Professional Documents
Culture Documents
Le Recours Pour Errreur
Le Recours Pour Errreur
------------------------------------------------------------------------------
الخطــــــــــأ البيّــــــــــن
إعــــــــداد
األستاذة وحيدة بن عبد هللا
السنة القضائية
- 2010 2011
1
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
الشكر
2
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
اإلهداء
إلى والدتي الفاضلة
إلى والدي العزيز
إلى إخوتي األعزاء
3
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
المقدمـــــــــــــــــــة
إن من طبيعة الحياة في الجماعة اشتباك المصالح وتعارض الحقوق المتنـــــازع عليهـــا،ّ
فال قيمة لتنظيم الحقوق ما لم يظل اإلشراف عليها قائما يوفق بين ما يتعارض منها بعضه مع
بعض ويحسم النزاعات التي تقوم حولها وفق ما هو موضوع لذلك من قواعد وما هو قائم من
األسس واألنظمة.
هذا اإلشراف يعهد به القانون إلى سلطة تستقل به وتتوفر عليه وهي القضاء.
وإن "القانون مهما حسنت صياغته واحكم وضعه وتناسقت نصوصــــه فــــــ ّ
إن ّ
واضعــــه ال يستطيع اإلحاطة بشتى صور المعامالت والوقائع ألنها تستعصي على الحصر
وتتطور عبر الزمان والمكان إلى غير حد"ّ( )1إذ أن ما ال يتناهى يضبطه ما يتناهى لذلــك
ّ وتختلف
تسرب بعض الغموض إلى النص والتناقض إن واضعـــه ال يستطيع وأن حرص أن ينجو من ّ فـــ ّ
بين أجزائه واالقتضاب المخل به.
وحرصا من المشرع على حسن تطبيق القانون وضمانا لحقوق الناس وتحقيقا لمبدأ العدالة
شرعت طرق الطعن في األحكام إلعطاء المحكوم عليه الذي شعر بالظلم والحيف فرصة أخرى ّ
لتنظر دعواه أمام محكمة أخرى غير المحكمة التي أصدرت الحكم لرفع الظلم إن وجد وتصحيح
الحكم الذي شابه الخطأ والقصور وإزالة الشكوك في األحكام القضائية ولمنح المتخاصمين حق
التقاضي مرة أخرى حتى يطمئن كل إنسان على حقه ،وينتفي الغبن ويعود األمر إلى نصابه.
فإن أمر االختالف بين اآلراءول ّما كان القاضي مكلّفا باالجتهاد في تفسير القانون وتطبيقه ّ
أضحى واردا بسبب تفاوت مراتب القضاة واختالف مشاربهم في الفهم واالجتهـــاد قــــدر
والمس
ّ تفاوتهـــم في العلم والخبرة تفاوتا من شأنه إدخال االضطراب على المعامالت بين الناس
بمصالحهم.
فكان البدّ من أن تشرف على تفسير القانون وتطبيقه هيئة عليا تكون لها كلمة الفصل فيما
تتناوله األحكام من تفسيرات وتأويل للنصوص والقواعد لذلك توجدت محكمة التعقيب وهي محكمة
عليا توجد على ق ّمة التنظيم القضائي العادي في كل بالد العالم تقريبا وتسمى محكمــــة النقــــض
في مصر ومحكمة التعقيب في فرنسا وإيطاليا وبلجيكا ومحكمة التمييز في األردن وسوريا ولبنان
وفي بريطانيا مجلس اللوردات )2(،وفي المغرب المجلس األعلى.
سمو فوق جميع جهات القضاء العام ،وتباشر وظيفتها بصورة تختلف
ّ لهذه المحكمة العليا
مجرد الفصـــل
ّ عن وظيفة المحاكم الدنيا ،فالموضوع المعروض على محكمة التعقيب أخطر من
محمد المنصف السباولجي ،الخطأ البيّن في المادة الجزائية ،م.ق.ت .ماي ،2001ص .41 -1
عواد القضاة ،أصول المحاكمات المدنية والتنظيم القضائي في األردن ص .370
مفلح ّ -2
4
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
صل أساسا باإلشراف على حسن تفسير القانون والعمل على توحيد في موضوع النزاع ألنه يت ّ
ا لمنطق القضائي في تطبيقه وجمع كلمة القضاء في خصوصه وتوحيدها وتوجيهها الوجهة السليمة
وهي قواعد يقوم عليها "صرح محكمة التعقيب".
على أن التعقيب يقوم على مبدأين جوهريين يتمثل أولهما في كون محكمة التعقيب محكمة
قانون وليست محكمة واقع وهي مراقبة تقتصر على الجانب القانوني دون تناول أصل النزاع
والبت فيه مما دفع ببعض الفقهاء العتبار "المتقاضين أمامها ليسوا في الواقع األطراف وإنّما
القرارات أو األحكام في عالقتها بالقانون ولذلك فإنّه يجب على محكمة التعقيب لتحقيق هذه الرقابة
ان تؤول القانون إن كان معناه غامضا وأن تبيّن انطباقه أو عدم انطباقه على النزاع إن كان معناه
واضحا"( )3ومن ذلك فعلى محكمة التعقيب أن يكون لها فقه قضاء مستقر فيما يتعلق بمعنى القاعدة
أن هذه الوظيفة يستوجبها مبدأ « ال يعذر أحد بجهله للقانون" القانونية ومضمونها باعتبار ّ
واختالف المحاكم في تفسير القاعدة القانونية يجعل من تطبيقها للمبدأ ربّما تكليفا بما ال يطاق.
أ ّما المبدأ الثاني والذي ال يقل أهمية عن األول فمؤداه عدم جواز الطعن في قرارات محكمة
التعقيب بأي طريق من طرق الطعن العادية منها وغير العادية ولكن تأثرا بالقوانين المقارنة
المؤرخ في 1سبتمبر 1986 ّ اتجهت رغبة المشرع التونسي بمقتضى القانون عدد 87لسنة 1986
والذي تناول الفصول 192 ،191 ،176و 193إلى تمكين محكمة التعقيب من تناول أصل النزاع
والتصدّي له وهو ما يعرف حديثا بنظرية التصدّي للحدّ من عمليات المدّ والجزر بينها وبين محاكم
الموضوع ولمنع تأبيد الخصومة ،إلى جانب إسناد محكمة التعقيب وظيفـــة استثنائيــــــة جديـــدة
هي وظيفة المراجعة وهي استثناء لمبدأ عدم جواز تعييب قرارات محكمة التعقيب.
أن مجلّة المرافعات المدنية والتجارية لم تتض ّمن صلب نصوصها مبدأ عدم مراجعة ورغم ّ
ي وجه من الوجوه فيما قضت به سواء أخطــــأت أم أصابــــــت ضـــرورة القرارات التعقيبية بأ ّ
أن االستقرار في المعامالت يحتّم إنهاء الخالفات والوقوف بها عند حدّ معيّن وذلك بمنع تواتر ّ
الطعون على ك ّل ما تصدره محكمة التعقيب ،فقد أجمع الفقه وفقه القضاء على اعتبار "مرحلة
التعقيب خاتمة المطاف في رحلة التقاضي وأحكامها باتّة"( )4فال سبيل للطعن فيها بـــأي وجـــــه
من الوجوه.
صت على هذا المبدأ بجالء من ذلك المادة 272من قانون أ ّما القوانين المقارنة فقد ن ّ
المرافعات المصري وجاء فيه أنّه "ال يجوز الطعن في القرار الصادر عن محكمة النقض بأ ّ
ي
وجه من الوجوه" ،كما تض ّمنت المسطرة المدنية المغربية في فصلها 379أنّه "ال يمكن الطعـــن
صت المادّة 732من أصول المحاكمات المدنية في القرارات التي يصدرها المجلس األعلى" ،كما ن ّ
أن "القرارات الصادرة عن محكمة التّمييز ال يجوز الطعن فيها بصفة عا ّمة بأي طريــــق اللبناني ّ
من طرق الطعن".
- 3مبروك بن موسى ،محكمة التعقيب ،محاضرة ألقاها بالمعهد األعلى للقضاء ،األربعاء 28فيفري ( 2001غير منشور).
مح ّمد المنصف السباولجي ،الخطأ البيّن في المادة الجزائية ،م.ق.ت ،.ماي ،2001ص.43 . -4
5
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
المشرع التونسي خالف هذا المبدأ اإلجرائي واستحدث وظيفة جديدة لفائدة ّ وم ّما ذكر ّ
فإن
محكمة التعقيب لتمكينها من مراجعة قرارات دوائرها متى وقعت في الخطأ بغيــــة االقتـــــراب
من الكلمة الحكمية النهائية وذلك بإصالح الخطأ البيّن الوارد بالفصل 192جديد من مجلة
المرافعات المدنية والتجارية.
المؤرخ في 31ّ المشرع التونسي صنفا من النظر القضائي كان مقنّنا باألمر
ّ وقد استعاد
ديسمبر 1910والذي عبّر عنه "لوجود خلط بيّن" ث ّم أطلق عليه "الغلط الواضح" بتنقيح 26
أفريل 1921ولكن وقع العدول عنه وإلغاؤه لما داخله من لبس على مفهوم الطعن بالتعقيب .فجاء
غرة سبتمبر بإعادة تشريعه بغية تدارك ما قد يحصل من خطأ له شبهة الغلط المادي م ّما قانون ّ
يكون له تأثير على وجه الفصل في مطلب التعقيب دون أن يكون الخطأ ناشئا عن نظر اجتهادي
في فهم الوقائع أو النصوص القانونية كان الباعث عليه ما ظهر في بعض القرارات من خروقات
المعرض للخطأ والنسيان كما قال عليه ّ ال يطولها االجتهاد وإنّما تحصل نتيجة العمل القضائي
()5 الصالة والسالم ّ " :
إن هللا وضع عن أ ّمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".
وعليه ،فالقانون موضوع وإجراء والخطأ البين يتعلق باإلجراءات وموضوعها إيصال
الحقوق ألصحابها وهي المعيار للوصول للحق وبذلك فالنواحي الشكلية واإلجرائية لها مكانة ها ّمة
إذ تبين الطرق واآلجال إلثبات قواعد أصلية ومن ث ّم يجب أن تكون القواعد اإلجرائية تعين
للوصول للحق ولضمان الحق الموضوعي وال تكون عقبة أمام إدراكه فاإلجراء طريق موصل
ألخذ الحق.
ولكن قد يساء استخدام هذه اإلجراءات فإذا أخطأ الطرف فهو الـــذي يتح ّمــــــل المسؤوليـــة،
أ ّما إذا أخطأت المحكمة فهي التي تتح ّمل خطأها وتسعى لتداركه وهنا تو ّجد االستثناء المحدث بقانون
غرة سبتمبر 1986والذي يتعلق بالنواحي اإلجرائية فقط وهناك من يعتبر أنه ال يجب السير أمام
المتسربة لقرارات محكمة التعقيب ذاتها فيكون ذلك على حساب السرعة واستقرار ّ إصالح األخطاء
الحقوق وانه يمكن االستئناس بأحكام الفصل 337من مجلة الحقوق العينية التي تحافظ على استقرار
الملكية وأنه في صورة الخطأ والغلط فالخطأ يت ّم إصالحه وتداركه على مستوى التعويضات المالية
ويضيف أصحاب هذا الرأي إلى أن خطأ محكمة التعقيب أو حكم القاضي قانون ومهما يكن من أمر
فان ما يمكن مالحظته أن التنقيح المحدث لتدارك األخطاء البينة وتصحيحها تقترب كثيرا من األساس
والمكرس
ّ الذي وقع اعتماده في إصدار القرار التعقيبي عدد 3784الصادر بتاريخ 1980/03/11
لفكرة تغليب الحق على اإلجراءات إذ أن "من أوكد واجبات القضاء وهو الحارس األمين على حقوق
المتقاضين أالّ تصدّه اإلجراءات الشكلية عن تغليب المبدأ القاضي أن الحق يعلو وال يعلى عليـــــه
وأن ما بعد الحق إال الضالل"( )6إذ أن المشرع والقاضي غايتهما الوصول للحق وللحكم العادل.
تتعلق إجراءات التصحيح أساسا باإلجراءات المتبعة لنشر قضية التصحيح (المبحث األول)
وبكيفية تعهد الدوائر المجتمعة بمطلب المراجعة (المبحث الثاني).
7
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
عن د إحداث مؤسسة الخطأ البين لم يفردها المشرع بقسم منفرد بل أدرجها في القسم المتعلق
بإجراءات الطعن بالتعقيب وميزها بإجراءات ثالث وسكت على ما عداها مما أثار حفيظة الفقهاء
وولد غموضا بشان رفع الطعن.7
لإلحاطة بذلك سوف نبحث في اإلجراءات التي نص عليها المشرع صراحة بالسند المحدث
لها (الفقرة األولى) وما سكت عنها المشرع (الفقرة الثانية).
/IIأجــــــــل الطعـــــن:
تتوقف قبول الطعن لتصحيح الخطأ البين على احترام األجل الذي حدده الفصل 193جديد
من م م م ت في فقرته الثانية بثالثة أشهر وتبدأ هذه المدة في السريان من تاريخ صدور القرار.
وقد أثار هذا األجل جدال لدى فقهاء القانون وانقسمت اآلراء فمنهم من يعتبر هذا األجــــل
ال يستند إلى أي أساس موضوعي إال إذا كانت الغاية من وضعه هي الحد من مثل هذه الطعون
باعتبار أن تلخيص القرار التعقيبي ورقنه يستغرقان وقتا طويال يفوق في حاالت كثيرة أجل
12
إال أن رأيا أخر وهو أقرب للمنطق والصواب يعتبر أن أجل الثالثة أشهر أمد كاف مع الطعن
سرعة االتصال ووسائل االنتقال المتوفرة في الزمن المعاصر 13باإلضافة إلى توفر اإلعالمية التي
تساهم بقسط وافر باإلسراع في رقن القرارات ووضعها في الحاسوب الذي في متناول من يريد
الحصول عليها بيسر دون عناء.
