Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 36

‫كهٍت انقاوىن وانعهىو انسٍاسٍت – جامعت دٌاىل‬

‫رلهت انعهىو انقاوىوٍت وانسٍاسٍت‬ 0202 – ‫ادلؤمتر االفرتاضً انعهمً انذويل األول‬

‫دور ادلبادئ انعامت نهقاوىن يف ضبط فكرة انىظاو انعاو‬


‫دراست تطبٍقٍت عهى جائحت كىرووا‬
The role of general principles of law in controlling the idea
of public order :An applied study on the Corona pandemic

.‫ جائحت كىرووا‬،‫ انىظاو انعاو‬،‫ ادلبادئ انعامت‬:‫انكهمت ادلفتاحٍت‬

Keywords: General principles, public order, the Corona pandemic

‫ زلمذ عبذ اجلهٍم عبذ انقىي غازي ادلر‬.‫د‬


‫باحث قاوىوً مبصهحت اجلمارك ادلصرٌت‬
Dr. Mohammed Abdul jaleel Abdul Qawi Ghazi Al Mur
Legal Researcher at Egyptian Customs office
E-mail: elmorm642@gmail.com

College of Law and Political Science - University of Diyala


Journal of Juridical and Political Science The first international virtual scientific conference2020
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫‪330‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫مهخص انبحث‬
‫‪Abstract‬‬
‫يف ظل انتشار جائحة كوروان منذ هناية العام ادلاضي وحىت األن‪ ،‬قامت العديد من الدول‬
‫ابزباذ عدد من القرارات والقيود الصارمة للحد من انتشار ىذا الفَتوس القاتل‪ ،‬سريع‬
‫االنتشار‪ ،‬وسهل العدوى؛ فتم إعالن حالة الطوارئ‪ ،‬وتعليق شلارسة ادلواطنُت لعدد من احلرايت‬
‫األساسية‪ ،‬مثل حرية التنقل‪ ،‬وتقييد االجتماعات العامة واخلاصة‪ ،‬وتعليق العمل ابحملاكم‪ ،‬وغلق‬
‫دور العبادة‪ ،‬وشلا يزيد من خطورة ىذه اإلجراءات أنو اقًتن فرضها بوجود اجلزاء اجلنائي (مع‬
‫خطورتو) على من خيالف تلك اإلجراءات والتدابَت االحًتازية‪.‬‬
‫وكان اذلدف الطبيعي وادلربر لتلك اإلجراءات والتدابَت ىو احلفاظ على النظام العام يف‬
‫أحد أىم عناصره حيوية وىى الصحة العامة‪ .‬وال شك أنو ال أحد جيادل يف أمهية احلفاظ على‬
‫النظام العام وعلى الصحة العامة للمواطنُت‪ ،‬ابعتبارىا من أىم ادلصاحل االجتماعية احليوية‬
‫العليا؛ لضمان أمن اجملتمع وادلواطن واستقراره‪ ،‬وشلا يزيد من خطورة الوضع طبيعة فكرة النظام‬
‫العام ذاهتا ‪،‬حيث أهنا فكرة عامة وفضفاضة‪ ،‬وتستعصي على التحديد‪ ،‬ولذلك صلد أن سلطات‬
‫الضبط االداري ربظى هبامش واسع من احلرية بصدد ربديد حاالت ادلساس بو‪.‬‬
‫لذلك أيٌب دور ادلبادئ العامة للقانون كقيود موضوعية لضبط فكرة النظام العام‪،‬‬
‫وتضييق نطاقها؛ وذلك إلقامة نوع من التوازن بُت مقتضيات احلفاظ على النظام العام من‬
‫انحية‪ ،‬وضمان عدم إساءة استخدام النظام العام كوسيلة ضد حرايت األفراد من انحية أخرى‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫ادلقذمـــــت‬
‫‪Introduction‬‬
‫ال يثَت لف االنظاما ضباس احملكومُت لعلمهم أن ىذا النظام غالبًا ما أُزبذ مطية للطغاة‬
‫يف انتهاك احلرايت أو ابألقل إلخضاعها لنظام مهُت‪ ،‬واحلقيقة أن فكرة ا النظام ا تعد أساس‬
‫معظم السلطات اليت تتذرع هبا احلكام للتضييق على احلرايت العامة أو حىت القضاء عليها(‪.)1‬‬
‫ويف ظل انتشار جائحة كوروان منذ هناية العام ادلاضي وحىت األن‪ ،‬قامت العديد من‬
‫الدول ابزباذ عدد من القرارات والقيود الصارمة للحد من انتشار ىذا الفَتوس القاتل‪ ،‬سريع‬
‫االنتشار‪ ،‬وسهل العدوى؛ فتم إعالن حالة الطوارئ‪ ،‬وتعليق شلارسة ادلواطنُت لعدد من احلرايت‬
‫األساسية‪ ،‬مثل حرية التنقل‪ ،‬وتقييد االجتماعات العامة واخلاصة‪ ،‬وتعليق العمل ابحملاكم‪ ،‬وغلق‬
‫دور العبادة‪ ،‬وشلا يزيد من خطورة ىذه اإلجراءات أنو اقًتن فرضها بوجود اجلزاء اجلنائي (مع‬
‫خطورتو) على من خيالف تلك اإلجراءات والتدابَت االحًتازية‪.‬‬
‫وكان اذلدف الطبيعي وادلربر لتلك اإلجراءات والتدابَت ىو احلفاظ على النظام العام يف‬
‫أحد أىم عناصره حيوية وىي الصحة العامة‪ .‬وال شك أنو ال أحد جيادل يف أمهية احلفاظ على‬
‫النظام العام وعلى الصحة العامة للمواطنُت‪ ،‬ابعتبارىا من أىم ادلصاحل االجتماعية احليوية‬
‫العليا؛ لضمان أمن اجملتمع وادلواطن واستقراره‪.‬‬
‫لكن ابلتزامن مع تلك اإلجراءات والتدابَت االحًتازية ادلُتخذة للحفاظ على السالمة‬
‫العامة لألفراد‪ ،‬وللحفاظ على النظام العام؛ تعالت األصوات اليت أبدت قلقها وخشيتها من أن‬
‫تُتخذ احلكومات تلك اإلجراءات ‪ -‬حبجة احلفاظ على النظام العام ‪ -‬ذريعة وفرصة للتضييق‬
‫أو زايدة التضييق على احلرايت العامة‪ ،‬ومل يقتصر ىذا التخوف على الدول الديكتاتورية فقط‪،‬‬
‫وإمنا كان القلق والتخوف يف الدول الدديقراطية والديكتاتورية على حد سواء‪ .‬و أنو يف الظروف‬
‫االستثنائية التوازانت بُت مقتضيات احلفاظ على النظام العام وحرايت األفراد ديكن ذباىلها‪،‬‬
‫لكن اخلوف من أن يتم فرض تلك اإلجراءات على ضلو دائم(‪.)2‬‬

‫‪332‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫وشلا يزيد من خطورة الوضع طبيعة فكرة النظام العام ذاهتا ‪،‬حيث أهنا فكرة عامة‪،‬‬
‫وفضفاضة‪ ،‬وتستعصي على التحديد‪ ،‬ولذلك صلد أن سلطات الضبط االداري ربظى هبامش‬
‫واسع من احلرية بصدد ربديد حاالت ادلساس بو‪.‬‬
‫لذلك أيٌب دور ادلبادئ العامة للقانون كقيود موضوعية لضبط فكرة النظام العام‪،‬‬
‫وتضييق نطاقها؛ وذلك إلقامة نوع من التوازن بُت مقتضيات احلفاظ على النظام العام من‬
‫انحية‪ ،‬و ضمان عدم إساءة استخدام النظام العام كوسيلة ضد حرايت األفراد من انحية أخرى‪.‬‬
‫وُسبثل تلك ادلبادي قيداً على عمل السلطات العامة للحد من سلطاهتا وردىا إىل احلدود‬
‫الضرورية وادلعقولة اليت تتناسب مع طبيعة الظروف االستثنائية احلالية دون إفراط أو تفريط‪.‬‬
‫أهذاف انبحث‪:‬‬
‫‪The Aims of the Study:‬‬
‫يهدف ىذا البحث إىل إبراز النقاط األتية‪:‬‬
‫‪ .1‬تعريف النظام العام‪ ،‬وخصائصو‪.‬‬
‫‪ .2‬تعريف ادلبادئ القانونية العامة‪ ،‬وخصائصها‪.‬‬
‫‪ .3‬عرض لبعض تطبيقات ادلبادئ العامة للقانون‪ ،‬ودورىا كقيود موضوعية للحد من القيود‬
‫ادلفروضة على احلرايت العامة يف زمن تفشي جائحة كوروان‪ .‬مع عرض تطبيقات قضائية‬
‫حديثة يف القضاء ادلقارن كتطبيقات عملية للمبادئ العامة للقانون للحد من إساءة استعمال‬
‫فكرة النظام العام يف ظل جائحة كوروان‪ ،‬طبقها القضاء يف بعض الدول مثل فرنسا‪ ،‬وأدلانيا‬
‫وبعض الدول األخــرى‪.‬‬
‫مىهج انبحث‪:‬‬
‫‪The Methodology:‬‬
‫تعتمد ىذه الدراسة على ادلنهج التحليلي الذي يركز على عرض ادلشكلة‪ ،‬وكيفية معاجلة‬
‫ادلشرع ذلا‪ ،‬وبيان مدى اتفاق ما قرره من حلول مع ادلبادئ العامة للقانون ادلستقرة يف االمم‬
‫ادلتحضرة خاصة مبدأي الضرورة والتناسب‪ .‬كما استعان الباحث ابدلنهج ادلقارن يف ادلقارنة بُت‬

‫‪333‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫أتثَت جائحة كوروان على احلقوق واحلرايت العامة يف بعض الدول‪ ،‬ودور القضاء يف التصدي‬
‫ألي تعسف ضد احلرايت العامة‪.‬‬
‫خطت انبحث‪:‬‬
‫‪The Plan of the Study:‬‬
‫يتناول الباحث ىذا البحث يف مبحثُت‪:‬‬
‫ادلبحث األول‪ :‬تعريف النظام العام‪ ،‬وادلبادئ العامة للقانون‪.‬‬
‫ادلبحث الثاين‪ :‬دور ادلبادئ العامة للقانون يف احلد من إساءة استخدام فكرة النظام العام‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫ادلبحث األول‬
‫‪Section One‬‬
‫ماهٍت فكرة انىظاو انعاو وادلبادئ انعامت نهقاوىن‬
‫‪What is the idea of public order and general principles of law‬‬
‫نتناول يف ىذا ادلبحث تعريف النظام العام‪ ،‬وعناصره يف مطلب أول‪ٍ .‬ب نتناول تعريف‬
‫ادلبادئ العامة للقانون‪ ،‬وخصائصها يف مطلب اثن‪.‬‬
‫ادلطهب األول‪ :‬تعرٌف انىظاو انعاو‪ ،‬وعىاصري‪:‬‬
‫‪The first requirement: the definition of public order and its components:‬‬
‫نتناول يف ىذا ادلطلب تعريف النظام العام يف فرع أول‪ ،‬وعناصره يف فرع اثن‪.‬‬
‫انفرع األول‪ :‬تعرٌف انىظاو انعاو‪:‬‬
‫‪First Part Definition of Public Order:‬‬
‫إن أي رلتمع من اجملتمعات يتطلب من أفراده‪ ،‬مراعاة رلموعة من القواعد اآلمرة يطلق‬
‫عليها تعبَت النظام العام(‪ .)3‬ويؤكد الفقو مراراً على النظام العام فكرة ‪ -‬إطار ‪ -‬تستعصي على‬
‫التحديد لكوهنا مرنة متطورة‪ ،‬وابلرغم من تواضع الفقو على تعريفها دبا يقرهبا إىل األذىان بقوذلم‬
‫إن النظام رلموعة القواعد اليت تنظم ادلصاحل األساسية يف اجملتمع‪ ،‬سواء أكانت مصاحل سياسية‪،‬‬
‫أم اقتصادية ‪ ،‬أم اجتماعية أم اخالقية(‪.)4‬‬
‫وقد تعرضت زلكمة النقض لتعريف النظام العام فقالت‪ :‬من ادلتفق عليو أنو يشمل‬
‫القواعد اليت ترمي إىل ربقيق ادلصلحة العليا للبالد سواء من الناحية السياسية أم االقتصادية‬
‫واليت تتعلق ابلوضع الطبيعي ادلادي وادلعنوي وتعلو فيو مصاحل األفراد(‪.)5‬‬
‫والنظام العام ىو فكرة قانونية شاملة‪ ،‬تتوغل داخل النظام القانوين أبكملو‪ ،‬وتتميز‬
‫بشيء من الغموض النسيب الذي يسمح للقاضي بًتجيح كفة ادلصلحة العامة‪ ،‬شلا يؤدي إيل‬
‫تنظيم احلرايت العامة أو تقييديها حسب ظروف الواقع(‪.)6‬‬
‫فالنظام العام‪ :‬ىو ادلفهوم الذي يشَت إىل رلموعة من ادلبادئ اجلوىرية يف اجملتمع‪،‬‬
‫ومصاحلو العليا اليت ال يقوم إال هبا‪ ،‬فأي قاعدة تتعلق بتنظيم مصاحل اجملتمع ككل من النواحي‬

