585

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 73

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة الدكتور موالي الطاهر بسعيدة‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫التعسف في استعمال الحق‬

‫تحت إشراف األستاذة ‪:‬‬ ‫من اعداد الطالبتان ‪:‬‬


‫مناد مليكة‬ ‫عبيد فاطمة‬
‫حمالت أمينة‬

‫دفعة التخرج لسنة ‪0200-0202‬‬


‫المقدمة‪:‬‬

‫ٌعتبر الحق بـؤنه استنثـار الشخص بقٌمة معٌنة ‪ ،‬طبق للقـانون كمـا أنه استنثـار ٌتبعه‬

‫تسلط الشخص ‪ ،‬مــا عدا علـى شخص آخر أو شٌبـا معٌنـا سواء كـان مادٌا أو معنوٌـا ‪ ،‬و‬

‫ٌحمٌه القـانون و لقد واجهت فكرة الحق انتقـادا أحـادا من حٌث التعسؾ فً استعمـاله ‪ ،‬و لو‬

‫دققنـا البحث فـً هذه المشكلة ‪ ،‬نجد جذورهـا فـً الحـق أي فـً المصلحة ‪ ،‬التً أقرهـا‬

‫المشرع ‪ ،‬و حماها عندمـا نص على ذلك الحق فً القـانون‪.‬‬

‫و ال شك أن ؼاٌة التشرٌع دابما ‪ ،‬هً تحقٌق مصلحة اجتماعٌة فردٌة أو عامة‪.‬‬

‫و من شؤن كل قاعدة قانونٌة ‪ ،‬تحدث حقوق و التزامات قد تكون مشتركة أو خــاصة ‪ ،‬و‬

‫أن ممارسة هذه الحقوق قد ٌساعد فً أسلوبها إلى اآلخرٌن ال ٌقصدها الشرع و ال ٌبررها ‪،‬‬

‫ألنه ٌراعً للجمٌع على قدم المساواة ‪ ،‬و إن مصالح حٌاتهم جمٌعا فً ضمنه و أمانه‪.‬‬

‫بحٌث ٌتمتع صاحب الحق بمكنة استعمال حقه و اإلفادة منه ‪ ،‬و ٌتم استعمال الحق من‬

‫خبلل االستفادة من مضمونه ‪ٌ ،‬تمثل مضمون الحق فً المكانات و السلطات التً ٌخولها الحق‬

‫لصاحبه ‪ٌ ،‬تفاوت ذلك المضمون من حق إلى آخر ‪ .‬مضمون حق ملكٌة مثبل هو مجموع‬

‫السلطات التً ٌخولها هذا الحق للملك ‪ ،‬من استعمال الشًء و استؽبلله و التصرؾ فٌه‪.‬‬
‫و تلك هً السلطات التً تشكل مضمون الحق‪ ،‬هً التً ٌستعملها صاحب الحق فً‬

‫سبٌل التمتع بحقه و اإلفادة منه‪.‬‬

‫و فً معظم الحقوق تكون حدود الحق و شروطه ‪ ،‬قد أوضحتها النصوص المتعلقة بذلك‬

‫الحق مثبل ‪ :‬لو أخذنا حق األب فً تؤدٌب ابنه ‪ ،‬نجد واضحا شرط توافر صفة قرابة بٌن‬

‫األصل و الفرع ‪ ،‬لكً ٌباشر األول حقه فً تؤدٌب الثانً‪ ،‬فإذا نختلؾ هذا الشرط ال ٌكون‬

‫هناك حق للعـ م أو لؤلخ األكبر مثبل أن ٌإدب ذلك اإلبن الصؽٌر بدعوى أنه ٌهمه أمره ‪ ،‬و أنه‬

‫قرٌب له ‪ ،‬ذلك وفق المادة ‪ 23‬قانون مدنً الجزابري تتكون أسرة الشخـص من ذوي قرباه و‬

‫ٌعتبر من ذوي القربى كل من ٌجمعهم أصل واحد‪".‬‬

‫و كذلك طبق المـادة ‪ 22‬قانون مدنً الجزابر القرابة المبـاشر ‪ ،‬هً الصلة ما بٌن‬

‫األصول و الفروع ‪ ،‬و قرابة الحواشً ‪ ،‬هً الرابطة ما بٌن أشخاص ‪ٌ ،‬جمعهم أصل واحد‬

‫دون أن ٌكون أحدهم فرعا لؤلخر‪.‬‬

‫أمــا عن حدود ذلك الحق ‪ ،‬فهً تتلخص فً التؤدٌب الذي ٌكون عن طرٌق التوجٌه و‬

‫العناٌة باالبن الصؽٌر و تؤدٌبه ‪ ،‬أو ضربة إذا استدعى األمر ضربا خفٌفا ‪ ،‬ال ٌترك أثرا‬

‫لئلصــابة بجروح أو مرض ‪ ،‬و ٌعـاقب على جرابم الضرب بحسب النتـابج التـً تحقق ‪ ،‬و‬

‫ٌعتبر من قبٌل الجناٌات إذا سبب إلبنه عاهة مستدٌمة‪.‬‬


‫فالقانون ٌحمً صــاحب الحق فً استعمالـه لحقه ‪ ،‬ألن الحق ٌستند إلى القـانون و ٌستمد‬

‫وجوده الوصفـً منه ‪ ،‬و القــانون عند تنظٌمه للحقــوق و تحدٌده لمضمونها و السلطـات التً‬

‫تخولهـا ألصحابهـا ‪ٌ ،‬عمل على التوفٌق بٌن كـافة المصـالح العـامة و الخاصة فالشخص ٌهدؾ‬

‫ؼالبا وراء استعمـاله لحقه إلى تحقٌق مصلحة خـاصة ‪ ،‬إال أنه ال ٌنبؽً أن ٌقوم بما ٌتعـارض‬

‫مع مصلحة الؽٌر ‪ ،‬و ٌحمً القانون صاحب الحق طالمـا كـان ٌسعى إلـى تحقٌق مصلحة‬

‫مشروعة ‪ ،‬من وراء هذا االستعمال فإذا تجاوز هذا النطاق و استعمل حقه استعماال ؼٌر‬

‫مشروع ‪ ،‬سقطت عنه الحمـاٌة القـانونٌة ‪ ،‬ألن منـاط تلك الحمـاٌة هو مشروعٌة المصلحة ‪،‬‬

‫التً ٌهدؾ الشخص إلى تحقٌقها من وراء استعماله حقه ‪ ،‬و ٌعتبر من قبٌل الخطؤ االستعمـال‬

‫ؼٌر المشروع للحق ‪ ،‬ألنه االنحراؾ عن الؽاٌة التً تقرر من أجلهـا و ٌعد صـاحب الحق ‪،‬‬

‫فً هذه الحالة متعسفـا فً استعمال حقه‪.‬‬

‫فقضٌة التعسؾ فً استعمــال الحق‪ ،‬قد أصبحت فً العصر الحـاضر الذي نعٌشه و‬

‫ؼمره النظم المدنٌة المختلفة ‪ ،‬قضٌة ذات إلـى و موضوعــا كبٌرا ألهمٌة بارز الشؤن و تزداد‬

‫أهمٌته فً ظل النظم القابمة على هذه النظم و أوضاعه القانونٌة ‪.‬‬

‫و لكن قد حدث أن ٌستعمل الشخص حقه ‪ ،‬فً الحدود التً رسمها له القـانون ‪ ،‬و مع‬

‫ذلك ٌترتب على هذا االستعمـال ضرر للؽٌر ‪ ،‬فالمـالك الذي ٌبنً جدار فً ملكه و لكنه ٌرتفع‬
‫بالجدار ارتفاعـا شاهقـا لمجرد اإلضرار بجـاره و منع الضوء و الهواء عنه ‪ ،‬فهنا ٌتعسؾ فً‬

‫استعمـال حقه ‪ ،‬ملكٌته دون أن ٌجاوز حدود هذا الحق بحالة من األحوال‪.‬‬

‫فإن استعمــال الحق ٌكسب أهمٌة كبٌرة ‪ٌ ،‬رتكز على حقـابق تارٌخٌة و اجتماعٌة و‬

‫اقتصادٌة ‪ ،‬تإدي إلــى تسلٌم بوجوده و من تم صعوبة إنكـاره فهنـاك صلة بٌن الحق و القانون‬

‫‪ ،‬إذ أن هذا األخٌر ٌكفـل احترام الحق ‪ ،‬و الحق ال ٌقوم إال إذا كان له سند من القانون ‪،‬‬

‫لضمان احترامه على أنه لٌس معنى ذلك ‪ ،‬أن القانون هو من ٌنشىء الحق مما جعل المشرع‬

‫الجزابري ٌتطرق إلٌه‪.‬‬

‫فموضـوع التعسؾ فـً استعمال الحقوق ٌكسب أهمٌة بـالؽة فـً الجـانب الفقهً و‬

‫القانونً ‪ ،‬بحٌث اهتمت الدراسات الفقهٌة بموضوع التعسؾ‪.‬‬

‫و تتمثل أهمٌة هذا الموضـوع ‪ ،‬فً تعرؾ على ماهٌة التعسؾ ‪ ،‬و أٌن تبرز مظاهره و‬

‫ما هً الدالبل التً تدل على أن هذا الفعل متعسفا فٌه؟‪.‬‬

‫و كــان السبب اختٌارنـا لهذا الموضـوع هو معرفة ؼـاٌته ٌوم أن أقره القـانون و حماه ‪،‬‬

‫ولقد اعتمدنا فً بحثنا هذا على المنهج الوصفً التحلٌلً من أجل تبٌان ما هو التعسؾ و ما‬

‫هً مظاهره و خصابصه و ممٌزاته‪.‬‬


‫و السإال الجدٌر بالطرح ‪:‬‬

‫ما هً اآللٌات التً ٌمكن من خبللها معرفة على أن هذا الفعل متعسفا فٌه ؟‬

‫بناءا على كل هذا تم تقسٌم بحثنا هذا إلى فصلٌن‬

‫فالفصل األول جاء تحت عنوان ماهٌة نظرٌة التعسؾ فً استعمال الحق‪.‬‬

‫أما الفصل الثانً تضمن أحكام التعسؾ‪.‬‬


‫الفصل األول ‪ :‬ماىية نظرية التعسف في استعمال الحق‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم التعسف‬

‫ٌمنح القـانون لكل شخص حقوق معٌنة ٌتمتع بهـا ‪ ،‬و من استعمل حقه استعمـاال‬

‫مشروعـا ال ٌكون مسإوال عمـا ٌنشؤ عن ذلك الضرر ‪ ،‬و هً قـاعدة عـامة باعتبار أن منـاط‬

‫المسإولٌة عن تعوٌض الضرر ‪ ،‬هو وقوع الخطـؤ ‪ ،‬و إنه ال خطؤ فً إستعمـال صـاحب الحق‬

‫لحقه فً جلب المنفعة المشروعة ‪ ،‬التً ٌتٌحهـا له هذا الحق ‪ .‬و كـان خروج هذا اإلستعمـال‬

‫عن دابرة المشروعٌة ‪ ،‬إنما هو إستثنـاء عن ذلك األصل أي القاعدة العامة‪.1‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعرٌف التعسف‬

‫لما كـان سوء استعمــال الحق مرادفا للتعسؾ فً استعمــال الحق عرؾ اإلسـاءة‪، 2‬‬

‫فجاء فً لسان العرب ‪ ،‬أعبء اٌشجً إعبءة خالف أحغٓ ‪ ٚ ،‬أعبء اٌش‪ٟ‬ء أفغذٖ ‪٠ ٌُ ٚ‬حغٓ‬

‫ػٍّٗ ‪.‬‬

‫‪ -1‬ابراىيم سيد أحمد ‪ ،‬التعسف في استعمال الحق فقيا و قضاءى ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار الفكر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 2222 ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -‬إبراىيم سيد أحمد ‪ ،‬تعسف في استعمال الحق ‪ ،‬فقو و قضاء ‪ ،‬طبعة األولى ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬سنة ‪0222‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪،‬ص ‪.93‬‬
‫و مما تقدم ٌتبٌن أن اإلساءة لفظ شامل ‪ٌ ،‬طلق على الفعل القبٌح ‪ ،‬و ٌطلق على الخطٌبة‬

‫و ٌطلق على الفعل المكروه بالؽٌر ‪ ،‬و ٌطلق على معصٌة و المنكر ‪ ،‬أو هو إسم جامع لآلفات‬

‫و الداء‪.‬‬

‫أما التعسؾ فٌقـال ‪ :‬عسؾ ‪ :‬العسؾ ‪:‬السٌر ؼٌر هداٌة ‪ ،‬و األخذ علـى ؼٌر الطرٌق ‪ ،‬و‬

‫كذلك التعسؾ و اإلعتساؾ و العسؾ ‪ :‬ركوب المفازة و قطعها بؽٌر قصد و ال هداٌة و ال‬

‫توخً صوب و ال طرٌق مسلوك‪.‬‬

‫ٌقال ‪ :‬إعتسف الطرٌق إعتسافا إذا قطعه دون صوب توخاه فأصابه‪.‬‬

‫أما الدكتور فتحً الدرٌنً عرؾ التعسؾ الوجهة الفقهٌة بؤنه ‪ِٕ ":‬بلؼت لظذ اٌشبسع‬

‫ف‪ ٟ‬حظشف ِأد‪ ْٚ‬ف‪ ٗ١‬ششػب بحغب األطً"‪ِ ٚ .‬ؼٕ‪٘ ٝ‬زا أْ ‪ّ٠‬بسط اٌشخض فؼال ِشش‪ٚ‬ػــب‬

‫ف‪ ٟ‬األطً بّمخؼ‪ ٝ‬حك ششػ‪ ، ٟ‬أ‪ ٚ‬بئبــبحت ِأد‪ ْٚ‬ف‪ٙ١‬ب ششػب ‪،‬ػٍ‪ٚ ٝ‬جٗ ‪٠‬ؤد‪ ٞ‬إٌ‪ ٝ‬إٌحبق‬

‫اٌؼشس ببٌغ‪١‬ش أ‪ِ ٚ‬خبٌفت اٌحىّت اٌّشش‪ٚ‬ػت أطال"‪.‬‬

‫حٌث أن هذا التعرٌؾ ٌرشد إلى المعنٌٌن ٌتؤلؾ منها التعسؾ‪:‬‬


‫‪ ‬األول ‪:‬‬

‫منـاقضة قصد الشارع أي مضادة قصده و هً إما أن تكون ‪:‬‬

‫‪ ‬مقصودة ‪:‬‬

‫و هً أقدم صور التعسؾ ‪ ،‬و معناه أن ٌقصد المكلؾ فً العمل المؤدون فٌه هدم قصد‬

‫الشارع عٌنا‪ 3‬و ذلك باستعمال الحق لقصد اإلضرار أو تحاٌل الفعل المباح ‪ ،‬إلسقاط واجب‬

‫شرعـً أو ارتكـاب محرم ‪ ،‬و فً ذلك تدرع بمـا ظـاهره الجواز إلى تحلٌل مـا حرمه هللا‬

‫تعالى ‪ ،‬كما فً بٌع أعٌنه لوقوع فً الربـا المحرم‪ ،‬أو اسقـاط ما أوجبه هللا علٌة كهبة مـال‬

‫صورٌا عند قرب نهاٌة الحول إحتٌاال ‪ ،‬على إسقـاط الزكـاة و كل هذا ٌإدي إلى هدم مقصد‬

‫الشـارع ‪ ،‬و هو المنـاقضة مقصودة الظـاهرة و كذلك حكم سابر الحٌل المإدٌة إلى إبطـال‬

‫حكم شرعً‪.‬‬

‫‪ ‬غٌر المقصود ‪:‬‬

‫فكما تكون المناقضة فً القصد المضـاد لقصد الشـارع ‪ ،‬ال تكون كذلك فً الفعل الذي‬

‫ٌقضً ماال‪ ،‬إلى نقص هذا األصل و ذلك بؤن تكون نتٌجة مفسدة مســاوٌة لمصلحة أو راجحة‬

‫‪-3‬‬
‫الدريني ‪ ،‬الحق و مدى سمطان الدولة في تقيده و نظرية التعسف في إستعمال الحق بين الشريعة و القانون ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫مطبعة جامعة دمشق‪ ، 1967 ،‬ص ‪.315‬‬
‫‪ ،‬و لو لم ٌكن ثمة قصد إلى هذه النتٌجة و علٌه فكلما كانت مـاأالت األفعال المضـادة لؤلصل‬

‫العام فً الشرع ‪ ،‬كلما كانت المناقضة ؼٌر مقصودة‪.4‬‬

‫إذ الحقـوق شرعت لدر المفـاسد أو جلب المصالح ‪ ،‬و إذا آل إستعمالها إلى خلق ذلك أم‬

‫شرع ‪ ،‬و التعسؾ ال ٌضبطه اإلستعمال المعتاد ‪ ،‬بل النظر إلى المآل إن كان معتادا أو ؼٌر‬

‫معتاد‪.‬‬

‫و الخبلصة كلما كان الفعل مناقضا لمقصد الشارع كلما كان باطبل‪.‬‬

‫‪ ‬الثـانـً ‪:‬‬

‫كون الفعل مبـاح األصل فـً تصرؾ مـؤدون فٌـه شرعـا بحسب األصــل ‪ ،‬أمـا لو‬

‫كـان الفعـل من قبٌل المحـرم فبل ٌحد فعلـه تعسفـا فً التمتـع بحق ‪ ،‬لـحرمه إرتكـابه و‬

‫خروجه عن دابرة الحقـوق أو البـاحـات ‪ ،‬و هو ما عبر عنه الدكتور فتحً الدرٌنـً بقوله ‪:‬‬

