إن الالمساواة في التحصيل الدراسي بين المتعلّمين هي ظاهرة تربوية كونية تفرزها ّ سسة منذ ّأول ظهور لها أي منذ أربعة آالف سنة .فالقراءة التعاقبية أو اإلنمائية المؤ ّ للمدرسة تضعنا أمام قضية كونية الظاهرة وجوهر المدرسة . فالمدرسة نشأت على أساس انتقائي غائي .واتخذ التعليم في القرون الوسطى شكلين هما في األول بالقاعدة األكبر وهي العامة .ويت ّم الواقع تمظهران للتقسيم اإلجتماعي .التصق الشكل ّ هذا الصنف التعليمي داخل األسر نفسها أو خارجها داخل الورشات أي في فضاء اجتماعي ولكنّه ضيّق ومنعزل أو هو خاف عنه باعتباره تواصل للذاتي ضمن نفس الجماعة اإلجتماعية .أ ّما الشكل الثاني والذي ش ّكل اللبنة األولى لنشوء المدرسة .فهو إعادة إنتاج وتثبيت الالمساواة االجتماعية ،على اعتبار تو ّجهها إلى النخبة قصد إعداد قيادة دينية وسياسية .فالمدرسة نشأت في سياق اتجاه النظام االجتماعي إلى خلق آليات إعادة إنتاج التفوق والتمايز االجتماعيين . وتكريس السائد عبر إرساء قنوات ثقافية تشرعن ّ وتفرعاته وتعقّد واتساع مجاالت المعرفة ومع انتشارّ لكن مع التقدّم العلمي والتكنولوجي الوعي الديمقراطي في المجتمعات الغربية ،بدأت تفقد المدرسة طابعها الديني والنخبوي وتتناقض مع أصلها ألمنشئي أي خلق وتدعيم الالمساواة االجتماعية . ّ إن الفصل االجتماعي الدافع وشرعنة الالمساواة التي يفرزها النظام اإلجتماعي القائم بدأ يترك مكانه للمزج والتمازج بين متعدّد الطبقات اإلجتماعية ضمن فضاء اجتماعي مشترك اال وهي المؤسسة التعليمية .اذ أصبحت المدرسة فضاء للتناضر والصراع االجتماعي .لكن هل فقدت المدرسة عبر استجابتها وتكيّفها مع التغيّرات السوسيو ـ إقتصادية ،وظيفتها األصلية ؟ . أن المدرسة أداة المهيمن اجتماعيا لتبرير وشرعنة السيطرة يعتبر ك ّل من بورديو وباسرون ّ والتفوق وإعادة إنتاج المنظومة االجتماعية .ولقد اتجهت مقاربتهم المادية ـ الجدلية للعالقة ّ بين الثقافي والمادي إلى تعميم ميكانيزمات العالقة الجدلية بين البنى التحتية المادية والبنى الفوقية دون اإلنتصار الكلّي للمنهج الماركسي التحديدي والتحتيمي .فبورديو ال يتمثّل مجرد انعكاس مرآتي للمنظومة ّ شي يجعلها التمظهرات الفوقية للبنى المادية ضمن تم ّ اإلجتماعية ،بل ينظر لها كنتاج حاصل عالقات اإلنتاج المادية المهيمنة أو بموجب التقسيم االجتماعي التقني للعمل بعبارة ألتوسير ( ،)1كأداة المهيمن إلدامة وشرعنة الهيمنة .فهي الجهاز األيديولوجي للمهيمن الستنساخ النظام االجتماعي وللدفاع عن سيطرته ضمن الصراع الذي تنقله الطبقات غير المحظوظة الى داخل المدرسة .