‫‪335‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫السياسية أو االقتصادية أو االجتماعية أو األمنية تعترب متعلقة ابلنظام العام‪ ،‬بعبارة آخرى‪،‬‬
‫قواعد النظام العام ىي الضماانت واألعمدة السياسية لقيام رلتمع مدين متحضر(‪.)7‬‬
‫وفكرة النظام العام توجد يف كل رلاالت القانون لكن ربديد مفهومها ونطاقها وأبعادىا‬
‫خيتلف حبسب اجملال اليت تعمل فيو‪ .‬فمثال يف رلال القانون اإلداري ديكن تعريف النظام العام‬
‫أبنو تلك احلالة اليت تتعارض مع الفوضى أو االضطراب(‪.)8‬‬
‫النظام العام مفهوم واسع وفضفاض ‪،‬يصعب ربديده بدقة‪ ،‬ولذلك صلد سلطة الضبط‬
‫االداري ربظى هبامش واسع من احلرية بصدد حاالت ادلساس بو‪ .‬وقد اصبع أغلب الفقهاء على‬
‫صعوبة وضع تعريف جامع مانع للنظام العام‪ ،‬ابلنظر لعموميتو ومرونتو وارتباطو بتغَت ظروف‬
‫الزمان وادلكان(‪.)9‬‬
‫فالنظام العام ىو حالة سلبية ابلضرورة ال ديكن تعريفها بسهولة‪ ،‬إال دبعرفة نقيضها الذي‬
‫ىو فكرة اإلخالل والفوضى أو االضطراب‪ .‬وىذا اإلخالل شيء اجيايب وقوعو وحده ىو الذي‬
‫حيدد النظام كنظام مادي ملموس سابق‪ ،‬ولذلك فإنو كان يصعب تعريف النظام العام‪ ،‬إال أنو‬
‫ديكن تقريره واإلحساس بو‪ ،‬فهو اجوا‪ :climat‬إنو سالم الشوارع وىدوؤىا‪ ،‬وأمن األشخاص‬
‫وادلالك‪ ،‬واحًتام ادلسكن واحلرية الشخصية واختفاء العدوان‪ ،‬إنو سكينة واطمئنان‪ .‬وحىت‬
‫ابلنسبة ذلؤالء الذين ال حيسون ىذا اجلو‪ ،‬فإهنم ال يستطيعون أن يتجاىلوا أوجو االضطراب اليت‬
‫ال بد وأن حيسوا هبا إذا وقعت(‪.)10‬‬
‫فالنظام العام فكرة تعرب عن روح النظام القانوين كلو‪ ،‬وعن قيمو ومبادئو االساسية‪،‬‬
‫والروح ادلسيطرة عليو‪ .‬فالنظام العام ظاىرة قانونية شاملة توجد يف كل فروع القانون‪ ،‬فهناك‬
‫النظام العام السياسي‪ ،‬والنظام العام االجتماعي واالخالقي‪ ،‬والنظام العام االقتصادي‪ .‬ولكل‬
‫نظام األسس وادلبادئ والقيم اليت يقوم عليها وحيتضنها‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫اختالف فكرة النظام العام ابختالف النظام السياسي‪ ،‬واالذباىات الفكرية ادلسيطرة‬
‫عليو‪:‬‬
‫خيتلف مفهوم النظام العام ابختالف النظام السياسي ادلسيطر على الدولة؛ فإذا كان ىذا‬
‫النظام دديقراطيًا أتى إبرادة شعبية حقيقية‪ ،‬ويكون الشعب فيو ىو مصدر السلطات‪ ،‬وتكون‬
‫احلكومة فيو خاضعة لشعبها ومعربة فعال عن إرادتو‪ ،‬مستلهمة أحالمو ‪،‬عاكفة على ربقيق‬
‫تطلعاتو وأىدافو‪ ،‬فال قلق من إساءة استخدام فكرة النظام العام‪.‬‬
‫انتقاصا من احلرايت كما أنو ليس سلطة‬
‫ً‬ ‫فالنظام العام يف التصوير الدديقراطي ال يعترب‬
‫خارجية أجنبية عنها ومفروضة عليها‪ ،‬بل ىو شرط كامن فيها ال تصور بدونو يف دولة ابدلعٌت‬
‫الصحيح‪ .‬فاحلرية والنظام العام وجهان لعملة نقدية واحدة‪ ،‬وإذا كان ىناك مقابلة فهي ليست‬
‫بُت احلرية والنظام العام‪ ،‬وإمنا ىي بُت احلرية والسلطة العامة اليت قد تتمحل بفكرة النظام العام‬
‫وتسخرىا يف العدوان على احلرية‪ ،‬أما النظام العام نفسو فهو أقرب إىل أن يكون شرطا دلمارسة‬
‫احلرية ال عدواانً عليها يف ذاهتا‪ ،‬فال تفهم الدديقراطية دون فوضى‪ ،‬أو إخالالً ابألمن‪ ،‬وإمنا‬
‫النظام عندىا ىو ااحلرية ادلشًتكة للجميعا(‪.)11‬‬
‫استبداداي‪ ،‬ال يؤمن ابحلرايت وال يؤمن أبمهيتها‬
‫ً‬ ‫أما إذا كان النظام السياسي نظاماً مشوليًا‪،‬‬
‫وحبق ادلواطنُت يف شلارستها‪ ،‬كانت فكرة النظام العام وابالً على احلرايت‪ ،‬وكانت أداة يف يد ىذا‬
‫النظام إلىدارىا‪ ،‬ويف إىانة من يتجرأ من ادلواطنُت من شلارسة حقو أو حريتو‪.‬‬
‫فاألنظمة الدكتاتورية تستخدم فكرة النظام العام يف التمييز بُت ادلواطنُت على أساس‬
‫سياسي‪ ،‬فاحلرية حق دلن يرضى عنهم النظام‪ ،‬ويف احلدود اليت حيددىا‪ .‬وزلرمة على من ال يرضى‬
‫عنهم النظام‪ ،‬وأداتو يف ذلك ىي النظام العام‪ ،‬وشلا يساعد تلك األنظمة على ذلك ىو مصطلح‬
‫النظام العام نفسو‪ ،‬إذ أن ىذا ادلصطلح ديثل فكرة نسبية ومرنة ديكن تطويعها على حسب ىوى‬
‫السلطة احلاكمة‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫انفرع انثاوً‪ :‬عىاصر انىظاو انعاو‪:‬‬


‫‪Second Part: Elements of Public Order:‬‬
‫يف سبيل ضبط فكرة النظام العام‪ ،‬سعى الفقهاء يف استقصاء وربديد عناصرىا‪ ،‬فال‬
‫جدال يف أنو يزيد يف ربديد االنظام العاما وضبطو‪ ،‬تعداد العناصر ادلكونة لو‪ .‬وعناصر النظام‬
‫العام ادلتفق عليها بُت الفقهاء ىي الصحة واالمن والسكينة العامة‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬الصحة العامة‪ :‬يقصد هبا األوضاع الصحية للشعب أبكملو أو اجلماعة ككل وانعدام‬
‫األمراض واألوبئة وأسباب الوفاة‪ ،‬أي سالمة األوضاع الصحية للجماعة(‪.)12‬‬
‫فأحد العناصر االساسية للنظام العام ىي احلفاظ على الصحة العامة يف اجملتمع‪ ،‬ابزباذ‬
‫االجراءات الوقائية دلنع انتشار االمراض واالوبئة‪ ،‬واحلفاظ على السالمة العامة للمواطنُت‪.‬‬
‫وليس ادلقصود صحة االشخاص فقط بل وصحة احليواانت وسالمة العقارات اخلاصة‬
‫والطرق العامة اليت قد تؤثر حالتها غَت السليمة يف صحة األفراد(‪.)13‬‬
‫اثنيا‪ :‬االمن العام‪ :‬يعٍت ضبط اجلرائم والتحري عنها‪ ،‬واختفاء احلوادث أو سلاطرىا اليت تسبب‬
‫ضرراً وأذى لألفراد وادلمتلكات‪ .‬فاألمن العام يعٍت ربقيق األمن واالستقرار والنظام‪ ،‬وضباية‬
‫ادلواطنُت يف أنفسهم وأمواذلم ضد خطر اجلرائم واالعتداءات‪ .‬وكذلك ضباية ادلواطنُت ضد أو يف‬
‫مواجهة أخطار الكوارث كالفيضاانت واحلرائق والعواصف واهنيارات ادلباين(‪.)14‬‬
‫وتعترب ضباية األمن العام من أىم أىداف الضبط اإلداري‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬السكينة العامة‪ :‬ويقصد هبا توفَت اذلدوء والسكون والطمأنينة‪ ،‬ومنع الضوضاء واألمور‬
‫ادلزعجة وادلقلقة لراحة األفراد‪.‬‬
‫تطبيقات احملافظة على النظام العام يف ظل جائحة كوروان‪:‬‬
‫مع انتشار جائحة كوروان يف العامل‪ ،‬سارعت العديد من الدول إىل إعالن حالة الطوارئ‬
‫الصحية للحد من انتشار فَتوس كوروان كوفيد ‪ ،19-‬للحفاظ على الصحة العامة للمواطنُت‪.‬‬
‫ففي مصر كان من أوائل القرارات ادلتخذة دلكافحة انتشار فَتوس كوروان ىو القرار رقم ‪606‬‬
‫لسنة ‪ 2020‬الصادر يف ‪ 2020/3/9‬والذي نص يف مادتو االوىل على ا يف سبيل ازباذ الدولة‬
‫لبعض االجراءات االحًتازية دلواجهة فَتوس (كوروان) وحفاظا على صحة ادلواطنُت؛ تعلق مؤقتاً‬
‫‪338‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫صبيع الفاعليات اليت تتطلب تواجد أية ذبمعات كبَتة للمواطنُت أو اليت تتطلب انتقاذلم بُت‬
‫احملافظات بتجمعات كبَتة مثل (احلفالت الفنية واالحتفاالت الشعبية وادلوالد وادلعارض‬
‫وادلهرجاانت) وذلك حلُت صدور إشعار آخر (‪.)15‬‬
‫ويف سبيل احلد من التجمعات أصدرت احلكومة ادلصرية القرارات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬القرار رقم ‪ 717‬لسنة ‪ 2020‬بشأن تعليق الدراسة يف صبيع ادلدارس وادلعاىد واجلامعات‬
‫وحضاانت االطفال‪.‬‬
‫‪ -‬القرار رقم ‪ 724‬لسنة ‪ 2020‬بشأن تعليق العروض اليت تقام يف دور السينما وادلسارح‪.‬‬
‫‪ -‬القرار رقم ‪ 739‬لسنة ‪ 2020‬بشأن مواعيد غلق بعض احملال وادلنشآت وادلراكز التجارية‬
‫بكافة أضلاء اجلمهورية‪.‬‬
‫‪ -‬القرار رقم ‪ 740‬لسنة ‪ 2020‬بشأن غلق األندية الرايضية والشعبية ومراكز الشباب بكافة‬
‫أضلاء اجلمهورية‪.‬‬
‫‪ -‬القرار رقم ‪ 768‬لسنة ‪ 2020‬بغلق صبيع ادلقاىي والكافتَتات والكافيهات والكازينوىات‬
‫وادلالىي والنوادي الليلية‪ ،‬وما دياثلها من احملال وادلنشآت‪ ،‬ووقف صبيع وسائل النقل‬
‫اجلماعي العامة واخلاصة‪.‬‬
‫‪ -‬القرار رقم ‪ 939‬لسنة ‪ 2020‬ابستمرار غلق ادلقاىي والكافتَتات والكافيهات‬
‫والكازينوىات وادلالىي والنوادي الليلية‪ ،‬وما دياثلها من احملال وادلنشآت‪ ،‬وإغالق صبيع‬
‫احلدائق العامة وادلتنزىات والشواطئ‪.‬‬
‫‪ -‬كما صدرت عدة قرارات أخرى ابستمرار سراين القرارات سالفة الذكر حلُت انتهاء األزمة‪.‬‬
‫كما صدر القانون رقم ‪ 162‬لسنة ‪ 2020‬بتعديل أحكام القانون ‪ 162‬لسنة ‪ 1958‬يف‬
‫شأن حالة الطوارئ وأضاف عدة بنود جديدة للمادة ‪ 3‬من القانون ‪ 162‬لسنة ‪ 1958‬ومن أبرز‬
‫تلك البنود البند ‪ 13‬اليت نص احظر االجتماعات العامة وادلواكب والتظاىرات و االحتفاالت‬
‫وغَتىا من أشكال التجمعات‪ ،‬وتقييد االجتماعات اخلاصة(‪ .)16‬كما ًب تعليق حركة الطَتان‬
‫الدويل بُت صبهورية مصر العربية والدول األخرى‪ ،‬وغلق دور العبادة‪ ،‬وتعليق العمل ابحملاكم‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫وواضح من تلك القرارات أهنا تضمنت تعطيل حق ادلواطنُت يف شلارسة حرايت أساسية‬
‫مثل حرية التنقل وحرية االجتماع‪ ،‬وحرية شلارسة الشعائر الدينية‪ ،‬وذلك كلو هبدف احلفاظ على‬
‫الصحة والسالمة العامة لألفراد يف مواجهة جائحة كوروان ا كوفيد ‪ 19-‬ا‪ ،‬وال شك أن تلك‬
‫اإلجراءات قد مست بطريقة مباشرة حرايت أساسية ذلا مكانة عليا يف األنظمة القانونية كافة‪،‬‬
‫ويشكل تعليقها أو تعطليها مساساً خطَتا حبقوق اإلنسان‪ ،‬لذلك ينبغي وضع قيود موضوعية‬
‫على اإلجراءات اليت تتخذىا السلطات العامة كي ال تنحرف عن ىدفها الرئيس يف احملافظة‬
‫على النظام العام إىل أىداف اخرى‪ .‬وىذا ما سنوضحو يف ادلبحث الثاين من ىذا البحث‪.‬‬
‫ادلطهب انثاوً‪ :‬تعرٌف ادلبادئ انعامت نهقاوىن وخصائصها‪:‬‬
‫‪The second requirement: Definition of general principles of law and their‬‬
‫‪characteristics:‬‬
‫نعرض لتعريف ادلبادئ العامة للقانون يف فرع أول‪ ،‬وخصائصها يف فرع اثن‪.‬‬
‫انفرع األول‪ :‬تعرٌف ادلبادئ انعامت نهقاوىن‪:‬‬
‫‪The first section: Definition of general principles of law:‬‬
‫عند الكالم عن القانون يف رلملو‪ ،‬فهناك مبادئ عليا حاكمة‪ ،‬ال ديكن التالعب يف‬
‫وجودىا أو معناىا؛ ألهنا تسمو يف مرتبتها على كل قانون ولو كان مكتوابً‪ .‬أتكيدا وتوطيدا‬
‫حلقوق اإلنسان ولقيمة العدل – الذي تزىر بو االمم – وأطره ومفاىيمو‪.)17( ....‬‬
‫وادلبادئ العامة للقانون‪ ،‬ىي مبادئ عامة غَت مقننة يستنبطها القضاء من ادلقومات‬
‫األساسية للمجتمع وقواعد التنظيم القانوين يف الدولة‪ ،‬ويقررىا يف أحكامو ابعتبارىا قواعد‬
‫قانونية ملزمة‪ .‬وعلى ىذا االساس تعترب ىذه ادلبادئ من عناصر ادلشروعية‪ ،‬حبيث يتحتم على‬
‫السلطات العامة االلتزام هبا‪ ،‬وتعترب االعمال الصادرة عنها ابدلخالفة ألحد ىذه ادلبادئ ابطلة‬
‫خلروجها على مبدأ ادلشروعية(‪.)18‬‬
‫فادلبادئ العامة للقانون ىي مبادئ مستقرة يف الفطرة االنسانية السليمة‪ ،‬أتىب القيم‬
‫االنسانية اخلروج على مقتضياهتا‪ ،‬أو التجاوز عما تقرره‪ ،‬لذلك فهي تعرب عن قيم ومصاحل‬
‫مستقرة يف ضمَت األمم ادلتحضرة صبيعها‪.‬‬