ولقد كانت النية متجهة إلى جعل األجل منحصرا في مدة ثالثين يوما إال أن لجنة الصياغة
رأت في هذا األمد تضييقا فتوسعت إلى مدة ثالثة أشهر وهو ما اعتبره البعض متسعا إلى حد ما
على خالف اآلجال المضبوطة للطعن في األحكام المدنية والجزائية باعتبار أن قرارات محكمة
التعقيب توصف بكونها حضورية وال غيابية حتى في المادة الجزائية.14
فأجل القيام بالطعن لتصحيح قرار تعقيبي تسرب له خطأ بين هو ثالثة أشهر من تاريخ
صدوره نص عليه المشرع صراحة بالفصل 193جديد من م م م ت وهو بخالف القانون الفرنسي
وتحديدا فقه قضائه الذي أرسى مؤسسة تدارك األخطاء المادية اإلجرائية فال يضـــع آجــــــــاال
وال يضبط تقديم عريضة الطعن بأمد محدد بل أنها تقدم بالتزامن مع طعن جديد ضد قرار محكمة
اإلحالة.15
-12نورالدين الغزواني ،الجديد في وظائف محكمة التعقيب ،أعمال ملتقى من 4إلى 7أفريل ،1988ص.47
-13إبراهيم العسكري :قضاء الدوائر المجتمعة بمحكمة التعقيب ملتقى من 04إلى 07أفريل ،1988ص.178
-14التيجاني عبيد :في سبيل األخذ بالخطأ البين في المادة الجزائية م .ق .ت(جانفي )2001ص .116
15
- 90C 16-01- 1991 P1991, 245 arrêt cité dans Droit et pratique de la procédure, Dalloz
Action1998, n°5670 P1068.
10
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
أما القانون المصري وفي صورة قيام سبب من أسباب عدم الصالحية بأحد مستشاري
محكمة النقض الذين أصدروا الحكم ،فيمكن عمال بالمادة 147سحب الحكم الصادر منها بطلب من
الخصم الذي صدر حكم النقض ضده بتقديم طلب إلغائه لم يحدد المشرع ميعادا لتقديم مطلبه.16
فالمشرع التونسي مكن األطراف من أجل متسع يصل إلى ثالثة أشهر أي تسعين يوما من تاريخ
صدور القرار الم تسم بالخطأ البين وهو أجل ال بد من احترامه ،وفي صورة تجاوزه يرفض مطلب
التصحيح شكال وهو ما أقرته الدوائر المجتمعة في قرارها عدد 142الصادر بتاريخ
17
واعتبرت أن الحد في الطعن كما يتضح من تنظيم المشرع لمواعيد الطعن هو 1991/12/10
حق مؤقت يحدد القانون فترة زمنية معينة لقيامه ،فإذا لم يرفع خالل هذه الفترة سقط الحق فيه.
وتطبيقا للفصل 13من م م م ت فإن المسقتطات كلها وجوبية تتمسك بها المحكمة من تلقاء نفسها
إذ أن آجال الطعن من القواعد القانونية التي تهم النظام العام.
وب التالي يتعين احترام الصيغ واإلجراءات التي خص عليها الفصل 193من م م م ت لقبول مطلب
التصحيح من الناحية الشكلية 18أي أجل الثالثة أشهر.
وتأسيسا على ما تقدم فإن األجل الوارد بالفصل 193من م م م ت يعتبر أجال معقوال عكس
من ذهب بالقول بأنه أجل قصير طالبا التمديد فيه أو احتسابه من تاريــــــخ اإلعـــالم بالحكــــــم
19
ضرورة أن معظم التشاريع العربية تعتمد أجل الطعن في األحكام من وال من تاريخ صدوره
20
تاريخ صدورها مثل مصر ولبنان والعراق وهو ما نادى به بعض رجال القانون في تونس
شريطة أن يكون المحكوم عليه أو محاميه حاضرا بجلسة التصريح بالحكم وفي صورة عدم
حضوره تعلمه الكتابة ويسري عندئذ أجل الطعن من تاريخ اإلعالم.
- 16أنور طلبة ،موسوعة المرافعات المدنية والتجارية الجزء الخامس 1995 ،دار النشر الثقافة باإلسكندرية ،ص .1050
-17قرار عدد 42في ،1991/12/10مجموعة قرارات الدوائر المجتمعة ( 1992/1961طبعة )1996ص 257جاء فيه أن
"مطلب التصحيح ال يكون مقبوال إال إذا قدم خالل ثالثة أشهر من تاريخ صدور القرار المنتقد وحسب الفصل 141م إ ع فإنه إذا
قدر األجل باألسابيع أو ألشهر أو السنين اعتبر األسبوع سبعة أيام كاملة والشهر 30يوما كاملة والسنة ثالثمائة وخمس وستين يوما
كاملة وقد صدر القرار التعقيبي المنتقد في 1990/05/08وقدم مطلب التصحيح في 7أوت من نفس السنة أي في اليوم الواحد
والتسعين من تاريخ صدور القرار وبذلك يعتبر واقعا خارج األجل القانوني".
-18القرار التعقيب عدد 141مؤرخ في 2000/10/26دوائر مجتمعة ( 2000/1999طبعة 2001ص – 226القرار عدد 161
في ( 2001/04/26غير منشور).
-19عمر اليحياوي :الخطأ البين ومحكمة التعقيب ،رسالة تخرج من المعهد األعلى للقضاء ،1993ص.53
-20أحمد الجندوبي وحسن بن سليمة :أصول المرافعات المدنية والتجارية ،تونس ،شركة أوربيس (الطبعة األولى ،2001
ص.)364
11
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
يكون حق القيام لدى المحاكم حسب الفصل 19من م م م ت لكل شخص له صفة وأهلية
تخوالنه حق القيام بطلب ما له من حق ( )Iويجب أن تكون للقائم مصلحة القيام (.)II
/Iالصفـــــــــة واألهليـــــة:
يمنح حق الطعن عموما في الحكم القضائي الصادر لكل من كان طرفا في الخصومة
القضائية موضوع الطعن ونال خسارة من جراء صدور الحكم القضائي المطعون فيه ،ويستعمل
الحق في الطعن في الحكم القضائي الصادر في مواجهة من كان طرفا في الخصومة القضائية التي
صدر فيه ا الحكم القضائي واستفاد من الوضع القانوني المترتب على صدوره سواء كان مدعيــــا
أو مدعى عليه أو متدخال أو مختصا في الدعوى القضائية كما يشترط في الخصوم في الطعن أن
يكونوا أطرافا في الحكم القضائي المطعون فيه وأن يختصموا بذات الصفة التي كانت لهم،سواء
بالنسبة للطاعن أو بالنسبة للخصم المطعون ضده.21
ويقصد بالصفة أن يكون صاحب الحق الموضوعي هو القائم بالدعوى وأن يكـــــون المطلـــوب
هو من يوجه الحق في الدعوى في مواجهة وقد ميز الفقهاء بين الحق المراد طلب حمايته والذي
يرجع إلى عدة أشخاص أو كانت الحماية القانونية حماية جماعية،ففي الصورة األولى خول
المشرع كصورة الملكية الشائعة والمشتركة حق القيام ،ألحد الشركاء في حق الجماعة لحفظ
المشترك وصيانته من التلف ،كما مكن الممثل القانوني للشركة من حق القيام ،إال أن بقية الحاالت
سكت فيها الشارع وفرق رجال القانون بين الدعاوى التي ترمي إلى االلتزام والتي ال ترتب أثرا
إال في مواجهة أطراف الخصومة وبين الدعاوى المنشئة أو المقررة والتي ال تتغير فيها
المراكـــــز القانونيـــــ ة إال في مواجهة جميع أطرافها ضرورة أن القيام يجب أن يكون في جميع
أصحاب الحق أو ضدهم.
أما إذا كانت المصلحة القانونية مصلحة جماعية أو عمومية تتوفر صفة القيام عـــــالوة
على صاحب الحق الموضوعي في كل من تهمه حماية هذه المصلحة وقد يعهد بهذه الحمايــــــة
إلى هيئة تكون لها صفة القيام كدعاوى النقابات والجمعيات التي يكون موضوعها إمـــا
دفاعـــــــــا عن المصلحة العامة لمنخرطيها أو دفاعا عن حقوقها الخاصة ،وقد كان القرار
-21محمد سيد عمر التحيوي:الطعن في أألحكام القضائية ،مصر شركة الجالل للطباعة (الطبعة األولى )2001 ،ص 19وما بعده
وص.25
12
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
التعقيبي الفرنسي الصادر عن الدوائر المجتمعة بتاريخ 1913/04/13فضل تكريس وإقــــرار
هذه اإلمكانية التي تبناها المشرع الفرنسي بقانون 12مارس 1920ومن بعده المشرع التونسي
الذي خول للنقابات حق القيام للدفاع عن المصالح المشتركة للمنخرطين وكذلك الهيئة الوطنية
للمحامين بموجب القانون عدد 39المؤرخ في 1989/09/07المتعلق بتنظيم مهنة المحامـــاة
والذي خول للهيئة حق مراعاة كل من يعتدي على المهنة أو يمس من شأنها.
مع المالحظ وأنه ال ضرورة لرفع الدعوى من صاحب الحق أي ممن له الصفة بل
باإلمكان أن يقوم بها ممثله القانوني أو وكيله وهذا التمثيل حتمي بالنسبة للشركــــات أو القصــــر
أو الفلسات.
كما ينتقل الحق في الطعن لخلف الخصم المحكوم عليه في الحكم القضائي المراد الطعن فيه
سواء كان خلفا عاما كالورثة أو خلفا خاصا له كالمشتري باعتبار أن الحكم القضائي ال يقتصر
أثره القانوني على أطراف الخصومة القضائية التي صدر فيها فقط وإنما يمتد أثره كذلك إلى كل
من يؤول إليه الحق المتنازع عليه ،مما يخول له الطعن في الحكم القضائي الصادر ضد السلف.
ويجمع الفقهاء وأنه وفي غياب نصوص خاصة تحدد صفة الطاعن في تصحيح قرار
تعقيبي مخدوش ،فال مناص من اعتبار أن من له الحق في التعقيب أصال له الحق في طلب
تصحيح الخطأ البين ومن ثمة الرجوع ألحكام الفصل 179من م م م ت التي تنص على أنــــــه
"ال يقبل الطعن لدى محكمة التعقيب إال ممن كان طرفا في الحكم المطعون فيه أو من خلفائه".
ويتأيد هذا االتجاه بقضاء الدوائر المجتمعة الذي اعتبر في عديد القرارات أن هذه الوسيلة
من الطعن خاضعة فيما يخص األجل إلى الفصل 193من م م م ت وفيما زاد على ذلك إلى إجراء
الطعن العادي بالتعقيب.22
إال أن الخصوصية والطبيعة االستثنائية تحول دون قبول هذا الطعن من الخصوم جميعهم
وإنما فقط ممن كان طرفا في القرار التعقيبي المطعون فيه فمن لم يكن معقبـــا أو معقبـــــا ضــــده
ال يجوز له الطعن بالخطأ البين ولو شمله النزاع في الطورين االبتدائي واالستئنافي ،23الصفة
الشرعية أساس القيام بالطعن وأن الحلول محل المحكوم عليه يجب أن يقع اإلدالء به وهو ما أقرته
-22قرار عدد 23في 1991/11/19دوائر مجتمعة ( 1992 /1961طبعة )1996ص 272قرار عدد 154في 2001/01/18
غير منشور /قرار عدد 81في 1998/04/16دوائر مجتمعة ( 1998/1997طبعة )2000ص .53
-23التيجاني عبيد :إجراءات الطعن بالخطأ البين (غير منشور).
13
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
الدوائر المجتمعة وأبدت محكمة القرار المخدوش فيه التي اعتبرت أن "رفع الطعن باسم ممن لم
يكن طرفا في الحكم وعدم اإلدالء بما يثبت توفر الصفة بقبول طعنه ينجر عنه الرفض شكال".24
فهل يمكن لوكيل الدولة الطعن بالخطأ البين؟
يهد ف الطعن بالتعقيب المصلحة العامة والمتمثلة في عدم مخالفة المحاكم للقانون وضمان
وحدة تفسيره في الدولة :فهذا الطعن ال يضاربه وال يستفيد منه الخصوم ويكون في الحالة التي
يكون نص الحكم متضمنا لخرق قاعدة قانونية فوت الخصوم ميعاد الطعن فيه ،وبذلك فإن هذا
الطعن ط ريق احتياطي ال يجيزه القانون إال إذا كان الحكم القضائي المطعون فيه نهائيا وأن يكون
مشوبا بمخالفة القانون أو الخطأ في تطبيقه أو تأويله أو عيبا في التقدير وال يخضع ألي أجــــــل
إذا يمكن ممارسته في أي وقت شاء وكيل الدولة العام.25
والقرار الذي يقبل طعنه يقتصر على تصحيح الخطأ القانوني بدون إحالة وال يمس بحقوق
الخصوم المكتسبة بالحكم المطعون فيه.26
وقد ذهب البعض إلى األخذ بإمكانية الطعن بهذه الوسيلة وذلك لمصلحة القانون دون إحالة
ودون مساس بحقوق الخصوم المكتسبة بالقرار المطعون فيه قياما على التعقيب أصال ،ضــــرورة
أن غياب نص خاص في إجراءات مطلب تصحيح الغلط الواضح ال يعني استبعاده ويتأكــــد ذلك
بما استقر عليه فقه قضاء الدوائر المجتمعة على اعتبار هذا الطعن االستثنائي فيما يخص األجل
إلى إجراء خاص جاء بالفصل 193من م م م ت ويخضع فيما زاد على ذلك إلى إجراءات الطعن
العادي بالتعقيب.27
ويعتبر شق آخر من الفقه أنه ال يمكن قبول تصحيح الخطأ البين من خالل آلية الطعن
لمصلحة القانون التي تختلف إجراءاته عن تدارك األخطاء البينة ،كما أن القياس على التعقيب
األصلي غير جائز خاصة وأن الوكيل الدولة العام ليس بالضرورة طرفا في القرار التعقيبي المدني
28
وهي حاضرة وجوبا في جلسات دوائر محكمة التعقيب صلب صريح رغم أن النيابة ال تتجزأ
الفصل 188من م م م ت ويبقى هذا الطعن االستثنائي ذا فاعلية نظرية تهدف إلى حسن تطبيق
- 29محمد المنصف السباولجي :الخطأ البين في المادة الجزائية ،م .ق .ت (طبعة ماي )2004ص .42
- 30قرار عدد 124بتاريخ ،1999/11/11مجموعة قرارات الدوائر المجتمعة .2000/1999
15
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
31
كما أثبت التطبيق القضائي أن محكمة التعقيب يمكنها التعهـــد المادية أن تتعهد من تلقاء نفسها
عن طريق وكيل الدولة العام لديها.32
على أن الصفة الشرعية للطاعن ال تكفي بمفردها للنظر في طعنه ما لم تكن له مصلحة
شرعية في ذلك.
