Professional Documents
Culture Documents
مذكرة العربية كاملة
مذكرة العربية كاملة
يعُّد من أشهر المشتقات واألكثر إستعماًال بعد اسم الفاعل عّر فه ابن يعيش في
كتابه المفصل« :هو الجاري على يفعل من فعله نحو مضروب ألن أصله مفعل
1
ومكرم ومنطلق به ومستخرج ومدخرج»
وعرفه الحمالوي« :هو ما اشتق من مصدر المبني للمجهول ،لمن وقع عليه
2
الفعل»
كما عرفه السامرائي« :اسم المفعول ما دل على حدث والحدوث وذات المفعول
كمقتول ومأسور»
أما الغالييني عرفه« :صفة ُتؤخُذ من الفعل المجهول ،للداللة على الحدث وقع
على الموصوف بها على وجه الحدث والتجدد ،ال الثبوت والدوام ،كمكتوب
3
وممرور به ومكرم ومنطلق به»
فمن خالل هذه التعريفات يمكن أن نستخلص تعريف مشترك إلسم المفعول بأنه:
الوصف المشتق الجاري من الفعل المبني للمجهول لداللة على من وقع عليه
الفعل ،فاسم المفعول كل ما تحققت له الصفات التالية:
يصاغ اسم المفعول من الثالثي على وزن َم ْفُعول عامة ،ومن غير الثالثي
باإلتيان بمضارعه ،واستبدال الميم المضمومة بحرف المضارعة ،وفتح ما قبل
األخير إال أن االختالف في كيفية صياغته في الثالثي المعتل ومن غير الثالثي
ُد ِر َس _ َم ْد روس
تنظر :د .صالح مهدي الفرطوسي ،و د .هاشم طه شالش ،المهذب في علم التصريف ص244_243 1
ُو ِع َد فهو موعود
ج_ الناقص :ومن أمثلة معتل «الالم»ُ :غ ِز َي فهو َم ْغُز ّو أو َم ْغ ِز ُّي
1
«وإ ذا كان الفعل معتل الالم ،حدث في اسم المفعول تغيير باإلعالل واالدغام،
فإذا كانت المه ياء ،مثل :خشيَ ،ر ِض ي أو ألفًا أصلها ياء مثل :رمىَ ،ح َز ى،
جاء اسم المفعول علىَ :م ْخ ِش يَ ،م ْر ِض ي عنهَ ،م ْر ِم ّي َ ،م ْج ِز ّي ،واالصل فيها:
َم ْخ ُش ويَ ،م ْر ضويَ ،م ْر ُم ويَ ،م ْج ُز وي على وزن مفعول.
وإ ذا كانت المه ألفًا أصلها واو مثل :دعا ،زجا ،أتى اسم المفعول علىَ :م ْد ُع و،
2
َم ْر ُج و ،على وزن :مفعول واألصل قبل االدغامَ :م ْد ُع ْو ُو َ ،م ْر ُج ْو ُو »
كما سبق أبنية اسم المفعول من الثالثي المجرد الصحيح والمعتل فتجدر اإلشارة
إلى أن هناك أبنية سماعية وأخرى قياسية
وردت في كالم العربية ابنية سماعية ،السم المفعول من الثالثي تدل على معناه،
وليست على وزنه ،وال تعمل عمله ،ويستوي بالوصف بها المذكر والمؤنث
هي:
َفِع يل ،مثل :أسير ،سجين ،جريح ،فهي بمعنى :مأسور ،مسجون ،مجروح .1
ينظر :الحديثي ،خديجة ،أبنية الصرف في كتاب سيبوية ،ص280 1
ياسين الحافظ1996( :م ،اتحاف الطرف في علم الصرف) ،ط ،1 :دار العصماء سورية ،دمشق ،ص108_107 2
َفْع ل ،مثلَ :ذ ْب حِ ،ج ْز رِ ،ح ّب ،فهي بمعنى :مذبوح ،مجزور ،محبوب .2
1
َفَع ل ،مثلَ :ج َلَب َ ،ح َلَب َ ،س َلْب ،فهو بمعنى :مجلوب ،محلوب ،مسلوب .3
ُفْع َلة ،مثلُ :ضْح َك ةُ ،طْع َم ةُ ،أْك لة ،فهي بمعنى :مضحوك ومطعوم ومأكول .4
َفُعول :ومنها َر كوب ،وَلُبوس ،وزبور ،وهي قليلة االستعمال بهذا المعنى .5
فاِع ْل :وال ُيْس َتدل على أنها تدل على «مفعول» إال بالسياق ،مثل .6
3
«راضية» في قوله تعالى «فهو في عيشة راضية» 2أي مرضية
ُفعال :كحطام ،وُج َذ اذ ،وُر فات .7
ُفعالة :نحو :نخالة ،وُح ثالةُّ ،ص بابة .8
ِف عالِ :خ ضابِ ،لباس ،وِم زاج .9
ُأفعولة :كاُألضحوكة ،واألطروحة واألحدوثة .10
-IIاألبنية القياسية الدالة على اسم المفعول
وهي المشهورة والمعترف عليها عند علماء الصرف ،وكما سبق ذكرها وهو
كل ما صيغ من الفعل الثالثي المبني للمجهول ويكون على وزن َم ْغ ُعول.
