾﯾف ﻣﺣﯾط اﻟﻌﻣل و ظروﻓﮫ اﻟﻰ ﻗدرات اﻟﻌﺎﻣل ﺳواءا
اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ او اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﻌﻣل ﻣن اﺟل ﺗﻛﯾﯾف اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻟﻠﻣﺗﻌﻠم و ﺗﺣﻘﯾﻖ
اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗرﺑوﯾﺔ .
21
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ
ﻣﻧذ ﻧﺷﺄة اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ﻓﻲ اﻋﻘﺎب اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ أﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺣﺎول اﻟﺑﺎﺣﺛون و ﻻزاﻟوا
ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﮭﺎ ﺳﻌﯾﺎ اﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎل دراﺳﺗﮭﺎ .و ﯾﻣﻛن اﺳﺗظﮭﺎر اﻟﺑﻌض
ﻣﻧﮭﺎ و ھذا ﻟﻛﺛرﺗﮭﺎ و ﺗﻧوﻋﮭﺎ و ﻣﺣﺗوﯾﺎﺗﮭﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﺣﺳب اﻟﻌﻘود اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻰ ظﮭرت
ﻓﯾﮭﺎ .
ﻋرﻓت اﻷرﻏﻧوﻣﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻣوﺟز " :ﺗﻛﯾف اﻟﻌﻣل ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻛﻣﺎ ﻋرﻓت ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ:
"دراﺳﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻹﻧﺳﺎن و ﻣﺣﯾطﮫ" .ﺑﮭذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﺈن ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻣﺣﯾط ﺗﺷﻣل ﻛل
اﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻔرد ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷدوات و اﻟوﺳﺎﺋل وطرق اﻟﻌﻣل
و ﺗﻧظﯾﻣﮫ ﻓردﯾﺎ أو ﺟﻣﺎﻋﯾﺎ.
أﻣﺎ اﻟﻔﯾزﯾوﻟوﺟﻲ Grandjean Etienne : 1968ﻓﻘد ﻋرﻓﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ" :ﻋﻠم ﻣﺗﻧﺎظم
ﻣﺗﻌدد اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت Interdisciplinaireﯾﺷﻣل اﻟﻔزﯾوﻟوﺟﯾﺎ ،و ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻌﻣل
واﯾﺿﺎ اﻷﻧﺗروﺑوﻣﺗرﯾﺎ و ﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻌﻣل .اﻣﺎ ھدﻓﮭﺎ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻓﮭو ﺗﻛﯾﯾف ﻣرﻛز اﻟﻌﻣل
و أدواﺗﮫ و أﻵﻻﺗﮫ وﺳﺎﻋﺎت أﻟﻌﻣل و اﻟظروف اﻟﻔﯾزﯾﻘﯾﺔ ﻣﻊ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻹﻧﺳﺎن .إن ﺗﺣﻘﯾﻖ
ھذه اﻷھداف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺳﮭﯾل اﻟﻌﻣل و زﯾﺎدة ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻣﺟﮭود
اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ واﻟﻣردود اﻻﻧﺗﺎﺟﻲ".
22
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﻌرﻓﮭﺎ ﺟﺎك ﻟوﺑﻼ Jaques Leplat 1972ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ " :ﺗﻛﻧﻠوﺟﯾﺎ و ﻟﯾﺳت ﻋﻠم
إذن اﻟﮭدف ھو إﻋداد اﻷﻧﺳﺎق إﻧﺳﺎن-آﻟﺔ ﺣﺳب ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣﺣددة ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺷﻐل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻛﺎﻷﻣن و اﻟرﺿﺎ و اﻟراﺣﺔ ﻣﺛﻼ".
ﻣن ﺟﮭﺔ أﻻن وﯾﺳﻧﯾر Alain Wisner 1972ﯾﻌرﻓﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ" :ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺎﻹﻧﺳﺎن و اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﺻﻣﯾم اﻷدوات و اﻵﻻت و اﻷﺟﮭزة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ
ﺑﺄﻗﺻﻰ ﺣد ﻣن اﻟرﻓﺎھﯾﺔ و اﻷﻣن و اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ" .