/ IIالمصلحة في القيام:
يجمع الفقه أن مناط كل قيام هي المنفعة التي يريد المدعي الحصول عليها من التجائه
للقضاء.
ويجب أن تكون المصلحة قانونية عندما تكون الحماية المقصودة من المدعي حماية
مشروعة وأن تكون المصلحة شخصية ومباشرة أي أن يكون القائم بالدعوى هو صاحب الحق
الموضوعي أو المركز القانوني المعتدي عليه وال يفيد ذلك أن يباشر صاحب الحق دعواه بنفسه،
بل بإمكانه أن يوكل من ينوبه لمباشرة الدعوى.
وقد عرفت محكمة التعقيب بدوائرها المجتمعة في قرارها عدد 31الصادر بتاريخ
1991/12/10المصلحة بأنها"المنفعة التي يجنيها الطالب من التجائه إلى القضاء ويشترط لذلك
أن تكون مصلحة شخصية ومباشرة بمعنى أن يكون رافع الدعوى أو الطعن هو صاحب الحق
المراد حمايته.33
فمناط المصلحة في الطعن سواء كانت حالة أو محتملة تتمثل في كون الحكم القضائي
المطعون فيه أضر بالطاعن ومن ثم فال مصلحة للطاعن فيما يكون قد صدر به الحكم القضائي
وفقا لطلباته أو محققا للمصلحة المقصوده منها.
والمصلحة ليست شرطا لقبول الدعوى فحسب بل هي شرط لقبول أي طلب أو دفع تطبيقا
للقاعدة القائلة بأن "من لم يقض عليه بشيء أقيم الطعن من أجله لم يجز رفع الطعن منه" 34ألن
الحكم في هذه الحالة ال يعتبر قد أضر بحقوقه ومن ثم تنتفي مصلحته في الطعن.
31
- Soc. 06/03/1986. Pull ? civ. V N° 83, JCP 1986 IV. 136.
32
- CIV ; 2ème 01/07/1987, pourvoi n° 87 – 12 – 14, arrêt cité dans Droit et Pratique de la procédure
civile, Dalloz, 1998, N° 5669, P1068
-33قرار صادر عن الدوائر المجتمعة تحت عدد 31بتاريخ 1991/12/10قرارات الدوائر المجتمعة ( 1992/1961طبعة
)1996ص.471
-34نفس المصدر.
16
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
فالمصلحة التي ال يحقق الطاعن أي نفع من ورائها ال تصلح أساسا للطعن وهو ما اصطلح
على تسميته "بالمصلحة النظرية" ضرورة أنه ال يقبل الطعن على حكم قضائي صدر وفق طلبات
الطاعن زاعما أن الحكم الصادر قد عدّل بعض األسباب التي لم تصادف هوى فـــــــي نفســــه
35
وجاء فيه: وهو ما أكده فقه القضاء في القرار الصادر بتاريخ 1999/11/11تحت عدد 91
"تنتفي ا لمصلحة من الطعن طالما أن الحكم لم يضر بالطاعنة وأن صدور الحكم برفض الدعوى
عوضا عن عدم سماعها ال يشكل مصلحة شرعية يحميها القانون بل مجرد احتمال لمصلحة لم
تظهر بعد مما يجعل المصلحة المدعى بها مجرد مصلحة نظرية ال تصلح أساسا للطعن".
-37قرار عدد 3بتاريخ 1987/11/27أوجب أإلدالء بما يفيد خالص المعاليم ونسخة من محضر إبالغ الخصوم نظيرا من مذكرة
الطعن ،وهو توجه خالف فيه القرارين األوليين ذي العددين 1و 2والصادرين في ،1987/06/19والتي لم ترى ضرورة إخضاع
مطلب التصحيح لإلجراءات العادية للطعن بالتعقيب.
-38قرار عدد 81في ،1998/04/16دوائر مجتمعة ( 1998/1997طبعة )2000ص.53
-39القرار عدد 8في 1988/05/13غير منشور
-القرار عدد 24في 1991/12/24دوائر مجتمعة ( 1992/1961طبعة )1996ص .108
- 40القرار عدد 28بتاريخ 1991/11/19دوائر مجتمعة ( 1992/1961طبعة )1996ص .9
- 41قرار عدد 125في 1999/11/11قرارات الدوائر المجتمعة ( 2000/1999طبعة )2001ص .211
18
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
وهذا ما أكدت عليه في قرارها الصادر بتاريخ 1991/12/24تحت عدد 24إذ اعتبرت أن
"على من يريد رمي قرار صادر عن إحدى دوائر محكمة التعقيب بالخطأ البين إتباع اإلجراءات
القانونية الصحيحة كدليل منه على جدية الطعن وال يكون ذلك إال باالحترام الكامل لما اقتضاه
الفصل 183من م م م ت ،أما وأن الطاعنين والمطعون ضدهم فإنه أضحى من المتعين التصريح
بعد استيفاء طعنهم لصيغه القانونية وتحتم لذلك رفضه شكال".42
فمحكمة التعقيب بدوائرها المجتمعة أخضعت الطعن بالخطأ البين إلجراءات التعقيب
وخاصة ما أورده الفصل 185المشار إليه الذي يوجب على الطاعن خالل أجل ال يتجاوز الثالثين
يوما من تاريخ تقديم عريضة الطعن تقديم نسخة من محضر إبالغ خصومة نظيرا من المستندات
بواسطة العدل المنفذ.
وقد عللت ذلك بحق الخصم في االطالع على أسباب الطعن "حماية ألطراف النزاع حتى ال
يضار أحد بإجراءات تتخذ ضده وفي مغيبه ودون علمه ودون تمكينه من إبالغ ماله من أوجه
دفاع شكلية أو موضوعية للمحكمة".43
واعتبر السيد عبد هاللي أن التعليل المعتمد لم يكن كافيا لبلوغ النتيجة التي تبناها القرار
ضرورة أن مبدأ "حق المواجهة" وإن استوجب إعالم الطرف أآلخر برفع الطعـــــــــن ولكنـــــه
ال يستوجب حتما إخضاع الطعن بالخطأ البين إلى جميع إجراءات الطعن بالتعقيب وقــــد أيـــــده
في ذلك الجانب عدد من الشراح 44باعتبار أن المشرع لم يشر إطالقا إلى أحكام الفصل 185جديـد
مـن م م م ت بالفصول التي أحال إليها الفصل 193من نفس المجلة في فقرته األخيرة التي
اقتصرت على الفصول 176و 177و 178و 197من م م م ت فقط.
إال أنه في صورة اعتماد موجبات الفصل 185جديد من م م م ت فإن األجل المعتمد يبتدئ
من تاريخ تقديم عريضة الطعن بالتعقيب هذا بالنسبة الطعن في حكم محاكم الموضوع ،أما فيما
يتعلق بمطلب تصحيح الخطأ البين اتسم القانون بالسكوت وفقه القضاء بعدم االستقرار.45
واعتبرت الدوائر المجتمعة أن سريان أجل الشهر يبتدئ أحيانا من تاريخ تقديم عريضة
الطعن أي رفع المطلب 46وهي بذلك تطبق الفصل 185من م م م ت تطبيقا حرفيا وأحيانا أخرى
- 46قرار عدد 15مؤرخ في 1988/07/01قرارات الدوائر المجتمعة لمحكمة التعقيب ( 1992/1961طبعة )1996ص .86
- 47قرار عدد 28بتاريخ 1991/11/19دوائر المجتمعة ( 1992/1961طبعة )1996ص .94
-48قرار عدد 29في ،1991/11/19دوائر مجتمعة ( 1992/1961طبعة )1996ص .81
-قرار عدد 46في 1991/12/10دوائر مجتمعة ( 1992/1961طبعة )1996ص.76
-49قرار عدد 81في 1998/04/16مجموعة قرارات الدوائر المجتمعة ( 1998/1997طبعة )2000ص .53
- 50قرار الدوائر المجتمعة عدد 44بتاريخ ،1991/12/10مجموعة قرارات الدوائر المجتمعة لمحكمة التعقيب 1992/1961
(طبعة )1996ص .70
- 51قرار عدد 29في ( 1991/11/19المرجع السابق).
52
- CIV 2ème , 25/03/1992, pouvoir n° 91-17-309, arrêt cité dans Droit et pratique de la procédure,
Dalloz Action 1998 n° 5671, p. 1069.
20
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
ليس مقيدا بأجل معين للبت في مطلب التصحيح سلبا أو إيجابا ومن ثمة قد يتأخر اإلذن في الوقت
المناسب للقيام باإلجراءات في إبانها فيقضي بسقوط طعنه دون علمه.53
وذهب القاضي عبد هللا هاللي للقول بأنه من الناحية العملية يتم إعالم المحامين حال صدور
اإلذن واقترح أن يكون علم محامي الطاعن بإذن الرئيس األول هو المعتمد لسريان األجل
المخصص إلعالم الخصم.54
وفي التطبيق يتم اإلعالم "إداريا" بمكتوب مضمون الوصول ويعتمد تاريخ اإلعالم بداية
لسريان األجل المحدد لتقديم المؤيدات وإبالغها للخصم عمال بالفصل 185جديد من م م م ت.
لئن كان هذا التوجه يرمي إلى حماية حقوق الطاعن إال أنه لم يشرع بنص وهو ما يولد
إشكاليات قانونية وتطبيقيه ضرورة أن العمل القضائي دأب على اعتبار تاريخ اإلعالم اإلداري
بداية سريان أجل الثالثين يوما ومن ثمة فإن عدم اعتماد هذا التاريخ يترتب عنه سقوط الطعن رغم
أنه لم يوجبه القانون ولم يرتب عنه أي جزء كما أنه ليس من اإلجراءات األساسية. 55
فكيف يمكن للهيئة القضائية إرساء واستحداث إجراء معين وتوظيف جزء على اإلخالل به
دون أن تكون للمشرع أية فيه في فرضه؟ وما المقصود "بإعالم المحامي" هل تاريخ إصدار
اإلعالم إداريا من كتابة محكمة التعقيب أم تاريخ "علم" محامي الطاعن فعال أي بلوغ اإلعالم
إليه؟
يبدو وأن هذه اإلشكاليات وغيرها هي ا لتي دفعت بمحكمة التعقيب بدوائرها المجتمعة إلى
التخلي عن مسارها السابق برمته والتحرر من إجراءات الفصل 185جديد من م م م ت وغيرها
من اإلجراءات المنطبقة في النزاعات المعروضة على إحدى دوائر محكمة التعقيب واالكتفاء بما
ورد بالفصل 193جديد من م م م ت وأعمال اإلجراءات المقرر للخطأ البين فحسب.
ب -تحرر فقه القضاء من تطبيق اإلجراءات العادية للتعقيب على الخطأ البين:
لقد اجتهدت محمد التعقيب في البداية لتالفي النقائص اإلجرائية والصمت في شأنها رغـــم
أن هناك شراح القانون من يرى عكس ذلك ويعتبر أن األمر ال يتعلق بنقائص إجرائية وإنمــــــا
هو اختيار تشريعي يتمثل في عدم تكبيل هذا الطعن االستثنائي بإجراءات قد تحول دون تحقيق
الغاية من إقراره وتحديد مسؤولية الدولة القائمة بهذا المرفق الناجمة عن أخطــــاء موظفيهـــــــا
-60مداوالت مجلس النواب ،الرائد الرسمي عدد ،3الجمعة 29أوت 1986ص 141و.142
24
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
وهنا يطرح السؤال حول ما إذا كان الرئيس األول لمحكمة التعقيب ملزما بدعوة دوائر
محكمة التعقيب لالنعقاد كلما تقدم أحد الخصوم بمطلب في التصحيح أم أن المشرع ترك له هامش
من الحرية ليجتهد في دعوتها من عدما؟.
أمام غموض النص انقسم الشراح فمنهم من يعتبر أن دعوة الرئيس األول لعقد جلسة
الدوائر المجتمعة بخصوص النظر في طلب تصحيح خطأ بين ليست اختيارية.61
وجانب آخر من الفقه وهو الرأي الغالب يعتبر أن المشـــرع تــرك في الفصـــــل 193
مـــن م م م ت الخيار للرئيس األول فهو يقوم بفحص المطلب وأسانيده ثم يقدر وجاهته من عدمها
62
سواء كان إيجابيا أو سلبيا بالرفض أو السكوت إذ ال شيء ليتخذ في شأنه القرار المناسب
بالقانون يفرض عليه االستجابة للمطلب بل له ذلك بعد أخذ رأي السيد وكيل الدولة العام.63
ومن ذلك يقوم الرئيس األول بفحص مطالب الطعن بتصحيح خطأ بين شاب قرار إحدى
دوائر محكمة التعقيب قبل إحالة المطالب التي تبدو جدية على الدوائر المجتمعـــــــــة ضـــرورة
أن له وحده االستجابة للمطلب أو رفضه كما أنه غير مرتبط بفترة زمنية للرد سلبـــا أو إيجابيــــا
ثم أن هذه الصالحية المطلقة تسمح له بعدم الرد أصال.