وإ ذا كان الفعل غير ثالثي فنأتي بمضارعه مع إبدال حرف المضارعة ،ميمًا
مضمومة ،وفتح ما قبل اخره وذلك على وزن ُم ْفَع ل
ينظر :محمد خير حلواني (ب س ن) ،المغني الجديد في علم الصرف) دار الشرق العربي ،بيروت_ لبنان ،ص265_264 3
-IIIصياغة اسم المفعول من الفعل الغير الثالثي
«وإ ذا زادت أحرف الفعل على ثالثة جاء اسم المفعول على وزن مضارعه
المبني للمجهول ،بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة ،وفتح ما قبل االخر،
مثلُ :م َتْر َج ُم ،وُم زخَر ُف ،وُم ْس تخرج ،وُم َص َّفُح ،وُم ْع تدي عليه ،وُم ْس تجار به
1
ويطرأ على صيغ هذا الباب عوارض صوتية كاإلدغام واالعالل»
ِع
ُم َفَع ل :من «ُأْف َل ُ ،يْفَع ُل » نحوُ :أْخ ِر َج فهو ُم ْخ َر ُج
ُم َفّع ل :من «ُفَّعلُ ،يَفَّع ُل » نحو :جّر ب فهو ُم َج ّر ب
ُم فاَع ل :من «ُفوِع لُ ،يفاَع ل» نحوُ :قوِتل فهو مقاِتل
ُم َتَفَّعل :من «ُتُفَّعلُ ،يَتَفَّع ُل » نحوُ :تُك َّلم فهو ُم َتكَّلم
ُم ْتَفَع ل :من «اْن ُفِع َل ُ ،يْن َفَع ل» نحو :اْنَتِص ر فهو منتصر
ُم ْفَع ّل :من «ُأْفُع َّل ُ ،يْفَع ُّل » نحو :احمَّر فهو محمر
محمد خير حلواني ،المغني الجديد في علم الصرف ،ص 267_266 1
اسم المفعول من الثالثي المزيد من ثالثة أحرف:
ُم ْس َتْفَع ل :من «ُأْس ُتْفِع َل ُ ،يْس َتْفعُل » نحو :استخرج فهو ُم ْس َتْخ رج
ُم فْع اّل :من «ُأْفُعْو َّل ُ ،يْفعاُّل » نحو :اشهوَّب فهو مشهاٌّب
ُم ْفَعَّو ل :من «ُأْفُعَّو َل ُ ،يْفَعَّو ُل » نحو ُأْع َلَّو ط فهو ُم علوط
«وقد يكون لفظ اسم المفعول مماثًال للفظ اسم الفاعل كُم غتاٍل وُم ْب َتاع وُم ختص،
1
فال سبيل عندئٍذ إلى تمييز أحدهما من االخر إال بقرينه»
كما توجد هناك بعض الصيغ السم المفعول من الفعل الثالثي وغير الثالثي
مشتركة مع اسم الفاعل ويفرق بينهما من سياق الكالم أو وجود قرائن دالة على
ذلك.
ومثال ما يؤكد ذلك نحو« :محمّر اسم مفعول ،ومختار اسم مفعول ،موافق في
اللفظ السم الفاعل ،وهما في التقدير مختلفان ،قاسم الفاعل في التقدير ،محمرر
بكسر ما قبل اخره ،اسم المفعول في التقدير ،محمرر بفتح ما قبل اخره ،وكذلك
تقدير مختار فيهما ،أعني مختير ومختير ،فلما جاء االدغام في محمّر واالعالل
2
في مختار استوى لفظهما في البابين»
ُم َفْع لل :من «ُفْع ِلَل ُ ،يفْع َلُل » نحوَ :دْح َر َج فهو ُم دحرج
ُم َتَفْع لل :من «ُتُفْع ِلَل ُ ،يَتَفْع َلُل » نحو :تَج ْلَبَب فهو ُم تجلبب
3
ُم ْفَعْن لل :من «ُأْفُعْن ِلَل ُ ،يْفَعْن َلُل » نحو :احرنجم فهو محرنجم
محمد أسعد النادري1997( ،م ،نحو اللغة العربية) ط ،2 :المكتبة العصرية ،صيدا ،بيروت ،ص158 1
سبق وأن تطرقنا إلى عمل اسم الفاعل وشروطه فمثلما قيل عنه يقال عن اسم
عمل المفعول وشروطه.
ويرى إبن الهيثم األنصاري أنه من األسماء التي تعمل عمل الفعل :اسم
المفعول« ،كمضروب ،وُم ْك َر م» وهو كاسم الفاعل ،تقول« :جاء الذي ُض ِر ب
َع ْبُد ُه» وال يخص إعماله العتماده على االلف والالم ،وتقول« :زيد مضرُو ب
عبُد ُه» فتعِم ُلُه فيه إن أردت به الحال أو االستقبال ،وال يجوز أن نقول« :زيد
مضروب عبده» ،وأنت تريد الماضي ،خالفًا للكسائي ،وال أن تقولُ« :م ضروٌب
الزّيَد اِن » لعدم االعتماد ،خالفا لألخفش 1أي أن اسم المفعول يعمل عمل فعله،
فيرفع نائب الفاعل فقط إن كان فعله متعديا لواحد ،ويرفع نائب الفاعل وينصب
المفعول ،إن كان فعله متعديًا لمفعولين أو ثالثة ،وفصل شرح ذلك الرقي في
قوله« :وأمره في العمل واالشتراط كاسم الفاعل ،يعني أن حاله في عمله عمل
فعله ،أي المضارع المبني للمفعول ،كحال اسم الفاعل في عمله عمل فعله الذي
هو المضارع المبني للفاعل ،وحاله في اشتراط الحال واالستقبال واالعتماد على
صاحبه أو حتى في االستفهام والنفي ،كحال اسم الفاعل ،فال وجه العادته ،فال
يحتاج في عمل الرفع إلى شرط الزمان كما تبين في باب اإلضافة ،لكن
المتأخرين كأبي علي ومن بعده ،صّر حوا باشتراط ذلك فيه كما في اسم
2
الفاعل»
1األنصاري ،جمال الدين عبد اهلل بن الهيثم األنصاري ،2009( ،شرح ُقطر الندى وبل الصدى) ،ت( :أو ضبطه وصححه):
يوسف محمد البقاعي ،دار الفكر ،بيروت ،لبنان ،ص 370
الرضي ،محمد بن الطاهر الحسيني بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق1996( ،م، 2
شرح الرضي على الكافية) ت :يوسف حسن عمر ،ط ،2 :جامعة قار يونس ،بنغازي ،ج ،3 :ص 428
كما أشار الزمخشري في كتابه المفصل أن اسم المفعول «يعمل عمل الفعل،
تقول :زيٌد مضروب غالمه وُم كرم جاره ومستخرج متاعه وُم دْح َر ُج بيده
الحجر ،وأمُر ه على نحو من أمر اسم الفاعل في إعمال مثناه ومجموعه،
1
واشتراط الزمانين واالعتماد»
كما شرح األشموني عمل اسم المفعول على قول ابن مالك في األلفية (وكل ما
قّر ر السم فاعل) من الشرط (ُيعطى اسم مفعول) وهو ما دل على الحدث
ومفعوله (بال تفاضل) فإن كان بأل عمل مطلقًا ،وإ ال اشترط االعتماد ،وأن
يكون للحال أو االستقبال ،فإذا ذلك (فهو كفعل صيغ للمفعول في معناه) وعمله
حسب تعديه لواحد أو اثنين أو ثالثة فيرفع واحد بالنيابة ونصب ما سواه فاألول
نحو :زيُد مضروب أبوُه ،فزيد :مبتدأ ومضروب :خبره وأبوه :رفع واحد
بالنيابة ،الثاني (كالمعطي كفافًا كفافًا يكتفي) فالمعطي :مبتدأ ،وال فيه موصول
صلته ُم ْع َط ى ،وفيه ضمير يعود إلى ال مرفوع المحل بالنيابة وهو المفعول
األول ،وكفافًا :المفعول الثاني والثالث نحو :زيد ُم علم أبوُه عمرًا قائمًا ،فأبوه:
2
رفع بالنيابة وهو المفعول األول ،وعمرًا :المفعول الثاني ،وقائمًا الثالث
بن يعش ،موفق الدين أبي البقاء يعش بن علي الموصلي2001( ،م ،شرح المفصل للزمخشري) ،ط ،1 :دار الكتب العلمية، 1
السالك الى ألفية بن مالك») ،ت :محمد محي الدين عبد الحميد ،ط ،1 :دار الكتاب العربي ،بيروت لبنان ،ج ،1ص345
فكل ما سبق ذكره عن عمل اسم المفعول في اشتقاقه من فعل متعٍد فمن األجدر
أن نشير له إن كان من فعل الزم ،أي «عند اشتقاقه من الفعل الالزم البد من
إتباعه بظرف أو جار ومجرور ،نحو :ذهب به :مذهوب به ،جاء به :مجئ به،
أسف عليه :مأسوف عليه 1»...بمعنى أنه يعمل إذا كان الزم إذا سبق بظرف أو
جار ومجرور.