‫‪340‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫ويرجع الفضل يف إنشاء نظرية ادلبادئ العامة للقانون جمللس الدولة الفرنسي‪ ،‬لتكون‬
‫مصدراً ىاماً مستقالً من مصادر ادلشروعية‪ ،‬مصدراً مستقالً عن التشريع بل‪ ،‬ويتعداه يف بعض‬
‫األحوال‪.)19(...‬‬
‫ويظهر أمهية ادلبادئ العامة للقانون يف الظروف االستثنائية‪ ،‬واالضطراابت العنيفة اليت‬
‫هتز كيان اجملتمع واستقراره وثباتو‪ ،‬كالثورات وفًتات االنتقال وىذا ما أكده اإلعالن الدستوري‬
‫األول الصادر يف ‪ 10‬ديسمرب ‪ ،1952‬إذ نص على أن اتتوىل السلطات يف فًتة االنتقال اليت‬
‫البد منها حكومة عاىدت هللا والوطن على أن ترعى مصاحل ادلواطنُت صبيعاً دون تفريق أو سبييز‬
‫مراعية يف ذلك ادلبادئ الدستورية اذلامةا‪ .‬وإذا كان قد صدر بعد ىذا االعالن دستور مؤقت‪،‬‬
‫إال أن ادلبادئ الدستورية اذلامة ظلت الضماانت األساسية خالل فًتة االنتقال(‪.)20‬‬
‫وكذلك احلال يف أعقاب ثورة ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬حيث أنو دبوجب االعالن الدستوري‬
‫الذي صدر يف مصر بتاريخ ‪ 2011/3/30‬ليطبق بديال لدستور ‪ 1971‬الذي ًب وقف العمل بو‪،‬‬
‫فقد نصت ادلادتُت (‪)51‬و (‪ )7/57‬على أن ينظم القانون القضاء العسكري ويبُت اختصاصوا‬
‫يف حدود ادلبادئ الدستورية ا‪ ،‬وأن يتوىل رللس الوزراء عقد القروض ومنحها ا وفقا للمبادئ‬
‫الدستورية ا دبا مفاده التزام السلطتُت التشريعية والتنفيذية ابدلبادئ ادلشار إليها رغم عدم النص‬
‫عليها يف الدستور أو أي وثيقة أخرى(‪.)21‬‬
‫انفرع انثاوً‪ :‬خصائص ادلبادئ انعامت نهقاوىن‪:‬‬
‫‪The second Part: characteristics of general principles of law:‬‬
‫تتميز ادلبادئ العامة للقانون بعدة خصائص سبيزىا وىي كاآلٌب‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أهنا مبادئ عامة غَت مكتوبة‪ :‬من أىم خصائص ادلبادئ العامة للقانون وأكثرىا دقة‬
‫وحساسية أهنا قواعد غَت مكتوبة‪ ،‬فهي ال تستند إىل نص تشريعي مكتوب‪ ،‬فهي قواعد قانونية‬
‫ملزمة للسلطات العامة يف الدولة‪ ،‬وتفرض احًتامها على السلطتُت التشريعية والتنفيذية‪ ،‬ولكن‬
‫ال تستمد قوهتا ادللزمة بصورة مباشرة من أية قواعد مكتوبة ابلذات‪ .‬ىكذا يقرر رللس الدولة‬
‫الفرنسي وبعبارات صرحية‪ .‬فهو منذ أن أعلن ميالد نظرية ادلبادئ العامة للقانون رمسيا يف‬
‫أحكامو يصر على أن يصفها أبهنا واجبة التطبيق حىت بدون نص (أو مع غياب النص)(‪.)22‬‬
‫‪341‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫اثنياً‪ :‬ادلبادئ العامة للقانون ذلا قيمة القاعدة الوضعية‪ :‬من أىم خصائص القاعدة الوضعية أهنا‬
‫قاعدة ملزمة‪ ،‬ويًتتب على سلالفتها جزاء زلدداً‪ ،‬فادلبادئ العامة للقانون ذلا يف قضاء رللس‬
‫الدولة ويف نظر فقهاء القانون العام يف فرنسا ومصر‪ ،‬ذلا قيمة القواعد الوضعية(‪ ،)23‬وسبثل‬
‫سلالفتها انتهاكاً للمشروعية(‪.)24‬‬
‫اثلثاً‪ :‬ادلبادئ العامة للقانون قواعد عامة رلردة ودائمة‪:‬‬
‫فهي من انحية أوىل قاعدة عامة أي تنطبق على غَت زلدود من الناس‪ .‬ومن انحية اثنية‬
‫فهي قاعدة رلردة ‪،‬أي أهنا تنطبق على عدد غَت زلدود من الوقائع‪ .‬ومن انحية اثلثة فهي قاعدة‬
‫دائمة أي تتمتع بقدر كبَت من االستقرار والدوام ذبعلها قابلة للتطبيق الالهنائي من حيث الزمن‪،‬‬
‫حقيقة التطور قد يقتضي مالءمات يف التطبيق ويف إعادة رسم حدود ادلبدأ‪ ،‬ولكن ادلبدأ ذاتو‬
‫يظل عادة قائما نظراً الرتباطو جبذور اجملتمع ودرجة تطوره السياسي واالجتماعي ونظرا دلا سبثلو‬
‫ادلبادئ العامة من قيمة إنسانية يف ضباية الفرد من تعسف السلطة يف أي وقت ويف أي‬
‫مكان(‪.)25‬‬
‫ادلرتبة القانونية للمبادئ العامة للقانون‪:‬‬
‫من االمور اليت ىي زلل خالف بُت الفقهاء يف مصر وفرنسا ىي ربديد القوة القانونية‬
‫اإللزامية للمبادئ العامة للقانون‪ .‬فقد ذىب الفقو والقضاء يف فرنسا ‪ -‬قبل سراين دستور‬
‫‪1958‬على االخص –إىل أن ادلبادئ العامة للقانون تتمتع دبرتبة إلزامية تعادل قوة القانون‪ ،‬شلا‬
‫يعٍت ابلضرورة التزام االدارة ابحًتامها عندما سبارس سلطتها الالئحية‪ ،‬حيث تعلو ادلبادئ العامة‬
‫للقانون اللوائح االدارية يف تدرج القواعد القانونية‪ ،‬يف حُت يكون للمشرع أن خيالف دبا يضعو‬
‫من قواعد تشريعية عادية ىذه ادلبادئ ما دام ديلك احلق يف إلغاء التشريع أو تعديلو(‪ .)26‬لكن‬
‫الوضع يف فرنسا تغَت بعد دستور ‪ 1958‬بعد إقرار احلق للقضاء يف مراقبة دستورية القوانُت إذ‬
‫اذبو جانب من الفقو إىل أن ادلرتبة اإللزامية للمبادئ العامة للقانون ذلا قوة أعلى من التشريع‪،‬‬
‫أي ذلا قوة الدستور‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫موقف الفقو والقضاء يف مصر من القوة القانونية للمبادئ العامة للقانون‪:‬‬