ويبيّن بودلو وإستابليه ّ أن المدرسة هي في خدمة هذا التقسيم االجتماعي للعمل حسب التقسيم المرحلي لدرجات التعليم الذي هو تطابق له أو أداة إلعادة إنتاجه أكثر منه تمظهر فوقي . إتّجه دوركايم من قبلهم إلى تعقّل المدرسة كأداة المجتمع المشتركة لتكييف األفراد إلى ي أي جمعنة السلوك الفردي عبر التنشئة االجتماعية من خالل قناته مقتضيات العيش المع ّ التنوع في أشكال التربية إلى التقسيم التقني واالجتماعي ّ المؤسسة التربوية ( )2وهو يعزو للعمل .أالّ أنّه يعتبر التن ّوع والتجانس آليتين لتحقيق التكامل الوظيفي والوحدة في النسق االجتماعي . تقوم التربية التي تصنع اإلنسان الجماعي والمجتمعي ،لديه ،على اإلكراه لكونها تفردن الجماعي وتجمعن الفردي لخلق اإلرتباط الالشعوري للفرد بالجماعة المرجع ،بإعتبارها قوة دمج إجتماعي لألفراد .وهو ما ينفي الطابع األيديولوجي الطبقي المسند اليها من قبل ّ لتتحول لدى دوركايم ّ التو ّجهات الماركسية في قراءة وظيفة المدرسة وآلياتها اإلجتماعية ، الى أداة جماعية إصطنعها المجتمع لتك ّمل دور العائلة في التطبيع المجتمعي لألفراد .وهي ناقلة بإمتياز لديه ألخالق المجتمع بمعزل عن إثارة مضمونها السياسي أي غائية الفعل التربوي غير التعليمية كما لدى ألتوسير أو بورديو وباسرون . تتغاير التفسيرات المعطاة للظواهر التربوية بالنظر الى تباين التموقعات النظرية لتمثّل أن باين التمثّالت لوظيفية المدرسةهو تمظهر إلختالف التموقعات المدرسة ووظيفتها .على ّ البراديغمية التي تمايز التيّارات السوسيولوجية ومنه تباعا تبرز إختالف وحدات البحث ومناهج المقاربة لذات الموضوع تتّجه التيّارات الدوركايمية مثلما الماركسية المنشأ الى تعقّل كليّة المجتمع واآلليات اإلجتماعية المرتبطة بالتراتب اإلقتصادي ـ اإلجتماعي ،في تفسيرها للعالقة التربوية بين متعدّد أطراف الوضعية التربوية داخل المدرسة .فهي تخضع ك ّل الظواهر التربوية المتّصلة بالنجاح أو الفشل الدراسي والالمساواة في التحصيل الدراسي ،التي هي موضوع بحثنا هذا، أن إمتياز هذه التيّارات رغم النزعة المغالية في ّ المخطط التفسيري النظري .إالّ ّ الى ذات إثبات مجتمعية الظواهر الفردية ،ينكشف في القطع مع الفردوية في التناول العلمي لظواهر النجاح والفشل المدرسي . تحيل المقاربات الفردوية النفسية التباينات في التحصيل الدراسي الى فروق فردية نفسية ، سع المقاربة النفسيةكفروق الذكاء الخاضعة لتأثيرات الوراثة مثال .وعلى خالفها تتو ّ اإلجتماعية نحو البحث في تفاوت الحظوظ إجتماعيا كأرضية تفسيرية للفروق في القدرة تروج له المضامين التعليمية . على التكيّف والتطابق مع األنموذج الثقافي الذي ّ التحليل النفسي للوضعية التربوية :التفاعل النفسي وآثاره الدراسية: المحركة لفعل ّ يدعو التحليل النفسي الى إستدعاء الالشعور بغية إكتشاف آثار اآلليات الخفية المدرس والمتعلّم في ّ التعلّم والتعليم .