ﯾﻌرﻓﮭﺎ وﯾﻛﺎﻧز wickens , : 1992ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗطﺑﯾﻖ اﻟﻣﻌﺎرف ﻓﻲ ﺗﺻﻣﯾم اﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻰ
ﺗﻌﻣل اﺧذة ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺣدود اداء اﻻﻧﺳﺎن و ﻣﺳﺗﻐﻠﺔ ﻧﻘﺎط ﻗوﺗﮫ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻻﻧظﻣﺔ ".
ﯾﻌرﻓﮭﺎ ھﺎﻧﻛوك Hancock, : 1997ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻋﻠم ﻣن اﻟﻌﻠوم ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻰ ﺟﻌل طرﻓﻲ ﻧظﺎم
اﻻﻧﺳﺎن اﻻﻟﺔ طرﻓﯾن ﻣﺗواﺋﻣﯾن ".
و ﻣﺣﯾط اﻟﻌﻣل و اﻟﺣﯾﺎﺗﮫ ﻣن اﺟل ﺿﻣﺎن اﻟﺻﺣﺔ ،اﻻرﺗﯾﺎح اﻟﻧﻔﺳﻲ و اﻻﻣن و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻓراد ،ﻣن ﺟﮭﺔ و ﻣن ﺟﮭﺔ اﺧرى ﺟودة و ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻧﺷﺎطﺎﺗﮭم "
" اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ )أو اﻟﻌواﻣل اﻟﺑﺷرﯾﺔ( ھﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻣﮭﺗم ﺑﻔﮭم اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت ﺑﯾن
اﻻﻧﺳﺎن و ﺑﺎﻗﻲ ﻣﻛوﻧﺎت ﻟﻧظﺎم ﻣﺎ و ھﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطﺑﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﻔﺎھﯾم اﻟﻧظرﯾﺔ ،
اﻟﻣﻌطﯾﺎت و ﻣﻧﺎھﺞ ﻟﺗﺣﺳﯾن اﻻرﺗﯾﺎح le bien-êtreﻟﻸﻓراد واﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻸﻧظﻣﺔ
".
اﻟﻘﺎﻣوس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ Legal Dictionnaire :ھو ﻋﻠم ھﻧدﺳﻲ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﻔﯾزﯾﺎﺋﯾﺔ
واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻵﻻت واﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺳﺗﺧدﻣون و ﯾﺳﺗﻌﻣﻠون ﺗﻠك اﻵﻻت.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ھﻧﺎك ﺗﻌﺎرﯾف ﻛﺛﯾرة وﻣﺗداﺧﻠﺔ ﻟﻸرﻏوﻧوﻣﯾﺎ ،إﻻ أن اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي
ﻗدﻣﮫ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﺣﻣد ﻋﯾﺳوي " :ﺣﯾث ﻋرف اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ )أو اﻟﻌواﻣل اﻟﺑﺷرﯾﺔ(
ﺑﺄﻧﮭﺎ ذﻟك اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﺷﺗرك ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس و اﻟﻣﮭﻧدﺳون ،و اﻟذي ﯾﮭﺗم ﺑﺗﺻﻣﯾم اﻻﻻت
24
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
و اﻻدوات و اﻟﻣﻌدات اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و ﺗﮭﯾﺋﺔ اﻟظروف اﻟﻔﯾزﯾﻘﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل ﺑﺣﯾث ﺗﺗﻼءم
