Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 39

‫اسم المفعول‬

‫تعريف اسم المفعول‪:‬‬

‫يعُّد من أشهر المشتقات واألكثر إستعماًال بعد اسم الفاعل عّر فه ابن يعيش في‬
‫كتابه المفصل‪« :‬هو الجاري على يفعل من فعله نحو مضروب ألن أصله مفعل‬
‫‪1‬‬
‫ومكرم ومنطلق به ومستخرج ومدخرج»‬

‫وعرفه الحمالوي‪« :‬هو ما اشتق من مصدر المبني للمجهول‪ ،‬لمن وقع عليه‬
‫‪2‬‬
‫الفعل»‬

‫كما عرفه السامرائي‪« :‬اسم المفعول ما دل على حدث والحدوث وذات المفعول‬
‫كمقتول ومأسور»‬

‫أما الغالييني عرفه‪« :‬صفة ُتؤخُذ من الفعل المجهول‪ ،‬للداللة على الحدث وقع‬
‫على الموصوف بها على وجه الحدث والتجدد‪ ،‬ال الثبوت والدوام‪ ،‬كمكتوب‬
‫‪3‬‬
‫وممرور به ومكرم ومنطلق به»‬

‫فمن خالل هذه التعريفات يمكن أن نستخلص تعريف مشترك إلسم المفعول بأنه‪:‬‬
‫الوصف المشتق الجاري من الفعل المبني للمجهول لداللة على من وقع عليه‬
‫الفعل‪ ،‬فاسم المفعول كل ما تحققت له الصفات التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن يكون وصفًا‬


‫ب‪ -‬أن يشتق من الفعل المبني للمجهول‬
‫ت‪ -‬أن يكون داال على من وقع عليه الفعل‬
‫ابن يعيش‪ ،‬موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش‪ ،‬شرح المفصل‪ ،‬إدارة الطباعة ترية‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪80‬‬ ‫‪1‬‬

‫الحمالوي‪ ،‬أحمد بن محمد بن أحمد‪ ،‬شذا العرف في فن الصرف‪ ،‬ص‪60‬‬ ‫‪2‬‬

‫مصطفى الغالييني‪ ،‬جامع الدروس العربية‪ ،‬ص‪182‬‬ ‫‪3‬‬


‫أو يمكن القول‪ :‬أنه اسم يدل على الوصف مأخوذ من المصدر الجاري من الفعل‬
‫المبني للمجهول لداللة على من وقع عليه الفعل على وجه الحدوث‬

‫ثانيًا‪ :‬الصياغة الصرفية السم المفعول‪:‬‬

‫يصاغ اسم المفعول من الثالثي على وزن َم ْفُعول عامة‪ ،‬ومن غير الثالثي‬
‫باإلتيان بمضارعه‪ ،‬واستبدال الميم المضمومة بحرف المضارعة‪ ،‬وفتح ما قبل‬
‫األخير إال أن االختالف في كيفية صياغته في الثالثي المعتل ومن غير الثالثي‬

‫‪ -I‬صياغة اسم مفعول من الفعل ثالثي‪:‬‬

‫يصاغ من الفعل الثالثي المجرد الصحيح على وزن مفعول‪:‬‬

‫أ_ السالم‪ُ :‬ك ِتَب _ مكتوب‬

‫ُد ِر َس _ َم ْد روس‬

‫ب_ المضعف‪َ :‬م َّد _ ممدود‬

‫َد َّق _ مدقوق‬

‫ج_ المهموز‪ُ :‬أِخ َذ _ مأخوذ‬

‫ُو َئَد _ مؤود‬


‫‪1‬‬
‫ُس ِئَل _ مسؤول‬

‫ويصاغ من الفعل الثالثي المعتل‬

‫أ_ المثال‪ُ :‬و ِج َد فهو موجود‬

‫تنظر‪ :‬د‪ .‬صالح مهدي الفرطوسي‪ ،‬و د‪ .‬هاشم طه شالش‪ ،‬المهذب في علم التصريف ص‪244_243‬‬ ‫‪1‬‬
‫ُو ِع َد فهو موعود‬

‫ُيِس َر فهو ميسور‬

‫ب_ األجوق‪ِ :‬ق يل فهو َم ُقول‬

‫بيَع فهو َم ِبُيع‬

‫ج_ الناقص‪ :‬ومن أمثلة معتل «الالم»‪ُ :‬غ ِز َي فهو َم ْغُز ّو أو َم ْغ ِز ُّي‬
‫‪1‬‬

‫«وإ ذا كان الفعل معتل الالم‪ ،‬حدث في اسم المفعول تغيير باإلعالل واالدغام‪،‬‬
‫فإذا كانت المه ياء‪ ،‬مثل‪ :‬خشي‪َ ،‬ر ِض ي أو ألفًا أصلها ياء مثل‪ :‬رمى‪َ ،‬ح َز ى‪،‬‬
‫جاء اسم المفعول على‪َ :‬م ْخ ِش ي‪َ ،‬م ْر ِض ي عنه‪َ ،‬م ْر ِم ّي ‪َ ،‬م ْج ِز ّي ‪ ،‬واالصل فيها‪:‬‬
‫َم ْخ ُش وي‪َ ،‬م ْر ضوي‪َ ،‬م ْر ُم وي‪َ ،‬م ْج ُز وي على وزن مفعول‪.‬‬

‫وإ ذا كانت المه ألفًا أصلها واو مثل‪ :‬دعا‪ ،‬زجا‪ ،‬أتى اسم المفعول على‪َ :‬م ْد ُع و‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫َم ْر ُج و‪ ،‬على وزن‪ :‬مفعول واألصل قبل االدغام‪َ :‬م ْد ُع ْو ُو ‪َ ،‬م ْر ُج ْو ُو »‬

‫كما سبق أبنية اسم المفعول من الثالثي المجرد الصحيح والمعتل فتجدر اإلشارة‬
‫إلى أن هناك أبنية سماعية وأخرى قياسية‬

‫‪ -I‬أبنية أخرى تدل على معنى اسم المفعول‬

‫وردت في كالم العربية ابنية سماعية‪ ،‬السم المفعول من الثالثي تدل على معناه‪،‬‬
‫وليست على وزنه‪ ،‬وال تعمل عمله‪ ،‬ويستوي بالوصف بها المذكر والمؤنث‬
‫هي‪:‬‬

‫َفِع يل‪ ،‬مثل‪ :‬أسير‪ ،‬سجين‪ ،‬جريح‪ ،‬فهي بمعنى‪ :‬مأسور‪ ،‬مسجون‪ ،‬مجروح‬ ‫‪.1‬‬
‫ينظر‪ :‬الحديثي‪ ،‬خديجة‪ ،‬أبنية الصرف في كتاب سيبوية‪ ،‬ص‪280‬‬ ‫‪1‬‬

‫ياسين الحافظ‪1996( :‬م‪ ،‬اتحاف الطرف في علم الصرف)‪ ،‬ط‪ ،1 :‬دار العصماء سورية‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪108_107‬‬ ‫‪2‬‬
‫َفْع ل‪ ،‬مثل‪َ :‬ذ ْب ح‪ِ ،‬ج ْز ر‪ِ ،‬ح ّب ‪ ،‬فهي بمعنى‪ :‬مذبوح‪ ،‬مجزور‪ ،‬محبوب‬ ‫‪.2‬‬
‫‪1‬‬
‫َفَع ل‪ ،‬مثل‪َ :‬ج َلَب ‪َ ،‬ح َلَب ‪َ ،‬س َلْب ‪ ،‬فهو بمعنى‪ :‬مجلوب‪ ،‬محلوب‪ ،‬مسلوب‬ ‫‪.3‬‬
‫ُفْع َلة‪ ،‬مثل‪ُ :‬ضْح َك ة‪ُ ،‬طْع َم ة‪ُ ،‬أْك لة‪ ،‬فهي بمعنى‪ :‬مضحوك ومطعوم ومأكول‬ ‫‪.4‬‬
‫َفُعول‪ :‬ومنها َر كوب‪ ،‬وَلُبوس‪ ،‬وزبور‪ ،‬وهي قليلة االستعمال بهذا المعنى‬ ‫‪.5‬‬
‫فاِع ْل ‪ :‬وال ُيْس َتدل على أنها تدل على «مفعول» إال بالسياق‪ ،‬مثل‬ ‫‪.6‬‬
‫‪3‬‬
‫«راضية» في قوله تعالى «فهو في عيشة راضية»‪ 2‬أي مرضية‬
‫ُفعال‪ :‬كحطام‪ ،‬وُج َذ اذ‪ ،‬وُر فات‬ ‫‪.7‬‬
‫ُفعالة‪ :‬نحو‪ :‬نخالة‪ ،‬وُح ثالة‪ُّ ،‬ص بابة‬ ‫‪.8‬‬
‫ِف عال‪ِ :‬خ ضاب‪ِ ،‬لباس‪ ،‬وِم زاج‬ ‫‪.9‬‬
‫ُأفعولة‪ :‬كاُألضحوكة‪ ،‬واألطروحة واألحدوثة‬ ‫‪.10‬‬
‫‪ -II‬األبنية القياسية الدالة على اسم المفعول‬

‫وهي المشهورة والمعترف عليها عند علماء الصرف‪ ،‬وكما سبق ذكرها وهو‬
‫كل ما صيغ من الفعل الثالثي المبني للمجهول ويكون على وزن َم ْغ ُعول‪.‬‬

‫وإ ذا كان الفعل غير ثالثي فنأتي بمضارعه مع إبدال حرف المضارعة‪ ،‬ميمًا‬
‫مضمومة‪ ،‬وفتح ما قبل اخره وذلك على وزن ُم ْفَع ل‬

‫ينظر‪ :‬ياسين الحافظ‪ ،‬اتحاف الطرف في علم الصرف‪ ،‬ص‪110_109‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الحاقة‪ ،‬اآلية‪21 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫ينظر‪ :‬محمد خير حلواني (ب س ن)‪ ،‬المغني الجديد في علم الصرف) دار الشرق العربي‪ ،‬بيروت_ لبنان‪ ،‬ص‪265_264‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ -III‬صياغة اسم المفعول من الفعل الغير الثالثي‬