‫انقسم الفقو يف مصر حول القيمة القانونية للمبادئ العامة للقانون بُت عدة اذباىات‪:‬‬
‫فهناك اذباه يف الفقو ادلصري ينكر كل قيمة قانونية للمبادئ العامة للقانون فيقول أحد‬
‫أساطُت فقو القانون العام يف مصر اإن منح القاضي سلطة استخالص القاعدة من ضمَت‬
‫اجلماعةا أو من اادلبادئ العامة للحق والعدلا أو من االقانون الطبيعيا خيرج بو سباما عن‬
‫مهمتو‪ ،‬ويكل إليو عمال تشريعياً الشك يف طبيعتو‪ .‬ويضيف أن منح القضاء سلطة إعمال ىذه‬
‫ادلبادئ ما ىو إال تعبَتاً شخصياً عن بعض ادلفاىيم ادلثالية للقضاة‪ ،‬البد وأن يؤدي إىل‬
‫اضطراب يف ادلعامالت القانونية‪ ،‬وإىل فقدان احلياة القانونية لعنصر من أىم عناصرىا وىو‬
‫عنصر الثبات واالستقرار(‪.)27‬‬
‫وعلى العكس من ذلك ‪،‬فإن غالبية الفقو ادلصري يعًتف ابلقوة القانونية للمبادئ العامة‬
‫للقانون‪ ،‬ولكنهم خيتلفون يف مرتبتها اإللزامية‪ .‬فذىب فريق من الفقهاء إىل رفع ادلرتبة اإللزامية‬
‫ذلا لتعادل قوة النصوص الدستورية ابعتبار أن تلك ادلبادئ مستخلصة من روح الدستور‬
‫ونصوصو ادلدونة(‪.)28‬‬
‫ومن الفقهاء من يذىب إىل إعطاء ادلبادئ العامة للقانون مرتبة وسطاً بُت الدستور‬
‫والتشريع‪ ،‬فهي دون الدستور ولكنها تعلو القانون يف ادلنزلة‪ ،‬وابلتايل ال جيوز لكل من ادلشرع‬
‫العادي والالئحي أن خيالفها‪ ،‬ولكن جيوز للمشرع الدستوري أال يتقيد هبا‪ ،‬فال تكون ملزمة‬
‫لو(‪.)29‬‬
‫وأخَتا‪ ،‬يذىب جانب من الفقو إىل أن ادلبادئ العامة للقانون ذلا قيمة ذات قيمة معادلة‬
‫للتشريع العادي(‪.)30‬‬

‫‪343‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫موقف القضاء ادلصري من ادلبادئ العامة للقانون‪:‬‬


‫استقر القضاء االداري والدستوري على وجوب احًتام ادلبادئ العامة للقانون‪ ،‬وعدم‬
‫اخلروج عليها‪ .‬فقد استقرت أحكام زلكمة القضاء االداري يف بواكَت أحكامها األوىل إىل التقرير‬
‫بوجود ادلبادئ العامة للقانون‪ ،‬وإلزامها للمشرع العادي‪ ،‬وأعطت ذلا قيمة الدستور ادلكتوب‬
‫حيث قالت احملكمة يف حق الدفاع اأنو من ادلسلم بو كأصل عام غَت قابل للجدل أن لكل‬
‫إنسان احلق يف ادلطالبة حبقو والدفاع عنو والتقاضي بشأنو‪ ،‬وىذا احلق يستمد من ادلبادئ العليا‬
‫للجماعات منذ وجدت‪ ،‬ومل خيل دستور يف العامل من النص عليو وتوكيده‪ ،‬وكل مصادرة ذلذا‬
‫احلق على إطالقو تقع ابطلة وغَت مشروعة ومنافية للمبادئ العليا ادلتعارف عليها ولألصول‬
‫الدستورية ادلرعيةا(‪.)31‬‬
‫ويف االذباه نفسو قررت احملكمة االدارية العليا يف ‪ ( 1956/3/24‬أي بعد إنشائها بعام‬
‫واحد ) دفاعا عن مبدأ احياد القاضيا اإن شبة قاعدة مستقرة يف الضمَت سبليها العدالة ادلثلى‬
‫وال ربتاج إىل نص يقررىا‪ ،‬وىي أن من جيلس يف رللس القضاء جيب أال يكون قد استمع أو‬
‫تكلم حىت تصفو نفسو من كل ما ديكن أن يستشف منو رأيو يف ادلتهم دبا يكشف األخَت مصَته‬
‫مقدما فيزعزع ثقتو فيوا(‪.)32‬‬
‫أما عن القضاء الدستوري فقد استقر قضاء احملكمة الدستورية العليا على االعًتاف‬
‫ابلقيمة الدستورية للمبادئ العامة للقانون‪ ،‬وإبطال ما خيلفها من تشريعات ولوائح‪ ،‬ومن أمثلة‬
‫تلك ادلبادئ يف قضاء احملكمة‪ ،‬مبدأ عدم جواز معاقبة الشخص أكثر من مرة عن فعل واحد‬
‫الذي وصفتو احملكمة أبنو مبدأ مستقر بُت الدول كفلتو النظم القانونية صبيعها‪ ،‬وصاغتو ادلواثيق‬
‫الدولية‪ ،‬ومبدأ ضرورة التجرمي‪ ،‬ومبدأ ادلعقولية أو التناسب بُت اجلردية واجلزاء‪ ،‬مبدأ حرية‬
‫التعاقد‪ ،‬واحلق يف التنمية‪ ،‬واحلق يف الزواج واختيار الزوج ‪ ،‬واحلق يف تكوين أسرة(‪ .)33‬وقد‬
‫استخلصت احملكمة ىذه ادلبادئ من روح الدستور ادلصري‪ ،‬ومن ادلبادئ القانونية ادلستقر عليها‬
‫يف االمم األخرى‪ .‬وتؤكد احملكمة حقها يف الكشف عن ادلبادئ الدستورية وإقرار القواعد‬

‫‪344‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫الدستورية وفقا ذلا‪ ،‬من خالل مفهوم ادلخالفة لقضائها أبن ليس للمحكمة أن تقرر قاعدة‬
‫دستورية مل حين بعد أوان إرسائهاا(‪.)34‬‬
‫ادلبحث انثاوً‬
‫‪Section Two‬‬
‫دور ادلبادئ انعامت نهقاوىن‬
‫يف احلذ مه إساءة استخذاو فكرة انىظاو انعاو‬
‫‪The role of general principles of law‬‬
‫‪in reducing abuse of the idea of public order‬‬
‫متهٍذ‪:‬‬
‫تسمح ادلواثيق واالتفاقيات الدولية للسلطات العامة يف حالة الطوارئ والظروف‬
‫االستثنائية اليت هتدد أمن وسالمة ادلواطنُت مثل األوبئة والكوارث الطبيعية بتقييد بعض احلرايت‬
‫العامة األساسية‪ .‬وخالل األزمة الصحية األخَتة ادلتعلقة جبائحة كوروان ازبذت العديد من الدول‬
‫العديد من التدابَت الوقائية بقصد احلد من انتشار فَتوس كوروان (كوفيد ‪ )19-‬هبدف النظام‬
‫العام والصحة العامة للمواطنُت‪ .‬ولكن يثور التساؤل ىل الظروف االستثنائية احلالية تبيح‬
‫للسلطات العامة ازباذ ما تشاء من إجراءات هبدف احلفاظ على الصحة العامة؟ أم أن ىناك‬
‫قيوداً موضوعية ربد من إطالق يد السلطات يف ازباذ مثل ىذه االجراءات؟‬
‫دبعٌت آخر ىل يف الظروف االستثنائية تكون يد السلطات العامة طليقة من كل قيود ربد‬
‫من إطالق سلطاهتا‪ ،‬وتكون زبوماً ذلا ال جيوز ذلا أن تتعداىا؟‬
‫لإلجابة عن ىذا السؤال نقول إن القضاء االداري يف مصر قد استقر منذ إنشائو على‬
‫أن اكل نظام أرسى الدستور أساسو ووضع القانون قواعده ىو نظام خيضع بطبيعتو مهما يكن‬
‫نظاماً استثنائياً دلبدأ سيادة القانون ومن ٍب لرقابة القضاءا(‪.)35‬‬
‫واستقر قضاء احملكمة الدستورية العليا يف مصر على ايف رلال حقوق وحرايت ادلواطن‬
‫االساسية‪ ،‬فإن مضمون القاعدة القانونية اليت تسمو يف الدولة القانونية عليها‪ ،‬وتتقيد هبا‪ ،‬إمنا‬
‫يتحدد يف ضوء مستوايهتا اليت التزمتها الدول الدديقراطية إبطراد يف رلتمعاهتا‪ ،‬واستقر العمل‬
‫‪345‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫ابلتايل على إنتاجها يف مظاىر سلوكها ادلختلفة أن تنزل ابحلماية اليت توفرىا حلقوق مواطنيها عن‬
‫احلدود الدنيا دلتطلباهتا ادلقبولة بوجو عام يف الدول الدديقراطية‪ ،‬وال أن تفرض على سبتعهم هبا أو‬
‫مباشرهتم ذلا قيوداً تكون يف جوىرىا أو مدىا رلافية تلك اليت درج العمل يف النظم الدديقراطية‬
‫على تطبيقها‪ ،‬بل أن خضوع الدولة للقانون زلدداً يف ضوء مفهوم دديقراطي مؤداه أال زبل‬
‫تشريعاهتا ابحلقوق اليت يعترب التسليم هبا يف الدول الدديقراطية مفًتضا أوليا لقيام الدولة‬
‫القانونية‪ ،‬وضمانة أساسية لصون حقوق اإلنسان وحرايتو وكرامتو وشخصيتو ادلتكاملة‪ ،‬ويندرج‬
‫ربتها طائفة من احلقوق تعترب وثيقة الصلة ابحلرية الشخصية اليت كفلها الدستور‪ ،‬واعتربىا من‬
‫احلقوق الطبيعية اليت ال سبس‪ ،‬من بينها أال تكون العقوبة اجلنائية اليت توقعها الدولة بتشريعاهتا‬
‫مهينة يف ذاهتا‪ ،‬أو شلعنة يف قسوهتا‪ ،‬أو منطوية على تقييد احلرية الشخصية بدون انتهاج الوسائل‬
‫القانونية السليمة‪ ،‬أو متضمنة معاقبة الشخص مرتُت على فعل واحد‪.)36(...‬‬
‫وعلى ذلك فإنو يف ادلواثيق الدولية فإن وضع أي قيود استثنائية على حقوق اإلنسان‬
‫وحرايتو جيب أن خيضع لضوابط زلددة‪ ،‬فيجب أن يراعي التقييد مبادئ الضرورة‪ ،‬والتناسب‪،‬‬
‫وادلساواة‪ ،‬وجيب أال تستغل السلطات العامة جائحة كوروان ابلتعسف ضد حقوق االنسان‬
‫بدعوى احلفاظ على النظام العام‪.‬‬
‫والريب أن تلك ادلبادئ ادلشار إليها واليت تتقيد هبا السلطات العامة ىي من ادلبادئ‬
‫العامة للقانون‪ ،‬اليت يستخلصها القضاء من روح الدستور حلماية حقوق ادلواطنُت وحرايهتم‪.‬‬
‫ويعرض الباحث يف ادلطالب االتية لبعض تلك ادلبادئ‪ ،‬وضرورة تقيد السلطات العامة هبا كقيود‬
‫موضوعية تضبط فكرة النظام العام ربت رقابة القضاء‪.‬‬
‫ادلطهب األول‪ :‬مبذأ انضرورة‪:‬‬
‫‪First Requirement: The Necessity Principle:‬‬
‫من ادلسلم بو أن حقوق االنسان وحرايتو ال جيوز التضحية هبا يف غَت ضرورة تقتضيها‪،‬‬
‫ومن ادلقرر أن الضرورة دائما تقدر بقدرىا دون إفراط أو تفريط‪ .‬ويعترب مبدأ الضرورة من‬
‫ادلبادئ العامة للقانون ادلستقر عليها يف األمم ادلتحضرة‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫ومبدأ أو نظرية الضرورة مبدأ عام أو نظرية عامة ذلا تطبيقاهتا يف فروع القانون كافة‪،‬‬
‫وتتقيد هبا السلطات العامة يف الظروف العادية والظروف االستثنائية‪ ،‬وتطبيقها يف الظروف‬
‫االستثنائية أوىل‪.‬‬
‫وأكدت احملكمة الدستورية العليا يف مصر على مبدأ الضرورة يف العديد من أحكامها‪،‬‬
‫واستقر قضائها على التزام السلطات العامة هبذا ادلبدأ‪ ،‬واعتربتو قيداً على ادلشرع يف التشريع‪،‬‬
‫وقيداً على اإلدارة يف التنفيذ ‪،‬حيث أعملت احملكمة ىذا ادلبدأ يف أخطر رلاالت عمل‬
‫السلطات وىو التشريع وخاصة يف رلال احلقوق واحلرايت العامة حيث فرضت احملكمة مبدأ‬
‫الضرورة كأساس لنشأة التجرمي أو تقييد احلرايت العامة‪ .‬ا فالتجرمي‪ ،‬أو التقييد ىو انتقاص من‬
‫حرية الفرد‪ ،‬وتضييق من نطاق ما يتمتع بو من حقوق‪ ،‬وىو بطبيعتو تلك يفرض على ادلشرع أال‬
‫جيرم سلوكاً‪ ،‬أو يؤٍب تصرفًا إال إذا كانت ىناك ضرورة تقتضيوا(‪.)37‬‬
‫وقررت احملكمة ا وكان الزما ـ يف رلال دعم ىذا االذباه وتثبيتو ـ أن تقرر الدساتَت‬
‫ادلعاصرة القيود اليت ارأتهتا على سلطان ادلشرع يف رلال التجرمي تعبَتا عن إدياهنا أن حقوق‬
‫اإلنسان وحرايتو ال جيوز التضحية هبا يف غَت ضرورة سبليها مصلحة اجتماعية ذلا اعتبارىا‪،‬‬
‫واعًتافًا منها أبن احلرية يف أبعادىا الكاملة ال تنفصل عن حرمة احلياة‪ ،‬وأن احلقائق ادلريرة اليت‬
‫نظاما متكامال يكفل للجماعة مصاحلها‬
‫عايشتها البشرية على امتداد مراحل تطورىا تفرض ً‬
‫احليوية‪ ،‬ويصون ـ يف إطار أىدافو ـ حقوق الفرد وحرايتو األساسية دبا حيول دون اساءة استخدام‬
‫العقوبة تشويها ألغراضها‪.)38(...،‬‬
‫مفهوم حالة الضرورة‪:‬‬
‫يفًتض قيام حالة الضرورة وجود خطر حال وقائم يؤثر على أمن وسالمة اجملتمع أو‬
‫طائفة منو‪ ،‬أو خيل ابلنظام العام فيو‪ ،‬ويستلزم قيام السلطات ابزباذ إجراءات استثنائية سريعة‬
‫وفعالة وضرورية للحيلولة دون وقوع األضرار أو تفاقمها اليت تنجم عن حالة اخلطر ىذه‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫ويشًتط يف االجراءات ادلتخذة للوقاية من االضرار الناصبة عن حالة اخلطر عدة شروط كي‬
‫تكون مشروعة‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تكون اإلجراءات ادلتخذة ضرورية فعال للحفاظ على النظام العام‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون اذلدف من تلك االجراءات احلفاظ على النظام العام‪.‬‬
‫‪ .3‬أال تتجاوز تلك االجراءات يف تقييدىا للحرية ما تقتضيو الضرورة فعال كفالة النظام العام‪.‬‬
‫‪ .4‬أال توجد بدائل أخرى أمام اجلهة االدارية ديكن ازباذىا – للحفاظ على النظام العام ‪-‬غَت‬
‫تقييد احلرايت‪ .‬فإذا وجد بديل آخر أمام اإلدارة غَت تقييد احلرية‪ ،‬وجب عليها اللجوء‬
‫إليو‪ ،‬فال جيب على اإلدارة أن تلجأ إىل الطريق السهل على حساب حرايت ادلواطنُت‪.‬‬
‫ويًتتب على زبلف أي شرط من تلك الشروط بطالن اإلجراءات ادلتخذة من قبل‬
‫اإلدارة‪ .‬فإذا كان اإلجراء ادلتخذ غَت ضروري للحفاظ على النظام العام‪ ،‬أو كان اذلدف منو‬
‫التعسف ضد حرية األفراد‪ ،‬أو ذباوز حالة الضرورة‪ ،‬أو كان ىناك بدائل أخرى‪ ،‬كان اإلجراء‬
‫ابطال‪ ،‬وسلالفاً دلبدأ ادلشروعية‪.‬‬
‫وادلعيار الذي حيدد قيام حالة الضرورة ىو معيار موضوعي وليس معياراً ذاتياً‪ ،‬فيجب أن‬
‫تكون حالة الضرورة ذلا سند من الواقع‪ ،‬وتطبيقا لذلك قررت زلكمة القضاء االداري اويتبُت‬
‫من ذلك ومن تقصي األعمال التحضَتية للدستور أن سلطة احلكومة ىي قيد استثنائي وارد‬
‫على أصل حق ىو احدى احلرايت العامة فيجب واحلال ىذه أن يفهم القيد ادلذكور يف أضيق‬
‫حدوده‪ ،‬فال تستعملو احلكومة اال للضرورة القصوى وذلك عندما تقوم لديها أسباب حقيقية ذلا‬
‫سند من الواقع‪...‬ا(‪.)39‬‬
‫تطبيقات قضائية حديثة على بطالن اإلجراءات ادلتخذة من قبل اإلدارة يف ظل جائحة كوروان‬
‫دلخالفتها حالة الضرورة‪:‬‬
‫ويف تطبيق حديث وعملي على بطالن وعدم جواز التقييد ادلطلق للحرية يف حال‬
‫إمكانية توافر بدائل أخرى غَت احلرمان من شلارسة احلرية – حرية شلارسة الشعائر الدينية ‪،‬قررت‬