ﻣﻊ ﻗدرات اﻻﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻻﺣﺳﺎس و اﻻدراك ،و ﺑﺣﯾث ﺗﺗﻔﻖ ﻗدراﺗﮫ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ و اﻟﺣرﻛﯾﺔ ﻣﻊ
ﻗدراﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻠم ،و ﻣﻊ اﺑﻌﺎد ﺟﺳﻣﮫ ،ﺑﺣﯾث ﺗﺣﻘﻖ ﻟﮫ اﻟراﺣﺔ و اﻻﻣن و اﻟرﺿﺎ ﻋن
اﻟﻌﻣل " .و ﺑﻌﺑﺎرة اﺧرى ﻓﺎن اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ذﻟك اﻟﻔن اﻟذي ﯾﺗﻧﺎول اﻹﻧﺳﺎن
،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻣﮭﻧدﺳون اﻵﻻت واﻟﻣواد ،ﻓﺈن اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾون ﯾﺗﻧﺎوﻟون اﻹﻧﺳﺎن .ﻓﺎﻟﮭﻧدﺳﺔ
اﻟﺑﺷرﯾﺔ ھﻲ ذﻟك اﻟﻔرع ﻣن ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾﮭﺗم ﺑﺈﻋداد اﻵﻻت واﻟﻣﺎﻛﯾﻧﺎت
ﺑﺣﯾث ﺗﺗﻔﻖ ﻣﻊ ﻗدرات اﻹﻧﺳﺎن وﺑﺣﯾث ﻻ ﺗؤدي ھذه إﻟﻰ إﺻﺎﺑﺗﮫ ﺑﺣوادث اﻟﻌﻣل،أو
ﺑﺄﻣراض ﻣﮭﻧﯾﺔ ،أو إﺻﺎﺑﺗﮫ ﺑﺎﻟﻌﺟز أو اﻟﺗﺷوﯾﮫ أو ﺗؤدي إﻟﻰ ﺷﻌوره ﺑﺎﻟﺗﻌب و إرھﺎق دون
ﻣﺑرر .
اﻻﺗﺟﺎه اﻻول :اﻻﻗدم ﻣن ﻧوﻋﮫ و اﻟﯾوم اﻛﺛر اﻣرﯾﻛﯾﺎ و اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻟﮭﻧدﺳﺔ
اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ " اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻠﻌﻠوم ﻣن اﺟل ﺗﺣﺳﯾن ظروف اﻟﻌﻣل اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ " ﻓﻌﻠم
اﻟﺗﺷرﯾﺢ و اﻟﻔزﯾوﻟوﺟﯾﺎ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺻﻣﯾم ﻧﺎﻗﻼت اﻟﺣﻣوﻟﺔ و ﺗﺣدﯾد اوﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻛﺛر
ﻣﻼءﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟﮭﺎز اﻟﻌﺿوي ﻟﻺﻧﺳﺎن .
اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻻﺗﺟﺎه ﻣﺗﺟﮭﺔ ﻧﺣو ﺗطوﯾر اﻟﻌﻣل ﻋن طرﯾﻖ ﺗﺻﻣﯾم اﻻﻻت و
اﻣﺎﻛن اﻟﻌﻣل .
اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺛﺎﻧﻲ :و ھو اﻻﺣدث ﻣن ﻧوﻋﮫ و اﻛﺛر اوروﺑﯾﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر
اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ " اﻟدراﺳﺔ اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ ﻟﻐرض ﺗﺣﺳﯾﻧﮫ " ﻣن
ﻏﯾر ان ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ب" ﻋﻠم اﻟﻌﻣل " او ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﻣل " اﻛﺛر
اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ و اﻟذي ﯾطﺎﻟب ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ طرﻗﮭﺎ و ﺑذﻟك ﺗﻛون اﻛﺛر
ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﻣﯾﺔ .
25
ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻣﺣﺎﺿرات اﻻرﻏوﻧوﻣﯾﺎ
ﺣﯾث ﺑﯾﻧﺎ ﻗﺑل ھذا ﺑﺄن ؛اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻻ ﺗﮭﺗم ﺑﺎﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﺗﮭﺗم ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ او اﻟوﺿﻌﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻌﺎﻣل .ﻓﻔﻲ ھذا اﻟﻣﻧظور اﻟﺗﻌب أو اﻻﺧطﺎر اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﺣﻘﯾﻘﺔ
ﺗﻔﺳﯾرھﺎ أو اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣﻧﮭﺎ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻋﻣﻠﮫ أو اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﺑﮭﺎ ﻣﺣﻠﻠﺔ ﺗﺣﻠﯾﻼ دﻗﯾﻘﺎ ﻓﻲ
ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل ذاﺗﮫ .اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺗﺟﮭﺔ ﻧﺣو ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل ،ﻣن ﯾﻌﻣل
؟ وﻛﯾف ﯾﻌﻣل ؟ ھل ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺗﺣﺳﯾﻧﮫ ؟ و ھذا ﻣﺎ ﯾﻔﺳر اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺗﻐﯾﯾر اﻟوﺳﺎﺋل ﺑﻘدر ﻣﺎ
ﺗﻐﯾر طرق اﻟﻌﻣل وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﺷﺎط وﻗدرات اﻟﻌﺎﻣل.
ﻓﮭﺎذﯾن اﻟﺗﯾﺎرﯾن ﻟﯾﺳﺎ ﻣﺗﺿﺎدﯾن ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﻼھﻣﺎ اﺗﺟﺎھﯾن ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﯾن أﺣد ھﻣﺎ ﯾﻛﻣل -
اﻵﺧر.
ورﻏم ان اﻟﻣﺳؤول ﻋن ﺗﺻﻣﯾم ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﯾﺳﺗطﯾﻊ ،ﻏﺎﻟﺑﺎ ،ﺣﺳﺎب و ﺗﻘدﯾر -
اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟﺳم وﻛذا اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻛﯾف اﻻﻧﺳﺎن ،إﻻ اﻧﮫ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ
اﻟﺗﮭرب أو ﺗﺟﻧب اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﮭﺎ اﻻﺑﻌﺎد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن اﻟﺟدد اﻟﺗﻲ ھﻲ اﺳﺎس
ﺗﺻﻣﯾم ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل .
وﻣن ﺑﯾن وظﺎﺋف اﻟﻣﺧﺗص ﻓﻲ اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ھﻲ اﻋطﺎء اﻟﻣﻌطﯾﺎت ﺣول ھذه -
اﻻﺑﻌﺎد ﺣﯾث ان اﻟدراﺳﺔ ،اﻟﻣﺄﺧوذة ﻣن اﻟﺗرﺷﯾﺢ ،ﺗﻛون ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻷﻧﺗروﺑوﻣﺗري أي
ﻗﯾﺎس ﻟﺟﺳم اﻻﻧﺳﺎن ،إﺿﺎﻓﺔ ﻣﻌطﯾﺎت ﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﻟدﯾﻧﺎ ﻋواﻣل ﻣﺗﻌددة ﺗﺳﺎھم
ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺷﺎﻣل واﻟواﻓﻲ ،ﻓﻣﺛﻼ ،ﻗﺎﻣﺔ ﺷﺧص ﻣﺎ ﺗﺗﻐﯾر ﺣﺳب ﻛوﻧﮫ ﻣﺗﻣددا او واﻗﻔﺎ
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠوﻗوف ،ﺗﺗﻌﻠﻖ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﺷدة )اﻟﻘوة( اﻟﻌﺿﻠﯾﺔ وﺑﺈﻧﺣﺎء اﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘري .وﻧظرا
ﻟﻼﺧﺗﻼﻓﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ،ﻛﺎن ﻣن اﻟﺿروري اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘﯾم اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻟﺗﺣدﯾد ﺣدود
ﻣواﺿﻊ )اﻣﺎﻛن( اﻟﻌﻣل ،ﺑﺣﯾث ﺗﻛون ﻣطﺎﺑﻘﺔ ل % 90ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن .ﻣﻊ وﺟوب
اﻻﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺧﻼل اﻟﻘﯾﺎس ،طﺑﯾﻌﺔ و ﻧوع اﻟﻌﻣل )ﺛﺎﺑت او ﻣﺗﺣرك( اﻟﺗﻰ ﺣﺗﻣﺎ
ﺗؤدي اﻟﻰ اﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻣﺎﻛن اﻟﻌﻣل .
26