‫«وإ ذا زادت أحرف الفعل على ثالثة جاء اسم المفعول على وزن مضارعه‬
‫المبني للمجهول‪ ،‬بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة‪ ،‬وفتح ما قبل االخر‪،‬‬
‫مثل‪ُ :‬م َتْر َج ُم ‪ ،‬وُم زخَر ُف ‪ ،‬وُم ْس تخرج‪ ،‬وُم َص َّفُح ‪ ،‬وُم ْع تدي عليه‪ ،‬وُم ْس تجار به‬
‫‪1‬‬
‫ويطرأ على صيغ هذا الباب عوارض صوتية كاإلدغام واالعالل»‬

‫وتوضح ذلك خديجة الحديثي في كتابها أبنية الصرف كما يلي‪:‬‬

‫اسم المفعول من الثالثي المزيد بحرف‪:‬‬

‫ِع‬
‫ُم َفَع ل‪ :‬من «ُأْف َل ‪ُ ،‬يْفَع ُل » نحو‪ُ :‬أْخ ِر َج فهو ُم ْخ َر ُج‬
‫ُم َفّع ل‪ :‬من «ُفَّعل‪ُ ،‬يَفَّع ُل » نحو‪ :‬جّر ب فهو ُم َج ّر ب‬

‫ُم فاَع ل‪ :‬من «ُفوِع ل‪ُ ،‬يفاَع ل» نحو‪ُ :‬قوِتل فهو مقاِتل‬

‫اسم المفعول من الثالثي المزيد بحرفين‪:‬‬

‫ُم َتَفَّعل‪ :‬من «ُتُفَّعل‪ُ ،‬يَتَفَّع ُل » نحو‪ُ :‬تُك َّلم فهو ُم َتكَّلم‬

‫ُم ْتَفَع ل‪ :‬من «اْن ُفِع َل ‪ُ ،‬يْن َفَع ل» نحو‪ :‬اْنَتِص ر فهو منتصر‬

‫مُتَفاَع ل‪ :‬من «ُتُفوِع ل‪ُ ،‬يَتفاعل» نحو‪ :‬تغوفل فهو متغافل‬

‫ُم ْفَتَع ل‪ :‬من «ُأْفُتِع ُل ‪ُ ،‬يْفَتَع ُل » نحو‪ :‬استمع فهو ُم ْس تمع‬

‫ُم ْفَع ّل ‪ :‬من «ُأْفُع َّل ‪ُ ،‬يْفَع ُّل » نحو‪ :‬احمَّر فهو محمر‬

‫محمد خير حلواني‪ ،‬المغني الجديد في علم الصرف‪ ،‬ص ‪267_266‬‬ ‫‪1‬‬
‫اسم المفعول من الثالثي المزيد من ثالثة أحرف‪:‬‬

‫ُم ْس َتْفَع ل‪ :‬من «ُأْس ُتْفِع َل ‪ُ ،‬يْس َتْفعُل » نحو‪ :‬استخرج فهو ُم ْس َتْخ رج‬

‫ُم فْع اّل ‪ :‬من «ُأْفُعْو َّل ‪ُ ،‬يْفعاُّل » نحو‪ :‬اشهوَّب فهو مشهاٌّب‬

‫ُم ْفَعْو َع ل‪ :‬من «ُأفُعوِع َل ‪ُ ،‬يْفَعْو َع ُل » نحو اعدودن فهو معدودن‬

‫ُم ْفَعَّو ل‪ :‬من «ُأْفُعَّو َل ‪ُ ،‬يْفَعَّو ُل » نحو ُأْع َلَّو ط فهو ُم علوط‬
‫«وقد يكون لفظ اسم المفعول مماثًال للفظ اسم الفاعل كُم غتاٍل وُم ْب َتاع وُم ختص‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فال سبيل عندئٍذ إلى تمييز أحدهما من االخر إال بقرينه»‬

‫كما توجد هناك بعض الصيغ السم المفعول من الفعل الثالثي وغير الثالثي‬
‫مشتركة مع اسم الفاعل ويفرق بينهما من سياق الكالم أو وجود قرائن دالة على‬
‫ذلك‪.‬‬

‫ومثال ما يؤكد ذلك نحو‪« :‬محمّر اسم مفعول‪ ،‬ومختار اسم مفعول‪ ،‬موافق في‬
‫اللفظ السم الفاعل‪ ،‬وهما في التقدير مختلفان‪ ،‬قاسم الفاعل في التقدير‪ ،‬محمرر‬
‫بكسر ما قبل اخره‪ ،‬اسم المفعول في التقدير‪ ،‬محمرر بفتح ما قبل اخره‪ ،‬وكذلك‬
‫تقدير مختار فيهما‪ ،‬أعني مختير ومختير‪ ،‬فلما جاء االدغام في محمّر واالعالل‬
‫‪2‬‬
‫في مختار استوى لفظهما في البابين»‬

‫اسم المفعول من الرباعي المجرد‪:‬‬

‫ُم َفْع لل‪ :‬من «ُفْع ِلَل ‪ُ ،‬يفْع َلُل » نحو‪َ :‬دْح َر َج فهو ُم دحرج‬

‫ُم َتَفْع لل‪ :‬من «ُتُفْع ِلَل ‪ُ ،‬يَتَفْع َلُل » نحو‪ :‬تَج ْلَبَب فهو ُم تجلبب‬
‫‪3‬‬
‫ُم ْفَعْن لل‪ :‬من «ُأْفُعْن ِلَل ‪ُ ،‬يْفَعْن َلُل » نحو‪ :‬احرنجم فهو محرنجم‬

‫محمد أسعد النادري‪1997( ،‬م‪ ،‬نحو اللغة العربية) ط‪ ،2 :‬المكتبة العصرية‪ ،‬صيدا‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪158‬‬ ‫‪1‬‬

‫خديجة الحدييبي‪ ،‬أبنية الصرف في كتاب سيبوية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫أبو الفداء‪ ،‬الكناش في فني النحو والصرف‪ ،‬ص‪332‬‬ ‫‪3‬‬


‫عمل اسم المفعول‬

‫سبق وأن تطرقنا إلى عمل اسم الفاعل وشروطه فمثلما قيل عنه يقال عن اسم‬
‫عمل المفعول وشروطه‪.‬‬

‫ويرى إبن الهيثم األنصاري أنه من األسماء التي تعمل عمل الفعل‪ :‬اسم‬
‫المفعول‪« ،‬كمضروب‪ ،‬وُم ْك َر م» وهو كاسم الفاعل‪ ،‬تقول‪« :‬جاء الذي ُض ِر ب‬
‫َع ْبُد ُه» وال يخص إعماله العتماده على االلف والالم‪ ،‬وتقول‪« :‬زيد مضرُو ب‬
‫عبُد ُه» فتعِم ُلُه فيه إن أردت به الحال أو االستقبال‪ ،‬وال يجوز أن نقول‪« :‬زيد‬

‫مضروب عبده»‪ ،‬وأنت تريد الماضي‪ ،‬خالفًا للكسائي‪ ،‬وال أن تقول‪ُ« :‬م ضروٌب‬
‫الزّيَد اِن » لعدم االعتماد‪ ،‬خالفا لألخفش‪ 1‬أي أن اسم المفعول يعمل عمل فعله‪،‬‬
‫فيرفع نائب الفاعل فقط إن كان فعله متعديا لواحد‪ ،‬ويرفع نائب الفاعل وينصب‬
‫المفعول‪ ،‬إن كان فعله متعديًا لمفعولين أو ثالثة‪ ،‬وفصل شرح ذلك الرقي في‬
‫قوله‪« :‬وأمره في العمل واالشتراط كاسم الفاعل‪ ،‬يعني أن حاله في عمله عمل‬
‫فعله‪ ،‬أي المضارع المبني للمفعول‪ ،‬كحال اسم الفاعل في عمله عمل فعله الذي‬
‫هو المضارع المبني للفاعل‪ ،‬وحاله في اشتراط الحال واالستقبال واالعتماد على‬
‫صاحبه أو حتى في االستفهام والنفي‪ ،‬كحال اسم الفاعل‪ ،‬فال وجه العادته‪ ،‬فال‬
‫يحتاج في عمل الرفع إلى شرط الزمان كما تبين في باب اإلضافة‪ ،‬لكن‬
‫المتأخرين كأبي علي ومن بعده‪ ،‬صّر حوا باشتراط ذلك فيه كما في اسم‬
‫‪2‬‬
‫الفاعل»‬

‫‪ 1‬األنصاري‪ ،‬جمال الدين عبد اهلل بن الهيثم األنصاري‪ ،2009( ،‬شرح ُقطر الندى وبل الصدى)‪ ،‬ت‪( :‬أو ضبطه وصححه)‪:‬‬
‫يوسف محمد البقاعي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص ‪370‬‬
‫الرضي‪ ،‬محمد بن الطاهر الحسيني بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق‪1996( ،‬م‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫شرح الرضي على الكافية) ت‪ :‬يوسف حسن عمر‪ ،‬ط‪ ،2 :‬جامعة قار يونس‪ ،‬بنغازي‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص ‪428‬‬
‫كما أشار الزمخشري في كتابه المفصل أن اسم المفعول «يعمل عمل الفعل‪،‬‬
‫تقول‪ :‬زيٌد مضروب غالمه وُم كرم جاره ومستخرج متاعه وُم دْح َر ُج بيده‬
‫الحجر‪ ،‬وأمُر ه على نحو من أمر اسم الفاعل في إعمال مثناه ومجموعه‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫واشتراط الزمانين واالعتماد»‬