فهو يبحث في العمليات النفسية التي تكيّف العالقة بين اإلتّجاهين وبين المتعلّمين فيما بينهم لغاية فهم وتعقّل سلوك أطراف العالقة التربوية والوقوف على المؤثّرات الحاسمة في فعل التعلّم وحاصله المتمظهر في النتائج الدراسية : النجاح والفشل المدرسي . يش ّكل الفصل ضمن المقاربة النفسية حقل تفاعل القوى الالشعورية التي تتالقى أو تتقاطع أو تتعارض أو تتدعّم أو تتفتّت حيث يتّجه المتعلّمون الى إسقاط العالقات األولى الفعلية أو اإلستيهامية Fantasmiquesللطفل مع محيطه العائلي أي والديه ،على المدرس .فميالني أن عالقة التلميذ بالمعلّم والمدرسة تتحدّد سلفا بعالقاته مع كلين KLEINيذهب حدّ إعتبار ّ أبيه وأ ّمه .فالنجاح المدرسي من هذا المنظور التحليلي ليس هو تحصيل جهد ذكائي أو توظيف ثقافي إلنجاز هدف مستقبلي مو ّجه إجتماعيّا من قبل الجماعة المرجع أي العائلة عبر آلية التنشئة اإلجتماعية ،بقدر ما هو وسيلة يخضعها ويو ّجهها الالشعور نحو تحرير طاقة تمرد أو ردّ فعل نفسي كامنة مصدرها ووجهتها الماضي الطفولي والصلة النفسية تح ٍد أو ّ بالوالدين .يترتّب عن هذه الصلة ك ّل كيفيات التفاعل والتواصل مع أطراف العالقة التربوية التي يجد نفسه الطفل ضمنها . يخضع التحليل النفسي ،أكثر من ذلك ،سلوك المعلّم ذاته الى نفس آليات التفسير النفسية ـ فإن تواصل المعلّم مثلما المتعلّم مع الوضعية التربوية ومع شركائه الفردوية كما لدى موكو ّ . يتوسطه الماضي الطفولي لكليهما والذي يحدّد الشحنة العاطفية لهذا ّ في العالقة التربوية التواصل ويش ّكل المرجعية التفسيرية لك ّل أشكال اإلخفاق أو النجاح الدراسي للمتعلّم والمهني التصورات والتمثّالت بين أطراف العالقة التربوية .يبدو ّ للمدرس ،مثلما لتبادل ّ أو الوظيفي المعلّم للتلميذ لدى القاش LAGACHEوكأنّه األنا المثالي والمدرسة على أنّها الفضاء الذي يطبّق فيه القانون مثلما ينتهك . يردّ التحليل النفسي لدى أتباع KLEINأشكال التواصل والتفاعل البنائية أو التدميرية أو التنافرية ،المتقاطعة أو المتناقضة بين طرفي الفعل التعليمي داخل الفصل الى اإلستيهامات الالشعورية الطفولية للمتعلّمين التي تعود الى عالقته السلبية واإليجابية باأل ّم .وتتناقض هذه المدرس والمتعلّم ّ العالقة لديه مع العالقة التي تنشأ بين الطفل والمعلّم .بمعنى ّ أن العالقة بين تحركها كوامن نفسية تعود الى الماضي الطفولي للتلميذ . هي عالقة صراعية الشعورية ّ وهو ما ينفي المسؤولية األخالقية لظواهر التحدي والتعدّي على سلطة المعلّم ،عن التلميذ مثلما يردّ أسباب اإلخفاق المدرسي الى عوامل خارجة عن العالقة التربوية أو النظام التربوي في حدّ ذاته ،لكنّها تخضعها الى تأثيراتها التي هي ذات طابع الشعوري . والمقصود باإلستيهام FANTASMEال تحقيق رغبة أو تصحيح حال غير مرض كما لدى األولي للعمليات الالشعورية والممثّل النفسي لإلندفاع أو هو لدى سوزان فرويد بل المضمون ّ إيزاكس ،المضمون الخاص للحاجات أو المشاعر مثل المخاوف والقلق وأحاسيس النجاح أو الفشل أو الحبّ أو الكره …. المقاربة النفسية ـ اإلجتماعية للعالقة التربوية : يبحث التحليل النفسي ـ اإلجتماعي للظواهر التربوية التي منها الالمساواة في التحصيل الدراسي ،في التفاعل بين متعدّد شركاء الوضعية التربوية ,وتمثّل مقوالت الدور والمكانة أو الموقع المفاهيم المحورية التي يستند لها التحليل .