‫" ِــأد‪ ْٚ‬ف‪ ٗ١‬ششػـب بحغب األطً ‪ ،‬أخشس األفؼــبي غ‪١‬ش اٌّشــش‪ٚ‬ػت ٌزاح‪ٙ‬ــب ألْ‬

‫إح‪١‬ـــبٔ‪ٙ‬ــب ‪٠‬ؼخبش إػخذاءا ال حؼغفـــب‪."...‬‬

‫و حق القوانٌن الوضعٌة نجدها متفقة مع الشرٌعة اإلسبلمٌة فً هذا الرأي‪.‬‬

‫‪ -‬بطيوي كريمة ‪ ،‬التعسف في استعمال الحق في قانون األسرة ‪ ،‬معيد العموم القانونية و اإلدارية ‪ ،‬معسكر ‪-0229 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ، 0222‬ص ‪.20‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬التمٌٌز بٌن التعسف و مجاوزة الحق‬

‫ظهر الخلط بٌن فكرة التعسؾ فً استعمـال الحـق ‪ l’abus de droit‬و فكرة‬

‫محـاورة الحق أو الخــروج عنه ‪ le dépassement de droit‬لدى القضـاء الفرنسً ‪.‬‬

‫أول األمر ثم سلك مسلك الفقه حٌث اعتبر التعسؾ فً استعمال الحق ‪ ،‬خروجـا عنه إذ‬

‫ٌعد عمل ؼٌر مشرع ٌندرج تحت أحكـام المسإولٌة التقصٌرٌة ‪ 5‬و قد تزعم مذهب التسوٌة‬

‫هذا ‪:‬‬

‫الفقٌه الفرنسـً بالنٌول حٌث ٌقول ‪ٕ٠ " :‬خ‪ ٟٙ‬اٌحك ح‪١‬ذ ‪٠‬بذأ اٌخؼغف ‪ ٚ‬ال ‪ّ٠‬ىٓ أْ‬

‫‪٠‬ى‪ ْٛ‬رّت حؼغف ‪ ،‬ف‪ ٟ‬إعخؼّـبي حك ِب عبب غ‪١‬ش لـببً بـأْ ‪٠‬خحغ ‪ ٛ٘ ،‬أْ اٌؼًّ اٌـ‪ٛ‬احذ ال‬

‫‪٠‬ظح أْ ‪٠‬ى‪ ْٛ‬ف‪ ٟ‬اٌ‪ٛ‬لج ِؼب ‪ٚ ،‬حفك ِغ اٌمـبٔ‪ِ ٚ ْٛ‬خبٌفب ٌٗ"‪.‬‬

‫حٌث أنه ٌشترط فً إستعــمال الحق أن ٌكـون الفعل مشروعـا ‪ ،‬وعدم المشروعٌة ال‬

‫تكون إال مجــاوزة و حدود الحق أو عدم وجود الحق أصـبل ‪ ،‬و علٌه فالحق ٌنتهً حٌن ٌبدأ‬

‫التعسؾ ‪ ،‬وتـؤكٌدا علـى ذلك فقد اعترؾ بالنٌــول بنظرٌة التعسؾ و جعلهــا مستقلة عن‬

‫المجــاوزة لحدود الحق‪.‬‬

‫‪ -5‬حسن كيرة ‪ ،‬المدخل إلى القانون بوجو عام ‪ ،‬النظرية العامة لمقاعدة القانونية لمنظرية العامة ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬منشأة‬
‫التعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫كمـا أنه ال ٌوجد ما ٌمنع كون الفعل الواحد‪ ،‬موافقا لحق من الحقـوق ألنه ٌدخل فً‬

‫مضمونه و مخـالفا للقـانون ‪ ،‬فً مجمـوعة و هذا هو جوهر التعسؾ و أن رأي الشرٌعة ٌتفق‬

‫مع رأي رجـال القانون فً هذه النقطة‪.6‬‬

‫إذ ٌقول الدرٌنــً ‪ ٚ " :‬ال حٕبلغ إرا لٍٕب أْ اٌفؼً اٌّشـش‪ٚ‬ع ‪ ٚ ،‬ف‪ ٗ١‬حؼغف ألْ‬

‫اٌّشـش‪ٚ‬ػ‪١‬ت خبطت بزاث اٌفؼً ‪ ،‬ب‪ّٕ١‬ـب اٌخؼغف ف‪ٙ‬ـ‪ ٛ‬خبص بى‪١‬ف‪١‬ت إعخؼّـبي ٘زا اٌفؼً ‪ ،‬أ‪ٚ‬‬

‫ببٌٕظش إٌ‪ٔ ٝ‬خ‪١‬جت أ‪ ٚ‬بـبحزب ػٍ‪"ٗ١‬‬

‫و عميو فـالتعسف يفترض في فعل يدخل في مضمون الحق ‪ ،‬فيكون مشروعـا لذاتو ‪،‬‬

‫ألن حق و ينقمب معيبا أو غير مشروعا إلنحراف في عرضو أو نتيجتو "‪. 7‬‬

‫و للتـؤكٌد على الفرق الموجود بٌن التعسؾ فً إستعمــال الحق ‪ ،‬و مجاوزة حدود الحق‬

‫أو إعتداء نضرب مثبل على ذلك ‪:‬‬

‫فمن أرضى بما زاد عن الثلث ‪ٌ ،‬عتبر مجـاوزا حدود حقه الذي منحه إٌــاه الشرع و هو‬

‫التصرؾ فً حدود الثلث ‪ ،‬ففعله ؼٌر مشروع فً األصـل ألنه ال ٌستند إلـى حق و التعسؾ‬

‫فرع وجود الحق ‪ ،‬فهو إذن متحد ال متعسؾ‪.‬‬

‫‪ -‬بطيوي كريمة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.20 .‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -7‬حسن كيرة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.053‬‬


‫أما إذا أوصى بالثلث أو بمـا دونه ‪ ،‬و قصد بذلك مضرة الورثة مثبل و قـامت األدلة‬

‫علـى هذا القصد ‪ ،‬أعتبر متعسؾ ألن أصل الفعل مشروع إلسنـاده لحق ثابت له فً الشرع ‪،‬‬

‫لحكمة قصدها الشارع من تقرٌره هذا الحق و لكن استعمله ال بقصد تحقٌق تلك الحكمة ‪ ،‬بل‬

‫لئلاضرار بالورثة إذ ال ضرر و ال ضرار فً اإلسبلم‪.‬‬

‫و قد ذهب إلى ذلك بعض الفقهاء المعاصرٌن فً بحثهم للتعسؾ ‪ ،‬حٌث ٌقول إن الوصٌة‬

‫حق المورث و له إستعماله على وجه مشروع ‪ ،‬كؤن ٌكون فٌه ٌد للورثة و ال ٌجوز إستعماله‬

‫على وجه ؼٌر مشروع ‪ ،‬كؤن ٌكون إضرار بالورثة كؤن ٌوصً بؤكثر من الثلث ‪ ،‬فالوصٌة‬

‫مع اإلضرار هً بعٌنها إساءة إستعمال الحق‪.‬‬

‫ألن هذا الخلط بٌن المجاوزة و التعسؾ‪ ،‬فالوصٌة بقصد اإلضرار بالورثة إنما تعتبر‬

‫وصٌة تعسفٌة ‪ ،‬فإذا أوصى بما ٌزٌد عن الثلث فقد جاوز حدود الحق و اعتبر متعدٌا ال‬

‫متعسفا‪.8‬‬

‫ذلك ألن فعلـه ؼٌر مشـروع لعدم إستنـاده إلى حق و ال تعسؾ مع انتفـاء الحق ‪ .‬و كذلك‬

‫الحكم فٌما إذا أوصى للوارث ‪ ،‬فهً وصٌة باطلة أصبل على رأي الجمهور ‪ ،‬ألنه محظور‬

‫‪-8‬‬
‫بط‪ ٞٛ١‬وش‪ّ٠‬ت ‪ ،‬اٌّشجغ اٌغببك ‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫على الفرد أن ٌوصً لوارث ‪ ،‬فالفعل ؼٌر مشروع لذاته سواء ‪ ،‬قصد اإلضرار أولم ٌقصد و‬

‫باطل فً جمٌع األحوال‪. 9‬‬

‫إال أن قـانون األحـوال الشخصٌة قد أخد بجـواز الوصٌـة‪ ،‬لوارث مخـالفـا بذلك رأي‬

‫األبمة المذاهـب األربعـة ‪ .‬حٌث تنص المـادة ‪ 23‬من قـانون األسـرة‪:‬‬

‫" حظـح اٌ‪ٛ‬ط‪١‬ـت ببٌزٍذ ٌٍـ‪ٛ‬اسد ‪ ٚ‬غ‪١‬شٖ ‪ ٚ‬حٕفذ ِٓ غ‪١‬ش إجــبصة اٌ‪ٛ‬سرت "‬

‫المبحث الثــانً ‪ :‬التطور التارٌخً لنظرٌة التعسف‬

‫إن كانت نظرٌة التعسؾ فً إستعمال الحق ‪ ،‬قد كتب لها التبلور و اإلستقرار كنظرٌة‬

‫عامة فً العصر الحدٌث ‪ ،‬فبل ٌعنً ذلك أنها نظرٌة جدٌدة ‪ ،‬بل هً قدٌمة و تمتد جذورها إلى‬

‫الماضً البعٌد ‪ ،‬حٌث عرفها الرمان و انتقلت إلى القانون الفرنسً ‪ ،‬ثم ظهرت فً األخٌر‬

‫مقننة فً قوانٌن الحدٌثة‪.10‬‬

‫‪ - 9‬بط‪ ٞٛ١‬وش‪ّ٠‬ت ‪ ،‬اٌّشجغ اٌغببك ‪ ،‬ص‪.22 .‬‬


‫‪ - 10‬ب‪ِٛ‬ذ‪ ، ّْٛ١ِ ٓ٠‬اٌخؼغف ف‪ ٟ‬اعخؼّبي اٌحك ف‪ ٟ‬إؽبس لبٔ‪ ْٛ‬األعشة ‪ِ ،‬ؼ‪ٙ‬ذ اٌؼٍ‪ َٛ‬اٌمبٔ‪١ٔٛ‬ت ‪ ٚ‬اإلداس‪٠‬ت ‪ ،‬عؼ‪١‬ذة ‪،‬‬
‫‪ ، 0220-0222‬ص ‪.23.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬نظرٌة التعسف فً القانون الرومانً‬

‫إذا كـان القـانون الرومـانً لم ٌعرؾ نظرٌة إسـاءة إستعمــال الحق ‪ ،‬كمـا هً اآلن فً‬

‫القانون الحدٌث ‪ ،‬فإنه فً الواقع لم ٌخلوا من وسابل محاربة إسـاءة إستعمـال الحق ‪ ،‬فً‬

‫حــاالت معٌنة و كـان أول من بدت فٌه الحـاجة إلـى تحقٌق حدة القــانون فـً إستعمـال حق‬

‫الملكٌـة ‪ ،‬فكـان ٌعتبر المـالك الذي ٌقـوم بالحضر ‪ ،‬فً ملكه و ٌسبب بذلك أضرار فً ملك‬

‫جاره مسـإوال ‪ ،‬عن ذلك كان فعله ٌقصد اإلضرار به لؽٌر ‪ ،‬و من لم ٌلجؤ إلٌها فقهاء الرومان‬

‫‪ ،‬إلى فكرة حسن النٌة ‪ 11‬و لم ٌقتصر األمر على الحد من حقوق الملكٌة ‪ ،‬بل اعتراؾ إلى‬

‫حقوق أخرى و خاصة ‪ ،‬حقوق األسرة ‪.‬‬

‫حٌث ٌرى فقهاء الرومان ‪ ،‬أن أخبلق إستعمال الحقوق ‪ ،‬وفقا لقانون ٌإدي إلى المساس‬

‫بقواعد العدالة و أنهم عملوا بشتى الوسابل على تؽلٌب قواعد األخبلق ‪ ،‬و على تحقٌق العدالة‬

‫بالحد من استعمال الحقوق كما رسمها القانون‪.‬‬

‫‪ -11‬د محمود جالل حمزة " العمل غير مشروع باعتباره مصد ار من مصادر االلتزام ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية ‪ ،‬سنة ‪ ، 1986‬ص‪.92‬‬
‫وظهور فكرة التعسؾ فً القانون الرومانً‪ ،‬وإن لم ٌتبٌن كنظرٌة عامة للتعسؾ فً‬

‫استعمال الحق‪ ،‬إال أن المإكد أنه عرؾ فً صدد بعض الحقوق وفكرة التعسؾ فً صورتها‬

‫البدابٌة الضٌقة وهً صورة تعمد اإلضرر بالؽٌر‪.12‬‬

‫وقد توسع القـانون البرٌطوري فً تطبٌق النظرٌة‪ ،‬حتى ٌخفؾ من حدة القـانون القدٌم‬

‫وصرامته‪ ،‬وقد آب القـانون الرومـانً لمحـاربة إسـاءة استعمـال الحق إلـى فكرة حسن‬

‫النٌة‪ ،13‬فمن استعمل حقه وسبب ضرر للؽٌر وكـان حسن النٌة‪ ،‬ال ٌكون مسإوال عما ٌترتب‬

‫على ذلك من ضرر للؽٌر‪ ،‬كمن أقام حفرٌات فً أرضه وسبب ضرر لملك جاره دون أن‬

‫ٌقصد إلحاق هذا الضرر‪ ،‬ال ٌكون مسإوال اللهم إذا كانت لدٌه نواٌا كٌدٌة‪.‬‬

‫إال أن هذه التطبٌقات الجزبٌة‪ ،‬لم تجد طرٌقة إلى الصٌاؼة القانونٌة العامة لعدة أسباب‪،‬‬

‫من بٌنها إختفاء التفكٌر القانونً للرومان بالحقوق الفردٌة‪ ،‬وظهور مفهوم المسإولٌة‬

‫التقصٌرٌة وما ٌرشد إلى هذا وجود قاعدة من استعمل حقه فما ظلم"‬

‫حسن كيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 755‬‬ ‫‪12‬‬

‫محمد جالل حمزة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.32-32‬‬ ‫‪13‬‬


‫المطلب الثانً ‪ :‬نظرٌة التعسف فً القانون الفرنسً‬

‫لقد مرت نظرٌة التعسؾ فً القانون الفرنسً على مرحلتٌن وهما‪:‬‬

‫القانون الفرنسً القدٌم و الحدٌث‪.‬‬

‫‪ ‬القانون الفرنسً القدٌم ‪:‬‬

‫أتٌح لفكرة تعسؾ‪ ،‬أن تنقل من القانون الرومـانً إلى القانون الفرنسً القدٌم‪ 14‬وهذا بعد‬

‫إحٌاء دراسـات القانون الرومـانً فً العصور الوسطـى‪ ،‬ولكن على نحو أكثر شٌوعـا‪ ،‬حٌث‬

‫ذهب دوما فما ٌبدوا إلى أن الشخص ٌكون متعسفا فً استعمـال حقه‪ ،‬إذا قصد اإلضرار‬

‫بالؽٌر‪ ،‬أي تعمد أم لم تكن له مصلحة فً استعمـاله أي دون مصلحة صاحب الحق‪ ،15‬وكما‬

‫ٌرى من ٌباشر اجراءات التقاضً قد ٌتعسؾ فً مباشرتها فتتحقق مسإولٌته‪.‬‬

‫‪ ‬القانون الفرنسً الحدٌث‪:‬‬

‫حسين كيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.055‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪15‬السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،0‬دار النيضة العربية‪ ،2322 ،‬ص ‪.692‬‬
‫فكان هذا العهد مشبعا برح الفردٌة الذي نتج عن الثورة الفرنسٌة‪ ،‬وشاع مبدأ سلطان‬

‫اإلرادة‪ ،‬وٌود هنا فً حقوق االنسان وأصبح األفراد هم الذٌن ٌحكمون عبلقاتهم بؤنفسهم دون‬

‫حاجة إلى تدخل المشرع للحد من حرٌاتهم‪ ،‬وممارستهم لحقوقهم‪.16‬‬

‫وبانتصار الثورة الفرنسٌة تحقق انتصار المذهب الفردي فانتشرت النظرٌة فً هذه‬

‫الفترة‪ ،‬وفٌها تبلها من فترات طوال القرن التاسع عشر(‪.)91‬‬

‫وكان طبٌعٌا أن ٌتؤثر التقنٌن المدنً الفرنسً الصادر ؼداة الثورة فً مطلع القرن‬

‫المـاضً بهذه النزعة‪ ،‬وما تعٌنه من فكرة سٌادة الفرد وحرٌته فً استعمـال حقوقه استعمـاال‬

‫مطلقـا‪ ،‬دون التعقٌب علٌه فً ذلك من قبل القضـاء وبذلك لم ٌتحدث أحد من الفقهـاء‪ ،‬خبلل‬

‫هذه الفترة عن نظرٌة التعسؾ‪ ،‬وسـاعد علـى كل هذا أن النظرٌة لم تجمع شتـاتهـا‪ ،‬ولم تصنع‬

‫ال فً القـانون الرومـانـً وال فً القانون الفرنسً القدٌم‪.17‬‬

‫حٌث بدأ القضـاء أوال بتقرٌر فكرة التعسؾ صرٌحة واضحة‪ ،‬وٌظهر ذلك فً تطبٌقاته‪،‬‬

‫أما الفقه الفرنسً‪ ،‬الذي كان له هو اآلخر الفضل فً إحٌـاء النظرٌة‪ ،‬لم ٌنتبه إلى أحكـام‬

‫القضاء إال فً أواخر القرن ‪ 91‬م‪.‬‬

‫‪ -‬بومدين ميمون ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.05‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪ -17‬السنيوري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.693-692‬‬


‫ولقد حمل لواء هذه النظرٌة فً الفقه الحدٌث الفرنسً‪ ،‬سالً وجوسران واستؤثر الثانً‬