وقد أسند القانون للرئيس األول لمحكمة التعقيب مهمة رئاسة الدوائـــــــر المجتمعـــــة
والتي تتركب من رئيسها األول ورؤساء دوائرها وأقدم مستشار في كل دائرة على أن ال يقل عدد
أعضاء الهيئة عن الثلثين من كل صنف وتحدد جلساتها بمحضر وكيل الدولة العام لدى محكمة
التعقيب ويساعده كاتب المحكمة وتصدر قرارات بأغلبية األصوات إذ لم تكن باإلجماع.
وبذلك يكون العدد األقصى لألعضاء المشاركين في جلسة الدوائر المجتمعة حوالي ثالثة
وعشرين وهو النصاب الكامل أما العدد األدنى فهو سبعة عشرة وهو نصاب الثلثين بحيث ال يصح
انعقادها بعدد من القضاة أقل من ذلك.
لكن قد يحدث في التطبيق أن تدعى الدوائر المجتمعة لالنعقاد بصفة قانونية ثم يحصل
للرئيس األول مانع يمنعه مؤقتا أو نهائيا عن مواصلة النظر واالنتهاء إلى قرار فإذا كان المانع
مؤقتا فإنه يجوز التأخير إلى حين زوال المانع لمواصلة النظر في النزاع المعروض إلى القرار
-61إبراهيم العسكري :قضاء الدوائر المجتمعة بمحكمة التعقيب أعمال ملتقى من 4إلى 7أفريل 1988ص .124
-62نورالدين الغزواني :الجديد في وظائف محكمة التعقيب ملتقى التعقيب من 4إلى 7أفريل 1988ص.124
- 63حافظ بوعصيدة :تصحيح الخطأ البين ،م .ق .ت جانفي ،2001ص .22
25
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
النهائي ،أما إذا كان المانع نهائيا يتعين إلغاء ما وقع اتخاذه من إجراءات واستئناف الدعوة لالنعقاد
من قبل الرئيس األول الجديد.
وهذا بخالف ما نص عليه الفصل 191جديد من م م م ت في صورة تعاطـــــي دائـــــرة
من دوائر محكمة التعقيب النظر في نزاع ما إذ خول القانون للرئيس األول أن ينسب لرئاسة
الجلسة أقدم مستشاري الدائرة إذ اقتضت الضرورة ذلك.
ومهما يكن من أمر فإن إحالة مطلب تصحيح خطأ بين ودعوة انعقاد الدوائر المجتمعة للبت
فيه تبقى من مشموالت الرئيس األول وحده سواء بالسلب أو اإليجاب وهو ما يدفعنـــا للبحـــــث
عن الطبيعية القانونية للقرارات التي يتخذها.
ب -الطبيعة القانونية لمطلب التصحيح ولقرار الرئيس األول لمحكمة التعقيب:
قبل البحث في الطبيعة القانونية لقرار السيد الرئيس األول لمحكمة التعقيب البد من تحديد
الطبيعة القانونية لمطلب التصحيح نفسه ) (Iلماله من أهمية في تحديد طبيعة قرار رئيس الدوائر
المجتمعة ).(II
/Iالطبيعة القانونية لمطلب التصحيح:
تنطلق إجراءات "الخطأ البين" بتقديم مطلب إلى الرئيس أألول لمحكمة التعقيب يتضمن
شرحا للموضوع والقرار المنتقد وأسباب الطعن فيه وطلبا لدعوة الدوائر المجتمعة لالنعقاد لكـــن
ما طبيعة هذا المطلب؟ هل هو إداري أم قضائي؟
انقسم الشر اح بين اعتباره مطلبا إداريا أو قضائيا أو ذي طبيعة مزدوجة من وجهة نظـــر
كل جانب.
وقد أورد السيد حافظ بوعصيدة 64عدة شروط لالعتبار المطلب مطلبا قضائيا من ذلك أنه
يجب أن يتضمن منازعة بين طرفين أو أكثر حول مسألة قانونية في حين أن مطلـــب التصحيــــح
ال يشتمل على منازعة بين طرفين أو أكثر بل تظلم من قرار صادر عن محكمة وقعت في غلط
واضح ال يدخل في نطاق ما هو مخول لها من اجتهادات.
كما يجب أن يوجه المطلب إلى القاضي بهدف تدخله للفصل بين األطراف حسب مقتضيات
القانون وهو شرط غير متوفر ضرورة أن الطلب ال يهدف إلى الفصل بين طرفين متنازعين
-64حافظ بوعصيدة :تصحيح الخطأ البين م .ق .ت (طبعة )2001ص 20وما بعدها.
26
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
بواسطة القضاء بل هو طلب موجه إلى السيد الرئيس األول يرمي إلى تدخل هذا األخير بدعوة
دوائر محكمته االنعقاد وله أن يستجيب أو أن يرفض الدعوة وليس له البت في خصومة.
زيادة على ذلك فيجب أن يؤدي المطلب القضائي إلى مواجهة يديرها القاضي بين الوقائع
والقواعد القانونية ،ينتهي بقرار صادر عنه حائز على القوة النافذة وهو أمر غير متوفر في الطعن
لتصحيح خطأ بين باعتبار أن الطلب رغم أنه معلل فال يمثل دعوة قضائية بمستنداتها ومؤيداتها
والحال أن رد السيد الرئيس األول لمحكمة التعقيب يمكن أن يكون ايجابيا كما يمكن أن يكون سلبيا
سواء بالرفض صراحة أو بالسكوت وعدم الرد.
وتأسيسا على ما سلف بيانه فإن المطلب ليس دعوى قضائية بمفهومها اإلجرائي إذ أنه ال
يتضمن منازعة بين متداعيين كما أنه ليس عريضة بمستنداتها وإنما هو مجرد "طلب" فيتضمن ما
يعاب على قرار صادر عن دائرة تعقيبية من خطأ قانوني يستهدف طلب اإلذن بانعقاد الدوائر
65
إذ توفرت حالة من حاالت الخطأ البين الواردة حصــرا بالفصــــل 192 المجتمعة لتصحيحه
مــن م م م ت.
ثم أن الرئيس األول لمحكمة التعقيب ليس ملزما باالستجابة للمطلب فقد يقبله فيأذن بترسيمه
بالدفتر المعد له وبدعوة الدوائر المجتمعة لالنعقاد أو برفضه فتتوقف اإلجراءات عند هذا الحد،
كما أنه ليس مقيد بأجل للبت فيه مما يجعل المطلب لكل هذه األسباب "مطلبا إداريا".
إن هذا التبرير يمكن أن يحجب علينا أن مطلب التصحيح ال يرفع إال من أحد الخصـــــوم
أي من متقاضي إلى قاض طعنا في قرار قضائي طبق إجراءات قضائية ويعتبر عند قبوله منطلقا
الجتماع هيئة قضائية عليا للنظر في مدى توفر وجه من أوجه الطعن المحددة على سبيل الحصر
بالفصل 192جديد من م م م ت وذلك بعد أخذ رأي أحد أعضاء النيابة العمومية لدى محكمة
التعقيب مما يضفي على المطلب صبغة قضائية.
وسواء كان المطلب "قضائيا أو إداريا" فإن الطعن فالخطأ البين هو طعن استثنائي تنظر
فيه هيئة قضائية عليا لمحكمة التعقيب لتصحيح ما تسرب من أخطاء مادية بينة بقرارات هيئات
أدنى هي الدوائر التعقيبية في حدود األسباب المضبوطة حصرا بالنص ضرورة أن أهمية البحث
في الطبيعة القانونية للمطلب تساهم في تحديد طبيعة قرار السيد الرئيس األول لمحكمة التعقيب.
28
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
الحالة ينتصب إداريا 66فيه إلى الفقيه Hébraudفيعتبر أن العمل الوالئي هو عمل قضائي وقد قام
الفقيه الفرنسي بشرح وتحليل قانون 15جويلية 1944المنظم لمادة القضاء الوالئي موضحا أن
القاضي ال يقتصر تدخله على فصل النزاعات بسلطان القانون ،بل يتدخل في غير حاالت النزاع
من خال ل ممارسة القضاء الوالئي الذي هو وجه من وجوه العمل القضائي وال مجال العتباره
عمال إداريا وال مجال للقول بأن العمل الوالئي ال يقوم على التقرير ذلك أن القاضي غير معفى
حتى في هذه الحالة من التحري في مطابقة الطلب للقانون وانتهى Hérbraudبأن االختــــالف
بين العملين ال يعد وأن يكون مجرد اختالف في الدرجة ال يرقى إلى مستوى االختالف في الطبيعة
ما دام األمر يهدف في كلتا الحالتين إلى حماية مصالح األفراد بوصفها تحت رقابة القانون.67
وبهذا المنظار فإن العمل القضائي يلتقي في أغلب خصوصياته مع العمل الوالئي ،فهما
يصدران عن نفس الجهة المختصة وهو القاضي باحترام جملة من اإلجراءات التي قررها المشرع
ثم أن القاضي يمارس في الحالتين مقتضيــــات التقريــــر ) (La constatationباإلضافــــــــة
إلى أن بعض القرارات الوالئية تقبل الطعن فيها كما أنها تحرز على قوة اتصال القضاء كأحكام
التبن ي وأحكام الطالق والتراضي إال أن التمايز األساسي بين العملين القضائي والوالئـــــي
يتمظهــــر في عنصر النزاع.
وعلى ذلك فإن مهمة القاضي تقف عند التصريح بموقف القانون في كل ما يعرض عليه
سواء كان ذلك في شكل نزاع أو في شكل مطالب.
تبعا لما سبق شرحه فإن القرار الذي يتخذه الرئيس األول لمحكمة التعقيب سواء بالسلــــب
أو اإليجاب أو السكوت ال يمكن الجزم في تحديد طبيعته القانونية فالعمل يعتبر قضائيا إذا تعلق
بنزاع ولو كان محتمال ويعتبر والئيا إذا لم يتعلق بفعل النزاع ومن أهم الصور التي يتجلى فيها
العمل في تسمية مقدمي القاصرين واألوقاف.68
وسواء كان المطلب التصحيح مطلبا إداريا أو قضائيا فإنه إذا ما يترتب عنه دعوة اجتماع
دوائر محكمة التعقيب يفتح الباب للنظر في الموضوع القضائي للمطلب نفسه بعد استيفاء الشروط
الشكلية والموضوعية لقبول مطلب التصحيح.
- 66محمد الطاهر الحمدي :العمل القضائي والعمل الوالئي ،م .ق .ت (طبعة مارس )1998ص.60
67
- Hébraud, commentaire de la loi du 15/07/19444, D. 1946, p7.
-68قرار استئنافي مدني صادر عن المحكمة االبتدائية بسوسة عدد 1431في جوان ،1959م .ق .ت عدد 2فيفري ،1960
ص.152
29
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
الفقرة الثانية :مراقبة توفر شروط التصحيح من قبل الدوائر المجتمعة:
إن طلب تصحيح الخطأ البين مؤسسة جديدة لم يعهدها القانون اإلجرائي التونسي ،فتحت
الباب أمام مناقشة قرارات محكمة التعقيب الصادرة عنه إحدى دوائرها بل والطعن فيها أمام هيئة
قضائية جماعية اصطلح على تسميتها بالدوائر المجتمعة تجري رقابة أولية على المطلب المحال
عليها من الرئيس األول لتصحيح قرار يدعى أحد أطرافه أنه وقع في خطأ بين واستند في طلبه
إلحدى الحاالت التي أوردها الفصل 192جديد من م م م ت على سبيل الحصر ،فتكون الدوائر
المجتمعة ملزمة بإجراء رقابة شكلية على مطلب التصحيح (أ) إلى رقابة موضوعية بتوفر إحدى
صور الغلط الواضح (ب).
أ -مراقبة الشروط الشكلية:
ترا قب الدوائر المجتمعة مدى احترام المطلب المقدم من الطاعن لإلجراءات التي أوجبها
القانون أي أجل الثالثة أشهر ابتداء من تاريخ صدور القرار الموصوم بالخطأ باعتباره أجل ساقط،
في صورة تجاوزه يرفض مطلب التصحيح شكال إذ اعتبر في قرارها عدد 42الصادر بتاريخ
1991/12/10أن "مطلب التصحيح ال يكون مقبوال شكال إال إذا قدم خالل ثالثة أشهر من تاريخ
صدور القرار المنتقد وحسب الفصل 141من م .إ .ع فإنه إذا قدر اآلجال باألسابيع أو األشهــــر
أو السنين اعتبر األسبوع سبعة أيام كاملة والشهر ثالثين يوما كاملة والسنة ثالثمائة وخمس وستين
يوما كاملة.
وقد صدر القرار التعقيبي المنتقد في 1990/05/08وقدم مطلب التصحيــــح في 07أوت
من نفس السنة أي في اليوم الواحد والتسعين من تاريخ صدور القرار بذلك ويعتبر واقعا خارج
األجل القانوني".69
ضرورة أن الحق في الطعن هو حق مؤقت يحدد القانون فترة زمنيه معينـــة لقيامــــه فإذا
لم يرفع في األجل المحدد له سقط الحق فيه.
إال أنه في فترة معينة كرست الدوائر المجتمعة أحكام الفصل 185جديد من م م م ت
المتعلقة بإجراءات التعقيب ا لعادي واعتمدتها وأصبحت المطالب الرامية لتصحيح القرار الذي وقع
في غلط بين زيادة على اإلجراء الوارد بالفصل 193من م م م ت إلى اإلجراءات العادية للطعن
بالتعقيب مع االلتزام بأحكام الفصل 185من م م م ت الذي أوجب على الطاعن خـــــالل أجـــــل
فهل يجب تطبيق هذه الفصول حرفيا؟ أم يجب التعامل معها بحذر وذلك لخصوصيــــــة
هذا الطعن االستثنائي وهدف طلب التصحيح في ذاته.