كما أكد الرقي في ذلك بالنفي على بناء اسم المفعول وعمله «وإ ن كان الفعل
الزمًا ،فإن لم يتعد بحرف جر ،لم يجز بناء اسم المفعول منه كما لم بناء الفعل
المبني للمفعول منه ،إذا المسند البد له من المسند إليه ،فال يقال :المذهوب ،كما
ال يقالُ :ذ ِه ِب ،وإ ذا تعّد ى إلى المجرور ،جاز بناء اسم المفعول مسندًا إلى ذلك
الجار والمجرور ،نحو :سرت إلى البلد ،فهو مِس يُر إليه وعدلت عن الطريق
فهو معدول عنه» 2كما أضافت خديجة الحدييثي المصدر إلى الجار والمجرور
والظرف
«كما يصاغ من الالزم إذا أريد تعديته إلى المصدر ،أو الظرف أو الجار أو
المجرور ،ويأتي من جميع أبواب الفعل الصحيح والمعتل ،إال أن «واو»
«مفعول» تحذف من األجوق عند الخليل ،وُتحذف «عين» الفعل وُتقلب «واو»
3
البناء «ياء» في األجوق اليائي عند األخفش»
فهذا إن دّل على شيء ،فإنه يدل على أن اسم المفعول ،ال يعمل إال إذا على
معنى الفعل من تعدى ولزوم وذلك وفق شروط:
عبد المجيد بن محمد بن علي الغيلي2007( ،م ،المعاني الصرفية ومبانيها) ،موقع المؤلف :رحى الحرف ،ص50 1
يوضح ذلك ابن هشام في أوضح المسالك «وهو كاسم الفاعل ،في أنه إن كان
بأل َع ِم َل مطلقا ،وإ ن كان مجردًا عمل بشرط االعتماد وكونه للحال أو
1
االستقبال»...
فمن خالل هذا القول يتبين أن اسم المفعول قائم على شرطين رئيسيين:
ففي هذه الحالة يعمل اسم المفعول عمل الفعل المبني للمجهول مطلقًا سواء كان
داًال على الماضي أو الحال ،أم المستقبل ويفصل ابن مالك عمل اسم المفعول
مطلقا في الحاشية ،ويقصد بهذا أنه سواًء أحذف مفعوله أم ذكر وهناك من أجاز
إضافته لمرفوعه بشرط أمن اللبس سواء ذكر منصوبه بعد اإلضافة أم حذف،
كما أن هنا من أجاز إضافته إلى مرفوعه بشرط أن يحذف منصوبه وال يذكر
في الكالم ولصحة إضافته إلى مرفوعه وهو مأخوذ من مصدر فعل يتعدى
لواحد ،كما يشترط في صحة إضافة اسم المفعول إلى مرفوعه أن يكون على
وزنه األصلي ،وذلك بأن يكون على وزنه مفعول إذا كان فعله ثالثيًا ،ويكون
على زنة مضارعه مع إبدال أوله ميمًا مضمومة ،فإن كان على غير ذلك ،لم
يجر عند الجمهور إضافة إلى مرفوعه 2،فوجود (أل) في اسم المفعول تعوض
وتمثل األسماء الموصلة فهو مع نائب الفاعل سيكون صلة الموصول فاسم
المفعول المقترن بـ (أل) الرافع لنائب الفاعل يشمل جميع األزمنة.
ينظر :إلى الحاشية ،ابن هشام االنصاري ،أوضح المسالك ،ص233 2
ثانيا :أن يكون مجردًا من (أل)
أي أن معناه يكون داًال على الزمن من غير زمن الماضي فحاله في اشتراط
الحال واالستقبال ،كحال اسم الفاعل ،فال يحتاج في عمل الرفع إلى شرط زمان
كما تبين في باب اإلضافة ،وليس في كالم المتقدمين ،ما يدل على اشتراط
الحال أو االستقبال في اسم المفعول ،لكن المتأخرين كأبي علي ومن بعده،
1
صرحوا بإشتراط ذلك فيه كما اسم الفاعل
عندما يتجرد اسم المفعول من (أل) فال بد من وجود شيء قبله يعتمد عليه
ويعمل به ويشير الرضي في الكافية ،قوله« :واالعتماد على صاحبه» ،اعلم أن
اسمي الفاعل والمفعول ،مع مشابهتهما للفعل لفظًا ومعنى ،ال يجوز أن يعمل في
الفاعل والمفعول ابتداًء كالفعل ،ألن طلبهما لهما لفظا ومعنى ،على خالف
وضعهما ،ألنهما وضعا ... ،ويعني بصاحبه :المبتدأ إما في الحال ،نحو :زيد
مضروب أخواه ،أو في األصل ،نحو :كان زيد مضروب أخواه ،وظننتك
مضروب أخواك ... ،والموصوف نحو :جاءني رجل مضروب زيدًا ،وذا
الحال نحو :جاءني زيدًا مركوب جمًال 2ثم يبرر المصنف شرط االعتماد على
صاحبه قائًال« :ألنه في اصل الوضع ،وصف ،فإذا أظهرت صاحبه قبله تّقوى
ينظر :الّر ضّي ،شرح الّر ضي على الكافية ،ص428 1
بتصرف :الّر ضي ،شرح الرضّي ،على الكافية ،ص 416 2
واستظهر به ليقائه على أصل وضعه حينئذ على العمل» 3فهناك من حضرها
في حاالت معينة سبق اسم المفعول المجرد وذلك «اعتماده على ما يسبقه من
استفهام نحو :أرائر رئيس الحكومة رئيس الجمهورية؟ ،أو نفي نحو :بائع
صاحب الدكان شيئًا من بضاعته ،أو اسم مخبر عنه نحو :الحكومة عاقد رئيسها
مؤتمرًا صحفيًا ،أو موصوٍف نحو :استمتعت بكتاب مجَّد ٍد مؤلُفُه بحوث النحو،
أو اسم يكون هو حاًال منه نحو :نزل المسافر من الطائرة حامال حقيبته ،ويسمى
2
هذا الشرط شرط االعتماد»
كذلك السيوطي من بين الذين أشاروا إلى ذكر ما سبق في األسباب اآلتية مبررًا
ذلك باألمثلة.