وتستدعي مقاربة األمكنة واألدوار كالتصور والتوقّعات واإلنتظارات المتبادلة بين األطراف المتش ّكلة منها ّ مفاهيم فرعية الوضعية التربوية. ينفصل التفكير البسيكوـ إجتماعي حول الوضعية التربوية عن التحليل النفسي حينما يؤ ّكد تصورات مختلف ّ لتكون وتغاير أو تقاطع أو تناقض ّ والمحركة ّ مجتمعية األصول الدافعة شركاء الوضعية .فهو يبحث في الوضع اإلجتماعي للمؤسسة التربوية كمنطلق لتعقّل خاصيات الوضعية التربوية والروابط بينها وبين سلوك الشركاء بالنظر الى أمكنتهم وأدوارهم . تتمظهر المدرسة ضمن هذا النمط من التفكير حول الفعل التربوي ،كحقل تفاعل ديناميكي بين ال أشخاص بل ممثلين لشخصيات األدوار المتقيّدة بالمواقع واألمكنة المتراتبة تفاضليا لتصورات مختلفة لدى مختلف أطراف الوضعية التربوية .ويمارس نتاج التفاعل ّ والحاملة وبنيته تأثيرا تحديديّا في الحاصل التربوي للمدرسة .من هنا تعتبر المقاربة النفسية ـ اإلجتماعية دراسة التفاعل اإلجتماعي المرجعي ،ضمن المدرسة ،وحدة البحث األساسية سرة لعديد الظواهر التربوية التي تفرزها لفهم وتبيّن األسباب الرئيسية المحدّدة والمف ّ المؤسسة ،كالصراع والتحدّي واإلنحراف في العالقة المقنّنة بين مختلف شركاء الوضعية التربوية أو أيضا ظواهر الفشل والنجاح المدرسي والالمساواة في التحصيل الدراسي بين المتعلّمين . أن تستدعي المجتمع ( الخارج) لفهم المدرسة ( الداخل ) بك ّل الظواهر التي تفرزها في التصورات المتبادلة واألصل اإلجتماعي للتغاير ، ّ وضعية إجتماعية معيّنة ،فذلك لفهم تباين التي تمثّل المواقع واألدوار المتباينة بين متعدّد عناصر الفعل النفسي ـ اإلجتماعي الذي هو المؤسسة التربوية ،كأن نقول مثال ّ أن تراجع النتائج المدرسية يعود الى اإلختالل الوظيفي يمس المدرسة كنسق أدوار وأمكنة .يفرز هذا الخلل الوظيفي ظواهر مرضية كتراجع ّ الذي لتفوق أو الحاصل العام للتحصيل الدراسي للمدرسة أو تعاظم درجات الفشل الدراسي نسب ا ّ .فالعوامل ،من وجهة النظر هذه ،ال يستبطنها النظام اإلجتماعي وآلياته العضوية إلستنساخ أن إثارة المرجعية اإلجتماعية يتّخذ بعدا توظيفيا يجتهد في فهم أسباب اإلختاللنفسه ،بل ّ الوظيفي للنسق التفاعلي النفسي الذي هو المدرسة . المدرس ،كأحد أه ّم شركاء الوضعية ،المبني من قبله عن الطرف اآلخر فيّ تصور ّ يتأثّر الفعل التعليمي ( التلميذ ) لدى ميشال جيللي )GILLY (3بالشروط العا ّمة كالقيم اإلجتماعية المرجعية وأهداف المؤسسة التعليمية المعلنة مثلما التاريخ الشخصي أي الخصائص الذاتية المدرس .