‫‪348‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫احملكمة الدستورية االدلانية‪ :‬عدم جواز فرض حظر شامل على إقامة الشعائر الدينية شريطة إتباع‬
‫إجراءات احًتازية دلنع انتشار الفَتوس‪.‬ا‬
‫فقد ألغت احملكمة الدستورية يف أدلانيا – يف ‪ – 2020/4/29‬احلظر الشامل ادلفروض‬
‫على إقامة الشعائر الدينية أثناء أزمة تفشي فَتوس كوروان والذي فرضتو السلطات األدلانية منذ‬
‫منتصف مارس ادلاضي يف إطار خطتها الحتواء جائحة فَتوس كوروان‪ .‬وقالت احملكمة أن شبة‬
‫استثناءات عديدة ديكن تقريرىا على مبدأ احلظر إذا ُازبذت احتياطات كافية لتجنب العدوى‪.‬‬
‫وقد أصدرت احملكمة قرارىا السابق يف سياق نظرىا الستئناف رفعتو الرابطة االسالمية‪ -‬يف‬
‫إحدى الوالايت األدلانية الشمالية‪ -‬واليت كانت ترغب يف السماح ذلا إبقامة صالة اجلمعة يف‬
‫االسابيع ادلتبقية من شهر رمضان‪ .‬واستندت احملكمة يف قرارىا السابق إىل القول أبنو اابلنظر إىل‬
‫االنتهاك اخلطَت الذي ديثلو احلظر الشامل للشعائر الدينية على احلرية الدينيةا فإنو مل يعد‬
‫مستساغاً تقبل فكرة عدم إمكانية إيراد بعض االستثناءات على ىذا احلظر‪ .‬وشددت احملكمة‬
‫على ضرورة إتباع إجراءات احًتازية معينة‪ :‬مثل ربديد عدد ادلصلُت على ضلو يتناسب مع‬
‫ادلكان ادلخصص إلقامة الشعائر‪ ،‬احًتاماً لقواعد التباعد االجتماعي‪ ،‬وارتداء األقنعة الواقية‪،‬‬
‫ووضع عالمات تضمن عدم التقارب بُت االشخاص‪ ،‬وغَت ذلك من االجراءات الضرورية‬
‫لتجنب العدوى‪.‬‬
‫وادلستفاد من ىذا احلكم أنو يف حالة إمكانية وجود بدائل أخرى ‪ -‬غَت تقييد احلرية‪-‬‬
‫ديكن تطبيقها ورباف على النظام العام‪ ،‬فال جيوز فرض احلظر الشامل واحلرمان من شلارسة‬
‫احلرية بصفة مطلقة‪.‬‬
‫خضوع قيام حالة الضرورة لرقابة القضاء‪:‬‬
‫استقر القضاء يف مصر على إخضاع قيام حالة الضرورة ادلربرة الزباذ اإلجراءات‬
‫االستثنائية لرقابتو‪ ،‬وكذلك مراقبة اإلجراءات اليت تتخذىا اإلدارة‪ ،‬وإلغاء أي إجراءات تتجاوز‬
‫حالة الضرورة‪ ،‬أو كانت ذلا أىداف اخرى غَت احلفاظ على النظام العام‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫ادلطهب انثاوً‪ :‬مبذأ انتىاسب‪:‬‬


‫‪The second requirement: the principle of proportionality:‬‬
‫يعترب مبدأ التناسب من أىم ادلبادئ القانونية العامة ادلستقر عليها يف األمم ادلتحضرة‪،‬‬
‫ويشكل قيداً موضوعياً على تصرفات وأعمال السلطات العامة ادلنوط هبا ضباية النظام العام‪.‬‬
‫وقد درج القضاء يف فرنسا ومصر على إخضاع تصرفات اإلدارة ذلذا ادلبدأ‪ ،‬وإبطال أي قرارات‬
‫أو إجراءات زبالف أو ذباوز مبدأ ادلعقولية أو التناسب‪.‬‬
‫وقد أشارت إىل أمهية مراعاة مبدأ التناسب مفوضة االمم ادلتحدة حلقوق االنسان ميشيل‬
‫ابشليو حيث أكدت على أن ااإلجراءات االستثنائية جيب أن تكون متناسبة وغَت سبييزية وزلددة‬
‫زمنياا‪ ،‬اوأن زبضع لرقابة بردلانية وقضائية مناسبةا‪ ،‬وأكدت امن الواضح أن إطالق النار على‬
‫شخص خرق حظر التجول حبثا عن طعام أو إيداعو السجن وشلارسة العنف حبقو غَت مقبول‬
‫وغَت مشروعا‪ ،‬دون أن تذكر اسم البلد الذي حصل فيو ذلك(‪.)40‬‬
‫ىذا‪ ،‬وقد ازبذت السلطات يف الدول كافة اليت تعرضت خلطر ىذا الفَتوس إجراءات‬
‫استثنائية دلواجهة تفشي جائحة كوروان‪ ،‬وقررت عقوابت على سلالفة تلك االجراءات‪ ،‬فمثال‬
‫سلالفة قرار حظر التجول‪ ،‬سلالفة حظر التجمعات‪ ،‬فتح النوادي وادلقاىي وغَتىا‪ ،‬كل ىذه‬
‫األمور يًتتب عليها عقوابت زبتلف من بلد آلخر‪ .‬ففي مصر مثال قررت السلطات معاقبة من‬
‫خيالف قرارات حظر التجول بعقوبة احلبس وبغرامة ال ذباوز أربعة آالف جنيو أو إبحدى ىاتُت‬
‫العقوبتُت‪ .‬ومعاقبة من ال يرتدي الكمامة ابلغرامة اليت ال ذباوز أربعة آالف جنيو‪.‬‬
‫وىنا يظهر أمهية مبدأ التناسب ابعتباره مكمال دلبدأ الضرورة يف ضبط االجراءات‬
‫ادلتخذة هبدف احلفاظ على النظام العام‪ ،‬ورد أعمال اإلدارة إىل احلدود الضرورية وادلناسبة‬
‫وذباوز احلد الضروري وادلناسب للحفاظ على‬
‫للحفاظ على النظام العام‪ .‬وأي إجراءات تتخذ ُ‬
‫النظام العام تكون ابطلة ‪،‬وذلك كلو ربت رقابة القضاء‪.‬‬
‫ومبدأ التناسب لو وجهان‪:‬‬
‫الوجو األول‪ :‬ىو أال تكون العقوبة ادلقررة على اجلردية أو ادلخالفة مفرطة إىل حد الشطط الذي‬
‫تتأذى منو العدالة‪.‬‬
‫‪350‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫ردعا للمخالفُت‪ ،‬وال يتحقق هبا‬