أن اسم المفعول يعمل عمل فعله بالعمل مطلقا إذا اتصل بأل الموصولة ،وإ ذا
كان مجردًا منها فيعمل بشرط أن يكون للحال ،أو االستقبال وأن يعتمد على نفي
أو استفهام ،أو ذي نعت أو حال ،أو خبر فيرفع المفعول لقيامه مقام الفاعل،
نحو« :زيد مضروب أبوه» فأبوه ترفع باسم المفعول ،كما ترفعه بالفعل إذا
قلت :زيد ضرب أبوه ،وإ ذا كان من معتمد نحو« :هذا ُم عطى أبوه درهما» و
«هذا معلم أخوه بشرًا فاضال» وانفرد اسم المفعول بأن يضاف إلى مرفوعه
معنى إذا ازيلت النسبة إليه ،تقول« :زيد مضروب عبده» برفع العبد إلسناد
مضروب إليه ،وتقول :زيد مضروب العبد ،باإلضافة فتجر ألنك أسندت اسم
المفعول إلى ضمير زيد فبقى العبد فضله ،فينصب على التشبيه بالمفعول به
الّر ضي ،شرح الرضي على الكافية ،ص 416نفس المرجع السابق 1
فيمكن أن نستنتج ما ذكر انفًا حول إعمال اسم الفاعل ونسقطه عما قيل عن اسم
المفعول ومعنى ذلك ،أنه كل ما يجري السم الفاعل يجري على اسم المفعول
في الحالتين المتفق عليهما لذا علماء الصرف والنحو ذلك فيما يخص باقترانه
«بأل» حيث يكون عمله مطلقًا ،أما إذا تجرد منها فإنه يعمل ذكر سابقًا:
أن يعتمد على االبتداء وذلك نحو( :العالم مرفوع قدره) ،اسم المفعول هنا .1
يعتمد على االبتداء ،فرفع نائب الفاعل قدره
أن يعتمد على الوصف وذلك نحو( :قرأُت رواية ُم فَّصلًة شرحها) فاسم .2
المفعول نعت لكلمة (رواية) ،أي اعتمد على الوصف ورفع نائب الفاعل
شرحها
أن يعتمد على النفي وأن يكون منونًا وذلك نحو( :ما مدمومٌ انسان فيه .3
الخيٍر ) ،فمدموٌم جاءت منونة وسبقت بنفي ورفعت نائب الفاعل انسان
أن يعتمد على االستفهام وذلك نحو( :أمفهوم هذا الدرس؟) ،قاسم المفعول .4
اعتمد على الهمزة ونائب الفاعل هو اسم اإلشارة
أن يعتمد على الحال ومثال ذلك( :أعجبني ولد ُم ْح َترمًا سلوكه) ،فاسم .5
المفعول حال ،اعتمد على صاحب الحال ،ورفع نائب الفاعل سلوكه
ينظر :السيوطي جالل الدين 1977( ،م ،المطالع السعيدة في شرح الفريدة) ،ت :نبهان ياسين حسين ،الجامعة المستنصرية ،ج: 3
،2ص 179
فهذا مما ُيعتمد عليه ،في إعمال اسم المفعول ،إضافة الى ذلك أال يكون مصغرًا
وال موصوفا وعليه إذا توفرت الشروط السالفة الذكر
يعمل اسم المفعول عمل الفعل المضارع المبني للمجهول فهذا إن دّل على شيء
فإنما يدل على أن الفعل إما أن يكون متعدي لواحد أو أكثر.
فأشار عباس حسن إلى هذا في كتابه النحو الوافي أنه يحتاج وجوبًا إلى نائب
الفاعل وذلك إذا كان مضارعه مكتفيا بنائب الفاعل ،نحو :يساعد القوي زميله،
وإ ذا كان مضارعه ناصبًا مفعولين ناصبُا لمفعولين ثم حذف فاعله فإن أحد
المفعولين ينوب عنه ،ويصير مرفوعا مثله ،ويبقى المفعول اآلخر على حاله
منصوبًا وكذلك اسم المفعول ،نحو :يظن الرجُل العوَم نافقًا.
وإ ن كان فعله متعديًا لثالثة ثم حذف فاعله وناب أحد المفعوالت عنه صار
مرفوعًا مثله ووجب نصب ما عداه وذلك نحوُ :تَخ َّبر المراصُد الطيارين الجّو
هادئًا كما أن هناك حاالت قلة يضاف فيها اسم المفعول إلى نائب فاعله الظاهر،
وذلك بشرط أن تكون صيغة اسم المفعول أصلية فيصير نائب الفاعل مضافًا
إليه ،مجرور اللفظ ،ولكنه مرفوع المحل ،وذلك نحو :إن القوّي مساعد الزميل،
هل يّش يع مظنوُن العوِم نافقًا؟ أمَخ َّبُر الطيارين الجو هادئًا؟ فإن لم تكن صيغته
أصلية امتنع أن يضاف لمرفوعه ،وإ ذا جاء تابع لهذا المضاف إليه جاز جره أو
رفعه مع مراعاة اللفظ المضاف ،أما إذا كان الزم قد حذف فاعله وناب عنه
1
شيء غير المفعول به ،كالظرف ،أو الجار والمجرور أو المصدر
هناك تداخل وتبادل بين الصيغ الدالة على اسم المفعول واسم الفاعل ،فعلماء
اللغة ينظروا السم المفعول أنه يدل على الحدوث كما أنه يدل على الثبوت أو
غير ذلك كما قيل عن اسم الفاعل
فيحدد هذا السياق الذي ورد فيه اسم المفعول يشير إلى هذا السامرائي «ويقال
فيه ما قيل في اسم الفاعل من حيث داللته على الحدوث والثبوت ،فهو يدل على
الثبوت إذا ما قيس بالفعل والحدوث إذا قيس بالصفة المشبهة ،فقد تقول :أترى
أنك ستنصر عليهم؟ فيقال( :أنا منصور) أي هذا الوصف ثابت لي وتقول:
1
أتظنه َس ُي غلب؟ فيقال( :هو مغلوب) أي هذا الوصف كأنه قد تم وثبت له»
وممن يؤكد داللة اسم المفعول على الحدوث فخر الدين قباوة على أنه صفة
تشتق من مصدر فعل المبني للمجهول «داللة على من وقع عليه الفعل ،حدوثًا
ال ثبوتًا ،نحو :مدفوع ،مسؤولُ ،م غربلُ ،م عّد ُ ،م حطمُ ،م حتقرُ ،م نتخبُ ،م ستفاد
فقولك «مدفوع» يدل على شيء ُد فع دفعًا حادثًا غير ثابت ،في حين أن «مثلوم
الكرامة» يدل على من ثبت فيه ثلم الكرامة ،وبذلك فإن اسم المفعول إذا أريد به
2
الثبوت والدوام أصبح صفة مشبهة»
أما عباس حسن يصف داللة اسم المفعول أنه« ،يدل على معنى مجرد غير
دائم ،وعلى الذي وقع عليه هذا المعنى فال بد أن يدل على أمرين معًا ،وهما:
المعنى المجرد ،وصاحبه الذي وقع عليه ،مثل كلمة «محفوظ» و«موضوع» في
السامرائي ،معاني األبنية في العربية ،ص52 1
كذلك الغالييني يشير إلى داللة حدوث اسم المفعول ،على أنه صفة تؤخذ من
الفعل المبني للمجهول «للداللة على حدث وقع على الموصوف بها على وجه
2
الحدوث والتجدد ،ال الثبوت والدوام ،كمكتوب وممرور به ومكرم ومنطلق به»
فالظاهر في هذه االقوال هو االتفاق على أن أصل المفعول أن يأتي داًال على
الحدوث والتجدد.