‫بالجوالت األولى واألخٌرة‪.‬‬

‫وفً الفقه الفرنسً من ٌعتبر الحق ؼٌر مشروع ال لوم لم تكن هناك فٌه نٌة الضرار‬

‫طالما أنه قد استهدؾ أؼراض ؼٌر التً شرع الحق من أجلها‪ ،‬إذ أن مجرد تحوٌل الحق من‬

‫وظٌفة االجتماعٌة ٌكون استعمـاله‪.‬‬

‫وعلٌه فالحق –فً نظرٌة هإالء‪ -‬وظٌفته اجتماعٌة منح للفرد من أجل أداء خدمة‬

‫للجماعة‪ ،‬ال تحقٌق مصلحة ذاتٌة كما فً السلطة األبوٌة فهً لمصلحة الطفل أكثر من مصلحة‬

‫الوالدٌن‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬نظرٌة التعسف فً القانون المدنً الجزائري‬

‫إهتم القـانون المدنـً الجزابري بنظرٌة التعسؾ فً استعمـال الحق‪ ،‬وجعلها نظرٌة‬

‫عـامة مستقلة عن نظـام المسإولٌة التقصٌرٌة‪ ،‬وخصص لهـا نص المادة ‪ 19‬من القـانون‬

‫المدنـً القدٌم‪ ،‬التً جاءت صٌاؼتهـا عـامة‪ ،‬ممـا ٌجعلهـا تنطبق علـى جمٌع نواحً القانون‪،‬‬

‫دون أن تكون مجرد تطبٌق لفكرة العمل المستحق التعوٌض‪.18‬‬

‫‪ -18‬عمي عمي سميمان‪ ،‬مصادر االلتزام ‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2336 ،‬ص ‪. 005‬‬
‫على أن عموم النظرٌة‪ ،‬ال ٌتنـافى فً الحقٌقة مع ادخـالها فً نطاق المسإولٌة التقصٌرٌة‬

‫أو اعتبارها تطبٌقـا لهـا‪.‬‬

‫فالمادة ‪ 19‬من القانون المدنً الجزابري هً التً كانت تنص على حاالت التعسؾ فً‬

‫القانون القدٌم والتً ألؽٌت بقانون رقم ‪ 95-50‬المإرخ فً ‪ٌ 35‬ونٌو ‪.3550‬‬

‫فالمادة ‪ 19‬قانون المدنً الجزابري فً القانون القدٌم كانت تنص على ما ٌلً‪:19‬‬

‫ػٍ‪ ٝ‬أٔٗ ‪٠‬ى‪ ْٛ‬اعخؼّبي اٌحك ِخؼغفب ف‪ ٟ‬األح‪ٛ‬اي اٌخبٌ‪١‬ت‪:‬‬

‫‪ ‬إرا ‪ٚ‬لغ بمظذ اإلػشاس ببٌغ‪١‬ش‪.‬‬

‫‪ ‬إرا وبْ ‪٠‬شِ‪ ٟ‬إٌ‪ ٝ‬اٌحظ‪ٛ‬ي ػٍ‪ ٝ‬فبئذة لٍ‪ٍ١‬ت ببٌٕغبت ٌٍؼشس ٔبشئ ٌٍغ‪١‬ش‪.‬‬

‫‪ ‬إرا وبْ اٌغشع ِٕٗ اٌحظ‪ٛ‬ي ػٍ‪ ٝ‬فبئذة غ‪١‬ش ِشش‪ٚ‬ػت‪.‬‬

‫‪ ‬فالمشرع الجزابري فً هذه المادة لم ٌنص على مبدأ عام ٌمهد فٌه لنص التعسؾ‬

‫فً استعمال الحق‪ ،‬كما فعل المشرع المصري فً المادة‪ 51‬فً القانون المدنً المصرٌن‬

‫والمشرع السوري فً المادة ‪ 50‬وؼٌرهما‪.20‬‬

‫‪ -‬بطيوي كريمة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.26‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪ -20‬جالل حمزة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن العبـارات الواردة فً نص المادة ‪ 19‬من قانون مدنً الجزابري‬

‫تكاد مطابقة لتلك التً ذكرها المشرع المصري‪ ،21‬فً المادة ‪ 50‬وٌظهر االختبلؾ الطفٌؾ‪،‬‬

‫فً استبدال كلمة مصلحة بكلمة فابدة مع العلم أن كلمة مصلحة أدق خاصة فً استعمال‬

‫الحقوق‪.‬‬

‫أما فً القانون المدنً الجزابري الجدٌد أتت المادة ‪ 001‬مكرر من قانون رقم ‪02-20‬‬

‫المؤرخ فً ‪ٌ 02‬ونٌو بحٌث قالت أنه‪:‬‬

‫‪٠‬شىً االعخؼّبي اٌخؼغف‪ٌٍ ٟ‬حك ف‪ ٟ‬خطأ‪ ،‬الع‪ّ١‬ب ف‪ ٟ‬اٌحبالث ا‪٢‬ح‪١‬ت‪:‬‬

‫‪ ‬إرا ‪ٚ‬لغ بمظذ اإلػشاس ببٌغ‪١‬ش‪.‬‬

‫‪ ‬إرا وبْ ‪٠‬شِ‪ٌٍ ٟ‬حظ‪ٛ‬ي ػٍ‪ ٝ‬فبئذة لٍ‪ٍ١‬ت ببٌٕغبت إٌ‪ ٝ‬اٌؼشس إٌبشئ ٌٍغ‪١‬ش‪.‬‬

‫‪ ‬إرا وبْ اٌغشع ِٕٗ اٌحظ‪ٛ‬ي ػٍ‪ ٝ‬فبئذة غ‪١‬ش ِشش‪ٚ‬ػت‪.‬‬

‫‪ -21‬محمد صبري السعيدي‪ ،‬شرح القانون المدني الجزائري‪ ،‬ج‪ ،22‬ص‪.53‬‬


‫إذ تبٌن من هذه المادة أن المشرع الجزابري أخذ بنظرٌة التعسؾ بضوابطها الواردة فً‬

‫الفقه اإلسبلمً‪ ،‬وأنه صاؼها على شكل مبدأ عام بالنسبة لجمٌع الحقوق سواء كانت عٌنٌة أو‬

‫شخصٌة أو معنوٌة‪ ،‬بل ٌسري فً جمٌع نواحً القانون‪ ،‬وقد رأى المشرع فً تحدٌد هذه‬

‫الضوابط الثبلثة المعٌار العام‪ ،‬فً الخطؤ‪.‬‬

‫وهو السلوك المـؤلوؾ للشخص العـادي‪ ،‬الذي ٌهٌا للقاضً ما ٌمكن االسترشـاد به‬

‫لمعرفة استعمـال الحق‪ ،‬الؽٌر مشروع و علٌه فـإن اإلنحراؾ عن هذا السلوك فً استعمـال‬

‫الحق ال ٌعتبر تعسفـا عدى إذا إتخذ صورة من الصور ثبلثة التً نصت علٌهـا المادة ‪931‬‬

‫مكرر من القانون المدنً‪.‬‬


‫المبحث الثالث ‪ :‬معاٌٌر التعسف فً استعمال الحق‬

‫نظرا لكون الخبلؾ واقع بٌن المذهبٌن الرأسمالً واالشتراكً فً الؽاٌة والمدى فإن‬

‫معاٌٌر التعسؾ فً استعمال الحق‪ ،‬البد أنها مختلفة أٌضا باختبلؾ وجهات النظر‪.‬‬

‫وباستقرابنا الماضً والحاضر‪ ،‬منذ العهد الرومانً إلى الٌوم‪ ،‬نجد أن معاٌٌر التعسؾ‬

‫فً استعمال الحق قد تجلت فً ثبلثة‪:‬‬

‫‪ ‬المعٌار الذاتً أو شخصً‪.‬‬

‫‪ ‬المعٌار المادي أو الموضوعً‪.‬‬

‫‪ ‬المعٌار المختلط‪.22‬‬

‫‪ ‬المعٌــار الذاتــً ‪:‬‬

‫ٌقوم على نٌة اإلضرار بالؽٌر‪ ،‬سواء كانت النٌة ثابتة أو مفترضة وقد أخذ به كل من‬

‫القانون الرومانً ‪،‬الفرنسً ‪ ،‬المصري القدٌم‪ ،‬واأللمانً‪.‬‬

‫ومعٌاره فً قوله‪٠ " :‬ؼخبش اعخؼّبي اٌحك حؼغفب‪ ،‬إرا ‪ٚ‬لغ بمظذ اإلػشاس ببٌغ‪١‬ش"‪.‬‬

‫تحسين درويش‪ ،‬استعمال الحق كسبب لمتبرير في القانون الجزائري المقارن‪ ،‬معيد العموم القانونية واالدارية ‪،‬بن‬ ‫‪22‬‬

‫عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،2336 ،‬ص ‪.02‬‬


‫ضؾ للمواد ‪ 1‬و‪ 0‬من القانون المدنً المصري‪ ،23‬والمادة ‪ 66‬من القانون المدنً‬

‫األردنً‪ ،24‬والجزابري فً ‪ 19‬من القانون القدٌم‪.25‬‬

‫‪ ‬المعٌار الموضوعً‪:‬‬

‫ٌقوم على منافاة استعمال الحق‪ ،‬للؽرض االقتصادي واالجتماعً الذي شرع من أجله‬

‫ومثاله القانون المدنً لبلتحاد السوفٌاتً‪.‬‬

‫ومعٌاره فً نص المادة الثانٌة‪ ،‬أن القانون ٌكفل الحقوق المدنٌة‪ ،‬إال أن ٌكون استعمالها‬

‫مخالفا للؽرض االقتصادي‪ ،‬واالجتماعً الذي وجدت من أجله‪.‬‬

‫فٌعتبر الشخص متعسفا فً استعمال حقه‪ ،‬إذا تحققت إحدى الصور المذكورة سابقا‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬قصد اإلضرار بالغٌر‬

‫ٌكون الشخص متعسفا فً استعمال حقه‪ ،‬إذا لم ٌقصد به سوى اإلضرار بالؽٌر وٌعتبر‬

‫استعمال الحق ؼٌر مشروع‪ ،‬إذا اقتصر هذا االستعمال على نٌة اإلضرار بالؽٌر‪.26‬‬

‫‪ -23‬نبيل ابراىيم سعد ‪ ،‬ىمام محمود زىران ‪ ،‬مدخل لمقانون نظرية الحق ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬منشأ المعارف اإلسكندرية ‪،‬‬
‫‪ ، 2222‬ص ‪.224‬‬
‫‪ -24‬عبد القادر الف ار ‪ ،‬مدخل لدراسة العموم القانونية ‪ ،‬مبادئ القانون ‪ ،‬النظرية العامة لمحق ‪ ،‬طبعة أولى ‪ ،‬دار الثقافة‬
‫لمنشر ‪ ،‬عمان ‪ ، 2224 ،‬ص ‪.534‬‬
‫‪ -25‬محمدي فريدة زواوي ‪ ،‬مدخل لمعموم القانونية لنظرية الحق ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬معيد الحقوق و العموم اإلدارية بن‬
‫عكنون ‪ ، 1997 ،‬ص ‪.152‬‬
‫فمعٌار التعسؾ هنا ذاتً قوامه قرٌنة اإلضرار لدى صاحب الحق‪ ،‬حٌث ٌكون قصد‬

‫اإلضرار هو العـامل األساسً‪ ،‬الذي دفع صاحب الحق إلى استخدام السلطات التً ٌتضمنها ‪،‬‬

‫و لو أدى إستعمال الحق إلى تحصٌل منفعة لصاحبه لم ٌقصدها أصبل‪.‬‬

‫و مثال ذلك‪ :‬المالك الذي ٌبنً جدار مرتفعا‪ ،‬أو ٌزرع أشجار كثٌفة متعسؾ فً استعمال‬

‫حقه حتى و لو زادت منفعة األرض ‪ ،‬بل و لو كان صاحب األرض قد توقع هذه المنفعة ‪ ،‬ما‬

‫دام أن ؼرضه األساسً كان اإلضرار بالجار‪.27‬‬

‫فإذا وقع بقصد اإلضرار بـالؽٌر ‪ ،‬ففً هذه الحـالة توافر القصد لدى صاحب الحق‪ 28‬و‬

‫ٌبلحظ على هذا المعٌار أنه معٌار ذاتً ‪،‬استقر الفقه اإلسبلمً و الفقه الؽربً و القضاء على‬

‫األخذ به ‪ ،‬و الجوهري فً هذا الشؤن هو توافر نٌة اإلضرار و لو فض استعمال الحق إلى‬

‫تحصٌل منفعة لصاحبه‪.‬‬

‫و هذا بـاعتباره معٌـار شخصً ٌستند إلـى أمور نفسٌة كـامنة داخل النفس البشرٌة ‪،‬‬

‫لهذا فإن القضـاء ٌجري فً أحكـامه على استخبلص هذا القصد من قرٌنة قضابٌة ‪ ،‬تشمل فً‬

‫إنعدام مصلحة صاحب الحق أو تفاهتها ‪.‬‬

‫‪ -‬بطيوي كريمة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.26‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪ -27‬محمد حسين منصور ‪،‬نظرية الحق ‪ ،‬ماىية الحق ‪ ،‬أنواع الحقوق ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬منشأة معارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬سنة‬
‫‪ ، 2336‬ص ‪.009‬‬
‫‪ -28‬اسحاق ابراىيم منصور ‪ ،‬نظرية القانون و الحق و تطبيقاتيما في القوانين الجزائرية ‪ ،‬طبعة ‪ ، 0‬ديوان المطبوعات ‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ، 0225 ،‬ص ‪.009‬‬
‫و هذا النوع ٌكون فً دعـاوى اإلفبلس الكٌدٌة ‪ ،‬و التنفٌذ الكٌدي و كذلك الدعـاوى و‬

‫الدفوع القضابٌة الكٌدٌة‪.29‬‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬إذا كان استعمال الحق ٌرمً إلى الحصول على فائدة قلٌلة‬

‫بالنسبة إلى الضرر الناشئ للغٌر‪.‬‬

‫ففً هذه الحالة ٌعتبر الشخص متعسؾ حتى لو كانت له مصلحة ‪ ،‬فً إستعمال حقه على‬

‫وجه معٌن ‪ ،‬و ذلك بالنظر إلى أن هذه المصلحة ال تتناسب مع الضرر الذي ٌصٌب الؽٌر ‪ ،‬إذ‬

‫تكون الفابدة قلٌلة بالنسبة للضرر‪.‬‬

‫كمن ٌؽرس أشجـار عالٌة لتوفٌر نوع من الرطوبة ‪ ،‬و ٌحجب بذلك النور عن جاره أو‬

‫ٌمنعه من استعمال شرفته ‪ ،‬إستعماال مؤلوفا‪.30‬‬

‫و هذا طبق لما جاء فً المواد ‪ 3/357‬من القانون المدنً الجزابري ‪ ،‬و المادة ‪ 3/77‬من‬

‫القانون المدنً المصري‪.‬‬

‫‪ -29‬محمد حسين منصور ‪ ،‬مدخل إلى القانون ‪ ،‬نظرية الحق ‪،‬بدون طبعة ‪ ،‬الدار الجامعية لمطباعة و النشر ‪ ،‬سنة‬
‫‪ ، 0222‬ص ‪.053‬‬
‫‪ -30‬محمدي فريدة زواوي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫حٌث جاء مقتضى المادة ‪ " 3/357‬غ‪١‬ش أٔٗ ٌ‪١‬ظ ٌّبٌه اٌحبئؾ أْ ‪ٙ٠‬ذِٗ ِخخبسا د‪ْٚ‬‬

‫ػزس لبٔ‪ ، ٟٔٛ‬إْ وبْ ٘زا ‪٠‬ؼش اٌجبس اٌز‪٠ ٞ‬غخش ٍِىٗ ببٌحبئؾ "‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 3/797‬من القانون المصري جاءت على أنه ‪١ٌ ":‬ظ ٌّـبٌه اٌحـبئؾ أْ ‪ٙ٠‬ذِٗ‬

‫ِخخـبسا د‪ ْٚ‬ػزس ل‪ ، ٞٛ‬إْ وبْ ٘زا ‪٠‬ؼش اٌجـبس اٌز‪٠ ٞ‬غخش ٍِىٗ ببٌحبئؾ "‪.‬‬

‫فنص المادة ‪ 3/357‬فً كلمة قانون خاطا و صحتها قوي كما ورد فً النص المصري‬

‫على أساس إتباع النص الفرنسً‪.31‬‬

‫و ترتب ضرر أعظم من المصلحة ‪ٌ ،‬عتبر من حاالت التعسؾ عدم التناسب بٌن مصلحة‬

‫الحق و الضرر ‪ ،‬الذي ٌصٌب الؽٌر‪ .32‬و نظر للتفاوت بٌنهما ٌمنع على صاحب الحق‬

‫إستعماله إذا كان الضرر ٌفوق بوضوح المصلحة عن اإلستعمال ‪.‬‬

‫فالقانون ٌشترط فً هذه المصلحة ‪ ،‬أن تكون ذات قٌمة إذا اقترنت بما ٌصٌب الؽٌر من‬

‫ضرر ‪ ،‬كؤن ٌقوم صاحب الحق بهدم جدار كان الجار ٌتستر به ‪ ،‬و هذه الحالة ؼالبا ال ٌتوافر‬

‫فٌها القصد لدى صاحب الحق‪.33‬‬

‫‪-31‬‬
‫محمدي فريدة زواوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫‪ -32‬محمد الصغير بعمي ‪ ،‬مدخل لمعموم القانونية ‪ ،‬نظرية القانون ‪ ،‬نظرية الحق ‪،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار العموم لمنشر و التوزيع‬
‫‪ ،‬عنابة ‪ ، 0222 ،‬ص ‪.265‬‬
‫و إذا كان المعٌار فً هذه الحالة مادٌا فً ظاهره ‪ ،‬إال أن النٌة كثٌرا ما تكون العلة‬