‫كما شرح األشموني عمل اسم المفعول على قول ابن مالك في األلفية (وكل ما‬
‫قّر ر السم فاعل) من الشرط (ُيعطى اسم مفعول) وهو ما دل على الحدث‬
‫ومفعوله (بال تفاضل) فإن كان بأل عمل مطلقًا‪ ،‬وإ ال اشترط االعتماد‪ ،‬وأن‬
‫يكون للحال أو االستقبال‪ ،‬فإذا ذلك (فهو كفعل صيغ للمفعول في معناه) وعمله‬
‫حسب تعديه لواحد أو اثنين أو ثالثة فيرفع واحد بالنيابة ونصب ما سواه فاألول‬
‫نحو‪ :‬زيُد مضروب أبوُه‪ ،‬فزيد‪ :‬مبتدأ ومضروب‪ :‬خبره وأبوه‪ :‬رفع واحد‬
‫بالنيابة‪ ،‬الثاني (كالمعطي كفافًا كفافًا يكتفي) فالمعطي‪ :‬مبتدأ‪ ،‬وال فيه موصول‬
‫صلته ُم ْع َط ى‪ ،‬وفيه ضمير يعود إلى ال مرفوع المحل بالنيابة وهو المفعول‬
‫األول‪ ،‬وكفافًا‪ :‬المفعول الثاني والثالث نحو‪ :‬زيد ُم علم أبوُه عمرًا قائمًا‪ ،‬فأبوه‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫رفع بالنيابة وهو المفعول األول‪ ،‬وعمرًا‪ :‬المفعول الثاني‪ ،‬وقائمًا الثالث‬

‫بن يعش‪ ،‬موفق الدين أبي البقاء يعش بن علي الموصلي‪2001( ،‬م‪ ،‬شرح المفصل للزمخشري)‪ ،‬ط‪ ،1 :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫بيروت لبنان‪ ،‬ص‪224_225‬‬


‫األشموني‪ ،‬أبو الحسن نورالدين علي بن محمد بن عيسى بن يوسف‪1955( ،‬م‪ ،‬شرح األشموني علي ألفية ابن مالك «منهج‬ ‫‪2‬‬

‫السالك الى ألفية بن مالك»)‪ ،‬ت‪ :‬محمد محي الدين عبد الحميد‪ ،‬ط‪ ،1 :‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪345‬‬
‫فكل ما سبق ذكره عن عمل اسم المفعول في اشتقاقه من فعل متعٍد فمن األجدر‬
‫أن نشير له إن كان من فعل الزم‪ ،‬أي «عند اشتقاقه من الفعل الالزم البد من‬
‫إتباعه بظرف أو جار ومجرور‪ ،‬نحو‪ :‬ذهب به‪ :‬مذهوب به‪ ،‬جاء به‪ :‬مجئ به‪،‬‬
‫أسف عليه‪ :‬مأسوف عليه‪ 1»...‬بمعنى أنه يعمل إذا كان الزم إذا سبق بظرف أو‬
‫جار ومجرور‪.‬‬

‫كما أكد الرقي في ذلك بالنفي على بناء اسم المفعول وعمله «وإ ن كان الفعل‬
‫الزمًا‪ ،‬فإن لم يتعد بحرف جر‪ ،‬لم يجز بناء اسم المفعول منه كما لم بناء الفعل‬
‫المبني للمفعول منه‪ ،‬إذا المسند البد له من المسند إليه‪ ،‬فال يقال‪ :‬المذهوب‪ ،‬كما‬
‫ال يقال‪ُ :‬ذ ِه ِب ‪ ،‬وإ ذا تعّد ى إلى المجرور‪ ،‬جاز بناء اسم المفعول مسندًا إلى ذلك‬
‫الجار والمجرور‪ ،‬نحو‪ :‬سرت إلى البلد‪ ،‬فهو مِس يُر إليه وعدلت عن الطريق‬
‫فهو معدول عنه»‪ 2‬كما أضافت خديجة الحدييثي المصدر إلى الجار والمجرور‬
‫والظرف‬

‫«كما يصاغ من الالزم إذا أريد تعديته إلى المصدر‪ ،‬أو الظرف أو الجار أو‬
‫المجرور‪ ،‬ويأتي من جميع أبواب الفعل الصحيح والمعتل‪ ،‬إال أن «واو»‬
‫«مفعول» تحذف من األجوق عند الخليل‪ ،‬وُتحذف «عين» الفعل وُتقلب «واو»‬
‫‪3‬‬
‫البناء «ياء» في األجوق اليائي عند األخفش»‬

‫فهذا إن دّل على شيء‪ ،‬فإنه يدل على أن اسم المفعول‪ ،‬ال يعمل إال إذا على‬
‫معنى الفعل من تعدى ولزوم وذلك وفق شروط‪:‬‬

‫عبد المجيد بن محمد بن علي الغيلي‪2007( ،‬م‪ ،‬المعاني الصرفية ومبانيها)‪ ،‬موقع المؤلف‪ :‬رحى الحرف‪ ،‬ص‪50‬‬ ‫‪1‬‬

‫الّر ضّي ‪ ،‬شرح الرّض ّي على الكافية‪ ،‬ص‪429‬‬ ‫‪2‬‬

‫خديجة الحدييثي‪ ،‬أبنية الصرف‪ ،‬ص‪280‬‬ ‫‪3‬‬


‫شروط عمل اسم المفعول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أن يكون مقترن (بأل)‬

‫يوضح ذلك ابن هشام في أوضح المسالك «وهو كاسم الفاعل‪ ،‬في أنه إن كان‬
‫بأل َع ِم َل مطلقا‪ ،‬وإ ن كان مجردًا عمل بشرط االعتماد وكونه للحال أو‬
‫‪1‬‬
‫االستقبال‪»...‬‬

‫فمن خالل هذا القول يتبين أن اسم المفعول قائم على شرطين رئيسيين‪:‬‬

‫ففي هذه الحالة يعمل اسم المفعول عمل الفعل المبني للمجهول مطلقًا سواء كان‬
‫داًال على الماضي أو الحال‪ ،‬أم المستقبل ويفصل ابن مالك عمل اسم المفعول‬
‫مطلقا في الحاشية‪ ،‬ويقصد بهذا أنه سواًء أحذف مفعوله أم ذكر وهناك من أجاز‬
‫إضافته لمرفوعه بشرط أمن اللبس سواء ذكر منصوبه بعد اإلضافة أم حذف‪،‬‬
‫كما أن هنا من أجاز إضافته إلى مرفوعه بشرط أن يحذف منصوبه وال يذكر‬
‫في الكالم ولصحة إضافته إلى مرفوعه وهو مأخوذ من مصدر فعل يتعدى‬
‫لواحد‪ ،‬كما يشترط في صحة إضافة اسم المفعول إلى مرفوعه أن يكون على‬
‫وزنه األصلي‪ ،‬وذلك بأن يكون على وزنه مفعول إذا كان فعله ثالثيًا‪ ،‬ويكون‬
‫على زنة مضارعه مع إبدال أوله ميمًا مضمومة‪ ،‬فإن كان على غير ذلك‪ ،‬لم‬
‫يجر عند الجمهور إضافة إلى مرفوعه‪ 2،‬فوجود (أل) في اسم المفعول تعوض‬
‫وتمثل األسماء الموصلة فهو مع نائب الفاعل سيكون صلة الموصول فاسم‬
‫المفعول المقترن بـ (أل) الرافع لنائب الفاعل يشمل جميع األزمنة‪.‬‬

‫ابن هشام األنصاري‪ ،‬أوضح المسالك‪ ،‬ص‪232‬‬ ‫‪1‬‬

‫ينظر‪ :‬إلى الحاشية‪ ،‬ابن هشام االنصاري‪ ،‬أوضح المسالك‪ ،‬ص‪233‬‬ ‫‪2‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن يكون مجردًا من (أل)‬

‫اسم المفعول المجرد من (أل) ال يعمل حتى يستوفى مجموعة من الشروط‬


‫تجعله يعمل عمل فعله على عكس المقترن (بأل) يخضع للعمل المطلق‬

‫أن يكون داًال على الحال أو االستقبال‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أي أن معناه يكون داًال على الزمن من غير زمن الماضي فحاله في اشتراط‬
‫الحال واالستقبال‪ ،‬كحال اسم الفاعل‪ ،‬فال يحتاج في عمل الرفع إلى شرط زمان‬
‫كما تبين في باب اإلضافة‪ ،‬وليس في كالم المتقدمين‪ ،‬ما يدل على اشتراط‬
‫الحال أو االستقبال في اسم المفعول‪ ،‬لكن المتأخرين كأبي علي ومن بعده‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫صرحوا بإشتراط ذلك فيه كما اسم الفاعل‬

‫أن يعتمد على شيء قبله‬ ‫‪.2‬‬

‫عندما يتجرد اسم المفعول من (أل) فال بد من وجود شيء قبله يعتمد عليه‬
‫ويعمل به ويشير الرضي في الكافية‪ ،‬قوله‪« :‬واالعتماد على صاحبه»‪ ،‬اعلم أن‬
‫اسمي الفاعل والمفعول‪ ،‬مع مشابهتهما للفعل لفظًا ومعنى‪ ،‬ال يجوز أن يعمل في‬
‫الفاعل والمفعول ابتداًء كالفعل‪ ،‬ألن طلبهما لهما لفظا ومعنى‪ ،‬على خالف‬
‫وضعهما‪ ،‬ألنهما وضعا‪ ... ،‬ويعني بصاحبه‪ :‬المبتدأ إما في الحال‪ ،‬نحو‪ :‬زيد‬
‫مضروب أخواه‪ ،‬أو في األصل‪ ،‬نحو‪ :‬كان زيد مضروب أخواه‪ ،‬وظننتك‬
‫مضروب أخواك‪ ... ،‬والموصوف نحو‪ :‬جاءني رجل مضروب زيدًا‪ ،‬وذا‬
‫الحال نحو‪ :‬جاءني زيدًا مركوب جمًال‪ 2‬ثم يبرر المصنف شرط االعتماد على‬
‫صاحبه قائًال‪« :‬ألنه في اصل الوضع‪ ،‬وصف‪ ،‬فإذا أظهرت صاحبه قبله تّقوى‬
‫ينظر‪ :‬الّر ضّي ‪ ،‬شرح الّر ضي على الكافية‪ ،‬ص‪428‬‬ ‫‪1‬‬