فجميع النحاة يوحدون الرأي على أن داللة اسم المفعول قائمة على الحدث،
والحدوث وعلى من وقع عليه الفعل ،إال أن هناك بعضهم جوزوا داللة اسم
المفعول على الثبوت حيث أنه يصبح داًال على الصفة المشبهة شرط أن يكون
اسم المفعول على وزن مفعول ووزنه القياسي المزيد كذلك أن يكون اسم
المفعول متعديًا إلى واحد وال يجوز من الزم ،وال من متعٍد إلى أكثر
ومن أمثلة «الداللة على الثبوت كالصفة المشبهة نحو :هو مدور الوجه ،مقرون
الحاجبين مفتول الساعدين ،بل هو صفة مشبهة» 3فاسم المفعول «مفتول» يدل
إحداها :فعيل :إن صيغة (فعيل) في الصيغة المشبهة تدل على أن الوصف ثابت
في صاحبه فتقول :هو طويل أو قصير فهي صفات ثابتة في أصحابها ،وتقول:
خطيب وبليغ فهي صفات كالطبيعة في صاحبها وكالسبحية فيه إذ هي ال ترقى
إلى درجة الثبوت في طويل وقصير
أما (فعيل) بمعنى (مفعول) فيدل على أن الوصف قد وقع على صاحبه بحيث
أصبح سبحية له ،ثابت فتقول( :هو محمود) و(هو حميد) فـ(حميد) أبلغ من
محمود الن صفة حميدًا يدل على صفة الحمد له ثابتة
فصيغة (فعيل) بمعنى (مفعول) تدل على الثبوت أو على معنى قريب من الثبوت
بخالف صيغة مفعول الدالة على الحدوث.1
كما أن صيغة فعيل تضاف إلى داللة الثبوت في اسم المفعول لتؤدي معنى
المبالغة ومثال ذلك نحو :حميد الذي يحمد كثير ورجيم الذي ُيرجم كثيرًا
وصيغة فعيل بمعنى مفعول ُتلحقها التاء عندما تستعمل استعمال األسماء نحو:
هذه ذبيحة ونطيحة وأكيلة أي ،مذبوحة ومنطوحة ومأكولة ،فإن لم تستعمل
استعمال األسماء ُح ذفت منها التاء غالبا فاستوى فيها المذكر والمؤنث نحو:
امرأٌة جريٌح وعين كحيل أي :مجروحة ومكحولة ،وقد تلحقها التاء بقَّلٍة نحو:
ِخ صلٌة ذميمة أي :مذمومة وِف علة حميدة أي محمودة.2
ينظر :السامرائي ،معاني األبنية في العربية ،ص 53نفس المرجع السابق 1
والثانيةِ :فْع ٌل :بمعنى مفعول ،كِط حن بمعنى مطحون فهذه من األسماء التي تدل
على المفعول ال صفات ،فالطحن :هو الدقيق ،ومن الصفات قولهم :شيء ِبْد ع،
أي مبتدع وقد يفيد الداللة على القدر كقولهم :هذا ِم َل ء ،أي :قدر ما يملؤه
والثالثةَ :فَع ٌل :بمعنى مفعول كَخ بٍط وَنْقٍض بمعنى مخبوط ومنقوض وهذه
أسماء ،ومن الصفات قولهم :إبل َهَم ٌل أي :مهملة ،ورجل َنَكٌل للذل ينكل به
أعداؤه
والرابعةُ :فْع َلٌة :بمعنى مفعول كأْك َلٌة وُم ضغة بمعنى مأكول وممنوع أي :بمعنى
المبالغة في األكل والمضغ
هذا إذا كانت العين ساكنة أما إذا كانت مفتوحة العين (ُفَع لة) فهي من صيغ
مبالغة اسم الفاعل نحوُ :ص َر عة وهو الذي َيَص رع الناس كثيرًا
والذي يبدو أن ما عدل عن صيغة مفعول إلى صيغة أخرى يفيد المبالغة عمومًا
وذلك ألن النقل يفيد المبالغة في الغالب وما يمكن استنتاجه من هذه الصيغ
الوارد ذكرها 1أنها سماعية يستوي فيها المذكر والمؤنث
لزمن دور مهم في داللة اسم المفعول «ذهب النحاة إلى أن القواعد التي تحكم
الداللة الزمنية السم الفاعل ،هي القواعد نفسها التي تحكم اسن المفعول ،فيدل
على الزمن الماضي إذا كان مضافًا ،ويدل على الزمن الحاضر أو المستقبل إذا
كان عامًال غير معرف بـ(أل) ،ويدل على الماضي أو الحاضر أو المستقبل إذا
كان معرفًا بـ(أل)».1
وذلك نحوُ« :ك ٌّل َيْج ِر ي ألَج ٍل ُم َس ًّم ى» ،2أيُ :س ّم ي ،ونحو( :هو مقتول) أي:
3
قتل
ِن
أ -1-اسم المفعول المضاف :نحو قولك :هذا ممنوح الجائزة ،أي هذا الذي ُم َح
الجائزة
أ -2-اسم المفعول المعرف بـ(أل) :نحو قولك :سّلمت على الممنوح الجائزة
أمس
قوافزة محمد حسن2015( ،م ،الداللة الزمنية لالسماء في اللغة العربية،اسم الفاعل واسم المفعول والمصدر أنموذجًا) ،دراسات 1
فداللة اسم المفعول على الزمن الماضي تعددت على حسب المعرفة والنكرة
فالحال يعد من األزمنة الدالة على اسم المفعول وذلك نحو :أقبل مسرورًا ،مالك
محزونًا؟ أنت مغلوب على أمرك 1ويشير حلواني إلى ذلك« :وقد يدل على
الحال كقولنا اليزال المجرم موقوفًا» ،2فمسرورًا ،ومحزونًا ،وموقوفًا صيغ اسم
المفعول الدالة على زمن الحال
وذلك كقوله تعالىَٰ« :ذ ِلَك َيْو ٌم َم ْج ُم وٌع َلُه الَّناُس َو َٰذ ِلَك َيْو ٌم َم ْش ُهوٌد » ،3أي:
سيجمع ويشهد ،نحو( :إنك يا بن أبي سلمى لمقتول) أي :ستقتل.4
فنستنتج أن داللة الماضي والحال والمستقبل أزمنة أثرت في داللة اسم الفاعل
مثلما تؤثر على داللة اسم المفعول
فهذا يمثل استمرار األزمنة الثالثة السابقة الذكر على أنها وقعت في الماضي
وقائمة في الحاضر وستظل مستمرة في المستقبل.