ويمثّل التفاعل البيداغوجي مع المتعلّمين العامل الثالث المؤثّر ّ وحاجات وإتّجاهات في بنية الفصل النفسية التي هي حاصل متعدّد أنماط التقاطعات في األهداف والغايات والتصورات والمواقف المتبادلة بالنظر للمواقع التي يحتلّها مختلف أطراف الوضعية ّ واألدوار التي يلعبونها .يموقع هذا التحليل المعلّم في محور الفعل التعليمي وبالتالي يسند له الدور األكبر في تحديد وجهة التفاعل وبنيته ومنه تباعا المسؤولية في الظواهر الناتجة عنه . تصورات الشركاء المتبادل ضمن الوضعية التربوية ،تأثيرية العوامل الفردية ( ّ تعكس التصور الذي ينعكس في ّ النفسية ) والجماعية ( اإلجتماعية ) وتفاعلهما .ويحيل موضوع وتصور الذات الذي هو ّ المدرس ،الى موضوعات الدافعية للتعلّم ّ األداء التعليمي للتلميذ مثلما تصورات الذات وحدة البحث في المقاربة البسيكو ـ إجتماعية ّ مصدر الدافعية .وتش ّكل مخططات للسلوك ،ّ سد لكونها مرجعا في فهم تداخل العوامل المعرفية والنزوعية ولكونها تج ّ تصور الذات العالئقية بينّ كما لدى روشلين ( . )4ومن أبرز الدراسات المعالجة لموضوع المعلّم والمتعلّم نذكر ك ّل من robert rosenthalو. lenorè jacobson ينقطع الفصل كحقل نفسي عن إطاره المجتمعي والمؤسسي المرجعي ،بعد أن يستوعب تأثيراته ،لتش ّكل بنية التفاعل ضمنه أرضية تفسيرية لإلخفاق أو النجاح أو ما يسميه علم المدرس يتأثّر ببنية تفاعله وتواصله مع التالميذ ّ النفس اإلجتماعي التربوي باآلداء .فأداء تصورات الطرف اآلخر في العالقة التربوية ّ الذين يستوعبون أو يتقبّلون تأثيرات تصورات الذات ّ ولتصوره لذاته مثلما في نظرية . freinetتتداخل أو تتقاطع أو تتعارضّ وتصور اآلخر بين متعدّد عناصر الوضعية وتتحدّد بنية التفاعل بالنظر لهذه الوضعيات . ّ تؤ ّكد المقاربة البسيكوـ إجتماعية على التسلسل التعاقبي للتأثيرات إنطالقا من الوضعيات اإلجتماعية لألطراف الشريكة في العالقة التربوية وانتهاء إلى األداء أو التحصيل الدراسي . تتّجه مثل هذه المقاربات على غرار جيللي إلى ردّ الخيبة الدراسية أو التباين في التحصيل الدراسي ال إلى فروقات الذكاء الشخصية كما في التحليل النفسي ،بل إلى تمثّالت شركاء أن إخفاق ذوي الوضعيات اإلقتصادية ـ العالقة التربوية .فجيللي على سبيل المثال يعتبر ّ المدرس وإنتظاراته من المتعلّمين المحتلّين لهذه ّ تصور ّ اإلجتماعية الدنيا هو تحصيل الوضعية .فالتباين في التحصيل الدراسي هنا هو إفرازة الالمساواة التي ليس مصدرها كما تصورات المعلّم ّ لدى برديو وباسرون تفاوت الحظوظ التي ينتجها التقسيم اإلجتماعي ،بل التي تفاضل بين المتعلّمين حسب إنتظاراته المع ّممة من ك ّل وضعية إقتصادية ـ إجتماعية . وهو ما اشتغل عليه ميدانيا ك ّل من جيللي ( 1711م) وفيري ( 1791م) ولينارد حول الفعل اإلرتجاعي ، )feed-back (5ضمن تواصل المعلّم مع تالمذة الفصل أو أسلوب تدريسه للمادّة .