‫األساسٌة لنفً صفة المشروعة عن المصلحة‪.‬‬

‫و أبرز تطبٌقات هذا المعٌار ٌعرض بمناسبة إساءة الحكومة لسلطتها كفصل الموظفٌن‬

‫إرضاء لؽرض شخصً أو شهوة حزبٌة‪.‬‬

‫و مإدى هذا المعٌـار فً هذه الحـالة ‪ٌ ،‬تسم بالطابع الموضعــً ال شخصً حٌث تقوم‬

‫على انعدام التناسب بٌن الضرر ‪ ،‬الذي ٌلحق بالؽٌر و المنفعة العـابدة على صـاحب الحق ‪ ،‬و‬

‫تلك مسؤلة ٌقدرها القاضً ‪ ،‬حسب الظروؾ و مبلبسـات كل حالة على حدة‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬عدم مشروعٌة المصلحة المقصود تحقٌقها من استعمال الحق‬

‫ٌعتبر صـاحب الحق متعسفا ‪ ،‬إذا استعمله ابتؽاء تحقٌق مصالح ؼٌر مشروعة و ذلك‬

‫استعمال ‪ ،‬المالك منزله ألؼراض منافٌة للقانون و اآلداب‪.‬‬

‫و صاحب العمل الذي ٌستعمل حقه فً إنهاء خدمة العامل ‪ ،‬لمجرد إلتحاقه بنقابة‬

‫العمال‪ ، 34‬فالحقوق لٌست لهـا قٌمة فً نظر القـانون إال بقدر ما تحققه من مصالح مشروعة‬

‫‪ ،‬فإن تنكب صـاحب الحق ذلك و انحرؾ بحقه ‪ ،‬فً سبٌل تحقٌق مصالح مشروعة تجرد حقه‬

‫‪ -33‬اسحاق ابراىيم منصور ‪ ،‬مرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.009‬‬


‫‪ -34‬محمد حسين منصور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫من قٌمته و لحق القانون عن حماٌته‪ 35‬فً استؽبللها استؽبلال مشروعا لتؤجٌرها‪ ، 36‬و لكنه ال‬

‫ٌجوز له أن ٌستؽلها لممارسة الدعارة‪.‬‬

‫كما ال ٌحق لمـالك شقة أن ٌتخذهـا وكرا للقمـار ‪ ،‬أو الرتكاب أفعـال ؼٌر مشروعة‪، 37‬‬

‫و كذلك ٌعد متعسفا فً إستعمال حق لمالك الذي ٌحٌط أرضه بؤعمدة أو أشجار شاهقة اإلرتفاع‬

‫‪ ،‬إلجبار شركة طٌران تهبط طابرتها فً مطار مجاور ‪ ،‬على شراء أرضه بثمن مرتفع‪.‬‬

‫و كذا مالك المنزل الذي ٌصدر ضوضاء من شقته‪ ،‬إلقبلق راحة المستؤجرٌن بقصد‬

‫حملهم على ترك مساكنهم‪.38‬‬

‫و جزاء التعسؾ فً إستعمال الحق ‪ ،‬هو منع هذا االستعمال و المطالبة بالتعوٌض فإن‬

‫القانون أقام التعسؾ فً هذه الحالة ‪ ،‬على معٌار موضوعً و هو عدم مشروعٌة المصلحة‬

‫دون اإلعتداء بنٌة المتعسؾ‪.‬‬

‫‪ -35‬نبيل ابراىيم سعد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.920‬‬


‫‪ -36‬اسحاق ابراىيم منصور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.009‬‬
‫‪-37‬‬
‫عباس الصراف ‪ ،‬جورج حزيون ‪ ،‬المدخل إلى عمم القانون‪ ،‬طبعة ‪ ، 2‬دار الثقافة ‪ ،‬األردن ‪ ، 0229 ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -38‬فتيح عبد الرحيم عبد اهلل ‪ ،‬نظرية العامة لمحق ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬سنة ‪ ، 0220-0222‬ص ‪.202‬‬
‫و قد أضاؾ المشرع الجزابري الضرر الفاحش إلى المعاٌٌر السابقة ‪ ،‬و قد نص علٌه‬

‫المشرع فً النصوص متعلقة لمضار الجوار ؼٌر المؤلوفة ‪ ،‬و هذا اعتبارا لتطبٌقات أحكام‬

‫‪39‬‬
‫الشرعٌة اإلسبلمٌة التً تقضً بؤن ٌعتبر إستعمال الحق تعسفا إذ ألحق بالؽٌر ضررا فاحشا‬

‫‪ ،‬و من تطبٌقات الضرر الفاحش ما نصت علٌه المادة ‪ 619‬من القانون المدنً الجزابري‬

‫بقولها ‪٠ " :‬جب ػٍ‪ ٝ‬اٌّبٌه أال ‪٠‬خؼغف ف‪ ٟ‬اعخؼّبي حمٗ إٌ‪ ٝ‬حذ ‪٠‬ؼش بٍّه اٌجبس"‪.‬‬

‫ٌتضح من ذلك أن ؼـالبٌة القوانٌـن الحدٌثة ‪ ،‬تعد مبدأ عـامـا ٌدل معٌـار التعسؾ و فً‬

‫كثٌر من الدول ٌفضل المشرع وضع معٌـار تمـام ‪ ،‬للتعسؾ دون تحدٌد أو تعدٌد لصوره ‪ ،‬و‬

‫هذا األسلوب ٌنم بالمدونة و القدر على التجـاوب و التطور مع تؽٌر الظروؾ و األوضـاع ‪ ،‬و‬

‫لعل ذلك هو مـا دفع المشرع الجزابري و الدول العربٌة األخرى ‪ ،‬إلى تحدٌد صور التعسؾ و‬

‫تطبٌقاته و االبتعاد عن الصٌػ العامة ما ٌحٌط بها من ؼموض‪.‬‬

‫‪-39‬‬
‫محمدي فريدة زواوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام التعسف في استعمال الحق‬

‫المبحث األول ‪ :‬نطاق و تطبٌق نظرٌة التعسف فً إستعمال الحق‬

‫ٌتجلى بوضوح أن نطـاق و تطبٌق نظرٌة التعسؾ فً استعمـال الحق‪ ،‬أنها تحتل مكانـا بارزا‬

‫فً النظـام القـانونً المعـاصر‪ ،‬و ألنهـا تنبسط على جمٌع فروع القـانون‪ ،‬و ال ٌقتصر تطبٌقها‬

‫‪40‬‬
‫على ناحٌة معٌنة من نواحً القانون المدنً‪ ،‬و إنما تطبق على هذه النواحً جمٌعا‪.‬‬

‫فإن القضاء ٌجزم بؤن هذه النظرٌة تنطبق على روابط األحوال الشخصٌة‪ ،‬كما تنطبق على‬

‫الروابط المالٌة‪.‬‬

‫و أنها تسري فً شؤن الحقوق العٌنٌة ‪ ،‬سرٌانها فً شؤن الحقوق الشخصٌة ‪ ،‬و أنها ال تقؾ‬

‫عند حدود القانون الخاص ‪ ،‬بل تجاوزه إلى القانون العام ‪.‬‬

‫و قد ساعد على اختٌار هذا المسلك ‪ ،‬إقرار الشرٌعة اإلسبلمٌة لنطاق و تطبٌق لنظرٌة‬

‫التعسؾ فً إستعمال الحق ‪ ،‬بوصفها نظرٌة عامة‪.‬‬

‫‪-40‬‬
‫محمد حسين منصور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.269‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬نطاق نظرٌة التعسف فً استعمال الحق ‪.‬‬

‫إن تحدٌد نطـاق نظرٌة التعسؾ فً استعمـال الحق هو مـا ٌقتضً تحدٌد المحل الذي ٌرد علٌه‬

‫التعسؾ ‪ ،‬و فً هذا الشؤن نجد اتجـاهٌن ‪ ،‬أولهمـا إلى التضخٌم من نطـاق هذه النظرٌة بسبط‬

‫محل التعسؾ إلى الحرٌات أو الرخص العامة كالحقوق سواء بسواء ‪ 41،‬و الثانً إلى التضٌٌق‬

‫‪ ،‬باستبعـ اد بعض الحقوق و هذا بالمعنى مما ٌجعلها حقوقا مطلقة أو تقدٌرٌة ‪ ،‬فنعرض‬

‫لمناقشة اإلتجاهٌن و تحدٌد محل التعسؾ على ضوء ذلك‪.‬‬

‫‪ ‬أوال ‪ :‬التعسف ٌرد على استعمال الحقوق دون ممارسة الحرٌات أو الرخص‬

‫العامة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ٌرى جانب كبٌر من الفقه إلى أن التعسؾ ال ٌكون إال بالنسبة للحقوق بالمعنى الدقٌق‪.‬‬

‫فإن نظرٌة التعسؾ فً استعمال الحق‪ ،‬تقتصر على الحقوق ‪ ،les droits‬دون الحرٌات ‪les‬‬

‫‪ ،libertés‬أو الرخص ‪. les facultés‬‬

‫‪ -41‬حسين كيرة‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.874‬‬


‫‪ -42‬محمد حسن قاسم ‪ ،‬مدخل لدراسة القانون القاعدة القانونية ‪ ،‬نظرية الحق ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‬
‫‪ ، 2227‬ص ‪.546‬‬
‫و ٌقصد بالحقوق فً نطاق التعسؾ‪ ،‬الحقوق المعٌنة أو المحددة‪ .‬فالتعسؾ ٌرد على استعمال‬

‫الحقوق وحدها ‪ .‬أما الرخص فبل حاجة إلى فكرة التعسؾ فً ترتٌب مسإولٌة ٌباشرها عن‬

‫الضرر الذي ٌلحق الؽٌر من جراء ذلك‪.‬‬

‫ٌقصد بالحق فً هذا الصدد ‪ ،‬كحق شخص فً ملكٌة عٌن من األعٌان ‪ ،‬أو حقه فً اقتضاء‬

‫دٌن من الدٌون ‪ ،‬أو حقه فً طبلق زوجته‪.‬‬

‫و بذلك ٌفترق الحق عن الرخص أو الحرٌات العامة التً تفترض ثبوت حرٌات معٌنة لكافة‬

‫الناس دون أن ٌستؤثر أحد بها ‪ ،‬دون ؼٌره من الناس ‪ ،‬كحرٌة الرأي ‪ ،‬و حرٌة االجتماع ‪ ،‬و‬

‫‪43‬‬
‫حرٌة التعاقد و التملك‪.‬‬

‫و فً هذه الحالة األخٌرة‪ ،‬إذا ما وقع من الشخص انحراؾ فً سلوكه‪ ،‬عندما ٌستعمل رخصة‬

‫‪44‬‬
‫من الرخص‪ٌ ،‬كون قد أخطؤ خطؤ عادٌا ٌلزمه التعوٌض‪.‬‬

‫و هذه الرخص ‪ ،‬أو اإلباحات ‪ ،‬ال حاجة إلى فكرة التعسؾ فٌها لتؤمٌن الؽٌر ‪ ،‬ما ٌنجم من‬

‫‪45‬‬
‫ضرر عن استعمال الناس لها ‪ ،‬ألن أحكام المسإولٌة المدنٌة تتكفل بذلك على خٌر وجه‪.‬‬

‫‪ -43‬توفيق حسن فرج ‪ ،‬مدخل العموم القـانونية النظرية العـامة لمقـانون‪ ،‬نظرية العـامة لمحـق‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬بدون طبعة‪،‬‬
‫دار الجامعية ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1988‬ص ‪.856‬‬
‫‪ -44‬نبيل ابراىيم سعد ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.328‬‬
‫‪ -45‬عصام أنور سميم ‪،‬أسس الثقافية القـانونية في نظرية القانون و الحق و العقد ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،1997 ،‬ص‪.268‬‬
‫القول بعدم الحاجة إلى فكرة التعسؾ فً الرخص ‪ ،‬أو اإلباحات‪ ،‬إكتفاء بتطبٌق أحكام‬

‫المسإولٌة المدنٌة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫و هذا ٌستهدؾ من هذه النظرٌة بسبط الرقابة على كافة التصرفات القانونٌة ‪.‬‬

‫و ٌرد علـى هذا اإلتجاه نقد جوهري‪ ،‬أن قواعد المسإولٌة المدنٌة تظل حبٌسة مجـال وقوع‬

‫الضرر ‪ ،‬بسبب إسـاءة استعمـال الحق الخاص ‪ ،‬أو الحق العام ‪ ،‬الذي ٌقال له اإلباحة ‪ ،‬أو‬

‫الحرٌة ‪.‬‬

‫من خبلل ما جاء به الفقه تظل فكرة المسإولٌة المدنٌة قاصرة على أن تلعب الدور الوقابً ‪،‬‬

‫الذي تإدٌه فكرة عدم جواز التعسؾ فً استعمال الحق ‪ ،‬الخاصة فً استعمال الحرٌات من‬

‫خبلل منع صاحب الحق أو الحرٌة من أن ٌستعملها‪.‬‬

‫باعتبار إ ذا كانت النظرٌة ال تعنى بالحقوق فً المعنى القانونً فحسب‪ ،‬مما ٌستبعد من نطاق‬

‫تطبٌقها‪.‬‬

‫تلك الحرٌات أو الرخص العامة التً قد تعتبر حقوق فً المعنى السٌاسً أو الفلسفً ال فً‬

‫المعنى القانونً و هذا ما أدى إلى ظهور اتجاه آخر‪.‬‬

‫‪ -46‬محمد حسن منصور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.259‬‬


‫‪ ‬ثانٌا ‪ :‬التعسف ٌرد على استعمال كافة الحقوق رفض فكرة حقوق المطلقة أو‬

‫التقدٌرٌة‪.‬‬

‫و هذا إذا كـان التعسؾ ال ٌرد إال علـى استعمـال الحق ‪ ،‬دون ممـارسة الحرٌـات ‪ ،‬أو‬

‫الرخص العـامة ‪ ،‬على نحو السـابق بٌـانه ‪ ،‬و هذا ما أدى إلى التساإل و البحث عما إذا كان‬

‫التعسؾ ٌرد على استعمال كافة حقوق ‪ ،‬دون تمٌز ‪ ،‬أو ٌرد على استعمال بعضها ‪ ،‬دون‬

‫البعض اآلخر‪.‬‬

‫فهً تمتد لتشتمل الحقوق ‪ ،‬و الرخص على حد سواء ‪ ،‬فالتعسؾ صورة خاصة من صور‬

‫الخطؤ‪ ،47‬و هذا ما ٌسٌر علٌه القضاء ‪ ،‬فهذه الرخصة و إن كانت من الحقوق التً تثبت‬

‫للكافة‪ .‬إال أنه ال ٌسوغ لمن ٌباشره اإلنحراؾ عما شرع له ‪ ،‬و استعماله استعماال كٌدٌا ابتؽاء‬

‫مضارة الؽٌر ‪ ،‬إال حقوق مساءلته عن تعوٌض األضرار التً تلحق الؽٌر بسبب إساءة‬

‫استعمال الحق‪.‬‬

‫و ذهب جانب من الفقه إلى عدم سرٌان نظرٌة التعسؾ بالنسبة لطابفة معٌنة من الحقوق ‪ ،‬و‬

‫هً ما ٌطلق علٌها بالحقوق التقدٌرٌة أو المطلقة ‪ ،‬و هً التً ٌكون لصاحبها مطلق التقدٌر فً‬

‫استعمالها ‪ ،‬تحكمه فً ذلك دوافع شخصٌة محضة ال ٌستطٌع القاضً أن ٌراقبها أو أن ٌناقش‬

‫هذا التقدٌر ‪ ،‬من ذلك حق الشرٌك على الشٌوع فً طلب القسمة و الحق األدبً للمإلؾ‪.‬‬

‫‪ -47‬محمد حسن منصور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.272‬‬


‫و ممـا ٌإكد إلـى تعمٌـم فكرة عدم جواز التعسؾ علـى الحقوق بؤنواعهـا المختلفة ‪ ،‬و حقوقا‬

‫‪48‬‬
‫خاصة و حقوقا عامة أو حرٌات ‪ ،‬و أدلتها األصلٌة‪.‬‬

‫و أوضح مراد سٌد أحمد أن نطاق تطبٌق مبدأ إساءة استعمال الحق لٌس مقصورا على الحقوق‬

‫الناشبة عن التزامات ‪ ،‬بل ٌمتد إلى قانون‪ 49‬سواء فً ذلك القانون المدنً ‪ ،‬أو القانون التجاري‬

‫‪ ،‬أو قانون المرافعات ‪ ،‬و ذهب إلى أبعد من ذلك قاببل بؤن إساءة استعمال الحق ال تقتصر‬

‫على القانون الخاص وحده ‪ ،‬بل تستعمل القانون العام أٌضا‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫إذ ٌمكن القول بؤن هناك إساءة استعمال حق الحرٌة أو حق االجتماعات ‪...‬‬

‫و الواقع أن هذه الحقوق لٌست محبل إلجماع الفقه ‪ ،‬فإذا كان بعض الفقه الفرنسً ٌقر بوجود‬

‫هذه الحقوق التقدٌرٌة فإنه ٌعترؾ فً ذات الوقت بؤنها ال توجد إال بصفة استثنابٌة‪.‬‬

‫‪ -48‬عصام أنور سميم ‪ ،‬المرجع السابق ‪.272 ،‬‬


‫‪ -49‬مراد سيد أحمد ‪ ،‬في مناقشات المجنة في مجموعة التحضرية لمقانون المدني ‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫‪ -50‬مراد سيد أحمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫كما انتهى الفقه المصري إلى رفض فكرة الحقوق المطلقة أو التقدٌرٌة ‪ ،‬تؤسٌسا على أنها تمثل‬