‫الوجو الثاين‪ :‬وىو أال تكون العقوبة ادلقررة واىية ال ربقق ً‬
‫أىداف العقوبة‪.‬‬
‫فادلشرع حُت يقوم ابختيار اجلزاء أن يقيم ادلوازين القسط بُت أمور عدة‪ :‬قدر خطورة‬
‫ادلخالفة على ادلصاحل االجتماعية أو الفردية‪ ،‬ومدى ما حققو ادلخالف من منفعة نتيجة اقًتافها‪،‬‬
‫ومقدار ما ينالو اجلزاء يف ضوء ذلك من حق أو حرية أساسية‪ .‬وعلى قدر وصولو لنقطة التوازن‬
‫بينهم بقدر توفيقو يف الوصول إىل التناسب الذي يسيغو العقل أي الذي ال يكون معو اجلزاء‬
‫قاسيًا على ضلو ديثل معو عدواانً بغَت مقتضى على حرية أو حق أساسي‪ ،‬وال يعترب واىيًا فيكون‬
‫مدعاة إلغراء السفهاء على ىدر مصاحل جدير ابلرعاية(‪.)41‬‬
‫ومبدأ التناسب يعترب من ادلبادئ العامة للقانون اليت ذلا قيمة دستورية‪ ،‬ويًتتب على‬
‫ذلك أن أي تشريع أو الئحة أو قرار فردي خيالف ىذا ادلبدأ يكون ابطال‪.‬‬
‫وقد تواتر قضاء احملكمة الدستورية العليا يف مصر على إلزام السلطتُت التشريعية‬
‫والتنفيذية دببدأ التناسب فاستقر قضاءىا اوحيث إن قضاء ىذه احملكمة قد جرى على أن‬
‫شرعية اجلزاء‪ ،‬جنائيا كان‪ ،‬أو مدنيا‪ ،‬أو أتديبيا‪ ،‬مناطها‪ ،‬أن يكون متناسبًا مع األفعال اليت أشبها‬
‫ادلشرع‪ ،‬أو حظرىا‪ ،‬أو قيد مباشرهتا‪ ،‬وأن األصل يف العقوبة ىو معقوليتها‪ ،‬فال يكون التدخل‬
‫فيها إال بقدر ما يكون اجلزاء مالئما جلردية بذاهتا‪ ،‬ينبغي أن يتحدد على درجة خطورهتا ونوع‬
‫ادلصاحل اليت ترتبط هبا‪ ،‬ودبراعاة أن اجلزاء اجلنائي ال يكون سلالفا للدستور إال إذا اختل التعادل‬
‫بصورة ظاىرة بُت مداه وطبيعة اجلردية اليت تعلق هبا(‪.)42‬‬
‫بل إن احملكمة قررت يف صورة أوضح أن اجلزاء اجلنائي الذي ال يكون متناسبا مع‬
‫خطورة األفعال اليت أشبها ادلشرع يفقد مربرات وجوده‪ ،‬ويصلح تقييده للحرية الشخصية‬
‫اعتسافا‪ .‬فقد قررت احملكمة‪:‬‬
‫اوحيث إن قضاء ىذه احملكمة قد جرى على أن شرعية اجلزاء‪ ،‬جنائيا كان‪ ،‬أو مدنيا‪ ،‬أو‬
‫أتديبيا‪ ،‬مناطها‪ ،‬أن يكون متناسبا مع األفعال اليت أشبها ادلشرع‪ ،‬أو حظرىا‪ ،‬أو قيد مباشرهتا‪،‬‬
‫بغيضا أو عاتياً‪ ،‬أو كان متصال‬
‫وأن األصل يف العقوبة ىو معقوليتها‪ ،‬فكلما كان اجلزاء اجلنائي ً‬

‫‪351‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫أبفعال ال جيوز ذبرديها‪ ،‬أو رلافيا بصورة ظاىرة للحدود اليت يكون معها متناسبًا مع خطورة‬
‫األفعال اليت أشبها ادلشرع فإنو يفقد مربرات وجوده‪ ،‬ويصلح تقييده للحرية الشخصية‬
‫اعتسافاا(‪.)43‬‬
‫وقد توسعت احملكمة الدستورية العليا يف مشول مبدأ التناسب ليشمل صور اجلزاء كافة‬
‫فقررت‪ :‬اأن اجلزاء على الفعل جنائياً كان أم مدنياً أم أتديبياً أم مالياً ال يكون إفراطاً‪ ،‬بل‬
‫متناسباً معو ومتدرجاً بقدر خطورتو ووطأتو على الصاحل العام‪ ،‬فال يكون ىذا اجلزاء إعنااتًا(‪.)44‬‬
‫تطبيقات دلبدأ التناسب يف ظل جائحة كوروان‪:‬‬
‫ومن التطبيقات احلديثة دلبدأ التناسب ما قرره رللس الدولة الفرنسي بشأن اإلجراءات‬
‫اليت ازبذهتا احلكومة الفرنسية من فرض حظر شامل على حرية العبادة حيث ألغى اجمللس تلك‬
‫القرارات؛ ألن احلظر العام وادلطلق غَت متناسب مع اذلدف ادلتمثل يف احلفاظ على الصحة‬
‫العامة لذلك أمر رللس الدولة احلكومة الفرنسية إبعادة فتح دور العبادة‪ ،‬ورفع احلظر الشامل‬
‫عن التجمعات ادلفروض على خلفية فَتوس كوروان ادلستجد‪ ،‬مطالبا اباللتزام ابلتجمع يف‬
‫رلموعات صغَتة ‪،‬وجاء يف حيثيات قرار اجمللس أن ا حظر احلكومة ينتهك بشكل خطَت‬
‫وواضح حرية العبادة‪ ...‬وقرر أن احلظر العام وادلطلق غَت متناسب مع اذلدف ادلتمثل يف احلفاظ‬
‫على الصحة العامة‪ ..‬لذا جيب ازباذ إجراءات أقل صرامة ا(‪.)45‬‬
‫ويف ذات السياق ويف ‪2020 /5/6‬قررت احملكمة الدستورية الرومانية عدم دستورية‬
‫الغرامات ادلفروضة على سلالفي إجراءات اإلغالق اليت تستهدف احلد من انتشار فَتوس كوروان‬
‫بسبب إفراطها (عدم تناسبها) وغموض النص التشريعي الذي تستند إليو‪.‬‬
‫إذاً‪ ،‬أضحى مبدأ التناسب من ادلبادئ العامة للقانون ادلستقر عليها يف األمم ادلتحضرة‪،‬‬
‫وعلى السلطات العامة مراعاة تطبيق مبدأ التناسب عند ازباذ اإلجراءات االستثنائية اليت هتدف‬
‫إىل احلفاظ على النظام العام يف ظل جائحة كوروان (كوفيد – ‪.)19‬‬

‫‪352‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫اخلامتـــــــت‬
‫‪Conclusion‬‬
‫يف ختام ىذا البحث يصل الباحث النتائج والتوصيات األتية‪:‬‬
‫اوال‪ :‬االستىتاجاث‪:‬‬
‫‪Firstly: Conclusions:‬‬
‫‪ .1‬إن فكرة النظام العام ىي فكرة قانونية‪ ،‬وتعرب عن الروح اليت تسود النظام القانوين يف رلتمع‬
‫ما‪ ،‬ويف وقت زلدد‪ .‬وىي فكرة مرنة‪ ،‬ونسبية ومتطورة‪ .‬وذلا جذورىا يف كافة فروع القانون‪.‬‬
‫‪ .0‬إ ن مفهوم النظام العام خيتلف يف النظم الدديقراطية عنو يف النظم البوليسية‪ .‬فالنظام العام يف‬
‫النظم الدديقراطية يعرب عن اخلَت ادلشًتك للجميع‪ ،‬فهو شرط دلمارسة احلرية يف إطار‬
‫القانون‪ ،‬واحًتام حرايت اآلخرين‪ .‬أما يف النظم البوليسية والدكتاتورية فيستخدم النظام العام‬
‫كأداة للعصف ابحلقوق واحلرايت‪ ،‬وللحفاظ على أمن واستقرار النظام احلاكم‪.‬‬
‫‪ .3‬رأينا كيف أثرت جائحة كوروان أتثَتا مباشرا على بعض احلرايت األساسية ‪،‬مثل حرية التنقل‬
‫‪،‬واالجتماع‪ ،‬وحرية شلارسة الشعائر الدينية‪ ،‬وغَتىا من احلرايت‪.‬‬
‫‪ .4‬إن ادلبادئ العامة للقانون تقوم بدور ابرز وفعال‪-‬خاصة يف الظروف االستثنائية كاألوبئة‬
‫واحلروب‪ -‬يف احلد من إساءة استخدام فكرة النظام العام‪ ،‬ورد اإلجراءات ادلتخذة للحفاظ‬
‫عليو إىل احلدود الضرورية وادلعقولة‪.‬‬
‫ثاوٍا‪ :‬انتىصٍاث‪:‬‬
‫‪Secondly: Recommendations:‬‬
‫يوصي الباحث ادلشرع ابآلٌب‪:‬‬
‫‪ .1‬بضرورة مراعاة ادلبادئ القانونية العامة‪ ،‬خاصة مبدأي الضرورة والتناسب‪ ،‬فيما يقوم بو من‬
‫إجراءات وتدابَت وقائية دلواجهة جائحة كوروان‪.‬‬
‫‪ .0‬يدعو الباحث ادلشرع بضرورة التزامو دببدأ حياد القانون‪ ،‬وذلك أبن يكون اذلدف من أي‬
‫إجراءات يتخذىا ادلشرع يف مواجهة جائحة كوروان ىو احلفاظ على أمن واستقرار وسالمة‬
‫اجملتمع‪ .‬وليس استغالل اجلائحة لتقييد احلقوق واحلرايت العامة‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫‪ .3‬يذكر الباحث ادلشرع أن الدولة القانونية ىي اليت تتقيد‪ -‬يف كل الظروف واألحوال‪ -‬يف كل‬
‫تصرفاهتا سواء من حيث التشريع أو اإلدارة أو القضاء بقواعد قانونية تعلو عليها‪ ،‬وتكون‬
‫ضابطاً لتصرفاهتا‪ .‬وأنو ليس معٌت أننا نعيش يف ظروف استثنائية أن تتحلل السلطات من‬
‫اخلضوع للقانون‪.‬‬

‫‪354‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫اذلــىامــش‬
‫‪Endnotes‬‬
‫(‪ )1‬د‪ .‬دمحم عصفور‪ :‬وقاية النظام االجتماعي ابعتبارىا قيداً على احلرايت العامة‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪،‬حقوق‬
‫القاىرة ‪ 1961‬ص ‪.93‬‬
‫(‪ )2‬يف ىذا الشأن عرب مكتب األمم ادلتحدة حلقوق اإلنسان عن قلقو بشأن أكثر من ‪ 80‬دولة‪ ،‬أعلنت‬
‫حالة الطوارئ بسبب جائحة كوروان‪ ،‬حيث اعتقلت الشرطة أو احتجزت مئات اآلالف من الناس‬
‫وقتلت آخرين‪ .‬ودعت مفوضة األمم ادلتحدة العليا حلقوق االنسان ميشيل ابشليو الحًتام دولة‬
‫القانون رغم فَتوس كوروان ادلستجد عرب احلد زمنيا من التدابَت االستثنائية تفادايً الكارثة ا على‬
‫حقوق االنسان‪ .‬وأضافت ابشليو أنو نظرا إىل الطبيعة االستثنائية لألزمة من الواضح أن الدول حباجة‬
‫إىل صالحيات إضافية دلواجهتها‪ .‬لكن يف حال مل ُربًتم دولة القانون فقد تتحول األوضاع الصحية‬
‫الطارئة إىل كارثة على حقوق االنسان ستتخطى عواقبها السلبية تفشي الوابء لفًتة طويلة‪.‬ا وأكدت‬
‫أن اإلجراءات االستثنائية جيب أن تكون متناسبة وغَت سبييزية وزلددة زمنيا ا وأن زبضع لرقابة‬
‫بردلانية وقضائية مناسبة‪.‬‬
‫إىل جانب ذلك قال األمُت العام لألمم ادلتحدة أنطونيو جوتَتيش إن فَتوس كوروان ديكن أن يعطى‬
‫بعض الدول ذريعة الن تهاج خط قمعى ال عالقة لو ابجلائحة‪ ،‬وحذر من أن التفشي ديكن أن يسبب‬
‫أزمة حقوقية‪ .‬للمزيد انظر مقالة بعنوان ا كوروان فرصة للتعسف‪ :‬ىل تصبح حقوق االنسان ضحية‬
‫‪https://annabaa.org/‬‬ ‫اجلائحة ا لعبد االمَت ويح‪ ،‬منشورة على موقع‬
‫‪ " Arabic/rights/23298‬بتاريخ ‪.2020/5/23‬‬
‫(‪ )3‬أ‪.‬د منصور دمحم أضبد‪ :‬التوازن بُت مفهوم النظام العام وشلارسة احلقوق واحلرايت يف النظام الدستوري‪.‬‬
‫القاىرة‪ .‬دار النهضة العربية‪.2009 ،‬‬
‫(‪ )4‬أ‪.‬د عبد اذلادي فوزي العوضي‪ .‬ادلدخل لدراسة القانون ادلصري والعماين مع االشارة إىل الوضع يف‬
‫القانون الفرنسي‪ .‬القاىرة ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ 2010 .‬ص‪.76‬‬
‫(‪ )5‬حكمها بتاريخ ‪ 1979/1/17‬مشار إليو لدي د‪ .‬عبد اذلادي العوضي ادلرجع السابق ص ‪.76‬‬
‫(‪ )6‬أ‪.‬د دمحم بدران‪ :‬مضمون فكرة النظام العام ودورىا يف رلال الضبط اإلداري‪ .‬دراسة مقارنة يف‬
‫القانونُت ادلصري والفرنسي‪ .‬القاىرة‪ .‬دار النهضة العربية‪ 1992.‬ص ‪ .354‬مشار إليو لدي‬
‫الدكتور‪ .‬منصور دمحم أضبد‪ .‬مرجع سابق ص ‪.11‬‬