«يدل اسم المفعول على مطلق الزمن ،وذلك عند وجود قرينة سياقية ،نحو
قولك( :باب الحديقة مفتوٌح كل يوم من الساعة الثامنة صباحًا إلى الساعة الثالثة
عصرًا) .إذ دل اسم المفعول (مفتوح) على مطلق الزمن ،بدليل وجود ظرف
هناك عالقة تشابه وتبادل بين اسم الفاعل واسم المفعول حيث يأتي أحدهم أحيانًا
ليدل على معنى االخر ويدل داللته وتظهر ذلك خديجة الحديثي في كتابها ابنية
الصرف «وذكر ابن خالوبة استعمال (فاعل) بمعنى (مفعول) في قول العرب:
أسمت الماشية في المرعى فهي سائمة ،ولم يقولواُ :م سلَم ة ،وذكر الرضي قول
1
العربُ :ض َّعَف الشيء فهو مضعوف ،أي جعلته مضاعفًا»
فكلمة سائمة جاءت اسم فاعل لتدل داللة اسم المفعول الن العرب نطقت بها
على وزن فاعل لسهولة نطقها أما مضعوف اسم مفعول جاءت بداللة مضاعفًا،
قد يأتي كذلك اللفظ على وزن «مفعول» ،والمراد منه اسم الفاعل ،وذلك نحو،
قوله تعالىِ« :ح َج ابًا َم ْس ُتورًا» 2وقالو أن المراد هو ساتر.
ومما جاء فيه «فاعل» بمعنى «مفعول» نحو :قوله تعالى «ماء دافق» 3أي
مدفوق
وقال أبو حيان ...« :وقال االخفش وجماعة :مستورًا ساترًا واسم الفاعل قد
4
يجيء بلفظ المفعول ،كما قالوا :مشؤوم وميمون ،يريدون :شائم ويامن»...
فجاءت هذه الصيغ الوارد ذكرها من اسمي الفاعل والمفعول صيغت من الفعل
الثالثي
3
ينظر :عبد اللطيف محمد الخطيب ،المستقصي في علم التصريف ،ص 488_487 4
كما وضحت مجلة الداللة الزمنية ألسماء في اللغة العربية موقف االخفش تجاها
اآلية «حاجًا مسورًا» وأدرجت هذا العنصر ضمن التحويل في صيغة اسم
المفعول إلى اسم الفاعل ،فـ (مستور) بمعنى ساتر ،وقد تبين األخفش ذلك ،ألن
الفاعل قد يكون في لفظ المفعول ،كما تقول( :إنك مشؤوم علينا) و(ميمون)،
وإ نما هو (شائم) و(يامن) ،ألنه من (شأمهم) و(يمنهم) ،والحجاب هاهنا هو:
1
(الساتر) ،وقال مستور
كما أشارت مجلة التناوب بين مشتقات األسماء وبعدما اجارته المطلقة مستدلة
بمن أنكر ذلك ،حيث ترى أن «اسم الفاعل واسم المفعول مشتقات للداللة على
من قام بالفعل أو من وقع عليه الفعل ،وقد تناوبان فيعتبر بلفظ أحدهما عن معنى
االخر ،كما هو قول الكسائي والفراء ،حيث ذكرو أن أهل الحجاز يأتون بفاعل
بمعنى مفعول أذا كان نعتًا مثل (ماء دافق) أي مدفوق ،وسر كاتم أي مكتوم،
وأنكره بطالن البيان ،وال يصح وال ينقاس ،ولو جاز هذا الجاز ضارب بمعنى
2
مضروب والقول عند البصريين أن على النسب»
فيمكن القول أن تناوب صيغي اسم الفاعل والمفعول في داللة يجوز ذلك في
المواطن والسياقات التي تكون لها أنسب في المعنى
محمد فيصل محمد عبد الفتاح2020( ،م ،التناوب بين مشتقات األسماء دراسة صرفية داللية في ضوء القران الكريم) كلية 2
تنوعت وتعددت داللة اسم الفاعل عند الصرفيين بين الحدوث والثبوت والزمن
وبيان هذا كاالتي:
يرى ابن هشام أن اسم الفاعل يأتي للداللة «ما دل على حدث والحدوث
وفاعله» 1ويقصد بالحدث معنى المصدر ،وبالحدوث التجديد واالستمرار ومثال
ذلك :قائم اسم فاعل يدل على القيام وهو الحدث وعلى الحدوث أي التغيير
فالقيام ليس مالزما لصاحبه ويدل على ذات الفاعل أي صاحب القيام.
فهناك من نعت ِخ ّص يُة عدم الدوام بالحدث الطارئ مثل :مخرج ومنكسر فيدل
على الحدث هو اإلخراج وهو دون شك حدث طارئ ال يدوم.2
وهناك من نسب داللته «على وصف من قام بالفعل ،على وجه الحدوث ال
الثبوت ،نحو :قارئ ،متعلم ،مخترع.3»...