‫بقاٌا النزعة الفردٌة القدٌمة المتطرفة التً كانت تجعل لصاحب الحق حصانة مطلقة فً‬

‫‪51‬‬
‫استعمال لحقه‪.‬‬

‫و هذا باعتبار أنها ال تستقٌم مع نصوص القانون المصري ‪ ،‬أو اللبنانً ‪ ،‬و التً تجعل من‬

‫تحرٌم التعسؾ فً استعمال الحق مبدأ عاما ٌنطبق على كافة الحقوق دون قٌد ‪.‬‬

‫و يقول فتحي الدريني ‪" :‬إْ ٔظش‪٠‬ت اٌخؼغف ف‪ ٟ‬اٌشش‪٠‬ؼت اإلعالِ‪١‬ت حشًّ ف‪ٔ ٟ‬طبق حطب‪١‬م‪ٙ‬ب‬

‫‪52‬‬
‫اٌحم‪ٛ‬ق ‪ ٚ‬اإلببحبث"‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫كما ٌرى البعض أنها نظرٌة ترد على إستعمال الحق و السلطة سواء‪.‬‬

‫و علٌه فإن نظرٌة التعسؾ هً نظرٌة عامة تشمل فً تطبٌقها ‪:‬‬

‫‪ ‬الحقوق المإسسة على إباحة أصلٌة‪.‬‬

‫‪ ‬الحقوق أو السلط المإسسة على إباحة استثنابٌة ‪ ،‬فً القانون الخاص و العام‪.‬‬

‫‪ -51‬حسن كيرة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.786‬‬


‫‪ -52‬تحسين درويش‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ -53‬إسحاق ابراىيم منصور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫لكن ٌرى أن التعسؾ صحٌح ٌرد على استعمال الحق و السلطة ‪ ،‬إال أن المعاٌٌر تختلؾ فً‬

‫القانون الخاص عنها فً العام‪.‬‬

‫كما تؤخذ فً القانون العام اسم ‪ ( :‬نظرٌة اإلنحراف) ‪.54‬‬

‫كما أثر المشرع الجزابري فً القانون المدنً ‪ ،‬و الدستور الجزابري ‪ ،‬أن التعسؾ نظرٌة‬

‫عامة تشمل فً تطبٌقها القانون الخاص و القانون العام ‪ ،‬أي الحقوق و اإلباحات‪.‬‬

‫‪ -54‬تحسين درويش ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.81‬‬


‫المطلب الثانً ‪ :‬تطبٌق نظرٌة التعسف فً استعمال الحق‬

‫ازدهرت نظرٌة التعسؾ فً استعمال الحقوق فً القضاء ‪ ،‬باعتبار أن من إستعمل حقه‬

‫استعماال مشروعا ال ٌكون مسإوال عما ٌنشؤ عن ذلك من ضرر ‪ ،‬و هذا باعتبار أن مناط‬

‫المسإولٌة عن تعوٌض الضرر لوقوع الخطؤ ‪ ،‬و إنه ال خطؤ فً استعمال صاحب الحق لحقه‬

‫فً جلب المنفعة المشروعة ‪ ،‬و أن استعمال الحق ال ٌكون ؼٌر مشروع إال إذا لم ٌقصد به‬

‫سوى اإلضرار بالؽٌر و هو ما ال ٌتحقق إال بإنتفاء مصلحة من استعمل الحق ‪ ،55‬و حق‬

‫التقاضً و الدفاع عن الحقوق المباحة‪.‬‬

‫و ال ٌسؤل من ٌلج أبواب القضاء تمسكا أو زودا عن حق ٌدعٌه لنفسه ‪ ،‬إال إذا ثبت انحرافه‬

‫عن الحق المباح إلى الخصومة و الحنث ‪ ،‬مع وضوح حق ابتؽاء اإلضرار بالخصم‪.‬‬

‫و لهذا كـان مجـال تطبٌق نظرٌة التعسؾ فً استعمـال الحق ‪ٌ ،‬قتصر على مجـال تطبٌقهـا‬

‫قضابٌـا ‪ ،‬و هذا على أسـاس أن العدالة قـابمة على إقرار التوازن بٌن الحق و الواجب‪.‬‬

‫و ٌتسع مجال تطبٌق نظرٌة التعسؾ فً استعمال الحق فً الفقه اإلسبلمً‪ ،‬حٌث تشمل جمٌع‬

‫الحقوق سواء حقوق عامة أو خاصة ‪.‬‬

‫‪ -55‬محمد حسن منصور ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.256‬‬


‫و تطبق على أصحـاب السلطـات و الوالٌـات سواء كانت خاصة كسلطة الزوج على زوجته أم‬

‫كانت عامة كسلطة القاضً‪ ،56‬فإذا أساء أي من هإالء فً إستعمال السلطة منع و ٌلزم‬

‫تعوٌض‪.‬‬

‫و لذلك أنشبت والٌة المظالم للحد من تعسؾ الوالة و األمراء و إنصاؾ الرعٌة إذا أساءوا‬

‫استعمال سلطتهم‬

‫أوال ‪ :‬تطبٌقات فكرة التعسف فً القضاء الفرنسً‪.‬‬

‫كـان هـذا العهد مشبعـا بروح الفـردٌة التــً نتجـت عن الثـورة الفـرنسٌة ‪ ،‬و شــاع مبدأ‬

‫سلطان اإلرادة ‪ ،‬و ٌودي بحقوق اإلنسان ‪ ،‬و أصبح األفراد هم الذٌن ٌحكمون عبلقتهم‬

‫بؤنفسهـم دون حـــاجة إلـى تدخل المشرع للحد من حرٌــاتهم ‪ ،‬و ممــارستهم حقوقهم ‪ ،57‬و‬

‫بانتصار الثورة الفـرنسٌة تحقق انتصار المذهب الفـردي فانتشرت النظـرٌة فً هذه الفتـرة ‪ ،‬و‬

‫بذلك لـم ٌتحدث أحد من الفقهـاء خــبلل هذه الفتـرة عن نظرٌـة التعسؾ ‪ ،‬و سـاعد كل هذا أن‬

‫النظرٌة لم تجمع شتاتهـا ‪ ،‬و لم تضع ال فً القانون الرومانً و ال فً القانون الفرنسً القدٌم ‪.‬‬

‫و بذلك كان للفقه و القضاء فً فرنسا فضبل فً إحٌاء مبدأ تحرٌم التعسؾ‪.58‬‬

‫‪ -56‬محمد الصغير بعمي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.186‬‬


‫‪ -57‬جالل حمزة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -58‬السيروري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.836‬‬
‫فإن الفقه منذ أن صـاغ نظرٌة التعسؾ‪ ،‬و نسق بٌن أجزابها أنار السبٌل للقضاء‪ .‬فصار ٌمشً‬

‫على مدى و كثرت األحكام و التطبٌقات القضابٌة ‪ ،‬و علٌه فقد أثر القضاء فً الفقه و تؤثر به‪.‬‬

‫‪ ‬ذهبت محكمة كولمــار فً حكمها الصـادر فً ‪ 2‬ماٌو ‪ ،59 5511‬بالحكم بإدانة‬

‫مـالك أقام فوق سطح منزله مدخنة ‪ ،‬و كان ؼرضه الوحٌد من إقـامتها حجب النور عن جاره‬

‫بدون فابدة تعود علٌه‪.‬‬

‫و من حٌث أن المبـادئ العامة تقضً بؤن حق الملكٌة هو على وجه مطلق‪ٌ ،‬بٌح للمالك أن‬

‫ٌنتفع بشًء و أن ٌستعمله وفقا لهواه ‪ ،‬و لكن استعمال هذا الحق كاستعمال أي حق آخر ٌجب‬

‫أن ٌكون حده هو استٌفاء مصلحة جدٌة مشروعة‪.‬‬

‫‪ ‬و أن مبادئ األخبلق و العدالـة لتتعارض مع تؤٌٌد القضاء للدعوى ٌكون‬

‫البـاعث علٌها رؼبة شرٌرة ‪ ،‬دعوى ال تبررهـا أٌة منفعة شخصٌة ‪ ،‬و هً تلحق بالؽٌر أذى‬

‫جسمـا و بناء على هذه الحالة ٌجوز للمحكمة أن تقضً بإزالة المدخنة مع التزام المالك‬

‫بتعوٌضات ‪.‬‬

‫‪ -59‬السيوري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.837‬‬


‫‪ ‬و توالت أحكام القضاء الفرنسً و اعتبر المالك متعسفا فً استعمال حقه بإقامة‬

‫فواصل خشبٌة كبٌرة على حدود ملكه‪ ،60‬أو شجٌرات كثٌفة ‪ ،‬أو حــابط من اإلسمنت المسلح ‪،‬‬

‫أو استبدال حابط بشبكة حدٌدٌة لمجرد حجب النور أو الهواء أو الرإٌة عن نوافذ الجار‪،61‬‬

‫أمــا إذا أقام الحابط لٌستر من أن ٌطل الجار على داره أو على حدٌقته فبل تعسؾ و ال‬

‫تعوٌض‪.‬‬

‫‪ ‬امتدت التطبٌقـات ‪ ،‬و شملت حق التقـاضً فً رفع الدعـاوى ‪ ،‬فإن استعمل هذا‬

‫الحق استعماال كٌدٌا ابتؽـاء مضـارة الخصم أو كانت الدعوى منطوقة على روح االنتقـام أو‬

‫بقصد عرقلة تنفٌذ الحكم‪ ،62‬أو لمجرد الطٌش و عدم التبصر فً استعمـال حق التقـاضً ‪ ،‬بل‬

‫و ٌكتفً القضـاء بسوء النٌة ‪ ،‬أو التهـور ‪ ،‬أو خفة فً رفـع الدعوى التً ٌبدو فً أول وهلة‬

‫أنه ال ٌحق رفعهـا أو ٌكون صـاحب الدعوى قد رفعهـا من قبل و خسرها ‪ ،‬ثم كرر رفعها‬

‫ثانٌة ‪ ،‬فإنه ٌعد تعسفا فً حق التقاضً‪.‬‬

‫‪ -60‬محمد صبري السعيدي المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.52‬‬


‫‪ -61‬بمحاج العربي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -62‬بمجاج العربي ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ ‬و تحٌط نظرٌة التعسؾ ‪ ،‬بالحقـوق العقدٌة ‪ ،‬و ٌعتبر تعسؾ صـاحب العمل فً‬

‫فصل العـامل لدٌه ‪ ،‬أهم تطبٌق لها ‪ ،‬فً هذه الحقوق ‪ ،‬و إن كان التعسؾ ‪ٌ ،‬مكن أن ٌشوب‬

‫إنهاء كافة العقود ؼٌر محدودة المدة‪.63‬‬

‫‪ ‬ثانٌا ‪ :‬تطبٌقات فكرة التعسف فً القضاء المصري ‪.‬‬

‫‪ ‬التعسؾ فً حق اللجوء للقضــاء فحق اإللتجــاء إلى القضاء مقٌد بوجود‬

‫مصلحة جدٌة و مشــروعة ‪ ،‬كون المدعـً مبطبل فً دعــواه ‪ ،‬و لم ٌقصد بمـا سوى مضارة‬

‫خصمه و نكــاٌة به ‪ ،‬خطؤ ٌستوجب مساءلته و الحكم علٌه بالتعوٌض‪.64‬‬

‫‪ ‬المادة ‪ 202‬من القانون المدنً المصري فً فقرتها الثانٌة تقضً بؤنه إرا وبْ‬

‫اٌخٕف‪١‬ز اٌؼ‪ ٟٕ١‬إس٘بق ٌٍّذ‪ ٓ٠‬جبص ٌٗ أْ ‪٠‬مخظش ػٍ‪ ٝ‬دفغ حؼ‪٠ٛ‬غ ٔمذ‪، ٞ‬إرا وبْ رٌه ال ‪ٍ٠‬حك‬

‫ببٌذائٓ ػشسا جغ‪ّ١‬ب‪.65‬‬

‫فالقـانون المصـري إذن ٌجٌز للمدٌن أن ٌعرض أداء تعـوٌض نقدي ‪ ،‬بدال من تنفٌذ إلتزامه‬

‫تنفٌذا علنٌــا فً حــالة التً ٌإدي فٌها التنفٌذ العٌنً إلى إرهاق المدٌن ‪ ،‬و ال ٌترتب علـى‬

‫العدول عنه إلى التعوٌض النقدي ضرر جسٌم للدابن‪.‬‬

‫‪ -63‬محمد جمال الدين زكي ‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة االلتزامات في القانون المدني المصري ‪ ،‬ص ‪.525‬‬
‫‪ -64‬ابراىيم سيد أحمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -65‬عصام أنور سميم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.273‬‬
‫فهنا ٌدرأ المشرع التعسؾ قبل وقوع الضرر و ٌحول دون تسببه فً الضرر للمدٌن من جراء‬

‫مطالبة الدابن تعسفـا بالتنفٌذ العٌنً فً ؼٌر مصلحة جدٌة ‪ ،‬بدلٌل أن االقتصـار علـى حصوله‬

‫على تعوٌض نقدي ال ٌلحق به ضررا جسٌما‪.‬‬

‫‪ ‬المـادة ‪ 2/ 555‬من القانون المدنـً المصري من عدم جـواز أن ٌهدم مـالك‬

‫الحابط‪.66‬‬

‫فهنـا النص شـرع جزاء وقابٌـا ٌبرأ التعسؾ من المـالك فً استعمـال حق ملكٌته لحـابط الذي‬

‫ٌستتر به ملك الجـار من خبلل الحٌلولة بٌن مالك الحابط و هدمه أصبل ‪ ،‬بحٌث ٌكون احترام‬

‫مالك الحابط لما ٌوجبه مبدأ عدم جواز التعسؾ فً استعمال الحق‪.‬‬

‫‪ ‬التعسؾ فً توجٌه الٌمٌن الحـاسمة ‪ ،‬و التعسؾ فً الدفع بعدم التقٌٌد ‪ ،‬و فً‬

‫حق الملكٌة ‪ ،‬و الحقوق المتفرعة عنه ‪ ،‬و كذا فً نطاق قوانٌن ‪ ،‬إٌجار األماكن ‪ ،‬و نطاق‬

‫العقود‪.‬‬

‫التعسؾ فً حق اإلببلغ و فً اإلنكــار و فً حق النقد ‪ ،‬و التعسؾ فً قـوانٌن العمل ‪.67‬و‬

‫كذلك المـادة ‪5011‬من القـانون المدنً المصـري و التً تنص على أن " ٌّــبٌه اٌؼمبس‬

‫اٌّشحفك بٗ أْ ‪٠‬خحشس ِٓ األسحفـبق وٍٗ أ‪ ٚ‬بؼؼٗ إرا فمذ اإلسحفــبق وً ِٕفؼت ٌٍؼمــبس اٌّشحفك‬

‫‪ -66‬عصام أنور سميم ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.273‬‬


‫‪ -67‬ابراىيم سيد أحمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.135-81‬‬
‫أ‪٠ ٌُ ٚ‬خبك ٌٗ غ‪١‬ش فبئذة ِحذ‪ٚ‬دة ال حخٕــبعب اٌبخت ِغ األػبــبء اٌ‪ٛ‬الؼت ػٍ‪ ٝ‬اٌؼمــبس اٌّشحفك‬

‫بٗ "‪.68‬‬

‫‪ ‬إن المشرع المصـري بوضعه هذه القواعد التـً تحدد اإلطار المشروع‬

‫الستعمال الحق فً صدر التقنٌن المدنً بدل داللة قاطعة على عمومٌة تطبٌقها و بسط سلطانها‬

‫على استعمال الحق أٌا كان مصدره و أٌا كانت طبٌعته و أٌا كان الفرع الذي ٌنتمً إلٌه ‪.‬‬

‫فنظرٌة التعسؾ فً استعمال الحق طبقت فً مصر من خبلل مجـال األحوال العٌنٌة و‬

‫األحوال الشخصٌة ‪ ،‬و مجال القواعد الموضوعٌة ‪ ،‬و القواعد اإلجرابٌة فً القانون الخاص و‬

‫فً القانون العام‪.‬‬

‫‪ ‬ثالثا ‪ :‬تطبٌقات فكرة التعسف فً القضاء الجزائري ‪.‬‬

‫لقد أخذ القانون الجزابري بنظرٌة التعسؾ فً استعمال الحق و هو ما ذهبت إلٌه‪:‬‬

‫‪ ‬المادة ‪ 476‬من القانون المدنً حٌنما نصت على ما ٌؤتً ‪:‬‬

‫"اٌٍّى‪١‬ت ٘‪ ٟ‬حك اٌخّخغ ‪ ٚ‬اٌخظشف ف‪ ٟ‬األش‪١‬بء بششؽ أْ ال ‪٠‬غخؼًّ اعخؼّبال ححشِٗ اٌم‪ٛ‬أ‪ٓ١‬‬

‫‪ ٚ‬األٔظّت "‪.69‬‬

‫‪ -68‬نبيل ابراىيم سعد ‪ ،‬الحقوق العينية األصمية ‪ ،‬أحكاميا ‪ ،‬و مصادرىا ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪، 1999 ،‬‬
‫ص ‪.95‬‬
‫فمضمون حق الملكٌة مثبل ٌتكون من سلطات االستعمال و االستؽبلل و التصرؾ ‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬ملكٌة دار ٌتمثل مضمون حق مالك الدار فً السلطات التالٌة ‪:‬‬