‫‪355‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫وانظر أيضا يف مدلول فكرة النظام العام يف مصر وفرنسا د‪ .‬حسام مرسي‪ :‬التنظيم القانوين للضبط‬
‫االداري‪ ،‬االسكندرية ‪،‬دار اجلامعة اجلديدة ‪ 2011‬ص ‪ 92‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )7‬د‪ .‬مروة دمحم عبد الغٍت‪ :‬فكرة النظام العام واآلداب وتطبيقاهتا يف القانون االمريكي مقارنة ابلقانون‬
‫ادلصري‪ .‬حبث دبجلة احلقوق للبحوث القانونية واالقتصادية ‪ .‬كلية احلقوق‪ .‬االسكندرية‪ .‬العدد‬
‫الثاين ‪ 2017‬اجمللد الثاين‪ .‬ص ‪.16، 15‬‬
‫(‪ )8‬د‪.‬دمحم أضبد فتح الباب‪ :‬سلطات الضبط االداري يف رلال شلارسة حرية االجتماعات ادراسة مقارنة ا‬
‫رسالة دكتوراه ‪،‬حقوق عُت مشس ‪ 1993‬ص ‪.38‬‬
‫(‪ )9‬وديع البقايل‪ :‬إشكالية التوفيق بُت النظام العام واحلرايت‪ ،‬حبث منشور دبجلو الفقو والقانون العدد‬
‫‪ 51‬يناير ‪ 2017‬ص ‪.62، 61‬‬
‫(‪ )11‬د‪ .‬دمحم عصفور‪ :‬وقاية النظام االجتماعي ابعتبارىا قيداً على احلرايت العامة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.97‬‬
‫(‪ )11‬أ‪.‬د‪ .‬دمحم عصفور‪ :‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫(‪ )12‬د‪ .‬أضبد عبد احلميد اذلندي‪ :‬حدود احلق يف تكوين اجلمعيات يف القانون الدويل حلقوق االنسان‪،‬‬
‫رللة احلقوق للبحوث القانونية واالقتصادية العدد الثاين ‪ 2017‬اجمللد الثالث ص ‪.1592‬‬
‫(‪ )13‬د‪ .‬دمحم عصفور‪ :‬مرجع سابق ص ‪.105‬‬
‫(‪ )14‬أ‪.‬د دمحم رفعت عبد الوىاب ‪،‬د‪ .‬ميادة عبد القادر إمساعيل‪ :‬القانون االداري‪ ،‬االسكندرية ‪،‬دار‬
‫اجلامعة اجلديدة للنشر ‪ 2015‬ص ‪.154‬‬
‫(‪ )15‬اجلريدة الرمسية – العدد ‪ 10‬مكرر السنة ‪ 63‬يف ‪.2020/3/9‬‬
‫(‪ )16‬اجلريدة الرمسية – العدد ‪ 18‬مكرر (أ) السنة ‪ 63‬يف ‪.2020/5/6‬‬
‫(‪ )17‬حكم زلكمة استئناف القاىرة يف الدعوي رقم ‪ 39‬لسنة ‪ 130‬قضائية‪ ،‬ربكيم الصادر جبلسة‬
‫‪ 2020/6/3‬منشور على شبكة القوانُت واألحكام ادلصرية على االنًتنت‪ .‬وانظر يف ربديد ادلقصود‬
‫من ادلبدأ وخواص ادلبادئ وادلؤثرات ذلا د‪ .‬عبد الرضبن رابح الكيايل‪ :‬ادلبادئ وتطورىا يف األفراد‬
‫واجلماعات ‪،‬رللة اجملمع العريب العلمي‪ ،‬العدد ‪ ،8،7‬اجمللد ‪ 1944 ،19‬ص ‪ 304‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )18‬ا نظر يف تعريف ادلبادئ العامة للقانون وأساسها القانوين وقوهتا القانونية أ‪.‬د سامي صبال الدين‪:‬‬
‫تدرج القواعد القانونية ومبادئ الشريعة االسالمية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪2013 ،‬‬
‫ص ‪.99‬‬

‫‪356‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫وانظر أيضا يف تعريفها أ‪.‬د مسَت تناغو‪ :‬النظرية العامة للقانون‪ ،‬االسكندرية ‪،‬منشأة ادلعارف ‪1999‬‬
‫ص ‪ 246‬وما بعدىا‪ .‬وانظر أيضا يف اجلذور التارخيية للمبادئ العامة للقانون ونشأهتا سارة صباح‬
‫اذلنداوي‪ ،‬مالك عبد اللطيف‪ :‬اعمال احملكم للمبادئ العامة للقانون رللة أىل البيت ‪،‬العدد ‪ 21‬ص‬
‫‪ 461‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )19‬أستاذان الدكتور دمحم رفعت عبد الوىاب‪ :‬ادلبادئ العامة للقانون كمصدر للمشروعية يف القانون‬
‫االداري‪ ،‬االسكندرية ‪،‬الدار اجلامعية ‪ 1992‬ص ‪.7‬‬
‫(‪ )21‬د‪ .‬دمحم عصفور‪ :‬مذاىب احملكمة االدارية العليا يف الرقابة والتفسَت واالبتداع‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫ادلطبعة العادلية ‪ 1957‬ص ‪.80‬‬
‫(‪ )21‬أ‪.‬د سامي صبال الدين‪ :‬مرجع سابق ص ‪.101،100‬‬
‫(‪ )22‬أ‪.‬د دمحم رفعت عبد الوىاب‪ :‬ادلبادئ القانونية العامة‪ ...‬مرجع سابق ص ‪.28‬‬
‫(‪ )23‬أ‪.‬د دمحم رفعت عبد الوىاب‪ :‬ادلرجع السابق ص ‪.33‬‬
‫(‪ )24‬سليمان سليم بطارسة‪ :‬ادلبادئ العامة للقانون وتطبيقاهتا يف فرنسا واألردن ‪ ،‬رللة دراسات علوم‬
‫الشريعة والقانون‪ ،‬اجمللد ‪ ،33‬العدد ‪ 2006، 1‬ص ‪.117‬‬
‫(‪ )25‬أ‪.‬د دمحم رفعت عبد الوىاب‪ :‬ادلرجع السابق ص ‪.38‬‬
‫(‪ )26‬انظر يف اخلالف الفقهي حول ربديد ادلرتبة االلزامية للمبادئ العامة للقانون أستاذان الدكتور‪ :‬سامي‬
‫صبال الدين‪ :‬تدرج القواعد القانونية ومبادئ الشريعة االسالمية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 109‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )27‬أ‪.‬د‪ .‬أضبد كمال أبو اجملد‪ :‬الرقابة على دستورية القوانُت يف الوالايت ادلتحدة االمريكية واالقليم‬
‫ادلصري‪ ،‬القاىرة ‪،‬دار النهضة ادلصرية ‪ 1960‬ص ‪.601‬ومن ىذا الرأي أيضا يف الفقو ادلصري‬
‫الدكتور‪ :‬على السيد الباز يف رسالتو للدكتوراه الرقابة على دستورية القوانُت يف مصر مع ادلقارنة‬
‫ابألنظمة الدستورية االجنبية‪ .‬حقوق االسكندرية ‪ 1978‬ص ‪ 392‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )28‬يؤيد ىذا الرأي االستاذ الدكتور عبد الرزاق السنهوري يف حبثو ا سلالفة التشريع للدستور واالضلراف‬
‫يف استعمال السلطة التشريعية‪ ،‬رللة رللس الدولة يناير ‪ 1952‬ص ‪ 59‬وما بعدىا‪ .‬ومن ىذا الرأي‬
‫أيضا‪ :‬أ‪.‬د عبد احلميد متويل‪ :‬مبدأ ادلشروعية ومشكلة ادلبادئ العليا غَت ادلدونة يف الدستور‪ ،‬رللة‬
‫احلقوق للبحوث القانونية واالقتصادية ‪ ،‬السنة ‪ 8‬العدد الرابع ‪ .1959‬وايضا د‪ .‬دمحم عصفور‪:‬‬
‫مذاىب احملكمة االدارية العليا‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ .357‬وأيضا ادلستشار الدكتور ‪ /‬عوض ادلر‪:‬‬
‫الرقابة على دستورية القوانُت يف مالزلها الرئيسية‪ ،‬مركز رينيو – جان دبوي للقانون والتنمية ص ‪92‬‬

‫‪357‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫حيث يقرر أن الرقابة على دستورية القوانُت ال تنحصر يف النصوص اليت نص عليها الدستور‬
‫صراحة‪ ،‬وإمنا تندمج فيها كذلك احلقوق اليت كفلها ضمنا – لتعلو صبيعها على ما سواىا – دبا حيول‬
‫دون تدخل ادلشرع لتحريفها‪.‬‬
‫(‪ )29‬أ‪.‬د سامي صبال الدين‪ :‬تدرج القواعد القانونية ومبادئ الشريعة االسالمية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪113‬‬
‫وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )31‬ا‪.‬د دمحم رفعت عبد الوىاب‪ :‬ادلبادئ العامة للقانون‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.175‬‬
‫(‪ )31‬مشار ذلذا احلكم لدى د‪ .‬دمحم عصفور‪ :‬مذاىب احملكمة االدارية العليا‪ ...‬مرجع سابق ص ‪.82‬‬
‫(‪ )32‬مشار إليو لدي أ‪.‬د اضبد كمال أ بو اجملد‪ :‬مرجع سابق ص ‪ .598‬ومن أحكامها احلديث يف ىذا‬
‫الشأن ما قررتو احملكمة االدارية العليا يف ‪ 2020/7/3‬من إلغاء القرار الصادر من رللس أتديب‬
‫ادلعيدين وادلدرسُت ادلساعدين جبامعة اسكندرية بفصل معيدة‪ ،‬واإلكتفاء خبصم ثالثُت يوما من راتبها‬
‫دلخالفتو مبدأ التناسب بُت ادلخالفة واجلزاء‪ ،‬وىو من ادلبادئ العامة للقانون كما سنوضح الحقا‪،‬‬
‫واحلكم منشور على صفحة ادلستحدث يف قضاء رللس الدولة على االنًتنت‪.‬‬
‫(‪ )33‬جدير ابلذكر أنو ىناك فارق بُت ادلبادئ العامة للقانون وبُت ما اصطلح على تسميتو ابدلبادئ‬
‫احلاكمة للدستور أو الفوق الدستورية‪ ،‬حيث أنو ال يوجد ما يسمى ابدلبادئ الفوق الدستورية‪ ،‬وال‬
‫جيوز أن يكون ىناك مبدأ يعلو على الدستور ألن القول بذلك يعٍت وجود سلطة تعلو سلطة الشعب‬
‫صاحب السلطة التأسيسية األصلية‪ ،‬فالشعب ىو صانع الدستور ‪،‬وال سلطة تعلوه يف ادلرتبة‬
‫القانونية‪ .‬للمزيد من التفصيل انظر استاذان الدكتور‪ :‬دمحم ابىي أبو يونس‪ ،‬أصول القضاء الدستوري‪،‬‬
‫االسكندرية ‪،‬دار اجلامعة اجلديدة ‪2015‬ص ‪.6،5‬‬
‫(‪ )34‬احملكمة الدستورية العليا‪ ،1994/8/14 :‬القضية رقم ‪ 35‬لسنة ‪ 9‬قضائية ادستورية ا اجلزء السادس‬
‫من أحكام احملكمة ص ‪ ،331‬وانظر أيضا أ‪.‬د سامي صبال الدين‪ :‬تدرج القواعد القانونية‪ ..‬مرجع‬
‫سابق ص ‪ 123‬ىامش ‪.2‬‬
‫(‪ )35‬ىذا احلكم مشار إليو لدي الدكتور أضبد كمال أبو اجملد‪ :‬الرقابة على دستورية القوانُت‪ :‬مرجع سابق‬
‫ص ‪.617‬‬
‫(‪ )36‬احملكمة الدستورية العليا‪ ،1992/1/4 :‬القضية رقم ‪ 22‬لسنة ‪ 8‬قضائية ادستورية ا ادلوسوعة‬
‫الشاملة ألحكام احملكمة منذ إنشائها وحىت نوفمرب ‪ ،2009‬اصدار جلنة الشباب بنقابة احملامُت‬
‫ادلصرية ‪ 2010‬اجمللد األول ص ‪.272‬‬