سسي للحالة التربوية:
التحليل المؤ ّ المدرس والتلميذ كوحدة للبحث ،إالّ أنّه ّ سسي بالصلة التربوية بين يحتفظ التحليل المؤ ّ يفرغها من مضمونها الالشعوري لدى التحليل النفسي وشحنتها التفاعلية الذهنية والنفسية المدرس بالمتعلّم ّ أن مسألة عالقاتلدى المقاربة البسيكوـ إجتماعية .فغيغو guigouيعتبر ّ هي قضية حاجبة وبالتالي على التحليل أن ال يجعلها محور التفكير في الحالة التربوية . أن التحليل البسيكوـ إجتماعي وقع في خطإ أيكولوجي يقلّل نتاجا من إستنتاجاته فمعنى ذلك ّ سسية للمعلّم داخل حول الوضعية التربوية .فوحدة البحث األساسية لديه هي التضمينات المؤ ّ الحالة التربوية .فالعالقة التربوية ال تت ّم كما تبدو في ظاهرها التضليلي بين األشخاص إنّما هي وليدة النماذج اإلجتماعية التي تقوم بإستنساخها وإعادة تكوينها في تمظهرات يومية .من سسي هي وسيلة تحقيق غاية تتجاوزها أي ليست من طبيعتها فإن المدرسة في التعقّل المؤ ّ هنا ّ سسة كالمتفقّدين التربوية .تخضع هذه الغاية الى مراقبة صارمة من أشخاص يمثّلون المؤ ّ المدرسين الى التع ّهد بالمه ّمة المقنّنة ، ّ والمديرين .ويلعب هؤالء دور الضبط ( )9ودفع بمعنى التقيّد بالنماذج والمناهج والبرامج ونظام اإلمتحانات وطرق التقييم الجزائي أو سسة كالنظام الداخلي وقواعد االنضباط لمقومات العمل التربوي داخل المؤ ّ ّ اإلنضباط والسلوك والهندام .وهو ما يخلق حالة صراعية تفرز مشاعر معادية لإلدارة وحتّى لزمالء المهنة أو بين المعلّم والتالمذة أي تفرز حالة تؤثّر في حاصل الوضعية التربوية الذي تطلق سسة سسية عبارة الحالة التربوية .فموضوع الصراع هنا هو ضوابط المؤ ّ عليه المقاربة المؤ ّ يحول الصراع سسة ّ . والمسافة الفاصلة التي يتموقع بالنظر لها ك ّل طرف من أطراف المؤ ّ الى تجاذب بين قوى المحافظة وقوى التجديد .وقد يكون الهدف هو ذاته أي تأمين ديمومة سسة بعبارة روشي . المؤ ّ سسية وإفرازاتها العالئقية بين متعدّد أطراف تتحدّد الحالة التربوية بهذه التضمينات المؤ ّ العالقة التربوية .وينعكس تحصيل الحالة على األداء أو مستوى الفعل التعليمي وبالتالي أن عوامل اإلخفاق الدراسي سسيا ّ ،يمكن القول إستنادا لمنطق التناول البحثي للمدرسة مؤ ّ وأسباب تباين مستويات التحصيل الدراسي ال تردّ مثلما الشأن في التحليل النفسي لشخصية المتعلّم وماضيه الطفولي في عالقته بأوليائه وال الى حاصل التفاعل ضمن العالقة التربوية التصورات والتمثّالت المتبادلة بين شركاء العالقة ،بل بتأثيرات المحدّدات ّ سطه الذي تتو ّ سسية على آداء المعلّم وعالقته اإلنسجامية أو الصراعية مع اإلدارة والزمالء والتالميذ.المؤ ّ