‫بتصرف‪ :‬الّر ضي‪ ،‬شرح الرضّي ‪ ،‬على الكافية‪ ،‬ص ‪416‬‬ ‫‪2‬‬
‫واستظهر به ليقائه على أصل وضعه حينئذ على العمل»‪ 3‬فهناك من حضرها‬
‫في حاالت معينة سبق اسم المفعول المجرد وذلك «اعتماده على ما يسبقه من‬
‫استفهام نحو‪ :‬أرائر رئيس الحكومة رئيس الجمهورية؟‪ ،‬أو نفي نحو‪ :‬بائع‬
‫صاحب الدكان شيئًا من بضاعته‪ ،‬أو اسم مخبر عنه نحو‪ :‬الحكومة عاقد رئيسها‬
‫مؤتمرًا صحفيًا‪ ،‬أو موصوٍف نحو‪ :‬استمتعت بكتاب مجَّد ٍد مؤلُفُه بحوث النحو‪،‬‬
‫أو اسم يكون هو حاًال منه نحو‪ :‬نزل المسافر من الطائرة حامال حقيبته‪ ،‬ويسمى‬
‫‪2‬‬
‫هذا الشرط شرط االعتماد»‬

‫كذلك السيوطي من بين الذين أشاروا إلى ذكر ما سبق في األسباب اآلتية مبررًا‬
‫ذلك باألمثلة‪.‬‬

‫أن اسم المفعول يعمل عمل فعله بالعمل مطلقا إذا اتصل بأل الموصولة‪ ،‬وإ ذا‬
‫كان مجردًا منها فيعمل بشرط أن يكون للحال‪ ،‬أو االستقبال وأن يعتمد على نفي‬
‫أو استفهام‪ ،‬أو ذي نعت أو حال‪ ،‬أو خبر فيرفع المفعول لقيامه مقام الفاعل‪،‬‬
‫نحو‪« :‬زيد مضروب أبوه» فأبوه ترفع باسم المفعول‪ ،‬كما ترفعه بالفعل إذا‬
‫قلت‪ :‬زيد ضرب أبوه‪ ،‬وإ ذا كان من معتمد نحو‪« :‬هذا ُم عطى أبوه درهما» و‬
‫«هذا معلم أخوه بشرًا فاضال» وانفرد اسم المفعول بأن يضاف إلى مرفوعه‬
‫معنى إذا ازيلت النسبة إليه‪ ،‬تقول‪« :‬زيد مضروب عبده» برفع العبد إلسناد‬
‫مضروب إليه‪ ،‬وتقول‪ :‬زيد مضروب العبد‪ ،‬باإلضافة فتجر ألنك أسندت اسم‬
‫المفعول إلى ضمير زيد فبقى العبد فضله‪ ،‬فينصب على التشبيه بالمفعول به‬

‫الّر ضي‪ ،‬شرح الرضي على الكافية‪ ،‬ص ‪ 416‬نفس المرجع السابق‬ ‫‪1‬‬

‫محمد أسعد النادري‪ ،‬نحو اللغة العربية‪ ،‬ص ‪136‬‬ ‫‪2‬‬


‫فقلت‪ :‬زيد مضروب العبد‪ ،‬وإ ن حققت اللفظ‪ ،‬فقلت‪ :‬مضروب العبد‪ ،‬وال يعمل‬
‫‪3‬‬
‫ما جاء بمعنى المفعول وهو بغير صيغته كذبيح وُقتيل خالفًا البن عصفور‬

‫فيمكن أن نستنتج ما ذكر انفًا حول إعمال اسم الفاعل ونسقطه عما قيل عن اسم‬
‫المفعول ومعنى ذلك‪ ،‬أنه كل ما يجري السم الفاعل يجري على اسم المفعول‬
‫في الحالتين المتفق عليهما لذا علماء الصرف والنحو ذلك فيما يخص باقترانه‬
‫«بأل» حيث يكون عمله مطلقًا‪ ،‬أما إذا تجرد منها فإنه يعمل ذكر سابقًا‪:‬‬

‫الحالة األول‪ :‬للحال أو االستقبال‪ ،‬أما الماضي فال يعمل‬

‫الحالة الثاني‪ :‬أن يكون معتمدًا على شيء قبله إما‪:‬‬

‫أن يعتمد على االبتداء وذلك نحو‪( :‬العالم مرفوع قدره)‪ ،‬اسم المفعول هنا‬ ‫‪.1‬‬
‫يعتمد على االبتداء‪ ،‬فرفع نائب الفاعل قدره‬
‫أن يعتمد على الوصف وذلك نحو‪( :‬قرأُت رواية ُم فَّصلًة شرحها) فاسم‬ ‫‪.2‬‬
‫المفعول نعت لكلمة (رواية)‪ ،‬أي اعتمد على الوصف ورفع نائب الفاعل‬
‫شرحها‬
‫أن يعتمد على النفي وأن يكون منونًا وذلك نحو‪( :‬ما مدمومٌ انسان فيه‬ ‫‪.3‬‬
‫الخيٍر )‪ ،‬فمدموٌم جاءت منونة وسبقت بنفي ورفعت نائب الفاعل انسان‬
‫أن يعتمد على االستفهام وذلك نحو‪( :‬أمفهوم هذا الدرس؟)‪ ،‬قاسم المفعول‬ ‫‪.4‬‬
‫اعتمد على الهمزة ونائب الفاعل هو اسم اإلشارة‬
‫أن يعتمد على الحال ومثال ذلك‪( :‬أعجبني ولد ُم ْح َترمًا سلوكه)‪ ،‬فاسم‬ ‫‪.5‬‬
‫المفعول حال‪ ،‬اعتمد على صاحب الحال‪ ،‬ورفع نائب الفاعل سلوكه‬

‫ينظر‪ :‬السيوطي جالل الدين‪ 1977( ،‬م‪ ،‬المطالع السعيدة في شرح الفريدة)‪ ،‬ت‪ :‬نبهان ياسين حسين‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪ ،‬ج‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2‬ص ‪179‬‬
‫فهذا مما ُيعتمد عليه‪ ،‬في إعمال اسم المفعول‪ ،‬إضافة الى ذلك أال يكون مصغرًا‬
‫وال موصوفا وعليه إذا توفرت الشروط السالفة الذكر‬

‫يعمل اسم المفعول عمل الفعل المضارع المبني للمجهول فهذا إن دّل على شيء‬
‫فإنما يدل على أن الفعل إما أن يكون متعدي لواحد أو أكثر‪.‬‬

‫فأشار عباس حسن إلى هذا في كتابه النحو الوافي أنه يحتاج وجوبًا إلى نائب‬
‫الفاعل وذلك إذا كان مضارعه مكتفيا بنائب الفاعل‪ ،‬نحو‪ :‬يساعد القوي زميله‪،‬‬
‫وإ ذا كان مضارعه ناصبًا مفعولين ناصبُا لمفعولين ثم حذف فاعله فإن أحد‬
‫المفعولين ينوب عنه‪ ،‬ويصير مرفوعا مثله‪ ،‬ويبقى المفعول اآلخر على حاله‬
‫منصوبًا وكذلك اسم المفعول‪ ،‬نحو‪ :‬يظن الرجُل العوَم نافقًا‪.‬‬

‫وإ ن كان فعله متعديًا لثالثة ثم حذف فاعله وناب أحد المفعوالت عنه صار‬

‫مرفوعًا مثله ووجب نصب ما عداه وذلك نحو‪ُ :‬تَخ َّبر المراصُد الطيارين الجّو‬
‫هادئًا كما أن هناك حاالت قلة يضاف فيها اسم المفعول إلى نائب فاعله الظاهر‪،‬‬
‫وذلك بشرط أن تكون صيغة اسم المفعول أصلية فيصير نائب الفاعل مضافًا‬
‫إليه‪ ،‬مجرور اللفظ‪ ،‬ولكنه مرفوع المحل‪ ،‬وذلك نحو‪ :‬إن القوّي مساعد الزميل‪،‬‬
‫هل يّش يع مظنوُن العوِم نافقًا؟ أمَخ َّبُر الطيارين الجو هادئًا؟ فإن لم تكن صيغته‬
‫أصلية امتنع أن يضاف لمرفوعه‪ ،‬وإ ذا جاء تابع لهذا المضاف إليه جاز جره أو‬
‫رفعه مع مراعاة اللفظ المضاف‪ ،‬أما إذا كان الزم قد حذف فاعله وناب عنه‬
‫‪1‬‬
‫شيء غير المفعول به‪ ،‬كالظرف‪ ،‬أو الجار والمجرور أو المصدر‬

‫ينظر‪ :‬عباس حسن‪ ،‬النحو الوافي‪ ،‬ص ‪276_275‬‬ ‫‪1‬‬


‫داللة اسم المفعول‪:‬‬

‫هناك تداخل وتبادل بين الصيغ الدالة على اسم المفعول واسم الفاعل‪ ،‬فعلماء‬
‫اللغة ينظروا السم المفعول أنه يدل على الحدوث كما أنه يدل على الثبوت أو‬
‫غير ذلك كما قيل عن اسم الفاعل‬

‫الداللة على الحدوث والثبوت‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫فيحدد هذا السياق الذي ورد فيه اسم المفعول يشير إلى هذا السامرائي «ويقال‬
‫فيه ما قيل في اسم الفاعل من حيث داللته على الحدوث والثبوت‪ ،‬فهو يدل على‬
‫الثبوت إذا ما قيس بالفعل والحدوث إذا قيس بالصفة المشبهة‪ ،‬فقد تقول‪ :‬أترى‬
‫أنك ستنصر عليهم؟ فيقال‪( :‬أنا منصور) أي هذا الوصف ثابت لي وتقول‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫أتظنه َس ُي غلب؟ فيقال‪( :‬هو مغلوب) أي هذا الوصف كأنه قد تم وثبت له»‬

‫وممن يؤكد داللة اسم المفعول على الحدوث فخر الدين قباوة على أنه صفة‬
‫تشتق من مصدر فعل المبني للمجهول «داللة على من وقع عليه الفعل‪ ،‬حدوثًا‬
‫ال ثبوتًا‪ ،‬نحو‪ :‬مدفوع‪ ،‬مسؤول‪ُ ،‬م غربل‪ُ ،‬م عّد ‪ُ ،‬م حطم‪ُ ،‬م حتقر‪ُ ،‬م نتخب‪ُ ،‬م ستفاد‬

‫فقولك «مدفوع» يدل على شيء ُد فع دفعًا حادثًا غير ثابت‪ ،‬في حين أن «مثلوم‬
‫الكرامة» يدل على من ثبت فيه ثلم الكرامة‪ ،‬وبذلك فإن اسم المفعول إذا أريد به‬
‫‪2‬‬
‫الثبوت والدوام أصبح صفة مشبهة»‬