«للداللة على من وقع عليه الفعل ،حدوثًا ال ثبوتًا ،نحو :مدفوع ،مسؤول،
مغربل ،معد ،محطم ،منتخب ،مستفاد ،فقولك مدفوع يدل على من ثبت قد دفع
دفعا حادثًا غير ثابت ،في حين أن مثلوم الكرامة يدل على من ثبت فيه ثلم
الكرامة وبذلك فإن اسم المفعول اذا اريد به الثبوت والدوام أصبح صفة مشبهة
4
عبد المجيد بن محمد بن علي الغيلي ،مرجع سابق ،ص 42 3
فمن خالل ما سبق يتبين لنا أن داللة اسم الفاعل غالبا ما تكون للحدوث أي
التجدد والتغيير.
تعد مسألة داللة الثبوت في اسم الفاعل مسألة خالفية بين النحاة وقد وردت فيها
اراء كثيرة ومتضاربة فهناك من خصها لصفة المشبهة وهناك من خصها السم
الفاعل «بدل هذا التركيب على ثبوت الصفة في صاحبها كقولنا :واسع العينين،
أو بارز األسنان وهذه األمثلة تدل على الثبوت وهي بمثابة الصفة المشبهة،
فاسم الفاعل والمفعول يجريان مجرى الصفة المشبهة في الداللة على الثبوت
1
ومن ذلك ضامر البطن وجائلة الوشاح ومعمور الدار ومؤدب الخدام»
نجد فخر الدين قباوة يؤكد خصية الثبوت لصفة المشبهة وذلك نحو قولك :دافع
يدل على شيء يدفع وهذا الدفع متعلق بزمن معين لكنه ال يدوم وال يثبت أبدًا
كذلك الحال «سائر» ومنطلق ومكرم أما نحو مّيت فانه صفة مشبهة تدل على
صفة ثابتة في صاحبها ،فهو قد حدث موته ودام وسيدوم فيه قرونا.
هذا هو الفرق الكبير بين اسم الفاعل والصفة المشبهة في المعنى ولذا فان
المشتق الذي يكون على صيغة اسم الفاعل ويتضمن ثبوت الحدث وديمومته
يصبح صفة مشبهة نحو دائم ،خالد ،مستقر ،وقد يدل على الثبوت قرينة معنوية
حسام عبد علي الجمل2008( ،م ،الداللة الصرفية السم الفاعل واسم المفعول) ،العدد ،53:جامعة بابل ،كلية التربية األساسية، 1
ص 90_89
داللة اسم الفاعل على الزمن: .3
يعتبر الزمن حالة من الحاالت التي يصاغ بداللتها اسم الفاعل وذلك على
األزمنة الثالثة المعرفة
يعد الزمن الماضي حدث تم وانقضى ويكون اسم الفاعل داال عليه وذلك بوجود
قرائن لفظية أو معنوية خاصة به.
فيدل اسم الفاعل على الزمن الماضي ،اذا كان مجردا من (أل) ،ومضافا إلى ما
بعده أي غير عامل ومثال داللته على الماضي
قول الحطيئة:
فقد دل اسما الفاعل طاوي وعاصب على الزمن الماضي وميز السامرائي بين
الفعل الماضي واسم الفاعل الدال على المضي وهو أن اسم الفاعل يدل على
ثبوت الوصف في الزمن الماضي ودوامه فيه بخالف الفعل الماضي الذي يدل
على وقوع الفعل في الزمان الماضي ال على ثبوته ودوامه فتقول :هو حافظ
أمس ،يدل على أن ذلك كان وصفه فيما مضى وبمعنى اخر أن وصف الحفظ
كان ثابتا له وأن وصف القيام كان ثابتا له بخالف قولك :قام زيد فانه ال يدل إال
على أنه قام ال على ثبوت الوصف في المضي ومثله قولك :اجتهد خالد في
العام المنصرم وكان خالد مجتهدا في العام المنصرم فإنك ترى أن قولك اجتهد
محمد حسن قوافزة ،مرجع سابق ،ص 6 1
يدل على أن االجتهاد حصل في وقت من أوقات العام المنصرم في حين أن
قولك كان زيد مجتهد يدل على أن ذلك كان وصفا له ثابتا ومثله كان زيد نصح
1
أخاه وكان زيد ناصحا له وهذا بّين
أما عن الحال وذلك محو قوله تعالى« :فمالهم عن التذكرة معرضين» 2ونحو
قوله كالنا ناظر قمرا ونحو قوله مالك واقفا؟ فإن اسم الفاعل في هذه األمثلة
3
معرضين ،ناظر ،واقفا يدل على الحال
وأما عن اسم الفاعل الدال على االستقبال :وذلك نحو قوله تعالى« :إِّني خاِلٌق
َبَش ًر ا ِم ن ِط يٍن َفإذا َس َّو ْي ُتُه وَنَفْخ ُت ِفيِه ِم ن ُر وِح ي َفَقُعوا َلُه ساِج ِد يَن » 4أي سأخلق
والفرق بينه وبين استعمال المضارع هو أن األمر في اسم الفاعل كأنه قد تم
5
وثبت وصفا لصاحبه
كما أشار الحلواني على داللة الزمن على اسم الفاعل موضحا الداللة الصرفية
وما يميزها عن المضارع وهي أن السم الفاعل داللة الزمان مستدل بذلك بقوله
تعالىَ« :و ِإْذ َقَتْلُتْم َنْفًس ا َفاَّد اَر ْأُتْم ِفيَها َو الَّلُه ُم ْخ ِر ٌج َم ا ُك ْن ُتْم َتْك ُتُم وَن » 6فمعنى
مخرج انه يدل على حدث هو اإلخراج وعلى فاعله وهو اهلل وعلى زمانه وهو
المستقبل
فداللة اسم الفاعل على الحال تتعلق باقترانه (بأل) أو تجره منها
فاسم الفاعل العامل إذا تجرد من أل األصل أن يدل على زمن المستقبل ولكنه
يدل على الزمن الحاضر إذا وجدت قرينة لفظية أو معنوية نحو قوله تعالى
3
«َقاَل َأَر اِغ ٌب َأْنَت َعْن آِلَهِتي َيا ِإْب َر اِه يُم َلِئْن َلْم َتْنَتِه َأَلْر ُج َم َّنَك َو اْه ُج ْر ِني َم ِلًّيا»
فدل اسم الفاعل راغب على زمن الحاضر ألن أبا إبراهيم يخاطب إبراهيم
ويستنكر عليه رغبته عن آلهة آبائه وأجداده.4
أما إذا اقترن اسم الفاعل بأل وغير العامل ومثاله قول الحارث بن حلزة:
إذا دل اسم الفاعل الناطق والمرقش على الزمن الحاضر ودّال أيضا على
5
استمرار الكذب والتشكيل الملفقين للشاعر عند الملك