فكيف كان موقف فقه القضاء أمام سكوت النص وعمومية ما ورد به من إحاالت للنصوص
التي تطبقها دوائر محكمة التعقيب عند تعهدها وتعاطيها النظر في النزاعات المعروضة عليها؟
33
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
قامت محكمة التعقيب بتحديد مفهوم التصدي والشروط التي يقوم عليها (أ) وكيف تجلى
موقف الدوائر المجتمعة من تناول أصل النزاع والتصدي له عند تعاطيها النظر في خطأ بيّن (ب).
أ -مفهوم التصدي:
خول القان ون عند تنقيح مجلة المرافعات المدنية والتجارية بتاريخ 1سبتمبر 1986لمحكمة
التعقيب التصدي للموضوع والبت فيه بحكم حاسم للنزاع للحد من عمليات المد والجزر وبين
محاكم الموضوع ولمنع تأبيد الخصومة تأثرا بالقانون المصري والفرنسي.
بيان مفهوم التصدي:
إن مفهوم التصد ي أقرته بعض التشاريع لفائدة محكمة الدرجة الثانية كأثر من آثار
االستئناف مما يبيح لها أن تثير النزاع برمته فتقضي في األصل في حين أن الطعــــن يقتصــــر
على أسباب شكلية فقط ،إذ يجيز الفصل 568من مجلة اإلجراءات المدنية الفرنسية الجديدة لمحاكم
الدرجة الثانية أن تتناول النزاع برمته.73
ولكن لم يبق حق التصدي مقتصرا على محاكم االستئناف فقد أقرته بعض التشاريع حديثا
لفائدة محكمة التعقيب كالقانون المصري إذ تنص الفقرة الرابعة من المادة 269من قانون
المرافعات المصري" ومع ذلك إذ حكمت المحكمة بنقض الحكم المطعون فيه وكان الموضوع
صالحا للفصل فيه أو كان الطعن للمرة الثانية ورأت المحكمة نقض الحكم المطعون فيه وجب
عليها أن تحكم في الموضوع".
وكذلك القانون اللبناني إذ تنص المادة 734من أصول المحاكمات المدنية اللبنانــــي أنه
" في حالة نقض القرار المطعون فيه لمحكمة التمييز أن تفصل مباشرة في موضوع القضية إذ
كانت جاهزة للحكم ،وإال فإنها تعين موعدا لسماع المرافعات أو اإلجراء ما تراه ضروريا من
تحقيق وتطبق في هذه الحالة األصول المتبعة لدى محكمة االستئناف وللخصوم أن يقدموا
الطلبات والدفوع والوسائل الجديدة بقدر ما يجوز قبولها استئنافا.
73
- Article 568 nouveau code de procédure civile Français : « Lorsque la Cour d’appel est saisie
d’un jugement qui a ordonné une mesure d’instruction ou d’un jugement qui statuant sur une
exception de procédure, a mis fais à l’instance, elle peut évoquer les points mon jugés si elle estimé
de bonne justice de donner à l’affaire un solution définitive après avoir ordonné elle – même, le cas
échéant une mesure d’instance.
34
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
وتح كم محكمة التمييز في القضية من جديد في الواقع والقانون باستثناء الجهات التي لم
يتناولها النقض " ،وإذا ما اقتضت الخصومة تحقيقا تعين محكمة التمييز األمور التي يتناولها
التحقيق وتكلف أحد مستشاريها القيام به.
أما القانون الفرنسي وبصورة مضيقة مقارنة بالقانونين المصري واللبناني أقر بدوره
لمحكمة التعقيب إمكانية التصدي للفصل في الموضوع دون أن تتطرق للوقائع ،وإنما تقوم بإرساء
حكم القانون عليها كما أثبتتها محكمة الموضوع وذلك في صورة النقض بدون إحالة.74
كما نجد مفهوم التضييق في المادة 368من المسطرة المدنية المغربية التي تنــــص أنــــه
" إذا نقض المجلس األعلى الحكم المعروض عليه واعتبر أنه يتوفر على جميع العناصر الواقعية
التي تثبت لقضاة الموضوع بحكم سلطانهم تعين عليه اعتبارا لهذه العناصر وحدها التي تبقى
ق ائمة في الدعوى التصدي للقضية والبت فورا في موضوع النزاع وفي النقط التي استوجبت
النقض".
وما تجدر اإلشارة إليه أن المشرع اللبناني خالف القوانين المقارنة إذ أنه بعد نقض الحكـــم
ال تقوم محكمة التمييز بإحالة القضية إلى المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه لتحكم فيه من
جديد كما هو مفروض وكما ينص عليه المشرع المصري في المادة 269مرافعات والمشرع
المغربي في المادة 368من المسطرة المدنية نظرا ألنها محكمة قانون ال تتصدى للواقع أصـــال
لكن محكمة التمييز في لبنان بعد نقص الحكم ال تحيل القضية أبدا وإنما هي تتصدى للموضوع
وتفصل فيه كما لو كانت محكمة موضوع في جميع األحوال.
فإذا كانت القضية جاهزة للحكم فإنه لمحكمة التمييز أن تفصل مباشرة في موضوعها ،لكن
إذا لم تكن القضية جاهزة للفصل فال تحيلها إلى قاضي الموضوع إذ أن المادة 734من أصول
المحاكمات المدنية اللبناني تفرض على محكمة التمييز أن تنظر في تلك القضية كما لو كانت
محكمة استئناف وتفصل فيها من جديد في الواقع والقانون وإذا اقتضت الدعوى تحقيقا تعين األمور
التي يتناولها التحقيق وتكلف أحد مستشاريها القيام به.
وتبعا ل ما ذكر فإن محكمة التمييز بلبنان لم تتبع بقية التشريعات التي ال تتصدى محاكمها
العليا للفصل في الموضوع إال إذا كانت القضية جاهزة للفصل وإذا لم تكن القضية صالحة للحكم
74
- Art 627 du nouveau code de procédure civile français « elle peut aussi en cassant sans renvoi
mettre fin au litige lorsque les faits, tels qu’il ont été souverainement constates et appréciés par les
juges du fonds, lui permettant d’appliquer la règle de droit appropriée ».
Art 131 – 5 du code de l’organisation judicaire.
35
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
وجب عليها أن تحيلها إلى المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه لتنظر في موضوع القضية
من جديد باعتبارها محكمة موضوع مع تقيدها بالمبدأ الذي أقرته محكمة القانون ولو أن المشرع
المصري توسع بدوره في مجال نظر محكمة النقض إذ بإمكانها أن تتصدى للنظر في الموضوع
ولو كان غير صالح لنظره أي ولو كان بحاجة لالتخاذ العديد من إجراءات التحقيق والتأكيدات
الواقعية التي ال تقوم بها محكمة الموضوع بشرط أن يكون الطعن بالنقـــض للمـــــــرة الثانيـــــة،
ثم أصبحت محكمة التمييز بلبنان محكمة قانون وواقع مثل محاكم الموضوع فلم تعد ملتزمة
بوظيفة الحفاظ على صحة تطبيق القانون ووحدته باعتبارها محكمة قانون فقط بل أصبحت درجة
ثالثــــة من درجات التقاضي.
أما بالنسبة للقانون التونسي فإن مفهوم التصدي الذي جاء به تنقيح 1986وذلك من خالل
الفصل 149من م .م .م .ت أنه "إذا كان الحكم المستأنف صادرا في شأن دفع شكلي ورأت محكمة
االستئناف عدم صحة ذلك الحكم فلها أن تقتصر على نقضه وإرجاع القضية إلى محكمة الدرجة
األولى للنظر في الموضوع ،كما لها إن كان الموضوع قابال للفصل أن تبت فيه".75
وبالرجوع إلى مشروع قانون غرة سبتمبر 761986نص البنـــد الخامــــــس منـــــه على
أن اإلمكانية الجدية التي منحت لمحكمة التعقيب تخول لها التصدي في حاالت وبشروط معينة
سواء صلب الفصل 176و 191من م .م .م .ت هي في الواقع رجوع ألصلتها ضرورة أن قانون
المرافعات المدنية موضوع األمر المؤرخ في 1910/12/24وبالفصل 105منه والذي سمي دليل
المتقاضين ،خول لمحكمة التعقيب النظر في أألصل وجاء بالفقرة الثامنة من الفصل المشار إليـــه
ما يلي " :أما إذا كان موجب الحل هو كون القضية ليست من مشموالت نظر المجلس الحاكم فيها
فإن لجنة القضايا تباشر النظر في النازلة وتحيلها على المحكمة ذات النظر وتحكم اللجنة رأسا
بال إحالة على غيرها في شأن األحكام المتناقضة أو فيما كان االستئناف مقبوال خالفا للقانون في
حكم نهائي وكذلك في صورة ما إذا كان حكم المجلس المحالة إليه النازلة مضاد للحكم الصادر
في شأن الحكم المستأنف وتكرر استئناف النظر بنفس الحالة األولى".
- 75قرار تعقيبي مدني عدد 4951في 1967/04/18ويفهم من الفصل 149أه ال يجوز لمحكمة االستئناف في تلك الصورة
التصدي لألصل إال إذا كانت القضية مهيأة للحكم بموجب التحقيقات واإلجراءات التي تمت لدى المحكمة االبتدائية وتناقش فيها
الخصوم وتفريعا على ذ لك يكون قابال للنقض القرار االستئنافي الذي قضى في أصل الدعوى وثقا للفصل 149المشار إليه وذلك
بناءا على تحقيقات لم تجرى لدى قضاة الدرجة األولى ن .م .ت 1967ص.34
- 76مداوالت مجلس النواب الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 3الجمعة 29أوت 1986ص .108
36
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
وبهذا فإن محكمة التعقيب بعد تنقيح فصول مجلة المرافعات أصبحت لها وظيفة جديدة
باإلضافة إلى مراقبة حسن تطبيق القانون والحفاظ على وحدة تفسيره ،وهي التصدي للموضوع
للقضاء على التأخير الحاصل في فصل القضاء بترددها بين محكمة التعقيب ومحاكم الموضوع.
وقد أجاز المشرع لمحكمة التعقيب في تركيبتها العادية أن تتناول الموضوع وتبـــــت فيه
إذا تضمنت أحكام الفقرة الثانية من الفصل 176جديد من م .م .م .ت أنه "إذا كان الطعن للمرة
الثانية لغير السبب األول الواقع من أجله النقض ورأت المحكمة نقض الحكم المطعون فيه فإنها
تبت في الموضوع إذا كان مهيأ للفصل".
ومن خالل هذا النص فقد أجاز المشرع لمحكمة التعقيب في تركيبتها العادية أن تتناول
الموضوع وتبت فيه كلما توفرت شروط الفقرة الثانية للنص المذكور وأولها أن يكون تعهد محكمة
التعقيب قد قبلت مطلب الطعن األول شكال وموضوعا وقضت فيه بالنقض واإلحالة على محكمة
األصل وأن تكون هذه األخيرة قد بتت في الموضوع وأن يتولى أحد الطرفين الطعن من جديد أمام
محكمة التعقيب وال يهم أن يكون هناك اختالف في مركز األطراف في الطعن األول والطعن
الثاني كأن يصدر مطلب التعقيب األول عن طرف ومطلب التعقيب الثاني عــــن طــــرف آخـــر
أو أن يكون في المرتين نفس المعقب ،77وال تأثير كذلك لموقف محكمة اإلحالة على آداء محكمة
التعقيب لحقها في التصدي للنزاع سواء كان موقفها مطابقا للرأي الذي ارتكز عليه النقض
بالتعقيب أول مرة أو كان مخالفا له.
أما الشرط الثاني الذي يجب توفره إلعمال وظيفة التصدي فهو وجوب أن يكون الطعن
سس عليه مطلب التعقيب األول ،باعتبــــــار
الثاني مؤسسا على سبب جديد مخالف للسبب الذي تأ ّ
سسا على نفس السبب لكان النظر راجعا وجوبا للدوائر المجتمعة(. )78
أنه لو كان الطعن الثاني مؤ ّ
للتطرق لألصل والفصل فيه على قابليّة الحكم المطعون فيه للنقض،
ّ ويتوقف الشرط الثالث
أما بخصوص األسباب الداعية للنقض فمن فقهاء القانون من يعتبر أن محكمة التعقيب تظل مقيّدة
بأسباب النقض القانونية التي ضبطها المشرع وحصرها في الفصل 175من م.م.م.ت ،ومن ث ّمة
-77نورالدين الغزواني :الجديد في وظائف محكمة التعقيب ،أعمال ملتقى التعقيب من 4إلى 7أفريل ،1988ص.27
- 78يراجع الفصل 191من م.م.م.ت.
37
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
ّ
وشق آخر يع ّممها إلى أسباب ()79
فان األسباب الموضوعيّة ال تدخل في عداد أسباب النقض،
()80
موضوعيّة ،واقعيّة أو قانونيّة.
ويثار في هذا السياق تساؤل حول ما إذا كان النقض الذي تقرره المحكمة يجب أن يكون
كليّا ؟ أم هل أن النقض الجزئي يكفي لجواز التّصدي للموضوع والحكم في األصل ؟
يذهب األستاذ نور الدين الغزواني إلى أن الفصل 176جديد من م.م.م.ت .لم يتض ّمن إشارة
صريحة لهذا الحل أو نقيضه كما أن الئحة األسباب لم تتعرض لهذا الموضوع ،ويقر بإمكانية
()81
الرجوع للتشريع المصري السيّما وان الفصل 176من م.م.م.ت .مقتبس منه.