‫أما عباس حسن يصف داللة اسم المفعول أنه‪« ،‬يدل على معنى مجرد غير‬
‫دائم‪ ،‬وعلى الذي وقع عليه هذا المعنى فال بد أن يدل على أمرين معًا‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫المعنى المجرد‪ ،‬وصاحبه الذي وقع عليه‪ ،‬مثل كلمة «محفوظ» و«موضوع» في‬
‫السامرائي‪ ،‬معاني األبنية في العربية‪ ،‬ص‪52‬‬ ‫‪1‬‬

‫فخر الدين قباوة‪ ،‬تصريف األسماء واالفعال‪ ،‬ص‪155‬‬ ‫‪2‬‬


‫قولهم‪ :‬العادل محفوظ في رعاية ربه‪ ،‬والباغي مصروع بجناية بغيه‪،‬‬
‫«فمحفوظ» تدل على األمرين‪ ،‬المعنى المجرد‪ ،‬أي الحفظ والذات التي وقع‬
‫عليها الحفظ وكذلك «موضوع» تدل على األمرين أيضا‪ ،‬المعنى المجرد‪ ،‬أي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫الَّص َر ع‪ ،‬والذات التي وقع عليها»‬

‫كذلك الغالييني يشير إلى داللة حدوث اسم المفعول‪ ،‬على أنه صفة تؤخذ من‬
‫الفعل المبني للمجهول «للداللة على حدث وقع على الموصوف بها على وجه‬
‫‪2‬‬
‫الحدوث والتجدد‪ ،‬ال الثبوت والدوام‪ ،‬كمكتوب وممرور به ومكرم ومنطلق به»‬

‫فالظاهر في هذه االقوال هو االتفاق على أن أصل المفعول أن يأتي داًال على‬
‫الحدوث والتجدد‪.‬‬

‫فجميع النحاة يوحدون الرأي على أن داللة اسم المفعول قائمة على الحدث‪،‬‬
‫والحدوث وعلى من وقع عليه الفعل‪ ،‬إال أن هناك بعضهم جوزوا داللة اسم‬
‫المفعول على الثبوت حيث أنه يصبح داًال على الصفة المشبهة شرط أن يكون‬
‫اسم المفعول على وزن مفعول ووزنه القياسي المزيد كذلك أن يكون اسم‬
‫المفعول متعديًا إلى واحد وال يجوز من الزم‪ ،‬وال من متعٍد إلى أكثر‬

‫ومن أمثلة «الداللة على الثبوت كالصفة المشبهة نحو‪ :‬هو مدور الوجه‪ ،‬مقرون‬
‫الحاجبين مفتول الساعدين‪ ،‬بل هو صفة مشبهة»‪ 3‬فاسم المفعول «مفتول» يدل‬

‫عباس حسن‪ ،‬النحو الوافي‪ ،‬ص‪271‬‬ ‫‪1‬‬

‫مصطفى الغالييني‪ ،‬جامع الدروس العربية‪ ،‬ص‪182‬‬ ‫‪2‬‬

‫السامرائي‪ ،‬معاني األبنية في العربية‪ ،‬ص‪53‬‬ ‫‪3‬‬


‫على الثبوت وعليه نجد أن أغلب النحاة تؤكد على أن اسم المفعول إذا أريد به‬
‫الثبوت والدوام أصبح صفة مشبهة ويضاف حينها إلى مرفوعه وعليه حددت‬
‫صيغ لداللة على الذات والمعنى وهي‪:‬‬

‫إحداها‪ :‬فعيل‪ :‬إن صيغة (فعيل) في الصيغة المشبهة تدل على أن الوصف ثابت‬
‫في صاحبه فتقول‪ :‬هو طويل أو قصير فهي صفات ثابتة في أصحابها‪ ،‬وتقول‪:‬‬
‫خطيب وبليغ فهي صفات كالطبيعة في صاحبها وكالسبحية فيه إذ هي ال ترقى‬
‫إلى درجة الثبوت في طويل وقصير‬

‫أما (فعيل) بمعنى (مفعول) فيدل على أن الوصف قد وقع على صاحبه بحيث‬
‫أصبح سبحية له‪ ،‬ثابت فتقول‪( :‬هو محمود) و(هو حميد) فـ(حميد) أبلغ من‬
‫محمود الن صفة حميدًا يدل على صفة الحمد له ثابتة‬

‫فصيغة (فعيل) بمعنى (مفعول) تدل على الثبوت أو على معنى قريب من الثبوت‬
‫بخالف صيغة مفعول الدالة على الحدوث‪.1‬‬

‫كما أن صيغة فعيل تضاف إلى داللة الثبوت في اسم المفعول لتؤدي معنى‬
‫المبالغة ومثال ذلك نحو‪ :‬حميد الذي يحمد كثير ورجيم الذي ُيرجم كثيرًا‬

‫وصيغة فعيل بمعنى مفعول ُتلحقها التاء عندما تستعمل استعمال األسماء نحو‪:‬‬
‫هذه ذبيحة ونطيحة وأكيلة أي‪ ،‬مذبوحة ومنطوحة ومأكولة‪ ،‬فإن لم تستعمل‬
‫استعمال األسماء ُح ذفت منها التاء غالبا فاستوى فيها المذكر والمؤنث نحو‪:‬‬
‫امرأٌة جريٌح وعين كحيل أي‪ :‬مجروحة ومكحولة‪ ،‬وقد تلحقها التاء بقَّلٍة نحو‪:‬‬
‫ِخ صلٌة ذميمة أي‪ :‬مذمومة وِف علة حميدة أي محمودة‪.2‬‬
‫ينظر‪ :‬السامرائي‪ ،‬معاني األبنية في العربية‪ ،‬ص‪ 53‬نفس المرجع السابق‬ ‫‪1‬‬

‫محمد أسعد النادري‪ ،‬نحو اللغة العربية‪ ،‬ص ‪158‬‬ ‫‪2‬‬


‫فهذا ما يميز صيغة فعيل بمعنى مفعول‬

‫والثانية‪ِ :‬فْع ٌل ‪ :‬بمعنى مفعول‪ ،‬كِط حن بمعنى مطحون فهذه من األسماء التي تدل‬
‫على المفعول ال صفات‪ ،‬فالطحن‪ :‬هو الدقيق‪ ،‬ومن الصفات قولهم‪ :‬شيء ِبْد ع‪،‬‬
‫أي مبتدع وقد يفيد الداللة على القدر كقولهم‪ :‬هذا ِم َل ء‪ ،‬أي‪ :‬قدر ما يملؤه‬

‫والثالثة‪َ :‬فَع ٌل ‪ :‬بمعنى مفعول كَخ بٍط وَنْقٍض بمعنى مخبوط ومنقوض وهذه‬
‫أسماء‪ ،‬ومن الصفات قولهم‪ :‬إبل َهَم ٌل أي‪ :‬مهملة‪ ،‬ورجل َنَكٌل للذل ينكل به‬
‫أعداؤه‬

‫والرابعة‪ُ :‬فْع َلٌة‪ :‬بمعنى مفعول كأْك َلٌة وُم ضغة بمعنى مأكول وممنوع أي‪ :‬بمعنى‬
‫المبالغة في األكل والمضغ‬

‫هذا إذا كانت العين ساكنة أما إذا كانت مفتوحة العين (ُفَع لة) فهي من صيغ‬
‫مبالغة اسم الفاعل نحو‪ُ :‬ص َر عة وهو الذي َيَص رع الناس كثيرًا‬

‫والذي يبدو أن ما عدل عن صيغة مفعول إلى صيغة أخرى يفيد المبالغة عمومًا‬
‫وذلك ألن النقل يفيد المبالغة في الغالب وما يمكن استنتاجه من هذه الصيغ‬
‫الوارد ذكرها‪ 1‬أنها سماعية يستوي فيها المذكر والمؤنث‬

‫بتصرف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬السامرائي‪ ،‬ص ‪64_63‬‬ ‫‪1‬‬


‫كما أن السم المفعول دالالت صرفية أخرى يمكن أن يؤدي معناها وهي الزمان‬

‫الداللة الزمنية السم المفعول‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫لزمن دور مهم في داللة اسم المفعول «ذهب النحاة إلى أن القواعد التي تحكم‬
‫الداللة الزمنية السم الفاعل‪ ،‬هي القواعد نفسها التي تحكم اسن المفعول‪ ،‬فيدل‬
‫على الزمن الماضي إذا كان مضافًا‪ ،‬ويدل على الزمن الحاضر أو المستقبل إذا‬
‫كان عامًال غير معرف بـ(أل)‪ ،‬ويدل على الماضي أو الحاضر أو المستقبل إذا‬
‫كان معرفًا بـ(أل)»‪.1‬‬

‫وتتنوع الداللة الزمنية السم المفعول على الدالالت االتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الداللة على الزمن الماضي‪:‬‬

‫وذلك نحو‪ُ« :‬ك ٌّل َيْج ِر ي ألَج ٍل ُم َس ًّم ى»‪ ،2‬أي‪ُ :‬س ّم ي‪ ،‬ونحو‪( :‬هو مقتول) أي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫قتل‬

‫ويكون ذلك في الحاالت التالية‪:‬‬

‫ِن‬
‫أ‪ -1-‬اسم المفعول المضاف‪ :‬نحو قولك‪ :‬هذا ممنوح الجائزة‪ ،‬أي هذا الذي ُم َح‬
‫الجائزة‬
‫أ‪ -2-‬اسم المفعول المعرف بـ(أل)‪ :‬نحو قولك‪ :‬سّلمت على الممنوح الجائزة‬
‫أمس‬

‫قوافزة محمد حسن‪2015( ،‬م‪ ،‬الداللة الزمنية لالسماء في اللغة العربية‪،‬اسم الفاعل واسم المفعول والمصدر أنموذجًا)‪ ،‬دراسات‬ ‫‪1‬‬

‫العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬مجلد‪ ،42 :‬العدد‪ ،1:‬ص ‪1‬‬