فاسم الفاعل العامل والمجرد من أل يدل غالبًا على الزمن المستقبل ومثال ذلك
قوله تعالىَ« :و اَل َتُقوَلَّن ِلَش ْي ٍء ِإِّني َفاِع ٌل َذ ِلَك َغًد ا» 1وقوله تعالى« :وإ ذ قال
2
ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة»
فقد دل اسم الفاعل سائلة على المستقبل القريب إلن الشاعر قال القصيدة التي
أخذ منها هذا البيت وهو يحتضر
َّل
ويمثل هذا الزمن الماضي والحاضر والمستقبل وذلك نحو قوله تعالىِ« :إَّن ال َه
َفاِلُق اْلَح ِّب َو الَّنَو ٰى ۖ ُيْخ ِر ُج اْلَح َّي ِم َن اْلَم ِّيِت َو ُم ْخ ِر ُج اْلَم ِّيِت ِم َن اْلَح ِّي ۚ َٰذ ِلُك ُم الَّلُهۖ
َفَأَّنٰى ُتْؤ َفُك وَن فالق االصباح» 1ففلق الحب والنوى مستمر وفي كل يوم يفلق اهلل
االصباح 2كما أشارت مجلة الداللة الزمنية لألسماء مفصلة في ذلك أن اسم
الفاعل يدل على مطلق الزمن في الحاالت االتية:
ج -1-عندما تقع االحداث وصفا هلل تعالى وافعاله واقواله نحو قوله تعالى «ِإَّن
الَّلَه َفاِلُق اْلَح ِّب َو الَّنَو ٰى ۖ ُيْخ ِر ُج اْلَح َّي ِم َن اْلَم ِّيِت َو ُم ْخ ِر ُج اْلَم ِّيِت ِم َن اْلَح ِّي ۚ
َٰذ ِلُك ُم الَّلُهۖ َفَأَّنٰى ُتْؤ َفُك وَن » فاسما الفاعل فالق ومخرج دال على مطلق الزمن
ج -2-عند التعبير عن الحقائق الثابتة ومثال ذلك قولك (المشمش شجرة مثمرة)
ج -3-عند التعبير عن عادة متكررة تعود شخص أن يفعلها ومثال ذلك قولك
(محمد متأخر كل يوم)
ج -4-في االقوال العامة والمأثورة والحكم واألمثال نحو :كل زائد ناقص،
ونحو :صاحب الحق سلطان
ج -5-عندما تدل أسماء الفاعل على أحداث تؤدي بحق 3اهلل نحو قوله تعالى:
«الذين إذا ذكر اهلل وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي
4
الصالة ومما رزقناهم ينفقون»
وما يالحظ في داللة اسم الفاعل على االستمرارية أنه يعتمد على مطلق الزمن
وذلك خالل األزمنة الثالثة الماضي والحاضر والمستقبل
وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على تلك العالقة المقترنة بين اسم الفاعل واسم
َّلِذ
المفعول وكل واحد منهما يأتي بصيغة االخر ومثال ذلك قوله تعالىَ« :و ا يَن
2
ُيَح اُّج وَن ِفي الَّلِه ِم ْن َبْع ِد َم ا اْس ُتِج يَب َلُه ُح َّج ُتُهْم َد اِح َض ٌة ِع ْنَد َر ِّبِه ْم »
ويالحظ داللة داحضة على الزمن الماضي ،كما قيل أن العرب استعملت
3
مجموعة من األسماء بمعنى اسم المفعول وهي على زنة اسم الفاعل
«وقال النحويون :إن فاعال قد يجيء بمعنى مفعول نحو :ماء دافق أي ماء
مدفوق ،وعيشة راضية أي مرضية قيل :واألولى أن يكون على النسب كنابل
4
وناشب»
وعلى ذكر داللة النسب كان لصيغة اسم الفاعل إذا كان على وزن فاعل أو
مفعل أو اتصاله بتاء التأنيث أثر في المعنى
وهي صفة يتميز بها اسم الفاعل لصغه فاعل الدالة عليه
وأشار السامرائي إلى ذلك بالتمثيل أن اسم الفاعل قد يدل على النسب إلى الشيء
كقولهم لذي الذرع :دراع ولذي النبل :نابل ولذي الرمح :رامح ...ويقال :القوم
سالحون والرجل سالح إذا كان على الرجل أو القوم سالحهم
كما ذكر فيما جاء في المقتضب :فإن كان ذا شيء أي صاحب شيء بني على
1
فاعل أي كل مفرده تصاع على وزن فاعل مثل رجل فارس أي صاحب فرس
أما إذا اتصلت باسم الفاعل تاء التأنيث في مثل هذه الحالة دل على الفعل بمعنى
اخر ،وذلك كحائض وحائضة ومرضع ومرضعة وذلك أنه إذا كان بغير التاء
فهو للنسب كحائض بمعنى ذات حيض ،ومرضع بمعنى ذات ارضاع فعندما
تكون بالتاء تدل على إرادة الفعل ومعنى إرادة الفعل كونه للجدد والحدوث
كالفعل وبمعنى النسب ليس كذلك بل هو ثبوت
كما شرح ابن القيم كلمة المرضع مستدال بذلك من قوله« :ي َت َن ا َتْذ َهُل ُك ُّل
ْو َم َر ْو َه
ُم ْر ِض َعٍة َع َّم ا َأْر َض َعْت » 2حيث يرى أن المرضع من لها ولد ترضعه،
والمرضعة من ألقمت الثدي للرضيع فالمرأة في هذا المقام قد تذهل عن الرضيع
إذا كان غير مباشر للرضاعة فإذا التقم الثدي واشتغلت برضاعة لم تذهل عنه
إال ألمر هو أعظم من انشغالها بالرضاع
كما يمكن أن يكون االسم الفاعل من حيث المعنى يراد به المصدر ،وذلك نحو
1
قوله تعالى« :فهل ترى لهم من باقية»
قال أبو حيان ...« :وقيل من باقية ،من بقاء ،مصدر جاء على فاعلة كالعاقبة»
2
وقوله تعالى« :وال تزال تطلع على خائنة منهم»
فقد ذكر ابن جني في المحتسب أنه يجوز السم الفاعل أن يكون مصدرًا أي
خيانة منهم.
فقد جوزوا أن يكون خائنة مصدرًا كالعافية والعاقبة وهناك شواهد أخرى جمعها
الشيخ عضيمة من كالم الُم غربين والمفسرين ،والمالحظ أنها جميعها تحتمل اسم
الفاعل على ظاهرها ،وأن تخريجها على المصدرية في كثير من المواضع ليس
3
بالختم
وقد بين الرضي االستراباذي في تحويل اسم الفاعل إلى المصدر وذلك بوضع
اسم الفاعل مقام المصدر ،نحو :قم قائمًا كما يوضع المصدر مقام اسم الفاعل،
ينظر عبد اللطيف محمد الخطيب ،المستقصي في علم التصريف ،ص 461 3