‫‪‬االستعمال ‪ٌ :‬ستطٌع مالك الدار أن ٌتخذها مسكنا له‪.‬‬

‫‪‬االستغالل ‪ٌ :‬ستطٌع مالك الدار أن ٌإجرها لؽٌره بمقابل‪.‬‬

‫‪‬التصرف ‪ٌ :‬ستطٌع مالك الدار أن ٌهبها أو ٌبٌعها لؽٌره ‪.‬‬

‫فإذا تجاوز صاحب الحق هذه السلطات الثبلث ٌكون قد خرج عن حدود حقه و ٌعتبر متعسفا‪.‬‬

‫‪ ‬و كذا المادة ‪ 474‬التً ورد فٌها ‪ٌّ " :‬ــبٌه اٌش‪ٟ‬ء اٌحك ف‪ ٟ‬وً رّــبسٖ‬

‫ِٕخجــبحٗ ٍِحمبحٗ ِــب ٌُ ‪ٛ٠‬جذ ٔض أ‪ ٚ‬احفــبق ‪٠‬خبٌف رٌه "‪.‬‬

‫‪ ‬و قد جاء فً المادة ‪ 410‬من القانون المدنً الجزابري ‪٠" :‬جب ػٍ‪ ٝ‬اٌّــبٌه أْ‬

‫‪٠‬شاػــ‪ ٟ‬ف‪ ٟ‬اعخؼّــبي حمٗ ِب حمؼ‪ ٟ‬بٗ اٌخشش‪٠‬ؼــبث اٌجــبس‪ ٞ‬ب‪ٙ‬ب اٌؼًّ اٌّخؼٍمت ببٌّظٍحت‬

‫اٌؼــبِت أ‪ ٚ‬اٌّظٍحت اٌخبطت ‪ ٚ ،‬ػٍ‪ ٗ١‬أ‪٠‬ؼــب ِشاػبة األحىــبَ ا‪٢‬ح‪١‬ت ‪ :‬حك اٌّّش ‪ ،‬ػٍك ‪،‬‬

‫حجب‪ٚ‬ص ِؼــبس اٌجــ‪ٛ‬اس اٌّـــأٌ‪ٛ‬فت ‪ ،‬ل‪ٛ١‬د حك اٌٍّى‪١‬ت‪.70‬‬

‫‪ -69‬محمد الصغير بعمي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.181‬‬


‫‪ -70‬أحمد لعور ‪ ،‬نبيل صقر ‪ ،‬القانون المدني نصا و تطبيقا ‪،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار اليدى عين مميمة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪.271‬‬
‫من المقرر قانون أنه ٌجب على المالك أن ٌراعً فً استعمال حقه ما تقضً به التشرٌعــات‬

‫الجــاري بها العمل و المتعلقة بالمصلحة العـامة أو المصلحة الخـاصة و أن ال ٌتعسؾ فً‬

‫استعمال حقه إلى حد ٌضر بملك الجار و لٌس للجار أن ٌرجع على جـاره فً مضار الجوار‬

‫المؤلـوفة ؼٌر أنه ٌجوز أن ٌطلب إزالة المضار إذا تجاوزت الحد المؤلوؾ ‪.‬‬

‫و لمــا كـان ثابتـا فً قضٌة الحـال أن جٌران المدعً تضرروا من ؼلق الممر المإدي لمنزلهم‬

‫من طرؾ المدعً المـالك ممـا ألزمهم بالدخول إلى منــازلهم مرورا بطرٌق بعٌد و بالتالً‬

‫ٌكون المالك قد تجاوز فً استعمال حقه ‪.‬‬

‫أما فٌما ٌخص التعسؾ حق الملكٌة ‪ ،‬أن عدم جواز نزع الملكٌة جبرا إال بشرط‬ ‫‪‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 477‬من القانون المدنً الجزابري ‪ ،‬أنه ال ٌجوز حرمات أحد من ملكٌته إال فً‬

‫األحوال و الشروط المنصوص علٌها فً القانون ؼٌر أن لئلدارة الحق فً نزع جمٌع الملكٌة‬

‫العقارٌة أو بعضهـا ‪ ،‬أو نزع الحقوق العٌنٌة العقارٌة للمنفعة العامة ‪ ،‬مقابل تعوٌض منصؾ‬

‫و عادل‪.71‬‬

‫إذن فالنص ٌبرز الحماٌة المقررة لحق الملكٌة ضد اعتداء اإلدارة ‪ ،‬و لكن استثناء ٌجوز‬

‫حرمان الشخص من ملكٌته ‪ ،‬إذا توفرت شروط ثبلثة و هً ‪:‬‬

‫‪ -71‬ىجيرة دنوني بن شيخ الحسن ‪ ،‬موجز المدخل لمقــانون النظرية العـــامة لمقـانون و النظرية العـامة لمحق ‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق ‪ ،‬تممسان ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬ص‪.195‬‬
‫‪ ‬وجود نص فً القانون ٌبٌح نزع الملكٌة‪.‬‬

‫‪ ‬اتباع اإلجراءات البلزمة بٌان المشروع المعتبر من قبل المنفعة العامة‪.‬‬

‫‪ٌ ‬جب أن ٌعوض المالك عن ملكٌته تعوٌضا عادال‪.‬‬

‫إلى جــانب مـا تقضً به المــادة ‪ 026‬من القانون المدنً الجزائري ‪ " :‬غ‪١‬ش‬

‫أٔٗ ٌ‪١‬ظ ٌّــبٌه اٌحــبئؾ أْ ‪ٙ٠‬ذِٗ ِخخبسا د‪ ْٚ‬ػزس لــبٔ‪ ٟٔٛ‬إْ وــبْ ٘زا ‪٠‬ؼش اٌجــبس اٌز‪ٞ‬‬

‫‪٠‬غخخش ٍِىٗ ببٌحــبئؾ "‪.‬‬

‫و مــا تقضــً به المــادة ‪ 662‬من القــانون المدنــً الجزائري ‪ " :‬أٔٗ ‪٠‬ج‪ٛ‬ص‬

‫ٌّبٌه اٌؼمبس اٌّخفك بٗ أْ ‪٠‬خحشس ِٓ االسحفبق وٍٗ أ‪ ٚ‬بؼؼٗ إرا فمذ االسحفبق وً ِٕفؼت ٌٍؼمبس‬

‫اٌّشحفك ٌٗ ع‪ ٜٛ‬فبئذة ِحذ‪ٚ‬دة ال حخٕبعب ِغ األػببء اٌ‪ٛ‬الؼت ػٍ‪ ٝ‬اٌؼمبس اٌّشحفك بٗ "‪.‬‬

‫مــا تقضــي به المــادة ‪ 025‬من القــانون المدنــي الجزائـري‪ ِٓ " :‬أٔٗ ٌٍّبٌه إرا‬

‫وبٔج ٌٗ ِظٍحت جذ‪٠‬ت ف‪ ٟ‬حؼٍ‪١‬ت اٌحبئؾ اٌّشخشن أْ ‪٠‬ؼٍ‪ ٗ١‬بششؽ أْ ال ‪ٍ٠‬حك بشش‪٠‬ىٗ ػشسا‬

‫بٍ‪١‬غب ‪ ٚ ،‬ػٍ‪ ٗ١‬أْ ‪٠‬خحًّ ‪ٚ‬حذٖ ٔفمت اٌخؼٍ‪١ّ١‬ت‪"...‬‬


‫و مــا تقضــً به المادة ‪ 232‬القــانون المدنــً الجزائري من أنه " ‪٠‬جب ػٍ‪ٝ‬‬

‫اٌّـبٌه أال ‪٠‬خؼغف ف‪ ٟ‬اعخؼّـبي حمٗ إٌ‪ ٝ‬حذ ‪٠‬ؼش بٍّه اٌجـبس ‪١ٌ ٚ ،‬ظ ٌٍجـبس أْ ‪٠‬شجغ ػٍ‪ٝ‬‬

‫جبسٖ ف‪ِ ٟ‬ؼـبس اٌج‪ٛ‬اس اٌّأٌ‪ٛ‬فت ‪ ،‬غ‪١‬ش أٔٗ ‪٠‬ج‪ٛ‬ص أْ ‪٠‬طٍب إصاٌت ٘زٖ اٌّؼبس إرا حجب‪ٚ‬صث‬

‫اٌحذ اٌّأٌ‪ٛ‬فت ‪ ٚ‬ػٍ‪ ٝ‬اٌمبػ‪ ٟ‬أْ ‪٠‬شاػ‪ ٟ‬ف‪ ٟ‬رٌه اٌؼشف ‪ ٚ‬ؽب‪١‬ؼت اٌؼمبساث ‪ِٛ ٚ‬لغ وً ِٕ‪ٙ‬ب‬

‫ببٌٕغبت إٌ‪ ٝ‬ا‪٢‬خش‪ ٚ ٓ٠‬اٌغشع اٌز‪ ٞ‬خظظج ٌٗ "‪.‬‬

‫إلــى جانب هذه التطبٌقـات ‪ٌ ،‬عد انهاء عقد العمل بؽٌر مبرر مشروع ‪ ،‬حقه فً تعوٌض ما‬

‫أصابه من ضرر مادي مباشر‪ ،72‬أو فصل رب العمل العامل بسبب انتمابه إلى نقابة أو‬

‫مشاركته فً إضراب ‪ ،‬أو بسبب تؤخره قلٌبل عن الوقت ‪ ،‬أو أنه أصبح ؼٌر قادر على العمل‬

‫‪ ،‬بسبب المرض الذي أصابه‪.‬‬

‫فكلها مواقؾ ٌكون فٌها رب العمل متعسفا فً استعمال حقه فً إنهاء العقد و تتحقق مسإولٌته‪.‬‬

‫كما وجد صدى لهذه الفكرة فً القانون الجنابً حٌث نص المشرع على تجرٌم و عقاب‬

‫صاحب الدار إذا أحرقها عمدا ‪، 73‬ألن ذلك الفعل و إن كان محله حقا من فروع حق الملكٌة‬

‫ٌجٌز له التصرؾ فً ملكه بالهدم أو اإلحراق مثبل ‪ ،‬إال أنه ٌنطوي على خطورة اجتماعٌة‬

‫‪ -72‬بمحاج العربي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.133‬‬


‫‪ -73‬إسحاق ابراىيم منصور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.009‬‬
‫تهدد المنازل المجاورة بالحرٌق و لهذا ٌعاقب على ذلك الفعل باإلعدام وفقا للمادة ‪ 211‬من‬

‫قانون العقوبات‪.‬‬

‫كما وجد صدى لهذه الفكرة فً قــانون األسرة ‪ ،‬من خبلل التعسؾ فً استعمــال الحقوق‬

‫الزوجٌة ‪ ،‬و كذا التعسؾ فً استعمــال الحق بٌن األصــول و الفروع ‪.‬‬

‫و أضـاؾ المشرع الجزابري فً أحكــام المادة ‪ 50‬من قانون األسرة الجزائري‪ ":‬إرا حبذ‬

‫حؼغف اٌـض‪ٚ‬س ف‪ ٟ‬اٌطالق فئٔٗ ‪٠‬حىُ ػٍ‪ ٗ١‬ببٌخؼ‪٠ٛ‬غ ػٓ اٌطالق اٌخؼغف‪."ٟ‬‬

‫و لقد جـاء فً مقتضى المادة ‪ 526‬مكرر من القانون المدنً الجزابري على اعتبار حـاالت‬

‫التعسؾ فً استعمـال الحق خطؤ ٌستوجب المسإولٌة ‪ .‬و لقد طبقت المحكمة العلٌـا ‪ ،‬من خبلل‬

‫قراراتها المتعددة ‪ ،‬مبدأ عدم التعسؾ فً إستعمال الحق‪.74‬‬

‫‪ -74‬محمد الصغير بعمي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.232‬‬


‫المبحث الثانً ‪ :‬األساس القانون لنظرٌة التعسف فً إستعمال الحق ‪.‬‬

‫كـان لئلختبلؾ فً تحـدٌد األسـاس القـانونً لنظرٌة التعسؾ فً استعمـال الحـق ‪ ،‬إنعكـاسـا ‪،‬‬

‫هو عٌنه الذي إختلؾ الفقه حولـه ‪ ،‬فلنرى ذلك بشـًء من التفصٌل ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اعتبار التعسف فً استعمال الحق من تطبٌقات الخطأ التقصٌري‪.‬‬

‫ٌرى هذا اإلتجاه أنه ٌجب تحدٌد ما إذا كان التعسؾ فً استعمال الحق ‪ ،‬صورة من صور‬

‫الخطؤ التقصٌري‪.‬‬

‫و ٌعتبر هذا اإلتجــاه الســابد فً الفقه الحدٌث إسنــاد التعسؾ إلــى فكرة خطؤ ‪ ،‬باعتباره بؤن‬

‫التعسؾ فً استعمال الحق ٌعد تطبٌقا عادٌا من تطبٌقات الخطؤ المرتب للمسإولٌة‬

‫التقصٌرٌة‪.75‬‬

‫إذ ٌذهب الفقه و القضاء الفرنسٌان الحدٌثان ‪ ،‬و أؼلب المإلفٌن العرب ‪ ،‬إلى إدخال نظرٌة‬

‫التعسؾ فً استعمال الحق فً نظام المسإولٌة التقصٌرٌة ‪ ،‬و ٌعتبر المتعسؾ قد أرتكب خطؤ‬

‫فً إستعمال حقه ‪ ،‬و ٌتحقق ذلك متى انحرؾ عن سلوك الرجل العادي‪.76‬و ذلك سواء كان‬

‫الخطؤ عمدي جسٌما ‪ ،‬أم ٌسٌرا ‪ ،‬ؼٌر أنه ٌمكن الرد على هذا بؤن التعسؾ قد ٌتحقق دون أن‬

‫‪ -75‬محمد حسين منصور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.255‬‬


‫‪ -76‬محمدي فريدة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.255‬‬
‫تتوافر مقومات الخطؤ ‪ ،‬و ذلك إذا ابتعد الشخص عن ؼاٌة الحق دون أن ٌكون مخطؤ و لو بذل‬

‫فً استعمال حقه حٌطة و التبصر التً ٌبذلها الرجل العادي ‪.‬‬

‫و كمـا فً هدم الحـابط الذي ٌحجب النـور عن الجـار ‪ ،‬فالخطـؤ ٌوجب المسإولٌة ‪ ،‬إذا سبب‬

‫ضررا للؽٌر ‪ ،‬و ٌوجب التعوٌض‪.77‬‬

‫سواء كان التعوٌض عٌنٌا بإزالة الشًء الذي ٌضر بالؽٌر ‪ ،‬أو التعوٌض التقدي‪.‬‬

‫و اعتبر السنهوري هذا اإلتجاه أنه تمٌز بالوضوح ‪ ،‬و بما ٌحققه من وحدة أحكام المسإولٌة‬

‫الناشبة عن ممارسة الرخص ‪ ،‬و تلك الناشبة عن إستعمال الحقوق ‪ ،‬و بما ٌسٌره من تحدٌد‬

‫معٌار التعسؾ باإلكتفاء برده إلى معٌار الخطؤ التقصٌري ‪ ،‬و هو االنحراؾ عن السلوك‬

‫المؤلوؾ لشخص العادي ‪.‬‬

‫و هناك قسما من الفقه رفض هذه الوجهة ‪ ،‬و اعتبر أن من الخطؤ الذهاب إلى اعتبار التعسؾ‬

‫فً استعمال الحق ‪ ،‬تطبٌقا للخطؤ العنصر المعروؾ ‪ ،‬من عناصر المسإولٌة التقصٌرٌة ‪ .‬و‬

‫أن فكرة التعسؾ ٌجب أن تقوم على قٌاس مسلك صاحب الحق فً استعمال حقه ‪ ،‬وفقا للؽاٌة‬

‫اإلجتماعٌة من الحق‪.78‬‬

‫‪ -77‬فتحي عبد الرحيم عبد اهلل ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.202‬‬


‫‪ -78‬عباس الصراف ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.009‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬إعتبار التعسف نوعا متمٌزا من الخطأ‬

‫و هذا اإلتجاه لم ٌخرج التعسؾ فً استعمال الحق كلٌة من نطاق المسـإولٌة التقصٌرٌة ‪ ،‬و‬

‫إنما أبقاها داخل هذا النطاق‪.‬‬

‫و أعتبر التعسؾ نوعا متمٌزا من الخطؤ ‪ ،‬أو خطؤ ذا طبٌعة خاصة ‪ ، suigeneris‬أي أنه‬

‫خطؤ مرتبط بروح الحق و ؼاٌته اإلجتماعٌة ‪ ،‬و هو ما ٌخرج به عن مدلول الخطؤ العادي‪،79‬‬

‫و ٌثٌر مشكلة ضمٌر جماعً ‪ ،‬ال مشكلة ضمٌر الفرد كالخطؤ التقلٌدي ‪.‬‬

‫فهو إذن خطؤ خاص أو خطؤ إجتماعً ‪ٌ ،‬تحقق باالنحراؾ عن ؼاٌة الحق اإلجتماعٌة‪.‬‬

‫و هذا ما أدى إلى القول باالعتراؾ بؤن هذا اإلتجاه ٌمثل خطوة تقدمٌة ‪ ،‬بالنسبة إلى اتجاه‬

‫تسوٌة التعسؾ بالخطؤ العادي ‪ ،‬و صلته بؽاٌة الحق ‪ .‬إال أن ما ٌعاب على هذا األساس‬

‫ٌنحصر فً توقفه فً منتصؾ الطرٌق و قعوده عن الوصول إلى نتٌجة الحتمٌة التً ٌقود إلٌها‬

‫منطق ‪.‬‬

‫و ٌبلحظ أن الفقه الفرنسـً نفسه قد انتهى إلى أن التعسؾ ال ٌقوم على أسـاس الخطؤ ‪ ،‬بل‬