‫سورة الرعد‪ ،‬االية‪2 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫السامرائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪52‬‬ ‫‪3‬‬


‫أ‪ -3-‬اسم المفعول النكرة غير العامل‪ :‬نحو قوله تعالى َ«أَفَغْي َر ٱلَّلِه َأْب َتِغ ى َح َك ًم ا‬
‫ِكَٰت‬ ‫َّلِذ‬ ‫ِكَٰت‬ ‫َّلِذ‬
‫َو ُهَو ٱ ٓى َأنَز َل ِإَلْي ُك ُم ٱْل َب ُم َفَّص اًل ۚ َو ٱ يَن َءاَتْي َٰن ُهُم ٱْل َب َيْع َلُم وَن َأَّن ۥُه‬
‫‪1‬‬
‫ُم َنَّز ٌل ِّم ن َّر ِّبَك ِبٱْلَح ِّق ۖ َفاَل َتُك وَنَّن ِم َن ٱْلُمْم َتِر يَن »‬

‫فقد دل اسما المفعول‪( :‬مفصل) و(منزل) على الزمن الماضي‪.2‬‬

‫فداللة اسم المفعول على الزمن الماضي تعددت على حسب المعرفة والنكرة‬

‫سورة األنعام‪ ،‬االية‪114 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫قوافزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪10‬‬ ‫‪2‬‬


‫ب‪ -‬الداللة على الزمن الحال‪:‬‬

‫فالحال يعد من األزمنة الدالة على اسم المفعول وذلك نحو‪ :‬أقبل مسرورًا‪ ،‬مالك‬
‫محزونًا؟ أنت مغلوب على أمرك‪ 1‬ويشير حلواني إلى ذلك‪« :‬وقد يدل على‬
‫الحال كقولنا اليزال المجرم موقوفًا»‪ ،2‬فمسرورًا‪ ،‬ومحزونًا‪ ،‬وموقوفًا صيغ اسم‬
‫المفعول الدالة على زمن الحال‬

‫ج‪ -‬الداللة على الزمن المستقبل‪:‬‬

‫وذلك كقوله تعالى‪َٰ« :‬ذ ِلَك َيْو ٌم َم ْج ُم وٌع َلُه الَّناُس َو َٰذ ِلَك َيْو ٌم َم ْش ُهوٌد »‪ ،3‬أي‪:‬‬
‫سيجمع ويشهد‪ ،‬نحو‪( :‬إنك يا بن أبي سلمى لمقتول) أي‪ :‬ستقتل‪.4‬‬

‫فنستنتج أن داللة الماضي والحال والمستقبل أزمنة أثرت في داللة اسم الفاعل‬
‫مثلما تؤثر على داللة اسم المفعول‬

‫د‪ -‬الداللة على مطلق الزمن‪:‬‬

‫فهذا يمثل استمرار األزمنة الثالثة السابقة الذكر على أنها وقعت في الماضي‬
‫وقائمة في الحاضر وستظل مستمرة في المستقبل‪.‬‬

‫«يدل اسم المفعول على مطلق الزمن‪ ،‬وذلك عند وجود قرينة سياقية‪ ،‬نحو‬
‫قولك‪( :‬باب الحديقة مفتوٌح كل يوم من الساعة الثامنة صباحًا إلى الساعة الثالثة‬
‫عصرًا)‪ .‬إذ دل اسم المفعول (مفتوح) على مطلق الزمن‪ ،‬بدليل وجود ظرف‬

‫السامرائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪52‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد خير حلواني‪ ،‬مرجع سابق ص ‪261‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة هود‪ ،‬االية‪103 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫السامرائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪52‬‬ ‫‪4‬‬


‫الزمان (كل يوم) الذي يدل على تكرار الحدث في الماضي والحاضر‬
‫‪5‬‬
‫والمستقبل»‬

‫قوافزة محمد حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪11‬‬ ‫‪5‬‬


‫الداللة على اسم الفاعل‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫هناك عالقة تشابه وتبادل بين اسم الفاعل واسم المفعول حيث يأتي أحدهم أحيانًا‬
‫ليدل على معنى االخر ويدل داللته وتظهر ذلك خديجة الحديثي في كتابها ابنية‬
‫الصرف «وذكر ابن خالوبة استعمال (فاعل) بمعنى (مفعول) في قول العرب‪:‬‬
‫أسمت الماشية في المرعى فهي سائمة‪ ،‬ولم يقولوا‪ُ :‬م سلَم ة‪ ،‬وذكر الرضي قول‬
‫‪1‬‬
‫العرب‪ُ :‬ض َّعَف الشيء فهو مضعوف‪ ،‬أي جعلته مضاعفًا»‬

‫فكلمة سائمة جاءت اسم فاعل لتدل داللة اسم المفعول الن العرب نطقت بها‬
‫على وزن فاعل لسهولة نطقها أما مضعوف اسم مفعول جاءت بداللة مضاعفًا‪،‬‬
‫قد يأتي كذلك اللفظ على وزن «مفعول»‪ ،‬والمراد منه اسم الفاعل‪ ،‬وذلك نحو‪،‬‬
‫قوله تعالى‪ِ« :‬ح َج ابًا َم ْس ُتورًا»‪ 2‬وقالو أن المراد هو ساتر‪.‬‬

‫ومما جاء فيه «فاعل» بمعنى «مفعول» نحو‪ :‬قوله تعالى «ماء دافق»‪ 3‬أي‬
‫مدفوق‬

‫وقال أبو حيان‪ ...« :‬وقال االخفش وجماعة‪ :‬مستورًا ساترًا واسم الفاعل قد‬
‫‪4‬‬
‫يجيء بلفظ المفعول‪ ،‬كما قالوا‪ :‬مشؤوم وميمون‪ ،‬يريدون‪ :‬شائم ويامن‪»...‬‬

‫فجاءت هذه الصيغ الوارد ذكرها من اسمي الفاعل والمفعول صيغت من الفعل‬
‫الثالثي‬

‫خديجة الحدييثي‪ ،‬أبنية الصرف‪ ،‬ص ‪283‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة االسراء‪ ،‬االية‪45 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫ينظر‪ :‬عبد اللطيف محمد الخطيب‪ ،‬المستقصي في علم التصريف‪ ،‬ص ‪488_487‬‬ ‫‪4‬‬
‫كما وضحت مجلة الداللة الزمنية ألسماء في اللغة العربية موقف االخفش تجاها‬
‫اآلية «حاجًا مسورًا» وأدرجت هذا العنصر ضمن التحويل في صيغة اسم‬
‫المفعول إلى اسم الفاعل‪ ،‬فـ (مستور) بمعنى ساتر‪ ،‬وقد تبين األخفش ذلك‪ ،‬ألن‬
‫الفاعل قد يكون في لفظ المفعول‪ ،‬كما تقول‪( :‬إنك مشؤوم علينا) و(ميمون)‪،‬‬
‫وإ نما هو (شائم) و(يامن)‪ ،‬ألنه من (شأمهم) و(يمنهم)‪ ،‬والحجاب هاهنا هو‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫(الساتر)‪ ،‬وقال مستور‬

‫كما أشارت مجلة التناوب بين مشتقات األسماء وبعدما اجارته المطلقة مستدلة‬
‫بمن أنكر ذلك‪ ،‬حيث ترى أن «اسم الفاعل واسم المفعول مشتقات للداللة على‬
‫من قام بالفعل أو من وقع عليه الفعل‪ ،‬وقد تناوبان فيعتبر بلفظ أحدهما عن معنى‬
‫االخر‪ ،‬كما هو قول الكسائي والفراء‪ ،‬حيث ذكرو أن أهل الحجاز يأتون بفاعل‬
‫بمعنى مفعول أذا كان نعتًا مثل (ماء دافق) أي مدفوق‪ ،‬وسر كاتم أي مكتوم‪،‬‬
‫وأنكره بطالن البيان‪ ،‬وال يصح وال ينقاس‪ ،‬ولو جاز هذا الجاز ضارب بمعنى‬
‫‪2‬‬
‫مضروب والقول عند البصريين أن على النسب»‬

‫فيمكن القول أن تناوب صيغي اسم الفاعل والمفعول في داللة يجوز ذلك في‬
‫المواطن والسياقات التي تكون لها أنسب في المعنى‬

‫قوافزة محمد حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪11‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد فيصل محمد عبد الفتاح‪2020( ،‬م‪ ،‬التناوب بين مشتقات األسماء دراسة صرفية داللية في ضوء القران الكريم) كلية‬ ‫‪2‬‬

‫الدراسات العربية واإلسالمية بالقاهرة‪ ،‬العدد ‪ ،35‬ص ‪180‬‬


‫داللة اسم الفاعل‬

‫تنوعت وتعددت داللة اسم الفاعل عند الصرفيين بين الحدوث والثبوت والزمن‬
‫وبيان هذا كاالتي‪:‬‬

‫داللة اسم الفاعل على الحدوث‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫يرى ابن هشام أن اسم الفاعل يأتي للداللة «ما دل على حدث والحدوث‬
‫وفاعله»‪ 1‬ويقصد بالحدث معنى المصدر‪ ،‬وبالحدوث التجديد واالستمرار ومثال‬
‫ذلك‪ :‬قائم اسم فاعل يدل على القيام وهو الحدث وعلى الحدوث أي التغيير‬
‫فالقيام ليس مالزما لصاحبه ويدل على ذات الفاعل أي صاحب القيام‪.‬‬

‫فهناك من نعت ِخ ّص يُة عدم الدوام بالحدث الطارئ مثل‪ :‬مخرج ومنكسر فيدل‬
‫على الحدث هو اإلخراج وهو دون شك حدث طارئ ال يدوم‪.2‬‬

‫وهناك من نسب داللته «على وصف من قام بالفعل‪ ،‬على وجه الحدوث ال‬
‫الثبوت‪ ،‬نحو‪ :‬قارئ‪ ،‬متعلم‪ ،‬مخترع‪.3»...‬‬