بالنسبة للتشريع المصري هناك إجماع بين الفقهاء على أنّه يستوي أن يكون نقض الحكم
المطعون فيه في مثل هذه الحالة بصفة جزئية أو بصفة كليّة ،وال يشترط في حالة نقض الحكم أن
يكون الموضوع صالحا للفصل فيه بأكمله بل يكفي أن يكون صالحا في جزء منه ،وهذا الجزء
تفصل فيه المحكمة وتحيل الجزء اآلخر إلى المحكمة المصدرة للحكم ،وتذهب المذكرة اإليضاحية
التي م ّهدت لمشروع المادة 269في فقرتها الرابعة مــــــن قانـــــون المرافعـــــات المصـــــري
()82
في هذا االتجاه.
وللتصدي للموضوع والحكم فيه بحكم حاسم للنزاع حسبما ورد بالفقرة الثانية من الفصل
176من م.م.م.ت .ال بدّ من إكمال الشروط السالفة البيان بشرط رابع وهو أن يكون مهيأ للفصل
ومعنى ذلك أن تكون المسائل الواقعية ال تستدعي اتخاذ أي إجراء من إجراءات التحقيق،
والمفروض كذلك أن تكون الوقائع كما أرستها محكمة األصل صحيحة وكاملة وال تحتاج إلى أية
إضافة أو تحوير ويكون موضوع النزاع مهيأ للنظر وصالحا ّ
للبت فيه.
وعلى ذلك فإنّه ال يجوز لمحكمة التعقيب القيام بأعمال تحقيق جديدة كسماع بيّنات أو إجراء
اختبارات أو التعهد بطلبات لم يسبق عرضها على محكمة األصل.
ويعتبر الموضوع غير جاهز للفصل إذا كان الحكم المطعون فيه قد تأسس على بطالن
يتطرق بالتالي إلى أصل النزاع ففي هذه
ّ إجراءات الدعوى أو على عدم االختصاص الحكمي ولم
أما فيما يتعلق باألطراف فليس في النصوص القانونية ما يمنع الطاعن من أن يطلب من
محكمة التعقيب الحكم في الموضوع من جهة األصل إذا كان يبتغي النقض ،وليس هناك ما يمنع
المعقب ضده من أن يطلب احتياطيّا الحكم باإلحالة بحا ّجة أن الموضوع غير صالح للتصدي.
وتجدر اإلشارة أن الشرط المتعلق بان يكون الموضوع مهيأ للفصل والبت فيه عند تطبيق
أحكام الفصل 191جديد من م.م.م.ت .لتنتصب الدوائر المجتمعة للتصدي للموضوع عوضـــــا
عن إحدى دوائرها في صورة اتحاد السبب بالنسبة للطعن األول والطعن الثاني ،أن يكون ملف
الدع وى جاهزا للحكم ال يحتاج مزيد بحث وتحقيق وان الوقائع التي تضمنها ال يشوبها النقــــص
أو التحريف ضرورة أن النزاع لو أحيل على محكمة اإلحالة فلن تجد فيه هامشــــا لإلضافـــــــة
أو التغيير( )83متبعة وجوبا قرار الدوائر المجتمعة.
وهل يجوز إجر اء مقارنة بين اختصاص الدوائر وهي تنظر في الموضوع طبق أحكام
الفصل 191جديد من م.م.م.ت .واختصاصها وهي تنظر في الخطأ البيّن الوارد بالفصلين 192
و 193من م.م.م.ت .؟
يذهب بعض شراح القانون إلى أن النصوص التي أحالنا إليها الفصل 193جديد في فقرته
األخيرة تتعلق إجماال بسلطات محكمة التعقيب في القرار وانه بإمكان الدوائر المجتمعة أن توفّق
- 83نبيل إسماعيل عمر ،النظرية العامة للطعن بالنقض في المواد المدنيّة والتجارية طبقا لما هو وارد في قانون المرافعات والفقه
والقضاء المصري والفرنسي( ،طبعة ،)1980ص .425 - 424
39
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
بين تصحيح الخطأ البيّن ووظيفة التصدي للنظر في موضوع النزاع والبت فيه لمـــــا يوفــــــره
من اقتصاد في الوقت والمصاريف ،وانه من غير المعقول أن يصل النزاع الدوائر المجتمعة وال
تبت فيه بصفة حاسمة ونهائية وتتنحى عن هذا الدور لمحكمة اإلحالة سواء كانت محكمـــة
()84
األصـــــل أو إحدى دوائر التعقيب.
بينما اعتبر جانب آخر من الفقه أن الطعن بالخطأ البيّن لم يخصص له قسم بالمجلة وإنما
ادرج ضمن التعقيب مما يدل على خضوعه إلجراءات التعقيب العادية وهذا الطعن االستثنائي من
قضايا محكمة التعقيب ،فهو إذا يتوفر له مصدر احتياطي متّسع وهو مجلة المرافعات المدنية
والتجارية وفي مقدّمتها اإلجراءات الواردة في باب التعقيب" وذلك بإرادة المشرع ،وما يدعّم هذا
التوجه ّ
أن من بين نصوص اإلحالة التي ذكرها الفصل 193من م.م.م.ت .هـــــو الفصــــــل 197
من المجلة المذكورة بما يفيد أن محكمة التعقيب بدوائرها المجتمعة عندما تنظر في الخطأ البيّن
تطبّق مختلف النصوص اإلج رائية بقدر ما ال يتنافى مع طبيعة نظرها ،أي أنها تجتهد في تطبيق
()85
النص الذي جاء به.
ّ اإلجراء بما يالئم طبيعة الطعن وال تتقيّد بحرفيّة
أما فقه قضاء الدوائر المجتمعة فلم يبق بمعزل عن هذا التضارب ،ففي فترة أولى تصدّت
الدوائر المجتمعة للفصل في الموضوع وبتّت بنفسها في المطاعن التي و ّجهها الطاعن النتقاد
الحكم المعقب كما لو قدّم لها أصالة وكان مهيأ للفصل إذ قضت في قرارها عدد 6الصادر في
()86
"بقبول مطلب تصحيح الخطأ البيّن شكال واصال وإبطال القرار التعقيبي عدد 1988/06/02
18373الصادر في 29جويلية الموصوم بالخطأ البيّن وتبعا لذلك قبول مطلب التعقيب عدد
18373شكال واصال مع النقض بدون إحالة" ،مع اإلشارة وان االدعاء العام كان في نفس اتجاه
الدوائر المجتمعة بالسماح لها بالنظر في النزاع والتصدي له نقضا أو إبراما ولو أن القرار خالف
طلبه الرامي للنقض واإلحالة.
وتأكد نفس االتجاه في قرارها عدد 10الصادر بذات تاريخ القرار المومأ إليه ورغم أن قلم
االدعاء العام قد طلب قبول مطلب التصحيح شكال ورفضه أصال إال أن محكمة التعقيب بدوائرها
ال مجتمعة قبلت مطلب التصحيح شكال واصال لوجاهته وأبطلت على ضوء ذلك القرار التعقيبي
()84
نور الدين الغزواني الجديد في وظائف محكمة التعقيب أعمال ملتقى التعـقيب من 4إلى 7أفريل 1988ص 49و.50
- 85عبد هللا هاللي ،تعليق على قرار عدد 29مؤرخ في ،1991/11/19م.ق.ت ،.جويلية ،1997ص 228و.229
- 86قرار عدد 6مؤرخ في ،1988/06/02قرارات الدوائر المجتمعة( ،1992/1961 ،طبعة ،)1996ص .144
40
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
الموصوم بالخطأ البيّن ،ث ّم قبلت مطلب التعقيب شكال ورفضته أصال الن "الحكم المنتقد قد انبنى
صلت إليها
على مستندات صحيحة واقعا وقانونا ضرورة أن مناقشة الطاعنة للنتيجة التي تو ّ
(. )87
المحكمة وأسانيدها هي مناقشة موضوعيّة يتجه ردّها"
واستمرت الدوائر المجتمعة على موقفها بقرارها عدد 14الصادر بتـاريخ ،1988/07/01
ورغم أنها أبطلت القرار المنتقد لتوفر الحالة الثالثة من حاالت الخطأ البيّن والمتمثلة في سبق
ّ
للبت فيها من جديد بتركيبة أخرى كما لم مشاركة أحد القضاة في الخصومة ،فلم ترجع القضيّة
ترجعها لدائرة أخرى ،بل تعهدت هي باألمر وبتت فيه بنفسها بعد أن تصدّت لموضوع النزاع
وبحثت في الخالف المطروح حول أهلية الرئيس المدير العام للشركة إلبرام الوعد بالبيع في
العقار موضوع التداعي في حق الشركة لفائدة المعقب بدون مصادقتها ،أو أن ذلك الوعد ال يصح
إال بموافقة مجلس إدارتها .وكان موقفها متماشيا مع طلبات االدعاء العام في قبول مطلب التعقيب
األصلي شكال ورفضه أصال الن القرار التعقيبي الموصوم بالخطأ البيّن وجيه من الناحية
()88
الموضوعية.
ومن خالل هذه القرارات المنعزلة طبّقت الدوائر المجتمعة الفصل 176جديد من م.م.م.ت.
في فقرته الثانية دون أن تستأنس بأحكام الفصل 197من نفس المجلة والذي تقضي أحكامــــــــه
أنه "تنطبق قواعد اإلجراءات المبيّنة بهذا القانون على قضايا محكمة التعقيب فيما ال يتخالف مع
أحكام هذا الباب وبقدر ما ال يتنافى مع طبيعة نظرها" ،وعلى ذلك فانه على محكمة التعقيب سواء
كانت منتصبة للقضاء بإحدى دوائرها أو بدوائرها المجتمعة أن تجتهد في تطبيق نصوص اإلحالة
بما يتالءم وطبيعة الطعن وال تتقيد بحرفيّة النصّ ،
وان الفصل 197المشار إليه قد وقعت اإلحالة
إليه صراحة من ضمن فصول اإلحالة المشار إليها صلب الفصل 193جديد من م.م.م.ت .ومن ثم
فهو يطبّق ويظل قائما حتى في الصورة الخاصة أي أمام طعن استثنائي متمثل في تصحيح خطأ
بيّن لقرار دائرة تعقيبيّة.
وهو ما ذهب إليه فقه قضاء الدوائر المجتمعة في القرارات الالحقة ،فبعد أن أشار القرار
إلى الفصول 176و 177و 178و 192و 193من م.م.م.ت ،أعتبر انه يؤخذ من أحكامها أن نظر
ّ
البت في الغلط الواضح وجودا أو عدما وليس لها أن تتجاوز ذلك الدوائر المجتمعة "ينحصر في
- 87قرار عدد 10صادر بتاريخ ،1988/06/02قرارات الدوائر المجتمعة( ،1992/1961 ،طبعة ،)1996ص .477
- 88قرار عدد 14في ،1988/07/01قرارات الدوائر المجتمعة ( ،1992/1961طبعة )1996ص.466
41
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
إلى النظر في أسباب الطعن التي كان الطاعن قد وجهها النتقاد الحكم المعقب ولو في صورة قبول
المطلب إذ عليها في هذه الحالة أن تكتفي بتصحيح الخطأ وإلغاء القرار المطعون فيه وإرجاع ملف
()89
القضيّة إلى الدائرة التي أصدرت ذلك القرار لتواصل النظر في األصل".
وتأسيسا على ما تقدّم فإنّه يؤخذ من أحكام الفقرة األخيرة من الفصل 193من م.م.م.ت.
والتي جاء فيها أن الدوائر المجتمعة تبت في صورة تصحيح خطأ بيّن طبق أحكام الفصول 176
المشرع حدّد المجال وضبط النطاق التي تدور في فلكه أعمال وقرارات
ّ و 177و 178و ،197أن
الدوائر المجتمعة متى تع ّهدت بالنظر في تصحيح خطأ بيّن حاصل في قرار إحدى دوائرها فليس
لها تجاوز ذلك النطاق والخروج في قضائها عن الحدود المرسومة لها بمقتضى النصوص الواردة
حصرا بحكم النص المشار إليه.
وعلى هذا األساس فإنّها ال تملك أهليّة النّظر في األصل وليس لها التّصدّي للموضـــــوع
مدعوة الحترامه في إطار األحكام الوارد بها الفصل
ّ مخول لها وهي ولو كان مهيّأ للفصل ّ
الن ذلك ّ
191من نفس المجلة ،وهي أحكام ال تعنيها وال تنطبق عليها عندما تت ّم دعوتها فتلتئــــم للنظـــر
في تصحيح خطأ بيّن إذ ّ
أن موضوع النظر يختلف في األمرين.
- )89قرار عدد 133بتاريخ ،2000/03/23قرارات الدوائر المجتمعة( ،2000/1999 ،طبعة )2001ص .149
- 90قرار عدد 156في ( ،2001/01/18غير منشور).
قرار عدد 153في ( ،2001/04/26غير منشور).
42
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
فالدوائر المجتمعة في إطار أحكام الفصل 191من م.م.م.ت .تنتصب لفصل النزاع القانوني
ولحسم مسألة قانونية متعلّقة باألصل نتيجة الطعن للمرة الثانية ولنفس السبب القانوني ،بينما
ينحصر نظرها عند تصحيح خطأ بيّن في تقويم االعوجاج أو الخـــطأ وال تتصـــــدّى للنظــــــر
في موضوع الخصومة وليس األمر معروض عليها بل إنها تتولى النظر في شأن ذو صبغة
()91
إجرائية محضة ،وهو ما أكدته بجالء في قرارها عدد 167الصادر بتاريخ .2002/02/28
واعتبرت أن "نظر الدوائر المجتمعة مقصور على الحاالت الواردة حصــــرا بالفصــــــــل 192
البت في أسباب الطعن المو ّجهة للحكم المعقب ضرورة ّ
أن الطعن ّ من م.م.م.ت .وال يمكن لها
سع فيها هذا من جهة ومن جهة أخرى ّ
فإن الدوائر بالخطأ البيّن وسيلة استثنائية ال يجوز التو ّ
المجتمعة ال تنظر في هذا النوع من المطاعن (المطاعن الموجهة للحكم المعقب) إالّ إذا كان
الطعن للمرة الثانية ولنفس السبب القانوني وبمناسبة تعهدّها بالمطلب على هذا األساس ال على
أساس الخطأ البيّن".