‫‪358‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫(‪ )37‬أ‪.‬د دمحم ابىي أبو يونس‪ :‬الرقابة القضائية على شرعية اجلزاءات االدارية العامة‪ .‬االسكندرية‪ ،‬دار‬
‫اجلامعة اجلديدة‪ ،‬ص ‪.95، 94‬‬
‫(‪ )38‬احملكمة الدستورية العليا‪ 12 :‬فربابر ‪ .1992‬القضية رقم ‪ 105‬لسنة ‪ 12‬قضائية ادستورية ا‬
‫ادلوسوعة الدستورية‪ .‬مرجع سابق‪ .‬اجمللد الثاين‪ .‬ص ‪.522‬‬
‫(‪ )39‬حكم زلكمة القضاء االداري يف ‪ 1951/7/31‬يف القضية رقم ‪ 1320‬لسنة ‪ 5‬ق واحلكم منشور يف‬
‫كتاب ا دور رللس الدولة ادلصري يف ضباية احلقوق واحلرايت العامة ا اجلزء األول‪ .‬للمستشار‬
‫الدكتور‪ :‬فاروق عبد الرب ص ‪.337‬‬
‫(‪ )41‬تصرحياهتا ادلنشور على موقع فرانس ‪ 24‬وادلنشورة يف ‪.2020/4/27‬‬
‫(‪ )41‬ا‪.‬د دمحم ابىي أبو يونس‪ :‬الرقابة على شرعية اجلزاءات االدارية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.155‬‬
‫(‪ )42‬احملكمة الدستورية العليا‪ 5 :‬ديسمرب ‪ .2015‬القضية ‪ 173‬لسنة ‪ 29‬قضائية ادستورية ا رلموعة‬
‫احكام احملكمة يف تسع سنوات من ‪ 2017 :2009‬القاىرة‪ ،‬دار العريب للنشر والتوزيع ص ‪.189‬‬
‫(‪ )43‬احملكمة الدستورية العليا‪ 2 :‬يونيو ‪ .2001‬القضية رقم ‪ 114‬لسنة ‪ 21‬قضائية ادستورية ا ادلوسوعة‬
‫الشاملة ادلرجع السابق اجمللد الرابع ص ‪.1830‬‬
‫(‪ )44‬احملكمة الدستورية العليا‪ .1996/2/3 :‬القضية رقم ‪ 33‬لسنة ‪ 16‬قضائية ادستورية ا‪ .‬مشار إليو‬
‫لدي الدكتور‪ :‬أضبد دمحم حسب النيب الشوري‪ .‬الدور السياسي للقضاء الدستوري‪ .‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫حقوق ادلنصورة ‪ 2017‬ص ‪.308‬‬
‫(‪ )45‬جريدة الشروق ادلصرية يف ‪.2020/5/19‬‬

‫‪359‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫ادلصـــــــادر‬
‫‪References‬‬
‫أضبد عبد احلميد اذلندي‪ :‬حدود احلق يف تكوين اجلمعيات يف القانون الدويل حلقوق‬ ‫‪.I‬‬
‫االنسان‪ ،‬رللة احلقوق للبحوث القانونية واالقتصادية العدد الثاين ‪ 2017‬اجمللد‬
‫الثالث‪.‬‬
‫أضبد كمال أبو اجملد‪ :‬الرقابة على دستورية القوانُت يف الوالايت ادلتحدة االمريكية‬ ‫‪.II‬‬
‫واالقليم ادلصري‪ ،‬القاىرة ‪،‬دار النهضة ادلصرية ‪.1960‬‬
‫أضبد دمحم حسب النيب الشوري‪ :‬الدور السياسي للقضاء الدستوري‪ .‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫‪.III‬‬
‫حقوق ادلنصورة ‪.2017‬‬
‫حسام مرسي‪ :‬التنظيم القانوين للضبط االداري‪ :‬دار اجلامعة اجلديدة االسكندرية‬ ‫‪.IV‬‬
‫‪.2011‬‬
‫سارة صباح ‪،‬مالك عبد اللطيف‪ :‬اعمال احملكم للمبادئ العامة للقانون‪ ،‬رللة أىل‬ ‫‪.V‬‬
‫البيت ع ‪.21‬‬
‫سامي صبال الدين‪ :‬تدرج القواعد القانونية ومبادئ الشريعة االسالمية‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬ ‫‪.VI‬‬
‫دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪ 2013 ،‬ص ‪.99‬‬
‫سليمان سليم بطارسة‪ :‬ادلبادئ العامة للقانون وتطبيقاهتا يف فرنسا واالردن ‪،‬رللة‬ ‫‪.VII‬‬
‫دراسات علوم الشريعة والقانون العدد ‪.2006، 1‬‬
‫مسَت تناغو‪ :‬النظرية العامة للقانون‪ ،‬االسكندرية ‪،‬منشأة ادلعارف ‪.1999‬‬ ‫‪.VIII‬‬
‫عبد احلميد متويل‪ :‬مبدأ ادلشروعية ومشكلة ادلبادئ العليا غَت ادلدونة يف الدستور‪،‬‬ ‫‪.IX‬‬
‫رللة احلقوق للبحوث القانونية واالقتصادية ‪ ،‬السنة ‪ 8‬العدد الرابع ‪.1959‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري يف حبثو ا سلالفة التشريع للدستور واالضلراف يف استعمال‬ ‫‪.X‬‬
‫السلطة التشريعية‪ ،‬رللة رللس الدولة يناير ‪.1952‬‬

‫‪360‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬

‫عبد الرضبن رابح الكيايل‪ :‬ادلبادئ وتطورىا يف االفراد واجلماعات‪ :‬رللة اجملمع العلمي‬ ‫‪.XI‬‬
‫العريب مج ‪ ،19‬ج ‪.1944 8،7‬‬
‫عبد اذلادي فوزي العوضي‪ .‬ادلدخل لدراسة القانون ادلصري والعماين مع االشارة إىل‬ ‫‪.XII‬‬
‫الوضع يف القانون الفرنسي‪ .‬القاىرة ‪ ،‬دار النهضة العربية‪.2010 .‬‬
‫على السيد الباز يف رسالتو للدكتوراه الرقابة على دستورية القوانُت يف مصر مع ادلقارنة‬ ‫‪.XIII‬‬
‫ابالنظمة الدستورية االجنبية‪ .‬حقوق االسكندرية ‪.1978‬‬
‫عوض ادلر‪ :‬الرقابة على دستورية القوانُت يف مالزلها الرئيسية‪ ،‬مركز رينيو – جان‬ ‫‪.XIV‬‬
‫دبوي للقانون والتنمية‪.2002‬‬
‫فاروق عبد الرب‪ :‬ا دور رللس الدولة ادلصري يف ضباية احلقوق واحلرايت العامة ا اجلزء‬ ‫‪.XV‬‬
‫األول‪.‬‬
‫دمحم أضبد فتح الباب‪ :‬سلطات الضبط االداري يف رلال شلارسة حرية االجتماعات‬ ‫‪.XVI‬‬
‫ادراسة مقارنة ا رسالة دكتوراه ‪،‬حقوق عُت مشس ‪.1993‬‬
‫دمحم ابىي أبو يونس‪ :‬الرقابة القضائية على شرعية اجلزاءات االدارية العامة‪.‬‬ ‫‪.XVII‬‬
‫االسكندرية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة ‪.2000،‬‬
‫‪ .XVIII‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ :‬أصول القضاء الدستوري‪ :‬االسكندرية ‪،‬دار اجلامعة اجلديدة ‪.2015‬‬
‫دمحم رفعت عبد الوىاب‪ :‬ادلبادئ العامة للقانون كمصدر للمشروعية يف القانون‬ ‫‪.XIX‬‬
‫االداري‪ ،‬االسكندرية ‪،‬الدار اجلامعية ‪.1992‬‬
‫دمحم رفعت عبد الوىاب ‪،‬د‪ .‬ميادة عبد القادر إمساعيل‪ :‬القانون االداري‪ ،‬االسكندرية‬ ‫‪.XX‬‬
‫‪،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر ‪.2015‬‬
‫دمحم عصفور‪ :‬وقاية النظام االجتماعي ابعتبارىا قيداً على احلرايت العامة‪ ،‬رسالة‬ ‫‪.XXI‬‬
‫دكتوراه ‪،‬حقوق القاىرة ‪.1961‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪ :‬مذاىب احملكمة االدارية العليا يف الرقابة والتفسَت واالبتداع‪ ،‬اجلزء األول‪،‬‬ ‫‪.XXII‬‬
‫القاىرة‪ ،‬ادلطبعة ا د ‪ 1960‬ص ‪601‬‬

‫‪361‬‬
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫‪ .XXIII‬مروة دمحم عبد الغٍت‪ :‬فكرة النظام العام واالداب وتطبيقاهتا يف القانون االمريكي مقارنة‬
‫ابلقانون ادلصري‪ .‬حبث دبجلة احلقوق للبحوث القانونية واالقتصادية ‪ .‬كلية احلقوق‪.‬‬
‫االسكندرية‪ .‬العدد الثاين ‪ 2017‬اجمللد الثاين‪.‬‬
‫‪ .XXIV‬منصور دمحم أضبد‪ :‬التوازن بُت مفهوم النظام العام وشلارسة احلقوق واحلرايت يف النظام‬
‫الدستوري‪ .‬القاىرة‪ .‬دار النهضة العربية‪.2009 .‬‬
‫وديع البقايل‪ :‬إشكالية التوفيق بُت النظام العام واحلرايت‪ ،‬حبث منشور دبجلو الفقو‬ ‫‪.XXV‬‬
‫والقانون العدد ‪ 51‬يناير ‪.2017‬‬

‫‪362‬‬
‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬ 0202 – ‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول‬

The role of general principles of law in controlling the idea


An applied study on the Corona pandemic :of public order
Dr. Mohammed Abdul jaleel Abdul Qawi Ghazi Al Mur
Legal Researcher at Egyptian Customs office

Abstract
In light of the spread of the Corona pandemic since the end of
last year until now, many countries have taken a number of strict
decisions and restrictions to limit the spread of this deadly virus,
which is fast-spreading, and easy to infect. The state of emergency
was declared, and citizens' exercise of a number of basic freedoms
was suspended, such as freedom of movement, restrictions on public
and private meetings, suspension of work in courts, and the closure of
places of worship. Precautionary actions and measures.
The natural objective and justification for these measures was to
preserve public order in one of its most vital elements, which is public
health. Undoubtedly, no one disputes the importance of preserving
public order and the public health of citizens, as it is one of the most
important vital social interests. To ensure the security and stability of
society and the citizen, and what increases the seriousness of the
situation is the nature of the idea of public order itself, as it is a
general and broad idea, and it is difficult to define. Therefore, we find
that the administrative control authorities have a wide margin of
freedom in the matter of identifying cases of abuse.
Therefore, the general principles of law come as objective
restrictions to control the idea of public order, and to narrow its
scope. This is to establish a kind of balance between the requirements
of maintaining public order on the one hand, and ensuring that public
order is not abused as a means against the freedoms of individuals on
the other hand.

Journal of Juridical and Political Science


Web: www.lawjur.uodiyala.edu.iq
363
‫املؤتمرالافتراض ي العلمي الدولي ألاول – ‪0202‬‬ ‫مجلة العلوم القانونية والسياسية‬

‫‪364‬‬

You might also like