‫وأشار فخر الدين قباوة هو كذلك‬

‫«للداللة على من وقع عليه الفعل‪ ،‬حدوثًا ال ثبوتًا‪ ،‬نحو‪ :‬مدفوع‪ ،‬مسؤول‪،‬‬
‫مغربل‪ ،‬معد‪ ،‬محطم‪ ،‬منتخب‪ ،‬مستفاد‪ ،‬فقولك مدفوع يدل على من ثبت قد دفع‬
‫دفعا حادثًا غير ثابت‪ ،‬في حين أن مثلوم الكرامة يدل على من ثبت فيه ثلم‬
‫الكرامة وبذلك فإن اسم المفعول اذا اريد به الثبوت والدوام أصبح صفة مشبهة‬
‫‪4‬‬

‫ابن هشام االنصاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪216‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬محمد خير حلواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪246‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد المجيد بن محمد بن علي الغيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪42‬‬ ‫‪3‬‬

‫فخر الدين قباوة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪155‬‬ ‫‪4‬‬


‫فهذا األخير يؤكد داللة اسم الفاعل على حدوث ويفند عنه داللة الثبوت‪.‬‬

‫فمن خالل ما سبق يتبين لنا أن داللة اسم الفاعل غالبا ما تكون للحدوث أي‬
‫التجدد والتغيير‪.‬‬

‫الداللة على الثبوت‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تعد مسألة داللة الثبوت في اسم الفاعل مسألة خالفية بين النحاة وقد وردت فيها‬
‫اراء كثيرة ومتضاربة فهناك من خصها لصفة المشبهة وهناك من خصها السم‬
‫الفاعل «بدل هذا التركيب على ثبوت الصفة في صاحبها كقولنا‪ :‬واسع العينين‪،‬‬
‫أو بارز األسنان وهذه األمثلة تدل على الثبوت وهي بمثابة الصفة المشبهة‪،‬‬
‫فاسم الفاعل والمفعول يجريان مجرى الصفة المشبهة في الداللة على الثبوت‬
‫‪1‬‬
‫ومن ذلك ضامر البطن وجائلة الوشاح ومعمور الدار ومؤدب الخدام»‬

‫نجد فخر الدين قباوة يؤكد خصية الثبوت لصفة المشبهة وذلك نحو قولك‪ :‬دافع‬
‫يدل على شيء يدفع وهذا الدفع متعلق بزمن معين لكنه ال يدوم وال يثبت أبدًا‬
‫كذلك الحال «سائر» ومنطلق ومكرم أما نحو مّيت فانه صفة مشبهة تدل على‬
‫صفة ثابتة في صاحبها‪ ،‬فهو قد حدث موته ودام وسيدوم فيه قرونا‪.‬‬

‫هذا هو الفرق الكبير بين اسم الفاعل والصفة المشبهة في المعنى ولذا فان‬
‫المشتق الذي يكون على صيغة اسم الفاعل ويتضمن ثبوت الحدث وديمومته‬
‫يصبح صفة مشبهة نحو دائم‪ ،‬خالد‪ ،‬مستقر‪ ،‬وقد يدل على الثبوت قرينة معنوية‬

‫حسام عبد علي الجمل‪2008( ،‬م‪ ،‬الداللة الصرفية السم الفاعل واسم المفعول)‪ ،‬العدد‪ ،53:‬جامعة بابل‪ ،‬كلية التربية األساسية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪90_89‬‬
‫داللة اسم الفاعل على الزمن‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫يعتبر الزمن حالة من الحاالت التي يصاغ بداللتها اسم الفاعل وذلك على‬
‫األزمنة الثالثة المعرفة‬

‫أ‪ -‬أن يكون داال على الماضي‪:‬‬

‫يعد الزمن الماضي حدث تم وانقضى ويكون اسم الفاعل داال عليه وذلك بوجود‬
‫قرائن لفظية أو معنوية خاصة به‪.‬‬

‫فيدل اسم الفاعل على الزمن الماضي‪ ،‬اذا كان مجردا من (أل)‪ ،‬ومضافا إلى ما‬
‫بعده أي غير عامل ومثال داللته على الماضي‬

‫قول الحطيئة‪:‬‬

‫وطاوي ثالث عاصب البطن مرمل‬


‫‪1‬‬
‫بتيهاء لم يعرف بها ساكن رسما‬

‫فقد دل اسما الفاعل طاوي وعاصب على الزمن الماضي وميز السامرائي بين‬
‫الفعل الماضي واسم الفاعل الدال على المضي وهو أن اسم الفاعل يدل على‬
‫ثبوت الوصف في الزمن الماضي ودوامه فيه بخالف الفعل الماضي الذي يدل‬
‫على وقوع الفعل في الزمان الماضي ال على ثبوته ودوامه فتقول‪ :‬هو حافظ‬
‫أمس‪ ،‬يدل على أن ذلك كان وصفه فيما مضى وبمعنى اخر أن وصف الحفظ‬
‫كان ثابتا له وأن وصف القيام كان ثابتا له بخالف قولك‪ :‬قام زيد فانه ال يدل إال‬
‫على أنه قام ال على ثبوت الوصف في المضي ومثله قولك‪ :‬اجتهد خالد في‬
‫العام المنصرم وكان خالد مجتهدا في العام المنصرم فإنك ترى أن قولك اجتهد‬
‫محمد حسن قوافزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪6‬‬ ‫‪1‬‬
‫يدل على أن االجتهاد حصل في وقت من أوقات العام المنصرم في حين أن‬
‫قولك كان زيد مجتهد يدل على أن ذلك كان وصفا له ثابتا ومثله كان زيد نصح‬
‫‪1‬‬
‫أخاه وكان زيد ناصحا له وهذا بّين‬

‫ب‪ -‬أن يكون داال على الحال واالستقبال‪:‬‬

‫أما عن الحال وذلك محو قوله تعالى‪« :‬فمالهم عن التذكرة معرضين»‪ 2‬ونحو‬
‫قوله كالنا ناظر قمرا ونحو قوله مالك واقفا؟ فإن اسم الفاعل في هذه األمثلة‬
‫‪3‬‬
‫معرضين‪ ،‬ناظر‪ ،‬واقفا يدل على الحال‬

‫وأما عن اسم الفاعل الدال على االستقبال‪ :‬وذلك نحو قوله تعالى‪« :‬إِّني خاِلٌق‬
‫َبَش ًر ا ِم ن ِط يٍن َفإذا َس َّو ْي ُتُه وَنَفْخ ُت ِفيِه ِم ن ُر وِح ي َفَقُعوا َلُه ساِج ِد يَن »‪ 4‬أي سأخلق‬
‫والفرق بينه وبين استعمال المضارع هو أن األمر في اسم الفاعل كأنه قد تم‬
‫‪5‬‬
‫وثبت وصفا لصاحبه‬

‫كما أشار الحلواني على داللة الزمن على اسم الفاعل موضحا الداللة الصرفية‬
‫وما يميزها عن المضارع وهي أن السم الفاعل داللة الزمان مستدل بذلك بقوله‬
‫تعالى‪َ« :‬و ِإْذ َقَتْلُتْم َنْفًس ا َفاَّد اَر ْأُتْم ِفيَها َو الَّلُه ُم ْخ ِر ٌج َم ا ُك ْن ُتْم َتْك ُتُم وَن »‪ 6‬فمعنى‬
‫مخرج انه يدل على حدث هو اإلخراج وعلى فاعله وهو اهلل وعلى زمانه وهو‬
‫المستقبل‬

‫السامرائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪45_44‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة المدثر‪ ،‬االية‪49 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫السامرائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪45‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة ص‪ ،‬االية‪72_71 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫السامرائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪45‬‬ ‫‪5‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬االية‪72 :‬‬ ‫‪6‬‬


‫ومثل ذلك قوله‪« :‬وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد»‪ 1‬فهو يدل على حدث‪ ،‬هو‬
‫بسط الدراعين وعلى الفاعل وهو الكلب وعلى الزمان وهو الحال أو حكاية‬
‫‪2‬‬
‫الحال كما يقول النحاة‬

‫فداللة اسم الفاعل على الحال تتعلق باقترانه (بأل) أو تجره منها‬

‫فاسم الفاعل العامل إذا تجرد من أل األصل أن يدل على زمن المستقبل ولكنه‬
‫يدل على الزمن الحاضر إذا وجدت قرينة لفظية أو معنوية نحو قوله تعالى‬
‫‪3‬‬
‫«َقاَل َأَر اِغ ٌب َأْنَت َعْن آِلَهِتي َيا ِإْب َر اِه يُم َلِئْن َلْم َتْنَتِه َأَلْر ُج َم َّنَك َو اْه ُج ْر ِني َم ِلًّيا»‬
‫فدل اسم الفاعل راغب على زمن الحاضر ألن أبا إبراهيم يخاطب إبراهيم‬
‫ويستنكر عليه رغبته عن آلهة آبائه وأجداده‪.4‬‬

‫أما إذا اقترن اسم الفاعل بأل وغير العامل ومثاله قول الحارث بن حلزة‪:‬‬

‫أيها الناطق المرقش عنا**عند عمرو وهل لذلك بقاء‬

‫إذا دل اسم الفاعل الناطق والمرقش على الزمن الحاضر ودّال أيضا على‬
‫‪5‬‬
‫استمرار الكذب والتشكيل الملفقين للشاعر عند الملك‬

‫سورة الكهف‪ ،‬االية‪18 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد خير حلواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪247‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة مريم‪ ،‬االية‪46 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد حسن قوافزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪7‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد حسن قوافزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪7‬‬ ‫‪5‬‬


‫أما فيما يخص داللة اسم الفاعل على زمن المستقبل فهو كذلك يعبر عنه وتجده‬
‫من أل‬

‫فاسم الفاعل العامل والمجرد من أل يدل غالبًا على الزمن المستقبل ومثال ذلك‬
‫قوله تعالى‪َ« :‬و اَل َتُقوَلَّن ِلَش ْي ٍء ِإِّني َفاِع ٌل َذ ِلَك َغًد ا»‪ 1‬وقوله تعالى‪« :‬وإ ذ قال‬
‫‪2‬‬
‫ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة»‬

‫فاسما الفاعل فاعل وجاعل على المستقبل وكذلك االستمرارية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن الفاعل العامل والمجرد من أل قد يدل على المستقبل‬


‫القريب‪ ،‬وذلك بوجود قرائن لفظية أو معنوية تدل على المستقبل القريب‪ ،‬نحو‬
‫قول بشر بن أبي خازم‬