كما يزداد هذا المفهوم تأكدا وتبرز أسباب ترجيحه بالرجوع إلى أحكام الفصل 176جديد
من م.م.م.ت .المنطبق على إجراءات النظر في تصحيح الخطأ البيّن ،فإنّها لم ّ
تخول الدوائر
ّ
البت في الموضوع إال متى كان الطعن للمرة الثانية لغير السبب األول الواقع المجتمعة صالحية
من اجله النقض واتجه الرأي للنقض وكان الموضوع مهيأ للفصل وهي شروط غير متوفرة في
طعن استثنائي لتصحيح قرار شابه غلط واضح ال يختلف اثنان في ثبوته بحيــــــث يصــــــادق
91
-قرار عدد 167مؤرخ في ( ،2002/02/28غير منشور).
قرار عدد 165مؤرخ في ( ،2002/02/28غير منشور).
92
-محمد المنصف السباولجي ،ملحوظات االدعاء العام حول القرار عدد ( ،167غير منشور).
43
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
على وجوده ويقتنع بقيامه كل من يتأمل القرار الموصوم به لشدّة وضوحه وجالء صورته ،مردّه
النص أو في الشخص.
ّ الخطأ في عناصره الواقعيّة أو في
وعلى فرض أن الدائرة التعقيبية المطعون في قرارها تجاوزت المرحلة الشكليّة بتعاطي
صا قانونيّا سبق نسخه أو تنقيحه بما صيّره
النظر في األصل ووقعت في غلط واضح باعتمادها ن ّ
غير منطبق ،أو أن يشارك في القرار الموصوم بالخطأ من سبق منه النظر في الخصومةّ ،
فإن
موضوع النزاع تعاطاه القرار االستئنافي وتصدّت لموضوع الطعن الدائرة التعقيبية المؤهلة للبت
كرسته محكمة القانون بجالء ووضوح في قرارها عدد 155
في هذا النوع من الطعون ،وهو ما ّ
الصادر بتاريخ ،2001/02/22وفيه طعن المعقب ضده بالخطأ البيّن استنادا ألحكام الفصل 192
ثالثا من م.م.م.ت .كما أثار مطاعن أخرى تستهدف النظر في األصل ،وبيّنت الدوائر المجتمعة
توفر حالة الخطأ البيّن لسبق مشاركة أحد أعضاء الهيئة الحاكمة التي أصدرت القرار التعقيبي
المنتقد المتعلق بنفس النزاع ونفس األطراف وقضت بوجوب تدارك الغلط البيّن باإلصالح ،وألغت
القرار المطعون فيه وأحالت ملف القضيّة على السيد الرئيس األول لإلذن بإعادة نشرها أمام إحدى
الدوائر.
ّ
والبت فيه بيّنت الدوائر المجتمعة نظرها االستثنائي أما فيما يتعلق بالنظر في أصل النزاع
عند تصحيح خطأ بيّن وأفصحت عن رفضها النظر في األصل صراحة إذ اعتبرت أنه "وحيث
استقر قضاء الدوائر المجتمعة أن مجال نظرها يكون مقصورا على الحاالت الواردة حصرا
بالفصل 192من م.م.م.ت .وال يمكن لها البت في أصل الموضوع وال في أسباب الطعن المو ّجهة
النتقاد الحكم المعقب إذ ال عالقة لتحريف الوقائع وخرق الفصل 237من م.م.م.ت .بالخطأ البيّن
ضرورة أن الطعن بالخطأ البيّن وسيلة استثنائية ال تتح ّمل التأويل الواسع وبالتالي ليس للدوائر
المجتمعة النظر في األصل أو التّصدّي للموضوع ولو كان مهيّأ للفصل حتّى وإن كانت الدّائرة
()93
التعقيبية قد تعاطت النظر في األصل" .
وصفوة القول أنّه ليس من اختصاص الدوائر المجتمعة وهي تتعاطى النظر في تصحيح
خطأ بيّن استبانت لها وجاهته أن تتجاوز ذلك إلى أصل الموضوع فتتصدّى وتتولّى الحسم فيما
تعلّق به من نزاع ،ألنها غير مؤهلّة لذلك بحكم النص الموجد لها والمحدّد الختصاصها القائــــــم
44
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
في جوهره على وجه االستثناء من القاعدة األصولية المقررة للمبدأ العام حول عدم قابلية القرارات
التعقيبية للمراجعة فضال عن الطعون إذ ال تعقيب على تعقيب.
يحيل الفصل 193جديد من م.م.م.ت .من بين الفصول التي أحال إليها الفص 177من
م.م.م.ت .ويتعلق بسلط ة إحدى دوائر محكمة التعقيب عند نظرها في موضوع طعن أقر لها
المشرع إمكانية نقض وإبطال القرار المطعون فيه دون إحالة إذا استبانت لها وجاهة الطعن(أ) ،أو
ّ
أن تقتصر على التصريح بحذف الجزء المنقوض من منطوق الحكم بدون إحالة(ب).
يخول الفصل 177من م.م.م.ت .لمحكمة التعقيب أن تكتفي بالتصريح بحذف الجزء
ّ
المنقوض من منطوق الحكم دون إحالة ولتتمكن الدائرة التعقيبية من تطبيق هذه الفرضيـــــــة البدّ
من توفر جملة من الشروط ّأولها أن تقبل الدائرة مطلب التعقيب شكال وموضوعا حسب الفصول
المتعلقة بأسباب الطعن بالتعقيب وبإجراءاته.
وبديهي أن يقبل الحكم النهائي التجزئة بان يكون الحكم أو القرار مشتمال على أكثر من
جزء بحيث يستقيم حكم محاكم الموضوع إذا ما قررت محكمة التعقيب نقض جزء من منطوقه أي
أن يكون قرار النقض الجزئي كافيا وصحيحا بما يغني عن إعادة النظر وال ضرورة من إعادة
التطرق للموضوع أو إحالته على المحكمة المطعون في حكمها وهي أحكام تخرج عن مناط
تصحيح الغلط الواضح الذي تسرب لقرار إحدى الدوائر ثم إن نصوص اإلحالة ال يجب أن تؤخذ
بحرفيّتها بل البد من تطبيق تلك النصوص بما يتالءم وطبيعة هذا الطعن االستثنائي جدا وبقدر
ما ال يتنافى مع طبيعة نظر الدوائر المجتمعة طبق ما جاء بالفصل 197م.م.م.ت .أما إذا عدنا
للقانون الفرنسي الذي عمل فقه قضائه على إرسا ء تصحيح األخطاء المادية اإلجرائية التي
تؤثّر في القرار التعقيبي ّ
فإن لمحكمة التعقيب الفرنسية سلطة كبرى في معاينة الخطأ اإلجرائي
.)la matérialité ( de l’erreur من عدمه وتنظر الدائرة لزوما في الوقائـع لتقـدير ماديّة الخـطأ
فإذا رفض مطلب تصحيح القرار أو كان غير مؤسّس ،تحافظ الد ّائرة على القرار األولى سواء
األولي
ت ّم بالرفض شكال أو أصال أو بالنقض ،أ ّما إذا قبل المطلب وكان جديّا ،يلغى القرار ّ
46
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
ّ
البت فيه مباشرة .ومن ث ّم تنظر محكمة التعقيب ويمكن إحالة الملف لدائرة أخرى أو يقع
تتعرض لها نتيجة الخطأ
ّ الفرنسية في المطعن من جديد وتعاين المستندات ووسائل الدفاع التي لم
اإلجرائي الذّي وقعت فيه ،مع المالحظة وأنّه ال يمكن تقديم وسائل دفاع جديدة.
ويمكن لمحكمة التعقيب أن تعدل عن قرارها( )98وتنقض القرار بعد الرفض شكال أو أصال،
أو أن ترفض مطلب التعقيب أصال بعد النقض ،فهذه المراجعة لموضوع الطعن عند تصحيح
جذريا مع إصالح األخطاء الماديّة التي ال تؤثر على ما اتّصل به القضاء في
ّ القرار تتعارض
القرار.
98
- C.IV. 2 e, 08/03/1995, req. N° 94-19.869, arrêt cité dans droit et pratique de la procédure
civile, Dalloz Action, 1998, n° 5673, p. 1069.
47
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
في هذا النوع من المطاعن"( )99ولو كان الموضوع مهيأ للفصل "حتى وإن كانت الدائرة التعقيبية
()100
قد تعاطت النظر في األصل"
وإن نفوذ الدوائر المجتمعة وسلطتها للتصدي للموضوع والحكم في األصل يكمن ضمن
يخول لها صالحية البت في الموضوع إال متى كان
أحكام الفصل 191جديد من م.م.م.ت .الذي لم ّ
الطعن للمرة الثانية الواقع من اجله النقض واتجه الرأي للنقض وكان الموضوع مهيّأ للفصل وهي
شروط ال تتوفر وال تنطبق عليها عندما تتم دعوتها وتلتئم للنظر في تصحيح خطأ بيّن.
فهل ّ
أن بقيّة الفصول التي وقعت اإلحالة إليها والمتعلقة بإرجاع القضيّة إلى محكمة األصل
الواردة صلب أحكام الفقرة األولى من الفصل 176من م.م.م.ت ،أو إرجاعها إلى المحكمة التي
نقض حكمها لتعيد النظر فيها طبق ما ورد بالفصل 178من م.م.م.ت ،تنسحب وتتماشى وطبيعة
الطعن بالخطأ البيّن وإجراءاته وصوره المضبوطة حصرا ؟ أم ّ
أن خصوصيّة هذا النظر القضائي
الجديد تحول دون ذلك ؟
تأخذ أحكام التعقيب شكل األحكام وتخضع لقواعد صدورها وفق الفصل 123من م.م.م.ت،
ويجب تسبيبها حتّى في صورة رفض ّ
الطعن ،وعلى محكمة التعقيب أن تتحقق من تلقاء نفسها من
ص ّحة ّ
الطعن المرفوع أمامها ومن توفّر جميع الشروط لسالمته من الناحية القانونية ،وعلى ضوء
ذلك تصدر حكمها إ ّما لصالح المطعون ضدّه عند تخلّف الشروط أو لصالح ّ
الطاعن إن تحققت تلك
الشروط.
وتكون قراراتها إ ّما بالرفض شكال في صورة بطالن عريضة ّ
الطعن أو عدم توفّر
المصلحة أو عدم قابليّة الحكم للطعن أو بسبب قبول الطاعن للحكم المطعون فيه أو فوات اجل
الطعن أما إذا نظرت لموضوع الطعن واستبانت لها وجاهة الحكم وخلّوه من العيوب التي بني
عليها الطعن فإنّها تحكم برفض ّ
الطعن أصال ،وإذا وجدت ّ
أن الحكم المطعون فيه موافق للقانون
في حين ّ
أن أسبابه القانونية معيبة فلها أن تص ّحح أسباب الحكم وتستكمل ما وقع فيها من قصور أو
خطأ أو تستبدلها.
ومن آثار النقّض كذلك أنّه ال ينشىء خصومة جديدة بل يلغي الحكم المنقوض ليتابع السير
في الخصومة أمام محكمة اإلحالة بعد تعجيلها م ّمن يه ّمه األمر من الخصوم الذي يقوم باستدعاء
خصمه أمام محكمة اإلحالة .وأساس هذه اإلحالة ّ
أن وظيفة محكمة التعقيب هي الرقابة القانونية
ّ
والبت في الموضوع ،فإذا نقض الحكم المطعون فيه عادت القضيّـــــــــة على األحكام ال الفصل
إلى الحالة التي كانت عليها قبل صدور الحكم أمام المحكمة التي أصدرته لتنظر الدعوى من جديد
بتركيبة أخرى ،أو أن تحيل القضية على محكمة أخرى متساوية الدرجة إن رأت ضرورة لذلك
تطبيقا ألحكام الفصلين 176جديد في فقرته األولى و 178من م.م.م.ت.
فهل ّ
أن اإلحالة التي جاء بها الفصل 193جديد في فقرته األخيرة إلى األحكام المشار إليها
تنطبق وتنسحب آليا على الدائرة التعقيبة المطعون في قرارها ؟ أم ّ
أن خصوصيّة الطعن بالخطأ
البيّن .واستثنائية ما ورد به من أحكام تحول دون تطبيق نصوص اإلحالة بحرفيّتها ؟
وما هو الموقف الذي اتّخذه وكرسه فقه قضاء الدوائر المجتمعة ؟ (الفقرة األولى) وهل
أجاب المشرع عن كل اإلشكاليات التي يمكن أن تثار في التطبيق القضائي بمناسبة تدارك األغالط
الواضحة المتسربة لقرارات محكمة التعقيب ؟(الفقرة الثانية)
ّ
إن حرفيّة الفصل 176في فقرته األولى من م.م.م.ت .يؤدّي إلى تنظير محكمة التعقيب
البت في طعن ّأول فإنّها "ترجع القضيّة
قررت النقض عند ّ
بدوائرها المجتمعة بإحدى الدّوائر ،فإذا ّ
- 101أحمد الجندوبي وحسين بن سليمة ،أصول المرافعات المدنية والتجارية ،تونس شركة أوربيس للطباعة( ،الطبعة األولى)
،2001ص 413و.414
49
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
إلى محكمة األصل إلعادة النّظر فيما تسلّط عليه ال ّ
طعن » بهيئة أخرى ،أما أحكام الفصل 178
م.م.م.ت .فقد ورد بها ّ
أن الدائرة التعقيبيّة ترجع القضيّة إلى المحكمة التي نقض حكمها".
ويعتبر السيد التيجاني عبيد أن عبارة "نقض الحكم" الواردة بالفصــــل 178من م.م.م.ت.
صة ّ
وأن ال تنطبق إجرائيا ومنطقيّا على الدائرة التعقيبيّة المطعون في قرارها بالخطأ البيّن خا ّ
« هذه اآللية اإلجرائية ليست درجة من درجات التقاضي وإنّما هي إصالح من نفس المحكمة
()103
لقرارها عن طريق هيئة أعلى من الهيئة التي وقعت في الخطأ البيّن".