‫ٌسؤل الشخص عن الضرر الذي ٌلحقه بالجار و لو لم ٌكن مخطؤ‪.‬‬

‫و ٌرى األستاذ على سميمان "اٌخؼغف ف‪ ٟ‬اعخؼّــبي اٌحك لذ اعخّذحٗ ل‪ٛ‬أ‪ٕٕ١‬ــب اٌؼشب‪١‬ت ِٓ‬

‫اٌشش‪٠‬ؼت اإلعالِ‪١‬ت أطـال ‪٘ ٚ ،‬زٖ اٌشش‪٠‬ؼت ال حم‪ ُ١‬اٌّغؤ‪١ٌٚ‬ت ف‪ ٟ‬حــبٌت اٌخؼذ‪ ٞ‬ػٍ‪ ٝ‬أعــبط‬

‫‪-79‬‬
‫حسن كيره ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.000-002‬‬
‫اٌخطأ بً حٕظش إٌ‪ٙ١‬ــب ٔظشة ِ‪ٛ‬ػ‪ٛ‬ػ‪١‬ت ‪ ...‬ف‪١‬ؼخبش اٌخؼغف ف‪ ٟ‬اعخؼّبي اٌحك ِغخمال ػٓ ٔظبَ‬

‫اٌّغؤ‪١ٌٚ‬ت اٌخمظ‪١‬ش‪٠‬ت "‪.80‬‬

‫و اعتباره تطبٌقا لقواعد العدالة‪ ،‬و مساءلة الشخص عنها إذا ترتب على هذه المبالؽة فً‬

‫استعمال الحق ضرر للؽٌر‪.81‬‬

‫فإذا كـان من الممكن إقامة الصورة األولى الواردة فً المادة ‪ 226‬مكرر من القـانون المدنً‬

‫الجزابري‪ ،‬الذي ٌعتبر فٌها الشخص متعسفا فً استعمـال حقه ‪ ،‬إذا قصد اإلضرار بالؽٌر ‪،‬‬

‫على أسـاس الخطؤ ‪ ،‬فإن الصورتٌن (الثانٌة و الثالثة)‪ ،‬الواردتٌن فً نفس المادة ‪ ،‬ال اعتبار‬

‫للخطؤ فٌهما بل ٌمكن إقامة التعسؾ فٌهما على أساس موضوعً فقط‪.‬‬

‫و أن هناك تقابل واضح بٌن اإلتجــاهٌن على مسإولٌة صاحب الحق عندما ٌتعسؾ فً‬

‫إستعماله‪ .‬و إن إختبلؾ إتجاهٌن منحصر فً أساس هذه المسإولٌة و نطاقها‪ .82‬فإن التعسؾ‬

‫فً إستعمــال الحق ما هو إال صورة من صور الخطـؤ التقصٌري ‪ ،‬و من تم فإن أســاس‬

‫نظرٌة التعسؾ فً إستعمال الحق هو المسإولٌة التقصٌرٌة ‪ ،‬و أن المعٌــار الذي ٌقاس به‬

‫التعسؾ هو المعٌار العام للخطؤ‪.‬‬

‫‪-80‬‬
‫عمي عمي سميمان ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪ -81‬محمدي فريدة زواوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫‪-82‬‬
‫نبيل ابراىيم سعد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.922‬‬
‫و هو الشخص المعتاد الذي ال ٌستعمل حقه بؽٌة اإلضرار بالؽٌر ‪ ،‬و الذي ال ٌستعمل حقه‬

‫تحقٌقا لمصالح تافهة ‪ ،‬هً أقرب إلى المصلحة الوهمٌة ‪ ،‬التً ال وجود لها ‪ ،‬كما أن الشخص‬

‫فً إستعمال حقه بقصد تحقٌق ؼرض ؼٌر مشروع ‪ ،‬فإذا انحرؾ الشخص فً استعماله لحقه‬

‫عن هذا السلوك كان متعسفا فً هذا اإلستعمال‪.‬‬

‫إذ ال ٌسمح القانون لشخص بؤن ٌستعمل حقه لئلضرار بؽٌره ‪ ،‬انطبلقا من اعتبارات المصلحة‬

‫اإلجتماعٌة و األؼراض التً من أجلها منع هذا الحق‪.‬‬

‫و مهما ٌكن من هذه األراء و األصداء التً حققتهـا ‪ ،‬فقد جرت التشرٌعـات المعاصرة ‪ ،‬فً‬

‫اتجاه اعتبار مبدأ التعسؾ فً إستعمال الحق ‪ ،‬مبدأ عاما ٌبسط على جمٌع نواحً القانون ‪ ،‬و‬

‫ال ٌقتصر على مشكلة المسإولٌة التقصٌرٌة‪.‬‬


‫المبحث الثالث ‪ :‬إثبات و جزاء التعسف فً إستعمال الحق ‪.‬‬

‫عرفنا أن الحق بؤنه إستبثــار ٌقره القانون لشخص ‪ ،‬و ٌكون له بمقتضاه التسلط علــى شًء ‪،‬‬

‫أو اقتضاء أداء معٌن من شخص آخر‪ .‬و على ذلك فـإن الشخص ال ٌستطٌع أن ٌمارس‬

‫السلطات ‪ ،‬أو اإلفادة من المكنات التً تعطى له‪.‬‬

‫إال إذا أقره القانون على ذلك ‪ ،‬و ٌستطٌع من ٌثبت له اإلستبثــار أن ٌستفٌد مما ثبت له من‬

‫سلطـات و مكنات ‪ ،‬طالما أنه استعمل حقه فً حدود مشروعة‪.‬‬

‫فإذا تعرض له الؽٌر فً هذا النطاق المشروع ‪ ،‬كان البد و أن ٌزود عنه بالطرق القانونٌة ‪،‬‬

‫التً تمكنه من دفع هذا التعوٌض ‪ ،‬حتى ٌتمكن من الوصول إلى حقه ‪.‬‬

‫هً الدعوى أو الدفع أمام القضاء ‪ ،‬و الدعوى و الدفع كوسٌلة ‪ ،‬لحماٌة الحق ‪ ،‬إنما تكونان‬

‫نتٌجة لوجوده و من هذا المنطلق ندرس كٌؾ ٌثبت هذا التعسؾ إلى جانب جزاءه القانونً‪.83‬‬

‫‪ -83‬نبيل ابراىيم سعد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.923‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬إثبات التعسف فً إستعمال الحق ‪.‬‬

‫ٌتجلى من خبلل القـاعدة ‪ ،‬أن صـاحب الحق ال ٌتحمل عبء إثبـات مشروعٌة إستعمـال حقه ‪،‬‬

‫و هذا طبٌعـً ‪ ،‬ألنه ٌكلؾ بحمل اإلثبـات من ٌدعـً على خبلؾ األصل ‪ ،‬أو الظاهر ‪ ،‬أو‬

‫المعروض ‪ ،‬أو على خبلؾ الثابت فعبل‪.84‬‬

‫و ٌقع إثبـات التعسؾ على المدعً طبقا لقاعدة‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫" اٌب‪ٕ١‬ــت ػٍـــ‪ِ ٝ‬ـــٓ ادػـــــ‪" ٝ‬‬

‫ألنه األصــل افتراض ‪ ،‬أن صـــاحب الحـق استعمـل حقه استعمـاال عـادٌـا ‪ ،‬بحسب الؽرض‬

‫منه ‪ ،‬و بحسن نٌة ‪ ،‬فـإذا إدعى مـالك مثبل أن أعمـال الحفر التـً ٌقوم بها جاره ‪ ،‬إنما هً‬

‫بقصد اإلضرار به ‪ ،‬فعلٌه إثبات ادعابه ‪ ،‬و ٌعتبر قرٌنة على قصد اإلضرار ‪ ،‬أن ٌقٌم المالك‬

‫على حدود ملكه حابطا ٌحجب النور و الهواء عن جاره دون نفع ظاهر له‪.‬‬

‫و كذا انعدم مصلحة صـاحب الحق فً استعمـال حقه على النحو الذي تـم ‪ ،‬أو إهمـاله فً‬

‫اتخـاذ االحتٌاطـات البلزمة لمنع الضرر ‪ ،‬أو حـالة أخرى مثبل ‪ ،‬إنهـاء عقد العمل ؼٌر المحدد‬

‫المدة باإلرادة المنفردة إنهـاءا تعسفٌـا ‪ ،‬أو ببل مبرر مشــروع بتحمٌل صـاحب العمل ‪ ،‬إذا‬

‫كـان اإلنهـاء من جـانبه ‪ ،‬و علـى هذا فـإنه ٌكفـً وجود دافع مسًء فً إستعمـال الحق ‪،‬‬

‫‪ -84‬عصام أنور سميم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.002‬‬


‫‪-85‬‬
‫بمحاج العربي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.293‬‬
‫إلعتبـاره تعسفـا ‪ ،‬و أن مجرد استعمـال الحـق بؽٌر مصلحة ٌعتبر إسـاءة تستوجب رفع‬

‫اإلضرار و قٌـام المسإولـٌة التــً توجب تعوٌض الضرر‪ ، 86‬و ٌستطٌع القـاضً أخد‬

‫بالقرابن القضـابٌة‪ ، 87‬و أن ٌستنبط نٌة اإلضرار بالؽٌر طبقـا للمـادة ‪ 990‬من القـانون‬

‫المدنـً الجزائــري ‪:‬‬

‫" اٌمش‪ٕ٠‬ت اٌمــبٔ‪١ٔٛ‬ت حؼٕ‪ ِٓ ٝ‬حمشس ِظٍحخٗ ػٓ أ‪٠‬ت ؽش‪٠‬مت أخش‪ ِٓ ٜ‬ؽشق اإلرببث ‪ ،‬ػٍ‪ٝ‬‬

‫أٔٗ ‪٠‬ج‪ٛ‬ص ٔمغ ٘زٖ اٌمش‪ٕ٠‬ت ببٌذٌ‪ ً١‬اٌؼىغ‪ِ ٟ‬ـب ٌُ ‪ٛ٠‬جذ ٔض ‪٠‬مؼ‪ ٟ‬بغ‪١‬ش رٌه"‪.‬‬

‫و ألن في مسألتنا هنا و طبقا للمادة ‪ 342‬من القانون المدني الجزائري ‪:‬‬

‫" ‪٠‬خشن ٌخمذ‪٠‬ش اٌمــبػ‪ ٟ‬اعخٕبـــبؽ وً لش‪ٕ٠‬ت ٌُ ‪٠‬مشس٘ب اٌمــبٔ‪ ٚ ْٛ‬ال ‪٠‬ج‪ٛ‬ص اإلربــبث ب‪ٙ‬زٖ‬

‫اٌمشائٓ إال ف‪ ٟ‬األحــ‪ٛ‬اي اٌخ‪٠ ٟ‬ج‪١‬ض ف‪ٙ١‬ــب اٌمبٔ‪ ْٛ‬اإلرببث ببٌب‪ٕ١‬ت "‬

‫و هذا جانب من جوانب الطرق القانونٌة التً أقرها القانون فً الدعوى أو الدفع أمام‬

‫القضاء‪.88‬‬

‫‪ -86‬بمحاج العربي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.222-293‬‬


‫‪-87‬‬
‫القرائن القضائية ىي ما يستنبطو القاضي من وقائع الدعوى المعروضة عميو‪.‬‬
‫‪-88‬‬
‫سوزان عمى حسن ‪ ،‬الوجيز في مبادئ القانون ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬سنة ‪ ، 0222‬ص‬
‫‪.265‬‬
‫‪ ‬و من أهم هذه القرائن ‪:‬‬

‫انعدام كلـً للمصلحة أو ‪:‬‬

‫تحقٌـق منفعة ضبٌلة‬ ‫‪-‬‬

‫تـافهة‬ ‫‪-‬‬

‫الدافـع المسًء‬ ‫‪-‬‬

‫اإلستعمـال الكٌدي للحق‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كمــا أن انتفاء نٌة اإلضرار حــالة حدوث ضرر للؽٌر ‪ ،‬ال ٌتنــاسب البتة مع المصلحة المراد‬

‫تحقٌقهــا من استعمــال الحق ‪ ،‬ال ترفع قانونا عن مستعمل الحق وصؾ اإلســاءة ( أي الخطؤ)‬

‫‪ ،‬طالما أنه استعمل حقه لتحقٌق مصلحة قلٌلة األهمٌة بالنسبة للضرر الفاحش الذي سببه للؽٌر‬

‫‪ ،‬كمــا أنه ال ٌكفً لنفً إساءة إستعمال الحق إذا كانت المصلحة التً ٌرمً إلى تحقٌقها‬

‫الشخص ؼٌر مشروعة ‪.‬‬

‫و مثال ذلك ‪:‬‬


‫مــالك البناء إذا أطلق المذٌاع لٌل نهار ‪ ،‬أو أقام الحفبلت الصاخبة بكثرة لحمل المستؤجرٌن‬

‫على إخبلء مساكنهم به ‪ ،‬بالرؼم من أحكــام القــانون ‪ ،‬و كذلك فصل رب العمل عــامبلت ‪،‬‬

‫تحقٌقــا لمصــالح شخصٌة ‪ ،‬إذا لم ٌكن وفقا لئلجراءات المحددة قانونــا‪.89‬‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬جزاء التعسف فً استعمال الحق‬

‫فً كثٌر من األحـوال ٌتبلور جزاء التعسؾ فً استعمـال الحق ‪ ،‬فـً إلزام المتعسؾ ‪ ،‬بؤداء‬

‫تعوٌض نقدي ‪ ،‬أو عٌنً ‪ ،‬بحسب األحوال‪.90‬‬

‫و هذا ما جاء به القانون األردنً كذلك ‪ ،‬جزاءه فً إلتزام المتعسؾ ‪ ،‬بتعوٌض من ٌصٌبه‬

‫الضرر ‪ ،‬من جراء اإلستعمــال الحق على النحو الســابق ‪ ،‬و لكن وجوب التعوٌض ‪ ،‬ال ٌنفً‬

‫بقٌة اإلجراءات التً ٌستطٌع المتضرر بمقتضاها أن ٌمنع حدوث الضرر قبل وقوعه ‪ ،‬أو‬

‫ٌوقؾ‪.91‬‬

‫‪ -89‬بمحاج العربي ‪ ،‬الرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.222‬‬


‫‪ -90‬عصام أنور سميم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ -91‬عبد القادر الفار ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫و قد أورد ناظره اللبنانً‪ ،‬أن جزاء التعسؾ ٌكون بصورتٌن‪ ،‬العٌنٌة‪ ،‬أو النقدٌة ‪ٌ ،‬تسم‬

‫بالطابع التعوٌضً‪ ، 92‬فهو صورة عبلجٌة للتعسؾ ‪ ،‬بعد وقوعه ‪ ،‬و ٌتمثل فً إزالة الضرر‬

‫بعد وقوعه عن طرٌق التعوٌض‪.‬‬

‫و على هذا األسـاس فجزاء التعسؾ فً استعمـال الحـق ‪ ،‬بصفة واضحة قبل تمـامه ‪ ،‬فٌمكن‬

‫منع صاحب الحق من استعمال التعسفً لحقه ‪.‬‬

‫أما فً حالة حدوث التعسؾ فعبل فإنه ٌحكم على المتعسؾ بالتعوٌض لصلح المضرور‪ ،93‬كما‬

‫قد ٌلزم كذلك بإزالة الضرر ذاته كلما كان ذلك ممكنا‪.‬‬

‫و مثال ذلك ‪:‬‬

‫فمن ٌحفر أرضه ‪ ،‬بقصد اإلضرار بمبنى الجار و ٌتسبب فً تصدع جدرانه ‪ٌ ،‬مكن الحكم‬

‫علٌه بإصبلح الجدار المتصدع أو المبلػ ‪ ،‬من النقود لتؽطٌة ذلك الضرر‪.‬‬

‫كذلك الحكم على المالك بهدم المدخنة التً أقامها لمضاٌقة الجار ‪ ،‬و بتعوٌض الجار عن‬

‫الخسارة التً لحقته‪.‬‬

‫‪-92‬‬
‫محمد حسين منصور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.025‬‬
‫‪ -93‬محمدي فريدة زواوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.255‬‬
‫و إذا كـان جزاء التعسؾ المتمثـل فً التعوٌض عن الضرر النـاتج عنه هو جزاء عبلجً‬

‫للتعسؾ بعد وقوعه‪ ،94‬فهنـاك جزاء أخر ٌمكن أن ٌرد علـى التعسؾ و مثـال ذلك الجزاء‬

‫الوقابً ما تقضً به المادة ‪ 306‬من القانون المدنً المصري من أنه‪:‬‬

‫" إرا وـــبْ ِـبٌه األسع ‪٠ ٛ٘ ٚ‬م‪١‬ـُ ػٍ‪ٙ١‬ـب بٕـبء لذ جـبس بحغٓ ٔ‪١‬ت ػٍـ‪ ٝ‬جضء ِٓ األسع‬

‫اٌّالطمت ‪ ،‬جـبص ٌٍّحىّت إرا سأث ِحال ٌزٌه أْ حجبش طــبحب ٘زٖ األسع ػٍـ‪ ٝ‬أْ ‪ٕ٠‬ضي‬

‫ٌجــبسٖ ػٓ ٍِى‪١‬ت اٌجضء اٌّشغ‪ٛ‬ي ببٌبٕــبء ‪ ٚ ،‬رٌـه ف‪ٔ ٟ‬ظ‪١‬ش حؼ‪٠ٛ‬غ ػبدي"‪.‬‬

‫و جـاء في القـانون المدني الجزائري طبقـا لممـادة ‪ 066‬التي تقضي بأنه‬

‫" إرا وـبْ ِـبٌه األسع ‪٠ ٛ٘ ٚ‬م‪ ُ١‬بٕبء ب‪ٙ‬ـب لذ حؼذ‪ ٜ‬بحغٓ ٔ‪١‬ت ػٍ‪ ٝ‬جضء ِٓ األسع‬