‫أسائلة ُع ميرة عن أبيها ** خالل الجيش تعترف الركابا‬

‫فقد دل اسم الفاعل سائلة على المستقبل القريب إلن الشاعر قال القصيدة التي‬
‫أخذ منها هذا البيت وهو يحتضر‬

‫سورة الكهف‪ ،‬االية‪23 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬االية‪30 :‬‬ ‫‪2‬‬


‫ج‪ -‬أن يكون داال على مطلق الزمن أو االستمرار‪:‬‬

‫َّل‬
‫ويمثل هذا الزمن الماضي والحاضر والمستقبل وذلك نحو قوله تعالى‪ِ« :‬إَّن ال َه‬
‫َفاِلُق اْلَح ِّب َو الَّنَو ٰى ۖ ُيْخ ِر ُج اْلَح َّي ِم َن اْلَم ِّيِت َو ُم ْخ ِر ُج اْلَم ِّيِت ِم َن اْلَح ِّي ۚ َٰذ ِلُك ُم الَّلُهۖ ‬
‫َفَأَّنٰى ُتْؤ َفُك وَن فالق االصباح»‪ 1‬ففلق الحب والنوى مستمر وفي كل يوم يفلق اهلل‬
‫االصباح‪ 2‬كما أشارت مجلة الداللة الزمنية لألسماء مفصلة في ذلك أن اسم‬
‫الفاعل يدل على مطلق الزمن في الحاالت االتية‪:‬‬

‫ج‪ -1-‬عندما تقع االحداث وصفا هلل تعالى وافعاله واقواله نحو قوله تعالى «ِإَّن‬
‫الَّلَه َفاِلُق اْلَح ِّب َو الَّنَو ٰى ۖ ُيْخ ِر ُج اْلَح َّي ِم َن اْلَم ِّيِت َو ُم ْخ ِر ُج اْلَم ِّيِت ِم َن اْلَح ِّي ۚ ‬
‫َٰذ ِلُك ُم الَّلُهۖ َفَأَّنٰى ُتْؤ َفُك وَن » فاسما الفاعل فالق ومخرج دال على مطلق الزمن‬
‫ج‪ -2-‬عند التعبير عن الحقائق الثابتة ومثال ذلك قولك (المشمش شجرة مثمرة)‬
‫ج‪ -3-‬عند التعبير عن عادة متكررة تعود شخص أن يفعلها ومثال ذلك قولك‬
‫(محمد متأخر كل يوم)‬
‫ج‪ -4-‬في االقوال العامة والمأثورة والحكم واألمثال نحو‪ :‬كل زائد ناقص‪،‬‬
‫ونحو‪ :‬صاحب الحق سلطان‬
‫ج‪ -5-‬عندما تدل أسماء الفاعل على أحداث تؤدي بحق‪ 3‬اهلل نحو قوله تعالى‪:‬‬
‫«الذين إذا ذكر اهلل وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي‬
‫‪4‬‬
‫الصالة ومما رزقناهم ينفقون»‬

‫سورة االنعام‪ ،‬االية‪95 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫السامرائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪45‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد حسن حلواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪8‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة الحج‪ ،‬االية‪35 :‬‬ ‫‪4‬‬


‫ِك ِإاَّل ِن‬ ‫ِن‬
‫ج‪ -6-‬جميع االحكام الشرعية نحو قوله تعالى‪« :‬الَّز ا ي اَل َيْن ُح َز ا َيًة َأْو‬
‫‪1‬‬
‫ُم ْش ِر َك ًة َو الَّز اِنَيُة اَل َيْن ِك ُح َها ِإاَّل َز اٍن َأْو ُم ْش ِر ٌك َو ُح ِّر َم َذ ِلَك َع َلى اْلُم ْؤ ِم ِنيَن »‬

‫وما يالحظ في داللة اسم الفاعل على االستمرارية أنه يعتمد على مطلق الزمن‬
‫وذلك خالل األزمنة الثالثة الماضي والحاضر والمستقبل‬

‫الداللة على اسم المفعول‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على تلك العالقة المقترنة بين اسم الفاعل واسم‬
‫َّلِذ‬
‫المفعول وكل واحد منهما يأتي بصيغة االخر ومثال ذلك قوله تعالى‪َ« :‬و ا يَن‬
‫‪2‬‬
‫ُيَح اُّج وَن ِفي الَّلِه ِم ْن َبْع ِد َم ا اْس ُتِج يَب َلُه ُح َّج ُتُهْم َد اِح َض ٌة ِع ْنَد َر ِّبِه ْم »‬

‫ويالحظ داللة داحضة على الزمن الماضي‪ ،‬كما قيل أن العرب استعملت‬
‫‪3‬‬
‫مجموعة من األسماء بمعنى اسم المفعول وهي على زنة اسم الفاعل‬

‫«وقال النحويون‪ :‬إن فاعال قد يجيء بمعنى مفعول نحو‪ :‬ماء دافق أي ماء‬
‫مدفوق‪ ،‬وعيشة راضية أي مرضية قيل‪ :‬واألولى أن يكون على النسب كنابل‬
‫‪4‬‬
‫وناشب»‬

‫وعلى ذكر داللة النسب كان لصيغة اسم الفاعل إذا كان على وزن فاعل أو‬
‫مفعل أو اتصاله بتاء التأنيث أثر في المعنى‬

‫سورة النور‪ ،‬االية‪3:‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الشورى‪ ،‬االية‪16 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد حسن قوافزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪9‬‬ ‫‪3‬‬

‫السامرائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪51‬‬ ‫‪4‬‬


‫داللة اسم الفاعل على النسب‪:‬‬ ‫‪.5‬‬

‫وهي صفة يتميز بها اسم الفاعل لصغه فاعل الدالة عليه‬

‫وأشار السامرائي إلى ذلك بالتمثيل أن اسم الفاعل قد يدل على النسب إلى الشيء‬
‫كقولهم لذي الذرع‪ :‬دراع ولذي النبل‪ :‬نابل ولذي الرمح‪ :‬رامح‪ ...‬ويقال‪ :‬القوم‬
‫سالحون والرجل سالح إذا كان على الرجل أو القوم سالحهم‬

‫كما ذكر فيما جاء في المقتضب‪ :‬فإن كان ذا شيء أي صاحب شيء بني على‬
‫‪1‬‬
‫فاعل أي كل مفرده تصاع على وزن فاعل مثل رجل فارس أي صاحب فرس‬

‫أما إذا اتصلت باسم الفاعل تاء التأنيث في مثل هذه الحالة دل على الفعل بمعنى‬
‫اخر‪ ،‬وذلك كحائض وحائضة ومرضع ومرضعة وذلك أنه إذا كان بغير التاء‬
‫فهو للنسب كحائض بمعنى ذات حيض‪ ،‬ومرضع بمعنى ذات ارضاع فعندما‬
‫تكون بالتاء تدل على إرادة الفعل ومعنى إرادة الفعل كونه للجدد والحدوث‬
‫كالفعل وبمعنى النسب ليس كذلك بل هو ثبوت‬

‫كما شرح ابن القيم كلمة المرضع مستدال بذلك من قوله‪« :‬ي َت َن ا َتْذ َهُل ُك ُّل‬
‫ْو َم َر ْو َه‬
‫ُم ْر ِض َعٍة َع َّم ا َأْر َض َعْت »‪ 2‬حيث يرى أن المرضع من لها ولد ترضعه‪،‬‬
‫والمرضعة من ألقمت الثدي للرضيع فالمرأة في هذا المقام قد تذهل عن الرضيع‬
‫إذا كان غير مباشر للرضاعة فإذا التقم الثدي واشتغلت برضاعة لم تذهل عنه‬
‫إال ألمر هو أعظم من انشغالها بالرضاع‬

‫وذهب على الرأي نفسه الفخر الرازي‪ ،‬وابن يعش‪ 3‬واخرون‪...‬‬

‫بتصرف‪ ،‬السامرائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪47_46‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الحج‪ ،‬االية‪2 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫ينظر‪ ،‬السامرائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪47‬‬ ‫‪3‬‬


‫نستنتج من هذا أن المرضع أن لديها لبن دون أن ترضع‪ ،‬أما المرضعة فهي‬
‫التي تباشر في ارضاع صغيرها‬
‫الداللة على المصدرية‬ ‫‪.6‬‬

‫كما يمكن أن يكون االسم الفاعل من حيث المعنى يراد به المصدر‪ ،‬وذلك نحو‬
‫‪1‬‬
‫قوله تعالى‪« :‬فهل ترى لهم من باقية»‬

‫قال أبو حيان‪ ...« :‬وقيل من باقية‪ ،‬من بقاء‪ ،‬مصدر جاء على فاعلة كالعاقبة»‬
‫‪2‬‬
‫وقوله تعالى‪« :‬وال تزال تطلع على خائنة منهم»‬

‫فقد ذكر ابن جني في المحتسب أنه يجوز السم الفاعل أن يكون مصدرًا أي‬
‫خيانة منهم‪.‬‬

‫فقد جوزوا أن يكون خائنة مصدرًا كالعافية والعاقبة وهناك شواهد أخرى جمعها‬
‫الشيخ عضيمة من كالم الُم غربين والمفسرين‪ ،‬والمالحظ أنها جميعها تحتمل اسم‬
‫الفاعل على ظاهرها‪ ،‬وأن تخريجها على المصدرية في كثير من المواضع ليس‬
‫‪3‬‬
‫بالختم‬

‫وقد بين الرضي االستراباذي في تحويل اسم الفاعل إلى المصدر وذلك بوضع‬
‫اسم الفاعل مقام المصدر‪ ،‬نحو‪ :‬قم قائمًا كما يوضع المصدر مقام اسم الفاعل‪،‬‬

‫نحو َر ُج ٌل َع ْد ٌل وَص ْو ٌم‬


‫‪4‬‬

‫سورة الحاقة‪ ،‬اآلية‪8 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪13 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫ينظر عبد اللطيف محمد الخطيب‪ ،‬المستقصي في علم التصريف‪ ،‬ص ‪461‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد حسن قوافزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪9‬‬ ‫‪4‬‬

You might also like