ومما ذكر ّ
فإن تطبيق الفصلين 176و 178من م.م.م.ت ،في هذا اإلطار ال يجب أن يأخذ
بحرفيّتهما ّ
الن ذلك يتضارب وطبيعة هذا الطعن .فإذا قبلت الدّوائر المجتمعة مطلب التصحيح
تقرر إبطال القرار الموصوم بالخطأ وإرجاع القضيّة للدائرة التي أصدرت القرار
شكال واصال ّ
وهو ما انتهجته في بعض قراراتها دون لزوم إلحالة القضيّة على دائرة ثانية أو نفس الدائرة
بتركيبة مغايرة ،فلقد جاء بالحيثيّة األخيرة من القرار الصادر تحت عدد 138بتاريخ
2000/02/17أن "القرار محل الطعن قد غفل عن التثبّت من أوراق الملف وأقـــام قضـــــاءه
على ما يخالف الثابت منها وبذلك ّ
فإن الطعن فيه بالخطأ البيّن يكون له ما يسنده واقعا وقانونا
فاستوجب النقض ضمانا لحقوق كل األطراف وتأمينا لحسن سالمة تطبيق القانون" وقررت على
ضوء ذلك تصحيح الخطأ البين شكال واصال ونقض القرار المطعون فيه وإرجاع القضية لنفس
إال إذا كان الخطأ المقبول هو مشاركة أعضاء الدائرة ()104
الدائرة لمواصلة النظر في موضوعها،
مفر منه.
في أخذ القرار المطعون فيه فتغيير تركيبة دائرة اإلحالة ال ّ
وقد دلّت عديد القرارات على هذا التوجه أبطلت فيها الدوائر المجتمعة القرار التعقيبي
()106
وم ّما دعّم هذا الموصوم بالخطأ البيّن وأرجعت القضية إلحدى الدوائر لمواصلة النظر فيها،
كرسه فقه القضاء في القرارات األخيرة منها القرار عدد 167الصادر بتاريخ
التمشي ما ّ
2002/02/28قبلت فيه الدوائر المجتمعة مطلب التصحيح شكال واصال وقررت إحالة ملف
القضية على السيد الرئيس األول لإلذن بإعادة نشرها أمام إحدى الدوائر(. )107
وقد د ّل التعليل المتقدم بيانه أن فقه القضاء حاول تطبيق النصوص المنظمة للطعن بالتعقيب
بما يتالءم وخصوصية الطعن بالخطأ البين إذ ال يجوز ولوجه إال في حاالت محدّدة بينها الشارع
بيان حصر ال يمكن تخطيها وال تجاوز عتبة حدودها ،ضرورة انه يمكن سحب أحكام محكمة
التعقيب بما يتالءم وطبيعة هذا الطعن وبقدر ما ال يتنافى مع طبيعة نظر الدوائر المجتمعة في هذا
المجال عمال بأحكام الفصل 197من م.م.م.ت.
ولكن االشكاليات ال تتولد من النصوص الغامضة والتي تعوزها الدّقة والوضوح ،بل تنشأ
كذلك من سكوت التشريع الذي ال يمكنه اإللمام بك ّل المسائل عمال بالقاعـــــــــدة األصوليّـــــة ّ
أن
ما ال يتناهى ال يمكن حصره بما يتناهى.
صورة األخيرة قام المحكوم لصالحه في النّزاع بعرض القضيّة من جديد أمام محكمة
وفي ال ّ
اإلحالة وتع ّهدت هذه األخيرة بالملف ،وفي ّ
خط متواز ظهر لخصمه أن القرار التعقيبي القاضي
المدعوة
ّ وتساءل األستاذ نورالدين الغزواني في هذا اإلطار عن الهيئة القضائيّة
بالتخلّي( ،)110هل من واجب محكمة اإلحالة أن تتخلّى عن النظر في الخصومة وترجئ النّظر فيها
حتّى تفرغ الدوائر المجتمعة من البحث في وجود الغلط الواضح في القرار التّعقيبي من عدمـــــه،
أن العكس هو المتّجه؟
أم هل ّ
ّ
المنظمة للطعن بالخطأ البيّن حالّ لهذه الوضعيّة التي يمكن حصولها لم يرد ضمن الفصول
وبالرجوع لقاعدة سابقيّة النشر الواردة أحكامها صلب الفصل 15من م.م.م.ت ،الذي
ّ في التّطبيق،
أن " :التمسك بالمبطالت المنصوص عليها بالفقرة الثانية من الفصل 14والقيام بطلبينص ّ
ّ
التخلّي عن النظر في النّازلة بدعوى سابقيّة نشرها بمحكمة أخرى أو بدعوى ارتباطها بنازلة
أخرى يجب أن يكون دفعة واحدة وقبل كل جواب في األصل وطلب إدخال من شأنه أن يرجع
عليه بالدّرك أو الضّمان في النّازلة يجب أن يقع قبل تعيين القضيّة لجلسة المرافعة" ،يتضّح ّ
أن هذه
القاعدة يتعذّر العمل بها باعتبار أن الشروط المنصوص عليها بالفصل المشار إليه ال تنسحــــــب
وال تتوفّر في صورة الحال.
فطلب التخلّي عن النظر الذي يقدّمه من له مصلحة في ذلك بدعوى سابقيّة النّشر يفترض
سبب بين الطعن اتّحاد الخصومة في السبّب والموضوع واألطراف ،والحال ّ
أن هناك اختالفا في ال ّ
110
-نورالدين الغزواني ،الجديد في وظائف محكمة التعقيب ،أعمال ملتقى التعقيب من 4إلى 7أفريل ،1988ص .51
53
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
المؤّ سس على خطأ بيّن وبين تع ّهد محكمة اإلحالة بالموضوع من جديد ،باإلضافة إلى ّ
أن هذا الدّفع
ال يسري وال يكون نافذا إالّ إذا قدّم قبل ك ّل جواب في األصل وهو شرط غير متوفّر كذلك السيّما
مر بكافّة مراحل التقاضي
أن النّزاع ّ
وأن الخصوم قد قدّموا أسانيدهم وأدلوا بأجوبتهم باعتبار ّ
ّ
ابتدائيا واستئنافيا وتعقيبيّا وتجاوزت محكمة التعقيب المرحلة الشكليّـــة وتعاطــــــت النّظــــــــر
في الخصومة.
ومهما يكن من أمر فإنه من األسلم أمام هذه الوضعيّة أن تتعاطى الدّوائر المجتمعة النّظر
يتسرب لقرار
ّ في تصحيح خطأ بيّن لتحقيق غاية المشرع من تدارك الخطأ الواضح الذي يمكن أن
أن القرار المطعون فيه سليم ال يحمل في طيّاته خطأ بيّناّ ،
فإن محكمة إحدى الدوائر فإذا اتضح ّ
األصل المحالة عليها القضيّة تواصل نظرها في النّزاع.
54
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
الخاتمــــــــــــــــــــــــــــة
إن إجراءات تصحيح الخطأ البيّن يمكن اعتباراها إجراءات استثنائية بكونها
تخضع لشروط محددة حددها الفصل 192و 193من م م م ت وهي أن يكون القرار
المنتقد قد بني على خطأ مادي أو غلط واضح أو اعتمد في حكمه على نص قانوني وقع
نسخه بشرط أن يتم تقديم مطلب التصحيح إلى كتابة محكمة التعقيب في أجل ال يتجاوز
ثالثة أشهر من تاريخ صدور القرار الموسوم بالخطأ البيّن.
إن أهميه موضوع الخطأ البيّن تكمن في الدور الهام الذي تقوم به الدوائر
المجتمعة في محكمة التعقيب من حيث التصدي للموضوع والحكم في األصل سواء كان
ذلك بصفة مباشرة أو بصفة جزئية.
إال أنه ما يمكن مالحظته في نهاية هذا الموضوع هو أن أجل ثالثة أشهر للقيام
بمطلب في تصحيح خطأ بيّن هو أجل قصير وجب مراجعته والمطالبة بالتمديد فيه
للحفاظ أكثر على مصالح المتقاضي المتضرر من قرار صادر عن إحدى دوائر محكمة
التعقيب.
55
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
المراجـــــــــــــــــــــــــــــع
مراجع باللغة العربية:
* مداوالت مجلس النواب – الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 3بتاريخ .1986/08/29
* مجلة المرافعات المدنية والتجارية.
* مجلة القضاء والتشريع .2001 – 2000
-التجياني عبيد :إجراءات الطعن بالخطأ البيّن – مجلة القضاء والتشريع.
-حافظ بوعصيدة :تصحيح الخطأ البيّن ،م .ق .ت – طبعة .2001
-نورالدين الغزواني :الجديد فـــي وظائـــف محكمـــة التعقيـــب ،أعمـــــال ملتقــــى التعقيـــب
في 7أفريل .1988
-إبراهيم العسكري :قضاء الدوائر المجتمعة بمحكمة التعقيب ملتقى من 4إلى 7أفريل .1988
* أنور طلبة :موسوعة المرافعات المدنية والتجارية ،الجزء الخامس – 1995دار النشر
باإلسكندرية ص.1050 .
* مجموعة قرارات الدوائر المجتمعة ،1992-1961طبعة .1996
* مجموعة قرارات الدوائر المجتمعة ،1998-1997طبعة .2000
* عمر اليحياوي :الخطأ البيّن ومحكمة التعقيب – رسالة تخرج من المعهد األعلى للقضاء .1993
* أحمد الجندوبي وحسن بن سليمة :أصول المرافعات المدنية والتجارية – طبعة ،2001تونس
شركة أوربيس للطباعة.
56
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
* محمد سيد عمر اليحياوي :الطعن في األحكام القضائية – مصر شركة الجالل للطباعة طبعة
.2001
* محمد المنصف السباولجي :الخطأ البيّن في المادة الجزائية ،مجلة القضاء والتسريع – طبعة
ماي .2004
* مجموعة قرارات الدوائر المجتمعة .2000 – 1999
* عبد هللا الهاللي :تعليق على قرار عدد 29مؤرخ في 1991/11/19مجلة القضاء والتشريع
(طبعة جويلية )1997
* مجموعة قرارات الدوائر المجتمعة ،2000 – 1999طبعة .2001
* محمد الطاهر الحمدي :العمل القضائي والعمل الوالئي ،مجلــــة القضـــــاء والتشريـــــع
(طبعة مارس .)1998
* قرار استئنافي مدني :صادر عن المحكمة االبتدائية بسوسة عدد 1431جوان 1959مجلة
القضاء والتشريع – فيفري .1960
57
البيّـــــــــــــــــــــن الخطــــــــــــــــــأ
------------------------------------------------------------------------------
58
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
المخطــــــــــــــــــــــــــــــط
1 المقدمـــــــــــــــــــة............................................................................................
5 التصحيـــــــح........................................................... : الجزء األول :إجــــــراءات
5 المبحث األول :إجراءات نشر قضية التصحيح.................................................... :
5 الفقرة األولى :اإلجراءات المكرسة تشريعيا........................................................ :
5 أ -اإلجراءات المتعلقة بالعريضة.......................................................................... :
6 /Iالتنصيصات الوجوبية لمطلب المراجعة......................................................... :
7 /IIأجــــــــل الطعـــــن........................................................................................ :
9 ب -اإلجراءات المتعلقة بأطراف الخصومة........................................................ :
9 /Iالصفـــــــــة واألهليـــــة.................................................................................. :
13 / IIالمصلحة في القيام........................................................................................ :
14 الفقرة الثانية :فقه قضاء الدوائر المجتمعة واإلجراءات المسكوت عنها..............
15 أ -إخضاع مطلب التصحيح إلجراءات التعقيب العادية........................................ :
19 ب -تحرر فقه القضاء من تطبيق اإلجراءات العادية للتعقيب على الخطأ البين.. :
21 المبحث الثاني :تعهد ونظر الدوائر المجتمعة بالتصحيح..................................... :
22 الفقرة األولى :صالحيات الرئيس األول لمحكمة التعقيب................................... :
22 أ -القرارات المتخذة من قبل الرئيس األول لمحكمة التعقيب............................... :
24 ب -الطبيعة القانونية لمطلب التصحيح ولقرار الرئيس األول لمحكمة التعقيب... :
24 /Iالطبيعة القانونية لمطلب التصحيح.................................................................. :
25 /IIالطبيعة القانونية لقرار الرئيس األول لمحكمة التعقيب............................... :
27 الفقرة الثانية :مراقبة توفر شروط التصحيح من قبل الدوائر المجتمعة...............:
28 أ -مراقبة الشروط الشكلية...................................................................................... :
29 ب -القرار القاضي بحذف الجزء المنقوض دون إحالة ....................................... :
30 الجزء الثاني :سلطات الدوائر المجتمعة في التصحيح......................................... :
31 المبحث األول :تصدي الدوائر المجتمعة للموضوع والحكم في األصل.............. :
32 الفقرة األولى :البت المباشر في األصل............................................................... :
32 أ -مفهوم التصدي................................................................................................. :
38 ب -موقف الدوائر المجتمعة من تناول أصل النّزاع والتصدي له ............................. :
43 البت الجزئي في األصل............................................................. : الـفقرة الثانيةّ :
43 أ -القرار القاضي بالنقض دون إحالة................................................................... :
59
الخطــــــــــــــــــأ البيّـــــــــــــــــــــن
------------------------------------------------------------------------------
44 ب -القرار القاضي بحذف الجزء المنقوض دون إحالة ....................................... :
46 التعقيبيّة............. : المبحث الثاني :الدوائر المجتمعة واإلحالة على إحدى الدوائر
48 الفــقرة األولى :القرار القاضي باإلحالة............................................................... :
51 الفقرة الثانية :فرضيّة تنازع االختصاص........................................................... :
54 الخاتمة................................................................................................................. :
55 المراجـــــــــــــــع.....................................................................................................
60