‫اٌّالطمت‪ ،‬جـبص ٌٍّحىّت إرا سأث ِحال ٌزٌه أْ حجبش طـبحب األسع اٌّالطمت ػٍـ‪ ٝ‬أْ‬

‫‪٠‬خٕـبصي ٌجـبسٖ ػٓ ٍِى‪١‬ت اٌجضء اٌّشغ‪ٛ‬ي ببٌبٕـبء ِمـببً حؼ‪٠ٛ‬غ ػـبدي"‪.‬‬

‫‪-94‬‬
‫محمد حسن قاسم ‪ ،‬المدخل لدراسة القانون ( القاعدة القانونية – نظرية الحق ) ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬منشورات الحمبي الحقوقية‬
‫‪ ، 0220‬ص ‪.523‬‬
‫و علٌه فـإنه إذا تعسؾ صـاحب األرض المبلصقة‪ ،‬و طلب هدم البنـاء فالقـاضً ال ٌجٌب‬

‫طلبه‪ ، 95‬و ٌحكم علـى البـانً بـالتعوٌض تبلفٌـا للضرر و جبره ‪ ،‬و هذا طبقـا لمبدأ عدم‬

‫جواز التعسؾ فً استعمال الحق ذاته و من تم ال ٌوجد مجال للتعسؾ فً إستعماله‪.‬‬

‫و ٌتبٌن من خبلل المادة ‪ 202‬من القانون المدنً الجزائري ( رقم ‪)22-25‬‬

‫" وً فؼً أ‪٠‬ب وـبْ ‪٠‬شحىبٗ اٌشخض بخطئٗ ‪٠ ٚ ،‬غبب ػشس ٌٍغ‪١‬ش ‪ٍ٠‬ضَ ِٓ وبْ عببب ف‪ ٟ‬حذ‪ٚ‬رٗ‬

‫ببٌخؼ‪٠ٛ‬غ "‪.96‬‬

‫و هذا أن األصل من جزاء التعسؾ هو الحكم على المتعسؾ بمبلػ من المال ‪ٌ ،‬دفعه‬

‫للمضرور على سبٌل التعوٌض بمقابل ( أي النقدي) وٌكون الؽرض من ذلك التعوٌض ‪ ،‬عن‬

‫الضرر السابق ‪ ،‬و تبلفً الضرر البلحق ‪.‬‬

‫و ٌجوز للقاضً الحكم بالجزاء العٌنً فقط ‪ ،‬أو اكتفاء بالتعوٌض النقدي وفقا لطبٌعة العمل‬

‫الذي انصب علٌه التعسؾ ‪.‬‬

‫كمـا أقر الفقه اإلسبلمً بؤن هناك عدة جزاءات على إساءة إستعمال الحق على النحو التالً‪:97‬‬

‫‪‬‬

‫‪ -95‬محمد حسين منصور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.022‬‬


‫‪-96‬‬
‫أن كل عمل أيا كان ‪ ،‬يرتكبو المرء و يسبب ضرر لمغير يمزم من كان سببا في حدوثو بالتعويض ‪.‬‬
‫‪ -97‬محمد الصغير بعمي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.266-260‬‬
‫‪ ‬الجزاء الدنٌوي ‪:‬‬

‫و ٌؤخذ صورا معٌنة فقد ٌكون جزاء عٌنٌا ‪ ،‬بإبطال التصرؾ المتعسؾ فٌه ‪ ،‬أو حرمان‬

‫صاحب الحق ‪ ،‬من استعمال حقه ‪ ،‬الذي اتخذه محبل للتعسؾ‪.‬‬

‫و الشرع القرآن الضرر بقدر اإلمكان ‪ ،‬فإذا أمكن إزالة الضرر ‪ ،‬نتٌجة التعسؾ عن طرٌقة‬

‫إزالته كان الواجب تعوٌض الشخص المضرور‪.‬‬

‫‪ ‬التعزٌـر ‪:‬‬

‫فهو التؤنٌب على الذنوب و المعاصً ‪ ،‬و ٌجوز للحاكم أن ٌعزر المتعسؾ ‪ ،‬و المسًء فً‬

‫استعمال حقه ‪ ،‬بما ٌراه رادعا و هو ٌبتدئ باللوم‪ ،‬و التنبٌه ‪ ،‬و قد ٌصل إلى النفً‪.‬‬

‫‪ ‬الجزاء األخروي ‪:‬‬

‫إذا تمكن المسًء فً استعمال حقه ‪ ،‬أن ٌفلت من الجزاء الدنٌوي ‪ ،‬فإنه لن ٌستطٌع أن ٌفلت‬

‫من الجزاء األخروي فإن رب العالمٌن ٌوقع علٌه جزاء أخروٌا‪.‬‬


‫خــــاتمــــة‪:‬‬

‫فقبل أن نضع نقطة النهاٌة لبحثنا هذا نود أن نحمل مبلمحه الربٌسٌة‪ ،‬و نبرز ما اهتدٌنا‬

‫إلٌه من النتابج و أن تكون صاببة و مفٌدة ‪.‬‬

‫إن إستعمال الحق مقٌد بوظٌفة الحق ذاتها ‪ ،‬فللحق وظٌفة إجتماعٌة ‪ ،‬و ال ٌحمٌه القانون‬

‫إال إذا ستعمل فً هذا اإلطار ‪ ،‬فاستعماله مقٌد بعدم اإلضرار بالؽٌر ‪ ،‬فالقانون ال ٌحمً‬

‫الشخص إذا كان متعسفا فً إستعمال حقه‪.‬‬

‫فؤساس نظرٌة التعسؾ كان محل خبلؾ بٌن العلماء‪ ،‬و أرجح اآلراء أن نظرٌة التعسؾ‬

‫ترتبط بؽاٌة الحق ال بحدوده‪ ،‬ألن من المسلم به أن المتعسؾ قد ال ٌخرج عن حدود الحق‪.‬‬

‫و لكنه قد ٌستعمل حقه على نحو ٌناقض الؽاٌة التً شرع من أجلها‪.‬‬

‫فنظرٌة التعسؾ ترتبط بنظرٌة الحق ‪ ،‬ال بفكرة التعدي أو الخطؤ المولد من المسإولٌة‬

‫التقصٌرٌة‪.‬‬

‫فنجد جذورها فً ؼاٌة الحق‪ ،‬أي فً المصلحة التً أقرها المشرع و حماها عندما نص‬

‫على ذلك الحق فً القانون‪.‬‬


‫و ال شك أن ؼاٌة التشرٌع دابما هً تحقٌق مصلحة اجتماعٌة فردٌة أو عامة‪.‬‬

‫إن التعسؾ هو أن ٌمارس الشخص فعبل مشروعا فً األصل‪ ،‬بمقتضى حق شرعً تبث‬

‫له أو بمقتضى إباحة مؤذون فٌها شرعا على وجه ٌلحق بؽٌره أضرار أو ٌخالؾ حكمة‬

‫المشروعٌة‪.‬‬

‫فالتعسؾ انحراؾ عن الؽاٌة أو المدى‪.‬‬


‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .I‬النصوص القانونٌة ‪:‬‬

‫‪ ‬أمر رقم ‪ ، 75-57‬المإرخ فً ‪ 1257 / 62190‬المتضمن القانون المدنً‬

‫المعدل و المتمم‪.‬‬

‫‪ ‬أمر رقم ‪ ، 11-58‬المإرخ فً ‪ٌ 62‬ونٌو ‪ ، 1258‬و المتضمن قانون األسرة‬

‫المعدل و المتمم‪.‬‬

‫‪ .II‬المـراجــع ‪:‬‬

‫‪ -1‬ابراهٌم سٌد أحمد ‪ ،‬التعسؾ فً استعمال الحق فقها و قضاء ‪ ،‬ط‪ ، 9‬دار الفكر ‪،‬‬

‫اإلسكندرٌة ‪.9669 ،‬‬

‫‪ -2‬أحمد لعور ‪ ،‬نبٌل صقر ‪ ،‬القانون المدنً نصا و تطبٌقا ‪،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار الهدى عٌن‬

‫ملٌلة ‪ ،‬الجزابر ‪.‬‬

‫‪ -2‬اسحاق ابراهٌم منصور ‪ ،‬نظرٌة القانون و الحق و تطبٌقاتهما فً القوانٌن الجزابرٌة ‪،‬‬

‫طبعة ‪ ، 2‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة ‪ ،‬الجزابر ‪. 2001 ،‬‬


‫‪ -6‬بلحاج العربً ‪ ،‬النظرٌة العامة لبللتزام فً القانون المدنً الجزابري ‪ ،‬الجزء ‪، 2‬‬

‫بدون طبعة ‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة ‪ ،‬الجزابر ‪.5111 ،‬‬

‫‪ -7‬توفٌق حسن فرج ‪ ،‬مدخل العلوم القـانونٌة النظرٌة العامة للقانون‪ ،‬و النظرٌة العامة‬

‫للحـق‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار الجامعٌة ‪ ،‬بٌروت ‪. 1255‬‬

‫‪ -4‬حسن كٌرة ‪ ،‬المدخل إلى القانون بوجه عام ‪ ،‬النظرٌة العامة للقاعدة القانونٌة للنظرٌة‬

‫العامة ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬منشؤة التعارؾ ‪ ،‬اإلسكندرٌة‪.‬‬

‫‪ -7‬سوزان على حسن ‪ ،‬الوجٌز فً مبادئ القانون ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار الجامعٌة ‪،‬‬

‫اإلسكندرٌة ‪ ،‬سنة ‪.2005‬‬

‫‪ -5‬عباس الصراؾ ‪ ،‬جورج حزٌون ‪ ،‬المدخل إلى علم القانون‪ ،‬طبعة ‪ ، 5‬دار الثقافة ‪،‬‬

‫األردن ‪.2002 ،‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسٌط فً شرح القانون المدنً الجدٌد ‪ ،‬ج‪ ،5‬ط‪ ،2‬دار‬

‫النهضة العربٌة‪.5146 ،‬‬

‫‪ -50‬عبد القادر الف ار ‪ ،‬مدخل لدراسة العلوم القانونٌة ‪ ،‬مبادئ القانون ‪ ،‬النظرٌة العامة‬

‫للحق ‪ ،‬طبعة أولى ‪ ،‬دار الثقافة للنشر ‪ ،‬عمان ‪.9668 ،‬‬

‫‪ -55‬عصام أنور سلٌم ‪ ،‬أسس الثقـافٌة القـانونٌة فً نظرٌة القـانون و الحق و العقد ‪ ،‬بدون‬

‫طبعة ‪ ،‬الدار الجـامعٌة ‪ ،‬اإلسكندرٌة ‪.1225 ،‬‬


‫‪ -52‬علً علً سلٌمـان ‪ ،‬النظرٌة العـامة لئللتزام ‪ ،‬مصـادر اإللتزام فً القـانون المدنـً‬

‫الجزابري ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة ‪ ،‬الجزابر ‪.5115 ،‬‬

‫‪ -52‬فتحً الدرٌنً ‪ ،‬الحـق و مدى سلطـان الدولة فً تقٌٌده و نظرٌة التعسؾ فً استعمـال‬

‫الحـق بٌن الشرٌعة و القانون ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مطبعة جامعة ‪ ،‬دمشق ‪.5147 ،‬‬

‫‪ -56‬فتحً عبد الرحٌم عبد هللا ‪ ،‬نظرٌة العـامة للحق ‪،‬بدون طبعة ‪ ،‬منشـؤة المعـارؾ ‪،‬‬

‫اإلسكندرٌة ‪ ،‬سنة ‪. 2002-2005‬‬

‫‪ -51‬محمدي فرٌدة زواوي ‪ ،‬مدخل للعلوم القانونٌة لنظرٌة الحق ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬معهد‬

‫الحقوق و العلوم اإلدارٌة بن عكنون ‪. 1225 ،‬‬

‫‪ -54‬محمد الصؽٌر بعلً ‪ ،‬مدخل للعلوم القـانونٌة ‪ ،‬نظرٌة القـانون ‪ ،‬نظرٌة الحق ‪،‬بدون‬

‫طبعة ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزٌع ‪ ،‬عنابة ‪.2004 ،‬‬

‫‪ -57‬محمد جمـال ا لدٌن زكً ‪ ،‬الوجٌز فً النظرٌة العـامة االلتزامـات فً القـانون المدنً‬

‫المصري ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬منشؤة المعرؾ ‪ ،‬اإلسكندرٌة ‪ ،‬بدون سنة‪.‬‬

‫‪ -55‬محمد حسن قاسم ‪ ،‬المدخل لدراسة القانون ( القاعدة القانونٌة – نظرٌة الحق ) ‪ ،‬ج ‪5‬‬

‫‪ ،‬منشورات الحلبً الحقوقٌة ‪.2007‬‬

‫‪ -51‬محمد حسٌن منصور ‪،‬نظرٌة الحق‪ ،‬مـاهٌة الحق أنواع الحقوق‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬منشؤة‬

‫معارؾ‪ ،‬اإلسكندرٌة ‪ ،‬سنة ‪. 5115‬‬


‫‪ -20‬محمود جبلل حمزة " العمل ؼٌر مشروع باعتباره مصدرا من مصادر االلتزام ‪،‬‬

‫بدون طبعة ‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة ‪ ،‬سنة ‪.1250‬‬

‫‪ -25‬محمود جبلل حمزة ‪ ،‬العمل ؼٌر المشروع باعتباره مصدر من مصادر اإللتزام ‪،‬‬

‫بدون طبعة ‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة ‪.5154 ،‬‬

‫‪ -22‬محمد صبري السعٌدي ‪ ،‬شرح القانون المدنً الجزابري ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬بدون طبعة‬

‫‪ ،‬بدون دار نشر ‪،‬بدون سنة‪.‬‬

‫‪ -22‬محمد ٌحً مطر ‪ ،‬المدخل إلى العلوم القـانونٌة ‪ ،‬النظرٌة العـامة للقانون ‪ ،‬و النظرٌة‬

‫العامة للحق ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار الجامعٌة للطباعة و النشر ‪.5112 ،‬‬

‫‪ -26‬نبٌل ابراهٌم سعد ‪ ،‬الحقـوق العٌنٌة األصلٌة ‪ ،‬أحكـامها ‪ ،‬و مصـادرها ‪ ،‬بدون طبعة ‪،‬‬

‫دار المعرفة الجـامعٌة ‪.1222 ،‬‬

‫‪ -21‬نبٌل ابراهٌم سعد ‪ ،‬مدخل للقانون نظرٌة الحق ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬منشؤ المعارؾ‬

‫اإلسكندرٌة ‪.9669 ،‬‬

‫‪ -24‬هجٌرة دنونً ‪ ،‬موجز المدخل للقانون النظرٌة العامة للقـانون و النظرٌة العـامة للحق‬

‫‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬مطبعة دحلب ‪ ،‬الجزابر ‪ ،‬بدون سنة‪.‬‬


‫‪ .III‬المذكرات‪:‬‬

‫‪ ‬تحسٌن دروٌش‪ ،‬استعمال الحق كسبب للتبرٌر فً القانون الجزابري المقارن‪ ،‬معهد‬

‫العلوم القانونٌة واالدارٌة ‪،‬بن عكنون‪ ،‬الجزابر‪.5111-5115 ،‬‬

‫‪ ‬بطٌوي كرٌمة ‪ ،‬التعسؾ فً استعمال الحق فً قانون األسرة ‪ ،‬معهد العلوم القانونٌة‬

‫و اإلدارٌة ‪ ،‬معسكر ‪. 2006-2002 ،‬‬

‫‪ ‬بومدٌن مٌمون ‪ ،‬التعسؾ فً استعمال الحق فً إطار قانون األسرة ‪ ،‬معهد العلوم‬

‫القانونٌة و اإلدارٌة ‪ ،‬سعٌدة ‪. 2007-2004 ،‬‬


‫الفهــــرس‬

‫الصفحة‬ ‫‪ ‬المــوضـ ــوع‬

‫‪59‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪51‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬ماهية نظرية التعسف في استعمال الحق‬

‫‪51‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم التعسف‬

‫‪51‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬تعريف التعسف‬

‫‪91‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬التمييز بين التعسف و مجاوزة الحق‬

‫‪97‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬التطور التاريخي لنظرية التعسف في استعمال الحق‬

‫‪91‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬نظرية التعسف في القانون الروماني‬

‫‪39‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬نظرية التعسف في القانون الفرنسي‬

‫‪31‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬نظرية التعسف في القانون المدني الجزائري‬

‫‪37‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬معايير التعسف في استعمال الحق‬

‫‪25‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬قصد اإلضرار بالغير‬

‫‪23‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬إذا كان استعمال الحق يرمي إلى الحصول عمى فائدة قميمة بالنسبة‬

‫إلى الضرر الناشئ لمغير‬

‫‪20‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬عدم مشروعية المصمحة المقصود تحقيقها من استعمال الحق‬

‫‪27‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام التعسف في استعمال الحق‬

‫‪27‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬نطاق و تطبيق نظرية التعسف في إستعمال الحق‬


‫‪21‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬نطاق نظرية التعسف في استعمال الحق ‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬تطبيق نظرية التعسف في استعمال الحق‬

‫‪62‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬األساس القانون لنظرية التعسف في إستعمال الحق ‪.‬‬

‫‪62‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬اعتبار التعسف في استعمال الحق من تطبيقات الخطأ التقصيري‪.‬‬

‫‪60‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬إعتبار التعسف نوعا متمي از من الخطأ‬

‫‪61‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬اثبات وجزاء التعسف في استعمال الحق‬

‫‪35‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬اثبات التعسف في استعمال الحق‬

‫‪31‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬جزاء التعسف في استعمال الحق‬

‫‪75‬‬ ‫خاتمة‪.‬‬

‫‪73‬‬ ‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪77‬‬ ‫الفهرس‬

You might also like